آخر 10 مشاركات
أسيرة الثلاثمائة يوم *مكتملة * (الكاتـب : ملك علي - )           »          Married to a Greek tycoon by Lucy Monroe (الكاتـب : SHELL - )           »          الزواج الملكي (109) للكاتبة: فيونا هود_ستيوارت.... كاملة (الكاتـب : فراشه وردى - )           »          في غُمرة الوَجد و الجوى «ج١ سلسلة صولة في أتون الجوى»بقلم فاتن نبيه (الكاتـب : فاتن نبيه - )           »          بأمر الحب * مميزة & مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )           »          ✨الصالون الأدبي لرمضان 2024 ✨ (الكاتـب : رانو قنديل - )           »          هيا نجدد إيماننا 2024 (الكاتـب : رانو قنديل - )           »          ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          غمد السحاب *مكتملة* (الكاتـب : Aurora - )           »          443 - سر الأميرة - كارا كولتر ( عدد جديد ) (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree1046Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 23-02-21, 10:51 AM   #121

ام مريم عامر

? العضوٌ??? » 479693
?  التسِجيلٌ » Oct 2020
? مشَارَ?اتْي » 106
?  نُقآطِيْ » ام مريم عامر is on a distinguished road
افتراضي


يا الله على الفصلين بجد فاق كل توقعاتى روعه و اختلف و الكثير من المشاعر المليئه بالالم بجد وجع نورا و عمران صعب جدا و للاسف كله بسبب شتات سمر و حيرتها تسلم ايدك و فى انتظار الامل😍😍😍😍😍
آمال يسري likes this.

ام مريم عامر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 25-02-21, 08:55 PM   #122

آمال يسري

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية آمال يسري

? العضوٌ??? » 462711
?  التسِجيلٌ » Mar 2020
? مشَارَ?اتْي » 946
?  نُقآطِيْ » آمال يسري is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ام مريم عامر مشاهدة المشاركة
يا الله على الفصلين بجد فاق كل توقعاتى روعه و اختلف و الكثير من المشاعر المليئه بالالم بجد وجع نورا و عمران صعب جدا و للاسف كله بسبب شتات سمر و حيرتها تسلم ايدك و فى انتظار الامل😍😍😍😍😍
حبيبتي 💜🤗 تسلميلي يارب 💜🤗 رأيك مبهج 💜 وأسعدني جدااا، يارب القادم ينال إعجابك 🤗🥰


آمال يسري غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 25-02-21, 09:00 PM   #123

آمال يسري

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية آمال يسري

? العضوٌ??? » 462711
?  التسِجيلٌ » Mar 2020
? مشَارَ?اتْي » 946
?  نُقآطِيْ » آمال يسري is on a distinguished road
افتراضي جئت إلى قلبك لاجئة 💜

الفصل السابع
★★★★
بنيت حصون من الجليد حولي، إلا قلبي فهو يحيا لديكِ، غادرني مني إليكِ، فاحفظيه حتى يرضى ويعود موطنه!.
★★★★
( لا تخافي ولا تحزني فأنتِ أمانة قلبي)
★★★
تنظر لانعكاس صورتها في المرآة، شعرها الأسود أعلى رأسها بتسريحة منمقة بسحر أنامل ندى والتي كانت بارعة في تزينها، بينما فستانها الأزرق الحريري ذو الأكمام الشيفون القصيرة بحزامة الفضي المعقود حول خصرها ينسدل بخفة على جسدها، يلتف على رقبتها عقد بذات لون الفستان يعلو فتحة صدره الدائرية فوقه سلسالها الفضي ذو الدمعة والذي رفضت أن تخلعه عن رقبتها رغم حنق ندى بأنه لا يليق مع العقد!.
ترى نفسها شاحبة الملامح رغم مساحيق التجميل التي طلبت من ندى أن تزيد من رسمها على وجهها لتداريها خلفها، تلمست ملامحها، وكأنها تتأكد بأنها هي، بسمة منكسرة ارتسمت على شفتيها وصوت المأذون يصدح بعقلها:
«زوجتك ابنتي البكر الرشيد »
فيرد أبيها بتأثر ودمعة تتلألأ بعينه: «زوجتك ابنتي وقرة عيني»
تغزو العبرات عينيها، فعينا أبيها رغم جرحهما لم يجرحها، لم يلفظها بل ظلت متربعة بقلبه، لكن لو علم ما فعلت كان سيسامحها؟!، يعود صوت المأذون يصدح بعقلها:
«بارك الله لكما ..»
فتعود دمعاتها تحرقها، لم تندم ولا للحظة واحدة لكن القادم غريب ومبهم لقلبها ولها وحتى لعمران!.
زفرت طويلا علها تلقي بأوجاعها خارجها، لقد أصبحت زوجة عمران، الذي لم يفكر للحظة أن يلقي بنظرة بوجهها بعدما ألقت بقنبلتها، ظل الأخير هكذا غاضا نظره عنها حتى بعد عقد القران، تراه بعيدا جدا يتحاشى قربها، أخبر ندى بدلا منها بأن غدا ستذهب معها لشراء فستان زفاف من نفس المتجر التي اتفقت معه الأخيرة.
رفعت يدها أمام ناظريها تتطلع إلى تلك الدبلة التي ارتدتها بنفسها، يزداد المرار على وجهها، غصة تخنقها فلقد ترك عمران الدبلة على المنضدة أمامها دون أن يخبرها أنها لكِ ولا ساعدها في ارتدائها، أغمضت عينيها تتذكر كيف مدت يدها المرتجفة تأخذها وتضعها باصبعها فتسري النيران الحارة بكل جسدها، فتحت عينيها بتمهل وهمست داخلها بمرار بينما ترخي يدها جانبها( جردتِ نفسك من أقل حقوقك!).
تنهيدة طويلة قبل أن تلتفت إلى ندى التي غطت في نوم عميق بعدما سهرت مع علي وعمها، ملامحها هادئة، ترتسم عليها بسمة رغم نومها، أغمضت عينيها تكبت ألمها، أتحسد ندى على راحة بالها، هل وصلت لتلك المرحلة؟، هزت رأسها نافية ما يتبادر في ذهنها وعادت تنظر لها هامسة:
« إهنئي بنومك ندى، وعلي الصعود لابن عمنا بيننا حديث ينتظرنا!».
بخطوات متمهلة خرجت من الغرفة مغلقة الباب بهدوء، البيت هاديء والسكون يملأ المكان، الكل نيام بينما هي لا زالت لا تجد للنوم سبيلا، فتحت باب البيت لتصعد إلى الأعلى.
تحدق في الدرج الذي عليها صعوده بدهشة، هذا السلم كان بالنسبة لها كشيء غريب في بيتهم منذ سكن ابني عمها فيه، أو بالأحرى منذ أصبح مكان ضيافتهما كلما أتيا، ازدردت ريقها وهي تعلو بنظرها تحاول أن تعطي لنفسها الشجاعة كي تواجه ما فعلت وبعد معاناة لم تدري وقتها قررت الصعود.
خلف باب سطح بيتهم الموارب؛ وقفت تحدق به كأنها تراه لأول مرة،تحس بجسدها يكاد يتراجع للخلف دون إرادة منها لكنها ألقت بترددها جانبا و سحبت نفسا عميقا قبل تزفر بصوت عالي مرتجف و تضع يديها عليه؛ تفتحه على مصراعيه بهدوء يناقض القلق المشتعل داخلها، بخطوات مرتجفة متمهلة سارت للداخل، السكون يعم المكان لا يقطعه سوى صوت دقات كعب حذائها الفضي العالي، كانت موقنة بأنه لم ينم مثلها وقد صدق حدثها، تقدمت بثقل بينما تنظر لظهره وهو يقف خلف السور، ينفث سيجارته بنهم، يده الحرة في جيب بنطاله، لم يحرك ساكنا وكأنه لم يشعر بها.
أغمض عينيه يحاول أن لا يلتفت، لقد أحس بها منذ وطأت بقدميها سطح الدار لكنه تمنى أن تعيد النظر وتعود أدراجها ولا تواجهه تلك اللحظة ، صوت خطواتها المترددة يصله فيضع السيجارة في فمه، يطبق عليه يسحب منها نفسا عميقا، فيخرج دخانا كثيفا من بين شفتيه كأنه من أثر النار المشتعلة داخله.
وقفت على بعد خطوة واحدة منه، تهمس بخفوت:
«عمران»
أغمض عينيه يحاول كبت شعوره بوجودها وليته لو كتم أذنيه كي لا يسمعها، لكن هل لو فعل هذا لن يخترق صوتها أعماقه كما فعلت الآن!، عادت تهمس باسمه بصوت مرتجف بينما مدت يدها تبسط كفها على كتفه، شعرت به يتشنج، لكنها تغاضت عن ذلك وعن شعورها بالعجز وهي تحس بضيقه من أثر لمستها وتابعت بصوت خفيض:
«علينا التحدث يا عمران!»
انتزع كتفه من تحت كفها لتنزل يدها بالهواء، قبضتها جانبها تطرق بوجهها بينما هو سحب نفسا عميقا من سيجارته فيما التفت لها يضيق حاجبيه يتأملها بتمعن؛ حيث تنعكس على وجهها الإضاءة الخافتة بالمكان ، سخر في نفسه فلو كان منظرها هذا بغير الموقف لكان الأمر بديع، يسلب اللب، عيناها السوداوتان كالبحر تناديه ليغرق، ابتلع غصته التي تكاد تخنقه فهو الآن لم يعد يريد الغرق بل السباحة حيث المرسى يلملم خيبته وينسى، سحب نفسا عميقا من سيجارته وزفر دخانها الكثيف قبل أن يلقي بها على الأرض و يدعسها بقدمه في عنف.
كانت تتابع كل ما يفعل بانتباه شديد تشعر بحديثه الصامت الغاضب وجسده الذي يحاكي كل حديثه، تعلقت به بينما يضع يديه بجيب بنطاله قبل أن ترفع نظرها له وهو يقول بنبرة ساخرة:
«نتحدث!، ألا ترين بأن أمر الحديث تأخر قليلا!؟»
أطرقت بوجهها عنه قبل أن تعود ناظرة لوجهه الذي لا تفسر ملامحه الغامضة، عيناه التي لم تراها يوما هكذا؛ غاضبة سوادها الحالك كان أشد ظلمة كأنه لم يعد هو عمران!، عضت على شفتيها وهي تشعر بالكلمات تتقطع بحنجرتها لا تخرج وإن حاولت وجدتهم كشوكة تجرحها، كلما تلاقت مع عينيه تشعر بالرهبة وتساءلت هل البشر لديهم القدرة للتبدل هكذا من قمة الهدوء لقمة الغضب!؟ فسخرت من نفسها هاتفة داخلها، يحدث يا ابنة الجبالي حينما يتعرض رجل كعمران لما فعلتيه؛ يحدث!.
تنحنحت تجلي صوتها بينما تراه يحدق بها فيما تفرك باحدى يديها جانب فستانها حتى تجعد من أثر ذلك، همست متلعثمة:
«لديك حق، لكن وإن تأخر لا يمنع أن نتحدث..»
أجابها ساخرا باقتضاب:
«حقا، بهذه السهولة!»
ابتلعت ريقها التي تشعر بجفافه فيجرح حنجرتها، بينما شعور بقلة الحيلة يجتاحها فهي ليس لديها تفسير لما حدث ولا تدري كيف تبرر، رفعت رأسها له فتعلقت عيناها بعينيه التي وبلحظة وكأنها كشفت ظلمتها ليظهر لها من خلف تلك الظلمة عتاب وألم، عينان ترجو تفسير واضح لما حدث، تنهدت قبل أن ترد بصوت خفيض:
«عمران، صدقني لم أخطط لهذا، بل لم أفكر به من الأساس»
رفع أحد حاجبيه الكثيفين بينما أخرج يديه من جيبي بنطاله وربعها على صدره قبل أن يقول لها باستنكار:
«وعلي تصديقك!؟، هل قال لكِ يوما أحدهم بأنني أبله؟!»
هزت رأسها بعنف نافية ما قاله بينما دموعها تلمع بعينيها، تحرقها،تتمنى لو تبكي ربما ترتاح، تغاضت عن كل هذا وأجابته:
«أعلم الأمر غريب، أنا نفسي لم أفهم ما حدث»
صمتت برهة تتأمل ملامحه التي زادت غموض ثم تابعت:
«أنا لم أخطط، وجدتني أنطق الكلمات هكذا، حتى أنني تمنيت أن أتراجع ، لكن لم أفعل، بل شعرت بأنني بحاجة لأنطق كلامي مرة أخرى، لأنني أحسست بالأمان مع كل حرف أنطقه، وجدتني رغم انكسار ظهري أقف بثبات مع نطق طلبي»
أرخت عينيها عن عينيه التي اتسعت بدهشة مع أخر كلماتها لكنه حاول أن لا يهتم بحديثها ورفع نظره للحظة للسماء، زافرا بصوت عالي قبل أن يضحك بسخرية قائلا:
«أي أمان هذا الذي تخبريني عنه؟، ما فعلته مجرد استغلال لا أكثر، امرأة بارعة في انتهاز الفرص!»
شهقة فلتت من بين شفتيها شقت طريقها لقلبه المتمرد عليه، كم يريد أن يضمها له، يشعر بدفئها، يتنشق عبقها، زوجته حلاله، أمنيته، توقفت أحلامه وهو يتأمل وجهها الذي أعاده للواقع هامسا في نفسه(بل لا أريد سوى صفعك لا أكثر، كسرتي كل الأحلام وما كسر لا يعود بل يجرح ويدمي).
فركت يديها ببعضهما ثم همست تعيد عمران من شروده:
« لا تظلمني عمران...»
أطبق على شفتيه بقوة، يكاد يدميهما ثم زفر بحنق مقتربا منها وهو يشعر بالنار داخله تزداد اشتعالا رغم محاولاته باطفائها، يراها تدافع عن نفسها، تبرر، وتجد حجج!!، ارتدت هي الخطوة التي اقتربها، ترى ملامحه تغضنت واكفهرت بينما هو لكم المنضدة بقبضة يده بعنف جعلها تنتفض في وقفتها فزع، ترى حمرة عينيه وبراكينها قبل أن يهدر بها بصوت مخنوق يملئه المرار:
«سمر، لم أظلمك، لم أستغل الموقف ووضعتك أمام الأمر الواقع بل أنتِ من فعلتي!، أنتِ من ظلمتني، أنت مجرد امرأة أنانية لم تر سوى مصلحتها وكيف تحفظ ماء وجهها؟ وكان باستغلالي، امرأة تتقن اللعبة جيدا»
هزت رأسها بعنف تنكر ما يقول، ترخي رأسها عنه، صوت شهقاتها المكتومة يجرحه لكن سيختنق إن ظل كاتما ما يختلج قلبه،اقترب منها الخطوة التي ارتدتها عنه فلم يعد يفصل بينهما سوى سنتيمترات قليلة، تابع كلامه بصوت مخنوق يلفح وجهها بأنفاسه الغاضبة:
« كيف سمحتِ لنفسك بأن تقتحمين حياتي دون إذن مني!؟، ألم تفكري لبرهة بأنه ربما إحداهن بحياتي أو أنني قد أرفضك علانية أمام الجميع!؟»
اتسعت عيناها بصدمة، تناظره بعدم استيعاب وهي تتفهم معنى كلماته، هزت رأسها ثم همست متلعثمة:
«لم أعرف، أقصد لم أتوقع..»
قاطعها بنبرة غاضبة:
«ماذا تعرفين أنتِ عني، هاااا ماذا...؟»
رفعت راحة يدها تكتم اهاتها، تناظره بألم، تريد أن تبكي، ماذا فعلت!؟، همست بصوت متوجع بينما عينيها ترتخي عن عينيه:
«أتعني بأن هناك أخرى في حياتك؟، أتعني بأنني ظلمت امرأة آخرى كان حقها بأن تكن قربك، أنا ظننت بأنك لم تحب يوما!!»
نظر لها صامتا لوقت لم يحسبه، تتجمد كلماته على لسانه، ردت على نصف حديثه وتناست رفضه لها علانية، تخترق كلماتها قلبه فتشقه نصفين، تراه لم يحب يوم!؛ أتظن أنه بلا قلب!؛ زفر بعنف تلك الغبية لم تنتبه يوما بأنه عاشق متيم بها، مغلوب على أمره يخاف أن يخبرها، دوما كانت بعيدة عنه؛ ساكنة في قلبه، ويوم كانت له فقدها!.
تابعت حديثها بنبرة متوجعة سلبت الهدوء الباقي من قلبه:
«ليت اعتذاري منها يشفع لي، أخبرها...»
اقترب منها أكثر لتترنح جالسة على الكرسي خلفها يقطع حديثها بينما هو استند بيديه على ذراعي الكرسي يميل بجسده قربها هاتفا بها بصوت مخنوق:
«أخبرها بماذا يا سمر!؟، هل هناك ما يقال؟!»
هزت رأسها تناظره بقلة حيلة بينما تقول بصوت متهدج تحاول منع دموعها:
« لا أعرف، لا أعرف..»
«إذن لا تقولين ما لا تستطيعين فعله»
قالها عمران بصوت جامد بل بارد كالثلج رغم النيران المشتعلة في صدره ولا تريد أن تنطفىء.
صمتها كان رد عليه، ارتجافة جسدها ورعشتها التي كادت تزلزل حصونه لولا هذه الصورة التي تكاد تسفك برأسه وصوت أحمد يقول خائنة فتعلو أنفاسه تكاد تحرق سمر في مكانها؛ ترى عينيه تحمران فتلتصق أكثر بظهر الكرسي كأنه سيحميها من غضبه بينما هو أغمض عينيه بقوة حينما ترتسم أمام عينيه بخزيها وذلها وانحناء رأسها فما كان منه إلا أن خبط بيديه على ذراعي الكرسي هادرا بها:
«هل هذا جزائي أنني خلصتك مما كنتِ فيه، هل هذه مكافئتي!؟»
ثم هز رأسه بأسى ثم قال بقهر:
« كيف لكِ أن تكوني هكذا!؟»
ابتلعت ريقها الجاف الذي يكاد يدمي حنجرتها وقالت بصوت متحشرج:
«عمران، أقسم لم أقصد شيء، أرجوك افهمني»
ضحكة ساخرة قبل أن يقول:
«فهمتك وليتني ما فعلت، ليتني سمر»
ردت عليه بغتة وكأنها لم تسمع شيء:
«دائما تقول لي ابنة عمي، اليوم تردد سمر أكثر!»
عقد حاجبيه بدهشة فلقد أنسته ما كان يقول، تأمل ملامحها بدقة،لأول مرة يقترب منها هكذا، يشعر بأنفاسها تغزو قلبه،تلفح وجهه، جعلت أنفاسه تتسارع كأنه في سباق ابنة عمه تلاحظ شيء بسيط كهذا، دائما يناديها ابنة عمي و لم ينتبه بأنها ستهتم؛ اليوم تلك الكلمة تخاصم لسانه وكأنه لا يجدها تستحقها!.
تلاقت عيناهما بلقاء طويل قبل أن يقول بنبرة ذات معنى جعلت الألم يسري في أوصالها:
«ابنة عمي اليوم لم يعد لها وجود فأنا اليوم فقدتها كما فقدت حبيبتي لأجلك أنتِ سمر..»
علت أنفاسها كأنها تجري في ماراثون بينما هو لا زال مستندا على ذراعي الكرسي يضيف بغضب وأنفاس تنحرق وصوت كأنه يأتي من أعماق المحيط:
« ضحيت بكل هذا لأجل إمرأة كأنتِ سمر باعت هيبة عائلتها وكرامتها في شات»
صمت لحظة يرى ملامحها المصدومة قبل أن يهدر بها بحدة:
« إمرأة لا تساوي شيء، لعوب؛ ماكرة؛ تنتقل من رجل لرجل! ...»
هتفت بصوت مخنوق سامحة أخيرا لسيل دموعها الحارة بشق طريقها على وجنتيها:
«لا تقل ذلك عمران أقسم بأنني لست كذلك! أنا ابنة عمك ليست تلك من تتحدث عنها..»
أغمض عينيه يخفي تأثره من بكائها، صوت نشيجها يؤلمه، تبا لها، تحبس أنفاسه في قلبه ، تلهبه بلهيب حبها ولا تدري، يحبها ولكنه يتمنى بعد كل ما فعلت أن يخنقها الآن، لا، بل يريد أن يعانقها ويداريها في طيات قلبه لكن عقله يدافع عن رجولته المتأذية يناديه لأن يلقي بها بعيدا عنه.
خبط بكفيه على ذراعي الكرسي مما جعلها تنتفض قبل أن يعتدل بوقفته موليا إياها ظهره، ينظر للفراغ أمامه، هامسا بصوت شابه الألم أو هكذا ظنت:
«نطقتها وانتهى سمر، والآن اخرجي من هنا، لا أريد رؤيتك فرؤيتك أصبح مؤذية لناظري!»
همست بصوت خفيض منكسر:
«لما وافقت إذن على زواجنا ابن عمي؟!»
دون أن يلتفت لها قال بثبات:
« لأجل عمي فعلت، لأجل أن لا أراه يترنح، كما رأيته تلك اللحظة، أن يظل جبل كما هو أما أنتِ فلا تعني لي أي شيء مجرد اسم وضع جانب اسمي لا أكثر!»
ظلت تتأمل ظهره المتشنج للحظات ربما طالت، بينما شهقاتها لا زالت تعاندها وتفلت من بين شفتيها، فكل ما مر الساعات الفائتة لم يكن بقهر تلك اللحظات أمام عيني عمران وكلماته.
بيدين مرتجفة استندت على ذراعي الكرسي، وقفت مترنحة و بخطوات متثاقلة سارت تجاه باب السطح وكأنها تجر قدميها.
«سمر»
قالها عمران باقتضاب لتلتفت له بينما هو تابع دون أن يدير وجهه لها:
«اتركي هاتفك هنا، لا حق لمثلك أن تحمل هاتف..»
أرخت وجهها للحظة، تنهمر دموعها أكثر،ثم رفعتها هامسة بصوت وصله حاملا انكسار وألم:
«ليس معي الآن..»
شعرت به يتشنج في وقفته، التفت لها، ينظر لها بعدم تصديق، فعادت بنفس خطواتها الثقيلة تقف أمامه، فلم يعد يفصلهما سوى أقل من خطوة وقالت بينما يدها تمسح وجهها من أثر البكاء الذي لا يريد أن يكف:
«ابن عمي، جئت إليك لاجئة، أتيت لأحتمي فيك من نفسي، ومن ضعفي»
صمتت لحظة تحاول احتواء أنفاسها قبل أن تبسط كفيها أمامها ليتعلق بهما ثم تجذبه بحور عينيها الباكية فيما تابعت هي:
«جئت إليك أحمل ألمي ووجعي وذنبي بين يدي، وعلمت بأنك لن تردني...»
آهة كادت تفلت من بين شفتيه كبتها بقوة لا يعلم من أين أتى بها فيما يدير وجهه عنها يخفي عينيه التي تكاد تخونه وتبكي، وضع يديه بجيبي بنطاله لكي يمنعهما من احتضانها، يصارع في نفسه غضبه منها وعشقه لها، كلاهما يحاول أن يجد طريقا للظهور لكنه وبكل ما أوتي من قوة يحاول أن يتزن، ثم أجابها بينما يتعلق بوجهها مرة أخرى:
«اللجوء لا يأتي عنوة ،بل بالتراضي! كان عليكِ أن تطلبي مني إذن إما وافقت أو رفضت لكنكِ اقتحمتي حياتي»
نظرت له بمرار وأجابته بصوت حاولت أن يكون ثابتا لكنه لم يكن كذلك بل بدا مرتعشا واهنا:
«من يلجأ لدمه ليس عدوانا، لا أقل هذا لاستجداء عطفك، بل أخبرك بما أشعر به، اليوم يا عمران اشتد ظهري رغم انكساري لأنك كنت معي تسندني، تثق في رغم كل ما حدث هناك شيء داخلك يخبرك بأنني هي ابنة عمك!»

فغر فاهه للحظة، ابنة عمه تحارب غضبه الذي يحاول السيطرة وتلجأ لقلبه الذي يتمنى لو عانقها، يخفيها داخله يداريها من المها!؛ يخبرها بأنها حلم السنين، وبأن انكسارها ما هو إلا انشطار لقلبه!.
صمتت لحظة ثم رفعت يديها الفارغة له بينما تابعت:
«الهاتف صدقا ليس معي، صباحا سأعطيه لك، وثق لن أفتحه حتى أعطيه لك..»
« هل علي أن أثق بك بعد ذلك، أنتِ لستِ أهلا للثقة»
أجابها ببرود مفرط رغم تلك المشاعر التي تريد أن تفلت لكنه يقيدها.
فأغمضت عينيها بقهر تزفر بصوت عالي ربما أزاحت هذا الألم الذي يشق صدرها قائلة بألم:
« الهاتف كسرني لذا لم أعد بحاجة له ولا لأن أراه»
التفت توليه ظهرها فرد عليها ببرود:
« الهاتف ليس له ذنب، فمن كسركِ هو أنتِ وعقلك الصغير»
تجمدت مشيتها للحظة، تشعر بجسدها يتشنج تريد أن تلتفت له تخبره كفى صفعا لكرامتي التي أهدرت لكنها شعرت بقدميها تقودها حيث باب السطح بينما هو حدق في ظهرها يشعر برأسه يكاد ينفجر وما إن خرجت من الباب حتى زفر عاليا قبل أن تفلت منه آهة عالية ويخبط المنضدة بقدمه بقوة لتصطدم في الأرض، التفتت سمر بجسد مرتعش مرتجف تعود الخطوة التي مشتها بينما تجمدت قدميها على باب السطح لا منها استطاعت النزول ولا منها كانت قادرة للعودة له، دموعها ظلت تنهمر كبركان انفجر يحرقها فيما تراه يتقبض بيديه أنفاسه العالية تكاد تصلها من فرط غضبه، ابتلعت ريقها تحاول أن تستجمع شجاعتها كي تعود له، ما إن أحس بخطواتها، هدر بها يوليها ظهره ويستند على السور بكفيه ربما حمل عنه غضبه وألمه قليلا:
« إياكِ والاقتراب مني الآن، عودي حيث أتيتِ»
ثم رفع نظره للسماء يحس بمقلتيه تشعان نارا تصارعان لينزفا ألمهما العزيز فهمس داخله بوجع:
*( ابتعدي الآن فغضبي يصارعني ولن أسامح نفسي إن أذيتك يا ابنة عمي)*
عضت سمر على شفتيها تكاد تدميهما ودموعها الساخنة تنهمر على وجنتيها كشلال وجد طريقه، ترى عمران آخر غير الذي تعرفه، بركان يكاد أن ينفجر في لحظة وبخطوات مترنحة كانت تعود أدراجها يصل إلى سمعها خبطة يده على السور وصرخته الرجولية المتألمة كأسد جريح:
( لماذا؟!)
لكنها أطلقت ساقيها لخوفها من مواجهته وعادت أدراجها تاركة إياه للهيب أشعلته بروحه!.
يتبع


آمال يسري غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 25-02-21, 09:04 PM   #124

آمال يسري

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية آمال يسري

? العضوٌ??? » 462711
?  التسِجيلٌ » Mar 2020
? مشَارَ?اتْي » 946
?  نُقآطِيْ » آمال يسري is on a distinguished road
افتراضي

فيلا منصور.
تجلس على رأس طاولة الطعام، عيناها تتابع ابنيها بألم، جلال على يمينها يحدق في هاتفه بينما يتلاعب بالشوكة في طبق الطعام، شاردا بأمر ما لا تعلمه، على غير عادته؛ هادئ لا يشاغب أحد، لم يأكل من طعامه شيء، وجهه ما بين غاضب وحزين يتأرجح بينهما فيؤلم قلبها وهي لا تدري مابه!، التفتت لأخته على يسارها فوجدتها تحدق في طبقها، ساكنة ، هي اعتادت عليها وانتهى الأمر، حتى بعد علاجها النفسي ظل بعض من ألمها يرتسم على ملامحها وفي أفعالها، مهما دارت عنهما وجعها يظل يطل من خلف هذا القناع الذي تحاول ارتدائه فوق ملامحها.
استندت على قبضتي يديها المرتاحة على طاولة الطعام، تتأملهما، شاردة فيهما، مدت يدها لتأخذ كوب ماء، ارتشفت قليلا قبل أن تقول بصوتها الرخيم:
«هل سأتناول الطعام وحدي!؟»
رفع زوج من العيون لها نظرهما بدهشة إذ انتبها بأن أطباقهما لم ينقصها شيء، ابتلع جلال ريقه يناظر أمه بشرود رغم محاولته إثبات عكس ذلك ثم قال محاولا رسم معالم المزاح غامزا لها بينما يحرك الشوكة بالطبق:
«كيف تأكلين وحدك جيجي ونحن هنا!؟»
قوست حاجبيها وعادت تستند على قبضة يديها قبل أن تقول:
«هل ستأكل عقلي بكلمتين؟، أنت وأختك كأنكما بعالم غير العالم منذ وضع الفطور؟»
تدخلت نورا بينما تمد يدها تربت على كتف أمها التي ارتسمت على وجهها معالم الحزن:
«نعتذر أمي، وسنأكل معك»
هتفت ماجدة بصوت مخنوق وهي تتنقل بنظرها بينهما:
«أعلم بأنكما ستأكلان معي، أنا أريدكما هنا بعقلكما وروحكما، بينما أنتما غائبين الروح حاضرين الجسد...»
همت أن تقوم من مكانها لينتفض كلاهما يقفا جانبها، ينحنيا على كتفها، يحتضناها من الخلف، هاتفين بصوت واحد:
«اعتذار واجب لحظرتكم..»
رفعت حاجبها محاولة أن لا تضحك بينما جلال عاد لكرسيه هاتفا بنورا:
« ابنتك شاردة، خائفة أن أقسو عليها بأول يوم بعملها»
جلست نورا على كرسيها ، تستند عليه وربعت يديها على صدرها قبل أن تقول له بعناد:
« وبما كان أخي الغالي شارد؟»
شرد للحظة لمحتها نورا قبل أن يفتعل ضحكة ينقصها الرواق هاتفا بها وهو يهز بكتفيه مغيظا إياها:
«كنت شارد كيف أرهقك في العمل منذ أول يوم أختي العزيزة؟»
هتفت به بضحكة بينما تشوح بيديها:
«هل ظننت حقا بأنك مديري؟»
استند بظهره على الكرسي بينما يغمز لها قبل أن يقول:
«بالطبع أنا هكذا»
استندت بيديها على الطاولة وأحنت جسدها قليلا قبل أن تقول:
«لست كذلك جلال»
حاكاها في جلستها قبل أن يرد بعناد:
«بل أنا كذلك..»
تأملتهما ماجدة بحسرة وهي تتمنى لو كان هذا حقيقة كما اعتادت عليهما قبل سنة أما الآن فهما يفتعلان مناقرتهما لأجلها، قاطعت حديثهما قائلة وهي ترفع يديها بعلامة أن يكفا:
«حسنا، لنبدأ الإفطار كي تلحقا عملكما، لكن إياكما وهذا النقار هناك..»
رفع جلال حاجبه وقال بمكر بينما يتكأ بإحدى يديه على الطاولة ينظر تجاه أمه:
«ولا زالت نصائح سيدة المجتمع الراقية ماجدة رأفت حرم المرحوم ماهر منصور تتوالى على طفليها ذو السابعة والعشرون عاما والثالثة وعشرون عام»
ضيقت حاجبيها قبل تلكزه في كتفه بخفة قائلة:
«سوف تظلان أطفال بنظري طوال العمر»
وقفت نورا بينما تأخذ حقيبة كتفها من على المنضدة وتمسح شفتيها بالمنديل الورقي ثم قالت:
«هيا يا مديري المتسلط، سنتأخر منذ أول يوم»
نهض جلال يغمز لها قائلا:
«لا أريد التأخر فاليوم يومي، سوف أصبح مديرا عليك ويروق لي استغلال الأمر»
هزت ماجدة رأسها بقلة حيلة هاتفة بهما:
«بمناقرتكما تلك سوف تذهبان الظهر»
انحنى جلال مقبلا وجنتها قبل أن يقول:
«سنذهب الآن أمي»
بينما نورا قبلتها هي الأخرى قائلة بابتسامة:
«دعواتك لنا أمي»
قبل أن تعتدل بوقفتها ويضم جلال كتفيها تحت ذراعه فيما يقودها تجاه باب الفيلا الرئيسي قائلا برواق مصطنع:
«هيا مساعدتي المشاغبة»
أما ماجدة فتنهدت بصوت عالي تهمس بوجع:
« اشتقت لبسمتك نورا، وأدعو الله كل يوم أن أراها تعود لثغرك»
ثم التفتت تنظر لجلال الذي احتوى نورا تحت ذراعه هامسة:
« ما بك جلال لم أراك يوما هكذا، فيك شيء يؤرقني!؟»
★★★

بعد الظهر بعدة ساعات..
★*★*★
تحدق في فساتين الزفاف بشرود، صوت ندى التي تتحدث مع صاحبة المكان لا يصلها بينما تقول:
«مقاس الفستان أصبح مضبوط تماما، شكرا لكِ»
وتعود تحدث سمر:
«هل اخترتِ فستان يا سمر، عمران وعلي ينتظران بالمقهى!»
لم تأتيها إجابة بل تحركت سمر تجاه الفساتين بذات الشرود، تقف أمامها كتمثال من الشمع لا حياة فيه بينما صوت عمران الذي حاول لفه البرود يغزو مخيلتها حينما صعدت في الصباح كي تعطيه الجوال كما وعدته وقبل حتى أن تنطق أو تظهر الهاتف وجدته يقول بينما عيناه كانت باردة ؛جامدة!( هاتفك!!)
ابتلعت ريقها بألم ومدت يدها المرتعشة وأعطته له ليأخذه بذات الهدوء والبرود بينما يدسه في جيبه قائلا مشيحا بعينيه عنها وكأنها ندبة:
« عليكِ نسيان أنك كنت بيوم لديكِ هاتف»
واستدار بظهره يتركها تقف وسط السطح لينزل دونها!.
أخذت ندى فستان أعجبها ورفعته أمامها قائلة بابتسامة تحاول نزعها من شرودها ولف انتباهها كي تختار:
«ما رأيك بهذا، سيكون عليكِ رائع»
التفاتة بسيطة منها تجاه ندى ولم تنظر للفستان كانت ردا بأنها تسمعها ثم عادت لشرودها بالفساتين.
هزت ندى رأسها بيأس مما يحدث بينما صاحبة المكان تدخلت محاولة لفت انتباه العروس والتي كأنها مغصوبة على زواجها:
«هل أختار أنا لكِ فستان يا عروس»
هزت سمر رأسها نافية دون أن تلتفت لها بينما ندى هزت رأسها يائسة من وضع ابنة عمها قبل أن تتحرك خارج المتجر وتخرج من حقيبتها هاتفها تطلب رقم بعينه، وما هي إلا ثواني وأتاها الرد:
« نعم ندى»
أجابته بتردد بينما تضبط طرحتها البنية حول وجهها:
«هل لك أن تأتي لهنا عمران!؟»
ترك قهوته من يده على المنضدة مضيقا حاجبيه قبل أن يسألها:
«هناك شيء !؟»
ردت وهي تتابع ابنة عمها من أمام الباب الخارجي للمتجر:
«سمر بها خطب ما..»
انتفض عمران بلهفة بينما علي وقف قبالته بوجه متسائل ليسألها الأول بذات اللهفة التي لم يستطع مداراتها:
«ما بها سمر!؟»
أجابته مطمئنة:
«لا تخف عمران هى بخير»
تنهد بصوت عالي وصلها بينما هي أضافت فيما تتابع ابنة عمها من الخارج بعينين متألمتين:
«لكنها شاردة لا تتحدث مع أحد منذ دخلنا ولم تختر شيء، ربما تستطيع أن تهتم أنت بأمرها»
«حسنا، حسنا، لحظات وأكون عندك»
قالها عمران بسرعة قبل أن يغلق الهاتف ويخبر علي الذي كاد أن يستشيط غضبا كونه يقف قلقا ولا زال لا يعلم شيء «سأذهب لسمر أختار معها الفستان»
جلس علي براحة وأخذ فنجان قهوته قائلا بهدوء:
«قل هكذا يا رجل، جيد إذن ابعث لي زوجتي أشرب قهوتي معها حتى ستصبح القهوة محلاة بدلا من مللك هذا »
ضحك عمران بخفوت وتمتم قائلا بممازحة:
«حسنا علي باشا سنرسل لك سكر قهوتك».
ورغم الهدوء الذي رسمه عمران على ملامحه إلا أن كلمات ندى كانت كفيلة لأن تجعل دقات قلبه تخبط في صدره من القلق، فحتى لو وضع ألف حصن وحصن وتخفى بمشاعره بجدار ثلجي تظل هي سمر ويظل هو عمران، كانت خطواته سريعة ثابتة بينما يخطو الطريق الذي بين المتجر والمقهى، توقف بخطواته أمام ندى يخفي لهفته وقلقه خلف قناع هاديء مصطنع ثم سألها:
«هي بخير!؟»
التفتت ندى بنظرها إلى الداخل وعادت تنظر له قبل أن تهز رأسها بلا ثم قالت بصوت بدى متألم:
«منذ جئنا وهي شاردة كالتائهة وكأنها لا ترانا، غائبة عنا يا عمران»
زم شفتيه بينما يغوص بأنامله في خصلات شعره الكثيفة فيما كلمات ندى تثير الألم في صدره وهو الذي يحاول أن ينتزعها منه! قبل أن يقول بعد تنهيدة طويلة:
«اتركي الأمر لي واذهبي لعلي»
أومأت بإيجاب ودخلت تأخذ فستانها؛تاركة إياه مع سمر التي لم تشعر إلى الآن بدخوله المكان!!
وقف على بعد خطوات قليلة جدا منها؛ يضع يديه في جيبي بنطاله، يتأملها بوله لا يستطيع نكرانه بينه وبين نفسه وإن كذب هذا حينما تتلاقى عينيهما!،شعرها الأسود الطويل المموج مرسلا على ظهرها؛ يناديه ليستنشق عبقه وتغوص أنامله فيه، جسدها الطويل الممشوق والذي كان أحد الصفات المشتركة بينهما، صحيح ليست بطول قامته، لكنها ورثتها من أبيها ومنه، بنطالها الأبيض وبلوزتها الحمراء بحزام أبيض يتوسطها يليقان بها كثيرا، حذائها العالي يثير جنونه، هل عليه أن يخبرها بأن دقاته العالية تثير حنقه حينما تدندن به على الأرض فيخاف أن تلفت أنظار الرجال، وعلى ذكر آخر كلمة تقوس حاجبيه وضاق صدره بينما دقات قلبه تهدر تغرقه في بئر عميق مليء بألمه ، يحاول أن يسبح كي ينجو بنفسه لكن المسافة عالية؛ عالية لدرجة يصعب من خلالها الصعود للسطح بل كأن هناك قوى خفية تسحبه للقاع .
شعر أنه شرد فيها كثيرا فهز رأسه ينفض هذا كله عنه وعاد منتبها لها بينما يدها تلمس فساتين الزفاف بشرود، اقترب منها ليقف جانبها تماما يتأمل الفساتين معها بينما هي انتبهت لأحد اجتاز مساحتها الخاصة، قريبا جدا، كتفه يعلو كتفها بدون فواصل!، التفتت له غاضبة وكادت تنطق بحدة،فوجدته هو، عمران، زوجها!، التفت لها مضيقا عينيه كانت منذ لحظة تنظر له غاضبة وتبدلت إلى ملامح هادئة بأقل من الثانية، تنهد يستوعب وجوده المفاجىء قربها بينما هي شردت في وجهه دون بوح بلسانها، عمران أصبح زوجها، بلسانها طلبته للزواج، رجلا اعترف لها بأنها إمرأة لا تساوي شيء؛ لعوب؛ تنتقل من رجل إلى آخر!!، بائسة.
ابنة عمه انتهت وحبيبته التي أخذت مكانها عنوة انتهت وتبقى هي سمر!!؛ ومن تلك سمر؟!، أوليست هي ذاتها ابنة عمه، ترقرقت دمعة بعينيها لم تفارقها،تعلقت عيناه بعينيها و تمنى لو احتضنها وهمس قربها لا تبكي، لكن تبا لكل الأحداث التي مرت عليهما، التفتت عنه مرة أخرى، تنظر للفساتين بينما يدها تلمسهم ولا تراهم!!، يدها جاءت بعفوية على أحد تلك الفساتين وظلت لفترة لا تبارحه، فرفع عمران حاجبه بغير رضا، قبل أن ينحنى بجزعه قليلا قرب أذنها، هامسا بصوت رجولي رخيم:
«زوجتي، لا ترتدي فستان عاري كهذا، سمر».
كان يضغط على حروف اسمها بطريقة استفزتها كأنه يذكرها بشيء مشين، اتسعت عينيها للفستان الذي كانت تلمسه؛ تراه عاري الأكتاف، بفتحة صدر مثلثة، خصره من الشيفون!؛ تنبهت أن هذا الفستان يظهر أكثر مما يخفي تركت إياه قبل أن تنتزع نفسها من شرودها قائلة له بتحدي يناقض الإنهيار داخلها:
«وماذا إن أعجبني يا ابن عمي، كنت سآخذه وهناك ألف حيلة لتغيير هذا العري»
«ولم نفكر بحيل في حين لدينا أشياء جاهزة»
قالها عمران بغموض، تلاقت عيناهما حينما شمخت برأسها ترد عليه بغموض يحاكيه:
«لكن ربما هناك به ما يميزه فكان له الحق بمحاولة تغييره حتى يناسب الوضع الجديد!»
وتركته تتقدم لصاحبة المتجر قائلة بهدوء بينما تشير للواجهه الزجاجية للمحل:
«كان هنا فستان يوم أتيت مع ندى لتقيس فستانها»
ضيقت السيدة الأربعينية عينيها ، تتذكر الفستان لتقول:
«آه، تذكرته، حقيقة لم يكن سوى تلك القطعة ولم يأتي غيرها ولقد تم شراؤه يومها»
ارتسم العبوس على وجه سمر بينما تلتفت لتتلاقى عينيها بعيني عمران الذي يناظرها بغموض بينما أشار لفستان معلق وحيدا بزاوية المحل وقال:
«هذا جيد»
حاولت انتزاع بسمة على شفتيها لكنها لم تفلح قبل أن تقول:
«نعم جيد..».
بعد لحظات كانت تقف بغرفة التبديل ترى انعكاسها بالمرآة بالفستان الأبيض، تحاول أن تغتصب بسمة على شفتيها تتناسب مع الحدث!، نبضات قلبها تهدر بدهشة، هذه اللحظة التي تتمناها أي أنثى وتكون سعيدة بل تكاد أن تطير فرحا بينما هي لا تشعر بهذا لكنها أيضا ليست حزينة!.
وقفت تائهة ما بين خروجها بالفستان كما طلبت السيدة بالخارج لترى قياسه وما بين وجود عمران، تساءلت وهي تنظر لنفسها، هل أنتِ عروس!؟، يحق لكِ ارتداء ثوب زفاف!؟، بل هل يحق لكِ أن يأتي معك عمران ويختار ثوبك، الرجل الذي قمتي باستغلاله كما أخبرك!، ابتلعت ريقها قبل أن تربت على صدرها تحاول ضبط انفعالاتها والتي لم تكن شبيهة لعروس متوترة لارتدائها ثوب زفاف، بل كان شعورا بالنقص والقهر يمتزج بالرهبة، سحبت نفسا عميقا تنفض عنها كل هذا، تتمسك بجانبي الفستان قبل أن تتخذ قرارها بالخروج ، فتحت الباب بتمهل، ليحدث صوتا خفيفا ينبه عمران الجالس على كرسي جلدي أسود وبيده فنجان شاي قد تم تقديمه له ليشربه، رفع نظره لها بانتباه قبل أن يضع الفنجان و يقف من مكانه بينما عينيه لا تبارحان عينيها، ابتلع ريقه بصعوبة لا إراديا يشعر بالحرارة تسري في أوصاله، شعور رهيب يجتاح قلبه وهو يراها تقف أمامه بالفستان الأبيض في حين سمر أخفضت وجهها عنه وهي تراه يتقدم بتمهل تجاهها ولا يحيد بنظره عنها، وقف قبالتها تماما، شاردا فيها، غارقا بها، تبا تغرقه فينسى ما فعلت! ، يشعر بدقات قلبه تقرع كالطبول، فاتنة بفستان الزفاف تماما كما كان يتوقع، جمالها المنعش لروحه يحيي عشقه لها، همس شاردا فيها:
«جميلة..»
أجفلت سمر للكلمة فرفعت نظرها له بدهشة، ابن عمها قال جميلة أم أنها تتوهم!؛ صوته كان خافت لكنها متأكدة سمعته، ناظرته في دهشة ترى عينيه شاردة تحمل أعباء لم ترها بهما يوما، همست داخلها وهي متعلقة فيه منذ متى وكنتِ تعلمين ما تحمله عينيه!؟ ، صوت صاحبة المحل أخرجهما من دوامتهما قائلة:
«الفستان كأنه صمم لكِ يا عروس»
انتبه عمران لما حدث وإلى غرقه بها، اكفهرت ملامحه يصطدم بخذلانها، حك جانب وجهه متراجعا خطوة عائدا لأرض الواقع تاركا أحلامه البائسة وعشقها الذي قتل! بينما صوت السيدة عاد في حين تتقدم نحو سمر:
«لو كنت أعرف بأن العريس هو من سيخرجنا من حيرتنا منذ جئتِ لأخبرتكِ بأن تناديه»
احمرت وجنتي سمر بعفوية، تعض على شفتيها بينما عمران تنحنح بخفة يراها بخجلها الفطري الأنثوي قادرة على سلب لبه ولو بنى حوله ألف حصن، تقهقر داخله يهمس لنفسه وهو يغرق فيها:
«ويلك يا عمران، ألقيت بنفسك في نار وليس هناك سبيل لاطفائها، ماذا فعلت!؟»
زفر بصوت عالي يخرج تلك النيران من داخله يحاول أن ينتزع نفسه من هذا الموقف، يفرك جبينه الذي تعرق رغم لطافة الجو قبل أن يقول محاولا الهدوء: «سنأخذ هذا الفستان إن أعجبك سمر..»
أومأت الأخيرة بإيجاب بينما تنظر للفستان لا تعي بعيني عمران المعلقة بها يرى ألمها الجلي، وبسمتها الكسيرة، طأطأة رأسها التي لا تليق بابنة الجبالي، ابنة عمه وزوجته ، كاد يهدر بها ارفعي رأسك لا تنحني أبدا فالجبال لا ترخي رؤوسها لولا عقله الذي يقف حائلا يصحح المسار ويذكره بما فعلت كلما هم قلبه أن يرق لها!، التفت عنها تعود ملامحه إلى جمودها فيما يتوجه لصاحبة المحل كي يحاسبها قبل أن يقول لسمر التي وقفت بجمود:
«بدلي الفستان»
يتبع 💜💜


آمال يسري غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 25-02-21, 09:06 PM   #125

آمال يسري

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية آمال يسري

? العضوٌ??? » 462711
?  التسِجيلٌ » Mar 2020
? مشَارَ?اتْي » 946
?  نُقآطِيْ » آمال يسري is on a distinguished road
افتراضي

بملابسه الرياضية السوداء الأنيقة بماركتها المعروفة البارزة على صدر القميص ذو القبعة التي تغطي رأسه، يهرول على الطريق الرصيفي المقابل لشاطئ البحر، بينما سماعات الأذن تصدح بموسيقى صاخبة ليست من تلك التى يحبها؛ لكنها كانت بالنسبة له كافية لتغطي على هذا الضجيج الذي يملأ قلبه، يكاد يشطره، أصوات لم يعد يريد سماعها، وكذب وخيانة، وآهة عالية يتمنى لو فلتت من بين شفتيه لكنها هي الآخرى تعانده، فيزيد من سرعة جريه وتختلط الموسيقى بهذه الحرب داخله فيحس بأنفاسه تكاد تتوقف من فرط ألمه وضيقه وهذا الفكر الذي يؤرق روحه.
صوت الهاتف بنغمته قطع هذه الحرب الطاحنة، شتم بضيق لأنه فتح هاتفه، فالاتصالات بدأت تزداد، توقف بجانب الطريق، جلس لاهثا على أحد الأرائك الخشبية الموجودة بالمكان؛ يحاول تهدئة أنفاسه، أخذ الهاتف من جيب بنطاله، ينظر إلى شاشته، اسم جلال ينير الشاشة فتغضنت ملامحه وتقوس حاجبيه بينما عينيه البنيتين غامتا بضيق لم يداريه قبل أن يضغط للرد عبر سماعة الأذن ليأتيه هتاف جلال:
«متى كنت تنوي أن ترد أحمد!؟»
أغمض أحمد عينيه، يحاول أن يضبط انفعالاته قليلا،ثم أجاب بتمهل:
«وها أنا أجبت..»
رد جلال بصوت مخنوق:
«هكذا ببساطة؟!، لقد قلقت عليك يا رجل..»
أطبق أحمد على شفتيه يكاد يدميهما ثم زفر بصوت عالي وصل إلى جلال قبل أن يرد بكل ببرود:
«نعم هكذا ببساطة ،ثم لا تقلق؛ لست طفل...»
نبرة صوته كانت لرجل آخر غير الذي يعرفه جلال، رجل صوته تكسوه البرودة والجمود، تغاضى جلال عن هذا وقال بعشم صديق ورفيق عمر!:
«أين أنت كي أتي إليك؟!»
«لست بحاجة لأن تأتي، أنا سأعود بأقرب وقت..»
هتف بها أحمد بنبرة لا تحمل إلا مشاعر باردة لم تكن لتصدر منه يوم وخاصة تجاه جلال، مسح الأخير على صفحة وجهه بألم، بينما يجلس على الكرسي خلف مكتبه، ينظر إلى اللاشيء، كلمات أحمد تجعله يشعر بالاحباط وخيبة الأمل، يحس بقطرات العرق تتناثر على جبهته بل كل جسده، تنهد طويلا يحاول أن يستعيد هدوءه قبل أن يرد بتردد يحمل في طياته الكثير من الرجاء:
«أحمد، أخبرتك لم أكن أعرف، يا صديقي أنا...»
وقف أحمد من مكانه، يزيح قبعة الترنج من على رأسه بعنف ثم هتف بصوت مخنوق وغاضب مقاطعا جلال:
« دعنا لا نتحدث فيما مضى، انسى كما نسيت أنا»
ازدرد جلال ريقه يشعر بألم حاد في صدره كأن هناك شيء يمنعه من التنفس قبل أن يقول بألم:
«لا يبدو لي أنك نسيت »
مسد أحمد لحيته براحة يده، ثم أعاد بأنامله خصلات شعره التي فلتت على جبهته قبل أن يرد بنفاذ صبر:
«بلى، فعلت لا تقلق، ولكي أثبت لك ذلك بأقرب وقت سأكون في الشركة لن تطول إجازتي».
استند جلال على مكتبه بيده، يفرك جبهته بتعب قائلا بمزيد من الرجاء:
«إذن دعنا نتحدث قبل أن تعود»
أجابه أحمد بحدة:
«لا حديث بهذا الأمر قلت لك، لا الآن ولا بعد ذلك..»
صوت إعلان إغلاق الخط كان هو التالي لكلمات أحمد، بينما جلال وضع الهاتف أمام عينيه، يحدق فيه بذهول هامسا بصوت مخنوق:
«من هذا الذي كان يحدثني؟!».
وقف من مكانه بعنف ليرتد الكرسي خلفه واقعا على الأرض، يدور في مكتبه كالأسد الجريح، يتساءل هل خسر صديقه الوحيد؟، فيهز رأسه بإنكار ويعود بنظره للهاتف الذي تركه على المكتب لتصدح في رأسه كلمات أحمد وصوته البارد، يشعر بالاختناق أكثر، ثقل يجثم على قلبه، يمسك عنقه، يمسد خلف رأسه يحاول السيطرة على ما يشعر به دون جدوى، زفر بضيق بينما يسير قرب مكتبه ويستند براحتي يديه عليه، ينظر لهاتفه، تمتم بضيق وألم:
«محادثة شات كانت سببا لخسارتي رفيق عمري»
قبل أن يلقي بالهاتف فيصطدم بالحائط و ينزل قطعا صغيرة مفتتة كروحه تماما، أثني جذعه وبيده اليمنى كان يزيح كل شيء على المكتب في عنف.
وقف يمسد خصلات شعره ينظر في الفراغ بينما يسير بتثاقل تجاه الأريكة المتواجدة في أحد أركان مكتبه، تهاوى بجسده عليها، يستند بمرفقيه على ركبتيه بينما يمسك رأسه براحتي يديه قبل أن يقول بصوت مخنوق :
«كله منكِ، كله منكِ»
صوت الباب الذي فتح للتو مقترنا بصوت نورا التي تقول متأففة:
«ما هذا الصوت الذي يخرج من غرفتك، لقد طرقت الباب...»
قطعت كلماته تحدق في أخيها الذي لم تراه يوما هكذا، ثم تتبادل النظرات بينه وبين محتويات مكتبه الملقاة على الأرض بخوف قبل أن تغلق الباب خلفها وتسير تجاهه بلهفة لتجلس جانبه ثم قالت بخوف وهي تربت على كتفه:
«ما بك جلال؟!»
رفع وجهه لها لتقابلها نظرة الألم في عينيه التي جعلت قلبها يرتطم في صدرها ابتلعت ريقها وأنفاسها بدت مضطربة قبل أن تهمس بخفوت والخوف يزداد في قلبها تسأله أن يطمأنها لتجده فجأة يرتمي على صدرها كالطفل الصغير الذي يحتمي في حضن أمه، همس بصوت متحشرج من الحزن:
«خسرته، خسرته يا نورا»
ربتت نورا على ظهره، تضمه لصدرها بحنو، تشعر بأنفاسها تعلو وتهبط وسألته بقلق بينما تحدق في الفراغ:
«من الذي خسرته!؟، احك لي جلال، طمئني»
همسه الخافت وصلها ليشق قلبها ويلقيها بسكين حاد في صدرها:
«أحمد...»
اتسعت عيناها، تحدق في الفراغ، لا تفهم شيء لكن كلمات جلال كفيلة أن تخترق روحها، أغمضت عينيها بقوة تعتصرهما، تحس بالنيران تشتعل في صدرها وكل كيانها، نبضات قلبها تهددها بالرحيل، تشعر بأخيها يضمها كالابن الذي يبحث عن أمانه في صدر أمه فتضمه أكثر لا تعلم أي منهما يشد من أزر الآخر ولا أي منهما يبحث في صدر الآخر عن هدوءه، همست له تحاول أن تنتشله من ألمه بأن ما بينه وبين أحمد لا ينتهى أبدا فيرد بجسده المرتجف على صدرها(بل خسرته) فينتفض كل جسدها كأن هناك لسعة كهربية شديدة لامسته، وتسأله بخوف:
«أخبرني ما حدث جلال!؟»
اعتصر عينيه بينما يجيبها بصوت مخنوق مشددا في عناقها:
«خسرته وكفى»
تكاد دموعها تنهمر وصوت أخيها المتألم يشق روحها فتتناسى كل ألمها وتضمه تخبره بأن كل شيء سيكون بخير!!.
في ذات الوقت بعدما أنهى أحمد حديثه مع جلال ظل يحدق بالهاتف بشرود؛ هامسا بألم:
«وداعا يا صديقي!»
رفع عيناه يتأمل الشمس وهي تغرب، مودعة بدفئها السماء، منظرها البديع وهي تغرب ملقية بسلامها على مياه البحر؛كان قبل ذلك يشعره ببهجة وراحة نفسية، اليوم أحس بغروبها؛غروب قلبه ليشق الظلام بدلا منه!.
صوت اتصال آخر أخرجه من شروده، قوس حاجبيه، وتجعدت ملامحه وهو يرى الرقم الدولي الذي ظهر اسم صاحبته على الهاتف!، ضحكة مريرة قبل أن يضغط على زر عدم الرد لكن الرنين لم يهدأ و لم يمل بل ظل الهاتف يصدح كأنه يصطدم في رأسه، يشعر بمطارق تدق فيه مسببة له صداع يكاد يفتك به، تأفف بضيق مغمضا عينيه بقوة قبل أن يفتحهما و نظرة حانقة تملأهما ثم ضغط للرد وبنبرة غاضبة حادة قال:
« ماذا، ماذا تريدين؟!، لم تتصلي ألم تملي!؟»
صوت مخنوق ونحيب خافت كان يجيبه على الجانب الآخر قائلة بوجع:
« أحمد»
هدر بصوت مخنوق مقاطعا استرسالها في الحديث:
« لا تتصلي، قلت لكِ مرارا انسي وجودي كما نسيتك»
شهقاتها المكتومة وصلته فقابلها قلبه وملامحه ببرود بينما هي ردت بصوت متألم باكي:
« كيف لي أن أنساك، ابني!»
ضحكة ساخرة كانت رده قبل أن يقول في برود:
« لا أذكر أني لي أم، لأنها ماتت من ستة عشر سنة»
ودون أن يترك لها فرصة للرد كان يغلق الهاتف ويضعه بجيب بنطاله في عنف قائلا في حدة:
« كلكن خائنات!».
ثم عاد لما كان عليه قبل أن يتصل جلال؛ موسيقى صاخبة،قبعة ملابسه الرياضية على رأسه؛ يهرول يلقي بطاقته السلبية بعيدا عنه!.
★★★★
يتبع 🥰


آمال يسري غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 25-02-21, 09:08 PM   #126

آمال يسري

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية آمال يسري

? العضوٌ??? » 462711
?  التسِجيلٌ » Mar 2020
? مشَارَ?اتْي » 946
?  نُقآطِيْ » آمال يسري is on a distinguished road
افتراضي

كانت ندى قد صممت أن يقضوا جميعا يوما مميز قبل سفرهم ورغم اعتراض عمران وسمر على ذلك إلا أن رجاء ندى وعلي ومساعدة صلاح لهما جعلهما يرضخا في النهاية.
وقفت ندى ببشاشة ترتسم جليا على ملامحها فيما تتابع ما جهزت من عشاء على سطح بيتهم حيث تلك المنضدة التي دائما ما تجمعها مع علي أو تجمع علي بذكرياتهما الحلوة لحين يوم لا يتفرقا فيه أبدا ولم تكن تعلم بأن تلك المنضدة وهذا المكان الذي يطل على الفضاء الفسيح يحمل في أعماقه أسرار وأوجاع ابن عمها عمران.
كان عمران بالأسفل لا زال يقنع عمه بمشاركتهم لكن الأخير كان مصر على أن يتركهم وحدهم، بعد وقت قليل كان عمران هو الآخر يلحقهم بالأعلى كي يشاركهم جلستهم.
وقف أمام باب السطح ينظر لثلاثتهم، يحدق فيهم شارد بالتحديد في تلك الجالسة قبالة علي وندى تتأملهما ببسمة باهتة قسمت قلبه أنصافا وأنصاف، شفتاها اللتان تترددان في رسم أي بهجة عليهما، سحب نفس عميق وزفره بقوة عله يلقي أي اضطرابات داخله قبل أن يسير بتمهل تجاههم.
«يا رجل انتظرناك كثيرا، كنا سنتناول العشاء وحدنا»
هتف بها علي فيما ينظر لأخيه الذي سحب كرسي بجانب سمر مواجها له، هز عمران كتفيه بلا اكتراث ثم قال:
«ولم لم تفعل توأمي العزيز؟!»
ضحك علي برواق قبل أن يجيبه مشاكسا:
« ومن سوف أشاكش وأمازح طوال السهرة؟!»
ضحكة خافتة من عمران بينما يضع ساق على الأخرى فيما يرمق الجالسة قربه بطرف عينه ثم قال:
«لا مزاج لي لمشاكستك»
تجهم وجه علي للحظة يحس بشيء غامض في الأجواء، شيء ناقص لم يظهر له غير طلب سمر للزواج منه وهو ما حاول فهمه من ندى ولم تبح له بل أخبرته حرفيا بعدم معرفتها بشيء وقبل أن يهم علي بالرد تدخلت ندى تنقذ الموقف حين أحست بأن السهرة قد تنقلب وتضيع بهجتها فمزاج عمران ضائق منذ ما حدث، بل أن هدوءه التي اعتادت عليه تحول لصمت مفرط وأحيانا ضيق من أي حديث مما حوله فقالت برجاء وصله فيما تشير للطعام:
«لقد تعبت في تجهيز الطعام لأجلنا كلنا يا عمران هيا كل كي لا يبرد»
ابتسم لها عمران بود لم يدعيه فيما يمد يده للطعام ثم أجابها بنبرة ذات مغزى:
«سلمت يداكِ ندى، دائما ترهقين نفسك لأجل الجميع!»
التفتت له سمر مضيقة حاجبيها تشعر بقلبها يئن من الوجع، فكل حديث عمران يتعمد بأن يذكرها بشيء ما أو ربما هي ظنت هكذا! فيما تداركت ندى الموقف وهي تضحك بخفوت:
«إذن تذوق وأخبرني رأيك»
صمتت لحظة تحدق في سمر الجالسة جسدا غائبة روحا ثم أضافت:
«وأنت يا سمر هيا فأنا جهزت لكي السوفليه الذي تحبينه للتحلية».
راق وجه سمر للحظة لم تفت عمران قبل أن تمد يدها هي الأخرى لتناول طعامها.
«يا ندى أنا هو من يستحق الدلال، جهزتي السوفليه لابنة عمنا للتحلية فماذا جهزتي لي!؟»
رفع عمران حاجبه يرمق أخيه بنظرة ذات مغزى بينما بسمة شاحبة داعبت شفتيه فيما التفت للجانب الأخر حين أحس بارتباك ندى التي أجابت علي بلكزة خفيفة في كتفه ثم قالت:
«لم أجهز لك شيء يا علي فأنت معاقب»
ضحك علي برواق وقال يشاغبها:
«سوف آكل التحلية الخاصة بك»
تنهدت سمر فيما تتابعهما ببسمة لا تغادر شفتيها، بينما يدها تبعثر في الطعام فهذه الجلسة لا تليق سوى بعلي وندى أما هي!!! صمت حديث نفسها وتساءلت، أنتِ ماذا يا سمر!؟.
حدق فيها عمران للحظات ربما طالت، يغزو رئتيه عطرها فسحب نفسا عميقا فامتلأ كله من عبق الورد، أحس بأن خدر يسري في كل أوصاله، تعلقت عيناه بجانب وجهها ،قبض بيده على ذراع الكرسي واحساسه بتلك المسافة بينهما يقتله فلو كانا زوجين حقيقين؛ تزوجا في ظروف أخرى ما كان هذا حالهما، كان الآن يضمها تحت ذراعه؛ ترتاح على صدره ويخبرها بحبه، ابتلع ريقه في دهشة مما يفكر قبل أن ينتفض من مكانه ليحدث الكرسي صوتا إثر حركته ليلتفت علي الذي كان بعالم آخر ثم يقول لأخيه في دهشة:
«إلى أين عمران؟!»
رد الأخير بخفوت بينما يشير للغرفة:
«أريد شاي سوف أجهزه»
غمز له علي بمكر ثم أشار لسمر الماكثة معهم بهدوء مفرط وقال:
«أليس من المفترض أن تعد الشاي لك سمر!؟»
تنبهت سمر لذكر اسمها تستوعب الحديث فيما تهم للوقوف قبل أن تقول بتردد:
«سأجهز الشاي »
أشار لها عمران لتظل جالسة ثم قال بجمود وهو يشيح وجهه عنها:
«سوف أجهزه، لا ترهقي نفسك».
ثم أولاهم ظهره حيث غرفته هو وعلي، حدقت سمر فيه وهو يسير بثقل تتفهم بأنه لا يريد شيء منها وهذا ما وصلها من حديث عينيه الصامت وجمود قسمات وجهه، ابتلعت ريقها الجاف تستشعر ما هي مقبلة عليه، فزادت نبضات قلبها خفقان واضطراب، تحس بتلك البرودة التي لا تعلم مصدرها تثير في جسدها رعشة جعلتها تنتفض، نهضت من مكانها لتقف خلف سور السطح بينما تحس بألم يسري في جسدها، خوف يغزو أوصالها بل أصبح جزء منها، فنظرات عمران لها دائما غامضة لا ترى ما خلفهم ربما إلا بعض المرات التي تحس فيهم بنظرة عتاب تقتلها، احتضنت جسدها بذراعيها فيما ترفع نظرها للسماء هامسة بخفوت ورجاء {يارب}.
الكلمة شقت طريقها لقلب عمران الواقف خلفها تماما بينما يحمل في يده كوب الشاي، تأملها بغموض هامسا في نفسه{ ليتني أفهمك وأعلم ما يدور بخلدك، صوتك ومناجاتك المترجية تحدثني بأن ابنة عمي لا زالت هنا لم أفقدها}
تنهد بصوت عالي جعلها تلتفت له مجفلة فيما تقدم هو يقف محاذاتها ووضع كوب الشاي على السور أما هي فتعلق نظرها أمامها للاشيء.
ارتشف القليل من الشاي يرمقها بطرف عينه ثم همس بصوت خافت وصلها:
«ينقصك شيء؟»
ضيقت سمر عينيها مجفلة للسؤال فيما أدارت وجهها له تحدق فيه فأضاف موضحا بينما يلتفت لها:
«أقصد أنكِ لم تشتر شيء سوى الفستان، لو تحتاجين أي شيء أخبريني نبتاعه قبل أن نرسل الحقائب إلى البلد».
مع آخر كلماته كانت قد التفتت له بجسدها لتقابله نظرة عينيها التي ظنها للحظة بأنها نظرات امتنان لتعود متخفية خلف جدار عنادها وتقول فيما تتشبث بأحد يديها بالسور كأنه سيساعدها للوقوف:
«لا أعتقد بأنني في حاجة لشيء»
أجابها بهدوء:
«متأكدة، فندى اشترت الكثير رغم أنها ابتاعت قبل ذلك!؟»
غصة في حلقها كادت تخنقها، حاولت أن تبتلعها لتخنق قلبها هو الآخر قبل أن تكتف يديها على صدرها فيما تتعلق في عينيها دمعتين لم تغادرهما وقالت:
« لأن ندى عروس!، لأن زوجها من طلبها! لذا حقها كل شيء!»
ثم التفتت إلى ندى وعلي اللذان كانا غائبان عن كل شيء إلا هما وأضافت تحت نظرات عمران المشدوهة:
«لأن ندى زوجها يعشقها!، أما أنا ….»
صمتت تحس بالكلمات كالسكاكين تقطع كل إنش داخلها بينما عمران كاد يجذبها لصدره ولا يفلتها أبدا، تلك الكلمات التي جعلت قلبه ينشطر ويغادره لها هامسا في نفسه وزوجك يحيا لأجلك لكنك بعالم آخر!.
أحست بالدمعات تكاد تغادرها وتفضح ضعفها فسحبت نفسا عميقا كي تعود لثباتها وشدت قامتها تصطنع ملامح باردة ثم استرسلت حديثها:
«أما أنا فلست بعروس!، وزوجي يكرهني بل يكاد يشعر بضيق في قربي؛ يتمنى بعدي!»
رفعت يدها تمسد عنقها تشعر بارهاق، تحس بأنها تكاد تهوى أرضا، ثم أضافت بوجع شق صدره:
«أنا لاجئة يا ابن عمي وعلي التزام حدود اللجوء».
لو تعلم في تلك اللحظات المعدودة ماذا فعلت به!؟، لو شعرت بأنها قد قتلته مرات ومرات بكل حرف تفوهت به؟، لو أحست بلحظة واحدة ببكاء وشوق السنين لها وهي التي جاءت في لحظة وهدمت كل شيء؛ لو فهمت كيف حارب رجولته المتأذية ووافق على زواجها رغم ما فعلت كانت علمت بأنه لا يوجد رجلا على وجه المعمورة يحب إمرأة كما أحبها وعشقها هو!
زفرت بصوت عالي جعله يفيق من شروده قبل أن تتمسك بدلاية سلسالها الفضي فتعلقت عينيه بيدها القابضة عليها قبل أن تضيف هي:
«لأجل كل هذا يا ابن عمي فأنا لا حق لي بشيء، لأنني وببساطة هي سمر التي اقتحمت حياتك وانتزعت راحتك»
أرخت عينيها عنه للحظة، بينما هذا الخزي يلفها ثم تابعت:
« أنا من طلبت هذا الزواج خالفت كل شيء وأعلم بأن الجميع قد أرهقوا مني لذا ليس لي سوى أن أظل أشكرك كل لحظة لأنك فتحت لي بابا رغم أنك لهذا كارها»
وبخطوات مرتجفة مثل كلماتها الأخيرة تركته ينصهر بنيران ألمه التي لا تنفك إلا وتشعلها كلما حاول إخمادها.
وقف للحظة مشدوها لما حدث قبل أن يخطو ورائها، تنبه علي وندى لما يحدث ليسأله علي إلى أين!؟ فأخبره بأن كل شيء بخير وسينزل هو وسمر لعمه لا أكثر قبل أن يسير بخطوات سريعة خلفها ويعود علي وندى لعالمهما!.
لم يعلم سببا لنزوله خلفها ولم يعرف ماذا سيقول لها حين تتوقف خطاه قربها؟ لكنه على أي حال قادته قدماه ليلحق بها.
أما سمر فقد نزلت بخطوات سريعة تكاد تقع مع كل درجة تهبطها، كأنها تهوى بها وتسحبها تحت الأرض وما إن وصلت لصالة البيت ووجدت أبيها يجلس على الأريكة حتى هرولت إليه وارتمت في حضنه كالطفلة التائهة التي عادت لأمانها.
ارتجف صوت أبيها يحمل بداخله خوف وقلق سائلا إياها ما بها فيما يضمها لصدره بقوة، يرى ويسمع أخيرا دموعها ونشيجها الذي ظن بأنه تأخر فيما توقفت خطوات عمران على باب البيت ولم يدخل، يرى انهيارها والذي لم يكن سوى انهيار لحصونه!.
عاد أبيها يسألها بخوف:
« ما بك سمر، انطقي، كنتم تحتفلون!؟»
فاحتضنته أكثر، تتمرغ في صدره قائلة بصوت مخنوق:
« ضمني لقلبك أبي»
إختنق صوت أبيها فيما يربت على شعرها ويهمس بألم:
« أنت بقلب أبيك يا قرة عينيه»
فيزداد بكائها ولا يهدأ فيقول لها بألم:
«ما بك يا قلب أبيك؛ طمئنيه؟»
هتفت بألم:
«لا أعلم فقط أريد البكاء على صدرك!!»
احتضنها بقوة فيما ينظر للفراغ وقلبه تكاد دقاته تتوقف ثم قال بقلق وتوجس بينما يرفع رأسها من على صدره:
«نادمة يا سمر على طلبك الزواج؟»
تقهقر الواقف على باب البيت يشعر بجسده كأنه من الثلج فيما قبض بيده على الباب قبل أن يصله صوت سمر الباكي وهي ترد على أبيها:
« لم أندم أبي، أبدا لم أشعر بالندم ولا للحظة»
مسح أبيها وجنتيها بكفيه الدافئتين الحانيتين وقد شعر ببعض الهدوء ثم قال:
«إذن أخبريني ما بك!؟»
قالت بألم وصوت بكائها يعلو:
«أخاف الغربة، أخاف بعدك يا أبي، أخاف من كره عمران لي، أخاف أن أعود خائبة وأن تطردني الأرض التي لجئت لها، أخاف أن أظل مطأطأة الرأس أمام عمران!»
جذبها صلاح لصدره يربت على ظهرها بحنو، يحس بألم في صدره وهي تعدد له مخاوفها، ( أخاف) تلك الكلمة التي لم تكن يوما ضمن مفردات ابنته فيما كان الواقف على بابهم يرتد للخلف وهو يسمع عمه يهدهد ابنته ويقول:
«سمر»
أجابته بنعم وصوتها يكاد يختنق في حلقها بينما تدفن رأسها بين ذراعيه فرفعها بخفة عنه قبل أن يزيح خصلة شعرها ويضعها خلف أذنها ثم قال بحنو:
« هل تظني بأن أبيك كان ليفرط فيكِ للحظة!؟»
هزت رأسها نافية فيما تعلو شهقاتها ليتابع هو:
« لم أكن لأوافق على طلبك أبدا لو كان رجلا غير عمران، ما كنت أفعلها ولا طاوعتك ولو ظللتي العمر كله تطلبين»
هدأت أنفاسها قليلا تناظر أبيها بألم قبل أن يضيف هو بعد تنهيدة طويلة:
« عمران ابني قبل أن يكون ابن أخي، دمي ولحمي، أعطيته أمانة قلبي وقرة عيني وأنا على يقين بأنه سيحفظها»
زادت شهقاتها التي تحاول أن تمنعها كيف لها أن تخبره بأنها ستظل رأسها منحنية أمام عمران وأنه سيظل كارها لها كما اعتادت منه!.
ضم صلاح ذراعيها يتأمل عينيها الباكيتين واللتين تجعلان الألم يتوغل داخل صدره لكنه ابتسم لها بشحوب قائلا بصوته الدافيء:
« أنا سلمتك للرجل الذي سأضع رأسي على مخدتي قرير العين والقلب وأنا أعلم بأنك معه، الرجل الذي حينما أفارق الحياة سيكون لكِ أب قبل أن يكون زوج»
انتفضت سمر من مكانها ترتمي على صدرة فيما تقول بألم:
«أطال الله بعمرك أبي ولا حرمني منك، لا تقل هذا»
فيما كان عمران يشعر بألم ووجع بكل جسده، يناظرهما بدموع لم تغادر مقلتيه؛ يمسح وجهه بكفيه عله يزيل ألم قلبه هو الآخر.
أبعدها صلاح عن صدره وقال بهدوء:
« مهما طال العمر سأرحل يا سمر، لكني الآن مطمئن، مرتاح البال لأنك مع عمران»
ابتلعت ريقها بوجع وتهز رأسها بخوف، فابتسم لها فيما يمسح وجنتيها من دموعها وقال مطمئنا لها:
« لا تخافي ولا تحزني، فأنتِ في حفظ الله ثم زوجك، الرجل الذي أئتمنه عليكِ وأعلم أنه سيصون الأمانة ولن يعايرك يوما بطلبك له!»
أرخت رأسها عن أبيها بخجل فرفع وجهها بيده ثم قال بحنو:
«لا تحني رأسك يا سمر أبدا»
تعلقت بعينيه المتألمتين رغم محاولته لأن يكونا عكس ذلك فيما قال هو:
«لكن تذكري بأن عمران لم يعد ابن عمك فقط»
شعرت بأنفاسها تتهدج ونبضات قلبها تعلو والارتباك يظهر جليا على ملامحها بينما تنتبه لكلمات أبيها ومغزاها فيما كان عمران يستند بيده على الباب يشعر بأنه لم يعد له مقدرة على الوقوف ليتابع صلاح:
«عمران زوجك يا سمر كوني له زوجة وحبيبة وابنة عم وحضن أم وحينها سيكون لكِ كل ما تتمني وصدقيني من بقدرته أنطقك بطلبك هذا قادرا على أن يلقي بحبكما في قلوبكما»
أرخت رأسها عن أبيها وهمست باستحياء:
«أبي»
فرفع وجهها بيده وقال:
«سمر لا تجعليني أندم يوما لموافقتي، إياكِ وظلم عمران!»
همست فيما تمسح عينيها من دموعها:
«عمران على رأسي يا أبي»
ضمها صلاح لصدره رابتا على شعرها يطبطب عليها قائلا :
« وأنا كلي ثقة فيك يا حبيبة أبيك»
تراجع عمران بخطواته بينما يهمس:
«لا أريد أن أكون على رأسك يا ابنة عمي، بل في قلبك، ليتكِ جئتِ لي حبا!».
كان قد نزل مهرولا ورائها، لكنه عاد بخطى ثقيلة متعبة كأنه يحمل أثقالا بعدد سنين عمره، فلو قال له أحدهم بأن سمر ستنهار هكذا أو أنه سيقف ليسمع كل هذا ولا يتهاوى ما صدق!، دخل من باب السطح يسير لغرفته قبل أن يلقي نظرة على علي وندى اللذان كانا يقفان خلف السور يستندان عليه يتحدثان فهمس داخله وصورة انهيار سمر تشوش على رؤيته:
« أيا ليت لقائنا كان غير ذلك سمر، تمنيتك طوال عمري واليوم أنتِ لي لكني أخاف أن أضمك لصدري وأخبرك بأنكِ أمانة قلبي التي يحفظها!»
★★★★★★
انتهى الفصل غوالي😘💜يسعدني رأيكن 🤗🤗
💜💜💜💜


آمال يسري غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 25-02-21, 10:00 PM   #127

هاديةضاهر

? العضوٌ??? » 475412
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 99
?  نُقآطِيْ » هاديةضاهر is on a distinguished road
افتراضي

فصل يمهّد لطبيعة علاقة عمران بسمر ،هي أعلنت غايتها (اللجوء لقلب عمران) وهو يصارع نفسه .
أحمد عانى من فراق أمه وخيانة سمر فهل ستداويه نورا أم إنها أضعف من لعب هذا الدور في حياته؟
تسلم إيدك


هاديةضاهر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-02-21, 07:11 PM   #128

آمال يسري

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية آمال يسري

? العضوٌ??? » 462711
?  التسِجيلٌ » Mar 2020
? مشَارَ?اتْي » 946
?  نُقآطِيْ » آمال يسري is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هاديةضاهر مشاهدة المشاركة
فصل يمهّد لطبيعة علاقة عمران بسمر ،هي أعلنت غايتها (اللجوء لقلب عمران) وهو يصارع نفسه .
أحمد عانى من فراق أمه وخيانة سمر فهل ستداويه نورا أم إنها أضعف من لعب هذا الدور في حياته؟
تسلم إيدك
قريبا تبدأ بعض العلاقات في فهم طبيعتها 💜
شكرا لرأيك ومتابعتك حبيبتي 😘💜


آمال يسري غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 27-02-21, 04:24 AM   #129

**منى لطيفي (نصر الدين )**

مشرفةوكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وبطلة اتقابلنا فين ؟

 
الصورة الرمزية **منى لطيفي (نصر الدين )**

? العضوٌ??? » 375200
?  التسِجيلٌ » Jun 2016
? مشَارَ?اتْي » 4,633
?  نُقآطِيْ » **منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصلين السادس والسابع جميلين...
سمر لازالت تتخبط في امرها وذلك الدلال من أبيها جعلها تائهة
ما فعلته خطأ وكان على عمران ولا والدها ان يرفضا تماما بحجة
ان تمنح نفسها فرصة لتتبين مشاعرها..
في انتظار القادم بخصوص احمد المجروح وهل فعلا فقده جلال رغم
انه يعلم حقا بأن جلال لا يعلم انها خطيبته؟
وماذا فعلت والدة أحمد لينعتها بالخيانة؟
تحياتي

آمال يسري likes this.

**منى لطيفي (نصر الدين )** غير متواجد حالياً  
التوقيع
لاإله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
رد مع اقتباس
قديم 27-02-21, 09:38 PM   #130

آمال يسري

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية آمال يسري

? العضوٌ??? » 462711
?  التسِجيلٌ » Mar 2020
? مشَارَ?اتْي » 946
?  نُقآطِيْ » آمال يسري is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة **منى لطيفي (نصر الدين )** مشاهدة المشاركة
الفصلين السادس والسابع جميلين...
سمر لازالت تتخبط في امرها وذلك الدلال من أبيها جعلها تائهة
ما فعلته خطأ وكان على عمران ولا والدها ان يرفضا تماما بحجة
ان تمنح نفسها فرصة لتتبين مشاعرها..
في انتظار القادم بخصوص احمد المجروح وهل فعلا فقده جلال رغم
انه يعلم حقا بأن جلال لا يعلم انها خطيبته؟
وماذا فعلت والدة أحمد لينعتها بالخيانة؟
تحياتي
مشاعر أحمد وحياته ستبدأ بالظهور تباعا بإذن الله من الفصل القادم، كما سيحدث لبعض الأبطال💜
أستاذتي رأيك وقراءة حروفي شهادة تقدير لي ونجاح، أتمنى لو وضعت الكومنت في إطار ورد من فرحتي به🥰🙏🙏شكرا جزيلا...
وأتمنى بأن ينال القادم إعجابك 🤗🥰💜


آمال يسري غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:45 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.