آخر 10 مشاركات
تحميل روايات عبير للجوال (الجزء الثاني)...(متجدد) (الكاتـب : بنوته عراقيه - )           »          بعينيكِ وعد*مميزة و مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )           »          1072 - الأمل الأخير - ديانا هاميلتون - د.ن (الكاتـب : حنا - )           »          قلبه من رخام (37) للكاتبة الآخاذة: أميرة الحب raja tortorici(مميزة) *كاملة* (الكاتـب : أميرة الحب - )           »          رواية أحببت فارسة أكاريا (الكاتـب : الفارس الأحمر - )           »          ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          صبراً يا غازية (3) *مميزة و مكتملة* .. سلسلة إلياذة العاشقين (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          مرت من هنا (2) * مميزة *,*مكتملة*..سلسلة للعشق فصول !! (الكاتـب : blue me - )           »          زوجة لأسباب خاطئة (170) للكاتبة Chantelle Shaw .. كاملة مع الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          رواية قصاصٌ وخلاص (الكاتـب : اسما زايد - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

مشاهدة نتائج الإستطلاع: هل تعتقدون أن خالد قد مات وانتهى دوره بأحداث الرواية؟؟
نعم 0 0%
لا 6 100.00%
المصوتون: 6. أنت لم تصوت في هذا الإستطلاع

Like Tree484Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 11-06-21, 12:49 AM   #471

Nour fekry94

? العضوٌ??? » 461550
?  التسِجيلٌ » Jan 2020
? مشَارَ?اتْي » 339
?  نُقآطِيْ » Nour fekry94 is on a distinguished road
افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة nour fekry94 مشاهدة المشاركة
ياست الكل خدي كلامي كوبي حتى والله براحتك 😂❤❤❤
بس متبخليش علينا برأيك حقيقي بحب ريفيوهاتك واسلوبك جدا و بستنى المراجعة بتاعتك الجميلة كل فصل ❤❤❤

انا كان قصدي ارد على انجي معلش اتكتب في كومنت لوحده و حقيقي انا جاموسة تايهة في بحر المنتدى 😂😂😂😂


Nour fekry94 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-06-21, 01:06 AM   #472

إنجى خالد أحمد

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية إنجى خالد أحمد

? العضوٌ??? » 156140
?  التسِجيلٌ » Feb 2011
? مشَارَ?اتْي » 6,041
?  مُ?إني » مصر ..
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » إنجى خالد أحمد has a reputation beyond reputeإنجى خالد أحمد has a reputation beyond reputeإنجى خالد أحمد has a reputation beyond reputeإنجى خالد أحمد has a reputation beyond reputeإنجى خالد أحمد has a reputation beyond reputeإنجى خالد أحمد has a reputation beyond reputeإنجى خالد أحمد has a reputation beyond reputeإنجى خالد أحمد has a reputation beyond reputeإنجى خالد أحمد has a reputation beyond reputeإنجى خالد أحمد has a reputation beyond reputeإنجى خالد أحمد has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
Icon26

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مروة سالم مشاهدة المشاركة
مساء الخير والسعادة..

اقتباس من الفصل السادس عشر..

سحبتني الأفكار مجددا متنقلة بين كلمات خالد وحنان، وبين ما سردته ماما سناء من معلومات متناقضة.. لتزداد صورة حازم غموضا في ذهني..

انتبهت من شرودي إلى تقرير أعدته إحدى المحطات الإخبارية الأجنبية تتحدث فيه عن "الشبح الأسود"، الذي وصفه التقرير بأنه رجل ملثم مخفيا هويته الحقيقية رافضا الكشف عن نفسه.. والذي كان يتواجد بميدان التحرير ليلة موقعة الجمل، وأنه كان يقوم بتنظيم المساندة العاجلة للمصابين عن طريق مجموعة ضخمة من قوافل الدراجات النارية يقود كل واحدة منها شابا، بينما يقوم الآخر بحمل أحد المصابين والتحرك به نحو أقرب مستشفى أو وحدة علاج ميدانية لمعالجته بأسرع وقت، واعتمد معد التقرير على شهادات بعض المتواجدين بالميدان الذين أكدوا أن هذا البطل كان يأتي للميدان كثيرا حاملا الأطعمة والأدوية والأغطية للمعتصمين، لكنه كان يصر في كل مرة على أن يخفي شخصيته حتى لا يتعرف عليه أحد، وباتت شهرته بين المعتصمين "الملاك الملثم" أو "الشبح الأسود".

هل هذه مزحة؟ أي بطل؟ أية بطولة؟
من؟
هو؟؟؟

من جديد، ومضت في رأسي ذكرى لاسم كان يتردد عبر مدونتي، حيث كان يذيل بعض التعليقات المستفزة أحيانا والمطمئنة أحيانا أخرى..

Black Ghost.. BLACK GHOST..
Black Ghost.. أي شبح أسود

لحظة.. لحظة..
لا.. لا يُعقل.. مستحيل..
أي هراء هذا..




انتظروا الفصل الجديد يوم السبت السادسة مساء بتوقيت مصر باذن الله..
ياختي إيه الحلاوة ديه؟!!!!!!!
والله قلبي دق.......

افهمي بقى....
يا حلاوة يا ولاد.....



إنجى خالد أحمد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-06-21, 04:34 AM   #473

مروة سالم

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية مروة سالم

? العضوٌ??? » 482666
?  التسِجيلٌ » Dec 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,756
?  مُ?إني » مصر
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » مروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   ice-lemon
?? ??? ~
Why so serious?
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة إنجى خالد أحمد مشاهدة المشاركة
كفت ووفت والله..... أقول انا ايه تاني؟! ،🙈😅
بإذن الله أرد بالليل 💖💖 هحاول أقول كلام تاني علشان منكررش 💖💖💖
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شيرى رفعت مشاهدة المشاركة
باله عليك خليها تفتح مخها بما يرضى الله وإلا افتحولها أنا
بما لا يرضى الله 🤣🤣🤣🤣
تعليقك ضحكني اوي يا شيري


مروة سالم غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 11-06-21, 12:47 PM   #474

مروة سالم

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية مروة سالم

? العضوٌ??? » 482666
?  التسِجيلٌ » Dec 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,756
?  مُ?إني » مصر
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » مروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   ice-lemon
?? ??? ~
Why so serious?
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Nour fekry94 مشاهدة المشاركة
حمد الله على السلامة يا ست شروق اخيرا بدأتي تفهمي ❤❤❤❤
ان شاء الله تصدق بقى و تبدأ تحس بالواد شوية 🥺❤❤❤
اقتباس حلو اوي ومشوق تسلم ايدك يا مارو في انتظار الفصل على أحر من الجمر بما انه الحاجة الوحيدة اللي بتهون عليا الاسبوع ❤❤❤
الفصل ده عايز تركيز اصديقتي..


مروة سالم غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 11-06-21, 06:43 PM   #475

مروة سالم

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية مروة سالم

? العضوٌ??? » 482666
?  التسِجيلٌ » Dec 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,756
?  مُ?إني » مصر
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » مروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   ice-lemon
?? ??? ~
Why so serious?
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة إنجى خالد أحمد مشاهدة المشاركة
ياختي إيه الحلاوة ديه؟!!!!!!!
والله قلبي دق.......

افهمي بقى....
يا حلاوة يا ولاد.....

قلبي انشرح وانا شيفاكي فرحانة كده


مروة سالم غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 12-06-21, 06:26 PM   #476

مروة سالم

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية مروة سالم

? العضوٌ??? » 482666
?  التسِجيلٌ » Dec 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,756
?  مُ?إني » مصر
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » مروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   ice-lemon
?? ??? ~
Why so serious?
Rewitysmile9 الفصل السادس عشر - القسم الأول

الفصل السادس عشر

شروق


هل حقا؟
لا.. لا.. غير معقول..
ولكنه وصف تفاصيل واقعة يوم الخامس والعشرين من يوم كاملة وكأنه عايشها.. وكأنه كان موجودا وقتها!

عمرو لم يسرد أبدا على الشاشة أن قد تعرض للصفع والركل على يد شخصين داخل بهو المبنى حتى كاد أن يفقد حياته.
قلبي يحدثني أنه كان موجودا يومها..

لقد كان هناك من يحتضنني داخل سيارة متحركة متمتما بكلمات تطمئنني وتهدئني وتخبرني أنني بخير وأن كل شيء سيكون بخير..
أنا متأكدة من هذا الأمر..

ولكن هل يعقل أن يكون هو؟
هل هو صاحب الحلم؟
هل تأثر عقلي الباطن بقيامه بإنقاذ حياته ليمنحه دور البطولة في ذلك الحلم الذي سيطر عليّ بعد الحادث فرأيته مرارا حتى حفظت تفاصيله؟

"ماااااذاااا؟ يا إلهي".. صرخة انفعال صدرت مني بصوت غريب لم أستطع السيطرة عليه، فتمنيت فقط ألا يجفل حازم أو يكون سببا في استيقاظه مستفهما عما يحدث..

التقطت الهاتف بعنف، وضغطت على رقم هاتف حنان، وقبل أن تلقي هي التحية، سارعت بحزم: "يجب أن تكوني هنا في الثامنة صباحا.. لن أسمح لكِ بدقيقة واحدة من التأخير.. أنا.. أكاد.. أفقد عقلي"..

ردت حنان بتسلٍ: "وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.. حسنا أيتها المفرقعات النارية سريعة الاشتعال.. سأزورك غدا يا عروستنا الجميلة.. لكن لماذا أنتِ منفعلة هكذا؟ هل حدث أمرٌ ما مجددا؟"

أجبتها بحدة: "أي عروس؟ بالله عليك.. هل أنت أيضا تصدقين هذا الحمق.. ثم أنني لست منفعلة.. أنا فقط.. متحيرة.. رأسي يتحرك في كل الاتجاهات مثل البومة في منتصف ليلة ظلماء خالية من طيف شعاع من الضوء، ولا أكاد أستقر على أي مرسى.. الأجواء مضطربة للغاية بعد ما علمته للتو.. لن أكرر كلامي.. كوني هنا منذ الصباح الباكر وإلا".

"حسنا.. جهزي لي إفطارا يليق بسموي وأنا سأشرفك بالحضور"، جاء رد حنان ضحوكا وكأنها تستمتع بحالة الجنون التي اعترتني، فقررت أن أحرمها من تلك الفرحة غير المبررة، فقلت بسخافة: "بل سموك ستحضرين الطعام معك.. هذا البيت فارغ من كل شيء.. حتى الطعام.. بل ليست به حياة.. مثل صاحبه تماما"..

زفرت حنان بتمهل وكأنها غير مقتنعة تماما بما أقوله، ثم أنهت المكالمة بقولها: "سأفعل يا ملكة الدراما.. تصبحين على خير".

بعد أن أنهيت المكالمة مع حنان، ضغطت بانفعال على الرقم الخاص بماما سناء، فجاء صوتها مرحبا سعيدا: "مساء الخير يا ابنتي.. كيف حالك؟ هل اشتقت إليّ يا غاليتي؟ والله سآتي لزيارتك.. ولكن ليس قبل بضعة أيام.. فبالتأكيد أنتِ وعريسك تحتاجان للاختلاء قليلا بعد.. يكفي أنكما تزوجتما بتلك السرعة وبدون حتى رحلة لشهر العسل".

لا توجد في هذه الدنيا من هي أقدر من ماما سناء على لف دفة الحديث في الاتجاه الوحيد الذي يريد المرء تجاهله وعدم الخوض فيه نهائيا..

زفرت بعدم حماس، ثم أمسكت بزمام الكلام كي أجعلها تتوقف عن احتفالها بزواجي الذي لا ينتهي مع كل محادثة... فهي لن تقتنع أن هذا الزواج شكلي إلا بعد أن أعود إليها حاملة وثيقة الطلاق في يد وشهادة التخرج في اليد الأخرى..

قلت ببلادة: "نعم نعم.. أنا أكثر الناس حزنا لعدم سفرنا في رحلة شهر العسل.. ولكن يا أمي بالله عليك.. أرسلي حقيبة الملابس.. لقد تجمدت من ارتداء تلك الغلالات الخليـــــــــ الكاشفة في هذا الطقس البارد.. أريد ارتداء بعض الملابس العملية خلال ساعات النهار على الأقل".

أطلقت هي زغرودة سعيدة لم أفهم لها مبررا، ثم قالت: "والله يا ابنتي لقد أرسلت أشياءك بالفعل.. وهي الآن في طريقها إليك.. سأتركك الآن حتى لا أعطلك عن.. اممم.. عن النوم.. ليلة سعيدة".

بعد أن أغلقت المكالمة الثانية، انتبهت مجددا إلى شاشة التلفاز في محاولة للهرب من التفكير في كلام ماما سناء وسعيها الدؤوب نحو جعل زواجي من حازم واقعيا وفعليا بكل الطرق المتاحة أمامها..

عدت للتفكير في زلة لسان حازم اليوم، وكلامه عن مستقبل الثورة في حالة اكتفاء المعتصمين بتنحي الرئيس فقط عن السلطة، ولكن سحبني من شرودي فقرة جديدة بالبرنامج الذي كان مستمرا بالعرض..

فقد عرضت الإعلامية المقدمة له قبل نهايته مقطع فيديو مثيرا للشك تظهر من خلاله سيارة SUV سوداء ضخمة تتحرك داخل محيط الطرقات المؤدية إلى ميدان التحرير وبالقرب من موقع إحدى الوزارات السيادية بسرعة رهيبة..

الفيديو كشف بوضوح كيف تحركت السيارة من محيط السفارة التابعة لإحدى الدول الغربية المؤثرة عالميا يمينا في اتجاه الميدان بأقصى سرعتها دون مراعاة لتزاحم المتظاهرين، لتقوم بدهس بعض المعتصمين بعنف، ثم تعود أدراجها وتكرر هذه الدورة عدة مرات، لتُسقط في كل مرة عشرات الضحايا بين قتلى وجرحى.. في شبهة تعمد واضحة..

وعلى خلفية الفيديو، علقت المذيعة بأن تلك اللقطات قد تم تصويرها ليلة موقعة الجمل وتحديدا خلال الوقت الذي تم فيه الاعتداء فيه على المتظاهرين بقنابل المولوتوف، غير أن من التقطوا الفيديو لم يتمكنوا من رفعه على موقع "يوتيوب" قبل الآن بسبب انقطاع خدمات الانترنت وقتها.

أنهت المذيعة برنامجها ببعض الكلمات عن التوقعات بخصوص الأيام المقبلة متسائلة عما إذا كان سينصاع الرئيس للضغوط الداخلية والخارجية ويتقبل الواقع بالفعل ويتخلى عن سلطاته لقيادة ثورية جديدة، واستطردت في الحديث عن مخاطر الفراغ الدستوري في حالة تنحي الرئيس بدون بديل يحفظ أمن واستقرار الوطن!

لم أنتبه لكلامها التالي.. كان يشغلني ذلك الفيديو المريب.. ليس وكأنني أؤمن بنظرية المؤامرة، ولكن ما سر هذه السيارة؟ ومن كان يقودها؟ ولماذا تحركت أولا من محيط السفارة؟

هل يعلم حازم عن الأمر شيئا؟ هل كان هذا الأمر من تخطيطه؟

بالتأكيد لم يكن هو من يقود السيارة في ذلك الوقت، وقد كان مشغولا بتقريعي وتوبيخي بسبب سيري في منطقة الخطر بعد أن كادت إحدى كرات اللهب تصيبني.. كما أن هذا التصرف يبدو أكبر من تخطيطه وحدود سيطرته، فالسفارات لا تستعين بمجرمين مأجورين.. أو هكذا أظن.. خاصة إذا كانت سفارة أكبر دولة في العالم.

تُرى هل تريد السفارة الممثلة لتلك الدولة العظمى فرض وضع جديد من الفوضى والتناحر حتى يتشتت الجميع ويدخل الوطن في كارثة تشغله لسنوات تاركا المجال للعدو الحقيقي في الشمال كي يعيث فسادا في المنطقة ويعيد تقسيمها على هواه ليحقق أكبر قدر ممكن من المكاسب بمعاونة حليفه الدائم؟

أم أن المتسبب في تلك الفوضى شخص آخر لديه مصالح من تراجع المتظاهرين عن الاعتصام ومغادرتهم للميدان طوعا.. تماما مثل أبي؟!

من المؤكد أن ما يقوم به أبي من خطط تخريبية تلقى قبول البعض ممن يرتبطون بعلاقة صداقة وتعاون معه من كبار رجال النظام، والذين قابلت بعضهم بالفعل في بعض الحفلات التي كان أبي ينظمها..

هذه اللعبة أكبر من كل التوقعات ولا يمكن التغلب عليها بسهولة.. وستكون خسائرها جسيمة على جميع الأطراف..

قاطع انسياب أفكاري صوت جرس الباب.. وبينما أنا أتوجه نحوه، سمعت صوت فتح باب غرفة حازم بعنف، ثم ناظرته يتحرك بسرعة ظهرت آثارها بوضوح على امتقاع وجهه وتغضنه ألما..

بينما كان يمر بجانبي بعنف بقدر ما سمحت له خطواته المتوجعة، قال بصوت حاول تغليفه بالجدية بدلا من الألم: "هل فعلا كنت تفكرين في فتح الباب بنفسك في هذا التوقيت.. وبهذه الملابس؟" ورمقني بنظرة حادة مكملا طريقه نحو الباب الذي استند عليه براحة يده لثانيتين قبل أن يدير مقبضه بهدوء متصنعا التماسك.

أمام الباب ظهر شاب أعرفه جيدا.. هو أحد حراس فيلا أبي.. كان يتبادل حديثا خافتا مع حازم استمر لبضع دقائق، ثم أعطاه حقيبة ضخمة وغادر.
رائع.. وصلت ملابسي..

سارعت بالتحرك نحوه وسحبت مقبض الحقيبة من يده وأخذت أقطرها خلفي في اتجاه الغرفة التي اتخذتها حصنا لي داخل منزل الغريب، بينما عاد هو إلى غرفته في صمت.

نزعت ملابسه التي تحملتها على جسدي ليومين، وأخذت حماما سريعا ثم ارتديت بيجاما شتوية زرقاء من الكاشمير مطرزا عليها بتلات زهور بارزة باللون العاجي.

شعور بالسكينة والاسترخاء شملني لمجرد ارتدائي لملابسي المريحة برائحتها التي تعودت عليها.
أخذت بعد ذلك أقلب بين محتويات الحقيبة بحثا عن الحقيبة الصغيرة التي تحتوي على مستحضراتي الخاصة بالعناية بالبشرة، حتى وجدت زجاجة عطري الخاص بشذى الجاردينيا، فأخذت أرشها ببذخ على ملابسي حتى أتخلص تماما من بقايا آية رائحة تخصه حولي، ثم دلكت وجهي برتابة ببعض الكريم المخصص له، ثم وضعت كريم لليدين وآخر للقدمين كجزء من روتيني المعتاد الذي كنت أكثر من سعيدة بالعودة إليه، ثم اندسست في الفراش استعدادا للنوم.

ومع استرخائي تحت الأغطية، كانت هناك فكرة واحدة تدور برأسي..
أنه وبرغم كل شيء، فإن أبي لم يسأل عني مطلقا منذ أن سلمني لحازم كبضاعة راكدة لا تجد من يُثمنها..

۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞

استيقظت على صوت طرقات متتالية على باب الغرفة..
رباه.. لقد نمت فعلا.. وبكل سهولة..

أجليت صوتي، ثم أجبت بصوت مرتفع: "انتظر قليلا.. أنا قادمة"

توجهت بسرعة نحو الحمام وغسلت وجهي وأسناني على عجل، ثم بحثت عن غطاء لرأسي فلم أجد سوى قبعته الشتوية الدميمة، والقبعة البلاستيكية التي استعملها عند معالجة شعري بالزيوت، فوضعت الأخيرة على رأسي كيفما اتفق، ثم توجهت نحو الباب، وفور أن ظهر وجهه أمامي، تحول عبوسه لابتسامة ساخرة، حيث قال: "ما بالك وتغطية شعركِ طوال الوقت.. شكلك مضحك للغاية.. بالفعل بدأت أشك أنك تعانين من الصلع".. ثم دخل في نوبة من الضحك متحولا بجسده في الاتجاه الآخر، ليغريني ظهره بأن أدفعه بكلتيّ يديّ لأسقطه أرضا وأشوه ما تبقى من وسامته المتورمة أو أركله بقدمه ليلتصق بالحائط للأبد كلوحة تكعيبية معبرة..

لحظة.. هل قلت وسامته؟
لنمرر ذلك..

عاد بنظره نحوي بعد أن لملم ضحكاته واستعاد هيئته الجادة، ناظرني مطولا محركا عينيه بيني وبين باب الغرفة التي قضيت بداخلها ليلتين.. غرفة شقيقه حسام، وكأن فكرة نومي على فراش أخيه قد.. أغضبته؟
هل كان يتوقع أن أنام إلى جواره بشكل اعتيادي؟

ما كنت لأفعلها حتى وإن لم يكن هناك فراش إضافي.. فالأريكة متوفرة.. بل كنت سأطرده عن فراشه لينام هو على الأريكة..
مهلا.. أين سأنام حين يعود حسام من المستشفى؟

قاطع حازم تفكيري بصوت ممازح متخليا عن الغضب الذي يتراقص بعينيه بلا مبرر، حيث قال بنبرة صباحية مشرقة: "أنتِ حضّرتِ العشاء وأنا سأجهز الإفطار.. كي لا تشعري أنكِ خادمة في هذا المنزل.. أنا رجل عادل كما ترين"، منهيا كلامه بابتسامة سخيفة.

بدأنا بالاستفزاز..
أجبته بصوت بارد يحاكي تماما نظراتي المتوجهة صوبه بتلكؤ مقيت: "بالفعل.. ولكن عليك تأجيل هذا التعويض للغداء أو العشاء.. فالإفطار سيصل خلال دقائق.. لقد دعوت صديقتي حنان لزيارتي وطلبت منها أن تحضر معها الطعام.. فالمنزل فارغ كما ترى"..

حدجني بنظرة طويلة لم أفهمها، ثم عادت السخرية لوجهه حين تمتم بخفوت مستفز: "بالأمس كانت تكره كل ما يخص المنزل.. واليوم تتصرف بكل أريحية وتدعو صديقاتها.. أظنها ستبدأ في الغد بتغيير أثاثه وديكوراته"، ثم استدار وعاد لغرفته دون أن ينتظر ردا مني على كلامه الوقح.

عدت إلى غرفتي لكي أستعد لاستقبال حنان.. يا الله كم اشتقت لها.. وكأنما مر على آخر لقاء لنا دهورا وليس ثلاثة أيام فقط..

أخذت حماما سريعا وارتديت فستانا شتويا بسيطا بتدرجات اللونين الرمادي والأصفر، ثم بدأت رحلة بحث منهكة في حقيبتي التي أرسلتها ماما سناء بحثا عن لفات الحجاب وأغطية الشعر الخاصة بي، إلى أن وجدت بعضها في الجانب السفلي من الحقيبة، أخذت واحدة ملونة بتموجات من اللونين الأصفر والأخضر، ثم غطيت شعري بطريقتي المعهودة، ووضعت القليل من كريم الترطيب ومرطبا للشفاه والقليل من الكحل وبعض العطر.

خرجت للنظر من الشرفة قليلا لكي أتلصص بعض النظرات إلى ميدان التحرير عن بعد رغم قناعتي أن موقع الشقة لا يطل على الميدان مباشرة، ولكن مجرد أن أستنشق بعض الهواء النقي بعيدا عن الأجواء الخانقة في هذا البيت، وأرسل للميدان عناقا عبر المسافات تحمله ذرات الهواء إلى حيث يتواجد المعتصمون.. يكفيني للآن..

صوت طرقات على الباب أعادني للواقع، وعندما فتحت الباب، كان أمامي وجها مألوفا ينطق بالمرح وحب الحياة.. حنان الجميلة.. باربي الجنوب بإطلالة مشرقة بفستان يجمع بين اللونين الأخضر والبرتقالي بتموجات متداخلة لا يمكن لآية فتاة أن تبدو رائعة بارتدائهما سوى صديقتي فقط..

وقبل أن تتكلم إحدانا بكلمة واحدة، كان العناق هو بديل الكلام.. عناق طويل يوصل رسالات من قلب لقلب دون حاجة للتعبير بأحرف جامدة.

علا خلفنا صوت غمغمة خفيفة قطعت عناقنا، فتوجهنا بنظرنا نحو صاحب الصوت الذي قابلنا بابتسامة مترددة معلنا أن الفطور قد صار جاهزا.

سار ثلاثتنا نحو غرفة الطعام لنجد مائدة تداعب الشهية بلا تحفظ، إذ كانت تحوي أصنافا كثيرة من أطباق الفطور، فاستدرت نحو حنان التي كانت تقف خلفي، وسألتها في دهشة: "هل اشتريت كل تلك الأغراض في طريقك؟" لتجيب هي بخجل: "لا.. أنا فقط أحضرت الطعمية والفول وبعض أصناف الجبن والخبز.. ألم تقولي لي أنه لا يوجد طعام في المنزل؟ من أين أتت كل تلك الأصناف إذًا؟"..

توقفت حنان عن الكلام للحظتين وبرقت عيناها بدهشة محببة.. تلك النظرة التي ترتسم على وجهها كلما كانت على وشك تناول طعامها المفضل، ثم صاحت بمرح وعدم تصديق: "مهلا.. هل صنعتِ حلقات البيض بالجبن والزيتون والبروكولي بنفسك؟"..

لم تنتظر إجابتي، بل سألت ضاحكة: "هل أصور المائدة وأرسل نسخة لماما سناء؟ ستفرح كثيرا أنكِ قد بدأت في إعداد الطعام بيديك".

لم أنشغل بكلمات حنان التالية، وإنما نظرت نحو ذلك الغريب الذي قام على ما يبدو بإعداد مائدة كاملة للفطور من أجل صديقتي.. ولكن متى اشترى كل تلك الأغراض؟..
مهلا.. هل هذا فطير مشلتت؟

لم أنتبه أنني قد سألت السؤال الأخير بصوت عالٍ إلا عندما سمعته يجيب بخفوت: "نعم.. ساخن وطازج.. تذوقيه مع العسل أو الجبن.. كما تشتهين يا عروس".

جاء رده مصحوبا بابتسامة باردة قبل أن يقوم بقطع نصف الفطيرة الضخمة بشكل احترافي بسكين طويل، ثم وضعها في الطبق المستقر عند المقعد الذي استند عليه استعدادا للجلوس عليه، ثم اتخذ هو جلسته على المقعد المواجه لي، بينما جلست حنان إلى جواري، وهي تحرك بصرها بيننا باندهاش، ثم قررت تجاهلنا وشرعت في تناول الطعام بكل أريحية..

تلك القصيرة تنسى الجميع عندما يكون الطعام أمامها، وما يثير حنقي حقا أنها لا تخشى أبدا زيادة وزنها مهما أكلت من أطعمة غير صحية، فهي تمتاز بقوامها الرشيق بشكل طبيعي.. جينات..
ليس عليها أن تراقب طعامها أو تركض بشكل شبه يومي مثلي لحماية أردافها من التضخم..
محظوظة..

تناول حازم بعض اللقيمات من الطعام ثم تعذر بحاجته لإجراء بعض المكالمات الهاتفية بشأن العمل، نهض قائلا بخفوت إنه سيتركني مع صديقتي على راحتنا، ثم وضع قبلة خفيفة على رأسي بطريقة مفاجئة قبل يتوجه لغرفة المكتب.

انتابني الجمود لبضع لحظات، قبل أن تهز حنان يدي بإحدى يديها وتحرك الأخرى أمام وجهي لكي تخرجني من حالة الشرود التي سيطرت عليّ.

وضعت حنان إحدى يديها أسفل ذقنها وأطلقت تنهيدة بطيئة للغاية: "كان هذا رومانسيا للغاية.. لقد أعدّ لنا الطعام بنفسه كعريس الأحلام بصرف النظر عن وجهه المتورم.. أخبريني صدقا.. هل أنت المسئولة عن تلك اللكمات؟ هل مارست عليه فنون الكاراتيه والرياضات القتالية في ليلة الزفاف؟".

وقبل أن أرد، زفرت هي بانفعال، ثم أكملت: "كنت أعلم من البداية أنك عنيفة يا صديقتي.. ولكن لم أتصور أن يصل عنفك إلى هذا الحد.. الرجل يبدو وكأنه قد خسر بضعة نهائيات متتالية للملاكمة.. أراهن أنه سيــــــــــــ"

"اصمتي يا حنان.. اتركي لي فرصة لأتكلم.. أنتِ دائما هكذا تخلقين تصورات غير واقعية وتصدقينها على الفور"، قاطعتها كلماتي فأغلقت فمها، ثم فتحته وأغلقته مجددا، ثم فتحته مجددا لتقول: "حسنا.. أنا لن أتكلم.. سألتهم بعضا من الفطير ريثما تحكين لي ما تريدين قوله بعد أن استدعيتني على هذا النحو العاجل، وإن كنت لا أرى أي داعٍ لذلك.. فالشاب يعاملك بكل ذوق.. وحب.. كما يبدو".

زفرت أنا بقنوط، ثم قلت لها: "لا يا نونا.. لن أستطيع الكلام بحرية هكذا.. لننهي طعامنا أولا ثم ندخل إلى تلك الغرفة ونتحدث بهدوء بينما نحتسي القليل من القهوة.

كنا قد انتهينا من تناول الإفطار وتنظيف المائدة، ثم حملنا فناجين القهوة إلى الغرفة التي اخترتها لنفسي.. غرفة حسام..

أخذت حنان تجول بعينيها في محيط الغرفة تتفحص محتوياتها، وكأنها تحاول استكشاف شخصية حسام واهتماماته من خلالها.. لكنها لم تبادر بأي أسئلة فضولية رغم التماع عينيها بكل تلك التساؤلات..

وضعت مقعدين ومنضدة صغيرة بجوار الشرفة وجلسنا نتسامر ونطالع السماء استمتاعا بصفائها في تلك اللحظات الصباحية الرائقة، لاسيما في هذا الحي الهادئ نوعا ما مقارنة بحالة الصخب المتأججة على بعد مئات الأمتار بالقرب منه.. عند محيط ميدان التحرير..

بدأت حنان بالكلام: "هاتِ ما عندكِ يا شوشو.. ما سبب مكالمتك المفاجئة ليلة أمس؟.. هل فعل حازم شيئا يضايقك؟ للحق هو يبدو لطيفا للغاية.. استقبلني بود كما قام بإعداد وليمة فطور من أجلنا.. ما الذي أصابك بالجنون إذًا لتصيحي بهذا الشكل في مكالمتك مساء أمس؟".

أسندت مرفقي إلى سور الشرفة، ثم تنهدت ببطء، وبدأت بالحديث: "آه يا صديقتي.. الكثير.. الكثير.. لا أعرف من أين أبدأ.. سأسكب كل ما في رأسي عندك وأنت ترتيبن كل شيء معي من جديد.. لقد حاولت مرارا.. صدقا.. ولكن لا شيء يتسق بعد الآن"..

منحتني حنان ابتسامة حنونة كاسمها وشخصيتها تماما، ثم رمقتني بنظرة بها الكثير من الدعم، وتنهدت قائلة: "لا بأس يا شروق.. انطلقي".

عدت أنا للحديث محاولة التظاهر بالتعقل والمنطقية: "هل تذكرين يوم تعرضي للاعتداء في مظاهرة يوم الخامس والعشرين من يناير؟ عندما استيقظت ووجدت نفسي في منزلي دون أن أتذكر ما جرى لي على وجه الدقة؟".

هزت حنان رأسها بإيجاب، فأكملت: "بالأمس شاهدت المخرج عمرو سعيد كساب على شاشة التليفزيون.. لكن هذا ليس المهم، المهم هو رد فعل حازم الذي تبدلت ملامحه تماما فور أن رآه على الشاشة.. ثم زل لسانه وأخذ يسرد تفاصيل الواقعة متطوعا بالقول إنه كان هناك اثنين من الجنود يضربان عمرو عند مدخل البناية دون أن يبدو قادرا على مقاومتها.. كان يحكي الموقف وكأنه كان شاهدا عليه.. وكأنه كان هناك حاضرا بنفسه.. وكأنه هو من أنقذه.. وأنقذني".

حركت حنان كتفيها لأعلى، ثم قالت: "لا أفهم العلاقة"، لألتقط أنا طرف الحديث من جديد وأشرح: "كنت أشعر بعد أن استفقت من آثار صدمتي أنه كان هناك شخص ثالث خفي.. عندما وجدت نفسي ممددة داخل فراشي بغرفتي بمنزل أبي، خُيل إليّ أنني كنت أحلم أن هناك شاب أنقذني من اعتداء المجندين، ثم حملني إلى سيارة ما وظل يعانقني طوال الطريق وهو يتمتم بكلمات خافتة يطمئني ويخبرني أن الخطر قد زال بينما يرتاح جسمي المرتجف عليه.. وكأنه يحميني من الجميع.. ولكن لم أتذكر شكله، ربما لأن وجهي كان مدفونا في طيات ملابسه بسبب عناقه الحديدي القلق".

نهضت من مقعدي، ورفعت كلتيّ يديّ بدهشة وأنا أستكمل كمن اكتشف لتوه سرا مذهلا: "الآن بت مقتنعة أن هذا الشاب هو حازم.. وأن ما رأيته كان تجسيدا لذكرى ما حدث بينما كنت في حالة من الصدمة بعد ما تعرضت له.. وعندما عدت لأمان منزلي هاجمتني الذكرى في شكل حالة من الطفو تشبه الحلم، وعندما كنت أنام بالفعل كان يأتي داخل الحلم في صورة منقذي".


يتبع


مروة سالم غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 12-06-21, 06:31 PM   #477

مروة سالم

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية مروة سالم

? العضوٌ??? » 482666
?  التسِجيلٌ » Dec 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,756
?  مُ?إني » مصر
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » مروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   ice-lemon
?? ??? ~
Why so serious?
Rewitysmile17 الفصل السادس عشر - القسم الثاني

كانت حنان تهم بالحديث، لكنني أكملت بلا توقف: "أنا شبه متأكدة أيضا أنه كان متواجدا بالميدان الليلة السابقة لأحداث موقعة الجمل.. حين كادت إحدى القنابل الحارقة تسقط عليّ وتنفجر على جلدي وتحرقني، لكن فجأة ظهر من العدم ملثم يتشح بالسواد ويسير بخطوات رشيقة كشبح من عالم آخر.. لكن أقسم أن عينيه كانتا تشبهان عينيّ حازم بشدة حتى صوته بدا قريب الشبه بصوته غير أن ذلك الشبح.. الرجل.. كان غاضبا ومنفعلا ومحتدا فاكتسى صوته بقسوة غير مألوفة".

فغرت حنان فمها بدهشة جحظت لها عينيها فبدا شكلها مضحكا للغاية.. وقبل أن تقاطعني، أمسكت بطرف الكلام من جديد، واستطردت: "برأيك يا حنان.. هل كان يقوم بمراقبتي وحمايتي طوال فترة وجودي بالميدان؟ وإن كان بالفعل قام بتلك الأمور ولم أكن متوهمة.. هل كان هذا التصرف نابعا منه شخصيا أم بإيعاز من أبي؟".

سألت حنان بعدم فهم: "ماذا تقصدين يا شروق؟".
أجبتها بحيرة: "لا أعرف.. حقا لا أعرف ما أقصد.. تساورني أسئلة كثيرة متضاربة في مضمونها.. مثلا هل يمكن أن يتصرف الأشرار بإنسانية وبشكل حمائي؟".

من جديد، شكلت الدهشة ملامح حنان بوضوح، فعرضت شارحة: "أعني أنني قد رأيته مع أخاه.. كان مختلفا تماما.. ثم .. ثم لا أنسى منظره عندما خانته دمعة وسقطت على وجنته قبيل عقد القران.. كما أن لديه صديق شرطي الكل يشهد بكفاءته وسمعته النزيهة.. لماذا رجل خُلق لفرض القانون وحماية الأبرياء يصادق شخصا شريرا؟ بل يحرص على دعمه بكل طاقته ووصفه بالبطولة؟ وصداقتهما تمتد لسنوات بدليل الصور التي يعلقها حازم في قلب منزله.. فهل يعقل أن يخدع صديقه بشخصية زائفة وتصرفات مخادعة كل هذا الوقت؟"..

زفرت بانفعال، ثم سألت محتدة بجنون: "أقصد هل يمكن لشخص ما أن يكذب طوال الوقت ولسنوات ممتدة بشكل احترافي؟ أن يعيش بشخصية زائفة يصدقها المحيطون به دون أن يخطئ لمرة واحدة فيسقط قناعه وتظهر شخصيته الحقيقية؟"

قالت حنان بخفوت وهي تحتضن يدي بين كفيها بإشفاق: "تابعي يا صديقتي.. أخبريني كل ما يدور بعقلك.. يبدو الأمر محيرا فعلا".

أكملت أنا من جديد: "إذا تأكد لي أنه من كان يحميني بالميدان خلال تلكما الواقعتين، ونظرنا إلى كل العوامل المحيطة التي ذكرتها حول علاقته بأخيه وصديقه.. فإننا سنكون أمام شخص يستحق الاحترام.. ولكن كيف لشخص محترم يقبل الزواج من فتاة كصفقة تبادلية أو كترقية أو مكافأة معنوية وهو يعلم جيدا أنها لا تريده وتم إجبارها على الزواج منه؟ لماذا يطيع أبي ولا يرفض له أمرا؟.. رأسي سينفجر حقا وأفكاري يتجاذبها قطبي مغناطيس متعارضين.. ولا أستطيع أن أخمن من هو حقا خلف تلك الحقائق المتضاربة؟ آية صورة منهما هي الوجه الحقيقي له؟"

نهضت حنان من مقعدها، وقطعت الغرفة ذهابا وجيئة عدة مرات كي تتمكن من التخلص من ذهولها وتحليل الأمر بموضوعية بعد ما سردته عليها من معلومات متضاربة، ثم توقفت في منتصف الغرفة وقالت بتشتت: "عفوا.. أنا لا أفهم شيئا.. أعيدي ما قلتِ ولكن باللغة العربية رجاء.. وحاولي أن توضحي كل نقطة بنموذج.. تعلمين.. نحن الأطباء لا يمكننا أن نفهم الحالة بدون شرح وافٍ وأعراض واضحة للمرض حتى ننجح في التشخيص وبدء العلاج".

أعدت على مسامع حنان كل ما أعرفه عن حازم حتى الساعة، واقتطعت فقط ذلك الموقف عندما قام أبي بجلده بعنف بحزامه، وكذلك ما فعله بنفسه داخل تلك السيارة عندما أخذ يضغط على يده بالكرة المعدنية ذات الرؤوس المدببة.
لا أعلم السبب الذي دفعني لإبقاء ذلك الجانب منه تحديدا خلف الستار..

وللحق، كانت حنان تستمع بانتباه لكل ما أقوله لها، حتى أنها كانت تقاطعني في بعض الأوقات لكي تستفهم عن بعض الأمور، وبينما أنا أصل لنهاية قصتي المتشابكة، كانت عيناها تجهشان بالبكاء، ثم قامت من مقعدها وأمسكت يدي تحثني على النهوض، ثم احتضنتني مجددا وهي تحاول لململة دموعها وإدعاء القوة من أجلي.

بعد قليل، سحبت حنان مقعدها ووضعته بجوار مقعدي، ثم جلست بجانبي ممسكة بيدي، وقالت: "هناك الكثير من الغموض.. ولكن من كل ما رويتيه لي لا أظن أن حازم هذا يضمر شرا لكِ.. أنتِ قلتِ أنه قد قام بحمايتك، ولا أظن أن متطلبات عمله لدى والدك تتضمن أن ينفق من وقته الخاص على العناية بك مهما كان والدك صارما في التعامل معك ويرفض بقاءك في الميدان حماية لصورته التي توالي النظام بصفة عامة.. بل على الأرجح كان سيكتفي بإرسال أحد الحراس الذين يعملون لدى والدتك ليتعقبك خلسة ويحاول منعك من الظهور بأي شكل يضر بمصالح والدك أو يعرضك للخطر"..

عند كلمتها الأخيرة ضحكت بمرارة، فأكملت هي: "لكنه وبشهادتك قام بنفسه بتعقبك خلال تواجدك بالتظاهرات خاصة في أوقات الخطر.. فإذا كان هو بالفعل الشاب الملثم الِذي أنقذك في تلك الليلة، فمن المؤكد أنه يشعر بالذنب لأنه بقى معك بدلا من العناية بأخيه.. وإذا كان لا يؤمن حقا بمطالب الثورة وأهدافها، هل كان ليسمح لشقيقه بأن يشارك في الاعتصام؟ بل هل كان حسام سيدافع عنه بهذا الشكل إذا كان يظنه سيئا ومجرما؟"

قلت لها: "قد يكون شقيقه مخدوعا. فذلك الرجل قادر على أن يتلون كالحرباء"، فردت هي مقاطعة: "وإذا كان شقيقه مخدوعا.. هل كانت الخالة سناء لتنخدع به أيضا؟ من الواضح أنها تعرفه جيدا وتتحدث معه بأريحية وتثق به، وإلا ما كانت لتدعم زواجك منه أبدا".

كانت هذه هي النقطة الوحيدة المنطقية في كل ما تحدثنا بشأنه، ولكنها ليست كافية للتأكيد بأنه شخص نزيه كليا، خاصة وأنه الذراع اليمنى لأبي، وحدث أن سمعت بنفسي اتفاقا بينهما على الإخلال بأمن الميدان وإثارة الفتن بين المعتصمين حتى يفقدوا الثقة ببعضهم البعض ويتفرقون عن هدفهم الأساسي..

عادت حنان للحديث مجددا، وقالت: "أنا لا أطلب منك أن تتقبليه كزوج لك، بل أدعم تماما ما اتفقنا عليه قبل عقد قرانكما، من أن تحرصي على أن يكون هذا الزواج شكليا على الأقل حتى التخرج.. وبعدها تحددين إذا ما كنت تريدين منحه الفرصة وإتمام زواجما بالفعل أو رفع دعوى طلاق أو خلع والتخلص منه والتفرغ لحياتك المهنية وطموحاتك العلمية.."

أمسكت حنان بيدي وكأنها تطلب انتباهي، ثم أكملت: "ولكن من كلامك أنتِ، يبدو أنه لم يفرض نفسه عليكِ بأي شكل، بل إذا شئت قول الحقيقة هو أنقذ حياتك مرتين في أقل من أسبوعين، ولهذا هو يستحق بعض الإطراء.. ولكن، لدي نظرية غريبة نوعا ما".
سألتها بلهفة: "ما هي؟ أخبريني"..

أسندت حنان ذقنها بين سبابتها وإبهامها وكأنها تحاول التفرس للتوصل لحل لغز محير، ثم أجابت بتفكّر بينما تحرك سبابتها برتابة على جانب ذقنها: "إذا تأكدنا فعلا أنه من قام بمراقبتك وحمايتك في مناسبتين مختلفتين، فهذا يعني.. يعني...".

سألتها مجددا بغيظ: "يعني ماذا؟"، فناظرتي بمقلتين التمعتا بفرحة الوصول للإجابة، ثم قالت بحبور شديد وهي تكاد تصفق بيديها: "يعني أنه قد يكون فعلا واقعا في حبك".
سألتها بدهشة: "هاه؟"

لكن حنان تجاهلت تماما ما قالته منذ ثوان كقنبلة، ثم أكملت: "أما بالنسبة لتلك الكدمات والتورمات التي تغطي أسفل وجهه، فمن الواضح أنها طريقته في التخلص من الضغط العصبي.. أفهم مما أخبرك به صديقه الشرطي أنه معتاد على المشاركة في مباريات الملاكمة العنيفة حتى يتخلص من الطاقة السلبية، كثيرون يلجأون في الحقيقة لرياضات الدفاع عن النفس لهذا الهدف تحديدا.. وهذا يعني أنه حاليا يعاني من الكثير، خاصة بعد ما تعرض له شقيقه من إصابة مؤلمة ستترك لديه عاهة مستديمة على الأرجح..".

توقفت حنان عن الحديث لعدة ثوانٍ ثم تابعت وكأنها توصلت لزاوية جديدة تكشف من خلالها بعض الحقائق: "أعني.. أنه أيضا ربما كان مضطرا للزواج منك خاصة وأن زواجكما تم بسرعة غريبة.. لا أقصد الإهانة فأنت فتاة جميلة ومثقفة ومتدينة.. يتمناك مليون شخص.. ولكن أليس من المحتمل أن يكون والدك قد ضغط عليه أيضا أو حتى ابتزه بشكلٍ ما حتى يقبل الزواج منكِ بهذه السرعة؟ وأنتِ بنفسك تعترفين أنه ينصاع دائما لما يطلبه منك والدك دون مقاومة حقيقية.. لكن هل يمكن أن يقبل الزواج بهذا الشكل وأخوه راقد بالمستشفى يسبح في بركة من الأوجاع بمفرده؟"..

عند هذه النقطة، تذكرت يوما قريبا، عندما سمعت بعض الكلمات التي ترددت بين أبي وحازم، بعد أن تعقبت الأخير يوم أن واجهته بالمستشفى، لأجده يصرخ غاضبا من تصرف ما قام به أبي دون إطلاعه عليه..

يومها اتضح لي أن حازم كان يتعرض للابتزاز من أبي بشكل ما لكي ينفذ له ما يطلبه منه من أمور غير قانونية.. ورغم أن تلصصي عليهما تلك المرة لم يكن كافيا لإثبات مشاركة حازم بشكل مباشر ومتعمد في أحداث موقعة الجمل، إلا أنه على الأقل قد شارك بالفعل في الأعمال التخريبية بالقنابل الكحولية الحارقة وهذا أيضا سلوك إجرامي غير مقبول.. فما فعله سقط بسببه بعض الضحايا كمصابين بحروق متدرجة وجروح قطعية، حتى أنني كدت أن أكون واحدة من الضحايا، لولا أنه هو نفسه من أنقذني..
مهلا.. هل قصدت حنان أن زواج حازم مني لم يكن مكافأة.. بل عقابا؟

جحظت عيني لتلك الفكرة.. المزعجة.. لكن قبل أن أمنحها قدرها من التفكير، علقت حنان بصوت حيادي يشبه النبرة التي يستخدمها أساتذة الجراحة في كليتنا عندما يقومون بتلقيننا من خبراتهم: "الأمور هكذا تبدو أكثر وضوحا.. فلمَ لا تجربي أن تستمعي لنصيحة صديقه الضابط وأن تحاولي أن تتعاملي معه بنوع من الحيادية خلال الأيام المقبلة.. تابعي تصرفاته وراقبي سلوكي.. وإذا كان مخادعا، فهو بالتأكيد لا يستحقك.. وهنا سيكون عليك إنهاء الزواج بكل الأحوال فور أن تتخرجي من الكلية، خاصة إذا كان تأثير والدك عليه هو الأقوى".

وقبل أن أعلق، استطردت حنان بلهجة أكثر تعقلا، حيث قالت: "آه.. لقد تذكرت.. بخصوص حسام.. لقد مررت عليه بالأمس في غرفته بالمستشفى.. وبدا بخير نوعا ما مقارنة بالأيام القليلة السابقة.. طبعا بالأخذ في الاعتبار طبيعة حالته الصحية.. كان صامتا ويتابع التليفزيون بذهن شارد ولكنه يأخذ الدواء في موعده ويتناول وجباته بانتظام.. أخبرتني الممرضة أنه يكون أكثر حيوية عندما يزوره أصدقاؤه، وأنه كان حزينا للغاية بسبب مكالمة أجراها مع شقيقه الأكبر.. أعتقد أن تلك المكالمة كانت في نفس يوم عقد القران عندما بدا لك حازم أيضا حزينا.. يبدو أن هذين الاثنين متعلقان ببعضهما كثيرا.. وهذا هو السبب الرئيسي الذي يجعلنني أصدق أن حازم ليس سيئا كما يبدو.. كما أنني سمعت من بعض أصدقاء حسام أن حازما نفسه هو من أرسل شبابا بدراجات نارية لنقل المصابين إلى المستشفيات، كما قدموا للمعتصمين أطعمة ومشروبات وأغطية كان هو من تكفل بتغطية نفقاتها".

توقفت حنان دقيقة وكأنها تحلل الأمر من جديد، ثم أكملت: "ربما هناك سر يجمعه بوالدك ويجعله مطيعا له بهذا الشكل.. لا تؤاخذيني ولكن قد يكون والدك يبتزه بسبب أمرٍ ما.. ولكن لا يبدو لي وكأنه يقود تنظيما إجراميا مثلا.. ما ترمين إليه لا يتسق مع تصرفاته، وليس هناك من أحد يستطيع خداع الجميع كل الوقت.. كما أنكِ تعلمين جيدا كيف أستطيع قراءة الناس بسريرتي.. ألم أقل دائما أنني أمتلك حاسة سادسة؟ بالله عليك يا شروق هل هناك زعيم عصابة يستيقظ صباحا ليعد لزوجته وصديقتها فطيرا على وجبة الفطور؟ والله أنا مستعدة أن أتزوج لصا إن كان سيعد لي طعاما شهيا طازجا كل يوم على الفطور"، ثم غمزتني بإحدى عينيها فقذفتها بغطاء حاوية السكر المعدنية، لنتبادل الابتسامات السخيفة..

كلمات حنان لفتت نظري إلى أن حازم قد يكون بالفعل واقعا تحت تأثير أبي بسبب سر أو دين.. يجب أن أركز البحث خلال الفترة المقبلة حول ذلك الأمر، فربما كان المفتاح لفهم كل شيء بشكل واقعي بعيدا عن الانطباعات..

ودعتني حنان وهي تعدني بأن تطمئن على حسام من وقت لآخر لأجلي، كما أخبرتني أنها ستقوم مع زملاؤنا بالقسم بتنسيق فترات غيابي عن الورديات حتى أكون جاهزة للعودة، فأنا في النهاية في عطلة شهر العسل، كما وصفتها هي.

۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞

بعد أن غادرت حنان، أجريت مكالمة هاتفية أخرى مع ماما سناء، لكي أطلب منها أن ترسل بقية ملابسي وأغراضي، ووعدتني بأنها ستقوم بتجهيزها من أجلي بأقرب وقت لأنها لم يتسنى لها حتى الآن ترتيبها في حقائب، مؤكدة أنها في حاجة لترتيب تجهيزاتي كعروس حتى تزين بها بيتي الجديد..
الفكرة نفسها جعلتني أبتسم بسخافة..

عند نهاية المكالمة، قررت أن سألها عن اسم الشاب الذي أوصلني للمنزل عندما تعرضت للاعتداء في يوم التظاهرات الأول، فجاء رد فعلها غريبا وغير متوقع، حيث تلعثمت وبدت متحيرة وكأنها تحاول تذكر أمر ما أو ابتكار خدعة، وفي النهاية قالت إن فتاتين قد قامتا بإعادتي للمنزل في سيارة إحداهما، والتي أكدت لها أنني من أمليتها العنوان قبل أن أفقد وعيي.

الغريب أن كلامها جاء مختلفا تماما عما قالته لي عندما استفقت من الصدمة بعد الحادث، حيث ذكرت وقتها أنني عدت إلى المنزل في سيارة أجرة وأن السائق هو من ساعدني على الصعود للمنزل، مؤكدة أنه أخبرها أن زملائي المعتصمين هم من طلبوا منه نقلي للمنزل على وجه السرعة..

كلماتها المتضاربة هي ما أججت الشكوك بداخلي.. سأسألها مجددا عندما نلتقي وجها لوجه.. وهذه المرة لن أتركها قبل أن تخبرني بالحقيقة.

مرت بضعة ساعات وأنا جالسة في غرفة المعيشة أتنقل بين محطات التليفزيون الإخبارية التي لم تكن تتحدث سوى عن قرب احتمال تنحي الرئيس عن سلطته وتناقش مستقبل مصر في ظل حالة الفراغ السياسي المتوقعة، بينما مازالت قنوات أخرى تتعمد الإساءة للمعتصمين وتشيع عنهم شائعات وادعاءات غير صحيحة.

سحبتني الأفكار مجددا متنقلة بين كلمات خالد وحنان، وبين ما سردته ماما سناء من معلومات متناقضة.. لتزداد صورة حازم غموضا في ذهني..

انتبهت من شرودي إلى تقرير أعدته إحدى المحطات الإخبارية الأجنبية تتحدث فيه عن "الشبح الأسود"، الذي وصفه التقرير بأنه رجل ملثم مخفيا هويته الحقيقية رافضا الكشف عن نفسه.. والذي كان يتواجد بميدان التحرير ليلة موقعة الجمل، وأنه كان يقوم بتنظيم المساندة العاجلة للمصابين عن طريق مجموعة ضخمة من قوافل الدراجات النارية يقود كل واحدة منها شابا، بينما يقوم الآخر بحمل أحد المصابين والتحرك به نحو أقرب مستشفى أو وحدة علاج ميدانية لمعالجته بأسرع وقت، واعتمد معد التقرير على شهادات بعض المتواجدين بالميدان الذين أكدوا أن هذا البطل كان يأتي للميدان كثيرا حاملا الأطعمة والأدوية والأغطية للمعتصمين، لكنه كان يصر في كل مرة على أن يخفي شخصيته حتى لا يتعرف عليه أحد، وباتت شهرته بين المعتصمين "الملاك الملثم" أو "الشبح الأسود".

هل هذه مزحة؟ أي بطل؟ أية بطولة؟
من؟
هو؟؟؟

من جديد، ومضت في رأسي ذكرى لاسم كان يتردد عبر مدونتي، حيث كان يذيل بعض التعليقات المستفزة أحيانا والمطمئنة أحيانا أخرى..

Black Ghost.. BLACK GHOST..
Black Ghost.. أي شبح أسود

لحظة.. لحظة..
لا.. لا يُعقل.. مستحيل..
أي هراء هذا..

"ماذا بك يا شروق؟.. لماذا تقفين ثم تجلسين هكذا عدة مرات.. هل هناك ما يؤلمك؟"، توالت أسئلة حازم القلقة على رأسي لتنبهني إلى أنني في وضعية جنونية جديدة..

متى جاء إلى غرفة الجلوس؟ كنت منشغلة تماما بتسارع الأفكار داخل رأسي فلم أنتبه لوجوده.. حتى لم أستمع لخطواته تقترب من الأساس..

انفجرت به وكأنني كنت أنتظر الفرصة بفارغ الصبر: "وما شأنك؟ هل.. هل تتواصل أيضا مع القنوات الإخبارية؟ ألهذا الحد يصل نفوذك؟".

بدت على وجهه علامات الدهشة ونظر لي وكأنني أخبره أنه قد نمت له رأس إضافية بجانب رأسه..
هو يراني مجنونة الآن بكل تأكيد..
حسنا يا حازم.. سأريك الجنون بحق.

سألته بلهجة محقق شرطة مخضرم: "أخبرني يا حازم.. ما علاقتك بالسيارة الــSUV السوداء التي كانت تدهس المتظاهرين عن عمد ليلة موقعة الجمل في الوقت الذي كنت أنت وعصابتك من المجرمين المستأجرين تقومون بالاعتداء على المعتصمين بالقنابل الحارقة لإرهابهم وإرغامهم على مغادرة الميدان؟ هل هذا جزء جديد من خطة أبي لمحاربة الثوار؟".

مرت أكثر من دقيقة وقد ارتسمت على وجهه علامات البلاهة وعدم الفهم، ثم تحولت نظرته تماما واتقدت نيران الغضب بعينيه بألسنتها اللاهبة التي حولت لهما البني الدافئ إلى لون نحاسي مزعج، ثم رد بحزم ممتزج بالسخرية: "اتهام جديد.. أليس كذلك؟ بل اثنان.. الأول هو أنني أستغل القنوات الفضائية للترويج لي.. هل ما فهمته صحيح؟ تظنين أنني أستغل بعض القنوات للدعاية لي.. على أي أساس؟ أنا لا أمتلك مؤسسات اقتصادية ضخمة كوالدك كي تفتح لي القنوات أذرعها، فأنا لن أقدم لهم حقوق الرعاية لأنني كما تعلمين لست شريكا لوالدك ولا أملك آية حصة في مجموعته الاستثمارية الضخمة، مجرد تابع له.. كما ذكرت أنتِ نفسك مرارا.. وذلك بالرغم من ترويجه المتكرر أنني سأخلفه في الإدارة يوما ما"..

زفر بضيق وأطلق سبة بذيئة بصوت خفيض، تبعها بتمتمات خفيضة لم أفهم منها شيئا، ثم رفع عينيه نحوي مجددا، واستكمل بضيق: "ثم لماذا يروجون لي أساسا؟ هل مثلا من مصلحة والدك الترويج لأحد رجاله بشكل صريح كواحد من أشد الداعمين للثورة؟ هل أخبرتك يوما أنني أدعم الثورة أصلا؟ أم تراهم يروجون لي مثلا لأنني سأدخل الانتخابات قريبا؟ لا تقلقي لن أرشح نفسي للرئاسة.. هذا المنصب لا يناسبني على الإطلاق.. يحيطه الكثير من الصخب، كما أنني لا أحب ارتداء رابطات العنق الخانقة بشكل مكثف.. يكفي إجبار والدك لي على ارتدائها في الاجتماعات الرسمية، وخلال حفلاته التي لا تنتهي"، أنهى كلماته بابتسامة سخيفة مليئة بالافتعال والتهكم تتناقض تماما مع الشرر المتطاير من عينيه.

ثم رفع إصبعين، وكأنه يحسب الاتهامات التي وجهتها له، واستطرد: "والآن.. الأمر الثاني.. كان ماذا؟ آه.. السيارة التي دهست المتظاهرين.. متأكد أنك مقتنعة تماما أن لي يد في هذا الأمر سواء اعترفت بذلك أو نفيت.. ولهذا لن أرد.. لأنه لن يتغير شيء.. في كل الأحوال أنتِ ترينني مجرما خطرا على المجتمع.. ولستِ وحدكِ بالمناسبة التي توصلت لتلك القناعة".

قال حازم جملته الأخيرة بصوت حزين ثم أحنى رأسه قليلا واستدار عائدا من حيث جاء قبل أن يتوقف لثانية عندما سمعني أقول: "سأكشف ألوانك الحقيقية يا Black Ghost"، ثم تدارك نفسه على ما يبدو مدعيا أنه لم يستمع لشيء وأكمل طريقه نحو غرفته.


يتبع


مروة سالم غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 12-06-21, 06:38 PM   #478

مروة سالم

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية مروة سالم

? العضوٌ??? » 482666
?  التسِجيلٌ » Dec 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,756
?  مُ?إني » مصر
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » مروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   ice-lemon
?? ??? ~
Why so serious?
Rewitysmile14 الفصل السادس عشر - القسم الأخير

أمضيت الساعات التالية وأنا أقوم بترتيب ملابسي وأغراضي في الخزانة الموجودة بغرفة حسام والحمام الصغير الملحق بها.. كنت أحتاج للقيام بأي مجهود بدني يشغلني قليلا عن الدائرة المفرغة من التفكير والتي كنت أدور بها حتى أصابني الصداع.

بعد بعض الوقت، سمعت طرقا على الباب.. فدعوت طارقه للدخول..
دخل حازم وعلى وجهه نظرة جافة تخفي بعض التوتر، حيث قال: "دعانا خالد لتناول طعام الغداء في منزله.. قال إنه سيستضيف خطيبته وصديق آخر يريد أن يبارك لنا زواجنا، وطلب أن أخبرك أن زينة ستسعد برؤيتك والتعرف إليك.. كما أن والديه يريدان أن يهنئانا على الزواج.. أنا اعتذرت له.. ولكنه يُلح كثيرا.. ما رأيك؟ أنتِ لستِ مضطرة للذهاب".

حسنا، هو يطلب بلهجة مهذبة نوعا ما.. كانت الفكرة الأولى أن أرفض، فأنا بكل الأحوال لا أريد أن يبدو زواجنا طبيعيا وأن نظهر معا كثنائي في تجمعات من تلك النوعية بحيث يصبح الأمر معتادا ومألوفا فيحاول الكثيرون التدخل عندما يحين وقت الطلاق ظنا منهم أن ما بيننا من خلافات يمكن حله ببعض النصح، ولكن الفضول سيطر عليّ تماما وصارت لديّ رغبة جامحة أن أكتشف كيف سيتصرف حازم بصحبة صديقه وعائلته.. كما شعرت برغبة في أن أتعرف على ذلك الصديق الجديد الذي يبدو أن مجرد لقائه قد أصاب حازم بحالة من القلق والتوجس..

۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞

بعد أن أخبر حازم صديقه باستعدادنا لحضور دعوة الغداء، بدأ كل منا في الاستعداد للخروج في أول ظهور علني لنا كزوجين..

ارتدى حازم سروالا من الدنيم الأسد مع قميص بولو عصري بياقة وأكمام طويلة باللون الرمادي ممسكا في يده سترة جلدية باللون الأسود الذي تتخله أشرطة بيضاء باللون الأبيض. أما أنا فقد اخترت فستانا باللون الأزرق النيلي والمزين على أحد جانبيه بشكل فني مزخرف بالزهور بدرجات الأحمر والأصفر والبرتقالي ونسقت إطلالتي مع لفة حجاب عسلية زينتها بفراشة ذهبية صغيرة..

في تمام الثانية والنصف، كنا نتحرك بالسيارة نحو منزل خالد.. ورغم أن الأجواء بالسيارة لم تكن خانقة مثل المرات السابقة، إلا أن الصمت كان حاضرا بقوة، لانشغال ذهن حازم على ما يبدو بمجريات الساعات المقبلة..

وعندما لاحظ حازم أنني أزفر بملل وضيق، قام بتشغيل إحدى أغنيات فريق Imagine Dragons من جديد.

لم أكن من معجبات هذه الفرقة تحديدا، ولكن حرصه الدائم على الاستماع لأغنياتها جعلني أنتبه في كل مرة لكلمات الأغنية التي يختارها، وهذه المرة كانت كلمات أغنية Hear Me تتخلل الفراغ حولنا، محمولة على أنغام موسيقى الروك القوية بالجيتار الإلكتروني والدرامز.

الكلمات كانت تتحدث عن عاشق لا يتلقى حبا متبادلا من الطرف الآخر، ويطالبه بالانسحاب والابتعاد إذا كان لا يحبه أو عليه إظهار ذلك الحب بشكل فعلي إذا كان موجودا..
تلك الأغاني المليئة بالألغاز من جديد..

تحركت أصابعي تلقائيا نحو مسجل السيارة لخفض الصوت قليلا، ولكنه فاجأني بأن أطفأه تماما دون حتى أن ينظر نحوي..
تبا له.. أنا لم أطلب منه إغلاقها.

أعدت تشغيل الأغنية ثم جلست بأريحية بجواره، ولكي أعانده قليلا، قمت بالبحث عن كلماتها عبر شبكة الانترنت، وبدأت الغناء مع صوت المغني الذي بدا متحسرا للغاية، فأخذت أقلد حركات نجوم موسيقى الروك وأغني بانفعال شديد، لأجد حازم قد دخل في نوبة من الضحك بلا تحفظ.

بعد فترة قصيرة، وصلنا إلى منزل خالد وتبادلنا التحية مع أصحاب المنزل الذين استقبلونا استقبالا دافئا، خاصة زينة خطيبة خالد.. فالفتاة كما تبدو هي عبارة عن شعلة من الحيوية والبهجة.

الفتاة قوامها نحيل ولها شعر أسود طويل جذاب يتميز بلمعانه وكثافته ويجعلها بوجهها الصغير تبدو كدمية، كما تتمتع ببشرة ذهبية لامعة وعينين بنيتين واسعتين كالمها، واللتين ظللهما حاجبين كثيفين يكسبناها جدية عندما تحدق بتركيز، لكنها في المجمل تتمتع بملامح جذابة ومحببة، بوجنتين حادتين وشفتين مكتنزتين، وتزداد فتنتها بشعرها الناعم المنسدل بحيوية وبعض الموجات الخفيفة عند أطرافه..

أخذنا نتبادل جميعنا أطراف الحديث في جلسة شبه ودية بغرفة الاستقبال، وكان أكثر ما لفت نظري نظراتها العاشقة إلى خالد وكأنه لا يوجد شخص آخر في الغرفة غيره..

أينما تحرك، كانت عيناها تتبعانه تلقائيا بوله مفضوح، والغريب أنه أيضا كان يماثلها في حالة التوق المشتعلة تلك.. كان بوجودها يختلف تماما عن المرتين اللتين جمعتني الظروف به.. حيث تخلى تماما على ما يبدو عن وجهه الجامد الذي تفرضه عليه مهنته على الأرجح، وصار يتصرف على طبيعته أمامها..

أخذنا نتحدث قليلا عن حفل الزفاف الذي حضره خالد وضيف آخر لم يكن متواجدا اليوم ضمن الحضور.. ذلك الرجل الخمسيني صاحب الملامح اللطيفة.

الغريب أن حازم كان يتحدث عن الحفل بحيوية مفاجئة، وتذكر الكثير من التفاصيل بدقة، بل أنني لا أبالغ إذا قلت أن الإبتسامة كانت ترتسم على وجهه من وقت لآخر وكأنه.. سعيد.. كان يتحدث بحميمية غريبة بلا افتعال أو تصنع.. وكأن تلك الذكريات التي تخص تلك الليلة تهمه بالفعل وقد حفر لها مكانا خاصا في قلبه..

لوهلة، ومض بذاكرتي بريقا متوهجا عاد بي إلى لحظة أمسك بحلقة الخطبة الفضية التي تخص حازم والتي انعكست عليها الأضواء قبل أن أضعها في إصبعه، فاكتشفت حرف (ش) محفورا بداخلها بشكل فني آخاذ..

استمر تبادلنا للحديث، وحاولت أن أتصرف بلطف وأشارك ببعض كلمات المجاملة، دون أن أغفل مراقبة تصرفات حازم مع صديقه وعائلته لأكتشف مدى صدقه أو خداعه..

وبعد مرور نحو ساعة أو ما يزيد قليلا، رن جرس المنزل، ليتوجه خالد ووالده لاستقبال الضيف الذي ذكر حازم حضوره لتهنئتنا بطلب خاص من خالد..

بينما كنا ننتظر انضمام الضيف ومستقبليه إلينا في غرفة الاستقبال، توجهت نظراتي نحو حازم الذي تبدلت حيويته، وبدأت علامات الجدية تتسلل إلى وجهه، حتى أن جسده قد بدا متشنجا نوعا ما.
تُرى.. ما سر قلق حازم من هذا الضيف؟

دخل أولا والد خالد، وخلفه رجل يبدو في العقد الخامس من عمره، يغطي رأسه الشعر الفضي وكان يرتدي نظارة طبية تغطي الوجه الذي يميل إلى الامتلاء. كان طويلا يتميز ببشرة قمحية مشربة بالحمرة وكأنه من مدينة داخلية. أما وجهه، فكانت تكسوه علامات الجدية والوقار بشاربه المدرم بعناية، وذلك رغم الطيبة التي تنضح من عينيه وابتسامته اللطيفة..

كان خالد يسير خلفهما.. وما أن دلف إلى الغرفة، تحركت عيناه مباشرة نحو حازم، ورمقه بنظرة بها الكثير من القلق والشفقة.. أمر غريب.

دار الرجل الخمسيني بوجهه بين الحاضرين إلى أن وقعت عيناه على حازم، فتسمر مكانه لبضع ثوان، قبل أن يسعل بخفوت محاولا السيطرة على انفعال كاد أن يتسلل إلى مقلتيه كاشفا على ما يبدو لأسرار لم يمنحها هو الإذن بالخروج للعلن بعد، ثم أكمل سيره خلف والد خالد الذي أشار له بترحيب لكي يجلس على أحد المقاعد الشاغرة.

سادت حالة من التوتر لبضع دقائق، قبل أن تقطعه زينة التي أحضرت بعض أكواب العصير الطازج، وقدمتها للجميع فردا فردا وهي تبتسم بود.

في الحقيقة، يعجبني أنها تصرفت بشكل يبدو تلقائيا ولكنه في الحقيقة معد له بدقة..
منذ أن قابلتها وهي تتصرف بهدوء أعصاب وحكمة تفوق سنها برغم أن طبيعتها تميل للمرح ربما أكثر من حنان..

قد تكون قد اكتسبت هذه السمة تأثرا بخطيبها.. ولكن ما لا يعجبني أنها تتصرف معي بودٍ غير منطقي.. أقصد أنها ليست صديقتي فعليا.. كما أنها لم تكلف نفسها عناء حضور حفل الزفاف.. ليس وكأنني كنت أريد المزيد من الضيوف ليشهدوا تلك اللحظات البغيضة، ولكن لماذا تتصنع الود معي الآن تحديدا؟..

أنهت زينة مرورها على الضيوف ثم جلست بجواري وابتسمت لي بتردد، وكأنها قرأت ما دار في عقلي منذ قليل.

بدأ الضيف بالحديث عن سعادته بالحضور اليوم لهذا التجمع العائلي، واعتذر لعدم قدرته على إحضار هدية للعروسين بمناسبة الزواج لأنه لم يعلم بخبر زواجنا إلا اليوم..
وكأنني أهتم!

تدخل والد خالد وقدم ضيفه بأنه يُدعى علي عبد الحكيم الزين، وقال بأنه أحد كبار رجال الأعمال في مصر، لكن عمله يتركز في المحافظات الداخلية الواقعة وسط الجمهورية، كالمنيا وأسيوط وسوهاج وقنا، كونه يدير مجموعة من المصانع لإنتاج الأسمدة والعلف الحيواني ومطاحن الدقيق وعدد من الشركات لإنتاج الصناعات الغذائية، كما تحدث عن استثمارات كبيرة له عالقة بسبب بضائعه المجمدة في بعض الموانئ نتيجة الأحوال السياسية الحالية، حيث عبر عن أمله في أن تنتهي الأزمة سريعا حتى تعود عجلة الإنتاج للسير من جديد.

ظل السيد على يتحدث عن عمله وهو يحاول أن يوجه نظراته بالعدل نحو الجميع، ولكن كانت عيناه تتسمران بين وقتٍ وآخر على حازم الذي ظل صامتا وبدا غير قادر على إخفاء توتره الذي ظهر على جسده المشدود وعينيه المحدقتين بتركيز شديد.

فجأة، تغيرت حالة الهدوء التي سيطرت على هذا الرجل منذ انضم للجلسة، حيث نظر لحازم بفضول ممتزج بما يشبه التعاطف أو الشفقة، ثم سأله بدون تحفظ: "هل لي أن أسألك عن سبب تورم وجهك بهذا الشكل يا بني؟ هل تورطت في أمر ما؟".

رفع حازم عينيه بحدة، وصوبهما نحو السيد علي متوجسا، ثم رد عليه بغلظة غير متوقعة: "أنا بخير تماما.. ولا يمكن لأحد أن يؤذيني"..

أطلق خالد ضحكة متوترة صاخبة، قبل أن يجيب بقوله: "حازم يحب المزاح دائما.. هذه الإصابات هي نتيجة مباراة غير متكافئة للملاكمة.. هذا الشاب لا يلعب مباراة واحدة فقط في نفس اليوم.. بل يفضل مواجهة ثلاثة إلى خمسة رجال على الأقل كي يتأكد أنه قد شحذ مهاراته تماما ومازال يحتفظ بلياقته البدنية برغم مرور عشر سنوات كاملة على فوزه بلقب بطولة الجمهورية.. وبالتالي تكون النتيجة كما ترى، لكن تأكد أنه قد فاز في كل نزالاته.. أنا شاهد على ذلك"، ثم ربت برفق على فكيه ممازحا وكأنه يتذكر لكمة عنيفة قد تلقاها من صديقه قبل وقتٍ قريب وبعدها بحركة مستترة ربما لم يلاحظها أحد غيري، ربت على مرفق صديقه وكأنه يطلب منه التمهل ويبثه الدعم والسكينة..
ما الذي يحدث؟

التوتر المسيطر على الأجواء يكاد يخنقني.. صدقا أريد التدخل في الحديث لإضافة بعض المرح الذي قد لا يكون مناسبا للموقف حاليا، لكنه بالتأكيد سيسهم في تشتيت الطاقة السلبية التي تحوم بين الجميع، ولكنني أشعر أن هناك سر يخفيه الموجودون عني.

دخلت والدة خالد معلنة أن طعام الغداء قد صار جاهزا، وطلبت منا الانضمام إليها في غرفة المائدة.
تزينت مائدة الغداء بالعديد من الأطباق المصرية الشهيرة كالملوخية والبامية وكرات البطاطس بحشوة اللحم المفروم ولفائف الجلاش بحشوة الجبن والدجاج، وكذلك أطباق المشويات والشوربة والأرز بالخلطة..

كانت الرائحة الشهية ترفرف بالأجواء حتى أنستني كل تحفظي وانفعالي السابق، وجعلتني أستمتع بتذوق بعض الأصناف، خاصة وأنني اشتقت لطعام ماما سناء خلال الأيام القليلة الماضية..

تطور الحديث أثناء طعام الغداء إلى الأحداث الجارية في مصر، خاصة حالة الاعتصام التي اقتربت من أسبوعين، وبان تأثيرها على عدة قطاعات في الوطن.. وخلال تلك المناقشات كان حازم مطرقا برأسه يحرك الشوكة بطبقة دون أن يركز في تناول الطعام أو حتى تبادل الحديث مع المحيطين به.. وكأن دوامة قاسية قد سحبته لداخلها وبدا عاجزا عن المقاومة والخروج منها..

أخذ والد خالد يتهم المتظاهرين بالرعونة والسذاجة، حيث قال: "إنهم يتعاملون منذ الآن وكأنهم فائزون بالفعل.. غير منتبهين للمؤامرات التي تحاك منذ اليوم الأول للمظاهرات، مثل فتح السجون وتهريب المحكومين في قضايا تتعلق بالأمن الوطني، وكذلك نشر المجرمين وقطاع الطرق ومثيري الشغب والفوضى داخل الميدان وحول أهم المنشآت الحيوية في مختلف المدن، وحتى ارتكاب جرائم وإلصاقها بالشرطة من جهة مثل استخدام العنف لتفريق المتظاهرين، أو إلصاقها بالمتظاهرين أنفسهم مثل حرق أحد المباني التاريخية التابعة للدولة، فضلا عن محاولة اقتحام المتحف المصري وتخريبه وسرقة محتوياته النفيسة..".

توقف والد خالد عن الحديث لبرهة، ثم أكمل: "للأسف قلة خبرة شباب المتظاهرين تجعلهم يظنون أنهم وصلوا حاليا لقمة النجاح بإصرارهم على عزل رأس النظام.. لا يعلمون أن الطريق أمامهم طويل وأن عليهم القيام بالكثير من العمل والجهد حتي يحققوا أهدافهم.. وأن أول خطوة هي تحديد تلك الأهداف بالفعل، بدلا من حالة الاضطراب والانشقاق التي تسيطر على من يتحدثون باسم الثورة.."..

تغيرت ملامحه الهادئة لتتحول نظرياته للجدية والصرامة، ثم تابع: "أنا لن أجمّل الأمور.. هؤلاء الشباب يصيبونني في بعض الأحيان بالغثيان.. يتصرفون بسذاجة كبيرة ويثقون في أسماء شهيرة لأشخاص لا ينبغي عليهم أبدا منحهم ثقتهم، وهؤلاء أول من سينقلبون عليهم في النهاية عندما ينفردون بالسلطة في أقرب وقت".

كلامه أغضبني.. وكان هو القشة التي حطمت تماسك أعصابي بعد الدقائق الطويلة المليئة بالتوتر في غرفة الاستقبال، فلم أشعر بنفسي سوى وأنا أضع شوكتي وسكينتي بحدة أمامي على المنضدة، ثم نظرت نحو والد خالد بتجهم وسألته بنبرة سخيفة: "إذًا بمن عليهم أن يثقوا برأيك؟ بعد أن تخلى عنهم من يفترض بهم حمايتهم فتركوهم لقمة سائغة للمجرمين الذين حاولوا إحراقهم بقنابل المولوتوف ثم دهسهم تحت سنابك خيولهم وحوافر جمالهم أو إحداث عاهات مستديمة بهم بأسلحتهم البيضاء إذا فشلوا في قتلهم".

صمت الجميع لوهلة وتبادلوا النظر بيني وبين والد خالد الذي فغر فمه مندهشا بشدة من كلماتي الانفعالية المحتدة، قبل أن ينتبه حازم أخيرا لما دار خلال الدقائق القليلة الماضية، مما دفعه لمد يده والإمساك برسغي بحدة منبها، ثم قال بنبرة خافتة ولكنها منفعلة تتستر ببرود كلماته: "لمعلوماتك فقط.. خالد أصيب خلال أحداث اقتحام سجن المدينة الريفية الشهيرة، والذي بالمناسبة شهد استشهاد مأموره ببسالة وهو يدافع عنه ويرفض السماح بإطلاق المساجين المحكومين في قضايا أمنية.. لقد ذاد خالد وزملاؤه من الشرفاء عن الحق ولم يترددوا في وضع حيواتهم على المحك عندما حدثت مكيدة غامضة عرّضت حياة الجميع للخطر في ذلك اليوم.."

ارتفع صوت حازم قليلا، وهو يكمل بانفعال حاول بالكاد كتمانه: "خالد الذي تهاجمينه الآن كاد أن يفقد حياته برصاصتين لولا العناية الإلهية، وهو بالتأكيد ليس الوحيد الذي قام بعمله كما يحتم عليه ضميره.. كما أن والده اللواء عماد الكومي من أبطال الشرطة المصرية البواسل الذين سجل التاريخ أسماءهم خلال فترة محاربة الإرهاب في أوائل التسعينات، وكاد أن يخسر حياته أكثر من مرة دفاعا عن هذا البلد.. ولكن مثل هؤلاء الأبطال تسجل بطولاتهم في التاريخ السري للوطن.. فلا تبدئي بإلقاء الاتهامات بدون وعي.. انتقي كلماتك جيدا قبل أن تندمي عليها".

ابتسمت زينة بود محاولة تلطيف الأجواء التي اشتعلت بشكل متسارع، حيث قالت بهدوء: "شروق لم تكن تقصد ذلك يا حازم.. هي لا تعرف خالد جيدا.. كما أن هناك حالة من العدائية حاليا بين المواطنين والشرطة سببها من يحاولون نصب الفخاخ بهدف إيقاع الوطن في أزمة لن يستفيد منها غيرهم.. هي للأسف تشعر بحالة من التشكك وعدم الثقة مثل كثيرين من المصريين.. لا تحتد عليها رجاء".

أحرجتني كلمات زينة بشدة.. هي معها حق رغم كل شيء..
الآن صرت أبغضها.. ليس بشكل سيء.. أقصد.. لا أعلم.. أنا فقط لم أتوقع أن تتدخل للدفاع عني بهذا الشكل وتحتوي الموقف كله دون أن تعمد إلى تصغيري كما فعل حازم نفسه منذ أقل من دقيقتين..

توجهت بنظراتي نحو والد خالد، وتحدثت بثبات حاولت من خلاله أن أخفي خجلي من تصرفي
الأحمق: "أعتذر يا سيادة اللواء.. أنا لم أقصد الإساءة لحضرتك.. لقد.. لقد خرجت كلماتي بشكل سيء.. أنا فقط لا أطيق أن أستمع لانتقادات موجهة للثوار الذين يقفوا منفردين الآن مخاطرين بحياتهم ومستقبلهم ويتعرضون للسخرية والتشكيك ويتحملون الاتهامات بالتخوين من بعض الإعلاميين والفنانين والمشاهير"..

رد والد خالد بهدوء وحنكة: "وهذا خطؤكم الأكبر يا شباب الثورة.. أنكم لا تستمعون للانتقادات.. وتتعاملون مع من يهاجمكم بسوء الظن بينما يختبئ بينكم الآن خونة حقيقيون سيظهر لونهم الحقيقي في الوقت المناسب.. أنتم في حالة من التشكك تجعلكم لا تدركون من الذي يحاول مساندتكم ومن يسعى لاستغلالكم ومن يخطط لتدميركم والتخلص منكم، فليس كل الانتقادات هدفها التدمير، بل هناك انتقادات تريد تصحيح المسار والمحافظة على الهدف الأسمى".

تدخل السيد علي بالحديث، حيث طالعني بابتسامة مبتهجة ساهمت في تلطيف الأجواء قبل أن ينظر لحازم ويقول: "عروسك الجميلة رقيقة الملامح تشبه الألعاب النارية تماما.. تنفجر بشكل جميل فتضيء السماء بصخبها وألوانها، ولكنها لا تُشكل خطورة على المحيطين بها"، ثم نظر نحوي مكررا الابتسام، وكأن اتساع شفتيه بودٍ أبوي هو ربتة دافئة على الرأس فتهدئ النفس وتملأ الفؤاد سلاما..

رد عليه حازم بنبرة جادة لا تخلو من القليل من التوتر: "نعم.. هي مندفعة قليلا"، ثم قال بصوت خافت بعد أن اقترب مني مقربا شفتيه من أذني: "تحتاج فقط لبعض الترويض"، ليعود من جديد لتناول طعامه دون كلمة إضافية من أي من الحاضرين.

أنهينا تناول طعام الغداء بعد ذلك في هدوء رتيب، ثم تناوبنا على حمل الأطباق وتنظيف المائدة، بينما طلب والد خالد من ضيفه الغامض أن ينضم إليه مع حازم وخالد في غرفة المكتب.

جاءت زينة حاملة بعض أكواب المشروبات الغازية وأطباق الحلوى منزلية الصنع، وقالت مهللة: "تفضلي.. لقد صنعت تلك الوصفة بنفسي.. لأول مرة أجربها وأتقنتها من أول محاولة.. يجب أن تتذوقيها.. اسمها كيك الأناناس المقلوب.. هيا هيا خذي قضمة واحدة.. ستعجبك حتما.. ألا تغريكِ رائحتها الزكية؟".

أمسكت بالطبق والشوكة، ثم تذوقت قطعة حتى تتوقف عن الإلحاح.. كانت بالفعل لذيذة، فأخبرتها على مضض: "سلمت يداكِ.. هي حقا شهية".

وبينما شرعت في تناول قضمة أخرى، جلست زينة بجواري ثم ابتسمت بشكل مستفز وقالت: "أعلم أنك لم تحبيني منذ الوهلة الأولى.. لن ألومك.. حتى خالد نفسه لم يحبني.. ولكنني أحببته.. ثم أجبرته على أن يحبني.. أتدرين لماذا؟".

رفعت حاجبي متسائلة، فأكملت هي مجيبة: "لأنني منذ أن شاهدته لأول مرة وقد تأكدت أنه عاشق لوطنه مؤمن بواجبه وملتزم بحماية أبناء شعبه.. إذا علمتِ القليل عن خالد ستتأكدين أنه رجل صالح.. وربما وقتها ستتقبلي حازم وتكتشفي أنه أيضا عكس ما يبدو لكِ.. صحيح أن الفساد قد يصل لكل مكان، لكن هناك أيضا شرفاء كثيرون، وإلا لكان هذا الوطن قد تفكك واندثر منذ سنين".

تناولت زينة قطعة من الكيك، ثم أكملت بعد أن رشفت بعض العصير: "الغريب يادكتورة شروق أنك لا تبدين أبدا كامرأة حمقاء.. فلماذا حتى الآن تعجزين عن رؤية زوجك بشكل حقيقي بعيدا عن الافتراضات والانطباعات وسوء الفهم؟".

ناظرتها بدهشة وامتعاض، فاستدركت قائلة: "لا بأس.. الآن ليس الوقت المناسب لهذا الحديث بكل الأحوال.. سجلي رقمي بهاتفك وسنتحدث لاحقا وربما خرجنا معا للتنزه أو التسوق.. أثق أننا سنصبح صديقتين مقربتين بلمح البصر.. وأنا أحقق دائما ما أريد.. وهذه الدبلة هي أكبر دليل"، مشيرة بفخر إلى حلقة خطبتها إلى خالد التي تزين بنصرها الأيمن.

وبينما جلسنا نتناول الحلوى ونحاول التصرف كصديقتين برغم كل العوائق ومسببات الغموض والتوتر، انفتح باب غرفة المكتب فجأة، وخرج حازم مندفعا واقترب مني وأمسك يدي يحثني على النهوض، وقال محاولا السيطرة على انفعاله الذي يملأ صفحة وجهه وينعكس على قبضته القاسية التي تسحبني لأتبعه بلا دال: "هيا سنغادر.. فورا".


نهاية الفصل
قراءة سعيدة
دمتن بخير وود وسعادة


مروة سالم غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 13-06-21, 03:15 AM   #479

Nour fekry94

? العضوٌ??? » 461550
?  التسِجيلٌ » Jan 2020
? مشَارَ?اتْي » 339
?  نُقآطِيْ » Nour fekry94 is on a distinguished road
افتراضي

واو واو واو ♥️
فصل محوري ومهم جدا يعتبر من اهم الفصول حتى الان ♥️
اولا :كلاكيت تاني مرة و صفك للحيرة و الصراع اللي عند شروق حقيقي منتهى التمكن والابداع انا حسيت اني متوترة و محتارة معاها من كتر اندماجي مع اسلوبك حقيقي بحييكي جدا على التمكن اللي ناس كتير مش بتقدر توصله كده ♥️
بدأت شروق تفكر في حازم بشكل تاني وبدأت تفهمه الحمد لله وكمان زلات اللسان هتبدأ وهيبقى شكلها قطونيل والدليل (لحظة.. هل قلت وسامته؟
لنمرر ذلك..) لا خلي بالك انا مركزة كويس اوي 😂😂😂😂
تاني حاجة حنان بقى ياربي على حنان وجمال حنان و الصحاب الحلوين اللي زي حنان ♥️♥️♥️
احلى علاقة صداقة و احلى سند اقسم بالله ♥️♥️
عحبتني اوي فكرة ان شروق بتقولها كل اللغبطة و التشتت اللي عندها وهي بترتبهم و تتكلم بمنطقية ♥️ فكرة التكامل اللي بينهم رائع بجد حبيتهم اكتر ما بحبهم ♥️
لسا معرفناش تفاصيل علاقتها مع حسام بس عجبتني التساؤلات اللي في عينيهي دي بداية كويسة و ادينا مستنين 😂♥️
حبيت علاقة شروق وزينة اللي بدأت و حبيت ثقة زينة في نفسها و فخرها انها وقعت خالد هتنفعنا اوي في علاقة البائسين التانيين 😂♥️♥️♥️ وحاسة كده هيعملوا عصابة على الغلابة اللي مرتبطين بيهم ربنا يستر 😂😂
اخر حاجة بقى الراجل الغامض ( علي عبد الحكيم الزين) في شك داخلي عندي كده بيقول انه ممكن يكون هو ده ابو حازم !
و مش لاقية اي تفسير لتصرفات حازم ناحيته ليه بيتوتر منه ؟ وليه طلع من الاوضة متعصب كدة ؟
كنتوا تدخلوني معاكوا اسمع كلامكوا طيب بدل الفضول ده 🥺🥺💔
المهم انا حاسة ان احنا دخلنا في الفصول المهمة جدا اللي هتوضح حاجات كتير ♥️ ومستنية الاحداث الجاية اكتر من اي وقت ♥️
تسلم ايدك يا احلى مروة على الفصل الجميل المهم ده ♥️
و مستنية الجاي جدا ♥️♥️
دمتِ مبدعة ♥️♥️♥️♥️


Nour fekry94 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-06-21, 06:28 PM   #480

مروة سالم

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية مروة سالم

? العضوٌ??? » 482666
?  التسِجيلٌ » Dec 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,756
?  مُ?إني » مصر
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » مروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   ice-lemon
?? ??? ~
Why so serious?
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Nour fekry94 مشاهدة المشاركة
واو واو واو ♥️
فصل محوري ومهم جدا يعتبر من اهم الفصول حتى الان ♥️
اولا :كلاكيت تاني مرة و صفك للحيرة و الصراع اللي عند شروق حقيقي منتهى التمكن والابداع انا حسيت اني متوترة و محتارة معاها من كتر اندماجي مع اسلوبك حقيقي بحييكي جدا على التمكن اللي ناس كتير مش بتقدر توصله كده ♥️
بدأت شروق تفكر في حازم بشكل تاني وبدأت تفهمه الحمد لله وكمان زلات اللسان هتبدأ وهيبقى شكلها قطونيل والدليل (لحظة.. هل قلت وسامته؟
لنمرر ذلك..) لا خلي بالك انا مركزة كويس اوي 😂😂😂😂
تاني حاجة حنان بقى ياربي على حنان وجمال حنان و الصحاب الحلوين اللي زي حنان ♥️♥️♥️
احلى علاقة صداقة و احلى سند اقسم بالله ♥️♥️
عحبتني اوي فكرة ان شروق بتقولها كل اللغبطة و التشتت اللي عندها وهي بترتبهم و تتكلم بمنطقية ♥️ فكرة التكامل اللي بينهم رائع بجد حبيتهم اكتر ما بحبهم ♥️
لسا معرفناش تفاصيل علاقتها مع حسام بس عجبتني التساؤلات اللي في عينيهي دي بداية كويسة و ادينا مستنين 😂♥️
حبيت علاقة شروق وزينة اللي بدأت و حبيت ثقة زينة في نفسها و فخرها انها وقعت خالد هتنفعنا اوي في علاقة البائسين التانيين 😂♥️♥️♥️ وحاسة كده هيعملوا عصابة على الغلابة اللي مرتبطين بيهم ربنا يستر 😂😂
اخر حاجة بقى الراجل الغامض ( علي عبد الحكيم الزين) في شك داخلي عندي كده بيقول انه ممكن يكون هو ده ابو حازم !
و مش لاقية اي تفسير لتصرفات حازم ناحيته ليه بيتوتر منه ؟ وليه طلع من الاوضة متعصب كدة ؟
كنتوا تدخلوني معاكوا اسمع كلامكوا طيب بدل الفضول ده 🥺🥺💔
المهم انا حاسة ان احنا دخلنا في الفصول المهمة جدا اللي هتوضح حاجات كتير ♥️ ومستنية الاحداث الجاية اكتر من اي وقت ♥️
تسلم ايدك يا احلى مروة على الفصل الجميل المهم ده ♥️
و مستنية الجاي جدا ♥️♥️
دمتِ مبدعة ♥️♥️♥️♥️



شكرا يانور على المراجعة الجميلة وتركيزك مع كل تفصيلة .. اتمنىى الفصول الجاية تعجبك باذن الله

ونشوف كده توقعاتك متماشية مع الاحداث ولا ايه


مروة سالم غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:57 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.