آخر 10 مشاركات
زوجة لأسباب خاطئة (170) للكاتبة Chantelle Shaw .. كاملة مع الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          منحتني السعادة (2) للكاتبة: Alison Roberts .. [إعادة تنزيل] *كاملة* (الكاتـب : * فوفو * - )           »          هدية عيد الميلاد (84) للكاتبة : Abby Green .. كاملة مع الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          رهينة حمّيته (الكاتـب : فاطمة بنت الوليد - )           »          رواية نبــض خـافت * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : سما صافية - )           »          4-البديله - فيوليت وينسبير - ق.ع.ق .... ( كتابة / كاملة)** (الكاتـب : mero_959 - )           »          جددي فيني حياتي باللقاء *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : وديمه العطا - )           »          إمرأة لرجل واحد (2) * مميزة و مكتملة * .. سلسلة عندما تعشق القلوب (الكاتـب : lossil - )           »          110 قل..متى ستحبني - اليكس ستيفال ع.ج (كتابة /كاملة )** (الكاتـب : Just Faith - )           »          الفرصة الاخيرة للكاتبة blue me *كاملة* المتسابقة الثانية** (الكاتـب : ميرا جابر - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

مشاهدة نتائج الإستطلاع: هل تعتقدون أن خالد قد مات وانتهى دوره بأحداث الرواية؟؟
نعم 0 0%
لا 6 100.00%
المصوتون: 6. أنت لم تصوت في هذا الإستطلاع

Like Tree484Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 20-03-21, 12:50 PM   #231

مروة سالم

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية مروة سالم

? العضوٌ??? » 482666
?  التسِجيلٌ » Dec 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,756
?  مُ?إني » مصر
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » مروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   ice-lemon
?? ??? ~
Why so serious?
Icon26


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Nour fekry94 مشاهدة المشاركة
واخيرا خلصت كل الفصول و بقيت اشطر كتكوت و قريت الاقتباس كمان وهقرا الفصل التاسع في ميعاده سقفولي يلا 😌😂😂😂♥️♥️♥️
تسلم ايدك من هنا لبكرة يا مروة حرفيا كل فصل بلاحظ التطور الرهيب في الاحداث و الشخصيات ♥️
ومش عارفة اوصفلك مدي فخري بيكي ♥️♥️
كان حرام يفضل الابداع ده كله مستخبي 🥺😂♥️♥️
Any way
انا بجد مستمتعة بالرواية جدا بعيدا ان احنا في بداية الكلكعة بس انا مستنية الشخلعة من دلوقتي عشان انا طماعة 🤭😂😂😂
الاقتباس قوي جدا ومرعب وكل الاحداث الوحشة جت في دماغي بس ان شاء الله رحيم يتشل قبل ما يعمل اي حاجة تانية كفاية كده 8 فصول مبهدلنا انا شايفة انه لازم نخلص منه بقى 🥺
حسام عاملي قلق رهيب عمالة اقوله يابني ما انت كنت قاعد متدفي و بتامل شعيرية بالسكر مالك بالحوارات دي كلها بس 🙂
حازم وشروق علاقتهم بقت اصعب بسبب الاكتشافات اللي اكتشفتها بس هل لما تتأكد ان حازم هو اللي انقذها هتسامحه ؟ 🥺
عموما انا مستنية فصل النهاردة جدا جدا ♥️♥️♥️♥️
يا نور انا سعيدة جدا انك وصلتي اخيرا معانا
كلامك أسعدني جدا عن رأيك في المحتوى اللي بحاول اقدمه من خلال الرواية.. ربنا يخليكي يارب ويسعدك
عايزانا نخلص من رحيم قبل حتى ما نكمل تلت الرواية؟ امال مين هيكون محراك الشر؟
انا كان نفسي زيك ان حسام يفضل كويس.. بس كان في خساير في الواقع فلازم يكون في حاجة موازية في الرواية.. حاولت أنقي أقل الخساير اقسم بالله علشان انا قلبي ضعيف مستحملش اعذب عيالي
حازم وشروق بقى بينهم كلكوعة.. هنشوف هتتحل ازاي.. ده اذا اتحلت


مروة سالم غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 20-03-21, 12:51 PM   #232

زهرة الغردينيا

نجم روايتي


? العضوٌ??? » 377544
?  التسِجيلٌ » Jul 2016
? مشَارَ?اتْي » 4,778
?  نُقآطِيْ » زهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond repute
افتراضي

حسام مصاب ومن الواضح أن اصابتة خطيرة جدا ....
شروق مرت بتجربة مؤلمة ...و ما يؤلمها أكثر هو كلام والدها
ومعرفتها ب انة يحاول اذية الأبرياء...
حتى حازم أصبح موضع اتهام بالنسبة لها ...
اعتقد بعد ما حدث ل حسام....حازم لن يعمل مع رحيم ابدا ...
تسلم ايدك


زهرة الغردينيا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-03-21, 03:13 PM   #233

مروة سالم

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية مروة سالم

? العضوٌ??? » 482666
?  التسِجيلٌ » Dec 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,756
?  مُ?إني » مصر
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » مروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   ice-lemon
?? ??? ~
Why so serious?
Cool

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زهرة الغردينيا مشاهدة المشاركة
حسام مصاب ومن الواضح أن اصابتة خطيرة جدا ....
شروق مرت بتجربة مؤلمة ...و ما يؤلمها أكثر هو كلام والدها
ومعرفتها ب انة يحاول اذية الأبرياء...
حتى حازم أصبح موضع اتهام بالنسبة لها ...
اعتقد بعد ما حدث ل حسام....حازم لن يعمل مع رحيم ابدا ...
تسلم ايدك
زهرتي الجميلة..
توقعاتك مثيرة للاهتمام بشدة.. سنرى كيف سيتعامل حازم مع رحيم بعد ما حدث لحسام..
وكيف ستتصرف شروف الآن بشكوكها.. وكيف سيصبح مصير حسام وما هو مقدار اصابته؟؟

:a555:


مروة سالم غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 20-03-21, 07:23 PM   #234

مروة سالم

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية مروة سالم

? العضوٌ??? » 482666
?  التسِجيلٌ » Dec 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,756
?  مُ?إني » مصر
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » مروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   ice-lemon
?? ??? ~
Why so serious?
Rewitysmile9 الفصل التاسع

الفصل التاسع

حازم


فجر الثاني من فبراير

خرجت الأمور تماما عن السيطرة..
الفوضى تعم الأرجاء.. والكارثة حدثت وانتهى الأمر..

كان المشهد لا يُحتمل.. صراخ يتعالى بقلق.. وفزع يتراقص .. ورائحة المحروقات تخنق الأنفاس.. وكتل النيران تنذر بالأسوأ
لم تكن هذه الخطة أبدا.. كيف يمكنني تحمل المسؤولية عن هذه الفوضى؟ لقد تحول الميدان لقطعة من الجحيم بلعبة قذرة..

أنا فقط أمرت رجالي برمي المقذوفات نحو الفراغ المواجه للمتحف ولميدان التحرير بهدف إقلال المعتصمين ودفعهم للفرار..
لكن لم تتم الأمور كما نشدت.. كيف تحول الوضع ليصبح بتلك الصورة المؤلمة؟

خططت لكي شيء بدقة وكنت أحسب عامل الخطورة والهدف من هذا التصرف الهمجي الإجرامي لتنفيذه بدون خسائر بشرية نهائيا على الرغم من عدم رغبتي في المُضي قدما به، ولكنني وافقت حتى أضمن تنفيذها بعيدا عن الخسائر المادية أو وقوع ضحايا إذا سلمها رحيم لأحد مجرمي عصابته السرية الذين لا يردعهم شيء..

كان الهدف الوحيد من تلك الخطوة الهمجية هو إحداث التأثير المطلوب وزعزعة ثقة المعتصمين فيتركوا الميدان في حالة من الرعب والفزع دون إراقة للدماء..
ولكن..

يبدو أن ذلك الرجل قد صار يعرفني جيدا.. أفضل مما ينبغي..

لقد فهم منذ اللحظة الأولى أنني لن أتمكن من تنفيذ مآربه الوحشية حتى بعد أن هددني بشكل مباشر بإيذاء أخي في حالة عصياني لأوامره هذه المرة..

الآن أفهم.. أفهم من هؤلاء الذين اختلطوا برجالي وأحدثوا فوضى عارمة بتصرفاتهم الوحشية غير المحسوبة..

لقد نفذ على ما يبدو خطته الأصلية برغم كل شيء.. وأدخل هؤلاء المجرمين الذين لا هم لهم سوى التدمير والفتك والتحطيم والحرق..

لم يكن إفزاع المتظاهرين وزعزعة أمانهم أمرا كافيا لهم.. هم يريدون التلذذ بنشوة الانتقام والبطش والإيذاء والتعذيب.. تماما كما علمهم كبيرهم..

لابد أن رحيم قد أدرك أنني لم أعد راغبا في تنفيذ خططه الإجرامية، فاختار قطاع طرق حقيقيين هذه المرة لكي يضمن نجاح مهمته..

هذه المرة اختار توظيف جيشه الخفي من قطاع الطرق مجهولي الهوية الذين صنعهم على يديه.. كان متأكدا أن معدومي الرحمة الذين ماتت ضمائرهم هم فقط الذين يقدرون على تحقيق ما يطلبه.. فلماذا إذًا حرص على توريطي بينهم!

من المؤكد أن الأمور قد خرجت عن سيطرته بالكامل حتى يتصرف بتهور هكذا.. وهو يعلم جيدا أنني لا أقبل أن يورطني بينهم وبالتالي هناك تبعات لما فعله الليلة..

يجب أن أواجهه.. ولكن عليّ أولا أن أجمع الرجال وأغادر المكان قبل أن تحل كارثة بالمتحف.. أو المتظاهرين.

إذا انسحبت برجالي الآن، ربما يتمكن المتظاهرون من كشف المخربين الفعليين والإمساك بهم وتسليمهم للسلطات المرابطة حول الميدان..
وهذا يسعدني كثيرا..

هذا النرجسي البغيض يستحق صفعة على وجهه حتى يعلم أنه لا يملك الجميع ولا تفوق سطوته صوت الحقيقة ونقاء مقصد المتظاهرين..

في هذه اللحظات.. لم تعد أعصابي تحتمل البقاء في هذا المكان بعد أن رأيت تلك المتهورة في مرمى الخطر..

صحيح أنني تمكنت من إبعادها عن مصدر الهجوم الوحشي، لكنني لا أضمن أن تتهور من جديد وتتنقل بين جنبات الميدان حتى تساعد المصابين..
ماذا إذا صار لها شيء؟ لماذا لا تكترث لحالها وتعتني بنفسها بشكل أفضل؟
بلهاء عنيدة..

لولا قلقي على حسام، لكنت أظهرت لها هويتي وحملتها عنوة إلى بيتها بعيدا عن الخطر، ثم تركتها لوالدها ليعاقبها كيفما يشاء بسبب تهورها واستهتارها بحياتها.

ولولا ذلك المرض اللعين.. لكنت مكثت لفترة أطول أتجول في الميدان لكي أعثر على حسام واطمئن عليه دون أن أخشى مما قد تتركه عليّ رؤية المصابين والضحايا من أثر على أعصابي الممزقة بالفعل..

لو كنت قويا بما يكفي.. ولو كنت أكثر قدرة على مداراة مشاعري أو تجاهلها، كنت لأجوب الميدان بالكامل بحثا عنه ولو مكثت ما تبقى من ساعات الليل بين جوانب الميدان حتى أعثر عليه..

تبا لانقطاع الاتصالات.. تبا لرحيم.. تبا لهؤلاء المعتصمين الحالمين.. تبا لكل شيء.

أعلم أنني لست منطقيا بما أظنه الطريقة المثلى للعثور على حسام.. فكيف لي أن أجده وسط تجمع يضم مئات الآلاف؟
فإن كانت الصدفة قد قادتني لشروق فإن حظي لن يكون مواتيا مرتين وألتقي حسام أيضا صدفة..

لقد استنفدت رصيدي من الحظ..
لهذا أنا قلق للغاية وقلبي ليس مطمئنا على الإطلاق..
أشعر أن مكروها سيلحق به ويديّ مكبلتان هنا بالعجز عن تخمين مكان تواجده الآن أو الوصول إليه بشكلٍ ما.

بدأت في جمع رجالي بعد أن حاولنا بكل الطرق منع الحريق من الوصول للمتحف، كما أنني أرسلت بعض الرجال ممن أثق بهم لنقل المصابين إلى المستشفيات القريبة بعد أن خلعوا أقنعتهم ليطمئن المعتصمون لهم ويصدقوا أنهم متطوعون جاءوا للمساعدة.
الآن حان وقت المواجهة..

تركت سيارتي مصفوفة في جراجٍ مقابل لمستشفى القصر العيني، فقد كانت الخطة منذ البداية أن أتوجه للميدان في إحدى سيارات النقل الجماعية مع الرجال حتى لا يكون هناك وسيلة للتعرف على هوياتنا فلا يتم توجيه أصابع الاتهام أبدا نحو السيد رحيم إذا قام أحد برصد ما يحدث بعدسات كاميرا هاتفه أو ما شابه..

والآن، صار من الصعب أن أعود إلى سيارتي في ظل حالة الفوضى المربكة والتزاحم العشوائي والقلق المسيطر على أرجاء الميدان..
التشكك أصبح شعار المتظاهرين منذ اندلعت الفوضى.. وأنا متأكد أن الأمور لن تسير على خير بعد الآن، خاصة بعد أن تحركت سيارة سوداء SUV بزجاج معتم بشكل مريب إلى ميدان التحرير.. فهي تحركت بسرعة فائقة في عدة لفات متوجهة من شارع القصر العيني بالقرب من السفارة الأمريكية إلى قلب الميدان وكأن هدفها هو دهس المعتصمين وقتلهم.
هناك ثمن لابد من دفعه..

تُرى هل رحيم له يد في تلك الجريمة الأخرى؟ أم أن مدبريها ممن لهم علاقات مباشرة مع السلطة؟ أم عدو غامض يحاول إحداث كارثة تؤدي إلى فتنة تشيع أعمال العنف بين الجميع دون منطق!

بعد أن تخلصت من الوشاح والسترة السوداء واستبدلتهما بسترة أخرى باللون الأزرق الفاتح كنت أرتديها أسفلها، استعرت دراجة بخارية من أحد الرجال وتوجهت إلى جسر السادس من أكتوبر صوب حي مصر الجديدة.

لم تكن هناك لجان أمنية كثيرة على الطريق، ولكنني مررت بكل سهولة بعد أن أبرزت بطاقة العمل الخاصة بي وعليها شعار مجموعة شركات "RED" التي تعتبر مصدر ثقة الكثيرين في هذا الوطن، ممن يجهلون حقيقة رحيم ويصدقون الإعلانات والمقالات الدعائية التي تمتدحه كواحدٍ من أهم رجال الاقتصاد في الوطن..

وصلت إلى فيلا رحيم عماد الدين تزامنا مع تسلل أضواء الفجر إلى السماء معلنة بداية يوم جديد.. لكن اليوم لم يكن مشابها لما سبقه من أيام سادها الأمل أحيانا والتوتر والتصعيد أحيانا أخرى.. بل هو يوم الحساب..

إن كنت قد وثقت برحيم كل تلك الأعوام السابقة، مكبلا بشعور عميق بالامتنان لما قدمه من أجلي وأخي، فإن ما فعله خلال الساعات الماضية قد نسف تماما كل جسور الثقة وأحرق قوارب الامتنان التي كانت تدفعني دفعا نحو تلبية كل ما يريده كبيدق ليس له حق الاختيار بل ينفذ فقط دون تردد.

لكن الآن، اختلفت الأمور تماما..

هو لم يضع فقط حياة أخي وابنته على المحك مثبتا للمرة الألف أنه لا يكترث إلا لنفسه ولا يضع صوب عينيه سوى مصلحته الخاصة، بل إنه وضع حياة الآلاف في خطر..
غامر بتشويه صورة وطن بأكمله بسبب قصر نظره..
سعى لفتح بوابة للفتنة والنزاع لن ترتضي غير الدماء بساطا لها.
هل يصدق فعلا أن الأمر يستحق؟ أنني أطيق أن تتخضب يداي بالدماء لكي تتورم ثرواته أكثر وأكثر؟
وماذا جنى قارون بعد أن جمع كنوز الأرض؟
وهل تكون للحياة بهجة ومتعة بدون أناس ينشرون السعادة في الأفق؟ هل اكتناز الأموال واحتكار المشروعات الاقتصادية على حساب المساكين والأبرياء هو مفتاح السرور وامتلاك الجنة على الأرض؟

تسارعت خطواتي نحو البوابة الداخلية للمنزل وأنا أنتظر لحظة مثوله أمامي لكي تتم المواجهة التي تغاضيت عنها لسنوات.
لقد وصلت بالفعل لنهاية تحملي مما يجبرني رحيم على القيام به دون رغبة أو قناعة من جانبي..

لم يكن رحيم يتوقع وصولي في هذا التوقيت، وعندما أيقظه أحد العاملين في المنزل من نومه باستحياء، نزل إلى حيث أجلس أنا في غرفة الاستقبال ووجهه ينتفخ بالغضب وتشع من عينيه أمارات التعالي والصلف والاستعداد التام لتوبيخي وتقريعي..

ألا يتلذذ بكل فرصة تأتيه كي ينتقص مني ويهينني بأقذع الألفاظ؟!
ليس بعد الآن..

على طريقة (خير وسيلة للدفاع هي الهجوم)، افتتح هو الحديث سائلا بكل فوقية وحنق: "ما الذي جاء بك في هذه الساعة؟ لماذا أنت هنا الآن ولست في الميدان؟ أليست أمامك مهمة يجب أن تتمها على الوجه الأكمل؟ هل عدت للتقاعس والتلهي من جديد أيها اللقيط؟"

حاولت السيطرة على غضبي بقدر الإمكان، فانفعالي الآن لن يكن مجديا مع رجل بعقليته السادية.. يتفوه بسيء الكلام دون مراعاة.

أجبته بنوع من الهدوء غلفته بكل الثقة التي أملكها: "تعلم أنني لست كذلك، فلا تتفوه بكلمات طائشة وعشوائية.. أما بخصوص التقاعس، فأنت خير من يعلم أنني لست كذلك أيضا.. كنت أعمل على تنفيذ مهمتي بالفعل وبنجاح وتأثير.. لولا اختلاط الدخلاء برجالي".

ثم رفعت أحد حاجبيّ وأنا أرمقه بنظرة حادة تتحداه أن يفند استنتاجي، وعندما التزم هو الصمت، أكملت أنا: "أنت تعلم أنني لا أحب المفاجآت.. ولا أحب أن أعمل مع أشخاص لا أعرفهم.. ولهذا انسحبت.. وتركت لهم الساحة.. بدا لي وأن لديهم تعليمات مختلفة تماما عن الأهداف التي أرسلتني إلى هناك لتنفيذها.. ومادمت تثق بهم أكثر مني.. فلينفذوا هم أوامرك على النحو الذي يحقق أهدافك ومصالحك.. بالأساس أنا لا أعمل مع الهواة.. ولا أنفذ أية خطة تكون مفخخة بالكثير من التصرفات العشوائية التي تضعني وفريقي في دائرة الخطر".

لو كان وجهه منتفخا بالغضب من قبل، فهو الآن على وشك الانفجار.. بدا لو أن كتلة الشحوم التي تكسو وجنتيه قد تضاعف حجمها عدة مرات وازدادت احمرارا حتى خُيل لي للحظة أنه يعاني من بوادر ذبحة صدرية أو شيء من هذا القبيل..

لست طبيبا في نهاية الأمر.. ولكن شكله بالتأكيد بدا غريبا وغير طبيعي بالمرة.. ربما فطن أخيرا أنني قد انسحبت بالفعل ولن أتراجع هذه المرة..

كلماته التالية ترجمت بشدة حالته التي تخطت مرحلة الغضب ووصلت لمرحلة الفوران، حيث قال بحفيف صاخب: "إذًا جئت تزف لي نبأ فشلك يا عديم الفائدة وبارد الإرادة وبليد الذهن.. يا صاحب القدرات الكسيحة والمهارات الزائفة.. يا من تمتلك عقلا يصلح بالكاد لذبابة تظل تدور في محيطها المحدود بلا هدف أو إنجاز".
توقف رحيم عن الكلام فقط فقط لكي يوجه بصقة غاضبة تجاهي تقاذفها الهواء وهو ينشج بغيظ، ثم أكمل بنفس الجنون: "أساسا أنا الذي أخطأت بالاعتماد عليك.. وهل إمكاناتك القاصرة ستكون قادرة على تنفيذ ما أمرتك به؟".

تحرك بعدها بغرور تام، وجلس على مقعد ذي مسندين بكل خيلاء، ثم قال بثقة لا محدودة: "كنت متأكدا أنك لن تفلح هذه المرة.. ولهذا كنت جاهزا بخطة بديلة".. أنهى جملته الأخيرة بابتسامة تشي بالكثير من الشماتة واليقين..

شماته بفشلي في تنفيذ خطته كما يصور له عقله، ويقين أنه على حق.. وأنني بالفعل محدود الإمكانات ولا أصلح لشيء..

ليكن.. ليس وكأن إهاناته ستشكل فارقا في تلك اللحظة.. وأنا لن أدخل معه في جدال عقيم في هذه اللحظات..

هو يعلم جيدا أنني لا أسمح بأن تتلوث يداي بالدماء مهما تعرضت لتهديدات.. فالقتل هو خط أحمر لن أتخطاه أبدا.. ليس لأجله ولا لأجل أي شخص..

فإذا كانت حياة شخص آخر على المحك، فسأنهي حياتي البائسة لتنتهي ابتزازاته لي للأبد ولا أعد مدينا له بشيء..

بالأساس أنا أزهد هذه الحياة ولا يوجد بها ما يجعلني راغبا في الاستمرار.. كنت أحافظ على حياتي وأنجح بالكاد في السيطرة على رأسي طوال الأعوام الماضية فقط من أجل تنشئة حسام بطريقة سليمة، وحتى لا يشعر أنه محروما من شيء في هذه الدنيا، لكنه الآن صار رجلا وبإمكانه الاعتماد على نفسه وتحقيق النجاح إذا تخلى فقط عن بعض أفكاره فيما يخص الرأسمالية وتوزيع الثروات وما إلى ذلك من أفكار اشتراكية عتيقة.. كما أنه بعيد كل البعد عن سيطرة رحيم وليس هناك مجال لأن يتخذه بديلا لي مثلا..
أخي لن يعمل لديه ولو بعد مائة عام..

زفرت بهدوء مظهرا عدم اكتراثي بنوبة الغضب التي سيطرت عليه خلال الدقائق الماضية، أجبته بحدة مماثلة: "أنا لم أفشل.. بل نفذت خطتك على أكمل وجه.. ولكن على النحو الذي أتحمله ويأتي بالنتائج المطلوبة.. لقد قمت حتى بأكثر مما أحتمل من أجلك ووضعت حياة الآخرين على المحك.. ولكن أنت أفسدت كل شيء.. أنت تعلم جيدا أنني لا أمارس لعبة القتل.. ولا أزهق الأرواح تسليا.. أنا لي حدودي.. وأنت كنت تدفعني دفعا نحو تخطيها على نحو لا أطيقه.. وكانت هذه النتيجة.. كنت مستعدا أن أستمر لبضع ساعات أخرى في الميدان.. وأن أجعل رجالي ينشرون الشائعات بين المتظاهرين كما تريد.. كنت سأجبرهم على مغادرة الميدان كما تخطط دون إراقة نقطة دماء واحدة.. كنت سأستخدم ذكائي الذي تصفه بأنه محدود وعقلي الذي تقول عنه معطوبا في نشر الفتن والشائعات والأكاذيب بين المتظاهرين لتأليبهم ضد بعضهم وتأجيج نزعات النفور والفرقة بينهم وتقسيمهم لجماعات ذات مصالح متضاربة بحيث يشعر كل طرف أنه الوحيد المدافع عن الوطن والباقون ما هم إلا طامعين يريدون فقط تحقيق مكاسب خاصة يدفع ثمنها الأبرياء.. لم يكن الأمر ليستغرق يومين على الأكثر حتى تشتعل الخلافات بينهم ويبدأ التناحر بدون أن تشير أصابع الاتهام نحو أحد.. لا أنت ولا السلطات التي تحاول مجاملتها.. كانت ستكون النتيجة مرضية بنسبة 100%.. لكنك كالعادة تريد تحقيق الفوز بخطوة واحدة وبصورة مدوية حتى وإن كانت الطريقة ستجلب الأنظار نحونا.. لأنك واثق أنك لن تدفع الثمن أبدا وهناك من يحميك.. لكن الآن الأمور اختلفت وأصبح كل شيء تحت المجهر.. وتأكد أن ما فعلته الليلة الماضية لن يمر مرور الكرام.. أنت استخدمت جيشك من قطاع الطرق والمجرمين معدومي الرحمة.. ومعدومي الذكاء أيضا.. والآن ستحصد نتائج ما فعلوه وحدك".

زفرت ببطء وأنا أشعر بالإجهاد الشديد من مجرد تذكر اشتعال الأجواء حرفيا بفعل كرات اللهب بقلب الميدان، ثم أكملت: " تصرفاتك الوحشية التي تتسم دائما بالتعجل والتهور والعشوائية أفسدت كل شيء.. فالتجربة أثبتت بالفعل أن التهديد بالعنف وممارسة السحل والتنكيل والبطش لم تكن نتيجتهم مواتية أبدا، وأنت ما زلت غير مقتنع بذلك.. فبعد مواجهات يوم الثامن والعشرين من يناير في الميادين وبرغم نهب المتاجر وترويع الآمنين.. رفض الشباب ترك مواقعهم والعودة لمنازلهم.. كلما هوجموا بعنف.. كانوا يتحدون فيما بينهم بشكل أقوى.. صاروا لا يقهروا.. الآن ستتأكد بنفسك أنه لا يمكن تخويفهم.. حتى بعد أن أخرجت كلابك الجائعة في طريقهم.. هل تظن أن أحدا كان سيضع على عاتق المتظاهرين نتيجة إحراق المتحف في حالة نجاح رجال عصابتك السرية في تنفيذ أوامرك؟ أنت تحلم.. العالم يرانا الآن.. رغم قطع شبكات الانترنت وحجب الاتصالات.. إلا أن الجميع يسجلون كل شيء بكاميراتهم.. وهناك قنوات فضائية أجنبية لها أطقم كاملة في مختلف الميادين.. لا تظن أن لعبة حمقاء غير محسوبة مثل تلك لن تؤدي لخسائر فادحة لك أولا وللنظام الذي تحاول مجاملته بتصرف خائب سيضره أولا بدلا من تحقيق الهدف المرجو بتفريق المتظاهرين.. صدقني لم تكن لتحقق لك خطتك الهجمية الآثر المطلوب.. سجل كلامي الآن.. وسترى بعد بضعة أيام نتيجة تصرفك الباطش هذه الليلة".

استدرت لأغادر، ثم قلت بنبرة تحمل الكثير من السأم والتقزز والنفور دون أن أنظر تجاهه، ولكن بصوت مرتفع بشكل كافٍ حتى يستمع جيدا لكل كلمة ويتأكد أنني لن أتراجع عن قراري: "لا تبحث عني ولا تستدعيني مجددا.. ابتداء من اليوم أنا في إجازة مفتوحة"، ثم استدرت بجذعي قليلا لأواجهه بنطراتي الغاضبة وأكملت بصوت محذر: "حتى أقرر أنا العكس.. ولا تفكر في أن تتجرأ وتهددني بأخي.. أنا سأحميه جيدا.. سأنصرف الآن لتستأنف نومك الهانئ.. فأنت تحتاجه بشدة، لأنه بعد ساعات قليلة سينقلب عالمك رأسا على عقب".

استدرت مجددا ومضيت بخطوات واثقة نحو باب الفيلا بهدف المغادرة للمرة الأخيرة دون عودة..
الغريب أنه سمح لي بالخروج.. والأغرب أنه تركني أتحدث إليه بندية وتحدٍ دون أن يقاطعني ولو لمرة واحدة..
هل شعر بالصدمة؟ هل بدأ يتشمم رائحة الهزيمة؟ لا أدري
هل وصلت كلماتي إلى عقلي وانتابه الخوف؟ لا أظن
لم تظهر عليه أبدا علامات الخوف أو الندم..

أعرفه جيدا.. قلبه أسود مغلف بطبقات فولاذية من الحقد والغرور.. يعتبر نفسه فريدا ولا يخطئ أبدا.. ويظن أن لديه خطة لكل شيء وأنه سيخرج فائزا في كل مرة مهما ارتكب من حماقات.. لأنه لن يحاسبه أحد.. لم يجرؤ أحد يوما أن فكر في محاسبته على كل مخالفاته الكارثية بحق هذا الوطن.
من المؤكد أنه صمت الآن لأنه يعد العدة لخطة أخرى يحكم بها قبضته على الميدان..

ليس وكأن ما سيحدث بعد ذلك يهمني أو يخصني في شيء

أمامي الآن مهمتان مُلحتان، وسيكون لهما الأولوية الكاملة بعد أن أعلنت لرحيم أنني منقطعا عن العمل لأجل غير مسمى.
أولا عليّ إرسال المزيد من الإمدادات إلى المستشفيات الميدانية حول نطاق ميدان التحرير..

سأرسل الأدوية والأطعمة المعلبة وكذلك سأتفق مع فريق من الرجال ليذهبوا بقوافل من الدراجات النارية للمساعدة في إنقاذ المصابين وعلاجهم..
حمدا لله أن تدخل جنود الجيش لمواجهة المجرمين والقبض على عدد كبير منهم وكذلك مساعدتهم المصابين على الوصول للمستشفيات الميدانية لتلقي العلاج اللازم، حيث كان تدخلهم حاسما لمنع تطور الأمر بشكل مؤسف قد يؤدي لسقوط قتلى..

أما المهمة الثانية، فهي.. حسام.. يجب أن أعثر عليه وأعتني به بنفسي وأجبره على مغادرة الميدان للأبد.. لا مزيد من الاعتصامات والبقاء بعيدا عن مرمى نظري..

لن يفلح الأمر هكذا وحياته في خطر محدق..
ذلك المجنون رحيم قد يؤذيه عمدا بسبب تمردي الأخير ضده.. هذه واحدة من المرات النادرة التي أقف فيها ضده، ومن المؤكد أنه لن يتركها تمر هكذا بدون عقاب..

ولكن، أولا.. عليّ أن أطمئن على خالد قبل أن أعود للميدان.. سأذهب للمنزل لأغير ثيابي، وأجهز النقود لأعطيها للرجال ليتوجهوا لشراء الأغراض اللازمة لدعم المتظاهرين والمتصابين، وبعدها سأتخذ طريقي إلى الميدان.

كنت أسرع الخطى نحو الدراجة البخارية المستعارة المصفوفة عند مدخل الفيلا، عندما شعرت بخطوات مسرعة غير منتظمة تتبعني.

التفتت لأجد مدام سناء تركض نحوي محاولة الوصول إليّ برغم تثاقل خطواتها نتيجة تقدمها بالعمر وقوامها الممتلئ نوعا ما.

التقطت هي أنفاسها بوجل، ثم بادرتني بسؤالها: "أين شروق؟ الفتاة لم تنام في سريرها الليلة الماضية، ولم أستطع تتبعها بالهاتف.. فالاتصالات مقطوعة كما تعلم".

لم أستطع تمالك نفسي، فصرخت فيها بكلمات مؤنبة: "أجل.. هي ليست بالمنزل.. وكان واجبك مراقبتها ومنعها من الخروج كما اتفقنا.. لا أعلم كيف نجحت في أن تتسلل من بين يديك.. المتهورة المجنونة كادت أن تفقد حياتها مجددا اليوم.. لقد زرعت نفسها من جديد بقلب الخطر.. اللعنة.. وكأنها مغناطيس يجذب الكوارث إليه.. لحسن الحظ، شاء القدر أن أكون موجودا بالمصادفة في نفس مكان تواجدها، وإلا لا أريد أن أتخيل كيف كانت لتنتهي الليلة.. هي الآن في الميدان.. وأتمنى من الله أن تكون استجابت لطلبي بأن تبقى بمحيط المسجد أو المستشفى الميداني أو أن تكون قد قررت أخيرا العودة لمنزلها بعد الرعب الذي عاشته خلال الساعات الماضية".

شهقت مدام سناء خوفا ورفعت يدها على شفتيها لتداري صدمتها، ثم سألتني بقلق: "هل أنت متأكد أنها بخير؟ هل وقع لها مكروه؟ يقولون في القنوات الفضائية كلاما غريبا عن محروقات ومواد مشتعلة وما شابه.. لم أفهم شيئا.. رجاء طمئني عليها يا بني".

سحبت نفسا طويلا ثم زفرته لأتخلص من التوتر الذي ما زال يعتمل بداخلي قلقا على أخي وتلك الأخرى، وأجبتها: "نعم هي بخير.. الحمد لله لم تتأذى.. أظن أنها في طريقها للعودة للمنزل فور أن تبزغ أشعة الشمس وتملأ المكان بنورها.. رجاء اعتني بها عندما تعود وامنعيها أن تذهب للميدان مجددا.. فلا أحد يمكنه أن يتنبأ بما يمكن أن يحدث هناك.. الأمور أصبحت تزداد توترا كلما مر المزيد من الوقت دون أن يتحرك النظام بجدية لاحتواء المتظاهرين وتنفيذ مطالبهم".

استدرت لأغادر ثم توقفت بعد خطوتين والتفتت نحوها وأنا أحثها: "مدام سناء.. لا داعي لأن تخبري شروق أنني من أنقذتها الليلة.. فلتبقي الأمر بيننا.. هي لم تكتشف هويتي في الظلام بكل حال وأحب أن تبقى الأمور هكذا"، ثم استدرت وركضت مجددا نحو الدراجة البخارية.

يتبع


مروة سالم غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 20-03-21, 07:29 PM   #235

مروة سالم

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية مروة سالم

? العضوٌ??? » 482666
?  التسِجيلٌ » Dec 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,756
?  مُ?إني » مصر
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » مروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   ice-lemon
?? ??? ~
Why so serious?
Rewitysmile21 باقي الفصل التاسع - القسم الثاني

تحركت بالدراجة النارية في رحلة فائقة السرعة إلى شقتي في حي جاردن سيتي، حيث أنهيت حمامي في وقت قياسي وبدلت ملابسي.. ثم اتصلت عبر الخطوط الأرضية بأحد رجالي لكي يلتقيني عند مدخل الميدان قبالة شارع محمد محمود حتى يبدأ مع مجموعة من الرجال الذين أثق بهم، بتنفيذ خطة دعم المعتصمين والمصابين بتوزيع بعض المواد الغذائية وأقنعة الوجه والأدوية المسكنة وبعض مواد الاسعافات الأولية عليهم وكذلك حمل المصابين الذين يحتاجون لمتابعة طبية عاجلة إلى المستشفيات المركزية في محيط منطقة وسط البلد.

تلك المحروقات قد تتسبب في أذى وعاهات مستديمة للمصابين إذا لم يتم علاجهم بشكل سريع..

كانت خطتي الجديدة أن ألتقي الرجال وأوزع عليهم أدوارهم لمواجهة أي محاولات للعنف من جانب عصابة رحيم عماد الدين، ثم انفصل عنهم لاحقا لكي أبدأ رحلة البحث عن حسام الذي انقطعت أخباره تماما منذ غادر البيت قبل يومين..

لن أتوقف عن البحث عنه حتى وإن اضطررت لكي أجوب الميدان عدة مرات وأقوم بتمشيط زواياه ودواخله.. سأعثر عليه بشكل أو بآخر.. ووقتها لن أتركه لقراراته المتهورة ثانية.. سألتصق به.. وإذا كان هناك خطر.. فسألاقيه أولا.. فأخي لا يستحق أن يكون ضحية لمكائد رحيم بسببي.

قبل أن أغادر المنزل، رن جرس الهاتف.. اندهشت في البداية، فأنا لست معتادا على صوت جرس الهاتف الأرضي الذي نادرا ما يطلبني أحد من خلاله، ولكن يبدو أن انقطاع الاتصالات سيستمر لفترة غير محدودة.. فأصبح الناس يتعاملون مع الأمر وفق الحلول المتاحة..

مرت خمسة أيام حتى الآن، ولم يتم إعادة الخدمات بعد، ويبدو أن الكثيرين قد لجأوا للاستعانة بالهواتف الأرضية لإيجاد وسيلة مؤقتة للتواصل والاطمئنان على أحوال بعضهم البعض..

تعالى صوت الجرس مجددا لكي يقطع تسلسل أفكاري، فتحركت سريعا نحو مصدر الصوت، وسحبت السماعة بنوع من التوتر وبداخلي ألف سؤال عن هوية المتصل والغرض من المكالمة، وقلبي يدعو مئات المرات أن يكون أخي بخير..

جاءني من الطرف الآخر صوت خالد الذي يبدو أنه قد تحسن كثيرا على مدى آخر يومين، حيث قال: "مرحبا يا متكاسل.. هل أيقظتك؟"، ثم أكمل دن أن يمنحني فرصة للرد: "حتى إذا فعلت.. ليست مشكلة.. كنت أريد أن أوقظك على كل حال.. اسمع.. أريدك أن تأخذني إلى ميدان التحرير.. عرضت بعض القنوات منذ ساعات قليلة مقاطع فيديو عن عمليات اعتداء على المتظاهرين بواسطة قنابل المولوتوف اليدوية الصنع، كما ذكرت بعض التقارير أقاويل عن عمليات دهس منظمة للمتظاهرين بواسطة سيارات ضخمة تنتمي لجهات أجنبية تريد إشعال حالة من الفتنة بين الجميع.. أريد أن أشاهد بنفسي ما يجري.. أشعر أنني مغيبا.. أو شخصا أبلها.. أريد أن أفهم.. وأريـ".

قاطعته بتعجل: "مهلا.. مهلا.. تريد أن تذهب إلى أين؟ الميدان؟ بحالتك هذه؟ هل عزمت على الموت؟ ألا تكفيك آلامك التي مازلت تتعافى منها حتى الآن؟".

زفر خالد ثم أجاب: "حازم.. صدقني.. كانت إصابتي بسيطة للغاية وكان من الممكن حتى خضوعي للجراحة داخل المستشفى بالمدينة الريفية، لولا أنها كانت مكدسة بالعديد من الحالات، فتم إسعافي سريعا من إصابة يدي ونقلي للعاصمة من أجل الجراحة الأخرى في بطني.. خاصة وأن الأوامر كانت توصي بنقل مصابي الشرطة إلى مستشفى الشرطة في العاصمة من أجل حصولهم على الرعاية المطلوبة وكذلك وضعهم تحت الحراسة خوفا من تعرضهم لعمليات إجرامية من جانب الهاربين من السجون الذين يريدون التغطية على عملهم الإرهابي خوفا من العقاب عندما يتم التحقيق بالأمر".

علا صوتي هذه المرة وأنا أوبخه بغضب: "أنت أحمق ومتهور.. ولا ينقصني القلق عليك الآن.. ألن يرحمني أحد؟ اسمعني يا خالد.. حتى إذا كانت حالتك قد تحسنت كثيرا كما يكشف صوتك، لكن التوجه إلى الميدان حاليا ليس آمنا، فإذا اشتعلت الأمور من جديد، لن يكون حتى بمقدورك الركض، كما أن المتظاهرين إذا علموا أنك تعمل بالشرطة قد يقومون بإيذائك بسبب حالة الاحتقان التي يشعرون بها ضد كل من يمثل النظام".

رد هو بتحدِ واضح: "اسمع يا هذا.. أنا سأذهب شئت أم أبيت.. سأجعل علاء صديقي يرافقني.. هو أيضا يريد استكشاف الأمر داخل الميدان بشكل واقعي.. وقد أنهيت اجراءات الخروج من المستشفى بالفعل ووقعت ورقة تفيد بتحملي مسؤولية استكمال علاجي في المنزل.. والطبيب نفسه لم يمانع عندما أكدت له أنني لن أتجول كثيرا أو أرهق نفسي، كما أنني لن أخبر أحدا عن هويتي كضابط شرطة.. فقط سأمضي بضع دقائق في الميدان، ثم سأعود لمنزلي.. اشتقت لفراشي يا أخي".

يا له من عنيد متهور..
هو عقد العزم على هذا الأمر ووضع خطته بالكامل ولن يثنيه شيئا.. لا أدري لماذا أنا محاط بحفنة من متيبسي الرأس؟!

صمتت قليلا لكي أفكر.. هل أتركه يتجول بمفرده داخل الميدان، ويتضاعف قلقي على أخي بالانشغال بما قد يتعرض له خالد أيضا؟

زفرت بحنقٍ بالغٍ ثم أجبته: "حسنا حسنا.. سأصحبك لبضع دقائق فقط، ثم سأودعك أنت وعلاء، وأنا سأستأنف رحلتي في الميدان.. أمامي عمل هام هناك.. سأحاول العثور على حسام.. فهو لم يعد للمنزل منذ ثلاثة أيام وأشعر ببعض القلق.. اجعل علاء يقود السيارة.. وأنا سأقود دراجة نارية.. قابلاني عند مدخل الميدان من جهة شارع محمد محمود بالقرب من مبنى الجامعة الأمريكية.. سأصف الدراجة بالقرب من مقهى (كوستا).. وأنتظركما هناك.. لا تتأخرا"..

۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞

في أقل من ربع ساعة كنت واقفا أمام المقهى الأنيق، حيث قابلت أحد رجالي وأعطيته التعليمات الخاصة بدعم المتظاهرين، ومنحته بعض النقود اللازمة لشراء الأدوية والأطعمة للمعتصمين، ثم جلست على مقعد الدراجة النارية في انتظار وصول علاء وخالد بالسيارة.
مضت عدة دقائق أخرى وأنا جالس بنفس البقعة أنتظر وصولهما بضجر، بينما أحرك عينيّ يمنة ويسرى بتركيز أملا في العثور مصادفة على حسام أو أحد رفاقه الذين يعرفونني..

فجأة شاهدت بعض الدراجات النارية يقودها عدد من الرجال تبدو على ملامحهم علامات القلق والتوتر، وكانوا يتحركون كقافلة واحدة تباعا نحو بناية جانبية تبعد عن المكان الذي أنتظر به حوالي خمسين مترا..

ترجلت من فوق الدراجة النارية، وكنت في طريقي لاستكشاف الأمر لولا أن توقفت بجواري سيارة، وخرج منها علاء صديق خالد الذي خرج من السيارة ليقوم بتحيتي ثم توجه نحو الباب الآخر لمساعدة خالد الذي كان يستخدم عصا طبية متوسطة الطول لكي يستند عليها أثناء المشي حتى لا يصاب بالإجهاد، ويبدو أن هذا كان طلب الطبيب لأن صديقي يبدو عابسا للغاية وكأنه يرفض الاعتراف بأوجاعه.

اقتربت منهما لمساعدتهما، وبالفعل ترجل خالد من السيارة وبدا بحالة صحية أفضل كثيرا، وإن طالت لحيته قليلا وصار شعره أشعثا بعض الشيء، كما بدت ملابسه أوسع قليلا بعد أن فقد بضع كيلو جرامات من وزنه خلال الأيام الماضية.

سبقني خالد بالسؤال عن سر تنقل الدراجات النارية بسرعة كبيرة إلى تلك البناية، فأخبرته أنني لا أعرف السبب، وأن علينا التجول قليلا للوصول إليها واستكشاف الأمر بأنفسنا.

مشى ثلاثتنا عدة خطوات، حيث كان خالد يستند على عصاه بيده اليمني ويرفع ذاعه اليسرى ليضعها على كتفي، بينما يسير علاء إلى جواره من الجهة الأخرى وكأنه حارسه الشخصي..

يبدو أن كليهما قد عانى الكثير خلال الهجوم على السجن ولم يتخلصا بعد من الأثر النفسي لما حدث، حيث كانت عيونهما تفضح شعورهما الحقيقي.. كل واحد منهما يخشى أن يصيب الآخر مكروه ويود لو يحميه بجسده.

للحق، فإن الفترة الماضية شهدت اعتداءات غاشمة غير مقبولة ضد ضباط الشرطة في عدة أقسام ومراكز، حتى أنه قد تم حرق بعض المقار وسرقة الأسلحة المخزنة بداخلها، مما دفع قوات الجيش للتدخل ومساعدة الشرطة على حماية مقراتها وكذلك إلقاء القبض على عدد كبير من المجرمين المسئولين عن تلك التصرفات الإجرامية الغريبة عن مجتمعنا برغم طبيعتها المنظمة في اختيار التوقيت وطريقة التنفيذ بحيث توقع المحللون أن هناك جماعات معينة هي من خططت ونفذت هذا الأمر بغرض إضعاف قوة الأمن وإشاعة حالة من الفوضى تضرب كل جوانب الحياة في وطننا، حتى تتمكن من البروز على السطح بالقوة من جديد بعد أن ظلت لسنوات محظورة من ممارسة أي نشاط سياسي بارز على الساحة..

استمر سيرنا في صمت متوجس حتى اقتربنا من بوابة البناية التي توافدت عليها الدراجات النارية، لتصبح الآن الأمور واضحة بعض الشيء..
فقد استقرت إحدى الدراجات أمامنا وكانت تحمل ثلاثة أشخاص.. شاب مصاب تسيل منه الدماء يتوسط سائق الدراجة وراكب ثالث خلفه وكأنه جدارا عازلا يمنعه من السقوط إذا خارت قواه.

عشرات الدراجات تأتي كل واحدة منها بثلاثة رجال وتغادر برجل واحدٍ هو السائق، حتى يتمكن من جلب مصابين جدد للمستشفى الميداني الموجودة عند هذا المدخل..

تعرف إليّ بعض السائقين.. هم من رجالي ولديهم تعليمات ألا يُظهروا معرفتهم بي إذا تقابلوا معي بالصدفة.. فكان كل منهم يميل برأسه قليلا للأسفل بشكل مستتر كتحية صامتة لي قبل أن يغادر من جديد.

مهلا.. لا يمكن أن تكون وفود المصابين الحاليين هم أنفسهم الذين أصيبوا منذ عدة ساعات خلال عملية رمي المحروقات على المعتصمين..
هل حدث شيء جديد؟

انتابني الهلع مع توافد المزيد من أفواج الدراجات التي تحمل المصابين بشكل مطرد..

مصابون جدد.. بخلاف ضحايا الليلة الماضية.. هذه المرة تسيل الدماء من أماكن متفرقة من أجسادهم.. ولا يعاني أحد منهم من إصابة بحرق كما يبدو..
ما الذي حدث من جديد؟

تملك الذعر مني أن يكون رحيم قد قرر تصعيد خطته بعد أن غادرت أنا الميدان وأعطيت الفرصة لمجرميه لكي يعيثوا في المكان تدميرا وبالمتظاهرين تنكيلا وإيذاءً..

ازداد شعوري بالألم والعجز مع كل آنة توجع تصدر من أحد المصابين، خاصة وأنه لا يمكنني المغادرة الآن قبل.. قبل..

"أخي.. أخييييي"، صرخت بحرقة وقلق ثم اندفعت إلى داخل البناية التي تحول طابقها الأرضي الذي كان مطعما ضخما للوجبات السريعة إلى ساحة واسعة تحتضن المصابين والجرحى الذين تراصوا متجاورين وكأنهم في غرفة طوارئ ممتدة.

تخطى العدد العشرات، ومن المؤكد أن هناك أضعاف يرقدون بنفس الطريقة في المستشفيات الميدانية الأخرى المنتشرة في أرجاء ميدان التحرير.

كان المصابون يفترشون الأرض ويتوسدون بعض الحقائب والصناديق والأغطية البديلة للأسرة والمفارش..

بدا بعضهم يتحامل على آلامه ويتلقى الدعم من أصدقائه الذين رافقوهم إلى هنا على متن الدراجات النارية، والبعض الآخر يتلقى الرعاية الطبية من الأطباء المتطوعين برغم قلة الإمكانات..

كان أحد الأطباء يخبر زميله وهو يقوم بتضميد ذراع واحد من المصابين: "لم يتوقع أحد أن يصل الأمر لهذا الحد.. فالإصابات تبدو هذه المرة وكأنها نتيجة هجوم مدبر بأسلحة غريبة وغير مألوفة، وليس بقنابل المحروقات البدائية مثل الليلة الماضية أو حتى بالأسلحة البيضاء.. فهناك مصابين بالأطراف أو بالبطن والصدر.. وكأنهم.. وكأنهم تعرضوا للدعس تحت أقدام حيوانات ضخمة."

رد زميله بغضب: "ألم تسمع بعد؟ إنها بالفعل حيوانات ضخمة.. هناك هجوم على الميدان حدث منذ قليل بواسطة مجرمين يمتطون خيلا وجمالا ويمسكون أسلحة بيضاء حادة.. تحركوا بهمجية وعنف جنوني نحو المتظاهرين بنية واحدة.. الإيذاء المتعمد وليس حتى التهديد. هناك قتلى بالفعل سقطوا".

للوهلة الأولى، امتنع عقلي عن ترجمة ما سمعته.. وحجب تماما معلومة أن هناك من سقطوا قتلى.. لا لن أصدق الأمر..

ولبضع دقائق، كانت عيناي تجولان بالمكان تسجلان صورا بصرية للمصابين، ليتشربها عقلي ويحولها لموجات لاسعة من الألم منشغلا فقط بعقابي بدفقات خانقة من الأوجاع، دون أن يتمكن من رسم صورة منطقية تفسر تلك الإصابات الغريبة البعيدة تماما عن الإنسانية والتي تعرض لها شباب أبرياء لمجرد أنهم أقدموا على التعبير عن رغبتهم في التغيير.

لفني الألم فجأة وبدأت أنفاسي تصبح عنيفة وصاخبة وكأن رئتيّ امتلأتا بالماء وصار التنفس بشكل طبيعي أمرا شبه مستحيل..

كانت الدماء تتزاحم وتتدافع بعنف داخل شراييني وكأنها تقود معارك جانبية فيما بينها حتى تصل لأوردتي.. وبدأت أشعر بتثاقل شديد في ساقي وكأن كتلة معدنية ضخمة تجثم على رئتيّ وتمنعهما القيام بعملهما الطبيعي في مساعدتي على التنفس بحرية..

في اللحظات التالية، تشوش تفكيري تماما وعجزت عن أي حركة أو تصرف.. كنت أحاول فقط التركيز على التنفس حتى لا أفقد الوعي..

بدا الأمر وكأن أحدهم قد قذف بي في عرض الماء بعد أن ربط ذراعيّ من الخلف وكبّل أقدامي بسلاسل حديدية ضخمة..

تبا لهذا المرض اللعين.. وكأن كل تدريبات العلاج السلوكي لمقاومة متلازمة الإمباثية المفرطة كانت مجرد مضيعة للوقت..

لماذا أعجز الآن عن التصرف بشكل طبيعي مثل باقي البشر؟

لماذا لا أهرع لمساعدة المصابين، أو أركض في كل الاتجاهات بحثا عن أخي لحمايته من الخطر والعودة به لأمان شقتنا بعيدا عن همجية المجرمين الذين يعيثون فسادا في الأجواء..

ورغم الصوت الهامس المتهدج بعقلي والذي يطالبني بالتحرك، إلا أنه ظل ضعيفا غير قادر على إخراج رأسي من داومة الآلام التي علا ضجيجها فوق كل شيء آخر..

أمضيت الدقائق التالية، أحاول بالكاد منع نفسي من أن أتوه بين الآلام التي أحكمت قبضتها على عقلي.. وبينما أنا في حالة من الطفو أبحث عن طوق ليسحبني من لجة المشاعر الصاخبة المتداخلة، كانت يد تربت على كتفي بحنو.. تبعهاصوت يخبرني بهدوء وحزم: "اهدأ يا حازم.. لا بأس عليك.. أنت بخير.. افتح عينيك بهدوء.. وخذ نفسا طويلا.. لن يصيبك شيء.. ولن يصيبهم شيء كذلك.. الناس بخير ويتلقون العلاج.. وحسام أيضا سيكون بخير".

فتحت عينيّ ووجهتهما نحوه بعنف ثم سألته بغضب: "أتقول بخير؟ أين هو الخير فيما يحدث؟ كل شيء ينهار.. يد الخراب تخنق الأبرياء وتنزع من قلوبهم الحياة بقسوة.. الشباب يتساقطون بلا ذنب.. تعسا لصاحب الفكرة.. وسحقا لي.. أنا.. أنا السبب".

علا صوت خالد وهو يقول بإصرار: "أنت لست السبب.. ولم تكن السبب أبدا.. توقف عن لوم نفسك كلما حدث أمر ما".

قاطعته بألم: "أنت لا تفهم.. أنت لا تدري ما فعلته أنا بالأمس"، لكنه قاطعني مجددا وقال بانفعال: "بل أعرفك جيدا.. أنت لن ترتكب أبدا كارثة كما تظن.. أنت فقط تشعر بالذنب تجاه المصابين.. ولكن تفكيرك بهذا الشكل لن يفلح الآن.. عليك أن تركز كل طاقتك الذهنية من أجل مساعدتهم بدلا من البكاء عليهم ونعي أرواحهم بينما هم أحياء لا يزالوا يقاومون.. يجب أن نتحرى الأمر ونساعد المصابين بأي شكل.. ونقوم بـــــ".

قطع كلماته التالية أصوات متتالية لرنين أجهزة هواتف محمولة بشكل جماعي محدثا ضوضاء صاخبة بدت وكأنها النغمات الخاصة بإشعارات التنبيه تتعالى بعشوائية..

وفي خطوة شبه موحدة وكأننا في مشهد سينمائي يديره مخرج من خلف الكاميرات.. مد كل شخص من الموجودين حولي يده بداخل جيب ملابسه لإخراج هاتفه المحمول وقراءة رسالة التنبيه، وأنا بالطبع لم أكن استثناءً..

يتبع


مروة سالم غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 20-03-21, 07:33 PM   #236

مروة سالم

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية مروة سالم

? العضوٌ??? » 482666
?  التسِجيلٌ » Dec 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,756
?  مُ?إني » مصر
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » مروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   ice-lemon
?? ??? ~
Why so serious?
Rewitysmile14 باقي الفصل التاسع - القسم الأخير

أخرجت هاتفي من جيب سروالي الجينز، وقرأت رسالة التنبيه التي وصلت على شكل عدة رسائل نصية قصيرة متتابعة:
(لقد تم إعادة الخدمة)..
(نعتذر عن العطل المفاجئ خلال الأيام الماضية)..
(لقد فزت بشحن مجاني قيمته عشرة جنيهات)..
(يمكنك الآن التحدث مع أصدقائك بحرية عبر خدمات الاتصال أو الرسائل القصيرة)..
(كما يمكنك استعادة خدمات الولوج إلى شبكة الانترنت بعد ضبط إعدادات الهاتف المحمول الخاص بك)..
(تابع معنا أحدث العروض والخصومات عبر خدماتنا المختلفة)..

زفر المحيطون بي براحة وفرح لعودة خدمات الاتصالات.. أما أنا.. فقد كانت هذه الرسائل تدفعني لأمر واحد أخشى من نتيجته..

يجب عليّ الاتصال بأخي حسام لكي أطمئن عليه.. لكنني أخشى أن يكون قد تعرض للأذى..

قلبي لا يطاوعني وهناك صوت بداخلي يخبرني أنني إن فعلت.. سأتلقى خبرا كارثيا..

ابتعدت بضع خطوات عن خالد، وأخذت نفسا طويلا، ثم جربت الاتصال برقمه..

مضت بضع ثوانِ قبل أن يأتيني الرد الآلي: "الرقم الذي طلبته قد يكون مغلقا.. حاول الاتصال في وقت لاحق"..

أعدت الاتصال مرات ومرات.. والنتيجة واحدة.

تذكرت أحمد مساعدي الذي كان مكلفا بمرافقة حسام في الميدان حتى يمنعه من أي عملٍ أحمقٍ، فاتصلت برقم هاتفه بضع مرات، ولكن كان يأتيني الرد من المجيب الآلي: "الهاتف الذي طلبته غير متاح حاليا.. يرجى إعادة المحاولة في وقت آخر".

عاد القلق يسيطر عليّ.. وقبل أن أبدأ في التصرف برعونة، أوقفني خالد من جديد فهو على الأرجح قد استشعر أنني على وشك القيام بأمر طائش غير محسوب..

ظل خالد يرمني مطولا بنظراته الحادة وهو محيطا كتفيّ بكفيه، ثم قال بهدوء: "يبدو أنك لم تفلح في العثور على حسام.. ولكن الركض بين جنبات الميدان بدون هدف لن يجعلك تعثر عليه.. كما أنك ستهدر طاقتك بدون فائدة، خاصة وأن علامات الإجهاد الشديد قد احتلت وجهك بالفعل بسبب ما عايشته الدقائق الماضية من أوجاع استنزفت داخلك.. كما يبدو أنك لم تنم منذ الأمس.. سنبحث عن حسام ولكن بذكاء.. علينا فقط وضع خطة مناسبة.. الآن وقد عادت الاتصالات يمكننا تقسيم أنفسنا والبحث بشكل متوازٍ والتواصل عبر الهاتف المحمول".

أمسك خالد بذراعي واستدار وأنا أتبعه مجبرا حتى نتحرك نحو سيارة علاء، ثم أكمل حديثه بعفوية منتقيا كلمات حرص على أن يغلفها بالكثير من المنطقية والهدوء: "أولا سنسأل الأطباء هنا إذا كانوا قد سجلوا حالة باسم حسام عبد القادر حتى نستعلم أولا إذا كان بين المصابين أم لا، وإذا لم نعثر عليه سنقوم بتقسيم أنفسنا، وسنبحث في المستشفيات الميدانية المنتشرة في أرجاء الميدان، وإذا لم نجده مجددا.. سنفكر في طريقة أخرى للبحث عنه.. وأثناء ذلك، سنظل نحاول الاتصال به عبر هاتفه المحمول، فربما كانت الشبكة ما زالت مقطوعة بالنسبة له أو أن شحن هاتفه قد فرغ تماما وهو يحاول شحنه حاليا من أجل التواصل معك وطمأنتك".

أجبته بحزم: "لا يا خالد.. أنت لم تتعافى بعد ولن تتحمل هذا المجهود.. الآن عليك أن تعود إلى منزلك للراحة.. وأنا سأتولى عملية البحث عن أخي"..

هم بمجادلتي رافضا ما قلته، ولكنني قاطعته بحزم: "خالد.. أنا لا أريد أن أتشتت بين القلق عليك وعلى أخي.. انظر.. الأوضاع غير مستقرة الآن في الميدان على الإطلاق.. حتى أننا لا نفهم بالفعل ما قد حدث هذه المرة.. الوضع يبدو غريبا ومشوشا.. ومقبضا".

زفرت بضيق، ثم رفعت يدي لأضغط بأصابعي على أنفي مقاوما رغبة شديدة في الصراخ والتحطيم وجمع المذنبين وإيذائهم بكلتيّ يديّ كما أذوا المتظاهرين بوحشية غير مبررة.

تبدلت الأدوار الآن، حيث أخذت أحثه على ركوب السيارة ليعود لبيته بأمان وأنا أكلمه بتعقل قائلا: "لن تحقق هدفك السابق بالتجول وتبادل الحوارات القصيرة مع المعتصمين .. فالكل متوتر ومنزعج كما يتضح.. كما أنك مُعرّض لأن تفقد ما تبقى من طاقتك الهزيلة في آية لحظة.. وقد لا ينتبه لك أحد أو يتوقف لمساعدتك وسط حالة الفوضى وكثرة المصابين الذين يتدفقون باستمرار على المستشفيات الميدانية، فتتعرض لحادث جديد أو تؤذي جراحك التي لم تندمل بعد.. يكفيك بالفعل ما بذلته من طاقة حتى الآن.. عليك التوجه لمنزلك من أجل الراحة حتى تستكمل تعافيك بدون مشاكل".

ناظرني خالد بضيق وبدا كأنه يفكر في طريقة لمعارضتي واقناعي بالاستمرار في التجول معي بحثا عن حسام..

أخذت نفسا طويلا أنشد من خلاله بعض التعقل لأتخلص من سحابة التوتر الضبابية الثقيلة التي حطت فوق رأسي بشكل مرعب، ثم أكملت بنفاد صبر: "رجالي ينتشرون الآن في أرجاء الميدان لمساعدة المصابين، وبعودة الاتصالات بإمكاني التواصل معهم بشكل جيد، وسأتأكد من أن أطلب من كل مجموعة أن تتفقد المستشفى التي تقوم بالتطوع فيها بحثا عنه، أملا في أن أتأكد من سلامة أخي وعدم وجوده في أي منها بإذن الله.. وفي تلك الأثناء، سأحاول التحرك بين جنبات الميدان بحثا عنه خاصة في المنطقة التي تمثل بؤرة الهمجات.. وسأطمئنك بنفسي حال العثور عليه.."، ثم أغلقت باب السيارة وأنا أودعه قائلا: "هيا يا صديقي اذهب أرجوك.. حتى يتسنى لي البحث عنه بدون تأخير".

ظهرت علامات الاقتناع على وجه خالد ترافقها مظاهر الإجهاد التي تسللت لوجهه الذي صار متعرقا الآن من تحامله بالوقوف على ساقيه طوال تلك الفترة فضلا عن استنزافه لطاقته في القلق بسبب الاضطرابات الواقعة واختفاء حسام.

وبالفعل حرك رأسه بطاعة، ثم أشار لصديقه علاء للتحرك بالسيارة ليتجها في طريقهما إلى منزله.

۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞

مضت نصف ساعة طويلة ومربكة، عشت خلالها جميع مراحل القلق وتشتت عقلي بين عشرات الأفكار المزعجة حول ما قد يكون قد حدث لأخي، وأنا أحاول التشبث بالقليل من سلامة الذهن ورجاحة العقل حتى لا أقوم بأي تصرف أحمق ومتهور يوازي حالة الجنون الكاسح التي كانت تسيطر على كل الخلايا العصبية بداخلي.

جربت الاتصال برقمه ورقم أحمد مرافقه عدة مرات، ولكن لم أتمكن أبدا من الوصول لأي منهما.. كما قمت بتوزيع رجالي بين المستشفيات الميدانية الأخرى، ولم ينجح أحد حتى الآن في العثور عليه بين قوائم المصابين المبدئية..

أرسلت البعض إلى المستشفيات القريبة، ولكن لم يأتيني رد يطمئن قلبي الملتاع..

مضت الدقائق التالية بثقل شديد.. ومع كل دقيقة أخرى تمر، كانت دفقات الألم الكاسحة تتسلل إلى داخلي رويدا رويدا.. فطبيعة مرضي تجعل وقوفي في هذا المكان لفترة طويلة هو العذاب بحد ذاته..

كنت أتنفس أوجاع الآخرين شهيقا بداخلي وأزفرها قلقا على أخي. آلام وعذابات تلفني دون رحمة حتى بدأت ركبتاي تخوران وهنا وضعفا..

سندت ظهري إلى حائط أحد الأبنية المتاخمة لبنك التنمية الزراعية المجاور لمجمع التحرير، وحاولت السيطرة على تلك الآلام بتجربة تمارين التنفس لتهدئة قلقي الذي شارف على التحول لحالة من الفزع ستكون نتيجتها جنون مطلق..

بعد مرور دقائق أخرى توقفت عن عدها، رن هاتفي وتلقيت المكالمة بدون تردد برغم ارتعاش يديّ وأنا أستشعر أن فحوى تلك المكالمة قد يقتلني.

كان على الطرف الآخر صوت أحد رجالي الذي تحدث بحزن وأسف، يخبرني أن اسم حسام كان مدونا في كشوف المستشفى الميداني القريب من مسجد عمر مكرم كأحد المصابين..

ركضت بخطوات مضطربة وأنا أحاول الإسراع بينما القلق يكبل ساقيّ. كنت أنهت من الركض بأقصى ما أستطيع ولا أشعر بأن سرعتي كافية رغم ذلك.

وصلت المكان الذي وصفه مساعدي، والذي كان يعج بالمصابين..

استقبلتني رائحة الدماء المعدنية وأنين الضحايا الذين يتلقى الكثير منهم العلاج، بينما ينتظر آخرون ممن تبدو إصاباتهم أخطر سيارات الإسعاف لنقلهم لإحدى المستشفيات القريبة حتى يحصلوا على العلاج المناسب..

أخذت أجول بنظري بحثا عن مساعدي محمود محاولا عدم التركيز مع المصابين.. حتى وجدته يتحدث مع أحد الأطباء بأحد أركان المستشفى الميداني..

ركضت نحوهما وأنا ألهث بصوت مرتفع، فوصلت إليهما فاقدا للقدرة على الكلام أو الاستفسار، فأخذت استمع لكلمات الطبيب الذي قال إن شابا عشرينيا جاء مصابا في ساقه، وتم تسجيله تحت اسم "حسام عبد القادر"، ولكن تعذرت محاولات إسعافه لأن حالته كانت تحتاج تدخلا جراحيا، فتم نقله على الفور لمستشفى القصر العيني.

أخي في المستشفى..
أخي أنا أصيب.. بسببي
حسام في المستشفى الآن.. ويخضع لعملية جراحية.. وأنا هنا بكامل صحتي دون أي خدش.
أنا أخطئ وأرتكب الجرائم.. وهو من يدفع الثمن..

لم أشعر حينها سوى بنار تستعر أسفل قدميّ وتتحرك ببطء عبر أوردتي إلى قلبي تخنقه بسائل ثخين من الأسف المختلط بالإحساس بالذنب..

لكنني قاومت الانهيار هذه المرة.. أساسا أنا لا أستحق حتى رثاء الذات في تلك اللحظة..

أخي في خطر.. دفعت نفسي بعزمٍ لتجاهل كل الأصوات التي تصيح برأسي وتأكل من روحي بكلماتها الموبخة، وصارت تلك النار التي تلتهم أحشائي هي الوقود الذي يدفعني دفعا نحو وجهتي التالية.. مستشفى القصر العيني..

وأنا..

فقط..

ركضت..

نهاية الفصل
دمتن بود وحب وسعادة وسلام


مروة سالم غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 20-03-21, 09:03 PM   #237

Maryoma zahra

? العضوٌ??? » 403302
?  التسِجيلٌ » Jul 2017
? مشَارَ?اتْي » 135
?  نُقآطِيْ » Maryoma zahra is on a distinguished road
افتراضي

تسلم ايدك يا مروتى فصل رااائع❤️❤️❤️
طب كنتى تخلينا نطمن ع حسام😒😒
بس عجبنى كلام و مواجهة حازم للزفت رحيم ❤️💪

انا حسيت بكل كلمة ف المشهد ده و تأثرت بيه جداا بجد🥺🥺❤️❤️👇
"لفني الألم فجأة وبدأت أنفاسي تصبح عنيفة وصاخبة وكأن رئتيّ امتلأتا بالماء وصار التنفس بشكل طبيعي أمرا شبه مستحيل..
كانت الدماء تتزاحم وتتدافع بعنف داخل شراييني وكأنها تقود معارك جانبية فيما بينها حتى تصل لأوردتي.. وبدأت أشعر بتثاقل شديد في ساقي وكأن كتلة معدنية ضخمة تجثم على رئتيّ وتمنعهما القيام بعملهما الطبيعي في مساعدتي على التنفس بحرية..
في اللحظات التالية، تشوش تفكيري تماما وعجزت عن أي حركة أو تصرف.. كنت أحاول فقط التركيز على التنفس حتى لا أفقد الوعي..
بدا الأمر وكأن أحدهم قد قذف بي في عرض الماء بعد أن ربط ذراعيّ من الخلف وكبّل أقدامي بسلاسل حديدية ضخمة.."

تسلم ايدك بجد يا مروتى و يا رب نطمن ع حسومى الفصل الجاى ان شاء الله❤️❤️❤️

ربنا يأخد رحيم😒


Maryoma zahra غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-03-21, 09:15 PM   #238

مروة سالم

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية مروة سالم

? العضوٌ??? » 482666
?  التسِجيلٌ » Dec 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,756
?  مُ?إني » مصر
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » مروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   ice-lemon
?? ??? ~
Why so serious?
:thanks:

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 99 ( الأعضاء 5 والزوار 94)
‏مروة سالم, ‏زهره الربيع2, ‏Maryoma zahra+, ‏جزيرة, ‏ايدا بولت+




مروة سالم غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 20-03-21, 10:56 PM   #239

Nour fekry94

? العضوٌ??? » 461550
?  التسِجيلٌ » Jan 2020
? مشَارَ?اتْي » 339
?  نُقآطِيْ » Nour fekry94 is on a distinguished road
افتراضي

ياربي الفصل صعب اوي ومؤلم و حاسة اني افتكرت طشاش من كل الاحداث اللي حصلت وشوفتها في التلفزيون او شوفتها في الشارع وقتها مع اني كنت صغيرة جدا 💔
بجد الفصل رائع و مشهد مواجهة حازم ورحيم ماستر سين الفصل حقيقي حبيته جدا ♥️
و خايفة جدا من مصايب رحيم ومش مطمنة لسكوته ده 🤦🏻‍♀️
اما حسام ف انا قلقانة من الفصل اللي فات وقلقت اكتر دلوقتي اتمنى ميحصلهوش حاجة خطيرة 🥺🥺🥺
تسلم ايدك يا مارو ومستنيو الفصل الجاي جدا وان شاء الله تطمنينا على حسام 🥺🥺♥️


Nour fekry94 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-03-21, 11:45 PM   #240

شيرى رفعت

? العضوٌ??? » 482388
?  التسِجيلٌ » Dec 2020
? مشَارَ?اتْي » 90
?  نُقآطِيْ » شيرى رفعت is on a distinguished road
افتراضي

مش ممكن ي مارو
كل فصل أقولك اللهم بارك حقيقى إبداع
تجسيد الأحداث بشكل رائع
المواجهة بين حازم ورحيم حبيتها جدا


شيرى رفعت غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:46 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.