آخر 10 مشاركات
ندبات الشيطان- قلوب شرقية(102)-للكاتبة::سارة عاصم*مميزة*كاملة&الرابط (الكاتـب : *سارة عاصم* - )           »          وعاد من جديد "الجزء 1 لـ ندوب من الماضي" -رواية زائرة- للكاتبة: shekinia *مكتملة* (الكاتـب : shekinia - )           »          دموع زهرة الأوركيديا للكاتبة raja tortorici(( حصرية لروايتي فقط )) مميزة ... مكتملة (الكاتـب : أميرة الحب - )           »          الدخيلة ... "مميزة & مكتملة" (الكاتـب : lossil - )           »          قراءة في مقال حقائق مذهلة عن الكون المدرك (الكاتـب : الحكم لله - )           »          عالقة بشباك الشيطان (105) للكاتبة: Carole Mortimer *كاملة* (الكاتـب : Gege86 - )           »          69– يدان ترتجفان - كاي ثورب – روايات عبير القديمة(حصريا) ( مكتوبة/كاملة )** (الكاتـب : أمل بيضون - )           »          61 - الشبيــه - نان اسكويث- (مكتوبة/كاملة) (الكاتـب : SHELL - )           »          تراتيل الماضي ـ ج1 سلسلة والعمر يحكي - قلوب زائرة - بقلمي: راندا عادل*كاملة&الرابط* (الكاتـب : راندا عادل - )           »          نون عربية (الكاتـب : قصص من وحي الاعضاء - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree1046Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 14-10-21, 09:10 PM   #521

آمال يسري

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية آمال يسري

? العضوٌ??? » 462711
?  التسِجيلٌ » Mar 2020
? مشَارَ?اتْي » 946
?  نُقآطِيْ » آمال يسري is on a distinguished road
افتراضي جئت إلى قلبك لاجئة 💜


الفصل الثاني والثلاثون 💜
*************
من خلف نافذة المكتب، دارت عيني أحمد في الحديقة في انتظار عودة نغم التي أحس بتأخرها، هو تركها كي تختلي بنفسها قليلا لكن الجو بارد وملابسها التي خرجت بها خفيفة كما أنها بالتأكيد في حاجة إلى راحة فالنوم ربما يفيدها، وحتى لو خاصمها كما يفعل معه الآن لكن ربما إن مددت جسدها المتعب طوال اليوم يغلبه نومها فيفوز لتغفل بعض الوقت، نظر في ساعة يده بينما يمسد لحيته المشذبة فيما نسمات الهواء صاحبها ذرات خفيفة من المياه ترشق الأرض تعلن عن ليلة مطيرة!.
هنا ترك مكانه دون تردد وسار تجاه باب مكتبه يخرج منه ثم إلى حيث تجلس نغم مصرا أن لا يستمع لعنادها وأن ترتاح قليلا.
هبط درجات السلم بخفة، يسير بذات الخفة تجاه حوض السباحة بينما المطر يزداد ويبلل ملابسه!.
ما إن وصل حيث المفترض تكون نغم، تجمد مكانه كأنه تسمر أرضا واتسعت حدقتاه، احتبست أنفاسه في مشهد مهيب ربما لن ينساه طوال عمره..! بينما يرى جسد نغم يغوص في الماء، يداها تتبعها مستسلمة، لا تحارب كي تطفو على سطح الماء، تاركة خلفها فقاعات تهدأ رويدا رويدا كنبضات قلبه التي تكاد تتوقف لولا أنه استعاد وعيه ليهرول تجاه حوض السباحة…
ها هي سترتاح!؛ ستترك لهم الدنيا التي لم تعد تتسع لها، حبست أنفاسها، تفتح عينيها، ترى أمامها عمرا كاملا كله ألم ، شريط حياتها يمر أمامها بطيء وسط الماء الذي وكأنه كان على ميعاد معها، يضمها مرحبا، يطبطب على وجعها، يشوش رؤية ألمها الذي يجرح عينيها كما يفعل في قلبها، هنا هاديء جدا، لا تسمع تلك الاصوات التي تشبه سياط النيران، هنا؛ لا توجد هالة ولا كريم، هنا لن ينهش أحد جسدها، لن يعايرها أحد بيتمها، هي اللقيطة على أرضهم أما هنا فلا تفرقة..
سترحل ولن تضطر لمواجهة أهل أحمد ولن تجعله يغصب نفسه على زيجتها كي يمحو ذنبه، لن يشفق عليها، لن ترى نفسها ضعيفة.…
ألقى أحمد بجسده في الماء، يشوش لها كل ما فكرت فيه وهي التي ظنت سترحل بلا وداعه ولا نظرة عينيه التي باتت داعمة لها، ترى لهفته عليها وهو يتلقفها بين يديه ضاما إياها لصدره بكل قوته، يصعد بها إلى سطح الماء، رغم محاولاتها الواهنة أن لا تستكين له، تنتزع نفسها منه بضعف كي تظل في القاع، تفتح فمها تستنشق الماء لتختنق مع أوجاعها!؛ تغيب بعيدا لكنها تشعر بدقات عالية تخبط في صدرها كما لو كانت تعيش داخلها لتدعمها كي تكمل!.
وضعها أحمد برفق على حافة الحوض، تعلو انفاسه وتهبط بصخب، جثا على ركبتيه جانبها، يحس بانهيار روحه !؛ تهدم جموده بينما يرى جسدها ساكن بلا حراك فيكاد كل بدنه يتوقف معها، يهتف بوجع كأنها ستسمعه ويسألها:
" كيف حدث هذا!؟؛ لما تركتك وحدك وأنا أعلم بأنك في أشد الحاجة لقربي!"
يضغط بيديه على صدرها ينادي اسمها بوجع شق روحه، يهمس بصوت متحشرج:
" لا تتركيني يا نغم، لا ترحلي، فالطريق لا زال في بدايته، لأجلي أنا فأنفاسي تغادرني معك.."
يديه كانت لا تبارح صدرها، تضغط عليه علها تستفيق فيما السماء كانت سخية كأنها تبكي نغمته فيرتطم قلبه بين أضلعه، عاد الضغط بكفيه مرارا وتكرارا، ينظر لها بعدم تصديق، وجهها ازداد شحوبا ونحولا، عيناها الخضراوين اللتين كانتا دفئا في برد الشتاء!؛ مغمضتين لا تنظران له، لا ترمقه بنظرتها الشرسة ولا تلك الحانية التي تشبه نظرة الأم لابنها! ولا بتلك النظرة التي تجمع بينهما، ألم يخبرها بأنها تستطيع جمع كل تلك النظرات في مرة واحدة؛ بلى، سيخبرها حينما تُرد له سالمة، خفقات قلبه تعلو بعنف فلم تعد ضلوعه تتحمله وعينيه تصرخ أترحلين؟!
ليهتف بصوت مخنوق ودموعه تنساب سخية تمتزج مع مطر الشتاء:
" لا ترحلي.. !"
علت نبرة صوته وهو يقترب منها يعيد كلمته ثم ينظر للسماء برجاء هامسا بتضرع يارب قبل أن ينحني قربها يحدثها وهو يضغط على صدرها بأن لا تتركه حين شهقت بقوة تلقي ما في جوفها من ماء استنشقته بنفسها!، زفر أحمد بكل قوته وهو يحدق في وجهها دون تصديق بينما يضم رأسها بين كفيه ويهتف بلهفة:
" أنت هنا لم ترحلي!"
ظل يعيدها عدة مرات بينما نغم تنظر له بإعياء شديد، عيناها تدور في محجريها غريقة تلقفها سباح ماهر يخفيها بين أضلعه!.
رفع أحمد وجهه للسماء شاكرا الله بتضرع قبل أن يحملها بين يديه ويسير مهرولا تجاه الفيلا.
★★★
في ذات الوقت كانت ياسمين تجلس على السرير فيما تضع حاسوبها أمامها، جانبه أحد الكتب التي سوف تذاكر فيها، فكرت أن تسهر قليلا للانتهاء من بعض دروسها لكنها لا تستطيع التركيز فكل انتباهها توجه صوب أحمد ونغم، تشعر بشيء غريب وسط كل هذا!؛ نعم هي وافقت على ما قاله أخيها ولم تفكر حتى أن تجادله وذلك أنها تثق في كل قرار يقدم عليه فرجلا كأخيها عاش سنوات عمره وحيدا وفي عقله الرزين كما أنه حافظ على حياة كالتي يعيشها وإرث والده لن يخطأ في قرار زواجه لكنها لا تستطع منع نفسها من القلق بأن يكون أخيها طلب معلمتها كي يحميها من تلك الألسنة التي لا ترحم، ربما تأثر بما عانته نغم اليوم فانهيارها وحزنها كان واضح وهي لا تعرف ما حدث بالضبط من زميلتها بالعمل ليجعل ملامح نغم شاحبة كأنها فارقت الحياة مع دموعها التي رافقتها طوال الوقت الذي قضته معهما على العشاء رغم أنها كانت تمنع نفسها من ذلك لكن الدموع كانت تنساب بين الحين والآخر في غفلة منها، كل هذا جعل ياسمين تخاف أن يكون عامل مساعد في لين قلب أخيها وتقديمه المساعدة لها في هيئة زواج!.
أغلقت الحاسوب وكذلك كتابها فيما تزفر بعمق، تلتفت إلى صورة أخيها القابعة على الكومود تتساءل؛ لو لم يكن كما تظن بأنه سيتزوج معلمتها لأجل حمايتها إذن ما السبب!؛ متى أحب الميس وكيف لم تر هذا ولم تشعر به وهي دوما بينهما؟!، كلا منهما يتفادى لقاء الآخر بقصد!؛ إذن أي حب هذا!؛ أخذت الصورة من على الكومود، تتأمل وجه أخيها الحبيب، تبتسم له كأنه يراها بينما تهمس له:
" أبيه، أنا أحب ميس نغم وأتمناها زوجة لك وأخت لي لكن إياك أن تتزوجها حماية لها لأنك سوف تمل مع الوقت وحينها أنا من سيخسرها وليس أنت فقط!"
تنهدت طويلا وهمست :
" قد تظنني لا أفهم كيف هو الحب لصغر سني لكنني أعلم كيف يكون منذ أن خطت قدماي الحياة ورأيت عيني أبي تنظر لأمي بهذا الحب العمق، عرفت كيف يعشق رجلا إمراة ويحترمها من حنان أبي وخوفه على أمي؟، لكن أنت والميس…"
قاطعت كلماتها وهي تضع الصورة على الكومود ثم تابعت محدثة إياه :
" عيناكما تتنافران، هذا الجد في علاقتكما لم يوح لي بأي حب…!"
مسدت جبينها بألم وهي تهمس:
" يا إلهي رأسي سينفجر من التفكير!"
لاح أمام ناظريها وجه أبيها الحاني لتأخذ هاتفها من على الكومود تفكر في الاتصال به، تفضفض له عما حدث وما يجول في خاطرها وربما قال لها ما يهدأ مما هي فيه حين صدح صوت أحمد في أرجاء الفيلا يكاد يهدم جدرانها( يااااسمين)
★★★★
بخطوات سريعة دخل احمد لبهو الفيلا وصوته الجهوري يعلو، ينادي على أخته فيما يتوجه صوب غرفة نغم التي تتهدل يديها جانبها بلا حول لها ولا قوة، وضعها على السرير بلطف شديد، يدثرها بكل الأغطية التي جاءت يديه عليها، يهمس سائلا إياها وهو ينحني قربها:
" أنتِ بخير!"
فترمش بعينيها في وهن أن نعم فينخلع قلبه وهو يراها بهذا الضعف كما لم تكن قبل!.
تبعته أم سيد بهلع وهي تضرب على صدرها بخوف على تلك الفتاة التي لم تر منها إلا كل خير منذ جاءت ضيفة خفيفة للفيلا.
هرولت ياسمين على درجات السلم بينما صوت أخيها يصدح في المكان يناديها فتكاد تتعرقل مع كل درجة تنزلها إلى أن وصلت لغرفة نغم حيث صوت أحمد، تتخطى أم سيد التي تسأله ماذا تفعل للمساعدة دون أن يجيبها كأنه في عالم آخر حين هتفت ياسمين بهلع عن سبب ندائه الذي يهدد بإيقاف قلبها.
تجمدت ياسمين مكانها وهي تراه غارقا من أعلاه إلى أخمص قدميه بالماء فيما ينحني يغطي نغم التي تنتفض تحت الأغطية..
هنا سيطرت على نفسها وتحركت تجلس جوار نغم وتسأل أحمد بذعر عما حدث؟!.
تحرك الأخير بخفة إلى الخزانة، يفتحها ويأخذ منها أغطية أخرى يغطي بها نغم بينما يقول :
" انزلقت قدماها من على حافة حوض السباحة!"
فرد الغطاء على نغم بينما عيناه تشرد، يذكر كيف كانت يديها مستسلمتين لا تقاوم للصعود على سطح الماء كما أنها كانت تدفعه عنها كي لا ينقذها..!
شهقت ياسمين فأعادته من شروده وهي تنحني على نغم تضمها لها وتهمس تسألها إن كانت بخير لكن الأخيرة كانت تغيب بين اللحظة والأخرى ليقول أحمد لاخته:
" بدلي لها ملابسها وأنا سأتصل بالطبيب كي يأتي!"
رنت ياسمين بعينيها تجاه أخيها بغموض و الذي رمق نغم بنظرة طويلة! قبل أن يتركهما معا! تتبعه أم سيد التي توجهت للمطبخ فور أن أخبرها أحمد أن ترتاح، كان الأخير يحس بأن كل هذا ضمن إطار أسرته، لا يريد من أحد التدخل، نغم ليست في حاجة لتلك النظرة المشفقة في عيني ام سيد فتلك النظرة وحدها كافية لانهيارها .
قامت ياسمين من مكانها وفتحت الحقيبة الخاصة بملابس نغم والتي لم تفكر الأخيرة بترتيبها في الخزانة، أخذت منها بيجامة وطرحة ومنشفة ثم عادت جانب نغم تهمس لها أن تعتدل كي تبدل لها ملابسها فيما نظرت لها نغم من بين أجفانها الثقيلة وردت بإعياء بنعم بينما تحاول أن تساعد ياسمين في ذلك .
ما إن أنهت ياسمين تبديل ملابس نغم ولفت لها طرحتها على قدر معرفتها حتى سمعت أحمد يدق على باب الغرفة، سمحت له بالدخول لتجده هو الآخر بدل ملابسه بأخرى بيتية مريحة، دلف للحجرة ووقف جانب السرير يسألها عنها لترد بأنها على حالها، نظر للساعة بقلق في انتظار الطبيب الذي اتصل به منذ أن تركهما معا، يشعر بأن الوقت لا يمر، عيناه تتسمر على نغم بينما يشبك يديه خلف ظهره، يرمقها بنظرة عميقة دافئة تمتزج بحزن شق قلب ياسمين التي اختلست النظر له، تحس بأن كل هواجسها خطأ وبأنها بالفعل لم تلحظ حبهما الذي بدا واضحا على أخيها الآن..
تفهم بأن أحمد ليس من هذا النوع الذي يصرح بمشاعره لكنه يعطيها بسخاء في أفعاله كما تراه الآن وهو يقف جانب نغم كحارسها الأمين الذي لا يغفل عنها أبدا، أحست بالراحة تتوغل لجسدها وهي تتيقن بأن زواج أحمد من نغم ليس لحمايتها ولا لشفقة من أخيها! فلهفته وخوفه اللذين تراهما الآن، يتحدثا نيابة عنه ولو غلف عينيه بألف باب!.
مجيئ الطبيب قاطع أفكارها والذي قابله أحمد بلهفة ليوصله حيث ترتاح نغم ليتركهم ويخرج بينما ياسمين ظلت جانب نغم لم تغادرها .
وقف أحمد في الخارج يذرع المكان جيئة وذهابا بقلق شديد، يخبط قبضة يده في كفه الأخرى، شعره الطويل نسبيا لا زال يقطر ماءا لكنه لم يهتم لتنشيفه، فقط عليه الاطمئنان على نغم حين فتح الباب ليخرج منه الطبيب وياسمين التي ابتسمت بحنو لاخيها الذي جرى على الطبيب بلهفة واضحة يسأله عنها وكيف هي الآن..!؟
وحين أخبره الطبيب بأنها ستكون بخير لكن قسط من الراحة مع بعض العلاج الذي كتبه لها سيساعدها على الشفاء خاصة وأن حرارتها ارتفعت قليلا؛أطلق أحمد تنهيدة طويلة بينما يوصل الطبيب للباب ويعطي الروشتة لأحد العاملين كي يأتي بما فيها قبل أن يعود لنغم والتي عادت ياسمين للجلوس جانبها.
★★★
ما إن وصل الدواء حتى أعطته ياسمين لنغم بنفسها، كانت الأخيرة كالمخدرة، تفتح عيناها بثقل شديد، تقاوم النوم لكنها لم تستطع حين غفت مستسلمة للنوم الذي اصطحبها أخيرا بين جدرانه على غير إرادتها، لامست ياسمين وجه نغم الناعسة بحنان شديد، تهمس لها بكلمات دافئة بينما أحمد وقف يتأملهما معا، يحس بنفسه معهما وكأن السنين تعود به لهذا الطفل الصغير الذي كان قلبه ملؤه الحب لا يشوبه شائبة، نغم وياسمين ليسا إلا بلسما لجروحه وإن ابتعدت إحداهن عنه نزف بقوة..
زفر بعمق قبل أن يدور حول السرير و يمسد على شعر ياسمين المجعد لتلتفت له بينما يقول لها:
" اصعدي لغرفتك لترتاحي"
هزت رأسها بنفي فقال :
" أنت لديكِ دروس في الصباح الباكر لذا عليكِ الراحة وأنا هنا لا تقلقي!"
ثم رنا ببصره تجاه نغم واستطرد:
" وكما ترين نغم نائمة الآن!"
وقفت ياسمين من مكانها ، تتيقن بأن أحمد لن يستمع لرفضها لذا احتضنته وهي تقول:
" سأصعد لغرفتي وإن احتجت لشيء نادني"
ربت على ظهرها بحنو ثم أبعدها بلطف عنه بينما يحتضن وجهها يقبل جبينها بعمق؛ يخبرها بحبه الذي يغمر كيانه و تعانده شفتيه بنطقه، أحست ياسمين بقبلته العميقة بأنه يعوضها عن كل سنين عمرها التي لم تجمعهما سويا؛ ترى بتلك القبلة أعماقه التي تضج مشاعر دافئة لها، يخصها بها..
تنهد أحمد بخفوت يستجمع رباطة جأشه بينما يهمس لها أن تصعد لتنام.
لاحظت ياسمين تهربه من النظر في عينيها خاصة مع دمعة عزيزة تلمع في عينيه!، التمست له العذر بعد كل ما واجهه اليوم فيما يرى نغم بتلك الحالة لذا ابتسمت له وطبعت قبلة على وجنته ترد بها حديثه الصامت ودون أي كلمة تركته وذهبت إلى غرفتها.
يتبع💜


آمال يسري غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 14-10-21, 09:12 PM   #522

آمال يسري

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية آمال يسري

? العضوٌ??? » 462711
?  التسِجيلٌ » Mar 2020
? مشَارَ?اتْي » 946
?  نُقآطِيْ » آمال يسري is on a distinguished road
افتراضي

ما إن خرجت ياسمين من الغرفة حتى التفت أحمد ينظر لنغم التي تغط في نومها، طالت وقفته حتى أنه لم يع كم مر عليه من الوقت قبل أن يستدير تجاه باب غرفتها ويسير إلى المطبخ كي يعد مشروبا دافئا ربما هدأ من ارتجافة جسده التي يعي بأنها لم تكن من برد الشتاء أو من نزوله المسبح البارد بل من كل تلك المشاعر التي تتأجج في بدنه..
بعدما اعد المشروب الدافئ توجه إلى غرفة مكتبه ثم فتح الباب الذي يفصل بينه وبين غرفة نغم كي يتابعها ثم توجه إلى المكتب، جلس على المقعد الوثير وارتشف القليل من الفنجان ثم وضعه أمامه قبل أن ينظر إلى باب الغرفة التي تقبع فيها نغم ويشرد قليلا، مسد خلف رأسه بتعب ، يكذب كل ما يجول في عقله، فالقطة الشرسة لن تفعلها!؛ لن تقتل نفسها ابدا..
لكن رفضها الواهن لمساعدته كان يرد على أفكاره التي تكاد تفتك بعقله، بعثر كل ما يتكهن به وفتح الشاشة الخاصة بالكاميرات المحيطة بالفيلا، وبالأخص تلك التي عند حوض السباحة!..
ظل وقتا لا يعلم مدته، يحدق في الشاشة بينما يلمسها بأنامله المرتجفة، كأنه يمنع نغم من بكاؤها ومخاوفها، صراعها، يمنعها من أن تلقي بنفسها راضية، النغم انكسرت اليوم وهو لم ينتبه وتركها وحدها، ارتد بظهره على الكرسي، الألم يسري في كل خلية فيه، صدق حدسه الذي تمنى لو كان خطأ!.
وقف من مكانه بحدة حتى ارتد الكرسي بعنف، ليلتفت للنافذة يتساءل كيف غفل أنها كانت في قمة ضعفها، انهيارها، كيف لم يتوقع شيء كهذا!؛ ألأنه يراها قوية، حتى القوي تهتز الأرض أسفله في يوم كهذا ما باله بالنغمة الناعمة كيف يكون حالها!.
ترك مكانه وتوجه حيث تنام، بخطوات ثقيلة سار نحوها ، سحب الكرسي وجلس جانب السرير، أحنى جذعه مستندا بذراعيه على ركبتيه وظل يحدق في نغم، كم يراها ناعمة؛ بريئة؛ هشة كثيرا، زفر بعمق بينما يشبك أنامله وهمس لها بصوت خفيض:
" أتعلمين يا نغم، ماذا فعلتِ اليوم في!"
صمت برهة وكأنها سترد تسأله ما الذي فعلته ليرد هو بصوت أجش:
" هززتِ الجبال التي بنيتها منذ سنوات!"
زفر بعمق وتأمل وجهها الشاحب بينما يضيف :
" لم تفعلها إمرأة سواكِ، لم تهز إحداهن روحي كما فعلتِ أنتِ، أنتِ استثناء يا نغم؛ استثناء جاء ليزلزل جبل الجليد!"
تململها في نومها جعله يتوقف عن الحديث لينحني يضبط الغطاء عليها، يتساءل في نفسه ما الذي يفعله!!؛ أيحدثها عما يحس به وهي نائمة؟، عاد لجلسته يرد على نفسه بصمت؛ بلى سيفعل لأنها حين تنظر له بعينيها تتجمد الكلمات على شفتيه وتعود مشاعره إلى قيدها، يوقن بأن ما حدث اليوم ربما هو السبب في مواجهته لنفسه، ليسمع لسانه يردد ما يكذبه منذ التقاها أول مرة في المول، ذاك اليوم الذي اقتحمته ببرائتها لتكن ذكرى دافئة وسط عاصفة هوجاء كادت تودي بحياته.
تتحرك يدي نغم في محاولة أن لا تغوص في الأعماق، تخبط في الماء، لتصعد للسطح، تتنفس الهواء الذي ينسحب من صدرها، ما الذي فعلته!؟، أهانت عليها نفسها!؟؛ تخبط في الماء بكل قوتها وهي تعاود سؤالها، كيف هانت عليها روحها، كيف ضعفت بتلك الطريقة!؟.
"انتحرتِ يا نغم!؟، ها أنا فزت"
صوت هالة التي تتموج صورتها أمامها بشماتة يصدح في عقلها بصخب فتزداد تخبطا في الماء!؛ تبكي فلا تدري إن كان هذا هو دمعها أم الماء التي تغرق فيه لكنها تشعر بوجنتيها تحرقها وهي تنظر لوجه حاتم المعاتب يهمس لها بابنتي فتهتف باسمه؛ أبي حاتم، سامحني..
لكنه يبتعد؛ يبتعد كثيرا، يرحل عنها وهي تبرد فتزداد اهتزازة جسدها، تغوص في العمق، تغادر حياة للتو بدأتها، عائلة فتحت لها أبوابها، لا ، لا تريد الرحيل هكذا!؛ تغوص وتغوص فتخبط في الماء، ستصعد للسطح وتتنفس وتطلب السماح من نفسها التي هانت عليها بلحظة ضعف!..
صوتها المكتوم لا يخرج من حلقها وهي ترى طيف حاتم يبتعد، ترى أحمد يقبل عليها، تبحث عن صوتها الذي يرفض الانصياع لطلبها فتنادي عليه بعينيها أن أنقذني، دوما تفعل فلا تتركني اليوم، تجاهد ليسمع ندائها الصامت فتتحرك بغير هدى حتى أحست بكفين دافئين يلمسان يديها!؛ صوت أحمد يقترب كثيرا منها، ينادي باسمها، تبحث داخلها عن نغم التي طالما كانت قوية، تجابه كل أوجاعها، تحس بلسانها لا يطاوعها كي تنادي أحمد ينقذها لكنها عاندته بقوة من حديد وانطلق صوتها من حنجرتها بصرخة دوت ممتزجة باسم أحمد!!.
اسمه من بين شفتيها بتلك الاستغاثة هز كل كيانه، ارتجف في وقفته دون وعي منه، يحس بالقيود تنفك واحد تلو الآخر، يكاد يضمها بين ذراعيه، لتنصهر داخل أضلعه، تنسى كل ألم مر عليها.
شهقة عالية شقت صدر نغم بعد ندائها لتفتح عينيها التي تقابلت مع عيني أحمد الدافئتين، ينظر لها بقلق شديد، يهمس باسمها بصوته الأجش، يهدأ منها ويخبرها أنها بخير، للحظة لم تستوعب ما هي فيه،نائمة على السرير، يدا احمد تتشبثان بكفيها المرتعشتين بينما ينحني قربها، جسدها كله يتألم، نظرت حولها بتشتت، عيناها تدور في محجريها، تهمس:
" لم أمت!"
هز أحمد رأسه نافيا وقبض على كفيها بلطف قائلا :
" أنتِ هنا!"
صوته الأجش أعادها من تشتتها، تحملق في عينيه اللتين ترمقانها بتفحص شديد، تعلو أنفاسها بصخب، تتمتم بكلمات غير مفهومة بينما تسحب يديها من كفيه وتحاول استعادة ما حدث والذي بدا لها مشوشا.
نظر أحمد لكفيها اللتين تنسحبا من يديه بارتجافة واضحة، فتركها وابتعد عنها ليجلس مكانه على الكرسي المجاور لسريرها يمنع توترها .
ساد صمت ثقيل بينهما لا يقطعه سوى أنفاس نغم المضطربة بينما تشعر بأحمد يحملق فيها بتمعن، اعتدلت بجلستها لتستند على ظهر السرير، تحس بالعرق يتفصد من كل خلية فيها، تتهرب من النظر له، تخاف أن يسألها عما حدث وتضطر للكذب الذي سيكون حملا ثقيلا فوق أوجاعها حين قاطع هذا الصمت صوته الأجش وهو يقول بهدوء شديد!:
" كيف وقعتِ في حوض السباحة يا نغم؟!"
نظرت له مجفلة،تفكر بأنه لم يسألها عن حالها، لم يظهر على ملامحه القلق عليها رغم أنها تذكر جيدا كيف كان حين التقفها من الماء؟، كيف كان حينما أفرغت الماء من حلقها لكنه الآن مختلف، هاديء وهو يسألها بنبرة ثابتة هزتها بينما تتهرب من النظر في عينيه الفاحصتين اللتين ستكتشفان كذبتها ما إن تنظر له لذا همست بنبرة حاولت أن تكون هادئة:
"انزلقت قدماي …"
أرخت أهدابها تمنع إجهاشها بالبكاء واعترافها بوهنها الذي قادها لما فعلت بينما أحمد أطبق على شفتيه يمنعهما من الصراخ فيها وتأنيبها كطفلة سحبها عنادها إلى الهاوية، زفر بعمق وقال بصوت عميق:
" راهنت على قوتك يا نغم!؛ راهنت أنكِ أقوى من تلك الرياح العاصفة التي أرادت انتزاع ثقتك في نفسك.."
حدقت فيه نغم بتشوش، لا تجد ما ترد به!؛ الحيرة ظهرت في عينيها وهي تسأله بصمت ما الذي يعرفه ؟! لتردف بعد ذلك بنبرة متلعثمة:
" وأنا لا زلت قوية بشمهندس..!"
قاطعها أحمد بنبرة بدت عالية جعلتها تنتفض في مكانها:
" تكذبين يا نغم، تكذبين!"
ابتلعت ريقها الذي بات كأشواك في حلقها بينما ترى ملامحه غاضبة كما لم ترها قبل..
صمت أحمد لحظة يتأمل وجهها الذي بدا شاحب كالأموات، يداها اللتين تقبضان على الأغطية الوثيرة تمنع ارتجافة جسدها الواضحة له، يذكر كيف كان حاله وهو يفقدها، تلك العنيدة لم تفهم أنها ليست وحيدة وتكذب الآن أن قدميها انزلقت، تلك الكذبة هو الآخر اخترعها لياسمين رغم أنه وقتها لم يرها ولم يتيقن من سبب وقوعها لكن على أي حال كان عليه إيجاد تبرير لأخته، نفض كل هذا عنه وشبك أنامله ثم قال:
" تكذبين على نفسك لأنك لستِ قوية فلو كنت كذلك ما ألقيت بروحك في الماء يا نغم ولا تكذبي ما أقول لأنني رأيت كل هذا منذ قليل بالكاميرا!"
أغمضت عيناها بقوة، تمنت لو انشقت الأرض وابتلعتها، لا تستطيع مواجهته ولا مواجهة نفسها، تعي فداحة خطأها، لكن هل بيدها استعادة الوقت لتستعيد نفسها من تلك الهوة، وفوق كل هذا مؤكد بأن أحمد رآى صراعها وألمها عبر تلك الكاميرا، كم تشعر بالعري، احتضنت نفسها تمنعها من الارتجاف بينما أحمد تأملها برهة بوجع اخفاه سريعا عندما أخرجها من شرودها قائلا:
" هل هذه القوة التي تدعيها يا نغم!"
هنا فتحت عينيها ونظرت له غير مصدقة، أنه لا يجد لها عذر واحد، يؤنبها بقسوة حتى بنظرته التي عادت لجمودها لتهتف به:
" بلى، أكذب، أكذب لأنني لا أستطيع مواجهة نفسي قبلك، لقد ضعفت حين وجدتني وحيدة تائهة؛ بلا هوية!"
تلك المرة كانت تنظر له في عمق عينيه اللتين بدا عليهما الغضب ممتزج بشيء حاولت فهمه لكن لم تركز كثيرا في ذلك حين قاطع نظرتها له صوته الأجش:
" قلت لكِ لستِ وحيدة، أنا هنا!"
ضغط على آخر كلماته بينما يضيف:
" أنتِ اسمك وحده هويتك ولست بحاجة حتى لإسمي لاستكمال ذلك لكني قلت لك أنا من يشرفني ارتباط اسمي بكِ، إذن ما الذي حدث؟!"
تعلقت دموعها على أهدابها وهمست:
" لم أكن أوافق أن أتزوج شفقة أو لتخفيف الذنب عنك بشمهندس!"
ضحكة قصيرة جدا كانت رده وهو يرد عليها بدهشة:
" هل تظنيني مجبرا على ذلك!!"
هز رأسه وتابع مستنكرا وهو يعتدل في جلسته يستند على ظهر الكرسي:
" ما الذي يجبرني!؟، شفقة أم ذنب!؛ أنت تسمعين ما تقولين!؟"
استدارت بوجهها عنه؛ تحس بأنه يقيد لسانها بنبرته الثقيلة التي تضغط على الحروف وكأنه يضغط على أعصابها حين أضاف هو:
" نغم…"
اسمها بذات النبرة التي تجعلها تتساءل عن ماهية هذا الإحساس الذي يتسرب داخلها وهو ينطقه جعلها تلتفت له، تتعلق بوجهه حين استطرد:
" كنت أستطيع التخلص من احساس الشفقة والذنب بأي طريقة غير الزواج!"
دارت عيناها في محجريها، تحاول سبر أغواره وفهم ما يدور داخله دون فائدة في حين أنها تشعر بأنه يقرأها بسهولة فهتفت به بحدة دون إرادتها :
" تحت أي مسمى سيكون زواجنا!"
هنا لاحت على زاوية شفتيه شبح بسمة وزال الجمود ثم قال بهدوء مفرط:
" دعي المسمى حتى تجديه يا نغم، إلى ذلك الحين لا ترهقي نفسك في التفكير بمسميات!"
كانت لا زالت تشعر بالتخبط، الخوف من المجهول ومن كل تلك المشاعر التي تمتزج داخلها فتتحول لموجة عاتية تهزها بينما تهمس بكلمات غير مرتبة توحي على ترددها ليتنهد أحمد بعمق ثم قال:
" نغم، زواجنا سيتم حين تتحسن حالتك، رغم أنه كان من المفترض أن يكون غدا…"
صمت لحظة ينظر لوجهها المذهول وجسدها الواضح عليه الارتعاشة بينما تفغر فاها بعدم استيعاب حين استطرد:
" لكن سننتظر حتى تتعافي "
كانت لا تصدق ما ينطق به، يحدد كل شيء دون سؤالها أو رغبتها فربما رفضت، نعم سترفض، لا لن ترفض ستوافق فلا سبيل لها سواه!؛ أحمد بات له مكان في حياتها شاءت أم أبت، بطريقة ما دوما منذ التقاها ينتزعها من كل أوجاعها، ربما هذا مسمى مؤقت لزواجهما؛ منقذها لكن لو أعاد عليها ذات الطلب دون أن تشعر بأنه يأمرها أو يضغط عليها لتوافق أو أنها ضعفت فرضيت بما لم ينطق به، أسبلت أهدابها تخفي ما يعتمل في داخلها عن عيني أحمد الذي لاحت بسمة على جانب شفتيه ثم قال:
" نغم، أنا لا أضغط عليك ولا أحدد عنك ما يجب لكن لدي يقين بأنكِ موافقة؛ موافقة يا نغم !؟'
هزت رأسها باضطراب حين نظرت له وهمست تسأله بينما يكاد صوتها يختنق في صدرها :
" أوافق على ماذا!"
انحنى بجذعه، يستند على ساقيه بذراعيه ثم قال ببطء شديد زاد من توترها:
" أن تكوني زوجتي على سنة الله ورسوله!"
تلك الكلمات تهزها ، تدور الدنيا بها حتى أنها أغمضت عينيها للحظة، قبل أن تفتحهما لتتلاقى مع عينيه التي بدت في انتظار رأيها، حاولت البحث في دهاليز عقلها عن كلمات ترد بها أو نقاشه لكنها وجدت نفسها كلما تجادلت معه بشيء خسرت أمام رأيه، علت أنفاسها حتى كادت تغادرها حين قالت بتلعثم؛ بلى.
ليرد ببطء:
"بلى، ماذا…..، أريد سماعها صريحة!؟"
حدجته بنظرة غاضبة رغم أنها امتزجت بأخرى كانت لينة بينما تقول :
"بلى، أوافق على الزواج منك بشمهندس!"
تنهد أحمد في راحة حين قاطعت نغم ذلك بكلماتها المتلعثمة:
" لكنه يبقى على ورق بشمهندس!"
مع كلماتها تلك أغمضت عينيها بقوة واطبقت شفتيها في خجل شديد، تحس بأن وجنتيها تنصهران فيما ابتسم احمد بحنو شديد قبل أن تفتح عينيها ليرسم ملامح الجدية في لحظتها قائلا!:
" حتى نجد مسمى لزواجنا…!"
حدقت فيها بدهشة، تحاول فهم مقصده الذي بات مشوشا لها أو هكذا ظنت حين هتفت به وقد عادت بعض من قوتها:
" ماذا تقصد بشمهندس!؟"
وقف من مكانه ، يشبك يديه خلفه قائلا:
" لا تفكري كثيرا نغم!"
كادت تنطق ليقاطعها قائلا:
" نغم، لا توجد زوجة تنادي زوجها بألقاب…"
اتسعت حدقة عينيها وهي ترفع وجهها له ، لا تستوعب ما ينطق به، بينما أحمد تأملها براحة مستمتعا بتوترها ووجنتيها اللتين لاقا عليهما احمرارهما الطبيعي، عيناها الخضراوين كانتا لامعتين يعاندان صاحبتهما ويعلنان موافقة حقيقية على كل ما ينطق به حين قاطعت نغم كل أفكاره وهي تقول باعتراض:
" لست زوجتك بعد، بشمهندس!"
ضغطت على كل كلمة بقصد منها ليبتسم لها أحمد بطريقة أثارت القشعريرة على طول عمودها الفقري من شدة ثقته عندما قال بنبرة هادئة:
" خطيبتي، صحيح يا نغم!"
هزت الأخيرة رأسها بلا فانحنى قليلا هامسا قربها بمسافة أمنة حين أغمضت عينيها وهي تسمعه يقول:
" منذ لحظات ناديت باسمي مفردا يا نغم ، أكنت ضيف في أحلامك…!"
فتحت عيناها تحملق فيه بينما تتمنى لو هدأت أنفاسها، تتذكر مناداة عينيها وشفتيها لأحمد في حلمها كأنه الوحيد القادر على انتزاعها مما تعاني حين اعتدل احمد يرحمها مما هي فيه ويزفر بعمق يغير الحديث بطريقة أجفلتها:
" نغم، حينما يسول لك عقلك بإنهاء حياتك!"
هنا احتقن وجهها بينما يكمل:
" تذكري أن هناك أشخاص تحبك ستحزن، ياسمين التي لم تتحمل مجرد سماعها بأنك وقعت دون قصد!"
لم يترك لها فرصة للرد حين التفت عنها وسار بهيبته التي بدت واضحة بكل خطوة وهي تنظر لطيفه بينما يخرج من الغرفة.
انزلقت نغم بهدوء لتتمدد على السرير بعد كلمات أحمد التي كانت كإفاقة لرأسها المشتت، تعي بأنه لن يثق في قوتها مرة أخرى بسهولة!.
★★★
ألقى أحمد بجسده المرهق على السرير، لقد كانت ليلة طويلة تكاد أن لا تنتهي، ثقيلة حتى وافقت نغم على الزواج ليحس بأن كل تعب ليلته تبخر مع موافقتها.
نظر في سقف الغرفة، يرى نظراتها المختلطة ما بين غضب وفرح متردد وتمنى لو تركت فرصة لسعادتها الحبيسة لكنه سيفعل هذا يوما ما ويساعدها سيجعلها تبتسم من كل قلبها!.
نظر لساعته التي أوشكت على السابعة صباحا قبل أن يتناول هاتفه ويطلب رقم بعينه ليأتيه الرد سريعا مرحبا بينما رد هو:
" صباح الخير سيد ناصر!"
أجاب الأخير التحية لكن بدا عليه القلق حيث الوقت الباكر الذي يتصل فيه أحمد، اعتدل الأخير في جلسته ثم قال:
" سيد ناصر، طلبت منك أن تبدأ في اجراءات هذا الرجل المدعو كريم!"
أجابه ناصر بسرعة ومهنية :
" وبالفعل هذا ما حدث وتحت اشرافي!"
أطبق احمد على شفتيه قبل أن يقول:
" الرجل يمرح ويعيش حياته وكأن لم يحدث شيء!"
" سيحدث بشمهندس، لكن تعلم بأن تلك اجراءات ثم أن اقناع طليقته بحد ذاته كان في حاجة لوقت، لذا لا تقلق!"
قالها ناصر بثقة ليتنهد أحمد في راحة قبل أن يغلق الهاتف بعد سلامه ليطلب رقم آخر….!!
ما إن أغلق الهاتف حتى وضعه على الكومود و ألقى بجسده مرة أخرى على السرير، يغمض عيناه يرجو راحة نقصته الليلة السابقة بينما يهمس:
" أنتِ من وقفتِ في طريقي هالة فلتدفعي القليل مما لم أرد فعله قبل!"
يتبع💜

noor elhuda likes this.

آمال يسري غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 14-10-21, 09:15 PM   #523

آمال يسري

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية آمال يسري

? العضوٌ??? » 462711
?  التسِجيلٌ » Mar 2020
? مشَارَ?اتْي » 946
?  نُقآطِيْ » آمال يسري is on a distinguished road
افتراضي

جلست سمر على الكرسي في شرفة غرفتها في الفندق بينما عمران كان يفتح للموظف كي يأخذ منه طعام الفطور، أخذت هاتفها من على المنضدة وطلبت رقم أبيها، تلقي عليه الصباح، تبدأ به يومها حتى ينتهي شهر عسلها فتذهب مع عمران لرؤيته، جاءها الرد ببشاشته التي تصلها عبر الهاتف، نبرة صوته الدافئة التي احتضنتها لترد بتأثر:
" اشتقت لك أبي، كيف حالك!"
" بخير حبيبتي، كيف حالك أنتِ!؟"
قالها صلاح بينما يجهز كوب من الشاي مع شطيرة بالجبن ووضعهما على صينية متجها لصالة البيت؛ همست سمر أنها بخير ثم سألته عما يفعل فأجابها بأنه للتو جهز فطور خفيف، كبحت دمعة واحدة كادت تنفلت من عينها بينما كان عمران يضع الفطور على المنضدة، تتذكر كيف كانت ندى تجهز له الفطور بمساعدتها القليلة، تتمنى لو كانت معه الآن وجهزت أجمل فطور من يديها اللتين أصبحتا خبيرتين في إعداد الطعام بمساعدة ابن عمها الذي يرمقها بنظرة قلقة حين قالت بصوت بدا مختنق:
" لما تجهز فطور خفيف يا أبي، تغذى جيدا، لا تهمل في نفسك!"
جلس عمران على الكرسي الملاصق لها بينما كانت تنظر له كاتمة دموعها حين أجابها أبيها:
" عندما تأتي مع عمران لزيارتي، سيكون فطورا شهيا يا سمر، أدخره لقدومك حبيبتي!"
فلتت دمعة من عينها ليمسحها عمران من وجنتها بدلا عنها بينما تقول مختنقة:
" أحبك يا أبي!"
همس لها أبيها بشوقه وحبه الشديد لها لترد من بين دموعها وهي تفتح ذراعها:
" أبي؛ ها أنا أضمك، فضمني أنت الآخر!"
حملق فيها عمران لوهلة، يرى بعيني خياله موقف كهذا في أول زواجهما، يومها فتحت ذراعيها تعانق أبيها عبر الهاتف لكن يديها نزلت خاوية بعد الاتصال، كم تمنى لحظتها لو ضمها داخل صدره كما فعل الآن وجذبها بين ذراعيه فور اغلاق الهاتف مع أبيها لتتنهد بعلو وهي تتعلق به بقوة وتهمس:
" اشتقت لأبي يا عمران!"
مسد على ظهرها بحنو وهمس:
" سنزوره ولن نرحل إلا حين تطلبين حبيبتي!"
( عمران)
همست بها سمر ليرد عليها باسمها فيما هي قالت:
" كنت في يوم ما اتصل بأبي وعانقته وقتها عبر الهاتف لكن يدي عادت خاوية…"
ابتلع ريقه قائلا بينما أنامله تغوص في خصلات شعرها المموجة:
" أذكر…"
تشبثت في عناقه وهمست:
" لم أعرف بأن يدي الخاوية سيعوضها الله بهذا السخاء!"
" عطاء الله دوما سخيا يا سمر!"
قالها عمران لترفع سمر عينيها تنظر له كأنها لا تصدق أنه معها ويغدقها بكل هذا الحب، رجلا عاشق حد الثمالة، كم تمنت لو طاوعها لسانها وسألته أهذا حب ظهر بين ليلة وضحاها لقربنا بذات البيت ! لكن لسانها ينعقد ولا ينطق، لا تجد سوى عناقها القوي له يقول ما عجزت عنه.
★★★
احتضنت هالة الصندوق الورقي الصغير الذي يوجد فيه بعض اغراضها بالمكتب الذي طردت منه منذ لحظات بطريقة دبلوماسية، كزت على أسنانها بينما تسير في الممر المتوسط المكاتب، تحس بالقهر يتوغل لكل خلية فيها، هي حصلت على هذا العمل بصعوبة وكانت تتمنى لو نالت مكانة مناسبة لها لكنها خسرت كل هذا، لم تدر بأنها تجاوزت المصعد ونزلت السلالم شاردة في صوت مديرها المباشر الذي كان يجلس في مكانه بهدوء مفرط حين جاءت له تسأله بغضب عن سبب قرار فصلها من العمل ليرفع وجهه عن ملف كان يتفحصه باهتمام ثم قال بكل بساطة :
" الشركة فيا عمالة زائدة!"
لترد بحنق:
" إذن لم تم قبول توظيفي!"
ليرد بنبرة عملية:
" كان خطأ وقمنا بتصحيحه!"
صوته ونظرته لها كانت توحي بالكثير لتعلم بأن أحمد رمزي لم يكن ليتركها بعد فعلتها تلك، خسرت بأولى جولاتها لا بأس، ستعوضها، هذا ما فكرت فيه بينما تسير تجاه الباب الرئيسي للشركة، لتلقي نظرة يائسة خلفها ثم تخرج وفي عقلها ألف سؤال، تتساءل كيف ستجد عملا جديد في خضم غضب أحمد عليها والذي من المؤكد سيغلق كل الشركات في وجهها..
أوقفت تاكسي وأخبرته عن وجهتها حيث بيتها والذي اختارته في أحد الأحياء الراقية ليليق بمكانتها وعملها!؛ عملها!؛ تفجرت الكلمة في عقلها كأنها قنابل مدوية فأرخت رأسها على الكرسي، تمنع صرخة عالية توجهها لأحمد رمزي الذي انتقم منها لأجل فتاة لا تساوي شيء في نظرها، فتاة بالكاد كانت توافق أن تستخدمها كخادمة لديها وهو ربما يستخدمها لذات الغرض وفوقه أشياء أخرى!، وفور أن يملها سيطردها..
" هل تصدقين نفسك، هل من كان بالمتجر رجلا يمل من فتاة ، إنه دافع عنها وكأنها أحد أفراد أسرته!"
صرخت بهذه الكلمات في عقلها ولم تع بأنها نطقت بها حتى سألها السائق إن كانت تريد شيء لكنها التفتت للنافذة دون الرد عليه، تفتح زجاجها عل الهواء البارد يخفف من حدة الحرارة التي تلتهم جسدها من شدة الغضب!.
★★★
في حديقة فيلا رمزي، جلست نغم على الكرسي المجاور للمنضدة فيما تمسك كوب من العصير الطازج كانت قد أعدته لها ياسمين، الجو اليوم بدا لطيف خاصة مع الشمس التي عانقت السماء تغمر بدفئها أرض الحديقة على عكس الأيام السابقة التي تلت الحادث، تنهدت بخفوت تختلس النظر لياسمين التي تجلس قبالتها تقرأ في أحد كتبها، منهمكة فيما تفعل، منذ ذلك اليوم لا تبتعد عنها إلا لو كان أحمد موجود! بأمر منه..
أحمد؛ يصدح الاسم في رأسها فتسبل أهدابها بوجل، توردت وجنتيها بحمرة بدت رائعة بينما تذكر أنه أخذ إجازة من عمله وأصر على متابعتها بنفسه حتى أنها رفضت هذا لكن ياسمين تدخلت وقالت:
"هل هناك انثى تجد الدلال من حبيبها وترفضه!"
حينها أحست بدوار يطوف بها بينما ترى تلك النظرة الجديدة في عيني أحمد والتي تغافل جليده فتظهر بين الحين والآخر، بسمته الجانبية جعلتها ترتجف أكثر لتتراجع عن جدال الأخوين تاركة لهما حرية إدارة الأمور لقد رأت احمد جديد في تلك الأيام ربما كان موجود قبل لكنها لم تكتشفه إلا بعد ما حدث لها، تحس بأنه يثبت لها أن قرار موافقتها الزواج صحيح وأنها لم تتعجل وبأنه لم يعرض عليها ذلك شفقة ولا ذنبا، يعاملها برفق شديد، يتعمد اللطف معها واحيانا تحس بتوتره إن وجدها تتمشى في الحديقة وتتحرك تجاه الجانب المتواجد فيه حوض السباحة ليذهب هذا اللطف ويتحول لحدة تحسها لا إرادية منه فتلتمس له ألف عذر لعدم ثقته في أن تعيد الكَرة، لكنها اقسمت له ولنفسها أن لن تفعل أبدا وأنها استعادت بعض من قوتها التي هدرت ..
تنهدت بعمق وارتشفت القليل من العصير ترنو بنظرها تجاه نافذة مكتب أحمد المطلة على الحديقة والذي تركهما منذ وقت قليل بحجة أن لديه عمل يريد انهائه بينما هو يعفيها من الحرج حين اتاها ذاك الاتصال الذي علم ماهيته ما إن وجد عينيها تدور في محجريها كمن يبحث عن مكان للهرب ككل مرة يأتيها ذات الاتصال فيترك لها مساحتها الخاصة ويبتعد، تحس بأنها بذلك تضغط على أعصابه لانها تستقبل مكالمات حاتم في الفيلا لكن ماذا تفعل لقد تركت عملها وهي الآن لا تخرج أبدا كما أن أحمد وياسمين جانبها دوما فلم يكن لديها حلا سوى استقبال مكالمات حاتم القلقة والذي أخبرته ابنته عن وقوع نغم في الماء لتثير الذعر في قلبه والذي لم ينطفئ قليلا إلا بعد حديثه مع نغم التي طالبت ياسمين أن لا تحكي له عن زواجها من أحمد كي تكلمه هي عن هذا الأمر، منتظرة حتى تشفى تماما وتتصل به في مكالمة مطولة تقص له عن زواجها العجيب الذي إلى الآن لا تصدق بأنه سيتم أو أن احمد بالفعل عرض عليها الزواج، لم تدر بأنها أطالت النظر تجاه نافذة مكتب أحمد إلا حين وجدته ينظر لها من خلالها، لا يحيد النظر عنها، يتأملها بهدوء كما اعتاد الأيام السابقة، أحيانا تحس بنظرته تلك تطول لدرجة تصهر وجنتيها من الخجل، أسبلت أهدابها بسرعة واستدارت عنه تنشغل بارتشاف كوب العصير في حين هو ارتسمت على شفتيه بسمة مليحة ، يحس بأنه يرى وجنتيها المشتعلتين رغم كونها بعيدة عنه الآن بعض الشيء لكن هذا الانصهار الذي دوما يراه كلما نظر لها أصبح مطبوع في مخيلته لا يغادره فيتمنى لو همس لها:
" يليق بالقطة الشرسة الخجل!"
لكنه لا يفعل ويظن بأن لسانه لن تنفك عقدته، زفر بعمق يلقي ما يفكر به جانبا مؤقتا بينما يستدير عن النافذة ليذهب يشارك نغم وياسمين جلستهما.
بخطوات هادئة واثقة سار نحوهما، لتحس نغم باقترابه فتتململ في جلستها، ترنو لياسمين الغارقة في مذاكرتها حين سمعت صوته الأجش يعلن عن وجوده ليسحب كرسي ويتوسطهما ، تقلصت يد نغم حول الكوب في حين انتبهت ياسمين أخيرا مما هي فيه ورفعت رأسها لهما قائلة لأحمد بينما تجمع حاجاتها من على المنضدة:
" الآن سأترك لك أمانتك وسأذهب لغرفتي!"
اتسعت عينا نغم وهي تنظر لياسمين برجاء كي لا تتركها لكن الاخيرة لم تنتبه لها بينما تنظر لاخيها تغمز له بتسلية قائلة:
" أظن بأن وجودي الآن سيكون كعزول!"
ضحك أحمد بصوت عالي جعل نغم تتعلق بجانب وجهه بينما يرد على ياسمين يحاكيها مرحها:
" أحب فيك نباهتك ياسمين!"
احتقن وجه نغم بحمرة قانية فور سماعها لاحمد يرد بتلك الصراحة حتى ولو كانت ممازحة لأخته التي ابتسمت له وقبلته على وجنته كما فعلت مع نغم التي احتقن وجهها بينما تنتقل قبلة ياسمين من خد أحمد لوجنتها، أطبقت نغم على شفتيها تمنع تأثرها حين قالت ياسمين وهي تنحني بينهما تضمهما بين ذراعيها:
" كونا سعداء!"
تعالت نبضات قلب نغم بصخب تلك اللحظة مع التقاء نظرتها مع أحمد الذي أطال النظر في عمق عينيها لتسبل أهدابها في حين استأذنت ياسمين منهما، تأخذ حاجتها وتصعد لغرفتها.
ساد صمت طويل بينهما، نغم بنظرتها المحتارة حولها كي لا تلتقي بعيني أحمد والاخير بنظرته المتفحصة لها والتي تحس بها حتى دون النظر له فتكاد تصرخ به:
" لا تنظر لي هكذا!"
قاطعت نغم الصمت وضجيج أفكارها وهي تلتف لأحمد قائلة بنبرة حاولت أن تكون حادة لكنها بدت له مرتجفة:
" لم يكن عليك مجاراة ياسمين في مزاحها!"
" أي مزاح تقصدين يا نغم!"
قالها بصوت الأجش العميق الذي زاد من توترها، تدرك بأنه يفهم مقصدها لكن كعادته يحب سماع أفكارها منطوقة لترد وقد احست بالغضب الذي لم تحدد سببه:
" انها، اقصد ..."
قاطعت حديثها تطبق على شفتيها باستحياء راق كثيرا لاحمد الذي شبك يديه على المنضدة يكمل حديثها:
" أنها ترى نفسها عزول!"
تنهدت نغم بعمق تجيبه بنعم ، تحاول أن لا تستدير بعينيها عنه وتواجهه حين تابع حديثه:
" ياسمين لا تعلم طبيعة علاقتنا؛ وأنا لن أسمح أن تشعر بشيء كهذا يا نغم!"
ضغط على كل حرف بحزم مغلف بلطفه يؤكد لها حقيقة يجب الالتفات لها بأن ياسمين ليست ضمن تلك اللعبة التي لا تعلم إلى أين تذهب بهما!.
رمشت نغم بعدم استيعاب رغم تفهمها ما يقوله لكنها أيضا ليس لديها المقدرة الكافية لاتباع تلك اللعبة ومدارة الأمر عن ياسمين إذ أنها لو فلحت مرة ستفشل الأخرى، قاطع أفكارها صوت أحمد:
" نغم، لا حاجة لكل هذا التفكير؛ الأمر أبسط من هذا!"
هنا وضعت الكوب الذي كاد ينكسر في قبضتها من شدة تقلصها حوله وهتفت بصوت مختنق:
" لكنني لا أستطيع مجاراة ما تفعله أنت!"
انحنى قليلا والتفت لها بوجهه، يبتسم بطريقة أربكتها حتى أنها ارتدت في جلستها، تستند على ظهر الكرسي حين قال بنبرة ذات مغزى:
" وما الذي أفعله يا نغم …!"
حدقت فيه الأخيرة بذهول، تبحث في رأسها عن رد لكن بلا جدوى، تتعلق عينيها بكوب العصير فيبتسم بخفوت حين توقع أن ترشقه بمحتوى الكوب وقال بمرح:
" إياك وفعلها!"
نظرت له في حدة ثم قالت بنبرة تحاكي نظرتها:
" بشمهندس، زواجنا ليس حقيقيا!..."
" أمام ياسمين وكل البشر، حقيقي بما تعنيه الكلمة من معنى نغم!"
ابتلعت ريقها الجاف واحتقن وجهها حتى أنها لديها يقين بأن بسمته الآن استمتاعا بمدى توترها ووجهها الذي من المؤكد يشبه حبة الطماطم لترخي رأسها عنه، تعي بأن كل ما تنطق به هباء حين قاطع إحباطها نبرته الهادئة:
" عيشي اللحظة كأنها حقيقة يا نغم!"
التفتت له مقطبة الحاجبين ليضيف موضحا بعد تنهيدة طويلة:
" استمتعي كونك أنثى تم طلبها للزواج!؛ فتاة مخطوبة، مقبلة على الزواج، عيشي كل هذا وتذكري أن تلك الأوقات لا تعوض يا نغم!"
فغرت الأخيرة فاها لما تسمعه من أحمد، الذي تابع بهدوء:
" لا تجعلي خوفك ينسيك أنكِ عروس!"
كادت تنطق لكنها قاطعها بحزم لطيف:
" ياسمين لو رآتك كذلك ستظن مائة ظن!"
نهض من مكانه وانحنى على المنضدة يستند بيديه بينما يرى وجهها المخضب بحمرة قانية يمتزج بعدة انفعالات، كان متفهما لمدى ما تحس به لذا همس قائلا:
" نغم، اتركي العنان للفرحة في قلبك ولو كما تظنين بأنه ليست حقيقة، جربي ستجديها متعة لن تعوض وتذكري أني حدثتك بهذا حتى لا تأتي لي يوما وتقولين لي، لما لم تنبهني أحمد!"
لم يترك لها فرصة كي ترد بل اعتدل بوقفته وأخذ هاتفه من جيبه ليطلب رقما ما ليتمشى في الحديقة بينما يتحدث مع أحدهم في حين كانت نغم تقلب كلامه في رأسها وعينيها تدور معه بكل حركة يخطوها أمامها! وتلك الكلمات تصدح بقوة في رأسها؛ لما لم تنبهني أحمد!؟؛ تتساءل هل تصل علاقتهما لمرحلة كتلك بل هل تستطيع تخطي الحاجز بينهما او حتى ان تعيش اللحظة كما يطلب، هل يظن اصطناع الفرحة سهلا، اصطناع أنها عروس بحد ذاته أمر صعب تحاول أن تستوعبه!.
يتبع 💜

noor elhuda likes this.

آمال يسري غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 14-10-21, 09:17 PM   #524

آمال يسري

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية آمال يسري

? العضوٌ??? » 462711
?  التسِجيلٌ » Mar 2020
? مشَارَ?اتْي » 946
?  نُقآطِيْ » آمال يسري is on a distinguished road
افتراضي

وقفت نورا تتأمل أحد القطع التي أعجبتها في المتجر الراقي الذي اختارته كي تقتني بنفسها منه كل ما يخص الجناح الخاص بخالد بينما كان الأخير يقف على بُعد خطوة منها، يضع إحدى يديه في جيب بنطاله يرمقها بنظرة ملؤها الحب الذي لم يعد باستطاعته إخفائه خاصة وهو يرى عينيها تبادله ما يشعر به، يحس بمشاعرها هي الأخرى بدأت تنفلت منها دون إرادتها وفي كل مرة تحاول إخفاء ذلك تفشل بوضوح ليقع هو في حبها اكثر ويغرق حد الثمالة التي تناديه بالتصريح لها، لقد كتم طلبه بالزواج منها بصعوبة هذا اليوم الذي تحدث أربعتهم عبر الإتصال المرئي، جاهد كي لا يضيع ما بناه طوال فترة قربه منها لكنه الآن على شفا عناقها!؛ يتمنى لو جذبها لصدره ولم بتركها أبدا، يخبرها بما تنكره، يسمعها دقات قلبها التي بدت تلهث حينما يحدثها بأقل الأمور، توترها في كل مرة يتحدثا فيها أو يلتقيا ولقد كان مرضيا له كثيرا..
صوتها الناعم أخرجه من شروده فيها بينما تلتفت له تسأله عن رأيه فيما اختارت، رد الصمت عليها قليلا بينما يتأملها بنظرة دافئة أصهرت حواسها جعلها تسبل أهدابها عنه لتسمعه يقول:
" جميلة…!"
هنا رفعت عينيها له وقالت بلهفة بينما تتبادل النظرات بينه وما اختارت:
" إذن أعجبتك؟!"
هز كتفيه وقال بنبرة ثقيلة:
" أقصد عيناكِ يا نورا بدت جميلة لستِ في حاجة أن ترخي أهدابك فتخفيها!"
تعالت أنفاسها بصخب وهي تسمعه يغازلها صراحة، خالد لم يعد يترك فرصة إلا وهز كيانها بكلماته الدافئة ونظرته التي تماثلها، أحيانا تفسرها أن هذا طريقته في التعبير عن رأيه بشيء أعجبه لكنه لم يكن هكذا قبل ذلك، استدارت عنه بتوتر وتأملت باقي القطع، تصطنع عدم الفهم وهي تضع ما بيدها لتختار أخرى فيما تقول:
" أعتقد أن هذه تليق أكثر!"
ابتسم بخفوت، يلمس تهربها من النظر له ويرى تأثير كلماته عليها حين رد بصوت هاديء:
" نورا، أنا لن أختار شيء، أخبرتك قبل بأن كل الجناح سأتسلمه منك كاملا وأنا أثق في ذوقك!"
التفتت له وهمست ممازحة تزيل جو التوتر التي أحست به:
" خالد، عليك مساعدتي قليلا، ربما تندم فيما بعد!"
قال ببطء شديد وهو ينظر في عمق عينيها:
" نورا، لا يوجد مكان للندم بيننا ثقي في ذلك!"
بحركة عفوية ربتت على قلبها الذي بدأ في الصخب، يطالبها بالتحرر، لتضغط بقوة تمنع نفسها من الهرب من أمام خالد كي لا يرى تأثرها بنبرته الواثقة والدافئة التي ترتجف كل حواسها لها، تلتفت عنه مدركة بأنها عادت لمرضها في صورة خالد لكن تلك المرة أشد وقعا ووجعا، خالد تغلغل داخل كيانها ، ترى نفسها بعينيه، في كل مرة يغمرها بكلماته الدافئة واهتمامه فتشعر بشيء داخلها يطالبه بالمزيد لكن مخاوفها مما مر عليها يمنعها من مسايرة خالد فيما تحس أنه يسحبها له وربما مجرد خطأ منها من كثرة تأثرها وانفعالاتها.
كان خالد يتأملها تلك اللحظة مشفقا عليها، نورا لم تعد لها القدرة على التحكم في مشاعرها، لو زاد قليلا يدرك بأنها ستعترف بحبها لكنه يخاف أن تنتكس أو تظن بأن ما تعيشه وهم وهو الحب بعينه لكنه ايضا على يقين بأن ساحرته قوية وستفهم ما يجول في قلبها ووقتها سيتقبلها مرحبا بكل الحب الذي يحمله لها.
صوت أنثوي نطق باسم خالد قاطع عنهما شرودهما ليلتفت الأخير للفتاة ذات الشعر النحاسي والنمش المنثور على وجهها بنظرة دهشة حين قال:
" ماريا…."
الأخيرة لم تترك له مجال بل جذبته لصدرها تعانقه ليجفل خالد من حركتها العفوية بينما يبتعد عنها متوترا حين اختلس نظرة لنورا التي وضعت ما بيدها على الرف وحدجته بنظرة غاضبة حين استرسلت الفتاة وهي تسأله عن حاله بلهجة مصرية ضعيفة تتخللها بعض الكلمات التركية بينما خالد كان يرد عليها ببشاشة ثم عرفها على صديقته نورا التي رحبت بها الفتاة ، لحظات لم تطل لكنها كانت تحمل الكثير من الضيق الذي سرى في قلب نورا وهي تحس بهذا الألم في قلبها من عناق تلك الفتاة لخالد..
جزت على أسنانها وهي تحس بالنار تسري في صدرها، تغار على خالد!؛ أهذا هو شعور الصداقة؟، إنه لا يشبه الصداقة ابدا ولا الوهم؟، إنها تريد أن تتمسك بكفه وتعلن بأنها… قاطعت أفكارها وهي تتبادل النظر لهما وتتساءل في نفسها ما موقعها عند خالد!؛ الذي انهى حديثه مع الفتاة ليلتفت لنورا الشاردة يهمس باسمها حين رمقته بغضب تترك المكان وتخرج ليسير خلفها بخفة وهو يكتم بسمته الراضية حين وجدها تفتح باب السيارة لتجلس مكانها، دار حول السيارة وجلس مكانه هو الآخر ثم استدار لها قائلا:
" ألن نشتري ما جئنا لأجله!؟"
هزت كتفيها وغمغمت بلا دون النظر له ثم تابعت:
" يكفي لهنا لقد كان يوما مرهقا!"
اتسعت بسمته بينما يقبض على مقود السيارة بإحدى يديه ويستدير لها بكامل جسده، يجاهد كي لا يضمها له ثم قال:
" لكننا لم ندخل متاجر أخرى بعد ربما وجدنا الأفضل!"
كزت على أسنانها وهمست بينما تلتفت له:
" لنرى صديقة أخرى لك وتضمك لصدرها وكأنها حبيبتك!"
أطبقت على شفتيها بعدما استرسلت في الحديث التي ندمت عليه وهي تسمع ضحكة خالد الذي هدأ ثم قال بلهجة جعلتها تزداد ارتباكا:
" ربما لن نقابل أخريات!"
هتفت في نفسها بحنق، تكبح دموعها، بلى تغار، تغار، تعلنها في قلبها صريحة لترتسم على شفتيه بسمة حانية تضاهي نبرته وهو يقول كأنه يقصد طمأنتها:
" نورا، تلك صديقة طفولة، كنا معا في تركيا وامها كانت صديقة لأمي وهي اكبر مني بالعمر وكلما كنا نتقابل هذه هي طريقة سلامها!"
" تسلم عليك دوما بعناق!"
قالتها باستنكار بينما يديها تتشابك في بعضها بتوتر ليرد عليها بهدوء محاولا أن لا تنفلت مشاعره فيجفلها لترتد عما تعيشه الآن وتحيي به قلبه:
" لم نتقابل منذ سنوات، هي في الحقيقة تزوجت مصري ولديها أطفال، لم أرها منذ حضرنا سبوع ابنها الصغير!"
صمت لحظة ثم تابع بنبرة ذات مغزى:
" أعدك المرة المقبلة ان لا اجعلها تعانقني!"
التفتت عنه وهمست متلعثمة:
" وما شأني لتعدني بهذا!"
استدار تجاه الطريق ليبدأ القيادة فيما يقول:
" شأنك إنكِ صديقتي ويحق لكِ ما لا يحق لأحد سواك يا نورا!"
هنا التفتت له ترتجف في جلستها حين أكمل بينما يتبادل النظر بينها والطريق:
" تزداد لمعة عينيك حين تغضبين يا نورا!"
رمشت بأهدابها تستوعب ما ينطق به حين استرسل:
" وهذا تحت بند المغازلة وليس الإطراء!"
فغرت فاها تحس بالدنيا تدور بها، أهذا اعتراف منه؟، لكن اعتراف بماذا إنه أيضا تحت بند الصداقة، استدارت عنه تستجمع شجاعتها التي تفقدها حين قال:
" ربما علينا أن نشتري مثلجات المانجو!'
ومثل كل مرة يستطيع أن يسحبها من قمة توترها إلى قمة لهفتها وحماسها لتلتفت له تلثم شفتيها تسأله متى يتوقفا ليتناولا المثلجات ليضحك وهو يقول:
" سأشتري لي فقط!"
حاكته ضحكته وقالت بعفويتها:
" سوف آكلها منك!"
اختلس نظرة لها، يذكر تلك المرة التي اخذتها منه واكلت موضع شفتيه ثم قال بتأكيد :
" وهذا ما أريد !"
أبعدت غرتها عن عينيها، تتهرب من النظر له لتعود لها نفس الذكرى، تتساءل أين كان عقلها يومها لكنها لم تندم أبدا بل ربما لو استعادت الموقف لفعلت نفس الأمر دون تأخر لذا استدارت له تستعيد نورا صديقته، تنحي تلك الواقعة في الوهم جانبا ثم قالت ببسمتها التي تؤجج النيران في صدره حين يزداد عمق غمازتيها:
" إذن لأقرب مكان يبيع المثلجات صديقي العزيز وجرب أن تبتاع لك وحدك وستجدها بين يدي، أنا طفلة حين يتعلق الأمر بمثلجات المانجو!"
جلجلت ضحكة خالد بينما يقود السيارة فيما هدأ قليلا، يتساءل كيف كان إحساسها حين أكلت المثلجات منه، ربما لم تنتبه ، هو متأكد من ذلك لكن لم يستطع منع نفسه من أن يتخيل كيف هو مذاق المثلجات من شفتيها؟؛ مؤكد سيكون شهيا ، يروي بعضا من ظمأه.
★★★
ترجلت سمر من السيارة بسرعة، لا تصدق بأنها ستتقابل أخيرا مع أبيها وجها لوجه بعد طول اتصالات لم تنل فيه عناقه الحاني عليها، صوت عمران الذي نزل هو الآخر وأغلق باب السيارة، جعلها تلتفت بينما يقول بمرح:
" من لقى أحبابه نسى أصحابه يا سمر، ألن تنتظريني لأصعد معك.."
التفتت له بينما يأخذ الحقائب لتعود بخجل قائلة:
"رغم أنني لم يعد لدي صبر للقاء أبي ومفاجأته بزيارتنا لكنني سأنتظر لأساعدك بحمل الحقائب !"
وهمت لتأخذ منه إحداها لكنه رفض بينما يقول:
" ربما رشوة صغيرة تساعدني على حملهم وحدي!"
رفعت حاجبها قائلة باستنكار، تمنع بسمة تكاد أن تصبح ضحكة:
" رشوة في الشارع يا ابن الجبالي!"
التفتت حولها بينما تقول:
" وأنا كنت اظنك مؤدب!"
ضحك ملء فاه وهو يسير جوارها ليصعدا السلم قائلا:
" لا أعلم ما علاقة الأدب بما أقوله لك، يا سمر، أنتِ فكرتك خطأ عني!"
التفتت له ضاحكة بينما يصعدا السلم لتقول:
" لا تقلق فأنا أعلم من أنت يا ابن الجبالي!"
كلماتها الواثقة كانت تعانق قلبه بقوة ليتنهد بعمق حتى جعلها تلتفت له مبتسمة قبل أن يتوقفا أمام باب منزل والدها، لتنظر له مليا، تلمس الباب كأنه كنز ثمين عثرت عليه، كم اشتاقت لهنا، تسمع أصواتهم بالداخل، ندى وهي ، علي وعمران حين كانا يأتيان لزيارتهم، أبيها بصوته الوقور الحاني، هنا كل ذكرياتها الحلوة، مُرها كان يحلو بوجود أبيها، أحس عمران بتأثرها الشديد، وبتلك الدمعة المتعلقة بأهدابها، وضع الحقائب أرضا وأدارها تجاهه قائلا:
" سمر، اهدئي حبيبتي، لو رآك عمي هكذا سيظن بأنني أضربك كل يوم!"
ضحكت بخفوت وقالت:
" بل سأقول له، ابن أخيك كنزي الثمين الذي أخاف عليه حتى من نفسي!"
همس لها بينما يدق جرس الباب:
"أحبك"
كادت تردها له لولا صوت أبيها الذي قاطعها يسأل عن الطارق لترد سمر بلهفة تعلمه بوجودها.
ما إن فتح أبيها الباب حتى ارتمت في حضنه ليتلقفها بحنانه الذي تحس بأنه إزداد في تلك اللحظة أضعاف، تتمرغ في صدره وتشهق عاليا تخبره بشوقها له وتغمر وجهه الحبيب بقبلاتها ليردها لها أضعافا..
حمل عمران الحقائب ووضعها بجانب الباب في الداخل ثم أغلق الباب خلفه، وقف ينظر لهما بتأثر شديد، يكاد يضمهما لقلبه يخفيهما من أي دمعة تلمس عينيهما، تنهد بخفوت يمنع دمعته هو الآخر من أن تنسكب حين سمع صوت عمه ينادي باسمه ويفتح له ذراعه الآخر حين لم تغادره سمر وظلت ملتصقة به ليضمهما معا..
جلس ثلاثتهم في بهو المنزل، تتوسطهما سمر التي أصرت أن تكون بينهما ليمازحها عمران بصوته الحبيب:
" سمر، عليك اختيار جانب لتجلسي فيه!"
لتضحك عاليا وهي تقبل أبيها بعمق ثم تلتفت له تمنع نفسها من اغراق وجهه قبلات، تعده بعينيها أنها ستترك تلك القبلات حين يجلسا معا ليردها بنظرة متفهمة، يدرك خجلها من أبيها كما هو الآخر حين قاطعت صمتها قائلة تحاكيه نبرته المازحة:
" أنا أختاركما معا ابن عمي، لذا سأجلس بينكما!"
ضمها أبيها لصدره وقال بلطفه الذي توغل لداخل قلبها بسلاسة:
" لكنني اليوم سأخطفك من عمران!"
دست رأسها في صدره وهمست بمواقفتها ليرمقها عمران معاتبا ويقول بمرح:
" ألم أقل لك من وجد أحبابه نسى أصحابه!"
ضحكت ملء فاها وهي تندس لصدر أبيها وتهمس!
" أنتما أهلى وأصحابي وأحبابي يا عمران!"
تنهد صلاح وابعدها بلطف عن صدره واحتضن وجهها قائلا:
" أرى السعادة في وجهك يا سمر!"
زفرت بصوت عالي وهمست بصوت مخنوق:
"في وجهي وقلبي فأنا سعيدة جدا يا أبي..!"
الراحة التي توغلت في قلب صلاح كانت بائنة والتقطتها عمران على الفور إذ أنه يعلم بأن حديث الهاتف لا يكفي لراحة قلبه واطمئنانه على سعادة سمر أما الآن فهو يرى ابنته التي غادرت بيته باكية سعيدة كما لم يرها قبل..
قبلها أبيها بعمق على جبينها ثم قال لها :
" ما رأيك لو أعددت لنا شاي، لقد اشتقت له من يديك!"
ردت له قبلته ثم ابتعدت قائلة:
" ثوان ويصبح جاهز يا أبي!"
وقامت بلهفة إلى المطبخ، تعي بأن أبيها يريد الانفراد بعمران الذي رمقها بنظرة حانية محبة لاحظها عمه فور أن التقى بوجهه، تنهد الأخير قبل أن يربت على ساق عمران ويقول:
" حفظت الأمانة يا ابن الجبالي ولم تخيب ظني!"
سأله عمران :
" وهل كان لديك شك في ذلك يا عمي!"
هز الأخير وجهه نافيا ثم قال :
" لم أشك في ذلك ولو لمرة لكني كنت خائف أن تندما على تلك الخطوة، كنت قلق أن أكون تسرعت في الموافقة!"
ابتسم عمران وهو يجيبه بصوته الأجش والذي كان يصل لسمر التي تعد لهما الشاي:
" عمي، أنا وسمر مقدر لنا اللقاء رغم كل شيء، أعي بأن زواجنا كان مختلف لكنه ناجح وسمر لا تتوانى في إثبات ذلك! أنها لم تقرر الزواج محض صدفة أو لحظة حزن بل ليقينها فيما طلبت!"
أحست سمر بالغبطة الشديدة لحديث عمران الذي بات يفهمها جيدا في حين هو أكمل قائلا لعمه الذي تهللت أساريره:
" كنت فقط قلق في البداية أن لا تتأقلم سمر مع الحياة هناك، لكنها وكأنها عاشت في قريتنا طوال عمرها!"
" هل أخبرك سرا يا عمران عن ابنة عمك!"
قالها صلاح بينما يخلع نظارته الطبية ويضعها على المنضدة لتنتبه كل حواس عمران وهو يهز رأسه بموافقة ترافق كلمة نعم حين قال صلاح:
" عندما تركت القرية وجئت إلى هنا، أول من تأقلم على الحياة كانت ندى أما سمر فأتعبتني كثيرا!"
هنا ضيق عمران عينيه بتساؤل بينما أكمل عمه بعد تنهيدة:
" سمر أحيانا يظهر عِندها أو أنها تبدو غير اجتماعية لكنها في الحقيقة كانت تحب القرية كثيرا ، انا نفسي لم افهم ذلك إلا حين جئت إلى هنا واكتئبت سمر وظلت تهلوس في نومها بالعودة، كانت تبكي أثناء نومها تنادي لأن تعود!"
كان عمران لا يصدق ما يسمعه فهي دوما كانت بعيدة عن الكل، تضع حواجز، كان يظن بأنها نالت جائزة حين تركت بلدهم كما أنه لأول مرة يعلم أن أحلامها تلك ترافقها منذ الطفولة، أي أنها كلما اختنقت غابت في أحلامها والأمر ليس جديد، أخرجه عمه من شروده وهو يقول:
" ظلت ابنة عمك فترة حتى تأقلمت على الحياة هنا، ولكنها لم تعقد صداقات، ظلت في وحدتها حتى انني تمنيت ان لم نرحل لكن هكذا هي الحياة!"
سأله عمران بدهشة:
" لم تخبرني قبل يا عمي!"
ليرد صلاح ببسمة :
" لم يكن هناك سبب لأحكي لك هذا أما اليوم وانا اراكما زوجين سعيدين فهذا حقك يا عمران فربما سمر حتى نست هذا!"
قلبت الأخيرة أكواب الشاي بينما يصلها صوت أبيها، تستعيد أيام طفولتها التي لن تنساها قط ولن تنسى أحلامها التي رافقتها لسنوات وهي تجري بأرض الجبالي تلهو بكرتها وتلقيها في شبكة كان عمران قد صنعها قائلا بأنها لأجله واصحابه لكنه لم يستخدمها بل هي دوما كانت ما تفعل وكأنه اصطنعها لأجلها، زفرت بخفوت ووضعت الأكواب على الصينية قبل أن تحملها بين يديها لتخرج لهما حين كان يقول عمران لأبيها:
" ليتك تحكي الكثير عن سمر!"
قاطعتهما بينما تضع الشاي على المنضدة ثم قالت مازحة:
" أشعر وكأنني كنت مسار حديثكما!"
ضحك أبيها وعمران فيما قال الأخير!:
" تشعرين أم سمعت يا سمر فالمطبخ قريب منا!"
ضحكت وهي تعطيهما الشاي ثم جلست بعدما أخذت كوبها بينما تقول:
" حقيقة سمعت كل الحديث، حتى أن أبي ذكرني بأيام لا تنسى!'
ابتسم لها أبيها وقال:
" لا زلت تذكرين!"
سحبت نفسا عميقا وزفرته ثم قالت بينما تحتضن قلادتها بكفها ليتعلق عمران بها:
" تلك أيام لا تنسى يا أبي!"
يتبع


آمال يسري غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 14-10-21, 09:19 PM   #525

آمال يسري

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية آمال يسري

? العضوٌ??? » 462711
?  التسِجيلٌ » Mar 2020
? مشَارَ?اتْي » 946
?  نُقآطِيْ » آمال يسري is on a distinguished road
افتراضي

جلست ندى على السرير بتعب بينما تمسد أسفل بطنها، تتأوه بخفوت في حين كان علي يمسح وجهها بالمنشفة والذي غمرته بالماء من لحظات بعدما كانت تحاول أن تفرغ معدتها مما فيها دون جدوى، لتجد أنه مجرد إحساس لا أكثر، وضع المنشفة جانبا وازاح خصلات شعرها البنية عن جانب وجهها ثم سألها:
" تشعرين بتحسن!"
التفتت له بتعب بينما تقول:
" أنا بخير مجرد وجع بسيط سيزول بعد قليل!"
داعب وجهها بأنامله ثم همس:
" سأجهز لك شيء دافيء وغدا سنذهب إلى طبيب!"
هزت رأسها بلا بينما تعتدل لتصعد على السرير ليقوم علي بلهفة ويأخذ ساقيها يرفعهما على السرير، ثم يدثرها بالغطاء قبل أن ينحني قربها ويطبع قبلة عميقة على جبينها، جلس على طرف السرير ثم قال لها بحنو:
" بل سنذهب لطبيب، أنت متعبة منذ ساعات والألم لم يزل بعد! لا اعلم لم تصرين أن لا يراك طبيب"
" الأمر لا يستدعي!"
همست بها ندى ليرد علي مستنكرا:
" ماذا تقولين يا ندى؟! ولو مهما كان في نظرك لا يستحق وجب الاطمئنان!"
وقف من مكانه بينما يقول:
" والآن سأجهز مشروب دافيء!"
رمقته بنظرة طويلة بينما يخرج من الغرفة ثم تحسست بطنها بأمل تهمس بخفوت:
" هل ما أتوقعه صحيح!؛ معقول سيأتي أول طفل من الأثنى عشر!"
جاهدت كثيرا كي لا تخبر علي حتى لا تعشمه فيحزن حتى أنها إلى الآن لا تستطيع تجريب الاختبار الذي اشترته من الصيدلية حين كان علي بالعمل، تحتاج لضعف طاقتها لتفعل هذا، لا تعلم لما القلق، كان عليها استخدام الاختبار في وجود علي كي يشجعها على ما لم تستطع طوال اليوم، أرخت أهدابها تفكر بأنه من الأفضل أن تستمع لكلام علي ويذهبا للطبيب كي يطمئنهما، قطع شرودها صوت خطوات علي الذي قال وهو يقترب:
" اشربي هذا سيكون جيد لك!"
رمقت المشروب بتفحص حين وضعه على على الكومود لينظر لها بدهشة فيما يقول:
"لماذا تنظرين هكذا ؟!"
هزت كتفيها بينما تقول:
" علي، لا أريد قرفة!"
ضيق عينيه قائلا:
" تحبينها، رأيتك مرات قبل زواجنا تشربينها!"
مطت شفتيها وقالت:
" هذا قبل الزواج لكني سمعت أنها تسبب تقلصات في الرحم!"
لم يفهم علي للحظة بينما هي أضافت وهي تبعد الصينية:
" لن أشربها حتى أطمئن من الطبيب!"
شهقة عالية من علي، يحس بقلبه يرتجف وهو ينحني يضم وجهها بكفيه قائلا بفرحة واضحة:
" ندى، أنتِ ….؟!"
هنا علمت بأن حديثها قد أظهر ما كانت تنتوي إخفاءه لترد عليه موضحة:
" لا أعرف يا علي، مجرد شك!"
أسبلت أهدابها وهي تعتدل، تفتح درج الكومود ليترك علي وجهها بينما يتساءل عما تفعل حين أخرجت الجهاز الصغير لاختبار الحمل الذي ابتاعته وقالت:
" اشتريت هذا اليوم لكن لم أقو على استخدامه!"
غمز لها قائلا:
" تحتاجين لتشجيع!"
ابتلعت ريقها وضمت نفسها لصدره قائلة:
" سننتظر لنزور الطبيب!"
ضمها علي برفق وهمس بلطف شديد:
" كما تحبين قلب علي!"
أبعدها بهدوء عن صدره قبل أن يعتلي السرير ويتمدد جانبها، يفرد ذراعه أسفل رأسها ويضمها له ، يحس بقلقها فضمها له قائلا:
" كل ما يأتي الله به خيرا يا ندى، ثقي في ذلك لذا نامي قريرة العين!"
كلمات علي كانت تتوغل في قلب ندى كالسحر لتسبل أهدابها تناشد النوم الذي يصارعه تفكيرها، أحست بكف علي تلامس يدها المرتاحة على بطنها ! لتختلس النظر له فوجدته قد أغمض عينيه، ظلت تحدق فيه للحظات، تتمنى لو كان ما تتمناه حقيقة وترى السعادة في وجه علي بطفل يجمعهما وعلى تلك الفكرة أغمضت عينيها هي الأخرى، تحلم بطفل يشبه علي، شكلا وروحا !.
★★★
ما إن انتهى العشاء ، أصر صلاح أن تبيت سمر وزوجها في الغرفة التي دوما ما كان يبت فيها عمران فوق السطح حيث سيكونا أكثر حرية ورغم رفضهما إلا أنه لم يستمع لهما لتكون في النهاية الغرفة هي الملاذ لمبيتهما ليسبق عمران بالحقائب يضعها في الأعلى ثم عاد لها حين تأخرت في الصعود!.
تصعد سمر السلالم بثقل شديد ومع كل درجة تحس بنفسها تكاد تقع، تحمد الله بأن ذراع عمران تلتف حول خصرها وإلا كانت الآن تهبط الدرجات التي صعدتها أو تقع أرضا، فكل درجة من هؤلاء تحمل ذكرى مُرة عليها، تذكر نفسها وهي تصعد كي تحدث عمران ليلة عقد قرانهما فتنحبس الأنفاس في صدرها، تحاول أن تطردها لتتنهد بعلو بينما يتابعها عمران بحزن على حالها، يعي بأن كل ألامها تعود نوبة واحدة، هو الآخر يحس بألم يسري في صدره دون إرادته، يدرك بأن عليهما تخطي هذا الأمر سويا، يديهما تتمسك ببعضها كي لا ينهارا، يحتاجا لدعم بعضهما، اختلست سمر النظر له لتجد وجهه بدا متغيرا بعض الشيء وكيف لا تعرفه وهو حبيبها الذي أصبح جزء منها، تمنت لو هرولت عائدة لقريتهم حيث بيتهم، تاركة كل الذكريات الأليمة خلفها، هنا يقبع وجعها!.
توقف كلا منهما على أعتاب السطح، ينظران للمكان بتشتت شديد، تحس بذراع عمران تقربها له فتنظر له بوله، هذا الرجل دوما عند حسن ظنها، فكرت بأنه ما إن يصعد لهنا سيغادر ذراعه خصرها لكن العكس يحدث، ذراعه تلتف بلطف حول خصرها لتديرها له لتسبل أهدابها عنه، جاهد بكل قوته أن يجعل ما حدث هنا سابقا مجرد ذكرى لا تشوش على علاقته معها، هو يحبها ومدرك لمدى حبها له، يوقن لكل التغير التي جاهدت كي تصل له، يثق في سمر الجديدة التي حولت ما كان بينهما من حاجز صلد إلى حب ينمو كل لحظة ، تسقيه دون سأم أليس عليه هو الآخر تخطي الحاجز المؤلم..
هنا رفع وجهها بأنامله لتتشابك عينيهما لتتعلق بها سمر مليا حين همس:
" سمر، كلانا يعلم بأن هنا مؤلم لنا!"
أطبقت عيناها بقوة حين سمعته يقول:
" لكن حبنا يمحو تلك الفترة من حياتنا يا سمر!"
فتحت عيناها ببطء و نظرت لموضع قدميها، تذكر صرخة عمران لتنهمر دمعتها على أنامله هامسة:
" أتراك سامحتني يا ابن عمي!؟"
قابلها الصمت مليا ليهتز قلبها خوفا قبل ان يجيبها:
" لو لم أفعل ما كنتِ أصبحت زوجتي بما تعنيه الكلمة من معنى !"
تعلقت بوجهه بينما يتابع:
" علينا مساعدة بعضنا لتخطي هذا، هنا سيكون محطة دائمة لنا حين نزور أبيك فلو لم نفعل ستكون كل مرة أشواك لنا!"
تهربت من النظر في عينيه، ودست أناملها في شعرها الذي قد فكت عنه حجابه بينما تسير بعيدا عنه عند المنضدة التي جمعتهما بعشاء يوما ما، وقتها كلا منهما كان يخاف النظر في وجه الآخر، جلست على الكرسي ولامست المنضدة بتوتر تصفعها الذكريات واحدة تلو الأخرى، تمسح دموعها التي تنهمر دون إرادتها، تسمع عتاب عمران، ترى قدمه وهي تدهس سيجارته حين كان يحدثها يومها، تغوص في المقعد وهي تستعيد نظرته الغاضبة، يخبرها بأن ربما هناك امرأة تعلق بها وهي أخذت مكانها فازدادت شهقتها، اقترب منها عمران ليسحب كرسي ويجلس قبالتها، يمسح وجنتيها حين نظرت له قائلة :
" عمران!"
همس بخفوت:
" نعم…"
جاهدت كي تمنع الحديث ولا تسأل هذا السؤال الملح على عقلها والذي قد تكون إجابته كسر لظهرها لكنها لم تستطع إلا أن تنطق به حين قالت:
" هل حقا كانت هناك أنثى في حياتك وأنا أخذت مكانها!"
هنا ارتد عمران في جلسته، يحس بتوتر شديد، يرجو لو استطاع أن يحكي لها قصة ابن عمها العاشق لها لكنه لم يقدر على النطق بينما يرى الخوف في عينيها، قلق من فقدانه، قلق من أن تكون أخرى تعيش في قلبه وهو الذي لم يعرف الحب إلا لها ومعها، تنهد يمنع توتره ثم همس:
" دعي الماضي مغلق عليه بابه يا سمر، دعينا لا ننبش فيه!"
أحست سمر بالندم الشديد أنها سألته، التفتت عنه تنظر للأضواء التي تنعكس على سطح بيتهم، تكتم آهة عالية تكاد تشق صدرها حين أحست بكفي عمران تحتضن يدها لتعود للنظر في عينيه الدافئتين اللتين تمنت لو تقبلهما لكنها أحست بأنها سارقة، هنا يذكرها بسرقتها الشنيعة!؛ هنا يؤلمها!؛ هنا كنصل سكين حاد يؤلم جسدها، انتفضت من مكانها لتتحرك من أمام عمران تذهب تجاه السور، تلفحها نسمات الهواء الباردة، تتطاير خصلات شعرها حين تحرك عمران ووقف خلفها ليديرها له قائلا:
" سمر، هكذا سنظل حبساء الماضي!"
" اليوم تأكدت بأن هنا كأشواك لي، هنا يذكرني بوزري، بسرقتي وأنا آخذ حق غيري!"
هتفت سمر مختنقة ليرمش بعينيه لا يصدق ما تقول ليمسك ذراعيها وينظر في عمق عينيها قائلا بتأكيد:
" ابنة عمي لم تكن يوما سارقة!"
ابنة عمه، نطقها أم تحلم!؛ لقد منع قولها منذ هذا اليوم، أخبرها حينها بأنها لا تستحق أن يقول لها ابنة عمي، الآن نطقها أم يخيل لها، تبسم لها بحنو ولثم شفتيها بخفة قبل أن يستطرد:
" ابنة عمي، أنا أعطيتك قلبي طوعا فلا تخافي أبدا!"
قالها مرة أخرى، ابنة عمي، قلبه لها طوعا وليس إكراها، على هذه الأفكار تعالت نبضات قلبها كما لو كانت تجري في سباق حين حملها فجأة بين ذراعيه لينتزع منها شهقة وهي تتعلق برقبته بينما يقول بصوته الأجش الممتزج بعاطفته الحارة وهو ينظر لوجهها الحبيب:
" ابنة عمي، علينا وضع ذكريات حلوة بهذا المكان!"
أحست بدموعها تجف وهي تضم رأسها لصدره بينما يسير بها لغرفة نومه التي طالما رافقته أحلامه، وضعها برفق على السرير ثم همس قرب أذنها:
" سيشهد كل إنش في هذا المكان على حبنا يا ابنة الجبالي!".
★★★

انتهى الفصل وعذرا للتأخير وأتمنى أن ينال إعجابكم ولا تنسوني من رأيكن ليعوضني بعض من تعب كتابة الفصل مرتين وفي ظل الظروف التي كانت هذا الأسبوع وإن لم ينل اعجابكم أتمنى ان تلتمسوا لي عذرا 🙏🤗💜


آمال يسري غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 15-10-21, 10:30 AM   #526

shezo

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية shezo

? العضوٌ??? » 373461
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 10,094
?  نُقآطِيْ » shezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond repute
افتراضي

مرحبا".البقاء لله حبيبتي تغمد الله خالك برحمته وادخله فسيح جناته واظله في ظله يوم لا ظل إلا ظله وتغمدكم جميعا بالصبر والسلوان "
فلله ما أعطي ولله ما أخذ ولا يبقي لنا سوى الدعاء بالرحمة وتلاوة القرآن هى هديتك الواصلة إليه نورا ورحمة


shezo متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-10-21, 04:39 PM   #527

shezo

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية shezo

? العضوٌ??? » 373461
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 10,094
?  نُقآطِيْ » shezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond reputeshezo has a reputation beyond repute
افتراضي

مرحبا."ما زالت نغم بحياته"
أحسنتي غاليتي بان أوجدتي سبيلا لنجاة نغم كي تظل بحياته وإلا كنت حزنت كثيرا.
إذ ليس من المعقول أن يعيث المجرمون في الارض فسادا ويرحل الصالحون تاركين كل اماكنهم لشرار الارض الذين يتمنون لما انتهت أعمارهم ابدا مهما بلغت مساوئهم.
التمس لنغم العذر علي أن ما فعلته كان تحت تأثير الصدمة والإنهيار وطبيعة نشأتها وحيدة في صراع مع الدنيا ومع احط البشر.
لكن لا التمس العذر أبدالأى إنسان يتخلص من حياته.. من حياة لا يملكها بل هى ملك خالقها تعود اليه حين ينتهي الأجل فأعمارنا سهم أطلق من لحظة ميلادنا تنتهي بوصول السهم الي مرشقه وليس لنا أن نعترض طريق هذا السهم مهما بلغت آلامنا ومعاناتنا.
نغم بصفة خاصة كان لها أن تحمد الله أن جاءت نجاتها علي يد أحمد للمرة الثاتية وتقبل الزواج منه ليست مرغمة تحت اى مسمي فلا يوجد رجل يتزوج إمراة شفقة.
لكني لا ادرى ما بالهم رجال روايتنا لا يصرحون بكلمة الحب صراحة فتظل ملامح الحيرة والقلق لدى الطرف الآخر ويتحول أحمدبدلا من ملجأ إلي منقذ لحين إشعار آخر.
وبنفس الوقت يأخذحق نغم من كريم وهالةفامثالهما يزداد خطره عندما يفسد مخططه.
وإن كنت ارى ان طرد هالة من عملها بإيعاز من أحمد غير موفق فحرمان المرء من فرص العمل يجعله كالحيوان المسعور وليس لديه ما يخسره وقديما كانوا بقولون إحذر من عدوك المهزوم.
"يا هلا بسمر عمران" اشتقنا لهم حقا منذ أغلقوا بابهم بوجهنا ونحن سامحنا.
عوض الله ليس أجمل منه فسمر نالت أخيراإستقرارها وحب حياتها وعرفت ماذا تريد وعمران نال ما ظنه مستحيلا.
زيارتهما المؤجلة لوالدها كانت بردا وسلاما علي الجميع الذى اطمأن قلبه بالسعادة وأن يعرف عمران بعشق سمر للقرية يثلج صدره فحبيبته لم تكن تنفر منها كما كان يعتقد أن هذا سببا يمنع زواجهما.
ولكنها أقدار الله وكلا في ميعاده.
وكما يتعاقب الليل والنهار تتعاقب التغيرات فما كان شاهدا علي الخطأ والألم صار شاهدا علي الحب وغرفةالسطوح التي كان يقطنها عمران زائرا صارت مستقرا وشاهدا علي عشقهما.
ولكن لا ادرى لماذا لم يريحها وينفي وجود أخرى بحياته غيرها كان ليزداد رصيد عشقه بقلبها.
"قاب قوسين أو ادني"خالد ونورا وخطوات متأنية أتت بثمارها .
خالد مشاعره تجاهها ثابتة لم تتغير بينما هى لا تدرى ما أصابها فبغيرتها عليه يتأكد شكها في أنها تحبه ولكن هاجسها أن يكون من طرف واحد مثل أحمد ربما هو ما يضع القيود لتعبر عما بنفسها وخالد يتبع سياسة النفس الطويل حتي لا يربكها وتكون واثقة من مشاعرها.
لكنه القليل جدا حتي يتصارح القلبان ويكون ايضا عوض الصبر الجميل.
"أول الغيث طفلا"ندى وإحتمال حملها الكبير سيغير الكثير من الأشياء بنفسية ندى وربما يكون شفاءا لداء الغيرة الغير منطقي فوجود طفل يرسخ العلاقة الزوجية أكثر خاصة اذا كان الزوجان متحابان.
سلمت يداكي حبيبتي علي الفصل الجميل الذى احتوى الكثير والجديد.
وأعانك الله أنك اضطررتي لكتابته مرتين رغم الظروف
أكرمك الله حبيبتي واصلح لك الاحوال


shezo متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-10-21, 07:15 PM   #528

ساءر في ربى الزمن
 
الصورة الرمزية ساءر في ربى الزمن

? العضوٌ??? » 354980
?  التسِجيلٌ » Oct 2015
? مشَارَ?اتْي » 546
?  نُقآطِيْ » ساءر في ربى الزمن has a reputation beyond reputeساءر في ربى الزمن has a reputation beyond reputeساءر في ربى الزمن has a reputation beyond reputeساءر في ربى الزمن has a reputation beyond reputeساءر في ربى الزمن has a reputation beyond reputeساءر في ربى الزمن has a reputation beyond reputeساءر في ربى الزمن has a reputation beyond reputeساءر في ربى الزمن has a reputation beyond reputeساءر في ربى الزمن has a reputation beyond reputeساءر في ربى الزمن has a reputation beyond reputeساءر في ربى الزمن has a reputation beyond repute
افتراضي

البقاء لله الله يرحمه ويغفرله ويعينكم على فراقه

ساءر في ربى الزمن غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-10-21, 02:15 AM   #529

حوراء حور

? العضوٌ??? » 458627
?  التسِجيلٌ » Dec 2019
? مشَارَ?اتْي » 211
?  نُقآطِيْ » حوراء حور has a reputation beyond reputeحوراء حور has a reputation beyond reputeحوراء حور has a reputation beyond reputeحوراء حور has a reputation beyond reputeحوراء حور has a reputation beyond reputeحوراء حور has a reputation beyond reputeحوراء حور has a reputation beyond reputeحوراء حور has a reputation beyond reputeحوراء حور has a reputation beyond reputeحوراء حور has a reputation beyond reputeحوراء حور has a reputation beyond repute
افتراضي

اولا البقاء لله يا أموله

فصل جميل 😍
نغم بحسها أحيانا أنو بدها اتعيش السعادة بس حاسه حالها كأنو مابتستاهل تكون سعيدة .. و بتمنى كلام أحمد يطلع بنتيجه

نورا و خالد محلاهم و هما منسجمين❤ نورا شوي شوي حتعرف إحساسا تجاه خالد شو هو

سمر و عمران 😘😘 بتمنالهم السعادة
ما بقدر اصبر لأعرف شو قصة السنسال 😩 أموله قفلة شريره


حوراء حور غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-10-21, 08:55 PM   #530

آمال يسري

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية آمال يسري

? العضوٌ??? » 462711
?  التسِجيلٌ » Mar 2020
? مشَارَ?اتْي » 946
?  نُقآطِيْ » آمال يسري is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة shezo مشاهدة المشاركة
مرحبا."ما زالت نغم بحياته"
أحسنتي غاليتي بان أوجدتي سبيلا لنجاة نغم كي تظل بحياته وإلا كنت حزنت كثيرا.
إذ ليس من المعقول أن يعيث المجرمون في الارض فسادا ويرحل الصالحون تاركين كل اماكنهم لشرار الارض الذين يتمنون لما انتهت أعمارهم ابدا مهما بلغت مساوئهم.
التمس لنغم العذر علي أن ما فعلته كان تحت تأثير الصدمة والإنهيار وطبيعة نشأتها وحيدة في صراع مع الدنيا ومع احط البشر.
لكن لا التمس العذر أبدالأى إنسان يتخلص من حياته.. من حياة لا يملكها بل هى ملك خالقها تعود اليه حين ينتهي الأجل فأعمارنا سهم أطلق من لحظة ميلادنا تنتهي بوصول السهم الي مرشقه وليس لنا أن نعترض طريق هذا السهم مهما بلغت آلامنا ومعاناتنا.
نغم بصفة خاصة كان لها أن تحمد الله أن جاءت نجاتها علي يد أحمد للمرة الثاتية وتقبل الزواج منه ليست مرغمة تحت اى مسمي فلا يوجد رجل يتزوج إمراة شفقة.
لكني لا ادرى ما بالهم رجال روايتنا لا يصرحون بكلمة الحب صراحة فتظل ملامح الحيرة والقلق لدى الطرف الآخر ويتحول أحمدبدلا من ملجأ إلي منقذ لحين إشعار آخر.
وبنفس الوقت يأخذحق نغم من كريم وهالةفامثالهما يزداد خطره عندما يفسد مخططه.
وإن كنت ارى ان طرد هالة من عملها بإيعاز من أحمد غير موفق فحرمان المرء من فرص العمل يجعله كالحيوان المسعور وليس لديه ما يخسره وقديما كانوا بقولون إحذر من عدوك المهزوم.
"يا هلا بسمر عمران" اشتقنا لهم حقا منذ أغلقوا بابهم بوجهنا ونحن سامحنا.
عوض الله ليس أجمل منه فسمر نالت أخيراإستقرارها وحب حياتها وعرفت ماذا تريد وعمران نال ما ظنه مستحيلا.
زيارتهما المؤجلة لوالدها كانت بردا وسلاما علي الجميع الذى اطمأن قلبه بالسعادة وأن يعرف عمران بعشق سمر للقرية يثلج صدره فحبيبته لم تكن تنفر منها كما كان يعتقد أن هذا سببا يمنع زواجهما.
ولكنها أقدار الله وكلا في ميعاده.
وكما يتعاقب الليل والنهار تتعاقب التغيرات فما كان شاهدا علي الخطأ والألم صار شاهدا علي الحب وغرفةالسطوح التي كان يقطنها عمران زائرا صارت مستقرا وشاهدا علي عشقهما.
ولكن لا ادرى لماذا لم يريحها وينفي وجود أخرى بحياته غيرها كان ليزداد رصيد عشقه بقلبها.
"قاب قوسين أو ادني"خالد ونورا وخطوات متأنية أتت بثمارها .
خالد مشاعره تجاهها ثابتة لم تتغير بينما هى لا تدرى ما أصابها فبغيرتها عليه يتأكد شكها في أنها تحبه ولكن هاجسها أن يكون من طرف واحد مثل أحمد ربما هو ما يضع القيود لتعبر عما بنفسها وخالد يتبع سياسة النفس الطويل حتي لا يربكها وتكون واثقة من مشاعرها.
لكنه القليل جدا حتي يتصارح القلبان ويكون ايضا عوض الصبر الجميل.
"أول الغيث طفلا"ندى وإحتمال حملها الكبير سيغير الكثير من الأشياء بنفسية ندى وربما يكون شفاءا لداء الغيرة الغير منطقي فوجود طفل يرسخ العلاقة الزوجية أكثر خاصة اذا كان الزوجان متحابان.
سلمت يداكي حبيبتي علي الفصل الجميل الذى احتوى الكثير والجديد.
وأعانك الله أنك اضطررتي لكتابته مرتين رغم الظروف
أكرمك الله حبيبتي واصلح لك الاحوال
مرحبا طاقتي الإيجابية التي حين افتح المنتدى وأقرأ رأيها أستعيد شغفي وطاقتي بل أضعاف...
أنا لا أستطيع الدفاع عن نغم كونها ضعفت لكن ربما ضعفها تلك اللحظة أعاد نغم القوية التي لن تستسلم أبدا للوجع..
شكرا شيزو لأنك معي 💜🤗🤗🤗ولدعمك الدائم لي


آمال يسري غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:45 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.