آخر 10 مشاركات
✨الصالون الأدبي لرمضان 2024 ✨ (الكاتـب : رانو قنديل - )           »          602 - عودة الحب الى قلبي - كارول مورتيمر - ق.ع.د.ن *** (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          جدران دافئة (2) .. سلسلة مشاعر صادقة (الكاتـب : كلبهار - )           »          صفقة طفل دراكون(156)للكاتبة:Tara Pammi(ج2من سلسلة آل دراكون الملكيين)كاملة+رابط (الكاتـب : Gege86 - )           »          عالقة بشباك الشيطان (105) للكاتبة: Carole Mortimer *كاملة* (الكاتـب : Gege86 - )           »          عشق من قلـب الصوارم * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : عاشقةديرتها - )           »          معذبتي الحمراء (151) للكاتبة: Kim Lawrence *كاملة+روابط* (الكاتـب : Gege86 - )           »          ساحرتي (1) *مميزة , مكتملة* .. سلسلة عندما تعشق القلوب (الكاتـب : lossil - )           »          ثَأري..فَغُفْراَنَك (الكاتـب : حور الحسيني - )           »          الرزق على الله .. للكاتبه :هاردلك يا قلب×كامله× (الكاتـب : بحر الندى - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree626Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 30-01-21, 08:44 AM   #31

غدا يوم اخر

? العضوٌ??? » 5865
?  التسِجيلٌ » Apr 2008
? مشَارَ?اتْي » 1,152
?  نُقآطِيْ » غدا يوم اخر is on a distinguished road
افتراضي


تصرفات الاطفال تبع الصدمات يكون طفل موذي بدل ان يتات يتنمر بدل ان يطح اسئله يضرب يخرب للفت الانظار ضرب الاخ الاصغر سائد لكن اعتقد ان حضور الجدة والخالةالمراقب للاطفال ضبطهم قبل يوصلون ربما بعد موقف جدتهم العدائي يكون رد فعلهم عدائي

غدا يوم اخر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-01-21, 11:25 AM   #32

رىرى45

? العضوٌ??? » 285476
?  التسِجيلٌ » Jan 2013
? مشَارَ?اتْي » 1,197
?  نُقآطِيْ » رىرى45 has a reputation beyond reputeرىرى45 has a reputation beyond reputeرىرى45 has a reputation beyond reputeرىرى45 has a reputation beyond reputeرىرى45 has a reputation beyond reputeرىرى45 has a reputation beyond reputeرىرى45 has a reputation beyond reputeرىرى45 has a reputation beyond reputeرىرى45 has a reputation beyond reputeرىرى45 has a reputation beyond reputeرىرى45 has a reputation beyond repute
افتراضي

موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .

رىرى45 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-01-21, 12:32 PM   #33

um soso

مشرفة وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء ومراسلة خاصة بأدب وأدباء في المنتدى الأدبي

alkap ~
 
الصورة الرمزية um soso

? العضوٌ??? » 90020
?  التسِجيلٌ » May 2009
? مشَارَ?اتْي » 33,769
?  مُ?إني » العراق
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
?  نُقآطِيْ » um soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond repute
افتراضي

السلام عليكم

روايه جميله وحكايات كثيره

ربما لنتجدي تواجدي كثيرا فانا اصبحت قليلة التواجد

لكني تذكري اني متابعه لروايتك دائما

للنهايه معك

هل ياترى لينا ستكون البديله لاختها المتوفاة

وهل سترضى زوجة ابيها بهذا

وهل سيسقط كريم بفخ سلمى الحربايه

وماذا ينتظر صفاء المسكينه البريئه نتيجة تحقيقها رغبات زوجها وتربص الحاقدين به

وهل وهل

الكثير من الاسئله لان الحكايات تحوي الكثير

بالتوفيق


um soso غير متواجد حالياً  
التوقيع
روايتي الاولى وبياض ثوبك يشهدُ

https://www.rewity.com/forum/t406572.html#post13143524

روايتي الثانيه والروح اذا جرحت
https://www.rewity.com/forum/t450008.html





رد مع اقتباس
قديم 31-01-21, 12:25 AM   #34

hollygogo

كاتبة بمنتدى قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 460860
?  التسِجيلٌ » Jan 2020
? مشَارَ?اتْي » 657
?  نُقآطِيْ » hollygogo is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة غدا يوم اخر مشاهدة المشاركة
تصرفات الاطفال تبع الصدمات يكون طفل موذي بدل ان يتات يتنمر بدل ان يطح اسئله يضرب يخرب للفت الانظار ضرب الاخ الاصغر سائد لكن اعتقد ان حضور الجدة والخالةالمراقب للاطفال ضبطهم قبل يوصلون ربما بعد موقف جدتهم العدائي يكون رد فعلهم عدائي
ايوه فهمت قصدك، معاك حق أحيانا في أطفال بيتصرفوا بالطريقة دي لما بيتعرضوا لأذي أو يمروا بموقف فقد، فعلا ملك حيكون لها رد فعل لفقد والدتها حيبان ان شالله الفصول الجاية.


hollygogo غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 31-01-21, 12:26 AM   #35

hollygogo

كاتبة بمنتدى قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 460860
?  التسِجيلٌ » Jan 2020
? مشَارَ?اتْي » 657
?  نُقآطِيْ » hollygogo is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رىرى45 مشاهدة المشاركة
موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .
تسلمي شكرا لمرورك


hollygogo غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 31-01-21, 12:32 AM   #36

hollygogo

كاتبة بمنتدى قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 460860
?  التسِجيلٌ » Jan 2020
? مشَارَ?اتْي » 657
?  نُقآطِيْ » hollygogo is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة um soso مشاهدة المشاركة
السلام عليكم

روايه جميله وحكايات كثيره

ربما لنتجدي تواجدي كثيرا فانا اصبحت قليلة التواجد

لكني تذكري اني متابعه لروايتك دائما

للنهايه معك

هل ياترى لينا ستكون البديله لاختها المتوفاة

وهل سترضى زوجة ابيها بهذا

وهل سيسقط كريم بفخ سلمى الحربايه

وماذا ينتظر صفاء المسكينه البريئه نتيجة تحقيقها رغبات زوجها وتربص الحاقدين به

وهل وهل

الكثير من الاسئله لان الحكايات تحوي الكثير

بالتوفيق
تسلمي يارب حقيقي أسعدتيني جدا بكلماتك فوق الوصف، مبسوطة انها عجبتك جدا ويارب يكون الباقي عند حسن ظنك


hollygogo غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-02-21, 03:10 AM   #37

hollygogo

كاتبة بمنتدى قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 460860
?  التسِجيلٌ » Jan 2020
? مشَارَ?اتْي » 657
?  نُقآطِيْ » hollygogo is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس من الفصل الرابع
هل للعطر لغة؟ هل يتحدث؟
هل يستطيع أن يبحر بك بين ذكرياتك؟
تلك الرائحة كأنها سافرت به عبر الزمن.
أرجعته أكثر من عشر سنوات للوراء.
لسني المراهقة وفوران الشباب.
لأول دقة قلب وغرقان في لهفة الحب
ود لو يغلق عينيه ويشم فقط تلك الرائحة ويغرق في بحر ذكرياته دون أن يقاطعه أحد.


hollygogo غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-02-21, 01:12 AM   #38

hollygogo

كاتبة بمنتدى قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 460860
?  التسِجيلٌ » Jan 2020
? مشَارَ?اتْي » 657
?  نُقآطِيْ » hollygogo is on a distinguished road
افتراضي

الفصل الرابع

تقف أمام المرآة تتأمل هيئتها بإعجاب لا ينضب لنفسها.
اليوم هو اليوم الموعود.
يوم اللقاء الذي انتظرته ثلاثة أشهر كاملة.
اليوم الذي تعلم أن كريم سيسلم جميع رايته أمامها.
تتأمل ما ترتديه برضي مثنية على اختيارها.
اختارت طقما لم ترتديه منذ ما يقارب الثماني سنوات، طقما كان كريم يحبه كثيرا، صففت شعرها كما يحب، وأخيرا اللمسة الأخيرة أغرقت نفسها بعطر كان يعشقه، بدا مظهرها كأيام الجامعة تماما، تطلعت لنفسها وهي مدركة أن كريم لن يستطيع مقاومتها وأن النصر سيكون حليفها بلا جدال.
تحركت للخارج بثقة مدركة أن لحظة المواجهة قد حانت أخيرا.
ما إن خرجت من حجرتها ورأت رجاء التي كانت تعطي والديها أدويتهم هيئتها حتى سألتها بتحفز: إلى اين سلمى؟
تأففت ترد عليها بضيق: سأذهب لمقابلة صديق.
نظرت رجاء إلى والدها متوقعة استنكاره ورفضه ولكنه فاجئها بحديثه مع سلمي: لا تتأخري حبيبتي ليلاً واستمتعي بوقتك.
نظرت له رجاء تسأله باستنكار: أبي تقول أنها ذاهبة لمقابلة صديق، هل سمعتها؟
كانت والدتها هي من تدخلت هذه المرة قائلة: دعيها رجاء يكفي قهرتها على طلاقها دعيها تروح عن نفسها.
نظرت لهم بذهول وهي تتطلع إليهم فوالدها هذا وقت عقد قرانها كان لا يدعها تخرج مع زوجها مخبرا إياها ان تخرج معه عندما تصير في بيته، الآن يدع سلمي تقابل صديق.
لم تستطع الصمت أكثر وهي تري سلمي تهم بالخروج فسألتها: هل ستقابلين هذا الشاب المتزوج؟
تألقت عينا سلمي وهي ترد عليها: سأقابله، وبالمناسبة اسمه كريم.
وخرجت بينما رجاء تطلعت في إثرها وقلبها منقبض، الآن أدركت سر هيئتها الغريبة وارتدائها لثيابها القديمة التي لم ترتديها منذ أعوام، انقبض قلبها رغماً عنها وهي تتذكر وجه زوجته وابنه في الصورة، سؤال واحد دار بعقلها" هل ستنجح سلمي فيما تنتويه"

*******

علي صمتها منذ استيقاظها عيونها حمراء منتفخة وكأنها كانت تبكي طوال الليل، فعلت كل ما رغبت حماتها به بدون أي تعليق، لم تجب تساؤلات ضحي شقيقة زوجها القلقة عليها، لم ترد علي استفزاز حماتها، كانت صامته تعمل بدون كلام، ولكنها كانت تشعر بالاختناق، كانت تريد أن تبكي فقط، تريد حضن والدتها الدافئ فقط، عندما لم تستطع التحمل أكثر أرسلت رسالة لمحسن تستأذن أنها تريد الذهاب لوالدتها لأمر عاجل، وعندما رد عليها بالموافقة أسرعت تخرج لم تلتفت لتوبيخ حماتها، تريد فقط الفرار من هذا البيت، تشعر بثقل في نفسها لا تتحمله، دمعت عيناها وهي تتذكر ليلتها بالأمس، سعيدة هي منذ يومين تكاد تطير من فرحتها لتلمس السحاب، منذ ثلاثة أيام ومحسن مختلف يتحدث معها يضحك يحكي عن يومه، ثم يطلب منها ما يريد وهي أحبت هذا التغيير بشدة، وتجاوبت معه لأنه لامس مشاعرها، أشعرها بأنها انسانة وليست آلة لتفريغ الشهوة، قادها لمشاعر لم تشعر بها من قبل، أحاسيس جديدة لم يألفها جسدها من قبل، أحاسيس كادت توقعها بالأمس في ذنب لم تكن تظن انها قد تقترب منه يوما، تماسكت حتي لا تبكي في الطريق، تماسكت حتي تصل لمنزل والدتها التي ما إن فتحت لها الباب حتي انهارت في أحضانها باكية.

********
منغمسة في عملها منذ الصباح، لم تقم من مكانها منذ وصولها للعمل، مستغرقة بكليتها في التصميم الذي تعمل عليه، لم تنتبه لدخول كريم الحجرة ونظرته غير الراضية، انتفضت على صوته الذي انتزعها من استغراقها "مرام"
رفعت نظرها إليها تعاتبه: لقد افزعتني كريم.
وبخها وهو يسحبها لتقوم من مكانها: هل تعلمي أنك منذ وصولنا لم تتحركي من مكانك، وتعودين تشتكي من رقبتك ليلاً، كم مرة أخبرتك أن تأخذي استراحة كل ساعة لبضع دقائق ترتاحين فيها قليلا، لماذا لا تسمعي الكلام؟
حركت رقبتها يمينا ويسارا ترد عليه بنبرة متألمة: رقبتي متشنجة بالفعل، لقد استغرقت في العمل لم أشعر بمرور الوقت.
تابع توبيخها وهو يمد يديه ليدلك رقبتها: أخبرتك أن تضبطي هاتفك ليرن المنبه كل ساعة، ولكنك لا تسمعي الكلام ماذا أفعل بك أنا؟، في المرة القادمة سأعاقبك كما أعاقب إياد.
ابتسمت ولم ترد، مغلقة عينيها باسترخاء مستمتعة بالتدليك، ابتسم وهو يراقب ملامحها المسترخية، مرام زوجته هادئة الطباع والملامح في مزيج فريد يجزم أنه لا يتوفر الا بها هي، ذات عيون واسعة ناعسة مجرد النظر في عينيها يعطيه شعور بالاسترخاء والهدوء، بشرتها حنطية وشعرها حالك السواد، ذات جسم نحيل وصغير، ابتسم وهو يخبرها: استطال شعرك كثيرا مرام.
فتحت عينيها تنظر إليه: معك حق أفكر أن أذهب اليوم إلى مصفف الشعر لأقصه.
تبرم قائلا: إنه جميل هكذا، أحبه طويلا مرام، لا أعرف سر ولعك بقصه هكذا، اتركيه هذه المرة من أجلي.
اعتدلت ونفس النظرة تعلو ملامحها عندما يتحدث عن شعرها أو طفولتها، نظرة يحاول تفسيرها ولكنه يفشل بكل مرة: آسفة كريم، أتمنى حقا أن ألبي طلبك ولكن لن أستطيع، لا أحبه طويلا، يشعرني بالاختناق.

تأمل ملامحها محاولا أن يستشف أي شيء ولكنه كالعادة يفشل، سألها بشكل مباشر: لماذا؟ أخبريني.
شردت عيناها وهي تحدثه بنفس الشرود: أتعلم لقد كان يوما طويلا للغاية، كان يتجاوز أسفل ظهري بكثير، ولكن قصصته وأقسمت أن لا أطيله يوماً.
انتظر وصبر، تمني أن تكمل، أن تحدثه، أن تشاركه بما يؤلمها ولكنها صمتت ككل مرة محاولة تغيير الحديث، ولكنه لم يصمت هذه المرة بل قاطعها يسألها: لماذا لا تشاركيني بما يؤلمك مرام، لماذا لا تحكي لي، أنا زوجك.
ابتسمت وهي ترد عليه بنبرة عاشقه: بل أنت أغلي شخص وأحب شخص لقلبي.
- لماذا إذاً لا تحكي لي، لماذا تحتفظين دوما لنفسك بما يؤلمك، ألا تثقين بي؟
نفت بسرعه ترد عليه: تعلم أني أثق بك ثقة عمياء، ولكنني لا أحب أن أتذكر، أنا أشعر بنفسي ولدت يوم تزوجتك، لا أرغب بتذكر الماضي، اتناساه كريم، فلا تسألني عنه، اتفقنا.
لم يرد عليها ظل يتأملها، فقامت تهرب من تفحصه تقول: أفكر أن أذهب الآن لِمصفف الشعر وآخذ استراحة ما رأيك؟
-كما تحبين مرام، هل آتي لأوصلك؟
- لا فقط اعطيني مفاتيح السيارة.
ناولها المفاتيح وهو يؤكد عليها: لا تتهوري، سيري بسرعة معتدلة، واتصلي بي عندما تصلين.
أومأت برأسها وهي تلوح بيديها منصرفة، تابعها ببصره حتى انصرفت مفكراً بها وبكتمانها الدائم لما يؤلمها، يود أن تحكي له فيشاركها آلامها، ظل عقله مشغولا بها حتى لاح له وجه عمار وهو يدخل غرفتهم متجهم الوجه فأسرع للحاق به وهو يشعر أن صديقه ليس على ما يرام هذه الفترة.

*******
وجوم سيطر علي ملامحهم جميعا، كانوا معا بأجسادهم في الغرفة ولكن كل واحد منهم غارق في دنيا أخري، كلهم كانت أفكارهم متعلقة بنفس الشخص، الحاضرة الغائبة تسنيم، عادوا اليوم إلي منزلهم بعد انتهاء أيام العزاء الثلاث، كل يفكر فلينا تفكر في ملك ومالك وهل سيستطيعون تعويضهم عن فقد تسنيم، وحمزه باله مشغول بأبيه وأمه هل سيتحملون فراق تسنيم، أما صفية فكانت غارقة في ذكري ابنتها تتذكر ولادتها وطفولتها وشبابها، بداخلها نار تحرقها، نار الفقد، نار تكويها، وهل هناك أغلي من الابن في قلب الأم؟، أما عبد الله فكان غارق في ذكرياته مع ابنته كانت بهجة البيت دائمة الحركة والمرح، تنير مكان وجودها، لكم افتقدها، كيف سيعيش بدون وجودها؟، قام حمزة يحيط والدته يحاول تهدئتها بعد انفجارها في نوبة بكاء جديدة، ربت علي كفها وهو يحتضنها هامسا لها: اصبري حبيبتي، اصبري.
كانت تبكي بلا كلام، بكاء صامت موجع مما دفع دموع حمزة للسيل وهو يتساءل بداخله هل سيستطيعون المرور من هذه الأزمة وهذا الفقد؟
قامت لينا إلى والدها الصامت منذ وفاة تسنيم، لا يتحدث فقط صامت، حتى البكاء كف عنه، في أول يوم بكي وانهار، ولكنه تماسك بعدها واستجمع نفسه، تتمني لو يبكي لو يخرج ما بداخله عله يستريح، اقتربت وألقت برأسها على كتفه فاحتضنها، كان يحتاج لهذا الحضن أكثر منها، حضن ابنته الكبرى، ذكري أمها الغالية التي لم ينساها يوما، وهي استكانت بحضنه علمت أنه بحاجة لهذا الحضن، لم تبتعد ككل مرة هرباً من نظرات زوجته القاسية، لحظات صمت مضت حتى قطعها شهقات صفية وهي تحدث زوجها: تحتضن ابنتك وابنتي تحت التراب.
شعرت بتصلب كف أبيها فوق كتفها، خشت من انفجاره في هذه الظروف فمالت تقبله تهمس له: إنها تتألم أبي، ليست بوعيها، إنها تحتاجك، وأنت أيضا تحتاجها، أنا سأدخل لأرتاح قليلا.
سمعت زفرته الحارة فمالت تقبله وتنصرف لأمان غرفتها وحيدة، لتخرج مشاعرها المكبوتة منذ ثلاثة أيام، منذ معرفتها بخبر وفاه أختها، تماسكت من أجل مالك وملك.
من أجلهم صمتت لم تبكي، فقط تحاملت على نفسها، والآن في هذه اللحظة تشعر أن طاقتها علي التحمل قد انتهت، لو بقت أكثر مع زوجة أبيها لانفجرت.
تمددت على الفراش بملابسها، لم تشعر بطاقة حتى لخلعها، عقلها سبح بعيدا، يسترجع ذكرياتها مع تسنيم، كانت تتمني لو جلست اليوم بأكمله لاسترجاع الذكريات ولكن الطرق علي الباب منعها، زفرت بحرارة وهي تتمني ألا تكون زوجة أبيها فلا طاقة لها بها الآن، ولكن ما إن لمحت وجه حمزة بعد إذنها له بالدخول، حتي اعتدلت وأسندت ظهرها للحائط وابتسمت بوجهه ابتسامه باهتة حزينة، تسأله: تعالى حمزة لماذا تركتهم؟
جلس بجوارها على الفراش يستند على الحائط بجوارها يرد عليها: دخلوا يستريحوا قليلا فتركتهم.
سألته: وأنت ألن ترتاح حمزة؟ بالكاد نمت الأيام الماضية.
-سأرتاح ولكن بعد أن أطمئن عليك لينا، وجهك شاحب للغاية، تكتمين مشاعرك منذ الخبر أنا قلق عليك.
هل يجوز الانهيار الآن.
هل يجوز التسليم بالضعف.
هل ترفع الآن لواء الحزن في أمان غرفتها مع شقيقها.
تساؤلات لم تدم طويلا، فعينيها اتخذت القرار عنها وهي تذرف الدمع مرددة بانهيار: اشتقت إليها حمزة، اشتقت كثيرا.

احتضنها حمزة وهو يشاركها دموعها، فهو أيضا تماسك منذ الخبر، تماسك لأن الكل كان منهار، لم يملك رفاهية الاختيار فعلي وأبيه كلاهما كان محطما من الخبر، رفع أقنعة التماسك واستجاب لرغبته البشرية في التنفيس عن حزنه، بكي ولم يخجل وهو يرد عليها: وأنا أيضا اشتقت إليها كثيرا، لم أرها منذ شهر كامل يا لينا، قلبني يؤلمني للغاية.
بكاء صامت تشاركاه ولحسن الحظ أفادهم قليلا، رفع حمزة عينيه للينا بعد بعض الوقت يمسح عينيه وهو يقول: جئت أخفف عنك فأحزنتك.
نفت وهي تمسح دموعها هي الأخرى: بالعكس حمزة وجودك أفادني كثيراً، لا حرمني الله منك ثم أردفت متسائلة: متي ستنتهي اجازتك؟
شرد وهو يجيبها: أفكر في الاستقالة والاستقرار هنا.
اعتدلت متفاجئة تسأله بدهشة: لماذا حمزة أنت تحب عملك؟ وماذا عن مشروعك الذي تفكر أنت وأصدقاؤك بفتحه هناك؟
أجابها صادقا: نعم أحب عملي كثيراً وأرتاح هناك ولكن لن أستطيع أن أترك أبي وأمي وحدهم في هذه الفترة على الأقل، فقد تسنيم مزلزل لهم يا لينا.
أسندت رأسها إلى الوراء، تمنت لو تخبره أن لا يهتم فهي موجوده وستقوم بدوره، ولكنها تعلم أن أمه لن تتقبل، بالفعل أمه بحاجة لوجوده حتي تعتاد علي الفقد علي الأقل.
نظرت إليه وهو يتابع حديثه: لكن للأسف عقدي به شرط أن استمر بالعمل حتى يجدوا بديل سأضطر للسفر وتقديم استقالتي والانتظار حتى يوفروا بديل وإلا تعرضت لشرط جزائي بمبلغ كبير.
-متي ستسافر؟
-أعطوني إجازة عشرة أيام بعد معرفتهم بخبر الوفاة.
-جيد يا حمزة، على الأقل يكونوا قد اعتادوا على الوضع قليلاً، ولا تخف أنا موجودة.

ولكن الرد لم يأتيها فلقد أتاه سلطان النوم من كثرة ارهاقه فنام وهو جالس، حاولت زحزحته قليلاً حتى وضع رأسه على الوسادة ثم دثرته وأغلقت الضوء، وتمددت على الأرض وعقلها مشغول بملك ومالك.

******

دلف محسن إلي مكتب مديره بعد استدعائه له، جلس بعد إشارة المدير له، تطلع إليه باهتمام منتظرا حديثه، تحدث السيد جاسم مديره: لقد قررت افتتاح مكتب لنا في العاصمة.
التمعت عينا محسن وهو يجيبه بحماس: خطوة موفقة سيد جاسم، أظنها ستكون نقلة نوعية للشركة.
كانت شركتهم خاصة بمستحضرات التجميل، تمتلك العديد من المحال في أنحاء المدينة التي يقطنون بها، محال تكاد تكون موجودة في كل شارع، كان الأمر يتطلب منهم مجهوداً ضخما لمتابعة خطوط التوزيع والإنتاج وشكوى العملاء، يكاد يعمل طوال الوقت، استمع لكلام مديره باهتمام: بالطبع العاصمة ستكون سبب لانتشار منتجاتنا أكثر، وقد تنقلنا للعالمية والتصدير لأنحاء العالم بعد ذلك، ولكن أنا أحتاج شخصا أثق به هنا محسن، هنا عدد الفروع ضخم ويحتاج لمجهود كبير لأنني سأركز جهدي في العاصمة حتي أستطيع أن أوقف الفرع هناك علي قدميه، هل ستكون علي قدر هذه المسئولية؟
بدت الدهشة على وجه محسن وهو لا يصدق ما توحي به كلمات مديره، قال له: لم أفهم.
ابتسم جاسم علي تعبيراته المندهشة وهو يقول: ما الذي لم تفهمه محسن، عهدتك شديد الذكاء منذ رأيتك، أنا أعهد إليك بهذا الفرع لتديره نائبا عني.
هز رأسه بعدم تصديق وهو يعاود سؤاله بدهشة: وماذا عن أنور ومراد، إنهم أقدم مني بالعمل بعدة سنوات.
قام جاسم يحدثه بحزم: قاعدة يجب أن تتقنها بالإدارة، عندما يعهد إليك مديرك بعمل شيء لا تُذكره بالآخرين لأن هذا يوحي أنك لست أهلا للمهمة، لو أردت أن أختارهم لفعلت محسن.
هب محسن بحماس وهو يقول ببهجة: لم أقصد لقد تفاجأت، يشرفني دوما العمل معك سيد جاسم، ثق أنني سأبذل قصارى جهدي.
هز جاسم رأسه برضي يعجبه هذا الفتي، فتي مهذب مجتهد ومبتكر في عمله، دوما عمله في رأسه، متفاني وهذا ما يحتاجه ورغم أنه أقل زملائه خبرةً في مجال العمل ولكنه فاقهم باجتهاده وتفانيه وحلوله المبتكرة دوما واستيعابه دوما لشكاوى العملاء بصبر، التفت إلي محسن يقول بعمليه: بالطبع سيزداد راتبك وما إن ذكر الزيادة حتى ابتهج قلب محسن وكان أول ما فكر به صفاء، هذه الزيادة ستقرب مجيئها إليه، هكذا سيسدد ثمن الأرض باكراً، وربما اختصر عاما كاملا من بعدهما، ربما بعد عامين تكون معه هنا.
استمع إلي السيد جاسم الذي أردف: أخبر زملائك أنه بعد نصف ساعة هناك اجتماعاً، لأبلغهم بنفسي بالتطورات.
سأله محسن باهتمام: متي سيتم افتتاح فرع العاصمة؟
-أنا أخطط لافتتاحه بعد ثلاثة أشهر من الآن، أريد أن أطمئن قبل ذهابي أنك تعرفت على كل الأمور هنا.
هز محسن رأسه بحماس وهو يستمع إلى مديره الذي أردف: اليوم بعد الاجتماع سنذهب بجولة تفقدية على بعض المحال التي لا تحقق نسبة المبيعات المستهدفة، أريد أن أري على أرض الواقع ما يحدث، وأريدك أن تركز في هذه الفترة بكل صغيرة وكبيرة ستلازمني في هذه الفترة كظلي، أريد لهذا الفرع أن يعمل بعد سفري وكأنني موجود.
-ثق سيدي أنني سأبذل قصارى جهدي وسيعمل كأفضل ما يكون.
انصرف يبلغ زملائه بالاجتماع وقلبه يرقص طرباً بهذا الترقي غير المتوقع، منتظراً الليل ليبشر صفاء بهذه البشرى.

******


تبكي منذ قدومها بلا توقف في أحضان والدتها، التي جزعت ما إن رأتها بهذا الانهيار، لا ترد على أسئلة والدتها التي لا تنتهي منذ أتت، هل تشاجرت مع محسن؟ هل أزعجتك حماتك؟، ولكنها لا ترد تنفي برأسها وتكمل بكاءها، تلتف مروة ورقية حولها يحاولون تهدئتها ولكنها مستمرة بالبكاء، تحمد الله أن والدها وشقيقها محمود غير موجودين فلم يكونا ليكفا عن توبيخها لو رأوها بهذا الحال، سمعت صوت أمها الملتاع تسألها: أخبريني ما بك حبيبتي؟ ماذا حدث؟ لا تؤلمي قلبي عليك، احكي لي أنا أمك حبيبتي.
استمرت في بكائها وهي ترد على والدتها: ليس هناك شيء أمي أرغب فقط في النوم لم أنم بالأمس.
مالت تنام علي حجر والدتها التي أخذت تمسد علي رأسها بحنو، أغمضت عينيها تهرب من واقعها، ماذا ستحكي لأمها، كيف ستحكي هذا الأمر، كيف ستخبر والدتها بما أحست به بالأمس، كيف ستفسر لها ما شعرت به، لأول مرة تشعر بالأمس أن جسدها يثور، يهتاج بمشاعر غريبة عليها لم تشعر بها من قبل، كلمات محسن وغزله الحميمي أوقظ بداخلها شيئا لم تكن تدري أنه موجود بالأساس، طوال ستة أشهر ومحسن يغازلها ويطلب منها أشياء حميمة كثيرة ولكنها لم تتأثر بل ربما كانت تنفر وتعد الوقت لينتهي، فقط كانت تفعل ما يريده لترضيه، ولكن بالأمس لا تدري ماذا حدث شعرت بنفسها بعد انتهاء مكالمتها معه بحالة غريبة، حاولت النوم ولكنها لم تستطع، كان جسدها يطلب شيئا ليطفئه، حاولت التجاهل ولكن همسات محسن الحميمية لم تكف عن التردد في أذنها تشعلها أكثر وأكثر، لم تشعر بنفسها إلا وهي تكتب في محرك البحث علي هاتفها" فيديو إباحي"
وما إن ظهر لها الفيديو على شاشة الهاتف، وتكفي ضغطة واحده منها لتشاهده علها تستكين ويهدأ جسدها، حتي أفاقت لنفسها ورمت الهاتف من يدها وكأنه عقرب سام وبكت ، بكت كما لم تبكي من قبل، بكت ندماً وحزناً، ومن وقتها وهي تبكي وتخاف، تفكر ماذا سيحدث في الليل عندما يكلمها محسن، هل سيثور جسدها كما ثار بالأمس، هل ستكرر فعلتها، هل من الممكن أن تضعف وتشاهد هذا الفيلم تلبية لنداء جسدها المثار بفعل كلمات زوجها، هي خائفة من نفسها ، تود لو تظل هنا في حضن أمها وسط أمان دار أبيها ولا تعود ثانية لذلك البيت.
بكت حتى نامت في حجر والدتها، همست رقية لسعاد: لقد نامت.
أحضرت مروة غطاء ودثرتها، انتبهت علي صوت هاتف صفاء، فتطلعت لحماتها تسألها: ماذا أفعل أمي؟
همست ترد عليها: اجعليه صامتا حتى لا تنزعج.
أومأت مروه برأسها وهي تفعل الوضع الصامت بهاتف صفاء، ثم همست لحماتها: سأصعد للأعلى حتى لا يزعجها بكاء الصغير.
أومأت سعاد برأسها موافقة بينما تمددت رقية علي الأريكة المقابلة تتأمل وجه صفاء المحمر من البكاء بإشفاق.

******

يجلس تائهاً وسط أخويه، أمه تطالعه بشفقة حزناً على حاله وقلبها يعتصر ألماً على فراق ابنة شقيقتها التي عدتها دائما ابنة لها، تدور عينيها تطالع مالك الصامت منذ انصراف لينا لا يتحدث مع أحد ولا يستجيب لمحاولة أعمامه للعب معه، تأملته ولا تعرف كيف تتصرف منزوي منذ الصباح علي أريكة بمفرده يضع يده على عضوه التناسلي كلما رفعت يديه وحاولت الهاءه يعود لنفس الحركة، لا تفهم لماذا يفعل هذا، ستحدث لينا في الصباح لتأتي له علها تفهم هي سبب تصرفه.
حولت نظرها لملك المستكينة منذ الصباح تجلس بجوار أبيها لا تتحرك، لطالما كانت ملك متعلقة بأبيها وهذا يطمئنها بعض الشيء أن أباها موجود سيحتويها أما ما يقلقها مالك، فهو كانت متعلقاً بوالدته لا يفارقها دوما مرتمي في أحضانها، وهذا يثير ذعرها فالولد متأثر بشدة، أولاً تلعثمه والآن هذه الحركة الجديدة التي لا تدري سببها، انتبهت على ابنها أحمد وهو يخاطب الصغيرين: ماما مسافرة بعض الوقت وإن شاء الله تأتي قريبا ولكن يجب أن تسمعا كلام بابا وجدتكما إكرام حتى لا تحزن ماما اتفقنا.
شهقت إكرام مع كلمات ملك التي قالتها لعمها: أنت تكذب أمي ليست مسافرة، أعلم أنها ماتت، لقد ذهبت للجنة، لقد أخذها الله منا.
وجموا جميعا مع كلمات الصغيرة التي بالكاد أتمت الرابعة، كيف فهمت هذا الكلام، من أين لها هذا الادراك، كيف فهم عقلها الصغير معنى الموت دون أن يشرحه أحد لها.
ارتبك علي وهو لا يدري كيف يحدثها كيف يشرح لها، صدمته باستمرارها بالكلام فدوماً كانت ملك متحدثة: لماذا أخذها الله منا أبي، لماذا لم يترك أمي لي وأخذ أي واحدة أخري، أمي أخبرتني إننا يجب أن نحب الله لأنه أعطانا أشياء جميلة ولكني أكرهه أبي لأنه أخذ أمي للجنه ولم يتركها لنا.
صدم الجميع حاولوا أن يردوا ولكنهم لم يجدوا رد في عقولهم على كلام الصغيرة، شعروا أن الأمر أكبر منهم، أما إكرام فقد فزعت وهي تستمع لكلام ملك، أدركت أن ملك تردد كلمات جدتها سعاد في انهيارها عندما سألتها لماذا أخذ الله تسنيم؟ كانت كلماتها وهي في حالة صدمه، تعرف أن فور عودتها لوعيها ستندم على هذه الكلمات وستستغفر علي اعتراضها علي قدر الله، ولكن الصغيرة تشربت كلمات جدتها كالإسفنجة، وعالجتها بعقلها الطفولي فأنتجت تلك الكلمات الصادمة لهم، تسلل الذعر إلي قلبها وهي تتذكر كلمات شقيقتها وهي تتمني الموت للينا بدلا من تسنيم، هل ستكره ملك خالتها وتتمني الموت لها مثل جدتها، لينا هي الوحيدة التي تستطيع التعامل معهم مثل تسنيم، ذعرها تحول لسؤال وهي تسأل ملك: ماذا تقصدين أخد واحدة أخري ملك، خالتك لينا مثلا؟
سمعت استنكار علي لسؤالها ولكنها لم تهتم انتبهت للصغيرة وهي ترد عليها بعد تفكير: لا أنا أحب خالتي لينا، ولكن أنا لا أحب مدرسة الرسم دائما تصفق لترنيم ولا تصفق لي، كنت سأكون سعيدة إذا أخذها الله وترك أمي لنا.
زفرت إكرام بارتياح وهي تحمد الله، التفتت للصغيرة تكمل حوارها معها: ولكن ربما مدرسة الرسم لها أبناء هي الأخرى سيحزنون إذا ماتت ملك.
انعقد حاجبا ملك بتفكير تفكر في هذه المعضلة الكبيرة على عقلها ثم ردت بمنطقها الطفولي: لماذا خلق الله الموت إذا؟ الموت يجعلنا نحزن.
صمتوا جميعا، لم يجرؤ أحدهم على الرد، عالمين أن أي رد خاطئ ربما سيغرس مفهوما في عقل الصغيرة لن يستطيعوا انتزاعه، احتضن علي ملك وهو يرتجف ذعراً، كيف سيجيب عن هذه التساؤلات؟ بل كيف سيتعامل معهم؟، كانت تسنيم هي القائمة بكل أمورهم، كان يأتي من عمله مساء متعباً فيجلس معهم قليلا يشاركهم في لعب طفولي أو مشاهدة فيلم كرتوني، ولكن تسنيم كانت تهتم تراعي تربي تجيب عن أسئلتهم، ارتجف وسؤال يتردد في أعماقه" ماذا سأفعل من دونك يا تسنيم"
الرعب أيضا كان يسيطر علي إكرام وهي تطلع للصغيرين، هذا الجيل مختلف عن جيل أبناءها، ربت ثلاثة رجال ولكن زمنهم كان مختلفا، هذا الجيل أكثر انفتاحاً وتفكيراً وتعقيداً، ماذا ستفعل مع أبناء علي؟ كيف ستجيب عن أسئلتهم، كيف ستتعامل مع مشاكلهم، إنها تشعر بالعجز رغم سنوات عمرها التي قاربت الستين.

********

-ستخبرني الآن ما بك؟ كف عن الاحتفاظ بكل شيء لنفسك عمار
قالها كريم غاضبا وهو يتحدث إلي عمار المتجهم منذ الصباح، صمت عمار قبل أن يخبره: أشعر أن هناك شيء خاطئ في علاقتي مع نرمين، أشعر أن هذه العلاقة لن تنجح كريم، إنها دائمة التهرب مني، لا ترد على اتصالاتي، تعتذر منذ أسبوعين عن زيارتي لبيتها.
قام كريم من مكانه يستند على المكتب مواجهاً عمار يقول: ربما هناك ما يشغل عقلها عمار، مشكلة في عملها أو مع أحد والديها، هذا يحدث عمار ربما أنت تضخم الأمر.
هز عمار رأسه نفيا: لا كريم، أشعر أنها تتهرب مني، سأتصل بها لأواجهها، إذا كانت لا ترغب بإكمال الخطبة فلتخبرني، لقد سئمت لن أجري ورائها أكثر من ذلك.
-ربما هي تتدلل عليك عمار، النساء يحببن الدلال وأنت خير من يعلم لديك شقيقتان تدللهم وتعتني بهم، دللها قليلا.
زفر عمار بحرارة: ليتها تتركني أعتني بها وأدللها، إنها ترفض أي قرب تشعرني أني أفرض نفسي عليها يجب أن أواجهها لقد سئمت.
تطلع كريم لوجه عمار بقلق، عمار شخص هادئ حليم ولكنه إذا غضب أو اقترب أحد من كرامته يتحول لشخص لا يعرفه، حاول تهدئته ولكن رائحة العطر التي اقتحمت انفه أوقفته.

هل للعطر لغة؟ هل يتحدث؟
هل يستطيع أن يبحر بك بين ذكرياتك؟
تلك الرائحة كأنها سافرت به عبر الزمن.
أرجعته أكثر من عشر سنوات للوراء.
لسني المراهقة وفوران الشباب.
لأول دقة قلب وغرقان في لهفة الحب
ود لو يغلق عينيه ويشم فقط تلك الرائحة ويغرق في بحر ذكرياته دون أن يقاطعه أحد.
ولكن ليس كل ما يتمناه المرء يدركه فلقد قطع حبل ذكرياته هتاف عمار المندهش "سلمي"

*******

جالسة في السيارة تمسك هاتفها منذ أكثر من عشر دقائق، ككل مرة تجاهد نفسها حتى تجري هذا الاتصال، هناك جزء بداخلها يثور وينهرها " لا تتصلي، تحزنين كل مرة تجرين فيها هذا الاتصال، هم لا يشعرون بك من الأساس، ولا يهتمون، لماذا تتسولي مشاعرهم، هم لا يحبوك من الأساس وأنت تعرفين ذلك"
أغمضت عينيها محاولة التغلب على تلك المشاعر السلبية التي تطفو في كل مرة عندما تنوي الاتصال بوالديها، مكالمة شهرية تجريها أول كل شهر، مكالمة يتيمه منها لا يعقبها منهم أي مكالمة للسؤال عنها طوال الشهر، تمردت هذا الشهر ولم تتصل في أوله كعادتها، مرت عدة أيام عشرة أيام بالتحديد ولم ينتبه والديها لعدم اتصالها، فقط تمنت لو يقلقوا، يتصلوا هم ليسألوا ولكنهم كعادتهم لم ينتبهوا لأنها دوماً كانت غير مرئية بالنسبة لهم.
بثقل ضغطت على رقم أبيها، رنة اثنان وفي الثالثة فتح والدها الاتصال كعادته، بعملية باردة سمعت سؤاله: كيف حالك مرام؟
-بخير أبي كيف حالك أنت؟
سمعت رده العملي الذي حفظته: بخير هل تريدين شيئا عندي اجتماع مهم.
ردت بخفوت: لا أبي كنت فقط أسلم عليك.
سمعت صوته المتعجل " مع السلامة" واغلاقه للخط دون انتظار ردها كالمعتاد.
ابتسمت بسخرية مريرة وهي تضغط على رقم والدتها، كالعادة تجيب والدتها الاتصال في آخر رنة وكأنها كانت تفكر هل ترد أم لا، سمعت صوت والدتها يحمل بعض الدفء عن عملية والدها المزعجة تسألها: كيف حالك مرام؟
-بخير أمي كيف حالك أنت؟
سمعت صوت والدتها تجيب: بخير مرام ثم كالعادة صوت والدتها يرتبك وصوت أخر يظهر بوضوح في المكالمة، تعرف هذا الصوت جيداً، إنه صوت زوج أمها يسأل" مع من تتكلمين نادية؟"
بسمة مريرة ارتسمت على شفتيها وهي تسمع صوت والدتها المرتبك يرد: إنها مرام، ثم صوتها المرتبك يأتي بوضوح لمرام: عندي عمل مرام يجب أن أغلق الآن، مع السلامة.
أمسكت الهاتف تطلع إليه بحزن، نفس الكلمات كل مرة، كأنها تقوم بمكالمة مسجلة، ورغما عنها فرت دمعة من عينيها أعقبتها دموع كثيفة أغرقت وجهها ككل مرة تحادث فيها والديها، والديها لا يروها، لا يشعرون بها ، أسقطوها من حساباتهم ومضوا، طلقا وأدار كلاً منهم ظهره للآخر ونسوها، فضلوا أن يحذفوها من حياتهم، خذلوها دوما حتي تحجر قلبها تجاههم، تأملت وجهها في المرآة وهي تري عينيها الحمراء وتأوهت تحدث نفسها" سيدرك كريم الآن أنها كانت تبكي وسيعلم أنها تحدثت مع والديها، أدارت السيارة متوجهة للمكتب وكل ما تفكر به أن تغرق في حضن كريم لتشعر بالأمان، لتشعر بأنها مرئية في عيون شخص واحد علي الأقل.

*******

اشتعال هو ما شعر به أنور، حرائق داخل صدره وهو يستمع لكلام السيد جاسم عن التغييرات التي ستحدث في العمل، حقد وغيرة سوداء تلبسته وهو يري بسمة محسن المبتهجة بترقيته، استمع إلي تهنئة مراد الفاترة لمحسن، ولكنه لم يستطع، لم يقدر علي تهنئته، لقد سرق حقه، إنه أقدم منه بالعمل هنا بثلاث سنوات كاملة، هو الأحق بهذه الترقية، هو الأحق بزيادة الراتب، رغبة عنيفة تلبسته أن يقوم ويضربه، أن يؤذيه، تأمله بحقد وهو يقوم من مكانه ملبيا لكلام السيد جاسم الذي يخبره أن يتجهز ليمروا علي بعض المحال، راقب انصراف محسن المبتهج، تحركوا جميعا للخارج فهذا وقت استراحة الغذاء، راقب خروجهم بعيون مشتعلة حقدا ومحسن يركب سيارة جاسم الفاخرة، لمح هاتفه يسقط أرضا وهو يركب، تطلع إليه فوجده لم ينتبه والسيارة تتحرك بالفعل، هناك شيء منعه من الاشارة إليه وتنبيهه، شيء أسود بداخله سيطر عليه، سمع صوت مراد من خلفه: هيا ألن تأتي معي لتناول الطعام.
بعيون مشتعلة التفت إليه: أي طعام سآكله، ألم تري ما حدث؟ لقد أصبح مديرنا، ذلك الحقير أصبح رئيساً علينا، نحن أحق منه، هل يعجبك الأمر؟
رد عليه مراد بفتور: بالطبع لا يعجبني، ولكن الأمر أصبح واقعا يجب أن نتأقلم عليه، لقد اختاره السيد جاسم وانتهي الأمر.
رد عليه بصوت أشبه بالصراخ: لم يختره، لقد خدعه، إنه يتزلف إليه، ألا تري، ربما يقول عنا أشياء سيئة لذلك استبعدنا الرجل، هذا الحقير سوف أكشفه.
قال له مراد بجفاف: انتهي الأمر أنور، كلما كان تأقلمك سريعاً كلما كان أفضل، تعالي معي هيا لنأكل شيئا، اترك سيارتك وتعالي نتحرك بسيارتي.
قال والغضب مازال يسكنه والحقد يعربد داخله: لا شهية لي للطعام، سأذهب للحديقة التي بجوار المبني لأتمشى قليلاً.
انتظر ما إن تحرك مراد بسيارته ثم التفت حوله ولكنه لم يجد أحد، كل المباني خالية لا يوجد أحد فهي ساعة الطعام، اقترب من مكان الهاتف المرمي ثم أخرج هاتفه ورماه أرضا، انحني ليأخذ هاتفه ثم التقط هاتف محسن بحركة خاطفة، تمشي إلى الحديقة التي كانت فارغة في هذا التوقيت، أخرج هاتف محسن ولحسن حظه وسوء حظ محسن لم يكن للهاتف رقم سري أو بصمة، ابتسم بسخرية سوداء يتمتم: أحمق، هل ستدير شركة بهذا الحمق، بالطبع زوجتك ليست معك فلا تخاف أن يفتح أحد هاتفك، لنري ما تخبأ داخل هاتفك، لنري حقيقتك سيد محسن.
كان يلتفت حوله بتوتر خائفاً من أن يكشف أحد فعلته، يريد الانتهاء ليرمي الهاتف ويمضي، فتش في كل شيء، لم يوجد شيء مريب، ردد بحنق" هاتف ممل كصاحبه"
أراد أي شيء ليفضحه عند صاحب العمل، لم يجد ما يريب، كاد أن يحطم الهاتف في قبضته من شدة غضبه، وهو يشعر أنه سيقهر لو ترأسه محسن، كمحاولة أخيرة فتح محادثته الشخصية موقنا أنه سيجد محادثات مع النساء كما يفعل هو، عزم أن يرسل هذه المحادثات لزوجته ليفسد عليه حياته عالما أن السيد جاسم لن يهتم بهذا الأمر، فمادام العمل يسير بكفاءة لن يهمه شيء آخر، بملل تنقل بين المحادثات زافراً بحنق يشتمه" أحمق لا يوجد شيء في هاتفك"
واتجه الي آخر محادثته التي كانت مع صفاء.
صفير مستمتع وهو يتنقل بين الصور مطلقا تعليقا وقحا علي جمال تلك المرأة التي ترسل صورها عارية لمحسن، همس بانتشاء" فليكن لنفسد علاقتك مع زوجتك ونريها وجهك الحقيقي وبالتأكيد سأجد يوما شيئاً وسأجعل جاسم يطردك"
ظل يتنقل بين الرسائل عازماً على أن يراسل تلك المرأة لتمتعه كما تمتع محسن، فلها جسم خلاب، بهتت ملامحه وهو يري بداية المحادثة، فانطلق يشتم بغضب وهو يخبط الكرسي بقبضته قائلاً " اللعنة إنها زوجته، حتى علاقته بزوجته لن أستطيع افسادها"
فكرة شيطانية تولدت برأسه وهو يري أحد الرسائل صفاء تكتب فيها كلمة السر لحسابها الشخصي لمحسن، التمعت عيناه وهو يدرك من أين سيؤذي محسن.
الحقد أولي المشاعر التي تولدت على وجه الأرض.
حقد تولد في قلب قابيل فقتل أخيه هابيل.
به حدثت أولي جريمة على وجه الأرض.
به تآمر الاخوة على أخيهم الصغير.
فرمي يوسف الصديق في الجب.
الحقد نار تحرق الجوف فتطفئ طاقة النور لتعلو طاقة الظلام وتتمكن.
الحقد نار تحرق وتسرق الأعمار بغيظ مستمرو حسرة على أشياء لم تكتب لنا.
الغيرة السوداء أغلقت جميع منابت الخير داخله طمستها لدقائق كانت كافية لينهض مارد الشر داخله ويخط جريمته وينفذها بلا رادع ضمير او خير.

بحقد غير الكلمة السرية لحساب صفاء الشخصي، ثم عاد وفتح حساب محسن وضغط علي نسيت كلمة السر، ثم الهاتف في يده ورسالة على الإيميل ليختار كلمة سر جديدة، الآن أصبح محسن بقبضة يده، غير صورتها الشخصية لصورتها بقميص ساخن لا يستر شيئا، ثم منشور جديد لها بصوره عارية لا يسترها شيء إلا قطعة سفلية شديدة الصغر لا تخفي شيئا، ثم أكمل انتقامه بعمل إشارة لمحسن على المنشور، ثم أغلق الهاتف ورماه في البحيرة الصناعية التي تجاوره ومشي منتشياً بظفره.
نفذ جريمته منتشياً عالماً أن أعظم ما يؤلم الرجل عرضه المشاع على الملأ.
نفذ الجريمة وعاد منتشياً متفرجاً شامتاً غير عالم أنه أكثر من خسر في هذه اللحظات، بجريمة سيحمل أوزارها خلف ظهره مهما مرت السنوات.
حسبها سقطة ولم يدرك أن سقطته أسقطت وحطمت العديد من الحيوات في طريقها
انتهي الفصل
أتمنى تشاركوني بآرائكم في الفصل، دمتم بخير
******



التعديل الأخير تم بواسطة hollygogo ; 02-02-21 الساعة 01:30 AM
hollygogo غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-02-21, 06:04 AM   #39

غدا يوم اخر

? العضوٌ??? » 5865
?  التسِجيلٌ » Apr 2008
? مشَارَ?اتْي » 1,152
?  نُقآطِيْ » غدا يوم اخر is on a distinguished road
افتراضي

مافكر هالرجال ان اهل زوجة محسن يقتلونها بدافع الشرفد

غدا يوم اخر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-02-21, 03:29 PM   #40

لامار جودت

? العضوٌ??? » 290879
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 1,601
?  نُقآطِيْ » لامار جودت has a reputation beyond reputeلامار جودت has a reputation beyond reputeلامار جودت has a reputation beyond reputeلامار جودت has a reputation beyond reputeلامار جودت has a reputation beyond reputeلامار جودت has a reputation beyond reputeلامار جودت has a reputation beyond reputeلامار جودت has a reputation beyond reputeلامار جودت has a reputation beyond reputeلامار جودت has a reputation beyond reputeلامار جودت has a reputation beyond repute
افتراضي

صحيح الحقد نار تقتل صاحبها بس فى الاول وفى الاخر محسن اللى غلطان بنضبع احلى سنوات العمر فى الجرى وراء الفلوس وياريته صبر لأ فضح مراته بمراهقته طب ليه ماكانش ببمسح الصور والمحادثات أول بأول فعلا غبى

لامار جودت غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:54 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.