آخر 10 مشاركات
زوجة اليوناني المشتراه (7) للكاتبة: Helen Bianchin..*كاملة+روابط* (الكاتـب : raan - )           »          لعنتي جنون عشقك *مميزة و مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )           »          لك بكل الحب (5) "رواية شرقية" بقلم: athenadelta *مميزة* ((كاملة)) (الكاتـب : athenadelta - )           »          ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          وَ بِكَ أَتَهَجَأْ .. أَبْجَدِيَتيِ * مميزة * (الكاتـب : حلمْ يُعآنقْ السمَآء - )           »          عروسه المقامرة (63) للكاتبة Rebecca Winters .. كاملة مع الروابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          عشيقة الإيطالي (1) للكاتبة: Jacqueline Baird *كاملة+روابط* (الكاتـب : monaaa - )           »          جنون المطر (الجزء الثاني)،للكاتبة الرااااائعة/ برد المشاعر،ليبية فصحى"مميزة " (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          لعبة القدر -بيتي نيلز - عدد ممتاز - عبير الجديدة (الكاتـب : Just Faith - )           »          عشق مطعم بالمُر -قلوب أحلام زائرة -للكاتبة::يمنى عبد المنعم*مكتملة* (الكاتـب : noor1984 - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree1055Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 04-02-21, 08:59 PM   #71

آمال يسري

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية آمال يسري

? العضوٌ??? » 462711
?  التسِجيلٌ » Mar 2020
? مشَارَ?اتْي » 946
?  نُقآطِيْ » آمال يسري is on a distinguished road
افتراضي جئت إلى قلبك لاجئة 💜


الفصل الرابع
★★★
يا ساكنة قلبي ومالكة عقلي لكِ في القلب نبضة، لا تدق لسواكِ، وأهداكِ عقلي مفاتيحه، فكيف لي أن أنساكِ..
★★★
( رد لي قلبي)
★★★
تلاعب خصلات شعر ابنتها الحبيبة والتي قد اشتاقت لها، بينما نورا تغمض عينيها وابتسامة رائقة تداعب شفتيها فيما كان جلال يجلس على الأريكة المقابلة لهما؛ يتأملهما براحة، قلبه يحتضنهما بفرحة؛ فأخيرا التقى شمل عائلته في فيلا منصور.
همست أمها بينما يدها لا زالت تغوص في خصلات شعرها القصيرة« متأكدة من قرارك نورا!؟».
انتبه جلال من شروده على صوت أمه و انتابه قلق أن تثني نورا عن القرار الذي اتخذته والذي أزرها فيه موافقا دون مواربة، لكن خوف أمه ربما يكون أكبر منه ومن أخته، وعلى الرغم من ذلك قرر أن لا يتدخل في حديثهما، فلو تراجعت نورا؛ هذا يعني بأنها غير مقتنعة من الأساس، نظر لكلتيهما متنبها، بينما نورا جلست واستدارت لأمها، طويت رجليها تحتها قبل أن تحتضن ذراعي أمها بأناملها الرقيقة، قائلة في هدوء«أمي، أعلم مدى قلقك وأقدره»
صمتت لحظة ربما طالت بينما تتأمل أمها بعينيها الرماديتين التي تشابهت مع عينا جلال بلونهما الرمادي الغامق، شعرها الأسود الطويل الناعم الذي ظهر الشيب عليه في حين أنها قبل ذلك لم تكن لتسمح بشعرة بيضاء واحدة تظهر، وجهها الذي كان منذ سنة من الآن فقط كوجه فتاة بالعشرين، لا تصدق بأنها أم لشاب وشابة في سنهما!، أما الآن وقد كبر كلا منهم سنة إلا إنها رسمت تجاعيد بوضوح على وجه أمها وشقت تلك التجاعيد طريقها في قلبها كما تعلم أنها رسمته بقلب اخيها ولا تستطيع أن تنكر ذلك، انهيارها الذي لم يكن لها ذنب فيه سوى حب لن يرى الشمس كان سبب في غياب شمس عائلتها ، لامت نفسها وهي تتيقن من أن الشيخ حل محل الشباب الذي كان يحيط بكل أفراد عائلتها يوما ما!.
رسمت ابتسامة شاحبة على وجهها ثم أضافت بصوت خافت لكن بدا مرتجف بعض الشيء« أنا قررت هذا بعد تفكير طويل، علي أن اواجه نفسي وأرى صدى شفائي يا أمي»
دمعتان تأرجحتا بعينيها؛ لم يغادرا مكانهما، ثم أضافت «هل سأظل أتخفى كالمجرم الذي ارتكب جرم؟»
تبادلت النظرات مع أمها الذي كان قلبها ينشق لأجلها وتلك المعاناة التي تحاول ابنتها إخفائها دون أن تفلح، ثم أكملت نورا بثقة« أنا لن أعود فيما انتويت، سأبدأ عملي الذي تركته دون أن أبدأه قبل عام، حيث مكاني بشركة أبي وشريكه رحمهما الله، مساعدة لأخي جلال» أرخت نظرها عن عيني أمها فيما هدأ صوتها وهي تقول«ومساعدة لأحمد، أي على نفس اتفاقي مع أخي وأحمد قبل سنة حتى أتعلم ويعلو منصبي!».
تنهد جلال براحة وهو يرى أن أخته ستواجه نفسها قبل أحمد، أنها لن تهرب منه فيكفيها عام مضى من الألم؛ الآن عليها أن تعيش قربه دون أن يكون هذا ذا أثر عليها!!، أما أمهما فلم تخف حدة قلقها، هزت نورا رأسها بيأس وهي ترى قلق أمها الواضح الذي وكأنه أصبح احد معالم وجهها، أما جلال فقد قرر أن يتخلى أخيرا عن صمته ويقوم من مكانه كي يقتحم جلستهما؛ يجلس بينهما، يأخذهما تحت ذراعيه، قبل أن يقول برواق متغاضيا عن القلق الذي يلوح بالأفق « جميلات عائلة منصور، أرجو الانتباه قليلا»، التفت إلى أمه محاولا رسم معالم جدية ومواراة تلك البسمة على شفتيه قبل أن يتابع تحت نظراتهما المنتظرة لحديثه« هناك فرصة جاءت لابنك البكر أن يكون مديرا مسيطر»صمت يرفع حاجبه بمكر قبل أن ينغز نورا في غمازتها بينما الأخيرة رمقته بنظرة مغتاظة؛ تلكزه بخفة في كتفه قائلة«غليظ»
فتراقص بحاجبيه بينما يلتفت لأمه يسترسل في كلامه « ستعود ابنتك كل يوم تترنح من تعب العمل، ياللهول سيكون الأمر ممتعا»
ضحكت ماجدة برواق وقد استطاع جلال كعادته أن يخرجها من دوامة حزنها وقلقها، أما نورا فضحكت بخفوت تعلم بإن جلال يسحبهما من ألمهما بينما هو ضمها أكثر يهمس بصوت وصلهما«زهرات قلبي ».
أراحت نورا رأسها على صدر أخيها؛ دفئها وسندها و الذي ضمها أكثر كي يبث لها أمانا طالما أحاطها به.
★★★★
تقف سمر أمام خزانة ملابسها وقد لاحت على وجهها الحيرة، منذ تحدثت مع صديقها الفيسبوكي عبر الهاتف واتفقا أن يتقابلا أخيرا، وهي تشعر بأنها في حيرة بكل شيء، ليس فقط فيما سوف ترتديه، بل هل حقا ما ستفعله صحيح!؟، كيف سيكون لقاؤها مع رجل تراه لأول مرة واقعا أمامها، نعم هما تحدثا كثيرا لكن لقاء الواقع مختلف، هل ستتحول مشاعرها من مجرد راحة للحديث معه إلى حب كما تمنت؟!؛ حب يحيي خريف قلبها الذي لا يزهر ولا تعلم سبب ذلك!. لامست يدها فستان صيفي، بينما اليد الأخرى مسدت خصلات شعرها السوداء، هزت رأسها برفض فهي لن ترتدي هذا فلقد قابلت به أحمد مرات كثيرة، عند تلك الفكرة نال وجهها تكشيرة واضحة؛ وتركت الفستان من يدها بينما قلبها يرتجف داخلها كأنه أصاب بنوبة برد عارمة، تركت خزانة ملابسها مفتوحة وبخطى ثقيلة؛ سارت تجاه سريرها، ألقت بجسدها عليه، ربعت رجليها، تنظر للخزانة المفتوحة بشرود، يعود لها صوت صديقها يصدح في رأسها(سوف نتقابل غدا سمر، اختاري مكانا وميعاد يناسباكِ)
رغم انتظارها له لكن رهبتها جعلت كل الأماكن بالنسبة لها غائبة إلا المكان الذي يجمعها دائما مع ندى وأحيانا مع أبناء عمها عمران وعلي، وكأن المكان سيكون أمنا بالنسبة لها هكذا، أجابته بصوت حاولت أن يكون هادئ على عكس ما يختلج قلبها(حسنا سنلتقي بتمام السادسة في[....])
صوت الهاتف أجفلها، ينتزعها من شرودها؛ انتفضت من مكانها تنظر إلى شاشته بشرود وكأنها لا تسمعه بينما صوت ندى العالي التي جاءت منذ لحظات تزامن مع صوت رنين الهاتف وهي تتحدث بالكثير دون أن تلتفت لها سمر التي تحدق في شاشة الهاتف كالمغيبة.
كان الاتصال قد انتهى في حين ذلك نظرت لها ندى بوجه عاتب وقالت«هذا أحمد!؟»
أشاحت سمر بوجهها عن ندى، هي تعلم جيدا ما ستسمعه منها، فمنذ علمت بأنها ستلتقي هذا الغريب وهي تلقي عليها بالمواعظ والنصائح والمحاذير وهي متأكدة بأن ندى ستعيد ما قالته قبل في حين أنها لا تريد ذلك فهي بحاجة إلى دعم؛ يكفيها التوتر الذي تشعر به الآن.
لكن هيهات أن تصمت ندى، جلست جانبها تربت على كتفها الذي تشنج بوضوح ليصل هذا إلى ندى التي قالت بصوت محب«سمر، حبيبتي، لا تفعلي ذلك، إن كنتِ اكتشفت عدم حبك لأحمد فأنا سأقف معك ونخبر عمي بذلك وهو لن يقف في طريقك، تعلمين ذلك»
الصمت الذي يرد عليها كان يثير حنقها من ابنة عمها التي تلقي بنفسها بالتهلكة فتابعت دون أن تهتم لصمتها ليقينها أنها تسمعها«أنتِ لا تريدي الاعتراف بصدق حديث عمي يوم ما، بأن حبك لأحمد ما هو إلا وهم من نسج خيالك، وبأن الأوهام مهما طالت تزول»
تنهيدة متألمة من سمر أجابتها لتتابع «ليست مشكلة أن نعترف بخطأنا ، بل التمادي فيه هو المصيبة والأكثر من هذا هو إضافة هم آخر»
ارتجف قلب سمر وهي تستشعر صدق حديث ابنة عمها، لكن مع هذا شيء داخلها يقف ضد موافقتها.
انتفضت سمر واقفة من جانبها وسارت بخطى مرتبكة تجاه الخزانة مرة أخرى وقالت كأنها لم تسمعها بينما تنظر لملابسها «اختاري معي، أي فستان أرتدي!؟»
ثم التفتت لندى التي تجهم وجهها قبل أن تتابع قولها«أم أرتدي بنطال وبلوزة، ربما أفضل؟»
وقفت ندى من مكانها وسارت تجاه سريرها بثقل يجثم على قلبها حيث حيرتها في أمر ابنة عمها وكيفية التصرف معها.
عادت سمر للنظر إلى خزانتها حينما جاءها الصمت جوابا من ندى، يدها تفحصت كل ملابسها، تأخذ هذا وتلقي بهذا على الكرسي الخاص بطاولة الزينة، ظلت في حيرتها حتى وجدت أخيرا مبتغاها، قالت بانتصار«نعم هذا يليق»
أخذت الفستان الذي اختارته بينما ترسم ابتسامة شاحبة لم تصل إلى قلبها، وقفت أمام المرآة تفرد الفستان على جسدها، بينما ترفعه تناظره بعينيها الباهتة، تحاول أن تتسع بسمتها دون فائدة فيما تزفر بصوت عالي، تستشعر بثقل يجثم على صدرها لا تعلم مصدره!.
يتبع💜💜


آمال يسري غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 04-02-21, 09:01 PM   #72

آمال يسري

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية آمال يسري

? العضوٌ??? » 462711
?  التسِجيلٌ » Mar 2020
? مشَارَ?اتْي » 946
?  نُقآطِيْ » آمال يسري is on a distinguished road
افتراضي

(مكتب جلال)
يجلس أحمد على الكرسي الموجود أمام مكتب جلال، بينما الأخير تحرك من على كرسيه خلف مكتبه، كي يجلس قبالته، ضغط جلال على الزر الموجود بجهاز أعلى مكتبه كي يخبر السكرتيرة بإحضار فنجانين من القهوة قبل أن يعود بنظره لصديقه قائلا وهو يستند بظهره على كرسيه«ها قد عدنا إلى ما اعتدنا صديقي العزيز»
ابتسم أحمد وهو يمسد لحيته القصيرة؛ المشذبة بعناية قبل أن يقول«وكم كنت أشتاق لجلسة كتلك، حتى عندما كنت أزورك بدبي بزيارتي القليلة، لم تكن مقابلتنا هناك تشبع شوق صداقتنا»
«لا فراق بعد الآن ياصديقي»
هتف بها جلال وهو يمد يده لأحمد كوعد بينهما! فقابلته يد أحمد بالمصافحة، تتسع بسمته قبل أن يقول« كفانا شر الفراق صديقي العزيز».
أخذ جلال فنجان قهوته والتي قد أحضرتها السكرتيرية منذ لحظات، يرتشف منه قبل أن يتابع وهو يرى وجه أحمد المتجهم والذي قد فقد حيويته التي اعتاد عليها«أراك ساهما يا أحمد على غير عادتك، وقد لاحظت هذا بأخر زيارة لك بدبي، هناك شيء يزعجك!؟»
شرد أحمد بنظره قليلا كأنه يفكر بشيء ما ثم سحب نفسا عميق وزفر بصوت عالي قبل أن يجيبه«دعك مني، ليس هناك شيء مهم، ربما من كثرة العمل»
ضحك جلال وهو يقوم من مكانه، يدور حول مكتبه ليجلس على كرسيه ثم استند على المكتب بيديه، قائلا برواق«إذن عودتي سوف تعيد لك حيويتك باش مهندس»
أخذ أحمد قهوته، ارتشف بعض منها بينما يضع رجل على الأخرى ثم التفت إلى جلال قائلا« نعم، هو كذلك صديقي» صمت لحظة قبل أن يضيف
«ربما أحتاج الفترة القادمة لإجازة »
رفع جلال حاجبه بدهشة وقال«إجازة؟!؛ هل قررت الزواج!؟»
«ليس بعد» قالها أحمد كرد قطعي لا جدال فيه، مما أثار دهشة جلال والذي كان قد أخبره صديقه بقرب زفافه وأنه حين عودته سوف يعرفه على زوجته المستقبلية التي لم يراها بسبب سفره المفاجئ قبل خطبة أحمد، تساءل جلال دهشا«لما، ألم يكن زفافك قريبا!؟»
ضحك أحمد بخفوت وعاد يرتشف من قهوته وقد شردت عيناه مرة أخرى يتذكر عينا سمر الشاردة عنه، تخفي بداخلها الفجوة التي حلت بينهما ثم قال بهدوء على عكس الضجيج داخله«يحدث أن تعيد لنا بعض المواقف حاجتنا لإعادة التفكير!»
ثم قام أحمد من مكانه يستأذن كي يذهب إلى مكتبه بينما عينا جلال لم يفتها الحزن البادي على ملامح صديقه.
« انتظر أحمد لم نكمل حديثنا» قالها جلال حينما هم أحمد بأن يلتفت عنه.
تنهد أحمد بصوت عالي يضع يديه على المكتب ثم قال « سوف نتحدث، لكنك للتو عدت، حينما ترتاح سوف نرغي كثيرا».
كاد جلال أن يرد لولا تلك النغمة من هاتفه الخلوي الموجود على المكتب تعلن عن اتصال!..
لتثبت عينا كلا منهما على شاشة الهاتف الذي تصدح نغمته دون هوادة!.
★★★★
ذات اليوم ليلا….
يتأمل أضواء القاهرة التي تلقي بجمالها على سطح بيت عمه بينما يرتاح برأسه على الكرسي الموجود جانب المنضدة التي وضعتها ندى لتكون ركن هاديء، ابتسم براحة شاكرا إياها في نفسه حيث أنها جهزت هذا المكان خصيصا لعلي وفي الحقيقة هو المستفيد، فأخيه يغط بنوم عميق بينما هو يتحدث مع النجوم بحديث يطول دائما.
نسمات الخريف تخبط بخفة في صدره العاري فيرتعش جسده بعفوية، مد يده يأخذ كوب الشاي يرتشف منه القليل، في حين ذلك يداعب أذنيه صوت أم كلثوم، بعيد عنك حياتي عذاب، أغمض عينيه يستمتع بصوتها وكلماتها تحيي أشواق وحنين يذيب قلبه ويلهبه بنار تكويه، زفر بصوت عالي يفتح عينيه متمنيا أن ينتهي الوقت هنا ببيت عمه، فقربه منها يهلكه، دائما ما يقضي وقته هنا بالسطح حيث يلقي بأشواقه في الفضاء الفسيح، عاد صوت أم كلثوم يخترق قلبه، ما تبعدنيش بعيد عنك؛ ماليش غير الدموع أحباب، معاها بعيش بعيد عنك، بينما ترتسم أمام عينيه سمر وهي تحدق في ذاك الفستان حين كانت مع ندى، تلمسه بوله وعينيها تبتسم له كأنه حبيبيها!؛ تنهد بعمق يتخيلها كما لو كانت ترتديه له!؛ ارتشف من الشاي واليد الأخرى تطرق بخفة على المنضدة مع ألحان الأغنية يهمس ولا زالت صورتها تداعبه« كأن هذا الفستان صمم لكِ ابنة عمي، لكن لن يكون لي الحظ بأن ترتديه لي!».
اعتصر عينيه في محاولة بائسة أن لا تجتاز حصونه المنيعة، يتنهد بصوت عالي بينما يفتح عينيه بتمهل يهمس بألم «غادريني يا ابنة عمي».
صوت يألفه جيدا أخرجه من حديثه الهامس، اتسعت عيناه بدهشة وهو يتأكد من الصوت إنها سمر!، لعن في نفسه بأنه لم يرتدي كنزة على سرواله القطني، لكن من أين يعلم بأنها ستأتي إلى هنا بتلك الساعة؟، بل لما صعدت من الأساس فهي لم تأتي هنا قبل ذلك؟!؛ وعند هذا الخاطر وصوتها الذي اخترق أذنيه مرة أخرى تنادي بإسمه«عمران»، انتفض من مكانه، يلتفت لها بارتباك بينما يراها تتقدم تجاهه، فقال بقلق«خير يا سمر، هناك شيء؟، عمي بخير؟»
اقتربت بخطوات متمهلة لتقف أمامه تماما، تنعكس على وجهها الأضواء الخافتة على سطح البيت مع تلك الإضائة من الخارج، خصلات شعرها السوداء المموجة، تحركها نسمات الخريف فيستنشق عبقها بعطر الورد، رائحة مميزة لابنة عمه، فستانها الكريمي بأكمامه القصيرة والذي ينسدل على قامتها الطويلة وجسدها الممشوق فكانت كاحدى أميرات ديزني، عيناها تلاقت مع عينيه التي تتشابه معه كثيرا، سوادها، رموشها الطويلة ، حاجباها الكثيفان رغم رسمها المتقن لهما يظلان بنفس الكثافة التي طالما ميزتهما، كان أبيها يتعجب قائلا«وكأن أمك كانت تنظر لعيني عمران، فتشابهتي معه».
انفرجت شفتيها المكتنزتين تهم أن تتحدث ولكن الكلمات تتلعثم بينهما بينما عمران تعلق بهما حيث لونتهما بلون أحمر غامق دائما ما يثير حنقه، حينما يراها تخرج به ويتصور الرجال ينظرون لها وهي بهذا الإغراء فتشتعل بقلبه غيرة لا يستطيع منعها، غضت بصرها عنه حينما تعلقت عيناها بصدره العاري حيث لم تعتد رؤيته كذلك، فسب أكثر بسره وهو يفهم مغزى التفاتها عنه، يشيح بوجهه الأسمر عنها يمسح براحة يده عليه ويعود لوجهها الذي لا يدري أيحتضنه بين كفيه أم يتأمله؟ وكلاهما يتمنى أن يفعل!.
أما هي فتناست خجلها وقالت «لا تقلق ليس هناك شيء، لكن ..»
سألها بتوجس بينما يده تغوص بخصلات شعره الكثيفة المشعثة «لكن ماذا؟!»
عضت على شفتيها تكتم تنهيدة عالية فأسبل جفنيه، يغض الطرف عنها لتعود قائلة بهمس«أشعر بالاختناق يا عمران!»
ضيق عينيه بدهشة فكيف لها أن تأتي تشكي، وله بالذات؟، تغاضى عن الأمر بينما هي تابعت وهي تربت على قلبها «قلبي ينزف يا عمران، ولا أجد سبيل لأن يكف النزيف»
تأوه بخفوت، واقترب الخطوة التي تفصلهما بتردد، يشعر بخفقات قلبه تهدر من نظراتها وصوتها المتألم.
قبض يده جانبه يعتصرها، يريد ضمها داخل قلبه وليس بين ذراعيه فقط، نفض عنه تردده بينما يمد راحة يده على شفتيها يضرب بخوفه من قربها عرض الحائط هامسا بصوت متحشرج «سلامة قلبك يا ابنة عمي، لا تقولي هذا»
دمعة انسابت على وجنتها، أنفاسها تتهدج، بينما شفتيها ترتجف تحت راحة يده التي وكأنها وجدت طريقها وأمنها فارتاحت هناك قبل أن تقول بوجع شق طريقه لقلبه«أريد لقلبي أن يجد مرساه يا عمران»
مسح وجنتها بأنامله بخفة، يده تعزف على وجهها كأنها آلة كمان وهو عازف محترف بأنامل بارعة خطت طريقها عليها، بإصبعه الإبهام شرد بينما يزيل حمرة شفتيها بخفة، يتأمل ملامحها التي طالما رآها طفولية ناعمة، همس بصوت أبح بينما يده لا زالت تداعب وجنتها واصبعه على شفتيها التي زادت رجفتها فأثارت قشعريرة على طول عموده الفقري«لا تبكي، أنا هنا»
تلاقت عيناها بعينيه وهو يتابع عزفه ناسيا كل شيء إلا هي، أنها أمامه، بين يديه، يرى خجلها في قربه واحمرار وجنتيها من لمسته، يحس برجفة جسدها التي لا يعلم من نسمات الخريف أم من قربه!.
جاءت له شاكية وجعها، والذي دائما ما يشعر به، لطالما رأي حزن دفين بعينيها وتمنى لو أزاله عنها، تبسم لها بعشق يراها مستسلمة لتهدئته كما لو كان مسكن لألامها ، إزدرد ريقه بينما ينحني بجسده قرب وجهها، يده تلتف حول خصرها، يهمس بخفوت قرب عنقها« أنتِ بقلبي وروحي يا ابنة عمي»
بينما يده الأخرى تغوص بخصلات شعرها السوداء التي تمنى أن يتنشقها وها هو نال ما أراد!، يرتشف من عبق الورد يملأ رئتيه، جذبها أكثر لصدره؛ كأنه يخفيها من كل أوجاعها، بينما هي تأوهت بخفوت قبل ترتاح يدها على صدره في موضع قلبه مباشرة، ترفع وجهها له لتتلاقى عينيهما هامسة بتساؤل« أنا بقلبك يا عمران؟».
أطبق على شفتيه يحاول مدارة شوق السنين يتأملها بوله يهمس لها « أنتِ ساكنة القلب، مرساكِ بروح عمران».
تعلق بشفتيها المنفرجة المرتجفة ببلاهة مما تسمع، أحس وكأنها تناديه أن يخفف عنها خوفها ورجفتها، وهو كان كريما لم يبخل و بخفة كانت تلك الرجفة تضيع بين شفتيه، يشعر بمذاقها الذي تمنى أن يعرف طعمها، غاب للحظات طوال، كأنه يعوض شوق السنين،يتذوقها على مهل ربما طال كثيرا،لا يشعر بأنه في حاجة للتنفس فهي أكسيجينه، غذاء قلبه الذي تمنى طوال سنين عمره.
وخزة بقلبه بدأت تعيد بعض من تعقله، بتمهل فك حصاره عنها بينما يشعر بسائل دافي يسيل على صدره، ينظر لشفتيها اللتين تحملان عبق أنفاسه، وجنتاها المشتعلتان من الخجل!، يعود بالنظر حيث الوخزة التي تثير حنقه والتي أعادته من غرقه فيها، ضيق حاجبيه وهو يرى راحة يدها لا زالت على صدره بينما سائل أحمر يسيل من تحتها!، يرسم خط كثيف قاني، وألم واضح يحس به، بينما سمر اتسعت عيناها بدهشة؛ تزداد أنفاسها علو وتخبط ما بين قُبلته التي أشعلت الحنين في قلبها له وتلك الدماء التي تراها على صدره، سحبت يدها تضمها لها بخوف هاتفة «لم أفعل، قلبك ينزف يا عمران»
وضع يده على صدره يتحسس موضع الدماء، وخزات داخله، تجعل النبض يخفت كأنه يودع تلك الحياة، نظرتها المزعورة، حشرجة صوتها وهي تعود قائلة لم أفعل، خوفها، تألمها، ينسيانه ألمه، شفتيها اللتان تذوقهما يربتان على وخزات قلبه، لكن هذا النبض تبا لما بدأ يهدأ؟، وكأنه سيفارق الحياة، تزيد الدماء ، يحاول التنفس وكأن الهواء قد فرغ من رئتيه ومن حوله، تراجعت هي بخوف أما هو أمسك عنقه يحاول أن يتنفس دون جدوى، شهقة عالية، ينظر حوله بعينين مزعورتين ،يلتفت حوله بأنفاس عالية كانت محبوسة داخله، يبحث عن ابنة عمه، وقف يمسح على خصلات شعره الكثيفة، ينظر لموضع قلبه، يلمس شفتيه وكأنه بالفعل تذوق مذاق من الفراولة أو ما شابه، لكنها ليست هنا ، زفر بحنق، انحنى يتخذ وضع الركوع، يستند براحتي يديه على ركبتيه؛ لقد غفا وصوت أم كلثوم أختفى،هل من المعقول أن يكون الشيطان أخذه لحلم كهذا، يهمس بها في قلبه المتألم فيعود برده داخله، لا، لا!.
يعتدل بجسده ينظر للسماء ونجومها، يستغفر الله على حلم لم يراوده يوم ولم يحدث قبل، عيناه تذرفان بهذا الدمع العزيز فيمسحه بظهر يده ويستغفر، يستند براحتي يديه على المنضدة؛ يشعر بأنفاسه اللاهثة كأنه في سباق، يهتف بصوت مخنوق كأنه يخرج من أعماقه« ما بالك يا ابن الجبالي!!، إلى أين أخذتك أحلامك!»
يصمت لحظة يحاول أن يهدأ من ضربات صدره، يتحرك تجاه السور، يتشبث بأنامله السمراء به ويتابع حديثه المختنق« تخون عمك وأنت بعقر داره، شرفك وعرضك تراودك أحلامك بها هكذا، تبا لك يا عمران تبا..»
تزداد حبات العرق على جبينه رغم نسمات الخريف، تتهدج أنفاسه أكثر، أهة عالية شقت طريقها من أعماقه إلى شفتيه قبل أن يهمس بألم «حبكِ أصبح وجع يا ابنة عمي ففكي آسري وردي لي قلبي!»
يشعر بالوخزات تحاصره، لا تتركه، رفع يده يربت على صدره؛ تماما على قلبه موضع ألمه، واليد الأخرة مسح على صفحة وجهه قبل أن يتساءل بخفوت« ما هذا؟، وما تلك الدماء، كيف لي بإن أشعر إلى الآن بأنني تذوقت شفتيها بالفعل».
حك خلف عنقه بتعب والتفت يهز رأسه بعنف نافضا عنه كل هذا قبل أن يجن، يشعر بحاجته الماسة الآن إلى الوضوء وإلى سجادة صلاة.
جلس على السجادة بعدما أخذ حماما دافئ وتوضأ وصلى، يناجي ربه أن يخفف وطأة ما يشعر به، يسامحه على حلم ليس بيده فيه شيء، تمنى لو لم يحدث وأن ينسى هذا الحلم والذي أصبح كابوس ويدعو الله بأن ينجيه من شره، يرجوه بأن تمر الأيام القادمة دون أن تلتقي عيناه بها، وأن لا يغرق قلبه أكثر، أن يرحمه من غرقه فيها طالما ليست من نصيبه!.
في ذات الوقت بغرفة سمر، لم يكن الحال أفضل، صوتها المختنق الذي وكأنه يصارع شيء ما، أثار الزعر بقلب ندى التي انتفضت من نومها؛ تجلس بجوارها، تحاول إيقاذها، تهمس برجاء«استيقظي سمر إنه كابوس»
لكن دون جدوى، تأن وتهمهم بكلمات غير مفهومة، تهزها ندى برفق كي تستيقظ، صرخة مكتومة فلتت من بين شفتي سمر وهي تنتفض جالسة مكانها، تنظر حولها بعينين زائغتين لتتلاقى عينيها مع ابنة عمها، بينما تقول بصوت مرتعش من بين شفتيها(دماااء)
تساءلت ندى بقلق وهي تضمها لصدرها«أي دماء!؟، مؤكد هذا كابوس، لا تخافي!»
رفعت سمر راحة يدها أمام عينيها وتهدجت أنفاسها وهي تضمها إليها ولم ترد بشيء!، بينما صورة الدماء التي تسيل من يدها لا تفارق مخيلتها!!
يتبع 🥰🥰🥰💜💜


آمال يسري غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 04-02-21, 09:02 PM   #73

آمال يسري

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية آمال يسري

? العضوٌ??? » 462711
?  التسِجيلٌ » Mar 2020
? مشَارَ?اتْي » 946
?  نُقآطِيْ » آمال يسري is on a distinguished road
افتراضي

اليوم التالي
______
«لا تذهبي»
قالتها ندى وهي تفرد ذراعيها على باب الغرفة الخاصة بها وبابنة عمها، بينما الأخيرة كتفت يديها على صدرها قائلة بنفاذ صبر«ندى، ابتعدي عن الباب، سوف اتأخر»
هزت ندى رأسها بلا، قلبها يؤلمها، خائفة، لأجل تلك التي لم تعد تحسب لخطواتها حساب، فعادت سمر تقول متأففة بنفاذ صبر«ندى»
تركت ندى الباب واقتربت من سمر، تمسك كتفيها قائلة برجاء«لا تذهبي يا سمر، لا تذهبي»
ابتسمت سمر بشحوب قائلة «ندى ، لا تخافي، سوف نتقابل بمكان عام وأنتِ تعرفين هذا المكان جيدا، يضج بالبشر فلن يفترسني لو كان يريد ذلك»
ثم صمتت برهة، بينما تشعر داخلها بأنها تغالط نفسها لكن لا بأس بتلك المخاطرة لو كانت نتيجتها جيدة ولو بنسبة بسيطة، قالت متابعة«فلو وجدت الأمر غير مريح لي سأبتعد فورا لا تخافي»
ابتعدت ندى عن الباب بعد يأس محاولاتها، ثم قالت «عديني إن كان الأمر كذلك بأن تأتي سريعا»
«أعدك»قالتها سمر كتأكيد قبل أن تحتضن ندى سريعا وتتركها بنفس السرعة لتخرج حيث أخبرت والدها بأنها ستخرج لمقابلة صديقة لها.
على طرف السرير، ألقت ندى بجسدها القلق، والذي يناديها بتخفيف حدة هذا عليه قليلا، لكن دون جدوى، كلها تنتفض، رجل غريب وابنة عمها ، ماذا لو رآها خطيبها!؟، بل ماذا إن علم عمها، يا إلهي، إنها تلقي بنفسها في مصيبة ولا تدري!، حتى ولو حادثته كثيرا بالهاتف أو عبر الشات فهذا لا يعني أنه أمن بالنسبة لها، بل تظل هويته مبهمة.
أمام باب بيتهم، قبل أن تغلق سمر الباب وتخرج بلهفة، ارتطمت بحائط صلب جعلها تتأوه تاركة مقبض الباب، رفعت وجهها بتوجس تتأمله بينما تتراجع، تتمتم هامسة باعتذار خافت من عمران الذي ضيق حاجبيه وهو ينظر إلى ساعته ثم قال«إلى أين بنت عمي؟»
هزت سمر رأسها متوترة وقبضت على ذاك الحجر الذي يشبه الدمعة المدلى من سلسلتها الفضية فتعلقت عيني عمران بيدها المتقبضة حوله، ثم قالت بينما تشير للسلم خلفه«سوف أذهب لمقابلة صديقتي»
وضع يديه بجيب بنطاله وهو يتنحى عن طريقها قائلا «الآن..!»
قالت بثبات تحسد عليه «نعم، لا زلنا قبل المغرب!..»
«ولم لا زالتِ واقفة؟» قالها عمران بينما عينيه تتعلق بها دون إرادة منه بفستانها القصير الذي يظهر مفاتن قدميها بلونه الذي بشبه سماء صافية يضيق من على الصدر ويتسع من على خصرها بينما ترتاح سلسلتها الفضية ذات الدمعة فوق فتحته المثلثة في حين ذلك كان حلم ليلة أمس لا زال يداعب مخيلته كما لو كان يعانده!.
رفعت عينيها له فتلاقت مع نظراته الغامضة بينما هو يشعر بطعم الفراولة على شفتيه ورائحة الورد تملأ رئتيه، ابتلع ريقه يغض النظر عنها، لقد تعب الصبر منه وقربها أصبح مؤلم له، همست بتلعثم «نتلاقى على العشاء» قبل أن تسبل أهدابها، تغض النظر عن عيني عمران تشعر وكأنها تخترق أعماقها، وبخطوة واسعة تحركت تاركة إياه، حدق بطيفها هامسا « ليت الوقت يمر فلم يعد لي قدرة وأخاف مني ومن قلبي الخائن لي».
★★★★
يتبع🥰🥰🥰

Fadwa Touqan likes this.

آمال يسري غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 04-02-21, 09:04 PM   #74

آمال يسري

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية آمال يسري

? العضوٌ??? » 462711
?  التسِجيلٌ » Mar 2020
? مشَارَ?اتْي » 946
?  نُقآطِيْ » آمال يسري is on a distinguished road
افتراضي

ينظر لباب بيت عمه المفتوح بعدما رحلت سمر، ظل شاردا لحظات طوال، عبقها لا زال يملأ المكان كأنها تركته له ليظل أسير عالمها!.
هز رأسه ينفض عنه أي شيء يخصها ولو ظاهريا قبل أن يمد يده يدق على باب البيت، بعد لحظات طلت ندى من الداخل، هاتفة بينما تضبط وشاحها على رأسها «من؟»
ضيقت حاجبيها وهي ترى الباب مفتوح بينما عمران يقف ينظر لها بابتسامة صافية، قبل أن يقول ردا على تساؤل عينيها حيث الباب مفتوح وهو واقفا هكذا« سمر، خرجت حينما أتيت، هذا هو سبب أن الباب مفتوح هكذا»
ردت بهدوء وهي تقترب«لا بأس عمران، تفضل لا تحتاج لمبرر»
وقف قبالتها في بهو البيت بعدما أغلقت الباب، أشار للخلف قائلا«سمر ذهبت لمقابلة صديقتها!؟»
ابتلعت ندى ريقها حيث لا تدري إذا كان كلام عمران سؤال، أم يخبرها بأن سمر قالت هذا؟، تلعثمت تهمهم بكلمات غير مفهومة جعلته يقوس حاجبيه دهشا بينما تتقدمه في اتجاه غرفة عمه قائلة بخفوت محاولة الهدوء «عمي بغرفته، أدخل له».
التفتت تاركة إياه في محاولة أن لا تتلاقى مع وجهه حيث شعور القلق الذي يرتسم جليا؛ تخاف أن يلمحه، نظر لظهرها وهي تخطو مسرعة من أمامه بتوجس، لكنه تساءل داخله؛ لما هذا القلق؟!، وما الذي يشغلني!؟، ربما هذا بسبب حلم البارحة!، فرك جبهته قبل أن يمسد شعره بارتباك متعجبا من حاله، ومن تفكيره لأشياء تبدو عادية، دق بخفة على باب الغرفة ليأتيه صوت عمه الرخيم يسمح له بالدخول. ألقى السلام عليه قبل أن يغلق الباب خلفه، وبخطى هادئة اقترب من سرير عمه الذي رحب به ببشاشة قائلا وهو يشير للمكان قبالته حيث كرسي وثير«اقترب عمران، واجلس هنا»
ترك صلاح المصحف من بين يديه، وضعه على الكومود جانبه ثم التفت إلى عمران الذي وكأنه غائب عنه، تنحنح صلاح قبل أن يقوم من مكانه ليجلس بالكرسي المجاور لابن أخيه والذي انتبه هو الآخر أنه شرد كثيرا، قال صلاح وهو يربت على كتف عمران بحنو«ما بك ابني؟، هناك شيء يشغلك !؟»
تبسم عمران قبل أن يقول «لا شيء عمي، لا تقلق».
هز صلاح رأسه بعدم تصديق بينما يقول«ماذا تفسر إذن عدم نومك ليلة البارحة، ونومك طوال النهار، أنت استيقظت ربما منذ قليل»
ضم عمران شفتيه بقوة يحاول أن يكبت غضبه من علي فمن المؤكد بأنه أخبر عمه بهذا ، من سواه سيفعل؟، تأمل عمران وجه عمه لحظات ربما طالت، يؤنب نفسه على كل شيء؛ حلمه الذي كان بمثابة صحوة لغفلته عن مشاعره التي تريد شق طريقها وتتمرد عليه!، تلك المشاعر التي تحتاج لأن يعيدها إلى سجنها وبكل ما أوتي من قوة! هذا ما جال بخاطره بينما يتنهد بصوت عالي وصل لعمه شاردا في وجهه البشوش ببشرته القمحية، تجاعيده التي ارتسمت بوضوح، نظارة طبية على عينيه السوداويتين، شعره الذي لا زال كثيف فقط غزاه الشيب، عبائته البيضاء الناصعة.
للحظة أراد عمران رغما عنه أن يعتذر من عمه، عن ماذا لا يعلم!؟، ربما لأنه لديه يقين بأنه تعدى شيء هو نفسه حارب لسنوات كي لا يحدث!، صوت صلاح أعاده من شروده وهو يقول«ستظل شارد هكذا يا عمران، منذ أخبرني علي عن حالتك وأنا قلق»
ربت عمران على فخذ عمه وهمس بخفوت في محاولة أن لا تتلاقى عينيهما كي لا يرى ما بهما«عمي، أنا بخير صدقني، ما حدث البارحة أرق لا أكثر، وأنا عوضته بنوم عميق اليوم »
أجابه صلاح بوجه بشوش«إن كان كذلك فحسنا»
صمت برهة يتأمل وجه ابن أخيه الذي عاد لشروده ثم قال«ربما زواجك يزيل أرقك هذا يا ولد»
أجفل عمران من كلام عمه ورد بتردد «أي زواج عمي، ألا يكفي علي!، دعنا ننتهي من زواجه أولا»
«سأبحث لك عن عروس»قالها صلاح وهو يتمعن بوجه عمران الذي رد بلهفة واضحة«لا...؛ أقصد لا أريد حاليا، حينما أجد من تروقني، أعدك بأن أخبرك»
تنهد صلاح براحة قبل أن يقول «إن كان كذلك، سأنتظر».
صوت دقات خفيفة على الباب مصاحبة لصوت ندى تستأذن للدخول قاطع حديثهما في حين ذلك أجابها عمها بالدخول.
دخلت ندى للغرفة بين يديها صينية عليها كوبين من الشاي، وضعتها أمامهما بينما تقول وهي تأخذ كوب تعطيه لعمها«تفضل عمي» اعتدلت بوقفتها ثم تابعت«بعد اذنك عمي، سوف أصعد لترتيب غرفة أبناء عمي»
أومأ لها بإيجاب، بينما عينا عمران لم تفارقها وهو يرى تهربها الواضح من النظر بوجهه.
في غرفة أبناء عمها بدأت في ترتيب كل ما تطاله يدها، وحقيقة لم تجد سوى ملابس علي المبعثرة، ربما كل مرة تصعد إلى هنا تجد الغرفة منمقة جدا، وهذا سحر عمران لكنه اليوم وكأنه على غير عادته، هناك ما يؤرقه!، صوت هاتفها أخرجها مما تفعل ومن شرودها، أخذته من على الكومود حيث تركته حين جاءت، ابتسمت وهي تأخذ الهاتف، ترد ببشاشة واضحة، بينما يدها الأخرى تقرب قميص علي لأنفها تتنشقه بعمق، جاءها صوت علي برواق «ماذا تفعلين زوجتي الحبيبة؟»
عادت تتنشق قميصه قبل أن تعلقه على المشجب وتخرج من الغرفة إلى السطح، تنظر للسماء التي لمعت فيها النجوم، لسعتها برودة جعلتها ترتجف للحظة ثم عادت مبتسمة وهي تقول«كنت أنظف غرفتك والأن سأنزل»
هتف بها بعتاب مطعم بالمحبة«تصعدين في عدم وجودي؟»
ضحكت بخفوت بينما تسحب كرسي لتجلس عليه ثم قالت«هذا لأنك مشاغب يا علي»
ضحكة عالية على الجانب الأخر جعلت ابتسامتها تتسع ثم قال«وأنتِ لا تعجبك مشاغبتي تلك ندى قلبي؟»
احمرت وجنتاها، ورفعت يدها تتحسس وجهها قبل أن تقول مصطنعة الجدية«لا ، لا تعجبني»
أجابها بهدوء«ندى»
همست بخفوت «نعم»
قال برواق«أستطيع أن أرى حمرة وجنتيك الآن ولو أنكرتِ يا جميلة الجميلات»
ازدردت ريقها بينما هو تابع بصوت أبح وصلها بوضوح«ليتني قربك الآن لقطفت هذا الورد الأحمر من على خديكِ بشفتي»
هتفت به وقد علت دقات قلبها وشعرت بوجنتيها تشتعل خجلا«أغلق ياعلي» فأجابها بضحكة وقُبلة وصل صداها على قلبها قبل وجهها ثم أغلق الهاتف،بينما هي حدقت للحظة بالهاتف ولا زالت ابتسامتها لم تغادرها، علي له القدرة دائما من انتزاعها من أي خوف أو قلق، وعلى هذه الخاطرة تجهم وجهها، وغابت ضحكتها، تتذكر تلك التي ذهبت ولا تعلم ماذا حدث؟، همست بخفوت«متى تأتي ياسمر، سلمك الله، قلبي يرتجف لأجلك».
«ولما قلبك يرتجف لأجلها يا ندى؟» هتف بها عمران وهو يقف على بعد خطوتين خلفها.
أدارت له وجهها مزعورة، انتفضت من مكانها؛ تضع راحة يدها على صدرها قبل أن تقول «أفزعتني عمران».
اقترب بتمهل منها وقال بينما يقف قبالتها«لم تجيبي سؤالي يا ندى؟، لو هناك شيء أخبريني؟، لا تترددي»
همت أن تخطو من أمامه هاتفة بضيق«لا شيء ، لا شيء، أخبرك عن ماذا!؟»
ارتد خطوة ليقف بطريقها فتوقفت بخطاها في حين ذلك قال «أرى تهربك من النظر لي، فيتوجس قلبي، أخبريني أرجوكِ لو هناك شيء»
نظرت له بثبات وقالت محاولة أن لا تتخلى عن ذلك «ليس هناك شيء وها أنا نظرت في عينيك فلا تخاف».
وتركته دون أن تنتظر رد بينما هو تابع ظهرها وهي تتركه، يشعر بتلك الوخزات في حلم البارحة تعود له كأنها واقع! وبأن نبضات قلبه تخفت كأنه تغادره!..
انتهى الفصل..
يسعدني رأيكن غوالي💜💜
★★★


آمال يسري غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 04-02-21, 09:37 PM   #75

هاديةضاهر

? العضوٌ??? » 475412
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 99
?  نُقآطِيْ » هاديةضاهر is on a distinguished road
افتراضي

سمر رح تخسر احمد وجلال بهاللقاء يا ترى عمران رح يكون نتيجة أو غاية؟؟؟

هاديةضاهر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-02-21, 12:40 AM   #76

أووركيدا

قلم مشارك بقلوب أحلام

 
الصورة الرمزية أووركيدا

? العضوٌ??? » 443464
?  التسِجيلٌ » Apr 2019
? مشَارَ?اتْي » 536
?  نُقآطِيْ » أووركيدا has a reputation beyond reputeأووركيدا has a reputation beyond reputeأووركيدا has a reputation beyond reputeأووركيدا has a reputation beyond reputeأووركيدا has a reputation beyond reputeأووركيدا has a reputation beyond reputeأووركيدا has a reputation beyond reputeأووركيدا has a reputation beyond reputeأووركيدا has a reputation beyond reputeأووركيدا has a reputation beyond reputeأووركيدا has a reputation beyond repute
افتراضي

ياسمر ياسمر.. ، اعقلي يابنت الحلال انتى ماشية في سكه كلها غلط في غلط.. حرام عليكى القلوب اللى عماله تكسريها شمال ويمين.. كل ده اكيد هيتردك في يوم من الايام وساعتها ندمك مش هيفيد ابدا 💔💔💔💔

أووركيدا غير متواجد حالياً  
التوقيع
وتمر الحياة بحلوها ومرها ...ونحيا كما قدر لنا أن نحيا ..فإرضي بما قسم لك يابن أدم ..لن يأخذ نصيبك غيرك ..وقد يكون ما حرمنا منه شره أكثر مما فيه من خير لنا ..فالحمد لله علي كل شيء
رد مع اقتباس
قديم 05-02-21, 08:59 PM   #77

آمال يسري

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية آمال يسري

? العضوٌ??? » 462711
?  التسِجيلٌ » Mar 2020
? مشَارَ?اتْي » 946
?  نُقآطِيْ » آمال يسري is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هاديةضاهر مشاهدة المشاركة
سمر رح تخسر احمد وجلال بهاللقاء يا ترى عمران رح يكون نتيجة أو غاية؟؟؟
الأحداث القريبة القادمة بإذن الله هتظهر أشياء كثيرة💜


آمال يسري غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 05-02-21, 09:01 PM   #78

آمال يسري

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية آمال يسري

? العضوٌ??? » 462711
?  التسِجيلٌ » Mar 2020
? مشَارَ?اتْي » 946
?  نُقآطِيْ » آمال يسري is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أووركيدا مشاهدة المشاركة
ياسمر ياسمر.. ، اعقلي يابنت الحلال انتى ماشية في سكه كلها غلط في غلط.. حرام عليكى القلوب اللى عماله تكسريها شمال ويمين.. كل ده اكيد هيتردك في يوم من الايام وساعتها ندمك مش هيفيد ابدا 💔💔💔💔
ايمي الرائعة، رأيك يسعدني جميلتي ورؤيتك للاحداث 🤩💜سلمتي لي اووركيدا 🤗🤗🤗🤗


آمال يسري غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 05-02-21, 09:09 PM   #79

آمال يسري

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية آمال يسري

? العضوٌ??? » 462711
?  التسِجيلٌ » Mar 2020
? مشَارَ?اتْي » 946
?  نُقآطِيْ » آمال يسري is on a distinguished road
افتراضي

Shereen haseen سلمت يداك شيري على التصميم



آمال يسري غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 05-02-21, 10:03 PM   #80

آمال يسري

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية آمال يسري

? العضوٌ??? » 462711
?  التسِجيلٌ » Mar 2020
? مشَارَ?اتْي » 946
?  نُقآطِيْ » آمال يسري is on a distinguished road
افتراضي

سلمتي لي ايمان اووركيدا على الاهداء💜🤗💜



آمال يسري غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:06 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.