آخر 10 مشاركات
مشاعر على حد السيف (121) للكاتبة: Sara Craven *كاملة* (الكاتـب : salmanlina - )           »          جدران دافئة (2) .. سلسلة مشاعر صادقة (الكاتـب : كلبهار - )           »          أرملة أخيه-قلوب زائرة(ج1 سلسلة حكايات سريه) للكاتبة : عبير محمد قائد*كاملة&الروابط* (الكاتـب : قلوب أحلام - )           »          خادمة القصر (الكاتـب : اسماعيل موسى - )           »          رغبات حائرة (168) للكاتبة Heidi Rice .. كاملة مع الروابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          هيا نجدد إيماننا 2024 (الكاتـب : رانو قنديل - )           »          سجل هنا حضورك اليومي (الكاتـب : فراس الاصيل - )           »          نبضات حرف واحاسيس قلم ( .. سجال أدبي ) *مميزة* (الكاتـب : المســــافررر - )           »          في قلب الشاعر (5) *مميزة و مكتملة* .. سلسلة للعشق فصول !! (الكاتـب : blue me - )           »          587 - امرأة تائهة - راشيل فورد - ق.ع.د.ن ... حصريااااااا (الكاتـب : dalia - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

مشاهدة نتائج الإستطلاع: هل تعتقدون أن خالد قد مات وانتهى دوره بأحداث الرواية؟؟
نعم 0 0%
لا 6 100.00%
المصوتون: 6. أنت لم تصوت في هذا الإستطلاع

Like Tree484Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 08-04-21, 06:12 AM   #331

إنجى خالد أحمد

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية إنجى خالد أحمد

? العضوٌ??? » 156140
?  التسِجيلٌ » Feb 2011
? مشَارَ?اتْي » 6,041
?  مُ?إني » مصر ..
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » إنجى خالد أحمد has a reputation beyond reputeإنجى خالد أحمد has a reputation beyond reputeإنجى خالد أحمد has a reputation beyond reputeإنجى خالد أحمد has a reputation beyond reputeإنجى خالد أحمد has a reputation beyond reputeإنجى خالد أحمد has a reputation beyond reputeإنجى خالد أحمد has a reputation beyond reputeإنجى خالد أحمد has a reputation beyond reputeإنجى خالد أحمد has a reputation beyond reputeإنجى خالد أحمد has a reputation beyond reputeإنجى خالد أحمد has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


لنبحر سويًا عزيزتي الجميلة إلى الفصل الثامن؛
والذي كانَ على لسانِ شروق...

الفصل الثامن...

بتدبيره مع سناء، استطاعَ أنْ يخفف حمله جهة هذه الثورية الصغيرة وأخمدها خلال مظاهرات الثامن والعشرين من يناير 2011 والتي كانَتْ الأعنف على الإطلاق (بعد يوم موقعة الجمل) خلال الثورة المصرية... حقًا لم أكن لأتخيل مدَى فزعه وهو يسمع عن بشاعة هذا اليوم وصغيرته بينَ هذا الطوفانِ...

حقًا إن مرض التشاعر هذا ابتلاءٌ عظيم؛ وإن كنتُ غير قادرة على تكهنِ المآل الذي ستضعينه لحازم ومرضِهِ ذاك. فأي علاج سلوكي هذا الذي يمكن أنْ يرحمه من ألا ينغمسَ مع أحاسيس من حوله سواء سلبية أو إيجابية؟! متشوقة للتعرف على معالجتك لهذا الوضع الغريب والصعب...

مشهد استماعها لكلماتِ والدها؛ وتعرفها على طبيعة العلاقة العطنة الجامعة له مع تابعها، كانَ مروِّعًا. لم أتوقع أنْ تجعليها تكتشف العلاقة وأنَّ حازم هو المتلقي لهذه السموم. ظننتها ستبقَى جاهلةً لبعض الوقت. لكني تفهمتُ بالطبع بعدَ اطلاعي على سائر الأحداث... كالعادة أشفقتُ على هذا المسكين الذي سقط فى بؤرة نقمة أحب المخلوقات على قلبِهِ؛ ودون أنْ يعرف أو يدافع عن نفسه... هذه الحقيقة التي كشفتها والتي دفعت بالأدرينالين إلى صدرها كي تخرق قواعد والدها وتذهبُ إلى الميدانِ ولو بصورة متطوعة لعلاج الشباب الثوَّار... أحببتُ تفكيرها البطولي إذ ظنَّتْ أنها قادرة على مجابهة جبروت أبيها من خلال كونها طبيبة تشفي الجراح الذي سيسببه... أحببتُ منطقيتها فى الحوار الذاتي..
طبعا لاحظتُ إعادتك لتفاصيل مشاهد المقدمة جميعها وصولًا إلى لقائها مع حازم.... أحببتُ التفاصيل الإضافية (وإنْ كنتُ شعرت بإطنابٍ شديد فى بعض المواضع) _اعذريني لكني بعد روايتي "رقصة فى وادي القمر" بِتُّ حساسة جهة الإطناب لكثرة استماعي لمقولة (أرهقني استفاضة السرد) فلا أودك أبدًا أنْ تسمعي مثل هذه المقولة... خاصةً فى مشهد وصفها لحازم الملثم... أعجبني أنها تعرفت عليه بعد قليلٍ من التفكير!
وصفُكِ ليوم موقعة الجمل، وحمل حسام إلى المستشفى الميداني برجلِهِ التي خربَـتْ من حوافر الخيول حفزني لتذكر وقائع هذا اليوم البشع... أعجبني وصفك الواقعي لما كانَ يجري سواء فى الميدانِ أو فى المستشفيات المحيطة... عشقتُ تفاصيل حوارها مع حسامِ ووصفه لحازم.... أحببتُ هذا الفصل بلا ريبٍ؛ وإن انتهى بفاجعةٍ حقًا... رؤيتها للجسد المتوفي واهتزازها جاء موفقًا جدًا... فها قد جابهت الموت!
ومن الواضح أنَّها فى أعقاب هذا اليوم قد صارت امرأةً أخرى بلا ريبٍ..... لن تتسامح مع والدها مجددًا؛ وسترفض الوهم الذي جعلها تحسبُ أنَّ أباها يحبها... لقد عرفَتْ أنُّه جلمودٌ حقير لا يستحق إلا الموت....
أحبُّ حواراتها مع سناء بكلِّ تأكيدٍ؛ فالأخيرة تقدر معاناتها مع أبيها وتحب أن تكون مرفأ السلام لها...

تحياتي لكِ غاليتي وجزيل شكري على الفصل الجميل....


إنجى خالد أحمد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-04-21, 05:23 PM   #332

مروة سالم

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية مروة سالم

? العضوٌ??? » 482666
?  التسِجيلٌ » Dec 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,756
?  مُ?إني » مصر
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » مروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   ice-lemon
?? ??? ~
Why so serious?
Icon26

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شيرى رفعت مشاهدة المشاركة
الفصل رهيب كالعادة 👌👌🧡🧡🧡
الشباب اللى ضاع مستقبلهم واللى ماتوا وراح عمرهم هدر 💔💔
حسام مثال الكتير منهم بس هو اهون بكتير من حالات تانيه
رحيم وسابته وجبروته فى سر متعلق بمراته ودا سبب كرهه لشروق
دعم خالد اللامشروط لحازم وتغاضيه عن انه رجل شرطة
سلمت اناملك وزادك الرحيم من فضله
شيري متحرمش يا رب من كلامك ودعمك المستمر ومتابعتك :heeheeh:
فعلا حسام ناله مما نال الثوار.. ولكن أهون قليلا من بعضهم.. ربما حتى لا تكون الرواية أكثر سوداوية.. وحتى لا نظلم شخصية حسام بمآسي كثيرة دون إتاحة فرصة حقيقية له لعرض مشاعره ووجهة نظره.. ولكنه بالتأكيد قد تحمل نتيجة اختياره وقبل التضحية لأجل قناعاته وإيمانه بالتغيير..

سيظل رحيم نرجسيا انتهازيا طامعا.. برغم ثروته الهائلة.. لا يملأ عينيه شيء.. لا يهدأ قبل أن يرى الجميع تحت قدميه.. هل هذه عقدة؟

خالد نموذج لإنسان شهم وشريف ومعطاء.. وهم كثر في بلادنا.. لكن للأسف لا نرى سوى الأشرار.. ولهذا رغم صعوبة مهنته .. لونت شخصيته بألوان الحياة الإيجابية..

أشكرك جزيلا يا عزيزتي.. ورمضان كريم


مروة سالم غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 09-04-21, 05:37 PM   #333

مروة سالم

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية مروة سالم

? العضوٌ??? » 482666
?  التسِجيلٌ » Dec 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,756
?  مُ?إني » مصر
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » مروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   ice-lemon
?? ??? ~
Why so serious?
Rewitysmile9 اقتباس جديد

اقتباس من الفصل الثاني عشر.. سيتم نشره غدا بإذن الله ما لم يكن هناك مشكلة فنية بالمنتدى.. وبعدها سنتوقف باذن الله خلال شهر رمضان الكريم ونعود للنشر بعد عيد الفطر..

وصلت إلى باب الغرفة، وقبل أن أشرع في سحب مقبضه، كان صوت أبي هو أول ما استقبلته أذناي..
كان يتحدث عبر الهاتف بكلمات غير مفهومة.. لم أستطع الاستماع إليها جيدا أو استنباط فحواها من خلف الباب.
تحركت على الفور بحركات خفيفة إلى الغرفة الجانبية المجاورة لغرفة مكتبه، و ألصقت أذني على زاوية النافذة ليأتيني صوته بوضوح.. كان يتحدث بثقة ونشوة الفائز المظفر.
جاء صوته ضاحكا وهو يقول: "لك أن تتخيل يا عزيزي.. ذلك الأحمق كان يصدق بالفعل أن بإمكانه أن يتحداني.. أن يعض اليد التي امتدت له عندما كان ذليلا.. كيف لهذا الكلب أن يظن أنه قد يخرج من أية مواجهة معي منتصرا؟! غبي"..
بعد القليل من الصمت، ارتفع صوته مجددا وهو يقول: "الأحمق كان يظن أنه يستطيع أن يبتعد في الوقت الذي يريد.. ولماذا ربيته على يديّ إذًا؟.. كان يصدق أنه يستطيع الهروب مني بينما يعرف كل تلك الأمور التي قمت بها على مدار تلك السنوات.. إذا لم يستمع لي سأجعله يلتقي بوالده في الجحيم أسرع مما كان يظن".
دخل أبي في نوبة من الضحك المنفر بعد أن توقف لبرهة ليستمع لما يقوله محدثه على الطرف الآخر، ثم تابع: "كان عليّ أن أقوم بإغوائه بطريقة مختلفة هذه المرة.. فإذا كان يظن أنه تمرد على أساليبي القديمة، فأنا لا أعدم الوسائل أبدا.. كنت أعرف دائما أن عينيه على الفتاة.. والآن سأرميها له.. لا أهتم مطلقا بما قد يحدث لها.. المهم أن تبتعد عني وأخلص من المشكلات التي قد تسببها لي بفضولها وتطفلها وحماقتها.. أصبحت متلصصة في الأونة الأخيرة، وتفتش في أغراضي.. تظن أن بإمكانها أن تتوصل لشيء ضدي كما يخبرها عقلها".
اللعنة.. هل قرأني بتلك السهولة؟
توقف أبي لبرهة مجددا، ثم استطرد: "لا لا.. هو سيفرح بهذه الهدية.. وسيعود تحت جناحي من جديد.. أمامنا الكثير من العمل فور أن ينتهي صخب التظاهرات اللعينة.. سأعوض كل خسائري.. واستعادة النظام لسطوته ستفيدني كثيرا في مشروعاتي المقبلة.. لا أصدق أن حفنة من الرعاع قد أوقفوا حال البلد بتلك الطريقة.. سيدمرون الاقتصاد من أجل نزوة سياسية وفورة حماس.. لابد من التعامل معهم بيد من حديد بدلا من ترك المجال لهم حتى يقفوا لنا ندا لند".





مروة سالم غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 09-04-21, 05:39 PM   #334

مروة سالم

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية مروة سالم

? العضوٌ??? » 482666
?  التسِجيلٌ » Dec 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,756
?  مُ?إني » مصر
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » مروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   ice-lemon
?? ??? ~
Why so serious?
Icon26

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة إنجى خالد أحمد مشاهدة المشاركة
أنا خلصت الفصول كلها

ومضايقة جدًا!
كدا مفيش غير فصل واحد بس قبل رمضان!

الفترة الجاية بإذن الله أجهز ردودي على كل فصل...

تحياتي حبيبتي..
انجي حبيبتي.. بالتأكيد مراجعاتك المذهلة لا يصلح معها مجرد تعليق بسيط.. لذلك سأستمتع بقرائتها تباعا والرد على كل منها بالتفصيل..

تفاجأت أنكِ أنهيت كل الفصول


مروة سالم غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 09-04-21, 07:17 PM   #335

شيرى رفعت

? العضوٌ??? » 482388
?  التسِجيلٌ » Dec 2020
? مشَارَ?اتْي » 90
?  نُقآطِيْ » شيرى رفعت is on a distinguished road
افتراضي

على قد حزنى على شروق وإنها تسمع كلام زى دا 😥
على قد منا فرحانة إنها عرفت الحقيقة💃🏼💃🏼 وإن حازم مش قابل اللى بيحصل
وكان عايز يمشى 💗💗
الرحيم يحنن قلبها عليه 🙈🙈


شيرى رفعت غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-04-21, 08:08 PM   #336

Nour fekry94

? العضوٌ??? » 461550
?  التسِجيلٌ » Jan 2020
? مشَارَ?اتْي » 339
?  نُقآطِيْ » Nour fekry94 is on a distinguished road
افتراضي

اضحك ولا ابكي ولا اشتم رحيم الكلب ؟ 🙂🙂
تسلم ايدك يا مروتي اقتباس مشوق وجميل ♥️♥️
زي ما شيري قالت تقريبا شروق عرفت جزء من الحقيقة ان حازم مجبور و رحيم مستغله بالعافية 💔
ف انا مستنية فصل بكرة بفارغ الصبر ومبسوطة ان الفصل بكرة هيبقى مع شروق عشان وحشتني ♥️♥️♥️


Nour fekry94 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-04-21, 02:10 PM   #337

مروة سالم

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية مروة سالم

? العضوٌ??? » 482666
?  التسِجيلٌ » Dec 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,756
?  مُ?إني » مصر
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » مروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   ice-lemon
?? ??? ~
Why so serious?
New1 الفصل الثاني عشر

الفصل الثاني عشر
شروق


اتركي كل ما في يدك وأحضري فورا إلى منزلي

رميت هاتفي على طاولة المكتب بعد أن أرسلت الرسالة إلى حنان.. وأخذت أزرع الغرفة جيئة وذهابا بضيق وانفعال..
حيرة شديدة يخنقها غضب عنيف، ويشعلهما معا لهيب دهشة متأجج.
لا أستطيع ترتيب أفكاري.. بل لا أستطيع التفكير..
رأسي سينفجر..

لم أبدأ بعد في ترتيب وتحليل المعلومات التي اكتشفتها خلال الأيام القليلة الماضية.. ثم.. ثم.. يزوجني؟

أبي سيزوجني بدون موافقتي.. هكذا.. وكأنني بهيمة تساق إلى الثور في موسم الاستيلاد؟

طرقت سطح المكتب بكلتيّ يديّ بحنق، ثم مددت يدي نحو ياقة كنزتي الصوفية عالية الرقبة أحاول تمديدها قليلا.. كادت المسكينة أن تتمزق بعنف أصابعي التي تجذب طرفها العلوي الدائري الخانق كمخالب معدنية حادة بجنون..

لماذا يبدو التنفس أمرا مرهقا فجأة؟..
داخلي بركان متقد على حافة الانفجار..
أحتاج لأن أهدأ.. ثم أشغل رأسي من جديد...

سأحصل على حمام ثم سأمشط شعري.. ووقتها سأهدأ ثم سأفكر بشكل منطقي..

بعد حوالي ساعة، أنهيت حمامي وارتديت منامة منزلية مريحة من القطيفة المبطن، ثم أسدلت خصلات شعري على كتفيّ..

وبدأت في تمشيطه بلطف وببطء شديدين.. أعرف عن تجربة أن هذا الفعل يهدئ أعصابي ويمنحني بعض الهدوء الذهني.
ماذا الآن؟
لأرتب ذهني بما لدي من معلومات أولا..

أبي مسؤول عن موقعة الجمل.. لا بل أبي مسؤول عن كل أعمال التخريب في ميدان التحرير..
هذا أولا..

وثانيا.. حازم هو الذراع الأيمن لوالدي في أعماله التخريبية..
لكنه.. لكنه كان يتعرض للابتزاز..
هل هناك فارق؟!
في النهاية هناك أرواح تأذت على يديه.

ثم.. حسام شقيق حازم..ورغم أنه أصيب بعاهة مستديمة، إلا أنه ظل يصر على أن أخاه لا يمكن أن يؤذيه بهذا الشكل.. ولا يمكن أن يكون سببا في إصابته أو أيا من الموجودين في الميدان.

كان الشاب متيقنا أن أخاه ليس قائد المجرمين الهمجيين الذين مارسوا مارسوا أعمال البلطجية الدموية ضد المعتصمين.
وهذا الكلام أكده أبي بشكل أو بآخر عندما هاجمه حازم في مكتبه..

إذًا حازم ليس مسؤولا عن موقعة الجمل..
أم تراه مسئولا ومدبرا لكل شيء، ولكنه ينجح بشكل بارع في إخفاء وجهه المظلم تحت قناع زائف يخدع به الجميع؟
عقلي مشتت والأفكار تتصارع فيما بينها ولا تستقر على قناعة واحدة منطقية..
الغضب يعود بموجات هادرة ليضرب رأسي في شكل نوبة صداع نصفي.

قذفت فرشاة الشعر بعنف نحو سطح مكتبي لتصطدم بجهاز اللابتوب.. من يهتم؟!
أرغب في تحطيم كل شيء حتى تهدأ الثورة التي تستعر بداخلي.

أخذت أزم شعري بغيظ في شكل ذيل حصان مرفوع..
آه لقد طالت خصلاتي.. يجب أن أقصها..

هممت للبحث عن المقص، ولكن تراجعت في اللحظة الأخيرة.. ليس الآن.. وإلا سأتلفه تماما..
آه يا رأسي.. إلى أين يأخذني تفكيري المشتت؟ هل هذا هو الوقت المناسب للتفكير في تسريحة شعري المقبلة؟
عدت من جديد للسير داخل الغرفة جيئة وذهابا..
لماذا لم تصل حنان بعد؟ ولماذا لا أهدأ؟

الركض.. هذا هو الحل!
سأجري لنصف ساعة لتصفية ذهني والتخلص من التشتت.. ثم أستكمل التفكير.

بدلت ثيابي من جديد وارتديت ملابسي الرياضية ووضعت غطاءً رياضيا على رأسي لحماية شعري المبلل من الهواء، ثم أحضرت جهاز "الأيبود" وشغلت قائمة من الأغنيات ذات الإيقاع السريع والتي تحفز على الحركة والنشاط.

قطعت الحديقة ركضا لعدة أشواط حتى تقطعت أنفاسي تماما، ثم عدت لغرفتي من جديد.. متعرقة ومجهدة.. ولكن بأفكار منتظمة غير متشابكة..

اغتسلت سريعا وارتديت منامتي، وأخذت أفكر من جديد.
كان ذهني قد خرج من اضطرابه وانطفأ وميض الأفكار المتلاحقة بداخله إلا فكرة واحدة..
الزواج..

لماذا عرض والدي تزويجي بهذه الطريقة على حازم؟! هل يراني بلا قيمة لهذه الدرجة؟! أي نوع من الآباء يفعل هذا؟!
إجابة هذا السؤال واضحة تماما بالنسبة لي.. لم أدركها على مدى سنوات عمري التي قضيتها في كنف هذا المنزل رغم معاملته الجافة الخانقة لي بشكل يومي، ولكنني علمتها مرة واحدة عندما تلصصت عليه.

ذلك النوع الذي لا يتردد في إزهاق الأرواح وقتل الأبرياء لتحقيق أهدافه.
ولكن لماذا يقبل هذا الشاب الابتزاز؟
هل وافق بالفعل؟ أنا لم أسمع إجابته..
تبا لي.. ليتني أكملت تلصصي لأستمع لإجابته..

حمقاء.. هل كان عليّ أن أقفز كالملسوعة فور أن سمعت أبي يعرض عليه الأمر؟ لماذا لم أنتظر قليلا لأستمع لإجابته؟ لماذا هربت كمن تم الإمساك بها بالجرم المشهود؟

هل قبل العرض؟ ولماذا يقبل؟ من يوافق على الزواج من فتاة يعرضها عليه أبوها بهذه الطريقة الرخيصة؟
حتى وإن كان من المحتمل أن يقبل الأمر كصفقة.. ما الذي يمكن أن يجمع بيننا؟ نحن الاثنان مختلفان كليا كاختلاف الليل والنهار..

ثم.. ثم إنه ليس مضطرا لقبول الزواج بهذه الطريقة.. أم تراه مجبرا؟
أقصد.. هل ما زال والدي يسيطر عليه بطريقته الغريبة..
لقد كان يضربه ذلك اليوم.. وربما ليست المرة الأولى أو الوحيدة..
هناك شيء غامض بينهما.. لماذا يقبل حازم تصرف أبي معه بهذه الطريقة؟

ثم.. ثم.. ما قصة الكرة الحديدية ذات الأسنان المدببة؟
لقد قرأت في بعض المراجع أن بعض مرضى الاكتئاب قد يقومون بإيذاء أنفسهم، خاصة إذا انتابتهم نوبات قلق..
تُرى هل يعاني حازم من مرض نفسي؟ هل هو مريض اكتئاب؟

هل يعلم أبي بمرضه؟ هل لهذا يعتدي عليه بهذا الشكل الهمجي؟
صداع.. صداع يمزق رأسي..

رفعت أناملي أدلك بها جانبي رأسي بحركات دائرية رتيبة لتقليل الشعور بالصداع جراء تزاحم الأفكار في عقلي..
بالنهاية توصلت لقناعة واحدة..

لا يهمني كثيرا ما يحدث له.. فليحترق إن شاء.. ذلك المجرم
لكن.. ماذا عني؟

هل سأتزوج جبرا؟ وأي زواج الآن؟! أنا على أعتاب التخرج وبدء حياتي العملية وتحقيقي طموحي الطبي الذي عشت سنوات مراهقتي وشبابي أخطط له..

لم أفكر نهائيا في الزواج.. ولم أعش أبدا قصة حب..
كل حياتي خصصتها للدراسة والكتابة.. فكيف ينتهي بي الحال هكذا؟..
لا.. أنا لن أقبل الزواج بهذا الشكل.
ولكن.. أبي.. ماذا سيفعل بي؟!
نعم.. أعترف.. أنا أخشاه..

كنت أخشاه طول حياتي.. كنت أتجنب الحديث معه أو التعاطي معه إلا في أضيق الحدود وعند الضرورة فقط..

لم يغمرني أبدا بعطفه أو حبه رغم أنني يتيمة الأم.. لم أشعر بعاطفة الأبوة من جانبه.. ولولا.. لولا ماما سناء ما كان لدي آية مظلة من العواطف تقيني عواصف هذه الدنيا وأعاصيرها.

والآن بعد أن اكتشفت جانبا أكثر قتامة وسوداوية له.. لا بل جانبا دمويا يستحل القتل..
من المؤكد أنه لن يكون متفهما أو رحيما معي..

انتابتني ضحكة ساخرة عند هذه الفكرة.. أعني كيف لرجل لا يعرف شيئا عن الرحمة أن يكون اسمه رحيم!!..
هل يمكن أن يؤذيني أبي كما فعل مع حازم؟
ألم يكن يؤذيني كل تلك السنوات؟ وهل كل الإيذاء جسدي؟!

قطع تدافع أفكاري، صوت فتح باب الغرفة بقوة واقتحام حنان للمكان بكل حيويتها وطاقتها الصاخبة القادرة على تبديل الأجواء في ثوانٍ معدودة..

دلفت صديقتي إلى الداخل وهي ترسم ابتسامة عريضة على شفتيها تحاول من خلالها إخفاء قلقها..
بالتأكيد رسالتي الغامضة أصابتها بالذعر.

"ماذا هناك يا صديقتي؟ هل قبلتِ أخيرا أن نستغل الانفلات الأمني ونقوم بسرقة أحد البنوك؟".. سألتني هي بنبرة مشاكسة، فهي لا تعرف شيئا بعد عما جرى في الميدان..
أو بعده..

"أقبلي يا فتاة.. أحتاج إليك".. قلتها بابتسامة هادئة، ثم قطعت خطوتين نحوها وارتميت في أحضانها وعانقتها بقوة، فقالت هي ممازحة: "آه.. وقعت المسكينة في حبي تماما.. ما هذا العناق المشتعل؟"..

ضربتها على كتفها بعد أن تركت ذراعيها، ثم أخبرتها بحدة: "بل سأتزوج"، لتتهاوى هي على الأريكة الزوجية المقابلة لمكتبي بفعل نوبة من الضحك.

ناظرتها بوجوم حتى تخلصت من ضحكاتها، ثم سألتني بفرحة ممتزجة بالدهشة: "حقا؟ هل ستتزوجين؟ من هو العريس؟ هل وقعتِ في الحب دون أن تخبريني؟ ماكرة".

أجبتها بنبرة تقريرية: "توقفي.. ما كل هذه الأسئلة؟.. أنا لم أقع في الحب ولم أقبل العريس.. بل أبي سيزوجني له.. هكذا.. دون حتى أن يخبرني أو يحصل على موافقتي".

ارتسمت علامات الذهول على وجه حنان، وسألتني بإلحاح: "ماذا تقصدين؟ اشرحي فورا.. أصدقيني القول.. هل تمازحينني؟

اليوم ليس الأول من أبريل فلماذا تكذبين؟ أم أنكِ تعرضتِ لإصابة في رأسكِ بسبب وجودك في الميدان في وقت الأحداث الأخيرة؟ هل أنتِ بخير؟ دعيني أتفحص رأسكِ".. أنهت كلماتها وهمت بالفعل لتجذب رأسي نحوها..

ضربتها بعنف على يدها وأمسكت بكتفيها بحزم ثم أجلستها من جديد على الأريكة وجلست بجوارها وبدأت أسرد لها عن خلافات في العمل بين أبي ومساعده، وأن أبي عرض عليه الزواج مني حتى لا يتخلى عنه في هذا الوقت وسط الأزمة الاقتصادية المتوقعة في ظل الاضطرابات الأخيرة، خاصة وأن أبي معروف بعلاقاته القوية برجال الحزب الحاكم، وبالتالي إذا سقط هؤلاء بعيدا عن السلطة، سيكون للأمر تأثير كبير على استثمارات أبي، خاصة تلك المشروعات التي تعاقد عليها بالفعل ولم يكملها بعد، كما فهمت من تنصتي على محادثاته الأخيرة.

أخذت أشرح وضع أبي في السوق وحاجته لضمان إخلاص وولاء مساعده الرئيسي في هذا التوقيت الحرج، دون أن أمتلك الشجاعة الكافية لأكشف لحنان ما علمته عن جرائم أبي باعتراف صريح منه..

لماذا طلبت منها الحضور في المقام الأول وأنا لا يمكنني الحديث معها بصدق؟
هي لن تستطيع أن تسديني نصيحة فعالة ذات فائدة وهي لا تعلم الحقائق..

حنان استمعت لكل ما قلت باهتمام حقيقي، ثم ظلت تفكر لعدة دقائق في فتات المعلومات التي أطعمتها إياها، لتقول لي في النهاية: "عليكِ أن تتحدثي مع والدك.. وأن تخبريه أنك لست مستعدة للزواج حاليا.. فهذه آخر سنة لكِ في الكلية وتحتاجين للتركيز".

هي على حق.. غدا سأتحدث معه..

۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞

في المساء، قررت إخراج أمر الزواج من رأسي مؤقتا.. وأمضيت ساعات طويلة أتصفح مواقع الانترنت وأشاهد القنوات الإخبارية التي ترصد تبعات موقعة الجمل.

كان عليّ أن أنشر تدوينة جديدة أرتب من خلالها أفكاري وأعبر بها عما بداخلي لكي لا أختنق من الضيق.
ولكن كيف سأعبر عن الأمر دون أن أعترف أن أبي طرفا خفيا يدبر ما يجري في الميدان ويحيك الجرائم والمؤامرات بهدف إثارة البلبلة في الميدان وترويع المعتصمين.. بل قتلهم!..
ليته لم يحدث.. ما هذا الكابوس؟

هل أنا شريكته بمجرد الصمت الآن؟ هل يجب أن أفضحه علنا أمام الجميع؟ وهل هناك آية أدلة على ما سأقوله وأثير من خلاله بلبلة بلا نتيجة؟

هل أقول "أنا سمعت"؟ هل هذا كافٍ حاليا خاصة في ظل حالة الغليان التي تسود معتصمي الميدان؟
بصعوبة أوقفت سيل الأفكار الذي تناطح برأسي، ثم طالعت الشاشة من جديد.. هناك الكثير من التصريحات السياسية... والكثير.. الكثير من الوعود بتحقيقات نزيهة للإمساك بالفاعلين..
أفلح إن صدق!

كيف يحققون مع من يمنحونهم فرصة جديدة للبعث من بعد الموت؟ هل سينتصر النظام مرة جديدة على المحتجين لتعود الأمور لمثل ما كانت عليه قبل الخامس والعشرين من يناير؟

لم أستطع أن أكتب سطرا واحدا أكون صادقة فيه..
ولكن.. أحتاج للكتابة.. رأسي يقتلني والكلمات تختنق بداخلي تريد الانطلاق عبر أزرار لوحة المفاتيح..
بدأت تدوينة جديدة بعنوان "زحام وصخب"، وبكلمات مقتضبة عبرت عما يدور بعقلي ويعتمل بصدري ولكن بطريقة ضمنية بدون إعلانات صريحة أو اعترافات واضحة..

ربما تكون هذه هي المرأة الأولى التي أكتب فيها تدوينة شخصية بعيدا عن التحليلات السياسية لوقائع محددة.. ولكن أنا فقط لا أستطيع أن أحتفظ بكل هذا في داخلي..

انطلقت أصابعي على لوحة المفاتيح تخرج الكلمات الحبيسة بداخلي.. فكان هذا ما كتبت:

(يحدث أن يلمس قلبك قبس من نور، فيضيء داخلك بالحياة والأمل والطهر والحبور.. وتمضي في طريقك المُعبد بعد أن كان محفوفا بالمخاوف والمخاطر بروح واثبة.. واثقة.. شديدة العزم، حتى تخطف الفوز وتتقاسمه مع كل من ساندوك وآمنوا بك وشاركوك السعي بإصرار ومثابرة..

ويحدث أن تحلم أن المستقبل سيكون ملونا بزهور الربيع ومعبأ بعطور الجنة ومذاق حلوى غزل البنات وبهجة الصغار صبيحة يوم العيد..

كما يحدث أن تهتز سفينتك فتميد بك، فتتقاذفك أمواج متلاطمة ليتلاعب بك الطوفان... يرفعك لقمم عالية لم تكن تظن أبدا أن لك قِبل بالوصول إليها، ثم يدفعك فجأة إلى قلب الإعصار.. فتتشاجر أنفاسك فيما بينها ذعرا وهلعا حتى تختنق دون أن تجد باحة غنّاء تمنحك بعض السكينة أو غصنا صغيرا تستند عليه لتستعيد توازنك..

ويحدث أيضا أن ترَ الدم عن يمينك وعن شمالك وتختنق برائحته المعدنية المزعجة المنذرة بالخسران.. بالفقد.. بالموت.. أن تحاصرك صرخات الأنين والألم وأنت عاجز عن تضميد الجراح ولو حتى بشبح ابتسامة تطمئن بها المكلوم وتمنحه أملا زائفا..

وهنا.. في الميدان.. يحدث أن تفقد أمانك.. أن تفقد حياتك.. أن تفقد مستقبلك.. لمجرد أنك قررت الوقوف والمواجهة، ثم قلت (لا) بملء فيك فزلزلت قصرا عتيقا من ورق كان سيؤول للسقوط لانهياره من الداخل، لكن ساكنيه ظلوا يخفون تقهقرهم بطبقة زائفة من قشور الذهب، تلمع دون أصالة حقيقية.. يتكالبون لحصد الغنائم دون أن يوجهوا ولو نذرا يسيرا من طاقتهم لتدعيم أعمدته ورفع حصونه أمام الأزمات.. دون حتى أن يحاولوا التفاهم مع من يقبعون خارجه يعانون القهر والمرض والجهل والظلم..

يا الله.. حتى السلمية صارت في نظرهم أمرا غير مقبول وتجاوزا يستحق العقاب.

ويحدث أن يتجبر زبانية الجحيم من أهل الأرض.. بأطماعهم وشرورهم، فيقومون بزج الأبرياء إلى داخل أتون مستعر هم مشعلوه.. فقط ليدفأ داخلهم.. ليبقوا هم ويظللهم الأمان والرفاهية.. وليحترق الجميع..

ويحدث أن تكتشف بالمصادفة أن كبيرهم هو من دأب على حرمانك من السعادة كهواية صباحية.. ومنع عنك المساندة كموهبة خاصة.. وحجب عنك خيمة أبوية تدثرك بالدفء والحنان.. كاختيار متعمد.

ثم.. يحدث.. ويحدث.. ويحدث.. لتجد نفسك في النهاية عبارة عن غرض يتم عرضه في موسم التخفيضات بلا ثمن كهدية مجانية تكون دفعة تأمينية لإتمام صفقة أو حتى مكافأة ترقية.

وأخيرا.. يحدث أن تجد نفسك حبيسا داخل قفص معدني عالي الأسوار كطائر الزينة تغرد بأمر وتخطو بأمر.. ولا تطير.. أبدا..
ولكن من نبض قلبه على هواه.. من ذاق الحرية.. لا يقبل أبدا الخنوع.. لا يقبل أبدا الركوع.. لا يرفع أبدا راية الاستسلام..
وهذه صرختي يتردد صداها كما صاغها خليل جبران في كتابه "الأرواح المتمردة": "اسمعينا أيتها الحرية، ارحمينا يا ابنة أثينا، انقذينا يا أخت رومة، خلصينا يا رفيقة موسى، أسعفينا يا حبيبة محمد، علمينا يا عروسة يسوع، قوي قلوبنا لنحيى أو شددي سواعد أعدائنا علينا فنفنى وننقرض ونرتاح"
).

ضغطت على زر النشر.. ثم استسلمت للنوم على سريري في سلام مصطنع.. في هدوء رتيب.. وبرأسي فكرة واحدة..
غدا يوم آخر..

يتبع


مروة سالم غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 10-04-21, 02:17 PM   #338

مروة سالم

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية مروة سالم

? العضوٌ??? » 482666
?  التسِجيلٌ » Dec 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,756
?  مُ?إني » مصر
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » مروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   ice-lemon
?? ??? ~
Why so serious?
:sss4: الفصل الثاني عشر - القسم الثاني

"استيقظي يا صغيرتي.. لقد شارفنا على انتصاف النهار.. يا لك من كسولة.. هيا.. هيا استيقظي".

ما هذا الصوت؟ أشعر بكسل غريب.. أريد النوم لبضع دقائق أخرى..
ماذا؟؟؟؟؟؟ انتصاف النهار؟؟؟؟؟؟

قمت من نومي مندفعة لأجد ماما سناء تجلس بجواري على الفراش وعلى وجهها ابتسامة حذرة.

"صباح الخير.. كم الوقت الآن؟"، باغتها بسؤالي بسرعة، فأجابت هي: "الحادية عشرة صباحا.. يبدو أنك نمت في ساعة متأخرة ليلة أمس.. صباح الخير يا وردتي.. هيا اغتسلي بسرعة لكي تتناولي إفطارك".

قمت للاغتسال بسرعة، وبدلت ملابسي، ثم توجهت إلى غرفة المكتب لكي أتحدث مع أبي.. حان وقت المواجهة.. واليوم سيتبدل كل شيء..
أنا..
لن..
أتزوج..
هذا الرجل..

وصلت إلى باب الغرفة، وقبل أن أشرع في سحب مقبضه، كان صوت أبي هو أول ما استقبلته أذناي..

كان يتحدث بكلمات غير مفهومة.. لم أستطع الاستماع إليها جيدا أو استنباط فحواها من خلف الباب، ولكنني خمنت أنه
يجري مكالمة هاتفية مع شخص آخر، لأن صوته فقط كان يتردد بداخل الغرفة..

تحركت على الفور بحركات خفيفة إلى الغرفة الجانبية المجاورة لغرفة مكتبه التي اعتدت التلصص عليه من خلالها مؤخرا..

ألصقت أذني على زاوية النافذة ليأتيني صوته بوضوح.. كان يتحدث بثقة ونشوة الفائز المظفر.

جاء صوته ضاحكا وهو يقول: "لك أن تتخيل يا عزيزي.. ذلك الأحمق كان يصدق بالفعل أن بإمكانه أن يتحداني.. أن يعض اليد التي امتدت له عندما كان ذليلا.. كيف لهذا الكلب أن يظن أنه قد يخرج من آية مواجهة معي منتصرا؟! غبي"..

بعد القليل من الصمت، ارتفع صوته مجددا وهو يقول: "الأحمق كان يظن أنه يستطيع أن يبتعد في الوقت الذي يريد.. ولماذا ربيته على يديّ إذًا؟.. كان يصدق أنه يستطيع الهرب مني بينما يعرف كل تلك الأمور التي قمت بها على مدار تلك السنوات وكان شاهدا عليها.. إذا لم يستمع لي سأجعله يلتقي بوالده في الجحيم أسرع مما كان يظن".

دخل أبي في نوبة من الضحك المنفر بعد أن توقف لبرهة ليستمع لما يقوله محدثه على الطرف الآخر، ثم تابع: "كان عليّ أن أقوم بإغوائه بطريقة مختلفة هذه المرة.. فإذا كان يظن أنه تمرد على أساليبي القديمة، فأنا لا أعدم الوسائل أبدا.. كنت أعرف دائما أن عينيه على الفتاة.. والآن سأرميها له.. لا أهتم مطلقا بما قد يحدث لها.. المهم أن تبتعد عني وأتخلص من المشكلات التي قد تسببها لي بفضولها وتطفلها وحماقتها.. أصبحت متلصصة في الآونة الأخيرة، وتفتش في أغراضي.. تظن أن بإمكانها أن تتوصل لشيء ضدي كما يخبرها عقلها الغرير".

اللعنة.. هل قرأني بتلك السهولة؟

توقف أبي لبرهة مجددا، ثم استطرد: "لا لا.. هو سيفرح بهذه الهدية.. وسيعود تحت جناحي من جديد.. أمامنا الكثير من العمل فور أن ينتهي صخب التظاهرات اللعينة.. سأعوض كل خسائري.. واستعادة النظام لسطوته ستفيدني كثيرا في مشروعاتي المقبلة.. لا أصدق أن حفنة من الرعاع قد أوقفوا حال البلد بتلك الطريقة.. سيدمرون الاقتصاد من أجل نزوة سياسية وفورة حماس نزقة بلا هدف.. لابد من التعامل معهم بيد من حديد بدلا من ترك المجال لهم حتى يقفوا لنا ندا لند.. هل يتجرأ مجموعة من الأطفال توقفوا لتوهم عن استعمال الحفاضات على إنذارنا وتحذيرنا بعواقب وخيمة؟ بل والمطالبة بمحاسبتنا؟ أين كانوا هم عندما كنا نبني اقتصاد الوطن على أكتافنا؟ أين كانوا هم وأفضل رجالنا يحاربون العدو الحقيقي؟ ثم إننا نحصل على حقنا مقابل ما نقدمه للبلد.. وعلينا أن نتكاتف ونأخذ حقنا بطريقة أو بأخرى".

وبعد صمت جديد، عاد ليقول: "لا لا.. لا أحب أن أراها أمامي.. زواجها وانتقالها من المنزل سيكون بمثابة مكافأة إضافية لي.. هي فقط أااا.. كيف أقولها؟.. هي نسخة من والدتها.... تذكرني بتلك البغيضة وما فعلته بي.. الخائنة المتلاعبة.. اسمع.. سأنهي المحادثة الآن.. هناك ضيف بانتظاري.. حسنا.. سأقابلك مساءً.. إلى اللقاء"..
ثم سمعت صوت ارتطام هاتف محمول بسطح المكتب قبل أن يأتي صوته مدويا: "تعالي يا صغيرة.. أعلم أنك تتلصصين عليّ الآن من خلف تلك النافذة"..
ماذا؟

لم يكن لديّ الوقت الكافي لأستوعب ما سمعته لتوي.. حاولت الخروج بسرعة من صدمة أنه يعرف أنني أتلصص عليه ويريد مواجهتي.. وفقا لقانونه هو..

لماذا أشعر أن شجاعتي قد ذابت مع كلماته الأخيرة؟..
صاح هو: "شروووق.. الآن"..
ارتعدت أوصالي لثوانٍ.. فقط لثوانٍ، ثم حفزت نفسي للمصارحة..

لا.. لن أتخاذل الآن.. ليس بعد كل ما عرفته..
فلتكن المواجهة.. وليحدث ما يحدث..!

توجهت نحو غرفة المكتب من جديد وبعد أن دخلت، تقدمت بخطوات منتظمة نحو مكتبه، ثم جلست على المقعد المواجه لمكتبه، متظاهرة بثقة شكلية لا تصل لداخلي بأي حال.. لكن تلك الثقة انهارت سريعا حين فاجأني بأن قام من مقعده ثم سحب يدي وسار بي نحو الأريكة التي تتصدر أحد الأركان الداخلية للمكتب..

جلس على أحد طرفيها بعد أن ترك يدي، ثم أشار لي بالجلوس بجواره.. فتبعته دون كلمة واحدة.

قال بتسلٍ واضح والسخرية تطل من عينيه: "هل تريدين أن تبدئي الكلام؟ أم أبدأ أنا؟"..

حاولت التظاهر بالتحدي وقلت بثبات: "فلتبدأ أنت.. أٌفضّل أن أستمع لما ستقول".

رد مبتسما: "حسنا.. ستتزوجين من حازم يوم الأحد المقبل.. أمامك ثلاثة أيام فقط للاستعداد وشراء فستان زفافك.. لا أظن أنه يكترث بهذه الشكليات كثيرا.. وأنتِ أيضا.. ألستِ كذلك؟"

فتحت فمي وأغلقته عدة مرات.. لا أعرف كيف أرد على هذا الإعلان المباغت..
ثلاثة أيام فقط؟

دخلت هذه الغرفة بالأساس حتى أعلن رفضي للزواج.. وكنت أظن أنه سيتم خلال عدة أسابيع، بل بضعة شهور..
وقفت بعنف، وهتفت باعتراض صريح: "لا.. مستحيل.. هذا لن يحدث"، لينظر إليّ بحدة ويأمرني بحركة من عينيه وحاجبيه بالجلوس مجددا.

تهاويت على طرف الأريكة، وأنا أمسح بيدي اليمني على جبهتي.. أحاول أن أتمسك بالتعقل.. بالمنطق.. ولكن أي منطق سيقنعه أن يلغي هذه الزيجة.. أو حتى يؤجلها.

كلماتي التالية جاءت متسارعة تصطدم ببعضها من شدة الارتباك:"أبي.. أنت لا يمكن أن تكون جادا فيما تقوله.. أي زواج؟ أنا لا يمكن أن أتزوج الآن.. أنا في مرحلة هامة جدا في حياتي المهنية.. كما لا يمكنني أن أتزوج بهذه الطريقة.. ألا يحق لي اختيار شريك حياتي؟ أو حتى فترة خطوبة طويلة كي أتعرف عليه وأتقبله؟ أرجوك يا أبي.. انصت لي هذه المرة.. أنا لا يمكن أن أغير أسلوب حياتي الآن .. لا بالزواج ولا غيره".

رد هو بنفاد صبر: "لقد تحملت كثيرا وصبرت على سخافاتك طويلا.. الآن ستنفذين ما أقول.. سأنقل همك إلى شخص آخر.. وأتخلص من عبء وجودك في حياتي والاضطرار للنظر إليكِ.. لا تخافي فالفتى يحبك.. كما أن كليكما من طينة واحدة.."

ابتسم بعدها أبي ابتسامة كريهة زائفة، ثم أكمل: "أقصد أن كليكما ضعيف وهش..ثنائي مثالي فعلا.. كل ما يهمني أن تبتعدي عن ناظري.. والآن وجودك بات حملا زائدا يهدد مخططاتي ومستقبلي.. أنت الآن بالغة وتستطيعين تحمل آية ظروف، وليس أصعبها الزواج بالطبع.. وأنا لا أطلب منك المستحيل.. اعتبري أنك تقدمين تضحية لوالدكِ العزيز".

هنا شعرت بغضب جنوني، ووقفت مجددا وصحت به: "آية تضحية؟ ولماذا عليّ أن أضحي من أجلك؟ ما الذي قدمته أنت لي حتى أقبل القيام بذلك لأجلك؟ منذ وفاة أمي وأنت تعاملني كدخيلة.. كضيفة ثقيلة.. كحيوان كريه الرائحة.. لم تلثم جبهتي أو وجنتي مرة واحدة ولم تغمرني بأحضانك يوما إلا أمام ضيوفك في حفلاتك الاستثمارية لكي تقدم صورة مثالية كأب حنون أمام عدسات كاميرات مجلات عالم الأعمال والطبقة المخملية.. كنت تعاملني بنفور صريح وكأنني.. وكأنني لست ابنتك.. ".

قلت الكلمة الأخيرة باختناق واضح محاولة السيطرة على دموعي بينما جسدي يتميز غضبا ويهتز بحدة عصبية..

عاد هو للابتسام المستفز، وقال: "لا.. اطمئني بل أنت ابنتي.. وإلا ما كنت تحملتك كل تلك السنوات.. أنت فقط تشبهينها كثيرا.. وأنا لا أطيق رؤيتك أمامي.. كلما نظرت إليك أتذكر ما فعلته هي بي.. وعلى شخص ما أن يدفع الثمن.. أليس كذلك؟".

ما الذي يقوله هذا الرجل؟ ما الذي فعلته به أمي حتى يكرهها ويكرهني بهذا القدر، ولماذا وصفها بالخائنة، ثم أكد لي أنني ابنته..

كيف تكون والدتي خائنة وأكون أنا ابنته الشرعية؟

عاجلته بسؤالي: "لماذا تكرهني بهذا القدر ولماذا تكره المرحومة أمي؟ ما الذي فعلناه لنحصد نفورك بهذا الشكل؟ هي ماتت مبكرا قبل أن تستمتع بحياتها.. قبل أن تكبر ابنتها على يديها.. وأنا.. أنا أعيش في الظل.. أبتعد عن طريقك كلما فرضت الصدفة تواجدنا في نفس المكان..و كأننا رفيقا سكن لا أكثر.. فلماذا تفعل ذلك؟"

رد هو بنفس الهدوء البارد: "هذا الحديث له وقت آخر.. إذا شعرتُ أنك بحاجة لمعرفة الحقيقة سأكشفها لك في الوقت الذي يناسبني أنا.. اسمعي وتذكري جيدا.. هذه المرة الأولى والأخيرة التي أسمح لك فيها أن تصيحي في وجهي.. والآن كوني متعقلة واستعدي لزفافك بدون صخب أو إثارة لمزيد من المشكلات.. وإلا أقسم أن أدمر حياتك ولن تتمكني حتى من التخرج والتركيز في حياتك المهنية التي تهتمين بها بكل هذا القدر".

انزوى الأمل بداخلي وتنبهت أخيرا أنني أمام وحش كان يتنكر بهيئة أب.. حتى أن تمثيله كان سيئا.. لم يفلح في أداء دور الأب الحنون ليعوضني عن الحرمان من الأم مبكرا.. بل ظل وجوده يهدد سلامي الداخلي ويحرمني سعادتي حتى بأبسط الأشياء..

أيقنت الآن أن كل تصرفات أبي الجافة تجاهي على مدى سنوات عمري الأربع والعشرين، كانت توضح من البداية أنه لن يكون أبدا في صفي.. ولن يكون سندا لي..

كيف أتمنى الآن أن ينمو بداخله ضمير فجأة ويتحول لنسخة ملائكية تغمرني بأجنحة حمايتها ورعايتها؟ وأين سيخفي أنيابه المخيفة إذا حاول التصرف بحنان مع ابنته الوحيدة؟ وأين سيخبئ مخالبه الحادة التي تتساقط منها قطرات الدماء إذا قرر فجأة مداعبة طفلته اليتيمة؟

كان هكذا من البداية.. وأنا فقط لم أقرأ الصورة بشكل صحيح قبل الآن.. لم أستطع حل شفرته على سهولتها..
حمقاء فاشلة..

وأنا التي كنت أعول كثيرا على ذكائي وفطنتي..

حسنا يا أبي.. سأتزوجه وأخرج من هذا البيت.. ولكن أقسم أني سأدمرك.. سأتلذذ بمشاهدتك تسقط من عليائك بعد أن تتكسر مخالبك وتتحطم أنيابك لتتكالب عليك الذئاب وتنتقم منك..

سأتمسك بهذه الفكرة.. وسأخصص كل ما في وسعي من طاقات لتتحقق.. سيكون هذا هدفي القادم الذي سأسعى إليه بكل قوتي..

وهذا الــــــــــ حازم الذي يظن أنه قد ربح الجائزة الكبرى.. سأحيل حياته جحيما.. سأنتقم منه أولا قبل أن أتفرغ لإسقاط أبي..
لينتظرا فقط..

استقام كتفي بعد أن اختمرت الفكرة برأسي، ثم أجبت أبي بكل هدوء: "حسنا يا أبي.. وأنا قبلت الزواج.. بعد ثلاثة أيام سأغادر هذا المنزل.. ولكن بشرط.. أن يبتعد عريسي العتيد تماما عن حياتي المهنية وطموحاتي التي خصصت حياتي بأكملها للعمل عليها"..

عادت الابتسامة ملء وجهه لتزيده غطرسة وتوحشا، ثم قال بسخرية مقيتة: "وهذا كنت أعلمه أيضا.. بالتأكيد كنت ستقبلين.. فتاة جيدة.. ولا تقلقي هذا العاشق المتوله لن يؤذي مستقبلك المهني مطلقا.. هيا عودي إلى غرفتك يا عروس وتحدثي إلى زوجك المستقبلي.. عليكما الذهاب لشراء فستان الزفاف.. ليس أمامكما الكثير من الوقت.. هيا.. هيا.. اذهبي".

غادرت غرفته بخطوات ثابتة ولكن متثاقلة.. الآن عليّ أن أعد الخطة جيدا.. أنا لن أخرج مهزومة من هذه المعركة مهما كانت العقبات..

يتبع


مروة سالم غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 10-04-21, 02:28 PM   #339

مروة سالم

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية مروة سالم

? العضوٌ??? » 482666
?  التسِجيلٌ » Dec 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,756
?  مُ?إني » مصر
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » مروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   ice-lemon
?? ??? ~
Why so serious?
Rewitysmile14 الفصل الثاني عشر - القسم الأخير

توجهت إلى غرفة المطبخ، ثم جلست إلى المائدة الصغيرة أتابع ماما سناء التي بدأت في ترتيب الأطباق على المائدة وهي ترمقني بنظرات غريبة..

وأنا بكل هدوء أخرجت هاتفي المحمول من جيب سروالي وطلبت رقم حازم، وفور أن استقبل المكالمة، أخبرته بنبرة هادئة وبعبارة واحدة: "أنتظرك غدا في الظهيرة.. علينا الذهاب لشراء فستان الزفاف".. ودون حتى أن أنتظر أن يرد بأية كلمة.. كنت قد أنهيت المكالمة، ثم بدأت في تناول فطوري أو غدائي بآلية مثيرة للضجر.

أظن أنني أكلت خلال هذه الوجبة كمية من الطعام تفوق ما أكلته طوال الأسبوع الماضي مجتمعا..

كنت أكل بشراهة غريبة على الرغم من عدم وجود شهية لديّ، بل أنني كنت لا أستسيغ ما يدخل فمي ولا أستطيع التفريق بين نكهة صنف أو آخر.. فقط كنت أملأ فمي ورأسي شارد في مليون فكرة وآلاف الخطط.. كلها تصب في هدف واحد..

الجحيم سيكون من نصيبهما..

أنهيت طعامي لأجد أمامي كأسا كبيرا من المياة الغازية قرّبته مني ماما سناء، وهي تبتسم قائلة: "عليك أن تنتهي من هذا الكأس أيضا، لقد أضفت إليه الليمون والنعناع ليساعدك على الهضم.. اشربيه ريثما أضع الأطباق جانبا ثم تعالي لنتنزه قليلا في الحديقة الخلفية.. أشعر ببعض الثقل في عضلات ساقيّ وسيعالجه المشي".

۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞

كنا نتمشى ببطء في الحديقة. وبينما ذراع ماما سناء يحتضن ذراعي، كانت هي تلتزم الصمت.. كأنها تتحين انفجار البركان..
ولم تنتظر طويلا.

التفتت نحوها وأخبرتها بحدة: "أبي سيزوجني بعد ثلاثة أيام من الآن.. هل تصدقين ذلك؟".
لم يظهر عليها أيا من أمارات الدهشة.. فقط لمعت عينيها لثانية واحدة حتى أنني كدت ألا أنتبه إلى إضاءتهما اللحظية بــــ
هل كانت فرحة؟

تغاضيت عن تفسير معنى نظرتها، وركزت في نقطة أهم.. أنها أيضا تعرف..
هل أنا المغفلة الوحيدة في هذا المنزل؟

سحبت ذراعها الملتف حول ذراعي وأنزلتها بضيق، ثم حدثتها بحدة: "أنت تعلمين أيضا.. ألستِ كذلك؟ متى علمتِ؟ من أخبركِ؟ هل تحدث أبي معك في الأمر؟"

أخذت ألتف حولها بخطوات سريعة وأنا أمطرها بتلك الأسئلة..

نعم.. كنت أتصرف بجنون بعد أن فقدت بقايا التعقل التي كنت أتشبث بها..
لماذا يكذب الجميع؟ لماذا يخفون كل شيء عني؟

أمسكتني هي برفق، ثم سحبتني إلى الأرجوحة الموجودة في الطرف المقابل من الحديقة، جلسنا سويا، ثم أسندت هي ظهرها وأغمضت عينيها للحظات وأخذت نفسا عميقا.

فتحت عينيها من جديد، ثم نظرت نحوي وقالت: "أعلم أن الأمر صادم يا ابنتي.. ولكن أنا أثق بعقلك وقدرتك على وزن الأمور.. أنت فتاة ذكية".

أجبت بحدة: "وأي تعقل تركتموه لي؟ كل منكم يحيك خطة سرية ويفاجئني بنتائجها.. وفي كل مرة عليّ أنا أتعامل مع تبعات تلك الخطط الماكرة.. والآن دخلتِ معهم تلك المعركة بدلا من أن تخبريني أولا.. كنت أظن أنك تهتمين لأمري.. ولكن..".

قاطعتني بانفعال: "احذري يا شروق.. لا تقولي شيئا تندمين عليه لاحقا.. هل أنت فعلا ستتهمينني بشيء تعلمين جيدا أنني أموت قبل أن أفعله؟ وجودي في هذا المنزل كل تلك السنوات كان لأجلك أنت فقط..".

ثم أكملت بنبرة حزينة مزقت قلبي: "رفضت السفر مع ابني للخارج ليس بسبب خوفي من الغربة فقط، ولكن لأنك كنت صغيرة في عمر المراهقة، فكيف كنت سأتركك وحدك ووالدك يفتقر للحنان؟ أنتِ ربيبتي.. ابنتي الغالية.. في كل مرة كنت أحاول فيها أن أداوي آلامك بعد رحيل والدتك واشتياقك لحنان الأم، كنت أحتسب عند الله ابني وأدعو أن يضع في طريقه أيضا من يساعده في غربته حتى يحقق النجاح الذي يصبو إليه فؤاده.. كان داخلي يندمل شيئا فشيئا وجوع اشتياقي له يهدأ قليلا مع كل ابتسامة منك أنتِ لأنني كنت أعاملك فعلا كابنتي الحقيقية.. فلا ترمي الاتهامات الآن.."..

صمتت ماما سناء قليلا، ربما ترددا في إعلان ما قالته لاحقا: "علمت بالصدفة عندما كنت أقدم لوالدك القهوة في مكتبه وكان مجتمعا بحازم. فقط التقطت بضع كلمات واستنتجت ما كان والدك يعرضه على الشاب"

غبية.. كاد لساني أن يمزق علاقتنا التي امتدت لسنوات بكلمة حمقاء..

أنا لا أناديها أمي كنوع من التعود أو لمجرد الاحترام، بل هو احساس صادق من داخلي كان يؤكده يوما بعد يوم حنانها وتعاملها معي بأمومة خالصة، فهي بالفعل لم تعد بحاجة للعمل بعد سفر ابنها للخارج وعمله كطبيب في واحدة من أكبر مستشفيات برلين، ليصبح قادرا على إعالتها ودفعها لترك العمل إذا شاءت، لكنها هي من أصرت على أن تظل هنا.. من أجلي.

لماذا كدت أوجه غضبي كله نحوها.. أنا لا أتصرف هكذا عادة.. أين ذهب عقلي؟

وهل بقى لي عقل بعد كل ما حدث في الأيام الأخيرة؟

كنت أهم بالاعتذار منها، لكنها عاجلتني بكلماتها التالية: "لا تعتذري يا ابنتي.. أعلم أنك لا تقصدي ما كدت تقولينه.. كما أنك تشعرين بعدم الإتزان بكل تأكيد.. أنا لم أخبئ عنك شيئا.. كنت سأتحدث معك بالأمس.. ولكن جاءت حنان وأطالت الجلوس معك.. وبعدها توجهت للنوم.. ثم أيقظتك منذ ساعات قليلة لكي نجلس سويا للإفطار ونتحدث، ولكنك توجهت فورا إلى والدك.. ربما لو كنتِ جئتِ للإفطار مباشرة، كان حديثنا سيجعل اتجاه مناقشتك مع والدك مختلف.. ولكن لا عليك.. ليس باليد حيلة".

أخذت هي نفسا عميقا وأنا أرخيت ظهري قليلا على الأرجوحة وبدأت أحركها بساقيّ، لتعود هي للإمساك بزمام الكلام، حيث قالت: "لنأت الآن لكلامنا الجاد.. أخبريني ما قاله لك والدك؟.. وما هو ردك عليه؟".

سردت عليها أهم ما دار بيني وبين والدي، ولاحظت توترها عندما كنت أتحدث عن وصف أبي لوالدتي الراحلة بالخائنة، لكنها حاولت إخفاء توترها، وبعد أن أنهيت حديثي بأن أبي مصمم على إتمام الزواج خلال ثلاثة أيام فقط، عادت تلك اللمعة المستفزة لعينيها.

يا إلهي.. هذه المرأة تبارك زواجي من حازم..
سحقا..

أخفت هي الابتسامة الوليدة على شفتيها، ثم سألتني بهدوء: "ولماذا تعترضين كل هذا القدر على الزواج من حازم؟ حتى إذا كان زواجا مدبرا أو (صالونات) كما يقولون.. أقصد إذا لم تكوني تعيشين قصة حب مع شاب آخر، فلماذا لا تمنحي الفرصة لحازم؟ فهو شاب طيب الفطرة يجاهد لكي يحقق مكانة تليق به في عالم الاقتصاد.. وأظن أنه سيكون زوجا جيدا لكِ".

أجبتها بتساؤل كساه صوتي بالغضب والانفعال: "ولماذا أقبله من الأساس؟ وما الذي يجعلك تظنين أنه سيكون زوجا جيدا؟ هو لا يصلح لأي شيء.. إنه رجل فاشل.. بل هو روبوت يحركه أبي كيفما يشاء".

نظرت ماما سناء في عيني لبضع ثوان، وكأنها تقرأ بالفعل كل الجنون والصخب الذي يعتمل في عقلي، ثم قالت بنبرة متباطئة قاصدة التشديد على سطحية أفكاري دون التصريح بذلك: "وأنتِ بالطبع اكتشفت كل تلك الحقائق خلال الدقائق التي قضيتيها معه.. أليس كذلك؟ ماذا تعلمين عنه حتى تحكمي عليه بهذه الطريقة؟"

نال التردد مني وعجزت كلماتي عن الخروج من فمي، فجادلت ذاتي لبضع دقائق حتى أحكمت قراري وقررت الإفصاح عن بعض ما اكتشفته من أشياء مزعجة حول ذلك الشاب: "هو يطيع أبي في كل شيء.. حتى أن أبي يكلفه ببعض الأشياء التي أظن أنها غير قانونية.. والسبب الوحيد الذي قد يجعلني أقبل الزواج منه هو أن أتمكن بأريحية من الزج به وبوالدي بداخل السجن.. فكلاهما لا يستحقان الحياة بحرية بيننا والاستمتاع بما توفره من رفاهية وراحة، بينما هما لا يفكران سوى في إشاعة الفساد والفوضى ونهب الأموال".

أطبقت ذراعيها أمام صدرها بحركة واثقة، ثم نظرت لي مليا، وبعدها بدأت بالحديث: "وهذه المعلومات توصلتِ إليها في كم يوم؟ واحد؟ اثنان؟ عشرة؟ أنت طبيبة وعلموكِ في كلية الطب أسس التفكير العلمي حتى أنا من تخرجت من كلية الاقتصاد المنزلي أعرف طريقة التفكير العلمي، فلماذا تنظرين أنتِ للأشياء من قشورها الخارجية؟.. هل ثمار البطيخ خضراء من الداخل؟ هل قلب الخرشوف المغطى بالأشواك مؤذٍ لمن يتناوله؟ وإذا فكر الناس كيف يتم إنتاج المسك والعنبر وحتى العسل والممبار.. لن يقترب منهم أحد".

ظهرت علامات القرف على وجهي من تعليقها الأخير، فحاولت هي لملمة وإخفاء ابتسامتها بسبب تأثير مزحتها المزعجة،

ثم أكملت: "ليست كل الأمور كما تبدو يا بنيتي.. إذا كنت حقا تريدين الزج بهما في السجن، فعليك التأكد من كل ما تدّعين وأن تتسلحي بأدلة تثبت إدعاءاتك.. ولكن ما أعلمه عن هذا الشاب قد يذهلك تماما."

سألتها بتعجل واضح: "ما الذي تعرفينه؟ أخبريني كل شيء ولا تُبقي شيئا!"

ردت هي: "أعرف أنه لا يتوقف أبدا عن النظر نحوك كلما كنتِ غير منتبهة.. أعرف أنه كان يحاول دائما حمايتك من توبيخ والدك بكلماته اللاذعة.. وأعرف أنه يقوم بعمل أشياء جيدة حتى وإن أظهر عكس ذلك.. أظن أنكِ إذا قبلت الزواج منه ستكتشفين الكثير عنه.. وربما.. ربما تقعين في حبه أيضا..".

أيضا؟ هل تقصد أنها تحبه؟ أم أنه هو من يحـــــــــــــــــــــــ ــ؟
لا.. لا.. لا يمكن..

إنها تمزح بالتأكيد إذا كانت مقتنعة أنني قد أقع في حبه ولو بعد مائة عام.. سأتزوجه بالفعل.. فلا مجال لإفشال الأمر الآن.. لن يسمح والدي بقيامي بأي تصرف يعتبره أهوجا في هذا الوقت الحرج.. وأنا لن أتصرف كالمراهقات وأهرب من المنزل..

ليس لدي وقت لكل تلك الترهات..

سأتعامل معهما بنفس الدهاء الذي يتصرفان به، فيصدّران صورتهما النظيفة للمجتمع بينما يخفيان أسفلهما كل شرورهما وآثامهما..

وأنا سأظهر لهما رضائي وطاعتي، وسأخفي كل خططي لكي أجمع أكبر قدر من الأدلة التي تجعلهما يلقيان نتيجة جرائمهما السوداء.

سأتزوجه حتى يتم تكليفي بإحدى المستشفيات بعد نهاية هذا العام، وبعدها سأتحرر من كل شيء.. ولكن قبلها، سأتأكد أن أزج به وولي نعمته داخل السجن حيث يستحقان.

۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞

في المساء، اتصلت بزميلي أحمد المناوب في قسم جراحات العظام في المستشفى لكي أسأله عن حسام، فأخبرني أنه بخير، وأن شقيقه جاء لزيارته وهو الآن يجلس معه داخل الغرفة، حيث سمح له بمرافقته هذه الليلة لأن وجوده قد رفع كثيرا من الروح المعنوية لحسام، خاصة وأن الأخير لم يعد في حاجة إلى أدوية المسكن التي تجعله يغفو لساعات، فبات يستمتع بالجلوس مع أخيه ومبادلته الأحاديث.

أنهيت المكالمة وأنا مندهشة بشدة..

كيف لحسام أن يتقبل أخاه بهذا الشكل؟ ألا يصدق أنه السبب في إصابته؟..

شردت بذهني لأتذكر تلك اللحظات التي استفاق فيها حسام من آثار التخدير وهو يصرخ قائلا: "أخي لا يفعل ذلك.. أنتم لا تفهمون.. لا.. ليس أخي.. أين هو؟ أريد أخي".

كان إصراره غريبا وقتها، وهو ما دفعني لأن أركض خلف حازم حتى أسأله عما طلبه منه أبي.. كنت أريد مواجهته حقا..

كان بداخلي الكثير من الكلمات والاتهامات والصرخات والأسئلة.. كنت أريد توبيخه.. بل إيذاءه إن استطعت.. ولكن ما شاهدته وقتها أذهلني وكبلني تماما.

لم يكن هذا الرجل هو نفسه الشاب القوي واسع الحيلة على الإطلاق..

كان جالسا على ساقيه أمام باب السيارة المفتوح وعينيه زائغتين.. اختفت منهما نظرة الفهد الواثقة واحتلت محلها نظرات قط مذعور.. وبدت أمارات الوهن على وجهه.. انغمس في شروده منفصلا عن كل ما حوله، وكأنه يعيد مشاهدة لحظات مرعبة لأحداث كارثية..

كان وجهه ينقبض بالألم وأطرافه تتيبس كل عدة ثوانٍ..

وللحظة بدا وكأن عشرات الرصاصات قد استقرت بجسده.. أحسست وقتها أن المصدر الوحيد الممكن لكل تلك الرصاصات كان كلماتي التي سلطتها عليه دون رأفة، فعاد يتذكرها بعقله لتتحول بداخله لطلقات نارية تحرق ولا تقتل..

كان حازم يصرخ أمام باب سيارته، ثم تهاوي على مقعد القيادة، وبدلا من التحرك بها، قام بإخراج كرة معدنية غريبة الشكل، كانت أسنانها مدببة بشكل مخيف، ثم بدأ يضغط عليها بكل قوته حتى سالت دماؤه.

منظره في تلك اللحظة أرعبني وأصابني بالجمود، كان يبدو عليه السكينة مع تزايد القطرات النازفة من بين أصابعه وراحة يده..

اتخذت ساقاي وضعية جامدة كتمثال حجري.. أصيبتا بالجمود ورفضتا التحرك نحو سيارته لمنعه من إيذاء يده بهذا الشكل.
وبينما أنا أحاول الخروج من تلك الحالة، كان هو قد انطلق بالسيارة بالفعل.

في تلك اللحظة تحديدا، تذكرت أن هناك مواجهة بيننا لابد أن تتم، فتتبعته بسيارتي حتى اكتشفت أنه يتوجه نحو منزل والدي، ووقتها اكتشفت الصدمة..

كان أبي يضربه من جديد، وهو لم يقاوم أبدا.
وقتها لا أعرف ما الذي أصابني.. لم أتحمل الأمر.

هرعت لداخل غرفة المكتب لكي أخرجه من هذا الجحيم، ثم ساعدته على تضميد جراحه.. ولا يشغل رأسي وقتها سوى سؤال واحد..


لماذا يقبل هذا الوضع إن كان مجبرا؟

وقتها قررت أن أكتشف بنفسي كل الأسرار التي تحكم علاقته الغريبة بوالدي، والتي تفرض عليه طاعته بهذا الشكل.

أخذت أقوم بتدوير الأفكار داخل رأسي وإعادة ترتيبها مرارا وتكرارا مثل الأحجية أو ألعاب الألغاز حتى تستقر المعلومات بجوار بعضها بشكل صحيح لكي أصل في النهاية إلى الصورة الكاملة، ولكـن في كل مرة كان هناك بعض القطع الناقصة التي تفسد الترتيب أو تقدم صورة مبهمة غير تامة.

كان القرار الأصوب حاليا أن أقوم بجمع المزيد من المعلومات، وأقنعت نفسي بعد تفكير طويل أنه ربما كان ذلك الزواج هو الطريق الوحيد لكي أتمكن من الفوز في النهاية.

قررت الخروج من تلك الدائرة المفرغة بممارسة بعض تمارين التأمل، وساعدني على تصفية ذهني الاستماع مرارا وتكرارا لمقطوعات من الموسيقى الهندية الكلاسيكية.

بعد حمام سريع، حملت جهاز اللابتوب إلى فراشي، وبدأت في تصفح المواقع الإخبارية التي تتحدث عن تطورات الأوضاع بخصوص الاعتداء على المعتصمين في الميدان والذي صار معروفا إعلاميا باسم (موقعة الجمل) بسبب استخدام المعتدين لخيول وجمال بدلا من المركبات العصرية، وكذلك اعتمادهم على الأسلحة البيضاء بدلا من الأسلحة النارية.

كان هناك الكثير من الاتهامات المتبادلة بين أطراف عدة، ووعود بتحقيقات بالإضافة لإدانات دولية.

لقد سأمت.. نفس ردود الأفعال في كل مرة..

يكاد الأمر يصيبني باليأس، ولكن استمرار الشباب في الاعتصام شيء يثلج الصدور ويبعث على الطمأنينة..

قررت تصفح مدونتي، لأتابع ردود الأفعال على تدوينتي الأخيرة..

أعترف.. كانت لحظة من الجنون قررت فيها لأول مرة أن أدون عن أمر شخصي.. كنت بحاجة للتعبير عما بداخلي.. ولا أعرف كيف سيرد متابعيني على تلك التدوينة!

أخذت أقرأ التعليقات التي كانت في مجملها تساؤلات عما أقصده بكلماتي، والبعض حاول تفسيرها وإسقاطها على الوضع السياسي.. وآخرون طالبوني بالتوقف عن التحدث باستخدام الرموز وأن أكون صريحة.

ولكن، من بين كل الردود.. كان هناك تعليق غريب.. فقد كتب أحدهم: "قد لا يكون الظلام هوة تبتلعك إلى بؤرة الجحيم.. فربما كانت فرصة لتتلألئي كماسة نادرة.. أحسني الظن.. ستكون الأمور بخير.. ونامي يا طبيبة"، ثم عنون حسابه باسم Black Ghost أي الشبح الأسود ووضع صورة حسابه على شكل رجل يتشح بالسواد ويبدو كصورة رمزية لملاك الموت حاصد الأرواح..

غريب..

قررت أن أتجاهل الرد على جميع التعليقات حاليا.. فغدا موعد الجولة الأولى من المواجهة مع حازم.. وعليّ أن أكون مستعدة له..

استسلمت بعدها لنوم هادئ.. تماما كما اقترح الشبح الأسود.

نهاية الفصل الثاني عشر

قراءة ممتعة.. ودمتن بود وحب وسعادة.. ورمضان كريم..
بإذن الله نلتقي مع الفصل الثالث عشر بعد عيد الفطر


مروة سالم غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 10-04-21, 02:32 PM   #340

مروة سالم

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية مروة سالم

? العضوٌ??? » 482666
?  التسِجيلٌ » Dec 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,756
?  مُ?إني » مصر
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » مروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   ice-lemon
?? ??? ~
Why so serious?
Icon26

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شيرى رفعت مشاهدة المشاركة
على قد حزنى على شروق وإنها تسمع كلام زى دا 😥
على قد منا فرحانة إنها عرفت الحقيقة💃🏼💃🏼 وإن حازم مش قابل اللى بيحصل
وكان عايز يمشى 💗💗
الرحيم يحنن قلبها عليه 🙈🙈
اهو الفصل عندك يا شيري.. وصل بدري.. استمتعي بالقراءة


مروة سالم غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:21 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.