آخر 10 مشاركات
عندما يعشقون صغاراً (2) *مميزة و مكتملة *.. سلسلة مغتربون في الحب (الكاتـب : bambolina - )           »          وَ بِكَ أَتَهَجَأْ .. أَبْجَدِيَتيِ * مميزة * (الكاتـب : حلمْ يُعآنقْ السمَآء - )           »          73 - شاطئ الجمر - سالي وينتوورث (الكاتـب : فرح - )           »          متزوجات و لكن ...(مميزة و مكتمله) (الكاتـب : سحابه نقيه 1 - )           »          رواية المنتصف المميت (الكاتـب : ضاقت انفاسي - )           »          أحلام بعيــــــدة (11) للكاتبة الرائعة: بيان *كامله & مميزة* (الكاتـب : بيدا - )           »          فَرَاشة أَعلَى الفُرقَاطَة (1) .. سلسلة الفرقاطة * متميزه و مكتملة * (الكاتـب : منال سالم - )           »          1026 - مؤامرة قاسية - هيلين بروكس - د.ن (الكاتـب : pink moon - )           »          عشق مطعم بالمُر -قلوب أحلام زائرة -للكاتبة::يمنى عبد المنعم*مكتملة* (الكاتـب : noor1984 - )           »          داويني ببلسم روحك (1) .. سلسلة بيت الحكايا *متميزه و مكتملة* (الكاتـب : shymaa abou bakr - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree1055Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 25-03-21, 09:23 PM   #191

آمال يسري

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية آمال يسري

? العضوٌ??? » 462711
?  التسِجيلٌ » Mar 2020
? مشَارَ?اتْي » 946
?  نُقآطِيْ » آمال يسري is on a distinguished road
افتراضي


في الصالة الرياضية الملحقة بفيلا علوان في دبي كانت سارة ترتدي بنطال قصير يلتصق على حنايا جسدها وفوقه فانلة قطنية بحمالات بذات لونه! فيما كانت ترتدي قفازات و تلكم بكل قوة بقبضتها وقدميها في الكيس المدلى من السقف، شعرها الأشقر التي ربطته كذيل حصان كأنه هو الآخر يساعدها تشعر بأنفاسها اللاهثة التي تكاد تخبرها بأن ترتاح قليلا لكن دون جدوى فصاحبتها لن تدعها إلا أن تحس بالخدر!؛ تحتاج بأن تفرغ كل طاقتها التي تجعلها تفكر!؛ هي لا تريد هذا!؛ ولا تريد أن تتوغل في داخلها تلك الأفكار، ولا تريد تذكر سفر خالد هذا الصباح وبأن أبيها هو الموجود الآن!؛ تشعر به يراقبها من خلف الحاجز الزجاجي الكبير خلفها لكنها لن تلتفت، لن تلتفت ظلت ترددها فيما تترك كيس الملاكمة لتجد طاقتها وأفكارها كأنها تنفجر في رأسها فسارت بخطوات سريعة وانتقلت إلى حبل النط تتحرك بقوة ورشاقة ومهارة واضحة تفرغ طاقتها .
كان والدها يتابعها بنظرات متألمة يتقبض بيديه يكاد يختنق وهو يراها تتحاشى الحديث معه من خلال ذلك، تخفي ألمها الذي ذرعه دون قصد في قلبها!!؛ ابنته الرقيقة تخلت عن هذا وأصبحت فقط رياضية ماهرة هنا بالصالة الذي صممها أكبر مهندسي شركته بأمر من خالد!؛ الرجل الذي يفخر بأنه أنجبه!؛ احتضن وجع أخته وأعادها قوية لكن لم يستطع إعادة ثقتها في أبيها أو أي رجلا كان!؛ فقط خالد الرجل الوحيد بحياتها وسيظل كذلك!، لكن يكفي أنه يراها قوية لا تنحني، ولا تبكي رغم أنه يعلم بأن بكاء القلوب أوجع!؛ ألم يجربه كما يفعل الآن، يبكي دون دمع! يخفي وجعه خلف قناع ثباته، لكن إلى متى!؟؛ ألا تستحق سارة أن يقبل رأسها ويطلب منها الغفران، اختنقت أنفاسه يذكر أنه فعلها مرة واحدة هذا اليوم الذي انهارت فيه ابنته بأرض غريبة ولولا خالد كانت… زفر يحس بالأشواك تلسع جسده، رفع يده يمسد عنقه يحاول التنفس قبل أن يبتعد عن الحاجز الزجاجي!.
تركت سارة حبل النط من يدها فيما تعود لكيس الملاكمة مرة آخرى وصوت أقدام أبيها تبتعد!؛ فظلت تضرب بكل قواها فيما جسدها كله أصبح يئن من الألم، تركت كيس الملاكمة تنحني تتخذ وضع الركوع تحس بأنفاسها غير منتظمة، العرق يتفصد من كل خلية منها، تكاد تجلس أرضا قبل أن تجد شخص وقف أمامها مباشرة فوقفت بحركة سريعة تتخذ وضع الهجوم قبل أن يرتد أبيها عنها قائلا بوجع:
" أنا أبيكِ سارة، اهدئي!"
حاولت تهدئة أنفاسها فيما تعتدل بوقفتها قبل أن تنظر له دون كلمة واحدة وكأن حديث عينيها كان كافيا!؛ ابتلع أبيها ريقه فيما يقول بحنو لم يدعيه:
" ألن تسلمي على أبيك سارة، ألم تشتاقي لي!"
للحظة ظن بأن شفتيها ارتجفت وبأن اهتزاز عينيها بشوق جلي ظهر له لكنها عادت لثباتها بلحظة واحدة تستعيد قناع لا يشبهها، بينما هو فتح ذراعيه واقترب منها يضمها بين ذراعيه تمنى للحظة لو طاوعت حنينها لضمته ورفعت ذراعيها وعانقته لكنها لم تفعل!؛ ضمها بقوة لصدره قبل أن يبتعد بهدوء ثم قال:
" لم سافر خالد!"
قالت بينما تحاول أن لا تلتقي عينيها بعينيه :
" لم يقل"
أجابها بثقة:
" خالد لا يخفي عنكِ شيء!"
أجابته بذات الثقة:
" تلك المرة لم يخبرني!"
أومأ برأسه متفهما ثم قال:
" هل تتناولي الغداء معي!؟"
أغمضت عينيها للحظة قبل أن تقول باقتضاب:
" بلى"
★★★
جلست على حافة حوض الاستحمام، تشعر بالحنق والألم معا!، تلك المشاعر التي باتت كصاحب لها تلك الأيام، ها هي فاجأتها ظروفها الشهرية بغير ميعادها، ربما لنفسيتها عامل في ذلك وتلك الأحداث الأخيرة، هذا ما توقعته فيما تمسد بطنها، تتأوه من الوجع فهي في تلك الأيام، تنام في السرير طريحة الفراش، ضعيفة مرهقة، الألم يلازمها لولا المسكنات، كانت ندى تعتني بها في تلك الأيام!.
تأوهت فيما تربت على بطنها وتضغط عليها هامسة بألم:
«أحتاجك ندى!؛ ماذا أفعل حقيبتي فارغة مما أحتاجه»
صمتت تحملق في الحائط تحاول كبت غضبها من نفسها قبل أن تتابع:
«وسط ما حدث نسيت كل شيء وجهزت الحقيبة سريعا كأنها لرحلة»
خبط بقبضة يدها بوهن على حافة الحوض وأضافت:
«تبا لكِ سمر ماذا ستفعلين!؟»
انفجرت باكية، تحس بأنها لم تعد تتحكم بأعصابها، تضع رأسها بين كفيها تتساءل عما ستفعله!!؛ هنا دون أحد! ؛ دون ندى، دون أبيها، مع عمران بن عمها!! ابتلعت ريقها الذي كان كالأشواك وهمست :
" حتى هنا لا تعرفين شيء، لا تستطيعين الخروج لشراء ما تريدين!؛ ماذا سيقال !؟ العروس خرجت تتسوق!"
زفرت تنهمر دموعها فيما تتابع متمتمة:
" ما بالك يا سمر!؟ أصبحتِ كالبلهاء"
قامت من مكانها بعد لحظات لم تعدها تنفض تفكيرها، أخذت دش دافيء ثم ارتدت منامة بيتية مريحة بعدما نظمت أمورها بالمتاح!.
صوت عمران وهو يقف على باب الغرفة أتاها قلقا فلقد انتظرها تخرج كما قالت لتجلس بالمكتبة ولم تفعل، ومع رؤيته لها متعبة وهي تجلس معه منذ قليل فلم يستطع أن ينتظر أكثر إلا بأن يطمئن عليها:
«سمر، هل أنت بخير؟»
فتحت باب الحمام والألم يكاد يفتك بها بينما ترد بوهن وهي تغلق الباب وتسير بتثاقل:
«بخير عمران، لا تقلق»
تأملها بخوف، يراها تمسك اسفل بطنها، تسير ببطء تجاه السرير، ترتدى منامتها وسط اليوم على غير عادتها وتلقي بجسدها على السرير.
ضيق حاجبيه والقلق يسري في أعصابه يقبض على باب الغرفة بينما يراها نامت على السرير واتخذت وضع الجنين!.
«سمر، أنت مريضة!»
قال عمران كلماته فيما يدخل الغرفة ملقيا تردده عرض الحائط، وقف بجانب السرير بينما هي أحست بالألم بالخجل؛ الحياء، قلبها ينتفض يكاد يغادر صدرها رغم وهنها، زفرت بخفوت تسبل أهدابها قبل أن تهمس:
«بخير صدقني»
انحنى بجسده يدثرها بالغطاء، يرى عينيها التي حملت أثر البكاء فينتفض قلبه يخبط في صدره يريد أن يعانق صاحبته، ابتلع ريقه يحاول التحكم في أعصابه التي لم تعد تحت قيده! بينما يرى ذرات العرق تتناثر على وجهها وجبينها و تعض بقوة على شفتيها كأنها تكتم وجعها! فيزداد انفلات مشاعره التي تلتف بقلة حيلته!.
اعتدل في وقفته ثم قال فيما يفرك جبينه بقلق يتفحصها بإمعان:
«بماذا تشعرين، أخبريني لا تتركيني هكذا!»
رد عليه الصمت وتأوهها فيما تغمض عينيها عنه، زفر طويلا يحس وكأنه يقف على جمر من النار فيما يضيف :
«أنتِ لست بخير سأحضر طبيب!»
هتفت بلهفة رغم صوتها الخفيض حينما رأته يتحرك بالفعل:
«أي طبيب!؟؛ انتظر عمران»
هز رأسه مستنكرا من عنادها، ثم جذب الكرسي وجلس قرب السرير، استند بيديه على ركبتيه ينحني بجذعه قربها، يراها شاحبة متألمة فقال بقلق بعد تنهيدة عميقة:
«ما بكِ!؟؛ أنتِ مريضة ولا تقولين بماذا تشعرين، لو ندى هنا لأتيت بها إليكِ»
حاولت أن تعتدل بجلستها لتستند على ظهر السرير فقام عمران بسرعة يضبط المخدة خلفها، ينحني قرب وجهها تلفحها أنفاسه الدافئة المختلطة بعطره وقهوته ورائحة سجائره!؛ خليط عجيب بالنسبة لها لم تجربه قبل ولم تع لما أحست به يسري في خلاياها فأغمضت عينيها للحظة تستنشق هذا الهواء المعبق بأنفاسه تقبض على دمعة سلسالها، فيما يسألها إن كانت مرتاحة بجلستها؟!، فوجدها مغمضة العينين، حلوة الملامح، جميلة بخجلها الذي أحس به حين اقترب منها، ابنة عمه شهية! بانفعالاتها الفطرية التي ربما لا تنتبه لها إثر قربه، زفر بصوت وصلها وأنفاسه الساخنة زادت من توترها فاعتصرت عينيها تقبض على دمعتها أكثر تحس به قريبا جدا، تشعر بأنفاسها تخفت كأنها ستغادرها وذاك الخليط العجيب يتوغل بكل جسدها كأنه سريع المفعول يجري بشرايينها، ابتلع عمران ريقه يحس بحرارة جسده ترتفع كم هو في حاجة لأضعاف قوته لمواجهة قرب سمر!، تنهد في خفوت فيما ترتسم على ملامحه بسمة لم تغادر شفتيه قبل أن يعود لجلسته يرحمها مما هي فيه بل ليرحم نفسه معها، يتعلق بوجهها المخضب بحمرة قانية لاحظها بوضوح مع إزالتها لمساحيق التجميل، تطرق بوجهها بعدما زفرت طويلأ كأنها حبست أنفاسها أكثر مما يجب بينما تفتح عينيها بتمهل ما إن أحست بعودته لمكانه فكانت في عينيه كالحلوى تحتاج لمتذوق بارع ،فهمس فيما هو يتأملها" ويلك يا عمران أصبحت تتحدث مع نفسك كالمجانين سامحك الله ابنة عمي !."
تأملته للحظة من أسفل أهدابها تتعجب من هذا الإحساس الذي داهمها منذ لحظات قربه، لما! تشعر وكأنها أصبحت فريسة لمشاعر لم تعهدها ولم تحس بها!، عضت على شفتيها هامسة، بلهاء فترد على نفسها، إنه ابن عمك لا جديد فتبتلع ريقها الذي جف تجيب على نفسها، لكنه رجل ربما لهذا السبب إنه خجل فطري، لا بأس لا بأس تمتمت بها ثم تعود لتذكرها بأنهما كانا يتحدثان فيما كان عمران يمسح على وجهه يحس بقطرات العرق على جبينه فيهز رأسه يبعثر أفكاره التي ستأخذه إلى طريق مغلق!.
أعادته سمر للواقع بينما تضع راحتي يديها على وجهها هامسة بخفوت:
«ليت ندى هنا، تلك هي المشكلة»
قال مضيقا حاجبيه:
«سمر، ولو ندى ليست هنا، أنا جانبك أخبريني مما تشكين!»
رفعت وجهها له تشعر بالامتنان لاهتمامه، والخجل من أن تخبره، لكنها زفرت نفسا طويلا جعله يقوس حاجبيه فيما يتابع توترات ملامحها قبل أن تحسم أمرها داخلها هامسة لنفسها، يبقى زوجك يا سمر!.
لكن لسانها المعاند مثلها يأبى النطق فتدحرجت دمعة وحيدة على وجنتها فيما تضغط على بطنها، كاد يمد يده يمسح وجهها لكنه قبضها له مرة أخرى فهي اللاجئة وهو الوطن وعلى كلاهما التزام حدود الاتفاق!؛ هتف بها:
«انطقي سمر، أكاد أجن»
همست بخفوت تطرق بوجهها:
" ربما لو أتيت لي بخالتي هنية…"
اتسعت عيناه على وقع كلامها الذي وكأنها صفعته به، لا تعي بمعناه وبأنها هكذا تخبر الجميع عن مدى علاقتهما فقاطعها بصوت غاضب رغم محاولاته لأن يهدأ فيما يقول وهو يتخلل خصلات شعره السوداء بأنامله في حدة واضحة:
" ما بالك سمر، هل سأنادي لخالتي هنية لكِ، ماذا سأقول لها، بأن عروسي لا تريد أن تفصح لي عما بها وتطلب الغرباء!"
صمت يتأملها للحظة يراها تطرق بوجهها فيما هي تحس بما لم تشعر به قبل، كلمة عروسي!!؛ غريبة على أذنيها، هل هي عروس حقا!؛ الكلمة من عمران بدت عفوية لكنها كان لها وقع على سمعها، أنها عروس!؛ كلمة غريبة لكن لها مفعول السحر وتساءلت هل بالفعل يراني كذلك أم أن هذا لقب زائف ككل شيء كزفافي وفستاني؛ كأنا التائهة دون دليل لعودتي!؟ ،انتفضت في جلستها تعي شرودها بينما عمران يهدر في حدة:
" هل تريدينني أن أكون أضحوكة يا سمر !؟"
أجفلت لغضبه تنظر له متسعة العينين وكلماته تصل بمغزاها لها ترى عينيه التي وكأنها باتت كليلة حالكة السواد دون قمر تقطر غضبا لم يخفيه، ابتلعت ريقها تتساءل في نفسها كيف فكرت أن تنادي للسيدة هنية!، هل هي بلهاء بتلك الطريقة لتعرفها بمدى علاقتها بعمران!؛ الرجل الذي وافق على طلب لجوؤها ستجعل منه أضحوكة كما يقول!؛ فردت بلهفة تستدرك ما فعلته وتفوهت به:
" أبدا عمران لم اقصد لا تقل هذا!"
زفر بصوت عالي يطرد غضبه الذي باغته فيما يمسح على وجهه بإرهاق يراها انكمشت على نفسها فوق وجعها فقال بصوت وصلها حانيا كأنه يطبطب عليها ويخبرها اطمئني ولو لم ينطقها:
" سمر، أنتِ بدأت الاتفاق بأن نتشارك الأشياء البسيطة بحياتنا، أليس تعبك بالشيء المهم الذي يستحق أن أشاركه معك!؛ انطقي لا تتركيني هكذا!"
كلماته الأخيرة كانت تحمل بين طياتها الكثير والذي تغاضت عنه فمؤكد عمران لن يترجاها كي يطمئن عليها فقط ابنة عمه الأمانة فعليه صونها لكن لا بأس فهذا يكفي! أستطمع!.
نظرت له بتردد فيما تدور عينيها في محجريها كأنها تبحث عن شيء تائه منها فيما كان عمران يناظرها بنفاذ صبر يزفر بصوت يصلها قبل أن تحسم أمرها وتغطي وجهها بيديها قائلة بصوت سريع:
« تلك ظروفي الشهرية، وأنا بحاجة، أقصد..،مسكنات.. أقصد...لا أعلم»
ضم شفتيه يحاول أن لا تفلت ضحكته وهو يراها كالطفلة البريئة ..خفق قلبه لأجلها، تمنى لو أخبرها لا تخجلي فأنا زوجك أحق الناس بأن يعلم ما بكِ! لكنه أثر كل حديث نفسه لنفسه كما اعتاد!، وقام من مكانه متنحنح، يحك خلف رأسه بأنامله ثم قال بينما لا زالت عيناه على راحتي يديها التي تخفي بهما وجهها:
« سوف أذهب لشراء مسكن"
انزلقت بهدوء على السرير، وسحبت الغطاء على وجهها، تحس بالدماء الحارة تسري بجسدها، وجنتيها تكادان تشتعلان يكاد هذا التوهج يشعل الغطاء فيراه عمران ،كم كان الأمر مرهق ومربك حتى نطقت بما تريد!.
ألقى بسمة واسعة ونظرة حانية لها لم ترهما فيما كانت متخفية من النظر له قبل أن يخرج من الغرفة.
بعد وقت قصير كان يقف أمام باب الغرفة يستأذنها بالدخول، همست تأذن له بينما هو رأى وجهها الذي ازداد شحوبا والألم جليا عليه فوضع الكيس على الكومود وكوب من الماء وقال قبل أن يوليها ظهره معفيا إياها من خجلها:
«هنا كل ما تحتاجين»
اعتدلت بجلستها تنظر لطيفه بشرود! قبل أن يختفي في صالة البيت ثم أخذت الكيس تفتحه، ابتلعت حبة مسكن مع بعض الماء ثم أخذت ما تحتاجه وذهبت إلى حمام الغرفة لتعود بعض قليل تلقي بجسدها على السرير؛ تتكور حول نفسها، تستقبل النوم..
يتبع 🌷🌷


آمال يسري غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 25-03-21, 09:26 PM   #192

آمال يسري

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية آمال يسري

? العضوٌ??? » 462711
?  التسِجيلٌ » Mar 2020
? مشَارَ?اتْي » 946
?  نُقآطِيْ » آمال يسري is on a distinguished road
افتراضي

وقف عمران تحت رذاذ الماء البارد يستند بيديه على حائط الحمام يخفض رأسه تاركا للماء حرية التصرف معه ربما كان قادرا على إخماد تلك البراكين داخله، هذا الاشتعال الذي لم يعد يفيده الماء البارد ولا خروجه من البيت للحديقة أو قراءة كتاب كلها أشياء لم تعد تسمن أو تغني من جوع!، كان يتمنى أن يفيده في سحب رائحة الورد التي أصبحت كالمخدر له ووجهها المتخضب بتلك الحمرة القانية التي تسلب لبه، أو ربما أنساه الماء خجلها الفطري من قربه منها!.
رفع وجهه المبلل بقطرات الماء يحس بأن الماء هو الذي اكتسب الحرارة منه وليس العكس؛ رفع وجهه يقابل الماء مغمضا عينيه هامسا "قوة، القليل من القوة، بل الكثير منها!".
هز رأسه لتتناثر المياه بفعل شعره الكثيف قبل أن يغلق الرشاش ويأخذ المنشفة يلفها على خصره بخطى ثقيلة توجه إلى المرآة القابعة فوق الحوض ينظر لانعكاس وجهه المرهق المحمل بأعباء لم يعد بمقدرته تحملها، هكذا كيف ستمر الأيام؛ كيف يوازن بين غضبه ومشاعره التي تهدد بالافلات!؟؛ مسح على شعره المبلل يعتصر عينيه بقوة هامسا بصوت خفيض" ماذا ستفعل يا ابن الجبالي!؛ هل ستظل كالأسد الجريح في قفص يزأر بصوت مخنوق ولا يسمع أحد ألمه فيظنون بأنها ما هي إلا انتصار؛ ماذا كنت تحسب حين وافقت على أن تأتي بها كزوجة بأنك رجلا من فولاذ"
خبط بقبضتيه على حاجز الحوض وهمس بصوت مخنوق:
" أنت من لحم ودم تحس ولك قلب يهدر وابنة عمك ليست لك، ولا أنت لها، هي بعالم غير عالمك، وحتى لو كانت بذات عالمك!؛ هل سامحتها !؟"
خبط براحة يده على صدره موضع قلبه وهتف بصوت مخنوق:
" أم أن قلبك الخائن لك له رأي آخر!"
مسح المرآة بيده بينما يعتدل في وقفته وقال يعيد ثباته:
" ضع قلبك داخل ثلج عل تلك النبضات التي تنادي بها تكف عن الارتطام داخل صدرك"
ثم زفر بصوت عالي قبل أن يلتفت عن صورته المرهقة التي تقابله فتختنق أنفاسه في صدره فيما يأخذ ملابسه البيتية يرتديها ويتوجه حيث اعتاد، أريكته التي تشاركه أوجاعه.
جلس على الأريكة يحدق في غرفة نومه المفتوحة التي تحتضن داخلها سمر!؛ بينما يرتاح على ساقيه الحاسوب الخاص به، تبادل النظرات بينه وبين الباب قبل أن يضغط على شاشته ويبحث عن شيء بعينه! ولم يظن يوما بأن يفعل هذا !؛ ابتسم فيما يشير مؤشر البحث عن مشروبات دافئة تفيدها..
تنهد بعمق بينما يعود بنظره للباب ويهمس بخفوت باسما:
" بلوتي التي بدلت حياتي !"
بعد وقت كان يدخل الغرفة بهدوء فوجدها تغط في نوم عميق؛ الغطاء ملقى جانبها بإهمال بينما هي تنام بوضع الجنين بمنامتها القطنية التي ارتسمت على جسدها وشعرها المنثور على مخدته كأنه الورد، ابتلع ريقه يستجمع قواه التي باتت تخف حدتها بينما ينحني بجذعه يمد الغطاء عليها مدثرا إياها بعناية.
اقترب من وجهها الذي تلألأت عليه حبات العرق رغم لطافة الجو، كاد يمد يده يزيح خصلات شعرها المبللة عن جبهتها لكنه قبضها له ثم بعد طول تردد أزاحها بخفة، مقتربا منها بخفة يلمسها بأنامله و يستنشق عبقها، مزيج من رائحة الورد وسائل الصابون المنعش الذي تستخدمه ابنة عمه، أحس بالباقي من تعقله يذهب وكأن تلك الرائحة خدر يسري في جسده وتنسيه كل شيء إلا أنها قربه، تاه للحظات لم يحسبها قبل أن يتنبه ليده التي كادت تداعب وجهها، اعتدل بجسده يرتد خطوة عنها، يزدرد ريقه الذي جف فيما يفرك جبينه بتوتر هامسا:
" لاجئة، لاجئة يا ابن الجبالي"
وعند تلك الكلمات أحس بالأرض تهوى من تحته وتراجع بظهره والخدر الذي كان يسري في جسده تبدل لأشواك يحس بها في إنش به.
★★★
تكتف يديها على صدرها بينما تقف على بعد خطوات من المكتب المجاور لمكتب أحمد، عيناها تتعلق عبر الباب المفتوح على الجالسة خلف الكرسي تنظر بلمف ما، سحبت نورا نفسا عميقا قبل أن تسير لداخل المكتب.
ما أن أحست الفتاة بوجود أحدهم حتى رفعت وجهها لترتسم على ثغرها بسمة مقتضبة فيما تقول بعملية:
" مرحبا باش مهندسة نورا!"
تأملتها الأخيرة للحظات، شعرها الأسود الذي يرتاح على أكتافها ووجهها الذي لونته بكل بمساحيق التجميل حتى لا تكاد تتبين ملامحها الأصلية فيما كانت الزر العلوي لبلوزتها الملتصقة بجسدها مفتوح لترى تلك البشرة البيضاء التي تنبض بالإغواء!
تنهدت نورا تستعيد نفسها من شرودها قبل أن تقول:
" تعرفينني!"
وقفت الفتاة من مكانها قبل أن تقول باحترام:
" بلى أعرفك، باش مهندس أحمد عرفني على كل الموجودين هنا!"
هزت نورا وجهها بتفهم قبل أن ترد :
" حقك فأنت المساعدة الجديدة له"
ثم تابعت قائلة بعملية " بالتوفيق" قبل أن تلتفت وتترك الغرفة التي تكاد تحس بأن لا هواء فيها؛ نادمة على غبائها الذي جعلها تأتي إلى هنا! فكيف اتبعت هذا الفضول اللعين لترى مساعدته وتقلل من مكانتها، كان عليها لو أرادت رؤيتها أن تصطنع سبب وتطلبها لمكتبها لكن لم تستطع منع نفسها حينما علمت بقرار تعيينها المفاجئ، كانت تلك الأفكار تدور في رأس نورا بينما تقطع الرواق المؤدي لغرفة مكتبها.
جلست على الكرسي والألم يكاد يفتك برأسها فيما تترائى أمام عينيها الفتاة المتفجرة الأنوثة والتي أصبحت مساعدة أحمد، استندت بمرفقيها على المكتب تضع رأسها بين راحتي يديها هامسة بألم:
" ألم يكن وعدك لي أحمد بأن أكون مساعدتك!"
زفرت بصوت عالي تحس بالهواء يجرح حلقها ثم تابعت بغصة:
" مهما كان ما حدث بينك وبين جلال، ما ذنبي أنا!؛ لما تضعني بينكما، لم أخلفت أول وعد وعدتني به وأنا التي ظننت بأنك لا تخون عهد قلته!"
تنهدت بعمق قبل أن ترفع رأسها تستند على الكرسي تدور به قليلا علها تزيل هذا الألم ثم أغمضت عينيها بقوة قبل أن تفتحهما وتزفر بهدوء مفرط ثم همست بتمهل:
" اهدئي، اهدئي نورا"
ثم مدت يدها تفتح ملف من الموجودين أمامها على المكتب تحدق فيه ربما انتزعها من أفكارها التي تكاد تودي بحياتها أو تجعلها تصاب بالجنون الحتمي كلما فكرت بوجود إحداهن قرب أحمد وبالأخص تلك التي رآتها أو تذكرها بأن أحمد لم يفي لها بوعده الذي كان بالنسبة لها أمل في بداية لهما!.
أزحت الملف من أمامها بعصبية والدموع تتحجر في عينيها تنظر برماديتها إلى اللاشيء هامسة بألم:
" لا لن تبكي نورا، لا يليق بك البكاء تظلين باش مهندسة نورا منصور لا يهزك وعد قطعه أحدهم ولم يف به حتى ولو كان أحدهم هذا أحمد"
صمتت تنظر للفراغ فيما تضيف بصوت لا يشبهها:
" الرجل الذي يعد ولا يفي يظل هكذا طوال عمره، وعوده مجرد حروف تنطق!"
ثم وقفت من مكانها ليتحرك الكرسي مصدرا صوت جعلها تقشعر فصرت على أسنانها تحاول أن لا تتأثر ثم قالت بينما تنظر للملفات الكثيرة التي تراصت فوق بعضها كأن جلال أهداها بها:
" لكن، لن أقف عاجزة"
★★★
" يارجل كان عليك أن تخبرني بقدومك، كي أنتظرك في المطار"
هتف بها جلال بينما يحتضن خالد ويربت على ظهره في عناق رجولي.
شدد خالد في عناقه فيما يقول:
" أردتها مفاجأة "
ابتعد جلال قليلا عنه بينما يربت على كتفي خالد وبسمته تتسع فيما يقول بحماس:
" وما أروعها من مفاجأة صديقي!"
ثم أشار إلى الأريكة الوثيرة التي توجد بأحد جوانب المكتب قائلا:
" ستنتظر قليلا فقط، ألغي كل مواعيدي ونخرج كي نتناول الغداء معا!"
جلس خالد حيث أشار جلال فيما يقول بوجهه البشوش وعينيه الزرقاوتين تكادان تشاركانه البسمة:
" دع الأمور على طبيعتها، سأنتظر حتى تنتهي مما لديك أو.."
قاطعه جلال فيما يسير تجاه المكتب قائلا بمشاكسة:
" ربما تلك فرصتي للراحة صديقي دعني استغلها أرجوك"
رفع جلال هاتف المكتب يطلب من السكرتيرة قهوة وإلغاء المواعيد بينما ردت الأخيرة قائلة قبل أن يغلق:
" جلال بك، هناك موظفة جديدة تم تعيينها من طرف باش مهندس أحمد واوراقها أمامي الآن تحتاج فقط إمضائك!"
جلس جلال على الكرسي ثم قال:
" أي موظفة تقصدين!"
أجابت في هدوء:
" مساعدة له"
عم صمت ثقيل قبل أن يستعيد هدوءه ويرد بأن تأتي له بالأوراق ثم أغلق الهاتف واحتضن رأسه بين راحتي يديه يحس بالجدران حوله تهوى على رأسه وبالفجوة الحقيقية التي تفجرت بينه وبين أحمد.
قام خالد من مكانه يشعر بخطب ما حدث وجلس على الكرسي أمام المكتب قبل أن يقول بقلق:
" هناك شيء جلال!؟"
تنبه الأخير بشروده فرفع وجهه يرسم بسمة تنقصها الرواق قائلا بتوتر:
" لا يوجد شيء، عذرا خالد على شرودي هذا"
صمت قليلا قبل أن يفرك جبينه الذي أحس به يتفصد عرقا رغم الجو المنعش في مكتبه ثم قال تحت أنظار خالد القلقة:
" سأجري اتصال"
ثم أخذ هاتفه من جيب سترته يضغط على شاشته قبل أن يضعه على أذنه ويأتيه الرد سريعا.
قال محاولا الثبات:
" قمت بتعيين مساعدة لك أحمد!"
أجابه الأخير ببرود:
" بلى فعلت!"
" لكن كان اتفاقنا بأن هذا سيصبح عمل نورا، أم نسيت!؟"
قالها جلال فيما يحس بالدماء تتصاعد لرأسه فيستند بإحدى يديه على المكتب يفرك بها جبهته عل النيران تهدأ.
أتاه رد بارد يكاد يفتك بالباقي من تعقله:
" نورا صاحبة الشركة، لديها كبار مهندسيها في خدمتها لذا ليست في حاجتي!"
جز جلال على أسنانه يفك رابطة عنقه يحس وكأنه سيحطم الهاتف من ضغطه عليه وقال بصوت مخنوق يحاول أن لا يهدر فيه:
" أحمد، لما نضع نورا بيننا!؟، ليس لها علاقة بشيء"
أجابه في هدوء:
" هي بيننا بالفعل وأنا أبعدها عما بيني وبينك، واجب عليك شكري حقيقة، لم أتوقع رد فعلك هذا!"
أحس جلال بالهواء ينفذ من الغرفة قبل أن يهتف بصوت مخنوق:
" كيف سأبرر لها، كيف…!؟؛ هي بالفعل كانت بانتظارك حتى تعود لتبدأ عملها معك، ألم تعدها بأن تدربها بنفسك!؟"
" وأنا سحبت الوعد"
قالها أحمد بنبرة قطعية لا جدال فيها قبل أن يغلق دون انتظار رد جلال الذي حدق في الهاتف يحس بقلبه يختنق في صدره ليتنهد طويلا يحاول استعادة الثبات بينما انتبه لما يحدث وبأن خالد يجلس أمامه وفي عينيه ألف سؤال بينما هو لا يعلم كيف سيبرر له وليس لديه إجابة عن أي تساؤل على الأقل حاليا!
كاد الأخير ينطق فيما يستند بذراعه على المكتب يلتفت لجلال لكن التي اقتحمت المكتب بخطوات واسعة غير عابئة لصوت السكرتيرة التي هتفت قائلة" باش مهندسة، جلال بك لديه ضيف!"
حتى أنها بالفعل أصبحت بالداخل و توقفت بجانب مكتب جلال الذي التفت لها يحدق فيها مشدوها يراها كأنها عاصفة دخلت للتو بينما هناك عيني زرقاوتين كادتا تخرجا من محجريهما من فرط الحنين لتلك التي اشتاق للقياها تنحني بجذعها تستند على جانب مكتب أخيها همس في نفسه بينما يتعلق بها " ساحرتي" فيما كانت تهتف بحدة ورغم ذلك كان جمالها الخلاب الذي أسره أول مرة تقابل معها يشع منها فتابع همسه بينما كلماتها التي تحدث بها أخيها تخترق قلبه " قوة تليق بالساحرات يا ابنة منصور":
" باش مهندسة نورا منصور جئت هنا لشغر وظيفة مهندسة وليست تلك الأعمال المكتبية التي ترصها على مكتبي جلال بك منصور!"
★★★
انتهى الفصل
قراءة ممتعة وبانتظار رأيكن


آمال يسري غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 25-03-21, 09:48 PM   #193

آمال يسري

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية آمال يسري

? العضوٌ??? » 462711
?  التسِجيلٌ » Mar 2020
? مشَارَ?اتْي » 946
?  نُقآطِيْ » آمال يسري is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة om ahmed altonsy مشاهدة المشاركة
الفصل روووعه ما شاءالله عليكي حبيبتى تسلم ايديك منتظره الفصل الجاي علي 🔥❤️🔥🔥🔥🔥
حبيبة قلبي تسلميلي وشكرا لدعمك الدائم وبانتظار رأيك دوما


آمال يسري غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 25-03-21, 09:51 PM   #194

آمال يسري

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية آمال يسري

? العضوٌ??? » 462711
?  التسِجيلٌ » Mar 2020
? مشَارَ?اتْي » 946
?  نُقآطِيْ » آمال يسري is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة منال سلامة مشاهدة المشاركة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..


وجئت الى قلبك لاجئة ..
الفصل 9/10

فصلين طووااال زخمين باحداث وتفاصيل وحوارات اكثر من رائعة ..تشويق واثارة واسلوب قمة في الابداع والفاظ وتعبيرات تحففة .. خليط من ثلج ونار ...سلمت يمناكِ على ما خطت وكتبت ذلك الابداع آمال ...👍👏👏


سمر وعمران ..
رغم الحيرة والتشتت والضياع الذي يعيشه عمران لازال متماسك كصخرة صلبة امام كل مغريات سمر ولم يرق قلبه لها ... حواراتهم رغم صقيعها لكن تحتها نار مستعرة ..
لقد اصبحت بالنسبة لعمران بلوة ابتلى بها لا فكاك منها ..😉
حوارهم الصامت دليل تواصلهم معا وهناك جذوة مشتعلة بينهم لم يزال الرماد عنها بعد ..
حديث سمر عن ابداعتها في المطبخ مضحكة تسلي نفسها في وحدتها ..
مخاولة سمر في البدء من جديد وتناسي الماضي من خلال هدنة بينها وبين عمران لتستعيد ثقته به ولقبها الذي سحبه منها ابنة عمي ... مهم لديها اخطات هي في البداية وتحاول اصلاح خطاها بشتى الطرق مع عمران ..الاهم ان يتسجيب لها عمران ولا يصد محاولاتها ...ويساعدها ... ويستوعب مغزى ما ترمي من حديث مبطن ..

هنية ومصطفى ...
ورفيقا درب في الحياة الزوجية مملوءة بالحب والاكتفاء رغم عدم ارادة الله لهم بالانجاب لكنهم راضين قانعين بما كتبه الله لهم يعتبرون علي وعمران اولادهم يشعرون بهم بفرحهم واحزانهم بسعادتهم يقراون العيون وما تخفي خلفها من مشاعر لا يفهمه الا من يقرا العيون بشفافية واحساس ..

جلال وأحمد ..
صداقة مشروخة لم تعد كما كانت البرود والعمل يغلفها .. وهذا احزن جلال كثيرا ..
بعد أن صده احمد ولم يستجب لمحاولاته في اعادة احياء علاقتهم من جديد ..د أخطا جلال دون ان يقصد اذية صديقه واحمد لم يمنحه فرصه ليعتذر اة يغفر له ذلك الخطا غير المقصود ..

اما على وندى ..
غارقين في العسل 🍯🍯🍯🍯🍯وان شاء الله على طول في العسل ولا يحدث ما يعكر صفو استقرارهم وحبهم ...😉

والد سارة وخالد ..
في البداية اعتقدت ان سارة هي اخت احمد ... 😬
تاكدت ان خالد وسفرة من والدين احدهما متوفي والاخ يبكي على ضريحها يشكو لها اولاده ... فهناك ما حدث او فعله بحق ابنته سارة وام تسامحه حتى بعد مرور تلك السنوات والعلاقة متوترة باردة لا تواصل بينهم ...بانتظار قصتهم 😎

اما ياسمين الاخت غير الشقيقة لاحمد والتي تحاول مد الجسور مع احمد ووالدتها تخاف عليها من كسرة الخاطر فهو لم يتوانى عن كسر خاطرها ورفضها علانية وصريحة غير متقبل وجودها في حياته رغم احتياجه لها ... فكل تلك السنوات لم تنسيه لحظة تركه وتخليها عنه معلنة صراحة انها ام تريده وان كان هناك حلقة مفقودة ما بين الحديث واضح انها مضطرة للصمت حتى زوجها حاتم الذي جعلته يوعدها بالا يتدخل ... رغم حبه لها وسعادتها وانجابها لياسمين لكن تبقى سعادتعا منقوصة في ظل غيباب وابتعاد أحمد عنها ورفضه لها ...


يعطيك العافية حبيبتي استمتعت جدا بقراءة الفصلين بكل احداثهن وتفاصيلهن وبانتظاااارك بشوق كبير للقادم خاصة بعد الهدنة ما بين عمران وسمرة اتطلع بوق لسير العلاقة بينهم ...🌹🌹❤❤❤
حبيبة قلبي منولة 😍
ريفيو رائع مفصل عن كل جزء من الفصل، حقيقي جميلتي شكرا لكِ، حقا أقرأ كلماتك ببسمة وشعور بالفرحة لدعمك الدائم
ويارب القادم ينال إعجابك


آمال يسري غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 25-03-21, 10:04 PM   #195

آمال يسري

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية آمال يسري

? العضوٌ??? » 462711
?  التسِجيلٌ » Mar 2020
? مشَارَ?اتْي » 946
?  نُقآطِيْ » آمال يسري is on a distinguished road
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 45 ( الأعضاء 9 والزوار 36)
‏آمال يسري, ‏ياسمين نور, ‏جنون امراه, ‏رضا الرحمن غايتي, ‏هاديةضاهر, ‏أووركيدا, ‏زهرة الكركديه, ‏Dalia.7rb, ‏رنا رسلان
💜💜


آمال يسري غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 25-03-21, 10:53 PM   #196

آمال يسري

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية آمال يسري

? العضوٌ??? » 462711
?  التسِجيلٌ » Mar 2020
? مشَارَ?اتْي » 946
?  نُقآطِيْ » آمال يسري is on a distinguished road
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 56 ( الأعضاء 11 والزوار 45)
‏آمال يسري, ‏Moon roro, ‏شارلك, ‏دانه عبد, ‏أميرةالدموع, ‏أووركيدا, ‏reemabdo, ‏Dalia.7rb, ‏ياسمين نور, ‏رضا الرحمن غايتي, ‏زهرة الكركديه
أ💜💜


آمال يسري غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 26-03-21, 12:10 AM   #197

Miush

? العضوٌ??? » 404902
?  التسِجيلٌ » Jul 2017
? مشَارَ?اتْي » 228
?  نُقآطِيْ » Miush is on a distinguished road
افتراضي

تجنني ابدعتي حبيبتي 😍

Miush غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-04-21, 10:12 AM   #198

آمال يسري

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية آمال يسري

? العضوٌ??? » 462711
?  التسِجيلٌ » Mar 2020
? مشَارَ?اتْي » 946
?  نُقآطِيْ » آمال يسري is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة miush مشاهدة المشاركة
تجنني ابدعتي حبيبتي 😍
حبيبة قلبي 🥰🤗🤗💜


آمال يسري غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 01-04-21, 09:16 PM   #199

آمال يسري

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية آمال يسري

? العضوٌ??? » 462711
?  التسِجيلٌ » Mar 2020
? مشَارَ?اتْي » 946
?  نُقآطِيْ » آمال يسري is on a distinguished road
افتراضي جئت إلى قلبك لاجئة 💜

الفصل الثاني عشر.
★★★
في إحدى الدول العربية.
ما إن انفتح باب المنزل يطل منه حاتم حتى وجد ياسمين تجري عليه بلهفة تتعلق في رقبته تاركة الأرض وقدميها متعلقة في الهواء يدعمها حضن أبيها وصدره الدافيء الذي اشتاقت له منذ سفره الذي مر عليه عدة أيام بعمله التابع لأحد الشركات المعروفة.
أنزلها برفق ينظر لوجهها الذي يشبهه بشوق يرى الطفلة البريئة رغم صغر السن في عينيها لمحة ألم قرأها من الوهلة الأولى، احتضن وجهها بين كفيه قائلا بحنان:
" اشتقت للياسمين"
" والياسمين أزهر فور عودتك بابي"
قالتها ابنته بينما تلقي بنفسها مرة أخرى على صدره متمسكة بخصره بقوة فضمها أكثر له حين قالت رقية بمشاكسة تليق بها :
" أزهرت الياسمين وأبا الياسمين ونسوني"
ضحك حاتم برواق فاتحا ذراعه الأخرى لها حيث ابنته لم تبتعد فاقتربت رقية تلقي برأسها على صدره تخبره بشوقهم له فيما قال لها وهو يضمهما له بحنو:
" وهل نزهر دونك يا ربيع بيتنا!"
رفعت ياسمين رأسها عنه وقالت مشاكسة فيما ترى أبيها يضم امها تحت ذراعه برفق والأخيرة تتمسك به كطفلة تشتاق لأبيها:
" بما أنني الياسمين وأمي ربيع البيت وجب علينا أن نختار لك اسم يليق معنا صحيح "
قالتها فيما تضع اصبعها على جانب جبينها مفكرة فقهقه حاتم برواق بينما رقية اعتدلت في وقفتها وقالت بينما تنظر لزوجها :
" شمس بيتنا ودفئها"
" مامي حينما تصبح رومانسية تنافس الربيع باشراقها"
تخضب وجه رقية فيما تهتف بها مدعية الجدية:
" تأدبي ياسمين"
تدخل حاتم بينما يتوغلوا لداخل البيت ليجلسوا على الأريكة قائلا برواق ومحبة:
" دعيها يا رقية فهي قالت ما كان على طرف لساني، أدام الله اشراق وجهك حبيبتي"
" انظري مامي، بابي يوافقني الرأي"
ارتبكت رقية تنظر لحاتم بعتاب مبطن فضحك بخفوت بينما يضم ياسمين تحت ذراعه قائلا برواق:
" أشم رائحة ورق العنب"
انتفضت ياسمين هاتفة :
" منذ البارحة ومامي لم ترتح تعد لك كل الأكلات التي تحبها"
وقف من مكانه قائلا بهدوء:
" إذن فعلي تبديل ملابسي قبل هذا الطعام الذي يناديني للالتهامه"
قُبلة عميقة على خده كانت من ياسمين التي قالت برواق :
" وأنا سأذهب للمطبخ أتفحص الأكل حتى تنتهي!"
هتفت أمها برفض:
" ياسمين لا تقتربي من شيء حتى لا تؤذي نفسك"
قهقهت الأخيرة بمرح وقالت وهي تضع راحة يدها على بطنها:
" وهل ستؤذيني بعض حبات محشي ورق العنب حتى نبدأ الغداء!"
داعب حاتم خصلات شعرها المجعدة التي تشبهه كثيرا ثم قال لها:
" دلوعتنا الصغيرة!"
ابتسمت بشحوب لم تداريه فيما تلتفت عنهما ودمعها يكاد يغادر مقلتيها فيما تتمتم بصوت هامس يكاد لا يسمع لكنه وصلهم:
" نعم أنا الصغيرة لكن أين الكبير الذي أشتاق له!!"
كلماتها كانت كدوي طلق ناري في صدر رقية التي كادت تترنح لولا زوجها الذي لف يده حول خصرها داعما إياها هامسا بهدوء:
" اهدئي رقية فياسمين تقولها شوقا لم تقصد إيذائك "
ابتلعت ريقها فيما تسير جانبه تجاه غرفتيهما وهي تقول ببسمة باهتة:
" أعلم يا حاتم … أعلم"
بعد قليل كانا في غرفة نومهما تساعده رقية في خلع سترته بينما صوت تنهيدتها العالية جعله يلتفت لها بقلق فيما هي أخذت بدلته وسارت بشرود لتعلقها بعناية في مكانها.
وقف يتابعها بقلق فمنذ أول لحظة تلاقت أعينهما وهو يعلم بأن هناك ما تفكر فيه فقال يسألها بينما يفك أزرار قميصه العلوية:
" هل تحدثت معك ياسمين مرة أخرى!؟"
صمتت تتأمله للحظة بينما تتلاقى مع عينيه السوداوين فيما يغزو الدمع مقلتيها ثم قالت بعدما زفرت طويلا:
" لم أعد أحسب عدد مرات حديثها معي بهذا الأمر ياحاتم!"
أطبق على شفتيه يحس بصوتها المتألم يخترق قلبه، تنهد بخفوت قبل أن يقترب منها ويضمها تحت ذراعه بحنو مفرط ثم قادها تجاه السرير برفق، جلس على طرفه فيما هي جلست جانبه و قال:
" رقية، عليكِ تفهم رغبة ياسمين، هي تريد التعرف على أخيها وهذا حقها ولا نستطيع منعها!"
أغمضت عينيها بقوة تحس بالوخزات تسري في جسدها فتدميه قبل أن تفتحهما بتمهل وتقول بألم لم تستطع مداراته:
" وهل لا أريد هذا يا حاتم!؟؛ لكنك تعلم بأن أحمد رفض أي علاقة معنا، حاولت وحاولت ولا زلت لكن…"
أطرقت بوجهها أرضا ثم رفعت رأسها تنظر له وأضافت:
" ياسمين ضمن تلك العلاقة التي لا يرضى بتقبلها!"
أطبق حاتم على شفتيه وتأملها بعينيه السوداوين يحاول كبت حزنه هو الآخر فعلى أحد منهما أن يظل متماسك، يعلم يقينا بأن لديها حق فكم من مرة عاد معها لأرض الوطن لمقابلة أحمد وباءت محاولتهم بالرفض.
تنهد بصوت عالي ثم قال:
" رقية، اتركي ياسمين تجرب لأن رفضك يجعلها تعاند!"
" أنت من يقول هذا!"
قالتها رقية بتساؤل فأجابها في هدوء:
"ولم لا!؟؛ فياسمين ابنتي واريد سعادتها وهذا سيتحقق بمقابلتها أحمد! أو على الأقل موافقتنا على ذلك!"
هزت رأسها نافية تسمح لدموعها بالانهيار ليجذبها هو لصدره يمسد على شعرها الأسود الناعم الذي غزاه الشيب ليصبح ذا جمال خاص أسر لعيني حاتم الذي ضمها لحضنه بقوة ورفق ثم قال:
" دعيها تجرب يا رقية!"
قالت بصوت مخنوق فيما لا زالت تدفن رأسها في صدره:
" حاتم، أحمد لن يقابلها، سيراها كما يراني خائنة"
رفع وجهها عن صدره واحتضن وجنتيها بين يديه الحانيتين ثم قال معاتبا بينما يتأمل عينيها البنية التي تشبه عيني ابنها!:
" وهل أنت خائنة يارقية!؟"
هزت رأسها في عنف ثم قالت بألم:
" يراني كما وصفني أبيه، يراني حينما تنازلت عنه في لحظة ضعفي الوحيدة!"
تنهد حاتم ثم أعادها لصدره يحس بألمها يتوغل في جسده يؤازرها كأنها جزء منه هامسا بينما يربت على ظهرها :
" ثقي بالله يارقية، سوف يعود حقك وابنك سيعود لحضنك عاجلا وليس أجلا "
ابتلعت ريقها تتمسك بخصره كأنه طوق النجاة في وسط محيط امواجه عاصفة هامسة بحشرجة:
" أخاف أن أموت قبل لقياه يا حاتم"
رفعها عن صدره في لهفة وأمسك رأسها بين راحتي يده وقال بحزم مغلف بعطفه:
" إياكِ وقول هذا على لسانك مرة أخرى يارقية"
همست بصوت أبح من أثر بكائها المخنوق:
" إنها الحياة يا حاتم نفارق من نحب دون ارادتنا"
أسند جبينه على جبينها وقال بتأثر:
" لا أراني الله فيك شيء يؤلمني يا رقية، لا تقولي هذا أبدا وأعدك سيعود أحمد لحضنك وسيضمك لصدره… أعدك"
سمحت لدموعها بالتحرر تشهق تسمح لألمها أن يفك سجنه ليجد طريقه على صدره الذي ضمها له هامسا بألم :
" لا تبكي يا رقية فبكائك نار حارقة لقلبي"
وضعت يدها على صدره مكان قلبه وهمست بحشرجة:
"لأجلك لن أبكي فلا تحزن أبدا حاتم"
رفعها عن صدره يمسح وجنتيها بحنو وقال بمحبة خالصة:
" اشتاق لضحكتك الصافية رقية ألن أسمعها"
أحست بالخجل الذي يليق بها تشعر بالذنب لمقابلته بألمها فأخفضت عينيها عنه تنتزع ضحكة باهتة ليقرأ هو أفكارها ويهمس لها :
" لا أريدها باهتة يا أم أحمد بل صافية كصفاء قلبك"
أم أحمد منه كالبلسم لجروحها رغم أنها تذكرها بخسارتها لكنها من شفتيه تجعلها تحس بأنه لم تفقده ودبيب أمل يتسلل داخلها بأنه سيعود لها وكأن تلك الكلمة كانت كالسحر رسمت بسمة صافية هادئة تمحي هذا الألم ولو ظاهريا!! .
★★★
حدق جلال للحظات ربما طالت في أخته التي تستند على جانب مكتبه لا يستوعب تلك الزوبعة التي حدثت منذ ثواني بسبب اعتراضها على أعمالها المكتبية و تزامنها مع حديثه على الهاتف مع أحمد ووجود خالد الذي لا يعرف إلى الآن كيف سيشرح له تلك الأمور المعقدة.
مسح على وجهه بإرهاق قبل أن ينتزع بسمة لأجلها قائلا في محاولة تهدئتها:
" ومن قال غير ذلك حبيبتي، أعلم بأنها أعمال مكتبية لكن لا تنسي باش مهندسة بأنها أول أيامك بالشركة"
همت لتنطق معترضة لولا إشارة يده تجاه خالد الجالس على الكرسي قبالتها ينظر للحدث بتسلية وزرقاوتيه كانتا كسماء صافية بيوم ربيعي!؛ يراها كساحرة رائعة بسترتها الرمادية الفاتحة التي تشبه لون عينيها فتلمع ببريق جذاب ومبهر التي لاقت كثيرا على بنطالها الأسود بينما شعرها القصير بتلك الغرة التي تداعب عينيها لها حكاية أخرى قادرة على حبس أنفاسه؛ ابتلعت نورا ريقها تستوعب ما يحدث فيما تعتدل بوقفتها تحدق فيه برماديتها التي كانتا تشعان كالسهام الخاطف لأنفاس خالد، انتزعها من خجلها وعدم استيعابها صوت جلال:
" سنعمل على ما تريدين باش مهندسة لكن الآن لدينا ضيف!"
توردت وجنتيها بحمرة واضحة ظهرت رغم تلك الزينة الخفيفة التي تستخدمها فيما تطبق على شفتيها الصغيرتين قبل أن تقول على استحياء وبسمة صغيرة:
" لم انتبه عفوا!"
أشار لها جلال كي تجلس فيما يقول برواق:
" لا بأس أن جاء غضبك في وجود صديقي وليس أحد العملاء !"
جلست نورا بالكرسي المقابل لخالد ثم التفتت لأخيها بتساؤل فهي لا تعرف هذا الشخص كصديق له بل إنها أول مرة تراه ولاول لحظة نظرت في وجهه ظنته أجنبي! لكنها تغاضت عن هذا وهمست تنظر لأخيها في عتاب مبطن:
" السبب بما أنا فيه تلك الملفات التي أهديتني بها كهدية لوظيفتي الجديدة"
اتسعت بسمة خالد التي لم تلاحظها نورا فيما كانت تحدث جلال قبل أن يقول الأخير يعرفها على صديقه :
" خالد علوان صديق لم تأتي الفرصة لتعرفيه أختي"
قال كلماته متمنيا أن لا تتذكر حديثه عن الغريب الذي أراد خطبتها فهو الآن ليس لديه أي كلمات فيما قال لخالد :
" أعرفك خالد، صغيرة عائلة منصور أختى نورا"
مد خالد يده لها بالسلام لتقابله ببسمة مهذبة ويدها الصغيرة تحتويها كفه الرجولية التي ظن للحظة بأن قلبه غادر صدره ليرتاح في يدها، يشعر بنبضات قلبه تتزاحم كأنها في سباق كي تعانقها هامسا لها بالسلام في وسط غيابه فيها والذي لا يعلم هل نطق به أم يخيل له أنه نطق به فها هي أخيرا أمامه ساحرته يتأملها، كم يشتاق لها!؛ يدها في يده، عينيها الرماديتين تبتسم بينما عينيه تكاد تحتضنها داخله، يحس كأنه السماء وهي قمره أوليس مكانها الحقيقي عنده!.
صوت نحنحة خشنة أخرجت خالد من شرود فيها فأفلت يده بهدوء قبل أن تقول نورا:
" مرحبا خالد بك تشرفت بمعرفتك أيضا!"
هنا تأكد بأنه نطق بالسلام حين ردت عليه، لم يكن يخيل له بل هو نطق وتحدث لكن صوت قلبه هو من طغى على صوت كلماته فلم يسمع، تدخل جلال بهدوء يستند على المكتب بمرفقيه يتابع خالد الذي وكأنه لم يعد منتبه لأحد سوى نورا التي يحتار أخيها بكيفية اخبارها عن شخصية خالد، العريس المجهول لها!
" خالد عاد اليوم من دبي وأتى لرؤيتي"
فقالت نورا بينما تنظر للأخير:
" كنت بعمل هناك!"
أجابها بهدوء:
" مقيم هناك لكن جئت اليوم في زيارة "
صمت لحظة ثم قال:
" زيارة طويلة"
ثم نظر لجلال وقال ببسمة واسعة خصها لصديقه:
" وكانت فرصة لزيارة جلال!"
" إذن علي ترك الأصدقاء معا"
قالتها نورا له قبل أن تلتفت لأخيها قائلة :
" بعيدا عن الزوبعة أخي العزيز وقبل أن أترككما لجلستكما هذا العمل لا يرضيني، لا يناسبني عمل مكتبي رتيب!"
همس خالد يتابعها باعجاب لم يخفيه" لا يليق بالساحرات!"
شاكسها جلال بينما يستند على الكرسي:
" لا زلت بمرحلة التدريب سيدتي"
مطت شفتيها بغير رضا ثم قالت معترضة:
" وهل سأتدرب في الأوراق المملة تلك!"
تابع خالد صديقه الذي تلكأ في الرد قليلا قبل أن تأتي تلك الفكرة بغتة ليتدخل قائلا:
" ما رأيك جلال لو بدأت أول تدريب لها معي؟"
ضيق جلال حاجبيه بتساؤل فيما التفتت له نورا باهتمام واضح فقال خالد موضحا بينما يتبادل النظرات بينهما:
" كنت بسفر طويل وأنا بحاجة لتجديد ديكورات الفيلا الخاصة بي لذا أتمنى أن تكوني باش مهندسة نورا أنت القائمة على ذلك"
ثم صمت لحظة فيما يلتفت لجلال وينظر له بنظرة ذات مغزى قبل أن يضيف:
" هذا إن وافق صديقي"
حدق فيه جلال للحظة فهو على علم بأن خالد لديه في شركته من يفعل هذا! فهي نفس اختصاص شركة جلال ولديه مهندسين ذات أسماء معروفة وهذا لا يخفى عليه!؛ لكن نظرة خالد التي وصلت له بضرورة تعرفه لنورا بما أن جلال لم يخبرها عنه وهذا واضح من مجرى الحديث فهي جاهلة لهويته تماما، قاطعت نورا هذا الصمت بصوت حماسي بشوش وكأنها تعرف خالد منذ سنوات والذي تعلق بوجهها يراه وكأنه ازداد نور! واشراق:
" صديقك يوافق.. يوافق"
ثم التفتت لأخيها هاتفة بذات الحماس وترجي:
" صحيح يا صديقه!"
تأملها جلال صامتا يرى الفرحة التي تطل من عينيها ولم يرها منذ زمن، لم ير تلك الراحة ولا هذا الاشراق على وجه أخته منذ أكثر من سنة، تمنى لو كانت لم تتعلق بأحمد وبأن خالد هو الرجل الحقيقي بحياتها، أطبق على شفتيه يرى كلاهما بانتظار رأيه ونظرة رجاء في عينيهما وكلا منهما له سبب مختلف عن الآخر لكن لما لا يوافق وتصبح فرصة لتعرف نورا على خالد دون أن يخبرها بأنه من طلب يدها، وبعد ذلك يصارحها ربما تلك مراوغة لكنها الحل الوحيد الآن على الأقل.
" هييييه يا جلال لم كل هذا التفكير!"
قالتها نورت ما بين فرحة وترجي فتبسم لها يستعيد نفسه من شروده ونظر لخالد الذي وكأنه يجلس على جمر وقال في هدوء:
" موافق"
زفر خالد براحة يستند على كرسيه بينما نورا هتفت قائلة:
" هكذا رسميا سوف أمارس مهنتي"
" أعانني الله ساحرتي على قربك دون أن أن أنطق بحبك"
همس بها خالد يراها تقف من مكانها قائلة برواق بينما تمد يدها له ليتقازف قلبه مرة أخرى ليدها قبل أن يقف هو الآخر قبالتها بهيئته المهيبة فيما تقول:
" الآن أترككما معا خالد بك لحين الاتفاق على مقابلة عمل مع جلال"
رد بعملية لم يتمنى يوما أن تكن بينهما لكن طريق الألف ميل يبدأ بخطوة وها هو يبدأها:
" في أقرب وقت باش مهندسة"
يتبع


آمال يسري غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 01-04-21, 09:17 PM   #200

آمال يسري

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية آمال يسري

? العضوٌ??? » 462711
?  التسِجيلٌ » Mar 2020
? مشَارَ?اتْي » 946
?  نُقآطِيْ » آمال يسري is on a distinguished road
افتراضي

بعد وقت (فيلا علوان.)
يقف خالد في وسط بهو الفيلا الرئيسي، يضع يديه في جيب بنطاله يحدق في الفراغ، يصدح في رأسه صوت أنثوي ناعم يأسره، إنه صوت ساحرته التي أطلقت العنان لسهام عينيها دون أن تنتبه، كم كان يتمنى أن يحكي لها بأنه أتى خصيصا لأجلها حتى يطلبها رسميا من جلال للمرة التي لم يعدها وفي كل مرة يرفض الأخير بلباقة، لكنه اليوم سوف ينتظر بارادة من حديد الرد منه لكن لن يطلبها رسميا الآن فكل خطته تغيرت فاليوم سيبدأ طريقه لصداقة نورا والتقرب منها.
تنهد بصوت عالي بينما يخطو تجاه الصالون الأنيق الموجود على يمينه والذي على جانبه تماما مدفأة حجرية كبيرة لم يتم تشغيلها منذ زمن فلقد مر على سفره وقت طويل!
جلس على الأريكة يهمس داخله، هل يوما ستصبحين زوجة خالد علوان يا ابنة منصور! أم سأظل لك هذا الغريب الذي تعرفتي عليه بمكتب أخيك!؛ ارتد بجسده على ظهر الأريكة يستند برأسه عليها فيما يشخص ببصره لسقف البهو وحديث جلال مع المدعو أحمد يتوغل في عقله بطريقة مرهقة ماذا هناك بين ثلاثتهم بل لما قال جلال لا تضع نورا بيننا!!؛ كانت ستصبح مساعدته هذا ما فهمه...
صوت رنين الهاتف أخرجه من شروده وحديث نفسه ، زفر بصوت عالي يخرج تلك الأنفاس التي ظن بأنه حبسها طويلا قبل أن يمد يده يأخذ هاتفه من من جيبه ليلقي نظرة على الشاشة يرى اسم المتصل ولم يتأخر كثيرا بالرد حينما ضغط على زر القبول قائلا:
" مرحبا أبي"
أتاه صوتا غاضبا مخنوق:
" أي شيء مهم هذا الذي يجعلك تترك الشركة هنا وتعود للقاهرة خالد بك! وهل يكفي اخباري برسالة الكترونية!"
تخلل خالد بأنامله شعره الكثيف البني الفاتح المائل للشقره بينما عينيه الزرقاوين نظرتا للأعلى قبل أن يرسم الهدوء ويقول:
" اتصلت أبي كثيرا لكنك قد أغلقت الهاتف!"
ثم تابع بذات الهدوء:
" أبي هي إجازة هذا كل شيء وأظن لي حق بذلك!"
هدأ صوت أبيه قليلا ثم قال بصوت أقل حدة وبدا متوتر :
" إذن متى تأتي!؟"
أجابه خالد بينما يقف ويسير تجاه السلم اللولبي المتوسط البهو ويصعد بتمهل:
" حينما أشعر بأنني في حاجة للعودة"
صمت لحظة قبل أن يقول:
" كيف حال سارة!؟"
ساد صمت ثقيل حزين بينهما وكأن الكلمات عجزت عن البوح ثم رد أبيه بصوت حزين:
" ربما بخير!"
ضحكة مريرة كانت اجابة خالد بينما يفتح باب غرفته ويقول مستنكرا:
" ربما؟!"
أجابه والده بعصبية:
" نعم، ربما، تعلم هي لا تتحدث...كيف لي أن أعلم ابني!؟"
كلماته الأخيرة كانت تحمل مرار كبير جعل خالد يشعر بألم أكبر وإشفاق على أبيه وإن لم يوضح كثيرا له فيما يدخل للغرفة ويلقي بنظره على اطار انيق فوق منضدة صغيرة جوار الأريكة التي توجد بجانب الغرفة، جلس عليها يمسك الإطار يحدق في صورته وأخته معا بسمتها الواسعة الرائقة بينما كان يحتضنها تحت ذراعه…
قال بينما يشرد في صورتها:
" سأحدثها أبي لا تقلق!"
جاءه رد ابيه بوجع:
" نعم ابني حدثها كثيرا!"
★★★
بخطوات واسعة كانت نورا تقطع الطريق من السيارة الخاصة بها بعدما صفتها في مكانها بركن قصي بحديقة الفيلا بينما صوت جلال خلفها أتاها مشاكسا:
" كالطفلة ألم أقل لكِ!"
التفتت له قائلة برواق:
" دائما أحب طفولتي تلك"
ثم أسرعت أكثر وكأنها ستجري لتجد أمها تستقبلها كعادتها منذ استلمت نورا العمل حيث احساس القلق الذي ظل يلتف بها بسبب قربها مع أحمد بذات المكان.
أمي هتفت بها نورا وهي تلقي بنفسها على صدرها والسعادة تملأ محياها.
ضمتها ماجدة بحنو قبل أن ترفعها عن صدرها برفق وتمسكها من ذراعيها تسألها بدهشة:
" ما سر تلك البهجة نورا!!"
فردت نورا ذراعيها وكأنها ستطير ثم قالت :
" اليوم استلمت أول عمل لي على أرض الواقع"
ضيقت ماجدة حاجبيها وانتفض داخلها تحس بنبضات قلبها تتألم فيما تتساءل في نفسها؛ هل ما خفتِ منه يا ماجدة سيحدث!؟؛ سيأخذها أحمد قربه وتظل معلقة بحبال ذائبة ..
صوت نورا أخرجها وهي تقول ببشاشة:
" ألن تباركي لي أمي!؟"
ردت ماجدة بشرود بينما نظرها يتجه إلى جلال الذي يتجه نحوهما:
" مبارك حبيبتي"
هتف جلال ما إن توقف أمامهما:
" أظن تلك الفتاة لن تكبر أبدا"
زمت نورا شفتيها بينما أمها أخذتها تحت ذراعها تضم كتفيها ثم قالت وهي تقودها للداخل:
" وما بها طفولتها جلال تظل اجمل الفتيات"
تخصر الأخير في وقفته دافعا طرفي السترة للخلف وناظرهما بعينيه الواسعتين بعدم رضا مصطنع بينما يراهما تجلسان على الأريكة وقال:
" صدق المثل القرد في عين أمه غزال"
هتفت به نورا تنتفض في جلستها:
" أنا قرد يا مشاكس"
داعبت ماجدة شعر نورا وازاحت غرتها من على جبينها قليلا ثم قالت تراضيها:
" أنتِ جميلة العائلة نورا"
ثم التفتت إلى جلال الذي لا زال متخصرا بوقفته متسليا بما يحدث فيما تقول له أمه بعتاب :
" لا تضايق أختك جلال"
جلس قبالتهم فيما يقول بمكر:
" وهل كذبت أمي!؛ أرجوك لا تخدعيها وصارحيها!"
أخذت نورا مخدة صغيرة جانبها وألقتها على جلال الذي تلقفها يحتضنها وقال لأمه:
" لا تصدق بأنها تسلمت عمل"
ثم مد كفه أمامه قائلا بتعالي مصطنع:
" عليكِ تقبيل كف مديرك!"
قوست نورا حاجبيها وهزت كتفيها بعدم اهتمام والتفتت لأمها قائلة:
" كان يسلمني أعمال مكتبية وأنا مللت لولا صديقه.."
وكأنها ألقت بدلو ماء بارد على قلب أمها ولسعتها برودة تكاد تظهر رعشتها ..
" هل أحمد..!؟"
قالتها أمها بتوجس ليعتدل جلال في جلسته وينظر لأمه وقد عاد لجديته قائلا"
" لا ليس أحمد!!"
أرخت نورا أهدابها وهي تسمعهما؛ ورغم كونها كانت تتمنى أن تكون بداية عملها معه لكنها مقتنعة بأن الله اختار لها بداية مقدرة لها لذا ستتمسك بها وتثبت نفسها ومكانتها كمهندسة وإن كان أحمد قد سحب وعده واختار مساعدة له ليخبرها بطريقة غير مباشرة بأن وعدي نسيته فهي ستقف على قدميها دونه يكفي إذلال حبها له الذي لن يرى الشمس..
قاطعت أمها شرودها تتبادل النظرات فيما بين أولادها وقالت:
" لا أفهم شيء!"
تنهد جلال وقال :
"صديق لي يدعى خالد!!"
نظرة جلال لأمه التي اتسعت عينيها بفرحة ظاهرة أخبرتها بأن لا تفصح عن ماهية خالد حتى لا يتضح لنورا من هو فابتلعت ريقها تحاول السيطرة على مشاعرها فيما يكمل جلال:
" لقد عاد من سفر طويل وجاء لزيارتي وأراد إعادة ديكور الفيلا الخاصة به!!".
هنا وقفت نورا فيما تقول برواق :
" سوف أصعد لغرفتي لأبدل ملابسي! وعلينا الاحتفال اليوم"
وانحنت على أمها تقبل وجنتها .
فهتف جلال يشاكسها:
" أدعو الله أن تستطيعي البدء بعملك ، إياكِ وتقصير رقبتي باش مهندسة"
غمزت له قائلة ببسمة واسعة:
" أعدك بعد هذا العمل يطلبني كل العملاء بالاسم"
ثم تركته تصعد السلم بخطوات كأنها تضحك.
تابعت ماجدة ابنتها وهي تصعد السلم قبل أن تلتفت لجلال متسائلة بعينيها، فأجاب ابنها سؤالها الصامت بعدما زفر طويلا:
"أمي الأمر جاء صدفة لم يخطط له أحد"
ابتسمت ماجدة وارتاحت في جلستها قائلة:
" وهل هناك أحلى من الصدف .."
صمتت لحظة ثم قالت ولا زالت بسمتها على شفتيها:
" احك لي ما حدث!"
تنهد جلال طويلا قبل أن يقص لها ما حدث منذ مجيء خالد واتصاله مع أحمد حتى وصول نورا غاضبة!.
ابتسمت ماجدة براحة قبل أن تستند على الأريكة تهمس بصوت خافت:
" هذا الخالد يليق بأختك كثيرا وهي كذلك!"
قاطع جلال همسها معترضا:
" لكن نورا تحب أحمد تذكري هذا أمي !"
رفعت ماجدة حاجبها ثم قالت :
" ويوما ما سوف تفلت يدها المتعلقة بالسراب راضية !"
ضحك جلال ساخرا ينحني بجذعه يستند على ساقيه بيديه ويناظر أمه قائلا:
" تغالطي نفسك أمي"
هزت رأسها بنفي قبل أن ترد:
" لا أغالط نفسي ابني بل أقول حقيقة، جفاء أحمد سيقتل حب نورا "
جزت على أسنانها تحس بالألم لأجل ابنتها ثم أضافت:
" لكن أتمنى أن تفهم نورا هذا باكرا قبل فوات الأوان وخسران رجل كخالد يستحقها!"
فرك جلال جبينه بارتباك وقال بهمس لم يصل أمه:
" وأنا سأخسر حينها صديق!!؛ لن يغفر لي أنني لم أحك له ما بنورا لكن ليس لدي الشجاعة بعد!!"
هتفت ماجدة تنظر لابنها في دهشة :
" تقول شيء!!؟
هز رأسه نافيا قبل أن يقف قائلا :
" لا أمي .. سأصعد لأرتاح قبل الغداء!"
أومأت ماجدة بإيجاب فيما تشرد بذهنها في القادم!


يتبع على هذا الرابط

https://www.rewity.com/forum/t479878-21.html

اطلانتس likes this.


التعديل الأخير تم بواسطة ebti ; 01-04-21 الساعة 09:44 PM
آمال يسري غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:24 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.