آخر 10 مشاركات
✨الصالون الأدبي لرمضان 2024 ✨ (الكاتـب : رانو قنديل - )           »          6 - موعد مع الغرام - روزمارى كارتر - ع.ج ( إعادة تنزيل )** (الكاتـب : امراة بلا مخالب - )           »          هيا نجدد إيماننا 2024 (الكاتـب : رانو قنديل - )           »          328 - العروس المتمردة - جوليا جيمس (اعادة تصوير) (الكاتـب : سنو وايت - )           »          نصيحة ... / سحر ... / الأرملة السوداء ... ( ق.ق.ج ) بقلمي ... (الكاتـب : حكواتي - )           »          الجبلي .. *مميزة ومكتملة* رواية بقلم الكاتبة ضي الشمس (فعاليات رمضان 1436) (الكاتـب : قصص من وحي الاعضاء - )           »          آسف مولاتي (2) *مميزة ومكتملة * .. سلسلة إلياذة العاشقين (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          جدران دافئة (2) .. سلسلة مشاعر صادقة (الكاتـب : كلبهار - )           »          أسيرة الثلاثمائة يوم *مكتملة * (الكاتـب : ملك علي - )           »          شيوخ لا تعترف بالغزل -ج3 من سلسلة أسياد الغرام- لفاتنة الرومانسية: عبير قائد *مكتملة* (الكاتـب : noor1984 - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

مشاهدة نتائج الإستطلاع: هل تعتقدون أن خالد قد مات وانتهى دوره بأحداث الرواية؟؟
نعم 0 0%
لا 6 100.00%
المصوتون: 6. أنت لم تصوت في هذا الإستطلاع

Like Tree484Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 15-09-21, 09:03 PM   #781

مروة سالم

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية مروة سالم

? العضوٌ??? » 482666
?  التسِجيلٌ » Dec 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,756
?  مُ?إني » مصر
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » مروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   ice-lemon
?? ??? ~
Why so serious?
Rewity Smile 2


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة م ام زياد مشاهدة المشاركة
الكلمه بتاعت سام ديه فيها باقي والا 😒
عشان ممكن تبقي ساميه 🤣
او سامانتا


مروة سالم غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 16-09-21, 05:39 AM   #782

Nour fekry94

? العضوٌ??? » 461550
?  التسِجيلٌ » Jan 2020
? مشَارَ?اتْي » 339
?  نُقآطِيْ » Nour fekry94 is on a distinguished road
افتراضي

عودا حميدا احلى مارو وحشتيني وولادك وحشوني جدا ♥️
ربنا يتمم شفاء مامتك على خير يارب ♥️
الاقتباس غامض و مخيف 🙆🏻‍♀️
يعني لو سام ده معناه شيء سام تعبان مثلا زي ما شروق استنتجت يبقى الحلم تفسيره وحش ولو بيحلم بواحدة اسمها سام ف كده يبقى اوحش عشان شروق هتجيبله التعبان وتسمه بنفسها 🙂😂😂😂
ف في الحالتين ربنا يستر على الولد ده احنا لسا بنرحب بيه 🌚😂😂
ان شاء الله سام ده يطلع راجل عادي 😂😂♥️
مستنية الفصل جدا يارب الايام تعدي 🥺♥️♥️


Nour fekry94 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-09-21, 06:37 PM   #783

مروة سالم

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية مروة سالم

? العضوٌ??? » 482666
?  التسِجيلٌ » Dec 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,756
?  مُ?إني » مصر
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » مروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   ice-lemon
?? ??? ~
Why so serious?
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Nour fekry94 مشاهدة المشاركة
عودا حميدا احلى مارو وحشتيني وولادك وحشوني جدا ♥️
ربنا يتمم شفاء مامتك على خير يارب ♥️
الاقتباس غامض و مخيف 🙆🏻‍♀️
يعني لو سام ده معناه شيء سام تعبان مثلا زي ما شروق استنتجت يبقى الحلم تفسيره وحش ولو بيحلم بواحدة اسمها سام ف كده يبقى اوحش عشان شروق هتجيبله التعبان وتسمه بنفسها 🙂😂😂😂
ف في الحالتين ربنا يستر على الولد ده احنا لسا بنرحب بيه 🌚😂😂
ان شاء الله سام ده يطلع راجل عادي 😂😂♥️
مستنية الفصل جدا يارب الايام تعدي 🥺♥️♥️
كل اللي اقدر اقوله ربنا يستر على ولدنا لما نعرف ايه حكاية "سام" دي


مروة سالم غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 18-09-21, 03:23 PM   #784

مروة سالم

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية مروة سالم

? العضوٌ??? » 482666
?  التسِجيلٌ » Dec 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,756
?  مُ?إني » مصر
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » مروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   ice-lemon
?? ??? ~
Why so serious?
افتراضي

يا ترى في حد مستني الفصل النهاردة؟؟ ولا انا واتنين اخرين؟


مروة سالم غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 18-09-21, 06:21 PM   #785

مروة سالم

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية مروة سالم

? العضوٌ??? » 482666
?  التسِجيلٌ » Dec 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,756
?  مُ?إني » مصر
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » مروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   ice-lemon
?? ??? ~
Why so serious?
Rewitysmile10 الفصل الثامن والعشرون - القسم الأول

الفصل الثامن والعشرون
شروق


مشاعر دافئة من نوع مختلف تغمرني لأول مرة.. لا أستطيع تفسيرها أو حتى شرحها..
كانت مغامرة آسرة.. ورحلة أخاذة..

وكأن قلبي تمدد بفعل تدافع الانفعالات والمشاعر المختلفة بداخلي، فصار عقلي لا يكاد يستوعب أو يترجم تلك الانفعالات ..

ربما.. ربما عندما تستعيد خلايا عقلي اتزانها وتخرج من بحيرة الانتشاء التي تسبح فيها الآن بتدلل..

زرع حازم قبلة ناعمة على شفتيّ وأخرتين أكثر نعومة على جفنيّ.. وأخيرا، لثم جبيني بواحدة بطيئة أودع فيها كل ما كانت تحمله مشاعره في تلك اللحظة، ثم قال بصوت مبحوح: "أحبك يا فراشتي المحاربة التي تراقصت أجنحتها لتضيء حياتي ببهاء.. نامي يا شروقي"..

استسلمت بتكاسل لنومٍ هادئ، لكنني استفقت فجأة على شعورٍ مفزعٍ بيدٍ فولاذية تقبض على معصمي بعنفٍ..

فتحت عينيّ بتردد وأخذت أجول بهما حولي حتى تعودت على ظلام الغرفة، ثم التفتت نحو مصدر الضغط على معصمي الأيسر، لأجد ذراع حازم متصلبا بشدة وكفه تقبض على معصمي بقسوة دون إدراك منه..

استدرت على جانبي الأيسر كي أفكك أصابعه وأتخلص من قبضته القاسية أو حتى أوقظه ليسترخي جسده من جديد ويترك معصمي، لكنه كان يحرك رأسه يمنة ويسرى ويهذي بكلمات غير مفهومة..

كان عاقدا حاجبيه بوجع.. أو غضب.. كما التمعت حول جفونه دموع عكست الألم الذي يكابده في كابوسه المزعج برغم أن الغرفة كانت مظلمة نوعا ما إلا من ضوء خفيض ينبعث من لمبة ملونة مثبتة بسقفها..

انتقل رعبه إليّ خلال الثواني التالية، فأخذت أهتف بصوت مرتفع قليلا، وأنا أربت برفق بيدي اليمنى على وجهه علّه يستيقظ: "حازم.. حازم.. أنت تحلم.. حازم.. أفق"..

نهض حازم فجأة جالسا وهو يصيح مفزوعا: "سام"..

تبعته بالنهوض أيضا لأجلس على ساقي بجواره، ثم مددت يدي أربت على ظهره برفق، بينما أضغط على عضده بيدي الأخرى، وأنا أقول بنبرة هادئة في محاولة لبثه بعض الطمأنينة التي غابت عنه في تلك اللحظات: "لا بأس عليك.. كان مجرد كابوس.. أنت بخير الآن.. ما هو هذا الشيء السام؟ هل رأيت ثعبانا في الحلم؟"..

نظر لي حازم ببلاهة وكأنه لا يعي ما أقوله، ثم زفر ببطء، وقال بصوت متحشرج من أثر النوم: "أريد أن أشرب"..

سكبت له بعض الماء في كوب صغير من الدورق الموجود على المنضدة الجانبية المجاورة للسرير، ثم منحته له، فأخذ يرتشف ببطء، ثم شكرني..

وعاد ليمدد رأسه على وسادته من جديد، محاولا السيطرة على ارتجاف جفونه..

سألته بقلق: "هل تريد أن تتحدث عن الأمر؟"

رد هو متعجلا: "لا.. لا أتذكر شيئا.."، رافضا مقابلة نظراتي بمقلتيه..

لماذا أشعر أنه يتذكر ما كان يحلم به لكنه يمتنع عن الإفصاح لسبب ما؟!..

حين زفرت ببطء، رفع حازم نظراته إليّ متوجسا، ثم قال متوسلا: "تعالي لأحضاني يا شروق.. أريد أن أغمرك أثناء نومي.. ربما تُبعد روحك البراقة الكوابيس المظلمة عن رأسي".

لم أستطع الامتناع عن تلبية طلبه المتوسل، فاقتربت منه ليغمرني بين ذراعيّه، ثم يدثر كلينا بغطائه لنستسلم معا للنوم من جديد.. هو في حالة من التوتر.. وأنا أخفي بالكاد الترقب الذي سيطر على رأسي..

في الصباح، استيقظت أولا، فقررت أن أتركه ليحصل على بعض النوم الإضافي حتى يتخلص تماما من آثار كابوسه المزعج، ثم ذهبت للاستحمام والصلاة، وبعدها نزلت للطابق السفلي، وتوجهت من فوري للمطبخ بغية تجهيز مشروب سموثي صباحي منعش ولذيذ لكي أقدمه له فور أن ينهض من نومه..

أثناء انشغالي بقطع الفاكهة والخضر لإعداد المشروب الصحي، شرد ذهني قليلا فيما جعلني حازم أعيشه مؤخرا من مشاعر متخمة..

أشعر أنني متذبذبة ومتوترة وسعيدة وخجولة ومشحوذة بالطاقة في وقتٍ واحدٍ..

عدت بذهني لتلك اللحظة التي قررت فيها أن أمنحه نفسي بإرادتي، حيث كنت أشعر أنه يحتاجني بهذه الصورة أكثر من أي شيء آخر، خاصة بعد عاصفة الانفعالات القاسية التي مزقت ثباته النفسي حين اكتشف أن علي الزين قد يكون فعلا عمه شقيق والده الراحل..

ما سرده حازم عن ماضيه هو وحسام أمرا يقشعر له البدن، ولكن لا يمتلك المرء سوى الشعور بالاعتزاز لأن كلا منهما اعتمد على الآخر بشكل ما حتى أفلتا معا من مصيرٍ مظلمٍ..

وهذا الحلم الذي رفض الكشف عن تفاصيله.. بالتأكيد فتح عليه ألسنة جديدة من اللهب تتعلق بماضيه لتؤرقه وتعذبه..

حياته مليئة بالذكريات المظلمة التي تكسر القلب، لكنه رغم ذلك يحاول التماسك ومساعدة وإسعاد كل من حوله..

يصر أنني الشروق الذي أضاء حياته المظلمة، لكنه في الحقيقة، فنار..
فنار حجري عتيق عمره آلاف السنين، تماما كروحه المنهكة.. وبرغم غرقه في الظلام وعدم اكتراثه بما يتعرض له من مصائب وعثرات، إلا أنه مازال يضيء الطريق للسفن العابرة به حتى تستكمل طريقها في أمان..

الأمان الذي يغمره على من يعتني بهم كجناحين من فولاذ لا يمكن اختراقهما أبدا، فتصد عنهم كل سوء وخطر وحزن بينما يتلقاها هو بتفانٍ وإخلاص ليتلظى بها دون أن يشكو..

قطع تسلسل أفكاري انضمام ماما سناء إليّ في المطبخ، والتي توردت وجنتيها حبورا فور أن شاهدتني وقالت بابتهاج وحماس: "صباح الخير يا عروس.. هل ستعدين الفطور لزوجك؟".

أطرقت بخجل، وقلت: "بل أجهز له مشروبا.. وأنتِ يا غاليتي ستعدين الفطور وأنا سأخذه إلى الخارج لنفطر أمام حوض السباحة ونستمتع بشمس أواخر الشتاء".

ضحكت هي وقالت ممازحة: "للحظة.. فكرت أنكِ ستهتمين بالأعمال المنزلية والطهي من الآن فصاعدا.. ذكرتيني يا بنيتي بالمثل الشعبي الشامي الذي يقول (إذا قلنا لها اطبخي.. قالت مريضة.. وإذا قلنا لها تعالي كلي.. قالت أين ملعقتي العريضة؟)"..

قبل أن أرد، علا صوت ضحكات حازم الذي جلس أمام الجدار النصفي قبل قليل وأخذ يستمع لحديثنا بتسلٍ، حيث قال بمزح: "هذه أول مرة أسمع هذا المثل"، ثم غمزني وأكمل بنبرة حمائية: "ولماذا عليها أن تهتم بالطهي وهي متزوجة من طباخ ماهر بدرجة شيف؟".

ابتسمت له بعفوية، ثم حركت بصري تجاه ماما سناء وأخرجت لها لساني بتلاعب طفولي، وأجبت بتدلل: "أرأيتِ؟ إنه لا يمانع.. كما أنه يحب السموثي الذي أعده له.. أليس كذلك يا حازم؟"..

ضحك هو مستمتعا بعفوية.. ضحكته رائعة.. رزينة ومبهجة بنفس الوقت.. ليته يضحك طوال الوقت بدلا من الحزن والعبوس اللذين يغلفان ملامحه دائما..

قال بعدها بنبرة جدية خالية من المزح: "أتذكر أن مشروب السموثي خاصتها قد أنقذ حياتي ذات يوم"، ثم غمزني بشقاوة فأطرقت عينيّ خجلا دون رد..

هتفت ماما سناء وهي تخرج الأصناف التي ستعدها من الثلاجة: "أنت تدللها كثيرا يا بني.. هذه الفتاة عفريتة.. لن تضيع الفرصة أبدا لكي تتمرغ في الدلال تماما كالقطط وبعدها ستطالب بالمزيد وستتهرب من أي عمل".

ناظرتها بعتب وأطرقت شفتيّ للأسفل باستياء وبؤس، ثم توجهت نحو حازم كي أمنحه الكوب بعد أن سكبت له المشروب فور أن انتهيت من خفقه، فتذوقه هو مبتسما، ثم قال بصدق: "لتتدلل كما تشاء.. لتكن قطة أنغورا خاصتي.. لا يليق الدلال بسواها"..

استدرت فورا نحو ماما سناء، ثم أخذت أثرثر بطريقة آلية لمداراة شعوري بالخجل: "حازم لا يمانع.. هو يحب الطهي ويجيده فلماذا يلزم أن يكن هناك شخصان بنفس المنزل يجيدان الطهي لمجرد أن الأعراف الاجتماعية تستدعي ذلك؟.. كما أنك موجودة أدامك الله لنا وتحبين أيضا الطهي.. يا ماما الإنسان يأكل لكي يعيش وليس يعيش ليأكل.. فالطعام وسيلة للحفاظ على البشر وحمايتهم من الجوع الذي قد يؤثر على الصحة.. وفي هذا الزمن لم يعد هو الشغل الشاغل".

كان حازم قد تحرك لداخل المطبخ ممسكا كوبه، فدنا حتى وقف قبالتي مباشرة ثم طبع قبلة ودودة على رأسي، ثم قال: "بالطبع ليس مهما إجادة الطهي خصوصا لطبيبة جميلة مثلك ستتكفل بإنقاذ حياة مئات من الأطفال بإذن الله.. بالتأكيد لن نقيس مدى نجاحك بقدرتك على إعداد طاجن من البامية أو شرائح اللحم الباردة"، منهيا كلماته بابتسامة عريضة أصابت ماما سناء بالغيظ..

تدخلت هي بقنوط بعد أن أصدرت أزيزا خافتا من أسفل لسانها بغرض المزاح: "أذكر أنه بأيامنا كانت المرأة تعمل كل شيء.. الطهي والتنظيف والمذاكرة للأطفال.. وحتى العمل والدراسة.. حتى أننا كنا نقوم بتفصيل الملابس والستائر أيضا".

رد حازم ملطفا الأجواء: "هذا كان قديما.. كما أن مهنة الطب ليست كباقي المهن.. فالطبيب يظل يذاكر ويقرأ مراجع ويحضر دورات علمية طوال حياته حتى يجدد مهاراته.. ثم أنني فعلا أستمتع بالوقت الذي أقضيه داخل المطبخ وكذلك أشعر بالسعادة الشديدة عندما يمتدح الآخرين الأطباق التي أعدها من أجلهم.. صدقا لا تهمني النظرة التقليدية لأدوار النوع في مجتمعنا"..

كانت ماما سناء قد أنهت إعداد الفطور ورصت الأطباق في صينية، فوضعتها بين يديّ هامسة بصوت خفيض لم يسمعه غيري: "كنت أمزح يا ابنتي حتى أعرف غلاوتك في قلبه.. رغم أنني واثقة أنه بالفعل يحبك.. تدللي علينا جميعا ولا تخشي شيئا"، ثم أكملت بنبرة عالية مستعيدة هيئتها الممتعضة بافتعال واضح، موجهة كلماتها لنا معا: "هيا اذهبا وتناولا الفطور.. لقد صدعتما رأسي بتلك المناقشة.. متى سيعود ولدي حسام؟.. لقد اشتقت إليه"..

طالعني حازم بحذر.. وكأنه يدرك أنني أغار من اهتمام ماما بأخيه..

ألهذا يدعوها خالتي بدلا من أمي كما يفعل أخوه؟

تبا له.. يفهم كل شيء بمجرد النظر إليّ..

تنهد حازم وكأنه قد سمع أفكاري الأخيرة أيضا، ثم قال بنبرة غلبها السرور: "سيعود عصر اليوم أو في المساء على أقصى تقدير.. اشتقت إلى هذا الولد"..


يتبع


مروة سالم غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 18-09-21, 06:26 PM   #786

مروة سالم

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية مروة سالم

? العضوٌ??? » 482666
?  التسِجيلٌ » Dec 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,756
?  مُ?إني » مصر
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » مروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   ice-lemon
?? ??? ~
Why so serious?
Rewitysmile9 الفصل الثامن والعشرون - القسم الثاني

حملت صينية الطعام وتحركت صوب الجلسة المقابلة لحوض السباحة، فتبعني حازم مسرع الخطى، ليضع فوقها كوب السموثي ليزيدها ثقلا بدلا من أن يحملها عني.. ناظرته بضيق، فابتسم بلؤم ثم حملها عني، فتحركت أولا كي أسبقه ببضع خطوات لكي أفتح الباب المؤدي إلى محيط حوض السباحة..

جلسنا متجاورين على مقعدين وأمامنا صينية الطعام على الطاولة..

استطالت نظرات حازم لي، ثم قال بهيام: "أحب شعرك منسدلا.. يا الله.. كم كنت أظن لسنوات أنه قصير.. وأحببته قصيرا من أجلك فقط.. لكن شكله هكذا مذهل.. مثل شلالات مختبئة بقلب الغابة وتنعكس عليها ألوان الأشجار وأشعة الشمس لتحولها لنسيج متدرج بألوان البني والأحمر.. أنتِ فاتنة جدا يا شروق".

منذ أن أطلق العنان لمشاعره وصار يمطرني بكلمات الغزل بلا مناسبة، أصبح الخفر يلازمني ويلجم لساني فلا أجد لها ردودا مناسبة مهما حاولت..

هذه المرة قررت أن أغيظه قليلا، فقلت متسلحة ببعض العبث: "للأسف سيعود حسام قريبا، وسأعود لارتداء التوربان أو القبعات في الطابق السفلي، ولن تتمكن من رؤية شعري منسدلا إلا فيما ندر"..

ضحك هو مغتاظا، وقال بمكر: "فعلا؟ لنرَ.."، ثم وضع أمامي بعض وحدات الخبز وقرّب طبق الخضر المقطعة نحوي، بينما أمسك كوب السموثي يستكمل ارتشافه بشهية واضحة..

قلت بسخافة: "ألن تسخر من طعمه مثل المرة السابقة؟"..

رفع حاجبيه وأصدر صوتا نافيا من بين أسنانه دون أن يبعد فمه عن حافة الكوب: "تسك"..

انشغلت بتناول إفطاري بينما أنظر إلى السماء من وقت لآخر أنعم بدفء الشمس وما تجلبه إلى النفس من سلام وحيوية في نفس الوقت..

بعد عدة لقيمات.. شعرت بألم خفيف في الجانب الأيمن السفلي من بطني.. فتوقفت عن الأكل، ثم نظرت لحازم، وسألته بحذر: "هناك شيء لا أفهمه.. هل أسألك؟".

وضع حازم قطعة من الطماطم بفمه ومضغها برفق، ثم ابتلعها، ومسح فمه بمحرمة ورقية، ومنحني انتباهه كاملا، وهو يقول: "اسألي أي شيء يخطر ببالك"..

سألته: "لا زلت لا أفهم لماذا وافقت على القيام بأعمال تخريبية في الميدان بأيام الاعتصام الأولى"..

أطبق حازم شفتيه بحنق، فظننت أنه يرفض الرد وأن سؤالي قد أغضبه، لكن ما قاله لاحقا جعلني أفهم أن حنقه كان موجها نحو من فرض الأمر عليه..

رد بأسى مختلطا بالغضب: "أبوكِ كان يعاقبني يا شروق.. لم يكفه ما كان يفعله بانتظام لسنوات لتحطيم روحي وضمان تبعيتي له.. فقرر أن إرسالي لمكان يكتظ بالجموع برغم مرضي سيكون هو أفضل وسيلة لكي أنكسر تماما وأتحول لعبد حقيقي له دون آية عقبات أو قيود.. لكنني بطريقة ما صرت أقوى.. تواجدي في الميدان كان أشبه بعلاج لروحي.. فصارت هتافات المعتصمين تملؤني بالأمل بدلا من تمزيق كياني ووأد ضميري كما كان يعول رحيم.. رغم أنني لم أكن من المقتنعين بجدوى تلك الاعتصامات والتظاهرات كما كان واضحا من تعليقاتي على مدونتك"..

ابتسم بعدها بخجل، فضحكت ضحكة قصيرة، ثم أشرت له بيدي ليكمل، فتابع: "كان ما فعله لمصلحتي أنا دون أن يدرك هو.. حيث تمكنت من حمايتك وأنقذت عمرو كساب هذا، وحاولت حماية أخي بقدر المستطاع لكنه القدر، كما حميت المتحف من السرقة ونهب كنوزه الأثرية".

قاطعته أنا بمديح يغلفه الزهو: "وأرسلت أيضا قوافل من الدراجات النارية لنقل المصابين للمستشفيات وارسلت الطعام والدواء سرا للمعتصمين"..

رفع حاجبيه دهشة، فسألت بيقين من تعرف الإجابة: "ألم تفعل؟؟"

سألني هو باندهاش حقيقي: "من اخبرك؟"

أجبته بصدق: "لا أحد.. ولكنني خمنت أنك بالفعل لن تتحمل أن تكون سببا في وفاة أو إصابة أبرياء وأنت تقف بينهم.. كما أن حسام كان متيقنا من أنك لا تؤذٍ أحدا بتلك الطريقة.. وربما قد أكون سمعت بعض الكلمات المتسربة من هنا وهناك".

ترك حازم مقعده، وتحرك خطوتين، ثم جثا أمامي على ركبة واحدة وطالعني بنظرات متولهة تفضح ما ينتويه، ثم قال بصوت أجش: "إذًا هل تصدقينني؟".

وقبل أن أمنحه الإجابة.. قرأها هو بعيني، فلثمني بقبلة عاصفة، ثم أبعد رأسه لكي يلتقط بعض الهواء لرئتيه، ثم مس ظاهر يدي بشفتيه بقبلة مليئة بالتقدير والامتنان.. والحب..

نهض حازم ثم أمسك يدي لتتعانق أناملنا، وأخذنا نتجول قليلا في المساحة الممتدة المحيطة بحوض السباحة، فسألته من جديد: "لاحظت أن دبلتك محفورا عليها حرف (ش) بكتابة عربية مزخرفة، لكن لماذا دبلتي أنا فارغة بلا آية نقوش محفورة؟"

تجمد حازم بمكانه لثانيتين، ثم ناظرني بمقلتين تملأهما الانفعالات المتداخلة، وقال بصوت خافت النبرات لا يخلو من مرارة مستترة: "اسمعي يا شروق.. اعترفت لكِ بالفعل أنكِ حب عمري الوحيد.. وقبلت أن تكوني زوجتي لحمايتك ومساعدتك على تحقيق أحلامك ولو بتوفير بيئة هادئة تساعدك على المذاكرة والتحصيل.. ربما يشوب الأمر بعض الأنانية من جانبي.. لكنني لم أفرض نفسي عليكِ يوما.. كنت فقط سعيدا بتواجدي في محيطك.. بأنكِ أخيرا قد تنظرين لي.. وترينني كما أنا.. لكنني بنهاية الأمر، لم أنسى أبدا أنكِ لم تتزوجيني باقتناع تام.. ربما.. ربما عندما تشعرين أن زواجك مني هو اختيارك بالفعل، وقتها أصطحبك لشراء دبلة جديدة.. أو حفر اسمي على تلك التي ترتدينها الآن.. كما تشائين".

أجبته بتوتر: "تعجبني تلك الدبلة.. أقصد.. أقصد.. لا شيء.. لكن لماذا تقول إن زواجك بي كان أنانية من جانبك؟ عندما اكتشفت بعض الحقائق من ماما سناء، شعرت أنني أنا من تفرض وجودها عليك".

أطلق حازم قهقهة صاخبة، وكأنه قد سمع مزحة طريفة، ثم قال بجدية: "يا شروق.. أنا الأناني في تلك القصة.. لقد وافقت على ما عرضه والدك.. لأنني.. لأنني كنت سأصاب بالجنون وأنا غير قادر على حمايتك من إيذاء والدك الذي كان قد شارف على فقدان آخر ذرة من عقله وصارت قراراته كلها متخبطة كما تخبط أصحاب السلطة بقراراتهم الأخيرة التي أدت إلى إقصائهم بعد ثمانية عشر يوما فقط من الاعتصامات.. فوجودك بالقرب مني كان أيضا للحفاظ على سلامتي العقلية وتوازني النفسي.. غير أنني.. اممم".

كان دوري هذه المرة لسحبه من يده والعودة لنجلس على مقعدين تشمس قابلين للطي متجاورين أمام الحوض، ثم سألته بفضول: "أنك ماذا؟"

أطرق برأسه أرضا متجنبا النظر لعينيّ، ثم قال: "كنت أعاقب نفسي بكِ.. بعد ما حدث لحسام.. أردت أن تكوني أمامي مثل التفاحة المحرمة.. فلا أستطيع الاقتراب منك بدون رغبتك، خاصة وكنت متأكدا من نفورك مني بسبب ما سمعتيه داخل منزل والدك.. فكان وجودك بجواري وأنت تكرهينني هو العقاب المستحق لي.. صدقيني يا شروق لم أكن أعلم أن والدك لديه خطة أخرى بجلب المجرمين بالأسلحة البيضاء وهم يمتطون الخيول والجمال لتفريق المتظاهرين بالقوة، وإلا كنت فعلت المستحيل لإبعاد أخي عن الميدان وقتها.. لكنني وافقت فقط على نشر بعض الشائعات وإثارة الفتن والانقسامات بين التكتلات المختلفة بطريقة ذكية حتى تتفرق أهدافهم وتصبح غايتهم مشتتة فيصيبهم الفشل"..

صمت حازم لبضع دقائق وكأنه ينتظر أن تمر كل تلك المعلومات بعقلي لكي يستوعبها ويخزنها، ثم قال بخفوت: "هل أسألك شيئا؟"

رفعت أحد حاجبيّ دهشة، ثم أجبته: "نعم.. بالطبع.. تفضل".

قال بصوتٍ واثق رغم أن عينيه تحركتا بترددٍ واضح، وكأنه غير مستعد للاستمتاع للإجابة رغم فضوله: "عندما تعرضتِ لذلك الحادث يوم الخامس والعشرين.. وكنتُ أتابع وضعك الصحي منتظرا أمام باب غرفتكِ.. شعرتِ خلال نومك ببعض الاضطراب وأخذتِ تتقلبين بعنف على فراشك.. فــــ.. احمم.. فاضطررت للدخول والاطمئنان عليكِ خوفا من .. احمم.. أن تسقطي من أعلى الفراش أو ما شابه.."..

توقف للحظتين، فرفعت نظراتي نحو مقلتيه، لكن توقفت عيناي عند فكيه اللذين توردا باللون الأحمر الداكن، لكنه أكمل: "وقتها تحول الكابوس على ما يبدو إلى حلم أكثر سكينة.. حيث أصبحتِ أكثر استرخاء وسكينة وهتفتِ (حبيبي).. فهل كان بحياتك قصة حب قبل الزواج؟"..

كانت عيناه قد اشتعلتا بحنق صامت وهو ينطق سؤاله..

كابوس؟ حلم؟
حبيبي؟؟
لا أتذكر شيئا..

أجبته بصدق دون أن أبعد نظراتي عن حصار مقلتيه الغاضبتين بلا سبب: "لا أتذكر ذلك الحلم.. أعتقد أنني وقتها كنت في حالة صدمة وربما تداخلت الأفكار برأسي.. لا أعلم هل فعلا قلت (حبيبي).. وإن كنت قد قلتها فلا أعرف من قصدت.. للإجابة على سؤالك بصراحة.. لم أكن أعيش أي ارتباط عاطفي قبل الزواج منك.. كنت أركز على دراستي كما تعلم".

ارتسمت ابتسامة عريضة على ملامحه التي تخلت عن حنقها وجمودها ليصبح أصغر بضع سنوات..

الرجال والغيرة..

أجليت صوتي برقة، ثم قلت: "حازم.. أريد أن أطلب منك شيئا".

رد هو بحماس: "أي شيء.. مريني"..

تابعت بنفس النبرة: "تعلم أنني سأعود للانتظام في العمل ابتداء من الغد ومع كثافة النوبتجيات قد لا تتاح لنا الفرصة للتجمع من جديد لفترة طويلة، لذلك أود اليوم أن أدعو حنان وزينة وزاد.. وأيضا.. خالد وعمرو.. لجلسة سمر مسائية احتفالا بعودة حسام للمنزل"..

هتف حازم بانفعال: "عمرو؟ وما شأنه هذا بعائلتنا وأصدقائك؟ لا.. لا أوافق"..

قلت بتعقل وكأنني أحاول إقناع طفل صغير أن يؤجل تناول الحلو لما بعد الغداء: "يا حازم.. نريد أن نشكر عمرو على تقربه من حسام.. لا تنكر أن صداقتهما الناشئة أفادتهما كثيرا.. والآن صارا يعملان معا على مشروع سينمائي.. وبالتأكيد سيحضر لبيتنا كثيرا للاجتماع بحسام.. لا أريد أن يبدو الأمر غريبا في كل مرة..".

زفر حازم ثم قال: "لستُ أنا من كان يطير عقلي إعجابا به وأتحمس لمشاهدته كلما ظهر في تلقاء تليفزيوني.. أنا فقط أكره رؤيته قريبا منك.. ذلك النحيف"..

ضحكت بخفوت، ثم قلت: "صدقني يا حازم.. كنت أقول لحنان إنه لا يناسبني.. لكنني كنت أستمتع بإغاظتك لأنني أشعر أن هناك سرا وراء كراهيتك الغريبة له..كنت أضايقك فقط لكي أضغط عليك حتى تعترف بسبب عدائك له وسر انفعالك كلما ظهر.. اسمع.. أنا فقط أخبرك ليكن لديك معلومة.. لكنني مقتنعة أن هذا هو الأمر الصحيح.. كل ما عليك هو تحمله بضع ساعات خلال التجمع.. خاصة وأنك ستطلب من خالد أن يدعو سليم الزين".

صاح هو بانفعال أشد: "من؟ سليم؟ لا.. لا.. أنت تريدين أن تصيبيني بجلطة على الأرجح..".

قلت أنا بهدوء: "يجب أن ندعوه لسببين.. الأول.. حتى نذيب بعض الجليد المتكتل في طريقكما.. والشاب بصراحة يتصرف بذوق وكياسة في كل مرة ولا يفرض وجوده عليك أبدا"..

حاول هو مقاطعتي، فأكملت مسرعة: "أعلم أنك تريد إعادة الخضوع لتحليل dna لإثبات صلة القرابة، لكن يمكنك أن تشترط على خالد أن يخبره ألا يتطرق لهذا الأمر خلال الحفل.. وهذا تحديدا السبب الثاني لدعوته".

سألني بدهشة: "ماذا تقصدين؟"

أجبته بنبرة حالمية ناعمة لم أستطع السيطرة عليها: "أشعر أنه معجب بزاد الجمال شقيقة زينة.. وأنها هي الأخرى معجبة به.. لكن هناك شيئا ما يحول دون تعاملهما معا بهدوء حتى يتعارفا جيدا.. ولهذا ستكون تلك الجلسة أيضا فرصة لهما للتقارب.. وربما لآخرين أيضا".

سأل هو مجددا: "من تقصدين؟"

أجبته: "لا عليك.. إذًا ستهاتف خالد الآن تخبره بدعوتنا له ولزوجته وأختها وسليم.. وأنا سأهاتف حنان.. ثم نطلب من ماما سناء إعداد بعض المقبلات والمخبوزات وأنت تساعدها قليلا.. حتى أنني أريد التطوع لمساعدتكما في المطبخ.. ما رأيك؟"

طرق حازم بسبابته على شفتيه عدة مرات برتابة متصنعا التفكير، ثم قال: "بشرط".

ناظرته بامتعاض، ثم سألت بغيظ: "ما هو؟"

اقترب مني وجلس بجواري على نفس السرير الممتد أمام حوض السباحة، ثم قرب شفتيه من أذني، وهمس بصوت خافت وكأنه يخبرني سرا لا يريد لأحد غيرنا الإطلاع عليه: "أن ترتدي واحدة من تلك المنامات الحريرية الكاشفة التي ترتديها العروس لزوجها في شهر العسل".

ضيقت حاجبيّ بضيق ودهشة، وسألته باستنكار بصوت مرتفع: "آية منامات حريرية؟ هل عبثت بخزانتي؟"..

عاد هو للهمس بنفس الصوت الناعس: "أريد أن نحتفل كما ينبغي بنهاية شهر العسل خاصة وأنك تعودين غدا لمناوباتك.. ألسنا عروسين؟"

نهضت من جلستي بانفعال، وقلت متهربة: "هيا.. هيا لنجمع الأطباق ونعود للداخل.. بل اجمعها أنت.. أنا سأذهب للاتصال بحنان وزينة ثم ترتيب بعض دفاتري الطبية"..

تركته وتحركت مسرعة إلى الداخل تلاحقني كلماته: "بل ستنفذين يا طبيبة.. أعلم أنك لن تكسري بخاطر شبحك المسكين".


يتبع


مروة سالم غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 18-09-21, 06:31 PM   #787

مروة سالم

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية مروة سالم

? العضوٌ??? » 482666
?  التسِجيلٌ » Dec 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,756
?  مُ?إني » مصر
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » مروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   ice-lemon
?? ??? ~
Why so serious?
Rewity Smile 1 الفصل الثامن والعشرون - القسم الثالث

أمضيت نحو ساعة في مهاتفة زينة ثم حنان، لكي أدعوهما لقضاء اليوم لدينا هنا في المنزل..

كانت حنان ممتعضة قليلا، لأنها علمت بالفعل بخصوص الدعوى من حسام نفسه، والذي أخبره بها
أخوه على ما يبدو.

أظهرت حنان ضيقها من إصرار حسام على دعوة شقيقها الصغير حمزة أيضا، مؤكدا أنه صار صديقا له ويحب أن يجلس معه من وقت لآخر..

حنان ترى أن عثور حمزة على نموذج إيجابي أكبر منه سنا يتطلع إليه أمر رائع ومفيد جدا لبناء شخصيته خاصة وأنه على أعتاب سن الشباب، وسيدخل الجامعة خلال عام على الأكثر، وتروقها فكرة أن تتسع مداركه ويختبر جوانب مختلفة من الحياة، مثل مرض حسام ورغبته في التغلب على عاهته وعدم الاستسلام لها أو تركها تعيقه عن تحقيق أهدافه وأحلامه.. لكنها تخشى على أخيها أن ينبهر بعالم السياسة بشكل زائد عن الحد وينخرط فيه بطريقة قد تؤذي مستقبله بشكل ما..

ربما عليّ أن أطلب من حازم أن يتحدث مع حسام حول صداقته لحمزة وما يتداوله مع هذا الصغير من أفكار..

أما مكالمتي مع زينة، فلم تختلف كثيرا في توترها عن محادثة حنان، بل ربما كانت وتيرتها أكثر قلقا..

فقد شددت على زينة أن الهدف من تجمع اليوم هو إذابة أي تباعد بين حازم وخالد بعد ما حدث في منزلهما، وكذلك محاولة التقريب بين سليم وحازم..

بدا لي أن زينة تعرف تفاصيل ما يمر به حازم حاليا.. بالطبع لن يخفي عنها زوجها أمرا كهذا.. فهو أيضا سيحتاج لإفراغ ما برأسه وإعادة ترتيبه مع شخص آخر يثق به ويدعمه.. لكنني لسبب ما، كنت غاضبة بعض الشيء نيابة عن حازم الذي وجد نفسه فجأة نقطة التباحث بين الجميع وأصبحت حياته الشخصية خبيئة يحاول الجميع سبر أغوارها واستخراج كنوزها المدفونة دون أن يتاح له حق الاختيار..

الأمر كبير بالفعل، ويحتاج لنوع من الحكمة في معالجته، لكن عندما تتدخل المشاعر.. يختفي المنطق وتتبخر الحكمة..

أثق أن السيد علي الزين يريد أن يحتضن حازم بين ذراعيه وأن يتشمم به رائحة شقيقه الراحل وأن يحاول مساندته في هذه الدنيا وتعويضه عن كل ما مر به من عذابات..

تُرى هل يعرف شيئا عن نشأته بدار للأيتام؟ عن تعرضه للتنمر والتعنيف والتعذيب المتكرر؟ هل يدري عن مرضه شيئا؟

هل يمكن أن يكون دخول علي الزين لحياة حازم داعما له إذا قررت الحياة أن تضع في طريقه لاحقا المزيد من العقبات والأزمات؟

انشغلت بعدها لحوالي ساعتين إضافيتين في ترتيب دفاتري وكتبي الطبية في الغرفة التي خصصها لي حازم من أجل المذاكرة والبحث، ثم دلفت إلى عدد من المواقع الالكترونية لكي أتابع التطورات التي تبعت رحيل الرئيس عن الحكم، والآراء المتداولة حول كيفية نقل السلطة إلى رئيس جديد منتخب بسلاسة وبدون آية أزمات..

لاحظت بزوغ عدد كبير من المواقع الإلكترونية ذات المحتوى السياسي بشكل مفاجئ، والتي يتلون كل منها بلون مختلف لخدمة تيار سياسي معين..

بدا الأمر وكأن هناك معركة إلكترونية سرية تدور بشكل صامت بغرض جذب الشباب أصحاب الحلم إلى تلك التيارات التي تسعى لتحقيق مكاسب سياسية من نجاح الثورة..

فكل تيار يريد أن يشكّل أكبر تكتل من الداعمين حتى تكون له اليد العليا في حالة إقامة انتخابات برلمانية أو حتى رئاسية قريبا، حتى يكون له نصيب الأسد من كعكة الثورة..

كانت المواقع التي تتحدث بنبرة متزنة موضوعية قليلة جدا في مواجهة تلك المواقع الصاخبة ذات المحتوى الدعائي الملفت والذي يحتاج لتمويل ضخم لتنفيذه في تلك الفترة القصيرة..

كتبت تدوينة سريعة عبر مدونتي عن تلك الملاحظة، ثم تحركت نحو الطابق السفلي لكي أساعد
حازم وماما سناء في تجهيز بعض الأطباق للضيوف..

تُرى هل سيقوم الشبح الأسود بالتعليق من جديد على تدويناتي بعد أن علمت هويته الحقيقية؟

۞۞۞۞۞۞۞۞۞

تسللت ابتسامة غبية إلى شفتيّ وأنا أدخل المطبخ، لأجد حازم يضع مئزرا لكي يحمي ملابسه من غبار الطحين أثناء انشغاله بإعداد بعض المخبوزات، بينما كانت ماما سناء على الجانب الآخر تنشغل بخلط بعض الأصناف بمضرب كهربائي، حيث كانت تصنع على ما يبدو أصنافا مختلفة من المغموس والسلطات كريمية القوام لكي يتناولها الضيوف مع المقرمشات والمخبوزات..

تحركت إلى منتصف المطبخ، ثم سألت بحماس: "كيف يمكنني أن أساعدكما؟"

في تلك اللحظات، جاء تنبيه بفتح بوابة المنزل، فمسح حازم يديه في منشفة صغيرة، ثم أزال المئزر وتحرك للخارج قائلا: "على الأرجح قد وصل حسام بالفعل"..

تبعته بخفة وأنا أقول محذرة بلطف: "وعمرو.. والذي يجب أن تعامله بود كما اتفقنا.. ألن تفعل؟"

منحني حازم ابتسامة سخيفة مليئة بالافتعال، ثم قال بنبرة مسرحية فجة: "بالطبع.. سأعامله بكل ود.. صديق أخي.. وزوجتي".. وضغط على أحرف الكلمة الأخيرة بغيظ لم يستطع إخفائه.

وضعت إحدى القبعات التي أحتفظ بها في بعض أركان المنزل لكي أغطي بها شعري بتعجل إذا ما جاء ضيف مفاجئ وكنت أترك شعري منسدلا وقتها..

كان حازم قد سبقني للخارج حتى أنتهي من تغطية شعري جيدا داخل القبعة الجلدية الضخمة، حيث تحرك أولا جهة عمرو الذي خرج من السيارة لمساعدة حسام على الترجل منها، فقام بمصافحته بحرارة وشكره على مساعدته لحسام..

عندما وصلت أنا لتحيته وكدت أهم بمد يدي لمصافحته أيضا كما يقتضي الذوق.. أمسك حازم بيدي بحركة سلسة تبدو عفوية لكي يمنعني من مصافحة عمرو دون أن ينتبه أحد، فاضطررت للابتسام بشكل زائد وأنا أرحب به، ثم تحرك حازم لمساعدة حسام وهو يرمقني بنظرة شبه تحذيرية..

مم يحذرني تحديدا؟

أخذت أتبادل الحديث معه عن ذلك المشروع الخيري الذي قام بتنفيذه في وقت قياسي بحملة دعائية أتت ثمارها عبر منصات التواصل الاجتماعي، ونجح من خلالها مع أصدقاؤه في جمع مبلغ كبير من أجل تطوير بعض القرى الفقيرة، حيث أخبرني أنه بصدد تطوير الفكرة والحصول على دعم دوري من رجال الأعمال الراغبين في مساعدة سكان المناطق الفقيرة، مؤكدا أن وجود حسام في الحملة كان عنصرا إيجابيا للغاية..

في تلك الأثناء، كان حازم قد ساعد حسام بالفعل على مغادرة السيارة ومنحه عكازاته لكي يستند عليها للدخول للمنزل بعد أن رفع يده لتحيتي بحيويته المعهودة، بينما أخرج هو مقعده المتحرك من الصندوق الخلفي للسيارة، فأشرت له بعينيّ نحو عمرو وحركت شفتي بلا صوت بكلمة واحدة "ادعه" لكي أنبهه ليقوم بدعوة عمرو للحفل، رغم أنني متأكدة أن حسام قد دعاه بالفعل..

فقال حازم بنبرة ودودة بها بعض الافتعال: "يسعدنا دعوتك هذا المساء لحضور حفل بسيط في منزلنا بحضور أصدقائنا".

قال عمرو بحرج: "أنا منشغل قليلا اليوم، كما أنني أنوي الحصول على بعض الراحة هذا المساء بعد رحلة السفر المجهدة"..

تهللت أسارير حازم فرحة باعتذار عمرو عن الحضور، لكنني تدخلت قائلة: "لا يصح يا عمرو.. سيكون حسام سعيدا جدا بحضورك.. كما أن العديد من أصدقاء الميدان سيحضرون أيضا.. ستكون جلسة لطيفة للغاية.. لا تفوّت الحضور رجاء".

ابتسم عمرو وقال: "حسنا.. سأفعل.. لكنني قد أصل متأخرا.. صدقا أحتاج لبعض النوم.."، ثم ودعنا بتهذيب وتوجه نحو سيارته لكي يغادر..

تحرك حازم بغيظ حاملا المقعد المطوي، وهو يقول بنبرة متميعة قاصدا تقليدي بسخافة: "لا تفوّت الحضور رجاء"، ثم أكمل بصوته الحانق: "الصبر يا رب"..

تحركت خلفه بصمت، ثم توجهت إلى المطبخ وسكبت كوبا من العصير الطازج ومعه كوبا آخر من الماء البارد، ووضعت بعض وحدات المخبوزات بطبق صغير، ثم رتبت الكوبين والطبق بصينية صغيرة وخرجت بها إلى حسام الذي كان يجلس على الأريكة بوضع جانبي ساندا ظهره إلى مسنده وفاردا ساقيه أمامه حتى يرتاحا قليلا بعد رحلة السيارة المرهقة..

وضعت الصينية بجواره على المنضدة الموازية للأريكة، وقلت له: "حمدا لله على عودتك سالما.. هل استمتعت بتلك الرحلة القصيرة؟"

رد هو بإرهاق: "كانت مفيدة جدا لنفسيتي ولكن مرهقة لساقي.. قضيت أغلب الوقت على المقعد المتحرك، ولم أتجرأ للتحرك بالعكازين إلا في محيط غرفتي خوفا من أن أتعرض لحادث محرج"، ثم ابتسم بخجل..

قلت بنبرة مشجعة: "لا بأس.. لا تزال في بداية علاجك الطبيعي، ولكن تلك الرحلة بالفعل كانت مفيدة لك كما يبدو، لذلك كان من الصعب عدم مشاركتك بها"، ثم ناولته كوب الماء، وقلت: "هيا.. اشرب بعض الماء، ثم تذوق تلك المعجنات التي أعدها أخوك بنفسه من أجل الحفل".

شرب حسام بعض الماء، ثم قال: "لم يكن هناك داعٍ لكل هذا التعب"..

جاء صوت ضحكات حازم من الخلف، وهو يقول مستنكرا: "أي تعب يا أخي.. هي لم تفعل شيئا أصلا.. منذ الصباح تنزوي في غرفتها استعدادا لعودتها للمستشفى.. بينما أنا والخالة سناء منشغلان بالعمل لساعات من أجلك".

ضحك حسام ثم قال: "هذا ما قصدته يا أخي.. لم يكن هناك حاجة لكي تتعبا أنفسكا"..

في تلك اللحظات، جاءت ماما سناء، حاملة صينية أخرى، عليها بعض المقرمشات والأطباق الدائرية الصغيرة التي تحوي أصنافا متعددة الألوان من المغموس، وهي تقول ببهجة: "حمدا لله على سلامتك يا بني.. ليس هناك تعب إطلاقا.. أريد أن تملأ البهجة هذا البيت وأن تستمتعوا جميعا بشبابكم.. وتدعوا من تشاءون من أصدقائكم.. فأنا تعودت على استقبال حنان صديقة شروق لسنوات وكذا حفلات والدها الصاخبة.. ولا مانع لدي إطلاقا من استقبال المزيد.. فقد أخبروني قبلها لكي أعد الطعام المناسب.. والآن هيا يا أولاد.. تذوقوا بعض أطباق المغموس من يدي حتى أجهز لكم الغداء.. اليوم غداء سريع.. سندوتشات فاهيتا مع مقبلات مشهية.. سأحضر لكم الطعام هنا.. لا داعي للتوجه لغرفة المائدة"..

تحركت هي عائدة للمطبخ، فتبعتها لمساعدتها وتركت حازم مع حسام لكي يتبادلا الحديث قليلا معا..

بالتأكيد كل منهما لديه ما يقوله للآخر..

على مائدة الغداء.. كان حسام يجلس بنفس وضعيته ممدا ساقيه أعلى الأريكة، وعلى حجره تستقر صينية الطعام الخاصة به.. بينما جلست أنا وحازم متجاورين على الأريكة الأخرى وأمام كل واحد منا صينية طعامه أيضا بنفس طريقة مطاعم الوجبات السريعة..

كنت منشغلة بتناول الطعام لكي أترك الفرصة لهما لتبادل الحديث دون مشاركة حقيقية من جانبي..

سرد حازم على حسام تفاصيل اللقاء الذي جمعه مع علي الزين في منزل خالد، فأبدى حسام ضيقه بسبب كتمان حازم للأمر كل ذلك الوقت..

اعتذر له حازم مؤكدا أنه لم يكن من المناسب التحدث في هذا الأمر عبر الهاتف، فوافقه حسام الرأي، ثم سأله بتعاطف واضح عما ينوي فعله، فقال حازم بإصرار: "سأخضع بنفسي لفحص الحمض النووي لإثبات صلة القرابة من عدمها، وبعدها لكل حادث حديث"..

أطرق حسام رأسه بأسى وقال: "أتذكر يا أخي حين جاءت عمتي لزيارتي بشقتنا منذ سنوات؟"

قال حازم بقنوط: "نعم.. لقد نجحت في إيجاد عنواننا بعد أن بحثت عنك وتوصلت إلى مكان كليتك، ثم حصلت على تفاصيل عنوانك من مكتب شئون الطلبة بعد أن توسلت للموظف كما قالت".

أعاد حسام صينيته إلى الطاولة الموازية للأريكة، ثم مسح يديه بمنديل المائدة، وبعدها أطبق كفيه ورفعهما إلى جبهته يربت عليها برتابة، ثم قال بنبرة ملأها الأسى: "لا أصدق أنها تجاهلتني كل تلك السنوات لتظهر فجأة بعد أن أصبحت لا أحتاج لوجودها فعليا".

قال حازم بأسف: "وأنت لم تسامحها.. ولم تقبل عودتها لحياتك وعاقبتها بقسوة وأخرجتها من حياتك من جديد".

انفعل حسام وقال: "كيف كنت لأتقبلها بعد أن تخلت عني وتركتني أمر بكل ما مررت به؟"

أجاب حازم بهدوء: "هي أيضا كانت تعاني أزماتها الخاصة وكانت ممزقة بين البقاء في مهجرها لحماية أطفالها أو العودة لحمايتك أنت"..

ضحك حسام بسخرية وقال: "بالطبع ستختار أطفالها.. فأنا لا أمثل لها شيئا.. هي أصلا لم تكن تعرفني أو رأتني قبل هجرتها.. فلماذا كانت ستعود إليّ؟ ولمّا ظهرت في حياتي بعد كل تلك السنوات.. كان من أجل بيع القيراطين اللذين تركهما لي والدي بالإضافة لنصيبها هي من الميراث الذي تركه لها جدي الراحل رحمه الله.. عادت فقط من أجل بيع الأرض وتوزيع الميراث وليس من أجلي"..

بدأ حازم يهز ساقه اليسرى بتوتر، ثم قال بانفعال: "ربما عليك أن تسامحها يا حسام.. لقد مرت سنوات عديدة بالفعل"..

طرق حسام على المنضدة طرقة واحدة بعنف، ثم قال بحرقة: "إذًا هل ستسامح عمك؟"

نهض حازم واقفا بقوة، ثم قال بألم: "لا أدري.. لا أدري.. هو ليس عمي.. بعد"، ثم تحرك مغادرا بسرعة نحو الطابق العلوي..

وقفت بحرج لا أدري ما يجب عليّ أن أفعل، فسألت حسام بقلق وتعاطف: "هل أنت بخير؟"

التقط أنفاسه محاولا السيطرة على انفعاله، ثم رد قائلا: "لا بأس.. أنا بخير.. سأظل جالسا هنا قليلا لأستريح، بعدها سأتحرك لغرفتي للاستحمام والاسترخاء قليلا حتى موعد الحفل.. اذهبي إليه يا شروق.. هو بحاجة إليك الآن".

تحركت بخطوات مسرعة نحو الطابق العلوي، ودلفت إلى غرفتنا لأجد حازم يجلس على الفراش مطرق الرأس ويسند بيديه جبينه الذي تجعد بفعل الغضب والحزن..

اقتربت منه بخفة، ثم جلست بجواره ووضعت يدا على كتفه وأخرى على ذراعه.. أدعمه بصمت دون أن أجد الكلمات المناسبة لمساندته

كيف تواسي شابا عاش عمرا بأكمله بلا عائلة؟ كيف تحتفل معه بعودة عائلته إليه بعد أن مزقته الدنيا لأشلاء غير قابلة للترميم أو العودة لطبيعتها أبدا؟

همست بصوت خفيض وكأنني لو رفعت من نبرتي قليلا سأزيده توترا: "هل هناك شيء يمكنني فعله لأجلك؟"

نهض حازم من جلسته باندفاع، وقال: "أجل.. أجل.. أقصد.. سأتوجه للاستحمام وأستعد لاستقبال الضيوف"..

تحرك بعدها حازم برتابة نحو خزانته، وأخرج بعض الملابس ثم توجه إلى الحمام الملحق بالغرفة..
لم أجد شيئا مفيدا لأفعله، فنزلت للطابق السفلي لتنظيف غرفة الجلوس وجمع بقايا طعام الغداء إلى المطبخ..

كان حسام مازال جالسا بنفس البقعة، لكنه قد أرجع رأسه للخلف وأغمض عينيه وبدا كأنه يسترخي قليلا أو غلبه النوم في قيلولة قصيرة..

بعد أن حملت الأطباق إلى المطبخ، وقفت أساعد ماما سناء قليلا في ترتيب باقي تجهيزات الحفل..

بعد بعض الوقت، جاء تنبيه عبر جهاز الاتصال الداخلي الموصل ببوابة الفيلا (الانتركوم) بوصول خدمة التوصيل الخاصة بأحد متاجر الحلوى، والتي كان حازم قد طلب منها بالهاتف بعض الأصناف من أجل الحفل، فتحركت لاستقبال العامل المختص، لكن حازم كان قد أنهى حمامه ونزل بالفعل، فقال إنه سيتوجه لاستلام الطلب..

تحركت للأعلى للحصول على حمام سريع وتبديل ملابسي استعدادا لاستقبال الضيوف، خاصة بعد أن أرسلت لي حنان رسالة نصية قصيرة تخبرني أنها وشقيقها في طريقهما إلى بيتنا..


يتبع


مروة سالم غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 18-09-21, 06:37 PM   #788

مروة سالم

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية مروة سالم

? العضوٌ??? » 482666
?  التسِجيلٌ » Dec 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,756
?  مُ?إني » مصر
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » مروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   ice-lemon
?? ??? ~
Why so serious?
:jded: الفصل الثامن والعشرون - القسم الرابع

أنهيت وضعت مكياجي وربطة رأسي المميزة بعد أن ارتديت فستانا من الشيفون المطبوع بالزهور متعددة الألوان والمبطن بطبقة تحتية غير كاشفة، ونسقته مع سترة عصرية من الجينز، واخترت لفة الشعر باللون الأرجواني الرقيق، كما وضعت حذاء مكشوف الأصابع بنفس لون التوربان..

بمجرد أن تجهزت ونزلت للطابق السفلي، كان حازم وحسام يخرجان أيضا من غرفة الأخير بعد أن ساعده الأول على اختيار إطلالته الخاصة بالحفل، حيث كان حسام يرتدي قميصا بنيا بأزرار وأكمام طويلة وعليه سترة عصرية منتفخة باللون البرونزي بلا أكمام مع سروالا أزرق داكنا من الجينز وحذاء بنيا من الجلد..

كان يبدو فعلا كشاب في مقتبل العمر.. مازال أمامه الكثير ليعيشه، ولكن في لحظة خديعة، تعرض لفاجعة ستظل تاركة أثرها القبيح عليه طوال العمر..

هذه الفاجعة تحتاج حقا لشخص صاحب شخصية مميزة حتى يتخطاها..

لا أعرف حسام جيدا بعد، ولكن أظنه سيتخطى الأمر بمرور الوقت، كما تخطى تخلي عمته عنه وتركها له داخل الملجأ..

أتمنى فقط ألا تصيبه لعنة (اضطراب ما بعد الصدمة) وأن تتحرك حياته في اتجاه النجاح والاستقرار من الآن فصاعدا بعيدا عن آية عقبات ومشكلات جديدة.

أما حازم فكان يرتدي كنزة خريفية سوداء برقبة عالية من الصوف الناعم.. جاءت محددة لعضلات ذراعيه وصدره وبطنه، ونسقها مع بنطلون جينز باللون الرمادي الداكن وحذاء جلدي أسود، فبدا.. بدا كتجسيد حي لكل معاني الأنفة والمروءة والشكيمة.. كحصان بري يتظاهر بقبوله الترويض متحينا اللحظة المناسبة للإفلات والعودة للبرية.. حيث ينتمي..

لكن عينيه كانتا تحكيان قصة أخرى..
قصة ألم.. وخذلان.. وفقد.. وتيه.. وضياع.. وشعور دائم بالذنب والمسئولية تجاه كل المحيطين به..

كيف نجح أبي في استغلاله وخداعه بهذا الشكل؟ هذا الشاب ظُلم كثيرا..

كلاهما في الحقيقة.. كلا الشابين يستحقان أن يودعا الأحزان بعد الآن وينعما بالسكينة والسعادة طوال السنوات المقبلة من عمريهما..

رفع حازم أحد حاجبيه متسائلا بصمت عن سبب وقوفي متصلبة هكذا أمامهما، فقلت بحرج: "لقد شردت قليلا.. كنت أفكر بـــ.. امم.. بوردية الغد.. أشعر أنه قد مر نحو عامٍ كامل لم أذهب فيه للمستشفى، رغم أنه لم يمر في الحقيقة سوى بضعة أسابيع"..

ضحك حسام وقال ممازحا: "لقد تعودتِ على الجلوس في المنزل مثل العاطلين.. يبدو أن تأثيرنا أنا وأخي عليكِ قد صار سلبيا يا دكتورة.. أحدنا يعمل وفقا لجدوله الخاص.. والثاني انقطع عن العمل وتفرغ للزواج"، ثم رمق حازم بنظرات التمعت لها مقلتاه بالسخرية والمزاح، وقال بلكنة إنجليزية مدهشة: "You are embracing your new status as a stay-at-home husband.. You would make a lovely house-husband".

ضربه حازم بعنف على أسفل رأسه، وقال مدعيا الغضب: "أنا زوج قابع بالمنزل؟ أنا يا عاطل بالاختيار؟؟ سأريك من هو المتسكع الذي لا يعمل"، ثم هم بإمساك حسام من ياقة سترته مثل اللصوص، فصاح الآخر مدعيا الحرج: "أخي.. احمم.. ستتلف أناقتي هكذا.. ستحرجني أمام عروسك.. يا أخي توقف عن الممازحات السخيفة تلك.. حسنا حسنا.. أعتذر يا كبير"، ثم التفت نحو حازم وطبع على وجنته قبلة صاخبة، فترك الأخير سترته بغيظ وأخذ يمسح موقع قبلته وهو يقول مشمئزا: "ما هذا القرف؟ هيا.. أمامي.. لنجلس في غرفة المعيشة ونتجول عبر محطات التليفزيون حتى يأتي الضيوف تباعا".

تحرك ثلاثتنا بالفعل نحو غرفة المعيشة، واستقر حسام على الأريكة الوثيرة المواجهة لشاشة العرض، وحين هممت أنا وحازم بالجلوس إلى جانبه، رن جرس البوابة الخارجية، فسارع حازم لكي يفتحها، بينما وقفت أمام الباب الداخلي للفيلا أنتظر وصول الضيوف..

حين عاد حازم، كان برفقته حنان وشقيقها الأصغر حمزة.. وما أن رأتني صديقتي، حتى هرعت إليّ بالفعل بخطوات راكضة وغمرتني بأحضانها، بينما دلف حازم وحمزة إلى الداخل بعد أن لوح الأخير بيده بالتحية بمرحه الذي يشبه كثيرا حيوية شقيقته.

دلفت أنا وحنان متعانقتي الذراعين إلى غرفة المعيشة، حيث كان حسام قد أغلق التليفزيون وشرع بتوصيل هاتفه بخاصية البلوتوث بالسماعات المنتشرة بأعلى جدران الغرفة، ثم قام بتشغيل أغنية حكيم (بيني وبينك)، وأخذ يغني معه بمرح، وهو يطالع حنان بنظرات متسلية

بيني وبينك خطوة ونص.. لا بتسلم ولا بتبص
اسأل عنا ياللي هاجرنا.. نعمل إيه لاجل انت تحس


أفلتت من حنان ضحكة خافتة، ثم استعادت وجهها الجاد، وقالت بنبرة جامدة: (السلام عليكم.. كيف حالك الآن يا حسام).

رد هو بابتسامة واسعة أضاءت لها عيناه: "الآن أنا بخير حال.. خاصة بعد أن جاء صديقي حمزة.. تعال يا وحش اجلس بجانبي".

علقت حنان بغضب مفتعل: "لا تناديه بوحش وأسد وتلك التسميات التي تحوله لكائن صاخب لا يتوقف عن الصياح والهتاف طوال الوقت.. أنت مثال سيء له".

تصنع حسام البراءة، ثم قال بمسكنة: "أنا؟ بل هو من يعلمني الجموح والجرأة وأنا أحاول أن أكسبه القليل من تعقلي ورزانتي.. حتى اسألي أخي الكبير".

رد حازم متسليا: "أخرجاني من تلك المناظرة.. لكن سأقول الحق.. حمزة فتى نابه وذكي للغاية.. أثق أن مستقبله سيكون رائعا بإذن الله".

ابتسم حمزة بابتهاج وثقة وليدة، بينما عبثت حنان بشعره المجعد بأصابعها، فتصنع هو الغضب لإتلافها تصفيفته العصرية..

تحركت أنا وحازم نحو المطبخ لكي نضيّفهما ببعض العصير والكوكيز إلى أن يصل بقية الضيوف..

خلال النصف ساعة التالية توافد الضيوف تباعا، حيث وصل أولا خالد وزينة وزاد الجمال معا، ثم وصل سامح صديق حسام وعدد آخر من أصدقائهما الذين قابلت بعضهم خلال الأسبوع الأول من الاعتصامات بالميدان، ثم وصل عمرو ومعه اثنان من أصدقائه الذين أيضا كانا على ما يبدو قد تعرفا على حسام خلال الرحلة وأصبحا من أصدقائه أيضا.. وأخيرا وصل سليم الزين وبدا عليه الترقب والقلق وهو يصافح حازم ثم حسام، حيث كانت نظراته تتحرك بينهما وكأنه يحاول فهم صلة القرابة التي تجمعهما إذا كان حازم هو الابن الوحيد لعمه الراحل..

في الحقيقة قصة رحيل والد حازم أو كلا والديه تظل لغزا محيرا.. ومن الواضح أنها ستكون أولى الموضوعات التي سيتداولها حازم بالبحث مع عمه علي عندما يتأكد من رابط القرابة بينهما..

تحركنا جميعا للجلوس بالخارج حول حمام السباحة، حيث حمل الشباب بعض المقاعد القابلة للطي، وكذلك استغلوا الكراسي القابلة للطي المحيطة بحوض السباحة، وحولوها لعدة أرائك متجاورة على شكل نصف دائرة، بينما وضع حازم بعض المناضد الخفيفة بشكل متجاور عند أحد الأركان وفرد عليها بعض المفارش، ثم رتب بمساعدتي أنا وخالد وحنان وزاد وزينة أطباق المقبلات والمخبوزات والمغموس والسلطات وحتى الحلوى والمشروبات، بما يشبه المائدة المفتوحة، حتى يخدم الجميع أنفسهم ويختاروا ما يفضلونه من بين أصناف الطعام..

بينما انشغل حسام بالحديث إلى الضيوف لتسليتهم قليلا، واستعادة تفاصيل رحلتهم الناجحة إلى القرية الريفية..

بعد أن انتهينا من ترتيب المائدة وأحضرنا بعض المشروبات والمقبلات لكي نتناولها أثناء جلستنا،
وضع حسام بعض الموسيقى العصرية المسلية ولكن بصوت خفيض قليلا حتى يتسنى لنا تبادل الحديث بسلاسة..

تحدث بعض الشباب عن متابعتهم لمدونتي، وهو ما ذكرني أن أتصفح خلسة الردود على تدوينتي الأخيرة، حيث وجدت بالفعل تعليقا من (شبحي الأسود) الذي كتب: (أخبرتك يا طبيبة أن هناك من سيستغلون الثورة من أجل تحقيق مكاسبهم الخاصة، وأن ثورة بلا قائد حقيقي وأهداف واضحة لن تحقق نجاحا كبيرا بل قد تسقط في يد الطامعين من أنصار الجماعات التكفيرية الذين قد يحولون الوطن لدولة منغلقة على ذاتها تودع المدنية تماما) منهيا تعليقه برمز (الغمزة)..

رفعت أنظاري نحو حازم الذي على ما يبدو شعر أنني أنظر إليه، فقام هو بالمثل بشكل عفوي، ثم رفع حاجبيه متسائلا، فابتسمت له بمرح.. فالوقت غير مناسب على الإطلاق لمناقشته حول تعليقه..

انتبهت إلى حديث الموجودين عن انتشار القنوات الفضائية التي تمتلئ ببرامج سياسية ولكن من يقدمها رجال يفترض أنهم دعاة ورجال دين، والأغرب قيامهم بإهانة وسب إعلاميين وشخصيات عامة لمجرد أنهم يختلفون معهم في الرأي..

تحدث عمرو قائلا: "أرى أن انتشار فضائيات التكفيريين بكثافة مؤخرا أمر مريب.. فأغلب البرامج تتشابه مع بعضها في نفس الفكرة ونفس طريقة التناول، والمحزن أن كثير من مقدمي الفقرات الأساسية عبر تلك القنوات يسيئون بالفعل للدين باستخدامهم ألفاظ نابية ولغة غير مهذبة في انتقاد من يخالفهم في الرأي"..

تدخل أحد أصدقاء حسام قائلا: "من حق التيار الديني أن يبحث لنفسه عن نصيب في النظام السياسي القادم والذي يجب أن يمثل كل التيارات الثقافية والدينية ولا يستبعد أحدها أو يهمشها، لكن إصرار أصحاب تلك الفضائيات على إقصاء الآخرين واتهامهم بعدم التدين، بل وتكفيرهم علنا والاستهزاء بأفكارهم الاجتماعية والسياسية سيكون له تأثيره الضار على ذلك التيار قبل الجميع".

رد حمزة بصوت واثق: "أعتقد أنه يجب أن يكون النظام السياسي الجديد برلمانيا وليس رئاسيا، بحيث ترتفع سلطة البرلمان الذي يجب أن يمثل جميع أطياف الشعب، ويعبر عن أصواتهم بقوة، وتتحول الجهات الأخرى بالفعل لسلطات تنفيذية لما يشرّعه البرلمان من قوانين إجرائية".

نظر حازم وحسام وأغلب الحاضرين لحمزة بسرور وافتخار، بينما مازحته حنان قائلة: "قلنا لن نتحدث في السياسة.. أنت لم تحصل بعد على الثانوية العامة وتجادل في أمور ليس لك بها علم".

ناظرها حسام بتحفز ثم رد: "بل إن كل ما قمنا به خلال هذا الشهر كان من أجل حمزة ومن هم
في سنه.. من أجل الجيل القادم.. حتى ينطلق نحو المستقبل بخطى واثقة وسعي حقيقي نحو الإبداع والتفوق والإنجاز.. حتى يستعيد هذا الوطن مكانته.. أنا فخور جدا بحمزة وبطريقته في التفكير وبعرض أفكاره بتهذيب وترتيب يحفز الحاضرين على الاستماع له".

علقت حنان: "أنا بالفعل فخورة به لكنني أخشى عليه.. أشعر أن القادم لن يكون سلسا كما تظنون..".

رد خالد: "وأنا أتفق معك يا حنان.. أظن أن الفترة المقبلة ستشهد صراعا كبيرا بين بقايا النظام البائد وبين التيارات الدينية، فكل منهم يحاول أن يورط الآخر في التحقيقات المتعلقة بالجرائم والمخالفات التي تمت منذ اندلاع المظاهرات لأول مرة".

قال سامح: "لكن أهم شيء اكتسبناه بعد الثمانية عشر يوما.. هو الثقة في أهمية صوت كل واحد منا.. أهمية تعبيرنا عن آرائنا بحرية وصدق.. ولهذا يجب أن نشارك في الاستفتاء المقبل لتحديد الطريقة التي سيتم بها تمرير السلطة.. يجب أن نتضافر جميعا حتى تكون السلطة القادمة ممثلة للثورة بالفعل.. بدلا من أن ينجح البعض في جمع أغلبية كاذبة لتحقيق مآربهم..".

قالت زاد الجمال: "ولماذا تتهم الآخرين بأن أغلبيتهم ستكون كاذبة وأنهم سيسعون لتحقيق مآربهم فقط؟ قد يقبلون بالفعل تشكيل حكومة ثورية تمثل كل التيارات.. أو يكون النظام برلمانيا كما عرض حمزة"..

رد ميلاد صديق حسام: "كان هذا سيكون متوقعا إذا كانوا هم قد وافقوا على الجلوس مع كل القوى الثورية، لكنهم انفردوا بأنفسهم وأطلقوا فضائياتهم ومواقعهم الإلكترونية بتمويلات ضخمة ظهرت فجأة من العدم من أجل شحن المواطنين ضد من ينادون بالديمقراطية والأفكار الليبرالية المتحررة.. حتى أنهم يتهمون من يطالب بفصل الدين عن السياسة بالكفر صراحة".

قالت زينة بحماس زائف: "آه.. يا لحظكم.. تتحدثون بحرية وبكل أريحية.. أما أنا فمضطرة لكتمان أفكاري الخاصة من أجل زوجي العزيز.. وأكتفي فقط بمناقشته سرا.. صدقا لقد أصابه الصداع من ثرثرتي المزعجة حتى كاد أن يصاب بالجنون".

طوّق خالد كتفيها بذراعه، ومنحها واحدة من ابتساماته المميزة التي يخصصها لها وحدها، ثم قال: "أنت صدعيني كما تشائين.. كما أنني أحب أن أستمع لآرائك وأفكارك دائما.. حتى منذ ما قبل زواجنا"، ثم أمسك يدها بكفه الأخرى، ورفعها إلى فمه ولثمها بحنان وأكمل: "أعلم أنك تضحين بالكثير بامتناعك طوعا عن الحديث في أمور السياسة بسبب عملي وأنا ممتن كثيرا لأجل هذه التضحية".

بادلته زينة الابتسام بخجل، فعلّق حازم قائلا: "أما أنا فلا أستطيع منع العصفورة الناقلة للأخبار من إبداء رأيها علنا في كل شيء عبر مدونتها".

رمقته بغضب مفتعل، فضحك الجميع، قبل أن أتحرك تجاه زاد التي لاحظت عبوسها وسكوتها طوال الجلسة..

أمسكت بيدها وسحبتها معي بهدوء نحو مائدة الطعام متصنعة الانشغال باختيار بعض الأصناف لكلينا لكي نتسلى بتناولها خلال ما تبقى من الجلسة..

سألتها بدون تلكؤ: "ماذا بكِ يا زاد؟ لماذا أنت صامتة هكذا؟ ليست عادتك"..

ردت هي: "إن سليم متوتر للغاية بسبب رفض حازم لنتيجة التحليل، ولفكرة إجرائه سرا دون استئذانه.. رغم سعادته بدعوته اليوم لكنه يشعر بالغرابة والأسف لأن حازم يتجنبه.. أتعلمين يا شروق؟ .. سليم يصر أن حازم بالفعل ابن عمه بعيدا عن نتائج التحاليل.. يقول إنه قد رأى صورا قديمة لعمه الذي يحمل هو نفس اسمه، ويؤكد أن الشبه بينه وبين حازم لا يُصدق.. خاصة وأن عمه قد تُوفى تقريبا بنفس العمر"..

أجبتها بدهشة: "أمر غريب فعلا.. لكن ما الذي يحزنك حول هذا الأمر؟".

أطرقت زاد رأسها بحرج، ثم قالت: "أعلم أنني وسليم قد تعارفنا منذ عدة أيام فقط، لكن تلاقت روحانا بسرعة رهيبة.. لا أقول إننا سنتزوج بعد غدٍ مثلا.. ولكن نشأت بيننا حالة من الود والتفاهم المشترك تحرك لها قلبانا بنفس التناغم.. وللحقيقة، سليم شخص عاطفي للغاية ولا يحب التعقيد، لذلك هو يريد أن ينفرد بحازم ويتحدث إليه قليلا بخصوص هذا التحليل وما تفرضه عليهما صلة القرابة منذ هذه اللحظة، ولكنني أخشى أن يصده حازم ويعامله بقسوة".

ابتسمت بتفهم وتعاطف، ثم قلت: "في الحقيقة يا زاد.. أنا أتفهم تماما مشاعرك وتعاطفك مع سليم.. لكن الأمر فعلا شائك، ولا أظن أن حازم سيفتح ذراعيه ويستقبل سليم ووالده بترحاب.. فهو عاش عمره كله في الظل.. لا يعرف شيئا عن أسرته الحقيقية.. حتى أنه قد نشأ في ظروف قاسية بملجأ للأيتام.. أظن أنه بحاجة لبعض الوقت حتى يستوعب فكرة أنه لم يعد وحيدا في هذا العالم وأنه قد صار له سند يعينه على مواجهة تقلبات الدنيا واختباراتها القاسية.. أنصحك فقط بأن تتوقفي عن محاولة حماية سليم.. فيجب عليه أن يتعامل مع حازم بدون تقنين حتى تنمو علاقتهما بشكل طبيعي وتتطور سريعا نحو الأفضل".

ثم اقتربت منها وأمسكت يدها وغمزتها بتسلٍ ومرح، وقلت بصوت منغم: "إذًا أنتِ وسليم.. هاه؟ يبدو أنه سيكون هناك قريبا حفل زفاف جديد يلوح في الأفق"..

ضحكت زاد وقالت: "لا. ليس قريبا.. قصتي أنا وسليم تحتاج لبعض الوقت حتى نتأكد أن مشاعرنا ليست فورة لحظية من الانجذاب..".

ضحكت أنا ثم علقت: "تقصدين أنك ستخضعينه لاختبارات زاد الجمال القاسية للتأكد من قوة تحمله.. فهمت.. مسكين هذا الشاب الأشقر الوسيم والله".

بادلتني هي الضحك ثم ضربت كتفي متصنعة الغضب، قبل أن تنضم إلينا زينة تسألنا عن سبب انزوائنا هنا لننفرد بالحديث..


يتبع


مروة سالم غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 18-09-21, 06:41 PM   #789

مروة سالم

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية مروة سالم

? العضوٌ??? » 482666
?  التسِجيلٌ » Dec 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,756
?  مُ?إني » مصر
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » مروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   ice-lemon
?? ??? ~
Why so serious?
New1 الفصل الثامن والعشرون - القسم الأخير

قالت زاد: "كنت أخبر شروق أنني أشتهي شواء المارشميللو وإذابته على الفحم.. لكنها أخبرتني أنها لم تكن تعلم أننا اعتدنا تناوله هكذا في أيام العطلات في مدينتنا، ووعدتني أن تجهزها لنتناولها معا بحفل آخر خلال الشتاء المقبل".

ضحكت وقلت ممازحة: "أجل أجل.. والدعوى القادمة بالمناسبة ستكون في منزلك يا زينة هانم".

ردت هي بحب: "بالتأكيد يا عزيزتي.. دعينا فقط نبحث عن مناسبة حتى نجر هؤلاء الرجال خلفنا دون أن يمتعضوا أو يعترضوا"..

تبادل ثلاثتنا الضحكات بخبث، قبل أن تنضم إلينا حنان وهي تسأل: "علام تتضاحكن سرا هكذا؟"
علقت بسرعة كي أروي فضولها: "كنا نخطط لإقامة حفل جديد بعد فترة في بيت زينة".

تدخلت زينة باندفاع: "وبالطبع ستكونين مدعوة له وستأتين.. لن أقبل اعتذارك مثل المرة الفائتة".

زفرت حنان بغيظ، ثم أكملت: "شروق.. يبدو أنكِ يا عزيزتي قد تأقلمتِ كثيرا على وضعية سيدة المنزل هذه ونسيتِ تماما أنكِ طبيبة تتدرب حاليا لتصبح واحدة من أهم طبيبات جراحات الأطفال في مصر.. وأصبحتِ تخططين للحفلات أكثر من البحث في المراجع وقراءة الأبحاث والحوليات والدوريات العلمية.. أشتاق لزمانٍ كنت أنا فيه من تسحبك من أمام الكتب حتى نرفه عن أنفسنا قليلا بتناول كوبين من المثلجات.. والآن صرتِ سيدة الاحتفالات الأولى".

رفعت زاد حاجبيها وتساءلت بخبث: "ولماذا تغضبك الحفلات يا حنان إذا كنتِ تحبين البهجة والترفيه بالأساس؟"

علقت حنان بتوتر: "هاه؟ أحب الترفيه بالفعل لكن لا أحب المخالطة هكذا والجلوس مع الرجال وتبادل الحديث والنكات معهم.. يوترني الأمر بشدة ولا أشعر أنني أتصرف على طبيعتي".

اقتربت منها زاد ودغدغت جانب بطنها بخفة ثم قالت بنبرة منغمة: "أتخجلين يا نونا؟ هل هناك شخص معين... أقصد سبب معين؟ أم أنك تخجلين في العموم؟"

ابتعدت حنان خطوتين للخلف، ثم قالت بنبرة ممازحة: "نعم.. شخص معين.. لا أحب الفتيات المتميعات اللاتي يدغدغن صديقاتهن بشكل علني هكذا"، ثم رفعت رأسها بكبرياء زائف وشموخ مفتعل، وتحركت من جديد نحو باقي الضيوف..

تحركت ثلاثتنا لجلب بعض أطباق الحلوى، ثم عدنا خلف حنان إلى تجمع الشباب، لنجدهم قد انقسموا في جلستهم، بحيث صار ميلاد وسامح يتحدثان مع حمزة، وعمرو وحسام يتحدثان مع شابان آخران، بينما يتحدث خالد بحيوية مع ثلاثة شباب، فيما كان حازم قد انزوى جانبا مع سليم وكان يحدثه بخفوت وبدا عليه الانفعال، بينما كان سليم يستمع إليه ويهز رأسه دون أن يتدخل بالرد..

جلسنا جميعا نتبادل الحديث بممازحة ونحن نتناول الحلوى، بينما كنت اختلس النظر دون أن ينتبه أحد نحو حازم وسليم أتابع حديثهما الخافت..

بعد قليل، انضم كلاهما إلينا وبدأ الشباب يعودون لتبادل الحديث بشكل عام بدلا من الجلسات الأصغر.. وهنا أعلنت حنان أنها ستصطحب أخاها وتغادر قبل أن ينتصف الليل، لكن زينة أصرت أن يقوم زوجها خالد بتوصيلهما بسيارته في طريق عودتهما لمنزلهما..

بدأ الجميع يتجهز للرحيل بالفعل، حيث غادر الشباب تباعا بسياراتهم، ثم طلب سليم من خالد أن يقوم هو بتوصيل زاد الجمال حتى بوابة منزلها في الدقي، على أن يقوم هو بتوصيل حنان وحمزة إلى وسط البلد ثم يعودا لبيتهما في حي المهندسين..

عاد الهدوء إلى منزلنا، فتحرك حسام بعكازيه نحو غرفته بعد أن شكرنا على إقامة الحفل من أجله، كما اعتذر بحرج عن عدم قدرته على مساعدتنا على تنظيف محيط المسبح نظرا لوضعه الصحي، ثم توجه لغرفته للنوم..

أما أنا وحازم، فقد انشغلنا قليلا بجمع محتويات المائدة المفتوحة المتبقية وتغليفها وتخزينها بالمطبخ، خاصة بعد أن توجهت ماما سناء للنوم، ثم بدأنا في تنظيف محيط المسبح بجمع بقايا المأكولات..

للحق، الشباب لم يتسببوا في إحداث فوضى عارمة بالمكان، لكن حازم قال بضيق: "أظن أنني سأحضر فريقا للتنظيف إذا قررنا تنظيم المزيد من المناسبات في بيتنا المتواضع".

أجبته بعفوية: "فليكن.. لقد استمتعت كثيرا بهذا الحفل وكذلك حفل حناء زينة.. وحتى يوم استقبالنا لحسام.. تلك الحفلات كانت حميمية ودافئة للغاية، ورغم وجود أفراد مازلنا نتعرف عليهم ولم تتوطد صداقتنا بهم بعد، إلا أنني شعرت بالفعل وكأنني بين أفراد عائلة كبيرة يحب أفرادها بعضهم بعضا".

اتسعت ابتسامة حازم ثم ترك الحقيبة البلاستيكية التي كان يجمع فيها مخلفات الحفل، واقترب مني الخطوات القليلة التي كانت تفصلنا، وغمرني بعناق دافئ لم أفهم سببه..

دون تدخل مني، تحرك ذراعاي بالتوازي لكي يحيطا ظهره بحضن دافئ وكأنني أنا من أحتاج لهذا العناق في تلك اللحظات، ثم سألته بهمس: "كيف كان حديثك مع سليم؟"

زفر هو ببطء، ثم أسند ذقنه إلى كتفي، وقال: "كان متفهما بالطبع لحالتي.. وأنا أخبرته أنني أحتاج لبعض الوقت حتى أخضع للتحليل مرة أخرى في معمل مختلف، وقلت له صراحة أنني عندما أكون مستعدا لتلك الخطوة، سأطلب من والده أن يرافقني إلى المعمل لنجري الفحص معا".

سألته متحيرة: "ألا تشعر ولو بنسبة قليلة بأي رابط نحو سليم ووالده؟".

رد حازم: "لا أشعر بالأمر هكذا لأكون صريحا.. لكن.. أشعر أن علي الزين شخص محترم وحكيم وصادق وأمين.. ليس متلاعبا أو خبيثا".

فك حازم ذراعيه، فتبعته بإزالة ذراعيّ من حوله، ثم بدأ سريعا بجمع ما تبقى من مخلفات، وهو يقول: "لننهي التنظيف المبدئي سريعا، وسأتولى أنا أمر إعادة التنظيف غدا في الصباح بدلا من ممارسة الرياضة"..

قلت ممازحة: "يبدو أنك تستمتع بالفعل بالأعمال المنزلية كما يقول حسام.. ربما ستتولى أنت تربية الأطفال حين ننجب.. أقصد.. أقصد.. لا شيء.. لا أقصد شيئا"..

ضحك هو بمرح متخليا عن كل الهموم التي تثقل كاهله، ثم غمزني وقال: "بالفعل يجب أن ننهي التنظيف سريعا، لأنني أتذكر جيدا أن زوجتي قد وعدتني بمكافأة خاصة نتيجة تحملي ضيوفها اللزجين".

سارعت بجمع بعض المخلفات وهرعت إلى الداخل وأنا أشعر أن وجهي يشتعل بحمرة الخجل.

عدت إلى الخارج مرة أخرى حاملة نفس كيس النفايات الضخم لكي أضعه بصندوق القمامة المواجهة لبوابة الفيلا الخارجية، لكن حازم قابلني قبل أن أفتح البوابة، وحمل الكيس عني وقال إنه ليس من المناسب أن أفتح أنا بوابة الفيلا في هذا التوقيت..

كنت سأرد عليه بخطبة نسوية تفحمه لو أنني لم أكن غارقة بين موجات الخجل التي تتقاذفني بلا هوادة في تلك اللحظات، فتركت له الكيس وتحركت فورا نحو الداخل، ومنه إلى الدرج المؤدي إلى غرفتنا في الطابق العلوي..

كنت أعبث بمحتويات الخزانة باحثة عن أكثر المنامات احتشاما، عندما دلف حازم إلى الداخل بخطوات بطيئة واثقة كفهد الجاغوار الذي يتحرك نحو فريسته وهو يعلم تمام العلم أنه سينقض عليها في اللحظة المناسبة..

استدرت مجددا لكي أنتقي المنامة من داخل الخزانة، لأجده قد تحرك حتى وقف خلفي تماما، ثم مد يديه يطوقني دون أن يلمسني، بينما أخذ يفتش بهما بسرعة داخل الخزانة حتى أخرج منامة حريرية قصيرة للغاية من قطعتين تكشف أكثر مما تخفي..

كانت باللون الأحمر الناري وتتزين عند منطقة الصدر والأطراف بطبقة من اللاسيه المفرغ بنفس اللون لتعطيها لمسة أناقة فاخرة رغم أن الغرض من ارتدائها بعيد تماما عن آية أناقة.

أخرج حازم يديه وهو يمسك بإحداهما قطعتي المنامة، ثم تحرك خطوة للخلف، ولفني بيده الأخرى، ووضع المنامة بيدي وهو يقول: "أنا نفذت دوري من الاتفاق.. والآن حان دورك.."، منهيا كلماته بغمزة وابتسامة عابثة

حاولت التملص قائلة: "لم أعدك بشيء".

رد هو متسليا: "بلى.. وكنت تعلمين جيدا أنك ستنفذين.. وحتى لا تشعري بالحرج وتتأكدي أنني زوج مثالي، سأتركك تبدلين ملابسك في الحمام ثم تعودين إليّ بمنامتك المثيرة تلك".

أمسكت المنامة بقنوط، وتحركت نحو الحمام، لكن فجأة داهمتني آلام شديدة في جانب بطني وأسفلها، فتهاويت على ساقيّ وأنا أمسك بطني وأصيح: "آه.. بطني.."

قال حازم ممازحا: "لا تدعي التوجع.. هيا انهضي".

قلت بألم: "لا أدّعـــــــــــــــــــــ ــي"..

قبل أن أكمل كلمتي، كان حازم قد حملني ووضعني على السرير، وهو يقول بتوتر: "أعلم.. أصدقك.. لا بأس عليكِ.. لا تخافي.. ربما.. ربما هو بعض المغص فقط وسينتهي الألم إذا أخذتِ حبة مسكن.. لم تأكلي كثيرا أساسا.."

أخذت نفسا بطيئا، ثم قلت أطمئنه: "لا بأس.. سأكون بخير.. اتركني استرخي قليلا، وأحضر لي حبة مسكن وبعدها سأتحسن بإذن الله"..

تحرك حازم نحو الباب وهو يبرطم: "أشعر أن البومة التي كادت أن تقضي على حياة رمسيس الثاني قد أرسلت لعنة خاصة من أجلي.. ليس لي نصيب بتلك المنامة المثيرة".

قبل أن يصل حازم للباب لكي يفتحه ويغادر لإحضار المسكن، بدأت أصرخ بشدة بعد أن داهمتني نوبة ألم لا تحتمل..

عاد حازم ركضا، وحملني كما أنا، وقال: "لن أنتظر.. سنذهب لأقرب مستشفى فورا".


نهاية الفصل

قراءة ممتعة وسعيدة
وشكرا لكل من دعا لأمي بالشفاء.. الحمد لله حالتها تتحسن حاليا وأرجو أن يتم الله شفائها على خير
أرجو أن يكون هذا الفصل خفيفا وممتعا لكي نستعد معا للقادم..


مروة سالم غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 18-09-21, 09:21 PM   #790

Maryoma zahra

? العضوٌ??? » 403302
?  التسِجيلٌ » Jul 2017
? مشَارَ?اتْي » 135
?  نُقآطِيْ » Maryoma zahra is on a distinguished road
افتراضي

ألف مليون سلامة ع طنط يا مروتي ربنا يتم شفاها ع ألف خير و يطمنا عليها يا رب ♥️♥️♥️♥️
الفصل روووعة و حزومي و شوشو كانوا واحشيني جدااا🥺♥️♥️♥️
أنا فصلت ضحك في آخر مشهد حزومي البومة مركزة معاه 😂😂😂😂😂
عجبتني أوي أجواء الحفلة ال كانت في البيت🥺♥️
و فصلت ضحك و حسام بيقول لحازم انه هيبقى house husband 😂😂
و حنان و هي بتقول لشروق انها اتعودت ع الحفلات😂😂
و مش هأوقف أعبر عن إعجابي بالسرد و طريقة الوصف و أسلوبك اارااائع بجد يا مروتي ما شاء الله عليكي♥️♥️♥️
"يصر أنني الشروق الذي أضاء حياته المظلمة، لكنه في الحقيقة، فنار..
فنار حجري عتيق عمره آلاف السنين، تماما كروحه المنهكة.. وبرغم غرقه في الظلام وعدم اكتراثه بما يتعرض له من مصائب وعثرات، إلا أنه مازال يضيء الطريق للسفن العابرة به حتى تستكمل طريقها في أمان..
الأمان الذي يغمره على من يعتني بهم كجناحين من فولاذ لا يمكن اختراقهما أبدا، فتصد عنهم كل سوء وخطر وحزن بينما يتلقاها هو بتفانٍ وإخلاص ليتلظى بها دون أن يشكو.."🥺♥️♥️♥️♥️


Maryoma zahra غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:04 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.