آخر 10 مشاركات
30 - الضائعون - روميليا لاين - ق.ع.ق ( مكتبة زهران ) (الكاتـب : عنووود - )           »          إحساس جديد *متميزة و مكتملة* (الكاتـب : سحابه نقيه 1 - )           »          كل مخلص في الهوى واعزتي له...لوتروح سنين عمره ينتظرها *مكتملة* (الكاتـب : امان القلب - )           »          نظرات فى كتاب علو الله على خلقه (الكاتـب : الحكم لله - )           »          1022 - ألعاب النخبة - دايانا هاميلتون - د.ن (الكاتـب : امراة بلا مخالب - )           »          هائمون في مضمار العشق (2) .. سلسلة النهاية * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : أسماء رجائي - )           »          1018 -الحب المستحيل - بني جوردان - عبير دار نحاس (الكاتـب : Just Faith - )           »          1017-درب الفردوس شيرلي كمب - عبير دار نحاس (الكاتـب : Just Faith - )           »          عواقب إنتقامه (144) للكاتبة Jennie Lucas .. كاملة مع الروابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          1015- بعد شهر العسل - الكسندرا سكوت- عبير دار نحاس (الكاتـب : Just Faith - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

مشاهدة نتائج الإستطلاع: هل تعتقدون أن خالد قد مات وانتهى دوره بأحداث الرواية؟؟
نعم 0 0%
لا 6 100.00%
المصوتون: 6. أنت لم تصوت في هذا الإستطلاع

Like Tree484Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 23-02-21, 07:27 PM   #151

DrWalaa

? العضوٌ??? » 428256
?  التسِجيلٌ » Jul 2018
? مشَارَ?اتْي » 79
?  نُقآطِيْ » DrWalaa is on a distinguished road
افتراضي


شخصية حازم معقدة جدا و جواها متناقضات كتير
عايش و بيتصرف بأسلوب هو مش راضي عنه و مع ذلك لا يملك القدرة على التراجع
حاسة إنه انسان احترف الحياة على أحلام مستحيلة و جواه دايما شعور إنه لا يستحق يمكن عشان كدة بيتطلع للمستحيل؟!


DrWalaa غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 24-02-21, 01:58 AM   #152

مروة سالم

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية مروة سالم

? العضوٌ??? » 482666
?  التسِجيلٌ » Dec 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,756
?  مُ?إني » مصر
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » مروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   ice-lemon
?? ??? ~
Why so serious?
Flower2

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة DrWalaa مشاهدة المشاركة
شخصية حازم معقدة جدا و جواها متناقضات كتير
عايش و بيتصرف بأسلوب هو مش راضي عنه و مع ذلك لا يملك القدرة على التراجع
حاسة إنه انسان احترف الحياة على أحلام مستحيلة و جواه دايما شعور إنه لا يستحق يمكن عشان كدة بيتطلع للمستحيل؟!
تحليلك لشخصية حازم يا ولاء قريب اوي من الحقيقة.. وهنعرف السبب لده ان شاء الله ف الفصل السابع بشكل صريح..


مروة سالم غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 24-02-21, 01:59 AM   #153

مروة سالم

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية مروة سالم

? العضوٌ??? » 482666
?  التسِجيلٌ » Dec 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,756
?  مُ?إني » مصر
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » مروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   ice-lemon
?? ??? ~
Why so serious?
Flower2

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شيرى رفعت مشاهدة المشاركة
ليه ي مروة إيه اللى حصل لحازم 🤔
يخليه يجرح ايديه تانى 😥
هو عذابه دا مش ليه آخر 😭😭😭
حسام ونعم الأخ والداعم 💗💗
يكون رحيم عمل فيه حاجة لما عرف اللى حصل لشروق 🤔
انتظري الفصل يا شيري يوم السبت باذن الله وهتعرفي كل حاجة بالتفصيل..
المرة دي مش رحيم بشكل مباشر


مروة سالم غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 24-02-21, 02:00 AM   #154

مروة سالم

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية مروة سالم

? العضوٌ??? » 482666
?  التسِجيلٌ » Dec 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,756
?  مُ?إني » مصر
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » مروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   ice-lemon
?? ??? ~
Why so serious?
Flower2

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Maryoma zahra مشاهدة المشاركة
حازم صعبان عليا اوي بجد🥺🤧
و وصفك للحالة ال هو فيها و العذاب ال بيحس بيه ف منتهي الجمال يا مروتي حقيقي لمس قلبي🥺🥺♥️♥️
يامريومة انا سعيدة جدا ان وصفي لمشاعر حازم الداخلية واصلك.. لان ده جانب مهم من استعراض موقفه النفسي ...


مروة سالم غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 25-02-21, 02:08 PM   #155

مروة سالم

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية مروة سالم

? العضوٌ??? » 482666
?  التسِجيلٌ » Dec 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,756
?  مُ?إني » مصر
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » مروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   ice-lemon
?? ??? ~
Why so serious?
Rewitysmile8 تصميمات واهداءات

مجموعة من التصميمات التي أهدتها لي صديقاتي وقارئاتي العزيزات مريم زهرة ونور فكري وشيماء سيد









مروة سالم غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 26-02-21, 02:05 AM   #156

مروة سالم

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية مروة سالم

? العضوٌ??? » 482666
?  التسِجيلٌ » Dec 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,756
?  مُ?إني » مصر
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » مروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   ice-lemon
?? ??? ~
Why so serious?
Rewitysmile8 تصميمات

وهذه مجموعة من التصميمات بأنامل الجميلة شيرين حسين











مروة سالم غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 27-02-21, 06:10 PM   #157

مروة سالم

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية مروة سالم

? العضوٌ??? » 482666
?  التسِجيلٌ » Dec 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,756
?  مُ?إني » مصر
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » مروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   ice-lemon
?? ??? ~
Why so serious?
Rewity Smile 1 الفصل السادس

الفصل السادس

حازم



خالد هو الشخص الوحيد الذي يساندني منذ تعرفت عليه قبل حوالي عقد من الزمن، ولذلك حين صرخ بي عبر الهاتف قائلا: (لا تسمح لحسام تحت أي ظرف بالتواجد في مظاهرات يوم 28 يناير.. أرجوك امنعه) قبل حتى أن يلقي عليّ التحية أو يخبرني عن أخباره.. أيقنت أنه صادقا ويريد حماية أخي وحمايتي مما لا أقو على مواجهته إذا حدث له شيء.

وقتها تسلل الخوف إلى ساقيّ فحولهما لهلام.. وبدأت لعبة الحسابات في السيطرة على جنبات عقلي الذي تسارعت معدلات التفكير بداخله بشكل متواتر بحثا عن وسيلة لكي أنفذ كلماته وأحمي ذلك المتهور وتلك الثانية المصابة التي لا يعرف خالد أنها أيضا عاشقة للمغامرات غير المحسوبة بحثا عن إثبات وجهة نظرها والشعور بالإنجاز والتحقق الذاتي، فتحوّل غضبها من تجاهل وإهمال والدها نحو هدف أكبر وأشمل.. وكأن تحرر الوطن من نظام تركه للتداعي هو السبيل الوحيد للسمو على حسرات وهزائم شخصية لأبنائه..

أخذت نفسا طويلا لكي أهدئ نفسي وأتمالك أعصابي..

كنت قد بدأت أستجمع أفكاري، لكن قاطعني صوت خالد، فانتبهت أنه ما زال على الخط ولم يغلق المكالمة بعد، فسألته بحيرة وتخبط: "ماذا تعني يا خالد؟ ما الذي يمكن أن يحدث أسوأ من ذلك؟ هل ستتصرف الحكومة بشكل قمعي مستبد ككل الحكومات السلطوية؟ ما الجديد بعد؟ هل سيتحركون ضد المواطنين؟ سكان البلد الأصليين؟ فقط من أجل حماية رأس السلطة الذي أثبت بتعليقاته الساخرة أنه لا يهتم أساسا بهم؟؟"..

توقفت عن الحديث ولكنني استكملت تيار الأسئلة المتسلسل مغمغما داخل جنبات عقلي دون أن تترجم شفتاي ما يدور بداخله لكلمات..

ما كل هذا الذعر من حفنة آلاف من الشباب يحركهم الأمل والحماس؟ هل هذا العدد مقارنة بما يناهز المائة مليون شخص أمر مقلق لهذا الحد لأصحاب السلطة؟ هل فعلا يخشون من أن يتحول الموقف في مصر ويتصاعد بصورة مشابهة لما حدث بدولة الجوار، بانهيار النظام السياسي بابتعاد الحاكم وحدوث فراغ في قمة السلطة؟

لماذا لا يحاولون معالجة الموقف بطريقة سياسية سليمة لامتصاص غضب المتظاهرين، والبدء نحو تنفيذ بعض من مطالبهم بزيادة الحريات السياسية وإلغاء فكرة توريث السلطة؟

جاءني صوت خالد متحفزا هذه المرة: "الحزب الحاكم يسعى بشتى الطرق لأن يضمن الحفاظ على سلطته بل تقويتها أكثر مما سبق.. فهذه أول تظاهرة جماعية منظمة ضد النظام بهذه الأعداد الضخمة، وليست مجرد بعض المسيرات الفئوية للعمال مثلا أو الصحفيين والتي يمكن تبريرها بأنها مطالب فردية لبعض الطامعين كما كانوا يفعلون من قبل.. "

واستطرد خالد في حديثه"يبدو أن الصراعات داخل الحزب الحاكم وتكتلاته تؤثر بشكل ما على طريقته في التعاطي مع ما يحدث حاليا في الشارع.. أنا قلق للغاية على مستقبل هذه البلد.. وغاضب بشدة من خطتهم لقمع المظاهرات.. وليس بيدي شيء.. فأنا أنتمي لجهة تنفيذية مهمتها حماية الاستقرار داخل الوطن وحماية شرعية النظام من الفوضى ومن الطامعين الراغبين في الانقضاض على الحكم، ولكن هناك صقور سوداء لديها قناعة أن حماية النظام تأتي على حساب الجميع وأولهم الشعب نفسه، وهؤلاء لديهم سلطة أعلى من سلطة جهاز الشرطة".

قاطعته متسائلا: "ماذا يعني هذا؟ لماذا أنت مرتعب بهذا الشكل؟".
رد خالد بصوت هادر: "لا أستطيع أن أمنحك آية تفاصيل.. فأنا كما تعلم لا أدلي بمعلومات تخص عملي خارج دائرته.. كما أنني من صغار القيادات وليست لديّ التفاصيل الكاملة لكيفية التعامل مع مظاهرات يوم الجمعة، كل ما أنا متأكد منه أن هناك نية لمنع الاعتصام والقبض على من يريدون إحداث اضطرابات من انقلابيين أو منتمين لجماعات محظورة. وكذلك سيتم حماية الشخصيات الهامة كالرئيس والوزراء وكبار رجال الحزب الحاكم، بالإضافة لحماية منشآت الجهات السيادية، وهذه الإجراءات تحتاج لاستنفار أمني كامل داخل الوزارة".

برودة شديدة اجتاحت مؤخرة رأسي وناقضها الحرارة الشديدة التي استحكمت حول أذنيّ وارتفاع النبضات الهادرة حول جانبي رأسي..
سألت خالد بتوتر جم: "وماذا يعني هذا؟ كيف سيقومون بتنفيذ تلك الأهداف؟"

أجاب هو بأسى واضح: "بالقوة الكاملة.. الوضع الآن حساس بشدة.. بعد أن تعامل النظام مع مظاهرات يوم الخامس والعشرين من يناير بنوع من الاستهتار والتعالي وصل إلى حد السخرية في الخطاب السياسي لرأس السلطة، ولم يفكر أحد من قيادات الحزب الحاكم في احتواء مطالب الشباب والتصرف بمرونة بالوعد بمنح المزيد من الحريات في مجال التعبير وكذلك اتخاذ قرارات اقتصادية تقلل من التضخم مما جعل المتظاهرين يزدادون عنادا لأنهم شعروا بإهانة نتيجة الاستخفاف بمطالبهم"..

زفر خالد بضيق، ثم أكمل: "للأسف البعض يا صديقي يحاول دائما تصوير الصراع وكأنه يدور بين المواطنين ورجال الشرطة، متناسين أننا مجرد أداة تنفيذية في يد السلطة لحفظ النظام والأمن العام ولا نستخدم القوة لأهداف خاصة وإنما تنفيذا لأوامر عليا بضغط من الحزب الحاكم الذي يهتم فقط بالحفاظ على مكتسباته الخاصة دون النظر لاحتياجات المواطنين وشكواهم".

لم يزدني كلام خالد إلا اضطرابا وجزعا، فإذا كان هو قلقا وهو ينتمي للجانب الأقوى في المعادلة.. فكيف أنا الآن؟
عدت لأسأله مثل أحمق بطيء الفهم: "ماذا الآن؟ من فضلك أوضح"..
أجاب هو بآلية لا تخفي السخط الذي لحق بصوته: "عفوا يا حازم.. تلك أسرار تخص العمل ولا يمكنني أن أفضي بها إليك لأنها تدخلني تحت بند المساءلة القانونية وكذلك تشعرني بأنني أخون أمانة مهنتي".

ويبدو أنه قد استشعر حالة القلق والوجوم التي سيطرت عليّ، فحاول قبل أن ينهي المكالمة أن يحوّل مسار الحديث لزاوية أكثر طبيعية، فحدثني عن وضعه المهني في المدينة التي انتقل إليها ومكان إقامته الجديد، كما أخبرني أن عمله حتى الآن روتيني للغاية ويخلو من أي إثارة لدرجة أنه يشعر بالملل، كما قال إنه يقيم في مجمع سكني يضم مجموعة كبيرة من رجال الشرطة، وأن زميلا له هناك قد هيأ له شقة في نفس الxxxx الذي يعيش فيه مع زوجته، وأنهما يحرصان على العناية بأوضاعه حاليا حتى يستقر هو بشكل تام ويتعود على المدينة.

طلبت منه عنوان إقامته الجديد ممازحا بأنني قد أذهب للطهي له عندما تنتهي هذه التظاهرات وتستقر الأوضاع في البلاد..
لم يتردد هو وأملاني العنوان، وأنا قمت بتسجيله بالفعل ووعدته بزيارة قريبة فور أن تعود الأمور لحالتها الطبيعية بالبلاد.

أنهيت المكالمة مع خالد، وسألته أن يعتني بنفسه وألا يتهور في أداء عمله بفدائية وأن ينتبه جيدا خلال الفترة المقبلة، فربما كان نقله بالفعل قد تم بغرض منع أي فوضى قد يسببها المحكومين في قضايا أمنية بغية الهرب مستغلين الاضطرابات التي قد تحدث يوم الثامن والعشرين من يناير، وذكرته بأن خطيبته نارية المزاج لن تسامحه أبدا إذا أصابه مكروه..

الحقيقة أنني أيضا أخشى عليه بشدة هذه المرة، فما رواه لي لم يكن مطمئنا على الإطلاق، وبدلا من انشغال عقلي بحسام وشروق فقط، انضم إليهما خالد أيضا.

مرة أخرى، طلبت هاتف مساعدي أحمد الذي يتابع تحركات حسام وسألته عن وضعه حاليا فأخبرني أنه قرر الذهاب إلى بيت أحد أصدقائه للمبيت هناك، فأنهيت المحادثة على عجل مشددا عليه أن يحرص ألا يفلت حسام من بين يديه وأن يراقبه كظله، وأن يتدخل في الوقت المناسب وألا يسمح له أبدا بتوريط نفسه بأي تصرف غير محسوب قد يفسد حياته ويضيّع مستقبله.

ثم أجريت مكالمة أخرى.. هذه المرة اتصلت بحسام نفسه، وقبل أن أتحدث بكلمة واحدة، باغتني هو بصوت منزعج، وهو يقول: "ماذا تريد من جديد؟ ألا يكفي أنك أرسلت حارسا خلفي وكأنني تلميذا بالحضانة؟ تبا لك يا أخي.. أصدقائي يسخرون مني بسبب تصرفاتك الغريبة".

قاطعته بعنف: "اخفض صوتك عندما تتحدث إليّ.. لماذا تصرخ؟ نعم أنا أعتني بك لأنك شابا متهورا تتصرف بنزق وعناد ولا تكترث لحياتك.. يجب أن تكون ممتنا لأنني أحاول أن أحافظ على حياتك ومستقبلك بينما أنت تتصرف برعونة وبقلب مطمئن وكأنك في إحدى الدول المتحضرة التي تحمي حقوق مواطنيها الشخصية"..

قاطعني صوت ضحكته ثم تبعتها كلماته الساخرة: "أنا شاب.. وأنت ماذا؟ رجل عجوز؟ وهل أنا المتهور الوحيد في هذه العائلة؟ لا تجعلني أبدأ بالله عليك".
أسقط في يدي..!

صمت حسام لبرهة، ثم أكمل بعد أن زفر ببطء: "حازم أنا اختنقت من هذه الطريقة.. ولست الوحيد الذي يسير في المظاهرات وله ميول سياسية في هذا الوطن.. فلماذا أكون أنا الوحيد الذي يتحرك بحراسة خاصة ترافقه كظله وتعد عليه أنفاسه؟"..

قلت له مجيبا بلهجة تقريرية متغاضيا عن تغليفها بكل القلق والتوتر اللذين يبتلعان دواخلي: "لأنك أخي الوحيد.. وعائلتي الوحيدة.. ورفيق دربي.. وسندي في هذه الدنيا.. ولن أحتمل أن يحدث لك شيء دون أن أحاول حمايتك.. أنا لم أستطع منعك من الخروج للمظاهرات، لكن بالتأكيد لن تكون قاسيا وعنيدا بحيث تمنعني من ذلك.. لن أسألك كيف اكتشفت أن هناك حارسا يتبعك.. بالعكس أنا سعيد أنك اكتشفت ذلك.. أنا فقط أنذرك أن توقف حماقتك وأن تدرك جيدا أنني أرسلت خلفك من يتدخل في الوقت المناسب لكي يردعك عن التهور."

توقفت قليلا لكي أهدئ من أنفاسي التي بدأت ترتفع، ثم أكملت بنبرة متوسلة كشفت له كل القلق الذي يأكل بصدري: "بالله عليك أخي.. لا تذهب في تظاهرات بعد غدٍ.. الوضع ليس آمنا على الإطلاق.. وحياة الجميع في خطر.. امنع أصدقاءك أيضا من الذهاب.. بكل الأحوال لن تتغير الأمور كما تطمحون.. فهذه البلاد فارقت الأمل منذ سنين طوال وفات الأوان على إيقاظها من سباتها الذي تغرق فيه.. فقط خطط لمستقبلك واستمتع بحياتك وتوقف عن الاكتراث.. من الحكمة ألا تبذل مجهودا في محاولة بائسة لتغيير شيء لن يتغير.. صدقني الأمر لا يستحق.. هذا الوطن تخلى عنا منذ عقود.. فلماذا تهتم؟ افعل مثلي واصنع وطنك الخاص وخصص ولاءك بأكمله له.. اجعله حلمك واسعى بكل طاقتك لتحقيق حلمك".

عندما بدأ يرد، بدا على صوته الحزن.. لكنه قال بثقة يغلفها العتاب: "وهل أنت أيضا توقفت عن الاكتراث؟ ألست أنت نفسك ضحية اهتمامك الزائد الذي يأكل داخلك كل يوم عشرات المرات؟ لا تعظني يا أخي بينما أنت تحترق بأتونك الخاص الذي ما أن تهدأ جذوته، تنبعث من رماده شعلة جديدة تؤجج الآلام بداخلك.. مهما كان ما يحصل لي.. لن يكون نقطة على بحر ما يحدث لك.. أنا أعرفك جيدا.. فلا تبدأ معي".

لماذا يصر دائما أن يتحداني بكلماته؟.. ماذا يحاول أن يثبت بالتحديد؟.. أنا فقدت الأمل منذ سنين.. فلماذا لا يفعل المثل؟
كالعادة تسببت كلماته في خروجي عن حالة السيطرة التي حاولت أن أبديها أمامه خوفا من أن يقرأني بشكل صحيح.. فالأحمق يفعل ذلك بكل الأحوال.. مهارة اكتسبها وشحذها على مدى سنوات..

والآن عليّ أن أتصرف بديكتاتورية حتى أحميه.. فالأمور لم يعد يصلح معها التصرف بمهادنة بعد الآن.. ليس مع حالة التوتر السائدة بين الجانبين المتصارعين.. المتظاهرين والسلطة..

نهرته بصوت جليدي صارم: "حسام.. هي كلمة واحدة.. أنت لن تذهب إلى المسيرات في ذلك اليوم.. انتهى الكلام"، ثم أغلقت الهاتف قبل أن يرد بكلمات عصبية تجعلني أهم بالتوجه إليه وتحطيم رأسه بيديّ.

والآن، ماذا بشأن الثانية؟

يتبع


مروة سالم غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 27-02-21, 06:22 PM   #158

مروة سالم

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية مروة سالم

? العضوٌ??? » 482666
?  التسِجيلٌ » Dec 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,756
?  مُ?إني » مصر
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » مروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   ice-lemon
?? ??? ~
Why so serious?
Rewitysmile14 باقي الفصل السادس

ربما يكون وضع شروق الصحي حاليا مفيدا لها.. و لي أيضا..!

نعم.. أنا لم أحتمل منظرها عندما كانت تتعرض للضرب، وأحمد الله ألف مرة أنني قد تمكنت من إنقاذها مبكرا وإلا كانت الأمور ستصبح كارثية..

لا أريد حتى التفكير فيما كان من المحتمل أن يحدث لها لو أني تأخرت قليلا أو فشلت في العثور عليها.. يكفي منظرها وهي تكاد تفقد وعيها من الذعر..

الطبيب قال إنها بحاجة للراحة لثلاثة أيام.. وهذا ليس أمرا سيئا في تلك اللحظات..
ماذا إذا أصرت أن تذهب هي الثانية إلى ميدان التحرير؟ لابد أن أستعد بخطة بديلة من الآن..

أجريت مكالمة جديدة مع طبيبها الخاص، وسألته عن اسم xxxxٍ منومٍ يكون قوي المفعول ولا يتعارض مع الأدوية التي وصفها لها، وأخبرته السبب الحقيقي لرغبتي في منعها من الخروج في ذلك اليوم..

الطبيب تعاطف بشدة مع كلماتي، وأخبرني أن أمنحها قرصا من xxxx كالبيمام عند اللزوم، مؤكدة أن جرعة واحدة تكفيها..
سألته عما إذا كان يمكن إذابتها في المشروب أو الطعام حتى تتناولها دون علمها ولا يفقد الxxxx مفعوله، فقال إنه لا بأس من إذابته ببعض العصير..

بعد أن أنهيت المكالمة، جاءني صوتها المنهك من خلفي..
كانت تتقلب في نومها وتحرك وجهها يمنة ويسرى وكأنها لا تطيق ما تراه بداخل عقلها الآن..

صدقا أنا بحاجة لأن أبتعد عنها الآن..
فقط لبعض الوقت.. فوجودي بجانبها هكذا سيستهلك طاقتي ويزيد وجعي ويفقدني القدرة على التصرف بشكل سليم..

توجهت إلى حجرة المطبخ ووجدت مدام سناء تتناول بعض الحساء، فدعتني بدورها لمشاركتها وجبة خفيفة من العشاء وألحت بأن ألبي دعوتها لأنني لم أتناول شيئا من الصباح، ووبختني لأنني مازلت واقفا على قدميّ منذ أحضرتها وأنني أضغط على نفسي بشدة ويجب أن أحظى في المقابل ببعض الراحة.

كلماتها جعلت جسدي ينتبه للمجهود البدني والعصبي الذي بذلته على مدار اليوم، فتهاويت قبالتها بتعب على مقعد مواجه لمنضدة المطبخ الصغيرة التي تتوسطنا.. وإذ بها تحمل إليّ طبقا من الحساء وطبقا آخر يحوي بعض أصابع الكفتة المتبلة والتي قامت بطهيها داخل الفرن.. وأقسمت عليّ أن أنهي الطبقين..

بصراحة، لم أكن لأرفض دعوتها.. فأنا من جهة جائع للغاية، حيث تذكرت بطني ذلك بقسوة فور أن دلفت إلى داخل المطبخ وتسللت الروائح الشهية إلى أنفي ولم يعد يفلح تجاهل الأمر بعد الآن..

ومن جهة ثانية، كنت بحاجة لإلهاء نفسي ولو لبضع دقائق عن التفكير في تلك الممددة على فراشها تصارع كوابيسا لا قِبل لي بها.

أخذت أتناول الطعام بشكل آلي للسيطرة على جوعي، وأنهيت بالفعل طبق الحساء وكنت في منتصف طريقي لإنهاء أصابع الكفتة اللذيذة، عندما التقطت عيناي نظرات السيدة سناء المتفحصة لي..

كانت كمن يقرأ داخلي بوضوح شديد، ويبدو أن ما قرأته قد أعجبها، حيث ارتسمت على شفتيها ابتسامة غامضة لم أفهم مغزاها لكنني كنت منهكا وغير مهتم بكل صراحة..

أرخيت نظري عنها وركزت في طبقي وشرعت في إكمال طعامي، عندما أوقفني صوتها وهي تسألني بفضول لمحته يتقافز بين مقلتيها قبل قليل: "هل قلقت عليها بشدة؟ أرى أنك لم تغادر المنزل مطلقا منذ حملتها إلى سريرها، كما أنك ترابض أمام باب غرفتها كمن يخشى اقتحام جيش من الأعداء لداخل الغرفة واختطافها في لحظة عدم انتباه منك.. وتبدو كمن يستعد لمواجهة من قد يُقدِم على إيذائها بنية واحدة.. وهي تدميره دون أن يقرب باب غرفتها".

طوال حياتي لم يحدث أبدا أن نجح أحد في النفاذ لداخلي بهذا الشكل، إلا شخصين فقط.. خالد والدكتور فؤاد.
حتى رحيم عماد الدين لم يستطع تجريدي من حالة الثبات الانفعالي التي أحيط نفسي بها دائما، لكن للأسف لم أكن مستعدا لتلك المواجهة فقد أرخيت كل حصوني بالفعل بعد ما حدث لشروق ومكالمتي مع خالد ثم استفزاز حسام لي بإعلانه الإصرار على المشاركة في مظاهرات بعد غد.. بالتالي لم أفلح في الوقت المناسب في وضع قناع اللا مبالاة على وجهي مثل كل مرة يحاول أحدهم استقراء ما بعقلي أو استنباط ما يعتمل بفؤادي..

فالسيدة سناء برغم طيبتها وتهذيبها وحنانها، إلا أنها تتمتع بفطنة وذكاء غير محدودين.. فهي تمكنت بكلمات قليلة من تحويلي إلى كتلة من الأعصاب المتوترة والانفعالات المكشوفة..

تحاشيت النظر لعينيها وتظاهرت بإكمال طعامي، ورغم فشلي الذريع إلا أنني أكملت ادعائي بأن أمر النائمة بالأعلى لا يعنيني بشكل شخصي وأنني أقوم بذلك بدوافع العمل فقط لا غير، ودللت على هذا بكلماتي التالية.

مضغت الطعام ببطء، ثم قلت: "طلب مني السيد رحيم الاعتناء بها في غيابه، وبخاصة في أمر تلك المظاهرات.. وأنا لا أريد بالطبع أن يعاقبني على فشلي في حمايتها إذا تعرضت هي لسوء.. كما لا أرغب أن يؤلمها بسياط كلماته القاسية إذا علم بتصرفها الأهوج.. فأنت تعلمين قدرته الفريدة على إيذاء الآخرين ببضع كلمات"..

قلت هذه الكلمات بنبرة صوت أحسبها هادئة وواثقة، لكن ابتسامة السيدة سناء اتسعت بشدة وكأنها قد عثرت على كنز من الذهب والنفائس وسط كومة من الأغراض القديمة المتهالكة في ركن قصي.

أنهيت طبقي وغادرت المطبخ بدون آية كلمة إضافية متجاهلا رد فعلها الغريب، حتى أنني أغفلت عامدا التفكير في دوافعها لإجراء مثل تلك المحادثة.. والآن تحديدا..

توجهت من جديد نحو غرفة شروق.. كان الوقت قد شارف على منتصف الليل.. أخذت موقعي المعتاد، وتهاويت بإنهاك على المقعد أمام الغرفة..
قررت أن أواجه النعاس بالولوج إلى شبكة الانترنت كي أقرأ قليلا عن صدى ما حدث اليوم في مصر.

عبر تطبيق "تويتر" كثرت التغريدات التي تصف فعاليات التظاهرة بدقة، وانتشرت مئات الصور التي ترصد بسالة المتظاهرين برغم المخاطر التي كانت تحف بالمسيرات منذ بداية، وما آلت إليه نهايتها من أعمال عنف بعد إصرار بعض الجماعات الداعية للتظاهر على الاعتصام بالميدان رغم عدم الحصول على التصريحات اللازمة من جهات الأمن.

بعد ذلك، تصفحت موقع "فيسبوك" ورأيت منشورا تم مشاركته بكثافة شديدة لأحد المخرجين الشباب الذين شاركوا في تظاهرات اليوم، وكان يعرض شهادته لما حدث مرفقا منشوره بصورٍ له من داخل المستشفى بعد أن حصل على الرعاية الطبية اللازمة..

يا إلهي..
كان هو نفسه الشاب الذي تم ضربه في مدخل الxxxx الذي تعرضت فيه شروق أيضا للركل، والذي أرسلته للعلاج في المستشفى على متن دراجة بخارية.. كان يوجه الشكر للشاب الذي أنقذ حياته وحياة الفتاة الأخرى..

آه لو يعلم من هذا الشاب وماذا يفعل؟.. وكيف تحول هو نفسه لآلة بطش في يد من لا يرحم!

تخليت عن التصفح بمجرد إنهائي لهذا المنشور فأنا لم أحتمل أبدا أن يتم وصفي بالبطولة والشهامة خاصة بعد كثرت التعليقات التي تمتدح بسالتي المزعومة..

لا أحتاج لأن أكذب على نفسي وأوهمها أن ما قرأته صحيحا.. فأنا أعلم جيدا من أنا وتقبلت الأمر منذ سنين لم أعد أذكر عددها..

۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞

بعد أن أنهيت جولتي عبر الشبكة العنكبوتية، كانت الساعة قد تجاوزت منتصف الليل بساعات قليلة، وسيطر الهدوء التام الذي يسبق بزوغ الفجر..

أعترف.. قد بلغ الإنهاك مني مبلغه خاصة وأنا أجلس في نفس الوضعية منذ ساعات، حتى تيبست أطرافي وتشنجت فقرات ظهري.. لكن لماذا أعجز عن النوم!

حملتني قدماي إلى داخل غرفة شروق بعد سجال طويل انتصر فيه شغف قلبي على ما بقى من تعقلي.
كانت هي نائمة، الوداعة التي تكسو محياها تتناقض تماما مع الأنوثة التي يخفيها غطاؤها المخملي الثقيل لكي يدفئها في هذا الطقس البارد..

لست بحاجة لهذا المنظر لكي تتأجج المشاعر بداخلي حد الاحتراق..

يا الله.. بدت كأميرة أسطورية ممددة ببهاء ونعومة بعد عودتها من معركة قتالية حامية الوطيس..

برغم ما تعرضت له اليوم من فزع وتعذيب.. إلا أن عينيها كانتا مسدلتين برقة وكأن هالة من السلام والسكينة تحيط بها وتمنحها كل الطمأنينة التي تحتاجها في وضعها الحالي.

لم تركز عيناي مع هيئتها المرهقة أو منامتها ذات الرسوم الطفولي أو شحوب وجهها وتكتل شعرها خلف رأسها فلم يظهر إن كان طويلا أو قصيرا في ظلام غرفتها..
هذا كله لا يهم..!

كل ما رأيته أمامي كان يتضاءل أمام براءتها التي تنافس طهر الملائكة..

تمنيت لو كانت يداي طاهرتين كما تستحق هي حتى أغمرها بين ذراعيّ وأسحب كل آلامها وأوجاعها وكوابيسها إلى داخلي وأحبسها للأبد..

تمنيت لو كنا في عالم آخر وكنت أنا شخصا آخر يليق بها.. تمنيت أن تنتمي لي.. لخمس دقائق فقط.. أعلم أنه لا يحق لي أن أتمنى.. ولكن الموقف كله أضحى ضربا من الأنانية التي بدأت تومض بداخلي إلى أن تأججت مطالبة بنظرة.. نظرة واحدة.. فلم أشأ إلا أن أستسلم لها باقتحامي لغرفتها حتى.. حتى أتحصل على رمقٍ يشبع حاجتي للاطمئنان عليها.. لاحتوائها.. وبعدها يعود كل شئ لما كان..

هي أميرة الأساطير المحاربة ذات النقاء الملائكي.. وأنا الشبح الأسود الذي يتجول في الظلام لكي ينشر الذعر بين من تسول لهم أفكارهم تحدي رحيم عماد الدين..
لن تتقاطع طرقنا أبدا.. وأنا رضيت بتلك الحقيقة وتكيفت معها..
لكن.. لا بأس من لحظة أنانية واحدة لن تضر أحدا..

سحبت كرسيا ورابضت أمام مخدعها كمثل ليث يحمي صغيرته من بطش الضباع القاسية التي تراقب في الظلام وتتحين الفرصة للانقضاض عليها..

نهلت بمقلتيّ من براءتها ما أمكنني واختزنتها بداخلي.. فهذه اللحظات لن تتكرر أبدا بعد الآن.. لن تسمح لي الظروف أبدا أن أجتمع معها في محيط منفرد كهذا.. بعيدا عن صخب الحياة.. بعيدا عن الجميع.. بعيدا عن.. والدها.. وعن تاريخي المظلم وواقعي الأسود.
بعد بضع ساعات أخرى، كانت ذاكرتي قد احتفظت بآلاف الصور للملاك النائمة.. ولكنني أبدا لن أشبع من رؤيتها مستكينة وهادئة هكذا..

في النهاية.. فرض الصباح كلمته على صفحة الحياة، فصارعت نفسي حتى هزمتها وأجبرتها على التوقف عن تلك الأنانية واستباحة ما لا يحق لي واقتناص سويعات بالقرب منها دون انتباهها..

استعدت هيئتي غير المبالية من جديد، فنهضت واغتسلت في حمام غرفة مجاورة لأستعيد انتباهي، ثم خرجت مرة أخرى للمطبخ لأجهز لنفسي كوبا من القهوة، وذلك حين رأيت السيدة سناء تعد وجبة إفطار شهية من أجل شروق..

اقترحت هي أن تحضّر لي وجبة مماثلة لكنني شكرتها رافضا ومتعللا بأنني لست جائعا.

حملت هي الطعام إلى غرفة شروق وأنا تبعتها بخطوات خفيفة، إذ أردت الاطمئنان على شروق دون أن تشعر تلك الأخيرة بوجودي.
دلفت مدام سناءإلى الغرفة حاملة صينية الطعام، فتركت الباب مفتوحا لحسن حظي.. أو ربما لعلمها أني أتبعها..

راقبتها تضع الطعام على منضدة مجاورة، ثم تشرع في إيقاظ شروق من سباتها الذي استمر لساعات طويلة..
فور أن استيقظت شروق، همت بالصراخ ثم شرعت في البكاء بشدة لبضع دقائق.

كنت أنوي اقتحام الغرفة، ولكن يبدو أن سناء انتبهت لما أنا بصدد القيام به فور اقترابي من الباب، حيث رمقتني بنظرة معارضة ثبتتني حيث أنا، بعدها تمالكت نفسها وأجبرتها عنوة على التراجع مجددا وتركتهما معا وأنا أراقبهما خلسة من مكاني الذي لم يكن قريبا بشكل كاف..

أبدا لم يكن بالقرب الذي أريده في تلك اللحظات.. بل أحتاجه.. كنت أحتاج لأن أزرعها بين ضلوعي لكي تطمئن هي أن الخطر لن يقربها مجددا ولكي أطمئن أنا أنها بأمان بجوار قلبي ولن يمسها شيئا بعد الآن طالما أنا على قيد الحياة..

سارعت سناء بوضع ذراعيها حول شروق برفق، ثم بدأت في التربيت على ظهرها وأخذت تبثها كلمات الطمأنينة وتغدق عليها من أمومتها المتدفقة حتى بدأت الأخيرة تهدأ قليلا، ثم انطلقت بوابل من الأسئلة وكأنها تذكرت فجأة ما تعرضت له قبل نحو يومٍ كاملٍ..
تساءلت بتلهف وقلق: "كيف جئت إلى المنزل؟ ما الذي حدث لي؟ هل أخذوني إلى السجن؟ هل كنت بالمستشفى؟ هل انتهت المظاهرة؟ هل مات الشاب الآخر؟"..

لم ينته سيل الأسئلة إلا بكلمات سناء الهادئة: "هوني عليك يا طفلتي.. أنت بخير الآن.. لقد جئت في سيارة أجرة إلى هنا.. يبدو أنك أخبرت السائق بعنوانك.. وأنا اتصلت بطبيبك لكي أطمئن عليك حيث وصلتِ تقريبا فاقدة للوعي..".

توقف سناء لبرهة، ثم أكملت بتوبيخ صريح: "أنا غاضبة بشدة من تهورك ولكن لن أتحدث معك الآن.. أخبريني كيف تشعرين الآن؟ هل هناك ما يؤلمك؟"

ردت شروق وهي تحاول استعادة هدوئها: "أظن أنني بخير.. ظهري يؤلمني قليلا ولكن لا أشعر بأن هناك ما يقلق.. ماذا قال الطبيب على أي حال؟"..

أمسكت سناء بأطراف الحديث من جديد، وردت عليها بأسى واضح تغيرت له نبرة صوتها، حين قالت: "طلب أن ترتاحي لثلاثة أيام على الأقل.. وأن تلزمي الفراش خلالها.. هل تسمعين؟".

شردت شروق قليلا قبل أن تقول: "نعم نعم أسمع.. لكن أنا لا أتذكر أنني أوقفت سيارة أجرة.. آخر ما أتذكره هو ضرب الجنود لي.. مهلا.. مهلا.. كان هناك ظل.. أو شبح.. كان هو من أنقذني.. صدقيني يا ماما أنا لا أهذي.. شعرت أن أدهم صبري قد خرج من روايات (رجل المستحيل) وأخذ يلقنهم درسا قاسيا.. قام بطلي الخيالي بحمايتي..".

بطل؟
تقول عني بطلا ولا تعلم كيف أن وجودي نفسي إهانة لكل معاني البطولة وانتصار لكل ما هو مؤذٍ ومرعبٍ وباطشٍ..

علت ابتسامة وجه سناء التي حرصت على رفع بصرها نحوي لكي تتلاقى أعيننا ثم أعادته مجددا نحو شروق التي زفرت بخيبة أمل، ثم أكملت: "يا للسذاجة.. من يسمعني الآن يظن أنني مجنونة بالكامل.. ولكن أنا لا أمزح يا أمي.. أظن أن شخصا كان بالفعل يضربهم بعنف.. كان يتشح بالسواد.. كنت أنا مشغولة بحماية نفسي من ركلاتهم ولكماتهم، وبينما كنت أستعد للاستسلام تماما وفقدان الوعي، جاء هو فجأة من المجهول لكي يخلصني من بطش الجنديين.. لولاه ربما كان حدث الأسوأ لي".

سكتت شروق لبرهة حتى ظننها قد أنهت كلماتها، لكنها استطردت: "أتذكر أنه أخذ يكيل لهما اللكمات والضربات بعنف شديد، وأجهز عليهما في دقائق معدودة.. بعدها.. بعدها لا أتذكر شيئا.. يبدو أنني فقدت وعيي وقتئذ.. انتظري.. هل يعلم أبي بالأمر؟ كم ساعة نمت؟"

رباه.. هل تتذكر كل هذا؟
حمدا لله أنها لا تتذكر ملامح من أنقذها وأعادها للمنزل..

تركت سناء يديّ شروق وقامت من مجلسها متوجهة إلى المنضدة التي كانت قد وضعت عليها صينية الطعام، وأحضرتها إلى حيث تجلس شروق على سريرها، ثم ردت عليها بحنان: "لنكمل حديثنا وأنت تتناولين إفطارك، فأنت لم تأكلي شيئا منذ ما قبل ظهر البارحة.. ولقد نمت ما يزيد عن اثنتي عشرة ساعة.. لقد أعطاك الدكتور حسين حقنة مهدئة لتنامي وترتاحي دون أن تهاجمك الذكريات المزعجة لما حدث بالأمس.. والآن حان وقت الطعام.. هيا كلي.. ولا تقلقي أو تفكري في شيء.. لم يعلم والدك بالأمر.. فهو لن يصمت أبدا إذا عرف أنك تصرفتِ بهذا التهور".

ضحكت شروق بسخرية واضحة وقالت: "هل تظنين أنه قد يقلق عليّ؟ هو بالتأكيد سيرغب في معاقبتي إذا عرف أنني شاركت في مظاهرات ضد الحزب الحاكم الذي يدعمه بشدة ويشارك بعض رجاله البارزين بصفقات تجارية.. لكنه لن يهتم بي كابنته الوحيدة التي يجب عليه أن يشعر بالخوف عليها ويسعى حمايتها".

موجة من الغضب تدافعت بداخلي بقسوة.. هذا الرجل لا يستحقها أبدا.. لا أفهم كيف يمكن لعقرب صحراوي سام أن ينجب فراشة ربيعية مشرقة الألوان..

صمتت شروق لثوان، وأمسكت بطرف الملعقة وكادت أن تبدأ بالفعل بتناول طعامها، لكنها قفزت مجددا صارخة: "يا إلهي.. أريد أن أعرف ماذا حدث في الشوارع؟ كيف جاءت نتيجة المظاهرات؟؟ أعطني اللابتوب وهاتفي رجاء.. أو حتى ريموت التليفزيون.. بالتأكيد النشرات الصباحية ستتحدث عما جرى".

زفرت سناء ثم ردت بنفاد صبر واضح: "لن أعطيك شيئا قبل تنهي تناول طعامك كاملا، ثم سأجهز لك الحمام لتحصلي على حمام دافئ لتريحي عضلاتك من أثر الكارثة التي حلت بها.. وبعدها افعلي ما تشائين".

عند تلك اللحظة، غادرت موقعي أمام الغرفة، وتوجهت إلى الأسفل لأقوم ببعض المكالمات الهاتفية المتعلقة بالعمل، وتجهزت لأذهب للشركة لبضع ساعات لإكمال بعض مهام التي كلفني بها السيد رحيم، ثم ذهبت إلى المطبخ حيث كانت سناء تعد حساء اللحم لشروق، وأخبرتها بوجهتي التالية، وشكرتها بشدة أنها لم تلمح لشروق أنني من أحضرتها إلى المنزل، كما أكدت عليها ألا تسمح لها بإرهاق نفسها، وطمأنتني هي بأن حنان صديقة شروق ستأتي لمجالستها قليلا والاطمئان عليها.

كنت قد جهزت كل الأوراق التي سأحتاجها للتوجه إلى الشركة، وهممت بالخروج من البوابة الداخلية للفيلا عندما اصطدمت بتلك الفتاة ذات الوجه الأسمر والملامح المنحوتة والتي تلف رأسها بحجاب طويل محتشم عكس صديقتها صاحبة الحجاب الأغرب بتصميمه وتفاصيله.

أخذت هي بزمام المبادرة وقدمت نفسها على أنها حنان صديقة شروق، وأنا أخبرتها باسمي وبأنني أعمل مديرا لشركة والدها وتعللت بوجودي في المنزل لإحضار بعض الأوراق الهامة ثم مضى كلا منا في طريقه.

يتبع


مروة سالم غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 27-02-21, 06:31 PM   #159

مروة سالم

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية مروة سالم

? العضوٌ??? » 482666
?  التسِجيلٌ » Dec 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,756
?  مُ?إني » مصر
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » مروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   ice-lemon
?? ??? ~
Why so serious?
Rewitysmile17 باقي الفصل السادس - القسم الأخير

في الشركة، طفقت أعمل مثل الروبوت، محاولا إنهاء كافة المهام بوقت قياسي، ورغم توتري الشديد بكل ما يشغل رأسي بخصوص ما حدث بالأمس وما قد يحدث خلال يومين.. إلا أنني حرصت على أن يتم العمل بسلاسة ودون أخطاء..

لم يكن هناك مجال على الإطلاق لإهدار الوقت أو ارتكاب أخطاء تحدث مشكلات قد تعطل انسيابية العمل في هذا الوقت الحساس، فلا أحد يعلم ما قد يحدث خلال يوم أو اثنين من الآن.

تلقيت اتصالا هاتفيا جديدا من السيد رحيم يخبرني أنه سيسافر من جديد إلى مدينة الأقصر لمقابلة مستثمر أوروبي، وطلب مني مراقبة الأمور جيدا في الشركة خاصة بعد أن أحدثت تلك المظاهرات صدى قويا عبر شبكات التواصل الاجتماعي بشكل لم يعد تجاهله مفيدا، وطلب مني وضع خطط بديلة لضمان سلاسة التعامل مع المورد الإسباني دون معوقات وكذلك حماية أسهم المؤسسة المطروحة في البورصة.

بعد أن أنهيت العمل، عدت إلى منزلي، فوجدت الشقة خالية.. اتصلت بحسام وطلبت منه أن يعود للمنزل لكي نتحدث معا بهدوء.
ألهيت نفسي بإعداد وجبة خفيفة من المكرونة بالصوص الأبيض مع قطع الدجاج المتبل لكي نتناولها معا عند عودته.

كنت قد انتهيت من وضع الطعام على مائدة السفرة الصغيرة عندما دلف حسام إلى داخل البيت، وانضم إليّ مباشرة ليجلس على واحدٍ من المقعدين المتواجهين.

أخذت بزمام الحديث من البداية لأني حقا تعبت، فقلت متحدثا بنبرة هادئة: "حسام.. أنت بالتأكيد تعلم بأن المتظاهرين تعرضوا للعنف في مظاهرات أمس.. ولم يكن العدد كبيرا لهذه الدرجة.. كيف برأيك سيتعاملون معكم يوم الجمعة بعد أن تيقنوا من أنكم ستشاركون مجددا وبأعداد ضخمة تتخطى المليون كما تقول دعوات التظاهر عبر فيسبوك مع ارتفاع أصوات تصمم على الاعتصام رغم عدم منح السلطات تصريح بهذا الأمر".

زفرت بغضب لم أستطع التحكم به عندما لاحت على وجهه نظرة هازئة، ثم قلت: "التظاهرة الأولى زلزلت النظام بشدة رغم ادعائه عدم الاكتراث.. ورجاله لن يسمحوا لكم أبدا بدخول ميدان التحرير أو حتى إبراز قوتكم في الشارع وما يستتبعها من الحصول على دعم وتأييد شعبي.. أنتم بالفعل في أعين وسائل الإعلام الحكومية مجرد عابثين وسارقين ومثيرين للشغب ودعاة للفوضى، وبمشاركتكم في المظاهرة التالية، ستصبح الاتهامات أكثر قسوة وقد تصل لحد إلصاق تهمة محاولة قلب نظام الحكم بك إذا تم القبض عليكم.. هذه قضايا أمن قومي.. سيقومون بإنزال ألوان العنف عليكم ثم سيزجون بكم في السجون لسنوات حتى تتعفنوا ولا يعود يتذكركم أحد.. هل تظن أن أعصابي تتحمل أن يحدث شيء لك؟ هل تظن أنني أفرط بك لتنتهي لهذا المصير بينما أستطيع منعك؟ أنا لم أشاهدك تكبر سنة بعد سنة وتشاركني الحزن قبل الفرح حتى أفقدك الآن.. لا تكن أنانيا هكذا".

توقف حسام عن تناول الطعام مع كلماتي الأخيرة التي قلتها بصوت كسير مهتز، وظل ينظر لي مطولا. بدا وكأنه يحاول استجماع نفسه ليقول كلماته التالية.. وأنا كنت متأكدا أنها ستكون قاصمة..

غلّف هذا الأحمق صوته بطبقة جليدية خالية من آية مشاعر، وقال كمن يحدّث شخصا لا يعرفه بشكل خاص ولا يعني له الكثير: "حسنا أنا ممتن بشدة لكل ما فعلته من أجلي حتى الآن.. ولكن هل تريدني تابعا لك لمجرد أنك حميتني طوال تلك السنين؟ قل لي يا أخي ما الثمن الذي عليّ أن أدفعه لكي أثبت لك تقديري لما قمت به؟ هل تريد مني ألا أتنفس دون إذنك أيضا؟ هل ربيتني وكبرتني لكي تمتلكني كدمية لا عقل لها ولا تستطيع اتخاذ قراراتها بنفسها فيما يخص حياتها؟".

أصابتني كلماته اللاسعة بحالة من الغضب التي فشلت أنا نتيجة الإجهاد وقلة النوم والضغط النفسي في احتوائها، فجاء رد فعلي صادما له ومخيبا لي، إذ ارتسمت على وجهه علامات الدهشة والفزع..

في الحقيقة، لم أدرِ ما فعلته إلا بعد أن سمعت صوت تحطم الأطباق.
يا إلهي.. ماذا فعلت!
تبعثر الطعام على السجادة الممددة على الأرضية وتناثر حطام الأطباق الخزفية بعشوائية في نواحي الغرفة.. ونظر لي حسام بـ..
هل هذه شفقة؟
تبا.. تبا لكل شيء!

رفع حسام يديه نحو صدري وكأنه يتحدث مع ثور هائج سيؤذي نفسه والآخرين بين لحظة وأخرى، ثم قال: "خذ نفسا طويلا يا أخي.. لا توجد مشكلة.. أنا لم أقصد ما فهمته.. أعتذر عن كلماتي القاسية".

أطرقت رأسي بخزي..
لم أستطع النظر إليه..
ليس بعد أن أفلتت الأمور من بين يديّ بهذا الشكل..

انحنيت وجلست على ركبتيّ وبدأت في جمع حطام الأطباق، وعندما شعرت به يشاركني ما أقوم به زجرته بعنف وأمرته أن يتوقف قبل أن يجرح نفسه.. ثم أستأنفت جمع حطام أطباق المدبب وبقاياه الحادة بآلية غير منتبه إلى الجروح التي طالت راحتيّ يديّ..
لم يوقفني سوى إمساك حسام لمعصميّ بقوة.

رفعت عينيّ ورمقته بنظرة صارمة تخبره أن يترك يدي، لكنني لم أنبس بكلمة..
كان القلق يكسو مقلتيه، وإذ به يسحبني معه لننهض معا، ثم سار بي إلى غرفة الحمام وهو مازال ممسكا بمعصميّ، حتى وصلنا إلى حوض الماء..

فتح هو الصنبور بينما كنت أنا في نفس وضعي الآلي أطالعه بذهول.. قرّب حازم كفي النازفين ليصبحا تحت الصنبور..
اختلط الماء بدمائي النافرة وأنا في حالة من الجمود لا تعكس أبدا المشاعر القاسية التي تحرق داخلي الآن.

كاد يهم بالكلام وكنت أعرف جيدا ما ينتوي الحديث عنه..
لم أكن في حاجة لكلماته المشوبة بالقلق والتوتر و.. التعاطف..
أنا أكره هذه الكلمة.. أمقتها.. كما أمقت كل ما تعبر عنه من مشاعر يتورط فيها الشخص رغما عنه فتتبدل أحاسيسه وأفكاره في ثانية واحدة لمجرد أنه لمس بعقله ما يختلج بنفس الآخر من أحاسيس..

زجرته بغضب ارتوى من لجة براكين ظلت خاملة لسنين، بينما كان يغذيها الشقاء والعذابات بشكل متواتر حتى أكلت ما تحصلت عليه من روحي فجعلتني شبه مسخٍ ينزوي عنه الكثيرون ويتلاعب به آخرون، وصارت بعد ذلك تتحين لحظات الانفجار بلهفة وترقب وكأنها مفرقعات العيد..

عندما لمحت الأسى يسكن مقلتيه.. كرهت مجددا ما ترجمته نفسي من مشاعر تخصه، ولكن هو أخي الصغير ورأى مني ما رأي على مدى سنوات عمره وتحمل معي وكان سندي الوحيد..

لم يتخلى عني أبدا..
هو تحديدا لا يستحق الجفاء والنفور اللذين يغلفان روحي في تلك اللحظات..
ليس بعد ما كل ما مررنا به سويا.. ليس الآن..
خرجت كلماتي عاكسة ألوان من الوجع والضيق والوهن.. والاستسلام..

قلت بصوت ضعيف يتخبط بين الانهيار والتجلد: "اتركني لحالي يا حسام.. أحتاج أن أكون بمفردي".. والآخر لم يحاول معارضتي، فهو يعلم جيدا كيف هي حالتي الآن، فاستدار مبتعدا..

كما في كل مرة..
ولن تكون هذه آخر مرة..

۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞

بعد أن غسلت يدي من الدماء.. وأخرجت صندوق الإسعافات الأولية لتطهير الجروح الصغيرة التي شققت راحتيّ يديّ، عدت إلى غرفتي وتمددت على سريري..

كانت كل خلية من جسدي تشتعل وكأنني معلقا رأسا على عقب ومتدليا من غصن شجرة ضخمة وتحت رأسي كومة من الأخشاب المشتعلة التي لا يخبو لهيبها لحظة واحدة..

كان داخلي يذوب ببطء.. والاحتراق يصل لجنبات روحي دون رأفة..
ألا ينتهي هذا العذاب؟

أخفيت وجهي بساعديّ وأخذت أستنشق أنفاسا طويلة بطيئة.. علّها تكون الشافية.
مرت ساعات وأنا على هذه الوضعية لا أكاد أطيق أن أتعاطى مع أحدٍ..

أتمنى لو أستطيع الانزواء هكذا حتى آخر عمري..
آية حياة بائسة تلك التي أعيشها..

يا الله..
هل يحق لي الدعاء؟
وهل يتقبل الله مني؟

قطع شرودي صوت هاتفي المحمول.. فقمت من مرقدي متوجها نحو المنضدة التي تحتوي الهاتف واستقبلت المكالمة التي كان طرفها الآخر خالد..

كان يريد الاطمئنان عليّ وتبادل الحديث.. تجاوبت معه في الكلام قدر المستطاع مخفيا عنه ما يعتمل بداخلي من اضطرابات قاسية، فربما هو الآخر يشعر بالوحدة أو التوتر العصبي.

أخذ خالد يحدثني عن رئيسه في عمله الجديد، مؤكدا أنه شخصا رائعا ومنضبطا ونظيف الذمة..

كان فعلا سعيدا رغم أن عمله الجديد روتيني بحت ويختلف تماما عن عمله السابق الذي كان يتطلب مهارات خاصة يمتلكها صديقي بكل تأكيد، ولكن تم نقله بطريقة مفاجئة تزامنا مع تقلب الأوضاع في البلاد في الفترة الأخيرة، وكلانا نظن أن هذا النقل وراؤه أمر ما.

أنهيت مكالمتي مع خالد وقد صرت أهدأ قليلا خاصة بعد استشف الأخير تغير حالتي المزاجية وحرص على أن يلهيني بقصص طريفة عن خطيبته التي دبرت له مقلبا بأن أرسلت له هدية طريفة عبارة عن دمية دب محشو بالقطن تتحدث برسائل صوتية سجلتها هي بصوتها، والمضحك أن تلك الرسائل لم تكن كلمات غرام وإنما عبارات توبيخ ولوم بسبب افتقادها له بعد نقله، والذي بسببه قد يطول بعده عنها لأسابيع أو أشهر إذا حدثت تطورات مفاجئة كالتي يتخوف منها صديقي.

برغم الهدوء الذي سيطر عليّ بعد المكالمة، كنت مازلت أشعر بعذابات داخلية شديدة وصخب مزعج يطيح بكل تفكير متعقل من رأسي..

طال الوقت ولم أعثر بعد على نقطة للتوازن النفسي والتخلص من تلك الآلام المزعجة التي تقتات على روحي بلا رحمة..

قادني تفكيري اللعين إلى إخراج مجموعتي الخاصة من المشارط الجراحية من أحد أدراج طاولة الزينة بغرفتي، وجلست باعتدال على السجادة الممتدة على الأرضية في منتصف الغرفة، وخلعت أحد جواربي ثم..
موجات من الراحة والسلام كانت تغلفني مع كل قطرة دماء انسابت من بين جنبات الشق الطولي الذي أحدثته أناملي ممزقة بالمشرط باطن قدمي اليسرى لتخرج مع خط الدماء الرفيع أوجاعا مهلكة.

يبدو أن الضغط النفسي الذي مررت به في الأيام الماضية كان يحتاج اجراء خاصا كهذا.. وربما عليَ أن أزور دكتور فؤاد قريبا..
سأفعل.. صرت أعترف أنني بحاجة إليه مؤخرا..

ولكن لن أذهب إليه إلا بعد أن تهدأ الأمور وأطمئن على أخي.. وتلك الأخرى!

بعد أن هدأت نفسي تماما، قمت من مكاني وفتحت الثلاجة الصغيرة التي أحتفظ بها داخل غرفتي، حيث أضع بها مكعبات الثلج تحسبا لانهيار مماثل.

أخرجت بضع مكعبات من الثلج، ووضعتها بداخل إحدى المحارم القطنية ثم دلكت بها قدمي الممزقة، وبعدها عالجتها من جديد بمحلول طبي مطهر ثم نثرت القليل من رذاذ علاج الجروح وحملت نفسي إلى سريري من جديد وهربت إلى نوبة من فقدان الوعي ممثلة في النوم بعمق بعد أن أفرغت عقلي من كل ما يعتصره من أوجاع.

۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞

في الصباح جهزت نفسي للذهاب للشركة وإتمام بعض الأعمال لتمر الساعات وأنا منشغل تماما بمتابعة حالة أسهم المشروعات التابعة للشركة في البورصة التي سجل المؤشر الرئيسى لها أدنى مستوياته، كما انخفض الجنيه لأدنى مستوياته مقابل الدولار الأمريكي منذ أكثر من خمس سنوات، كما فقدت أسهم الشركات الكبرى ما يوازي ثلاثة وعشرين مليار جنيه من قيمتها السوقية، وكان نصيب شركتنا بمفردها منه ما يناهز 12%..

لم أستطع فعل أي شيء بخصوص ذلك الانخفاض المفاجئ، فالكل يعاني حاليا بسبب مغامرة بعض الحالمين وعناد المتشبثين بالسلطة بنفس شروطهم بدون رغبة في إبداء آية تنازلات..

يبدو أن هناك خسائر أخرى قادمة على الطريق ما لم تعد الأمور لهدوئها واستقرارها في الشارع وأعلنت الحكومة أن الأمور تحت السيطرة.

ما بالهم هؤلاء الشباب يريدون إعلان القيامة وبداية الحساب.. ألا يعلمون أن لا شئ سيتغير وأن البقاء للأقوى دائما وأبدا.. مهما كانت فورة حماسهم وثورتهم، فإنهم في النهاية إلى خسارة متوقعة، وربما لا يستطيعوا حتى تحمل فاتورة الخسارة.

وبين مجلدات وأرقام وقراءات واستنتاجات أمضيت يومي متجاهلا كل الأمور الأخرى التي تتصارع لكي تحتل المساحة العظمى من تفكيري، حتى جاءني اتصال هاتفي من صاحب الشركة الذي لا ينفك أبدا أن يثبت لي أنه يملكني كما يملك كل سندٍ في عالمه الاقتصادي، حتى يؤكد لي أنني لست سوى بيدق يحركه كيفما يشاء حتى يضمن سلامته كملك على رقعته الخاصة التي يحمي حدودها بطرقه الملتوية خوفا من فقدان ممتلكاته المتراصة بداخل تلك الرقعة.

كال لي رحيم كلمات اللوم والتأنيب بسبب الخسارة في البورصة، رغم أنه يدرك جيدا أن ما حدث ليس سببه قرارات خاطئة من جانبي، وإنما بسبب التقارير الصحفية التي تشير لارتفاع معدلات التوتر في الوطن مع الدعوة لمظاهرات جديدة، مما يجعل المستثمرين يخشون على ممتلكاتهم من الأسهم فيقررون بيعها برعونة.

وأعلن رحيم أيضا أنه سيعود للقاهرة خلال يومين ولكنه سيكون منشغلا بشدة داخل أروقة الحزب الحاكم حيث سيحتاج للتباحث مع قياداته عن كيفية حماية النظام وأمن المواطنين من حفنة الفوضويين مثيري الشغب متباهيا بدوره الوطني كواحد من أهم رجال الاقتصاد في هذا البلد، حتى وإن كان يمارس مهامه بخدمة الحزب خفية من خلف ستار دون أن يظهر للعلن باعتلاء منصب سياسي بارز..

فهو يحب دائما أن يتحكم بالجميع في خفية كمحرك عرائس الماريونيت الذي لا يراه الجمهور لكنهم يعلمون بوجوده ويغبطون قوة سيطرته على خيوط عرائسه حتى يتراقصوا على هواه وبما يحقق أهدافه فقط.

ولم يفته بالطبع أن يطلب مني الذهاب لمنزله وجمع بعض الوثائق من غرفة مكتبه، وملمحا بكل فجاجة أنها فرصة لي.. دون أن يعلن مقصده الذي كان واضحا للغاية بإطلاقه ضحكة سخيفة منفرة دون أن تنطق شفتاه بكلمة واحدة إضافية.

۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞

بعد سويعات أخرى ومع اقتراب المساء كنت قد وصلت إلى الفيلا وتوجهت مباشرة إلى غرفة المكتب رافضا الذهاب صوب تلك التي كادت أن تدفع حياتها بلحظة ثمنا لتهورها، ولكن استوقفني في منتصف الطريق صوت السيدة سناء التي حيتني مستبشرة، قائلة: "مساء الخير يا حازم.. كيف حالك يا بني.. آه لما تتحرك بهذا التثاقل.. هل حدث لك أمر ما؟"..

استشعرت قلقها الحقيقي من نبرتها بعد أن لاحظت هي أنني أسير بتباطؤ نتيجة جرح قدمي.. تعللت بأنني سقطت في الصباح في غرفة الحمام وأن ساقي تؤلمني قليلا، لتقترب مني هي وتربت على كتفي متمنية لي السلامة قبل أن تقول وعينيها ترقصان ببهجة واضحة: "شروق صارت في أفضل حال.. وصديقتها حنان لم تفارقها منذ الأمس سوى خلال ساعات النوم، فهي غادرت مساء الأمس وعادت في الصباح، وكلتاهما في الحديقة الخلفية الآن يعبثان بأوراقهما وجهازي اللابتوب خاصتهما."

أنهت تقريرها الوافي دون حتى أن أسألها بشئ.. والشكر لها.. فأنا لا أريد مقابلة هذه الفتاة اليوم ويكفي أنني علمت أنها بخير..
عادت سناء إلى المطبخ وأنا دلفت إلى غرفة المكتب وجمعت الأوراق التي سأحتاجها للعمل في الأيام المقبلة، وفي أثناء خروجي وتوجهي نحو بوابة المنزل استمعت لجانب من حديث الصديقتين الللتين كانتا تجلسان على الأريكة في صالة الاستقبال.

"أتصدقين هذا؟ هو مخرج.. وكتب عبر حسابه على تويتر أنه يريد التعرف على الفتاة الشجاعة التي دافعت عنه وهاجمت رجليّ الأمن ووبختهما بغرض حمايته.. هل برأيك يجب عليّ الاتصال به؟"، لترد صديقتها حنان: "نعم.. يجب عليك ذلك.. فأنتما رفيقا حفلا واحدا من العنف الممنهج"، لتنفجر الاثنتان في نوبة من الضحك..

كيف لهما أن تتبادلان المزاح حول هكذا موقف كارثي كاد أن يكون سببا في قتل المتهورة أو القبض عليها أو خروجها بعاهات مستديمة على أسوأ تقدير..
تافهتان.. ثم.. ثم..
لماذا تريد هذه الفتاة الاتصال بذاك الشاب؟ وصديقتها البلهاء تشجعها..
كنت أحبها تلك الصغيرة السمراء.. الآن لست متأكدا تماما.

بضيق وحنق، نهرت نفسي.. فقد استمعت بما يكفي لحديثهما، وصار على أن أغادر الآن قبل أن أخرج عن طوري..
استجمعت كل ما بداخلي من عزم وطاقة حتى أتحرك أمامهما بشكل طبيعي كي لا تلاحظا إصابتي.

مع اقترابي منهما، فردت قامتي ومشيت بثقة متجاهلا الألم بباطن قدمي..

قمت بإلقاء التحية دون النظر لأيهما واستكملت طريقي خارجا، لأجد حنان تتبعني وتسبقها أسئلتها: "مرحبا بك أستاذ حازم.. متى أتيت؟ هل كنت هنا من أجل العمل؟"..

التفتت إليها موجها ناظريّ بعيدا عن عينيها، وأخبرتها باقتضاب أنني كنت بحاجة لبعض الملفات وقد جمعتها بالفعل، وأنهيت كلماتي مودعا إياها ببرود ودون أن أسمح لها بكلمة إضافية، ثم توجهت بسرعة لسيارتي وانطلقت عائدا لمنزلي.

في اليوم التالي، غرقت في عملي محاولا السيطرة على الأمور مع انهيار جديد للبورصة أدى إلى انسحاب العديد من المستثمرين الأجانب، ونتيجة لذلك، تكبدت معظم الشركات خسائر جمة.

ارتأيت وقتها أن أجمد العمل فعليا على المشروعات الجديدة بشكل مؤقت بعد أن أطلعت السيد رحيم على التطورات ووافقني الرأي..

بحلول نهاية اليوم، كنت ممتنا بشدة أن اليوم هو الخميس ولن يتم تداول الأسهم في البورصة لمدة يومين متمنيا أن تنتهي مظاهرات الجمعة على خير لتعود الأمور إلى نصابها الطبيعي.

عندما عدت للمنزل كان حسام في غرفته مجددا، هو يقاطعني منذ أن أجبرته على عدم المشاركة في مظاهرات الجمعة المقبلة..
أتمنى فقط أن ينفذ ما طلبته منه، ولهذا تحاشيت الدخول معه في مناقشات جديدة وبات كلا منا منعزلا ووحيدا رغم أن كلينا يعيش تحت نفس السقف.

۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞

استيقظت في ساعة متأخرة من صباح يوم الجمعة.. اغتسلت وجهزت حقيبتي الرياضية لأتوجه للنادي الرياضي ممنيا نفسي بجولة طويلة من الملاكمة أتخلص فيها من بعض الطاقة السلبية وأستعيد سلامتي الذهنية مجددا.. فأنا أحتاجها اليوم بكل تأكيد.
خرجت من غرفتي ممسكا بالحقيبة وعرجت على غرفة حسام، لأجد الغرفة فارغة.. لقد غادر الأرعن..

على الفور هاتفته لأجده يرفض استقبال الملاكمة، فقمت بالاتصال بأحمد الذي أخبرني أنه يتبع حسام كظله وأخبرني أن أطمئن إلى أنه سيؤدي عمله ويحمي أخي إذا تطلب الأمر.

أنهيت المكالمة، وتحرك ذهني لما يخص خطتي بالنسبة لشروق، فاتصلت بمدام سناء، وأكدت عليها أن تضع لها واحدة من الحبوب المنومة بداخل كوب العصير كما أشار الدكتور حسين، حتى نتأكد من نومها بسلام، كي لا تبادر وتتحرك هي الأخرى إلى قلب الجحيم المتوقع وهي أساسا لم تستعد كامل عافيتها بعد الحادث السابق.

قدت سيارتي إلى النادي الرياضي الواقع في حي الدقي، وأمضيت به ساعات قليلة في سلسلة من المواجهات، حيث تحداني ثلاثة شباب في جولة ممتدة من الملاكمة بذلت فيها طاقتي لأقصى مدى..

شعرت بعدها أنني قد صرت أكثر لياقة على المستويين الذهني والبدني برغم ما تركته الجولات الثلاثة من آثار على صدري وبطني..

حمدا لله أنني تمكنت من حماية وجهي جيدا ولم أتلق به لكمات ثقيلة تسبب تورمه.

اغتسلت بسرعة في غرفة الاستحمام وتبديل الملابس التابعة لحلبة الملاكمة، وبعد أن ارتديت ملابسي وجمعت ملابس التدريب المتسخة، خرجت إلى سيارتي بنية التوجه للميدان لكي أراقب الأجواء وأحاول حماية حسام إذا تعرض لخطر مفاجئ، ولكن عاجلني رنين هاتفي المحمول بالنغمة المخصصة لخالد..

استقبلت المكالمة وأنا أبدأ إدارة محرك السيارة، عندما جاءني صوته قلقا ومتعجلا وخلفه ضوضاء مزعجة وباعثة على القلق.
أخذ يقول بصوت متألم وهو ينهت: "حازم.. إنها.. كارثة.."..

فجأة دوى صوت إطلاق نيران من الطرف الآخر وانقطع الخط..
حاولت الاتصال به مجددا.. مرات ومرات..
ولكن لم يتم ربط المكالمة أبدا..
فالشبكة قد سقطت!

نهاية الفصل السادس
دمتم بود وحب وسعادة وسلام
وفي انتظار تعليقاتكم ومشاركاتكم


مروة سالم غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 27-02-21, 07:10 PM   #160

قلوب نابضة بالإيمان

? العضوٌ??? » 484184
?  التسِجيلٌ » Jan 2021
? مشَارَ?اتْي » 67
?  نُقآطِيْ » قلوب نابضة بالإيمان is on a distinguished road
افتراضي

اعجبتني كثيرا صداقة خالد وحازم وعلاقة الإخوة الجميلة بين حازم وحسام

قلوب نابضة بالإيمان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:56 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.