آخر 10 مشاركات
مفاجأة زفاف (49) للكاتبة : Julie Leto .. كاملة .. (الكاتـب : * فوفو * - )           »          447 - وتحقق الأمل - د.م (الكاتـب : امراة بلا مخالب - )           »          انتصار الإسباني (48) للكاتبة: Daphne Clair (كاملة+روابط) (الكاتـب : Gege86 - )           »          تحميل يوميات آل سبايدرويك (الكاتـب : مختلف - )           »          موعد مع القدر (47) للكاتبة :marguerite kaye .. كاملة .. (الكاتـب : * فوفو * - )           »          ألعاب نارية (46) للكاتبة: Valerie Hansen .. كاملة .. (الكاتـب : * فوفو * - )           »          محبوبة الرئيس (45) للكاتبة: Susan Meier (كاملة) (الكاتـب : Gege86 - )           »          ديزي والدوق (44) للكاتبة :Janice Maynard .. كاملة .. (الكاتـب : * فوفو * - )           »          القفص الذهبي (68) للكاتبة: أبي غرين (الجزء الاول من سلسلة الشقيقان) *كاملة* (الكاتـب : Gege86 - )           »          ينابيع الأمل (43) للكاتبة : Patricia Davids .. كاملة .. (الكاتـب : * فوفو * - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree1055Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 30-09-21, 07:24 PM   #501

آمال يسري

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية آمال يسري

? العضوٌ??? » 462711
?  التسِجيلٌ » Mar 2020
? مشَارَ?اتْي » 946
?  نُقآطِيْ » آمال يسري is on a distinguished road
افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ولاء مطاوع مشاهدة المشاركة
اولا الفصل دسم جدا حسيت بالشبع لانه تطرق لجميع شخصيات الروايه
ثانيا علاقه خالد ونورا حاجه فوق الخيال كنت عاوز نفضل معاهم شويه كمان وميخلصش المشاهد بتاعهم
عمران عمران عمران يا ويلى من عمران
يارب ميحصلش حاجه وحشه لنغم وأحمد يلحقها قبل ما الxxxxب تلدغها

ثانيا مبارك التميز يا مولى انتى تستحقيه فعلا
روايه روعه
سرد حوار حبكه كله رائع
مبارك حبيبتى ♥️♥️♥️♥️♥️
حبيبتي يا لولو 🤩😍 رأيك أسعدني جدا جدا💜💜ويارب القادم ينال اعجابك 🥰💜
تسلميلي يا قمري على التهنئة 😍


آمال يسري غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 30-09-21, 07:25 PM   #502

آمال يسري

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية آمال يسري

? العضوٌ??? » 462711
?  التسِجيلٌ » Mar 2020
? مشَارَ?اتْي » 946
?  نُقآطِيْ » آمال يسري is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة موضى و راكان مشاهدة المشاركة
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 22 ( الأعضاء 2 والزوار 20)

‏موضى و راكان, ‏آمال يسري


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مبروك أمال تستحقين أن تكون روايتك مميزة لأنها تنبع من داخلك المميز

دمتى موفقة يا مبدعة
تسلميلي حبيبتي 😍😍😍يارب دوما عند حسن ظنك 💜🤗


آمال يسري غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 30-09-21, 09:42 PM   #503

آمال يسري

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية آمال يسري

? العضوٌ??? » 462711
?  التسِجيلٌ » Mar 2020
? مشَارَ?اتْي » 946
?  نُقآطِيْ » آمال يسري is on a distinguished road
افتراضي جئت إلى قلبك لاجئة 💜

الفصل الحادي والثلاثون 💜
*******************
قبل ساعة.
تستند نغم على الكرسي الخلفي للسيارة، تتابع الطريق عبر النافذة بينما يرتسم على شفتيها شبح بسمة كلما لاح في مخيلتها صباحها اليوم والذي كان مختلفا خاصة مع فطورها مع أحمد، هذا الرجل يحمل من اللطف والطيبة بقدر لم تكن تتوقعه، تتساءل كيف ستغادر تلك الحياة عندما ترحل مع ياسمين؟، هي على يقين لو ظلت العلاقة بين أحمد وأمه كما هي فسوف تنقطع علاقتها هي الأخرى معه حين تعيش معهم، أحست بغصة تخنقها ولا تدري مصدرها، أنفاسها تختنق في صدرها فزفرت ببطء، تعتدل في جلستها ، تحاول الإفاقة من تلك الأفكار التي تراودها من حيث لا تعلم!.
توقفت السيارة فتنبهت حواسها وهي تسأل السائق عن سبب ذلك ليشير للمكان ويخبرها بأنه سيملأ السيارة بالوقود! عادت نغم لجلستها وألقت برأسها على ظهر الكرسي بينما تستعيد تلك البسمة الشاحبة!.
ترك السائق العامل يملأ وقود السيارة ثم دخل لكافتيريا المحطة، طلب كوب من الشاي وأخذه يرتشف بعض منه، يرخي اهدابه بينما يخرج من الكافتيريا ويلتهي بهاتفه، يعبث به!.
اختلس النظر للطريق المقابل يتأكد من شيء ما، أطلق نفسا عميقا حين أيقن من حدسه فسيارة التاكسي الموجودة على الجانب الآخر تتبعهم منذ خرجا من المدرسة، ظن في البداية بأنها صدفة لذا توقف خصيصا بالمحطة، كما أن تلك السيدة التي تجلس بالكرسي الخلفي يحاول التمعن من وجهها، صورتها من بعيد تبدو باهتة له لكن وكأنه التقى بها قبل!.
دخل السيارة بعدما نقد العامل المال وسأل نغم إن كانت هي الأخرى في حاجة لكوب من الشاي لتقول له أنها لا تريد وستتناول غذائها اولا، قاد السيارة فيما كان يتابع التاكسي الذي سار خلفهم!؛ لم يحاول أن تنتبه نغم كي لا يثير حفيظتها وظل على هدوءه حتى ترجلت على مقربة من عملها كما اعتادت بعد سلام مقتضب بينهما، ثم توجهت حيث الكافتيريا بينما هو قاد في طريق العودة للفيلا!.
فور ابتعاد سائق سيارة نغم أراحت هالة ظهرها على الكرسي الخلفي لسيارة التاكسي التي يقودها كريم!؛ ثم قالت ببرود:
" انتظر هنا وحين تخرج نغم ستكون أنت في انتظارها!؛ لتقضي ليلة حلوة لن تنساها أبدا ولن يقطع عليك ذلك أحمد رمزي ولا غيره!"
لاحت على وجه كريم ضحكة جائعة والتفت لها قائلا بصوت أبح وهو يعدل من القبعة على رأسه:
" ستكون ليلة لا تنسى !"
مالت هالة ناحية الكرسي الخاص به وقالت :
" وأنت لن تنسى بأنها ستكون ليلة مسجلة فيديو ليستمتع بها أحمد رمزي وهو يرى ابنة الملجأ بين أحضان رجلين!؛ أنت والمصور!".
تجهم وجهه ثم قال :
" لا اعلم لما يشاركني هذا الرجل ليلة كتلك، دعي نغم لي وحدي!"
قالت بعد زفرة طويلة معترضة:
هذا اتفاقنا من البداية كريم، قلت لك بأن هذا الشاب خصص كل وقته لي وحتى السيارة التي تقودها أنت الآن، وكما علي إرضائك، علي المثل معه!"
أراحت جسدها على الكرسي ثم تابعت بنبرة ذات مغزى:
" كما أنه ينتظر تلك اللحظة منذ رأى نغم فلقد أعجبته!"
كاد يعترض لكنها أوقفته بكف يدها قائلة بحزم:
" كريم، هذا الشاب لديه القدرة على تصوير ما يحدث لذا تركته في بيتك لتجهيز كل شيء، نغم جزء من حسابه فليس لدي المال الكافي لكل هذا!"
خلع كريم قبعته بضيق فهو يريد نغم له فقط، ينعم بها إلى أن يشبع ويظن بأنه لن يفعل لكن ليس لديه القدرة على الرفض فهالة خططت لكل شيء وعليه أن يوافق ما طلبت لينال ما يتمنى، قطعت هالة شروده وهي ترفع أمامه أقراص ما قائلة:
" تلك الحبوب ستحتاجها!"
مد كريم وأخذها ثم نظر لكفه ويقلبها بعدم فهم لتوضح هالة:
" ستعطيها لنغم ، لن تنام لكنها لن تقاوم!"
لعق كريم شفتيه بنهم وهو يطبق على ما في يده كأنه وجد كنز ثم قال:
" لكني قلق من الفيديو، المدعو أحمد لن يتركنا وقتها وسيعرفني من وجهي!"
ضحكت هالة بتهكم ثم قالت:
" لا تقلق، هذا الشاب الذي تطلب مني عدم تدخله، يفهم بتلك الامور جيدا، و وجهكما لن يظهر فلا تقلق!"
أطلق تنهيدة مرتاحة ثم أردف بلهفة شيطانية:
" وأنا في انتظار الطعام يا هالة !"
ضحكة رقيعة كانت ردها بينما تقول:
" سأنزل الآن لأدخل الكافتريا، لكن انتبه ولا تترك التاكسي كي لا تلمحك نغم فنخسر كل ما خططنا له!"
هز رأسه ثم قال بثقة:
" لا تقلقي…!"
ترجلت هالة من السيارة وتوجهت إلى الكافتيريا، جلست في أحد الأركان بعيدا تتابع نغم بنظرة حاقدة بينما الأخيرة قد بدأت تناول طعامها غير منتبهة للثعابين التي تزحف حولها!.
صف عادل السيارة في مكان بعيد إلى حد ما عن مكان المتجر ثم سار بخطوات سريعة ليتابع نغم عن بعد دون ان تراه!؛ أخرج هاتفه وطلب رقم أحمد للمرة التي لم يعد يحسب عددها، الأخير لم يرد رغم أنه عادة يرد بسرعة بل هو من يتصل به أحيانا للاطمئنان على نغم!.
تابع سيارة التاكسي التي صفها السائق على بعد أمتار من المطعم وقد خلت من السيدة مما زاد قلقه ليتقدم بخطوات حذرة للمطعم الذي كان يضج بالناس، كانت نغم تجلس كعادتها جوار النافذة ولا تلتفت حولها فطاف بعينيه في المكان حتى التقى بتلك السيدة الصهباء والتي لم تكن سوى هالة مساعدة البشمهندس السابقة، لقد رآها عدة مرات حين كان يحتاجه احمد لإيصاله الشركة.
هنا تراجع عن المكان ووقف بأحد الجوانب بعيدا عن نظر نغم أو هالة لكنه كان بمقدرته رؤية مكان الخروج بينما يعيد الاتصال على أحمد دون إجابة!.
تأفف بحدة ولم يكن لديه حل إلا الاتصال بسكرتيرة جلال والتي أخبرته بأن البشمهندس في اجتماع ولن ينتهي منه الآن ولن تستطيع قطع هذا!.
حاول معها دون جدوى حتى صاح فيها غاضبا:
" إن لم تدخلي الآن للبشمهندس فأول من سيغضب هو!؛ إنه شيء مهم ولا يحتمل التأجيل!، أخبريه بانني المتحدث وأنا من طلبت قطع الاجتماع!"
ترددت الفتاة لكن صوت السائق الحازم والذي يدل على ثقته بأهمية ما يريده جعلها تقوم من مكانها بذات التردد لتتوجه لغرفة الاجتماعات بعدما أخبرته أنها ستعلم البشمهندس باتصاله.
دقات خافتة على باب غرفة الاجتماعات ليسمح لها جلال بالدخول و نهرها بحزم انه لم يكن عليها قطع الاجتماع فاعتذرت وهي تنظر لأحمد الذي يرخي رأسه يتابع ملف امامه وقالت:
" هناك اتصال للبشمهندس!"
رفع أحمد وجهه باهتمام لتضيف السكرتيرة بقلق أن تكون تسرعت في الموافقة ودخول اجتماع مهم كهذا:
" سائق البشمهندس اتصل كثيرا وهو من طلب ..!"
ولم تنته من حديثها حتى انتفض أحمد من مكانه يعتذر بكلمات مقتضبة وترك الاجتماع بسرعة تحت أنظار جلال ونورا اللذين تبادلا النظر بدهشة فليست عادة أحمد أن يغادر اجتماعا مهما ولأجل السائق، هزت نورا كتفيها بعدم اكتراث لتتابع الحديث وكأن لا شيء حدث منذ لحظات كما فعل جلال لكن داخله كان قلق على صديقه!.
نظر أحمد لشاشة هاتفه مصدوما من كم اتصالات عادل و رسائله النصية يطلب منه الرد ليتصل به سريعا بينما يسير في الممر تجاه المصعد حين اتاه الرد :
" بشمهندس، هالة مساعدتك السابقة، تراقبنا منذ خرجنا من المدرسة وهي الآن في المطعم الذي تتناول فيه الميس غدائها!"
" ماذا!؟"
هتف بها أحمد بخوف بان على ملامحه وهو يضغط على زر المصعد بينما يقول لعادل:
" لا تغادر مكانك وانتبه لنغم، إياك أن تغيب عنك لحظة!"
فور وصول المصعد للطابق الأسفل فتحه أحمد وهرول بسرعة غير مكترث لنظرات العاملين الدهشة على مديرهم الذي يعدو كأنه في سباق، خلع بدلته وألقاها في الكرسي الخلفي ثم جلس مكان القيادة ضاغطا على المحرك لتصدح العجلات في الأسفلت ليقود بسرعة كبيرة لم يعتدها يوما وكم من المخاوف والخيالات ترتسم امامه، مفكرا عن سبب مراقبة هالة لنغم وما الذي ستستفيده من هذا فلو أرادت الانتقام كان عليها الانتقام منه هو..!؛ ظل يخبط بكل قوته على مقود السيارة بينما ينظر للساعة التي توشك على دخول نغم المتجر حيث عيني عادل لن تكون عليها هناك.
صوت هاتف نغم انتزعها من وقت طعامها فدست يدها في جيبها تأخذه لترى المتصل، ارتسمت بسمة واسعة على شفتيها حين وجدت رقم رقية لترد بترحاب شديد يليق بتلك السيدة التي لم تبخل يوما عليها بحنانها كما تفعل الآن وهي تسألها على حالها كأنها تفعل مع ياسمين لتجيبها نغم بنبرة مرتعشة من التأثر أنها بخير.
همست رقية :
" اتصلت الآن لأن حاتم قال بأن هذا وقت استراحتك…"
صمتت لحظة ثم تابعت:
" كما أنكِ لا تكوني في الفيلا!"
تنهدت نغم فاهمة مقصدها ثم اجابتها :
" أنا بالفعل خارج الفيلا!"
حديث نغم كان حافزا لتتحدث رقية براحة وهي تسألها بتردد :
" كيف حال أحمد وياسمين!"
قابلها الصمت برهة لتوضح:
" ياسمين تحدثني وتطمئنني لكن أخاف انها تداري شيء بعلاقتها بأخيها!"
ابتسمت نغم وقالت بنبرة صادقة:
" ياسمين لم تخف شيء عنك أبدا خالتي لأن أخيها يعاملها بلطف شديد!"
تأثرت ملامح نغم وهي ترى بعين خيالها كم الحنان الواضح في معاملة أحمد لياسمين حتى ولو لم ينطق به ثم تابعت:
" لذا لا تقلقي أبدا!"
تنهيدة عميقة مرتاحة كان رد رقية بينما تشكر نغم، طال الحديث لبعض الوقت فيما تناولا أطراف الحديث التي لم تخل من ضحكة صافية لنغم جعلت الضغط يرتفع في المنضدة البعيدة عنها نسبيا حتى جعلت تلك القابعة هناك تحس بالدماء تتفجر في رأسها بمجرد تخيلها بأن هذا الحديث مع أحمد لترتسم تلك الضحكات على شفتي نغم.
غرست هالة الشوكة بقوة في طعامها وهي ترخي عينيها في الطبق تتخيل لو أن هذه الشوكة في منتصف صدر نغم.
فور انتهاء الأخيرة من الطعام، أخذت حقيبتها بعدما دفعت الحساب وتوجهت إلى الخارج.
تابع عادل نغم وهي تدخل المول حين خرجت خلفها هالة التي سارت تجاه التاكسي ليترجل منه الرجل الذي يبدو في الأربعين أو يزيد، التقط لهما عادل عدة صور كي يراها أحمد حين يصل، كان عادل يقف متوترا، لا يدري ماذا يفعل؟، لو دخل خلف نغم سوف تظنه مجنون أو سيثير فيها القلق، ربما عليه أن يأخذها من المتجر لكن لم يحدث شيء!، ربما كل هذه صدف لكن أي صدفة تلك التي تجعل امرأة كهالة تظل خلفهما لحظة بلحظة؟!.
" حينما تخرج نغم، كن على استعداد وهي في خضم ضيقها لن تنتبه بأنك سائق التاكسي!"
هتفت بها هالة لكريم الذي رنا بنظره تجاه المتجر تكاد عينيه تخترق حائط المول خلف نغم التي يحلم الآن بما سيحدث بينهما بعد وقت قليل جدا فإمرأة كهالة لن تتوانى إلا وتنفذ خطتها، تركته الأخيرة بعدما حذرته عدة مرات بأن لا تراه نغم حين تخرج وأن يظل في مكان القيادة وما إن ابتعدت حتى جلس مكانه في وضع الاستعداد وعلى شفتيه بسمة سمجة كلها أمل بنيل ما تمنى ووقتها سيرسل هو بنفسه للبشمهندس الفيديو رغم أنه يرجو لو يرى وجهه حينها ليقول له؛ ما منعته عني حصلت عليه أضعافا بل وكانت معي صحبة..
يتبع 💜

basama and noor elhuda like this.

آمال يسري غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 30-09-21, 09:44 PM   #504

آمال يسري

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية آمال يسري

? العضوٌ??? » 462711
?  التسِجيلٌ » Mar 2020
? مشَارَ?اتْي » 946
?  نُقآطِيْ » آمال يسري is on a distinguished road
افتراضي

شعرت نغم بالضيق يسري في بدنها خاصة أن تلك السيدة منذ دخلت المتجر لا يعجبها شيء، إذن لما تظل أليس عليها البحث عن متجر آخر؟!، شعرت أنها لم يعد لديها أي طاقة للتحمل، يكفيها كلام زميلتها الذي إلى الآن يسري في جسدها مثل سم بطيئ المفعول يقتله ببطء، دوار خفيف يجعل رأسها يدور كأنها صدمت في حائط، صوت السيدة الذي بدا عصبيا أخرجها من شرودها بينما تضع أحد الفساتين الكثيرة في مكانه و الذي لم يعجبها:
" هل سأحدث نفسي !"
كزت نغم على أسنانها وسحبت نفسا عميقا عندما سارت تجاه أحد الفساتين وقالت متغاضية عن حديث المرأة الجاف:
" تلك آخر مجموعة لم تجربيها!"
ربعت هالة يديها على صدرها وقد أدركت بأن نغم بدأت تفقد سيطرتها على اعصابها فيما تقول هي ببرود:
"ماذا يعني بأن هذا آخر شيء، تطرديني!؟"
مع آخر كلمة علت من وتيرة صوتها ليلتفت زملاء نغم التي تخضب وجهها بحمرة غاضبة وقالت مدافعة:
" أنا لم أقل لك شيء ، كل ما اخبرتك به بأن تلك المجموعة الوحيدة التي لم تريها بعد!"
" أسلوبك، غير مهذب !"
قالتها هالة باستفزاز لترد نغم بحدة وقد لمعت عينيها بكبرياء تعجبت منه هالة أن يكون رد فتاة مثل نغم :
" إياك أن تظني لأنني عاملة هنا سأتحمل كلمة أخرى!؛ أنت زبونة و عليكِ احترام المتجر والعاملين فيه كما نفعل!"
ضحكة ساخرة كانت رد هالة التي صدح صوتها ليجتمع زملاء نغم في محاولة لإنهاء المشكلة التي من الواضح بأن السيدة لن تمررها بينما يعلو صوتها تسأل عن مدير المكان الذي جاء مهرولا، يحمد الله بأن المول هاديء ليغلق الباب ويترك لافتة مكتوب عليها مغلق ويعود لها يسألها عما يضايقها بينما يحدج نغم بنظرة حانقة لتستدير عنه بغير اهتمام في حين ردت هالة بصوت جهوري:
" هل تترك فتاة كتلك تعامل زبونات المتجر بعدم تقدير!".
قال الرجل في دفاع واهي:
" نغم فتاة جيدة…"
قاطعته هالة:
" الفتاة المحترمة تتعامل مع الزبائن باحترام لكنها تقصدت التقليل مني، أمثالها لا يعلمون الاحترام لأنهم تربوا في الشارع!"
التفت الجميع لنغم التي ترقرقت الدموع في عينيها لتحبسها بصعوبة وهي ترد بذات الكبرياء الذي أغاظ هالة:
" لا أعرف ماذا تقصدين بأمثالنا لكننا بالتأكيد أفضل من أناس ظنوا بأن لديهم أدب وهم لا يمتلكون منه شيء!"
احتدت ملامح هالة بغل فلم تتوقع أن ترد عليها نغم غير مفكرة بعملها لكن لماذا تفكر؟ فهي لديها أحمد الكنز الذهبي لذا هتفت وهي تنظر لنغم بتحد:
" أمثالك الذين تركوا في الشارع بلا أهل؛ لقطاء!!"
دارت الدنيا بنغم وأصبح كل من حولها أشخاص عدة ، تكاد تهوى أرضا من شدة الألم الذي يعتصر قلبها لكنها بكل ما أوتيت من قوة حاولت التماسك بينما تأخذ حقيبتها لتضعها خلف ظهرها وهي تسمع شهقات من حولها، لم يكن أحد على علم بشيء وتلك الغريبة التي لا تعرفها أفاضت بالكثير وعلى الرغم من الابتسامة الشامتة التي رأتها نغم في وجه هالة إلا أنها هتفت بكبرياء :
" نعم نشأت في ملجأ وبلا أهل لكني اعلم حدود الأدب أما أنتِ لما بلا أخلاق؟، هل يا تُرى أنت الأخرى بلا أهل أم أن أهلك غفلوا عن تربيتك!"
ما إن أنهت كلماتها حتى تحركت من مكانها في طريقها لباب المول غير عابئة بكل الموجودين ولا لنظرة هالة التي ازدادت حنقا، سارت بكبريائها التي ترجوه أن لا يتخلى عنها الآن، ستصرخ !؛ ستبكي!؛ ستعلن عزائها لكن ليس الآن، ليس الآن!؛ كانت ترددها في نفسها بقسوة بينما تتقلص يديها حول حزامي حقيبتها حين صدح صوت مدير المول غاضبا يؤنبها على علو صوتها على السيدة في حين تقدمت هالة بغيظ قائلة بنبرة باردة:
" وهل وجودك في فيلا رمزي مع البشمهندس العازب ضمن حدود الأدب !"
تجمدت نغم في مكانها ولم تستطع الالتفات للسيدة أو السير قدما، و رغم أنها تشعر بجسدها كله يغلي إلا أنها ترتعش بقوة كأن عاصفة ثلجية عصفت بجسدها، عيناها تحرقها من الدموع التي تحبسها بكل قوتها كي لا تزيد من شماتة تلك المرأة حين فُتح باب المول وصدح صوت جهوري هز المكان والماكثين فيه:
" كلمة أخرى ويتعرض الكل للمسائلة القانونية وسوف يغلق المتجر دون عودة!"
تعلقت هالة بوجه أحمد الغاضب وهو يتوجه ناحيتهم، أحست بأن الأرض تغوص بها، تتعجب كيف جاء ولما ؟! فهي تتابع نغم منذ فترة وأحمد لا يوصلها بل أن هذا ليس ميعاد عودة نغم.
لم ترفع نغم وجهها رغم إحساسها بوجود أحمد أمامها تماما ، تشعر بنظرته تسندها! حين سأله المدير عن سبب تدخله بالأمر ، رنا أحمد بنظره لنغم وكلمات هالة تلطم رأسه بعنف
( " وهل وجودك في فيلا رمزي مع البشمهندس العازب ضمن حدود الأدب !") يكاد يذهب لها يصفعها على وجهها دون رحمة لكنه لن يفعل هذا ويعطيها ما أرادت ويقلل من شأنه وشأن نغم لذا رد بغضب على مدير المول دون الالتفات لهالة:
" أنا هنا من يسأل، حينما تهان خطيبتي!!"
استفاقت حواس نغم وهي ترفع وجهها لتتقابل مع أحمد الذي يحدج الجميع بنظرة ملؤها الغضب، لا تصدق ما تفوه به!؛ ماذا فعل؟!؛ إنه يؤكد ما قالته السيدة بأنها على علاقة به.
اسشاطت هالة غضبا حين سمعت ما قاله لترد مستنكرة:
" بشمهندس أحمد رمزي، خاطب ومن…"
قاطعها بحدة وهو يشير بسبابته تجاهها:
" صدقيني يا هالة لو تخطيت حدودك لن أرحمك وكله بالقانون!"
استرقت نغم نظرة تجاهه حين نطق باسم السيدة لتعي بأنه يعرفها جيدا حين هتفت به هالة مختنقة بغيظها:
" ما الذي فعلته؟!؛ أنني قلت بأن تلك الفتاة…"
تمسك أحمد بمعصم نغم يقربها منه لتقف جانبه تماما، رنت بنظرها لكفه القابضة على يدها بلطف شديد، الأصوات حولها بدت مشوشة كالأشخاص التي كادت صورتهم تختفي من أمامها حتى أحست بجسدها يترنح لكن يد أحمد كانت كحزام أمان رغم هذا الضيق الذي يعتصر صدره حين تراءت أمام عينيه ذكرى ليست بالبعيدة!؛ هنا بذات المكان اشترى تلك السترة التي ارتداها ما إن اوقعت هالة عليه القهوة، هنا يذكره بفعلته المشينة وتلك القُبلة التي جمعته مع هالة ليحس بأن معدته تتقلص قرفا ومفعول السم على شفتيه يزيد ألم جسده لكن مقابلته يومها مع نغم كانت كبلسم رطب من وجعه وكأنه يومها التقى بها لتكون شمس دافئة وسط غيمة سوداء تحاول الظهور لكن دفء الشمس بدد محاولتها، نفض كل هذا عنه، يتمنى لو لم تنتبه هالة لذات الأمر والذي أحس بأنه غائب عنها حين هتف بحماية واضحة، يقطع حديثها!:
" تلك الفتاة تدعى نغم!، خطيبتي وزوجتي في القريب وهي بالفعل تعيش بالفيلا!"
شهقة خافتة فلتت من نغم التي فقدت قدرتها على التحرك لتحس بيد أحمد تشدد قبضتها على كفها كأنه يطمئنها، كانت فاقدة لأدنى مقاومة وهي تدور بعينيها بتشتت فيما يضيف:
" تعيش مع أختي بغرفة منفصلة عن الفيلا!"
كادت تقاطعه هالة لكنه تابع بعدم اهتمام لها :
" لست في حاجة للتبرير لأنها في غنى عن هذا لكنني وجدتها فرصة لأعلن خبر زواجي على نغم !"
لم يكن في أحلام هالة أن ينتهي اليوم هكذا هي رتبت أن ينتهي بنغم ملقاة على سرير كريم بلا رحمة وليس إعلان زواج من البشمهندس أحمد رمزي؛ الرجل الذي تمنت أن توقعه في شباكها ، كان المول في تلك اللحظة صامتا وكأن لا بشر فيه، الكل ينظر للآخر بدهشة وعدم تصديق بينما نغم كانت غائبة عن كل هذا، الأرض أسفلها هلامية لكنها تقف بكبريائها الذي لم تفقد منه شيء، تتابع الوجوه المتجهمة المستنكرة والتي ارتسم عليها حقد واضح حين تابع أحمد :
" حينما طردت مساعدتي السابقة من العمل أرادت الانتقام مني في خطيبتي!"
ردت هالة تحاول التمسك بآخر خيط في يدها الآن!:
" وهل من الطبيعي أن يترك البشمهندس أحمد رمزي خطيبته تعمل في مول كهذا!"
وأشارت للمكان بنظرة تقييمية تقلل منه بوضوح لترتسم بسمة متهكمة على شفتيه قائلا بثقة :
" هل تظني بأن كل النساء مثلك تريد العيش على أكتاف الرجال حتى دون أن يكونوا على علاقة بهن!.."
احمر وجه هالة بغضب شديد وهي تسحق أسنانها فيما يتابع احمد بصوته الجهوري:
" خطيبتي!؛ أرادت الاعتماد على نفسها لآخر لحظة قبل زواجنا وأنا احترمت رغبتها التي جعلتني أثق بحسن اختياري لشريكة حياتي!"
شريكة حياتي!؛ تلك الكلمة تصدح في رأس نغم فتزيد من هذا الدوار الذي تشعر به، متأكدة بأنها تعيش في حلم وسينتهي فور استيقاظها!.
مسح صاحب المول وجهه بتوتر فقد تعرف على وجه أحمد منذ دخل المول ويعلم مكانته جيدا والتي تجعله على يقين بأن المتجر قد يغلق بل وسيقاضى لو اشتكى أحمد لذلك تقدم تجاهه بثقل، يعتذر منه ومن نغم التي تأملت الرجل بدهشة فقد كان منذ لحظات يكاد يلقي بها في الخارج أما الآن يمطرها اعتذارات بينما يلتفت لهالة التي تجمدت مكانها غير قادرة على الدفاع خاصة لموقفها الضعيف فلو أضافت كلمة واحدة ستخسر كل شيء، مدة عملها مع أحمد جعلتها تفهمه جيدا وتعلم بأن الكلمة التي يقولها سينفذها!؛ ارتعشت عيناها وهي تتساءل عن صدق قوله بزواجه من تلك الفتاة حتى وإن كذب فهو بما فعله الآن أعاد لتلك الفتاة كرامتها. صوت صاحب المتجر الذي صدح يؤنبها ويخبرها بعدم دخولها المول مرة أخرى أفاقها، لتحس وكأن رأسها تخبط في الأرض بكل قوتها تتحول إلى شظايا، هي من طُردت ونغم تقف شامخة، يدها بيد أحمد، جانبه جنب إلى جنب، نار اشتعلت في صدرها وهي ترى هذا المشهد الذي جعل صداع نصفي يجتاح رأسها لتنسحب من المكان وهي تستدير عنهم بحدة، تخرج من المتجر بينما دقات كعبها العالي تدق في الأرض بغضب كصاحبتها التي اتجهت لسيارة التاكسي الذي يجلس فيها كريم على نار منذ رأى أحمد يدخل المول، قعدت مكانها دون كلمة واحدة ليقود كريم السيارة فيما يسألها عما حدث لتصرخ به:
" لا أريد أن أسمع شيء الآن!"
ثم أغمضت عينيها بقوة تمنع عنهما رؤية أحمد وبجانبه نغم بينما يعلنها خطيبة رغم أنها متأكدة بأن هذا كذب لكن لم يكن لديها ما يثبت حديثها! وسوف تثبت هذا وتثير فضيحة له، فليصبر على ما سيناله.
قاد أحمد نغم خارج المول بينما هي تسير بألية لا تقاوم ولا تنطق، فاقدة القدرة على أقل الأشياء حتى أنها تتمنى تلك اللحظة وهي تخرج من المول لتتقابل مع عادل الذي هرول يفتح لها باب سيارة أحمد أن تفقد القدرة على التنفس أيضا!؛ لكنها تتنفس وتمشي، تحيا في عالم لا يريدها، تعيش مع بشر يشمئزون من وجودها، تنظر للاشيء، عيناها كانت تدوران بعدم ثبات كأنهما تبحثان عن شيء ضائع منها.
اختلس احمد نظرة قلقة تجاهها بينما يراها لا تنطق بل واستكانت حين قبض على كفها، لم تقاوم حتى أوصلها للسيارة كأنها استسلمت لنغم لا يعرفها!..
قاد السيارة في طريقه للفيلا بينما عادل تبعهما.
كان الطريق إلى الفيلا طويلا لا يقطعه سوى انفاس أحمد الصاخبة و شهقات نغم الخافتة بينما تلتفت عنه تجاه النافذة!؛ صمتها الحزين كان بألف صرخة ليشاطرها قلبه كل وجع تشعر به، فيتقبض بيديه حول المقود وهو يفكر ما سيجعل هالة تعانيه، سيجعلها تكره اليوم الذي ولدت فيه، أقسم في نفسه وهو يهمس باسم نغم التي لم تسمعه أو ربما فعلت لكنها لم تلتفت، جسدها كان متشنجا كما قبضتي يديها المتشابكتين بقسوة على حجرها!.
يتبع 💜

noor elhuda likes this.

آمال يسري غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 30-09-21, 09:45 PM   #505

آمال يسري

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية آمال يسري

? العضوٌ??? » 462711
?  التسِجيلٌ » Mar 2020
? مشَارَ?اتْي » 946
?  نُقآطِيْ » آمال يسري is on a distinguished road
افتراضي

حين صف أحمد السيارة فتحت نغم الباب وترجلت منها بسرعة وكأن كل حواسها الساكنة عادت للعمل بينما تهرول تجاه سلم الفيلا الرئيسي ليتبعها أحمد بخفة ويقبض على معصمها جاذبا إياها، التفتت له في حدة وهي تنزع يدها منه هاتفة:
" لا تقترب مني بشمهندس، ولا تعاملني كدمية تحركها كيفما تشاء!"
أرخى أحمد أهدابه وكز على أسنانه في محاولة لضبط أعصابه قبل أن ينظر لنغم ويقول:
" حسنا يا نغم، لن اقترب منك ولن أعاملك كدمية مع أنني لم أفعل من الأصل، لكن دعينا نتحدث!"
نبرة الرجاء والألم؛ القلق في صوته جعلت ملامحها تهتز لتلتفت عنه بينما تسمعه يردد:
" نغم، علينا التحدث!"
" لا يوجد ما نتحدث بشأنه بشمهندس!"
قالتها نغم بصوت خلت منه الحياة ليجيبها بثقة:
" بل أصبح بيننا ما يجعلنا نتحدث، لم يعد هذا وقت الهروب!"
نبرة صوته الدافئة والتي تشعر بأنه يقصدها جعلتها تتململ في وقفتها لتربع يديها على صدرها في محاولة للثبات ثم قالت بخفوت:
" أسمعك..!"
التفت حوله وقال باستنكار :
" أمام أمن الفيلا والعاملين فيها!"
التفتت للباب الرئيسي ثم استدارت له قائلة بصوت بدا مرتجف:
" ياسمين…!"
ابتسم بحنو وقال :
" ياسمين الآن تدرس ومشغولة ولا تعلم أننا وصلنا، ثم أننا لن نتحدث في الداخل!"
رمقته بحيرة ليفسر لها بينما يشير باتجاه ما:
" هذا الجزء مخصص لأهل الفيلا فقط أي أن لا أمن ولا أي عامل متواجد إلا لو سمحت أنا بذلك!"
لانت ملامحها قليلا ولم تنطق بأي كلمة وظلت صامتة لبرهة قبل أن تنزل الدرجة التي صعدتها وسارت تجاه المكان الذي أشار له ليتبعها أحمد رامقا إياها بنظرة حانية ملؤها العطف!
دارت نغم بعينيها في المكان حيث حوض السباحة التي تقف على مقربة منه بينما بعض الارائك المريحة صفت أمامه، كانت في حاجة تلك اللحظة أن تلقي بجسدها على إحداها وتغمض عينيها لتنسى كل ما حدث لكن النسيان يخاصمها ويعاندها.
تأمل احمد نظراتها التي تتحدث عنها وتمنى لو أهداها كل ما ينقصها وأوله الأمان، تنهد بخفوت لتنظر له نغم وتستعيد بعض منها بينما تقول بعتاب:
" لم أتصور أنك ستؤكد ما قالته تلك السيدة!"
شبك احمد يديه خلف ظهره بينما يرى نظرة الحزن في عينيها ثم قال ببطء:
" هذا ما كان يجب أن يحدث يا نغم!"
هتفت معترضة وقد اختنق صوتها:
" أن تؤكد بأنني اعيش هنا معك!؛ أن أكون في نظر الجميع ساقطة ألقت بنفسها لرجل ثري…"
قاطعها احمد بنبرة حازمة:
" لا تكملي يا نغم!"
سالت دموعها وهي تكاد لا تسمعه بينما تضم نفسها بذراعيها، ربما هدأ الارتعاش الذي تسلل لها ثم قالت بتهدج :
" لما لا أكمل؟!؛ الكل يراني أخذت الثمن الذي يجعلني أكون بمقربتك!"
قال بهدوء عكس النار في داخله:
" وهل فعلنا يا نغم!؟"
هزت رأسها بعنف ليقول لها بذات الحزم:
" أجيبيني يا نغم، هل كان بيننا أي شيء منذ جئتِ لهنا!"
هزت رأسها بعنف وهتفت بلا فقال بعد تنهيدة عميقة:
" إذن لا تبكي ولا تحزني لأن هذا لو حدث كان فقط ما يستحق دموعك !"
نظرت له من بين دموعها ليتابع:
" أنا لم أثبت شيء بل قلت ما يجب كي أنفي كل هذا عنك!"
" سيتأكد كل هذا حينما يأتي الصباح ويعلم الناس بأنها كذبة لأجل أن تنقذني!"
قالتها نغم بمرار ليرد :
" ومن قال بأنها كذبة يا نغم!؛ في الصباح سيتم إعلان خبر خطبتنا وزواجنا!"
ارتدت خطوة عنه تحملق فيه بعدم تصديق ليهز رأسه بتأكيد مقدر صدمتها وهي تهز رأسها بعنف رافضة ما يقول حين أردفت:
" تتزوجني شفقة بشمهندس!"
حملق فيها للحظات ثم قال باستنكار!:
" هل هناك رجل يتزوج شفقة!؛ لو كان كما تقولين كنت كلما قابلت امرأة تحرش بها أحدهم أو لأنها يتيمة فتزوجتها!"
اتسعت عيناها لما يقول وهي تضغط على أذنيها كي لا تسمعه بينما تهمس له أن يكف عن الكلام لكنه قاوم ألمه لأجلها وأزاح يديها عن أذنيها وظل ممسكا بهما كي لا تتحرك فيما هي نظرت له بوجع وهو يقول :
" أنا لا أذكرك بما أنتِ فيه يا نغم لكنني أمحو الضباب عن عينيك وأؤكد لك بأنني لا أتزوجك شفقة!"
" ما أراه لا يؤكد سوى هذا فلا يجمعنا حب لنتزوج!"
قالتها بمرارة ليرمش أحمد ويصمت لحظة يرخي يديه عنها ثم قال بصوت أجش:
" بيننا روح متشابهة نغم وهذا يكفي كلينا!"
اهتزت نغم في وقفتها ما إن قال أحمد كلماته بينما هو أضاف:
" نغم، أهدي لكِ اسمي عن طيب خاطر!"
سالت دموعها سخية بينما تنظر في عيني أحمد اللتين كانتا ملؤها الحنان فيما هو أضاف بنبرة بدت لها كأنها من أعماق روحه:
" وليس بفضل مني، معاذ الله، بل يشرفني اقتران اسمينا، أن تكوني زوجتي على سنة الله ورسوله!؟"
هل يطلبها للزواج!؛ هل حقا اسمها يشرفه، هل يعي ما يطلب!؟، كل هذا كثيرا عليها لتستوعبه، عانقت نفسها بقوة وأرخت عينيها قائلة بخفوت:
" وماذا ستستفيد أنت!"
" هل علينا جعلها استفادة متبادلة!"
قالها أحمد لترد نغم بنبرة ذات مغزى:
" لتكون صفقة رابحة!"
أغمض أحمد عينيه برهة ثم نظر له قائلا:
" لا أريدها صفقة يا نغم!؛ وإن كنت تظنين بأنني سأنالك في المقابل!...."
اتسعت عيناها لصراحته لكنه لم يكترث لذالك وتابع يوضح لها:
" لن أفعل إلا لو كان هذا حبا وأنتِ تقولين بأن ما بيننا ليس كذلك!…!"
ارتعشت في وقفتها ثم نظرت في عمق عينيه قائلة بشك:
" تعطيني اسمك وحياة كتلك بكل سبل الراحة ولا تنتظر المقابل بشمهندس!"
ابتسم لها يعلم مدى تشتتها ليجيبها :
" ربما أنتِ أعطيتني أكبر من هذا دون أن تدري!"
ضيقت عيناها بعدم فهم وتعالت انفاسها إثر نبرة صوته التي اختلفت بطريقة أجفلتها بينما هو أضاف يدير الحديث الذي لا يستطيع شرحه على أي حال:
"ما تعرضت له اليوم أنا سبب فيه، تلك السيدة جاءت لتنتقم مني فيكِ!"
ضيقت نغم حاجبيها ليوضح:
"هالة هي مساعدتي السابقة وطردتها من العمل!"
قالت نغم بدهشة!:
" لمَ تنتقم مني فأنا مجرد معلمة لأختك!"
" لأنها توقعت بأننا بالفعل في علاقة أو هناك حب بيننا!"
قالها أحمد ضاغط على كل حرف لتنقلب ملامح نغم من الشحوب إلى الإحمرار الخجول بينما تنفي ما يقول ثم أردفت:
" إذن سأرحل من هنا لأجل أن يزول سوء فهمها!"
ضحك بمرار وقال:
" هل تظنين رحيلك سيمنعها، إنك تعطيها مفتاح قتلك يا نغم!"
رفعت رأسها له واردفت:
" ليتها تفعل…!"
زفر أحمد ثم قال:
" لن يكون قتلا لتنتهي الحياة بل سيكون بطيئا لحد لم تتصوريه يا نغم!"
كانت لا تفهم شيء بينما هو أخرج هاتفه من جيبه وفتحه أمامها لترى صورة تلك السيدة ومعها كريم!، اتسعت حدقتا نغم واحتبست أنفاسها في صدرها بينما يقول أحمد:
" هالة كانت تريد تسليمك إلى كريم!، تلك الصور منذ قليل، كانا يتابعانك منذ خرجتِ من المدرسة لولا عادل انتبه لذلك، هو من اتصل بي لأنه على علم بطردي لهالة لكنه لا يعرف كريم لذا ألتقط هذه الصور!"
كانت نغم تبعثر في رأسها عن سبب يجعلها تعيش تلك الحياة الصعبة ، تبحث عن مصدر أمن في حياتها فلا تجد سوى عيني أحمد التي تناديها بالموافقة عندما صدح صوت حاتم في رأسها يطلب منها استقبالها في بيته فردت على أحمد وقد بدأت تستعيد ثقتها:
" سأعيش لدى أبي!؛ حينها لن يصل أحد منهما لي!"
للحظة لم ينتبه أحمد لمقصدها حتى استوعب ليقول لها بينما يشبك يديه خلف ظهره :
" لنفترض بأنك ستذهبين للمدعو أبيك!؛ هل ستخرسين الألسنة بذلك؟!!"
هتفت معترضة :
" أي ألسنة ، انه أبي!"
" ما الاثبات!؟"
قالها أحمد ضاغطا على الكلمات لتفغر نغم فاها لشدة صراحته التي مزقت قلبها وجعلته ينشطر أنصافا، كان أحمد يتأملها بوجع لم تنتبه له، يتمنى لو ضمها لصدره بدلا عن عناق يديها لجسدها، أطبق على شفتيه كابتا إنفعالاته قبل أن يزفر ببطء ثم قال:
" نغم، أنا أعلم بأنكِ تريه كأبيك وأثق في ذلك لكن الناس لا تعترف ولا تفهم هذا!؛ هل ستشرحي لكل من ينطق بكلمة عليكما!"
اتسعت عيناها وهي تغمغم بمدافعة ضعيفة:
" إنه أبي…"
قال أحمد :
" مثل أبيك والناس قد تظن كما ظنت فينا اليوم، قد تتهمك هالة في المدعو أبيك!؛ ستتحملين؟!"
تعالت أنفاسها و ارتعشت شفتيها فيما تكتم شهقاتها وتقول:
" كفى، كفى!"
لم يكترث أحمد لصوتها الواهن الذي يمنعه من الكلام بل اكمل:
" أنا أعطيك ورق رسمي، زوجة تحمل اسمي، ستقفين شامخة في وجه أي شخص أما أبيك حاتم لن يعطيك هذا أفيقي يا نغم!"
هتفت به بعنف:
" أصمت، ان تضغط بكل قسوة على جرحي لينزف !"
" بل أفعل هذا لتفيقي يا نغم؛ علينا أحيانا الضغط على الجروح كي تفرغ ما بداخلها ويزول ألمها!"
قالها أحمد يتمنى لو فهمت ما هي فيه لترد بارتجافة:
" سأعود للدار!"
" ستجدين كريم وهالة في كل طريق، هما الآن في أوج غضبهما، لو خرجت من هنا أؤكد لكِ بأنهما بالمرصاد!"
هتف بها أحمد لتجد نغم نفسها بلا أي مأوى إلا هو… استدارت عنه تمنع صرخة عالية، تتزوج منه لأنه يشفق عليها أم تذهب لحاتم فيتهموها فيه هو الآخر؛ هل هذا جزاؤه!؟ أم تذهب للدار فتلتقي بكريم وهالة في طريقها؟، كانت الأفكار تتفجر في رأسها ليهتز جسدها بوضوح حين تحرك أحمد ليقف قبالتها ويقول:
" تزوجيني يا نغم!؛ وافقي !"
نظرت له مليا، ثم أغمضت عينيها تبعثر عن حل فلا تجد!؛ فتحتها ببطء لتتقابل مع عيني أحمد الراجية فتهز رأسها بعنف بينما تهمس باسم ياسمين، كيف ستواجهها وتخبرها بأنها بين ليلة وضحاها ستتزوج أخيها فابتسم لها أحمد حين سمع اسم اخته منها وقد أحس بأنها على شفا الموافقة وقال:
" دعي ياسمين لي، ثم إنها لن تعارض، أثق بذلك !"
ابتلعت نغم ريقها وهي ترى أمامها؛ حاتم، رقية، ياسمين وكلهم يعاتبونها!؛ نعم يحبونها لكن هناك فارق كبير بين حبهم وأن تصبح ابنة الملجأ فردا حقيقيا ضمن عائلتهم، أرخت رأسها بقهر وأردفت بصوت مكتوم:
" أحتاج لبعض الراحة بشمهندس!"
تبا ليديه المقيدتين ولا يستطيعان عناقها، والتخفيف من ألمها هذا ما فكر فيه حين قال لها بدفء:
" ارتاحي الآن وفكري فيما تحدثنا فيه، لكن لا تتأخري لأنني سأعلن هذا بأقرب وقت!"
نظرت له برهة بعينين ملؤهما الحزن عصفا بروحه قبل أن تتركه وتسير بعيدا حيث غرفتها.
أطلق أحمد تنهيدة عميقة واستدار ينظر لحوض السباحة مفكرا فيما حدث اليوم، لو لم ينتبه عادل لأصبحت نغم الآن بين يدي كريم وهذا ما لا يصل لعقلها!؛ هو يريد حمايتها بشكل رسمي، أن تظل هنا بلا أي موانع…
قهقه عالية ساخرة في رأسه بينما يسمع نفسه :
" هل تريدها فقط لحمايتها أم أنك لا تريد لنغم أن تغادر حياتك!"
أرخى أحمد أهدابه، لا يستطيع مواجهة نفسه بينما الصوت يعود عاليا في عقله:
" بشمهندس، أنت تريدها لأنها أعطتك ما تفقده، ملئت حياتك الفارغة، اعترف بمكانة نغم لديك!!"
أطبق أحمد على شفتيه يمنع آهة عالية والأفكار تزداد صخبا في رأسه، ماذا سيقول لياسمين!؟؛ هو لا يريد لها أن تعرف بشيء، يريد نغم شامخة الرأس دوما ولو واجه الدنيا كلها!؛ عادت القهقه في رأسه تعلو بينما عينيه تدور في محجريها وهذا الصوت يصدح بكل قوته ( وتقول أنك تريد الزواج منها لحمايتها فقط!؛ كنت تستطيع ذلك دون زواج!"
همس أحمد من بين أسنانه:
" بل أحتاج أن تكون زوجتي لتكون حمايتها رسمية بدون أن تنطق الألسن بكلمة، إني أحميها من الأفواه الملعونة التي لا ترحم!"
أطلق أنفاسا عدة في محاولة لتهدئة نفسه، يحس بالعجز لتحديد ما يشعر به، اليوم حين كانت بالمول كان يحارب نفسه كي لا يضمها أمام الجميع، يخفيها داخل صدره، شيء ما داخله كان يثور غضبا لأجلها، هز جموده لينجلي الجليد لها فقط، يريد هدم كل من حاول أذيتها، القطة الشرسة كانت كطفل مذعور يبحث عن أمه…
أمها!؛ هتف بها أحمد بغضب ليمسح على صفحة وجهه وإحساس يتوغل في داخله بأن يهرول لنغم ولا يتركها إلا أن وافقت على طلبه وبقبضة من حديد ثبت قدميه في الأرض كي لا يفعل فتخاف نغم وتظن بأنه يريد المقابل لحمايتها!.
يتبع 💜💜

noor elhuda likes this.

آمال يسري غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 30-09-21, 09:47 PM   #506

آمال يسري

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية آمال يسري

? العضوٌ??? » 462711
?  التسِجيلٌ » Mar 2020
? مشَارَ?اتْي » 946
?  نُقآطِيْ » آمال يسري is on a distinguished road
افتراضي

أنهت سارة حديثها الهاتفي مع أبيها الذي كاد يعانقها عبر الاتصال، كلماته كلها حنين وافتقاد حتى ولو لم يصرح بهذا، تلك المحادثة هدأت من صراع عقلها قليلا، سحبتها من توترها ومخاوفها لشوقها له، بلى تحس بأنها تفتقد عناقه وصوته الحنون الذي يخصها به حتى في شدة ضيقها كان لا يفقد تلك النبرة و يلتمس لها ألف عذر ، هذا هو أبيها الذي يحاول قدر إمكانه تعويضها عن ما عانت، ضمت الهاتف لصدرها كأنها تحتضنه وتنفست بعمق تمنع هذا الحزن عنها..
بعد مقابلتها اليوم لجلال أحست بأن حصنها يتزعزع، كل ما بنته تلك السنين جاء هذا الرجل ليهزه بثقته فيما يريد، لقد صفعتها في وجهه بأنها مطلقة عله يبتعد لكنه ازداد إصرار، حدثته بأن عمرهما متقارب ليزداد تحد وقبول، رفض كلماتها التعجيزية واخبرها صراحة أنه يريد فرصة لهما معا، وهل لها المقدرة على ذلك!؛ لا!؛ صرخت بها في نفسها وقبضتها تشتد على الهاتف ضامة إليه أكثر لصدرها، تهتف بصمت بأنها لم يكن عليها المجيء لمصر أو زيارة جلال من البداية في مكتبه، هي أخطأت وعليها تصحيح هذا!..
" سارة!"
قالها خالد بصوت عالي لتشهق سارة تنتبه من شرودها لتلتفت لأخيها الذي يطالعها بقلق فانتزعت بسمة وهي تقول بمرح بينما تشير لسور الحديقة العالي:
" سيسمعك المارة في الخارج وأنت تناديني!"
أنهت كلماتها والتفتت عنه تنظر في الفراغ، تداري توترها وما يعتمل في صدرها عن عيني أخيها الفاحصة.
تقدم خالد الخطوة التي تفصلهما ووقف بمحاذاتها بينما يضع أحد يديه في جيبه ثم قال بهدوء :
" ناديت كثيرا لكنك كنتِ شاردة يا سارة!"
أرخت أهدابها ولم ترد فليس لها أي مبرر توضح به شرودها بينما خالد نظر للهاتف بحضنها وسألها:
" كنت تتحدثين مع من!"
تنهدت بخفوت ونظرت له مبتسمة:
" أبي…!"
استدار لها وقال:
" وهذا سبب شرودك؟!"
ارتبكت نظرتها لتهز رأسها بلا ثم قالت بنبرة حاولت أن تكون ثابتة:
" خالد، سأعود لدبي!"
ضيق الأخير عينيه بتفكير فيما هي التفتت تنظر أمامها، لا تريد شرح أسباب رحيلها، كانت تنتوي أن تعود مع خالد اما مع المستجدات الحالية فهروبها أضمن، تهربي يا سارة!؛ هتفت بها في نفسها تعاتبها على عدم قدرتها على المواجهة ، ربما لأنها تعلم أنها ستخسرها خاصة مع إصرار جلال واهتزاز تلك المشاعر الأنثوية داخلها في حضوره والتي ظنت أنها قادرة على السيطرة عليها..
هي بالفعل سيطرت على تلك المشاعر لسنوات، لم توافق على كل من تقدموا لها ولم تسمح لأحدهم بالتقرب منها أما جلال مختلف، يحارب بضراوة، نظرة الإصرار في عينيه تخيفها ..
قاطع شرودها صوت خالد:
" لما، ألم نتفق على العودة معا!؟"
تنهدت بعمق ودست الهاتف في جيبها ثم قالت حين التفتت له:
" أنا لا أفعل هنا شيء سوى اللعب في النادي لذا سأعود لدبي لأنني في حاجة للعمل!"
تأملها خالد مليا، يتفهم مقدار تخبطها ويعي تماما بأن جلال في طريقه لأن يقنعها لكن أخته تهرب ، تمنع نفسها من الانزلاق في الحب هذا إن لم تكن بالفعل أحبته وتعاند!؛ زفر طويلا ثم قال بمرح:
" وماذا عن قلب الأم يا سارة ألم تخبريني بأنك جئت لهنا بقلب أم قلقة على ابنها!"
ضحكت سارة رغم الألم الذي ارتسم على ملامحها وقالت:
" كنت أظنك في حاجة لعون لكن اتضح بأن حبك لنورا قويا لدرجة أنك ستمتلك قلبها دون أدنى مساعدة مني !"
تنهد بخفوت وصمت برهة بينما لمعت عينيه حين تذكر كيف كان يومه مع نورا وكيف كان لتلك الساحرة القدرة على جعل يومه ساحرا مثلها!؟، سحب نفسه من تفكيره وأجابها:
" ربما أحتاجك في أي وقت وحينها سأجدني وحدي!"
نظرت سارة لأخيها وعينيه اللتين تطالبانها بعدم تركه ليحن قلبها لأجله لكنها متعبة؛ متعبة فوق طاقتها، داخلها يتألم، يناضل كي لا تستسلم لكن شيء ما يجذبها لترفع راية الاستسلام وتبكي كما لم تفعل منذ زمن!، تنهار وتصرخ وتعلن وجعها، هي في حاجة للراحة وربما حين تبتعد عن جلال تعود سكينتها، دارت عينيها في محجريها بينما تنظر لخالد وتساءلت في نفسها:
( ماذا لو قصت لخالد كل شيء الآن وطالبته أن يبعد عنها جلال، سيفعل دون أن يماطل حتى لو كلفه هذا خسارة كل شيء سيقتل قلبه لأجلها…"
هنا ارتجف فؤادها بين ضلوعها لتستدير عنه بينما تقول:
" سأتصل بك دائما..!"
أدرك خالد الآن بأن أخته قد قررت السفر لكنه سيجرب محاولة اخيرة، يريدها أن تلقي بتلك القوقعة عنها وتعيش كأي فتاة في عمرها لذا قال بنبرة متوسلة دون مواربة:
"لأجل خاطري سارة، لا تسافري وسنعود معا!"
لم يأتيه رد منها بل احس بجسدها يتشنج ليتحرك خطوة ويقف قبالتها قائلا:
" ستكسرين خاطر أخيك…!"
حملقت في وجهه لوقت لم تحسبه قبل أن تلقي برأسها على صدره ليتلقفها خالد بترحاب متمنيا أن تبكي وتشتكي ما بها، تصرخ، تحكي، لكنها لم تفعل شيء سوى انها تدفن رأسها في حضنه تهدأ من خوفها فيما تفكر بما سيحدث لو ظلت هنا لكنها تغاضت عن كل هذا واعتدلت في وقفتها تستعيد رباطة جأشها وتتهرب من النظر في عيني خالد فيما تقول بمرح:
" وها أنا أعطيتك عناق أم وسأظل معك ابني حتى تنال المراد!"
قهقه خالد وهو يقول محاكيا إياها نبرتها المازحة:
" هكذا هو قلب الأم!"
ثم عاد ليفتح ذراعيه وقال بحنو شديد:
" سارة، هوني على نفسك حبيبتي!"
ولم تعلم ما الذي يقصده الآن لكنها ارتاحت حين عادت لعناقه الحاني، بينما يقول:
" سارة، الحياة حينما تفتح لنا أبوابها التي أغلقناها لحظة حزننا هذا يعني بأن الأمل يعود!!"
همست بخفوت:
" وربما تفتح أبوابها المغلقة لنستعيد أوجاعنا!"
ضمها بقوة لصدره وهو يستعيد ألمها الذي شاركها إياه يوما ما، يتفهمها وكيف لا وهو من حملها بنفسه ليخرج بها مما كانت فيه؟، رأى سارة كما لم تكن قبل، إمرأة مذعورة خائفة والآن هي تناضل مدللتها كي لا تعود لكنه لن يسمح لها ان تقتلها فهي تستحق العودة للحياة على يد رجل كجلال لذا همس :
" وربما لو لم تفعلي، ندمتِ!"
كانت تحس كأنه يعلم كل شيء لكنها لم تستطع مواجهته بل أثرت هذا في نفسها حين رفعت رأسها قائلة :
" أشعر أنني لو فتحت تلك الأبواب سوف تنقلب لبئر يلتهمني يا خالد!"
أطلق نفسا متعبا وأحس بالألم يغرس في صدره إثر كلماتها قبل أن يقول وهو يربت على وجنتها:
" أنا جانبك، لا تخافي، ستكونين بخير أعدك بهذا!"
تأملته في صمت سائلة إياه دون نطق؛ هل تعلم بما يفكر فيه جلال!؛ رأي في عينيها سؤالها الصامت لكنه تغاضى عن هذا وقال مازحا:
" أشعر بأن الحديث انقلب لدراما، ما رأيك لو خففنا هذا بكلامنا مع جلال ونورا!"
اتسعت حدقتا عينيها لتهمس متلعثمة بلا لكنه جذبها من معصمها وقادها لداخل الفيلا قائلا:
" ألم تريدين مساعدتي، ها أنا أطلبها منك!"
لم تكن تجاري خطواته فيما تقول بدهشة:
" أنت كنت مع نورا اليوم، ما الذي سنتحدث فيه الآن!"
" ثرثرة!؛ ألا تعرفينها، شيء أحيانا نظنه بلا معنى لكننا نخرج منه ببسمة !"
هتف بها خالد حين دخل الفيلا وجلس على الأريكة في البهو لتقعد سارة جواره متململة في جلستها حين فتح حاسوبه لتتفاجيء باتصال مرئي وأول من رآته جلال!؛ لتتسع عينيها وهي تتبادل النظر بينهما، تغمغم بصوت غير مسموع بكلمات غير مرتبة مغزاها؛ أين نورا!..
انتزعها خالد من شرودها وهو يشاركها الحديث لتتبادل الكلام معه وجلال والذي لم يطل كثيرا حين انحصر الحديث بينها وجلال بعدما انسحب خالد مدعيا أنه سيحضر مشروب دافيء..
وقف خالد على بعد خطوات متمنيا أن تتأكد فقط من شعورها كي يخبرها بطلب جلال وحينها هو من سيساعدها كي تخرج من مخاوفها وتعيش كما يجب، اتسعت بسمته حين وجدها ترتخي في جلستها بعدما كانت متشنجة وتريد انهاء الحديث، صوت جلال وصله وهو يسألها:
" سارة وافقي على طلب الزواج كي أطلبك من أخيك!"
أشاحت بوجهها عنه كي لا يرى ما تنطقه عينيها بينما خالد انسحب للداخل حين أردفت هي:
" قلت لك لا ترهق نفسك!"
" وأنا قلت لك أنا نفسي طويل وأتحمل لذا لا تفكري في ارهاقي!"
قالها جلال بثقة ملتفة بمرحه لترتسم شبح بسمة على شفتيها،تحاول ان لا تظهر فيما تسمعه يقول بذات المرح:
" سارة اضحكي، جربي الضحك مفيد للصحة!"
هنا علت ضحكة سارة التي لم يسمعها قبل ليرتجف قلبه بقوة قبل ان يقول بحب لم يداريه عانق فؤاد سارة:
" ومفيد للقلب أيضا!"
انتبهت سارة لضحكتها التي فلتت بغتة لتهز كلماته كيانها وهي تسبل أهدابها عنه تلعن نفسها بصمت ليتابع قائلا:
" سارة، قلت لك ضحكتك مفيدة للصحة والقلب، ولم أقل لك اصمتي لأن حديثك وصفه الطبيب لي!"
كتمت ضحكة كادت تفلت منها ثم قالت بجدية واهنة:
" جلال بك، أنا لست دواء ولم يكتبني الطبيب في روشتة !"
قهقه جلال قائلا:
"من قال لك بأنكِ لستِ كذلك!؛ لو لم تصدقين فاذهبي معي لاستشارة طبيبي وسأجعله يؤكد لك ما قلته!"
كتمت ضحكتها بكفها ثم استعادت هدوءها وقالت :
" أي طبيب هذا!"
أجابها محاكيا إياها في جديتها:
" طبيب مختص بالقلوب يا سارة!"
هزت كتفيها بلا اكتراث وقالت:
" لا أحب أطباء القلوب!"
" إذن لنذهب لطبيب العيون!"
هتف بها جلال لتضيق سارة عينيها بتساؤل ليهتف بها قائلا بلهفة:
" سيخبرك بأنني غريق عينيك سارة!"
هنا ارتجفت كلها ولم يعد لها المقدرة لاستكمال الحديث بينما تهمس بتوتر تنادي على خالد والذي رد عليها بينما يقترب ومعه فنجانين من الشيكولاتة ليقدم لها أحدهما عندما جلس جوارها وهي تتهرب من النظر لجلال الذي رمق صديقة بنظرة ممتنة فيما يستعيد هدوءه ليصبح الحديث بينه وبين خالد فقط في حين سارة كادت تأخذ فنجانها وتصعد لغرفتها في محاولة تتخفى فيها من مشاعرها التي بدت جلية لها! لكن صوت جلال الملهوف بأن تنتظر جمدها في مكانها وهو يهتف بها أن لا ترحل، لكنها ردت بحزم بأنها مشغولة ليشعر بفشل محاولاته خاصة حين رفضت أيضا طلب خالد بأن تظل معهما، زفر جلال باحباط حين همت بالوقوف، شعر جلال بالضيق فهو يريد تقاربهما علها تتراجع عن صدها الدائم لمشاعرهما!..
صوت نورا الناعم قاطع كل هذا حين دخلت من باب مكتبه المفتوح تحمل فيشار لتأكله مع جلال الذي ما إن رآها تهللت أساريره وهتف قائلا:
" انتظري سارة، ها هي نورا جاءت ستسعد بحديثكما!"
راقصت نورا حاجبيها من على بعد بينما ترى نظرة جلال التي لم ترها قبل حين تقدمت لتجلس جانبه لتتلاقى مع عيني خالد الصافية التي شعرت بأنها اشتاقت لها رغم أنها لم تترك خالد إلا من وقت قليل!؛ هنا أرخت أهدابها بتوتر حين تقابلت مع بسمته المليحة وقالت بمرح:
" اجلسي سارة سنتناول الفيشار معا!"
جلست الأخيرة وضحكت ملء فاها ولم تع بقلب جلال الذي يتقلب على نار هادئة حين قالت ببحتها المميزة:
" هل سنأكل عبر الاتصال!"
قالت نورا بعدما أكلت حبة فيشار بتمهل:
" بل أنا سآكل وعليكم تخيل المذاق!"
ليمسح خالد على شعره وهو يشعر بقلبه يناديه بكل قوته أن يصرح للساحرة عن حبه ويقولها بلا مواربة:
" أريدك زوجتي !"
يتبع 💜💜


آمال يسري غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 30-09-21, 09:48 PM   #507

آمال يسري

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية آمال يسري

? العضوٌ??? » 462711
?  التسِجيلٌ » Mar 2020
? مشَارَ?اتْي » 946
?  نُقآطِيْ » آمال يسري is on a distinguished road
افتراضي

ما إن دلف أحمد من باب الفيلا حتى سمع خطوات ياسمين وهي تهبط درجات السلم تجاهه، كان يشعر بالتعب الشديد ويحتاج لراحة ربما هدأ هذا الضجيج داخله، عناق ياسمين له تلك اللحظة خفف قليلا من حدة ما يشعر به وهي تمطره بقبلاتها بينما تقول بقلق:
" عُدت باكرا أبيه!"
تنهد بخفوت وهو يبعدها بلطف بينما يمسكها من كتفيها، يفكر بما عليه أن يرد، يدرك بأن عليه تفسير وجود نغم في الفيلا بهذا الوقت خاصة مع نفسيتها التي تتضح على ملامحها لذا قال بتردد!:
" نغم، كانت متعبة قليلا بعد المدرسة فاتصل عادل بي لذلك ذهبت لأطمئن عليها!"
هتفت ياسمين بلهفة:
" وأين هي؟!"
" في غرفتها!"
همس بها أحمد بخفوت لتنتفض ياسمين من بين ذراعيه متوجهة لغرفة نغم ودون حتى أن تدق على بابها دلفت بلهفة شديدة لتستدير لها نغم مجفلة بينما تجلس على طرف السرير بإعياء بدا واضحا عليها، نظرتها كانت خاوية أثارت الذعر في قلب ياسمين التي هرولت لها، تجلس جانبها وتضمها لصدرها لتشدد نغم من عناقها بكل قوتها كأنها تتعلق بالقشة التي تحميها من السقوط في عمق الماء..
شهقات نغم بدأت تعلو كأن عزيز رحل منها للتو، تركت العنان لمشاعرها؛ تلقي بأحمالها الثقيلة من على صدرها ربما لو بكت بشدة ارتاحت بينما ياسمين تسألها بقلق شديد عن ما بها؟!.
خاف أحمد أن تقص لياسمين في ظل حزنها عما حدث فتقدم بالقرب من باب الغرفة ليجدهما متعانقتين كأنهما جزء واحد، استند بكتفه على الباب، يمنع نفسه من القرب منهما في حين ظلت ياسمين تسأل عما بها؟..
لترد نغم مختنقة ولا زالت تعانقها:
" تعبت ياسمين، في رأسي صداع لا يزول، البرد لا يغادرني، لا تتركي عناقي !"
هزت ياسمين رأسها بلا بينما تشدد من احتضانها ثم سألتها وقد تزايد قلقها!:
" نتصل بطبيب..!"
ابتعدت نغم عن ياسمين ومسحت وجهها ثم قالت من بين دموعها:
" ما أشعر به ليس في حاجة لطبيب بل للرحيل!"
ارتطم قلب ياسمين في صدرها بينما اعتدل أحمد في وقفته في حين استفسرت أخته عن مقصد نغم لترد الأخيرة من بين دموعها وهي تحتضن كفي ياسمين:
" ياسمين، أنا سأغادر الفيلا في الصباح!"
هتفت ياسمين بخوف ورجاء!:
" لما، هل ضايقتك!؛ لو فعلت ذلك لن أعيدها، هل أبيه أحزنك؟!؛ سأطلب منه ان لا يقترب منك!؛ لكن لا ترحلي!"
نزلت دموع ياسمين مع آخر كلماتها لتمسح نغم وجهها بكفيها الحانيتين لتعي بأنها تفقد سيطرتها على مشاعرها لتوضح لياسمين:
" ياسمين، أنا لن أرحل لأن أحد منكما أحزن قلبي بل كي لا أتسبب في حزنكما!"
" لا أفهم!"
قالتها ياسمين بعدم فهم وهي تحدق في نغم بحزن هز قلب الأخيرة والتي تعلم بأن قربها منها يصبرها بعد رقية وحاتم عنها، كاد أحمد يمنع نغم من الحديث لكنه ترك لها الحرية كاملة تفضفض عما بها ربما ارتاحت وهو في جميع الأحوال لن يتركها ترحل في حين ذلك قالت نغم:
" ياسمين، اليوم حين ذهبت للعمل بسيارة أخيك!؛ رأتني زميلتي بالعمل!"
ضيق أحمد عينيه في دهشة بينما ياسمين تسمع ولا زالت لا تفهم شيء حين فسرت نغم:
" زميلتي قالتها صراحة بأنني أستغل صاحب السيارة أو سائقه الوسيم، اتهمتني في أخلاقي وطالبتني لتعرف ماذا فعلت لأتعرف عليهما!"
أطلق أحمد سبة وقحة حين وصله ما عانته نغم اليوم فلم يكن كافيا لها هالة بل وزميلتها فيما هتفت ياسمين باستنكار:
" لا تهتمي بها، نحن نعلم…"
قبضت نغم على كتفيها بلطف وقالت:
" نحن نعلم لكن الناس لا تعلم...؛ لذا …"
" لذا ستوافقين على عرضي يا نغم!"
كان هذا صوت أحمد الذي قاطع حديثهما لتلتفت ياسمين بلهفة تسأله عن العرض في حين أرخت نغم رأسه عنهما، تنهد أحمد وسحب كرسي ليقترب منهما لتتحفز كل حواس نغم بينما تسمعه يحدث ياسمين قائلا بهدوء:
" من فترة طلبت يدها للزواج!"
اتسعت حدقتا نغم لا تستوعب ما ينطق به في حين تنبهت له ياسمين وهو يتابع:
" وقت طلبتها، هي قالت بأن ننتظر حتى تنتهي أنت من الامتحان ثم نفكر بهذا، لكن اليوم جعلني أعجل في الأمر!"
هتفت ياسمين بدهشة:
" لكن متى أحببتها وكيف لم انتبه!"
ارتسم شبح ابتسامة على شفتي أحمد بينما يرنو بنظره لنغم التي توترت في جلستها ويذكر نظرتها له بأول أيام لقائهما كيف كانت تكاد تخربشه ثم قال بينما يصطنع التفكير ويضع سبابته على جانب جبينه ويوارب جفنيه:
" متى يا أحمد، متى!"
هز كتفيه بيأس ثم قال بعد ضحكة :
" سأحاول التذكر واحكي لكِ"
قابلت ياسمين كلماته بضحكة صغيرة صافية، تدرك بأن أخيها لن يقص لها عن أول مرة أحس فيها بحب نغم لكنها لن تتوانى حتى تعرف ثم استدارت لنغم التي ترخي أهدابها عنهما، تتمنى لو انشقت الأرض وابتلعتها فهو لا زال أحمد وهي نغم إذن أي زواج ؛ الحلم لا يريد أن ينتهي، طال كثيرا ؟!، قطع شرودها صوت ياسمين التي قالت :
" لهذا لا تشاركينا جلستنا في وقت وجود أبيه، تستحي منه!"
كتم أحمد ضحكة كادت تفلت منه خاصة مع تخضب وجه نغم بحمرة لذيذة ارتجفت روحه لها بينما نظرت لها الأخيرة بذهول فيما تضيف ياسمين بعتاب:
" كان عليكِ أن تحكي لي يا ميس ألسنا صديقتين، كما أنني كنت سأرتب لكما مواعيد غرامية!"
تسارعت دقات قلب نغم بخجل شديد وهي تسمع ياسمين تتحدث بتلك العفوية فيما تدخل أحمد بمرح:
"بعد امتحاناتك سترتبين لنا مواعيد كثيرة!"
رمقته نغم بغضب ليكتم ضحكة عالية بينما تابع بجدية:
" أما الآن فلا يرضيك أن يقول الناس على خطيبة أخيك ما لا يصح!"
هتفت ياسمين :
" بالطبع أبيه ، ومن هذا الذي يتجرأ على قول كلمة على الميس!"
" سنعقد قراننا بأقرب وقت لتكون إقامة نغم هنا بشكل رسمي!"
تبادلت ياسمين النظرات بينهما ثم قالت بلهفة طفلة:
" سنقيم زفاف!"
ابتلعت نغم ريقها وهي ترى الأخوين يحددان كل شيء حتى الزفاف ليرد أحمد:
" سيكون زفاف بسيط بيننا وأعدك حين تنتهي الامتحانات نقيم زفاف يليق بنغم!"
التفتت ياسمين لنغم الفاغرة فاها تحدق فيهما قائلة بفرحة و هي تحتضن كفيها:
" سأختار لك فستان الزفاف!"
هزت نغم رأسها بلا ليقول أحمد بحزم لطيف:
" لا يوجد زفاف بلا فستان يا عروس!"
ابتلعت نغم ريقها وهي تحس نفسها أمام الأمر الواقع بينما ترد بخفوت وقد احست بنبرتها مرتعشة كجسدها:
" ألم تقل بأننا سنعقد زفاف كبير حين تنتهي ياسمين من الامتحانات!"
ارتسمت بسمة على جانب شفتيه، يعي بأنها تتهرب من فستان الزفاف لينظر لياسمين قائلا:
" وتلك الفرحة في وجه ياسمين كيف ستكتمل لو لم تختر معك فستان زفافك!"
نظرت له نغم بحنق حين سمعت ياسمين تهتف بلهفة:
" سأختار معها هذا الفستان وأيضا حين أنتهي من امتحاناتي!"
زفرت نغم وقد أيقنت بأن أحمد انتهز الفرصة لصالحه، أمسك جميع الاحبال بأنامله وحرك اللعبة دون تعب، تلك الفرحة في وجه ياسمين لا تستطيع كسرها لكن ماذا يقصد بفستان زفاف وحفلة وما إلى ذلك أليس الأمر كله لعبة؟! ، ردت على نفسها بينما تتابع الأخوين يتفقان على على تفاصيل الزواج!
( لكن ياسمين لا تراه لعبة بل صدقت كل حرف نطقه أخيها!)
صوت ياسمين قطع أفكارها بينما تقول:
" صباحا سيأخذنا أخي لنشتري الفستان!"
كادت نغم تعترض لكن عناق ياسمين لها ومباركتها الصادقة أسكتتها بينما تبتعد بلطف وتنظر لأخيها بحب قبل أن تقف وتنحني محتضنة إياه بقوة ثم جلست مكانها قائلة:
" أحبك كثيرا أخي وسعيدة لأنك عجلت بزواجك من الميس لينقطع لسان أي شخص يفكر بشيء سيء عنها!"
احتضن أحمد وجه ياسمين وقال بلطف:
" وأنا فخور بأن لي أخت مثلك ذو عقل راجح وتتفهم أخيها!"
غمزت له ثم ضحكت قائلة:
" أبيه لا تنكر بأنك استطعت إخفاء حبك للميس عني لكني سأتغاضى عن هذا لأجلها فقط!"
ضحكة رجولية عالية صافية جعلت نغم تتعلق بأحمد فيما يقول لأخته:
" لم أكن أظن بأن معرفتك لهذا ستساعدني هكذا!'
نظر لنغم ثم تابع:
" لو علمت لحكيت لك قبل ذلك!"
ضبطت ياسمين ياقة قميصها الصوفي بحركة مسرحية وقالت بفخر ضاحكة:
" عليكما تقدير صنيعي الآن !"
ثم نظرت لأخيها مستفسرة:
" لكن ما الذي ساعدتك فيه؟!"
ارتبك أحمد لحظة قبل أن يفسر بثبات:
" أقنعتِ نغم بأن تشتري فستان زفاف!"
غمزت له قائلة:
" وأنا من سأقوم بتزينها؛ إنني أخت العريس وهذا يوم سعدي!".
كان كل هذا فوق طاقة نغم لقد كانت تنوي الرحيل مهما كان ما سيحدث كانت ستعود للملجأ ولن تخرج منه إلا حين ينساها كريم وهالة، ستهرب من العالم القاسي لترجع حيث اعتادت، للجدران الباردة التي قد تأقلمت عليها وألفها جسدها وأصبحت البرودة له شيء طبيعي على عكس الدفء الذي تراه الآن بين ياسمين وأحمد وتفتقده ولا تعلم كيف يكون عناق أخ لأخته!.
قاطع شرود نغم صوت أحمد الأجش الذي كان يختلس النظر لها :
" سأنتظركما في البهو، نقضي الوقت معا!"
هتفت ياسمين بموافقتها التي أوقفت الكلمات على شفتي نغم حين كادت تعترض، تعترف بحاجتها للاختلاء بنفسها لكن أحمد اليوم يصر أن لا يفعل!؛ يحاوطها بكل قوته، قوته التي باتت لها تتسلل لبدنها و التي أعطتها هذا الإحساس الذي لم تجربه قبل؛ أن تقف مسنودة ، قوية دون أن تخاف من انهيارها.
★★★
بعدما صرفت هالة الشاب الذي وعدته بمشاركة كريم الغنيمة ظلت تتحرك بلا هوادة والحقد يغمر وجهها، تهتف بغيظ من بين أسنانها!:
" كانت دقائق قليلة تفصلني عن تدميرك أحمد رمزي، لحظات وكنت سأريك كيف يكون قهر الرجال؟!"
ألقى كريم جسده على الكرسي بإرهاق، لا يصدق أنه نجا وعاد لبيته بخير فحين التقت عينيه بأحمد غاص في مقعده كي لا يراه متذكرا هذا العراك بينهما والذي فاز فيه أحمد بل كاد يقتله حينها، مسح على وجهه ثم همس ببرود:
" فلتهدئي هالة!"
هنا التفتت له الأخيرة بحدة وتخصرت في وقفتها ثم قالت بغضب:
" من أين لك بهذا البرود، لقد كدنا ننهي كل شيء!"
همس بذات البرود الذي زاد من غيظها:
" سنعيد ما فعلنا!"
اقتربت منه ومالت على كرسيه بجسدها مستندة على على ذراعي الكرسي بكفيها ثم قالت من بين أسنانها:
" وهل تظن بأن أحمد رمزي سيسمح لنغم بالخروج وحدها بعد الآن!"
ازدرد ريقه وهو يتأمل معالم انوثتها بجوع واضح ثم قال بصوت أبح:
" لا يقع إلا الشاطر والبشمهندس لن يظل متنبها طوال الوقت!"
زفرت بعنف بينما تتعالى أنفاسها بقوة فيما تنظر للرجل الذي اعتمدت عليه بحنق فهو لا يفكر إلا في غرائزه وفقط حتى تلك النظرة لجسدها الآن تثير اشمئزازها لكنها لا زالت في حاجته ستنتهز الفرصة لتسلمه نغم خاصة أنها متاكدة بأن أحمد رمزي لن ينفذ ما قاله بل كانت ثورة رجل يحمي سمعة فتاة كادت سكرتيرته السابقة افتعال فضيحة لها فلملم الأمر بسرعة لكنها لن تتراجع عن ما انتوت؛ هدم نغم وبالتالي أحمد رمزي..
أنامل باردة متمهلة تتحرك على طول عنقها بجوع جعلتها تستفيق من شرودها وتفلت منها شهقة عالية وهي ترتد عن كريم بعدم تصديق لتجده رسم بسمة ووقف مقتربا منها قائلا بصوت أبح وهو يكاد يلتهمها بعينيه:
" دعينا نأخذ قسط من التفكير يا هالة !"
زفرت بضيق والتفتت عنه قائلة:
" ليس وقت ما تفكر فيه!"
اقترب خطوة ولامس ظهرها بأنامله لتنتفض بقوة وتستدير له فيما يقول بنبرة عابثة:
" بما إنك فهمتي ما أفكر فيه فأنت الأخرى تفكرين به لذا دعينا ننفذ ما اجتمع فكرنا عليه."
كزت على أسنانها وهي تميل تأخذ حقيبتها لتقول له بحدة:
" سأرحل الآن وأنت نم ليستريح عقلك قليلا يا كريم حتى نجد حلا لما حدث!"
نظر لظهرها وهي ترحل بخطوات ثابتة مغلقة الباب خلفها ليلقي بجسده على الكرسي لاعنا خسارته فلا منه نال نغم ولا هالة التي تلوح له بالطعام من بعيد وتتركه يتضور جوعا يلثم شفتيه بنهم ..
يتبع 💜💜

noor elhuda likes this.

آمال يسري غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 30-09-21, 09:52 PM   #508

آمال يسري

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية آمال يسري

? العضوٌ??? » 462711
?  التسِجيلٌ » Mar 2020
? مشَارَ?اتْي » 946
?  نُقآطِيْ » آمال يسري is on a distinguished road
افتراضي

حينما انتهى الوقت الذي قضته نغم مع أحمد وأخته أوت إلى غرفتها، وأغلقت الباب تستند عليه في محاولة لتنظيم أنفاسها، كانت تكتم كل وجعها تلك الأوقات، كانت تحس بالسكاكين ترشق في صدرها وهي ترى فرحة ياسمين ومعاملتها لها على انها حقا خطيبة أخيها..
أخيها الذي لم يجادل أخته في مشاعرها بل شجعها كثيرا وهو يفكر معها بصوت عالي فيما سيحدث وقت الزفاف، رجت لو صرخت به ( كيف تستطيع رسم تلك المشاعر الكاذبة؛ كيف تصرح بأنك طلبتني قبل وانت لم تفعل!؟؛ كيف..، كيف!"
أمسكت رأسها بين كفيها تحاول ان تسكت صراع عقلها دون جدوى، تقدمت لحقيبتها واخذت منها ملابسها كي تأخد دشا دافئا عله يزيل كل هذا وتحت مرش المياه طال الوقت، وهي تغيب حابسة أنفاسها إلى أن شهقت مرتعشة وهي تغلق المياه وتنشف جسدها لترتدي بيجامتها وتخرج من الحمام.
دارت بعينيها الخضراوين في الغرفة التي باتت حياتها، تشعر بالدفء فيها رغم كل ما مر بها!..
تتساقط ذرات الماء من خصلات شعرها وكأنها تبكي معها، تشاطرها وجعها الذي لا ينجلي، صوت هالة بحقدها وهي تتهمها في شرفها، جعلها تقبض يدها وتضمها على معدتها، صوت كريم يمتزج معها واصبحا كثعلبين جائعين يقفان أمامها يضحكان بعلو، يتشفيان فيها…
جاهدت أن لا تبكي، ولا تصرخ، أن لا تطلق أهات عالية حتى تلقي ما بداخلها من وجع، الآن فهمت لما أصر احمد ان تظل معهما، وكلما طلبت أن تجلس في غرفتها افتعل الحجج كي تبقى معهما لكنه حين يأس من إصرارها تركها!.
في غرفة المكتب جلس أحمد على الأريكة، يمسد لحيته بارهاق بينما يرنو بعينيه تجاه باب الغرفة الذي يصل بين مكتبه وغرفة نغم، يتراءى أمامه يوم انهيارها حين جاءت هنا بعدما حدث مع كريم، كم كانت هشة، ضعيفة بحاجة لعناق كما اليوم تماما لكنها تبقى القطة الشرسة التي رغم وجعها لا زالت تقف على قدميها، تناضل بكل قوتها ولا تعبأ لتلك الزلازل التي تهز الأرض أسفلها!.
أحست نغم بالغرفة الواسعة تضيق، تمتلأ بكل الحروب الدائرة في صدرها، أمسكت عنقها تبحث عن الهواء دون جدوى، سحبت طرحتها ولفتها كيفما اتفق ثم اتجهت لخارج الغرفة إلى باب الفيلا الرئيسي!.
في غرفة المكتب، رفع أحمد رأسه من بين كفيه حين سمع باب غرفة نغم يفتح ثم الباب الرئيسي لينتفض من مكانه واتجه إلى النافذة بخفة ليتأكد أن نغم لم تذهب للخارج، راقبها بينما تسير باتجاه الجزء الخلفي من الفيلا حيث حوض السباحة، زفر بعمق بينما يمسح على وجهه بتعب فيما يرتد بوقفته ويسحب كرسي مكتبه يجلس عليه، يلقي برأسه على ظهره، يحدق في السقف بتفكير، يتفهم حاجتها للاختلاء بنفسها و مقدار خوفها فهو نفسه خائف! وقلق من تلك الخطوة، يتساءل إلى الآن، كيف نطق بها وبتلك السهولة ولم يمنعه شيء، يعلم بأنه أرادها أن ترفع رأسها لكنه أيضا يريدها زوجته!؛ تجمد في جلسته وهو يهمس بعينين متسعتين؛ يريدها!؛ ليسأل نفسه:
" حبا أم شفقة أم لأنها تشبهك!!"
تنهد بعمق وهو يقف من مكانه بحدة، ليتحرك الكرسي محدثا صريرا عاليا، التفت تجاه النافذة وشبك يديه خلف ظهره، يتراءى أمامه هذا الشبه بينهما، يشعر وكأنها تلمس شيء من روحه، جسده يشاطرها الألم، عندما تصرخ تكون كالعدوى له…
وقفت نغم على حافة حوض السباحة، تتلألأ أضواء المكان على الماء، هدوء رهيب، يخيفها وسط ضجيج رأسها.
ضمت نفسها بذراعيها تحميها من تلك البرودة التي تعانقها، تسمع صوت هالة يصدح في رأسها فتزداد ارتجافة جسدها لتضم نفسها أكثر، تلك المرأة بجمالها وأنوثتها المتفجرة كانت كشيطانة تقف أمامها تخرج لها لسانها دون أن يكون لها سابق معرفة معها..
" لكن بينكما أحمد!"
تتفجر الكلمات في رأسها كدوي ناري لتغمض عينيها بقهر، فتتراءى أمامها نظرة هالة الحاقدة؛ لاح السؤال في نفسها:
"امرأة تنتقم!؛ لكن لم تنتقم من أحمد؟!؛ ماذا فعل لها!؛ رجلا مثله كيف يؤذي أنثى!؟
" ما بالك يا نغم، وهل مثل تلك المرأة يؤذيها رجل؟!"
يصدح السؤال برأسها لتجيب نفسها بصوت متحشرج:
" تظل امرأة، مهما تظاهرت بالقوة ويظل هو الرجل!؛ الأقوى في الحكاية!"
" تتهمين أحمد!"
تجيب نفسها باستنكار متألم:
" كيف تجرؤين على اتهامه يا نغم !؛ أليس هو من حماك من شياطين الإنس؟"
دارت عينيها في محجريها بحيرة، تبحث عن سبب واحد لما واجهته اليوم، لمعاناتها التي ازدادت أضعافا، تنهدت طويلا حتى احست برئتيها تفرغ من الهواء حين همست :
" إمرأة كتلك لو جربت مذاق الظلم ما أطعمته لامراة مثلها، لو جربت قساوة القلوب ما فعلت مع غيرها!"
شهقت تبحث عن هواء تملأ به جسدها الخاوي من الحياة، من الراحة و انسابت دمعة يتيمة مثل إحساسها الآن وهي تتأكد في نفسها من أن احمد لن يتزوجها شفقة بل لإحساسه بالذنب لأنه تسبب بما واجهته اليوم، يريد محو ذنبه ولو بزيجة لا تناسب وضعه الاجتماعي..
دارات حول نفسها كأنها تبحث عن مأوى يضمها، صوت حاتم وأحمد وياسمين؛ رقية ؛ تلك السيدة الرقيقة كيف ستتقبلها زوجة لابنها الذي غاب عنها كل تلك السنين، أحست بنوة عاصفة تهيج رأسها، تنساب دموعها بغزارة، وتعلو شهقاتها محررة إياها، ترفع رأسها للاعلى يعلو صوتها المختنق( يارب)
يزداد نحبيها وهي تتابع بصوت أبح:
" أين أنتِ أيتها المرأة التي انجبتني، اتراكِ حية وتنعمين بحياتك وأنا هنا أبكي حالي!.."
ظلت أنفاسها تعلو وتهبط كأنها تعدو في ماراثون بينما تتابع بصوت مخنوق:
" أين اذهب الآن!؛ أصبحت بلا مأوى، أتفهمين بلا مأوى، العالم كله لا يريدني، أنا عار!؛ عار، أكرهك أينما كنت،.."
ضمت نفسها بقوة وصرخت:
" لا أريد عناقك، أنا أضم نفسي منذ وعيت على هذا العالم القاسي، لا أريد منك اسما ولا لقبا لكني أريد القصاص منكِ…"
أرخت رأسها كأنها لا تريد مواجهة نفسها، كانت قبل تلتمس لها الاعذار لكن اليوم تتبعثر تلك الأعذار ويبقى ألمها الذي لن ينجلي..
تقدمت لحافة الحوض ثم قالت بيأس جمع كل ما عانته سنين عمرها السابقة:
" اليوم تأكدت بأنني فاقدة لكل ما يجعلني أبقى ، فاقدة لكل ما يجعلني أقاوم، فاقدة لكل ما يجعلني أتمسك بنغم القوية التي اصطنعتها كي اعيش وسط بشر لا يريدون أمثالي!....
آهة عالية شقت صدرها وهي تهتف بقهر:
"اليوم أنا أعلن استسلامي!"
مع آخر كلماتها كانت تلقي بجسدها في حوض السباحة، لتتلقفها مياهه الباردة تعانقها بترحاب؛ تضمها بعيدا عن أوجاعها! التي أحرقت قلبها اليوم كما لم تفعل قبل.
انتهى الفصل 💜 قراءة ممتعة..😘😘
( بمناسبة حصول الرواية على وسام التميز، أحب أن اهدي خالص امتناني للمنتدى ولكل قارئة تابعت الرواية وكتبت رأيها عنها ليزيد شغفي، شكرا بحجم الكون 😍)
( رسالة مهمة من عمران😁😆يبلغكم تحياته وأخبرني بأن أغلق الباب خلفي فهو في شهر العسل بعد طول ألم🥺🥺💔)


آمال يسري غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 30-09-21, 10:06 PM   #509

آمال يسري

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية آمال يسري

? العضوٌ??? » 462711
?  التسِجيلٌ » Mar 2020
? مشَارَ?اتْي » 946
?  نُقآطِيْ » آمال يسري is on a distinguished road
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 62 ( الأعضاء 13 والزوار 49)
‏آمال يسري, ‏Howeida zein, ‏k_meri, ‏Walaa sham, ‏asaraaa, ‏أميرةالدموع, ‏سوووما العسولة, ‏أهداب الحربي, ‏souhai, ‏حوراء حور, ‏شجن المشاعر, ‏شارلك, 💜💜


آمال يسري غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 30-09-21, 11:08 PM   #510

آمال يسري

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية آمال يسري

? العضوٌ??? » 462711
?  التسِجيلٌ » Mar 2020
? مشَارَ?اتْي » 946
?  نُقآطِيْ » آمال يسري is on a distinguished road
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 83 ( الأعضاء 15 والزوار 68)
‏آمال يسري, ‏reemoh, ‏Aseem, ‏شجن المشاعر, ‏أهداب الحربي, ‏souhai, ‏pearla, ‏Howeida zein, ‏حوراء حور, ‏Gülbeşeker, ‏هدوء الصمت222, ‏Moon roro, ‏amana 98, ‏Kemojad, ‏Walaa sham


آمال يسري غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:06 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.