آخر 10 مشاركات
بعينيكِ وعد*مميزة و مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )           »          25 - أصابع القمر - آن ميثر - ع.ق ( نسخه اصلية بتصوير جديد) (الكاتـب : angel08 - )           »          249- عذاب الحب -بيني جوردان -مكتبة مدبولي (الكاتـب : Just Faith - )           »          واهتز عرش قلبي (1) .. سلسلة الهاربات (الكاتـب : ملك جاسم - )           »          الــــسَــــلام (الكاتـب : دانتِلا - )           »          93 - قمر في الرماد - جين دونيللي (الكاتـب : فرح - )           »          و أمسى الحب خالدا *مكتملة* (الكاتـب : ملك علي - )           »          انتقام عديم الرحمة(80)للكاتبة:كارول مورتيمور (الجزء الأول من سلسلة لعنة جامبرلي)كاملة (الكاتـب : *ايمي* - )           »          لاجئ في سمائها... (الكاتـب : ألحان الربيع - )           »          4 - لعنة الماضي - بيني جوردان (دار الكتاب العربي) (الكاتـب : Gege86 - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

مشاهدة نتائج الإستطلاع: هل تعتقدون أن خالد قد مات وانتهى دوره بأحداث الرواية؟؟
نعم 0 0%
لا 6 100.00%
المصوتون: 6. أنت لم تصوت في هذا الإستطلاع

Like Tree484Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 19-06-21, 06:34 PM   #491

مروة سالم

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية مروة سالم

? العضوٌ??? » 482666
?  التسِجيلٌ » Dec 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,756
?  مُ?إني » مصر
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » مروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   ice-lemon
?? ??? ~
Why so serious?
Rewity Smile 1 الفصل السابع عشر - القسم الأول


الفصل السابع عشر

حازم


أي جنون هذا؟ عمَ يتحدث هذا الرجل؟
كلماته تكاد تعصف بداخلي وتحوله لحطام..
ليس بعد كل تلك السنوات..
ليس بعد أن تعايشت مع الواقع وتناسيت.. كل شيء..


لا أعلم كيف وصلت إلى المرآب أو كيف خرجت بالسيارة منه.. كأنني أتحرك آليا ببرمجة سابقة الضبط..
مشاعري تكاد تخنقني..
جنون.. جنون مطبق..
أحتاج.. أحتاج للقليل.. فقط للقليل من السكينة..

كانت يدي قد امتدت بحكم العادة نحو صندوق التابلوه لكي استخرج كرة الضغط المعدنية، وقبل أن أضغط عليها بكل طاقتي، كانت هناك يد رقيقة تحتضن رسغي بعنف يخالف نعومة ملمسها..

سقطت نظراتي إلى تلك اليد القابضة على معصمي، وطالعتها بغباء للحظة ثم تتبعتها ببطء إلى أن وصلت عيناي لعينيّ صاحبة اليد الناعمة ذات القبضة الحديدية..
ولم تكن نظرتها مختلفة تماما عن إحساسي بقبضتها..
شروق.. كانت عيناها صفحتين شديدتي الوضوح من العزم والإصرار.. و.. التعاطف؟
ولكن....!!

ماذا تفعل هذه في سيارتي؟ ولماذا تسلل القلق إلى وجهها مخفيا كل الانفعالات التي لمحتها بعينيها قبل لحظتين فقط؟

كانت محاولة السيطرة على كياني في تلك اللحظات مستحيلة.. كنت أشعر نفسي كحبة ذرة على سطح صفيح ساخن تتقافز بعذاب دون أن تجد من يدفع عنها ألم الاحتراق ويخلصها من عذابها..

وقبل أن أستطيع أن أحرك فمي بكلمة واحدة، كنت يدها الأخرى تمتد إلى تلك القابضة على رسغي وتتخطاها لتتحرك نحو أصابعي الملتفة على كرة العذاب المدببة، وتبدأ في تفكيك أصابعي المتشابكة تعتصر نتوءاتها الحادة البارزة بتشبث مرعب.. بدأت برفعها واحدا واحدا إلى أن فقدت يدي آية سيطرة لها على كتلة الألم رفيقة الأيام القاسية واللحظات غير المفهومة..

أمسكت شروق الكرة بحرص ثم أبعدتها تماما عن متناول يدي وقذفتها إلى أرضية السيارة أسفل مقعدها، ثم تلكأت قليلا قبل أن تبعد يدها الأخرى عن معصم يدي..

أخذت ألهث بأنفاس سريعة متقطعة صاخبة، أحاول قليلا أن أسيطر على نفسي..

أكانت بجانبي طوال هذا الوقت؟
رباه هل عليها أن تراني دائما في أشد لحظاتي ضعفا وارتباكا؟
انكسار ثم انهيار ثم...
مرة تراني مهشما بعد اعتداء والدها عليّ دون حتى أن أقاومه، ومرة أخرى أعود إليها بوجه متورم وأضلع مكدومة كادت تتهشم..

والآن هكذا.. رجل مهووس يستعذب الألم ليختبئ خلفه من آلام أخرى أشد.. أو يهرب من مواقف تفوق قدرته على التحمل..
أي أحمق ضعيف تراني الآن؟

استجمعت ما تبقى لديّ من بصيص قوة بعد مقابلة علي الزين التي هزت تماسكي، ثم بدأت بالكلام: "الأمر.. الأمر ليس كما تـــــــــ"..

قبل أن تخرج باقي الكلمات من فمي، قاطعتني شروق بحركة ثابتة من يدها رفعتها أمام وجهي ككارت أصفر ينذر بعواقب وخيمة إذا لم أبتلع باقي كلماتي.. وكأنها لم تسمعني من الأساس، لكنها بدت غاضبة لأنني على ما يبدو سبقتها بالكلام

بنبرة واثقة متحفزة، قالت شروق: "لا.. ليس بعد الآن.. هل تفعل هذا في كل مرة تشعر فيها بالغضب؟.. هذه هي المرة الثانية التي أراك تفعل ذلك فيها.. وأنا لن أتركك تقوم بإيذاء نفسك أمامي بهذا الشكل".
ماذا؟ الثانية؟

سألتها مستفهما وقد ارتسمت علامات البلاهة الممزوجة بالدهشة على صفحة وجهي: "ومتى كانت المرة الأولى يا ترى؟".

اعتدلت شروق في جلستها، وأحنت رأسها قليلا للأسفل بأسى.. أو ربما هو شعور بالذنب؟ ثم انتصبت مجددا، ونظرت في عينيّ مباشرة وأجابت: "كان ذلك بعد أن غادرت المستشفى فور أن علمت بإصابة حسام في ساقه.. ذلك اليوم عندما.. عندما انفجرت أنا في وجهك واتهمتك بأنك المتسبب في ما حدث له.. وقتها أفاق حسام وقال إنني مخطئة في تصوري وإنك لا يمكن أن تؤذيه بهذا الشكل أو ترتكب هذا الجرم من الأساس.. كان متيقنا بشدة لدرجة زعزعت قليلا من منطقية اتهامي لك، ولهذا ركضت خلفك لكي أتحدث إليك، ولكن عندما اقتربت منك كنت أنت قد أخرجت تلك الكرة وضغطت عليها بكل عنف وعزم حتى سالت أحبالا رقيقة من الدماء على محيط رسغك، ثم تحركت بعدها بالسيارة قبل أن أتمكن من الوصول إليك".

حالة من الخجل ظللتني بالكامل بعد أن اكتشفت أنها قد رآتني مرات عدة في أوقات هي الأكثر تهشما وبعثرة بحياتي البائسة..
لماذا تكون دائما موجودة في مثل تلك المواقف؟

اعتدلت في جلستي ونظرت أمامي .. لا لشيء محدد.. فقط أردت أن أتظاهر بالجمود ربما أتلاشى ذاتيا من جوارها حتى أتخلص من شعوري بالإحباط.. والتضاؤل..

رغم تشوش كياني، إلا أنني كنت أستشعر تعاطفها وشفقتها..
لماذا تشفق عليّ؟ هل فهمت بسبب دراستها للطب أن استخدامي للكرة المسننة كأداة للتعذيب الذاتي هو وسيلة للتخلص من آلامي الداخلية؟

أم تراها تيقنت أنني شخص مختل بسبب سيطرة والدها عليّ وعدم مقاومتي لتصرفاته السادية تجاهي؟
ولماذا أشعر بالخجل والإحباط؟ أليست تلك الحقيقة؟

لقد صار وجداني ممزقا بالفترة الأخيرة، لدرجة أن بضع كلمات من رجل غريب قد عصفت بكياني تماما وجعلتني لا أتمالك نفسي نهائيا.. حتى أمامها..

داخلي مشروخ متصدع، فأصبحت أعزل نفسي عن الناس حتى لا أنفجر من فرط الشعور بما يختلج كياناتهم.. وأنا بالأساس تكفيني نكباتي..

هل أحتاج لزيارة الطبيب؟ أم ربما تلك الآلام والعثرات التي لا تنتهي قد جعلتني حالة ميؤوس منها..
قطعت هي شرودي، وبادرت بالقول: "أنت تبدو مشتتا تماما.. في الحقيقة لقد تغير مزاجك منذ دخلت غرفة المكتب مع خالد وذلك السيد علي.. هل.. إحم.. ما الذي حدث بالداخل؟".

اكتسى وجهها بالحمرة بعد أن سألت سؤالها وكأنها قد أدركت للتو أن الوقت لم يكن مناسبا لها لكي تطلق مثل تلك الأسئلة الفضولية..

وربما لا تسأل بغرض الفضول.. بل تهتم حقا لأمري..
اللعنة.. من السذاجة تصديق مثل هذه الفكرة.. بل من الحماقة مجرد التفكير فيها..
قررت أن أجيبها كي أمنعها من استجوابي، لأنني وقتها قد أضطر لأن أشي بكل شيء..

أجبتها بحدة مفتعلة: "وهل تعرفين مزاجي لهذا الحد؟ هل تراقبينني سرا يا طبيبة أم ماذا؟".
حدقت شروق بي بدهشة واستنكار، وكأنها تود لو تصعفني الآن على وقاحتي تجاهها..
ألا أستحق؟

غير أن عضلات وجهها استرخت قليلا وكأنها تذكرت أمرا ما، ثم كست عينيها الرأفة والترفق..
عادت لتشفق عليّ إذن..
نظرت شروق للأمام لبضع دقائق دون أن تعاود الحديث معي من جديد.

ساد الصمت لبضعة لحظات أخرى قبل أن يعلو صوت أغنية The River لفريق Imagine Dragons ويقضي على السكون الخانق في أرجاء السيارة..

أنا لم أتحرك البتة.. إذن كيف انفتح مشغل الملفات الصوتية بالسيارة تلقائيا..
أم أنها؟..

حركت وجهي نحوها فنظهرت هي لي ومنحتني بعينيها لحظات من الطمأنينة، ثم قالت: "أعلم أنك تحب هذه الفرقة.. هيا قد السيارة.. لنعد للمنزل"، وزينت وجهها ابتسامة خفيفة.. بعدها نظرت أمامها بتحفز ولم تتحدث مجددا..

أخذت أستمع لكلمات الأغنية التي تتحدث عن شاب قروي تمت تربيته لكي يكون نسخة عن والده تماما، لكنه تمرد وهرب مع حبيبته بعيدا عن القرية نحو النهر الذي يمثل الحرية لهما.
كنت أحاول الاسترخاء قليلا والاستسلام لفكرة أنها لأول مرة تقوم بشيء من أجلي..
لمساندتي أو مواساتي..
أو تشتيتي عن الجنون الذي يرتع بفوضوية بداخلي..

فعليا هي ليست المرة الأولى التي تتدخل فيها شروق من أجلي، فقد قامت مرتين من قبل بتضميد جراحي، ولكن وقتها عللت الأمر بأن هذا عملها كطبيبة.. حتى وإن كنت ألد أعدائها.. كما وصفتني..

لكن كيف ستفسر ما فعلته الآن؟ هل.. هل تشعر أنني صديقها مثلا؟ أم زوجها الذي عليها رعايته كزوجة صالحة؟
أم شخص غريب الأطوار يستحق الشفقة؟ ربما تلك هي الإجابة..

مع انتصاف أداء الأغنية كنت قد اقتربت بالفعل من الشقة، حيث ساد الصمت بيننا طوال الطريق، لم يقطعه سوى غناء الفرقة القادم من المسجل.

للحق، كنت ممتنا أنها ظلت صامتة ولم تفتعل آية مشاجرة أو تحاول أن تسألني عما حدث بمنزل خالد أو حتى عن استعانتي بكرة الستريسبول لتهدئة توترى.. حتى أنها تطوعت باختيار الفرقة المفضلة لي لأول مرة كخلفية موسيقية تلطف الأجواء وتقلل التشاحن والاضطراب بداخلي.. وكأنها تعرفني منذ سنوات.

فور أن وصلنا إلى المبنى الذي يحوي شقتي.. حركت وجهي تجاه شروق وأشرت إليها بيدي بالنزول من السيارة، وقلت لها: "هيا اصعدي أنتِ أولا.. وأنا سأتجول قليلا ثم أعود إلى المنزل".
ردت شروق بتوجس: "ولكن كلينا بحاجة للحديث معا أولا، ثم إلى أين ستذهب الآن؟".

توقفت عن الكلام وهي تتنهد بانفعال، ثم قالت بصوت مرتفع قليلا تغلفه الجدية والتحذير: "أنت لا تفكر أن تذهب لخوض إحدى مغامراتك العنيفة المؤلمة مجددا.. صحيح؟ أعني أعني.. إن كان على أحدهم أن يكسر لك بعض الضلوع.. فأفضِّل أن أكون هذا الشخص"، ثم توقفت مرتبكة وعلت الحمرة وجنتيها، فأخفضت جفنيها وكأنها تستجمع بعض القوة، لتتم كلامها قائلة: "أقصد.. لا شيء.. أخبرني فقط إلى أين ستذهب؟"

يبدو أنها تتحدث بتهور وبلا انقطاع بسبب توترها مما عايشته اليوم..
هل هي حقة قلقة بشأني؟

أجبتها بهدوء: "أنا سأذهب لزيارة حسام في المستشفى.. وبعدها لديّ عمل عليّ إنهاؤه سريعا ثم سأعود للمنزل مساء.. سأحضر معي طعاما للعشاء.. استريحي قليلا"..

أومأت برأسها وشرعت في الخروج من السيارة، فناديتها بحزم: "شروق.. لا تفعلي شيئا سيئا.. كوني مطيعة اليوم فقط.. رجاء"، جاءت الكلمة الأخيرة بنبرة منهكة تماما..

للحظات ارتسمت على وجهها علامات الغضب وبدت وكأنها تستعد لكي تسمِعني ما يليق من كلمات التقريع والتوبيخ، لكنها زمت شفتيها في آخر لحظة وحملت حقيبتها وغادرت السيارة دون رد.

۞۞۞۞۞۞۞۞۞

حين وصلت للمستشفى، وبينما كنت متوجها إلى غرفة أخي، استقبلتني إحدى الممرضات التي تعرفت عليَ على الفور، وأخبرتني أنه قد تم نقل حسام إلى غرفة أخرى، وأرشدتني إلى مكانها.

الغرفة الجديدة تكتسي بنفس ألوان الديكورات البيضاء الخانقة ولكنها ليست فارغة، فهناك جيران لحسام.. ثلاثة شباب آخرون.. فور أن دخلت وجدت أخي نائما، فاستقبلني الشباب الذين أخبروني أن حسام طلب الانتقال للإقامة معهم في الغرفة بعد أن علم أنهم أيضا من ضحايا أحداث الثاني من فبراير، لأنه كان يبحث عمن يتسلى معه ويؤنسه في أيام العلاج الأولى، خاصة وأنهم جميعا يعانون من إصابات متشابهة..
غير أنه على ما يبدو سيكون أخي هو الكسيح الوحيد من بينهم..

ما زالت تلك الفكرة تشعرني بالبغض وترسل موجات غاضبة من الدماء الحارة إلى أذنيّ حتى أكاد أشعر بطعمها المعدني اللاذع على لساني.

جلست أتحدث مع الشباب قليلا ريثما يستيقظ أخي.. سألتهم عن حالته النفسية، فأخبروني أنه يتحدث معهم ببساطة ومرح ولا يبدو عليه كثيرا أنه يعاني من صدمة نفسية بسبب طبيعة حالته واحتمال عدم شفائه بشكل تام، وأكدوا أيضا أنه يعلم جيدا حجم المخاطرة وأنه كان من الممكن أن يخسر حياته، لكنه – مثلهم جميعا - لا يندم على شيء..
ليس من أجل مصر..

اعتذرت للشباب قليلا وأنهيت الحديث معهم سريعا حتى أذهب لغرفة الطبيب لكي أستفهم منه عن خطة العلاج الطبيعي الخاصة بحسام فور مغادرته المستشفى وفرص شفائه التام إذا التزم بالعلاج مهما طالت المدة.

قال الطبيب إن عليه أن يبدأ العلاج الطبيعي بأسرع وقت، وأنه من الأفضل أن يستعين بأخصائي للعلاج الطبيعي بشكل ثابت بدلا من أن يتناوب على زيارة أكثر من شخص، فسألته عما إذا كان من الممكن أن يتم العلاج بالكامل في المنزل إن كان هذا الأمر سيفيده نفسيا، فأجابني الطبيب أنه لا يمانع نهائيا على أن يتم الاتفاق مع الأخصائي لترتيب جدول زياراته المنزلية من أجل جلسات العلاج، ثم أنهى حديثه معه بأن أعطاني رقمه الخاص لكي أستشيره لاحقا إذا كانت هناك حاجة لذلك.

حين خرجت من غرفة الطبيب متوجها نحو الممر المؤدي لغرفة حسام، جاء صوت من خلفي..
"السلام عليكم يا حازم.. لم أعلم أنك هنا"، استدرت لأرى من تنادي باسمي كأنها تعرفني، لأجدها الدكتورة حنان صديقة شروق، والتي لم تنتظر ردي واستطردت بابتسامة لطيفة: "جئت للتو لكي أطمئن على حالة حسام الصحية.. تعرف أنني أتابعه بناء على طلب من زوجتك".

نعم.. زوجتي.. صاحبة القلب الحنون التي تعتني بالجميع.. حتى من لا يستحق.. أنا على سبيل المثال..

أخرجتني حنان من شرودي عندما قالت: "في الحقيقة أنا لا أسديها أية خدمات كما تظن.. وإن كانت هذه الأمور لا تعني شيئا بيننا كصديقتين.. ولكنني حاليا أحضر دورة العظام وتستهويني تماما جراحات العظام وبالتالي فإن متابعتي لحالة حسام عن كثب تأتي لأغراض مهنية بالمقام الأول.. غير أنهم يقولون إن هذا التخصص لا يلائم صاحبات الأجسام الضئيلة مثلي"..

كانت الطبيبة اللطيفة تتحدث بثقة ومرح وفجأة بدا عليها الحرج، لتسرع بالقول: "عفوا.. لم أقصد أنني أستغله كحالة للتجربة والدراسة.. أنا فقط قصدت أنني أريد حقا مساعدته".

حدثتها بهدوء: "أعلم ذلك يا دكتورة حنان.. وأشكرك بشدة لعنايتك به.. هل لي بطلب منك؟ هل يمكنك أن تضعي لي قائمة بأفضل أخصائيي العلاج الطبيعي لمرحلة ما بعد جراحات العظام بمنطقة الساق والقدم.. أقصد أنني لا أعلم إن كان هناك تخصصات أكثر دقة داخل عالم العلاج الطبيعي.. وأرجو أن يكون بإمكانك تحديد موعد مع أحدهم لكي أستفهم منه عن بعض الأمور التي تخص علاج حسام.. وسأكون ممتنا كثيرا إذا كان بإمكانك متابعته من وقت لآخر حتى لا يشعر بالملل أو اليأس في منتصف رحلة العلاج فيتقاعس عن استكمالها، خاصة وأنك صديقة شروق وفي مرحلة عمرية قريبة منه فسيكون تعامله معك مريحا له".

ردت حنان بمرح: "بالطبع.. لا تقلق.. أنا لحوحة للغاية ولن يفلت مني أبدا إذا واتته مثل تلك الأفكار.. اعتمد عليّ.. سأتركك الآن لكي أمر على باقي الشباب.. تعلم أن المستشفى بها الكثير من الحالات بسبب الأحداث الأخيرة"، ثم استدارت وغادرت من جديد دون أن تنتظر مني الرد على تحيتها.
فتاة غريبة.. ولكن لطيفة.


يتبع


مروة سالم غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 19-06-21, 06:41 PM   #492

مروة سالم

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية مروة سالم

? العضوٌ??? » 482666
?  التسِجيلٌ » Dec 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,756
?  مُ?إني » مصر
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » مروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   ice-lemon
?? ??? ~
Why so serious?
Rewitysmile9 الفصل السابع عشر - القسم الثاني

توجهت مجددا إلى غرفة حسام الجديدة التي باتت مثل سكن الطلاب بسبب امتلائها بالشباب، حتى أنها على ما يبدو قد أصبحت مقرا لباقي المصابين من الميدان، والذين يخضعون لعلاج بأقسام أخرى، ولكنهم يفدون إلى هنا في جلسات نقاش مطولة حول تطورات الوضع الحالي..

بعد أن قمت بتحية الجمع المكون من عشر أشخاص على الأقل، طالعت سرير أخي لأجد أن حسام قد استيقظ بالفعل وقد اعتدل في فراشه يحيطه الشباب الثلاثة الذين يتحركون بواسطة عكازات خشبية قديمة الطراز بعد أن أخلوا أسرّتهم لضيوفهم من المصابين بالأقسام الأخرى..

يبدو أن المستشفى قد أخرجت معداتها القديمة من غرف التخزين لكي تستوعب أعداد المصابين المفاجئة، فتلك العكازات تبدو وكأنها تعود لما قبل عشر سنوات على الأقل..

كان الشباب يمازحون حسام، ولكن عندما انتبهوا لوجودي استأذنوا للانسحاب لكي أحصل على بعض الوقت الخاص مع شقيقي وأكدوا أنهم سيتحركون على مهل نحو الكافيتيريا لمتابعة الأخبار عبر شاشة التليفزيون، حيث طلب منهم الطبيب التحرك من وقتٍ لآخر لاستعادة قوتهم.

حين خلت الغرفة تماما إلا من حسام وأنا، تحركت لأجلس في مواجهته على طرف السرير، فتساءل هو في قلق: "ماذا بك يا أخي؟ تبدو مختنقا.. ألم أخبرك أنني بخير؟ لماذا جئت اليوم وأنت مازلت تتعافى من دورة الألعاب القتالية التي تركت آثارها جلية على وجهك وبالتأكيد عظامك تعاني من شعور مماثل"، وضحك قليلا بعد تعليقه الأخير، لكنه انتبه إلى أنني لا أشاركه الضحك، فقال بتعجل واضطراب: "أم أن هناك أمر آخر؟"

أسكنت وجهي بين راحتي يديّ، وأخذت أطلق زفيرا طويلا محملا بالإجهاد والحيرة..
نعم أنا مختنق، ولا تمنحني الأيام هدنة.. تماما مثل سيزيف المحكوم أبديا بعذاب سرمدي..

كلما حاولت أن أرفع رأسي قليلا لكي ألملم شتات حياتي وأحاول أن أجد نقطة توازن تمكنني من الوقوف على قدميّ بثبات، تأتي صدمة جديدة تخلخل إتزاني كليا وتدفعني دفعا نحو هاوية جديدة أكثر ظلاما.
لن أخفي عنه شيئا.. ليس وكأنني أستطيع بأي حال..

ألم يكن هو أول من انتبه لكوني.. غريب.. دون أن يشعر بالقلق ويفكر بالابتعاد كآخرين؟!
ألم يكن هو من عاش معي تفاصيل كل صدمة وكارثة دون شكوى أو تأفف؟ ألم يكن دائما بجواري واختار أن يكون سندي الوحيد عندما رحل الجميع!

كانت الحياة دائما هكذا.. حازم وحسام .. أمام الطوفان.. أمام الشيطان.. وفي مواجهة الجميع..
والآن وقد طلب بنفسه الاستماع لي.. من أنا لكي أحرمه طلبه؟

اعتدلت في جلستي، ونظرت نحو حسام بتجهم، فمنحني ابتسامة تحثني على الكلام.. وكانت هي على الأرجح كل ما أحتاجه في تلك اللحظة..

أن أستعيد لحظات من استقرار حياة متأرجحة بجلسة تقليدية معتادة تجمعني بأخي، فتستكين روحي وأترك لديه بعضا من اضطراباتي وهمومي ومخاوفي، علّه يساعدني في ترتيبها أو يدلني على زاوية أخرى أنظر من خلال لأستبين الحقيقة وأتصرف كما ينبغي دون أن أرتكب حماقة جديدة..

أخي الأصغر.. يتمتع بكل ما يحمله هذا اللقب من تدليل ومسئوليات خفيفة.. لكنه في لحظات مثل تلك.. يكون هو الأكثر ذكاء.. الأكثر حكمة.. والأكثر احتواء.. طاقة دعم لا تنضب.. حتى برغم ما يمر به..

وهذا يشعرني أيضا بالضعف.. ولكنني أبتلع هذا الشعور لأن ما أحتاجه منه حاليا أكبر من الإرتكان للهزيمة والانزواء جانبا حتى تمر العاصفة.. لأنها هذه المرة لن تمر بدون مواجهة.. وقرار..

تنهدت سريعا، وعلى طريقة (أسرع طريق للوصول بين نقطتين هو الخط المستقيم)، قلت: "شروق لا تحبني.. ولن تحبني.. ما حدث كان خطأ.. لقد حولّتها من أسيرة في بيت والدها إلى أسيرة لدى رجل لا تعرفه.. ولا تحترمه.. رجل غريب الأطوار.. يثير نفورها واستيائها.. على الأقل كانت هناك صلة دم بينها وبين والدها وكان لزاما عليها البقاء تحت كنفه.. أما الآن لا يربطها بي سوى ورقة.. مجرد حبر على ورق.. حتى..."

قاطعني حسام قائلا: "أما زلت تقرض مرثية الذات تلك؟ تتغنى بآلامك وتصدح بموال (الآه) بيأس بدلا من أن تحاول مداواتها؟ ترسم لوحة تجريدية للعذاب عنوانها حياتك بدلا من أن تواجه مشكلاتك وتنتصر على مخاوفك.. وحالتك".
ناظرته بقنوط، فاعتدل هو من جديد في جلسته، ثم أكمل: "انتبه جيدا.. أنت.. تستحق.. الحياة.. وتستحق أن يكون لك نصيبا من السعادة.. هذا أولا".

اتكأ حسام في جلسته قليلا وكأنه يبحث عن زاوية مريحة لساقه التي تئن، ثم أكمل: "أما الثانية فهي أن ارتباطك بشروق كان زواجا شرعيا مقدسا وليس إجراء شكليا.. صحيح أنها لا تعرفك جيدا.. والخطأ هنا بالأساس خطؤك لأنك كنت تتجنب دائما التقرب منها رغم مشاعرك الهادرة نحوها، لكن ظروف زواجكما لا تعني أنك قد أجبرتها على شئ.. سوء التفاهم بينكما وحتى اختلاف الطباع والشخصيات سينتهي تماما بمرور الوقت عندما تتوقف عن حجبها عن كل ما يعتمل بداخلك".

توقف حسام قليلا متنهدا، ثم أكمل: "وحتى إذا لم ينتهي، سيكون وقتها الطلاق هو الحل الأنسب، بعد أن تكون قد حميتها بالفعل من جحيم والدها وساعدتها في تحقيق الاستقلال الذي تريده هي.. وأن تكتشف قوتها الداخلية وتتسلح بها ضد الجميع.. أما إذا كنت تظن أنها لن تحبك أبدا.. فهذا كلام غير عاقل.. فعلا يصدر من شخص مجنون"، وعندما رفعت عيناي للنظر إليه والتقت مقلتانا.. أخرج هو لسانه قليلا بطفولية عابثة مظهرا أنه كان يتعمد إغاظتي.

أكمل حسام بلهجة أكثر جدية: "نعم أنت مجنون.. نظرتك لنفسك ليست منصفة أبدا. وإذا لم تقم بتثمين نفسك وتقديرها كما تستحق، لن يفعل أحد ذلك نيابة عنك.. أشعر بالإحباط أنني أنا شقيقك الأصغر من يخبرك تلك الأمور. نعم لديك عارض مرضي.. ولكن هذا المرض الذي تعتبره نقمة سوداء حلت عليك لتفسد حياتك، هو في الواقع أيضا رحمة إلهية بك.. صحيح أنه يضعك في مواقف مؤلمة لا تُحصى.. لكنه يحافظ على يقظة ضميرك.. يمنعك من الانغماس في السوء مهما كانت الضغوط.. هو بمثابة ناقوس صاخب متصل بأعمق نقطة في روحك ليصرخ بها كلما تشوشت بوصلتك الداخلية وقررت تجاهل وجدانك ونويت التصرف بلا رحمة لمجرد الانصياع لأوامر شخص عديم الإنسانية والضمير".

زفر حسام برفق، ثم تابع: "إصابتك بالتقمص الوجداني جعلت صوت مشاعرك يعلو على صوت عقلك الذي قد يضعف أحيانا بسبب الخداع والمعلومات المغلوطة.. أنا أعتبرها مظلة حماية تقيك من براثن الإثم الذي لا نجاة بعده ولا توبة تمسح آثاره.. أخي.. أنت لا تنظر أبدا إلى الجانب الإيجابي من هذا المرض.. لا أقصد أنني أطالبك أن تكون سعيدا أنك تعاني هكذا.. ولكن توقف عن الشعور بالنقص وكن أكثر تقبلا للأمر.. خاصة أنك نجحت لسنوات في تطويع المرض والسيطرة عليه.. وإذا كنت تعاني الآن من تبعات محطمة للأعصاب وانتكاسات عنيفة، فهذا لا يعني فشلك في التعامل معه أو أنك صرت ضعيفا أو فقدت حس المسؤولية والوازع الأخلاقي للقيام بما هو صحيح ، بل الضغوط عليك أكبر من أي وقت آخر وتحتاج فقط لاستراحة محارب.. وقفة لالتقاط الأنفاس ثم معاودة القتال.. والانتصار".

التزم حسام الصمت بضع دقائق، وكأنه يتقصد أن يترك مجالا لكلماته لكي تخترق مسامعي وتستقر بقلبي لتهدئ روحي
الحائرة قليلا، ثم ترتفع لعقلي ليصدقها ويخزنها بداخل معمل الذاكرة حتى أستعيدها كلما راودتني لحظات شك أو إنهاك..
استطرد أخي بعد أن طالعني لبضع ثوانٍ إضافية محاولا استقراء ما أكتمه داخلي، فقال: "لكن هذا ليس كل شيء.. هناك ما تخفيه، أليس كذلك؟ حدث أمر آخر.. أخبرني ماذا هناك؟"

أجليت صوتي مترددا، ثم قلت: "دعانا خالد لتناول طعام الغداء.. أقصد أنا وشروق.. ثم.. إحم.. ثم كان هناك ضيف ثالث.. رجل خمسيني بهيئة وقورة.. قال إنه رجل أعمال.. لكن المشاعر التي قرأتها من ناحيته كانت غريبة.. لقد ظل طوال الجلسة يراقب تصرفاتي ويدفعني للحديث كلما كانت هناك فرصة.. ورغم هذا لم يبدو عليه أنه يريد أن يورطني في كارثة.. بل بدا وكأنه يهتم لأمري ويحاول حمايتي.. كان يطالعني بنظرات متفرسة.. لكنها خالية من الخبث.. لم يبدو أبدا وكأنه يضمر سوء.. بل
أحسست أنه متعاطف معي لسبب غير مفهوم.. غير أن ما ما طلبه بنهاية الجلسة كان كارثيا".

تلاقت عينانا في عاصفة من التساؤلات.. ويبدو أن حسام لم يشأ أن يقاطعني حتى لا أتوقف عن الحديث من جديد، فاكتفى بالإشارة بإيماءة قصيرة من رأسه كي أكمل، فأخذت نفسا عميقا ثم تابعت: "يريدني أن أساعده على تدمير رحيم عماد الدين.. يقول إن لديه ثأر شخصي معه ويسعى للانتقام منه.. وطلب مني أن أكون أنا بيدقه في تلك الحرب.. وفي المقابل، فإنه وعدني بمكافأة لا يمكن رفضها".

ساد الصمت قليلا، وعندما تأكد حسام أنني لن أخبره بالمكافأة التي وعدني بها السيد علي الزين، أسرع بالقول: "لكن أنت بالفعل تفكر في مساعدته.. أليس صحيحا؟ ماذا إذا علم الرجل الكبير بهذا الأمر؟ بالكاد بدأت في الاستقلال بعيدا عنه.. وتركت عالمه بكل فظائعه وجرائمه..".

ناظرته بعينين متحيرتين، فأكمل: "هذه اللعبة خطرة للغاية يا أخي.. ثم من أين تعرفت على هذا الرجل من الأساس؟ وهل يمكن أن تثق به لمجرد أن ما قرأته من مشاعره لا يشي بكونه شريرا أو لديه أهداف خاصة يستغلك لتحقيقها وبعدها سيرميك في قلب الإعصار دون مبالاة؟".

أخذت نفسا طويلاُ، ثم بدأت أحكي: "سأجيب على سؤالك الثاني أولا.. بالأمس تلقيت مكالمة هاتفية من خالد أخبرني فيها أن هناك شخص يُدعى علي الزين تربطه بوالده اللواء عماد علاقة صداقة منذ سنوات، وأنه يريد أن يلتقيني ليتحدث معي بشأن عدو مشترك.. رحيم عماد الدين.. طبعا بدأت تساورني الحيرة والشكوك ولم أفهم كيف عرف أنني أنظر له كعدو رغم أنني أبدو أمام الجميع كمدير أعماله كلها والرجل الأول في إمبراطوريته الإقتصادية بل ووريثها المستقبلي، خاصة بعد انتشار خبر زواجي من ابنته في الصحف التي حرص رحيم نفسه على إعلان الأمر من خلالها متجاهلا كل ما تمر به البلاد، للدلالة على أن النظام بكامل قوته ولن يتهاوى أبدا".

استندت بذقني على يدي ورفعت سبابتي لأضرب بها برتابة على ذقني، وأنا أستأنف حديثي: "ولكن يبدو أن هذا الرجل يعلم الكثير عني.. أو ربما خالد ووالده يثقان به، للدرجة التي تدفع خالد لتنظيم مثل هذا اللقاء كإشارة موافقة ضمنية على مساعدته وتوحيد الجبهات من أجل إسقاط رحيم، خاصة بعد أن رويت لخالد بعضا من الحماقات التي كان يدفعني رحيم لتنفيذها نيابة عنه ومازلت أخجل منها حتي الآن".

طالعني حسام بعينين يملؤهما الفضول ليحثني على المتابعة، فقلت: "كنت بالطبع أعرفه كرجل اقتصاد شهير بمجرد الاسم، ولم ألتقي به يوما في أيٍ من المحافل التجارية التي كنت أمثل رحيم فيها.. كانت سمعته جيدة بالاسم.. ولكن تلك السمعة قد يكون خلفها عالم مظلم مغلف بألوان ملائكية ولا يعرف أحد شيئا عنه إلا من انغمسوا فيه وغرقوا فيه حتى نحورهم، ولكن بمجرد لقائي به جاءت الصدمة.. كنت مستعدا لمقابلة شخص بغيض متسلط يملؤه الشر وينافس رحيم في الطمع والشراهة بلا حدود واستباحة كل شيء.. ولكن للأسف لم أقرأ أيا من هذه الخصال أبدا عندما بدأ بالحديث.. بل بدا دافئا ولطيفا وحلو الكلام كرب أسرة يلجأ إليه الجميع لالتماس الدفء والحماية لديه.. ورغم هذا ازداد توتري كلما فكرت أنه يعرف عني الكثير وأنا لا أعرف عنه شيئا بالمقابل، لذا سيكون هو على صدر قائمة أعمالي خلال الأيام التالية.. سأقلب المدينة بحثا عن كل تفاصيله الخفية.. اسمع.. أنا أحتاج لبعض الماء.. هل أسكب لك بعض العصير في كوب؟".

نظر حسام لي مطولا وكأنه يعرف أنني أماطل قبل أن أستأنف الحديث، لكنه أومأ برأسه موافقا، فنهضت وتوجهت نحو الثلاجة الصغيرة الملحقة بالغرفة والتي يتشاركها كل المقيمين بها.. وأخرجت صندوقا من الكرتون بنكهة عصير الجوافة المفضل لديه، ثم سكبته في كوب، وبعدها ملأت كوبا آخر من الماء من قنينة بلاستيكية، وتوجهت عائدا نحو السرير.

منحت حسام الكوب خاصته، ثم ابتلعت نصف الماء الموجود بكوبي، وارتشفت المتبقي رويدا رويدا.. وبعد أن وضعت الكوب جانبا، أمسكت بأطراف الحديث من جديد: "ولأجيب على سؤالك الأول..فالإجابة هي نعم.. دائما نعم.. أنا بالأساس كنت أسعى لتدمير رحيم كل تلك السنوات ولكن لم تواتني الشجاعة أبدا لتنفيذ ما يطالبني به ضميري يوما بعد يوم.. ربما كنوع من الامتنان لما فعله من أجلي منذ سنوات برغم أنه قد قام بتحصيل الثمن بالفعل، أو ربما لأن هناك جانب في عقلي قد وضعه بمكانة الأب، أو ربما جبنت.. فقط جبنت عن المواجهة.. لكن الآن بعد ما حدث لك.. لم يعد هناك ما يثنيني عن إسقاطه من عليائه ليتذوق كيف الحال عندما يعبث أحدهم بحياتك ويدمر استقرارك وينسف أحلامك ويبدد كل ما عملت جاهدا لتحقيقه والاستمتاع بما تعبت في إنجازه".

سأل حسام بنوع من الترقب: "ماذا تنوي أن تفعل تحديدا؟.. أنت لن تؤذي نفسك خلال رحلة الانتقام هذه.. أتسمعني؟".
أجبته بحذر: "انظر يا حسام.. لدي الكثير من المستندات والأوراق التي تثبت فساده المالي.. رشاوى وعمولات وتملك لأراضي المستضعفين وتهجيرهم قسريا.. الكثير والكثير الذي يثبت كيف تضخمت ثروته بشكل رهيب في السنوات الأخيرة.. مخالفات مالية وصفقات وهمية تدخل تحت بند غسيل الأموال.. لكن جرائمه الأخطر ليس لديّ أدلة عليها للأسف.. غير أن ما لدي يكفي.. والآن.. بعد التغير الذي يحدث في البلد.. يمكنني بسهولة أن أطرحه أرضا قبل أن يحصن نفسه.. كما أن السيد علي الزين تعهد أن يحميني في حالة موافقتي على مساعدته، وهذا بحد ذاته أمر يشجعني على الشروع في تنفيذ ما أخطط له منذ سنوات، أو سمها دفعة نحو الطريق الصحيح.. خاصة بعد تهديد ذلك الوقح العلني لي ولابنته الوحيدة.. وبعد ما آل إليه وضعك وغيرك من عشرات المتظاهرين".

قاطعني حسام بقلق: "مهلا مهلا.. تلك الأوراق التي تتحدث عنها، ألا تثبت أيضا أنك مشارك له في جرائمه؟ ألا يعني ذلك أنك ستدخل السجن أيضا؟".

شردت قليلا مفكرا في ما يمكن أن يؤول إليه مصيري إذا ما واجهت رحيم في المحكمة، بالطبع سأتحمل بعض المسؤولية معه كوني المسؤول إداريا عن العمل، ولكن..

انتصبت في جلستي، وقلت: "في الحقيقة يا أخي.. بغضه لي وحبه للسيطرة ونرجسيته التي تجعله لا يثق في الآخرين سيكونون هم أسلحتي حتى أتمكن من إحكام القيد حول معصميه إن لم يكن حول رقبته، فهو بالرغم من إلقائه كل أعباء العمل على كاهلي، إلا أن كل الأوراق تحمل توقيعه هو.. قد أتلقى حكما قضائيا بالسجن لبضع سنوات بالطبع بسبب التواطؤ على أقل تقدير، أو قد يتم اعتباري شاهدا وإصدار حكم ضدي مع إيقاف تنفيذه.. أو ربما أثبت بطريقة ما إجباري على العمل لديه.. ووقتها سأضطر لاجترار الماضي كله.. ولكن في كل الأحوال هو من سيتحمل الذنب الأكبر وهو الذي سيدفع في النهاية ثمن جشعه وطمعه وتكبره وعناده ومتاجرته بحياة الأبرياء".

تنهد حسام قليلا، ثم قال بانفعال وقلق: "حازم.. لا تعجبني هذه الخطة إطلاقا يا أخي.. هل ستذهب للسجن برحابة صدر وتترك عروسك.. وتتركني؟"، كانت كلمته الأخيرة تحمل قلق طفل صغير التفت فجأة فوجد والديه قد اختفيا عن ناظريه ليدرك أنه قد صار وحيدا تائها بلا حماية..
شعورٌ يمكنني تخيله كليا..

لكن انهياره هذا لم يستمر سوى لحظة، حيث تابع بعدها: "على العموم.. لا تتسرع في تنفيذ هذا الأمر.. ربما توصلت لخطة أخرى.. ولا تثق في علي الزين هذا قبل أن تتحرى عنه بشكل تام.. ثم ما هو الخطأ الذي ارتكبه رحيم بحقه ويستدعي الانتقام بهذا الشكل؟ هل استولى على بعض ممتلكاته؟ أو قام بالسطو على بعض صفقاته التجارية؟ يبدو لي أن الأمر لا يستحق كل هذا التخطيط"..

أجبته في جمود: "هو يقول أن الثأر بينهما شخصي ووصل للدماء".. عندها صمت حسام ولم يُعقب.

تحدثت أنا مغيرا دفة الحديث: "دعك من هذا الآن.. أخبرني عن تطورات حالتك الصحية.. متى سنغادر المستشفى؟ أخبرني الطبيب أن بإمكانك العودة للمنزل متى شئت بشرط أن تبدأ رحلة العلاج الطبيعي.. أم أنك سعيد بالإقامة في تلك الغرفة البيضاء الكريهة؟"

ابتسم حسام قليلا محاولا إخفاء حزنه، فهو يعلم كم أكره التواجد في المستشفيات، ثم قال بنبرة هادئة: "قريبا يا أخي.. قريبا".

في تلك اللحظات، دخلت الممرضة معلنة موعد جرعة الدواء الخاصة بحسام، ثم تبعتها حنان التي ألقت نظرة سريعة عليه وتفحصت بعض الكدمات بجسمه، ثم كتبت بعض الملحوظات في ملف متابعة حالته الصحية والمعلق على طرف سريره.
ودعتهما واستأذنت للرحيل لأن أمامي عمل آخر قبل العودة للمنزل..

وأثناء خروجي من بوابة المستشفى، كانت حنان قد تبعتني، حيث قالت: "اسمع يا حازم.. عذرا للتدخل.. ولكن أريد أن أخبرك شيئا.. لقد شعرت عند زيارتكما صباح اليوم أن هناك بعض التوتر بينك وبين شروق.. أريدك فقط أن تصبر قليلا.. فشروق تمر بحالة من التخبط حاليا.. لكنها تتمتع بالذكاء الكافي لاكتشاف الحقائق والتصرف على أساسها.. فتحملها قليلا رجاء
رفعت حنان وجهها نحوي ليضيء وجهها ذات الملامح الطفولية بابتسامة رائقة، وأكملت بحيوية: "أريدك أن تعرف أنني في فريقك ما دمت تريد حقا رعايتها.. أما بالنسبة لحسام، فلا تقلق.. كما أخبرتك من قبل.. طالما أنه شقيق زوج أختي الذي هو أخي، إذًا فهو بمثابة أخي أيضا.. هيا عد للمنزل ودعني أعود لاستكمال فحوص المرضى.. مع السلامة".

كما قلت.. فتاة غريبة.. لكن لطيفة..



يتبع


مروة سالم غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 19-06-21, 06:47 PM   #493

مروة سالم

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية مروة سالم

? العضوٌ??? » 482666
?  التسِجيلٌ » Dec 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,756
?  مُ?إني » مصر
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » مروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   ice-lemon
?? ??? ~
Why so serious?
Rewitysmile17 الفصل السابع عشر - القسم الثالث

تحركت بالسيارة مجددا في اتجاه المنزل الجديد الواقع خارج أطراف المدينة بالقرب من حي المقطم، ولكن في بقعة سكنية جديدة ونائية مازالت في مراحلها التأسيسية الأولى..

لأكون صادقا، جاءتني فكرة شراء المنزل الجديد فور إصابة أخي حسام الذي سيستغرق وقتا طويلا في العلاج الفيزيائي حتى يتمكن من السير مجددا، رغم أنه لن يسير بكفاءة تامة كما أخبرني الأطباء..

وفي الحقيقة، كنت سأتريث في عملية الشراء قبل أن يأتي مشروع الزواج العاجل الذي أقحمني فيه جبرا ذلك الرجل الكريه، ولهذا بدأت سريعا في البحث عن منزل مناسب يكفي ثلاثتنا وبميزانية تناسبني.. فيلا صغيرة بدلا من شقتنا في حي جاردن سيتي..

فكرت أن المساحة الأكبر قليلا ووجود طابقين سيوفران لشروق بعض الخصوصية، كما يمكنها أن تحظى بغرفة خاصة دون أن يبدو الأمر مستهجنا، كما سيحظى أخي بمساحة واسعة نوعا ما كي لا يشعر بالاختناق ويكون تحركه أسهل سواء بالمقعد المتحرك في الأسابيع الأولى للعلاج أو بالعكاز في الفترة التالية لها، وحتى يتمكن من السير بمفرده دون مساعدة.. كما أنني أجهز له قاعة كاملة لممارسة الرياضة وتدريبات العلاج الطبيعي اللازمة لعلاج حالته..

باختصار، كان هذا العرض رائعا من جميع الجوانب، ونجحت ببعض العلاقات في الحصول على تسهيلات للسداد بدلا من تحمل ثمنه بالكامل حاليا، وهو ما قد يفوق إمكانياتي خاصة وأنني أحتاج لتأثيثه على وجه السرعة أيضا..

وصلت إلى المنزل الجديد الذي يبتعد عن منزلنا الأصلي بعشرات الكيلو مترات، ولكن بمجرد عبوري لبوابته الصغيرة، شعرت أن الأمر يستحق بكل تأكيد..
متأكد أن قرار شراء المنزل سيكون في صالح الجميع..

توجهت أولا نحو الطابق العلوي حيث غرفة النوم الرئيسية، وهي عبارة عن جناح كبير ملتحق به غرفة أخرى ويربط بينهما باب داخلي، ثم هناك غرفة أخرى للمكتب.. وهناك غرفة ثالثة لا أعرف بعد كيف سأفرشها.. ربما أجعلها غرفة للمذاكرة لشروق إذا أرادت هي..

بالطبع إذا طال الزواج فترة كافية لتشعر هي بالاستقرار والرغبة في الحصول على مساحة خاصة للمذاكرة..

كان العمال قد انتهوا تقريبا من عملية الطلاء ووضع اللمسات الأخيرة كالنجف ووحدات الإضاءة، ويتبقى فقط فرش الغرف بالأثاث وإضافة بعض وحدات الديكور..

ربما أترك شروق تقوم بالجزء الأخير حتى تشعر أن هذا البيت هو بيتها، وأنها ليست تحت الإقامة الجبرية أو ضيفة مؤقتة تلزمها أن تكون تصرفاتها مقيدة وعلى غير راحتها..
وكأنها ستشعر أبدا بالانتماء لهذا المنزل..

تحولت إلى الطابق الأخير من المنزل، والذي يشبه السطح بمساحته الواسعة المفتوحة.. أنوي أن أحوله إلى حديقة علوية، بزراعة بعض النباتات والزهور وإضافة ركن للجلوس للاستمتاع بأشعة الشمس ومشاهدة لحظات الشروق أو الغروب باسترخاء وتأمل.. ربما يكون مكانا ملائما للإطلاع وقراءة الكتب أو كتابة السيناريوهات لأخي حسام.. أو لكي تذاكر الطبيبة..

سأضيف بالطبع ركنا يتضمن آلة مشي رياضية لكي تمارس الطبيبة رياضتها المفضلة وهي تنظر إلى معالم القاهرة من أعلى المنزل..

أعلم أن المكان لا يشبه منزلها أبدا حيث كانت تجري بأريحية في حديقته الواسعة، حتى أن مساحته المربعة لا تغطي مساحة حديقة قصر والدها الفاخر..

ولكن، أنا اشتريت هذا المنزل بالجزء الأكبر من مدخراتي ولا يمكنني أن أوفر ما هو أغلى من ذلك.. يكفي أن أمواله نظيفة وبعيدة تماما عن الأموال القذرة لوالدها.. هي لن تعلم ذلك ولن تُقدر ذلك.. ولكنني لا أهتم.. في النهاية لن أسمح بأن يسكن أخي وزوجتي في منزل بُني برأس مال تم جنيه بطريقة غير قانونية.

الحديقة ستحتاج لبعض الوقت حتى تصبح جاهزة.. في النهاية هذا المنزل عمره أسبوع واحد فقط، وكان العمال يعملون فيه بلا توقف حتى يكتمل إعداده تزامنا مع خروج أخي من المستشفى.

توجهت نحو المصعد الكهربائي الذي أصريت على تركيبه في الفيلا حتى يتمكن أخي من التجول بحرية والصعود إلى السطح بدون أن يشعر بأنه قد صار عاجزا..

أخذني المصعد إلى الطابق الأرضي، حيث غرفة الاستقبال والمطبخ وغرفة المائدة وحمام الضيوف والجيم، وكذلك غرفة أخي.. أخذت جولة سريعة بين الأركان لكي أطمئن أن كل شيء بات جاهزا للمرحلة التالية..

وقفت قليلا في غرفة الجيم والعلاج الفيزيائي.. لقد وصلت بعض الأجهزة بالفعل، وخلال أيام قليلة أخرى ستصل أجهزة أخرى من إحدى شركات الأجهزة الطبية المتخصصة في العلاج الطبيعي للعظام بعد الحوادث سواء للرياضيين أو ضحايا حوادث السير.

وسأقوم بتزويدها بالطبع بآية أجهزة إضافية سيطلبها أخصائي العلاج الطبيعي الذي سيعمل مع حسام في الفترة المقبلة.. وربما بعد شفائه نتبرع بتلك الأجهزة لأحد المراكز التي تساهم في تأهيل غير القادرين..

في مدخل الفيلا، كان هناك بقعة لصف السيارة، أما باقي المساحة فقد احتل أغلبه حمام سباحة صغير يمتاز بخاصية تدفئة الماء.. سيكون جيدا لأخي في المرحلة المتقدمة من العلاج.. وتحيطه بعض المناطق الخالية الصغيرة التي تصلح لاستقبال الضيوف في حفلات عائلية دافئة..

الأثاث سيصل غدا، بالإضافة لبعض الأغراض التي سأستعين بها من شقتنا القديمة التي قمت بالفعل ببيعها وسأقوم بتسليمها للمشتري فوق نقل محتوياتها..

من الجيد أنني أنهيت الاتفاق على كل شيء قبل الزفاف، وإلا كنا سنؤجل الانتقال بضعة أيام بسبب مباراة الملاكمة ليلة العرس..
لحظة جنون أخرى..

أجبرت نفسي على عدم التفكير في أمور سلبية كهذه، وقررت أن أتوجه إلى مسئول نقل الأثاث ومهندس الديكور لكي أتحدث معهما عن آخر مستجدات الوضع لكي أتسلم الفيلا منهما كما اتفقنا، وذلك عندما علا صوت الهاتف..

كان المتصل خالد، ضغطت على زر استقبال المكالمة، فجاء صوته متصنعا الهدوء لكن قلقه كان باديا: "حازم أنت بخير.. ألست كذلك؟ لم تقم بعمل جنوني آخر.. صحيح؟ أخبرني فورا".

ابتسمت بسخف: "أي عمل جنوني يا أحمق؟ أنا بخير.. أتجول قليلا.. ما الأمر؟"..

أخذ هو نفسا عميقا، ثم قال: "حمدا لله.. لم يعد بي طاقة لكي أخذك إلى المستشفى من جديد.. أنا أيضا رجل مصاب كما تعلم يا عديم الذوق.. وأحتاج للراحة والتدليل من خطيبتي.. ربما أستغل لهفتها عليّ بسبب إصابتي وأقنعها بأن نُسرع بالزواج خاصة وأنني في عطلة طويلة من العمل إلى أن يتم البت في وضعي، خاصة في ظل التغيرات الأخيرة".

كلماته أضحكتني قليلا، هو دائما يجد الفرصة لكي يحول كل موقف سيء إلى فرصة للنجاح بل والسعادة أحيانا.

استكمل حديثه بقوله: "إذن أين أنت الآن؟ شروق أخبرت زينة أنك لم تتوجه إلى المنزل وبدا صوتها قلقا"..
ماذا؟ قلقة؟ عليّ أنا؟

"أخبرت زينة.. هاه؟ يبدو أن النساء يصبحن صديقات أسرع منا كثيرا.. أم أن عروسك لحوحة مثلك وتمكنت من ضم الطبيبة إلى عالمها؟ ماذا أقول أنا؟ تزوج يا صديقي تزوج.. ستسعد بالزواج كثيرا"، ثم أطلقت ضحكة ساخرة والتتمة: "اسألني أنا"..

ضحك خالد بعمق، ثم قال: "ليس كل الرجال غير مسيطرين مثلك.. آه.."، ثم خفت صوته قليلا وكأنه قد ابتعد قليلا عن الهاتف، وقال بصوت معتذر: "حسنا أنا آسف.. أمزح يا حبيبتي.. هل تعدين لي كوبا من الشوكولاتة الساخنة تعويضا لي عن تلك اللكمة التي استقرت في قلبي؟"..
يبدو أن زينة قد أمسكت به إذًا وهو يتباهى بسيطرته..
غبي..

ساد الصمت قليلا، ثم عاد خالد للحديث، قائلا: "كانت زينة تجلس بجواري منذ قليل.. والآن وقد نجحت في إبعادها قليلا.. أريد أن أخبرك أنني سأتصل بالدكتور فؤاد لكي أحدد لك موعدا معه.. لم تعجبني الحالة التي غادرت بها المنزل بعد لقائك بالسيد علي.. عليك أن تتحدث معه بدلا من أن تقوم بإحدى مغامراتك الطائشة".

قاطعته سريعا: "اهدأ يا خالد.. أنا بخير.. ولن أفعل شيئا.. في الحقيقة كنت سأفعل.. ولكن شروق أوقفتني.. ثم بعدها توجهت لزيارة حسام.. وهدأت نفسي قليلا بعد تلك المقابلة.. الآن أنا سأعود إلى البيت.. لن يحدث شيء.. لا تقلق.. ربما أحدد أنا موعدا مع الدكتور فؤاد في وقتٍ لاحق.. فعلا
أحتاج للحديث إليه.. لكن أخبرني أولا.. لماذا ستطول فترة عطلتك الإجبارية؟".

زفر خالد ممتعضا، ثم رد: "سيتم إعلان موقفي بعد أن تنتهي التحقيقات.. أرجو الإمساك بالخونة وأن تتم إعادة المحكومين الهاربين إلى السجون من جديد حتى انتهاء محكوميتهم.. وأتمنى لو تتم إعادتي لقطاع المباحث من جديد، فهذا هو عملي وشغفي.. لكن لا أعرف كيف سيتم توزيعي بعد حادث السجن".

قلت لأطمئنه: "بإذن الله سيتم الإمساك بمن تسببوا في هذا الفعل الإجرامي البغيض.. وأثق أن الداخلية ستقوم بتطهير نفسها من الداخل والتخلص من كل المنشقين ومعدومي الضمير.. وأعتقد أنه سيتم تعيين إدارة جديدة للسجن، ووقتها قد تتم إعادتك فعلا إلى هنا".

أنهيت المكالمة مع خالد، ثم توجهت للحديث مع مهندس الديكور ورئيس العمال اللذين أخبراني أن كل شيء بات جاهزا لكي أبدأ فرش المنزل والإقامة به، حتى أن رائحة الطلاء الجديد قد اختفت من المنزل، وتم تثبيت كل وحدات الإضاءة الجديدة في أماكنها وكذا تنظيف حمام السباحة وتعقيمه..

وفي سطح الفيلا بدأت عملية زراعة الزهور والنباتات بتصميم معين يعطيها لمحة من البهجة.
وأكد لي رئيس العمال أنه في صباح الغد ستصل بعض النباتات دائمة الخضرة من أحد المشاتل ليتم نثرها في أركان المنزل وفقا للتصميم الذي وضعه المهندس الزراعي المشرف على تجهيز الحديقة وتزيين الفيلا.

بعد أن شكرتهما على عملهما، توجهت نحو السيارة لكي أقوم بمشوار أخير قبل العودة للشقة.. ألم أعد زوجتي بإحضار طعام للعشاء؟!

۞۞۞۞۞۞۞۞۞

عدت إلى المنزل حوالي الساعة العاشرة مساء بعد أن مررت بعدة لجان أمنية ما بين شعبية وعسكرية، ولكن لم يكن الأمر صعبا على الإطلاق..
ويقولون أن هناك حظرا أمنيا..

وكأن باستطاعة أحد السيطرة على سكان القاهرة وفرض أسلوب حياة مغاير عليهم.. الجميع في الشوارع يخرجون ويتنزهون بشكل اعتيادي..
فالقاهرة دائما محروسة بأهلها..

أسلوب حياة المصريين المتداخل هو بالأساس ما يشعرهم بالأمان والطمأنينة.. كما أن الأجواء التي أشعلها الشباب جعلتهم يستمتعون بشعور الحرية الوليد، خاصة مع الأمل المتجدد في غدٍ أفضل للجميع.

بعد أن صففت السيارة في الجراج الملحق بالبناية والمخصص لسكانها، حملت صندوق البيتزا ودلفت إلى المصعد الذي حملني إلى الطابق السادس في دقيقتين.
وضعت المفتاح في قفل المقبض، وأدرته كيفما أتفق، ثم دلفت إلى داخل المنزل، وتجولت بنظري في غرفة الجلوس، فلم أجد شروق.

وضعت صندوق البيتزا على أقرب منضدة، ثم تحركت نحو غرفة حسام التي احتلتها شروق منذ دخلت الشقة، وشعور بالضيق يلازمني منذئذ.. لماذا اختارت غرفته؟

طرقت الباب برفق، فلم يستجب أحد.. أمسكت بالمقبض وأدرته، لكن الغرفة كانت فارغة.. توجهت بعدها نحو الحمام الملحق بالغرفة، وطرقت بابه، فلم يستجب أحد أيضا.. فتحت الباب قليلا، ولكن كان داخله مظلما..

لا أحد..
هل غادرت؟

تسرب القلق إلى أسفل رأسي وبدأت أشعر بالتوتر، وأنا أتجول بين جنبات الغرفة..
ملابسها ما زالت هنا.. وهذا هاتفها المحمول.. وحاسوبها شاشته مفتوحا لكنه يبدو مطفأ.. ربما كانت في غرفة أخرى.. في المطبخ مثلا..

خرجت متوجها نحو المطبخ، قبل أن أستمع لصوت سقوط شيء ثقيل داخل غرفتي.. تحركت بسرعة وفتحت الباب بعنف لأجدها منسدحة على ظهرها على الأرض وهي تحتضن حاسوبي الخاص بالعمل بين ذراعيها.. ذلك الذي أحفظه بأعلى رف بالمكتبة خاصتي.. لأنني لا أستخدمه كثيرا.. فقط أخزن عليه ملفات خاصة بالعمل..

ملفات هامة للغاية.. لكنها لا تعلم ذلك.. ولا تعلم أيضا أنني أغلقه بكلمة سر معقدة للغاية لحماية ما بداخله..

فضولها سيقتلها يوما ما.. ما لم أقم أنا أولا بخنقها بالطبع..
تحول القلق بداخلي لرغبة في التسلية قليلا..
لا بأس.. لنلهو قليلا يا طبيبة..

اقتربت منها كحيوان مفترس في الأدغال قد تشمم ضعف وخوف طريدته فأخذ يحيطها بوجوده.. بقوته.. وسيطرته ليقتنصها في اللحظة المناسبة.. ويعلمها أن المقاومة لن تفيدها بشيء.. وأن التجمد في وضع الاستسلام هو الخيار الأفضل..

نظرت لعينيها بسخرية، ثم رفعت بصري مجددا، وقلت وكأنني أخاطب شخصا ثالثا غير مرئي: "مثل القطة تماما.. فضولك يأخذك إلى أماكن لا يجب عليك الاقتراب منها بأي شكل".

سقطت كلماتي الهازئة عليها كماء مثلج، فأغمضت عينيها وارتعش جسدها خجلا..
انحنيت باتجاهها.. لكنها لم تتراجع للخلف..
جيد.. لم تعد تخاف مني كالسابق..
يبدو أنها تحولت لقطة بالفعل.. ولكن قطة برية لا تخشى شيئا..
تطور جميل..

أمسكت باللابتوب بيدي الاثنتين وسحبته من بين أناملها برفق، ثم وضعته على السرير خلفها، ثم عدت إليها وقد أمسكت بكفيها اللذين تجمدا أمامها وهي تراقبني، وبدأت أسحبها لأعلى ببطء حتى نهضت تماما، ثم سرت بها وهي تتحرك معي بالسير عكسيا، حيث كان ظهرها باتجاه السرير بينما ما زالت تنظر لي بدهشة وجمود..

أجلستها على السرير، ثم جلست بجوارها وسألتها بتسلٍ: "ما الذي تفعلينه في غرفتي؟ ألم تقرري تلقائيا منذ اللحظة الأولى أنك لا تريدي الاقتراب منها تحت أي ظرف واتخذتي من غرفة حسام مقرا لاعتصامك وحصنا لحمايتك من الذئب الأسود؟ ماذا حدث؟ هل تغير قرارك؟"، ثم منحتها غمزة وقحة وأكملت: "هل تريدين الإقامة معي هنا؟".

اكتسى وجهة بحمرة الغضب، فصاحت بحدة: "يا لك من وقح.. ليس الأمر كما تظن.. أنا.. فقط.. كنت.. أمممم.. كنت.. أااااااا" ثم أطبقت شفتيها، فمنحتها ابتسامة سخيفة وأعدت ترديد كلماتها ساخرا: "أنتِ..فقط.. كنتِ..." مشيرا لها لكي تستأنف الحديث.

تراجعت شروق في جلستها قليلا، ثم عدلت هندامها بيديها وتفحصت تلك القبعة البغيضة التي
تغطي شعرها بها، ربما خوفا من وصولي للشقة في آية لحظة.. وكأنها لن تتنازل أبدا وتمنحني آية لمحة سرية من تفاصيل حياتها وعالمها..

أطرقت شروق رأسها بخجل، وكأنها قد انتبهت للتو إلى أنني قد شاهدتها متكومة على السجادة بعد أن سقطت من أعلى الكرسي الذي تسلقته لكي تتمكن من الحصول على حاسوبي الخاص، ثم قالت: "أنا كنت أتابع بعض الردود على تدويناتي الأخيرة.. ثم انتهى شحن حاسوبي.. فأخذت أبحث عن الشاحن الخاص به ولم أجده، فقد أرسلت ماما سناء أسلاك شحن ... أممم"، واحمر وجهها بشدة، وبدا وكأنها لا تستطيع إخراج الكلمات من فمها..

تُرى ماذا كانت تشحن تلك الأسلاك تحديدا لتشعر بكل هذا الإحراج خشية افتضاح الأمر..

أكملت شروق بتعجل: "تخص شحن جهاز آخر.. فقلت أن أبحث في باقي أنحاء الشقة لعلني أجده في مكان آخر.. أو أعثر على شاحن يناسب ماركة جهازي، أو حتى أجد جهاز كمبيوتر آخر متاح للاستعمال.. لم أتجسس عليك كما تظن.. ها هو حاسوبك لم يحدث له شيء.. حتى أنني تفاديت سقوطه وتحطمه بأن سقطت أنا.. وليتني لم أفعل"، ثم تحسست ظهرها بألم، وأكملت بقنوط: "أنا عائدة إلى غرفتي".

"انتظري".. توقفت شروق مكانها بمجرد أن طلبت منها، ثم التفّت نحوي، فأكملت أنا: "هناك حاسوب آخر يمكنك استخدامه حاليا".

تهلل وجهها، وتتبعتني نظراتها وأنا أتحرك نحو مكتبي، حيث انحنيت وفتحت أحد الأدراج وأخرجت منها حقيبة صغيرة بها جهاز لابتوب آخر، واقتربت منها وأمسكت بكفها ووضعته على مقبض الحقيبة، وقلت: "هذا الحاسوب لك.. يمكنك استخدامه متى شئت.. هو قديم بعض الشيء ولكن يكفي للولوج إلى شبكة الانترنت وكتابة بعد التدوينات أو التعليقات عبر منصات التواصل الاجتماعي.. لكن الحاسوب الآخر يخص العمل، ولن تتمكني من استخدامه سواء دفعك الفضول أم لا، لأنه مغلق بكلمة سر معقدة"، وأشرت بإصبعي نحو الحاسب الآخر المستقر على سطح سريري.

حملت شروق حقيبة اللابتوب وهي تستعد للخروج من غرفتي، فتبعتها بالقول: "لقد أحضرت لكِ بيتزا للعشاء.. وبالنسبة للشاحن الضائع.. سنبحث عنه في الصباح وإذا لم نجده هنا أو تعثر عليه مدام سناء في منزل والدك، سأشتري لك واحدا غيره إذا كان جهازك يتضمن بعض المواد العلمية التي تحتاجين للعمل من خلالها"، فاستدارت شروق نحوي بينما كنت أخرج خلفها وأنا أنزع السترة الجلدية بصعوبة نظرا لأن تصميمها ومقاسها جعلاها تكاد تلتصق بذراعيّ، مما يجعل خلعها يؤلم ضلوعي التي لم تتعافى كليا بعد.

وعندما لاحظت هي علامات الألم على وجهي، سارعت بوضع الحقيبة على سطح المكتب، ثم سارت نحوي ووقفت خلفي تساعدني على نزع السترة برفق..

تقبلت مساعدتها في صمت، فقد استنفذت طاقتي في إثارة ضيقها بالتعليقات السخيفة لهذا
اليوم، ولن أحدثها بكلام يثير حنقها بعد أن تطوعت هي لمساعدتي للمرة الثانية في نفس اليوم.
تركتني شروق لاستكمل خلع ملابسي، وخرجت لتجهز الطعام على ما يبدو..
ومن يقاوم البيتزا الشهية!

عندما خرجت لغرفة الاستقبال، كانت هي قد توجهت نحو المنضدة التي تحتضن صندوق البيتزا، ثم أخذته إلى المطبخ لتفريغ محتوياته في طبق تقديم كبير، وعادت تحمله بالإضافة إلى طبقين أصغر وبعض المحارم الورقية وأدوات المائدة، وأشارت لي لكي أتبعها إلى حيث الكنبة المواجهة لجهاز التليفزيون لكي أجلس برفقتها.

ابتسمت لها بعملية، وقلت: "لست جائعا.. يمكنك أن تتركي لي القليل لكي أتناوله لاحقا إذا جعت.. أو يمكنني وقتها أن أصنع ساندوتشا.. أنا الآن بحاجة لحمام ساخن، ثم بعض الأدوية المسكنة.. والنوم.. الكثير والكثير من النوم"، واستدرت متوجها نحو غرفتي دون أن أنتظر ردها.



يتبع


مروة سالم غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 19-06-21, 06:53 PM   #494

مروة سالم

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية مروة سالم

? العضوٌ??? » 482666
?  التسِجيلٌ » Dec 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,756
?  مُ?إني » مصر
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » مروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   ice-lemon
?? ??? ~
Why so serious?
:sss4: الفصل السابع عشر - القسم الأخير

أمضيت نحو نصف ساعة مسترخيا بحوض الاستحمام الممتلئ بالماء الساخن الذي نجح في تهدئة عضلاتي المجهدة التي تنبض بالألم بعد يوم حافل، ثم وضعت بعض الكريم الباسط للعضلات، وارتديت منامة شتوية داكنة، واستقريت في فراشي حاملا لابتوب العمل.

بعد أن فتحت الجهاز بكلمة السر، دلفت فورا إلى برنامج التتبع لكي أتأكد أن أحدا لم يتمكن من الولوج إليه أو تفحص محتوياته منذ آخر جلسة لي عليه..

كانت الأمور مطمئنة، علاوة على أنني أساسا متأكد من عدم قدرتها على فتحه، فبرامج الحماية التي أستخدمها تحتاج لخبراء متخصصين لكي يفلحوا في فك شفرته..
فهذا الجهاز يعتبر في حد ذاته سلاحا خطيرا وقنبلة موقوتة تتحين لحظة الانفجار..

تحركت يداي آليا نحو أحد المجلدات السرية على الجهاز، وكأنهما قد تلقتا أمرا صامتا من عقلي لتفحص محتوياته..

متذكرا ذلك اللقاء الذي جمعني هذه الظهيرة مع علي الزين، تصفحت بعض الملفات والوثائق التي أحتفظ بها عليه..

القليل منها فقط يكفي للزج برحيم في السجن لعدة سنوات، ولكن ليس ومازال رجال النظام الحاكم على رأس السلطة، وهو رجلهم الأول الذي يقوم بكل الأعمال القذرة من أجلهم في الخفاء دون أن يضطرون للتدخل أبدا بشكل علني، وذلك حتى تظل صورتهم نقية لا يشوبها شائبة أمام المؤيدين لهم حتى يستمروا في الحكم لسنوات وسنوات دون أن ينال منهم المعارضين أو حتى السلطات القانونية المختصة..

ولكن، جاءت مظاهرات الخامس والعشرين لكي تلقي الضوء على تجاوزات هذا النظام في حق شعبه وتسقط النقاب عن الفساد المتفشي بجنباته..

أتمنى فقط لو تفلح الثورة في اقتلاعه من جذوره.. ولكن أشك.. لقد امتدت جذوره واستفحلت حتى طالت كل شيء.. كل جهة ومؤسسة أصبحت ملطخة بشكل أو بآخر.. ليس هناك من فكاك.. وحتى إذا نجح الشباب في فرض كلمتهم وسقط النظام، فإنني أخشى حقا من تمكن الجماعات الطامعة والمدعومة من دول أجنبية لها مصالحهاالخاصة في المنطقة، في السيطرة على الحكم استغلالا لقلة خبرة الشباب وعدم وجود قائد حقيقي لهم.

تسللت إلى ذهني آخر جملة قالها علي الزين: "سأساعدك في الوصول إليهما"..
كيف علم بالأمر من الأساس؟ وهل بإمكانه فعلا مساعدتي؟
لقد تعبت سنوات وسنوات دون أن أصل لأي خيط يدلني على طريق لهما..
آية معلومة.. أي أثر.. أي شيء.

بدأ الحزن يتسلل إلى داخلي من جديد، وأنا لم أعد أتحمل..
ولن أنهار مجددا.. ليس اليوم..
يبدو أنني بالفعل بحاجة لزيارة الدكتور فؤاد بأسرع وقت.

شغلت ذهني بالولوج لشبكة الانترنت، ووجدت نفسي أبحث عن مدونة شروق لكي أقرأ آخر تدويناتها بدلا من الاستسلام لأفكار سوداء مؤلمة ومقبضة.

الطبيبة لم تكتب أية تدوينات جديدة.. يبدو أن ذهنها كان منشغلا اليوم، لكنني وجدت إشعارا يخبرني أن هناك رد قد جاء على تعليقي الأخير على مدونتها..

لم أصدق عينيّ عندما وجدت أن صاحبة التعليق هي نفسها صاحبة المدونة، ولم أتضايق أبدا أن ردها جاء في سطر واحد في شكل سؤال: "من أنت أيها الشبح الأسود؟"..

أخذتني النشوى لبعض لحظات.. فتلك هي المرة الأولى التي توجه كلامها لي مباشرة، قبل أن يتبادر إلى ذهني أنها تشعر بالفضول نحو الشخص الذي يراسلها..
مهلا.. هل ربطت بينه وبيني؟
لا.. لا أظن..

إذن لأعطيها الإجابة، تحركت يداي على لوحة المفاتيح تكتب بأصابع متعجلة: "لن أخبرك من أنا يا طبيبة.. فهويتي لا تهم.. ولكن سأخبرك أمرا.. أنا كائن ظلامي، نشأت في الجحيم وعلقت بداخله.. ولكنني لست بإبليس.. لم أختر الظلام.. لكنني تكيفت على العيش بداخله.. والآن لا يتقبلني من يعيشون في النور.. لأنني لا أشبههم.. حتى أنهم لا يلتمسون لي العذر.. ولا يتوقفون دقيقة واحدة لسماع قصتي.. أعني أنني لم أتطاول على الإله بغرور مثل الشيطان.. ولم أسعى لإغواء البشر وتضليلهم لينتهوا معي في الجحيم.. حتى أنني تغاضيت عن الانتقام منهم بسبب نبذهم لي ودفعهم لي دفعا كي أحتمي بالجانب الآخر.. بحفرة من قلب السعير.. ورغم ذلك فإنكم تتجنبونني وتتهموني بارتكاب عظائم الأمور.. حسنا أنا أرتكب بعض الأخطاء من وقت لآخر.. فأنا لم أكن يوما ملاكا كما كان إبليس قبل العصيان.. لكنني لن أتعمد إيذاء بريء.. أبدا.. تصبحين على خير يا سيدة الميدان".

أنهيت تعليقي ثم أغلقت الجهاز متتبعا نفس خطوات الحماية، ووضعته على المنضدة الجانبية الملحقة بالسرير، واستسلمت للنوم..

فجأة دوى صوت مكابح سيارة مفزع، ثم تلاه اصطدام صاخب جدا.. وبعدها ارتفاع الزامور بشكل مستمر وكأنه تالفا أو عالقا..
ثم.. صمت
أين أنا الآن؟

أشعر أنني ضئيل جدا.. أعني أنني نفسي كما أنا الآن، ولكن بحجم طفل لم يصل بعد لعمر العاشرة، وحولي أطفال كثر.. يسخرون مني.. يسبونني.. يدفعونني بقسوة، ويصيحون: "ممسوس".. "يسكنه الشيطان".. "ابتعدوا عنه حتى لا تصيبكم لعنته".. "إنه يعاني من مرض مُعدٍ يسبب الجنون".. "مجنون".. "مجنون"..

تتعالى ضحكاتهم الساخرة ويستمرون في دفعي وركلي إلى أن أسقط على الأرض، فأنكمش وأحتضن ساقيّ بذراعيّ ليضمر جسمي أكثر وينصهر داخلي وأصبح أكثر ضآلة.. وأبكي وأبكي وأبكي..

ثم يجلس طفل آخر أكثر هشاشة وأصغر عمرا إلى يميني، ويضع يده على كتفي ويبتسم لي ويعطيني بعض حبات النبق، ويبتسم لي ويقول: "لقد جمعتها من الفناء لأجلك.. أسقطتها الشجرة الكبيرة.. لا تهتم لهؤلاء الحمقي.. هم يغارون منك لأنك أثبتت براعتك.. لأنك أفضل وأذكى منهم جميعا حتى وإن كنت مختلفا".

وقبل أن أتحرك، يأتي رجل ضخم، يسحبني من شعري ويضغط على أناملي التي تحتضن حبات النبق حتى تسقط كلها من يدي، ثم يدهسها تحت قدمه بعنف، فيسحبني من ذراعي وشعري وأنا أتبعه لا حيلة ولا قدرة على المقاومة إلى غرفة أخرى.. ضيقة.. مظلمة وذات رائحة عطنة.. ثم يشرع في لكمي وركلي ويقول لي: "لا تبكِ يا ضعيف.. أبدا لن تبكِ.. أنا لم أتحمل كل شئ فعلته من أجلك فقط لأراك تبكي هكذا.. تحمل.. تحمل يا صاحب العقل المعطوب.. لن أتركك أبدا قبل أن تتخلص من هذا المرض اللعين.. أريدك كاملا.. أريدك جسورا.. بل ومتوحشا يهابك الجميع.. أنت لا تعلم ما الذي أجهزك من أجله.. ولكن ستعلم في الوقت المناسب".

ثم يغادر الغرفة ويخرج.. وأنا أصرخ بحرقة: "كفى كفى كفى كفى"، لتأتي إلى داخل الغرفة طفلة جميلة ترتدي منامة بنية شتوية دميمة تشبه ملابس الذكور ولكن ابتسامتها تذيب القلوب وتضيء المكان من حولي، فيتلاشى الظلام وتختفي الجدران المتهالكة وتتحول لمرج رحب مليء بالألوان.. الكثير من الزهور والفراشات، ثم تنزل على ساقيها وتضع كفيها الرقيقين على جانبي كتفي، وهي تهمس برفق: "حازم انهض.. حازم.. حازم.. انهض..".
الآن يصبح الصوت أقوى.. ليس صوت طفلة صغيرة.. وإنما شابة بالغة.. تصيح بقوة..


"هيا انهض يا حازم بالله عليك.. أنت تحلم.. هذا كابوس"..

انتبهت فزعا مرتجفا من نومي لأجد شروق تجلس بجانبي على السرير وهي تتمسك بذراعي الأيسر بيديها وتصيح فيّ أن أستيقظ.. ثم ساعدتني لأعتدل في جلستي، وتحركت نحو المنضدة الجانبية لتسارع بملء كوب من الماء، ثم مالت على السرير ووضعته في يدي، وأمسكت بيدي المرتعشة وساعدتني لكي أرفعه نحو فمي..
ارتشفت قطرتين، ثم أخذت نفسا طويلا.. وبعدها شربت نحو نصف الكوب.. وعندما انتهيت، أخذته هي من بين يدي وهي تقول بصوت هادئ تحاول من خلاله إخفاء توترها الذي يظهر جليا في عينيها: "هل تشعر أنك أفضل الآن؟"

أومأت برأسي إيجابا، ثم انحنيت مجددا نحو وسادتي لأجد أن الغرفة مضاءة.. يبدو أنها هي من أشعلت الضوء..

هل كنت أصرخ في نومي؟
هل عادت الكوابيس الآن؟
كانت قد توقفت لسنوات..
يا إلهي كيف سأبرر لها الأمر الآن؟ ألا يكفي أنها شاهدت كرة الضغط المسننة؟

وقبل أن أبدأ بالحديث، كانت هي تضعني في الفراش مجددا برفق، ثم دثرتني بالغطاء الصوفي الثقيل، وقالت بهدوء: "الساعة الآن الواحدة والنصف صباحا.. أظن أنك بحاجة للمزيد من النوم.. سأترك باب الغرفة مفتوحا.. لكي.. أاا.. لكي يدخلها الهواء.. أثق أن الكابوس لن يعود مجددا.. سنتحدث معا في الصباح.. تصبح على خير يا حازم".. ثم غادرت الغرفة في هدوء


نهاية الفصل
قراءة ممتعة
دمتن في سلام وسعادة وصحة


مروة سالم غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 20-06-21, 03:52 AM   #495

Nour fekry94

? العضوٌ??? » 461550
?  التسِجيلٌ » Jan 2020
? مشَارَ?اتْي » 339
?  نُقآطِيْ » Nour fekry94 is on a distinguished road
افتراضي

من وقت ما قريت الاقتباس و انا شبه تأكدت ان الفصل ده هيبقى دسم وحزين جدا وده بالفعل اللي حصل 💔
خلصت الفصل بس لسا دموعي موقفتش 😭
مقدرتش اكتب اي حاجة غير لما تمالكت نفسي و وقفت عياط الحمد لله و جيت اتكلم عن الفصل التحفة ده ♥️♥️♥️♥️
نبدأ كده بأول مشهد ، تطورات العلاقة بين شروق وحازم لطييييف شروق بتساعد حازم وبتدعمه من غير ما تحس (او من غير ما تعترف بده) ، حازم اي نعم لسا شايف انه ميستاهلش انها تحبه او تقلق عليه و شايف انه قليل بالنسبالها الا انه برضه حاسس بقلقها و حنانها (وبرضه مش عايز يعترف بده) يعني هما الاتنين عايزين يطلعوا فيها كل اللي جواهم و يتصافوا و علاقتهم هتبقى حاجة تانية تماما بعد كده و ده اللي مستنياه جدا ♥️♥️♥️♥️♥️
لما شغلت imagine dragons ابتسمت جدا اخيرا بدات تفهمه و تعرف الحاجات اللي بيحبها ❤❤❤❤
تاني حاجة حسام ♥️ لا لحظة حسام وقلوب كتييير قلوب قلوب قلوب ♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️
حرفيا مشهد الماستر سين♥️ بحب رغم ان حسام اصغر من حازم الا انه حكيم جدا و ديما بيرشد اخوه للصح و ديما بيوضحله نقط مش واخد باله منها او مش عايز يعترف بيها و بيتناقش معاه بأسلوب منطقي و رائع ♥️
كلامه ليه عجبني اوي و حسيت اني عايزة اسقفله كده اللي هو ايوووة بالظبط هو ده اللي نفسي اقوله الله ينور عليك يابني 😂♥️♥️♥️♥️
بالنسبة لكلامه عن عم علي الغامض ده ف انا برضه متفقة معاه فيه الموضوع خطر جدا و في حاجة غلط و علي ده نفسه في حاجة غلط مش مطمنة ربنا يستر 🌚
اما بالنسبة لحنان بقى ف دي سكرة والله 😂♥️ بتضحكني وبتعمل روح جميلة في الرواية ♥️ و عجبني انها بقت تحتك ب حسام كتير ومستنية الخطوات الجاية بينهم 😉😂♥️♥️
بجد مشهد المستشفى ده كله من اجمل المشاهد تسلم ايدك ♥️♥️
نتكلم عن البيت بقى 😒😒 لا انا مش بحسد ولا بقر ولا قعدت ساعة احقد على شروق ولا قصدي اقول اي حاجة على الفيلا الجديدة التحفة الرهيبة دي 😒😒
ده انا كنت منبهرة جدا بالشقة بتاعت حازم وحسام اصلا ما بالك الفيلا بقى 😒 يلا مش عايزة احسد يتهنوا فيها يارب 😒
ما علينا بقى من البيت 😂
مكالمة خالد و هزاره مع زينة سكرررررر 😂😂♥️♥️♥️♥️♥️
وكلامه بعد كده مع حازم بجدية بيخليني احبه اوي اللي هو بيعرف يغير شخصيته في لحظة و انا بحب الناس الجدية المرحة دي جدا 😂♥️♥️♥️
بعد كده المشهد اللي ضحكني جدا مشهد شروق وحازن وتخيلي لشروق وهي بتقع 😂😂😂😂😂😂
ضحكت بصوت عالي و كنت هصحي البيت كله 😂😂
بحب مشاكساتهم اوي و بحب استغلال حازم للفرص 😂😂♥️♥️♥️
بجد مشهد جميل اوي ♥️ بس ليه حازم مستغلش الفرصة وقعد ياكل معاها بيتزا ؟ مش بقول كده عشان ضيع الفرصة والمفروض يحاول يقربوا من بعض والجو ده ابسلوتلي انا بسأل عشان افهم هو ازاي قدر يقاوم البيتزا ؟ 😒😂
يلا ما علينا ابننا بائس برضه و غلبان يمكن مجابش لنفسه و قال ميتطفلش عليها عشان متديلهوش slice من بتاعتها 🌚😂😂😂
اخر مشهد بقى اللي دموعي موقفتش فيه 😭
ازاي تخليني اعيط في اقل من دقيقة ؟ الاجابة هاتلي مشهد مكتوب او متصور فيه طفل بيتعرض للتنمر او العنف بأي شكل ! 💔
حرفيا نقطة ضعفي 😭💔
عيطت كتير في المشهد ده و احساس حازم وصلني بالتفاصيل 😢
من التنمر و خوف الاطفال منه للطفل اللي جه قعد جنبه واللي برجع انه حسام لرحيم و ختاما بشروق 💔 مشهد عظيم و مؤثر جدا و في مشاعر مختلطة 😭❤❤❤❤ بجد من كل قلبي تسلم ايدك و افكارك و اسلوبك في تصوير المشهد ❤
وكالعادة مؤخرا شروق جنب حازم في كل لحظاته الصعبة وبتحاول من غير ما تحس تساعده وتطلعه منها ❤ ياترى الايام الجاية مخبيالنا ومخبيالهم ايه ؟ 🤷🏻‍♀️ مستنية الاحداث الجاية جدا يامروة بجد تسلم ايدك ❤
و دمتِ مبدعة ♥️

noor elhuda likes this.

Nour fekry94 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-06-21, 03:11 PM   #496

مروة سالم

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية مروة سالم

? العضوٌ??? » 482666
?  التسِجيلٌ » Dec 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,756
?  مُ?إني » مصر
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » مروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   ice-lemon
?? ??? ~
Why so serious?
059

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Nour fekry94 مشاهدة المشاركة
من وقت ما قريت الاقتباس و انا شبه تأكدت ان الفصل ده هيبقى دسم وحزين جدا وده بالفعل اللي حصل 💔
خلصت الفصل بس لسا دموعي موقفتش 😭
مقدرتش اكتب اي حاجة غير لما تمالكت نفسي و وقفت عياط الحمد لله و جيت اتكلم عن الفصل التحفة ده ♥️♥️♥️♥️
نبدأ كده بأول مشهد ، تطورات العلاقة بين شروق وحازم لطييييف شروق بتساعد حازم وبتدعمه من غير ما تحس (او من غير ما تعترف بده) ، حازم اي نعم لسا شايف انه ميستاهلش انها تحبه او تقلق عليه و شايف انه قليل بالنسبالها الا انه برضه حاسس بقلقها و حنانها (وبرضه مش عايز يعترف بده) يعني هما الاتنين عايزين يطلعوا فيها كل اللي جواهم و يتصافوا و علاقتهم هتبقى حاجة تانية تماما بعد كده و ده اللي مستنياه جدا ♥️♥️♥️♥️♥️
لما شغلت imagine dragons ابتسمت جدا اخيرا بدات تفهمه و تعرف الحاجات اللي بيحبها ❤❤❤❤
تاني حاجة حسام ♥️ لا لحظة حسام وقلوب كتييير قلوب قلوب قلوب ♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️
حرفيا مشهد الماستر سين♥️ بحب رغم ان حسام اصغر من حازم الا انه حكيم جدا و ديما بيرشد اخوه للصح و ديما بيوضحله نقط مش واخد باله منها او مش عايز يعترف بيها و بيتناقش معاه بأسلوب منطقي و رائع ♥️
كلامه ليه عجبني اوي و حسيت اني عايزة اسقفله كده اللي هو ايوووة بالظبط هو ده اللي نفسي اقوله الله ينور عليك يابني 😂♥️♥️♥️♥️
بالنسبة لكلامه عن عم علي الغامض ده ف انا برضه متفقة معاه فيه الموضوع خطر جدا و في حاجة غلط و علي ده نفسه في حاجة غلط مش مطمنة ربنا يستر 🌚
اما بالنسبة لحنان بقى ف دي سكرة والله 😂♥️ بتضحكني وبتعمل روح جميلة في الرواية ♥️ و عجبني انها بقت تحتك ب حسام كتير ومستنية الخطوات الجاية بينهم 😉😂♥️♥️
بجد مشهد المستشفى ده كله من اجمل المشاهد تسلم ايدك ♥️♥️
نتكلم عن البيت بقى 😒😒 لا انا مش بحسد ولا بقر ولا قعدت ساعة احقد على شروق ولا قصدي اقول اي حاجة على الفيلا الجديدة التحفة الرهيبة دي 😒😒
ده انا كنت منبهرة جدا بالشقة بتاعت حازم وحسام اصلا ما بالك الفيلا بقى 😒 يلا مش عايزة احسد يتهنوا فيها يارب 😒
ما علينا بقى من البيت 😂
مكالمة خالد و هزاره مع زينة سكرررررر 😂😂♥️♥️♥️♥️♥️
وكلامه بعد كده مع حازم بجدية بيخليني احبه اوي اللي هو بيعرف يغير شخصيته في لحظة و انا بحب الناس الجدية المرحة دي جدا 😂♥️♥️♥️
بعد كده المشهد اللي ضحكني جدا مشهد شروق وحازن وتخيلي لشروق وهي بتقع 😂😂😂😂😂😂
ضحكت بصوت عالي و كنت هصحي البيت كله 😂😂
بحب مشاكساتهم اوي و بحب استغلال حازم للفرص 😂😂♥️♥️♥️
بجد مشهد جميل اوي ♥️ بس ليه حازم مستغلش الفرصة وقعد ياكل معاها بيتزا ؟ مش بقول كده عشان ضيع الفرصة والمفروض يحاول يقربوا من بعض والجو ده ابسلوتلي انا بسأل عشان افهم هو ازاي قدر يقاوم البيتزا ؟ 😒😂
يلا ما علينا ابننا بائس برضه و غلبان يمكن مجابش لنفسه و قال ميتطفلش عليها عشان متديلهوش slice من بتاعتها 🌚😂😂😂
اخر مشهد بقى اللي دموعي موقفتش فيه 😭
ازاي تخليني اعيط في اقل من دقيقة ؟ الاجابة هاتلي مشهد مكتوب او متصور فيه طفل بيتعرض للتنمر او العنف بأي شكل ! 💔
حرفيا نقطة ضعفي 😭💔
عيطت كتير في المشهد ده و احساس حازم وصلني بالتفاصيل 😢
من التنمر و خوف الاطفال منه للطفل اللي جه قعد جنبه واللي برجع انه حسام لرحيم و ختاما بشروق 💔 مشهد عظيم و مؤثر جدا و في مشاعر مختلطة 😭❤❤❤❤ بجد من كل قلبي تسلم ايدك و افكارك و اسلوبك في تصوير المشهد ❤
وكالعادة مؤخرا شروق جنب حازم في كل لحظاته الصعبة وبتحاول من غير ما تحس تساعده وتطلعه منها ❤ ياترى الايام الجاية مخبيالنا ومخبيالهم ايه ؟ 🤷🏻‍♀️ مستنية الاحداث الجاية جدا يامروة بجد تسلم ايدك ❤
و دمتِ مبدعة ♥️


نور حقيقي مش عارفة اقولك ايه.. اشكرك كثيرا على المتابعة والمراجعات الجميلة والتصميمات الرائعة

سعيدة جدا ان كل مشهد ف الفصل لمس جواكي حاجة ووصلك المعنى اللي عايزة يوصل بالظبط

في كام نقطة ماسكة نفسي بالعافية علشان لو علقت عليهم هحرق احداث وانا مش ناقصة .. فهسكت مؤقتا

كنت متوقعة مريم هي اللي تنش شوشو عين على الفيلا الجديدة .. متوقعتش الطعنة تيجي منك يا نور.. كده يانور؟ العيال مش ناقصين .. طب استني لما يفرحوا شوية

عايزة بس اوضح حاجتين... مكنش في مجال اني اوضحهم صراحة ف الرواية

زومي بيسمع ايماجين دراجونز واغاني بلووز عامة لما بيكون ف مود destructive او عايز يهرب من روحه.. بس بيسمع عربي كمان وقريب هتلاقيه مشغل عربي وزي الفل ..

تاني حاجة.. ان الحلم بتاع حازم مش شرط يكون ذكرى.. وممكن يكون ذكرى.. بس مش بنفس التفاصيل.. هو ف الحلم اختلط عليه الماضي بالحاضر بالهزة اللي عملتهاله مقابلة علي الزين وكلامه معاه..

وبالمناسبة برضه.. ده سبب انه مأكلش البيتزا .. علشان هو مهموم بكل اللي حصل ع الغدا عند خالد

فتحت كده الفصل ال18 لقيته قصير.. فبفكر انشره هو وال19 مع بعض.. بس المشكلة قلة المتابعة هي اللي منعاني.. فمش عارفة بقى


مروة سالم غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 20-06-21, 11:11 PM   #497

مروة سالم

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية مروة سالم

? العضوٌ??? » 482666
?  التسِجيلٌ » Dec 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,756
?  مُ?إني » مصر
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » مروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   ice-lemon
?? ??? ~
Why so serious?
Rewity Smile 2

مساء الخير

إليكم 3 تصميمات جديدة لصديقتي شيرين حسين مستوحاة من أحداث الفصل الماضي الـ 17، وحابة اشكرها جدا على ابداعها واقولها سلمت يداك







شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

ان شاء الله هحاول انشر اقتباسين الاسبوع ده، لاني نويت باذن الله انشر فصلين الاسبوع المقبل

اتمنى يزيد التفاعل شوية مع الرواية.. وانا بشكركم برضه على المتابعة حتى لو صامتة، لكن التفاعل بالتعليقات بيوصل للكاتبة نقاط قوتها وضعفها.. وانا حابة اسمع منكم..


مروة سالم غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 21-06-21, 10:38 AM   #498

نوارة علي
 
الصورة الرمزية نوارة علي

? العضوٌ??? » 471671
?  التسِجيلٌ » May 2020
? مشَارَ?اتْي » 36
?  نُقآطِيْ » نوارة علي is on a distinguished road
افتراضي

جمييييل كالعادة لسبب ما بحب الرواية ديه عشان ف فترة بنسبالي غريبة ومموهة جدا بما اني كنت صغيرةوقتها وكل معلوماتي عن الثورة بسيطةخالص كمان بحس بشجن غريب ف بعض المشاهد والوصف بجد بستمتع جدا ومستنية تنزلي فصلين زي ما قلتي عشان مينفعش كدااا بقى ❤️❤️❤️ دمتي مبدعة استمري 😘❣️❣️❣️❣️

نوارة علي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-06-21, 04:05 PM   #499

مروة سالم

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية مروة سالم

? العضوٌ??? » 482666
?  التسِجيلٌ » Dec 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,756
?  مُ?إني » مصر
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » مروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   ice-lemon
?? ??? ~
Why so serious?
059

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نوارة علي مشاهدة المشاركة
جمييييل كالعادة لسبب ما بحب الرواية ديه عشان ف فترة بنسبالي غريبة ومموهة جدا بما اني كنت صغيرةوقتها وكل معلوماتي عن الثورة بسيطةخالص كمان بحس بشجن غريب ف بعض المشاهد والوصف بجد بستمتع جدا ومستنية تنزلي فصلين زي ما قلتي عشان مينفعش كدااا بقى ❤️❤️❤️ دمتي مبدعة استمري 😘❣️❣️❣️❣️
نوارة تعليقك اسعدني جدا.. وده كان السبب اني اختار الفترة الزمنية دي للاحداث بدلا من ان تكون قصة حب عادية.. حبيت أنقل صورة تنعش الذاكرة أو ترسم ذاكرة ناس لما يعاصروا الفترة دي عن قرب خصوصا ان الكلام عنها ف الاعلام بقى شبه معدوم..

اشكرك جزيلا على امتداحك لاسلوبي في الوصف واتمنى اكون حافظت على اكبر قدر من الحيادية في نقل الاحداث رغم اعترافي ان الرواية عمل خيالي مش توثيق كامل للحقيقة..

وفعلا هنزل فصلين باذن الله بناء على طلبات الجماهير الغفيرة (اللي هما 12 واحدة يعني)

انتظري بقى الاقتباسات قريبا وكوني على الموعد باذن الله يوم السبت


مروة سالم غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 22-06-21, 12:33 AM   #500

مروة سالم

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية مروة سالم

? العضوٌ??? » 482666
?  التسِجيلٌ » Dec 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,756
?  مُ?إني » مصر
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » مروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   ice-lemon
?? ??? ~
Why so serious?
Smile

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 37 ( الأعضاء 2 والزوار 35)
‏مروة سالم, ‏زهره الحقول



مروة سالم غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:35 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.