شبكة روايتي الثقافية

شبكة روايتي الثقافية (https://www.rewity.com/forum/index.php)
-   الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء ) (https://www.rewity.com/forum/f118/)
-   -   جئت إلى قلبك لاجئة *مميزة ومكتملة* (https://www.rewity.com/forum/t479878.html)

آمال يسري 14-01-21 09:01 PM

جئت إلى قلبك لاجئة *مميزة ومكتملة*
 

https://upload.rewity.com/do.php?img=158954 https://upload.rewity.com/do.php?img=158955




https://upload.rewity.com/do.php?img=168779


https://upload.rewity.com/do.php?img=168784




جئت إلى قلبك لاجئة


https://e.top4top.io/p_1840ui5sn0.jpeg

اهداء من الجميلة أووركيدا
https://h.top4top.io/p_1870hforb0.jpeg


الغلاف اهداء من الرائعة ولاء مطاوع

https://mrkzgulfup.com/uploads/164295147866381.jpeg








كنت أتمنى لو لدي قوة ومهارة في كتابة مقدمة؛ لكني أعترف بأنني حقا لا أجيد ذلك.
ما بين شغف وقلق تعلقت حروفي حيث أن أبطال روايتي أصبحوا كواقع لي ينادونني برسمهم على ورقي وقلق من أن لا اجد الدعم الكافي؛ لكنني حسمت الأمر راجية من الله السداد ، تلك هي ثاني رواية لي، كنت قد بدأت بالمنتدى برواية عفوا صغيرتي، وحقيقة المنتدى فتح أبوابه برحابة صدر، المشرفات على قدر عالي من الأخلاق واحترام الجميع، لذا حينما قررت العودة فأتيت لنفس المكان الذي بدأت منه وأتمنى من الله أن تنال الرواية إعجابكم، وأن تجد طريقها إلى قلوبكم وأن لا تحرموني من إبداء رأيكم فهو بالنسبة للكاتب كماء يروي شغفه ليزداد تعلقه باستكمال ما بدأه.
(الرواية حصرية لمنتدى قصص من وحي الأعضاء؛ ولا أحلل نقلها لأي مكان )
بإذن الله سوف نكون على ميعاد كل يوم خميس الساعة الثامنة مالم يكن هناك ما يمنع.
إهدائي لكل من وقف جانبي بتشجيع ونصح..
(بسم الله الرحمن الرحيم)
نبدأ رحلتنا وأتمنى أن تكون خفيفة على قلوبكم وبدعمكم.. دمتن بخير💜💜



https://upload.rewity.com/do.php?img=168780

الفصل الأول .. المشاركة
الفصل الثاني
الفصل الثالث
الفصل الرابع
الفصل الخامس
الفصل السادس
الفصل السابع
الفصل الثامن
الفصل التاسع
الفصل العاشر
الفصل الحادي عشر
الفصل الثاني عشر
الفصل الثالث عشر
الفصل الرابع عشر
الفصل الخامس عشر
الفصل السادس عشر
الفصل السابع عشر
الفصل الثامن عشر
الفصل التاسع عشر
الفصل العشرون
الفصل الحادي والعشرون
الفصل الثاني والعشرون
الفصل الثالث والعشرون
الفصل الرابع والعشرون
الفصل الخامس والعشرون
الفصل السادس والعشرون
الفصل السابع والعشرون
الفصل الثامن والعشرون
الفصل التاسع والعشرون
الفصل الثلاثون
الفصل الواحد والثلاثون
الفصل الثاني والثلاثون
الفصل الثالث والثلاثون
الفصل الرابع والثلاثون
الفصل الخامس والثلاثون
الفصل السادس والثلاثون
الفصل السابع والثلاثون
الفصل الثامن والثلاثون
الفصل التاسع والثلاثون
الفصل الأربعون
الفصل الحادي والأربعون
الفصل الثاني والأربعون ج1
الفصل الثاني والأربعون ج2
الفصل الثالث والأربعون
الفصل الرابع والأربعون ج1
الفصل الرابع والأربعون ج2
الفصل الأخير
الخاتمة




https://upload.rewity.com/do.php?img=168781


متابعة قراءة وترشيح للتميز : مشرفات وحي الاعضاء
التصاميم لنخبة من فريق مصممات وحي الاعضاء


تصميم الغلاف الرسمي : Hager Haleem

تصميم لوجو الحصرية ولوجو التميز ولوجو ترقيم الرواية على الغلاف :كاردينيا الغوازي (كاردينيا73)

تصميم قالب الصفحات الداخلية الموحد للكتاب الالكتروني (عند انتهاء الرواية) : كاردينيا الغوازي (كاردينيا73)

تصميم قالب الفواصل ووسام القارئ المميز (الموحدة للحصريات) : DelicaTe BuTTerfLy

تنسيق ألوان وسام القارئ المميز والفواصل وتثبيتها مع غلاف الرواية : كاردينيا الغوازي (كاردينيا73)

تصميم وسام التهنئة : كاردينيا الغوازي (كاردينيا73)


https://upload.rewity.com/do.php?img=168782

يجب ان ترد لمشاهدة المحتوى المخفي


https://upload.rewity.com/do.php?img=168783






آمال يسري 14-01-21 09:04 PM

جئت إلى قلبك لاجئة
 
جئت إلى قلبك لاجئة.
--------
الفصل الأول
ولنا أحلامنا الصغرى، كأن نصحو من النوم معافين من الخيبة.. لم نحلم بأشياء عصية.. نحن أحياء وباقون، وللحلم بقية ( محمود درويش)
___________
تجلس حول منضدة مستديرة يعلوها مفرش أبيض فوقه مزهرية صغيرة تزينها زهرة بيضاء بدت ذابلة، بينما نسمات الخريف المحملة بعبق النيل المطل عليه المقهى تلفح وجهها القمري الأبيض، بأناملها الناعمة تضبط جانب طرحتها الفضية التي لم تكن بحاجة لهذا، بينما تنظر بطرف عينيها العسليتين بحنق إلى ابنة عمها وصديقتها الوحيدة والتي تجلس قبالتها شاردة بعالم آخر، تحدق بهاتفها وكأنه قد احتلها.
تراها تنحني برأسها متعلقة بشاشته بينما شعرها الأسود ينسدل حول وجهها فيداريه.
مطت شفتيها الحمراوتين دون زينة صناعية باستياء بينما ترتشف من فنجان قهوتها وتلقي بنظرها بعيدا عنها ربما هدأت ثورتها التي تكاد أن تعلنها.
زفرت بضيق تضع فنجان القهوة على المنضدة قبل أن تزيحه بعيدا عن يديها ،فأحدث صريرا مع بعض القطرات التي تناثرت منه حينما رأتها لا زالت غارقة في عالمها!، فرفعت صديقتها وجهها ، تنظر لها في دهشة ولا زال الهاتف في يدها ثم قالت
«ماذا بكِ ندى؟،هل أزعجك شيء؟»
رفعت ندى لها وجهها بحنق واستندت بيديها على المنضدة ثم قالت بينما تقرب وجهها منها بعدما أشارت للهاتف
«بل اسألي ما الذي لم يضايقني سمر .!؟»
تأففت سمر وهي تضع الهاتف على المنضدة وقالت في هدوء
«وها هو الهاتف الذي يثير حنقك يا ندى تركته من يدي !»
هزت ندى رأسها قبل أن تقول
«الهاتف لا يثير حنقي بل ما تفعلينه به !»
زفرت سمر بضيق وهي تستند على المنضدة لتتلاقى نظراتهما هي ببرودتها وندي بحنقها ثم قالت «وما الذي أفعله !؟»
لوت ندى شفتيها قليلا وهزت رأسها بيأس ثم قالت
«هذا الهاتف سوف يدمر حياتك، أنتِ تتحدثين مع رجل غريب غير خطيبك ..»
صمتت لحظة وهي تشعر بنار تحرق قلبها لأجل صديقتها وابنة عمها ثم تابعت بصوت مخنوق
«ماذا لو اكتشف خطيبك الأمر، بل ماذا لو علم أبيكِ، يا سمر هذه خيانة !؟»
أخذت سمر فنجان قهوتها واستندت على الكرسي في هدوء، ارتشفت القليل منه ثم قالت ببرود
«ليست خيانة، مجرد محادثات عادية !!»
هتفت بها ندى بصوت مخنوق وهي تقترب
بوجهها منها
«بل ليست كذلك وأنت تعرفين !! أنتما تتغازلان يا سمر، تتغازلان، ويكتب لك كلمات حب !! وأنتِ ترديها بأكثر منها، صحيح؟!!»
تأففت سمر وهي تهز رأسها لتتراقص خصلات شعرها ثم قالت
«تفسرين ابتسامتي وسعادتي حين أتحدث معه بأنني أرسل له كلمات حب، لم يحدث صدقيني مجرد حديث عادي لكنه يسعدني ولا أعلم السبب.»
عضت ندى على شفتها ثم قالت
«إذن، ابتعدي عنه يا سمر!، لما نضع البنزين جانب النار وبعدها نشتكي لاندلاع الحريق!؟»
دست سمر خصلات شعرها خلف أذنها قبل أن تقول «ولمّ أبتعد؟، طالما لم يضايقني بشيء، وأنا أشعر بوجوده مريح لي، لا تكبري الأمر!؟».
زمت ندى شفتيها بضيق ثم قالت محاولة الهدوء «يا سمر، الأمر بالفعل كبير ليس بحاجة لي، ثم ما أدراكِ أن الحساب ليس زائف وأنه لا يتلاعب بك ويتسلى ألا ترين وتسمعين ما يحدث كل يوم عبر هذه الوسائل الإلكترونية؟».
صمتت لحظة وهي ترى البرود يرتسم على ملامح سمر ثم قالت
«.. يافتاة خطيبك رجل محترم الكثيرات تتمناه !!»
هزت سمر كتفها بلا اكتراث ثم قالت
«الحساب ليس وهمي ، هو شاب واضح معي وصوره الحقيقية على حسابه …»
قاطعتها ندى قائلة باستنكار
«لكنك تتحدثين معه بحساب زائف ..»
أجابتها سمر بنزق
«ابنة عمي العزيزة، هذا الحساب الزائف عليه صورتي، مجرد أنني لا أريد أحد به وأنتِ اهدئي قليلا ..»
أطبقت ندى على شفتيها ثم قالت هامسة
«خائفة عليكِ ، لا تنسي أننا مهما عشنا بالمدينة فأصلنا حيث أهل عائلتنا بتلك القرية يا سمر !!»
رفعت سمر وجهها لها وقالت بكبرياء
«لا تخافي علي، لا أعرف لم أنتِ جبانة هكذا !؟»
ابتسمت ندى بشحوب وقالت
«لست جبانة إنه الحرام والحلال ، وثقة أهلنا وثقة رجل أعطاك اسمه »
أجابتها بهدوء «لم أفعل شيء يا ندى، محادثتي كلها ليس بها شيء أخجل منه»
صمتت لحظة مفكرة ثم أضافت «لكن أتعلمين!؟، أنتظر لقائي بصديقي وإن كان هو من سيخرجني من كآبة علاقتي مع أحمد إذن فأصبح يقيني بأن علاقتنا باتت تحتاج لإنهائها !
هتفت بها ندى
«أنتِ مجنونة !! وما ذنب أحمد بما تفعلينه !!؟ ، الرجل لا يستحق سوى التقدير
هزت سمر كتفيها بلا اكتراث وقالت
«وأنا أحتاج لرجل يحبني وأحبه، علاقتنا أصبحت بلا هوية، وكلانا لم يحاول إيجاد السبب!.»
زفرت ندى بينما تستند على ظهر الكرسي تشرد بذهنها في ماء النيل التي تحتضنه لحظة غروب الشمس لا تدري ماذا تفعل، ابنة عمها تغالط نفسها، تلقي بروحها في التهلكة لو علم أبيها ستصير فاجعة!
هزت ندى رأسها بيأس بينما لا تجد إجابات لما يختلج قلبها في حين ابنة عمها عادت إلى هاتفها تحدق فيه وتبتسم كالبلهاء قبل أنت تقول بحنق «أنا سأعود للمنزل، علي سوف يأتي اليوم ليقابل أبيك كي يحدد زواجي !»
لوت سمر شفتيها بسخرية وقالت «لا أعلم كيف تتزوجين رجلا كعلي وتعودين حيث العائلة ؟، أتتركين القاهرة يا فتاة وتعودين لقريتنا !!»
ابتسمت لها ندى ببشاشة لمجرد ذكر اسم علي وقالت بمحبة واضحة في نبرات صوتها
«علي، هو الرجل الذي أحب، زوجي وحبيبي وقريبا سأكون ببيته، وأتمنى أن يكون اليوم قبل غد ..»
صمتت لحظة واستندت بخدها على قبضة يدها وعادت تقول
« صدقيني لا يهمني المكان لأنه سيحلو معه يا ابنة عمي .»
ثم قامت من مكانها، تأخذ حقيبتها تعلقها على كتفها قائلة
«سأعود للمنزل وأنتِ أعانك الله على حالك يا حبيبتي! وليكن لديكِ فكرة، علي لن يأتي وحده بل معه أخيه عمران !.»
وتركتها دون أن تسمع رد لما قالت بينما سمر عادت إلى هاتفها غير مكترثة بما قالت ندى.
لا زالت تائهة بهاتفها وتلك الرسائل التي تأتي عبر شات الفيسبوك لترد بلهفة واضحة، غائبة عن أي تعقل، صوت نغمة خصصتها فقط لصاحبها اخترقت انسجامها، تأففت بضيق وهي تنظر إلى اسمه وقد قطع اتصاله هذا الوقت الذي أصبح لها كفاصل عن تيهها ، وهي ليست على استعداد على لإنهاء وصلها لذا لم تهتم وعادت لرسائلها وكتبت وابتسامتها تتألق على وجهها (متى تعود من سفرك ؟)
لحظات قليلة وكان يأتيها الرد (قريبا؛ قريبا جدا سمر،انتظريني!)
(سأنتظرك!) كتبتها سمر بعد ثواني معدودة من وصول رسالته، وضغطت على الإرسال ثم استندت على الكرسي براحة وانتشاء،لا تعلم سر بسمتها للحديث معه، هناك شيء يجذبها له وإلى الآن لا تدري سره، لكن لا بأس يوما ما سوف تفسر ما تشعر به!!، عاد صوت الهاتف يصدح بذات النغمة فرفعته أمام عينيها، تنظر إلى شاشته التي يلمع بها اسم خطيبها، زمت شفتيها تداري ما يختلج روحها، أصبحت بين نارين، رجلا ظنت يوما ما أنها أحبته لكن لم يعد يجمعهما أي حديث إلا كلمات عابرة؛ باردة، ورجلا ترتاح لمجرد حديث فيسبوكي معه، تحكي وتتحدث دون ملل، قطعت شرودها بضغطة اصبع على شاشة الهاتف مجيبة إياه بنبرة هادئة لا توحي بالعاصفة داخلها «مرحبا أحمد»
صوته الوقور كان بالنسبة لها كعقاب بعد كل الاسترخاء الذي نالته منذ قليل!؛ راحة من ضيقها ومن التزامها لخطبة لا تريدها بالرغم من ظنونها السابقة بعكس ذلك، همسه باسمها جعلها تغمض عينيها وكأنها لن تسمع لكن هيهات فلقد اخترق ضميرها للحظة أما هي أغلقت هذا الباب بينما تخترع الحجج كي لا تقابله اليوم وهمست معتذرة «أبناء عمي جاءوا لزيارتنا وسوف ننشغل بهم»
ورغم علمها ويقينها بأن أبيها يريد وجوده في استقبال أبناء عمها لكنها ليست بحاجة لذلك فهي تريد أن تعيش هذه الأوقات دونه، لا تريد مشاركته في فرحتها ولا حزنها، هي ليست بحاجة له في أي شيء!.
_______________
يتبع

آمال يسري 14-01-21 09:06 PM

بعد عدة ساعات..
تقف أمامه والفرحة تملأ محياها، علي حبيبها وحلالها زوجها التي ستكون في بيته بعد أيام؛ فلقد تم تحديد موعد زفافهم أخيرا، وجهها يزداد احمرارا كلما شعرت بأنه يقرأ الآن أفكارها وأمنياتها بأن تجري تلك الأيام بسرعة وتصبح في بيته، ابتلعت ريقها بتوتر وهي تشعر به يتأملها هكذا، جسدها أعلن حالة طوارئ، لا تدري أي المشاعر تطفو الآن فرحتها أم خجلها!، أخرجها من شرودها صوته الرخيم هامسا «مبروك حبيبتي، سوف أعد الأيام بل الساعات يا ندى حتى يجمعنا بيت واحد»
عضت على شفتها بخجل وأطرقت، تريد أن تهرب الآن من أمامه لكن كفيه الدافئين اللذان أحاطا وجهها أغرقاها بعالم لا تريد الخروج منه!. طبع قُبلة عميقة على جبهتها فارتعش على إثرها جسدها، تحاول الثبات ولا تفلح، أما هو فابتسم لها بينما يراها هكذا بكل تلك الروعة بخجلها وفرحها الذي تحاول مداراته عنه، وكيف لا يقرأها ويفهمها؟، هي ابنة عمه الذي غادر دنياهم سريعا بعد مولدها بينما أمها تزوجت بعده بفترة تاركة إياها برعاية عمها ولكنه هو أيضا لم يتركها، فقد كانت قطعة حمراء حملها بين يديه ، كبرت قربه حتى بعدما ترك عمه القرية وجاء إلى القاهرة لم يتركها علي؛ دائما كان يتحجج لزيارة عمه فقط لرؤيتها ذات العينين العسليتين والشعر البني كلون غروب الشمس، طفلته وحبيبته، يراها كزهرة ندية وهو ساقيها ومن سوف يرعاها طوال الحياة!
همس لها ولا زالت يديه تحاوط وجهها «ألن أسمع منك مبارك يا غالية؟»
ابتلعت ريقها وهي تشعر بدفء يديه يطمئنها وتعلقت بعينيه هامسة بصوت خافت بشفتيها الحمراوتين «مبارك لي يا علي».
صوت دقات خفيفة على الباب مع صوت رجولي يستأذن بالدخول، تبسم علي لها وهو يبتعد قليلا عنها يرحمها من خجلها الذي ازداد أكثر مع صوت القادم من خلف الباب، مد يده يأخذ طرحتها من على الأريكة جانبها بينما هي اتسعت بسمتها وهي تراه يضع عليها حجابها، يلفه حول وجهها القمري، نظرة راضية على محياه وهو يتأملها بعدما ضبط حجابها ببراعة قبل أن يأذن لأخيه بالدخول.
«مبارك لنا يا ندى، قريبا ستكونين ببيتنا هناك» قالها عمران ببشاشة وفرحة واضحة يدلف داخل الحجرة بخطوات متمهلة ليقف جوار أخيه، رفعت ندى وجهها له وقالت بخفوت «سلمت عمران» بينما الأخير فتح ذراعيه لأخيه وتوأمه وقال برحابة صدر«اقترب لهنا يا توأمي العزيز»
ارتمى علي بحضن عمران بفرحة عارمة بينما الأخير يربت على ظهره، يهنئه بصوته الوقور ثم ابتعد قليلا وهو يمسك بذراعي أخيه وقال«أخيرا سيكون لدينا عرس»
أطرقت ندى بوجهها أرضا حين قال علي برواق بعد تنهيدة عميقة تدل على مشاعره «وأخيرا أخي سوف يتحقق الحلم»
تخضب وجه ندى بحمرة واضحة وهي ترى علي يعلن هكذا عن حبه وفرحته، بينما هو تابع «كم كنت أتمنى أن يكون زفافك معي ياعمران!»
قهقه عمران وهو يضم علي تحت ذراعه ثم نظر لندى قائلا بمرح «زوجك تورط ويريد أن يورطني أنا الأخر»
عبست ملامحها وهي ترفع وجهها لعمران قائلة «سامحك الله يا عمران وهل أنا ورطة؟»
علت ضحكة عمران قبل أن يرد«لم أقصد المعنى الحرفي ندى، سامحك الله يا لساني سوف تجعل زوجة أخي تغضب مني قبل أن تأتي دارنا»
سارع علي يقف جوارها وقال وهو ينظر لأخيه بعتاب «لو كانت الورطات حلوة هكذا فيا مرحى!»
اتسعت عينا ندى وهي تتمنى لو يرحمها علي من هذا الخجل قليلا بينما عمران كان يتابعهما متسليا قبل أن يقاطعهما قائلا بمكر «تتغازلان علنا هكذا، وراحت الهيبة يا علي، ألم أقل لكِ يا ندى بأن هذا الحب ورطة!»
أرخت ندى عينيها بخجل بينما علي نظر لأخيه بعتاب فأطبق عمران على شفتيه، يكتم بسمته المتسلية.
«يا فرحة قلبي وسعده ياحبيبتي» قالها عمها صلاح وهو يدخل من باب الغرفة التي ضمت بعض الأرائك يتوسطها منضدة وستائر على نافذتي الغرفة بلون ما بين الأبيض والأزرق الفاتح.
ألقت ندى بنفسها في حضن عمها وهي ترد بخجل «سلمت لي عماه»
في خلال ذلك قاطعتهم سمر وهي تدخل الغرفة «هنيئا لكِ ندى » ثم نظرت لعلي متابعة «ومبارك لك علي»
لم تخفى عنها نظرة عمران الذي ما لبس أن رآها حتى أشاح بوجهه عنها، دائما لا يعجبه تصرفاتها ولا لبسها، سمر لا تشبه ندى بشيء، رغم أن عمه هو من ربى كلتيهما، لكن حينما يرى سمر يشعر بالخيبة، ربما أفرط عمه بدلالها، رفع حاجبيه بضيق ،كيف له بأن يشرد بحالها، فما الذي يشغله بها فهي لا تعنيه بشيء؟، لديها أب وخطيب يوما ما سيكون زوجها!.؛ وعند هذا الخاطر عادت عينيه تنظر لها وكأنها تعانده، عيناه التي تشبه عينيها بليلها الحالك وشعرها الأسود المموج الذي غابت روحه داخله لكن ابنة عمه اختارت الحياة هنا بأرض المدينة لذا لم يفكر يوما بأن يطلبها من أبيها كزوجة له لأنه يعلم جيدا بأن سمر لن توافق فطريقيهما لا يتقابلان أبدا.
صوتها الناعم أعاده من شروده بها وهي تقول له«العقبى لك عمران»
تبسم لها وقال«من بعدك ابنة عمي»
عبست ملامحها للحظة وحاولت مداراة ذلك لكن عينا عمران الفاحصة تنبهت لها جيدا بينما هي اغتصبت ابتسامة ولم ترد بل عادت تتحدث مع علي وندى، تحاول أن ترى في فرحتيهما أملا لفرح يأتيها يوما ما!.
جلست جانب أبيها فيما علي وندى على الأريكة المجاورة وعمران يجلس على الكرسي المقابل لها.
تعلقت عينا سمر بابنة عمها وزوجها تتأمل سعادة علي الواضحة التي لا يخفيها وحبه وولهه لندى، هل حقا يكفي لأن تنسى كل الناس وتذهب حيث قريتهم!، دائما ما تعجبت لحال ندى، مختلفة عنها كثيرا، راضية بكل شيء رغم أنها خسرت أهم شيء أب حنون وأم لا تراها سوى كل سنة عدة أيام وربما لا تراها! فهي كانت غريبة عنهم ، تزوجها عمها في سفر له بأحد الدول العربية وعاد بها لأرضهم لكنها ما لبث أن مات عمها حتى غادرتهم؛ تاركة شبيهه لها بالشكل فقط (ندى)رفيقتها وأختها وابنة عمها التي طالما كانت ملامحها تحمل بسمة، هل كان علي عوضا لها عن كل هذا!.
صوت أبيها أعادها لأرض الواقع لتتخبط بأفكارها وهو يقول «لمِ لم يأتي أحمد يا سمر؟،لقد دعوته للمجيء!»
تجهمت ملامحها فلو علم أبيها بأنها كانت السبب بعدم مجيئه فلن يمر الأمر على خير ومؤكد سيغضب والدها منها وهي لا تريد ذلك، فحاولت الهدوء قائلة «انشغل أبي وأعتذر لكني نسيت أن أخبرك»
هزت ندى رأسها بأسى على حال ابنة عمها التي تخطو بطريق لا يعلم نهايته إلا الله وليت وقتها تكون النهاية غير قاتلة لها.
تابع عمران الحديث بصمت، يرى ابنة عمه تخفي شيء لا يدري ما هو؟، يقرأها جيدا وهذا ما يضايقه؛ أنه يفهمها، ليته لا يفعل، ابتسم وهو يرى أخيه غارق بحديثه مع ندى وعينيه تلتهمها، بينما عمه قد ضم سمر يحدثها بود ويتمنى اليوم التي تكون فيه عروس لأحمد ولا يرى عبوس وجهها حينما أخبرها بذلك!، هز عمران وجهه بضيق ينفض أفكاره الغارقة بسمر وانحنى قليلا يمد يده يأخذ كوب من العصير عله ينسيه ما يجول في خاطره، لكن صوت عمه كان أقوى حين انتشله مما يفكر فيه وهو يقول له «أريد أن أفرح بك أنت الأخر عمران»
ارتشف عمران بعض من كوب العصير وتلاعب بخصلات شعره السوداء الكثيفة، ورسم ابتسامة باهتة على ملامحه السمراء قابضا على كوب العصير يخفي ما يعتمل داخل قلبه وقال «كل شيء بأوانه عماه وأنا لست في عجلة من أمري»
ضحك عمه وهو يضم سمر أكثر تحت كتفه وقال«كنت أتمنى أن تكون كأخيك، ألا تراه صمم على عقد قرانه أول خطبته من ندى ومنذ أيام يلح على تحديد موعد الزفاف»
احمرت وجنتا ندى بينما علي كان يتابعها بشغف في حين ذلك أجاب عمران عمه بعدما ألقى نظرة سريعة على أخيه وزوجته ثم قال «أخي تورط منذ زمن عماه وأعدك حين أتورط في حب كهذا لن أنتظر لحظة».
أرخى عينيه متعلقا بكوب العصير شاردا يلوم نفسه على هذا الوعد، أتراه يغالط نفسه؟!، ألم يتورط بالفعل منذ زمن!؟؛لمَ إذن إنتظر!؟.
يتبع...

آمال يسري 14-01-21 09:09 PM

دبي)
تقف في المطبخ المفتوح على بهو البيت الكبير، تحضر فنجان من النسكافيه، بينما عيناها كل لحظة تنظر لأخيها الذي انشغل بمكالمة صديقه الذي غاب عنه منذ سنة، ترى شوقه الدائم له بمحادثاته معه وعنه!، احتضنت فنجان النسكافيه بين يديها وتساءلت داخلها «وهل أخيكِ فقط من اشتاق له؟»
ابتلعت ريقها بألم تخفي غصتها عن عيني أخيها التي ألقت لها بسمة للتو، اغتصبت بسمة وهي تسير تجاهه بينما هو لا زال لم ينهي اتصاله، جلست جانبه لتجده يشاكسها ويجذبها من شعرها الأسود القصير برفق ويقول بمرح مقاطعا حديثه مع صديقه «كعادتك تنسين تحضير فنجان لي»
ضحكت بخفوت ولم تعلق لكنه مد يده يأخذ الفنجان وقام من جانبها يغمز لها بينما يرتشف من الفنجان ويتابع حديثه مع صديقه.
أسندت خدها على قبضة يدها وارتسمت بسمة رائقة على شفتيها فأخيها قادر بحنانه ومرحه الدائم معها أن ينتزعها من هلاوسها والتي يدركها جيدا!.
أنهى مكالمته وعاد يلقي بجسده على الأريكة جانبها بعدما وضع الفنجان على المنضدة، يستند برأسه على ظهر الأريكة ويلتفت بوجهه لأخته التي شردت بمكان ما يعلمه جيدا فانتزعها من هناك قائلا(نورا)
تصنعت العبوس، تزم شفتيها الصغيرتين قائلة وهي تشير للفنجان «دائما تخطف مني فنجان النسكافيه الخاص بي»
نغزها بإصبعه السبابة بخفة في غمازتها وقال بمرح «لأنك دائما تنسين تحضير فنجان لي أختي الحبيبة»
تنهدت طويلا وهي تنظر إلى الهاتف الذي وضعه جانب الفنجان ثم قالت بشرود«متى نعود جلال، اشتقت لأرض الوطن؟»
رفع رأسه من على ظهر الأريكة ونظر لها مليا، يريد اخبارها أنه يتمنى أن لا يعود فقط لأجلها، ليس معاندة لها لكن رأفة بحالها لكنه تغاضى عن تفكيره ثم أجابها بود وبسمة صافية «نهاية الأسبوع حبيبتي، سوف نعود»
ألقت بنفسها في حضنه ولم تستطع مدارة فرحتها عنه، بينما هو ضمها برفق لصدره وعقله شرد بحالها، حزين لأجلها وليس بيده حيلة، هل كان عليه يوم عرف بحبها لأعز صديق له أن يطلبه لها ويرحمها من همها ومن نفسيتها التي دمرت بعد خطبته؟ ليأتي بها هنا إلى دبي حيث لا أحد يرى ألمها، قرار أخذه رفقا بها لكنها وقتها وقفت ضده حينها اضطر لإجبارها على ذلك لكن بعد وقت شكرته لما فعل لأجلها، وكم تمنى لو طال وقت سفرهما لكن حياتهما لن تقف هكذا فشركتهم وحياتهم هناك تركها أمانة بيد صديقه وشريكه وعليه العودة!، فالأخير تقبل سفر جلال عن طيب خاطر بعدما تحجج له بمرض أمه المفاجئ وأنه لن يستطع حضور خطبته وسيذهب للكشف عليها بالخارج وبالفعل دون انتظار كان قد سافر هو وعائلته وشهر يأتي تلو الأخر ولا يعود ، لكن بعدما أتى صديقه لزيارته بضع مرات للاطمئنان على والدته وعودته مرة أخرى فلم يعد له حجج لأن وضع أمه كان واضح أنها بخير!. فهل سيقول له بأني أتيت بأختي هنا للهروب من رؤياك ومعالجتها نفسيا من حب لا أمل فيه!.
_________________
ينظر لشاشة الهاتف بوله فمنذ سافر وندى تتابعه عبر الرسائل أو اتصال سريع يخبرها أنه بخير، و يؤنبها على قلقها فالأمر لا يستدعي هذا القلق، هو دائما يأتي ويعود بذات الطريق هو وأخيه لكن حبيبته قلقة دائما، طبع سيحاول أن يعالجها منها بطريقته بعد الزواج، عند هذا الخاطر اتسعت بسمته على شفتيه، فقريباً جدا سوف تصبح ندى في بيته، يشرق يومه على نور وجهها الذي يشبه الشمس، وسوف تدفأ حياته بقربها، كم يشتاق أن يضمها لصدره ويستنشق عبيرها..
نظر له عمران بطرف عينه وهو يقود السيارة، ثم عاد ينظر للطريق بينما يرفع حاجبه وابتسامة ترتسم على شفتيه لحال أخيه، حمد الله بأنه لم يتركه يقود لكان صدمهما بحائط ما أو بسيارة كما فعل ذات مرة، صوت الهاتف بنغمة مميزة عاد يصدح بأرجاء السيارة ليرد علي بلهفة على تلك المجنونة مثله، فهتف عمران بمرح ليصلها صوته عبر الهاتف «نحمد الله ابنة عمي بأن زوجك لا يقود السيارة فاتصالاتك تلك كانت تقتلنا بدلا من الاطمئنان عليه»
نظر له علي معاتبا بينما هو اتسعت بسمته ورفع كتفيه بلا مبالاة أما ندى فاعتذرت سريعا وأغلقت الهاتف ليضع علي الهاتف بجيب سترته بحنق، يلتفت لأخيه ويهتف بضيق «ما بالك يا رجل؟ أخجلتها!»
علت ضحكة عمران وهو يرى توأمه غاضب هكذا وقال بمرح بينما يوزع نظراته بين الطريق وأخيه « بعد لحظات سوف تتصل بك ، ابنة عمنا مريضة بالقلق أخي العزيز لذا لن يثنيها كلامي صدقني»
كان علي يعلم جيدا صدق حديث أخيه لكنه رمقه بنظرة معاتبة وتلاعب بشعره القصير المجعد قليلا والذي لا يشبه شعر عمران!، وعاد يتأمل هاتفه ويطرق بأنامله على شاشته ليرسل لها بضع كلمات تراضيها وفي نهاية كلماته كتب (أحبك).
وماهي إلا لحظات وجاءه الرد(وأنا أذوب شوقا)، خفق قلبه بين ضلوعه وهو يتخيل وجنتيها المشتعلتين من الخجل وهي تهمس بحبها له، كم يتمنى تلك اللحظة لو كانت جانبه، سيضمها لصدره ولن يبعدها عنه ولو بين كل العائلة.
صوت ضحكة عمران المشاكسة انتزعته من شروده فالتفت لأخيه يحاول كبت ضحكته هو الأخر بينما عمران قال بمرح «لم تكمل لحظات يارجل ، أعانك الله»
استند علي على كرسي السيارة ،ينظر للطريق وهو يتخيل وجهها وهمس بصوت وصل لأخيه «نعم أخي ، أعانني الله كي أحبها أكثر وأكثر»
تابع عمران الطريق وكلمات أخيه تدوي برأسه، وتساءل في نفسه، ماذا لو كان حظى بحب مثلك، وكان زفافنا بيوم واحد؟، هز رأسه ينفض تلك الأمنيات الواهية تأتيه كل فترة كأنها تذكره بخسارته، وابنة عمه التي طالما أحبها ولم يقل لها وهي لم تنتبه له يوما بل يكاد يقسم بأنها إما تكرهه أو تخافه!.

انتهى الفصل،:248081: أتمنى دعمكم...جميلات روايتي💜🌷💜

Malak assl 14-01-21 10:51 PM

الف الف الف مبرروووك حبيبة قلبي على الرواية الجديدة ..

واضح من الفصل الاول انها قوية جدااااا ..

لغتك واسلوبك بسم الله رهييب ..

عاشت ايدك يا قلبي ..

ويللللووووووووو حبيتها هواي

ahlem ahlem 14-01-21 10:56 PM

قرأت مقتطفا قصيرا كما فعلت من قبل مع روايتك الأولى
قد لا يسعني أن أتابع معك فأنا في صراع دائم مع وقتي إلا أنني أردت أن أخبرك صدقا أنني لاحظت (بالمقارنة مع روايتيك )تطور أسلوبك ..
أتمنى نجاح روايتك و تقدمك أكثر و أكثر
كل الموفقية حبيبتي
تقبلي مروري المتواضع

ahlem ahlem 14-01-21 10:56 PM

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 22 ( الأعضاء 6 والزوار 16)
‏ahlem ahlem, ‏Malak assl, ‏آمال يسري, ‏زينب براهيم, ‏Miush, ‏قمر صفاء

آمال يسري 15-01-21 01:15 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة malak assl (المشاركة 15300062)
الف الف الف مبرروووك حبيبة قلبي على الرواية الجديدة ..

واضح من الفصل الاول انها قوية جدااااا ..

لغتك واسلوبك بسم الله رهييب ..

عاشت ايدك يا قلبي ..

ويللللووووووووو حبيتها هواي

حبيبتي ميرو 🥰 سعيدة جدا لرأيك ودعمك الدائم لي💜💜يارب أكون عند حسن ظنك 🥰😅

آمال يسري 15-01-21 01:16 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ahlem ahlem (المشاركة 15300073)
قرأت مقتطفا قصيرا كما فعلت من قبل مع روايتك الأولى
قد لا يسعني أن أتابع معك فأنا في صراع دائم مع وقتي إلا أنني أردت أن أخبرك صدقا أنني لاحظت (بالمقارنة مع روايتيك )تطور أسلوبك ..
أتمنى نجاح روايتك و تقدمك أكثر و أكثر
كل الموفقية حبيبتي
تقبلي مروري المتواضع

كلامك مبهج ومشجع حبيبتي، لا تعلمي كم الطاقة الإيجابية التي ألقيتي بها في قلبي💜🤗شكرا لكِ

Miush 15-01-21 05:33 PM

اولا مبروووك حبيبتي وبالتوفيق ديما يا رب
أبدعتي 😍

ام مريم عامر 16-01-21 02:40 AM

الف مبروك و انا اول مرة اقرا ليكى بس البدايه ممتعه و جميله و ان شاء الله ها تابعك لان البداية شدتنى جدا حقيقى

آمال يسري 16-01-21 06:33 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة miush (المشاركة 15301161)
اولا مبروووك حبيبتي وبالتوفيق ديما يا رب
أبدعتي 😍

حبيبتي ميوش تسلميلي 💜🤗💜

آمال يسري 16-01-21 06:35 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ام مريم عامر (المشاركة 15301967)
الف مبروك و انا اول مرة اقرا ليكى بس البدايه ممتعه و جميله و ان شاء الله ها تابعك لان البداية شدتنى جدا حقيقى

يبارك فيك يا جميلة🤗💜شرفتيني وأسعدني جدا رأيك، يارب أكون عند حسن ظنك 🥰🤗

Moon roro 16-01-21 10:08 PM

مبروووك الرواية الجديدة بداية جميلة وموفقة وسرد سلس للاحداث
بالتوفيق لك ابدعتي🌹🌹🌹

آمال يسري 17-01-21 12:52 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة moon roro (المشاركة 15303152)
مبروووك الرواية الجديدة بداية جميلة وموفقة وسرد سلس للاحداث
بالتوفيق لك ابدعتي🌹🌹🌹

تسلميلي 💜💜🤗🤗 سعيدة برأيك جدا وبإذن الله القادم ينال إعجابك 💜🌷

ولاء وحيد 17-01-21 09:30 PM

الف مبرووك وبدايه مبشره و موفقه باذن الله سلمت اناملك غاليتي❤️❤️❤️❤️

آمال يسري 17-01-21 10:48 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ام احمدوايادواسر (المشاركة 15304967)
الف مبرووك وبدايه مبشره و موفقه باذن الله سلمت اناملك غاليتي❤️❤️❤️❤️

يبارك فيك 🌷💜🤗 وشكرا جزيلا على الدعم، شرفتيني 🥰🤗

آمال يسري 19-01-21 06:42 PM

اقتباس من الفصل القادم.
قال …. بصوت بدا هادئ على عكس ما يعتمل في صدره«إلى متى ستظل علاقتنا هكذا...!؟»
تلاعبت بأناملها في مفرش المنضدة أمامها، فتابع وهو يراها تحاول التملص من إجابته«….، ما وصلنا له باب مغلق، وأنا أريد فتحه، إما لنعود كما كنا أو..»صمت يقطع كلامه الذي شعر وكأنه سيجرحها بينما هي تعلقت عينيها بملامحه التي لم تعهدها، كان وكأنه وضع قناع بارد لا يشبهه!، بينما هو تابع بصوت فيه تصميم واضح «علينا وضع النقاط على الحروف ….، والآن»


رأيكن يسعدني فلا تنسوني منه:20-1-rewity:

Just Faith 21-01-21 01:59 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تبارك الله عليكي
قلمك في قوة متزايدة .. والافكار بالبداية قوية
متابعين بامر الله
ما بين معاناة وانتظار وغيرة ستدور رحى الحياة بابطالك
مبارك الرواية الجديدة موفقة يا قمر


لامار جودت 21-01-21 05:42 PM

إن شاء الله اتابع معاكى

آمال يسري 21-01-21 06:30 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة just faith (المشاركة 15311201)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تبارك الله عليكي
قلمك في قوة متزايدة .. والافكار بالبداية قوية
متابعين بامر الله
ما بين معاناة وانتظار وغيرة ستدور رحى الحياة بابطالك
مبارك الرواية الجديدة موفقة يا قمر


عليكم السلام ورحمة الله وبركاته🌺
حبيبتي الغالية 💜 فرحتيني إيموز وألقيتي زهورا في قلبي🥰💜وجودك وشهادتك دعم كبير لي، سلمتي لي🥰🥰🥰ويارب أكون عند حسن ظنك🌺🥰💜

آمال يسري 21-01-21 06:33 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة لامار جودت (المشاركة 15311463)
إن شاء الله اتابع معاكى

حبيبتي 💜 تشرفيني، أسعدني وجودك جدا🌺🥰 ويارب تنال إعجابك 💜🌷💜 وبانتظار رأيك دوما بإذن الله🥰

آمال يسري 21-01-21 09:02 PM

جئت إلى قلبك لاجئة 💜
 
الفصل الثاني
★★★
يا حبي الأوحد لا تبكي فدموعك تحفر وجداني إني لا أملك في الدنيا إلا عينيك وأحزاني
نزار قباني
________
يتأمل البحر بأمواجه المتلاطمة التي تخبط في ساقيه العاريتين، كان بحاجة إلى راحة وهدوء نفسيا لن يجدهما سوى هنا؛ قرب البحر، يلقي إليه بألمه، ويروي له عن ما يؤرقه.
رفع راحة يده اليمنى ينظر للحلقة الفضية التي تلتف حول سبابته، يشعر بها تخنقه كأنها أصبحت سجن يريد الهروب منه بعدما كانت مصدر فرحة له، ابتسم ساخرا يتذكر لهفته حين وافقت على الارتباط به، وسعادته التي لا تقدر حينما ألبسته تلك الحلقة ليصبح ارتباطهما رسميا فمنذ التقى بها صدفة بالمكتبة التي يتعامل معها تمنى أن تصبح زوجته، كانت وقتها تلمع كنجمة بسماء مظلمة لكن حين مرت على خطبتهما فترة باتت تلك النجمة تنطفئ حتى أظلمت! وكأنما بات يفصله عنها غمامة، أرخى يديه يدسها بجيب بنطاله بينما يشعر بنسمات الهواء تلفحه داخل قلبه كأنها تكفلت بإزالة ضيقه حيث هذا الارتباط الذي وكأنه يسحبه إلى الاختناق بقاع البحر.
تعلقت عيناه بموج البحر يغرق في أروقة ذاكرته بينما يرى على صفحته فتاة تحتضن كتاب هاتفة بفرحة فائضة «أخيرا وجدتك كتابي العزيز، بحثت عنك كثيرا ولم أجد فلقد انتهت نسخك، ها أنت بأحضاني»
التفت على هذا الصوت الأنثوي بينما يقف بالجانب الآخر يأخذ كتابا ما، لكن صاحبة تلك اللهجة المبهجة أنسته ما جاء لأجله، وضع الكتاب الذي أراد اقتنائه قبل أن يربع يديه على صدره متأملا إياها، شاردا في ملامحها التي لم تكن صارخة بالجمال لكنها تناديك للإعجاب بها، بشرتها القمحية، رموشها الكثيفة التي ترفرف فرحا لاقتناء الكتاب، شفتيها المكتنزتين التي زينتهما بأحمر شفاة قاني يجبرك للتعلق بهما، طويلة ورشيقة بينما شعرها الأسود المموج ينسدل على ظهرها، ابتلع ريقه يحاول منع تأثره بوجودها الذي وكأن فيه سحر ما، لكن كل هذا دون جدوى، إلى أن أتاه صوتها المتسائل «إلام تنظر هل أنا لوحة ما ؟»
رفع حاجبه وارتسمت ابتسامة خفيفة على شفتيه ظهرت دون أن يداريها بينما يقترب منها قائلا بادعاء وهو يشير للكتاب «كنت أبحث عن الكتاب وأنتِ وجدته قبلي»
ضمت الكتاب أكثر لصدرها كأنها تحميه منه بينما تقطب حاجبيها الكثيفين المرسومين بإتقان قبل أن ترد «أنا وجدته أولا فهو حقي»
ثم همت تتحرك بينما تقول «وسوف أدفع حقه حالا»
استوقفها قائلا في محاولة لعدم انهاء الحوار والمقابلة « ما رأيك حينما تنتهي منه، أستعيره منك؟»
قطبت حاجبيها الكثيفين قائلة « لكني لا أعرفك»
قال ببساطة «نتعرف..أنا أحمد رمزي»
رفعت راحة يدها تكتم ضحكتها التي لم تستطع منعها ثم قالت «الممثل!؟»
فابتسم بينما يضع يديه بجيب بنطاله قائلا بمرح « مؤكد لا، لكن إن كان إسمي يرسم بهجة هكذا فيسعدني»
أطرقت بوجهها تداري خجلها قبل أن يضيف هو « ألن تعرفيني عليكِ!؟»
رفعت وجهها القمحي له قائلة بهدوء « سمر الجبالي ».
أمواج البحر المتلاطمة أعادته من حيث كان، تنهد بصوت عالي بينما يهز رأسه يمينا وشمالا،ثم رفع يده يمسد شاربه ولحيته القصيرة يفكر بالقادم وكيف سيكمل!؟، ربما عادت الأمور لمسارها وأنارت النجمة كما التقى بها أول مرة.
سحبه من نزاع أفكاره صوت هاتفه، أخرجه من جيبه بعد تنهيدة عالية تخرج من أعماقه، رفعه أمام عينيه يتأمل اسم المتصل ببسمة رغم كل ما كان يحاربه داخله منذ قليل ثم ضغط على الشاشة للرد قبل أن يرفعه إلى أذنه هاتفا« صديقي العزيز، اشتقنا»
أتاه الصوت من الجانب الآخر مرحا « ليس أكثر مني، لكن لا تقلق ها قد اقترب ميعاد وصولي وستمل مني»
ضحكة عالية من احمد قبل أن يرد «أنا مللت من الآن، لكن لا بأس سأتحمل، العمل بحاجة لك»
هتف الآخر «إنها المصالح، لم أعهدك كذلك»
أجابه أحمد بينما يخطو تجاه الشاطىء يتمشى؛ يغوص برجليه في الرمال بينما خصلات شعره الطويلة يداعبها الهواء«هل نسيت أنك غبت سنة ألا تشتاق لمكانك»
تنهيدة عالية من الجانب الآخر قبل أن يجيبه« اشتقت جدا صديقي، لك ولعملي»
«إذن في أول طائرة أجدك هنا وسوف أستقبلك بنفسي» هتف بها أحمد بحماس
ليجيبه صديقه برواق«وهذا ما سيحدث!»
_____________
تضع حقيبة كبيرة على السرير الذي يوجد بطرف الغرفة ويقابل سرير سمر، وضعت اصبعها على وجنتها تفكر بما لا زال ينقصها حتى تضعه بحقيبة ملابسها التي سوف تأخذها لمنزل زوجها علي، مؤكد هناك أشياء قد نسيتها، فسارت بخطوات واسعة تجاه خزانة الملابس المفتوحة على مصراعيها وأدراجها التي فتحت وأفرغتهم مما فيهم، كثير من الملابس والزينة التي كانت تقتنيها كل يوم ولحظة كي تتزين بها لعلي، اتسعت بسمتها على شفتيها، وتخللت أناملها خصلات شعرها البنية المرتاحة على كتفيها هامسة بوله «متى يمر الوقت علي؟»
«سوف تصابين بالجنون قريبا ندى» هتفت بها سمر وهي تدخل من باب الغرفة بينما عينيها تتعلق بالحقيبة التي تكدست بالملابس والعطور وأدوات الزينة التي كانت صاحبتهم غارقة فيما لا زال ناقص!.
جلست سمر على طرف سريرها وتابعت بينما ندى تخصرت تنتظرها أن تكمل باقي مزحها الذي أثار حنقها، فأضافت سمر وعلى شفتيها بسمة عابثة «تتحدثين مع نفسك ، صرت أخاف عليكِ»
زفرت ندى وهي تأخذ من الخزانة كيس ورقي بلون وردي عليه ورود بيضاء صغيرة وسارت تجاه سريرها، جلست على طرفه جانب الحقيبة ووضعته على رجليها قبل أن تقول برواق «إن كان الجنون علي فلا بأس »
وانشغلت بفتح الكيس الذي أخذ جل إنتباهها، يدها تلمس القماش الموجود فيه بفرحة، فتلك بعض من الأوشحة التي أهداها علي لها كي تجعلها حجابا على شعرها، ضمت الكيس لحضنها تتذكر أول هدية أعطاها لها علي حتى قبل خطبتهم، كان وشاحا بلون بني فاتح ، كانت لا زالت تحرر شعرها وفي عيد ميلادها وضع كيس ورقي بين يديها وهمس بخفوت«هديتي لكِ يا غالية، وأعلم بأنها ستحجب عني ما أتمنى، لكن لأجلك أتحمل».
لم تفهم وقتها مقصده ولم تعرف هديته سوى بعدما رحل، وعاد بالزيارة بعدها وجدها تستقبله بالحجاب الذي أهداه لها فتبسم لها وتهللت أساريرها وهي ترى الرضا على محياه.
عادت من شرودها وهي تمد يدها تخرج ما بداخل الكيس وتستنشقهم بعمق وهي تشم فيهم رائحة علي بينما سمر ضحكت ضحكة قصيرة وتمددت على السرير قبل أن تفتح هاتفها تتفحص رسائلها!.
يتبع 🌷🌷

آمال يسري 21-01-21 09:05 PM

منزل عمران)
يقف خلف نافذته، يتأمل الأرض الخضراء المقابلة لبيته والتي تأخذ مساحة شاسعة بينما يوجد لافتة على أطرافها مكتوب عليها( أراضي آل الجبالي) تلك الأرض التي ورثها عن أبيه؛ يحرص أن يراعيها بنفسه وساعده أكثر على ذلك شهادته من كلية الزراعة ويفصلها عن بيتهم طريق كان ترابي بيوم ما إلى أن رصفه أثناء بناء بيتين متجاورين له ولأخيه، بدلا من البيت القديم، حين فكر بهدمه لقدمه قرر بأنه من الأفضل أن يكون لكلا منهما بيت خاص به طالما سيتم بناء جديد ،التفت حولهما حديقة، زرع كل ما فيها من البداية، بذرات نمت أمام عينيه وبرعايته، شبك يديه خلف ظهره، سحب نفسا عميق يملأ رئتيه بنسمات الصباح، قلبه ينتفض داخله، يتمرد عليه، لا ينام ولا يهدأ، هكذا دائما حينما يعود من زيارته لبيت عمه وكأنه عقاب؛ وجع مُرمغلف بحلو رؤيتها، صورتها لا تفارقه بالرغم من أن عقله يردعه عن ذلك، ارتسمت على شفتيه بسمة شاحبة وهو يعود بذاكرته لتلك الطفلة القمحية ذات الضفيرتين والغرة الكثيفة على جبينها تجري هناك على هذا الطريق، تلعب بالكرة كالصبية، فينتفض من جانب أبيها ويجذبها من ضفيرتها معنفا إياها بغيرة لم يعرفها كمسمى يومها «ما بالك يا ابنة عمي، تلعبين كالصبية، اجلسي جانب ندى العبي بالعروس مثلها»
جذبت ضفيرتها من يده ولمعت سمرة عينيها وقالت بكبرياء لا يليق إلا بها
«لا ياعمران، لن ألعب سوى بالكرة، لعبة العروس للصغار»
لكزها بخفة بكتفها قائلا «بل العروس لعبة تليق بالفتيات»
هزت كتفيها بلامبالاة وقالت قبل أن تركل الكرة وتجري وراءها
«أنا يليق بي كل شيء يا عمران».
ضحك ضحكة قصيرة وهو يسخر من نفسه، حب لم يخرج حديثه أبدا من قلبه، لم يصارحها به، لم يقل لها يوما أحبك، دوما كان يعاتبها على لا شيء، وكان يغار عليها من كل شيء، دون أن يفهم حينها هذا الشيء! لكنه فهم بطريقة قاسية حين قرر عمه أن ينتقل إلى القاهرة حيث مكان عمله للإقامة هناك وأخذ ندى وسمر معه، ذاك الألم في قلبه وهو يراها تفارقه لن ينساه أبدا، لقد شق قلبه شقا، كمن رشقه بسكين فقسمه دون رحمة، يبكيها دون دموع، ويناديها دون صوت، يتألم دون أن ينطق ببنت شفة.
زفر بقوة وصوتها لا زال صداه يصدح بقلبه، في حين ذلك رفع يده يربت على قلبه بينما يرى صورتها لا تفارق تلك الأرض هناك ولا تترك مخيلته وهمس بخفوت « كل شيء يليق بكِ؛ أنتِ استثناء عن كل نساء الأرض يا ابنة عمي»
حك ذقنه غير الحليقة وغابت بسمته حينما ارتطمت ذاكرته بأرض الواقع فحبيبته اختارت رجلا غيره، وستكون زوجة لها عما قريب!، هز رأسه نافضا عنه كل ما يعتمل في صدره وتراجع عن النافذة وأخذ سجادته من على الأريكة المقابلة لسريره الذي يتوسط الغرفة، وفرشها أرضا يستقبل القبلة، يشكي لله ما في قلبه فهو أعلم به.
______________________
(دبي)
وضعت فنجان النسكافيه على المنضدة وأمسكت آخر بيدها قبل أن تجلس في نهاية الأريكة التي يجلس عليها أخيها، تطوي ساقيها تحتها بينما هو يستند على ذراع الأريكة، يمدد رجليه، وغارق كما تظن في هاتفه، حضنت الفنجان بين كفيها، ترتشف منه بهدوء بينما عينيها الرماديتين بلونهما الفاتح تتابعان أخيها، زفرت بنفاذ صبر أما هو ابتسم بمكر ولم يبدها، رفع الهاتف أكثر أمام ناظريه، عادت ترتشف بعض من مشروبها وتنظر إلى الفنجان الآخر الذي لم يقترب منه، مطت شفتيها، ورفعت حاجبها قبل أن تقول ببطء«جلال»
أجابها بثقل«ها..»، تنهدت بصوت عالي فزادت بسمته التي لم تراها، لكنها عادت تقول بذات البطء«جلال، أخي، لم أعهدك متلاعبا؟!»
تحفزت كل حواسه على إثر كلماتها وانتفض يجلس قبالتها، يربع رجليه ويديه تستند عليهما، قابض على الهاتف بكفه، ضيق حاجبيه وهو يراها تنظر باتجاه بعيد عنه وقالت بهدوء كأنها لم تلقي قنبلة منذ لحظات«فنجان النسكافيه برد »
تأمل وجهها مليا ثم مد يده يأخذ الفنجان بدهشة وعاد يحملق بها قبل أن يقول«ليست عادتك أن تحضري لي فنجان، دائما أضطر لسرقة الخاص بك!» صمت برهة وهو يتأملها مليا برماديتيه الغامقتين بينما هي تشيح بوجهها عنه، فارتشف القليل من الفنجان وحك جانب رأسه قبل أن يقول « الحقيقة تفعلين، فقط عندما تتحدثين معي بموضوع هام!»
التفتت له وقالت «قلت لك، لم أعهدك متلاعب!؟، هل يوجد موضوع هام أكثر من هذا يا جلال؟»
صمت لحظات طوال ويده تجمدت حول فنجان النسكافيه وهو يتأكد من كلماتها الأولى ثم قال «لم تعهديني متلاعب!، إذن ما الجديد!؟»
نظرت إلى الهاتف القابض عليه بكفه الأيسر وأشارت برأسها له وقالت«الجديد هذا، أراك لأول مرة تشغلك فتاة من الفيس بوك؟»
صمتت لحظة وزفرت بضيق ثم تابعت«أخي ،إياك أن تتلاعب بإحداهن فترد لنا أضعافا!»
وضع الفنجان على المنضدة وجانبه الهاتف ثم تنهد طويلا قبل أن يقول لها «إن قلت لكِ لا أتلاعب، تصدقين؟!»
أجابت بيقين «بلى، لكن هل تحبها!؟»
حك خلف رأسه ثم قال« وهل كل فتاة تتحدث مع أحدهم يجب أن يكون تحت مسمى الحب» صمت لحظة كأنه يفكر في شيء ثم أضاف« وأنا بالفعل لم ولن أتلاعب بها، فشخصية الفتاة أعجبتني، مبهرة ،مشرقة، أحب الحديث معها لكن...»
قاطعته قائلة «لكن ماذا؟...»
أخذ فنجان النسكافيه من على المنضدة وارتشف القليل منه قبل أن يجيبها« أحيانا أشعر بشيء يجذبني لها، وهذا ما لم أحسبه أول تعارفنا، أجدها أصبحت جزء من يومي وحياتي يا نورا»
استندت نورا بيدها على جانب الأريكة ثم سألته باهتمام«وماذا تسمي هذا الشعور !؟»
تنهد بصوت عالي قبل أن يجيبها « سألت نفسي كثيرا هذا السؤال من وقت عرفتها، لكن لم أجد إجابة خاصة وأنها أخذت حيزا كبيرا من تفكيري واهتمامي»
صمت لحظة قبل أن يسترسل في كلامه
« أتعلمين أريد ان نتحدث بالواقع ، نعم اعرف صورتها عبر حسابها وتحدثنا عبر الهاتف، لكن لا شيء يغني عن حديث العين، لذا أنتظر عودتي لأرض الوطن؛ كي أقابلها وأعدك وقتها إن استطعت تأكيد وتحديد مشاعري فمؤكد سأخبرك وحينها علي أن أقول لها بأن ما بيننا تخطى حدود الصداقة»
أجابته في هدوء
«وبعدما تخبرها ماذا سيحدث ؟»
وقف من مكان يزفر متصنع نفاذ صبره، يضع يديه في جيب بنطاله القطني قبل أن يقول
« أسئلتك كثيرة! »
لوت طرف شفتيها وكأنها لا تهتم بما قال ثم أجابته
«وهذه ليست إجابة سؤالي!»
ارتسمت بسمة على ملامحه فهو لا يستطيع العبوس في وجهها؛ أخته الصغيرة وصديقته ثم قال
«نورا، قد تكون مشاعري بدأت تتغير من ناحيتي فقط، في حين هي لا زالت تراني صديق»
وقفت نورا قبالته تتأمله لحظة ثم قالت
«كيف هي علاقتها معك؟»
زم شفتيه ثم هز أحد كتفيه قبل أن يقول لها
«تتحدث معي كثيرا، تحكي عن مللها أحيانا، وحدتها، وسعادتها وقت حديثنا»
ربعت نورا يديها على صدرها تهمم بعلامة أنها فهمت بينما تهز رأسها ثم قالت في هدوء
« علاقتكما تمشي في نفس الطريق»
«حقا» قالها جلال يصاحبها بنغزها في غمازتها ثم تابع بمرح « تحقيقين وتحليلين يا فتاة، طبيب روحاني حضرتك!!»
« بل أريد الاطمئنان بأن هناك فتاة سترحمتني من غلاظتك» قالت نورا كلماتها قبل أن تضحك وتسير من أمامه بخطوات واسعة بينما تراه ينحنى يأخذ المخدة الصغيرة من على الأريكة.
علت ضحكته حينما اعتدل بجسده يراها ابتعدت عنه قبل أن يلقي المخدة جانبه مرة أخرى ويقول
« تهربين، قبل أن ألقيها عليكِ»
هزت كتفيها بطفولة، وجهها يطفو عليه بسمة يتمنى لو لم تبارحه.
همس داخله « لا تدعي بسمتك ترحل نورا، حاربي لأجل أن تظل، لا تضميها لشفتيكِ !»
ثم ألقى بجسده على الأريكة، يراها تدخل إلى غرفتها بينما هو حدق بسقف الغرفة يفكر في حديثهما منذ قليل!.
يتبع:secret:

آمال يسري 21-01-21 09:07 PM

يقف عمران بجسده الطويل وقامته الممشوقة وسط المكتبة الصغيرة والتي قام بتأسيسها منذ فترة لا بأس بها كي تخدم أبناء القرية ويجدوا الكتب التي هم بحاجة لها بالقرب منهم.
يلقي بنظره على الكتب، يمد يده يعيد ترتيبها أو يمسح غبار عليها بعناية تامة، فهو لا يسمح بوجود أتربة عليها ولا أن يراها غير منظمة، قطب حاجبيه الكثيفين وهو يرى أحد الأرفف المصفوفة عليه الكتب غير مرتبة، تبدو للناظر لها مبعثرة ،وربما تبدو كذلك لعينيه الفاحصة فقط، رتبها بعناية ودقة، ثم تنهد أخيرا براحة، يتخصر في وقفته بينما ترتسم على شفتيه ابتسامة راضية، يتحدث بخفوت بينما عينيه تجوب أرجاء المكتبة « هكذا إذن كل شيء أصبح تمام»
«كل شيء يصبح تمام وبخير حينما تكون هنا يا عمران »
هتف بها الرجل من خلفه فالتفت له عمران ببشاشة وقد اتسعت ابتسامته بينما ينظر إلى الرجل الخمسيني بقامته القصيرة وجسده الرفيع والذي شابت لحيته وظهرت التجاعيد على وجهه وقد أعطته وقارا أكثر،بينما خصلات شعره البيضاء قد انحصرت على رأسه قليلا.
عينا عمران ابتهجت أكثر وهو يرى بين يدي الرجل صينية دائرية تم تغطيتها بعناية ونظافة واضحة، تهللت أساريره وهو يأخذها من بين يديه ثم قال بينما يضعها على المنضدة الصغيرة التي التف حولها كرسيان من خشب الخيرزان «بل الآن أصبح كل شيء بخير ،اشتقت لطعام خالتي هنية»
ضحك الرجل بخفوت قبل أن يتقدم ليسلم على عمران بعناق أبوي واضح بينما عمران يربت على ظهره كأنه غاب منذ زمن.
جلس الرجل على الكرسي جانب المنضدة قبل أن يقول بود «وهي قد شعرت بك وقالت لن أأكل قبل أن ترسل هذا الطعام لعمران، هنيئا لك خالتك يا عمران»
كشف عمران الغطاء القماشي الناصع البياض من على الصينية التي رص عليها أطباقا متنوعة من الطعام،وقال بتنهيدة عالية بينما يلتقط ملعقة أمامه«خالتي هنية من رائحة أمي، لم أعلم أن الصداقة تدوم هكذا إلا منهما، كنت منذ طفولتي وأنا أتمنى صديقا هكذا». صمت لحظة ثم تابع «لكن، أتعلم عمي مصطفى، صداقة كتلك صعب أن أجدها »
ثم دس الملعقة في طبق الأرز الدافيء وأكلها باستمتاع.
سحب مصطفى نفسا عميقا وقال بينما يتأمل ملامح عمران السمراء قليلا التي كانت من أثر الشمس«بل يوجد ابني، لكن قليلا منا من يحظى بفرصة كتلك»
أخذ مصطفى خبز من الذي صنعته زوجته وقطع منه لقمة ليلف فيها بعض من الجبن البيتي يضعها في فمه ثم تابع بعدما مضغها «أتعلم؟»
تنبهت ملامح عمران ليرفع وجهه له يستمع باهتمام بينما هو أكمل«والدتك رحمها الله كانت صديقة هنية منذ الطفولة ، كانتا جيران»قطع كلامه ضحكة خافتة قبل أن يضيف«يوم زفافنا لم تترك يد أمك وبكت بحرارة قبل أن تدخل البيت معي ،وتقول لن أترك يد فاطمة فلتأتي معي ولك أن تدرك رد فعل أبيك يومها وهو يراني متمسك بهنية وهي تحتضن كف أمك خاطفة إياها منه»
غص عمران بالطعام وهو يضحك عاليا وعلا سعاله، حينما تخيل ما حدث يومها فأعطاه مصطفى كوب من الماء وقال «أبيك كان غيور جدا؛ لكن لأجل والدتك بدت ملامح وجهه تهدأ!»
ارتشف عمران بعض من الماء ثم قال متسائلا بعدما وضع الكوب على المنضدة «وكيف تم حل الأمر وقتها؟»
أجابه بهدوء«تدخلت جدتك رحمها الله، وحاولت إقناع هنية بأن صديقتها سوف تأتيها في الصباح، وأخيرا بعد عناء اقتنعت ولم تكذب جدتك فلقد جاءت والدتك في الصباح بطعام فطور العرسان»
«ولم يعترض أحد على صداقتهما حتى بعد زواج كلا منهما!؟»تساءل عمران وهو يقوم من مكانه يقترب من جهاز تسخين الماء القابع على المكتب الصغير لعمل الشاي.
التفت له مصطفى وقال بينما يطرق بأنامله القصيرة على المنضدة«صداقة كتلك لم يمنعها حتى الموت، فهنية ترى فيك أنت وعلي أمكما ، فكيف لنا جميعا منع صداقتهما في هذا الحين».
انتهى عمران من عمل الشاي وابتسامته لم تغادر محياه، فكل مرة يتحدث مع عمه مصطفى وربما يتكرر معظم كلامهم، لكن دائما يريد المزيد فهذا يسعد قلبه حينما يشعر برائحة أمه وسط تلك الذكريات، تقدم مرة أخرى جانب المنضدة وازاح صينية الأكل قليلا ليضع الشاي، ثم قال وهو يجلس مكانه «حددنا زفاف علي»
انشرح وجه مصطفى وهو يقول «ما شاء الله ،ما شاء الله، أخيرا سنرى أحدكما ببدلة العرس، العقبى لك يا عمران»
ارتشف عمران القليل من الشاي قبل أن يتنحنح، يجلي صوته ويقول «يوما ما عمي، دعنا لا نتعجل المحتوم»
« ستتترهبن يا ولد، شهور وتكمل الثلاثون!؟» قالها مصطفى معاتبا بينما عينيه تتأمله بغموض!
فأجابه عمران وهو يمسح بيده على صفحة وجهه «لم أجد بعد من أحبها»
ارتشف مصطفى من الشاي وهو يتفحص وجه عمران الشارد ثم قال في هدوء«أنت أغلقت على قلبك بمفتاح لا يفتحه سواها ياعمران!»
وضع عمران كوب الشاي وأسند ظهره على الكرسي ثم تنهد طويلا حتى تكاد تشعر بأنه لا ينتهي، أطبق على شفتيه، يحاول أن يجد حديثا أو رد مناسب لكلام مصطفى ولا يفلح فهو على يقين بأن كل كلمة تفوه بها الرجل صحيحة لأنه حقيقة يفهمه جيدا،هو الوحيد الذي اكتشف حبه لابنة عمه، بأحد تلك الأحاديث الكثيرة التي تجمعهم، تحدث عمران كثيرا عنها حتى بدا الأمر جليا لمصطفى بمدى حبه لها، وسقطات اللسان تكاد لا تكف عن ذكرها وعن مدى تعلقه بها حتى ولو لم يصرح حقيقة بهذا، لكن مصطفى واجهه يوم خطبت وقال له بحزن«ظللت تتحدث وتتعلق دون أن تصارحها بحبك حتى أصبحت لغيرك»فأجابه يومها باقتناع تام «ابنة عمي وأعرفها ،لم تتعلق بي يوم ولم تحبني، ولن تحب حياتنا هنا، لذا أعفيتها من أي ارتباط ، وأعفيت عمي من حرجه إن رفضت سمر».
انتزعه من شروده ونظرة مصطفى الفاحصة صوت طفولي ناعس «خالتي هنية ،تقول إن انتهيتم من الطعام ،سآخذ لها الصينية»
التفت عمران للفتاة التي لا تتعدى الثالثة عشر من عمرها بابتسامة ودود ووقف من مكانه وهو يحمل الصينية بين يديه يعطيها لها ثم قال «نعم انتهينا ، واخبريها على لساني،سلم الله يدها»
عاد عمران ينظر لأرفف المكتبة، في محاولة أن لا يستطرد مصطفى حديثة لأنه ليس لديه إجابة، تفهم الأخير هذا، فزفر بصوت عالي وهو يهز رأسه بيأس من حال عمران ثم قال يدير الحوار لشيء آخر «نريد بعض الروايات يا عمران، تم طلبها من أحد زبائن المكتبة»
التفت له قائلا بود«لمَ لم تخبرني حينما كنت في القاهرة؟، على العموم قد أتيت بمجموعة كبيرة من الكتب والروايات علها تكون أحدهم»
أجابه مصطفى «لم يتم طلبها سوى بعدما عدت أنت البارحة، وبإذن الله يكن ما طلب أتيت به ،فأنت تعلم ذوق القارئ هنا جيدا»
جلس عمران على الكرسي خلف مكتبه، وأخذ قلم من أمامه وظل يطرق به قليلا على المكتب ثم رفع نظره لمصطفى قائلا «سوف أضطر أن أقضي الأيام القادمة عند عمي، وسنأتي جميعا قبل ميعاد الزفاف، أعلم عمي بأنني عدت من هناك للتو و هذا مرهق لك لكن...»
أشار له مصطفى بكفه كي لا يكمل ثم قال«لا تقل هذا يا ابني، فأنا أشعر بالسعادة تلك الساعات التي أقضيها هنا بالمكتبة فلا تقلق من شيء».
★★★★
بعد ثلاثة أيام في أحد المقاهي.
_______
تجلس قبالته كالطفلة الصغيرة التي تنتظر التقريع على خطأ ما، تحاول أن لا ترتبك ولا تثير حنقه أكثر، لكنها لا تستطيع فعل ذلك، فهي لم ترد أن تتقابل معه لولا حديث أحمد الصارم بوضوح، بأنه سيأتي لمقابلتها في بيتهم أمام أبيها إن لم تنهي تلك الحجج الواهية والتي بات يفهمها جيدا.
تتلاعب بخصلات شعرها السوداء المموجة، تدسها تارة خلف أذنها وتارة تعيدها جانب وجهها، تحيد بنظرها في اتجاه آخر بعيدا عنه، لا تريده أن يرى عينيها فيكتشف بأن صورته لا تلمع بهما، تعلم بأنها مخطئة لكن هل عليها الإعتراف بهذا؟، سمعته يتنهد بنفاذ صبر فالتفتت له مجفلة بينما هو حدق بعينيها المرتبكة لحظات طوال، يريد أن يسبر أغوارها و كل ما يصله أنها بالفعل لم تعد هي سمر الفتاة المرحة البشوش، فمن تجلس أمامه الآن لا يعرفها، حتى قلبه بات بارد أمام قربها، لا يدق بتلك الدقات العاشقة، تساءل داخله، هل حقا عشقها!؟، لو كان كذلك لصفح وتغاضى عن كل شيء، بل وتفنن بإيجاد حجج لها، ربما بالفعل أحبها يوما ما وتعلق بها وبتلك الأنثى التي كانت تشع حيوية، لكن حبه لها أو الباقي منه لن يدعه يتغاضى، ولن يفعل!؛هو يريد أسباب لما يحدث لهما!؛وما آلت له علاقتهما!.
بعد صمت طويل بينهما، لم يقطعه سوى أنفاسهما المضطربة والنادل الذي جاء يسألهم عن طلباتهم، وبعض أصوات الناس حولهم من رواد المقهى، لكنهما كانا غائبين عن هذا كله، ربما لم يشعرا به فكلا منه كان غائب بشيء ما!.
قال أحمد بصوت بدا هادئ على عكس ما يعتمل في صدره«إلى متى ستظل علاقتنا هكذا سمر!؟»
تلاعبت بأناملها في مفرش المنضدة أمامها، فتابع وهو يراها تحاول التملص من إجابته«سمر، ما وصلنا له باب مغلق، وأنا أريد فتحه، إما لطريق لنعود كما كنا أو..»صمت يقطع كلامه الذي شعر وكأنه سيجرحها بينما هي تعلقت عينيها بملامحه التي لم تعهدها، كان وكأنه وضع قناع بارد لا يشبهه، بينما هو تابع في تصميم «علينا وضع النقاط على الحروف سمر، والآن»
حادت بعينيها عنه تجاه الطريق المقابل، حيث حركة السيارات السريعة، التي لا تكاد تقف، تماما كأفكارها الآن، تنهدت بصوت عالي ثم قالت وهي تعاود النظر له«ما بها علاقتنا أحمد، لا جديد لنتحدث عنه!؟»
هتف بها بصوت مخنوق وهو يقرب وجهه منها«هذه هي،لا جديد!!،لا جديد، هذا ما أسئل عنه، أننا تراجعنا بعلاقتنا، باتت بيننا أميال في حين أننا لا تفصلنا الآن سوى منضدة، لكني أشعر بالغربة، أراكِ تبعدين ولا أدري لهذا سبب!»
تنحنحت متململة في جلستها حيث أنها تعي جيدا بأن حديثه صحيح، لكنها تشعر وكأنها في دوامة، مشاعرها تجاهه باتت باردة، تساءلت داخلها بينما هي شاردة في ملامحه؛ هل حقا هي بانتظار صديقها الذي عرفته من الفيس لأجل أن تتركه، أم هي ليست بحاجة لذلك!؟، وربما هي بحاجة فقط لتأكيد على أن مشاعرها تجاهه لا تتعدى الإحترام!.،لأنه يستحق ذلك، لكن الحب، لم يعد يشق طريقه بينهما بل ربما لم يكن بينهما يوما.
قالت بصوت حاولت أن يكون ثابتا لكنه بدا متحشرج بوضوح«ربما لقرب زفاف ندى بت ..» صمتت وهي تشعر بغصة تخنقها بقلبها، فهي تكذب وليس هناك مسمى آخر لما تفعله، لكن النظر بعينيه صعب، تشعر وكأنه رأى كذبها،دست خصلة شعر خلف أذنها وتابعت «ربما فقط لقرب الزفاف زاد ارتباكي، ليس أكثر»
نظر لها مليا مضيقا حدقتي عينيه البنيتين، واستند بذقنه على قبضتي يديه المرتاحة على المنضدة، ثم قال في هدوء يحاول سبر أغوارها «متأكدة، لا شيء أخر!؟»
هزت رأسها نافية وأجابته وهي تشعر بعينيها تحرقها من الدموع التي تجمعت فيهما.«ندى سوف تتزوج، وحقيقة أشعر بحزن بل برهبة لهذا الأمر.»
تلاقت عينيهما بلقاء ودي صادق لا يكذبه أحدهما، هو يراها صادقة ، لكن داخله متوجس ولا يدري السبب، فرك عينيه، يحاول أن يهدأ، ثم مسد لحيته المشذبة وقال ببطء «لم اقصد مضايقتك، ربما كان علينا فقط أن نتحدث.»
اضطربت عيناها وهي ترى الصدق في ملامحه، كادت تصرخ وتقول أكذب، لكنها كانت نصف صادقة، نعم هي تشعر بألم يجتاح قلبها لافتراق ندى عنها وإن لم تحك ذلك، وهذا يؤجج مشاعرها، لكنها كاذبة في مشاعرها تجاهه، لكن ليس لها المقدرة على مصارحته ولا لصدمة والدها.
رأى الألم في عينيها جليا فزم شفتيه يعاتب نفسه على ما سببه لها، فربما غضب عليها دون قصد، تنهد بصوت عالي يحاول أن ينتزعها من ضيقها قبل أن يقول «القهوة بردت، ما رأيك لو طلبنا غذاء وبعدها نطلب قهوة آخرى!؟»
ابتسمت بشحوب ثم قالت «دعنا نطلب قهوة ، ولنترك الغذاء ليوم آخر لأن ندى وحدها وبالتأكيد تحتاج لمساعدتي في ترتيب باقي محتويات عرسها»
أومأ بإيجاب متفهما قبل أن يطلب قهوة جديدة من النادل.
يتبع🌺🥰🙊

آمال يسري 21-01-21 09:10 PM

( منزل الجبالي في القاهرة)

لم تظن ندى أن يعود علي بتلك السرعة فلم يمر سوى أيام قليلة على سفره إلى قريتهم ، لكنه أخبرها بأن منزلهما بحاجة إلى بعض الأغراض، وسوف يأخذها كي تشتريها معه، واتفق مع عمه وعمران بأنهم سيعودوا جميعا لإتمام الزفاف.
تجلس ندى جانبه تتأمل ملامحه بوله واضح لا تخفيه، اشتاقت له كثيرا، كادت تطير فرحا؛ حين فتحت باب منزل عمها ووجدته أمامها، مبتسما لها، تخبرها عيناه بشوقه لها، لولا عمران الذي اقتحم المشهد وأضاع لحظتهما الرومانسية كعادته، كادت وقتها تصرخ به، لولا ظهور عمها خلفها، يرحب بأبناء أخيه، فما كان منها سوى كبت غضبها حتى إشعار آخر.
صوت عمها أخرجها من شرودها وهو يقول«إذن نعود نهاية الأسبوع »
أومأ علي موافقا ثم قال «نعود حين ننهي باقي مشترواتنا عماه»والتفت ينظر إلى ندى ثم قال«ولو كان غدا»
ضحك صلاح وهو يجيب ابن أخيه«تريث يا ولد لا زال الوقت أمامنا»
أطرقت ندى بوجهها أرضا، واحمرت وجنتيها بينما تدخل عمران« لولا الملامة ، لأخذكم اليوم وأقام الزفاف، توأمي كاد يفقد عقله»
نظر له علي بعتاب فأكمل عمران بمكر«ما لبثنا أن وصلنا إلى البلد، حتى رأيته أتيا لي يخبرني بأن هناك أشياء تنقص المنزل ويجب على العروس اختيارها،أشعر بأنها حجة»
رمقته ندى بطرف عينها، ابن عمها المشاكس،الذي لا يترك لحظة ولا سبب إلا استغله باتقان.
فأجابه عمه بمكر مماثل«أفكر بأن تنزل أنت وعلي ، كي تشتريا ما ينقص، بينما ندى تظل هنا...»
قاطعه علي بلهفة «لا ..أقصد يجب أن تأتي معي ندى حتى تكون ندى راضية عما نشتريه، ولا نضطر للنزول مرة أخرى».
صوت المفتاح يدار بالباب أخرجهم من حديثهم، وما كانت إلا سمر والتي أغلقت الباب خلفها، تنظر للجالسين في بهو البيت بشرود؛ بينما صوت أحمد وعتابه يصدح بعقلها كأن مطارق تدق فيه، عيناها زائغتان كأنهما تبحثان عن شيء لا تدري ماهيته، وجهها شاحب؛ انسحبت منه الدماء، حاولت أن تبدو طبيعية على قدر استطاعتها، أن ترسم ملامحها المعهودة أمامهم، تلاقت عيناها بعيني عمران لوهلة لم تطل؛ لكنها كانت بالنسبة له كلحظات طوال،عيناه تلقفت عينيها بلقاء متفهم، ابنة عمه بها خطب ما،علم من عمه بأنها كانت مع خطيبها حينما سأله علي عنها، مفترض أن تعود متوردة الوجه، عيناها تنبض بالسعادة،لكن لا شيء من هذا؛بل دائما كلما نظر بعينيها،تمعن بها ولم يجد شيء من هذا،انتزعه عمه من شروده وهو يسأل ابنته«سمر،لم أنتِ واقفة هكذا؟،هناك خطب ما؟»،تعلقت الكلمات على شفتيها للحظة قبل أن ترد مرتبكة قليلا«أبي، أنا بخير، لا تقلق، أشعر فقط ببوادر نزلة برد، سأنام قليلا ربما أرتاح»
همت ندى أن تغادر مكانها كي تذهب لها،لكنها أوقفتها بيدها قائلة بصوت خافت«لا ترهقي نفسك ندى،سأرتاح قليلا وأكون معكم»،عيناها جالت عليهم جميعا بحديث غامض، بدت هشة رغم محاولاتها البائسة لإظهار عكس ذلك،دست شعرها خلف أذنها وأشاحت بنظرها بعيدا وسارت في هدوء إلى غرفتها، بينما عينا عمران تفحصتها بوضوح وكأنه يرى ابنة عمه لأول مرة.
أغلقت الباب خلفها، تستند عليه، وسمحت أخيرا لدموعها للتحرر.
بعد لحظات استأذن عمران عمه للذهاب للحمام كي ينعش وجهه ببعض الماء، وتوقفت خطواته قرب غرفة سمر التي توجد بأول الممر.
صوت شهقات خافتة، أنين وبكاء، ابنة عمه القوية تبكي، بل أن نشيجها يقطع نياط قلبه،دقات قلبه تخبط في صدره وكأنها سوف تشقه وتجري لعناقها، هل عليه أن يرمي بكل وعوده لنفسه ويخبرها بأن بكائها يقتله، وبأنه يدفع عمره كله فقط لأجل أن لا يرى دمعة من عينيها، آهة فلتت من بين شفتيه وهو يشعر بعجزه وقلة حيلته، صوت حشرجة صوتها تصله، تتمتم بشيء ما لا يفهمه، كل ما يصله أنها تبكي، مسد ذقنه غير الحليقة يتساءل في نفسه، كيف حدث هذا وهي حتى بطفولتها لم تكن ككل الأطفال تبكي على لعبة انكسرت؟ ، بل كانت قوية تحمل عينيها معاندة للأوجاع لا تليق بسواها، تحرك تجاه الحمام وهو يشعر بخطوات تقترب ولم تكن سوى ندى التي دخلت الغرفة بلهفة وضحت من إغلاق الباب.
عاد عمران للصالون حيث يجلس عمه وعلي ، شارد في تلك الباكية، لا يكاد يسمع ما يقال بين عمه وأخيه، مسد عنقه يحاول الاستفاقة من غرقه ببكائها الذي يصدح بعقله وقلبه،ينظر حيث اتجاه غرفتها ربما عادت ندى فيسمع منها كلمة تطمئن قلبه.
★★★
كانت قد ألقت بجسدها على السرير،بملابسها التي كانت بها بالخارج،لم تفعل شيء، سوى أنها خلعت حذائها بإهمال،وهكذا حقيبتها، مسحت وجهها من الدموع بينما تتعلق عينيها بسقف الغرفة، ترى كذباتها تتراقص أمامها وتخرج لسانها لها، وكأنها تخبرها، انتصرنا عليك.
وقفت ندى تتأمل وجه سمر الشاحب بوضوح بينما جسدها يرتعش،يدها تتمسك بملاءة السرير وكأنها تحتمي بها، اقتربت منها بهدوء وجلست على طرف السرير،داعبت وجنتها برفق،هامسة بحنان«سمر، ما بكِ حبيبتي؟»
سالت دموع سمر على خديها وكأنها كانت بانتظار من يعيد تحريرهم ،نحبت بخفوت وكأنها فقدت عزيز للتو، ارتبكت ندى وقلقت ملامحها، وهي تعتلي السرير قربها،تطوي ساقيها أسفلها،وقالت بقلق«تحدثي يا سمر، الأمر لا علاقة له بنزلة البرد»
نظرت لها سمر بعينين متألمتين ، وتحشرج صوتها وتقطعت كلماتها بينما ترفع رأسها تلقيه بحضن ابنة عمها، شددت ندى بعناقها وربتت على شعرها قبل أن تقول«فقط أخبريني ما بكِ»
شهقت سمر بخفوت وقالت بتأوه «ليس بي شيء، فقط احتضنيني»
اعتدلت ندى على السرير وتمددت ثم أخذت سمر بحضنها، تهدهدها كطفلة صغيرة، كان داخلها يحدثها بما تعاني منه سمر،لكنها لم تستطع أن تنطق ببنت شفة،لا تستطيع الآن على الأقل، وإما وضعت على الجرح ملح،لقد كانت معها حينما حدثها أحمد للقائها،ومن الواضح بأن ثمرة هذا اللقاء مدوية!لكنها بحاجة لمساعدتها،كيف،أتخبر عمها،أم علي،أم عمران؟،يا إلهي كلها حلول أصعب من بعضها!.
شعرت بأنفاسها أخيرا تنتظم، أراحت رأسها على المخدة، دثرتها بالغطاء،مدت يدها تمسح دموعها من على خديها،وزفرت طويلا تلقي بتلك الأفكار التي تكاد تهشم رأسها، ثم اغتصبت بسمة على شفتيها قبل أن تخرج من الغرفة تواجه العائلة،فلا تريد أن يشعر بها أحد.
جلست قرب علي،تسمعه يتحدث مع عمها،لكن لا تعرف ما يقول، صوت عمها ينادي بإسمها بينما شرودها أكبر منها، عينا عمران تتأملها فتلاقت عينيها بهما بغتة فأخفضتهما، لاحظت شيء أقلقها،عمران يفهم ما يدور وبأن سمر ليس بها مرض بل هناك خطب ما.
تنهدت أخيرا حينما انتهت جلستهم مع أبناء عمها، نظرت للباب الذي أغلقه عمها خلفهما براحة، تربت على قلبها المضطرب، لأول مرة تتمنى انتهاء لقاء فيه علي، لكن كلما نظرت لوجوههما شعرت بكذبها، خاصة حينما شق صوت عمران أحاديثهم وسألها عن سمر،ولم تكن تلك عادته يوما،ولا تعرف كيف أخبرته بأنها بخير في حين أنها لم تكن كذلك.
انتهى الفصل 🥰🌺💜دمتن بخير 💜 أنتظر رأيكن بشغف فلا تنسوني منه🥰🥺

آمال يسري 21-01-21 09:47 PM

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 27 ( الأعضاء 5 والزوار 22)
‏آمال يسري, ‏سواسماعيل, ‏Um-ali, ‏user0001n, ‏Nour fekry94

Um-ali 21-01-21 10:46 PM

الفصلان جميلان و لا أحد يستطيع أن يخمن بمستقبل الثنائيات ،سلمت يدك

آمال يسري 22-01-21 12:24 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة um-ali (المشاركة 15311954)
الفصلان جميلان و لا أحد يستطيع أن يخمن بمستقبل الثنائيات ،سلمت يدك

حبيبتي 💜 تسلميلي🤗شكرا لرأيك وبانتظارك دوما 🥰🥰🥰

نوارة البيت 22-01-21 03:09 PM

سلمت يدك🥰🥰🥰🥰🥰🥰سلمت يدك🥰🥰🥰🥰🥰🥰

ولاء وحيد 22-01-21 09:17 PM

سلم الانامل حبيبتي فصلين ف غايه الجمال مع ثنائيات اتعرفنها عليهم اكتر ف الفصل التاني ندي وعلي ما اجملهم ف انتظار اكتمال سعادتهم عمران وحبه الليمن غير امل سمر وتخبطها وللاسف المواجهه بينها وبين احمد هي مستغلتهاش وكانت واضحه معاه ولحظها السئ يكون جلال صديق احمد هو صديقها الفيسبوكي احمد انسان واصح وصادق يستاهل حب نورا سلمتي امال وبالتوفيق دائما❤️❤️❤️❤️

آمال يسري 22-01-21 11:40 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نوارة البيت (المشاركة 15312819)
سلمت يدك🥰🥰🥰🥰🥰🥰سلمت يدك🥰🥰🥰🥰🥰🥰

تسلميلي يا جميلة 🌺🤗💜💜

آمال يسري 22-01-21 11:43 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ولاء وحيد (المشاركة 15313167)
سلم الانامل حبيبتي فصلين ف غايه الجمال مع ثنائيات اتعرفنها عليهم اكتر ف الفصل التاني ندي وعلي ما اجملهم ف انتظار اكتمال سعادتهم عمران وحبه الليمن غير امل سمر وتخبطها وللاسف المواجهه بينها وبين احمد هي مستغلتهاش وكانت واضحه معاه ولحظها السئ يكون جلال صديق احمد هو صديقها الفيسبوكي احمد انسان واصح وصادق يستاهل حب نورا سلمتي امال وبالتوفيق دائما❤️❤️❤️❤️

تسلميلي حبيبتي، أسعدني رأيك جدا وتواجدك، سلمتي💜🤗💜وبإذن الله القادم ينال إعجابك وأكون عند حسن ظنك🌺💜🤗

ولاء مطاوع 23-01-21 06:12 PM

مبارك حبيتى الروايه أن شاء الله اتابع معاكى
انا وعدتك بتصميم هديه أن شاء الله هعمله بس لسه محتاره
وقت ما استقر على فكره هتلاقى الهديه
فى انتظار جديدك ♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️🌹🌹🌹🌹🌹🌹

ولاء مطاوع 23-01-21 06:47 PM

الفصل جميل اوى يا اموله
بالتوفيق حبيبتي ❤️❤️❤️❤️

آمال يسري 23-01-21 09:11 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ولاء مطاوع (المشاركة 15314446)
مبارك حبيتى الروايه أن شاء الله اتابع معاكى
انا وعدتك بتصميم هديه أن شاء الله هعمله بس لسه محتاره
وقت ما استقر على فكره هتلاقى الهديه
فى انتظار جديدك ♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️🌹🌹🌹🌹🌹🌹

يبارك فيك قمري 💜🤗💜 سعيدة بوجودك جدا 💜 🤗
أجمل هدية منك 🥰 فرحت قلبي 🥰🤗🙊

آمال يسري 23-01-21 09:12 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ولاء مطاوع (المشاركة 15314502)
الفصل جميل اوى يا اموله
بالتوفيق حبيبتي ❤️❤️❤️❤️

حبيبتي سعيدة جدا برأيك وبأنها نالت إعجابك، يارب أكون عند حسن ظنك لولو🥰🥰🤗

ام مريم عامر 25-01-21 01:49 AM

اعتقد احمد و اللى بتكلموا سمر فى التليفون اصدقاء و هى للاسف فى موقف صعب يا هاتخسرهم سوا يا واحد فيهم ها يخسر التانى بس السؤال هنا ممكن يكون ل عمران دور فى الحكاية و تسلم ايدك

آمال يسري 25-01-21 01:07 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ام مريم عامر (المشاركة 15317065)
اعتقد احمد و اللى بتكلموا سمر فى التليفون اصدقاء و هى للاسف فى موقف صعب يا هاتخسرهم سوا يا واحد فيهم ها يخسر التانى بس السؤال هنا ممكن يكون ل عمران دور فى الحكاية و تسلم ايدك

💜🤗💜حبيبتي متابعتك أسعدتني 🤗وبإذن الله إجابة أسألتك قريبا جدا ستكون واضحة💜وأكيد يسعدني رأيك بالقادم بإذن الله 💜

**منى لطيفي (نصر الدين )** 25-01-21 03:06 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قرات الفصلين والاحداث بداية جميلة ومشوقة الأسلوب جميل واللغة سلسلة... متشوقة لرؤية كيف ستعالجين خطا سمر الفادح وجلال اذا فهمت جيدا انه من يراسلها حتى لو مراسلات عادية يجب ان يتعلم انه خطأ المراسلة مع فتاة لا تحل له اي كان السبب او الاطار وسمر خطأها اكبر لانها مخطوبة... اظن من تحبه اخت جلال هو نفسه علي!... وبما ستنتهي علاقة ندى وعلي عل ستظل كما بدأت؟ وكيف ستجتمع القلوب المحبة من طرف واحد ...
في انتظار القادم تحياتي


الساعة الآن 01:09 AM

Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.