آخر 10 مشاركات
بعينيكِ وعد*مميزة و مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )           »          [تحميل] أعشق آنانيتك عندما تتمناني لك وحدك ، للكاتبة/ &نوني بنت الجنوب& (جميع الصيغ) (الكاتـب : Topaz. - )           »          واهتز عرش قلبي (1) .. سلسلة الهاربات (الكاتـب : ملك جاسم - )           »          لعنة الحب والزواج(81) للكاتبة كارول مورتيمور(الجزء الثاني من سلسلة لعنة جامبرلي)كاملة (الكاتـب : *ايمي* - )           »          [تحميل] بسمة مدفونة في خيالي ، لـ ضاقت انفاسي (الكاتـب : Topaz. - )           »          كما العنقاء " مميزة ومكتملة " (الكاتـب : blue me - )           »          همس المشاعر بين ضفاف صورة .. وحروف ماثورة... (الكاتـب : المســــافررر - )           »          ليالى الميلاد (39) للكاتبة:Sara Morgan *كاملة+روابط* (الكاتـب : فراشه وردى - )           »          غمد السحاب *مكتملة* (الكاتـب : Aurora - )           »          الستائر السوداء (الكاتـب : ررمد - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > ارشيف الروايات الطويلة المغلقة غير المكتملة

مشاهدة نتائج الإستطلاع: هل تجد بداية الرواية مشوقة؟
نعم 2 100.00%
لا 0 0%
إستطلاع متعدد الإختيارات. المصوتون: 2. أنت لم تصوت في هذا الإستطلاع

موضوع مغلق
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 22-01-21, 11:59 PM   #1

ك.خديجة القطوس

? العضوٌ??? » 483982
?  التسِجيلٌ » Jan 2021
? مشَارَ?اتْي » 51
?  نُقآطِيْ » ك.خديجة القطوس is on a distinguished road
Rewitysmile9 مُتَلازِمَة اشْتِيَاقُ




♡《{السَّلام عَليكم ورَحمةُ الله وبَركاته}》♡

أولًا أحب أن أعرف بنفسي أنا خديجة القطوس من ليبيا أبلغ من العمر ثلاث وعشرون عامًا، كاتبة متمرسة أكتب منذ خمسة سنوات ولدي العَديد من الروايات والقصص المكتملة والغير مكتملة. أقدم لكم إحدى رواياتي الجديدة التي أرجو أن تنال إعجابكم وتتلقى منك الدعم.


إهداء..

إلى أعزاء النَفس وأحِباءها، إلى العُشاق المُتيمين الذين خذلتهم الحَياة ولم يَخذلهم الحُب. إلى المُرابطون والصَّامدون عَلى أسْوار اللِّقاء رُغم ما أتَاهم منْ ضَنى الأشواق دائمًا.

نبدة..

ليسَ كل ما تَراه أعيوننا هُو الحَقيقة، تمت حقائقٌ مُبطنة ومخفية لا نراها إلا حِين التمعن والتدقيق في ملامحها، وكثيرًا ما نَصاب بالعَمى ما إذ توغلت فينا مشاعرٌ وأحاسيسٌ مُضطربة تتقاذفنا كالأمواج العاتية، تسير بنا نَحو المَجهول الذي لا دراية لنا به. تمر الأيام مثل السِنين، نُذعن ونُصدق أن لا عيش لنا بَعيدًا عمن نُحب، حيثُ تموت دواخلنا وتَنال الآلام من قُلوبنا بلا رحمة، وتنَال الأشواق... ولكن دُون جدوى.









♡💗مواعيد التنزيل💗♡
في العادة ستكون كل خميس.



الرواية حصرية لشبكة روايتي الثقافية




روابط الفصول

الفصل 1 .. بالأسفل
الفصل 2, 3 نفس الصفحة
الفصل 4, 5 ج1 نفس الصفحة
الفصل 5 ج2, 6,
الفصل 7









التعديل الأخير تم بواسطة كاردينيا الغوازي ; 01-07-21 الساعة 08:09 PM
ك.خديجة القطوس غير متواجد حالياً  
قديم 23-01-21, 01:39 AM   #2

قصص من وحي الاعضاء

اشراف القسم

 
الصورة الرمزية قصص من وحي الاعضاء

? العضوٌ??? » 168130
?  التسِجيلٌ » Apr 2011
? مشَارَ?اتْي » 2,558
?  نُقآطِيْ » قصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond repute
افتراضي مُتَلازِمَة اشْتِيَاقُ

اهلاً وسهلاً بك بيننا في منتدى قصص من وحي الأعضاء ان شاء الله تجدين مايرضيك موفقة بإذن الله تعالى ...


للضرورة ارجو منكِ التفضل هنا لمعرفة قوانين المنتدى والتقيد بها
https://www.rewity.com/forum/t285382.html

كما ارجو منك التنبيه عندما تقومين بتنزيل الفصول على هذا الرابط
https://www.rewity.com/forum/t313401.html

رابط لطرح اي استفسار او ملاحظات لديك
https://www.rewity.com/forum/t6466.html


روايتك كانت في قسم المكتملة وتم نقلها ل الصفحة الرئيسية لأنها المكان الصحيح الروايات تحت العرض


نرجو منك الالتزام بحجم الفصل المطلوب ضمن القوانين

15 صفحة ورد بحجم خط 18



هل الرواية حصرية لشبكة روايتي الثقافية؟





واي موضوع له علاقة بروايتك يمكنك ارسال رسالة خاصة لاحدى المشرفات ...

(rontii ، um soso ، كاردينيا73, rola2065 ، رغيدا ، **منى لطيفي (نصر الدين )** ، ebti )



اشراف وحي الاعضاء



قصص من وحي الاعضاء غير متواجد حالياً  
التوقيع
جروب القسم على الفيسبوك

https://www.facebook.com/groups/491842117836072/

قديم 23-01-21, 03:51 PM   #3

ك.خديجة القطوس

? العضوٌ??? » 483982
?  التسِجيلٌ » Jan 2021
? مشَارَ?اتْي » 51
?  نُقآطِيْ » ك.خديجة القطوس is on a distinguished road
افتراضي

شكرًا على الترحيب ❤
أجل تعتبر الراوية حصرية فلم أنشرها في أي منتدى أخر
فقط ربما سأنشر الفصول بعد نشرها هنا داخل تطبيق.

بالنسبة لما قلته حول الحجم المطلوب هل كان الفصل قصير؟
وهل هذا يعني أن أقوم بكتابة 15 صفحة وورد بحجم 18 تم أنقلها هنا؟

خالص تحياتي لكم.


ك.خديجة القطوس غير متواجد حالياً  
قديم 23-01-21, 03:58 PM   #4

ebti

مشرفة منتدى قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية ebti

? العضوٌ??? » 262524
?  التسِجيلٌ » Sep 2012
? مشَارَ?اتْي » 14,201
?  نُقآطِيْ » ebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ك.خديجة القطوس مشاهدة المشاركة
شكرًا على الترحيب ❤
أجل تعتبر الراوية حصرية فلم أنشرها في أي منتدى أخر
فقط ربما سأنشر الفصول بعد نشرها هنا داخل تطبيق.

بالنسبة لما قلته حول الحجم المطلوب هل كان الفصل قصير؟
وهل هذا يعني أن أقوم بكتابة 15 صفحة وورد بحجم 18 تم أنقلها هنا؟

خالص تحياتي لكم.


مساء الورد والجوري .... لم افهم
اقتباس:
فقط ربما سأنشر الفصول بعد نشرها هنا داخل تطبيق
هل تقصدين بعد انتهاء الرواية ؟ ام بعد بعد تنزيل كل فصل هنا تنشريه في ذاك التطبيق ؟ ....

نرجو التوضيح ....


نعم نرجو الالتزام بحجم الفصل المطلوب واجل اكتبي في ال ورد وضعي النسخة هنا....


ebti غير متواجد حالياً  
التوقيع
إن كرماء الأصل كالغصن المثمر كلما حمل ثماراً تواضع وانحنى"
هكذا عرفتك عزيزتي um soso و هكذا تبقين في قلبي شكراً جزيلاً لك على الصورة الرمزية...

قديم 23-01-21, 05:29 PM   #5

ك.خديجة القطوس

? العضوٌ??? » 483982
?  التسِجيلٌ » Jan 2021
? مشَارَ?اتْي » 51
?  نُقآطِيْ » ك.خديجة القطوس is on a distinguished road
افتراضي

حسنًا أطلعت على القوانين الخاصة بالروايات الحصرية والغير حصرية
لذلك قررت عدم نشرها في تطبيق وسأكتفي بنشرها هنا لتكون حصرية إلى حين انتهاءها. ❤


ك.خديجة القطوس غير متواجد حالياً  
قديم 23-01-21, 08:04 PM   #6

نوارة البيت

? العضوٌ??? » 478893
?  التسِجيلٌ » Oct 2020
? مشَارَ?اتْي » 2,845
?  نُقآطِيْ » نوارة البيت is on a distinguished road
افتراضي

شكراااااااااااااااااااااا ااااااااااااااااا

نوارة البيت غير متواجد حالياً  
قديم 23-01-21, 08:05 PM   #7

نوارة البيت

? العضوٌ??? » 478893
?  التسِجيلٌ » Oct 2020
? مشَارَ?اتْي » 2,845
?  نُقآطِيْ » نوارة البيت is on a distinguished road
افتراضي

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

نوارة البيت غير متواجد حالياً  
قديم 25-01-21, 11:40 PM   #8

ك.خديجة القطوس

? العضوٌ??? » 483982
?  التسِجيلٌ » Jan 2021
? مشَارَ?اتْي » 51
?  نُقآطِيْ » ك.خديجة القطوس is on a distinguished road
Rewitysmile9

الفَصل الأول – حَديثُ الذَّاكِرة –

______
سَنة ٢٠١٢
لِيبْيَا، طَرابُلس الغَرْب

ليسَ حقًا ما كانت تظنهُ حول الزّمن، إذ ما عاد يتوارى لها حبلًا متينًا مُحكم الفتل، ايقاعًا راسخًا للحياة أبدًا بلا تضعضع، وتلك اللحظَات العَصيبة قد تمكنت منها كليًا جاعلة من وقتها يتأد المَسير.


كان يومًا من الأيام المشرقة مطلع الصَّيف، بدت فيه السماء كماسة زرقاء هائلة تطفو فوق مياه البحر العابرة بسلم، فيما تزاحمتْ - أعلى اليابسة - سيَقان الكلأ الرّطبة، وترعرعتْ في وسطهَا الأشجار والشّجيرات.


وامتدتْ دروبٌ مُتعرجة تتيحُ للمَارة السّير من خلالها والتّوقف لأجلِ الرّاحة على مقاعد البُدلاء المَعدنية المُتناثرة. وتهلُ النَّسائم مُشبعة بروح البَحر فتتخلل الأحَاديث والصّخب والدراجات التي تتخبط دواليبها الأرض بشيءٍ من الجموح، حتى كانَ لها أن تأوى إلى قِمة المُتنزه، وإلى تلكَ الرُّقعة التي زارها الصّمت حديثًا، سادًا الأفواه، ومسرفًا العُقول إلى ما يملأ الذهن من أفكارٍ جمة.




لم يكن من السّهل أبدًا على تلكَ المَرأة المُناضلة أن تَصمدَ والحَال يُحتم على قلبها أن يَتقد لما أصابه من قلقٍ وتوترٍ غير معهودان، فحينمَا تعلقتْ بها تانكَ العينَان بتوق، وتسللَ إلى أذنيها ذاكَ الخفيض وهو يقول: «القرار بيدك الآن، عليك بإعمال الفكر وإمعان النظر جيدًا»



ولم يَكن منْ المُحتمل بالنِسبة لها أن يبدر هذا القول من فاهٍ كتوم لم تعهد له نزوة إفشاء، مسفرًا عن رغبة في جوفه قد انبثقت بمعجزة عظيمة وكأنما هي روحٌ أخرى قد حَلت في جسده يملأها الوهن والبؤس.



وماذا يعتقد بها حَتى يفضي لها بسرهِ العَظيم الذي يُخفيه عن سَائر أفردِ عائلته والمُقربين منه، في حين لم يَمضي على لقَاءهما الأول سِوى شَهرٍ واحدٍ وبضَعة أيامٍ قَليلة من الصدف الحثيثة والأحاديث المُقيدة بأغلال المسؤولية.







وإن تمنت في أعماقها أن تصدر عنه مثل هذه الأقوال، لم تكن سَعادتها لتتغلب على شُعورها بالاضطراب في تلك الآونة؛ فهي امرأة لم يأوي قَلبها حبًا من قبل، لم يَضطرب إلا سَعيًا لضخِ الدّماء في عُروقها فكان من المريب أن يفتعل هذا الإيقاع الصاخب لمجرد أن تبدل رأي هذا الرجل الغامض حولها وحول نفسه المنصرفة عن الأهواء.


وبقَدر ما كانتْ رياح الصّدمة تعصف بقلبها كان جزءًا منْ نفسها يقيمُ احتفالًا صاخبًا برقصَات الفَرح والابتهَاج مما يدفعها للإفصاح والقَول دونمَا ترددٍ بأنها تأييدُ خُطوته دون الحَاجة إلى شُورى العَقل والتَّحكيم.



عند ذلك تداخلت في رأسها الأفكَار والتّساؤلات، تزاحمت على محطَات التّأويل والتّفسير، وقد تناولتْ جلها الأمر ذاته: حول من هَذا الرّجل، ومن أين له أن يعج بدنياها الهَادئة عنوةً، كما تفعل الأعاصير وهي تهبطُ من السماء فتحيل الأرض ركامًا، والبَراكين ما إذ زحفت من فوقها حممًا مسعرة تميتُ أصناف الحياة.





بدا الأمر بمثابة معجزة تفوقُ الخيال، أن بضربة هوجاء قاضية منه غدت الأسور التي شيدت والحصون التي بَنت على مر الزمان حطامًا لا يقوى على ردع شيء.

طال به الوقت ولم تبلغ من الجرأة أن تلتفت جَانبًا حيثمَا كان يجلس في انتظار ولو تلميحًا واحدًا يعتلي عينيها بكل ما بهِ من الشوق والفضول، أنما تمثلتْ بينَ أيدي الذّاكرة وارتمتْ في حُضنها الدّافئ لتستمع إلى حَديثها النَاعم وهي تَسردُ قصتهما من حيثُ البِداية.


كانتْ قد باشرتْ لتوها في كِتابة الوَصفة الطُبية لإحدى مِرضاها الجُدد في تلكَ الحُجرة البيضَاء التي تستقبلُ شعاع الشمس من نَافذة صَغيرة تقعُ قبالتها عندَ الزاوية.



حينئذٍ كانت جالِسة فوق كُرسي مكتبها الجَلدي المُتحرك على حين تتكأُ بكلتَا مرفقيها فوق الطّاولة التي تعتني بخصَائص التّنسيق والنِظام، مثلمَا هو الحال مع الهِندام الحَسن والبَهيج برفقة الخِمار الصَّيفي النَاعم والمَعطف الطُّبي ذو البَياض النَاصع. وكانت سمات الشخصية متجلية لمن يراها فتلك المَلامح المزدانة بالحسن لم تخلق إلا للسرور.




فقط لدقيقتان من الوقت تخلت عن ابتسَامتها لتظهر بعضًا من الجِد والصّرامة؛ إذ تطلبَ منها الأمرُ أن تكون أكثر حَزمًا وهي تنَهال على مسَامع المَريضة بالنُصائح والتّعليمات الصَّارمة، ليمتد هذا إلى غاية توليها النَظر نحو الورقة مدونة بها ما تأمل أن يستجلبَ الشّفاء لجَسدها المُنهك مَرضًا.


حينما انتهتْ منْ الكتابة اختتمت اللّقاء بتمنيَات الصّحة ودوام العَافية، وإذ بذلك الحَزمُ يضمحلُ في برهة من الزمان فتعيد وتُسفر عنْ طَلاقة الوجه وتألقه بشاشةً ولطفًا في عَفوية تَامة لا تعرفُ معنًا للتَّكلف أو التَّملق. أنها هَكذا منذُ أن خُلقتْ وكانت طِفلة صَغيرة تظهرُ البهجة والسَعادة حَتى في ضيق الأوقاتِ وظُلمتها.



استلمتْ المَريضة الوصفة وهي تقدمُ لها جَزيل الشُّكر والعِرفان قبل أن تغادر تَاركة إياها تطلقُ التنهيدات من وجع الرّأس وتثقلهُ تفكيرًا فيما جرى بالأمس في منزلِ عائلتها، حينما قدمتْ شَقيقتها الصُّغرى في سَاعة مُتأخرة منْ اللّيل برفقة طفليها حَزينة ومُتكدرة، وعينيها تانك البنيتان تسفران عن وجعٍ عميق يحتلُ فؤادها.





امرأة فَاضلة مثلها أحبتْ بشِدة وعمق إلا أنها لم تَجد الوَفاء والإخلاص ذاتهمَا في زوجها الذي تبدلت أحواله وصفاته وتفاقم به الحال إلى التذمر والتظلم، فما كانَ بمقدور الشقيقة إلا السّهر لسَاعاتٍ طِوال وهي تستمعُ لشكوهَا منهُ ومن تَصرفاته التي اتخذت منحىً أخر خَطير، عندما كَاد بالأمس أن يختتمَ نوبة التّقريع والتّوبيخ بأُخرى من العُنف الجَسدي لولا أن تَدارك نفسهُ في أخر لَحظة.


كذلكَ حاولت أن تمد لهَا يد العون لمُعالجة علاقتهما السّقيمة وهي تمتلك خبرة اجتماعية واسعة استطاعتْ أن تكتسبها من حياتها المليئة بالتجارب والتَّحديات، فضلًا عن اطلاعها الدائم على كتب علم الاجتماع والنفس.



كان هذا بعدما أبدت انزعاجًا واضحًا وصل إلى حُدود الامتعاض لما تراه من بَوادر الاستسلام والرُّضوخ المقيمة على ملامحها، فلم يكن من المُجدي حثها على الانفصال عنهُ ما دامتْ تكنُ له محبة خالصة لا أمل لها في الزّوال. ليسَ هذا فَحسب فكذلكَ قلقها العَارم على مستقبل طفليها ما إذ تَقرر الطَّلاق كأخر الحَلول الممكنة.





فاستذكرتْ قول والدتها حينما أحطوا بها جَميعًا مُنصتين: «لو مكثَ الفتيان معه ليَومين فقط، لعرفَ مدى أهميتكِ ومكانتكِ في البَيت، تلكَ الأشيَاء التي تشغل وقتكِ وتدفعه إلى التّشكي دون وجهِ حق. أيظنُ بأنها هَينة؟»


فردتْ شَقيقتها قائلة على الفور: «ما كنتُ لأتركهما برفقته دَقيقة واحدة منْ دوني» فكانَ خوفها منْ أن تفقدهُما يفوقُ كل خوف، خوفٌ يجعلها تجتهد في التفكير مليًا وتتأنى في اتخاد القرارات.

بينما ظلت هي مبعث طمأنينة وتأييد لها عند هذه النقطة بالتحديد حتى مضت تلك الليلة العصيبة على خير.


أزاحت تلك الذكريات عن بالها تمامًا بعد انقضاء دقيقتَان وقد شعرت برغبة مُلِحَّة في مغادرة المَكتب في شعورٍ بالاختنَاق داهمها بعدَ طيلة التّفكير، فلم تَعد تَطيق الجُلوس على هَذا الكُرسي ما لما يكن هنالك من ينتظر دوره في الخَارج، لا بد لها من جَولةٍ قَصيرة وكوبٍ من القَهوة السّاخنة حتى تَسترجع لذهنها النَشاط والتّركيز.





تركتْ المَقعد لتنطلق نَحو البَاب وتقوم بغَلقه وهي تشاهدُ خلو صالة الانتظار من المَرضى. سارتْ في الرِّواق بخُطواتٍ متَمهلة بعضَ الشّيء حتى تبينتْ لها مَنصة الاستِقبال والمُوظفة التي تقبعُ وراءها في حَالة قُصوى من الإجْهاد والمُثابرة، هناكَ توقفت للحظاتٍ قبل أن تلتفتَ بنظراته إلى ذاكَ الطّفل السّقيم الجالس بجانب والداته يميلُ برأسه بما فيهِ من مظَاهر الإعياء على منكبها، بينما يتَرقبان دوره في عِيادة الأطفال.


ثم تاهت عينَاها في فضَاء الشُّرود واستذكرت تلك النَظرة الحائرة التي كانت تَكتسحُ أعين الحفيدين لحظة مجيئهما بالأمس لشدة ما كان شجار الأبوين صاخبًا.


وأنها لتذكر كم كانا يتُوقان لهَذه الزيارة كل أسبوع من أجل قضَاء بعض الوقت المُمتع في اللّعب والتنزه برفقتها بلا أدنى هاجسٍ أن تتحول تلك الأمنيات والطموحات الصَّغيرة إلى أشلاءٍ مبعثرة.


ربما ما يفتعلانه من ضجيجٍ وفوضى كان يثيرُ انزعاجها إلا أنها ولأول مرة أرادتْ أن تراهما يمرحان دونما تَوقف، أرادت أن تعالج تلكَ الأوجاع لولا أنها تصيبُ روحيهما.




عادتْ إلى رُشدها بعد تلكَ اللَّحظات استقام بصَرها فإذ بها تصادفُ لوحة جَديدة تتأملها عن قرب، حين فجأةً تمثلتْ أمامها قامتَان طويلتان ما بدا أنهما ابنٌ وأباه ذو المَلامح السبعينية المألوفة جدًا رغم انحناءها قليلًا نحو الأسفل، تحدقُ تلكَ اليد اليمنى المُرتكزة على عكازٍ من الخشب اللامع وقد تخللتها أخاديد الزّمن بوضوح.


ولضَمان التوازن المَرجو كانت اليُسرى تتلقى الدَّعم منْ الرجل الأخر والمراقبة الدقيقة والصَارمة من عيناه المُظلمتان اللتان ألقت بما يُشبه التّعويذة على جَسدها ما إن لمَحتهما فلم تكفُ عن التأمل عميقًا خلالهما. بل كل ملامحهِ وهَيئته المُتسمة بالأناقة والحُسن كان لها طابعًا ساحرًا يجتذبُ الأنظار الغَافلة كالحَديد الممغنط.


حينئذً تسللَ إلى أعماقها شعورٌ بالغرابة من هذا التصرف الذي لم تألفه في نَفسها البتة، أن تَكون مشدودة بالنظر إلى أحدٍ ما مثل هذه النظرة التي يتخللها الذهول والانبهار.







فلم تسمح للأمر أن يطول وأشاحت بنظرها بعيدًا ما إن اصطدمت نظراتهما بشدة شديدة أصيبت على أثرها بنوبة حادة من الإحراج والخجل، فتسللت الحرارة إلى سائر جسدها وتفاقمت ضربات القلب وهي تحاول أن تبدو على طَبيعتها تمامًا حتى استطاعت ذلك.


في المقابل لم تتأثر تلك الكتلة الهائلة من الحجرة بشيء. لم يبدو عليها أدنى تصدعٍ، فلا حاجة كانت للتظاهر بالعدم، سوى أعادة الإنظار نحو الهدف.


فكانت الأمور لتتوقف عند هذا الحد لولا ذاك التعثر الذي أصاب قدم المسن ودفع بالأخرى للتقدم نحوهما لأجل الاطمئنان عليه بينما عيناها مصوبتان نحوه في قلقٍ حقيقي: «هل أنتَ بخير يا حاج؟!» فأتى رد الأخر بعد أن التقاط القليل من أنفاسه المتثاقلة: «حمدًا لله، أنني بخير. شكرًا لكِ»


وهنا تأكدت لها هويته حينما تمعنت فيه عن قرب وزاح عنها مفعول التوتر. أنه الجار البعيد الذي بدأ يتردد على العيادة مؤخرًا، بعد أن تدهورت حالته الصحية وقضى أسبوعين كاملين في المشفى بحسب ما جاء على لسان زوجته ذات مرة وهي تروي لها عناءها والكدر الذي رافقها طيلة تلك الأيام والليالي أبىً إلا أن يترك أثره الواضح عليها.





أخذها التفكير بعيدًا جدًا حتى أنها لم تترصد تلك النظرات الحائرة التي يرامقها بها الابن والتي تعبر عن مدى اندهاشه من قدرتها على تبديد قلق والده وخوفه من الوقوع أرضًا من خلال تلك الابتسامة الخلابة التي انبثقت من شفتيها بغتةً. في حين أنه لم يستطع إلا أن يشد جسده ويعيد له توازنه.


تم رأها وكيف تَراجعت عن دَربهما وسلكتْ طَريقها وعينَيها تتفاديانه قبل أن تسلكَ طريقها بعيدًا في خطواتٍ واثقة غير متزعزعة كأنما تود أن تمحو أي فَكرة خاطئة من رأسه لربما تمثلت في ذهنهُ بعد ذاك التّمعن الطويل.



راحت ترتشف قهوتها وتخوضُ في حديثٍ قصير رفقة زملائها قبل أن تقرر العودة لتقضي ما تبقى من الدّوام داخل المكتب.



وفي طريق العودة كانت قد لمحت ما لم يبقيها على والطمأنينة، ملامحٌ رجولية قد ظهرت للتو من خلف الباب على يمينها جعلتْ من حدقتيها تتسعان، تم بأرجلها تهرول في ثباتٍ وصمت، رغبةً في الفرار.




ومع كل خطوة تخطوها كانت علامات القلق تغادرها رويدًا وتتفاقم في أعماقها الثقة.


إلى حين أن تقبت أذنيها حروف اسمها الثلاث التي تدفقت بخشونة من حنجرته. غمضة من الرَوْع مَرت عليها جعلت من جَسدها يتجمد لكنها تابعت السير كأنما لم تدرك نداءه.


كان من الضروري أن تجد توقٌ ينجدها في أسرع وقت، ولم تجد إلا ذاك المتوقف قبالة المختبر بذرعين معقودين وذهنٍ شارد.


رفيق الحاج مصطفى الذي لم يمر على لقاءها به وقتًا طويلًا، لم تتخيل أنها تملك من الجرأة أن تتوقف في مرمى عيناها خاليتان لتستطرد تلك الكلمات على حين غرة:
– كيف حال العم مصطفى هذه الأيام، هل بات أفضل حالًا من ذي قبل؟







أنهت سؤالها لتلاحظ كيف تلونت تقاسيم وجهه ببعض الحيرة ولكنها لم تأبى لشيءٍ وتابعت:
– استطيع القول بأنه كذلك، فمن الواضح أنه قد استعاد شيئًا من عافيته بعد كل ما مر به. حمدًا لله. أرجو أن تبلغ خالص سلامي للحاجة ربيعة أخبرها أنني الدكتورة أمل.


كانت تأمل أن توهم الرجل الأخر الناظر نحوهما كونها تخوض حديثًا مهمًا فينصرف إلى مهامه ويعود في نيته خلق نقاشٍ شخصي بين أروقة المَصحة التي يعملان بها.


وقد تمنت أن يجاريها ابن الجارة الذي يضرب لأمه شبهًا مؤكدًا على صحة اعتقادها، إلا أنه شبهًا يقتصر على الشكل لا الطباع لذا فإنها لم تجني من حثه شيئًا غير الإيماء برأسه.






لم تكترث لأسلوبه الفظ فيكفيها أنه قد نجت من براثن المأزق. وتربصت بشمالها فلم تجد أحدًا مما جعلها تتنهد بانشراح، وراحت تناوله ابتسامة وداع قبل أن تستأنف طريقها نحو المكتب.


قد يبدو هذا التصرف الذي تصرفت بنظر الكثيرين ممن لا يدرون بحكايتها وقاحة وقلة أدب إلا أنه بالنسبة لها حقٌ مشروع من حقوقها بعد أن طفح الكيل بها وفاض تبرمًا، فذاك الرجل المسمى نضال لا يعد زميلها في العمل أو قريبها من جهة الأم فحسب، بل أنه كتهويدة بألحان الشجن تغفو عليها كل ليلة يصيبها التأنيب لتجاهلها له إعراضها عنه.



فما الأمر بينهما إلا حبٌ من طرفه منذ سنين الدراسة واحترامٌ وتقدير من طرفها ليس إلا. لكنه يأبى القبول أو الإذعان لهذه الفكرة، فلا يجدها كافية بنظره.







كما أنه لا يمعن في تصرفاته التي تجعل من كل امرأة تحرص على كرامتها وعزة نفسها تنفر منه وتبتعد. كان نوعًا ما لعوبًا ذو عينٍ زائغة تطوف في الأرجاء طوال الوقت، ولسانٍ معسول لا يكف عن التشبيب سرًا وعلانية.


لم يكن بمقدورها أن تقع في الحب مع درايتها بكل ذلك، لم تَستطع إلا تجاهله كما فعلت قبل قليل، والليلة الماضية حينما حاول الاتصال بها مرارًا فأبت أن تجيب.


ك.خديجة القطوس غير متواجد حالياً  
قديم 25-01-21, 11:41 PM   #9

ك.خديجة القطوس

? العضوٌ??? » 483982
?  التسِجيلٌ » Jan 2021
? مشَارَ?اتْي » 51
?  نُقآطِيْ » ك.خديجة القطوس is on a distinguished road
افتراضي

لمن قرأ الفصل الأول سابقًا ❤ لقد قمت بإضافة حدث أخر عليه يمكنكم قرأته❤

ك.خديجة القطوس غير متواجد حالياً  
قديم 26-01-21, 01:30 AM   #10

ك.خديجة القطوس

? العضوٌ??? » 483982
?  التسِجيلٌ » Jan 2021
? مشَارَ?اتْي » 51
?  نُقآطِيْ » ك.خديجة القطوس is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نوارة البيت مشاهدة المشاركة
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .
❤حلت عليك البركة أينما ذهبتِ😘❤


ك.خديجة القطوس غير متواجد حالياً  
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
حب، عشق، عاطفية، رومانسية، خذلان، غيرة، شوق، اشتياق، فراق، حنين، رومنسية،

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:52 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.