آخر 10 مشاركات
لعنتي جنون عشقك *مميزة و مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )           »          رواية قصاصٌ وخلاص (الكاتـب : اسما زايد - )           »          مشاعر من نار (65) للكاتبة: لين غراهام (الجزء الثانى من سلسلة عرائس متمردات)×كاملة× (الكاتـب : Dalyia - )           »          530 - حلم الطفولة - باتريسيا ولسن - ق.ع.د.ن (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          هل حقا نحن متناقضون....؟ (الكاتـب : المســــافررر - )           »          سجل هنا حضورك اليومي (الكاتـب : فراس الاصيل - )           »          نبضات حرف واحاسيس قلم ( .. سجال أدبي ) *مميزة* (الكاتـب : المســــافررر - )           »          جنتي هي .. صحراءُ قلبِكَ القاحلة (1) * مميزة ومكتملة* .. سلسلة حكايات النشامى (الكاتـب : lolla sweety - )           »          إلَى السماءِ تجلت نَظرَتِي وَرَنـت (الكاتـب : ميساء بيتي - )           »          54 - نصف القمر - أحلام القديمة - ( كتابة / كاملة ) (الكاتـب : * فوفو * - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

مشاهدة نتائج الإستطلاع: هل تعتقدون أن خالد قد مات وانتهى دوره بأحداث الرواية؟؟
نعم 0 0%
لا 6 100.00%
المصوتون: 6. أنت لم تصوت في هذا الإستطلاع

Like Tree484Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 17-07-21, 03:59 PM   #611

مروة سالم

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية مروة سالم

? العضوٌ??? » 482666
?  التسِجيلٌ » Dec 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,756
?  مُ?إني » مصر
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » مروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   ice-lemon
?? ??? ~
Why so serious?
Rewitysmile9 الفصل الثاني والعشرون - القسم الأول


الفصل الثاني والعشرون
شروق


(ابتزازا له.. ابتزازا له.. ابتزازا.. له)

ظل تصريح ماما سناء يتردد بداخلي بقوة هادرة لبضع ثوانٍ مستحوذا على انتباهي بالكامل ليمنعني عنوة من الإصغاء لما طفقت تقوله لاحقا..

حين لم أحتمل صدى الكلمات بداخلي أكثر من ذلك، تساءلت بهتاف مغلف بالجنون: "ماذا تقصدين.. ابتزازا له؟ هل فعلا قبّل أن (يربيني) كما أمره أبي؟"

ضحكة مستنكرة صدرت عن ماما سناء التي قالت مدافعة: "يربيكِ؟ وما بها تربيتك يا ابنتي؟ أنتِ بسم الله ما شاء الله.. أدب وأخلاق وتهذيب وجمال وتعليم.. تملئين العين.. أنت مصدر فخر لنا جميعا.. لِم تقولين هذا الكلام الغريب؟"

زفرت بانفعال، ثم أجبتها بتوتر: "هذا ما قاله حازم ليلة زفافنا.. قال إن أبي وضعني في عهدته لإعادة تربيتي؟"

رفعت ماما سناء حاجبيها دهشة، ثم قالت: "حقا قال ذلك؟ أصدقيني القول.. هل تهورتِ واحتديت عليه بالكلمات المستفزة؟ أعرفك أحيانا تتصرفين مثل تلك النسوة اللاتي يظهرن في التلفاز للدفاع عن حقوق المرأة".
أطرقت للأسفل في توتر دون تعقيب..

تابعت هي: "فهمت.. اسمعي يا شروق.. للأسف أنا مضطرة أن أعلن لكِ عن أمرٍ كان حازم قد ائتمنني على اخفائه، لكن اعترافي هذا لمصلحتكما معا.. فأتمنى ألا تخبري حازم أنني قد نقلت إليكِ ما قاله.."

التفتت إليها بتركيز شديد، فأكملت هي: "يوم أن عرض عليه والدكِ أمر زواجكما.. كنت أسترق السمع عند باب غرفة المكتب أثناء حملي لقهوة والدكِ إليه.. لم أسمع الكثير بالطبع، ولكنني فهمت أن والدكِ قد بدأ يشعر بالقلق من تزايد أعداد المتظاهرين في الميدان، وخوفا من أن تقومي بعمل متهور فيتم مثلا القبض عليكِ وكشف هويتك عبر وسائل الإعلام مما يسيء لمكانته ويسبب أضرارا لأعماله، ولهذا قرر أن يبعدك عن الصورة بأسرع وسيلة.. وكانت تلك الوسيلة هي زواجك من حازم.. خاصة بعد أن أعلن الأخير أنه يرفض العمل معه مرة أخرى بسبب ما فعله والدك بقلب الميدان على حسب ما فهمت..".

سألتها بفضول: "أتقصدين إرسال جيشٍ من المجرمين للاعتداء على المتظاهرين وهم يمتطون الخيول والجمال فيتمكنون من المسارعة بالهرب فور تنفيذ مخططهم الوحشي دون أن يتمكن أحد من تتبعهم؟".

أجابت هي بصدق: "لم أفهم جيدا ما حدث.. لكن يبدو ذلك.. كان حازم منفعلا بشدة ويذكر أخاه مرارا.. ربما كان لوالدك يدٌ في ما آل إليه الصغير حسام.. كبدي عليه هذا الفتى".. منهية كلماتها بأسف واضح..

ناظرتها بغيرة واضحة، فابتسمت هي وقالت: "لا تتصنعي الغيرة الآن.. أنتِ تعودتِ على مشاركة حضني مع أسامة ابني حبيب أمه حماه الله في غربته وأوصله إلى أعلى المراكز العلمية بإذن الله، والآن صار لديك أخٌ جديدٌ يحتاج لبعض الحنان في تلك المحنة التي يمر بها الآن.. فلا تغاري كالأطفال".

أطرقت رأسي مجددا بخجل، فأكملت هي: "لنعود لما كنا نتحدث عنه.. ما فهمته وقتها أن حازم قد رفض في البداية الزواج منك وقام بتوبيخ والدك".

قاطعتها معلّقة بانبهار ودهشة: "توبيخ والدي؟"

اعتدلت ماما سناء في جلستها، ثم أكملت: "لا تقاطعيني.. عندها قام والدك بتهديده، وقال إنه سيؤذيكِ أنتِ فقط لكي يقهره، لأنه يعرف أنه يحمل لكِ مشاعر قوية.. وقتها وافق حازم على الزواج على مضض رغم اعتراضه على الطريقة التي يتبعها والدك.. فالرجل كما نعلم جميعا.. قطعة من الثلج التي تغلف نفسها بطبقة من القطيفة لتحافظ على برودتها وتحمي نفسها من الجميع.. ولهذا مضى حازم في أمر الزواج.. لحمايتكِ من بطشه.. وله الحق.. لا تؤاخذيني يا ابنتي ".

غير مصدقة لما وصل إليه والدي من جحود، لدرجة استغلالي ضمن خططه بهذا الشكل المخزي، تساءلت بصوت خفيض: "حمايتي؟ وماذا قد يفعل أبي لي فيتسبب بقهر حازم؟"

استطردت ماما سناء: "لا أدري.. لم تتضح تلك النقطة تحديدا في الحديث.. لكنني بعدها واجهت حازم عندما كان على وشك المغادرة.. وسألته لماذا يرفض الزواج منك رغم أنه سهر بجوارك طوال الليل عندما تعرضتِ للضرب ولم يغادر إلا بعد أن جاءت حنان للجلوس معك وتسليتك قليلا.. وقتها قال إنه يشعر أنه لا يليق بكِ وأنك تستحقين الأفضل.. ماذا تسمين هذا الاعتراف؟"

أطرقت برأسي وأخذت أعبث بأناملي على طرف بلوزتي بعشوائية مخفية توتري المفاجئ قدر المستطاع..

زفرت ماما سناء ببطء، ثم هتفت باستنكار: "حازم يحبكِ.. لماذا لا تسمحين له أن يظهر مشاعره نحوكِ؟ هل تخشين أن تجذبك شخصيته الحقيقية وتكتشفين أنكِ كنتِ مخطئة في حكمكِ المسبق عليه؟ لابد أن العشرة التي جمعت بينكما الأيام الماضية قد فتحت لكِ نافذة صغيرة على حياته.. هل تتحرجين من الاعتراف بالخطأ بينكِ وبين نفسكِ؟ أم أنك توجهين كل مشاعرك السلبية الغاضبة من والدكِ نحو حازم.. وهو المسكين يتحملها بكرم أخلاقه؟"

مسكين؟ كرم أخلاقه؟

خرجت من بين أسناني ضحكة ساخرة تخفي مرارة أستشعرها بحلقي وأحاول السيطرة عليها.. بالكاد!

عصفٌ جديد بأفكاري التي تتفتق بسرعة جنونية..
كنت أبحث عن الحقيقة.. فهل أنا مستعدة لها حقا؟

هل فعلا أبي هو السيء الوحيد في هذا المشهد؟ هل هو وحش الأساطير الذي يحيل حياة الجميع لخراب ودمار ويكيل لهم الأذى والبغضاء؟

هل إدمان السلطة يصل بالإنسان لهذه الدرجة المقززة من البطش والإيذاء والتدمير؟

غادرت غرفة المعيشة بخطوات سريعة، قاصدة الطابق العلوي أتلمس بعض الهدوء علّ الصخب في رأسي يعيد ترتيب نفسه بنفسه..

سأنام قليلا.. وبعدها لكل حادث حديث..

۞۞۞۞۞۞۞۞۞

استيقظت بعد بضعة ساعات على صوت نبش وتنقيب في الخزانة المجاورة للسرير..

نهضت قليلا من مرقدي لأجلس نصف جلسة وأتكئ بتكاسل على المسند الخلفي للسرير كي أناظر ما يحدث، فوجدت حازم يضع بعض الأغراض داخل الخزانة..

سألته بتثاؤب: "ماذا تفعل؟ كم الساعة الآن؟".

التفت حازم وناظرني مطولا نظرة شملتني من رأسي حتى قدميّ بعينين تلمعان بشيء غير مفهوم، مما جعلني أتتبع نظراته لأتأكد أن الغطاء يخفي جسدي عن مقلتيه المتفحصتين..

رفع حازم نظراته التي كانت تخبئ بداخلهما التماعا مختلفا وكأنه قد اكتشف لتوه سرا مذهلا لكنه يخشى الإفصاح عنه كي لا يهرب مجددا من بين عينيه، لكنه تنحنح بصوت خافت، ثم قال بنبرة رائقة: "الساعة الآن السابعة والنصف مساء.. لقد عرضت مدام سناء تجهيز العشاء.. وأنا سأكمل العمل بالحديقة العلوية وسيساعدني حسام قليلا.. وفي الغد سيصل البستاني ليضيف لمسته الخاصة بتنسيقات رائعة من الزهور والنباتات الطبيعية.. وبعدها سأسمح لكِ بتقييمها وإبداء رأيكِ".
رفعت حاجبي بغيظ، وتساءلت مفتعلة الحدة: "تسمح لي؟"

وضع حازم سبابته على فمه مشيرا لي بالصمت وضيّق حاجبيه متصنعا العبس، ثم قال بنبرة غريبة وكأنه يوبخ طفلة صغيرة: "اصمتي قليلا.. هل تبحثين في كل لحظة عن فرصة لافتعال مشاجرة؟"

أجبته ببراءة: "أنا؟"
رد هو بمزح: "بل أنا.. اسمعي.. لقد أحضرت لكِ شيئا"، فرفعت حاجبيّ مبدية فضولٍ صريحٍ..

التفت مجددا نحو الخزانة وأخرج صندوقا كرتونيا بحجم كتاب ضخم، ثم تحرك نحو الفراش وجلس في الجهة المقابلة، ثم فتح الصندوق الذي كان مزينا بوردة من ورق التزيين الفضي اللامع، وأخرج صندوقا أصغر قليلا مطبوعا عليه تصميم للوحٍ قارئٍ إلكتروني مخصصٍ لقراءة الكتب والمراجع الإلكترونية..

أمسكت الصندوق الذي كان مكتوبا عليه اسم الموديل (Kobo WIFI Edition 2010)، وهو أحدث إصدار من تلك النوعية من الأجهزة اللوحية التي يمكن من خلالها قراءة المراجع الطبية والأبحاث العلمية المنشورة إلكترونيا بجودة عالية وبحبر إلكتروني يحمي العينين من الجفاف والإجهاد مهما طالت ساعات الإطلاع والمذاكرة عليه.

رفع نظراتي إليه مندهشة، وسألته بحماس طفولي: "هل.. هل هو من أجلي؟"

أجابني بابتسامة هادئة: "نعم.. بالطبع.. سيفيدك كثيرا في المذاكرة والتحصيل خلال الفترة المقبلة وتعويض ما فاتك بالأيام الأخيرة.. لقد طلبته بالفعل من موقع تسوق شهير منذ عدة أسابيع من بلد المنشأ.. وكان من المفترض أن يصل قبل أيام.. ولكنه تأخر بعض الشيء بسبب الأحداث الأخيرة التي عطلت حركة نقل وتسلم البضائع في الموانئ والمطارات".

سألته بحيرة: "ولكن كيف عرفت أنني أحتاجه من أجل المذاكرة؟"

أطرق حازم برأسه في خجل، ثم رفع وجهه الذي زينه بابتسامة خفيفة، وأجاب: "في الحقيقة سمعتك تتحدثين مع إحدى صديقاتك عبر الهاتف وتشتكين لها عدم قدرتك على قراءة الأبحاث المدمجة بكتب إلكترونية على الكمبيوتر لعدم جودة الخطوط والرسوم التوضيحية.. ووقتها ذكرتِ أنك تفكرين في شراء قارئ الكتروني.. ففكرت أن أقدمه لكِ كهدية لعيد ميلادك الذي هو بالمناسبة بعد ثلاثة أيام"..

متى استمع لتلك المكالمة؟ وهل يعرف توقيت ذكرى يوم مولدي؟

بفرحة حقيقية لم أفكر لحظة بإخفائها أو السيطرة عليها، قربت الجهاز من قلبي وخبأته بين أحضاني.. وكأنني أخشى أن يغير رأيه ويسترده بآية لحظة، ثم سألته بفضول متجدد لا قدرة لي على كبحه، خاصة بعد كلمات ماما سناء عنه: "هل اشتريته قبل زواجنا فعلا؟"

رد حازم بصوت متوتر بعض الشيء: "أجل.. كنت سأقدمه لكِ في ذكرى يوم ميلادك ليساعدك على المذاكرة.. سواء كنا معا أم لا.. هو لكِ.. كل عام وأنت بخير"، ثم نهض مسرعا وتوجه نحو الباب وهو يقول متعجلا: "عليّ الآن أن أكمل العمل على الحديقة.. حسام ينتظرني.. سلام يا طبيبة".

(حازم يحبك)

عادت كلمات ماما سناء تتعالى برأسي عن مشاعر حازم تجاهي، مشعلة بداخلها لمبة حمراء مزعجة..
هل فعلا يحبني؟

غامر بحياته مرتين لإنقاذي من التعرض للاعتداء وربما الموت.. لأنه يحبني؟

هل كانت تلك القبلة حقيقية؟ أم لمجرد إثبات الوجود كما أوضح هو لاحقا؟

وإن كان يحبني حقا.. هل فعلا تزوجني قسرا؟ من أجل حمايتي؟

لماذا لا تتسق كل المعطيات معا لتشكّل معا حقيقة واحدة..؟
آه يا أبي.. تبا

متجاهلة كل الاضطرابات التي تعتمل بعقلي بسبب تلك المعلومات المتضاربة، أمسكت القارئ الإلكتروني بفرحة طفلة تلقت لتوها صندوقا ضخمة من السكاكر والشوكولاتة والمثلجات وغزل البنات وعشرات من الدمى القطنية لشخصياتها المفضلة..

قمت على الفور بتوصيله بجهاز اللابتوب، ثم نقلت إليه بعض الأوراق البحثية والكتب ذات الخطوط الدقيقة التي كان الإطلاع عليها مرهقا جدا، ثم عدت إلى جلستي على السرير وأخذت أفتح الملفات الإلكترونية تباعا لأتفصح جودة الخطوط عبر الجهاز الجديد الذي يمتاز بخاصية تصحيح جودة الخطوط وتكبيرها وتنقية الصورة..

كانت سعادتي لا توصف..
حقا هدية مذهلة اهتزت لها نبضة ساكنة بقلبي لتهرب بعيدا عن النسق المعتاد.. لكنني تجاهلتها بنجاح..

انشغلت لساعات وأنا أتصفح القارئ الإلكتروني حتى أوشكت بطاريته على النفاد، فتركته على وضع الشحن، ثم تحركت نحو سطح المنزل الذي اختفى بداخله حازم لساعات كي يحوله لحديقة علوية..

أتذكر الآن أنه قال إنه سيعدها من أجلي حتى أركض بها وأنا أستمتع بمنظر الزهور والنباتات الطبيعية لعدم وجود حديقة واسعة تحيط بالفيلا..

يظن أنني أفتقد منزل والدي وحديقته الواسعة..
آه لو يعلم الحقيقة..

كنت فقط أحب الركض بحديقة منزل أبي لأنني كنت أشعر بالاختناق داخله.. لم أشعر يوما بالانتماء لهذا المكان.. كنت دائما أحس أنه يخنق حريتي ويجعلني عبئا لا يحتمل بالنسبة لصاحبه الذي لم يسأل عني لحظة واحدة منذ غادرته..

لكن بهذا المنزل الصغير.. أشعر أنني أكثر راحة.. أشعر أنني أمتلك شيئا ما..
بوجود ماما سناء وحسام.. ورغم غيرتي من التصاقها به.. إلا أنني فعلا أشعر بأجواء عائلية دافئة.. .. حتى لو بصفة مؤقتة..

وعندما ينضم إلينا خالد وزينة وحنان.. يزداد إحساسي بالألفة والبهجة..
نعم.. ها أنا أعترف.. أحببت زينة كثيرا.. فهي إنسانة صادقة ومرحة وصاحبة رأي..

من المؤكد أن قصة ارتباطها بخالد حملت نصيبها من الغرائب أيضا.. فهما ثنائي لا تشعر من الوهلة الأولى بالتناغم بينهما.. ولكن أعينهما تكشف عن حب عميق يجمعهما..

تُرى ما هي تفاصيل قصتهما؟


يتبع


مروة سالم غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 17-07-21, 04:05 PM   #612

مروة سالم

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية مروة سالم

? العضوٌ??? » 482666
?  التسِجيلٌ » Dec 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,756
?  مُ?إني » مصر
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » مروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   ice-lemon
?? ??? ~
Why so serious?
Rewity Smile 1 الفصل الثاني والعشرون - القسم الثاني

حين صعدت للحديقة العلوية، كان المنظر مبهر رغم عدم انتهاء العمل بها بشكل تام.. لكن، أول ما استرعى انتباهي كان انخراط الشقيقين في حديث جاد، فلم ينتبها لصعودي..

ظللت واقفة مكاني أعلى السلالم أستمع إليهما دون أن أقتحم خلوتهما..

كان حازم يتحدث بانفعال قائلا: "هذا الحقير لا ينفك يتصل بي ويزيد من تهديداته لي حتى أقبل العودة للعمل لديه.. يخبرني أنه يمسك يديه عني فقط لانشغال الرأي العام حاليا بالتحقيقات حول موقعة الجمل، وكذلك ما يتم تداوله حول إخضاع أبرز رجال الأعمال الموالين للنظام السياسي المنهار للتحقيقات لاكتشاف مدى استغلالهم لنفوذهم للفرار بمخالفات مادية تصل لحد اختلاس المال العام.. والبعض الآخر هرب بجرائم جنائية تخالف القانون بشكل صريح..".

رد حسام بضيق: "هذه الخطوة متوقعة بالفعل في أي وقت.. يجب محاسبة هؤلاء القروش على تدميرهم لأحلام البسطاء واستغلالهم لنفوذهم لكي يزدادوا سطوة وبطشا.. هل تظن أن بإمكانه إيذائك بالفعل؟"

أجابه حازم بكلمات خافتة لم أستطع تفسيرها، ولم أشأ الاقتراب منهما لكي أستمع بصورة أفضل.. لأنهما وقتها سيوقفان الكلام تماما..

بعدها، تحرك حازم نحو بقعة أخرى، وأخذ يربط بعض المفصلات الخاصة بأريكة متأرجحة، وهو يحدث أخيه قائلا: "اسمع يا حسام.. يجب أن نعمل على سلامتك النفسية أيضا إلى جانب العلاج الطبيعي.. سأتصل بالدكتور فؤاد وأجعله يرشح لنا طبيبة متخصصة في حالات التعامل مع الإصابات.. احمم.. طويلة المدى"..

ضحك حسام بمرارة، ثم رد: "تقصد مع العاهات المستديمة والإصابات التي قد تؤدي إلى الإعاقات"..

زفر حازم بأسف، ثم تابع: "لا تكن متشائما.. أعرفك جيدا.. ستنتصر على تلك الإصابة.. فهي بالنسبة لك ستكون مجرد عائق وليس إعاقة.. وأنت ستتغلب عليها بلا شك.. ولكن حتى لا يتأخر علاجك أقترح أن تنتظم في العلاج مع طبيب مختص"..

ابتسم حسام بمرارة، ثم رد: "سنرى ما سيحدث.. حادثه وأخبرني التفاصيل.. وأنا سأحدد الوقت المناسب للاستشارة النفسية"، ثم التفت بوجهه، فلمحني واقفة، فابتسم بجزل..

ابتسمت له بحرج، ثم أخذت أتجول بين أركان الحديقة لاستكشافها متظاهرة بالانشغال بشكلها الأخاذ ومتجاهلة شعوري بالخجل بعد أن ضبطني حسام متلبسة باستراق السمع..

كان حازم قد وضع بركن جانبي الأريكة المتأرجحة التي كان ينشغل حاليا بتثبيتها، والتي كانت مكتسية باللون الوردي ومزينة بنقوش على هيئة بتلات زهور وأوراق أشجار محفورة بعناية على إطارها المعدني المغطى بالدهان الأبيض.. كما كان هناك بركن آخر جلسة مشرعة تتوسطة أرجوحة أخرى فردية بلون الأخشاب وكأنها جذع شجرة محفور على هيئة مقعد أنيق من المخمل المثبت على جذع الشجرة المجوف والمعلق على عامود تدلت منه سلسلة ضخمة تثبت الأرجوحة بإحكام..

وفي ركن ثالث، كانت هناك تعريشة خشبية مقنطرة بنقوش ملفتة للغاية وتزينها من أعلى لمبات كهربية تشبه الثريات العصرية الأنيقة، أما الأرضية المغطاة بطبقة من السجاد الأخضر، فقد تناثرت عليها الكثير من الوسائد الأرضية الضخمة بأغطيتها البراقة متعددة الألوان لتشكل جلسة عصرية تليق بالتجمعات العائلية الدافئة..

اقترب مني حازم بعد أن أنهى حديثه الخافت مع حسام، ثم قال: "جميلة ومبهجة.. أليست كذلك؟"

أومأت برأسي إيجابا، فأكمل هو: "في الصباح عندما يصل البستاني، سيغطي سقف تلك التعريشة بنباتات دائمة الخضرة، وكذلك سيتم توزيع وحدات إضاءة ببعض أركانها لكي تضيء ليلا، كما سيتم لاحقا تركيب غطاء زجاجيا لها حتى تحتفظ بالحرارة بداخلها في الشتاء فتكون دافئة ومضيئة.. لكن بالطبع كل تلك التجهيزات ستأخذ بعض الوقت.. فقط سنكتفي غدا بغطاء النباتات وبعض وحدات الإضاءة حتى تكون جاهزة لجلسة التصوير".

أشار حازم بعدها نحو ركن آخر، وأكمل: "وهنا سأضع لك جهاز الركض الكهربائي لكي تستمعي بالركض في الهواء الطلق تماما كما تفضلين.. كما يمكنك أيضا المذاكرة هنا على الأرجوحة أو الأريكة أو حتى داخل التعريشة عندما ينتهي العمل عليها.. وبالتأكيد يمكنك استقبال حنان أو أي من صديقاتك الآخريات للمذاكرة أو التسامر.. فهذا منزلك.. تمتعي بالتحرك فيه بحرية".

أنهى كلماته الأخيرة وهو يطالعني بنظرة مطولة وكأنه يطمئني بلا كلام أن مستقبلي في أمان بعيدا عن منزل أبي..

في تلك اللحظات، اقترب حسام بمقعده المتحرك ثم قال مازحا: "يا ثنائي الرومانسية المتأججة.. هل نسيتما المسكين الجالس بينكما؟"..

ضربه حازم على مؤخرة رأسه بمزح وقال ناهرا: "اصمت أنت"، فمد حسام يده يتحسس مكان الضرب وهو يقول لائما: "هل لأنك الكبير ستضربني هكذا كلما جاءتك الفرصة؟ ألا يكفي ما فعلته بي خلال الثانوية العامة".

شهقت أنا في صدمة واستفهام، فاستطرد حسام: "كان يحبسني داخل الغرفة حتى أذاكر يا شروق ولا يسمح لي باللهو مع أصدقائي".

أجاب حازم موبخا: "أنت من قلتها.. اللهو.. كنت تريد الالتحاق بكلية الإعلام وأنت لا تحب المذاكرة فكيف كنت لأتركك تلعب وتلهو حتى تفسد خطتك بيديك".

رفع حسام حاجبيه مغيظا وأجاب متسليا: "التحقت بها في النهاية وحققت ما أردت تماما".

لف حازم مقعده بغيظ وقال: "اشكر الله على درجات الحافز الرياضي التي منحتك الفرصة لتحقيق هدفك وإلا لكنت قد التحقت بأحد المعاهد الفنية وودعت أمنيتك بأن تصبح كاتبا مرموقا للسيناريو.. هيا يا غليظ.. حان موعد العشاء.. لنتعشى ونرتاح قليلا".

سبقنا حسام ناحية المصعد محركا مقعده المدولب بثبات، فانتهزت الفرصة وخاطبت حازم بخفوت: "حازم.. شكرا على القارئ الإلكتروني"..

التمعت عينا حازم ببهجة مفاجئة ظهرت آثارها على شفتيه اللتين استعرضا بابتسامة لطيفة، ثم تحركت نظراته من عينيّ حتى استقرت على ثغري للحظات.. فتحركت أنا دون تلكؤ بخطوات مسرعة خلف حسام نحو المصعد، لينضم إلينا حازم قبل أن تغلق أبوابه..

۞۞۞۞۞۞۞۞۞

على مائدة العشاء، كانت ماما سناء قد أعدت لفائف الجلاش باللحم والجبن مع سلطة فتوش وحلوى أم علي..
أخذت أتلذذ بتناول اللفائف واحدة تلو الأخرى بطريقة مسرحية، وأنا أمتدحها قائلة: "يا إلهي.. ما هذا الطعم اللذيذ؟.. اشتقت لطعامك يا ماما.. لم أذق طبقا واحدا شهيا في هذا المنزل".

صوب حازم نظرة قاتلة تجاهي رافعا أحد حاجبيه باستنكار، ليدخل حسام في نوبة من الضحك، وهو يقول: "سامحك الله يا شروق.. حازم مشهور بمهاراته في الطهي.. أثق أنه قد صنع لك أصنافا لذيذة.. صحيح أنها لا تضاهي أكلات ماما سناء لكنها بالتأكيد شهية"..

التقط حازم قطعة دجاج من طبق السلطة خاصته بالشوكة بعنف، ثم تناولها ببطء وقال: "ومن أكلت الفطير المشلتت بتلذذ كأنها تتذوقه للمرة الأولى في حياتها؟"..

اشتعلت نيران الخجل بوجنتي فأطرقت صامتة، لتزيد ماما سناء الأمور إحراجا بقولها: "ما شاء الله يا ولدي.. حتى أنا لا أجيد صنعه.. تلك المتلاعبة تعشقه لكنها لا تتناوله كثيرا لأنها تخشى أن يزيد وزنها، ولهذا هي متعلقة كثيرا بالجري والركض حتى تسقط لاهثة فاقدة لأنفاسها".

ناظرني حازم بتدقيق، ثم قال: "وماذا إذا زاد وزنها قليلا واكتسبت بضعة كيلو جرامات إضافية؟ هل سينتهي العالم؟ أثق أنها ستكون جميلة في كل وقت"، ثم غمزني بطريقته المستترة التي لا ينتبه إليها أحد..
عاد للتلاعب من جديد.. مستغلا لكل فرصة تتاح له..

حاولت تغيير اتجاه الكلام، فقلت لها: "أمي أشتهي كثيرا المسقعة من يديك.. هل تعدينها غدا؟"..
سارع حسام بالقول: "الله الله.. أحب هذا الطبق جدا خاصة إذا كان مضافا إليه أصابع البطاطس المقلية وكذلك اللحم المفروم".

علقت ماما سناء متسائلة بحب: "وأنت يا حازم يا بني.. هل تشتهي شيئا محددا؟ وهل هناك أصناف معينة لا تحبها؟".

أجاب هو بهدوء: "لا يا مدام سناء.. أنا تقريبا أتناول كل الأصناف ولا أكره صنفا محددا"..

ردت هي متصنعة الغضب: "هل ستظل تناديني مدام سناء؟ أنت الآن زوج ابنتي أي ابني.. وهذا الصغير صار ابني أيضا.. ولهذا يمكنك أن تناديني أمي أو حتى خالتي إن كنت تستحي".

سارع حسام بالقول: "أنا سأناديكي أمي حتى تدلليني بأصناف الطعام اللذيذة".. ثم اعتدل في جلسته وناظرني خلسة، ليبتسم بعدها بارتياح لأنني لم أعلق بكلمات انفعالية تعبر عن غيرتي..

هل لاحظ حسام أيضا أنني أغار؟
يا للإحراج.. أشعر فجأة أنني طفلة تستنكر أن يشاركها الأطفال لعبتها المفضلة..

قررت التصرف كإنسانة ناضجة، وشرعت في الحديث عما سيتم في المنزل في الأيام المقبلة، فقلت مخاطبة ماما سناء: "صحيح يا ماما نسيت أن أخبرك أننا سنستضيف حفلا في منزلنا هذا بعد يومين من الآن".

تساءلت هي بدهشة: "حقا؟"

نهض حازم من مقعده قائلا: "أنا سأتوجه للأعلى لتغيير مقبض الباب الخاص بغرفة خالتي سناء.. ثم سأعود لمجالسة هذا الأحمق قليلا قبل النوم.."

تحرك هو مغادرا نحو الدرج الموصل للطابق العلوي، ثم أخذت أنا أحكي عن الحفل قائلة: "خالد صديق حازم المقرب يعمل كضابط شرطة، وهو حاليا في فترة راحة مرضية إجبارية بسبب تعرضه لحادث إطلاق نار منذ أقل من أسبوعين، فقرر استغلال هذه العطلة في الزواج حتى يتم السماح له بالعودة للعمل.. وبسبب حالة الاحتقان السائدة حاليا ضد رجال الشرطة، كانت العروس متخوفة من إقامة حفل الحناء الخاص بها في إحدى القاعات حتى لا تتعرض لأي محاولة لإفساد الحفل إذا تسرب خبر أنه يخص ضابط شرطة.. كما أن منزل عائلتها في تلك المدينة الساحلية، وهي لا تريد إقامته ببيت أهل عريسها حتى لا تشعر بالتقيد، فتطوعت أنا واقترحت استضافته هنا، خاصة أنها تريد الخضوع لجلسة تصوير بأركان البيت قبل الحفل المسائي الذي سيحضره أسرتيّ العروسين مع عدد محدود من أصدقائهما".

علقت ماما سناء: "حسنا.. مبارك لهما.. لا بأس.. سأعد لكم بعض المقبلات والأصناف السريعة لتتناولنها على مدار اليوم.. وسأتفق معكِ وحازم على ما سيتم إعداده للعشاء"..

أخذت أنا وماما سناء نتبادل الحديث لبعض الوقت حول تفاصيل حفل الحناء، حيث أخبرتها أن زينة ستأتي بفنانة لرسم الحناء، كما ستتفق أيضا مع فريق التصوير، وكيف أن حازم يجهز الحديقة العلوية لتكون موقعا مناسبا للتصوير..

حين سمع حسام أن الحفل سيكون مخصصا للنساء فقط، وأن الحاضرات لن يزدن بكل الأحوال عن عشرة أو ربما أقل، قال بامتعاض: "إذًا حفل الحناء هذا سيقتصر على الفتيات فقط.. وأين سنذهب نحن الرجال؟"..

كان حازم قد عاد من أعلى بعد أن أصلح المقبض، فقال بمزح معلقا على كلمات أخيه التي وصلت لمسامعه: "سنذهب لحفل الرجال بالطبع".

فسألته بدهشة: "هل ستقيمون حفلا للرجال؟"..

هز حازم رأسه مؤكدا، فتابعت متسائلة: "وأين هذا بالتحديد؟"

رد حازم: "لا أعلم تحديدا.. لكن خالد ذكر حجزا للحلاقة والعناية بالبشرة والشعر.. وبعدها جولة تسوق.. ثم إحضار تورتة الاحتفال بعيد الحب من أجل عروسه.. وسنعود هنا في المساء من أجل حفل الشواء".
تدخلت ماما سناء قائلة: "إذًا ماذا سأفعل أنا؟".

رد حازم مبتسما: "لا نريد أن نتعبك خالتي.. أنا سأساعدك في تتبيل اللحم منذ الصباح وقبل أن تأتي الفتيات.. كما سأعد أيضا بعض المخبوزات الطازجة.. وسأترك لك مهمة إعداد بعض أصناف الحلوى.. أو قد نقوم بشرائها من أحد متاجر الحلوى بنفس يوم الاحتفال.."..

ردت هي: "لا بأس.. أنا سأعد بعض الأصناف.. وسأتولى أيضا أمر السلطات والمقبلات بجانب المشويات.. أرجو أن تمتلئ أيامنا جميعا بهجة وفرحا بإذن الله".

عند تلك اللحظة، علا رنين هاتف حازم الذي ناظر الشاشة ثم كست عينيه غيمة داكنة ليقوم برفض استقبال المكالمة وإغلاق هاتفه كليا..

سألته بتوجس: "من كان يطلبك؟"، متذكرة ما ذكره لحسام بالسطح عمن يهدده بشكل متكرر.. أبي..

رد هو ببرود دون أن يواجهني بنظراته: "لا أحد.. شركات الدعاية المزعجة.. ولهذا أغلقت الهاتف تماما.."، ثم التف ناحية أخيه، وخاطبه قائلا: "هيا يا غليظ لنتسامر قليلا أمام حوض السباحة".. وقام بلف مقعد حسام متوجها نحو الباب الزجاجي الموصل من غرفة المعيشة إلى حمام السباحة..

انشغلت أنا بمساعدة ماما سناء في غسل الأطباق، وتسلينا قليلا بالحديث عن حفل حناء زينة وخالد، حيث اقترحت هي أن نستغل المناسبة لكي نحتفل أيضا بعيد ميلادي الذي يوافق اليوم التالي لحفل الحناء، خاصة وأن زواجي من حازم تم بسرعة بدون مراسم احتفالية مشابهة، فأخبرتها أنني لا أريد أن أسرق بهجة زينة، وأكدت لها أن بإمكاننا الاحتفال بعيد ميلادي بحفل بسيط في اليوم التالي بحضور حنان..

بعد ذلك أجريت مكالمة هاتفية بعمرو كساب أؤكد عليه موافقة حسام للظهور إعلاميا معه في البرنامج الحواري المخصص للحديث عن أحداث الاعتصام الذي أثمر عن تنحي الرئيس عن الحكم، وكذلك استعراض أهداف شباب الثورة المستقبلية في ظل عدم اتضاح الصورة بالكامل فيما يخص النظام السياسي المقبل.

قررت ماما سناء أن تصعد لكي تستريح، فقررت أن أصحبها لكي أمنحها باب غرفتها وأستخرج بعض الملابس أيضا من الخزانة لأرتبها بخزانة غرفة حازم..

بعد أن منحتها مفتاحها وطلبت منها إغلاق الباب المشترك من الداخل.. توجهت إلى غرفة الاستحمام وأخذت حماما سريعا ثم بدلت ملابسي لمنامة واسعة مريحة باللون الفضي، ثم جلست أمام المرآة لكي أصفف خصلات شعري التي تيبست من لف الحجاب حولها ليوم كامل دون أن تتنفس..

في تلك اللحظات، دخل حازم إلى الغرفة بهدوء، فرمقني بنظرة استطالت قليلا، ثم توجه نحو خزانته وأخرج منامة رياضية بكنزة واسعة، وتوجه نحو الحمام..

عندما عاد، كنت أنا قد انتهيت من تصفيف شعري ورفعه في كعكة علوية مفككة لكي أنام بأريحية، فتوجهت نحو الجانب الذي نمت عليه بالأمس من السرير وانسدحت عليه ورفعت الغطاء عليّ حتى رقبتي..

انتهى حازم من تجفيف شعره بالمنشفة، ثم أسقطها في سلة الملابس المستعملة، وقام بتمشيط شعره بأصابعه كيفما اتفق، وبعدها اتجه إلى الجانب الذي يخصه من السرير، فانكمشت أنا وتراجعت لآخر بقعة في السرير..

تنهد حازم ببطء ثم زفر بصوت مرتفع نسبيا، بعدها خاطبني قائلا: "شروق.. رجاء لا تضعي المزيد من الحواجز بيننا.. أخبرتك بالأمس أنني لن أقربك مطلقا ما لم تسمحي لي بذلك، لذلك لا داعي للقلق من تلك الناحية.. ثم إن نومك بجانبي يحميكِ من الكوابيس المزعجة"..

رفعت رأسي لأناظره بامتعاض، فابتسم وقال متسليا: "ألم يحدث؟"..
عدت للنوم من جديد دون رد..

بعد بضعة دقائق، بدأت في الاسترخاء بالفعل، وكدت أدخل في النوم، عندما جاء صوته هامسا: "شروق.. هل نمت؟"

تصنعت الاستغراق في النوم ولم أرد، فأكمل هو بخفوت: "لا بأس.. تصبحين على خير حبيبتي.. أتمنى لو تحلمي بي لمرة واحدة مثلما أحلم بكِ يوميا.."..

تنهد بعدها حازم ببطء، وتابع بصوت أكثر خفوتا: "لسنوات كنت أحلم بكِ وأنا أعرف أن حلمي مستحيل التحقق، لكن قلبي لم يطاوعني لأحرمه من مجرد الحلم.. أنا من عشت عمري كله في هذه الدنيا أحرم نفسي من أغلب الأشياء وابتعد طوعا عن كل متع الحياة.. لم يكن لديّ سوى حلمين طوال حياتي.. فإذا كان الأول قد تباعد حتى تلاشى فأدمى روحي، فإن قلبي يرفض التخلي عن هذا الحلم.. لأنه يعرف أنه إن تلاشى ذلك الآخر أيضا.. فإن آخر نقطة تومض بروحي ستستلم للموت نهائيا.. تصبحين على خير يا حلمي المستحيل"..

أخذت أتنفس ببطء كي أكمل إدعاء النوم كي لا يلاحظ حازم أنني مازلت متيقظة واستمعت لكلماته كلها..
تُرى ما هو حلمه الأول الذي تلاشى وأدمى روحه؟

هل كان يتعذب من حبه الأول؟ أم أن هناك سر جديد؟

انتبهت على تحرك حازم في السرير، حيث استدار كي ينام على جانبه مواجها للخزانة، تاركا أغلب مساحة السرير فارغة حتى أنام أنا بكل أريحية..

وأنا بالفعل استسلمت للنوم في طمأنينة.. إلى جانبه..

يتبع


مروة سالم غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 17-07-21, 04:11 PM   #613

مروة سالم

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية مروة سالم

? العضوٌ??? » 482666
?  التسِجيلٌ » Dec 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,756
?  مُ?إني » مصر
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » مروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   ice-lemon
?? ??? ~
Why so serious?
:jded: الفصل الثاني والعشرون - القسم الثالث

عندما استيقظت في الصباح، كان حازم قد غادر بالفعل للطابق السفلي، فأخذت حماما سريعا، ثم أديت الصلاة، بعدها نزلت إلى المطبخ رأسا وأنا أتشمم روائح مخبوزات لذيذة..

هل سأستيقظ كل يوم على رائحة مخبوزات طازجة شهية في هذا المنزل؟

عندما وصلت إلى داخل المطبخ، كانت ماما سناء تخرج صينية كيك من الفرن بنكهة البرتقال، بينما يجلس على الجهة الأخرى من منضدة الجدار النصفي الموصل للمطبخ حازم وحسام ببهجة شديدة وبجوار كلٍ منهما فنجانا من الشاي باللبن..

صاحت ماما سناء بفرح: "انضمي لأخويك.. سأقطع الكيك وأعطي كل واحدٍ منكم قطعة مع الشاي خاصته"..

تنحنح حازم بعنف فور أن وصلت لمسامعه كلمة (أخويك)، ثم بدأ يشرب من فنجانه الخزفي بتوتر، بينما أطرق حسام برأسه أرضا وهو يكتم ضحكاته بصعوبة..

كان حسام يجلس إلى الطرف على مقعده المتحرك بعد أن أزاح حازم المقعد الخشبي الذي كان يحتل تلك البقعة، ثم جلس هو بجواره، تاركا المقعد الثالث من أجلي على ما يبدو..

تهاويت على الكرسي بحماس وأنا أصفق كطفلة عابثة: "أحب كيك البرتقال كثيرا.. لكنني سأكتفي بقطعتين للإفطار.. لو استستلمت لكل تلك الأصناف الشهية التي تعدينها أنتِ وحازم سأصبح حقا مثل متوازي المستطيلات".

هذه المرة، تعالت ضحكات حسام بلا تمنع، بينما اقترب مني حازم وقال هامسا: "إذًا اعترفتِ أخيرا أنني أجيد الطهي وأعد أطباقا شهية"..

ركزت مقلتي أمامي أتفحص جنبات المطبخ دون تركيز، متجاهلة النظر إليه مباشرة، ثم أجبته بخفوت: "تعلم أن طهيك رائعا ولا تحتاج لمديحي"..

اقترب حازم أكثر حتى شعرت بأنفاسه تعانق وجنتي، وأخذ يكمل بصوت آجش: "ربما أحتاجه.. أحتاج آية كلمة منك تعبر عن القبول أو الإطراء بدلا من أن تعامليني كشخص مفروض عليك يقتحم مساحتكِ الخاصة ويصيبك.. بالنفور"..

قلت بهدوء دون أن أنظر إليه: "تعلم أيضا أنك لست كذلك.. بل أنك صنعت لي مأوى صغيرا ليحتويني".

لف حازم مقعدي قليلا حتى تتلاقى نظراتنا بعد أن أصبحت عيناي في مواجهته مباشرة، ثم قال بإصرار، ولكن بنبرة خافتة حرص على ألا تصل لحسام أو لماما سناء: "لا تنطقي هذه الكلمة أبدا.. من مثلك لا يليق بها أبدا أن ترضى بمجرد مأوى.. أنتِ تستحقين القصور المترفة والمنازل الفاخرة واليخوت الفارهة.. تستحقين أعلى درجات الرفاهية والدلال والفخامة.. ليتني أستطيع أن أقدم لك ما هو أكثر من ذلك".

أطرقت برأسي من جديد، وأجبته بخفوت مدارية نبضات الخجل التي تسللت من قلبي لتستقر بوجنتيّ تكسوهما بطبقة دافئة من الإحمرار الفاضح: "بل أنت قدمت الكثير بالفعل.. وخصوصا ذلك القارئ الإلكتروني.. أعجبني كثيرا.."، ثم رفعت عينيّ ومنحته ابتسامة مضيئة، وقلت بفرح حقيقي: "أشكرك بشدة".

فجأة، جاء صوت ارتطام طبقين بسطح المنضدة، لتقول ماما سناء بتلاعب: "علام تتهامسان كهذا كفأرين صغيرين؟"، ثم ناظرت حسام وتابعت متسائلة: "هل يتفقان علينا يا عزيزي حسام؟"

غرز حازم شوكته في قطعة الكيك خاصته، والتقط جزء منها ثم دفعه إلى فمه وتصنع الانشغال بقضمها دون رد..

أما أنا فقد أمسكت كوب الشاي خاصتي وارتشفت بعضا منه بطريقة آلية، ليأتي صوت حسام من طرف المائدة قائلا: "ربما كان يشتكيان من الجوع.. فأنا أيضا بطني توشك على الصياح بصخب مطالبة بالطعام.. أين نصيبي أماه؟ أريد قطعة ضخمة حتى أنسى الأكلات الماسخة التي كانوا يجبرونني على تناولها بداخل المستشفى".

ردت ماما سناء بلهفة أمومية خالصة: "عيوني يا حبيبي.. القطعة الأكبر لك.. وسأضع لك بجانبها ملعقتين من المربى حتى تكون ألذ"..

زممت شفتيّ بمسكنة، وقلت لها بمسكنة: "وأنا يا ماما.. ألن تمنحيني القليل من المربى أيضا؟".
فقالت هي بتسلٍ: "ألم تشتكي منذ قليل من قلقك من زيادة الوزن؟"

قام حازم من مقعده، ودلف إلى داخل المطبخ، ثم عاد حاملا برطمان المربى الزجاجي، فاغترف ملعقة كبيرة ووضعها بطبقي، وقال بنبرة سعيدة: "كلي ما شئت.. لن يزيد وزنك من ملعقتين.. لا أظن أن عليك القلق بأي حال، ولكن بإمكانك الانضمام إلينا بعد قليل في الجيم والركض كما تحبين".

منحته ابتسامة عفوية، فبادلني مثلها، ليأتي صوت ماما سناء من الخلف معلقا: "لقد اتفق هذان الفأران علينا يا حسام وانتهى الأمر.. لن نستطيع الانتصار عليهما أبدا".

رد هو بمزح: "يبدو ذلك يا أماه.. لنا الله.. أعطيني قطعة أخرى بالله عليك"، لترد هي بمرح: "حاضر يا حبيبي.. كل كما شئت حتى تستعيد عافيتك سريعا"..

تناولنا فطورنا بآلية بعد ذلك دون آية تعليقات مشاغبة إضافية، وبعدها توجه حازم وحسام نحو الجيم، بينما صعدت لأبدل ملابسي بأخرى رياضية مريحة مع حذاء مخصص للركض..

بعد أن نزلت للجيم، فوجئت بوجود أخصائي العلاج الطبيعي الذي كان يعطي لحسام بعض الارشادات بأحد أركان الجيم، فأخذت أنا أمارس تمارين الإطالة لتأهيل العضلات قبل الركض حتى لا تصاب بتشنجات أو شد..

عندما دخل حازم القاعة، ظل يناظرني بنظرات غير مفهومة، ثم تنحنح قليلا، وقال موجها كلماته لأخصائي العلاج الطبيعي: "آه.. نسيت أن أسألك بعض الأمور بخصوص تجهيز الحديقة العلوية.. هل لك أن ترافقني؟"، ثم رمقني بنظرة جانبية غاضبة أثناء مغادرته الغرفة..

ماذا فعلت أنا؟ ما هذا المزاج العابس المتقلب؟

اقترب مني حسام بمقعده المتحرك، وسألني: "هل تواظبين على ممارسة الركض؟"..

أجبته بتلقائية، وأنا أنهي آخر تدريبات الإطالة: "أجل.. على الأقل أربع مرات أسبوعيا.. لكنني للأسف لم أتدرب كثيرا منذ اندلاع مظاهرات الخامس والعشرين من يناير.. فقد أصبت في اليوم الأول..

وظللت طريحة الفراش لأيام.. حتى أنني لم أحضر المظاهرات التالية، ثم توجهت بعدها بأيام للمستشفى الميدانية متطوعة، ثم أصبت أنت، وبعدها تزوجنا أنا وحازم.. كل شيء حدث تباعا كما ترى".

أجاب هو بتفهم: "نعم.. نعم.. تعلمين أنني قد وافقت على الظهور مساء اليوم بذلك البرنامج".

علقت بابتسامة مشجعة: "نعم.. فكرة رائعة.. وبخاصة مع ظهور سامح معك أيضا ليعرض بعض صوره المميزة التي التقطها من داخل الميدان كتوثيق حي لما كان يحدث به".

رد حسام: "نعم.. لقد اتفقت معه بالفعل وسنلتقي مساء أمام استوديو البث بإذن الله".

أجبته بسعادة: "رائع"..

في تلك اللحظات، عاد حازم بمفرده، فسأله حسام: "أين أخصائي العلاج الطبيعي؟"

رد حازم بلا مبالاة: "لقد اعتذر عن استكمال الجلسة بسبب مكالمة طارئة.. شقيقته دخلت في حالة وضع مفاجئة فركض إلى المستشفى لأن زوجها مسافر، قال إنه سيعوضك بجلسة إضافية وأراد أن أعتذر لك نيابة عنه.. وينصحك بأن تعمل مؤقتا على تقوية عضلات ذراعيك برفع بعض الأوزان البسيطة حتى تتمكن من استعمال العكازين بسلاسة.. هيا لنتدرب يا وحش"، ثم رمقني بغيظ وقال: "وأنتِ.. هيا أكملي ركضك"..

توجه حازم مع حسام إلى ركن الأثقال بآخر القاعة، لينشغلا بعملهما على رفع الأوزان الخفيفة كما نصحهما المختص..

لفت نظري أن الجدار المواجه لهما كان مزينا بتلك اللوحة التي كانت تزين غرفة نوم حازم القديمة بشقته في جاردن سيتي..

تلك اللوحة التي كانت على شكل رقعة شطرنج باللونين الأبيض والأسود والتي يتوسطها شاب مبهم الملامح يبدو شبحاً مظلماً من جهة أو كرمز أسطوري لحاصد الأرواح الذي يغطي رأسه غطاء ملتصق بالياقة الخلفية لكنزته السوداء، ولا يظهر من ملامحه سوى أصابع يده التي تمسك بـ "الحصان" ويستعد لكي يحسم النتيجة ويتسبب في سقوط الملك عند منافسه.

لماذا تلك اللوحة مهمة عنده إلى هذا الحد؟

تجاهلت الأمر، ووضعت سماعتي الآيبود في أذنيّ وشغلت الموسيقى التصويرية الخاصة بفيلم "آسف على الإزعاج" وتركت الموسيقى لتسحبني معها إلى عالم خاص بعيداً عن هذا العالم..

كنت قد ركضت لما يقترب من ساعة، حيث انتهت كل المقطوعات الخاصة بالفيلم، وتوقف الآيبود بانتهاء القائمة المعدة مسبقا، فهدّأت سرعة الركض، وأخذت أقلب فيه لأبحث عن قائمة موسيقية أخرى، لكن نما إلى مسامعي صوت غناء صاخب بطريقة استعراضية..

نزعت السماعات عن أذنيّ، وحركت بصري نحو حازم وحسام، لأجد الأول يمسك باسطوانة رفع الأثقال بشكل رأسي ليحولها لميكروفون وأخذ ينحني ويغني باندماج كأحد نجوم موسيقى الروك، أما حسام فقد أمسك بإحدى حلقات الأوزان الخفيفة ووضعها على فخذيه كأنها آلة درامز وتظاهر بالعزف عليها بصخب محركا رأسه بتناغم مع الكلمات التي كان يرددانها..

كان الشاب منغمسين بأداء أغنية Somebody to Love لفرقة Queen بحماس غريب وكأنهما يقومان بتصوير مقطع طريف لعرضه عبر حساب أحدهما على إحدى منصات التواصل الاجتماعي لجذب المعجبين.. لولا أنني أعرف أنهما يقدسان خصوصيتهما ولا يحبان الاستعراض علنا..

لكانا أصبحا من أشهر الوجوه عبر السوشيال ميديا، بوسامتهما وخفة ظلهما..

تحركت بخفة، حتى اقتربت منهما ووقفت خلف حازم الذي لم ينتبه لتحركي لاندماجه بالغناء..
أخذت أشاهده يتحرك بهذا المرح الطفولي للمرة الأولى بانبهار تام.. وعندما لمحني حسام غمزني متسليا، وهو يكمل الغناء مع أخيه مقلدين أعضاء الفرقة بطريقة مضحكة للغاية...

عندما انتهيا من الغناء، صفقت أنا بحماس وأخذت أصرخ بطريقة هيستيرية طريفة وكأنني أحضر حفلا غنائيا حيا لتلك الفرقة التي تفككت منذ عشرات السنوات بوفاة مغنيها الرئيسي فريدي ميركوري، ليدخل حسام في نوبة ضحك، بينما بدا الخجل على ملامح حازم الذي انتبه لتوه لمتابعتي لما يفعلانه..

كانت تلك هي المرة الأولى على الإطلاق التي أشاهدهما معا بمثل تلك الحيوية والطفولية وكأن لا هموم أو مشاكل تكتنفهما على الإطلاق في تلك الحياة..

في هذه اللحظات فقط، صدقت حسام عندما كان يقسم أن حازم لا يمكن أبدا أن يؤذيه عن عمد أو أن يكون هو مرتكب تلك الهجمات الوحشية ضد المتظاهرين يوم الثاني من فبراير..

بضع دقائق كشفت عن مدى الترابط والإخاء بينهما.. ليقفز لذهني من جديد نفس السؤال..

(كم سنة اضطرا خلالها للعيش بمفردهما يعتني كل منهما بالآخر؟ ولماذا يختفي والداهما عن الصورة ويرفض كلاهما التحدث عن الأمر؟)

في تلك الأثناء تحديدا، وقبل أن يعلق أيهما، دخلت حنان التي قالت بمرحها المعتاد: "ما هذه الضوضاء؟ هل تقيمون حفلا بدوني؟"..

عندها طابقت ملامح حسام أخيه الأكبر بنفس الخجل، فتحركا بتلعثم نحو الخارج دون كلمة إضافية..
طلبت من حنان أن تنتظرني في غرفة الاستقبال ريثما انتهي من تغيير ملابسي، ثم عدت إليها سريعا لأجدها جالسة مع ماما سناء تشربان فنجانين من القهوة وتتسامران..

ما أن شاهدتني حنان، حتى سارعت باحتضاني وقالت بصخب: "كل عام وأنت جميلتي، أعرف أنه ما زال هناك ثلاثة أيام حتى موعد عيد ميلادك، لكن تحرجت من تقديم الهدية لكِ يوم الاحتفال بزينة وخالد، فقلت أن أمر عليكِ اليوم لأقدمها لكِ بعد أن انتهت نوبتي المسائية بالمستشفى"..

فور أن أنهت كلماتها، اندفعت حنان نحو حقيبتها ثم أخرجت منها صندوقا مخمليا على شكل دائرة بيضاوية مخملية زرقاء، وأخرجت منها ساعة زرقاء أيضا..

منحتني حنان الساعة لأتفحصها، كان سوارها براقا باللون الأزرق المعدني.. أما قلبها فكان يتوسطه اسم شروق بأحرف عربية ويتزين بشكل نبضات قلب ويتوسطها قلب أسفل xxxxبها مباشرة"..

كان التصميم حقا مذهلا، فاحتضنتها، وأنا أقول: "رائعة.. أحببتها كثيرا.. شكرا لك حنان"..

علقت حنان بابتسامة رائقة: "يمكنك تنسيقها مع شبكتك التي أحضرها لك حازم في المناسبات.. فتصميمها قريب منها"..

في تلك اللحظات، دخل حازم إلى غرفة الاستقبال، وقال متسائلا: "هل سمعت اسمي للتو؟ ماذا به حازم؟ ما الأمر؟"..

أجابت حنان بسعادة وحماس: "اشتريت هدية لشروق يمكن تنسيقها لكي ترتديها مع شبكة
العروس خاصتها فتصميمها يشبهها كثيرا وأحبتها شوشو جدا".

رفع حازم حاجبه ومنحني ابتسامة متسلية، ثم قال: "إذًا أعجبك تصميمها.. أليس كذلك؟ هل هذا معناه أنك سترتدين شبكتك بعد الآن؟"..

ناظرته بغلاظة مضيقة حاجبيّ، ثم أجبته متصنعة اللامبالاة: "ربما.. تصميمها لا بأس به ويتفق فعلا مع تلك الساعة.. والساعة أعجبتني كثيرا.. ربما أرتديها من وقتٍ لآخر".

صفقت حنان بكفيها بسعادة وقالت: "رائع جدا.. ارتديها غدا بحفل الحناء"..

قلّد حازم حنان وصفق بيديه متصنعا البهجة، وقال: "نعم.. نعم.. ارتديها غدا بحفل الحناء"، ثم غمزني بطفولية بكلتيّ عينيه وغادر الغرفة دون آية كلمة إضافية..

لم تظل حنان مطولا، حيث تعللت بحاجتها للراحة لأن أمامها وردية مسائية أخرى اليوم حتى تتمكن من الحضور غدا لحفل حناء زينة، فتركتها تغادر قبل موعد الغداء..


يتبع


مروة سالم غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 17-07-21, 04:21 PM   #614

مروة سالم

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية مروة سالم

? العضوٌ??? » 482666
?  التسِجيلٌ » Dec 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,756
?  مُ?إني » مصر
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » مروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   ice-lemon
?? ??? ~
Why so serious?
New1 الفصل الثاني والعشرون - القسم الأخير

مر باقي اليوم في هدوء، حيث أمضى حازم أغلب الوقت برفقة شقيقه، أما أنا فانشغلت بين متابعة أحدث الأخبار عبر شبكة الانترنت، ومطالعة بعض الأوراق البحثية عبر لوح القراءة الإلكترونية الجديد خاصتي..

وفي المساء، كنا أنا وحازم وحسام في طريقنا إلى استوديو البث الذي أرسل عمرو كساب عنوانه لي عبر رسالة قصيرة..

وأمام الاستوديو تقابلنا مع عمرو الذي رحب بحسام بشدة وأخذ يتجاذب أطراف الحديث معه، حتى انضم إلينا سامح صديق حسام بعد قليل، فدلفنا جميعا إلى داخل الاستوديو بعد أن تحدث عمرو مع فريق الإعداد ليبلغ الأمن بوصولنا..

عندما صعدنا إلى غرفة الاستراحة المجاورة لاستوديو الهواء، انهمكنا جميعا في حديث مطول عن أحداث الاعتصام.. تطرقنا من خلاله إلى قيام البلطجية بهجمات عشوائية غير مسئولة على المتظاهرين بهدف تفريقهم وإجبارهم على مغادرة الاعتصام، كما عرض سامح بعض اللقطات من الاعتصام لكي يختار فريق الإعداد بعضها لعرضه على الهواء عند بداية الحلقة..

كان حازم يتابع تلك اللقطات بانبهار شديد وضح من خلال التماع عينيه بفخر صامت، ثم خاطب سامح قائلا: "رجاء أرسل لي عبر البريد الإلكتروني الصور التي تخص حسام وشروق من الاعتصام"، فأجابه سامح مؤكدا أنه سيفعل..

بعدها تلقى حازم مكالمة من خالد، فانتحى جانبا كي يحدثه بعيدا عن الصخب، فانتهزت تلك الفرصة وأخذت أحادث حسام على انفراد مستغلة انشغال عمرو وسامح مع فريق الإعداد بانتقاء الصور التي سيتم عرضها خلال الحلقة..

سألت حسام بعفوية: "هل أنت مستعد للبرنامج؟ الظهور على الهواء يحتاج لجسارة.. حتى أنا رفضت الظهور.. فأنا لا أمتلك تلك الشجاعة"..

رد هو متفكرا: "الأمر ليس سهلا لكنه يستحق بالتأكيد.. هناك الكثيرون الذين يشككون في نوايا المتظاهرين والبعض يوصمهم بالجشع وانتهاز الفرص أو الحصول على تمويلات أجنبية.. كثيرون يحاولون تشويه الصورة النقية لأيام ربما هي الأجمل في تاريخ هذا الوطن.. شعب عبّر عن كلمته بطريقة حضارية سلمية تعكس موروثه الثقافي الذي يمتد لآلاف السنوات ويظهر بوضوح في مثل تلك الأوقات.. فنحن لسنا قبائل همجية أو رعاة يقتاتون على العنف فيخرجون أسوأ ما فيهم فور أن يمتلكون بعضا من القوة.. نحن شعب أصيل اختار أن يحلم.. فأين الخطأ في هذا؟"..

أجبته بحماس: "معك كل الحق.. لكن لماذا لا يشاركك حازم حماسك الثوري؟ كلما تحادثنا حول الأمر نتصارع كزوج من الديكة في حلبة مصارعة.. لا نصل أبدا لنقطة التقاء.. هو يؤمن أن لا شيء سيتغير وأن ما حدث لم يكن له داعٍ.. وأنا كما تعلم.. أرى أنها كانت خطوة متأخرة كثيرا من أجل المطالبة بالتغيير الاجتماعي والاقتصادي والسياسي ودفع الظلم عن أبناء الشعب المساكين.. خاصة هؤلاء الذين لا يتمتعون بالوعي الكافي لإدراك حقوقهم والمطالبة بها".

زفر حسام بحزن، ثم رد: "حازم مر بالكثير في حياته.. وما يحتمله قد لا يقدر عليه أحد غيره.. صدقيني أنا أحسده يوميا على تماسكه وسط كل ما يتعرض له.. فمرض التشاعر ليس من السهل التعايش معه أبدا، وهناك مثيرات متضاربة للمشاعر تفاجئه بقوة وإلحاح على مدار الساعة فتجبره على التعامل معها من طاقته وأعصابه وسلامه النفسي.. كما أن ماضيه قد شهد العديد من الأمور الكفيلة بأن تقصم ظهر أشجع الرجال.. لكنه تحمل برجولة مبكرة وواجه الكثير وقاوم وخرج منتصرا برغم عدم اقتناعه هو شخصيا بهذا"..

سألته بخجل ممتزج بالقلق: "تعلم أنني سمعت بعضا من حديثكما بالحديقة العلوية.. هل كان حازم يقصد أبي حين كان يتحدث عمن يهدده باستمرار؟"

تنهد حسام ببطء، ثم قال: "نعم.. لكنه يتعامل مع الأمر.. لا تقلقي.. حازم لن يستسلم له هذه المرة.. وهو يؤكد لي دائما أنه يستطيع مواجهته مهما كانت الحيلة التي قد يلجأ والدك لاستخدامها ضده.. حازم يقوم طالما أنك قد أصبحت تحت حمايته الآن.. فإن لا شيء يمكن لرحيم أن يفعله، فيتسبب في خوفه أو هزيمته بعد الآن"..

سألته من جديد: "ألن يكون ظهورك اليوم على الشاشة مدافعا عن مسببات الثورة وأهدافها، عاملا في إثارة غضب أبي ومن على شاكلته من أنصار النظام السابق والمستفيدين من استمراره بأي شكل؟"

أجاب حسام: "بلى.. ولكن.. لا يمكن أن نظل صامتين في مواجهة كل تلك الأكاذيب والشائعات والاتهامات التي تطالنا لمجرد نجاحنا في إقصاء الرئيس ووأد مشروع التوريث في مهده.. يجب أن نتكاتف في مواجهة أعدائنا حتى ننتصر ونبني نظاما سياسيا قويا يقوم على الشفافية وتداول السلطة ومحاسبة المخطئين ولا يضع صوب عينيه سوى مصلحة الشعب.. وليس نهب أموال وثروات الوطن وإفقار مواطنيه".

كنت سأسأله المزيد، لكن حازم كان قد أنهى المكالمة واقترب منا، فأنهينا المناقشة مؤقتا، خاصة بعد أن أنضم إلينا فريق الإعداد معلنين الاستعداد للبث المباشر..

تحركنا جميعا نحو غرفة البث المباشر، حيث جلس حسام وسامح وعمرو في جهة الضيوف، بينما جلس الإعلامي المرموق حسين يسري على الجهة المقابلة..

كان حسام قد أخبرني أن أحد أسبابه قبوله الظهور في تلك القناة، هو أن المذيع سيكون حسين يسري المعروف بدعمه الشديد للثورة ودفاعه عن المتظاهرين ضد حملات التشويه التي تعالت مؤخرا..

أما أنا وحازم فقد وقفنا في مكان قصي خلف الكاميرات حتى لا نتسبب في أي خطأ خلال البث..

بدأ البث وتبادل الضيوف الثلاثة أطراف الحديث بحماس وحيوية مستعرضين ذكرياتهم خلال أيام الاعتصام، بينما تحدث حسام عن ملابسات تعرضه للإصابة عندما هاجمه أحد الخيالة وقام بدهس ساقه بحوافر حصانه، حين سارع هو لدفع فتاة كادت أن تتعرض للسحق تحت أقدام الحيوانات التي كانت تعدو بقوة مرعبة، فصار ضحية بدلا منها، ولكن قدره كان لطيفا بأن تعرض لإصابة واحدة في ساقه بدلا من إصابة أجهزته الحيوية بطريقة تعرض حياته لخطر أكبر..

عندما سأله المذيع حسين يسري عن شعوره الآن بعد أن علم أنه قد أصيب بعاهة مستديمة ولن يستعيد قدرته على السير بطريقة طبيعية بنسبة مائة بالمائة، رد حسام قائلا: "يقول الروائي الشهير فيودور ديستوفسكي (لابد ان نتالم حتى النهاية في سبيل سعادتنا المقبلة التي يجب أن نشتريها بآلام جديدة.. فالألم يطهر كل شيء) أي أننا كان علينا أن ندفع سببا في سبيل تطهير وطننا من نظام بائد مهترئ ثبت معالم سلطته بالقوة والوحشية ونهب خيرات الأمة.. وقد قبلنا دفع الثمن من دمائنا وحرياتنا في سبيل التحرر من ظلم أبشع.. وذلك أملا في مستقبل مشرق).

هنا رد المذيع مازحا: "حقا نحن أمام كاتب سيناريو مثقف.. أتمنى أن تنجح في مسعاك وأن يكون فيلمك الأول عن أحداث الثمانية عشر يوما.. فمن المؤكد أنك عايشت الكثير من اللحظات التي لا تُنتسى والتي تستحق أن تتحول لعمل فني مذهل"..

رد حسام بخجل: "أحاول حاليا العمل على مشروع سيناريو مأخوذ من رواية لكاتب شهير.. لكن لا أستطيع أن أكشف التفاصيل حتى أحصل على موافقته.. أما بخصوص مشروع الفيلم المستوحى من أحداث الثورة.. فيجب التريث قليلا قبل العمل عليه ليكون متكاملا وموضوعيا".

تدخل عمرو كساب مازحا: "وربما وجد له شريكا إبداعيا ممثلا في مخرج شاب مجنون قليلا ولكن عاشق للسينما"..

رد حسام مبتهجا: "أتشرف بالتعاون معك يا أستاذ عمرو.. وسأستغل هذه الفرصة لأجعلك تلقي نظرة على السيناريو الذي أعمل عليه.. فربما جذب انتباهك وأثار حماسك لمشاركتي تلك المغامرة"..

تحدث حسين يسري من جديد عن الاتهامات الموجهة لشباب الثورة بالحصول على تمويلات أجنبية أو العمل من أجل مصلحة جهات تخريبية، فتدخل حسام قائلا: "أود أن أقول شيئا.. ثورة الخامس والعشرين من يناير كانت فعلا عفويا غير مخططٍ له، ولم يكن لمسارها آية حسابات مسبقة أو أهداف خفية.. حتى أن من قاموا بها لم يفكروا أبدا في خطة ما بعد التنحي.. فالأمر في خيالنا جميعا كان يبدأ وينتهي عند إيقاف مشروع التوريث، وربما زيادة الحريات الاجتماعية وتحرير الاقتصاد قليلا من قبضة رجال الأعمال المحتكرين.. أما الآن فدورنا كشباب ثوري أن نتوقف عن العناد والمكابرة، وأن نتعلم سريعا كيف ندير دولتنا لكي نصل بها لبر السلام والأمان.. لقد انتهت مرحلة الاعتصام وبدأت مرحلة العمل"..

هنا تدخل عمرو كساب قائلا: "نحن أيضا على استعداد للتشاور والجلوس مع الوطنيين من رجال المؤسسة العسكرية ورموز العمل السياسي الشرفاء غير المتلونين وفقا للجهة التي تقترب من السلطة.. وذلك لكي نصل بالبلاد لحالة من الاستقرار والتنمية والديمقراطية الحقيقية".

أنهى المذيع الحلقة، بينما انشغلت أنا بالتدوين، حيث سارعت بشر لقطة من كواليس البث معبرة عن سعادتي بحضور البث المباشر، مطالبة المتابعين بعرض آرائهم في الحلقة، وموجهة الشكر حسام وسامح وعمرو معلنة عن صداقة جمعتني بهم خلال أيام المظاهرات الأولى دون سرد لتفاصيل إضافية..

بعدها، عاد ثلاثتنا إلى المنزل، حيث اتفق حسام وسامح مع عمرو على لقائه قريبا للتحدث عن ذكريات الثورة على أن يمنحه حسام نسخة من السيناريو الذي يعمل عليه حاليا ليستطلع رأيه حوله..

ربما يكون نتاج تلك الصداقة الناشئة العمل فعليا على مشروع سيناريو لعمل يخص توثيق أيام الاعتصام..

سيكون أمر رائع أن يتم رصد وتناول أحداث تلك الفترة من خلال عمل فني..

لمن ينظر للصورة الكلية، قد يبدو له حسام محطما وهشا وفي حالة حداد على تدمير مستقبله في لحظة.. لكن ما لمسته منه اليوم يؤكد أنه كطائر العنقاء، يصقله النار فيُولد من جديد من بين الرماد أكثر قوة وقدرة على التكيف والإبداع..

هذا الشاب سيكون مستقبله باهرا..

أما أخاه الأكبر، فسيظل لغزا كبيرا..

وأنا لن أيأس إلى أن أكتشف خباياه بالكامل واستخراج أسراره واحدا تلو الآخر للوصول إلى الحل..

۞۞۞۞۞۞۞۞۞

داخل غرفتنا أنا وحازم، توجه هو أولا للحمام لتغيير ملابسه، ثم عاد للجلوس على السرير وتفحص حاسوبه المحمول، بينما دلفت أنا إلى الحمام للحصول على حمام سريع واستبدال ملابسي..

لكن، عندما عدت إلى الغرفة، وجدتها خالية تماما إلا من حاسوبه الذي كان مفتوحا..

للمرة الأولى يترك حازم حاسوبه مفتوحا هكذا..

هل هو تصرف عفوي؟ أم أن هذا اختبار يريد من خلاله اكتشاف ما إذا كنت قد قررت التوقف عن
البحث خلفه؟؟

بالطبع تفوق فضولي على تلك التساؤلات، فركضت نحو اللابتوب، وأخذت أتفحص آخر الصفحات التي دلف حازم عليها، لأجده قد ولج إلى المدونة الخاصة به وترك لي تعليقا موقعا باسم Your Black Ghost..
شبحك الأسود...!!


نهاية الفصل

قراءة سعيدة







ملك جاسم likes this.

مروة سالم غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 17-07-21, 09:32 PM   #615

مروة سالم

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية مروة سالم

? العضوٌ??? » 482666
?  التسِجيلٌ » Dec 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,756
?  مُ?إني » مصر
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » مروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   ice-lemon
?? ??? ~
Why so serious?
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 37 ( الأعضاء 6 والزوار 31)
‏مروة سالم, ‏Moon roro, ‏zaak, ‏yasser20, ‏نور الدنيا

🌹🌹🌹🌹


مروة سالم غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 17-07-21, 10:42 PM   #616

مريم احمدو

? العضوٌ??? » 470557
?  التسِجيلٌ » Apr 2020
? مشَارَ?اتْي » 191
?  نُقآطِيْ » مريم احمدو is on a distinguished road
افتراضي

روووعاتك منتظرين الفصول القادمة بحماااس بالتوفيق ان شاء الله😍😍🌸

مريم احمدو غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-07-21, 12:26 AM   #617

موضى و راكان

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية موضى و راكان

? العضوٌ??? » 314098
?  التسِجيلٌ » Mar 2014
? مشَارَ?اتْي » 6,242
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » موضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك max
?? ??? ~
سبحان الله وبحمده .. سبحان الله العظيم
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 29 ( الأعضاء 8 والزوار 21)


موضى و راكان, ‏وفاء غانم, ‏47Asmaa, ‏منو6, ‏مروة سالم, ‏الماسة الخضراء, ‏مريم احمدو, ‏Howeida zein


الله عليك يا مروة فصل سلس و جميل يسلم أبداعك يا جميلة


موضى و راكان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-07-21, 08:25 AM   #618

نوارة علي
 
الصورة الرمزية نوارة علي

? العضوٌ??? » 471671
?  التسِجيلٌ » May 2020
? مشَارَ?اتْي » 36
?  نُقآطِيْ » نوارة علي is on a distinguished road
افتراضي

😍😍😍😍😍😍😍😍شكلي كل ما حسام يتنفس يا أخي بقى ارحممممم عندي احساس ان حسام ممكن يبقى مع حنان ف المستقبل لو فيه مشروع ارتباط يعني، مش هغير خااااااااالصصص اكيييد هتمناله كل خيررررر 😏 فصل تحفة از يوجوال يعني وقفلة تحفة كماااان يا رب رحيم يقع ف الحمام رقبته تتكسر ولا راسه تتشق نصين نرتاح منه بقى. دُمتِ مبدعة 😘❤️❤️

نوارة علي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-07-21, 05:03 PM   #619

مروة سالم

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية مروة سالم

? العضوٌ??? » 482666
?  التسِجيلٌ » Dec 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,756
?  مُ?إني » مصر
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » مروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   ice-lemon
?? ??? ~
Why so serious?
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مريم احمدو مشاهدة المشاركة
روووعاتك منتظرين الفصول القادمة بحماااس بالتوفيق ان شاء الله😍😍🌸
تسلميلي مريووم.. الفصول الجاية محتاجة تركيز


مروة سالم غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 18-07-21, 05:04 PM   #620

مروة سالم

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية مروة سالم

? العضوٌ??? » 482666
?  التسِجيلٌ » Dec 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,756
?  مُ?إني » مصر
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » مروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   ice-lemon
?? ??? ~
Why so serious?
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة موضى و راكان مشاهدة المشاركة
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 29 ( الأعضاء 8 والزوار 21)


موضى و راكان, ‏وفاء غانم, ‏47asmaa, ‏منو6, ‏مروة سالم, ‏الماسة الخضراء, ‏مريم احمدو, ‏howeida zein


الله عليك يا مروة فصل سلس و جميل يسلم أبداعك يا جميلة
شكرا حبيبتي.. قلت فصل رايق كده قبل العيد وبعدين نرجع للكلاكيع :7r_008:


مروة سالم غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:01 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.