آخر 10 مشاركات
زوجة لأسباب خاطئة (170) للكاتبة Chantelle Shaw .. كاملة مع الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          منحتني السعادة (2) للكاتبة: Alison Roberts .. [إعادة تنزيل] *كاملة* (الكاتـب : * فوفو * - )           »          هدية عيد الميلاد (84) للكاتبة : Abby Green .. كاملة مع الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          رهينة حمّيته (الكاتـب : فاطمة بنت الوليد - )           »          رواية نبــض خـافت * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : سما صافية - )           »          4-البديله - فيوليت وينسبير - ق.ع.ق .... ( كتابة / كاملة)** (الكاتـب : mero_959 - )           »          جددي فيني حياتي باللقاء *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : وديمه العطا - )           »          إمرأة لرجل واحد (2) * مميزة و مكتملة * .. سلسلة عندما تعشق القلوب (الكاتـب : lossil - )           »          110 قل..متى ستحبني - اليكس ستيفال ع.ج (كتابة /كاملة )** (الكاتـب : Just Faith - )           »          الفرصة الاخيرة للكاتبة blue me *كاملة* المتسابقة الثانية** (الكاتـب : ميرا جابر - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

مشاهدة نتائج الإستطلاع: هل تعتقدون أن خالد قد مات وانتهى دوره بأحداث الرواية؟؟
نعم 0 0%
لا 6 100.00%
المصوتون: 6. أنت لم تصوت في هذا الإستطلاع

Like Tree484Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 27-01-21, 02:36 PM   #21

مروة سالم

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية مروة سالم

? العضوٌ??? » 482666
?  التسِجيلٌ » Dec 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,756
?  مُ?إني » مصر
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » مروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   ice-lemon
?? ??? ~
Why so serious?
افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة قلوب نابضة بالإيمان مشاهدة المشاركة
رائعة استمري موفقة إن شاء الله
شكرا جزيلا.. اتمنى تكملي متابعة


مروة سالم غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 29-01-21, 05:53 AM   #22

Maryoma zahra

? العضوٌ??? » 403302
?  التسِجيلٌ » Jul 2017
? مشَارَ?اتْي » 135
?  نُقآطِيْ » Maryoma zahra is on a distinguished road
افتراضي

ألف مبروووك الرواية يا مروتي و بالنجاح و التوفيق دايما لكل خير يا حبيبتي😍❤️❤️👏👏

Maryoma zahra غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 29-01-21, 05:18 PM   #23

مروة سالم

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية مروة سالم

? العضوٌ??? » 482666
?  التسِجيلٌ » Dec 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,756
?  مُ?إني » مصر
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » مروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   ice-lemon
?? ??? ~
Why so serious?
افتراضي

مريومة حبيبتي تسلمي يارب وشكرا ليكي على كل التصميمات وعلى الاهداء الاخير كمان اللي عملتيه مع اقتباس <3


مروة سالم غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 30-01-21, 06:45 PM   #24

مروة سالم

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية مروة سالم

? العضوٌ??? » 482666
?  التسِجيلٌ » Dec 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,756
?  مُ?إني » مصر
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » مروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   ice-lemon
?? ??? ~
Why so serious?
افتراضي

الفصل الثاني

حازم


يقولون إن الأشياء التي لا تقتلك تجعلك أقوى..

كاذبون..

أنا لا أشعر بأنني أقوى.. أشعر فقط بأنني غاضب.. غاضب بشدة..

تتجمع كل أوجاعي وخيباتي كروافد لأنهار من حمم بركانية سائلة تصل لأعمق نقطة بداخلي.. تلك الأكثر إظلاما رغم أنها تستعر من الداخل وتتحين لحظة الانفجار..

أنا فقط لا أعلم متى ستكون هذه اللحظة، فمهما سرت مع التيار وتظاهرت بالهدوء وعدم الاكتراث، لا زال هناك ذلك الجزء اللعين بداخلي يظل يقرعني ويوبخني ويزيد من شعوري بعدم الرضا.

تركت الحفل فور أن تلقيت تعليماتي الجديدة من السيد رحيم، فهو بالتأكيد لم يقم بدعوتي لمنزله ليتمنى لي عاما جديدا سعيدا، بل ليطلب مني تقديم قطعة جديدة من روحي من أجل سلامته هو..

تبا لتلك البدلة اللعينة.. ليتني ما تأنقت بهذا القدر..

وهل من هم مثلي لهم الحق للاستمتاع بملذات الحياة ومباهجها؟

ما أنا إلا بيدق.. ترس.. أو قل سلاحا.. أنا سلاح لرجل ظالم يستخدمه للبطش بالأبرياء بينما يظل هو حصينا محتميا خلف ستار فولاذي لا يصل إليه أحد..

هذه ليست المرة الأولى التي يستخدمني رحيم كــ يد باطشة لكي أثبت لمن يجرؤ على تحديه كيف أن نفوذه ممتد ويديه مبسوطتان حتى حدود الشمس نفسها.

ورغم أنني في العلن ذراعه الأيمن لإدارة الأعمال كشاب نابه في مجال الاستثمار إلا أن ما يشاركه معي من أسرار سوداء هي بالفعل مهنتي الحقيقية لديه.. فحاجته للأمان والاحتفاظ بسمعته نظيفة براقة أمام وسائل الإعلام وأوساط الأعمال والسياسة هي ما تدفعه للاستعانة بي في تطبيق خططه المظلمة دون أن تتلطخ يديه ببقعة من مسئولية أو ذرة من خطأ، لأن حرصه على دعم كبار رجال السياسة للتربح من ورائهم واستغلال سلطاتهم يتطلب أن تظل صفحته بيضاء أمام الجميع دون أن تلوثها أية شبهة تسيء إليه.

توجهت إلى سيارتي بخطوات سريعة لا تعكس التثاقل الذي يشعر به قلبي وتترجمه أنفاسي المشتعلة بالسخط والتي تكاد تحرق ضلوعي معلنة رفضها لما أنا على وشك القيام به.

فور أن جلست أمام المقود نزعت السترة وربطة العنق ورميتهما بإهمال على المقعد الجانبي.

تملكتني موجة هادرة من الحنق مع بدء السيارة بالتحرك نحو وجهتها التي حددها ذلك الأخطبوط المريض بحب السيطرة. ومع ذلك، حاولت أن ألملم نفسي وأركز حتى أضع خطة مناسبة أنفذ بها ما طلبه مني بحق ذلك الذي تجرأ وتحداه دون أن أقوم بإيذائه أكثر مما يجب.

يا إلهي.. إلى متى سيلزمني بسداد ديني له؟ ولماذا يصر على اعتماد تلك الطرق المقززة لكي يستخلص مني حقوقه؟ ثم لماذا يحرص على إهانتي من وقت لآخر بغض النظر عمن يكون حاضرا حين يتصرف بصلافة وغطرسة، وكأنه يريد دائما ألا يجعلني أنسى مكانتي الحقيقية وسبب وجودي في هذا العالم؟

لماذا دعاني للحفل إذا لم يكن يريدني أن أختلط بضيوفه؟ ألم يكن قادرا على أن يأمرني بما يريد من خلال مكالمة هاتفية وهو يعلم كل العلم أنني سأنفذ كل ما يطلبه بدون نقاش؟

كم مرة فعل بي تلك الفعلة الكريهة، يقربني إليه ويشعرني أنني ثروته الحقيقية وكنزه الثمين ثم ينقلب فجأة ويعاملني كأجير يمكن الاستغناء عنه في أية لحظة ولا يحق له حتى المطالبة بأية امتيازات إلا بقدر ما يقدمه ذلك الأجير من تنازلات بإيثار وتفانٍ من أجل المحافظة على نجاح رب عمله. كلب وفي لا يتحرك إلا بقدر ما يسمح به لجام سيده وفقط في الاتجاه الذي يحدده ذلك الأخير.

شردت للحظات أو لدقائق لم أخرج منها إلا عندما شعرت بنبضات من آلام حادة تصدر من بين أصابع وراحة يدي اليسرى.. وخزات حادة تشبه انتشار موجات كهربية عالية الفولتية بين أناملي.

هدأت سرعة السيارة وأنا أختلس نظرات متقطعة سريعة نحو مصدر الألم لأجد الدماء تسيل ببطء لتلطخ قميصي الأنيق.. لم يكن عليّ التأنق بهذا الشكل على أية حال.. كان السيد رحيم محقا فيما قاله.. فأنا لا أنتمي إلى هكذا مكان أو هكذا حياة.. سيظل الظلام هو مهربي ووسيلتي للنجاة..
وهو لعنتي أيضا..

تحركت يدي السليمة ببطء نحو كفي الأيسر، وبدأت أفتحه محاولا التحامل على آلامي حتى انفرجت يدي بأكملها ليظهر ما كانت تحتويه بداخلها وتخفيه أصابعي بحكم التعود.

كرة الضغط المعدنية ذات الأسنان المدببة، تلك التي كنت أضغط عليها بقوة دون أن اشعر، لأتخلص من توتري العصبي بعد أن عرفت مهمتي الجديدة.

صارت (الستريسبول) صديقتي في هذه الأوقات القاتمة حيث اشتريتها خصيصا بعد أن فشلت طرق أخرى كثيرة في أن تخلصني من التوتر العصبي وتعيد لي تركيزي.. فكل ما يحتاجه الأمر أن أضغط بأصابعي على الكرة لبضع دقائق حتى يعيد الألم برمجة أفكاري وشحذ خلايا عقلي للتركيز والابتعاد عن كل مصادر التوتر والقلق الأخرى.. وها هي قد أدت مهمتها من جديد بنجاح كبير.

يبدو أنني أخرجتها دون أن أشعر من صندوق التابلوه الأمامي حين اشتد توتري، وبسبب ضغطي المتواصل عليها، بدأ شعور حارق بالألم يسري في كل جسدي حتى انتبهت له بعد أن أسكت كل الأصوات المزعجة الأخرى بداخلي.

تلك الكرة المعدنية بحجم قبضة اليد والتي تغطيها بعض الرؤوس الحادة التي تحولها لألة من آلات التعذيب، لها قدرة مذهلة على إعادتي إلى الواقع خلال بضع دقائق وبثمن مقبول.. فقط بعض الدفقات من الدماء.

صففت السيارة جانبا، ثم وضعت الكرة مجددا في مكانها المعتاد داخل لوحة تابلوه السيارة بعد أن طهرتها جيدا بالكحول، ثم سحبت بعض المناديل المعقمة ونظفت بها باطن يدي اليسرى وأصابعي.. وبعدها أخرجت صندوق الإسعافات الأولية وطهرت الجروح الصغيرة التي ظهرت على سطح الجلد بفعل ضغطي على الكرة المعدنية، والتي ستتحول مع الوقت لندوب فضية لامع تتحدى الزمن بسخرية لاذعة.. كسابقاتها.

أخرجت هاتفي المحمول وضغطت على رقم الشخص الوحيد الذي بإمكانه استيعابي في تلك اللحظة.. شعرت أنني بحاجة لأن أستمع لصوته الآن..

رن الهاتف بضع مرات قبل أن يفتح الخط على الطرف الآخر، ليأتيني صوته الواثق مغلفا بالكثير من التعاطف، إذ قام بتحيتي بتفهم وصبر بقوله: "مرحبا يا حازم.. لم أسمع منك خبرا منذ فترة.. كيف حالك؟"

زفرت ببطء وأنا أحاول الرد بدون انفعال حيث قلت باستنكار: "كيف تظنه حالي؟ فأنت لا تسمع مني إلا إذا لم أكن بخير.. أنا متعب جدا ويبدو أن الأمور قد خرجت عن السيطرة.. من جديد"، قلت آخر كلمتين بنفاذ صبر واضح فحملهما صوتي غاضبا ومهاجما، ليرد هو بهدوء تام: "لا بأس عليك.. عليك زيارتي قريبا.. هل نتفق على موعد الآن؟".

فكرت كثيرا في عرضه، لأجيبه وقد حاولت أن يعكس صوتي بعض السيطرة والثبات الانفعالي: "لا أظن.. سأحاول التماسك وأرى كيف تسير الأمور"، فرد عليّ باقتضاب: "حسنا.. لا تتردد في التواصل معي في أي وقت إذا كنت تشعر بحاجتك إليّ.. ولا تستسلم كثيرا لعادتك السيئة وتخلى عن كرة التعذيب تلك.. صدقني هي لا تفيدك كما تظن"، قلت مودعا بارتباك: "لا بأس.. لا بأس.. لنتحدث في وقتٍ لاحق".

تحركت بالسيارة مكملا رحلتي نحو منزل ذلك الرجل سيئ الحظ وصاحب الضمير المتهور الذي أغضب السيد رحيم لدرجة أنه طلب مني أن أمنحه زيارة خاصة ليلة رأس السنة لأقدم له من خلالها تهنئة رب عملي وولي نعمتي بطريقة لائقة.

من جديد.. انشغل ذهني، ولكن هذه المرة بتخطيط مجريات اللقاء لأجعله قصيرا وفعالا يحقق الهدف دون زيارة ثانية...

هكذا أنا دائما.. أنفذ عملي بدقة وذكاء دون أن أترك مجالا للخطأ.

قطع استرسال افكاري صوت رنين الهاتف. نظرت إليه لأجد رقم خالد يضيء الشاشة فتجاهلت الرد عليه، لأنني متأكد أنه سيحاول إثنائي عما أنا بصدد القيام به.

هو لا يعرف كم أنا مدين لذلك الرجل ولا أستطيع أن أرفض له طلبا.. سألتقيه لاحقا وأشرح له كل شيء.

أما الآن.. فقد حان وقت العمل.

۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞

وصلت إلى منزل ذلك الرجل في حي العباسية.. وقفت أمام عمارة شاهقة الارتفاع في شارع جانبي مواز للشارع الرئيسي الذي يتقاطع مع الميدان.

كان حظي السعيد قد أعلن عن وجوده لأول مرة في تلك الليلة بهذه الطريقة، فموقع الxxxx البعيد عن الشوارع الرئيسية التي تعج بالمتاجر وتكثر فيها حركة السير، يعني أن فرصة أن يكون هناك شهودا على تجولي بالمكان شبه منعدمة. ستكون مهمة سلسة وناجحة بلا أدنى شك.

سحبت كنزة سوداء وجاكيت جلدي بنفس اللون أحتفظ بهما دوما في المقعد الخلفي لسيارتي لهذا الغرض تحديدا وسارعت بارتدائهما وأخرجت من لوحة التابلوه قطعة سوداء ثالثة على شكل قناع يخفي الرأس بالكامل ويلثم الوجه فلا يظهر سوى العينين، ليصير هو المكمل الضروري والمنطقي لهيئتي كي تلائم ما أنا مقدم على فعله.

ترجلت من السيارة وتوجهت بخطوات رشيقة بلا صوت كفهد جاجوار أسود يندفع نحو فريسته التالية بمزاج عدواني يتطاير منه رذاذ مغلف برائحة الفتك والقنص.. والدم.

كان يجلس أمام بوابة العمارة حارس عجوز.. انتظرت قليلا حتى غفا على مقعده من التعب، ثم وضعت قناعي الأسود على وجهي وتحركت بوثبات خفيفة تشي تماما بلقبي الذي التصق بي عبر السنين "الشبح الأسود" فأنا أستطيع الدخول والخروج من أي مكان بخطوات رشيقة ودون أن يشعر بي أحد..

لقد اكتسبت هذه العادة بعد سنوات طويلة من التدريب الإجباري على الاختفاء وسط الجميع.. فقد كانت النتائج مؤلمة دائما إذا شعر بي أحد وأنا أتحرك.

اختبأت خلف سلة نباتات ضخمة بإحدى طرقات البناية، ثم اتصلت بأحد رجالي داخل قاعدة بيانات وزارة الداخلية ليجمع لي أكبر قدر متاح من المعلومات عن ذلك المدعو حسين عبد اللطيف حسان.. وبعد أن اكتملت الخطة في رأسي.. طرقت الباب بكل برودة أعصاب.. ليفتح لي الباب بنفسه وآثار النوم مازالت تسيطر على وجهه.

قابلته بابتسامة ساخرة وبنبرة كسولة متسلية قلت له: "مرحبا سيد حسين.. يبدو أنك اليوم ستحتفل ببداية العام الجديد وسط أجواء صاخبة للغاية".

نظر لي بذعر بعد أن هالته هيئتي المتشحة بالسواد بالكامل ووجهي المغطى بقناع يخفي ملامحي، فسأل بتلعثم واضح لم يستطيع السيطرة على كلماته: "ممممن.. من أنت؟ مااذ-ذا تريدد مني؟"، لم أمنحه الفرصة لقول المزيد، فقد دفعته لداخل شقته وتبعته ثم أغلقت الباب بإحكام.. وقلت بصوت تغلفه السخافة: "جلبت لك نبأ.. لكن لم أحدد بعد هل هو جيد أم سيء.. حظك العثر أوقعك في طريقي.. لا بل هي سذاجتك وضميرك المتورم".

نظر الرجل لي متسائلا وهو يحاول إخفاء خوفه الشديد، وقبل أن يترجم أفكاره لكلمات، عاجلته أنا باستطراد: "لن أنقل لك الأخبار هكذا بدون أن نحتفل معا بالعام الجديد.. ألن تضيّفني شيئا؟ أعلم جيدا أن زوجتك وابنتيك سافرتا إلى الاسكندرية لقضاء ليلة رأس السنة مع شقيقة زوجتك وأسرتك.. هذا من حسن حظهن بالتأكيد، فأنت لا تريد لهن أن يتعرضن لحادث مفاجئ.. أليس كذلك؟".. ضغطت على كلماتي التهديدية الأخيرة وأنا أوجه له نظرات مرعبة زلزلت ما بداخله وجعلت عيناه ترتجان بشكل يعكس قلقه وتوتره.

بعدها، ربتت على ظهره برتابة وكأننا صديقين قديمين وأكملت بنفس الهدوء: "لماذا لا نحتفل نحن أيضا.. هيا قدم لي مشروبا ساخنا.. فالطقس الليلة بارد للغاية وأمامنا حديث مطول".

ارتبك الرجل بشدة وتوجه إلى المطبخ باستسلام وهو يحاول مداراة ذعره الجلي، مدعيا انشغاله بإعداد ما طلبت.

بدأ حسين بخطوات متوترة بتجهيز مشروب القهوة من خلال آلة صنع القهوة الكهربية، وظل ينظر لي بتوجس وحيرة بين لحظة وأخرى دون أن يجرؤ على أن يسألني عن أي شيء.. كنت أعلم جيدا أن شجاعته المزعومة ستتداعى كلما اصطدمت عيناه بمقلتيّ اللتين تظللهما هالة ثخينة من الظلام والقسوة مدفوعة دفعا بالكثير من اللامبالاة.. أعلم بحكم الخبرة أن نظراتي المهددة كانت مخيفة أكثر من القناع على وجهي.

لم تكن المرة الأولى التي أتواجه فيها مع أحد أعداء – أو قل ضحايا – رحيم عماد الدين، لكي أخرسهم بطريقة فعالة دون أن أضطر لإزهاق أرواحهم..

في الحقيقة هو لم يكن ليكترث بالأسلوب الذي أختاره لإبعاد أعدائه عن طريقه حتى وإن كان القتل، أيا كان ما اقترفوه بحقه من خطايا من وجهة نظره، وذلك طالما أن الأمر يتم بطريقة نظيفة دون أن تثير أية شكوك حوله.

أمضيت سنوات أتدرب على هيئتي الأسطورية التي يشير إليها البعض باسم " الشبح الأسود " لأن كل ما يتذكره الضحايا بعد زياراتي الخاصة لهم هو أنني أكتسي بالسواد وتطل من عينيّ نظرات مظلمة تبث الرعب في النفوس.. تترجم رسالة واحدة لمن يقف قبالتها..

إما تنصاع أو تهلك!

كان تأثير تلكما المقلتين كافيا لكل من يسوقه حظه الأسود للتعامل معي وأنا في تلك الحالة.. وكان واضحا جليا أنني آلة بشرية للتعذيب والعنف.. ولا أخفي أن ذلك كان أمرا يسعدني ويسهل مهمتي كثيرا في كل مرة أواجه فيها أحد أولئك الرعناء.

هم الرجل بسكب القهوة في كوب من الفخار، ولكنني أمسكت يده فجأة ووجهتها نحو فتحة نزول القهوة من الماكينة ليبدأ في الصراخ بلا تحفظ بعد أن أحرق السائل المغلي طبقات جلده العلوية.

كنت أشعر بألمه.. بشدة.. ولكن تماسكت.. فما أقوم به الآن أهون مما يمكن أن يحدث له على أيدي آخرين.. وليحمد الله أن حظه أوقعه بي وليس بمن هم يتلذذون بأعمال البلطجة ولا يتورعوا حتى عن القتل.

فلو تركته أنا الآن وهو يظن أن تهديدي ضعيفا واستمر في إصراره على فضح تلاعب رحيم المالي، ستكون نهايته هي القتل بأسرع وقت.

قبضت على كفه المحترقة ونظرت لعينيه بقسوة جليدية، وأنا أحذره بكلمات عنيفة بحفيف صوت هادئ متماسك: "اسمع.. توقف عن الصراخ وأستمع إليّ جيدا، أنت بالتأكيد تخمن من أرسلني إليك"، وعندما ناظرني باستفهام، منحته ابتسامة سخيفة وأجبت: "السيد رحيم عماد الدين ينقل لك تحياته بمناسبة العام الجديد.. ويود أن يترك لك تذكارا مميزا هذه الليلة.. هل يصح ما قمت من حماقة؟ لقد أخطأت كثيرا بتقديم تلك الشكوى للهيئة العامة للرقابة المالية".

وقبل أن يحاول هو التعليق، كنت أنا قد أخرجت من جيب سروالي الخلفي خنجرا حادا ورفعته بثانية واحدة على حافة رقبته، ليبدأ جسده في الارتجاف خوفا ما حدث للتو وهلعا مما على وشك الحدوث.

منحته ابتسامة أخرى لم تصل لعينيّ اللتين كشفتا عن وعيد مهلك، ثم أكملت بتلاعب: "والآن عليك أن تصحح خطأك.. بالطبع ليس بإمكانك سحب الشكوى، فهذا سيلفت الانتباه أكثر.. الحل هو أن تكلف بعض الرجال من فريقك بالتحقيق في الأمر بشكل صوري على أن يتم حفظ نتائج التحقيق بعد إثبات عدم وجود أي تهرب ضريبي.. وأنا متأكد أنك لن تكرر خطأك مرة أخرى.. فأنت لا تريد أن تحضر بنفسك عملية ذبح ابنتيك تحت قدميك"، ثم ضغط نصل الخنجر قليلا لينغرز طرفه في لحم رقبته مسيلا نهرا رفيعا من الدماء، وتابعت: "لا تحاول لعب دور البطل الآن.. فهو لا يليق بك.. أنت أضعف كثيرا من أن تواجه ماردا في حجم رحيم عماد الدين.. اتفقنا يا.. بطل؟".

قلت آخر كلمة بسخرية واضحة، ليرد بإيماءة من رأسه بعد أن صار عاجزا بالفعل عن الكلام، فنظراتي كلها كانت تؤكد أنني على استعداد تام لتنفيذ ما ألمحت به ولا أقول محض تهديدات واهية، فالجنون الذي أطل منهما في تلك اللحظة يجعل من يقف على الجهة المقابلة يفسره كما أريد تماما.

فأنا لست هاويا أو بلطجيا أحمقا أستقوى بصلابة ذراعيّ وانعدام ضميري.. بل أنا نذير الموت.. وهذا تحديدا ما قرأته في عينيه اللتين تخطيتا حد الذعر وبدا عليهما الجمود الذي يصيب البعض عندما يصبح لديهم يقين أنهم قد يخسرون كل شيء بلحظة مقامرة طائشة وغير محسوبة.

لقد اقتنع بالفعل أنني شخصا ذكيا أخطط لتصرفاتي جيداَ ولا أقدم وعودا هوجاء.. كانت نظراتي تعلن إصراري وتعد بأنني سأنفذ كل كلمة قلتها..

فالمسألة لا علاقة بالاستمتاع بالعمل بقدر ما هي قدرة ميكانيكية على الالتزام بكلمتي وعدم التراجع فيها.. فهو لم يرى سوى ظلام تام يطل من مقلتيّ بدون ذرة رحمة واحدة، وبالتالي فهو لن يجازف بحياة ابنتيه..

أرخيت قبضتي عن معصمه الذي بدأت تغطيه الالتهابات بدرجات الأحمر والبرتقالي بشكل واضح بسبب القهوة الساخنة، ثم أنزلت يدي التي كانت تهدده بخنجر حاد مستلا على رقبه أذاقه القليل مما قد يحدث لعائلته إذا أخفق في تنفيذ المطلوب، ليخر هو راكعا على ركبتيه بفعل الانهيار المفاجئ لساقيه اللتين ما عادتا قادرتين على حمله على الاستمرار في الوقوف وادعاء شجاعة زائفة.. ثم أمسك معصمه بيد ورفع الأخرى يحتضن رقبته محاولا إيقاف تدفق الدماء وهو في حالة من الذهول والحسرة، بينما تتساقط الدموع من عينيه.. ألقيت عليه نظرة أخيرة لأسجل لحظة تفتت روحه داخل عقلي، ثم لململت داخلي الذي يهدد بالانهيار، واستدرت بسرعة وغادرت دون أن يشعر بي أو يراني أحد..

۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞

عدت لسيارتي بعد أن خلعت القناع ثم قدتها سريعا نحو وجهتي التالية، ولكن ظل هناك شيء يجثم على صدري ويجعل أنفاسي محتقنة.
بدأت النار تشتعل ببطء داخل معدتي ثم زادت الآلام مع الوقت وكأن كرة من اللهب تتقافز بجنون بداخلها، فأوقفت السيارة برعونة على جانب الطريق وأفرغت كل ما في بطني، ثم وقفت قليلا لأتنفس بعض الهواء البارد حتى استعدت السيطرة من جديد.

عدت للسيارة وشرعت بخلع الجاكت والكنزة الصوفية، ثم أعدت ارتداء الجاكيت الجلدي مرة أخرى فوق قميص البدلة، وانطلقت في طريقي إلى منزل صديقي خالد.

وصلت بعد حوالي ٣ ساعات من محادثتنا الهاتفية الأخيرة. أسرعت بصف سيارتي أمام منزل خالد مع بزوغ الخيوط الأولى من الفجر عندما رن الهاتف مجددا، فتحته دون أن أنظر للشاشة، فأنا أعلم من المتصل، لأقول بنزق: "ماذا هناك أيها المزعج؟ أنا أمام منزلك.. هلا توقفت عن هذا الصداع الذي تسببه لي أم هل عليّ أن أعود أدراجي؟".

رد خالد بسخرية حاول أن يغلفها بالغضب: "انظروا من يصب غضبه الآن؟ هل تنفذ مقولة (خذوهم بالصوت)؟ لماذا تأخرت هكذا.. الحفل أوشك على النهاية يا صديقي.. أين كنت كل هذا الوقت ولماذا لم ترد على الهاتف"..

أجبته باقتضاب لم يمنحه فرصة للاستطراد: "كان أمامي مهمة عمل أنهيتها بسرعة.. حسنا افتح الآن.. أنا أمام باب شقتك".. ثم أغلقت الهاتف.
وبعد ثوانٍ فتح باب شقته في الطابق الثالث بأحد الxxxxات الراقية في حي مدينة نصر والتي تعلو أيضا شقة والديه الواقعة بالطابق الثاني. هو بالعادة يسكن مع والديه، ولكن قرر الاحتفال برأس السنة بداخل تلك الشقة التي يستعد للزواج فيها بعد أن يقوم بتجهيزها على ذوق عروسه التي لا تقل عنه صخبا وجنونا.

قابلني خالد بابتسامة مرحة وبادرني بالتحية بابتسامة قائلا: "عام سعيد أيها الشبح.. كان عليّ أن أدرك مبكرا أن احتفالات الأشباح تبدأ متأخرة للغاية بعد أن يفرغ البشر من صخبهم لتخلو لهم الساحات والأروقة".

ارتسم على وجهي بعض التجهم، وقلت بصوت مبحوح: "أنت تعلم أني لم أعد أحب ذلك اللقب رغم أنك من أطلقه عليّ".

حاول خالد المحافظة على أجواء المرح وهو يفسح لي الطريق لأعبر ليقول بمرح زائد: "ما أعلمه أن عليك أن تكون فخورا به، لقد أطلقته عليك اعترافا مني بالهزيمة بعد أن باغتني بالضربة القاضية في بطولة الجمهورية للملاكمة قبل عدة سنوات، فقد تحركت برشاقة ووثبت حولي كشبح شفاف غير مرئي، ولم أشعر بعدها إلا بثقل شديد في رأسي تسبب لي في الترنح وأفقدني التوازن، ثم طرحتني أرضا يا وحش بفعل قبضتك اليسرى الفولاذية".
فور أن دلفت إلىى داخل الشقة، تسللت الموسيقى الصاخبة من السماعات العلوية المثبتة بالجدران.. اخترت مقعدا نائيا يبعد بعض الشيء عن مصدر الضوضاء ثم ارتميت بتعب عليه، وعندما لاحظ خالد أنني لم أرد عليه أو أشاركه المرح بتعليق ممازح، سألني بقلق واضح: "هل أنت بخير يا صديقي؟ ماذا بك؟".

قلت باقتضاب: "أنا بخير.. أحتاج فقط لأن أحتسي مشروبا دافئا.. داخلي بارد للغاية وقد أصبت بتوعك مفاجئ بالقولون وأنا أقود سيارتي متوجها إلى هنا، وأفرغت ما بمعدتي على الطريق".

قادني خالد لمكان منزوٍ في مطبخ شقته الواسعة وهم بإعداد مشروب أعشاب الزنجبيل مع البابونج وشاي الياسمين المهدئة للمعدة وللأعصاب أيضا، وأثناء انشغالي باحتساء السائل الدافئ، كان هو يسارع بوداع أصدقائه معلنا بكياسة عن نهاية حفله، ثم عاد إليّ بتركيزه الكامل، وقال بصوت يملأه القلق: "هل ستتحدث إليّ عما حدث معك خلال الساعات الماضية وأوصلك لهذه الحالة؟ أم ستجبن وتعتنق الصمت كالمعتاد؟".

نظرت إليه ضجرا ولم أرد.. ثم عدت لارتشاف المشروب مدعيا الانشغال بإنهائه قبل أن يبرد، ليعاود سؤاله بصيغة مختلفة: "هل تنوي زيارة دكتور فؤاد قريبا؟"، أجبته بحدة: "أنا بخير.. دعك مني.. ماذا بك أنت؟ أنا أعلم جيدا أنك لست بخير.. فلا تماطل وأخرج ما في صدرك".

نظر لي خالد مطولا، ثم قال بنفاذ صبر: "حسنا.. لقد غلبتني.. أنت تستطيع قراءتي في كل مرة.. لن أقول أنني أحسدك على هذا الأمر.. فأنا أعلم جيدا ما تعانيه بسببه"، كانت كلماته الأخيرة بمثابة الوميض الذي اشتعل بذهني ليعيدني عدة سنوات للخلف حين التقينا لأول مرة..

كنت في العشرين من عمري وقتها، وأجبرني السيد رحيم على المشاركة في بطولة الجمهورية للملاكمة، قائلا بتسلية وسادية واضحة: "أنت في حاجة لأن تتعلم ضرب الأبرياء دون شعور بالذنب.. وأن تتلذذ بانتصارك عليهم.. لا يكفيني أن تمارس عنفك وقسوتك ضد الأشرار فقط.. عليك أن تتدرب أيضا على إيذاء الأبرياء.. وهكذا ستصبح سلاحي المدمر الذي سأشهره ضد أعدائي في أي وقت وأنا واثق من الفوز.. وتذكر أنك لا تستطيع الرفض فأنت مدين لي بالفعل.. كما أن هذا الأمر هو علاج لك.. يجب أن تتخلص من ذلك الشيء الذي يسيطر عليك ويكبلك ويجعلك عبدا له بمنعك من التصرف بشكل ملائم.. أنا جربت معك كل الوسائل لكي تتخلص منه للأبد"..

لم أستطع الرد عليه وقتها، لم أدافع عن نفسي وأخبره أن الأمر ليس بيدي.. وأن هذا الشيء يعوقني عن الحياة ولست سعيدا بالتصاقه بي.
وبالفعل.. شاركت في البطولة، وكانت مباريات التصفيات الأولية هي الأصعب لي، لأنني كنت أعلم قوتي جيدا ولا أريد إيذاء المنافسين، فكنت أتركهم يضربونني ويكيلون لي اللكمات كما يحلو لهم حتى يتنشقوا نسائم الانتصار قبل أن أباغتهم واحدا تلو الآخر بقبضة فولاذية تعلن فوزي في كل مرة.

وحين جاء موعد مباراة البطولة، تم الإعلان أنا منافسي هو لاعب "اتحاد الشرطة الرياضي" وهو نفسه بطل الجمهورية للعام السابق.. انشغلت أنا بتجهيز نفسي بدنيا وذهنيا من أجل اللقاء الحاسم وحرمان البطل المزعوم من ارتقاء منصة التتويج من جديد.

الغريب أن هذا الأحمق كان يحوم حولي كثيرا منذ بداية الفعاليات بدلا من الالتزام بالتدريب. في البداية ظننته يتباهى بكونه ضابط شرطة في طور الإعداد ويحب لفت الانتباه بأنه بطل العام السابق والأكثر لياقة وجاهزية ومهارة ولا يحتاج تكثيف استعداداته مثلنا نحن الهواة الذين ندخل المسابقة لأول مرة، ولكن كلماته بعد إحدى المباريات ألجمتني..

كنت قد انتصرت على منافسي كعادتي بالضربة القاضية وشرعت في ارتداء سترتي الرياضية بتصميمها المميز باللون الأسود الذي يتخلله درجات الرمادي أعلى الظهر والكتفين كسحب دخانية نافرة تنذر بالغضب والويلات، وذلك لحماية جسدي المتعرق من التقاط نزلة برد.

وقتها اقترب مني شاب طويل يبدو عليه الثقة ببنية رياضية مثيرة للغبطة ونظرات متسلية، كنت أظنه سيطلق تعليقا ساخرا يعبر عن غروره وثقته في نفسه واستهانته بمنافسيه، لكنه قال بصوت هادئ: "لا تظن أنني لا أعرف حقيقتك.. فأنت لست قويا كما تدّعي.. لقد قرأت داخلك بشكل صحيح.. أنت تبدو وكأنك مجبرا على أن تضرب منافسيك.. وكأنك لا تريد ذلك.. بل لا تطيق الأمر.. وكأنك تتألم كلما لامست قبضتك جزء من أجسامهم.. أنت تفضل إسقاط خصومك بالضربة القاضية لكي تنهي الأمر دون أن تتسبب لهم في المزيد من الألم بدون داعِ"، ثم ابتسم بملء فيه، وأكمل: "هم لم يكونوا بالخصوم الأقوياء على أي حال.. وأنت نجحت في التغلب عليهم بأقل مجهود"،

سكت خالد لبرهة ثم استطرد يقول: "لكن أنا مختلف.. وهزيمتي لن تكون أمرا يسيرا.. عليك أن تتخلص من جبنك هذا.. ومن الشيء الذي يحكم قبضته على عقلك.. أيا كان.. وأن تلاكمني كرجل.. أنا لست هشا ولن أنكسر بين يديك.. أرني أقصى ما تستطيع.. فأنا لن أسمح لك بتنفيذ خطتك الجوفاء.. لست أحمقا مثل منافسيك السابقين، وسأدفعك لتقاتلني بكل طاقتك.. فأنا لا أحب الانتصار على المستضعفين.. قاتلني بحق.. ضربة بضربة دون وجل أو خوف ولنر من سيفوز"، ثم ابتسم ابتسامة ساخرة ولمعت عينيه بالتحدي وغادر الصالة دون أية كلمة إضافية.

بعدها بيوم تواجهنا في المباراة النهائية، وقد نفذ وعده بالفعل داخل الحلبة، إذ ظل يستفزني ويضربني ليحقق نقاط التفوق لبضع جولات، حتى بدأت بالفعل أصل لقمة غضبي و أكيل له اللكمات حتى تراجع جسده مترنحا بضع خطوات باتجاه أحد أركان الحلبة..

وقتها هالني تخبطه، فهرعت إليه متلهفا لأسأله: "هل أنت بخير؟"، ليرد عليّ بابتسامة سخيفة تلتها لكمة قاسية في منتصف وجهي.. الوغد كاد أن يكسر أنفي، ولكن نظرة عينيه الساخرة جعلتني أفقد كل تحفظ لي، وبدأت أكيل له اللكمات وأسيطر على مجريات اللعب تماما، حتى أعلن الحكم فوزي بالبطولة عندما باغته بالقاضية.. وبعد انتهاء المراسم تبعني إلى غرفة تغيير الملابس، ثم قال بقلق حقيقي: "لا يجب عليك أن تظل صامتا.. أنا اعرف حالتك هذه.. أنت بحاجة للمساعدة".


استفقت من شرودي على صوت خالد وهو يصيح مزمجرا: "أين ذهبت يا هذا؟ أنت دائما هكذا يصيبك الشرود كلما عجزت عن الكلام.. هل استمعت لأي شيء مما قلته لك؟".

اعتذرت له بصدق، وطلبت منه أن يعيد على مسامعي ما كان يرويه منذ دقائق.. فأخبرني أن بعض زملائه الذين حضروا حفل اليوم وغادروا منذ قليل يظنون أن أمر نقله كان سببه توصية خارجية بعيدا عن الإدارة العليا في المباحث، وأنه لا علاقة بأسلوبه في العمل بتطبيق العدالة دون النظر بوساطة أو محسوبية بقرار النقل.

سألته بجدية: "برأيك من أغضبت هذه المرة؟ هل كنت تحقق مؤخرا في قضية خاصة بأحد حيتان الأعمال في الوطن.. أحد هؤلاء الذين يستندون بثقة على بعض رجال السياسة أصحاب النفوذ الممتد"، فرد عليّ بنبرة مستهينة وقد بدا أنه يحاول تغليفها باللا مبالاة: "أنا لم أغضب أحدا.. أنا رائد شرطة أؤدي عملي كما يمليه عليّ ضميري.. ولا أحب جو التكتلات والعلاقات داخل العمل ولا أسكت على التجاوزات والمجاملات والمحاباة مهما كانت رتبة مرتكبيها كما لا أحب توسطهم لصالح آخرين للضغط عليّ من أجل حفظ التحقيقات في قضايا فساد تأكل اقتصاد البلد وتزيد سخط الناس فتزداد أعمال السرقة والتخريب وربما يصل الأمر لأعمال عنف جماعية تخلخل الأرض تحت أقدام هؤلاء الذين يؤمنون بالخلود ويظنون أنهم يأمنون الحساب".

صدرت مني ضحكة متوترة وقلت مسرعا بعد أن رمقني بنظرة حادة غاضبة: "حسنا.. الآن فهمت لماذا تم نقلك! يبدو أنك ستتعفن هناك لبعض الوقت ياصديقي حتى يرضى عنك قادتك.. لن أقول أنني أتمنى أن تتعلم الدرس هذه المرة.. فأنا أعرفك جيدا.. وكلامي لن يثنيك أبدا عما رسمته لنفسك.. أتمنى لك التوفيق في مكانك الجديد.. ولن أطلب منك الحفاظ على نفسك.. أنا أعلم كم تحب نفسك أيها الأحمق.. كما أن زينة لن ترحمك إذا حدث لك شيء.. بالمناسبة، لماذا لا تفكرا جديا بالزواج هذا الشهر طالما أن مسألة نقلك قد تطول؟".

التمعت عيناه بشدة عندما سمع اسم حبيبته، ورسم على شفتيه ابتسامة حقيقية وقال بشغف: "آه.. أتمنى أن أتزوجها اليوم إذا سمحت لي.. والله حدثتها كثيرا وحاولت إقناعها حتى أنني اقترحت عليها أن تظل هي هنا في العاصمة وأعود أنا لتمضية نهايات الأسبوع معها وأزورها في أوقات الفراغ حسب جدول راحتي، ولكنها تصر على الانتظار ريثما تنتهي على الأقل من مرحلة الدراسة الميدانية لرسالة الماجيستير التي تستعد لمناقشتها قريبا.. وأنا كحبيب مخلص ومتفهم – تبا لي – أقوم بدعمها بنسبة مائة بالمائة، كما أن عروسي الجميلة شديدة الذكاء منشغلة أيضا بالعمل على عدد من التحقيقات الصحفية الخاصة بمخالفات جسيمة في عالم صناعات الأدوية ومستحضرات العناية بالبشرة والجمال، والتحقيق قد يطال أسماء كبيرة في عالم رجال الأعمال مستوردي المنتجات الصحية".

تحول صوته لنبرة أكثر جدية، وأعاد سؤالي عما يعتمل بداخلي ولماذا دخلت في نوبة قلق مفاجئة أثناء القيادة، أجبته بتوتر وحدة: "ماذا أخبرك يا خالد؟ أن ذلك الوغد قد أرسلني من جديد في إحدى مهامه التي يحتاج فيها لبلطجي كي يبطش بعدو جديد؟ هل سيسمح لك ضميرك المهني والإنساني يا حضرة الرائد النزيه أن تستمع للتفاصيل من لساني والتي ستكون اعترافات فعلية دون أن تتحرك بعدها للقبض عليّ والتحقيق معي؟".

أخذت أنهت لبضع ثوان، قبل أن أكمل: "يكفي.. يكفي أن مجرد جهلك بتفاصيل ما أفعله هو سبيلك الوحيد لكي تتجاهل حقيقة أنني أخالف القانون من وقت لآخر وتتستر عليّ بصمتك فقط لأن ضميري يوخزني قليلا في كل مرة.. لا تطلب أن تشاركني أسراري السوداء. فمعرفتك لهذه الأسرار ستؤرقك وتضعك في معضلة حقيقية أمام ضميرك.. كما أن ما فعلته من أجلى على مدى كل تلك السنوات أكثر من كافٍ.. توقف عن محاولة حل كل المعضلات نيابة عني.. أنت لا تدين لي بشيء".

مع كلماتي الأخيرة، كانت أشعة الشمس الذهبية قد بدأت في البزوغ وبسط أضوائها رويدا رويدا على سماء القاهرة، ثم تعالى رنين هاتف خالد معلنا ورود مكالمة من زينة، قمت بوداعه باقتضاب ونصحته بالحصول على قسط من الراحة بعد الرد على حبيبته المفعمة بالحياة حتى يتمكن من السفر لمدينتها الساحلية للقائها والاحتفال معها بأول يوم في العام الجديد دون أن يسقط نائما فور أن يصل لمدينتها.

أثق أنه سيتلقى عقابا قاسيا وقتها، خاصة وأنها لم تحضر حفله الذي كان رجوليا بامتياز..

لم يفوتني قبل المغادرة أن أؤكد على خالد أننا يجب أن نلتقي مجددا قبل أن يسافر ويستقر في الريف، ثم غادرت منزله وأنا ما زلت مثقلا بما قمت بفعله منذ ساعات قليلة، ولكن شيء بداخلي يلح عليّ للاقتراب من وهج شروقي الخاص لتشتيت الغيوم الداكنة التي تظلل روحي وتطسمها بسواد الشعور بالذنب والنفور الذاتي.

۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞

توجهت إلى شقتي، وفور أن فتحت الباب، فاجأني منظر أخي حسام وهو نائم على الأريكة الوثيرة أمام شاشة التليفزيون، يبدو أنه قد امتنع عن مرافقة أصدقائه مفضلا الاستسلام لأحزانه قليلا داخل جدران البيت ودون أن يسمح لهم بإقامة جلسة رثاء لحاله المسكين.

لا أفهمها تلك الفتاة.. علياء إنسانة حقا متذبذبة.. تارة تتمسك به وتعلن حبها الأبدي له وتارة أخرى تنهره لعدم إذعانه لطلباتها بأن يبحث عن عمل ثابت بدخل مجزٍ يسهل لهما عملية الزواج بدلا من مطاردة حلمه بالعمل ككاتب سينمائي وإصراره على تخصيص أغلب وقته في السعي وراء هذا الحلم بحضور ورش كتابة وندوات لأشهر مؤلفي السيناريو في بلدنا بالإضافة بالطبع لحضور حلقات النقاش وتبادل الخبرات داخل المقاهي الثقافية بشكل دوري منتظم.

عدلت وضعية رأسه أعلى الوسادة الناعمة ثم غطيته بشرشف خفيف، وتوجهت للحصول على حمام سريع حتى أعود لمنزل السيد رحيم لأخبره بإتمامي المهمة بنجاح..

خفق قلبي بسرعة لهذه الخاطرة معلنا دون مواربة أنه يعلم أن زيارتي العاجلة للفيلا في هذا الموعد ليست لأجله.. بل لأجلي.. حتى أشاهدها وهي تمارس تمارينها الصباحية.

۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞

وصلت إلى فيلا رحيم عماد الدين في حي مصر الجديدة الهادئ في حدود الساعة الثامنة إلا الربع، وتوجهت على الفور إلى الحديقة الخلفية حيث المكان المفضل لابنته شروق، والتي تقضي أغلب أوقات يومها هناك.. إما للمذاكرة أو لممارسة الرياضة أو للاستماع للموسيقى، فهي ليست من الفتيات عاشقات الصخب ومدمنات التسوق ولفت الانتباه.. بل هي صاحبة مزاج خاص ولديها روتين شبه ثابت وكأنها لا تنتمي لهذا العصر من الأساس..

تبدو بالفعل كإحدى هوانم القصور الملكية في فترة الأربعينات، ولا يمكن اعتبار تفضيلها الجلوس في المنزل على الخروج بشكل متكرر هو نوع من الانطوائية، بل حبا للهدوء واستثمارا للوقت في أنشطة أكثر فاعلية من الثرثرة وجلسات النميمة أمام الطاولات داخل الأندية أو الخروج في رحلات تسوق بلا هدف.

وقفت في ركن جانبي بين شجرتين أراقبها وهي تمارس رياضة الجري بملابسها الرياضية ذات الألوان المبهجة بينما تخفي خصلات شعرها كالمعتاد خلف توربان عملي أنيق يتزين بربطة فراشة ضخمة تزيد ملامحها طفولية وبراءة برغم أنوثتها المهلكة.

كانت شروق تركض بلياقة واضحة وقد وضعت سماعات الأيبود في أذنيها ويبدو على وجهها علامات الاسترخاء والسلام وكأنها لا تحمل هما بخصوص أيا مما يجري بهذا العالم.

يبدو أنها تتمتع هذا الصباح بحالة نفسية رائعة على عكس حالتها الليلة المنصرمة، حيث استمرت تجري بنفس الحيوية لبضع دقائق إضافية، ثم توقفت معلنة نهاية روتينها الرياضي اليومي وتوجهت للمنزل للاغتسال وتغيير ملابسها.. وأنا بدوري دلفت لداخل الفيلا ثم توجهت إلى المطبخ وطلبت كوبا من القهوة من يد السيدة سناء التي تعمل كمدبرة للمنزل بعد أن ظلت تعمل كمربية شروق طوال فترة طفولتها ومراهقتها كما فهمت منها في إحدى جلساتنا القصيرة خلال مروري بالمنزل.

قدمت لي سناء القهوة ومعها بضع وحدات من مخبوزات الكرواسون الطازجة، ولكنني اعتذرت لها عن تناولهم رغم أنني لم أتناول الكثير من الطعام منذ عصر الأمس.

ألحت هي من جديد، ولكنني تلكأت في تناول إحدى المخبوزات الساخنة، فأنا لا أحب تناول الطعام بمفردي.. أبدا.. لكن ليس عليها أن تعرف هذه المعلومة..

اعتذرت بلباقة وتعللت بأنني قد أخذت تناولت بالفعل قبل مغادرتي منزلي وأشعر بالشبع والامتلاء.

تجاذبت أطراف الحديث مع سناء لبضع دقائق ريثما يكون رحيم جاهزا لاستقبالي، وحرصت هي على أن تسرد لي عن بعض تفاصيل حفل البارحة بعد مغادرتي له، حيث ذكرت تشاجر اثنين من كبار رجال الأعمال بعد أن نال منهما الخمر ليتبادلا السباب والاتهامات الخادشة للحياء، ثم سربت لي بعض الأخبار عن الحالة المزاجية للسيد رحيم هذا الصباح مؤكدة أنه اشتعل بالغضب وأثار ضجة كبيرة جعلت الجميع في حالة من التوتر بحلول نهاية الحفل دون أن تفهم السبب وراء ذلك..

استأذنت منها لكي أتوجه إليه، ولكن تسمرت في طريقي إلى مكتبه عندما وجدت شروق جالسة في الصالة الرئيسية الرئيسية تطالع تطورات الأحداث في الدولة المجاورة التي تشهد تحولا سياسيا تاريخيا وتبدل بين القنوات الإخبارية المختلفة حتى تستمع لوجهات نظر متباينة من أكثر من مصدر حول الوضع هناك.

وقفت قليلا لأراقب انغماسها لاحقا في مكالمة هاتفية مع إحدى صديقاتها على ما يبدو، حيث بدا عليها الانفعال وهي تناقش الأمر معها، وتخبرها أنها ستقوم بتحليل كامل للوضع وستنشره عبر مدونتها الإلكترونية.

كنت أود بالفعل الوقوف مطولا لمراقبتها ولكن الآن ليس الوقت المناسب.. ليس وهذا الرجل يشتعل غضبا بالصورة التي رسمتها السيدة سناء.. والآن عليّ أن أتوجه إليه لأتلقى غضبه بالكامل.. فإما أنا أو شروق.. أعرفه جيدا عندما يكون غاضبا.. لابد أن ينفس غضبه نحو أحدهم كثور هائج حتى يهدأ تماما.

توجهت إلى غرفة مكتبه، وطرقت الباب منتظرا الإذن بالدخول، ثم توجهت إلى صدر حجرة المكتب بخطوات ثابتة ملقيا تحية الصباح، ليرد عليّ بتهكم واضح: "وأي خير سيأتي من ورائك يا عديم النفع؟".. التزمت الصمت ولم أنبس بكلمة حتى لا أغضبه بشكل أكبر تاركا المجال له لتخرج المواجهة كما يخطط لها.

استطرد هو بعد أن رمقني بنظرة تهدلت لها شفتاه وأسفل ذقنه عاكسة شعورا واضحا بالقرف: "لماذا لا تنفذ تعليماتي كما أمليها عليك؟ هل عليك دائما أن تتصرف وكأنك صاحب القرار؟ كيف لا تستمع لي؟ هل مازلت تعاني من هذا الأمر اللعين؟".
ثم رفع صوته قليلا وهو يصيح بانفعال لا يجيد هو أبدا السيطرة عليه: "لا أعلم سر صبري عليك كل تلك السنوات وأنت أحمق تافه عديم الفائدة بشكل لا يوصف.. ماذا كنت أنتظر من شخص بلا أصل ولا يمتلك أية موهبة؟ يبدو أنني تساهلت معك كثيرا في الفترة الماضية وأنت ركنت إلى التكاسل".

من جديد، تجنبت الرد أو تحديه ولو بنظرة، فظل هو يطالعني بمقلتيه مطولا والشرر يتطاير من عينيه اللتين جحظتا بتحدٍ واضح، وكأنه يريد مني أن أدخل معه في مناقشة محتدمة حتى أعطيه سببا لكي يفقد أعصابه، ولكنني حرصت على التزام الهدوم التام وأنا أجيبه بكلمات انتقيتها جيدا حتى تبدو متعقلة ومقنعة، وبداخلي كانت موجة جليدية تلف أسفل عمودي الفقري وتسيطر على النصف العلوي من جسمي بالكامل وكأنني واقفا وسط حقل ألغام سينفجر في أية لحظة مع أية حركة خاطئة من جانبي..

قلت بصوت هادئ وبأدب جم: "إن كنت تقصد تأديب حسين عبد اللطيف، فليس هناك ما يدعو للقلق بعد الآن. لقد أوصلت له رسالتك على أكمل وجه.. وتركت له تذكارا بسيطا.. وأنا متأكد بشكل تام أنه سينفذ ما تريده دون حاجة لإراقة الدمــــ"..

قاطعني صوته الجهوري الذي فقد السيطرة عليه تماما على ما يبدو قائلا: "هل تسمي الحرق البسيط في يده تذكارا؟ أنت لا تصلح لشيء أيها المخنث.. يبدو أنني تركتك طويلا دون متابعة حقيقية حتى أصبحت رخوا وطريا.. أنت بالتأكيد بحاجة لجلسة تنبيه جديدة لعقلك، لكي تنعش ذاكرتك وتعيدك لمجدك القديم كآلتي المفضلة للتعذيب.. وأنا لن أنتظر وقتا إضافيا، لن تحصل مني على فرص أخرى يا صاحب العقل الخرب، اخلع قميصك ثم استدر وواجه الحائط.. ولا تصدر صوتا مطلقا".

انتابتني رعشة لم أتمكن من السيطرة عليها أبدا، ثم بدأت بخطوات رتيبة أنفذ ما أمرني به.

في اللحظات التالية، اكتنفت الغرفة حالة من الهدوء المرعبة لم يقطعها سوى صوت نزعه لحزام الخصر الخاص به من سرواله الذين يحتضن محيط بطنه البدين، ثم شعرت به يقترب مني بخطوات هادرة تبين استعداده التام للعنف وتلذذه به..

حاولت أن أهرب بعقلي من الموقف برمته.. نجحت حينا وفشلت أحيانا.. وفي النهاية لفتني حالة من السكينة عندما سحبني اللا وعي إلى واقع موازٍ بعيد تماما عما كان يحدث فعليا في هذه الدقائق،

لم أستفق من حالتي هذه إلا على صوت غلق الباب بقوة، لأكتشف أنه قد غادر غرفة المكتب وتركني وحيدا.. فخارت قواي وسقطت أرضا.. ووجهي تغرقه الدموع والألم يعصف بداخلي كموجات هادرة سوداء مليئة بالحقد والغضب تسيطر على أوردتي وتهدد بالانفجار في أية لحظة..

نهاية الفصل..
دمتم بود وحب وسلام


مروة سالم غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 30-01-21, 07:34 PM   #25

نهله صالح

? العضوٌ??? » 425707
?  التسِجيلٌ » Jun 2018
? مشَارَ?اتْي » 166
?  نُقآطِيْ » نهله صالح is on a distinguished road
افتراضي

😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭 😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭ليه يا عبد الرحيم تعمل فيه كدة

نهله صالح غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-01-21, 08:06 PM   #26

شيرى رفعت

? العضوٌ??? » 482388
?  التسِجيلٌ » Dec 2020
? مشَارَ?اتْي » 90
?  نُقآطِيْ » شيرى رفعت is on a distinguished road
افتراضي


منتظرة جدا اعرف حازم الشبح ولا لأ


شيرى رفعت غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-01-21, 08:09 PM   #27

Nour fekry94

? العضوٌ??? » 461550
?  التسِجيلٌ » Jan 2020
? مشَارَ?اتْي » 339
?  نُقآطِيْ » Nour fekry94 is on a distinguished road
افتراضي

رحيم ابن ال.... بكرهه بجد راجل مقرف 😭😭😭😭
تسلم ايدك علي الفصل يا مارو ومستنية الجاي جدا ❤❤


Nour fekry94 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-01-21, 08:34 PM   #28

مروة سالم

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية مروة سالم

? العضوٌ??? » 482666
?  التسِجيلٌ » Dec 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,756
?  مُ?إني » مصر
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » مروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   ice-lemon
?? ??? ~
Why so serious?
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شيرى رفعت مشاهدة المشاركة

منتظرة جدا اعرف حازم الشبح ولا لأ
أكيد هتعرفي مين الشبح اليوم



مروة سالم غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 30-01-21, 09:15 PM   #29

شيرى رفعت

? العضوٌ??? » 482388
?  التسِجيلٌ » Dec 2020
? مشَارَ?اتْي » 90
?  نُقآطِيْ » شيرى رفعت is on a distinguished road
افتراضي

حرااام عليكِ يا مروة 💔💔
حازم وجع قلبى 😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭
😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭


شيرى رفعت غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-01-21, 09:24 PM   #30

MonaEed

? العضوٌ??? » 413356
?  التسِجيلٌ » Dec 2017
? مشَارَ?اتْي » 356
?  نُقآطِيْ » MonaEed is on a distinguished road
B11

حقير رحيم
حازم الشبح
لماذا يسكت له على مايفعلة به
خالد اتمنى الا يحدث له شئ


MonaEed غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:33 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.