آخر 10 مشاركات
♥♥ خـواطـر قلبيــه ♥♥ (الكاتـب : فراس الاصيل - )           »          *** شكرا لكم أيها الحمقى !!!! *** .... (الكاتـب : حكواتي - )           »          حبي الذي يموت - ميشيل ريد (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          178 - قيد الوفاء - سارة كريفن - روايات عبير القديمة(كامله)** (الكاتـب : أمل بيضون - )           »          روزالــــــــــينـــــــــــــــدا ... "مكتملة" (الكاتـب : أناناسة - )           »          إنه انت * مكتملة * (الكاتـب : الكاتبة الزرقاء - )           »          300 - القفاز المخملى - ريبيكا ستراتون - روايات احلامى (الكاتـب : samahss - )           »          قلبه من رخام (37) للكاتبة الآخاذة: أميرة الحب raja tortorici(مميزة) *كاملة* (الكاتـب : أميرة الحب - )           »          كوابيس قلـب وإرهاب حـب *مميزة و ومكتملة* (الكاتـب : دنيازادة - )           »          132- كيف ينتهي الحلم - ليليان بيك - ع.ق. ( نسخه اصلية بتصوير جديد) (الكاتـب : angel08 - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

مشاهدة نتائج الإستطلاع: هل تعتقدون أن خالد قد مات وانتهى دوره بأحداث الرواية؟؟
نعم 0 0%
لا 6 100.00%
المصوتون: 6. أنت لم تصوت في هذا الإستطلاع

Like Tree484Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 31-07-21, 05:03 PM   #641

قصص من وحي الاعضاء

اشراف القسم

 
الصورة الرمزية قصص من وحي الاعضاء

? العضوٌ??? » 168130
?  التسِجيلٌ » Apr 2011
? مشَارَ?اتْي » 2,558
?  نُقآطِيْ » قصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond repute
افتراضي


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

تم تمييز الرواية وتثبيتها بتميز اسلوب كاتبتها اسلوبا وطرحاً

الف مبروك ونتمنى لك دوام التميز



شكر كبير لـ (فريق مصممات وحي الاعضاء) اللواتي ابدعن كلهن وبعمل جماعي لانتاج الشكل الجديد لتصاميم تمييز الروايات الحصرية
(فواصل ووسام القارئ المميز ولوجو الحصرية والتمييز وغيرها من التصاميم)



اشراف وحي الاعضاء








قصص من وحي الاعضاء غير متواجد حالياً  
التوقيع
جروب القسم على الفيسبوك

https://www.facebook.com/groups/491842117836072/

رد مع اقتباس
قديم 31-07-21, 06:47 PM   #642

إنجى خالد أحمد

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية إنجى خالد أحمد

? العضوٌ??? » 156140
?  التسِجيلٌ » Feb 2011
? مشَارَ?اتْي » 6,041
?  مُ?إني » مصر ..
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » إنجى خالد أحمد has a reputation beyond reputeإنجى خالد أحمد has a reputation beyond reputeإنجى خالد أحمد has a reputation beyond reputeإنجى خالد أحمد has a reputation beyond reputeإنجى خالد أحمد has a reputation beyond reputeإنجى خالد أحمد has a reputation beyond reputeإنجى خالد أحمد has a reputation beyond reputeإنجى خالد أحمد has a reputation beyond reputeإنجى خالد أحمد has a reputation beyond reputeإنجى خالد أحمد has a reputation beyond reputeإنجى خالد أحمد has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
Icon26

مبروووووووووووووووووووووو ووووك يا ميرووووووووووووووو!


حقيقي أنا فرحانة أوي أوي أوي أوي أوي.... تستحقين حبيبتي وعن جدارة!

حلو أوي الغلاف....





إنجى خالد أحمد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 31-07-21, 07:06 PM   #643

مروة سالم

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية مروة سالم

? العضوٌ??? » 482666
?  التسِجيلٌ » Dec 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,756
?  مُ?إني » مصر
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » مروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   ice-lemon
?? ??? ~
Why so serious?
Bravo

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة قصص من وحي الاعضاء مشاهدة المشاركة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

تم تمييز الرواية وتثبيتها بتميز اسلوب كاتبتها اسلوبا وطرحاً

الف مبروك ونتمنى لك دوام التميز



شكر كبير لـ (فريق مصممات وحي الاعضاء) اللواتي ابدعن كلهن وبعمل جماعي لانتاج الشكل الجديد لتصاميم تمييز الروايات الحصرية
(فواصل ووسام القارئ المميز ولوجو الحصرية والتمييز وغيرها من التصاميم)



اشراف وحي الاعضاء







ايه ده؟ ايه المفاجأة اللي مش على البال دي؟
انتوا متاكدين طيب ولا قصدكو حد تاني؟؟
ألف شكر لكل المشرفات ولفريق الوحي كله

سعيدة جدا جدا وبجد اتشرفت بالنشر من خلال المنتدى لاول مرة ف حياتي

شكرا لفريق المصممات


مروة سالم غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 31-07-21, 07:07 PM   #644

إنجى خالد أحمد

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية إنجى خالد أحمد

? العضوٌ??? » 156140
?  التسِجيلٌ » Feb 2011
? مشَارَ?اتْي » 6,041
?  مُ?إني » مصر ..
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » إنجى خالد أحمد has a reputation beyond reputeإنجى خالد أحمد has a reputation beyond reputeإنجى خالد أحمد has a reputation beyond reputeإنجى خالد أحمد has a reputation beyond reputeإنجى خالد أحمد has a reputation beyond reputeإنجى خالد أحمد has a reputation beyond reputeإنجى خالد أحمد has a reputation beyond reputeإنجى خالد أحمد has a reputation beyond reputeإنجى خالد أحمد has a reputation beyond reputeإنجى خالد أحمد has a reputation beyond reputeإنجى خالد أحمد has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 20 ( الأعضاء 3 والزوار 17)
‏إنجى خالد أحمد, ‏مروة سالم+, ‏Johara.

مبروك يا ميرو....


إنجى خالد أحمد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 31-07-21, 07:08 PM   #645

مروة سالم

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية مروة سالم

? العضوٌ??? » 482666
?  التسِجيلٌ » Dec 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,756
?  مُ?إني » مصر
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » مروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   ice-lemon
?? ??? ~
Why so serious?
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة إنجى خالد أحمد مشاهدة المشاركة
مبروووووووووووووووووووووو ووووك يا ميرووووووووووووووو!


حقيقي أنا فرحانة أوي أوي أوي أوي أوي.... تستحقين حبيبتي وعن جدارة!

حلو أوي الغلاف....




انجي حبيبي انا سعيدة اوي كونك اول من يهنئني.. والغلاف فعلا جميل ومعبر جدا عن المحتوى... انا مبسوطة اوي وبشكر الجميع

انا داخلة انشر الفصل وانا ف قمة احباطي ^_^ بس الحمد لله ربنا بعتلي فرحة من عنده


بجد شكرا لكل فريق وحي الاعضاء


مروة سالم غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 31-07-21, 07:16 PM   #646

مروة سالم

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية مروة سالم

? العضوٌ??? » 482666
?  التسِجيلٌ » Dec 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,756
?  مُ?إني » مصر
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » مروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   ice-lemon
?? ??? ~
Why so serious?
Rewitysmile9 الفصل الثالث والعشرون - القسم الأول

الفصل الثالث والعشرون
حازم


(قبل حوالي ساعتين)


الليلة أشعر كأبٍ فخورٍ
يتملكني زهو واعتزاز بحسام الذي كان ظهوره التليفزيوني فخما فتألق كجرم سماوي يحبس الأنفاس بروعته الفريدة ما أن عانقته الأضواء لتشكّل حوله هالة من العظمة التي اكتسبتها من بريقه الداخلي وليس النور الخارجي المنعكس عليه..

حقا يجيد الفتي التعبير وصياغة الكلمات الملهمة، كما أن موقفه السياسي واضح غير مزعزع برغم ما خسره من أجل ما يؤمن به..

في طريقنا للعودة من الاستوديو، لمست بنفسي كم تغيرت حالته المعنوية فاستعاد بعضا من حيويته ومرحه الماضيين، خاصة بعد أن طالع تعليقات مشاهدي البرنامج عبر صفحتيه الرسميتين على منصتي "تويتر" و "فايسبوك"..

أمطره الجمهور بكلمات تشجيعية ومديح لا آخر له، وتلقى كما مذهلا من التضامن لدرجة أن البعض أعرب عن أسفه وندمه لاستسلامه لأصحاب الأقلام الملونة والكلمات الخبيثة بحق متظاهري يناير..

عندما وصلنا للمنزل، توجه هو لغرفته كي يبدل ملابسه ويرتاح قليلا، مصرا أنه لا يحتاج للمساعدة بعد أن اكتسب جسده بعض القوة وصار يتحمل تحركه بالعكازات لمسافة أطول..

كان لمغادرته المستشفى واستعادته لبعضٍ من روتين حياته المعتاد الذي واكبه أيضا بداية انخراطه في العلاج الطبيعي أثرٌ بالغٌ في تحسن حالته البدنية والنفسية.. وظهوره بالبرنامج قد أكسبه طاقة إضافية مثيرة للغبطة..

هذا الفتى يقدّس استقلاله ويتحين الفرصة فقط للخروج من سجن مقعده المتحرك ووداع عكازاته نهائيا، حتى وإن كان سيمضي حياته كلها يعرج قليلا..

أثق أنه سيتصالح مع الأمر فعليا في وقتٍ ما.. كما يبدي حاليا مرونة كبيرة في التعامل مع مصابه المفجع..
كما قلت.. شاب قوي الإرادة.. يفوقني عزما بكل تأكيد..

أما أنا، فتوجهت لغرفتي وحصلت على حمام سريع وتهيأت للنوم، ثم انتهزت فرصة انشغال شروق بالاستحمام، وأخذت أطالع مدونتها التي أضافت إليها منشورا جديدا بعد نهاية البرنامج..

كان قد جاءني الإشعار خلال عودتنا بالسيارة، لكن لم يكن الوقت مناسبا بالطبع لتصفح ما كتبته، خاصة مع وجودها في المحيط..

كانت شروق قد نشرت بعض اللقطات من كواليس الحلقة وأرفقتها بتعليق عفوي عبرت من خلاله عن مشاعر السرور والفخر بما حققه المتظاهرون من وقف مشروع التوريث وكذلك الدعوة للحريات السياسية وإنشاء الأحزاب ودعم المشاركة الشعبية وتمكين المرأة أيضا، خاصة بعد أن عرض سامح الكثير من اللقطات في الحلقة والتي ترصد مشاركة النساء بفعالية في التظاهرات والاعتصام وحتى على مستوى التطوع بتقديم الأطعمة والمشروبات والخدمات العلاجية البسيطة للمتظاهرين..

كنت سعيدا بحرصها على إبقاء هويتها سرية ورفضها الظهور في البرنامج أو نشر الصور التي تظهر فيها وهي تعالج المصابين..

لا أريد استفزاز والدها بشكل أكبر.. فأنا بالكاد أصد تهديداته حاليا مستغلا خوفه من أن تتجه أصابع الاتهام نحوه في هذا الوقت الحرج.. لكنه بالتأكيد لن يتصرف بحكمة إذا ما استفزته شروق بأي شكل..

نرجسيته وغروره يدفعانه دائما لارتكاب الحماقات الإجرامية والكوارث الجنونية، ثم يهدأ ويفكر في إخفاء آثاره التدميرية..

وحاليا.. لا أريد لشيء أن يشتت نبتات الاستقرار الواهنة التي زرعتها بمجهود جبار في طريق علاقتي بشروق..
كتبت لها تعليقا سريعا، قلت فيه:

"سعادتي تفوق سعادتك في تلك اللحظة.. يلفني الزهو والفخر ولي أسبابي.. مبارك يا طبيبة.."..
واختتمت التعليق كالعادة بإمضائي التي دأبت على وضعها في المشاركات الأخيرة (Your Black Ghost) أي شبحك الأسود..
أردت لأي شيء أن يربطها بها بدمغة الملكية، حتى وإن كان عبر الفضاء الإلكتروني.. ربما تحول الحلم لواقع.. يوما ما!

في تلك اللحظات، جاءني إشعار ورود رسالة عبر البريد الإلكتروني من سامح، الذي أرسل عدة صور لمشاركة حسام وشروق في التظاهرات.. فأخذت أحفظها تباعا في ذاكرة حاسوبي، ثم بدأت أتفصحها واحدة تلو الأخرى..

كانت صور حسام باعثة على المباهاة والافتخار، حيث ظهر في بعضها وهو يتصدر المنصة الرئيسية للميدان ويتحدث للمتظاهرين كخطيب مفوه.. وفي لقطات أخرى ظهر محمولا على الأعناق وهو يقود المسيرات بهتافاته الحماسية..

بينما ظهر في لقطة ثالثة وهو يخضع للعلاج من كدمة أعلى الجانب الأيسر من كتفه.. وكانت تلك التي تضمد جراحه.. شروق..

قمت بتكبير الصورة وأخذت أتأمل ملامحها وهي تعمل بتركيز.. لأسترجع بذاكرتي تلك اللحظات التي اقتحمت فيها غرفة والدها وانتزعتني نزعا من حالة الانكسار التي انزلقت بها، ثم بدأت بتضميد جراحي بآلية رغم ملامح القلق التي تغمدتها، والتوتر والألم اللذين سكنا عينيها..

ثم تحركت ذاكرتي بعدها لتلك اللحظات التي كانت تعالج كدمات ضلوعي بعد مباراة الملاكمة التي خضتها ليلة زفافنا.. وقتها قرأت في ملامحها وتصرفاتها بعض الندم.. لكنني تجاهلت محاولة تفسيرها ليأسي الشديد من أن تتعاظم آمالي وتصوراتي عن سبب ذلك الندم..

خرجت من شرودي على صوت رنة هاتفي التي أخصصها لحسام، فرفعته إلى أذني فورا بعد أن ضغطت على زر الاستقبال، فجاء صوته كليما: "أخي.. أحتاجك"..

رعدت بداخلي بلحظة موجة من القلق، إذ فكرت أنه قد سقط في غرفته ولم يعد بإمكانه النهوض مجددا، فتركت كل شيء وركضت بأقصى سرعة صوب غرفته في الطابق الأسفل..

عندما دلفت إلى غرفته.. كان حسام بالفعل منهارا، ولكن ليس بالصورة التي رسمها خيالي..

كان جالسا على سريره بكتفين متهدلين من الأسى، وبجواره عكازيه اللذين دفعهما كيفما اتفق..

أما وجهه، فكان مظلما تظلله غيمة داكنة من الحزن لم أفهم سببها خاصة وأنه كان يمر بلحظات من السعادة الخالصة في طريق عودتنا من البرنامج..

كان أول رد فعل لي، هو أن ابتلعت ريقي وزفرت ببطء أهدئ ضربات قلبي المتقافزة وأنا أتمتم شكرا لله أنه لم يسقط ويتأذى، فهو رغم كل شيء ما زال ببداية رحلة الاستشفاء والتأهيل البدني.. ولا أريد أن تصيبه آية تعقيدات جديدة تؤخر من حالته وتطيل فترة علاجه..

بعدها.. تمالكت نفسي، فهو بالتأكيد يحتاجني قويا في تلك اللحظات، أيا كان ما يؤلمه..

اقتربت منه بخفة، ثم جلست بجواره، ووضعت يدي على كتفه أربت عليه داعما، ثم سألته بهدوء: "ماذا هناك يا أخي؟ ما بك؟"..

رفع حسام نظراته لي ثم هتف بغضب بارد: "علياء تريد العودة"..

سألته مذهولا: "ماذا؟ متى عادت للصورة تلك الحرباء المتلونة؟"

رمقني حسام بنظرة غاضبة، فأطرقت رأسي بأسف.. وغمغمت بكلمة اعتذار مقتضبة.. فربما تلك هي المرة الأولى التي أعلن رأيي بعلياء تلك صراحة أمام أخي..

كنت دوما أحرص على التزام الحياد فيما يخص علاقتهما.. بل أنني كنت أدافع عنها أحيانا وأتضامن معها ضد حسام عندما كان يرفض الانصياع لطلبها والبحث عن عمل ثابت بدوام كامل برغم أنه كان سيعوق سعيه نحو تحقيق هدفه بتطوير مهاراته ليصبح كاتب سيناريو مرموق..

لكن ليس بعد ما التقطته أذناي أثناء زيارتها له بالمستشفى، وما نفثته من كلمات سامة زعزعت ثقته بنفسه قليلا رغم محاولته إخفاء الأمر..

استطرد حسام بصوت متهدج.. لم أتبين إن كان متأثرا أم حانقا: "اتصلت بي منذ قليل.. تقول إننا قد تسرعنا بإنهاء ارتباطنا قبل نحو شهرٍ.. وأنها مازالت تمتلك مشاعر قوية تجاهي وتريد أن نعمل على إنجاح علاقتنا من جديد.. تقول إنها تريد أن تقف بجانبي في محنتي وتساعدني على العودة سريعا والنهوض بعد تلك الكبوة".

قاطعته بهدوء: "أخي.. أنا لا أثق بها.. أشعر أنها تستغلك من جديد.."..

طالعني حسام متوجسا ولم يعقب، فتابعت: "تلك الفتاة تريدك فعلا.. لكن وفقا لشروطها هي وتبعا لمخططاتها هي.. لكنني لن أخبرك ما يجب عليك أن تفعل الآن.. عليك أن تحدد بنفسك بدون ضغوط أو مؤثرات خارجية.. فهذه المسألة قد طالت أكثر من اللازم ويجب حسمها بشكل نهائي..".

تنهد حسام بصوت أثقله الألم، وناظر الأفق ببعض التيه، فأكملت بنبرة متعاطفة ولكن حاسمة: "لكن نصيحتي الوحيدة لك.. إذا أردت أن تعود لها وتكملا المشوار معا.. فيجب أن تضع أنت شروطك من الآن.. خاصة وأن وضعك الآن مختلف.. فهي لم تتقبلك وقت أن كنت تسير نحو مستقبلك بخطوات متمهلة بعيدا عما يفرضه عليك المجتمع، والآن وأنت تتحرك بخطوات ربما تصبح أكثر تمهلا بسبب وضعك الحالي، فتجعل لزاما عليك أن تتخذ وقتا أطول حتى تتحقق أهدافك التي لن تتخلى عنها لمجرد أن بعض العقبات قد أضيفت إلى طريقك.. فهل ستتحملك هي لتكمل المسير كما تبتغي دون أن تدفعك لكي تقوم بما لا تطيق أو تحركك باتجاه بعيدٍ تماما عما رسمته لنفسك منذ سنوات؟"

كان رد حسام أن أمسك هاتفه المحمول، وانهمك بالكتابة بنوع من التصميم، ثم وضعه جانبا بهدوء يناقض ما كان عليه من عزم قبل لحظات..

رفعت حاجبي مستفهما، فأعلن هو بقنوط: "لقد أرسلت لها رسالة.. أخبرتها أن تأتي غدا لزيارتي هنا في المنزل عند الظهيرة.. سأتحدث معها وسأقرر وقتها للمرة الأخيرة"..
لففت ذراعي حول كتفه في عناق سريع، ثم قلت بمؤازرة: "أثق أنك ستتخذ القرار الصحيح وأنا معك أيا كان اختيارك..".

هز حسام رأسه بامتنان، فعدت لأسأله محاولا التقليل من وطأة الأفكار الجنونية التي تتلاعب بعقله الآن: "هل تريد أن نجلس معا قليلا نتبادل الحديث؟".

اعتدل هو في جلسته بإجهاد واضح، وقال: "لا.. أحتاج أن أسترخي قليلا.. ربما أقرأ قليلا أو أتصفح مواقع التواصل حتى أشعر بالنعاس.. هيا اصعد أنت للنوم.. تصبح على خير".

۞۞۞۞۞۞۞۞۞

خمس دقائق فقط انقلب بها عالمي..
و (غلطة الشاطر بألف) كما يقولون..
لكن هل ما حدث كان غلطة أم تدخلا قدريا؟

عندما دلفت إلى غرفة النوم، كانت شروق جالسة بوضعية متشنجة وعيناها تركزان على شاشة حاسوبي بجحوظ مصدوم.. وكأنها اكتشفت سرا مذهلا..
وهي بالفعل قد اكتشفت السر..

ما أن أغلقت باب الحجرة وتحركت بضعة خطوات نحو السرير، حتى نهضت هي بتحفز وعيناها تصوبان شرارات كهربية متوترة تجاهي..

كارها عدم سيطرتي على الأمور بهذا الشكل، أطرقت نظري وقلت بتخبط: "حسام اتصل بي يطلب العون فظننت أن مكروها قد حدث له.. فركضت له متلهفا ولم أتمكن من غلق الحاسوب"..

لم تتكلم شروق.. فقط رفعت كفها تضعه أمام أنفي وفمي، وكأنها تصنع لي لثاما بصفحة يدها، ثم بدأت تتفحص عينيّ بنظرات طبيبة تحاول أن تسبر أغواري لتكتشف مكمن المشكلة..

والمشكلة هنا هي عينايّ.. المرآة التي بإمكانها التسلل منها لروحي كلما شاءت دون قدرة لي على مقاومتها..
أنزلت شروق كفها بعد أن ضيقت عينيها بتفكر، ثم رفعته مجددا بنفس الطريقة، وظلت تناظر عينيّ لعدة ثوانٍ، ثم شقهت بلا صوت، وبعدها همست بعدم تصديق: "إذًا أنت هو.. الشبح الأسود.. شبح الميدان.. شبح المدونة.. أنت.. أنت"..

ثم استدارت وتحركت في الغرفة بعشوائية وكأنها تبحث عن وسيلة للخروج.. للمغادرة.. للاختفاء.. لكنها لا تجد.. وما كنت لأسمح لها..

دون تفكير، أمسكت يدها يائسا.. أحاول منع عقلها من إجبارها على إعلان الفراق.. ليس الآن..

لكنها بدأت تسحب يدها بعنف هيستيري لاسعا ذاكرتي بسوط ينعشها قليلا ويعيدني للحظة قريبة كانت فيها بنفس العنف عندما هممت لمساعدتها في إزالة الدبابيس عن حجابها وفتح سحاب فستانها.. ليلة زفافنا
تملكني جنون مماثل، فأحكمت قبضتي عليها ثم وضعت يدي الأخرى على ذراعها الآخر وحركتها بانفعال حتى أسندت ظهرها إلى الجدار المواجه..

انحنيت قليلا في مواجهتها حتى كادت شفتاي تلامسان أذنها، ثم همست بتحفز: "الآن فقط ستفقدين شجاعتك؟ بعد أن اتضحت كل الحقائق أمامك ستهربين من المواجهة؟"

رفعت شروق أنظارها المترددة إليّ، ثم قالت بجمود: "أنا.. أنا لا أعرف ماذا أقول".

نهرتها هازئا.. والغرض بثها بعض القوة حتى وإن كانت ستحولها إلى درع من النفور تحيط نفسها به لحمايتها مني: "لم أعهدك جبانة تتهربين في اللحظات الحاسمة"..

للحظة ناظرتي شروق بضياع وتشتت، ثم اجتذبت من كلماتي القدر الذي تحتاجه من البأس والتصميم، فلمعت عيناها من جديد بأزرق لاهب.. يخدعك بتوهجه المبهج لتبتلع الطعم وتلامسه فتحرقك نيرانه..

أبعدت يديّ عن كتفيها كي لا أشعرها أنها محاصرة، وحركتهما في الهواء على الجانبين في دعوة صريحة للمواجهة، وقلت لها آمرا بحنق: "اسألي أي شيء.. قولي ما يخاطر ببالك يا طبيبة.. لن ينفع الصمت والاختباء بعد الآن.. أعرفك جيدا.. إذا لم نتواجه الآن.. ستخنقك الحيرة بأسئلتها الصاخبة التي تتقافز في رأسك أحيانا حتى تكاد تصرخ معلنة عن نفسها بجموح مهما حاولتِ كتمانها"..

تمتمت هي بصوت خافت: "أكنت تراسلني منذ شهور باسمك المستعار؟ هل أبي هو من طلب منك ذلك؟".

زفرت بضيق، ثم رفعت إصبعي الإبهام والسبابة لأضغط بهما أعلى أنفي، وأنا أقول بهدوء: "أخرجي والدك من المعادلة تماما يا طبيبة.. هذا الأمر بيني وبينك فقط.. لا أحد يعلم عن هذا الأمر شيئا سوانا.. وربما الأحمق حسام.. فقد شاهدني مرة وأنا أراسلك"..

قالت هي ببلاهة: "نعم.. نعم.. عندما قابلته في الميدان وعلم اسم مدونتي قال إن أخاه معجب بي ويتابعني.. لم أربط ما قاله بك إلا الآن.. فقد نسيت الأمر كليا"..

شردت شروق قليلا، وكأنها تفكر لأول مرة في احتمالية أن يكون إعجابي بها حقيقيا وليس نابعا من خطة حاكها والدها وأمرني بتنفيذها لتحقيق أحد مآربه..

قلت بحذر: "لم أكن لأخبرك أنني أتابعك عبر المدونة بينما كنتِ بالكاد تعطيني دقيقة إلى اثنتين من وقتك كلما زرت منزل والدك.. أنتِ لم تكوني تريني تقريبا.. فكيف كنت سأعلن عن نفسي لكِ؟"

رددت هي بخفوت محاولة إخفاء شعور غريبة بالإهانة، لم أفسر سببه إلا بعد أن وصلت كلماتها لأذنيّ: "إذًا فقد تزوجتني شفقة فعلا كما تقول ماما سناء.. كنت تشعر بالتعاطف معي فتزوجتني مجبورا لأن والدي قد هددك؟ خاصة.. خاصة مع مرض التشاعر الذي يجعلك تريد أن تجعل الجميع يشعرون بالأمان وأن يكو.....".

لم أمنحها الفرصة لكي تكمل كلماتها، فقد رفعت كلتيّ يدي لأحتضن وجهها الناعم من الجانبين بقليل من القسوة، وتركت شفتيّ لتتحدثان نيابة عني بلغة غير لغة الحروف..

في البداية، تجمدت هي ذعرا، ثم.. ثم بدأت تبادلني الحديث بنفس لغة الشغف.. كانت تستقبل عنف كلماتي وصخبها لتردها برقة وخفر..

عندما استكان داخلي قليلا، رفعت شفتيّ سنتيمتيرات قليلة عنها، وقلت بينما مازلت أتنفس عبير ثغرها: "هل تبدو هذه شفقة لكِ يا طبيبة؟"

رددت هي بشكل آلي: "من المؤكد أنه كان تعاطفا فقط.. فأنت لم تتعرف عليّ عن قرب حتى تمتلك مشاعر من أي نوع آخر تجاهي".

رفضت الرد بكلمات من جديد، فقط احتضنت كتفها بذراعي الأيسر وأمسكت ذراعها الآخر بذراعي الأيمن، ثم جعلتها تنحني للخلف قليلا، ثم تبعتها حتى اقتربت من أذنها، وهمست بصوت آجش: "أحيانا تبدين غبية للغاية كطبيبة.. ألا يقيمون اختبارا للذكاء قبل الالتحاق بكلية الطب؟ والله أشعر بالقلق بشأن المرضى الذين سيقعون تحت يديك طلبا للعلاج بعد الآن"..

علقت هي بحدة: "هل تمتدحني وتهينني بنفس اللحظة؟ اسمع.."

وقبل أن تستكمل هي حديثها المزعج، زرعت شفتيّ على ثغرها المسكِر من جديد في قبلة طالت قدر ما طالت ولم تشعرني بالارتواء بعد..

بالكاد سحبت نفسي عنها لمسافة آمنة، وأنا أردد همسا: "لستِ مستعدة بعد.."..

قالت هي باستفهام: "لستُ مستعدة لماذا؟"..

أسندت جبيني إلى جبينها أسحب أنفاسها إلى داخلي وأحاول قدر المستطاع السيطرة على لحظة شغف مذيبة للأعصاب إن استسلمت لها قد تضرم النيران بحلم جميل في بداية التحقق..

جبت بهمس قانط: "ليس الآن يا طبيبة".

سألت هي بصوت خافت: "إذًا.. ألا تريد أن تخبرني شيئا؟".

أبعدت وجهي الملتصق بوجهها قليلا، ثم قلت بتحدٍ: "مشاعري كلها لديكِ يا طبيبة.. لما لا تسأليها؟"..

تحركت شروق بخطوات بطيئة حتى استقرت على السرير، ثم أمسكت إطارا صغيرا يستقر على المنضدة الجانبية لسريري..

كان الإطار عبارة عن صورة نادرة لنجيب محفوظ في ثمانينات القرن الماضي وهو يتمشى بأحد شوارع وسط البلد، ضمن تكوين بتصميم عصري يحيطه اقتباسا له مكتوب بنقوش عربية مزخرفة.. كانت العبارة تقول: (قد أنسى ما قالوه.. ولكن لن أنسى ما جعلوني أشعر به).

رفعت شروق الإطار تشير به إليّ، ثم سألت: "لماذا تحب نجيب محفوظ لهذا الحد؟ أتذكر أن أغلب ردودك عليّ في المدونة كانت اقتباسات له؟.. وما المقصود بهذا الاقتباس بعد؟".

أجبتها مغيظا: " أوتذكرين كل ما كنت أكتبه لك ياطبيبة؟"

ردت هي معاندة: "لا.. السخيف فقط.. مثل تلك المرة التي طلبت مني فيها أن أحوّل المدونة إلى نصائح للمطبخ أو للمكياج والعناية بالبشرة".

منحتها ابتسامة سخيفة، ثم عقبت: "أنت لا تنسي شيئا.. ماذا تذكرين أيضا؟".

أعادت شروق الإطار إلى مكانه، ثم قالت بخفوت متشكك وقد اكتسى وجهها بحمرة لطيفة: " في الفترة الأخيرة كنت تختتم تعليقاتك بعبارة Your Black Ghost.. هل أنت فعلا هكذا؟ خاصتي؟".

أجبتها بإصرار: "للأبد.. وردا على كلامك الأسبق.. تتهمينني أنني لا أعرف عنكِ شيئا.. حسنا.. لنستعرض بعض ما أعرفه عنكِ.. أنت تحبين الركض.. توهمين نفسك أن الغاية هي المحافظة على قوامك.. بينما هو وسيلتك للحصول على السكينة والهرب من الضغط النفسي، فأنت حين تركضين، تودعين مع كل خطوة فكرة خانقة أو كلمة قاسية.. تحبين تناول الأطعمة الغنية بالكربوهيدات وبخاصة المعجنات.. وتفضلين مشروب القرفة بالتفاح في ليالي الشتاء الباردة.. أما في الصيف فإنك تلتهمين نصف الإنتاج المحلي من المثلجات"..

رمقتني شروق بحنق، فابتسمت قليلا، ثم تابعت: "حين تنامين.. تسترخين بالكامل.. فتحيطك هالة من السكينة وكأن الملائكة تحيط فراشك لتحرسك من مردة الظلام الملعونين.. تحبين الإفصاح عن كل ما يدور بخلدك ولكن إذا تعرضت لضغط زائد تستسلمين وتتراجعين منزوية قليلا، ثم تعودين أكثر قوة لإثبات صحة وجهة نظرك ببعض التطرف أحيانا.."

ضيقت شروق بين حاجبيها، فأوضحت: "أقصد أنك لا تترددين في الاعتراف بالخطأ فور أن تتأكدي منه.. لكنك لا تتحملي أن يتم إثبات خطأ فرضياتك، فتسخرين كل طاقتك للتأكيد على صحتها"..

اقتربت منها مقللا المسافة بيننا، ثم همست بنبرة أدفأتها العواطف: "وحين تستسلمين للحظة شغف.. يصبح جمالك أسطوريا.. كفينوس وأثينا وأفروديت.. يا الله.. أنتِ حتى لا تعرفين تأثير سحرك الخاص على رجل مسكين محروم أتاكِ محاربا فترك كل أسلحته وركع على ساقه طوعا.. فأنهى الحرب قبل أن تبتدئ.. ورغم ذلك.. تصرين أنتِ بكل صلف أن تستكملي معاركك ضده لكي تتلذي بتقطيع أوصاله بدلا من إعانته على ترميم كبريائه الممزق"..

فجأة، تحولت في جلستها لترمقني بغضب مفاجئ، وأخذت تقول بغيظ: "أنت قد خدرتني لكي تمنعني عن الذهاب للمظاهرات مجددا.. لا أصدق كيف واتتك الجرأة".

الشرارات التي تطايرت من عينيها، أشعرتني بالخطر.. فنهضت مسرعا للتحرك مبتعدا وناقوس الإنذار برأسي يخبرني أنها قد وصلت لآخر قدرتها على تحمل التقلبات والأسرار في حياتها، فتبعتني بعزم متجدد وبدأت في مطاردتي كمهرج قد اقتحم قاعة السيرك في فقرة مروضي الأسود.. ونيتها واحدة.. القصاص..
ستخنقني وتنهي الأمر بيديها.. والجنون يتراقص بعينيها

أخذت أركض حول الأثاث، وهي خلفي بإصرار مرعب، حتى تعثرت أنا في منضدة صغيرة عليها بعض قطع الديكور الصغيرة التي سقطت وتناثرت بأركان الغرفة، وكان من بينها كأسا معدنيا كنت قد حصلت عليه كمكافأة الفوز بالمركز الأول في بطولة الجمهورية للملاكمة قبل عشر سنوات..

هذا الكأس تحديدا سقط ليستقر فوق رأسي لأصبح مثل أحد المهرجين في مهرجان شعبي أو نزيل بمستشفى الأمراض العقلية قد انفصل تماما عن الواقع وأصبحت حالته حرجة..
تهاوت شروق بجواري وهي تضحك بخفة ومرح..

تمدد قلبي فرحا بصوت ضحكتها الرائقة.. ربما أراها هكذا منذ شاهدتها لأول مرة قبل نحو عشر سنوات، عندما كانت مراهقة صغيرة تريد بث حزنها لأبيها، فما كان منه إلا أن تجاهلها بغلظة كعادته..

كان يليق بها وقتها أن تتحرك مخلفة ورائها تلك الضحكات الرائقة في كل الأرجاء، بدلا من أن تعيش على الهامش تكتم كل ما يختلجها من مشاعر عن أقرب الناس إليها.. وترتضي بفتات اهتمامه، وتصبح مهمة تبادل العواطف الأسرية الطبيعية واقعة على عاتق مربيتها التي لم تقصر معها أبدا..

توقفت ضحكاتي وسحبتها نحوي، ثم أسندتها لكي تستكين جالسة على أرضية الغرفة بخفة، وأغمضت عينيّ واستسلمت لقبلة كان جسدي يصرخ مطالبا بها منذ لاحظت تلك الغمازة الدقيقة في وجنتها اليسرى..

كنت أشعر أن الاعتراف بالحب الآن سيكون فوق طاقتها، لكن كانت تلك القبلة هي تعبيرا لا لبس فيه عن مشاعري المتضخمة تجاهها..

سحبت شفتيّ لألتقط أنفاسي قليلا ثم قبّلت غمزتها برفق، وهمست لها بين نظرات متولهة: "أول مرة تضحكين من القلب بهذا الشكل.. لا يليق بكِ الحزن أبدا.. فلتضحكي طوال الوقت ولا تخشي شيئا.. حتى الضحكة الصافية يمكنها أن تقهر الأعداء كسلاح باتر".

نهضت من مكاني ثم حملتها من أسفل كتفيها ورفعتها في الهواء وأخذت أدور بها بالغرفة بصخب طفولي، حتى تعالت ضحكاتها من جديد بلا تحفظ..

بعدها أنزلتها برفق، وأنا أشعر أنني قد وصلت لأقصى مدى لدي للتحمل، وعادت الرغبة تتمطى بداخلي كوحش جائع يخرج من سبات عميق ويشتعل بالحيوية ممنيا نفسه بوجبة شهية كانت مقبلاتها ضحكاتها الأنثوية ودلالها الفطري، فقلت عابسا حازما أمري: " ابتعدي من أمامي الآن يا طبيبة.. فأنا بحاجة فورا لحمام.." ثم زفرت وقلت من بين أسناني بخفوت: "بارد"..

توجهت نحو خزانة الملابس وأخرجت منامة رياضية ومنشفة نظيفة، ثم توجهت إلى الحمام وأنا أعلن بصوت غاضب.. والنية الفرار: "سأنام الليلة بغرفة حسام.. فهو بحاجة إليّ"..


يتبع


مروة سالم غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 31-07-21, 07:25 PM   #647

مروة سالم

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية مروة سالم

? العضوٌ??? » 482666
?  التسِجيلٌ » Dec 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,756
?  مُ?إني » مصر
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » مروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   ice-lemon
?? ??? ~
Why so serious?
Rewity Smile 1 الفصل الثالث والعشرون - القسم الثاني

لم تكن دفقات المياة الباردة المنهمرة على رأسي وجسدي قادرة على تشتيت تركيزي عن صوت ضحكاتها ودلالها الفطري غير المفتعل..

لسنوات، كنت أقوم بمراقبتها ومشاهدتها صمتا من بعيد وأنا أذوب حبا، ولكن صوتها الدافئ بنبرته الناعمة كان دائما بمثابة قطرات الماء الباردة التي تروي القليل من صحراء أشواقي فينبت بها الصبر ليعينني على التحمل..

رغم ثقتها بنفسها وحبها للجدال وكلماتها الجزلة التي تفرض على كل من يستمع إليها الإنصات والانتباه.. لكنها تظل أنثى للنهاية.. بنعومة المارشميلو وطعم القرفة الحار..

والآن كيف أهدأ بعد أن اكتشف خيالي الوقح ميزة جمالية جديدة للتركيز عليها إلى جانب لون شعرها المتدرج ونعومته وبريقه، وكذلك لون عينيها السماوي المميز، وقوامها الجذاب بمنحنياته المرهقة للأعصاب، فهناك الآن صوت ضحكاتها المليئة بالحياة وغمازتها التي تزين جانب ثغرها..

آه لو تعلم كم أحارب يوميا وأنا أنام بجوارها كي لا تتهور أناملي وتتفرس في قدها بملامسته بعبث وجموح!!
كم عاقبت نفسي لسنوات في كل مرة كنت أتمناها فيها وأن أعلم أن من المستحيل أن أنالها!!

صوتها الرائق.. اكتشافي الجديد
هو الحياة.. هو الشغف.. هو العنفوان..
تجعلني ضحكاتها أشعر أنني أسترد سنوات طفولتي الضائعة..

حتى عندما تتكلم، أشعر مع كل كلمة تنطقها وكأنني أحصل على هدية جديدة تعوضني عن حرمان كل ليلة في سنوات عمري البائسة..
أحب حديثها حتى وإن كانت غاضبة..

كما أن تلك الجذوة في عينيها المغلفة دائما بأمارات التمرد والتحدي..
هي بكليتها ملكة لا تقبل الهزيمة وعلى الجميع الطاعة..

أما الاكتشاف الأعظم.. عندما أقترب منها وأحتضن روحها بقبلاتي العاشقة.. تتألق عيناها بوهج استوائي متداخل الألوان ككرنفال لاتيني مبهج..

والآن حتى وأنا متيقظ.. تأتيني خيالات وقحة رغم اقتناعي أنها غير مستعدة بعد..
فهي لم تحبني بعد.. ولا يمكنني أن أسمح لنفسي أن أتمنى ما لا يحق لي.. ليس بدون قبولها وليس قبل أن تعرف أظلم أسراري..

أنهيت الحمام سريعا، وارتديت ملابسي على عجل.. وجففت شعري بداخل الحمام.. وعندما خرجت إلى غرفتنا، كانت هي متدثرة بالغطاء حتى رقبتها، فقلت بصوت خافت: "تصبحين على خير" .. وغادرت الغرفة فورا دون أن أنتظر ردها..

۞۞۞۞۞۞۞۞۞

كنت منسدحا بجوار حسام على سريره، بينما مازال النوم يرفض زيارتي.. خاصة وأن ذلك الأحمق يناديني كل خمس دقائق ويسألني: "هل نمت؟" وأجيبه: "كلا"..

فجأة ارتفع صوت حسام بالغناء بنبرة ضحوكة لا تماثل الكلمات الحزينة أبدا:

عجبي على حرفين قد سلبا وقاري
(حاء) حريق و (باء) بت في ناري
ماذا جرى لي؟؟
نحول .. غيرة.. قلق.. سهر.. عذاب
جنون هزّ أفكــاري


أمسكت بوسادة جانبية وضربته بها على رأسه، فقال مازحا: "أنت تبدو وكأنك ستنفجر في آية لحظة يا أخي..

أردت أن أقلل التوتر بالأجواء.. أقسم بالله سأختنق بتلك الموجات التي تتطاير من حولك".

علقت مغتاظا: "كف عن الغلاظة.. لا تنقصني وقاحتك الآن"..

قال حسام بمسكنة: "إذًا أنا سأغني حتى يأتيني النوم.. وأنت تظاهر أنك لا تسمعني"..

ثم شرع في الغناء ثانية

قولي لي كيف سأنقذ نفسي من أشواقي وأحزاني؟!
قولي لي ماذا أفعل فيكِ؟!. أنا في حالة إدمانِ
قولي ما الحل؟! . فأشواقي وصلت لحدود الهذيان
قاتلتي ترقص حافية القدمين بمدخل شرياني
من أين أتيت؟ وكيف أتيت؟
وكيف عصفت بوجداني؟!


هذه المرة التفتت نحوه لأنام على جانبي وأخذت أضربه على رأسي وأنا أتوعده: "قسما بالله إذا لم تصمت لأجعل ليلتك سوداء بلون شعرك المموج هذا"..

رفع حسام كلتيّ يديه وشبّك أصابعه اعتذارا ثم حرك إبهامه وسبابته على فمه كأنه يغلقه نهائيا امتثالا لكلماتي..

أخذت أراقبه لدقائق.. كان العبوس يكسو وجهه، وكأنه قد سرح بخياله مجددا نحو تلك الـ العلياء.. الحرباء المتلونة..
فقررت أن أشتت تركيزه عنها، فأخذت أغني بصخب

يضرب الحب شو بيذل
وما بنشبع منه ما نمل
على كيفه بيتحكم فينا
بيضحكنا وبيبكينا
اللي عاجبه ينضم لينا
واللي مش عاجبه يفل


فالتف هو لكي يصبح مواجها لي في نومته، ودخل في نوبة من الضحك، ثم رفع صوته ليغني معي بصخب مرح

من فيكم يرتاح في ليله إلا وعلى صدره خليله
بيغني له وينادي له، يا حبيبي يا سيد الكل
يضرب الحب وساعاته ما أحلاه في كل حالاته
في ضحكاته في دمعاته، هو حبيبنا وسيد الكل


۞۞۞۞۞۞۞۞۞

في الصباح، أعددت الفطور وتناولته سريعا مع حسام في المطبخ، قبل أن تستيقظ الخالة سناء، حيث أردت أن أمنح شروق بعض الوقت لكي تتعامل مع ما اكتشفته من معلومات بالأمس حتى تتصرف وفقا لها كما تشاء دون تعجل..

سحبت حسام بعدها وتوجهنا لقاعة الجيم حتى نقوم ببعض التمرينات الخفيفة قبل أن يأتي أخصائي العلاج الطبيعي من أجل جلسة أخرى بدلا لجلسة الأمس التي أنهاها مبكرا لظروفه الخاصة..

بعد نحو نصف ساعة، انضم إلينا أخصائي العلاج الطبيعي، وبدأ بالفعل جلسة تأهيل عضلات الساق مع حسام، بينما انشغلت أنا ببعض تمارين رفع الأثقال الخفيفة لتقوية عضلات الذراعين، على أن أقوم بعدها بتخصيص نصف ساعة أخرى لتدريب الملاكمة.

وبينما كنت أستكمل تدريبي بلا تركيز، لمحت شروق تقترب من الجيم مرتدية ملابسها الرياضية الخاصة بالركض وبيدها جهاز الآيبود الخاص بها..

فوضعت قضيب حمل الأوزان على الأرض، ثم ركضت نحوها.. أما هي، فتوقفت في مكانها بدهشة ما أن شاهدتني أقترب منها..

عندما وصلت إليها، سارعت بالقول وأنا أشير بيدي نحو الدرج: "اصعدي لأعلى فورا"..

رفعت حاجبها وقالت بدهشة: "عفوا؟".

زفرت من بين أسناني، وقلت بحدة: "كما سمعتِ.. فورا يا شروق"..

ضيقت هي عينيها بغضب، ثم سألت باستنكار ودهشة: "هل تمنعني من دخول الجيم يا حازم؟ وأين سأركض إذًا؟"

قلت بغيظ ولكن بنفس الوقت خففت من انفعالي قدر المستطاع: "اصعدي الآن بالله عليك يا شروق.. حتى لا أتحول لرجل كهف وأضرب الرجل بأول يوم عملٍ له وأفسد خطة علاج أخي.. اسمعي ستمارسين رياضتك كما تشائين عندما يغادر هو.. لا أسمح أن تمارسي تمارين الإطالة وتظهري ليونتك وأنوثتك أمام الأغراب.. حتى أمام أخي ممنوع.. مفهوم؟"..

اتسعت عينا شروق بدهشة، ثم زمجرت غضبا قبل أن تأخذ نفسا بطيئا محاولة السيطرة على انفعالها، لتقول بتردد وكبت: "ولكن.. ولكن.. ستأتي حنان بعد قليل وسنذهب للتسوق من أجل زفاف زينة.. قد لا أجد وقتا لممارسة الرياضة".

أخبرتها بتعجل: "لا بأس.. طالما ستخرجين فأنت ستبذلين مجهودا يحرق القليل الذي تتناولينه بينما تظنين أنك تأكلين كالبطة.. وبعد الحناء مباشرة، سأضع جهاز الركض خاصتك في الحديقة العلوية لكي تمارسي رياضتك في الوقت الذي تفضلين بدون أن نزعجك نحن أو يشاهدك أحد؟"

هتفت بغضب: "ماذا تقول؟ هل ستمنعني من دخول الجيم بعد الآن؟ هل ملابسي خليعة مثلا؟"

تنهدت ببطء ململا بقايا تركيز أحاول من خلاله الرد عليها بهدوء دون ، ثم قلت مهادنا: "ليست خليعة.. لكنها تجعلك جميلة.. للغاية.. وأنا لا أتحمل بصراحة.. أنتِ يا نقية السريرة لا تعلمين ما يدور في عقول الرجال من أفكار قذرة"..

شهقت شروق مصدومة، فتابعت بهدوء: "لا أحرمك من دخول الجيم.. ولكن لتشجيعنا ربما أو ارتدي ملابس رياضية فضفاضة من تلك التي تناسب الجنسين.. لا أحب تلك الخامات والتصميمات الملفتة.. ثم أنكِ بالأساس كنت تمارسين رياضتك في بيت والدك بخصوصية في الحديقة الخلفية".

فسألت هي باندهاش: "كيف عرفت؟".

أجبت بابتسامة سخيفة: "أخبرتك.. كنت أراقبك.. هيا اصعدي الآن".

استدارت شروق غاضبة متوجهة نحو الطابق العلوي، وأنا عدت للجيم لاستئناف تدريباتي..

عندما دخلت للجيم من جديد، كان حسام منسدحا على سرير العلاج الطبيعي الفردي، يستمع لتعليمات الأخصائي ويثوم بتطبيقها بقدر ما يستطيع من طاقة، حيث كان يثني ساقه السليمة، ويفرد ساقه المصابة ثم يرفعها لأعلى بزاوية 45 درجة وينزلها مجددا ببطء ثم يعيد التمرين بشكل متتابع..

كان الأمر مرهقا للغاية لحسام وبدت على وجهه علامات الألم، فأخذت أشجعه ببعض الكلمات الحماسية ليزداد عزما وإصرارا..

عندما أتم التمرين، ساعدته أنا والأخصائي لكي يستبدل وضعيته بحيث ينام على بطنه ويبدأ بتحريك رجله المصابة لأعلى في الاتجاه العكسي بنفس السرعة..

بعدها طلب منه الطبيب الجلوس بأريحية، ثم أخذ يدلك عضلات ساقه المصابة بزيوت طبيعية لمساعدتها على الاسترخاء وتجنب الشد أو التشنج، ثم طلب منه العمل على جولة من تقوية عضلات الذراعين بواسطة جهاز الدفع الرياضي، وذلك حتى يصبح أكثر قوة ويتمكن من التحرك بالعكازات لمسافات أطول دون تعب..

بعد نهاية الجلسة ووداعنا لأخصائي العلاج الطبيعي، ساعدت حسام للعودة لمقعده المتحرك ثم توجه هو لغرفته من أجل الاستحمام وتبديل ملابسه انتظارا لوصول علياء..

أما أنا فتوجهت لأعلى لكي أستعد أيضا.. لن أترك أخي بمفرده مع تلك الحرباء المتلونة..

أثناء تحركي نحو الدرج، لاحظت أن حنان قد جاءت من المستشفى رأسا إلى هنا بعد مناوبة مسائية، حيث أنها كانت تجلس على أحد مقاعد المطبخ الخارجية الملاصقة للجدار النصفي، وبجانبها شروق..

كانتا تتسامران مع الخالة سناء التي وضعت أمام حنان طبقا من عجة البيض وبعض أصناف الجبن والخبز الأسمر.. أما شروق
فكانت ترتشف مشروبا ساخنا..

ابتسمت مرحبا وقلت: "مرحبا حنان.. سأحصل على حمام سريع وأعود"، فبادلتني التحية بابتسامة هادئة، ثم عادت لاستئناف حديثها مع صديقتها..

انتهيت من حمامي سريعا، وبدلت ملابسي الرياضية لقميص كلاسيكي بأزرار باللون الأخضر الزيتي مع سروال من الجينز الأسود، وكنزة بدرجة أفتح من نفس لون القميص..

حين نزلت للطابق السفلي، كانت علياء قد وصلت بالفعل ومنشغلة بتحية شروق وحنان اللتين قدمهما لها حسام المستقر على مقعده المتحرك..

في البداية جلست برفقتنا في غرفة الاستقبال، حيث أحضرت لنا الخالة سناء صينية من مشروب الكاكاو الدافئ مع شرائح من كيك العسل وعين الجمل..

تسامرنا قليلا وتصنعت تلك الـــ علياء اللطافة مع شروق وحنان، وخاصة شروق عندما علمت أنها زوجة شقيق حسام..

لم تفوتني بالطبع نظراتها التي تحركت من وقت لآخر بمحيط الفيلا تتفحص محتوياتها بفضول يكاد يقفز من مقلتيها..

بعد أن انتهينا من احتساء الكاكاو، قالت علياء بدلال: "حسام.. هل لنا أن نجلس بمفردنا قليلا؟"

طالعني حسام بنظرة ثابتة، يخبرني أنه بخير وسيتصرف بعقلانية هذه المرة وسيضع العواطف جانبا..

حرك حسام مقعده إلى زاوية يده اليمنى، ثم قال لها: "هيا لنجلس قليلا أمام حمام السباحة"، ثم ناظرني متابعا بخفوت: "أخي.. هل لك أن تدفعني حتى الخارج؟"..

تدخلت علياء بحماس: "لا.. بل أنا من ستدفعك للخارج.. من الآن فصاعدا، عليك الاعتماد عليّ"..

ناظرتها بضيق، ثم علقت بهدوء: "ولماذا سيعتمد عليك؟ هل فقد أخاه؟ ثم إنه ليس بحاجة لأحدٍ أساسا.. أخي ما شاء الله بصحته ولا ينقصه شيء.. فقط يحتاج بعض الوقت حتى يستعيد قوته.. وهذا أمر طبيعي بعد الجراحة التي خضع لها مؤخرا..

حتى أنجح الرياضيين قد يتعرضون لمثل تلك الإصابات ثم يعودون بخير حالٍ بعدها بالمواظبة على تمرينات التأهيل البدني"..

ردت هي بارتباك: "لم أقصد.. فقط قصدت أننا منذ اليوم سنعود معا ونصبح..."..

قاطعتها قائلا: "من المبكر تأكيد هذا الأمر.. أرى أن تجلسا معا لتتفاهما أولا"..

تحركت علياء في صمت وهي تدفع حسام على مقعده المدولب إلى الخارج مرورا بالباب المؤدي لحمام السباحة..
وأنا.. وقفت أطالعهما من الزجاج حتى أتدخل إذا شعرت أن الأمور قد وصلت لحدٍ غير مقبول.. وهذا ما أتوقعه من تلك الحرباء..

فكل ما ألتقطه مما يعتمل بداخلها يحث على النفور..
هذه الفتاة سيئة النوايا ولا تحب حسام كما يستحق..

اقتربت شروق مني ووضعت يدها على كتفي ثم سألتني بصوت خافت: "هل أنت بخير؟ تبدو متوترا".

أجبتها وأنا مازلت أزرع ناظريّ على الزجاج المطل على حمام السباحة: "لا أثق في تلك الفتاة.. إذا وافق حسام على عودتها إليه، أعتقد أنها ستجرح قلبه كما لم تفعل من قبل.. هي لم تحبه أبدا.. بل كانت منبهرة به فقط خلال سنوات الدراسة..

وعندما اكتشفت أن الطريق أمامه أصبح طويلا، هربت سريعا.. لا أدري ما الذي دفعها للعودة اليوم.. لكن ما التقطته من مشاعرها يخبرني أنها لا تضمر خيرا".

التفتت شروق لكي تتواصل عينينا، ثم قالت بقلق: "أثق أن حسام سيتعامل مع الموقف بنضج ووعي.. مهما كان ما ستنتهي إليه تلك المقابلة".

تحركت شروق عائدة نحو صديقتها، بينما ظللت مرابطا في مكاني أراقب الموقف متحفزا..

بعد عدة دقائق، بدا على حسام الانفعال مع استمرار علياء بالحديث.. كان يرمقها من وقت للآخر بنظرات مليئة بالغضب والنفور وخيبة الأمل، بينما انتفخ وجهه وكأنه يكتم غضبه بصعوبة بالغة..

أما هي فأخذت تتحرك جيئة وذهابا أمامه بخيلاء وهي تتحدث بحماس وتحرك يديها في كل الاتجاهات بينما هو يضغط بيديه على مسند مقعده..
إلى هنا.. وكفى..

سارعت الخطى نحو البقعة التي يجلسان عندها، وعندما لمحني حسام تلاشت خطوط الغضب التي كانت متشبثة بجبينه قبل قليل وزفر بارتياح ، ثم قال موجها كلماته لي بنبرة ساخطة لم تلتقطها علياء: "تعال يا أخي استمع لخطة علياء المذهلة من أجل مستقبلنا".

ما أن رأتني أقف بينهما متأهبا، حتى جلست بتصنع على المقعد الأقرب لحسام، ثم قالت بنبرة حاذقة: "لا بأس.. سأعيد الحديث مجددا.. كنت أقول للتو لحسام إن عليه أن يستغل الشهرة التي حققها بالظهور الإعلامي الأول له.. هل تصدق كم وصل عدد المتابعين له الآن عبر تويتر؟ لقد وصلوا إلى ثمانية وعشرين ألف شخصا، ومن الممكن أن يزيد هذا الرقم لأضعاف أضعافه إذا أحسن استغلال الأمر.. يمكننا أن نبدأ من الآن بمخاطبة إدارة تويتر حتى تحصل على العلامة الزرقاء لتوثيق حسابك، وكذلك إنشاء صفحة رسمية عبر فيسبوك.. وتبدأ بشكل متواتر بنشر آرائك وتحليلاتك السياسية وتوطد علاقاتك بمشاهير الأدب وشباب الثورة.. وعندما يحين موعد الانتخابات البرلمانية المقبلة تقوم بترشيح نفسك.."..

في معرض حديثها عن خطتها الطموح، لم تنتبه علياء لنظرة الاحتقان والضيق التي كست ملامحي، حيث أكملت عرضها بشكل عملي متقن كمن تتحدث في ندوة تعريفية غرضها التسويق لأحد المنتجات التجارية.. غير أن المنتج هنا كان أخي..

لم أشأ مقاطعتها ومنحتها الفرصة كاملة للاستطراد، فتابعت بوجه تزينه ابتسامة ظفر سابقة لأوانها بشدة: "أنا متأكدة أنك ستفوز كونك تمثل شباب الثورة فضلا عن أن إصابتك ستجلب لك تعاطف الناخبين.. وبعدها سنفوز بالجائزة الكبرى.. أنت سيصبح لك حصانة برلمانية، ومكانة اجتماعية يمكنك استغلالها بالسفر إلى الخارج بأن تصبح الوجه الدعائي للثورة.. أو يمكنك كذلك العمل كمذيع في إحدى الفضائيات التي كثرت مؤخرا.. ووقتها سيتهافت عليك المخرجون لتنفيذ النصوص السينمائية التي تحتجزها أدراج مكتبك.. استغل وسامتك وثقافتك في تحقيق الشهرة التي تستحقها.. وأنا معك.. لن أتركك.. سأدفعك لتحقق كل ما نصبو إليه".

كنت أستمع لكلماتها وأنا أرغي وأزبد، وعقلي يصور لي أن أدفعها دفعا بالمسبح لكي تستفيق من أوهامها.. ومتأكد أن البقية الباقية من صبر حسام على تواقحها وتخطيطها لحياته بهذا الشكل المستفز وكأنه بلا أهلية، قد نفدت ..
تنتزع منه كل الخيارات وتريد دفعه لأن يستغل إصابته في تحقيق مكاسب مادية ووجاهة اجتماعية ونجاح مهني فقط من أجل أن تستفيد هي من ورائه..

وكأنني سأسمح لأحدٍ أيا من كان أن يحرم حسام من حريته.. خاصة بعد ما حدث له.. وأن يحوله لدمية ماريونيت ويمسك بخيوطه يحركها كيفما شاء..

أنا قبلت كل ما كان يفعله رحيم بي من أجل أن يتمتع أخي بحريته ويخطط لحياته كيفما شاء، فهل أسمح لتلك الحرباء المتطفلة باستغلاله هكذا؟

لا.. ليست حرباء، بل علقة متطفلة تريد أن تمتص دمائه ولن تتركه إلا بعد أن يجف تماما..

كنت أهم بالرد عليها ورمي ما تستحقه من كلمات سامة على مسامعها، لكن حسام سبقني بالرد بتهذيب وبنبرة باردة جديدة كليا عليه، لكنها تستحقها بالتأكيد: "عذرا علياء.. من أخبرك من الأساس أني أقبل بالعودة "..

انقلب وجهها تماما، واختفت ابتسامة مسؤولي المبيعات التي كان تكسو شفتيها، فتحولتا إلى خطين جامدين وازا حاجبيها غلظة، بينما توحشت عيناها بنظرة جليدية غير مصدقة لما تفوه به حسام للتو..

أما أخي، فقد أكمل بنفس الهدوء غير عابئ لتحولها المنفر: "لم أدفع ما دفعت ثمنا من أجل الحرية لكي أضعها تحت قدميكِ فتسجنينني داخل قفص تطلعاتك كقرد مستأنس ينتظر أداء فقرته في السيرك بأمر مدربه.. أنت من دون الجميع لا تستحقين أية تضحية.. وأنا لا أنوي أن أكون شيئا آخر سوى كاتب سينمائي.. وسأسلك الطريق الطبيعي حتى أصل لهدفي".

تنهد ببطء ثم أكمل قبل أن تتدخل هي بالرد: "حتى وإن فشلت في تحقيق حلمي وتبين مستقبلا أنني لا أتمتع بالموهبة الكافية.. سأعود للترجمة والتحرير الصحفي بدوام جزئي.. لكنني لن أسمح أبدا لأحدٍ بالتدخل في قراراتي أو تشكيل أحلامي كيفما شاء.. شكرا على زيارتكِ الغالية.. أٌثمنّها كثيرا.. فقد نبهتني للكثير.. نورتينا"..

ثم تحرك بمقعده باتجاه الباب الموصل لداخل الفيلا تشيعه نظرات الفخر من جانبي، ونظرات الخيبة من علياء التي رمقتها باستهزاء ونفور، وقلت بحدة: "نورتينا.. لأرشدكِ للطريق للخارج".. لتزفر هي بغيظ ثم تتوجه بخطوات عصبية نحو البوابة الخارجية للفيلا..


يتبع


مروة سالم غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 31-07-21, 07:28 PM   #648

مروة سالم

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية مروة سالم

? العضوٌ??? » 482666
?  التسِجيلٌ » Dec 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,756
?  مُ?إني » مصر
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » مروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   ice-lemon
?? ??? ~
Why so serious?
:jded: الفصل الثالث والعشرون - القسم الثالث

عندما دلفت للداخل خلف حسام، كان هو يجلس بجوار الخالة سناء في مواجهة شروق وحنان اللتين كانتا تجلسان على الأريكة المقابلة..

قالت حنان بحرج وتردد: "سأخرج أنا قليلا.. أو لأسبقك للتسوق يا شروق وأنتِ الحقي بي".

قال حسام بصوت هادئ ولكن حازم: "اجلسي يا حنان.. أنتِ أصبحتِ صديقتي خلال فترة إصابتي الأولى.. وطالما سمعتِ ما سمعتِ، فدعيني أنهي كل الغموض حول هذا العرض المهين الذي شاهدتيه قبل قليل".

شرب حسام بعض الماء من الكوب الذي وضعته أمامه الخالة سناء، والتي كانت تمسك بيده بلطفٍ وحنانٍ كأم حقيقية يحتاجها حسام الآن بالتأكيد.. وأنا أكثر من يشعر به..

أنزل الكوب لموضعه على المنضدة، ثم بدأ يتكلم بهدوء، ساردا قصته مع علياء وكأنه يريد إعلان النهاية أمام الجميع ليتأكد تماما من تمزيق تلك الصفحة من دفاتره..

قال أخي: " عندما انجذبت لعلياء لم يكن السبب كونها جميلة فحسب بل لأنها لمست بداخلي كل النقاط التي جعلتني أشعر أنني رجلا كاملا في عينيها. فهي من تقربت مني أولا وعبرت عن إعجابها الشديد بمبادئي الاشتراكية وعدم اكتراثي بأسلوب الحياة الرأسمالي.. وكانت تمتدح دوما تفضيلي لحريتي الشخصية واختياراتي لمستقبلي، حتى أنها كانت تبدي انبهارها بإصراري على العمل بدوامٍ جزئيٍ لدى أكثر من مؤسسة إعلامية بدلا من العمل بدوام كامل لدى جريدة واحدة تجبرني على تغيير قناعاتي وأفكاري والالتزام بسياستها التحريرية التي قد تختلف مع ضميري المهني واتجاهاتي الفكرية، وتلزمني أيضا بمواعيد عمل ثابتة تجعل من المستحيل بالنسبة لي أن أوفر وقتا لحضور ورش العمل الخاصة بالسيناريو".

ضحك حسام هازئا، ثم أكمل بأسى لم يفلح في مداراته: "العجيب أن كل ما عبرت عن إعجابها به في شخصيتي من قبل كان هو نفسه مثار انتقادها لي عندما أعلنت رغبتها في الانفصال، حيث وصفتني بأنني متكاسل وفاشل ومفتقر للطموح.. والآن عادت من جديد لأنها ظنت أنها قد وجدت بوابة تمكنها من استغلالي غير عابئة بأنني لو سرت في هذا الطريق ستتغير مبادئي كليا وسأبتعد عن هويتي أنا كإنسان.. وهذا أكثر شيءٍ أمقته".

بدا على حنان الغضب لأجله مما سرده، أما شروق فلامست مقلتيها مسحة من الأسف، فيما علقت الخالة سناء بتعاطف صريح: "حمدا لله أنها ذهبت بلا رجعة تلك الحرباء الطامعة ".

ضحكت أنا وعلقت متفكها: "ماذا قلت لك منذ قليل؟"

بادلني حسام الابتسامة مبتلعا مرارة الخذلان، فاستطردت الخالة سناء: "أنت تستحق أفضل منها يا ابني.. ما شاء الله شاب ووسيم ومتعلم.. بإذن الله ستجد من تحبك كما أنت.. وستعينك على تحقيق كل أحلامك.. ماذا أقول؟ أخذت الشر وراحت ليأتي لنا الخير عوضا من الله.. مثل تلك الفتاة ذهب قشرة.. لا نحزن لفقدانهن.. والناس معادن يا بني.. وبإذن الله سيكون نصيبك مثل الألماس الحر"..

ضحك حسام بعفوية، واحتضن الخالة سناء، وهو يقول: "سلمتِ يا أمي، ولا تقلقي عليّ"، ثم أكمل موجها كلماته لها، لكن نظراته تحركت بشكل مستتر نحو حنان، حين قال: "قد يكون حازم قد رسم عني صورة سيئة عندما لقبني بـــ العاطل، لكنني والله لم أكن عاطلا.. لقد دفعت كل نفقات ورش السيناريو من راتبي كمحرر ومترجم.. صحيح أن راتبي لا يكفي بالفعل لفتح بيت إلا إذا تخليت تماما عن أحلامي.. لكنني مازلت صغيرا ويمكنني العمل برغم تلك الإعاقة.. فالمستقبل أساسا للتدوين والصحافة الإلكترونية.. ولهذا لست قلقا بشأن المستقبل فيما يخص العمل.. لكنني أنتظر فقط أن أجد الفتاة المناسبة".

۞۞۞۞۞۞۞۞۞

بعد أن أنهى حسام كلماته، استأذن لكي يتوجه لغرفته ليستريح قليلا..
أما شروق فقد اصطحبت حنان لتذهبا للتسوق من أجل شراء ثوبين لحضور زفاف زينة وخالد..

انشغلت قليلا في العمل في الحديقة العلوية، وبينما كنت أتوجه نحو غرفة حسام للاطمئنان عليه، رن هاتفي من جديد برقم رحيم..

كان قد اتصل بي بالأمس ولكنني تجاهلت الرد عليه، ويبدو أنه سيعاود الاتصال إلى أن استقبل مكالمته..
بالتأكيد استفزه ظهور حسام بالتليفزيون

فتحت الخط، وأجبته دون تمهل: "ماذا تريد؟"، رد هو بنبرة متسلطة: "أرى أنك عدت للوقاحة من جديد.. لماذا تتجنب الرد على مكالماتي يا ولد؟"

فأجبته بضيق: "ولماذا أستقبلها؟ أخبرتك من قبل أنني لن أعمل معك مجددا.. خاصة بعد هروبك للمدينة الساحلية بعد أن تأكدت من غرق المركب التي كانت تحميك.. هل تخشى أن تطالك رياح التغيير الآن فتصيبك ويلاتها كونك من المخلصين جدا للنظام المنهار؟".

تحدث هو بغضب ثائر: "اسمع يا وقح.. ستعود للعمل عندي كالمعتاد.. وستنهي كل الصفقات العالقة الآن بعد فتح الموانئ من جديد.. لا أتحمل الخسائر المادية التي تلوح في الأفق بسبب تقاعسك وانشغالك مع عروسك وتدللك عليّ بمحاولات طفولية للتمرد.. ماذا تريد بعد؟ هل أكتب كل ثروتي باسمك في وصيتي؟".

ضحكة ساخرة صدرت عني دون تحفظ، ثم لملمتها لكي أرد عليه بنفس النبرة الجامدة: "أولا.. غير مسموح لك أن تتحدث عنها.. أنت تخليت عن ابنتك وانتهى الأمر.. هي لا تنتمي لك بعد الآن.. أصبحت زوجتي وفي عصمتي وأنا قادر على حمايتها من كل شيء.. خصوصا منك، ثم أي عمل الذي سأضع يدي في يدك من أجله بعد الآن.. هل نسيت ما فعله المجرمون المرتزقة خاصتك بأخي؟ والله حتى لو أجوع لن أعمل لديك بعد الآن.. أما بخصوص ثروتك القذرة التي جمعتها من أقوات ودماء الأبرياء.. فلا تلمزني.. كما أنني أعرفك جيدا.. متشبث جدا بأملاكك ولن تتنازل عنها من أجل أمثالي ممن تنظر لهم كرعاع".

ارتفعت نبرته وتحولت لصراخ هيستيري، حيث هدر: "توقف عن الحماقة.. إذا لم تنصاع سأجعل جيشي الصغير يتحول إليك فتصبح أنت وأسرتك الصغيرة شغله الشاغل.. أمامك أسبوعان فقط كي تتعقل وتعود حيث تنتمي"..

ضحكت ببرود، وقلت: "ليس هناك من عودة مهما فعلت.. وأنا قادر على حماية زوجتي وأخي من جرذانك البغيضة"..

ازداد الجنون في صوته، وصاح بكل صلف وجبروت: "إذًا سأحطمك أنت وأخاك ذاك الذي تحبه كثيرا.. سأخبر الجميع بحقيقتكما وسأجعلكما حديث الناس لأشهر.. لن ترفعا رأسيكما أبدا بعدها"..

ارتعشت يداي قليلا حول الهاتف، ثم أجبرت نفسي على التماسك من جديد، وقلت بهدوء يخفي التوتر الذي لاح بداخلي: "لن تقدر على فعل شيء.. لن تستطيع أن تضر حسام بشيء.. فسمعته بيضاء تماما.. أما أنا.. فمهما فعلت لن تضرني أكثر مما حدث.. أساسا لا يوجد جديد بجعبتك"..

أغلقت المحادثة دون أن أودعه، ثم أغلقت الهاتف تماما، وتوجهت بخطوات متثاقلة نحو غرفة حسام..

كان الأخير يجلس مهموما على جانب السرير فاردا ساقه المصابة وساندا ظهره على مسند السرير الخلفي..
سألته بخفوت: "كيف أنت الآن؟".

رد حسام بحزن وبنبرة كليمة: "ماذا تتوقع؟ أتعرف؟ كنت أظنها قد مزقت قلبي يوم زارتني في المستشفى..
لكنني الآن أشعر أن قلبي قد انكسر تماما.. تفتت المسكين قبل أن يتعلم الرقص بين الفراشات".

اقتربت منه لأجلس بجواره، وخاطبته بهدوء يغلفه المرح: "أنت وتشبيهاتك الأدبية.. كلانا نعلم أنها لم تكن تستحقك منذ البداية.. لكنني تركتك تخوض التجربة بمفردك دون أن أضغط عليك أو أحاول توجيه قراراتك في الاتجاه الذي كنت مقتنعا أنه الأصوب".

أجابني بنفس نبرة الأسى: "أعلم أنها لا تستحقني.. ولكنني تأملت بعض الشيء عندما هاتفتني بالأمس أن تكون رؤيتها لي قويا ومتماسكا قد أعادت لها صورتي القديمة التي كانت تبهرها دائما"..

اقتربت منه في جلستي وحاوطت رأسه من الخلف بكلتي يديّ، ثم قربته مني حتى باتت المسافة بيننا عدة سنتيمترات وبادلته النظرات القوية الواثقة لكي تمحو أي خذلان يستشعره الآن، وقلت له: "انظر إليّ.. أنا وأنت مررنا بالكثير.. وخرجنا سليمين من قلب النيران.. ربما هناك بعض الندبات، لكنها لم تعد تؤلم.. ولا تحدد من نحن بأي حالٍ من الأحوال.. هي مجرد ذكرى بعيدة.. وأنا متأكد أنك ستخرج من هذه الأزمة أيضا كما تخطيت كل الصعاب السابقة لتصبح مجرد ذكرى".

أطرق حسام مؤيدا، فعبثت بشعره قليلا لأشعثه نكاية فيه، وقلت له ممازحا: "لا أدري يا فتى لماذا تشكو وأنت تتمتع بهذا القدر من الوسامة! أنا متأكد أن ظهورك الإعلامي بإطلالتك تلك سيجعل المعجبات يطاردنك.. حتى لو تفحصنا السبع وعشرين ألف شخص الذين انضموا لقائمة المتابعين الجدد لك عبر تويتر سنجدهم جميعا من الجنس اللطيف.. بالتأكيد يمكنك الانتقاء من بينهن".

أطلق حسام ضحكة مجلجلة، فعلمت أنني قد نجحت في تشتيت انتباهه عن تلك الحرباء..

اعتدلت في جلستي، ثم بنبرة أكثر جدية قلت له: " أعلم أنك كنت تكتم مشاعرك مؤخرا بسببي.. حتى عندما انفصلت عنك علياء بالمرة الأولى كنتَ أيضا تتجنب الحديث عن الأمر أمامي.. حتى لا أقلق عليك.. كما لم تعبر أبدا عن غضبك أو إحباطك بعد إصابة ساقك.. أخذت تتحدث فقط بإيجابية لأنك تخشى انهياري تحت وطأة أوجاعك وشعورك بأنه قد تمت سرقتك.. سرقة جزء منك.. قسرا.. وأعلم أيضا أنك غاضب بشدة وتشعر أنك دفعت ثمنا لم يكن من داع له لو لم يرسل رحيم مرتزقته لتخويف المتظاهرين وتفريقهم عنوة.. لكنك تصمت لأن الهدف الأكبر تحقق..".

زفرت بقنوط وأكملت: "أنا آسف لكل ما حدث لك وأتمنى لو كان بإمكاني التواجد بجوارك في تلك اللحظة وحمايتك.. لا يمكنني إعادة الماضي وتصحيحه، لكنني أخبرك فقط أنني سأكون بجانبك طوال الوقت.. فلا تخشى شيئا.. سأتحمل كل ما يخرج منك وسأساعدك على أن تستعيد عافيتك قدر المستطاع.. لا تيأس ولا تبتئس.. وكما قلت أنت بنفسك.. يمكنك النجاح في أي مجال تخوضه.. بالعزم والمهارة والموهبة".

قال حسام بنبرة مريرة: "دوما كنت تعذبني من أجل المذاكرة للالتحاق بكلية الإعلام وبعدها بالبحث عن عمل بدوام كامل.. لكنني لم أشعر أبدا أنني فاشل إلا من خلال كلمات علياء"..

أجبته: "وهي ليست مقياسا لمدى نجاحك بالمناسبة.. دائما كان لك طرقك الخاصة لتحقيق أهدافك.. فقد التحقت بالكلية بفضل الحافز الرياضي فقط برغم أن درجاتك لم تؤهلك، كما عملت لدوام جزئي لتحصل على مجموع رواتب يفوق راتب من يشغل عملا ثابتا، فاكتسبت خبرة وأصقلت مهاراتك ووفرت الوقت والنفقات لدراسة فن كتابة السيناريو والاستمتاع بالكتابة بحرية دون قيود.."

ابتسم حسام خجلا، فتابعت بجدية: "أحترم أنك كنت ترفض أي تدخل من جانبي لكنني خشيت أن يطول سعيك من أجل تحقيق هدفك بلا وساطة.. فكنت أدفعك لكي تجرب العمل بدوام ثابت حتى تنجح في تأسيس حياتك مثل باقي الشباب.. لكن رأسك يابس ودوما كان لك عالمك الفريد وقوانينك الخاصة وترفض أن تكون مثل الآخرين.. فقط تنفش ما يطرأ على رأسك.. لكن كن على يقين أنني كنت وسأظل دوما فخورا بك.. أنت إنجازي الوحيد في هذه الدنيا.. وفخري بك ليس له حدود".

اقترب مني حسام واحتضنني بامتنان وقال: "سلمت لي يا أخي.. وبإذن الله نرى لك إنجازات صغيرة من زوجتك على أن تُسمي أكبرهم حسام على اسم حضرتي"..

ضربته على مؤخرة رأسه بقليل من القسوة كعادتي، فأخذ يربت عليها كعادته وهو يرد: "لا تحب المزاح أبدا يا كبير.. كنت أدعو لكما بالذرية الصالحة.. فيما أخطأت؟".

لم أرد عليه، وشردت قليلا فيما كان قبل أن أهبط لغرفته..

بعد بضعة دقائق من الصمت المتوتر، هتف حسام بشك: "أخي.. تبدو وكأنك تخفي شيئا".

أجبته بضيق: "رحيم هاتفني".

رد هو بتساؤل قلق: "وبعد؟"

أطرقت رأسي وقلت: "يريد أن يجبرني على العودة للعمل لديه وهددني بتسليط مجرميه عليك أنت وشروق.."
بنبرة ساخرة، رد حسام: "وما الجديد؟ لقد دأب على تكرار تلك التهديدات طوال الفترة الماضية"..

أجبته بتحفز: "لكنه هذه المرة أضاف إلى تهديداته أنه سيقوم بكشف ماضينا على الملأ.. ومنحني مهلة أسبوعين فقط قبل العودة لاستئناف العمل لديه دون معارضة".

أطلق حسام سبة منفعلة وأخذ يلهث بانفعال وكأنه كان يركض لمسافة طويلة، ثم سألني بقلق: "وهل أنت مستعد لتلك الخطوة؟ أقصد فضح الماضي؟ "

كدت أشرع بالرد، لكنه تابع بنبرة متخبطة مليئة بالتوتر: "أقصد.. أقصد هل ستنصاع لتهديده من جديد وتعود مرغما للعمل تحت إمرته أم ستقاوم هذه المرة وليكن ما يكون؟".

أجبته بقنوط: "لا يهمني سوى شروق.. وآجلا أم عاجلا كنت سأحكي لها كل شيء.. عليّ فقط أن أجد الوقت المناسب.. ولذلك سأحاول أن أشتري لنفسي فسحة من الوقت قبل أن يتصرف بطريقته القذرة"..


يتبع


مروة سالم غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 31-07-21, 07:32 PM   #649

مروة سالم

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية مروة سالم

? العضوٌ??? » 482666
?  التسِجيلٌ » Dec 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,756
?  مُ?إني » مصر
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » مروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   ice-lemon
?? ??? ~
Why so serious?
New1 الفصل الثالث والعشرون - القسم الأخير

توجهت إلى الجيم لكي أفرغ بعض الشحنات السلبية من داخلي بعد مقابلة علياء ومكالمة اللعين رحيم..

كنت أريد الحديث مع خالد لكي أسأله بعض التفاصيل فيما يخص ما حدث أثناء زيارتي لمنزله مؤخرا، ولكنني قررت تأجيل تلك المحادثة لما بعد زفافه، نظرا لانشغاله حاليا بالترتيبات فضلا عن التزامه بإجازته المرضية وبالتالي لن يكون بمقدوره مساعدتي فيما أخطط له..

أخذت أتدرب على الملاكمة بعنف وإصرار وكأن أمامي مباراة هامة غدا.. وبعد نحو ساعة، شعرت أنني قد أصبحت أهدأ وقد استكانت طاقتي كثيرا، فتحركت للحصول على حمام ساخن كي ترتخي عضلاتي قليلا..

بعد الاستحمام، رن هاتفي معلنا عن قدوم مكالمة واردة من خالد..

استقبلت المكالمة، فتحدث خالد بمزاج مرح: "حازم.. مرحبا.. اتصلت لأهاتفك بخصوص الزفاف.. ما رأيك أن نمضي يوم الحناء في احتفالات هبلاء نقلد بها الفتيات اللاتي ينشرن البهجة بتفاصيلهن النسائية العاشقة للحياة، فلا نجلس متكومين كمن ينتظرون الدور من أجل إتمام معاملة بنكية؟"..

وقبل أن بمنحني فرصة للرد، أكمل بقوله: "اسمع أخطط لبرنامج ترفيهي مذهل.. بما أن الصيف لم يحل بعد، فلا يمكننا السفر للبحر.. ولكن يمكننا الاستمتاع بآخر لحظات الحرية قبل أن أدخل القفص الذهبي وأصبح مدجنا ووديعا".

أجبته بسخف: "والله أنت أصبحت مدجنا ووديعا منذ أن خطبت زينة التي أصبحت تمتلك كل مفاتيحك وتحركك كيفما تشاء".

علّق هو بسخرية: "انظروا من يتكلم".
عندما لم أبادله المزاح، قال متسائلا: "ماذا هناك يا حازم؟ هل حدث شيء؟".

أجبته بضيق: "لقد حدث موقف سيء لحسام وهو الآن يعاني في صمت ولا يريد التعبير عما بداخله حتى لا ألتقط أنا آلامه.. الغريب أنني أتألم بالفعل لإصراره على كتمان مشاعره".

صمت خالد قليلا مفكرا، ثم قال: "ولما لا نبدأ أجواء الاحتفال مبكرا؟ اسمع.. ما رأيك أن نتوجه اليوم من أجل الخضوع لجلسة العناية بالبشرة والشعر والتدليك، ونخصص يوم الحناء بالكامل للمرح والاحتفال بلا عوائق.. على أن أزور أنا الصالون يوم الزفاف من أجل تدريم سريع.. أظن هذه الخطة جيدة وستجعل حسام ينتعش قليلا.. لن أجلب عدد كبير من أصدقائي.. فقط واحد أو اثنين إذا كان لدى أيهما وقت.. ويمكنني أن أحتفل لاحقا مع الباقين.. ها.. اتفقنا؟"..

أجبته بقنوط: "سأخبر حسام وأهاتفك للتأكيد.. وأنت رتّب الأمر وأرسل لي عنوان مركز التجميل..

بعد أن حصلت على موافقة حسام، توجه كلانا للعنوان الذي أرسله خالد..

عندما وصلنا إلى المركز، صففت السيارة في المرآب المخصص، ثم أرسلت رسالة سريعة لشروق كي أطمئن عليها وأخبرتها أنني ذاهب مع حسام للتجول وسألتها متى ستنتهي من جولة التسوق مع صديقتها.. فأخبرتني أنها ستنتهي قريبا وتعود للمنزل بعد توصيل حنان لمنزلها..

كان حسام في تلك اللحظات يحاول الخروج من السيارة بمفرده بواسطة عكازيه بعد أن رفض بعناد مقهور اصطحاب المقعد المتحرك مؤكدا أنه لن يضطر للسير مسافة طويلة وبالتالي لن يرهق نفسه بحمل عكازيه..

أسرعت أنا لكي أساعده على الخروج من السيارة بأمان، ثم أغلقتها وتوجهت برفقته نحو مصعد الصالون التجميلي المخصص للرجال..

عندما دلفنا إلى الداخل، كان خالد يتبادل الحديث مع شاب أشقر يبدو بعمري أو أصغر قليلا، وفور أن شاهدني هب واقفا لتحيتي أنا وحسام، ثم اصطحبنا لكي نتعرف على هذا الشاب..

عندما وصلنا إلى حيث يجلس الشاب، قال خالد بابتهاج: "أعرفكم.. هذا حازم صديقي المقرب.. وهذا شقيقه حسام وصديقي أيضا.. أما هذا، فهو صديقي المحامي سليم الزين"..
سليم الزين..

سألته بفضول: "مرحبا.. هل أنت قريب للسيد علي الزين من آية جهة؟"

رد الشاب بهدوء: "نعم.. أنا ابنه.. ونائب مدير الشئون القانونية لمجموعته الاستثمارية"..

أخذت أتفحصه مندهشا من تواجده هنا اليوم، لكن خالد قد طلب شخصا من إدارة الصالون لكي يبدؤوا العناية بنا لقتل الوقت..

في البداية، تساءل مدير الصالون عن جلسات التدليك، فأجبنا جميعا بصوت واحد بالإيجاب، ثم أطرقنا رؤوسنا وتبادلنا الضحك..

بعدها سألنا، عن قص الشعر وتزيينه، فرفضت أنا وحسام..

هنا تدخل العريس بحزم: "لا.. لا.. كلنا سنخضع لقص الشعر كما أمرت العروس"..

علقت بضيق: "هي تأمرك أنت.. ما شأننا نحن؟".

زفر هو بغيظ، ثم قال: "زينة تقول إن عليّ أن أجمع خصلة من شعر كل واحدٍ منكم وأن أضعها بداخل حاوية صغيرة كقلادة أو ميدالية كتذكار، لأنها سافرت ذات مرة لإحدى جزر المحيط الهندي مع عائلتها، وشاهدت عرسا قبليا، حيث أصرت العروس وقتها على تطبيق تلك العادة لأنها تجلب الخير وتبعد الشيطان.. هل تريدان إفساد زواجي قبل أن يتم؟"

أجبته بحنق: "ما هذا الهراء؟ ما هذه العادات الغريبة؟"

تدخل حسام قائلا: "في الحقيقة، عادات الزفاف يكتنفها الكثير من الغرابة بين دولة وأخرى.. في بعض الدول يخبئون العروس في بيت إحدى صديقاتها، ويجب على العريس البحث عنها وإن لم يجدها خلال فترة محددة يتم إلغاء الزواج.. وهناك بدول عربية يمتنع الأب والأخ عن الرقص في زفاف عروس العائلة حتى لا يظن أهل العريس أنهما سعيدان لفراقها.. حتى هنا في مصر في بعض المناطق الشرقية يكون مهر العروس عبارة عن قطيع من الإبل"..

علقت أنا بضيق: "وما ذنبنا نحن وتلك العادات؟".

قال خالد بكياسة: "اسمع يا حازم.. بعد إصابتي الأخيرة، سأنفذ أي شيء لحبيبتي مهما كان خرافيا أو تافها فقط حتى يطمئن قلبها.. البنت لم تتخطى بعد صدمتها بأنها كانت على وشك فقداني"..
ربتت على كتفه وقلت داعيا: "حفظك الله يا أخي.. حسنا لنقص خصلة قصيرة واحدة من أجل الآنسة زينة قرة عينك.. وأنت يا حسام؟".

رد هو بلا مبالاة: "بالطبع.. لا مشكلة"..

انتهينا من قص الخصلات وجمعها خالد في أكياس بلاستيكية صغيرة كأنها أحراز.. حتى أنه قام بتعليق ملصق على كل واحدة وكتب عليها اسم صاحبها، ثم وضعها بجيب سترته العصرية ككنز ثمين، مبتسما بابتهاج غير مبرر..
تبا له.. سحرته الفتاة وجعلته يؤمن بالخرافات..

منحته ابتسامة سخيفة، وعلقت بغيظ: "ضاع عقلك يا حبيبي".

اقترب خالد منى وقال بصوت خافت مستنكرا: "الزوج العازب يسخر مني؟ ماذا تفهم أنت في الرومانسية أيها الصامت المستكين".

على الفور، ذهب خيالي لتلك اللحظة التي كانت فيها شروق بين أحضاني على أرضية الغرفة ليلة أمس، فاتسعت ابتسامتي تلقائيا، ثم أجبت: "ماذا تفهم أنت في الرومانسية يا بغل؟ أنا أتبع معها خطة إغواء طويلة المدى.. وستؤتي ثمارها حتما.. الشبح عاد للملاعب".

رفع خالد حاجبيه بدهشة، ثم تساءل باستغراب: "ألم تكن منزعجا من هذا اللقب وتشعر بالقرف منه؟"
ازدادت ابتسامتي اتساعا وأنا أتذكر سؤالها الخافت
(كنت تنهي تعليقاتك بـ Your Black Ghost.. هل أنت فعلا خاصتي)

فأجبته ببهجة مفاجئة وأنا أنظر للفراغ: "شروقي تراه لا بأس به.. إذًا أنا أحبه"

ضربني خالد بقبضته في كتفي، ثم قال ممازحا: "الفاتحة على روحك يا هيمان.. ضاع الفتى في شربة ماء.. بركاتك يا شروقه"..

تحركنا بعدها نحو غرفة التدليك، وحرص المدلك على الاهتمام بساق حسام المصابة، حتى أن الأخير بدت على وجهه علامات الاسترخاء برغم حفاظه على عبوس وجهه نتيجة مواجهة اليوم..

عندما لاحظ خالد، سألني بخفوت: "هل تظن أن عليه معاودة طبيب نفسي؟"

أجبته همسا: "هو يحاول أن يبدو هادئا ومستكينا.. لكنني أعلم أن داخله غضبا مستعرا يكتمه بعناية، لكنه سيفقد السيطرة عليه في لحظة ما لينفجر فجأة.. غير أنه حتى الآن يرفض زيارة الطبيب".

قال خالد بقنوط: "إذًا علينا أن نراقبه عن كثب دون أن نشعره بذلك.. حتى يمكننا أن نخاطب طبيبا نفسيا لاستشارته حول الطريقة المثلى للتعامل معه.. قد يرشح لنا الدكتور فؤاد طبيبا مناسبا لعلاج مرض اضطراب ما بعد الصدمة"..

غمغمت بموافقة: "نعم نعم.. فكرة جيدة.. هذا ما كنت أنتويه بالفعل"..

كدت أن أفاتحه بشأن علي الزين وابنه اللذين تسللا لحياتنا مؤخرا، لكن بالفعل كان الوقت غير مناسب لعدم وجود خصوصية..

عندما انتهينا من جلسة التدليك، توجهنا بعدها للخضوع لعلاج مكثف للبشرة بأقنعة للوجه وأشياء أنثوية لا أطيقها.. لكن خالد كان يصر عليها..

ما لفت نظري أن ذلك الشاب سليم لم يكن يتحدث كثيرا طوال اليوم، لكنه كان يختلس النظرات بفضول نحوي من وقت لآخر.. وكأنه يحاول استكشاف أمرا معينا..

لم أره مسبقا ضمن دائرة أصدقاء خالد من زملائه بالشرطة.. وهذا يزيدني فضولا.. تُرى ما سر انضمامه إلينا اليوم؟ وما قصة صداقة والده لعلي الزين؟


نهاية الفصل
قراءة سعيدة


مروة سالم غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 31-07-21, 09:23 PM   #650

موضى و راكان

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية موضى و راكان

? العضوٌ??? » 314098
?  التسِجيلٌ » Mar 2014
? مشَارَ?اتْي » 6,242
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » موضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك max
?? ??? ~
سبحان الله وبحمده .. سبحان الله العظيم
?? ??? ~
My Mms ~
Rewitysmile25

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 37 ( الأعضاء 9 والزوار 28)


موضى و راكان, ‏فاتن عبدالعظيم, ‏Moon roro, ‏ع علا عامر, ‏Tahaniallan, ‏مروة سالم, ‏Johara., ‏الهام حبوش, ‏الاء طه عبد




ألف مبروك يا مروة على تميز روايتك الجميلة الممتعة و ربنا يسعدك و يريح بالك و يرفع عنك الاحباط و اليأس

الله يديم عليك توفيقه و يرزقك من حيث لا تحتسبى إبداع و تميز و سعادة


موضى و راكان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:25 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.