آخر 10 مشاركات
ضلع قاصر *مميزة و مكتملة * (الكاتـب : أنشودة الندى - )           »          مابين الحب والعقاب (6)للرائعة: مورا أسامة *إعادة تنزيل من المقدمة إلى ف5* (الكاتـب : قلوب أحلام - )           »          499 - أكثر من حلم أقل من حب -لين غراهام - أحلام جديدة جديدة (الكاتـب : Just Faith - )           »          انتقام النمر الأسود (13) للكاتبة: Jacqueline Baird *كاملة+روابط* (الكاتـب : * فوفو * - )           »          قيود الندم -مارغريت بارغيتر -ع.ج-عدد ممتاز(كتابة/كاملة)** (الكاتـب : Just Faith - )           »          حياتي احترقت - فيفيان لي - ع.ج ( كتابة / كاملة )** (الكاتـب : عروس القمر - )           »          32 - ليلة ثم النسيان - باني جوردان عبير الجديدة (كتابة /كاملة **) (الكاتـب : dalia cool - )           »          202- لن تعيده الاشواق - لي ويلكنسون (الكاتـب : Gege86 - )           »          شيء من الندم ..* متميزه و مكتملة * (الكاتـب : هند صابر - )           »          سارق قلبي (51) -رواية غربية- للكاتبتين: وجع الكلمات & ولقد أنقذني روميو *مكتملة* (الكاتـب : قلوب أحلام - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree1046Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 08-02-21, 11:28 PM   #81

منال سلامة

قاصة في قلوب احلام وكنز سراديب الحكايات


? العضوٌ??? » 408582
?  التسِجيلٌ » Sep 2017
? مشَارَ?اتْي » 2,076
?  نُقآطِيْ » منال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond repute
افتراضي


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..



وجئت الى قلبك لاجئة

تسلم ايدك آمال والف مبرووووك روايتك الجديدة ..
بداية موفقة جميلة جدا ومشوقة للاحداث باسلوب جميل ممتع ولغة سلسة متتالية وسرد حلو ..

سمر تسير في طريق نهايته ستكون وخيمة عليها لم تستمع لنصيحة ندى .. والطامة الكبرى انها مخطوبة وكأنه لا يكفيها ..
اعتقد ان محور العمل واسمه يدور حولها ... وعمران هو البطل ..
مهما كانت حريصة الا ما تقع وعلى جذور رقبتها كما يقال ... وستعض على اصابعها ندم على ما تقترف من خطأ ..يوم لا ينفع الندم ..

في انتظار القادم .. كل التوفيق والنجاح يااارب ..


منال سلامة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-02-21, 12:13 PM   #82

ام مريم عامر

? العضوٌ??? » 479693
?  التسِجيلٌ » Oct 2020
? مشَارَ?اتْي » 106
?  نُقآطِيْ » ام مريم عامر is on a distinguished road
افتراضي

تسلم ايدك الاحداث مثيرة و الحلم يحير خصوصا ان الاتنين حلموا و سمر مش نضجه كفاية و تصرفاتها اخير دليل و اتمنه ان احمد ياخد باله من حب نورا بس لو اكتشف ان سمر بتخونه اعتقد ها يكون صعب انه يصدق بعدها اى مشاعر و جلال انا حبت شخصيته و حسه انه مايستحقش انه يتعلق بواحدة مش عارفه هى عايزة ايه و عمران معذاب نفسه رغم ان فى حاجات فى سمر مش عاجبه

ام مريم عامر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-02-21, 07:52 PM   #83

مريم ناصف

? العضوٌ??? » 484004
?  التسِجيلٌ » Jan 2021
? مشَارَ?اتْي » 3
?  نُقآطِيْ » مريم ناصف is on a distinguished road
افتراضي

ولا اروع من هيك

مريم ناصف غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-02-21, 12:29 PM   #84

Miush

? العضوٌ??? » 404902
?  التسِجيلٌ » Jul 2017
? مشَارَ?اتْي » 228
?  نُقآطِيْ » Miush is on a distinguished road
افتراضي

ايه يا امي دا الأبداع بيزيد والأبهار جنني يا امي 😍

Miush غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-02-21, 05:42 PM   #85

آمال يسري

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية آمال يسري

? العضوٌ??? » 462711
?  التسِجيلٌ » Mar 2020
? مشَارَ?اتْي » 946
?  نُقآطِيْ » آمال يسري is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة منال سلامة مشاهدة المشاركة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..



وجئت الى قلبك لاجئة

تسلم ايدك آمال والف مبرووووك روايتك الجديدة ..
بداية موفقة جميلة جدا ومشوقة للاحداث باسلوب جميل ممتع ولغة سلسة متتالية وسرد حلو ..

سمر تسير في طريق نهايته ستكون وخيمة عليها لم تستمع لنصيحة ندى .. والطامة الكبرى انها مخطوبة وكأنه لا يكفيها ..
اعتقد ان محور العمل واسمه يدور حولها ... وعمران هو البطل ..
مهما كانت حريصة الا ما تقع وعلى جذور رقبتها كما يقال ... وستعض على اصابعها ندم على ما تقترف من خطأ ..يوم لا ينفع الندم ..

في انتظار القادم .. كل التوفيق والنجاح يااارب ..
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
أولا يبارك فيك حبيبتي 💜 ثم..
أسعدني وجودك ورأيك منولة، سلمتي يا جميلة 💜🤗💜 وتوقعاتك تظهر إجابتها في القريب..
بانتظار رأيك حبيبتي وبإذن الله أكون عند حسن ظنك 🥰


آمال يسري غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 11-02-21, 05:45 PM   #86

آمال يسري

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية آمال يسري

? العضوٌ??? » 462711
?  التسِجيلٌ » Mar 2020
? مشَارَ?اتْي » 946
?  نُقآطِيْ » آمال يسري is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ام مريم عامر مشاهدة المشاركة
تسلم ايدك الاحداث مثيرة و الحلم يحير خصوصا ان الاتنين حلموا و سمر مش نضجه كفاية و تصرفاتها اخير دليل و اتمنه ان احمد ياخد باله من حب نورا بس لو اكتشف ان سمر بتخونه اعتقد ها يكون صعب انه يصدق بعدها اى مشاعر و جلال انا حبت شخصيته و حسه انه مايستحقش انه يتعلق بواحدة مش عارفه هى عايزة ايه و عمران معذاب نفسه رغم ان فى حاجات فى سمر مش عاجبه
تسلميلي حبيبتي 💜🤗🤗 أسعدني متابعتك وجدا 🥀 وبإذن الله تباعا تظهر الأحداث وأتمنى أن تنال إعجابك غاليتي 🤗💜🤗


آمال يسري غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 11-02-21, 05:45 PM   #87

آمال يسري

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية آمال يسري

? العضوٌ??? » 462711
?  التسِجيلٌ » Mar 2020
? مشَارَ?اتْي » 946
?  نُقآطِيْ » آمال يسري is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مريم ناصف مشاهدة المشاركة
ولا اروع من هيك
ما في أروع منك جميلتي 💜🤗🤗💜


آمال يسري غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 11-02-21, 05:46 PM   #88

آمال يسري

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية آمال يسري

? العضوٌ??? » 462711
?  التسِجيلٌ » Mar 2020
? مشَارَ?اتْي » 946
?  نُقآطِيْ » آمال يسري is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة miush مشاهدة المشاركة
ايه يا امي دا الأبداع بيزيد والأبهار جنني يا امي 😍
حبيبة قلبي الغالية 🤗 تسلميلي شهادة اعتز بها 🥰🙊💜


آمال يسري غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 11-02-21, 09:03 PM   #89

آمال يسري

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية آمال يسري

? العضوٌ??? » 462711
?  التسِجيلٌ » Mar 2020
? مشَارَ?اتْي » 946
?  نُقآطِيْ » آمال يسري is on a distinguished road
افتراضي جئت إلى قلبك لاجئة 💜

الفصل الخامس
_______
الخريف لا يقتلع جذور؛ فقط تتساقط فيه تلك الأوراق الهشة. بقلمي💜
________________
*الجبال لا تنحني*

تنظر إلى هاتفها بقلق، وتعود بنظرها للطريق ربما أتى!، لكنه بحق تأخر عليها، هاتفه غير متاح، هل تعود دون أن تقابله؟، ربما عليها بالفعل ذلك، لكن ربما لو انتظرت قليلا جاء، كانت تلك التساؤلات تدور في ذهن سمر بينما لا زالت تحدق في هاتفها متأففة تشعر بأنفاسها تضيق بينما أناملها تطرق في عصبية على المنضدة حين أتاها صوت النادل يعيدها من شرودها يسألها عما تريد؟، فأجابته بلا دون أن تلتفت له حيث تنتظر أحدهم، شردت بنظرها في الطريق المقابل قبل أن تعود مرة أخرى تنظر إلى هاتفها تزفر بحنق بينما تضعه في حقيبتها الصغيرة بعصبية، قبل أن تقف من مكانها، تضع خصلات شعرها الثائرة مثلها خلف أذنها هاتفة بغضب ارتسم على ملامحها وصوتها«تبا لك، من ينتظر من؟».
«ومن كنتِ تنتظرين يا سمر!؟»
ارتجف جسدها وهذا الصوت لها يغزو أذنيها، تخاف أن تلتفت، وتلتقي عينيهما! فيسألها لما جئتِ هنا ويرى الكذب في عينيها،حسمت أمرها و التفتت له بتثاقل بينما تغتصب ابتسامة شاحبة قبل أن تقول بتلكأ «لا أحد، أقصد لا أنتظر أحد»
صمتت لحظة تتعلق بوجهه الذي بدا جامدا ثم قالت بتردد
«وأنت جئت لمقابلة أحدهم؟»
سحب كرسي بينما ينظر لها بغموض أما هي فتوجست من نظرته ومن ثم جلست على كرسيها مرة أخرى بينما هو شملها بنظرة غامضة يضيق حاجبيه الكثيفين قبل أن يقول « ألا يوجد مرحبا !!».
رفع حاجبه يسمعها تتمتم بالترحيب به فهز كتفيه بغير اكتراث قبل أن يجيب على سؤالها.
«نعم أتيت لمقابلة أحدهم» ثم أشار إلى النادل مطرقعا بأصابعه كي يأتي وطلب منه كوبين من الليمون البارد!.
حدقت فيه متوجسة تضيق حاجبيها بينما يديها تتلاعب بحقيبتها التي على المنضدة وعادت تسأله «ومن الذي أتيت لمقابلته!؟»
أجابها بذات الهدوء يهز كتفيه«ربما لا تعرفيه! وربما نعم؟»
استندت بيديها على المنضدة تشعر وكأنه يتلاعب بأعصابها لكنها نفضت عنها هذه الفكرة ثم قالت بينما تنظر له«اخبرني وأنا أقرر إن كنت أعرفه أولا !؟»
زم شفتيه واستند على الكرسي فيما ينظر لها بنفس الغموض ثم قال بعدما زفر بصوت عالي«نعم، لديكِ حق»
صوت النادل وهو يعلن عن تواجده ويضع الليمون أمامهما، جعل لحظة من الصمت تسود بينهما والذي حمل معه ألاف الكلمات، عادت سمر تنظر له بتساؤل بعدما ابتعد النادل، ليستند هو الأخر على المنضدة يحاكيها في جلستها ويقرب وجهه لها قائلا بصوت ذات نبرة لم تعتدها منه«متشوقة كي تعرفين من أتيت لمقابلته؟»
دارت حدقتيها في محجريهما ثم ابتلعت ريقها الذي جف قبل أن تقول في خفوت«إن كنت لا تريد فلا بأس، هذه حريتك أحمد!»
فلتت ضحكة قصيرة ساخرة بوضوح منه قبل أن يقول «بل في الحقيقة أريدك أن تعرفي!»
بللت شفتيها وهي تنظر بوجهه الذي بدا مختلفا عما تعرفه، أحمد لم يأتي صدفة، عيناه، صوته، كلماته؛ تؤكد ذلك!.
همست بصوت متحشرج من القلق بينما عينيها تدور في محجريهما «أسمعك»
قال باقتضاب «لما؟!»
كأنها فهمت مقصده الذي بدى واضحا، لكنها أبت أن توضح فهمها هذا له، فتساءلت«ماذا تقصد!؟»
زفر بنفاذ صبر، بينما يمسد لحيته القصيرة، يتأملها بتمهل شديد قبل أن يدس يده بجيب سترته ويخرج هاتف غير هاتفه لأن الأخير من الأساس على المنضدة، تساءلت بعينيها عن الهاتف الذي وضعها بينهما بوسط المنضدة تماما، فأجابها بصوت بارد كالثلج«تتساءلين لمن هذا الهاتف!؟»
شعرت بأنفاسها تضيق ونبضات قلبها بدت صاخبة تخبط في صدرها بقلق بينما هو أضاف بذات البرود وهو يرى عينيها مثبتة على الهاتف
«دعيني إذن أعرفك!؟»
ضغط على الشاشة الرئيسية للهاتف بتمهل شديد وكأنها يختبر صبرها وعينيه تتعلق بها حينما ظهرت صورة صعقتها؛ اتسعت عينيها بدهشة وفغرت فاها بينما تحدق في الصورة الرئيسية للهاتف والتي تحمل ملامح تعرفها جيدا، عينان رماديتان على وجه أبيض طويل وذقنا ناعمة، شعر أسود؛ ولم تكن سوى لجلال، صديقها الفيسبوكي!،هذا هاتفه، تساءلت بداخلها«كيف وصله هاتف جلال!؟» بينما تشعر بصخب داخلها، كأن دوي طبول يصدح منها، ولم تكن سوى دقات قلبها الهادرة.
كان أحمد يتأملها بتمهل، يرى تغير ملامحها وقلقها الذي ارتسم بوضوح على كل حركاتها، يدها التي تفركها في بعضها وارتعاشة شفتيها بينما تغمض عينيها وتعتصرهما ثم تفتحهما بتمهل فتتلاقى مع عينيه التي لا لم تفهم ما رأت فيهما إن كان مستمتع بمزيج المشاعر الذي ارتسم على وجهها ولم تستطع مداراته، أم ماذا تعني نظرته تلك!؟، تابع فتح الهاتف بذات التمهل بينما عينيها تتابعان حركة يده حتى وصل لشات تعلمه جيدا، أغمضت عينيها بقوة، تخبأ فيهما الألم، والصرخة التي تمنت أن تخرج من قلبها الآن، تريد أن تسأله هل كان يعلم!؟، من جلال بالنسبة له؟، كيف علم؟، لكن الكلمات تقف في حنجرتها تكاد تخنقها، خزي هذا ما تشعر به الآن!، أعادها صوته الهاديء «ما هذا يا سمر؟، أريد إجابة وليس صمت لا يسمن ولا يغني من جوع!؟»
أشاحت بوجهها بعيدا، لا تجد إجابة حقيقة وليس لديها مقدرة على النظر بوجهه، صحيح الشات لا يحمل كلمات حب لكن فيه مكالمات كثيرة، تسجيلات بصوتها تسأله عن حاله، وتحكي له عن أوقاتها، هل سمع كل هذا!؟، هل علم بأنها أعطت وقتا لغريب أكثر منه ربما أضعافا، في حين أنها لم تكن تسمع لاتصاله دقائق!؟، غريب أعطاه المحادثات كاملة دون أن يكترث لها، ببساطة هي لا شيء لأنها لو كانت كذلك كان حافظ على خصوصيتها، دمعة تحارب كي تسيل على وجنتها لكنها حاربتها بشدة، لن تفعل، لتحترق مكانها فقط.
«ألن تتحدثي يا سمر!؟» عاد صوته ينتزعها من غيبوبتها، رفعت وجهها له محاولة الثبات، سحبت نفسا عميقا وزفرت قبل أن تبتلع ريقها و تقول «ليس لدي حديث يا أحمد، ربما الأفضل أن لا نتحدث».
خبط بقبضة يده على المنضدة فانتفضت بجلستها، وشعور الخزي يزيد مع نظرة الناس حولها، عضت على شفتيها، تحاول رسم الثبات أما هو فأجابها بصوت مخنوق ووجهه يتطاير منه النار بينما يقرب الهاتف أكثر لها ويسمعها أحد التسجيلات الصوتية التي كانت تسأل فيها عن حال جلال« هذا كله لا يستحق حديث يا سمر!؟، هل علاقتنا كانت تافهة لهذا الحد ،يحق لي أن أفهم؟»
هزت رأسها نافية ثم قالت بعدما لعقت شفتيها «لا يوجد لدي ما أحكيه لك»
سألها بتوجس «أحببتيه؟»
نظرت في عينيه وقالت بيقين وإجابة قطعية«لم أحبه يوما ومتأكدة الآن بأنه حتى كان لا يستحق مجرد حديثي معه! وهذه الإجابة ليست تهربا منك، فأنا أعرف أن ما بيننا قد انتهى الآن، لكن بالفعل ما بيني وبينه لم يتعد ما قرأت وسمعت بالشات»
هز رأسه بعدم تصديق لتتابع هي بذات اليقين«لا أبرر ما فعلت ولا أطلب منك تصديقه، لكنك سألت وأنا أجبت»
« ماذا لو كان من جاء الآن هو جلال؟، ماذا كنتِ ستحدثينه يا سمر!؟»
صمت يتأمل ملامحها الشاحبة، أناملها التي شبكتهم ببعضهم في توتر، قبل أن يكمل« كنتِ ستخبريه بأنك مخطوبة لكن منذ تعارفكما لم تأت فرصة لذكر هذا الأمر!!»
همت تفتح فمها لترد لكنه قاطعها بكفه يده المرفوعة أمامها كعلامة لأن تصمت ثم تابع بينما يقترب منها بوجهه قائلا بصوت مخنوق من الألم واحساس بالخديعة يشق صدره« أم لن تذكري أبدا أمر خطبتك لأنه ربما غير مهم، كنتِ ستتابعي ما أنت عليه وأنتِ ترتدين تلك الدبلة في إصبعك!!، أم أنكِ في خضم ما أنتِ فيه لم تتذكري خلعها!»
سكاكين تلك التي يرشقها داخل صدرها، هذا ما شعرت به بينما تتبادل النظرات بينه وبين تلك الحلقة في اصبعها والتي لم تفكر حتى في إخفائها!!، ابتلعت ريقها تهمس داخلها( لم تنسِ خلعها سمر!، أنتِ تتذكري أنكِ لم تخلعيها ولم تريدي ذلك، أجيبيه إذن، ما الذي تفكري فيه!؟).
عينيها تعلقت للحظات طوال به تحاول أن تجد للكلمات مخرج من بين شفتيها؛ أن تنطق، تجد مبرر أي شيء لكنها عاجزة!!، لم تفكر أبدا كما ظن هو!!.
كزت على أسنانها تكتم ألمها قبل أن تسمعه يقول« سأظل أحدث نفسي!، ألا يوجد لديكِ رد!؟»
ابتلعت ريقها قبل أن تقول ببطىء«ليس لدي ما أقوله، ربما وصلنا لطريق مغلق»
زفر بنفاذ صبر قبل أن يقول«لكني لن أتركك هنا يا سمر،نعم الطريق أغلق بالفعل لكن علينا أن ننهي ما بيننا في بيتكم كما لبست دبلتي تلك في بيتكم أمام أبيكِ سأخلعها أمامه، وكما أبديت أسباب خطبتي لكِ يومها، عليا شرح أسباب انفصالنا! فكما بدأنا الطريق هناك سوف ننهيه!»
شعرت بالأرض تدور بها، هو أمامها أشخاصا كثيرة، لا تدري أي صورة منهم واقعها الآن، صرخاتها المدوية بالرفض تصدح داخلها فقط، دموعها لا تغادرها كأنها قررت بأن تغشى على بصرها فقط، لو علم والدها سيموت حتما من القهر، سيخيب أمله بها، سينقلب زفاف ابنة عمها ليوم لا حياة فيه، سيكرهها الجميع!.
«ربما استطعنا انهاء الأمر هنا باش مهندس أحمد!؟»
كلمات سمعتها بصوت تألفه تأتي من فوق رأسها، شعور بالألم، الخوف، المزلة، صاحبهم الأمان، نعم الأمان! ، صحيح لا تقوى على رفع عينيها له الأن وهو يسحب الكرسي الذي يتوسطهما ويجلس، لكن السكينة التي احتضنت قلبها فور سماع صوته هي ما تعجبت منه!، أطرقت برأسها، تقبض على دلاية سلسلتها بتوتر، تشعر بعينيه السودادويتن تخترقان روحها، تصفعها، لا تلومه، هي من الأساس ليس لديها أي حجة تدافع بها عن نفسها.
التفت إلى أحمد وهو يعيد كلماته«باش مهندس أحمد، عمي لن يتحمل شيء كهذا» صمت لحظة ربما طالت وهو يشعر بالنار تستعر بقلبه، لا يدري كيف وصل لهنا ولا كم مخالفة حصل عليها أثناء قيادته للسيارة حتى يصل للغبية الماكثة جانبه، ولا عن كيفية استطاعته تهدئة أنفاسه بعدما جرى من جانب سيارته المقابلة للمقهى، تابع قائلا بينما أحمد يتبادل النظرات معه ثم لسمر «باش مهندس، أنا ابن عمها وتعلم مكانتي عند عمي، فليكن الحديث بيننا هنا، صدقا لو علم عمي ستكون العاقبة وخيمة، أنت لن تعاقب سمر وحدها، بل عائلة كاملة، لذا أتمنى أن يحل الأمر هنا!؟»
صوته المترجي يكسرها أكثر، نظرة عينيه التي تلاقت مع عينيها الآن تجرحها أكثر من كل ما حدث، انتزعها صوت أحمد وهو يزيح الهاتف تجاهه ثم قال«عمران، أنا لا يرضيني أن أكون سبب في انهيار رجل لم أر منه سوى كل خير، فتح لي بيته برحابة صدر، رجل دائما ما كان بالنسبة لي أب، لكن هذا الهاتف يحمل ضربات بظهري ..»
تنهد عمران بصوت عالي ثم قال بهدوء«لذا حقك أن تنفصل عن ابنة عمي، حقك كل شيء باش مهندس وأنا لا أمنعك من غضبك ولكن كما تمت الخطبة بالمعروف تنتهي بالمعروف وجيد بأنها لم تكن عقد قران»
رفع أحمد الهاتف أمام وجه عمران؛ ينتوي فتح الشات، تقهقر قلب سمر وهي ترى خزيها معلنا هكذا،لو لم تخفي حديثها معه، لو أخبرته بخطبتها، لو لم تعرفه وتحدثه ما كانت منحنية الرأس، جف ريقها، تشعر بأشواك تلسعها بجسدها كله، وهي تجد نفسها أمام عمران بهيئة الخائنة، التفت لها الأخير فتلاقت عينيه مع عيناها التي وكأنها تعلقت به أو ربما شردت، ألمه إنكسارها رغم أنه يتمنى الآن لو قبض على رقبتها، بينما هي شعرت لا إراديا بدقات قلبها الهادرة تهدأ ونظرة داعمة، لا بل نظرة أمان تلقتها من عمران، لا تدري إن كان قد قصدها أم لا؛ لكنها وصلتها، أرخت عينيها أخيرا بينما هو وضع راحة يده على يد أحمد الممسكة بالهاتف ليعيد الهاتف مكانه على المنضدة قبل أن يقول في هدوء«باش مهندس، أنا أثق كل الثقة بأن ابنة عمي لم تكتب كلمة تتعدى الأدب ولا أرسلت شيء يخزي عائلتها!»
أجفلت سمر مما سمعته من عمران تحدق فيه تائهة فيما قال للتو، بينما هو يشعر بألم في صدره لا يعلم أيغالط نفسه أم مبادئه!! لكنه تابع قائلا بصوت وقور وهاديء«أنا أحدثك كرجل، مثلي مثلك، أغار ولا يحب أن يرى زوجته او خطيبته تعرف آخر، ويجمعهم حديث ولو عابر؛ رجلا يميز الحلال من الحرام لذا ألمس لك كل العذر ولا أبخس من حقك شيء»
تأمله أحمد مليا وهو يراه يتحدث بثقة تامة لا يشوبها شائبة ثم أجابه«إذن نتفق بأن سمر أخطأت!؟»
«وأنا لم أكذب ذلك باشمهندس، أنا وضحت خطأها، لذا فالرأي لك إن أردت منها توضيح فلك ذلك؛ ربما وقتها استطعتما التفاهم وإكمال الطريق، إن لم ترد وأردت انهاء كل شيء فلك ذلك أيضا»
تنهد أحمد طويلا، وهو يستشعر بهذا الثقل على قلبه يتململ يناديه بإزالته، يتساءل داخله هل شعر بغيرة أو ما شابه عليها فترد نفسه بل أوجعك حديثها الخفي، أوجعك أن من كانت تحدثه أقرب أصدقائك، أنه كان بالفعل ينتوي إن أعجبته تزوجها، أنها لم تخبر جلال أمر خطبتها، سمر لم تحبك يوم كما لم لم تفعل أنت، كل ما بينكما لم يخرج عن الانبهار؛ الانبهار فحسب! أعجبتنا القشرة، ولم نفكر بأن خلفها مختلف، عقل آخر، وجه آخر، قلب آخر؛لم تنبض دقاته للآخر!، كنا غريبين وظللنا غريبين، ولم يكن بين الفترتين سوى وهم أسميناه خطأ؛ حب!.
زفر أحمد طويلا كأنه قد كتم أنفاسه كثيرا ثم قال بثبات بينما يخلع تلك الحلقة من إصبعه ويضعها بالمنتصف؛ يشعر أخيرا بالسجن يفتح بابه ليتحرر«أريد فقط إنهاء كل شيء، حقيقة أنا وسمر علاقتنا كانت غير مُرضية لكلانا، هي ظنت بأنها أحبتني وأنا ظننت بأنني أحببتها»
صمت لحظة ثم تابع بهدوء«في حين أننا كخطي سكة حديد لم نتلاقى أبدا وأنهتها ابنة عمك بطعنة في ظهري!، خانتي قبل حتى أن تدخل بيتي!»
رفعت سمر عينيها تتعلق بأحمد الذي أبدى بكل هدوء وروية شرح لعلاقتهما أمام عمران، تساءلت بعينيها، ألم يكن لي شيء بقلبك حتى تلقي بهذه الكلمات أمام ابن عمي!؟، طعنها بالخائنة علنا، لم يتردد بقولها!، بينما عينا الأخير التي تلاقت مع وجهها المتألم بعد كلمات أحمد ونظرتها العاتبة أوجعته، لكنه تغاضى تماما عن كل هذا، يتنهد بخفوت وهو يرى أحمد قد عدل عن فكرته لمقابلة عمه إذ أن الأخير حتما لو علم أمر كهذا عن ابنته الوحيدة لمات كمدا!.
أحكم عمران قبضة يده يشعر بخبطات في صدره، رجلا يترجى، يرخي رأسه لأجل ماذا!؟، هتف داخله يكتم غضبه، لأجل شات يا ابنة عمي، لم يهتم صاحبه حتى للمجيء لانقاذك!، ثم قال «لدي طلب باش مهندس»
تنهد أحمد بصوت عالي بينما يرى تلك الجالسة أمامه قد خفت صوتها لم يعد يسمع حتى أنفاسها، لكن هل ما يراه الآن من انكسارها يكفيه!؟، ثم عاد بنظره لعمران قائلا «تفضل»
أطبق عمران على شفتيه بقوة يلعن بنفسه الغباء الذي أوصل ابنة عمه أن تضعه بموقف كهذا، قبل أن يقول بينما يستند على المنضدة«لن أسألك كيف علمت بأمر محادثاتها تلك، ولا من هو هذا الرجل بالنسبة لك، لأنه لا يستحق أن أعرفه!، ولن أتدخل في تفاصيل أكثر؛ كلانا في غنى عنها»
صمت لحظة يستشعر بثقل في قلبه قبل أن يتابع
«أتمنى لو تم مسح تلك المحادثات»صمت لحظة ربما طالت، أنفاسه تهدده بالخفوت، يريد صفعها، بل يريد سؤالها، لما؟!، ما الذي ينقصك لتصلي إلى هنا!؟، تغاضى عما يختلج قلبه قبل أن يكمل« باش مهندس، لأجل أبيها ولأجل عائلة لم تقدم لك شيء!أتمنى أن توافق!»
أغمض أحمد عينيه للحظة، هو لا يريد بالفعل أن يحكي عن شيء، الكلام بهذا الأمر وشرحه سيكون جارحا للجميع، لذا وبكل هدوء فتح الشات وأعطي الهاتف إلى عمران قائلا«بيدك افعل، لتكن مطمئن»
نظر له عمران بامتنان، يشعر بأن ابنة عمه خسرت رجل يستحق تلك الكلمة بالفعل، ابنة عمه الغبية كما يفكر الآن وهو يمسح محتوى الشات الذي تمر عليه عينيه دون مقصد؛ مرور الكرام على ما كتب فيه، لا تستحق سوى الصفع على رأسها لا أكثر.
مد عمران يده بالهاتف إلى أحمد شاكرا إياه بينما الأخير قال بهدوء«عمران، أنا وافقت أن لا أذهب إلى عمي صلاح لثقتي بك ولحبي لهذا الرجل، لذا لا أريد أن تهتز صورتي بنظره بأي شكل!»
هز عمران رأسه ثم قال بصوته الرخيم«باش مهندس، صورتك ستظل كما هي رجل يستحق الاحترام ولن تقل أبدا، هذا وعد مني، وثقتك تلك أعدك لن تندم عليها» ثم صمت لحظة قبل أن ينظر لابنة عمه ويقول بينما يمد يده لها«اخلعي تلك الدبلة»، بهدوء مدت يدها وخلعتها من إصبعها لتضعها على كف عمران الممدودة لها، قبض عمران عليها بخفة ثم قربها أمام أحمد الذي أخذ الدبلتين من أمامهما و الهاتف ودون أي حديث كان قد تركهما خلفه، رمقته سمر بطرف عينيها وهو يبتعد، لا تعلم إن كانت نظرة ألم أم عتاب؟، لكن ألها حق العتاب!؟، عضت على شفتها تكبت ما يختلج قلبها، نعم ليس لها حق بعتاب، عادت تنظر ما بين يديها المرتاحة على المنضدة، تداري عن عمران النار التي تستعر بقلبها، بينما لا تدري أنه يتابعها لحظة بلحظة، تنهدت طويلا وهي تتذكر وجه أحمد، لم يكن وجه رجل ثار لأجل حبه، أو حتى حاول أن يفهم لما وصلت إلى هنا!، كان رجل يصارع لأجل كرامته لا أكثر!، تمنت داخلها لو رأت في عينيه أمان يردها لنفسها وله، ليست بحاجة لتبرير خطأها بل لمن يحتويها وهو لم يفعل!، هي خسرته منذ زمن ومن الواضح بأن هذا كان شعوره أيضا ووجد طريقا كي يرحل!.
يتبع💜💜


آمال يسري غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 11-02-21, 09:05 PM   #90

آمال يسري

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية آمال يسري

? العضوٌ??? » 462711
?  التسِجيلٌ » Mar 2020
? مشَارَ?اتْي » 946
?  نُقآطِيْ » آمال يسري is on a distinguished road
افتراضي

تراقب الطريق المقابل لبيتهم عبر نافذة الحجرة بقلق، وتساءلت هل أخطأت حين أخبرت عمران!؟، هل ستسامحها سمر على فعلتها تلك!؟، هي كانت قد قررت أن لا تقل له، وهربت من أمامه حين واجهها على سطح بيتهم بقلقه، قررت بأن ما عرفته عن سمر سر وسوف يظل هكذا، كادت بالفعل أن تهبط الدرج وقتها، لولا هذا الخاطر الذي أرق قلبها، ماذا لو حدث لابنة عمها شيء!؟، ماذا لو كان هذا الرجل الغريب الذي وثقت به ليس سوى ذئب ممن تسمع عنهم عبر تلك المواقع، ممن يبتزون الفتيات وتنقلب حياتهم جحيم، ماذا ستفعل حينها؟ عند هذا الخاطر شعرت بانشطار قلبها من الخوف، وقتها تراجعت بخطوات مرتعشة، هامسة بخفوت «عمران»
ابتلعت ندى ريقها بتوتر تحس وكأنه توقع رجوعها، نظرة عينيه القلقة والمترجية أن تحكي ، همسه المتحشرج وهو يقترب منها «أخبريني!!»
عيناه القلقة كأنه يعلم ويعي ما يحدث، تهدجت أنفاسها تتابع ملامحه التي بدت مختلفة؛ كانت لرجلا قلق خائف، تصلها أنفاسه المتسارعة بينما يمسح على جبينه يحاول أن يداري مشاعره التي تظهر لها لأول مرة! ، عمران يحب ابنة عمها، يحبها، نظرة عيناه لم تكن سوى لعاشق، قلبه متعلق بسمر،لو لم يكن كذلك ما شعر بشيء وما اهتم فها هو علي لم ينتبه لأي شيء مما يحدث مع سمر!! ببساطة لأن من يدرك ذلك شخص يهتم كثيرا بأقل التفاصيل!، فها هو عمران يقف أمامها بهيئته المهيبة قلقا، صدره يعلو ويهبط؛ ترى في عينيه ما لم تراه قبل؛ شيء جعلها تتيقن بأن الوحيد القادر على حماية سمر من نفسها هو {عمران}.
تهدج صوتها بينما تربت على قلبها تحاول تهدئته قبل أن تحكي له بسرعة عما حدث!، ترى ملامحه تتبدل مع كل حرف تقصه عليه وما جعل سمر تخرج من البيت وتذهب لمكان بعينه يعرفه تماما ولا يتيه عنه!، ثواني بل أقل وقد كان مختفيا من أمامها، كالرياح العاتية، لا تدري هل ستهدم كل شيء يقابلها؟، أم سيهدأ طوفانها!؟.
صوت عمها انتزعها من دوامتها التي غرقت فيها«ندى، علي قد أتى»
أغلقت النافذة، تزفر بصوت عالي وبخطوات مرتجفة رغم محاولاتها لأن تكون عكس ذلك خرجت من غرفتها، تغتصب ابتسامة في محاولة بائسة أن لا يريا قلقها البادي على وجهها.
بسمة علي التي قابلها بها بينما يجلس جوار عمها، جعلت من بسمتها حقيقة، انشرحت ملامحها بصدق، تناست في عينيه التي تلاقت مع عينيها بلقاء شوق كل ما يختلج قلبها ولو مؤقتا، قالت وهي تقترب منهما«سوف أجهز العشاء، مؤكد علي قد شعر بالجوع فهو معظم اليوم خارج البيت»
عيناهما تلاقت مرة أخرى بينما نظرة ماكرة من علي؛ شوق يلقيه بقلبها، يخبرها بجوعه لكن لها هي قبل أن يقول «علمت بأن عمران بالخارج وكذلك سمر، سننتظرهم، اجلسي معنا يا ندى»
ضحكة رائقة من صلاح صاحبتها كلماته المازحة «نعم ،اجلسي معنا يا ندى فلا جوع ولا عطش يصيب قلب عاشق» احمرت وجنتيها على وقع كلمات عمها، لكن وجهها تجهم دون إرادة منها على ذكر أبناء عمها، ففكرها عاد لهم.
حك علي جانب جبهته بينما يرفع حاجبه بخجل رجولي وقال «عماه، حقا أنتظر سمر وعمران»
ربت صلاح على كتف علي وقال بحنو«يا ولد وإن كنت تريد جلوسها، ما يمنع!؟»
ثم قام من مكانه قائلا «سأتوضأ لصلاة العشاء»
تركهما معا، بينما علي أشار للمكان جواره هامسا«اجلسي جواري ندى»
سحبت ندى نفسا عميقا وهي تخطو تجاهه بابتسامة رائقة، ثم جلست تلتفت له قائلة بشوق دون مواربة «افتقدتك طيلة اليوم يا علي»
رفع أنامله يداعب خدها وبعينين يملأهما الشوق همس«وأنا أشتقت يا قلب علي، هانت ولا نفترق أبدا بإذن الله»
صمت لحظة يتأمل ملامحها، بينما أنامله تداعب وجنتها وسألها «ما بها قلب علي، هناك ما يؤرق فكرها!؟»
أرخت عينيها عنه كأنها تخفي عنه ما رآه فيهما، تلعثمت بالكلمات بينما تدير وجهها عنه وهي ترد« ما بي يا علي؟، ليس هناك شيء»
ربت على وجنتها برفق وأعادها لتنظر له، قبل أن يقول بينما يضع يده الحرة تحت ذقنها ليرفع وجهها له «هل يتوه رفيق القلب عن حبيبه !؟،هناك ما تخفيه عني يا ندى!»
غرقت بلحظة في عينيه وهي ترى انعكاس صورتها فيهما، تناست سؤاله، فهي لن تجيب ، يكفي تهورها وقتما رجعت لعمران وفضفضت له بسر ابنة عمها، هل ستزيد الأمر سوءا؟، ستغرق في عينيه افضل لها، بهما ترى الهدوء الذي تفتقده منذ خرجت سمر، اتسعت بسمتها له وقالت بهدوء«لا تقلق يا علي، ربما هذا ما يسمى قلق ما قبل الزواج»
ضحك بخفوت بينما هي تنبهت لما قالت فعضت على شفتيها خجلا، تطرق بوجهها وتسبل جفنيها فضم وجهها بين راحتي يديه لتتلاقى عينيهما المشتاقة قبل أن يقول «لا قلق وأنا قربك يا قلب علي»
شعرت بأنفاسها تتهدج من الخجل، تشعر بخفقات قلبها تضرب في صدرها فتحس كأنها تصله همست بخفوت تحاول أن تنتزع نفسها من شوقها له «غدا ميعادنا لإستلام فستان الزفاف»
«وبعد غد سنذهب إلى بلدنا كي يتم الزفاف هناك، وأرى ندى قلبي بثوبها الأبيض تدخل وطني الذي طالما انتظرها لتدفئه» همس علي بتلك الكلمات بصوته الرجولي الرخيم بينما عيناه تتأملان وجهها الذي تخضب بحمرة آسرت قلبه ثم طبع قبلة عميقة على جبينها، سحبت نفسا عميقا وهي تراه يتركها ببطء و يعتدل بجلسته ورغم تلك البرودة التي صاحبت ابتعاده وأمنيتها أن يظل جانبها إلا أنها قالت باعتراض «ما بالك يا علي، ماذا سيقول عمي إن رآك، أرجوك ...؟!»
أجابها برواق مقاطعا إياها «ليس على قلب المشتاق عتاب يا حبيبة القلب».
★★★
يفتح نوافذ السيارة كاملة على مصراعيها، ربما يدخل هواء يزيح هذا الاختناق بصدره، منذ خرجا من المقهى ولم يتحدثا، لم تتلاقى عينيهما بعدها، كان هذا الصمت الرهيب يعم المكان، أسند عمران يده على النافذة والأخرى يقود بها، صامتا كتمثال من الشمع، لولا أنفاسه الهادرة التي تتشارك مع هواء الخريف الذي غزا السيارة بقوة لظننته غائب عن الحياة، بينما سمر شاردة كالمغيبة، لم تبك ولم تصرخ، لم تنطق ببنت شفة؛ صرخاتها لا تغادر حلقها، تكتم على أنفاسها، استندت برأسها على الكرسي وكأنها تلقي بأحمالها عليه، تلتفت للطريق، تجري الأشياء من خلفها بسرعة تشابه سرعة عجلات السيارة، يصفعها الهواء بقوة، فتتطاير خصلات شعرها جانبها كي يلفح عبق رائحتها رئتي عمران، سب في نفسه بينما يخبط بخفة على المقود وهو ينظر لها بطرف عينه، تلك الغبية لم تنطق بشيء، ماذا سيقول لعمه؟، يكاد يجن، تبا ، مسح على صفحة وجهه بعصبية قبل أن يختار مكان هادئ ويركن فيه السيارة لتنتفض سمر وهي تسأل بصوت مرتعش«لما توقفت!؟»
هز رأسه بضيق بينما عيناه تعلقت بملامحها للحظة قبل أن يشيح بوجهه عنها و يترجل من السيارة صافعا الباب خلفه!!.
نظرت لظهره بينما يسير تجاه السور المقابل للنيل، يشبك يديه خلف ظهره، عيناه تتأملان صفحة النيل، يرى فيها وجهها البريء وهي تجري بضفيرتين؛ فتاة كالقمر البهي تلقي عليك بضوئها فتنير عتمتك، تنهد بصوت عالي وهو يسأل نفسه، أين ذهبت تلك الفتاة؟!، متى فقدت براءتها؟، متى تاهت هكذا؟، أين كان حينما وصلت لهنا؟، لكن ماذا بيده!؟، هذه حياتها التي اختارتها، لم يتدخل يوما فيها، حاول أن يبني سور ضخم بينهما وقد أفلح، عيناهما نادرا ما كانت تتلاقى، اليوم عيناهما تتهرب من مصافحة بعضهما، قلبه يصرخ داخله، تغار يا عمران!؟، هتف بها في نفسه بلوعه وفي حين ذلك أتاه صوتها من خلفه«عمران»
أطبق على شفتيه بقوة، يكتم غضبه عنها، لا يريد أن ينظر بوجهها، عادت تنادي باسمه؛ فتراه يقبض يديه خلفه، فتطرق بوجهها، تتمنى لو بكت، لو أخبرته عما تشعر، تساءلت؛ ماذا تشعر؟، فقط نار حامية تشتعل بجسدها لا تريد أن تنطفيء، ما بين مشاعرها الصاخبة ضائعة ولا تدري ماذا تريد؟!، التفت لها؛ تأملها مليا، بينما عيناهما تلاقت بلقاء طويل، لقاء عتاب وألم .
أخيرا قال بجمود«اصعدي للسيارة كي لا نتأخر».
عادت تجلس في مكانها بالسيارة تلقي برأسها على الكرسي، دمعاتها لا تغادرها، كأنها تريد حرق مقلتيها، سمعت عمران يصفع باب السيارة قبل أن يجلس مكانه، لم تحاول الالتفات له، تحس بنظرة عينيه تلقيها بصفعات قوية لا تتحملها، بينما هو قبض على مقود السيارة يشعر بنفسه يتجمد في جلسته لا يستطيع القيادة، يرمقها بطرف عينه فيراها ساكنة وكأن ما حدث منذ قليل أمر عادي، يحس بالقهر، نيران تلك التي تشتعل في صدره كلما عاد لعقله صوت أحمد وصفعه لها بالخائنة علنا، ويعود معه صوته المترجي كي لا يخبر عمه ثم ترجيه ليحذف الشات، كل جسده ينتفض لا يدري لنفسه حلا حتى يهدأ!.
« لما» قالها عمران بصوت عميق كأنه يخرج من روحه التي تكاد أن تغادره!!.
لم يأتيه رد منها؛ رمقها بطرف عينه دون أن يلتفت؛ يراها لا زالت ساكنة وكأنه لم يتحدث بينما يديه تتجمد أكثر حول المقود فتبرز عروقها، عِرقه النافر في رقبته، يكاد يغادر مكانه، أنفاسه لاهثة، غاضبة، هدر بصوت عالي «لما»
أجفلت سمر من صوته الذي لم تسمعه هكذا يوما، فدائما كان هاديء غامض!،اليوم غاضب بل كالإعصار الذي يريد هدم كل شيء!، التفتت له يرتجف جسدها، ترى ملامحه مكفهرة، تحاول تحرر الكلمات من بين شفتيها ولا تفلح!!.
التفت عمران بجسده لها يهدر بغضب بينما عينيه السوداوتين ازدادت ظلمة« تحدثي، انطقي بشيء يبرد ناري ياابنة الجبالي، قولي شيء!».
تأتأت بينما تحاول أن ترد تشعر بقلبها ينقبض « لم أفعل شيء يا عمران، ليس كما تظن أنت، أقسم لك لم يجمعني معه حديث مسيء!»
أهة عالية فلتت من بين شفتي عمران قبل أن يرفع يده يمسح وجهه، يشعر بالدماء تسري في جسده فيشتعل، يهز رأسه بعنف وتعود يديه تتجمد حول المقود يقول لها بينما ينظر أمامه« معه!!، من هذا الذي تتحدثين عنه، رجلا لم يعيرك حتى اهتمام بأن يأتي لانقاذك، كان يعلم يقينا بأن أحمد من سيأتي بدلا منه فلم يكلف نفسه عناء الاتصال بك كي لا تأتي».
كانت تسمعه بينما تفرك بيديها في حجر فستانها، تعلم بأن كل كلمة قالها صحيحة!، وأن جلال تركها تواجه مصيرها وحيدة! لولا وجود عمران لأطاح هواء الخريف بتلك الورقة الهشة!.
هدر صوته بغتة لتفيق من شرودها، يخبط على مقود السيارة بيديه في عنف« ببساطة لم يتصل ولم ينبهك لأنك لا شيء؛ لا شيء!»
رفعت راحة يدها تكتم شهقاتها التي شقت طريقها، بينما تلاقت عينيها بعينيه التي كانت كليلة شتاء مظلمة فيها سحب سوداء قاتمة منعت القمر من الظهور!.
هزت رأسها نافية لمغزى كلماته، ليطبق هو على شفتيه يكاد يدميهما ثم ينفث أنفاسه الملتهبة قبل أن يتابع « أنت بالفعل لم تكوني شيء لذا لم يهتم، لكن ماذا كنا لكِ يا ابنة الجبالي حينما أحنيتي رؤوسنا هكذا!؟»
هزت رأسها بعنف تنفي مغزى ما يقول، عيناها المتمردة لا تريد أن تحرر دمعاتها، شهقاتها المكتومة وكلماتها الحبيسة لا تريد أن تخرج من بين شفتيها.
استند بيد على المقود والأخرى على الكرسي قبل أن يقول بجمود «أتعلمين أنتِ حقا إمرأة لا تعرف ماذا تريد؛ مشتتة؛ مذبذبة؛ تلقي بها الرياح كيفما تشاء، ضعيفة لدرجة أنكِ لا تجدين مبرر لما فعلتِ!»
زفرت بصوت عالي تناظره بألم، كلماته تذبحها بسكين تالم! بينما هو اعتدل بجلسته يقبض على المقود قائلا ببرود« إياكِ أن تخبري عمي عما حدث اليوم سيظل بيننا فقط» صمت لحظة يشعر بالكلمات تجرح شفتيه وروحه قبل أن يضيف بذات البرود« ولا تظني للحظة بأنني دافعت عنكِ أمام أحمد لأجلك!!، بل لأجل عمي، هذا الرجل الذي إن أحنى رأسه؛ انكسر ظهري! والجبال لا تنحني!».
تأملت جانب وجهه الأسمر، تراه جامدا؛ غاضبا بينما تحس بأنفاسها تكاد تغادرها فاليوم عمران شهد على انكسارها وإذلالها، تراه يعود لقيادة السيارة كأنه لم يحدثها منذ قليل ولا تعلم أنه يحاول كبت تلك العواصف داخله كي لا تهدر بها، يشعر بغيرته الرجولية تتمنى لو قبضت على عنقها وتخبرها بأن قلبه يتمزق! وبيدها اليوم قتلته!، يريد سؤالها هذا السؤال الذي يشق صدره فيدميه، أي منهما أحببتِ، فيمسح براحة يده على صفحة وجهه يرى يدها الملطخة بدمائه تتراقص أمامه في زجاج السيارة فيهمس في نفسه« لم أظن بأن فك أسري من حبك سيكون بهذا الوجع يا ابنة عمي، فأنا لم أطلب ذبحا طلبت تحررا!»
يتبع💜💜

على هذا الرابط

https://www.rewity.com/forum/t479878-10.html





التعديل الأخير تم بواسطة ebti ; 11-02-21 الساعة 10:54 PM
آمال يسري غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:49 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.