آخر 10 مشاركات
واهتز عرش قلبي (1) .. سلسلة الهاربات (الكاتـب : ملك جاسم - )           »          الــــسَــــلام (الكاتـب : دانتِلا - )           »          93 - قمر في الرماد - جين دونيللي (الكاتـب : فرح - )           »          و أمسى الحب خالدا *مكتملة* (الكاتـب : ملك علي - )           »          انتقام عديم الرحمة(80)للكاتبة:كارول مورتيمور (الجزء الأول من سلسلة لعنة جامبرلي)كاملة (الكاتـب : *ايمي* - )           »          لاجئ في سمائها... (الكاتـب : ألحان الربيع - )           »          4 - لعنة الماضي - بيني جوردان (دار الكتاب العربي) (الكاتـب : Gege86 - )           »          زهرة .. في غابة الأرواح (3) * مميزة ومكتملة * .. سلسلة للعشق فصول !! (الكاتـب : blue me - )           »          اللوحة الغامضة (48) للكاتبة: كارول مورتيمور .. كاملة .. (الكاتـب : cutebabi - )           »          6 - خذني - روبين دونالد - ق.ع.ق (الكاتـب : حنا - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

مشاهدة نتائج الإستطلاع: هل تعتقدون أن خالد قد مات وانتهى دوره بأحداث الرواية؟؟
نعم 0 0%
لا 6 100.00%
المصوتون: 6. أنت لم تصوت في هذا الإستطلاع

Like Tree484Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 27-10-21, 08:12 PM   #921

مروة سالم

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية مروة سالم

? العضوٌ??? » 482666
?  التسِجيلٌ » Dec 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,756
?  مُ?إني » مصر
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » مروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   ice-lemon
?? ??? ~
Why so serious?
Rewitysmile21 اقتباس


اقتباس لطيف من فصل ٣٤ وقـــــبل الأخير

بعد قليل، صعدت للاطمئنان على شروق، فوجدتها تستريح في فراشها وتحاول التظاهر بالتركيز في المذاكرة، رافضة الحديث في أي شيء، فأحضرت بعض العصير والفواكه المجففة والمكسرات وأخذت أحثها على تناول القليل منها، ثم تركت وانضممت لحسام في غرفة المعيشة..
كان الأخير جالسا بإرهاق وتبدو عليه علامات الضيق، فآثرت ألا أحدثه حول المستجدات الأخيرة حتى الوقت المناسب، بينما أخذت أتبادل معه أطراف الحديث لتشتيت ذهني عما يؤرقني ويأكلني من الداخل..
سألته: "لماذا هذا الوجه الخشبي؟ ماذا حدث لك؟"
زفر حسام، ثم أجاب: "لا أعتقد أن علاقتي بحنان ت تتطور منذ عقد قراننا، فهي تتحاشاني باستمرار، إلا في ذلك الوقت الذي كنت أنت فيه محتجزا قيد التحقيقات"..
ضيقت حاجبي وأخذت أفكر لبضعة دقائق، ثم سألته: "ولماذا لا تحاول التقرب منها بسلاسة وبطريقة لطيفة؟"..
قال حسام بنبرة حانقة: "كيف؟ كيف؟"..
قلت مقترحا: "مثلا.. اكتب عبارات رومانسية عبر حسابك الخاص على مواقع التواصل.. ألم تعلن عن خطبتك من خلاله؟"..
زفر حسام بضيق، وقال: "أخصصه لعرض أفكاري وآرائي وخواطري.. لا مكان فيه للرومانسية"..
زجرته بغيظ، ثم فردت كفي أطلب هاتفه لتصفح حسابه، وحين فتحت الحساب، قرأت آخر حالة قام بنشرها منذ حوالي ثلاث ساعات، وكتب فيها:
(نحن جيل تعيس نخبئ آلامنا خلف ابتساماتنا في صورنا الفوتوغرافية.. نختصر زماننا كله في لحظات مختلسة تُعد على أصابع اليد الواحدة، ولكن يشهد الله أننا تعبنا كثيرا لكي نستحقها)
رفعت أنظاري إليه ثم وبخته بنبرة ممازحة: "كلام رائع ويُحترم.. لكن إذا كنت تمنع نفسك عن مغازلتها حتى تعتاد على فكرة زواجكما خاصة بعد ما مرت به.. فكيف ستشعر هي أنك تحبها صدقا، ولا تتزوجها لمجرد أنها الخيار المتاح أمامك.. هل بمثل تلك العبارات الفلسفية الكئيبة.. ستستميلها؟"..
فكّر حسام قليلا، ثم قال بحماس: "آه.. تذكرت شعرا رومانسيا للشيخ إمام.. سأكتب مقتطفا منه"، ثم سحب الهاتف بسرعة، وقام بكتابة بعض الكلمات وضغط نشر، ثم أخذ يطالع الشاشة أمامه بابتسامة بلهاء..
سحبت الهاتف من يده، وأخذت أطالع ما كتبه، لأجد الحالة المنشورة تقول:
(العشق زيـن .. بس الهموم سبّاقة
والشوف حديد.. بس الغيوم خنّاقة
والانتظار للوعد.. نار حرّاقة!ا)
رميت الهاتف بعنف على المنضدة، ثم نهرته بغضبه: "هل تنوي أن تجلطني؟ ما هذا الذي كتبته؟ وتقول إنك ستصبح كاتبا لامعا؟ أين الرومانسية يا بني؟"..
هرش حسام رأسه بضيق ثم قال: "ولكنني أخشى أن أعبر بصدق عما بداخلي فأصيبها بالارتباك فتزداد تباعدا.. ماذا أفعل يا أخي؟"..
قلت بنفاد صبر: "اسمع.. توقف عن النشر عبر مواقع التواصل من الأساس.. التزم بالرسائل الخاصة عبر تطبيقات المحادثة.. مثلا قم بعمل مقطع فيديو يتضمن لقطات من حفل عقد القران وضع خلفية موسيقية بأغنية عاطفية.. أو مثلا اصنع لها بطاقة رومانسية خاصة مستغلا دراستك لفنون الإعلان والحملات الدعائية بالكلية.. اصنع لها شيئا خاصا يا بني.. ولا يهم إذا لم تجد منها رد فعل صريحا وفوريا.. تأكد أنها ستسعد كثيرا.. ثم مع الوقت.. عد للكلمات الرومانسية الصريحة حتى تتقاربا.. لم يبقى الكثير حتى تتخرج ويتم الزفاف بالفعل.. ولا تنسى أنها وقفت أمام الجميع وأعلنت تمسكها بك في عز أزمتنا"..
ابتسم حسام وقال: "لقد خطفت قلبي يومها.. كان عليك أن ترى هذا المشهد المهيب يا أخي.. لقد وقفت أمام أعمامها جميعا ورفضت الاستماع لهم وصاحت بعزم رافضة التخلي عني.. والله لو لم أكن أحبها بالفعل.. لكنت الآن غارقا في بحور الهوى بلا سبيل لإنقاذي"..
قلت متحمسا: "هاك.. هذه عبارة رومانسية رائعة.. لماذا لا تكتبها لها في رسالة وتخبرها أن هذا ما شعرت به لحظة أعلنت لأعمامها أنها ترفض الانفصال عنك"..
أمسك حسام هاتفه، ثم تحرك نحو غرفته بحيوية، متحمسا لحديثه مع عروسه


مروة سالم غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 28-10-21, 09:14 PM   #922

وردة فضية

? العضوٌ??? » 494163
?  التسِجيلٌ » Oct 2021
? مشَارَ?اتْي » 91
?  نُقآطِيْ » وردة فضية is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مروة سالم مشاهدة المشاركة
طب وايه رايك في باقي الشخصيات؟
حضرتك راسمة كل شخصية بشكل مختلف
يعني حازم شخصية حنونة وبتتعاطف مع اللي حواليها..
شروق عقلانية بس مش قاسية
حنان الحنية كلها وخفة الدم
زينة الذكاء
خالد القوة والشجاعة
وحسام حس الوطنية والاخلاص

ورغم ان في شخصيات مش بتعبر عن نفسها زي حازم وشروق بس برضه باينين وظهورهم مؤثر

برااااااااااااافووو بجد


وردة فضية غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-10-21, 09:14 PM   #923

وردة فضية

? العضوٌ??? » 494163
?  التسِجيلٌ » Oct 2021
? مشَارَ?اتْي » 91
?  نُقآطِيْ » وردة فضية is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مروة سالم مشاهدة المشاركة
اقتباس لطيف من فصل ٣٤ وقـــــبل الأخير

بعد قليل، صعدت للاطمئنان على شروق، فوجدتها تستريح في فراشها وتحاول التظاهر بالتركيز في المذاكرة، رافضة الحديث في أي شيء، فأحضرت بعض العصير والفواكه المجففة والمكسرات وأخذت أحثها على تناول القليل منها، ثم تركت وانضممت لحسام في غرفة المعيشة..
كان الأخير جالسا بإرهاق وتبدو عليه علامات الضيق، فآثرت ألا أحدثه حول المستجدات الأخيرة حتى الوقت المناسب، بينما أخذت أتبادل معه أطراف الحديث لتشتيت ذهني عما يؤرقني ويأكلني من الداخل..
سألته: "لماذا هذا الوجه الخشبي؟ ماذا حدث لك؟"
زفر حسام، ثم أجاب: "لا أعتقد أن علاقتي بحنان ت تتطور منذ عقد قراننا، فهي تتحاشاني باستمرار، إلا في ذلك الوقت الذي كنت أنت فيه محتجزا قيد التحقيقات"..
ضيقت حاجبي وأخذت أفكر لبضعة دقائق، ثم سألته: "ولماذا لا تحاول التقرب منها بسلاسة وبطريقة لطيفة؟"..
قال حسام بنبرة حانقة: "كيف؟ كيف؟"..
قلت مقترحا: "مثلا.. اكتب عبارات رومانسية عبر حسابك الخاص على مواقع التواصل.. ألم تعلن عن خطبتك من خلاله؟"..
زفر حسام بضيق، وقال: "أخصصه لعرض أفكاري وآرائي وخواطري.. لا مكان فيه للرومانسية"..
زجرته بغيظ، ثم فردت كفي أطلب هاتفه لتصفح حسابه، وحين فتحت الحساب، قرأت آخر حالة قام بنشرها منذ حوالي ثلاث ساعات، وكتب فيها:
(نحن جيل تعيس نخبئ آلامنا خلف ابتساماتنا في صورنا الفوتوغرافية.. نختصر زماننا كله في لحظات مختلسة تُعد على أصابع اليد الواحدة، ولكن يشهد الله أننا تعبنا كثيرا لكي نستحقها)
رفعت أنظاري إليه ثم وبخته بنبرة ممازحة: "كلام رائع ويُحترم.. لكن إذا كنت تمنع نفسك عن مغازلتها حتى تعتاد على فكرة زواجكما خاصة بعد ما مرت به.. فكيف ستشعر هي أنك تحبها صدقا، ولا تتزوجها لمجرد أنها الخيار المتاح أمامك.. هل بمثل تلك العبارات الفلسفية الكئيبة.. ستستميلها؟"..
فكّر حسام قليلا، ثم قال بحماس: "آه.. تذكرت شعرا رومانسيا للشيخ إمام.. سأكتب مقتطفا منه"، ثم سحب الهاتف بسرعة، وقام بكتابة بعض الكلمات وضغط نشر، ثم أخذ يطالع الشاشة أمامه بابتسامة بلهاء..
سحبت الهاتف من يده، وأخذت أطالع ما كتبه، لأجد الحالة المنشورة تقول:
(العشق زيـن .. بس الهموم سبّاقة
والشوف حديد.. بس الغيوم خنّاقة
والانتظار للوعد.. نار حرّاقة!ا)
رميت الهاتف بعنف على المنضدة، ثم نهرته بغضبه: "هل تنوي أن تجلطني؟ ما هذا الذي كتبته؟ وتقول إنك ستصبح كاتبا لامعا؟ أين الرومانسية يا بني؟"..
هرش حسام رأسه بضيق ثم قال: "ولكنني أخشى أن أعبر بصدق عما بداخلي فأصيبها بالارتباك فتزداد تباعدا.. ماذا أفعل يا أخي؟"..
قلت بنفاد صبر: "اسمع.. توقف عن النشر عبر مواقع التواصل من الأساس.. التزم بالرسائل الخاصة عبر تطبيقات المحادثة.. مثلا قم بعمل مقطع فيديو يتضمن لقطات من حفل عقد القران وضع خلفية موسيقية بأغنية عاطفية.. أو مثلا اصنع لها بطاقة رومانسية خاصة مستغلا دراستك لفنون الإعلان والحملات الدعائية بالكلية.. اصنع لها شيئا خاصا يا بني.. ولا يهم إذا لم تجد منها رد فعل صريحا وفوريا.. تأكد أنها ستسعد كثيرا.. ثم مع الوقت.. عد للكلمات الرومانسية الصريحة حتى تتقاربا.. لم يبقى الكثير حتى تتخرج ويتم الزفاف بالفعل.. ولا تنسى أنها وقفت أمام الجميع وأعلنت تمسكها بك في عز أزمتنا"..
ابتسم حسام وقال: "لقد خطفت قلبي يومها.. كان عليك أن ترى هذا المشهد المهيب يا أخي.. لقد وقفت أمام أعمامها جميعا ورفضت الاستماع لهم وصاحت بعزم رافضة التخلي عني.. والله لو لم أكن أحبها بالفعل.. لكنت الآن غارقا في بحور الهوى بلا سبيل لإنقاذي"..
قلت متحمسا: "هاك.. هذه عبارة رومانسية رائعة.. لماذا لا تكتبها لها في رسالة وتخبرها أن هذا ما شعرت به لحظة أعلنت لأعمامها أنها ترفض الانفصال عنك"..
أمسك حسام هاتفه، ثم تحرك نحو غرفته بحيوية، متحمسا لحديثه مع عروسه

ضحكت اوي مكنتش اتصور حسام يبقى لخمة كده


وردة فضية غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 29-10-21, 12:01 PM   #924

مروة سالم

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية مروة سالم

? العضوٌ??? » 482666
?  التسِجيلٌ » Dec 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,756
?  مُ?إني » مصر
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » مروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   ice-lemon
?? ??? ~
Why so serious?
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة وردة فضية مشاهدة المشاركة
حضرتك راسمة كل شخصية بشكل مختلف
يعني حازم شخصية حنونة وبتتعاطف مع اللي حواليها..
شروق عقلانية بس مش قاسية
حنان الحنية كلها وخفة الدم
زينة الذكاء
خالد القوة والشجاعة
وحسام حس الوطنية والاخلاص

ورغم ان في شخصيات مش بتعبر عن نفسها زي حازم وشروق بس برضه باينين وظهورهم مؤثر

برااااااااااااافووو بجد
تسلمي بجد على ذوقك وكلامك الجميل.. وسعيدة انك مستمتعة بالاحداث


مروة سالم غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 29-10-21, 04:26 PM   #925

مروة سالم

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية مروة سالم

? العضوٌ??? » 482666
?  التسِجيلٌ » Dec 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,756
?  مُ?إني » مصر
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » مروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   ice-lemon
?? ??? ~
Why so serious?
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة وردة فضية مشاهدة المشاركة
ضحكت اوي مكنتش اتصور حسام يبقى لخمة كده
بصي هو مش لخمة.. بس تقدري تقولي انه بيحاول يحافظ على علاقته بحنان في اطار متحفظ بحكم انه شخصيته متحررة نوعا ما.. فحاسس انه معندوش وسط.. بش اعتقد بعد الجواز هيبطل التحفظ ده معاها ويتصرف بطبيعته اللي هي ف خيالي أجرأ من حازم كتير .. لان حازم انسان حساس بحكم طبيعته


مروة سالم غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 30-10-21, 05:33 PM   #926

مروة سالم

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية مروة سالم

? العضوٌ??? » 482666
?  التسِجيلٌ » Dec 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,756
?  مُ?إني » مصر
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » مروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   ice-lemon
?? ??? ~
Why so serious?
Rewitysmile10 الفصل الرابع والثلاثون - القسم الأول

الفصل الرابع والثلاثون

XحازمX بسام



هل جربت شعور التواجد في مصعد بالطابق الأخير لتجد توازنه قد اختل فأخذ يسقط فجأة حتى شارف على الارتطام بالقاع؟

هذا بالظبط ما أشعر به حاليا.. وكأنني حبيس مصعدٍ كهربائي أسقط من علو بسرعة مذهلة دون أن أصل للقاع.. بعد..
فأفقد أنفاسي مع اتزاني وأظل أسبح في الفراغ، وأصارع أفكاري وخيالاتي فقط كي أتأهب للنهاية.. لكنها تأبى أن تحل..

وكأن الحياة وضعت على عاتقها أن تضعني دوما في عذاب سرمدي لا آخر له..

مر يومان منذ القبض عليّ، ونحو أسبوعين منذ مشيت طوعا في طريق الانتقام..

كنت أتوقع انحيازها لوالدها، أو شعورها بالخيانة من جانبي لإقدامي على فضح والدها ورفع الدعاوى ضده دون أن أخبرها أو أستشيرها أو حتى أمهم لها، لكنني لم أتوقع انصياعها لأوامر والدها بالانفصال عني.. أن تتركني تائها وسط الظلام كحيوانٍ ضال..

ما يغضبني هو أنها رأتني وأنا أتعامل مع صدمتي بالطريقة التي اعتدت عليها..
دائما تشهد أكثر لحظاتي ضعفا..
لكنني المخطئ..

كان عليّ أن أكن أكثر تماسكا في مواجهة تصريحات والدها.. حتى وإن كانت تريد الرحيل..

لقد قمت بجرح باطن قدميّ لثلاثة أيام متتالية، بعد أن فشلت الطرق الأخرى التي تحدث عنها دكتور فؤاد في السيطرة على نوبات التشاعر الحادة..

ولكن كيف أسيطر على حالتي وأهم دوافعي لمقاومتي لأعراض مرضي في سبيله للانسحاب وتركي بمفردي بلا درع أستند إليه أو أمل أحيا لأجله..

كلما شعرت بانزواء شروق عني واستعدادها للرحيل، كان حنقي على نفسي يزداد فأحاول تخليصها من العذاب بأسرع الطرق وأكثرها فعالية.. على الأقل كي أكون مستعدا للقادم..

لكن صدمة حسام بتصرفه المباغت، كانت هي ما قسمت ظهري حقا..

صحيح أنه قد زارني في مقر النيابة للاعتذار مني ودعمي في مأساتي، لكن ذاكرتي تظل تعيد تلك اللحظات التي ناظرني فيها بخيبة أمل واضحة..

معبئا بقدر هائل من السخط.. تجاه نفسي.. وتجاه الوضع الحالي، أقدمت على أكثر أفعالي تهورا بعد أن غادر حسام عائدا للمنزل، فقد قررت إيذاء نفسي مرة أخيرة لكي أتخلص من كل خطاياي وعثراتي ونفسي المنهكة لعله يكون الخلاص الذي يجلب لي الراحة بعد طول عناء..

في لحظة جنون مطبق، طلبت المثول أمام وكيل النيابة من جديد، لكنني كنت مودعا في الحجز الاحتياطي بقسم الشرطة على ذمة التحقيقات، فتحدثت إلى أحد رجال المباحث بحضور خالد..

تحدثت عن كل عمليات الابتزاز التي دفعني رحيم للقيام بها تحت هوية "الشبح" الغامضة، كما تحدثت عن واقعة إشاعة الاضطرابات في الميدان قبيل موقعة الجمل، رغم عدم وجود أدلة حقيقية على ذلك، مما دفع خالد للإقدام على تصرف يفوقني تطرفا وخبالا..

فقد قام خالد بتمزيق صحيفة اعترافاتي كاملة مغمغما بكلام اعتذار للمحقق الآخر، قبل أن تتحول لإفادة رسمية، ثم انفرد بي في غرفة جانبية برفقة والده اللواء عماد الذي أتى مسرعا عندما أخبره خالد عن نيتي بالإدلاء باعترافات جديدة، وهدر بكل حدة متخليا عن سيطرته الفولاذية المعتادة: "يا غبي.. يا أحمق.. ليست كل الجرائم يتم التكفير عنها بالسجن.. ألا يكفيك أنك عشت حياتك كلها أسيرا للوهم..".

زفر خالد غضبا وأخذ يفرك شعره بانفعال وهو يتحرك جيئة وذهابا في الغرفة، وهو يردف ناهرا: "أنت كنت مختطفا.. نشأت في بيئة عدائية زادتك مرضا وعلة.. والابتزازات المتكررة لرحيم دفعتك لتنفيذ مطالبه غير القانونية.. لكنها في النهاية تبقى مجرد تهديدات بلا أدلة فعلية.. فإذا تحركت تلك الاعترافات لتتحول لقضية.. لن يضار رحيم منها شيئا بل ستكون أنت المتهم الوحيد باعترافك.. وبالتالي، قد تحاكم بتهمة الترويع لمدة لا تقل عن سنة.. هذا في حال نجح أحد ضحاياك بالتعرف عليك، بينما أنت كنت تهددهم وأنت ملثم بالكامل.. ولا أظن أن أحدهم يعرف هويتك الحقيقية.. لذا فإن ما سيحدث فعليا هو مجرد تشويهك لاسمك وسمعتك بينما مازلت تحبو نحو امتلاك اسمك الحقيقي وبناء كيان جديد لك بعيدا عن كل الماضي".

ذهول تام سيطر عليّ من تصرف خالد البعيد تماما عن طبيعته الملتزمة بنصوص القانون، فلم أملك معه سوى أن أطبقت فمي عاجزا عن الإتيان بأي رد فعل..

حاولت لملمة شتاتي لمجادلة خالد لولا تدخل اللواء عماد، الذي قال بنبرة حانية لا تخلو من جدٍ: "يا بني.. في بعض الأحيان.. تكون العدالة فوق القانون.. والرحمة فوق العدل.. والعفو فوق العقاب.. أنت لم تحظى بحياة عادلة حتى الآن، وتريد أن تدفع ثمن أخطاءك قبل حتى أن تطالب بتعويض عن المذلات والعذابات التي كنت ضحيتها.. إنك تشعر بالذنب لإطاعتك رحيم في بعض نزواته الإجرامية.. لا بأس.. يمكنك أن تدفع ثمن ذلك.. بتعويض المجتمع.. بدلا من احتجازك بالسجن.. لقد عشت حياتك كلها سجينا فلمَ لا تكفر عن خطاياك بطرق أكثر عملية؟.."

ناظرته ببلاهة وتعب، فربت هو على كتفي بحنو أبوي، ثم تابع: "استفد من ثروتك التي تركها لها والدك.. وقم بتعويض المجتمع في شكل مشروعات خدمية لمساندة الفقراء ودعم الضعفاء.. أثق أن عمك لن يبخل عليك أبدا، بل سيدفع من ماله الخاص لمضاعة ما تنوي أنت إنفاقه في عمل الخير"..

تدخل خالد وهتف بضيق: "اللعنة عليك يا حازم.. هذه هي المرة الأولى التي أخالف فيها قناعاتي بإصراري على السير في طرق قانونية دون أن أحيد عنها، ولكن كما قال أبي.. العدالة فوق القانون أحيانا.. لننس فقط هذا الأمر.. وننقذك من اتهامات رحيم المجحفة.. هذا اللعين قد استغل بعضا من علاقاته مع ما تبقى من رجال النظام البائد، لكي يتم الإفراج عنه والتعامل مع شكواك على أنها كيدية، ولكن بتقديمك المزيد من الأدلة التي تثبت مخالفاته المالية الفادحة، والتي تؤكد أيضا عدم مسئوليتك عن أي قرار إداري يخص الشركة كونك مجرد سكرتير تنفيذي لا يملك حق التوقيع، فإنك في سبيلك للخروج من هنا دون إتهام، وذلك فور أن تتأكد النيابة من صحة الوثائق التي قدمتها، فلا تحاول إفساد الأمور بالإدلاء باعترافات أخرى لا مجال لها الآن، ستكون نتائجها فقط إدخالك في متاهات أنت في غنى عنها الآن"..

بعد أن اقتنعت بكلمات خالد ووالده وعدلت عن سكب المزيد من الوقود على حطام حياتي المشتعل، أخبرني صديقي عن رغبة شروق في زيارتي، فأعلنت له رفضي التام، لكن خالد ألح عليّ لألبي طلبها مؤكدا أن حالتها النفسية سيئة جدا منذ اللحظة التي غادرت فيها المنزل برفقة رجال الشرطة وأنها مصرة على مقابلتي ولن تغادر مبنى القسم حتى تلتقي بي.. فاضطررت للقبول رغم حنقي من إصرارها على المجئ..

وعندما سمح الضباط لي بالانضمام إليها من أجل تلك الزيارة التي أمقتها بشدة.. توجهت إلى الداخل بخطوات متثاقلة وقلب يضيق بغضبه..


يتبع


مروة سالم غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 30-10-21, 05:39 PM   #927

مروة سالم

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية مروة سالم

? العضوٌ??? » 482666
?  التسِجيلٌ » Dec 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,756
?  مُ?إني » مصر
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » مروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   ice-lemon
?? ??? ~
Why so serious?
Rewitysmile9 الفصل الرابع والثلاثون - القسم الثاني

حين دلفت للغرفة.. اكتشفت أنها لم تكن بمفردها، إذ كان عمي جالسا وأمامه شروق تجلس في المقعد المقابل، بينما يقف سليم وخالد إلى جوار عمي يتهامسان بصوت خفيض..

رفعت شروق عينيها لموضع معصميّ المتعانقين أمامي بسبب الأصفاد التي تخنقهما، فابتلعت ريقها بحزن وأطرقت عينيها بأسف لبضع ثوانٍ، ثم رفعتهما ثانية حتى لاقت عينيّ، فناظرتهما بتوسل وأسى..

أما عمي، فقد نهض فورا، واقترب يحتضنني، وتبعه سليم الذي أخذ يطرق على كتفي بقوة داعما..

قال عمي باقتضاب: "لقد طمأنني المحامي.. كل الأمور ستصبح بخير.. وسيتم الإفراج عنك قريبا دون توجيه أي اتهام لك.. وبعدها سنبدأ تنفيذ الجزء الثاني من الخطة"، ثم بتر باقي كلماته حين استشعر نهوض شروق من مكانها..

تنحنح خالد قائلا: "سأنتظر أنا بالخارج"، فتبعه سليم وعمي متحركين بخفة.. أما هي، فقد شخصت أمامي.. صامتة بوجه بائس حزين، لونته فرشاة الإجهاد بألوانها الباهتة الذابلة، بينما تركت دوائرها الداكنة الحزينة أسفل عينيها اللتين فقدتا لمعتهما الزرقاء التي تأسرني دائما، أثرا واضحا للأرق..

كانت مثالا لفتاة معذبة لم تذق طعم النوم منذ ليالٍ، لكنها مع ذلك ظلت صامتة جامدة أمامي عاجزة عن الحديث.. تماما كآخر مرة تواجهنا فيها..

ثم اشتعل أزرق عينيها بجذوة لاهبة، وتغيرت نظراتها إلى...
الغضب؟

لا أصدق.. أمازالت غاضبة؟ بعد كل شيء؟

ابتسمتُ بسخافة ورفعتُ معصمي أمامي حتى احتلا مجال رؤيتها، ثم قلت بنبرة هازئة مريرة: "اعذريني يا طبيبة.. حاولت أن أسهل عليكِ الطريق لكي تطلبي الطلاق وتتخلصي مني.. حتى أنني حاولت أن أسوق الاعترافات التي تدينني لكي يسهل عليكِ التخلص مني.. لأنني.."

مسحت بكفيّ على وجهي لمداراة بعض أوجاعي التي لا يصيبها الخدر أبدا، ثم أكملت بنبرة خرجت معذبة رغما عني: "لأنني رغم كل شيء بحثت في نفسي عن ذرة من نفور أمتلكها نحوك لأتخذ القرار من جانبي وأوفر عليكِ عناء السير في قضية قانونية للخلع أو الطلاق، ولكنني لم أستطع.. لكن أثق أنك ستفوزين من الجلسة الأولى.. فأنا كما ترين بضاعة تالفة"..

اقتربت شروق خطوة بانفعال قطٍ شرسٍ، ثم هتفت بضيق وحزم: "اصمت.. فقط اصمت.. إذا تحدثت عن الطلاق مرة أخرى.. أقسم أني سأخنقك بيديّ.. وأصبح أرملة".

ابتسمت بأسف، قبل أن أجيبها بنبرة باردة: "اطمئني.. لقد استجمعت كل القوة التي لديّ لأعرض عليك الأمر مرة.. ولم يعد لدي قوة للحديث عنه مجددا.. الآن عليك التحرك بنفسك متى شئتِ.. يمكن لسليم أو زاد مساعدتك في إتمام الأمر بكل سهولة".

قاطعتني بحدة وانفعال بعيدين تماما عن طبيعتها اللطيفة: "اخرس يا حازم.. لا أريد أن أسمع صوتك وأنت تتفوه بالحماقات.."

رفعت حاجبيّ مندهشا، وتراجعت خطوة متوجسا.. هذه هي المرة الأولى التي تفقد شروق رقتها وهدوءها..
جذبتني شروق من معصميّ المتشابكين، ثم سحبتني لأجلس على مقعد جانبي، وجلست على المقعد المقابل، وهتفت بحدة: "الآن اصمت.. واستمع لي"..

ناظرتها بشوق لم أستطع مقاومته، فقد غلب إشفاقي وحنيني إليها غضبي وضيقي من صمتها... ثم فغرت شفتيّ بعد ما لمحته مقلتاي..

الآن انتبهت منذ لاقتها عيناي أنها ترتدي تلك السلسلة التي أهديتها لها في عيد ميلادها لأول مرة.. قلادة الأبدية.. كانت تضعها فوق جيدها وهي مزينة بقطعتها الثانية إلى جانب رمز الأبدية، حيث يتعانق الحبيبان كاعتراف بحب لا نهاية له..

كنت قد طلبت منها أن ترتدي هذه السلسلة حين تشعر أنها تريد الاعتراف بأنها تبادلني الحب..
وهي لم ترتديها أبدا.. قبل الآن..

إذًا شروق تحبني..
تحبني؟

للحظات خفق قلبي بنبضات راقصة، ولكنني تمالكت أعصابي التي ارتجفت، ثم ناظرتها بغضب وتشكك، وقلت بنبرة شبه موبخة: "غادري يا طبيبة.. لا يليق بك التواجد هنا أو البقاء معي عموما"، فهتفت هي مشددة على كلماتها: "بل لا يليق بي إلا البقاء معك والتواجد حيث تكون، فلا وطن لي إلا عندك.. بين أضلعك وبالقرب من خافقك".

تراجعتُ للخلف مندهشا، فتنهدت هي ببطء، ثم تابعت: "حين فكرت في اللحظة التي بدأت فيها أشعر بالحب نحوك.. سبح عقلي تلقائيا نحو تلك اللحظات داخل بيتنا الدافئ.. لقد صنعت من أجلي عالما ملونا، وأنشأت لي عائلة وصحبة.. فارتوى قلبي الظمآن بحبهم واهتمامهم ليغادره الصقيع الذي نبت بداخله نتيجة حياة طويلة بقصر من جليد عشت فيه أسيرة تحفني الغربة بكنف من يفترض به أن يكن أقرب الناس لقلبي.. وقد تصدقني إذا قلت لك أن تلك اللحظة التي احتفلنا جميعا خلالها بتنحي الرئيس السابق كانت هي بداية تحرك مشاعري نحوك.. لكنني.. سأكون.. كاذبة".

رفعت حاجبيّ وبرزت عيناي من الذهول، لكن شروق رفعت كفها بيننا بحزم كي تمنعني من الرد، وأخذت تتابع بنبرات يكسوها دفء الوصال: "في الحقيقة كانت اللحظة الأولى التي تحركت مشاعري نحوك مبكرة جدا، لكنني تجاهلتها بقسوة.. هل تذكر حين تتبعتك لمنزل أبي عقب زيارتك لحسام في المستشفى بعد أن كلت لك الاتهامات والإهانات؟.. لقد سمعت جانبا من حديثك مع أبي حين كنت أتلصص عليكما بغرفة المكتب، لكن عندما اقتحمت الغرفة ووجدتك منكمشا على السجادة تتلقى ضربات أبي السادية القاسية، شعرت ببرودة شديدة تغزو أطرافي، وأن هناك صخرة ضخمة قد ارتكزت على صدري فجعلت التنفس أمرا مرهقا وشاقا للغاية، ولم أشعر سوى بدموعي تغادر مقلتيّ، تريد أن تسبقني إليك لتغمرك بين جنباتها بسياج شفاف لا يمكن اختراقه، كي تحميك من ذاك الوحش المرعب وتخبرك أن كل شيء سيكون بخير.. بالكاد سيطرت على نفسي يومها، وتحركت بإتزان وتعقل بدلا من الركض نحوك وزرعك بين ضلوعي لأخبئك بين أحضاني وأخلصك من ذلك الكابوس.. لكنني بالتأكيد تجاهلت كل تلك المشاعر وتصرفت بحيادية طبيبة.."

الآن جاء دوري كي أقف أمامها صامتا أكتفي فقط بحركة بلهاء فغرت خلالها فمي دون أن أنطق بكلمة، لتتابع هي: "لكن نفس الشعور داهمني أول أمس وأنت تتحرك نحو المجهول برفقة رجال الشرطة.. بل كان شعور أقسى وأفظع، وكأن أحدهم قد انتزع قطعة من داخلي بجراحة دون تخدير، ثم أخذها وتركني هكذا أشعر بالافتقار.. بالحاجة.. بالنقص.. كان هذا الشعور المرعب يسخر مني لعزوفي عن الاعتراف بمشاعري نحوك كل تلك الأشهر، ولجمودي لحظة الاستحقاق، حين تلقى عقلي الصدمة، فعجز عن التصرف بشكل أسرع فسوّلت لك نفسك أنني قد تخليت عنك"..

سكتت شروق ثم زفرت بغضب لا أعرف مني أم من نفسها، لكنها أكملت بنبرة مغتاظة: "ما حدث منذ ثلاثة أيام كان سوء تفاهم.. وحديثنا تم على النحو الخاطئ.. أنا صعقت من عودتك لإيذاء نفسك، فتجمدت تماما ولم أستطع تمالك أعصابي وكل همي أن تكون بخير.. أن يتوقف نزفك.. وأن تتوقف عن الرغبة في إيذاء نفسك من الأساس.. وحين تمالكت نفسي قليلا، كنت أحاول التمهيد للحديث، ولكنك من بنيت فكرة مسبقة أنني سأتركك فأخذت تتجنبني.. أعترف.. لقد ترددت في محادثتك بما أعرفه عن أبي ومواجهتك به.. لكن السبب كان نبذك لي وجفاءك تجاهي وليس لأنني كنت أخطط للابتعاد عنك.. كنت أظن أنك من تنوي الفراق لأنك تشك أني أبي المسئول عن مقتل والديك.. لم أكن أشك بك".

ناظرتني شروق بأسف فأطرقت رأسي، لتتابع هي بنبرة آسفة: "لكن ابتعادك عني هو ما جعلني أشك أنك لا تحبني كما تقول.. لقد بدا على ملامحك العزم والتصميم.. كان واضحا لي أنك قررت فعلا الانفصال وأنا شعرت بالقهر فتجمدت لثوانٍ وعجزت عن الإمساك بأفكاري وصوغها في كلمات مفهومة.. أنت تعلم جيدا أن تلك الليلة التي أتيتك فيها كانت استثنائية.. وأنني أصبحتُ لك بكليتي وقبلت أن تكون نصفي الآخر وشريك حياتي وكنت سأعترف لك بمشاعري.. ولكن.."

رفعت شروق كفيها ليطوقا جانبي رأسها وكأنها تحافظ على أفكارها من التشتت، لأن ما ستقوله لاحقا أمرا فاصلا.. فتنهدت مرة أخرى ثم أنزلت كفيها وأطبقتهما تتلمس منهما بعض القوة، وقالت: "قبل أن تدخل حياتي، كنت متأكدة أنني لن أقع في الحب أبدا.. لم يكن هناك فسحة من الوقت في حياتي أو حتى كان لدي استعداد لاستنزاف أي قدر من الجهد لأنفقه على لعبة المشاعر غير المأمونة.. لم أكن أظن أبدا أنني بحاجة للحب برغم حرماني حتى من حب الأب وافتقادي لحنان أمي الراحلة.. إلا أنني لم أكتشف توقي وجوعي لتلك المشاعر إلا من خلال اهتمامك وخوفك عليّ وعنايتك بي لدرجة أنك أنقذت حياتي مرتين دون أن تنتظر مقابل، بل حتى كنت ترفض الإفصاح عما فعلته من أجلي.. أخذت تدللني كطفلة وتعتني بي كأميرة.. فكيف لا أحبك؟"

فغرت فمي لآخره حتى أنني نسيت التنفس لبضع ثوانٍ، ثم اقتربت هي مني مستغلة جمودي اللحظي، ومالت بخفر حتى لاقت أنفاسها أنفاسي، فهمست لأذني بنبرة تقطر عشقا رغم تورد وجنتيها خجلا: "كل شيء مختلف معك"، ثم أغلقت عينيها ببطء وأطبقت ثغرها بنعومة شديدة على شفتيّ المنفرجتين في وضع الذهول لتترك لشفتيها مهمة إكمال الاعتراف بطريقة أصدق من كل حروف اللغة..

حين فتحت عينيّ، كانت هي قد نهضت من مقعدها وتراجعت بضع خطوات للخلف مطرقة برأسها غير قادرة على السيطرة على تورد وجنتيها الورديتين، ثم همست بخجل: " لا تضعني في سلة واحدة مع رحيم.. أحبك أنت.. عندما وقفت مصدومة أمامك أول أمس، كان لأنني لم أستوعب الأمر بعد، لكنني لم أكن أتشكك بحبك لي أو أصدق مزاعم أبي عن استغلالك لي.. أنا فقط احتجت بعض الوقت لكي أخبرك ما أخبرتك به الآن.. هل تظن أنه من السهل عليّ أن أقف أمامك وأقول لك (أظن أن أبي قد قتل والدك)؟"

التفتت شروق تبحث عن حقيبة يدها، وبدت وكأنها تستعد للمغادرة حيث قالت بنبرة حزينة: "لقد أنهيت ما جئت أعلنه وسأنتظر بالخارج قليلا.. بالتأكيد سليم والعم علي بحاجة للحديث معك.. عد سريعا يا حازم.. أنتظرك.. وأحبك"..

كانت على وشك الخروج، فمددت يدي لتعانق أناملها ثم سحبتها نحوي من جديد لكي أغمرها في قبلة عاشقة تخبرها من جديد باعترافات عشق متجددة وتعدها بوصال أجمل وبحنان أكثر.. حين نلتقي من جديد، ثم أنهيت عناق شفتينا واستدرت في الاتجاه الآخر كي تغادر هي في صمت..

كنت تائها في عالم خيالي لا يشبه واقعي بشيء، لدرجة أنني لم أشعر بدخول عمي وسليم إلى داخل الغرفة..

انتبهت على صياح سليم بغضب: "بسام.. أتحدث معك.. أين ذهبت؟"

أجبته بخشونة غير مفسرة: "عفوا.. ماذا قلت؟"..

ضرب سليم قبضته في كتفي وقال: "كنت أقول إنه كان عليّ الاستماع لكلام خالد عندما قال إن لديك نوازع لتدمير الذات.. أي حماقة تلك التي أقدمت عليها؟ هل تريد أن تخرج من أسر رحيم إلى سجن جديد؟"..

قبل أن أعلّق، تدخل عمي بالقول بنبرة متألمة، بينما يربت بكفيه على جانبي وجهي بحنو أبوي: "اسمعني يا ولدي.. لقد شبعت من الألم وفواجع الفراق.. بالفعل أخذت نصيبي كاملا من الفقد"، ثم غادرته دمعة خائنة وتحجرت مقلتاه محتجزة غيمة من الدموع رافضة أن تسمح لها بالفرار، لكنه أكمل بنبرة متألمة: "في البداية رحل ابني سليمان بعد ثلاث سنوات من ولادته لمعاناته مع عيب خلقي في القلب، ففشلت الجراحة التي خضع لها وفارق الحياة، ثم رحل والداك في ذلك الحادث المفجع واختفيت أنت.. وظللت أهدهد آلامي إلى أن رحلت زوجتي رحمها الله.. ويومها أيقنت أنني لن أحتمل المزيد من الفواجع في عائلتي.. ولهذا أقسم أمامك الآن أنني لن أرتضي لك أي وجع بعد الآن وسأفعل كل ما بوسعي كي لا أفقدك من جديد كما فقدتك أول مرة بفعلة غادرة دنيئة..".

شدد عمي قبضتيه على كتفيّ، ثم تابع بنبرة صارمة: "اسمع.. سأخرجك من هنا بأسرع وقت.. لن أتركك تدفع ثمن تلك الجرائم التي تورطت فيها بدون رغبة أو اختيار.. أنت نفسك كنت ضحية خداع وابتزاز تماما كمن أرسلك رحيم لترهيبهم..

لقد استغلك هذا القذر الملعون في لعبة جنونية نفذها ضد والدك داخل قبره.. ياله من رجل مريض بغيض.. لا تسقط أسيرا لمخططاته القذرة التي يسعى أن يلقِ بك بداخلها لكي يوصمك للأبد.. أنت لست مثله ولست شريكه.. فلا تفكر على هذا النحو أبدا.. فأنا لن أتحمل أن يحدث لك أي مكروه بعد الآن.. لقد دفعت ما عليّ من الحزن وانكسار النفس.. لا مزيد من الفواجع بعد الآن..".

أنزل عمي ذراعيه بيأس وتابع بنبرة آسفة: "أريدك أن تستمع بحياتك ولا تنشغل بدائرة الانتقام.. أخبرتك أن انتقامنا لن يكون على حساب حريتك.. أنت لن تقضي ساعة واحدة في السجن يا رائحة سليم وروحه.. وانتقامك الحقيقي من رحيم هو بتخلصك من الظلام الذي غمسك فيه والسوء الذي حاول وصمك به.. أن تقف ضده وتكسر كل قيوده التي كبلّك بها لسنوات.. أنت لن تتهور مرة أخرى ولن تقدم على تدمير سنواتك القادمة بتصرف متهور غير محسوب.. وهذا أمر وليس رجاء"..

حين عدت إلى غرفة الاحتجاز، كان عقلي قد عاد طائعا – بل مرغما - لتلك اللحظات التي أعلنت فيها شروق بكل عنفوان وهيمنة أنها تحبني.. لتبدد كل الألم الذي عانيته وأنا أظنها تنوي الرحيل..

تبا لي من أحمق تعس.. أعجزت عن أن أستقرئ مشاعرها الحقيقية بسبب تشوشي نتيجة كلمات والدها السامة؟ كيف اختلط عليّ الأمر بتلك الصورة البشعة؟

كيف اتهمها أنها من استمعت له وصدقته، بينما كنت أنا الذي وقع في براثن أكاذيبه المخادعة كالعادة..

علا صوت بداخلي يقول بنبرة ثابتة: (لأنك دائما تنتقص من قدر نفسك وتشعر أنك لا تستحق الحب ولا الحياة.. عليك أن تتخلص من ذلك الشعور بالدونية واحتقار الذات.. لقد قاومت لسنوات.. فلا تفقد ذاتك الآن.. حان الوقت لكي تودع الماضي بكل ذكرياته الملوثة.. بكل الخداع والتلاعب الذي وقعت ضحيته.. الآن أمامك طريق للمستقبل فلا تضيّعه بتقييد نفسك بأصفاد الماضي الصدئة)..

عند تلك الفكرة، نمت باسترخاء للمرة الأولى منذ سنوات مستسلما لأحلامٍ ملونة كانت شروقي ضيفتها بسحرها البراق كأشعة الشمس التي تعانق الوجوه فتبعث فينا الأمل نحو يومٍ جديدٍ منعشٍ..


يتبع


مروة سالم غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 30-10-21, 05:43 PM   #928

مروة سالم

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية مروة سالم

? العضوٌ??? » 482666
?  التسِجيلٌ » Dec 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,756
?  مُ?إني » مصر
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » مروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   ice-lemon
?? ??? ~
Why so serious?
Rewity Smile 1 الفصل الرابع والثلاثون - القسم الثالث

بعد أن أنهت النيابة تحقيقاتها باليوم الرابع لاحتجازي، قررت الإفراج عني لعدم ثبوت أدلة تدينني، وتم توجيه الاتهام رسميا لرحيم عماد بتهم تتعلق بالتلاعب المالي من بينها غسيل الأموال والتهرب الضريبي والحصول على صفقات بتسهيلات غير قانونية، كما صدر قرار بضبطه وإحضاره وتجميد أرصدته البنكية والتحفظ على ممتلكاته لحين البت في القضية رسميا..

أوصلني حسام وسليم وخالد إلى المنزل، حيث كان بانتظاري تجمع عائلي دافئ يضم عمي والخالة سناء وحنان وشقيقها ووالدتهما وزينة وزاد، بالإضافة بالطبع.. لزوجتي.. شروق حياتي القاتمة التي لم تعرف النور إلا بعد أن غمرني بريقها السحري..

فور أن توقفت السيارة، ونهضت خارجا، إذ بها ترتمي بأحضاني بقوة مفاجئة لتدفعني خطوة للخلف فأصطدم بجانب السيارة..

تلك المجنونة جاءت ركضا وغمرت نفسها بين ذراعيّ أمام الجميع بلا خجل في تصرف عفوي لأول مرة، ثم أخذت تهمس بشوق وعشق حقيقي سبقتهما دموعها الرقيقة: "حمدا لله على سلامتك"..

أما الخالة سناء ووالدة حنان، فقد تشاركتا في إطلاق زغاريد الفرح.. فيما التف حولي الجميع مهنئين يربتون على كتفي ببهجة حقيقية..

كان حسام قد نقل لي كل ما قيل عنا عبر منصات التواصل الاجتماعي ومواقع الأخبار الإلكترونية المشغولة بإشعال الفضائح ونشر الأكاذيب لصالح أطراف خفية، وشرح لي كيف تصدى عمرو كساب وسامح وآخرون بشهاداتهم الموثقة لتلك الأخبار الملفقة الظالمة التي حاولت النيل من عائلتنا.. ولذلك توجهت بالشكر لسامح، وقررت أن أهاتف عمرو كساب لأعبر عن امتناني له أيضا.. ولم أنس زينة أيضا من كلمات الشكر والامتنان..

انفض الجمع سريعا وغادر الحضور للعودة لمنازلهم، حتى حسام أصر على أن يصطحب حنان وأسرتها لمنزلهم بسيارة صديقه سامح الذي جاء للتهنئة بالإفراج عني..

بعد أن ودعت الجميع، التفتُّ حولي فلم أجد شروق في الجوار، فهممت بالصعود إلى الأعلى بحثا عنها، ولكن استوقفتني الخالة سناء قائلة: "حازم يا بني، لقد جهزت لك بعض الأطباق لأنك تبدو هزيلا.. هل نقص وزنك كثيرا؟"

أجبتها بإرهاق: "لاحقا يا خالة.. الآن أريد الاستحمام وتغيير ملابسي والنوم لساعات طويلة"..

رد عليّ بتفهم: "لا بأس.. في المساء أجهز لكم مأدبة عامرة.. فشروق وحسام لم يكونوا يأكلون أيضا حزنا عليك يا كبدي"..

شكرتها ببعض الكلمات، ثم صعدت لغرفة النوم بخطوات مسرعة تناقض حالة الإجهاد المسيطرة عليّ تماما، وحين فتحت الباب، قابلتني مفاجأة غير متوقعة نهائيا..

لقد كانت الغرفة مزينة بالشموع المعطرة، وتُزين مناضدها المتناثرة مزهريات مختلفة الأحجام تملؤها زهور الجاردينيا بأوراقها البيضاء الناعمة وبتلاتها العاجية الدافئة..

أما هي.. فراشتي الناعمة.. فكانت تقف أمام المنضدة إلى جوار السرير تعدل تنسيق باقة زهور ترتكز على سطحها..

كانت طلتها تحبس الأنفاس.. إذ أطلت ترتدي قميصا حريريا طويلا باللون العاجي مطبوعا عليه زهرات صغيرة باللون الوردي، ويغطيه رداء بأكمام قصيرة باللون المرمري بإضافات من اللاسيه المخرم عند الكتفين ومنتصف الظهر، كاشفة بحياء عن بشرتها الوردية الآسرة..

التفتت هي بكليتها لتواجهني حين شعرت بدخولي للغرفة، ثم تحركت خطوة للأمام، لكنني استوقفتها بحزم، وهتفت: "لا تتحركي.. اجلسي على طرف السرير.. وانتظريني.. خمس دقائق فقط"..

هرعت إلى الحمام للاستحمام والتعطر.. بالطبع لم يكن هناك وقت لكي أرتب لحيتي وأهذبها بالماكينة، لأن هناك ما هو أهم..
بل من هي أهم..

دلفت لغرفة النوم مجددا ممسكا بمنشفة أجفف شعري بعنف متعجلا، ثم رميتها جانبا، وجلست إلى السرير بجوار شروقي.. دائي وترياقي..

أطرقت هي رأسها بحياء، فأمسكت ذقنها بخفة وهمست: "لا مجال للخجل بعد الآن.. أريد تلك المحاربة الجسورة التي اعترفت بحبها بكل تسلط وسيطرة.. أعشق تلك الأميرة التي آسرتني دون حتى أن تخطط لذلك، لكنها حين امتلكتني.. كانت غازية ذات بأس لم تترك بقعة بداخلي دون أن تحتلها وتوشمها بتوقيعها الخاص حتى لم يعد هناك فرصة لسواها تجرؤ أن تقدم حتى على محاولة لفت أنظاري.."..

قبلّت عينيها برقة وشغف ثم ابتعدت قليلا لأتابع: "عيني لم تر سواكِ منذ سنوات.. وبوصلة قلبي كانت دوما موجهة إلى حيث يبزغ الشروق، فلا ينبض إلا بحبك.. ولا يعترف بصباحاته إلا وبريقك يضيئها بعد أن كانت سماواتي مظلمة مغبرة لا تبصر الضوء.. والآن، أريد أن أسمعها منك مجددا.. بل أريد أن أسمعها منك دائما.. ولن يصيبني الملل أبدا.. أخبريني أنك تحبينني يا زوجتي وكل حياتي"..

همست شروق بعشق جليّ تداري خجلها الذي يزيدها سحرا: "أحبك.. أحبك كثيرا.. لم أحب أحدا قبلك ولن أحب غيرك يا حازم.. أو بسام.. أيا كان اسمك.. أنا أحبك أنت.. أحب قلبك الذي يعتني بالجميع وينسى نفسه أحيانا.. أحب روحك التي تتوجع كلما عجزت عن تحقيق العدالة أو أُجبرت على ارتكاب خطأ.. أحب كبريائك وشموخك رغم ما مررت به من عذابات.. أحب وسامتك وأحب رائحتك وابتسامتك.. أحب حين تطهو لي.. بل أحبك كلك"، ثم غبنا معا في موجة رائقة من الغرام بلا أسرار أو كذبات.. لتنهيها هي باعتراف أخير هامس: "أحبك"، والذي التقطت أحرفه شفتاي التي عانقت ثغرها بنفس اللحظات، كي يستقر بداخل قلبي ليزهر أحلاما عطرة وأمنيات ملونة..


يتبع


مروة سالم غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 30-10-21, 05:48 PM   #929

مروة سالم

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية مروة سالم

? العضوٌ??? » 482666
?  التسِجيلٌ » Dec 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,756
?  مُ?إني » مصر
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » مروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   ice-lemon
?? ??? ~
Why so serious?
:jded: الفصل الرابع والثلاثون - القسم الرابع

مرت أسابيع قليلة، وأنا أتابع مع عمي وفريقه القانوني تطورات وضع رحيم في القضايا المالية التي تم اتهامه رسميا بها..

الحقير بدأ تلاعبه بأن قدم شهادات مرضية تفيد بعدم قدرته على تحمل تمضية فترة الاحتجاز قيد التحقيقات داخل أحد مراكز الحجز التابعة للشرطة، فتم الإذن له بالاحتجاز داخل مستشفى خاص مع مراقبته من قبل الشرطة..

كنت أريد التوجه إليه ومواجهته، فناري لم تهدأ بعد منذ علمت أنه المتسبب في وفاة والديّ فضلا عن استيلائه على الشركة التي أسسها والدي بكده وتعبه زاعما أنه قد اشتراها منه قبل رحيله.. لكن عمي كان يخبرني دائما أن أوان المواجهة لم يحن بعد، وينصحني بالانتظار.. لكن تمزقت كل خيوط الصبر مع ما حدث اليوم..

حين دلفت لغرفة نومنا بعد عودتي من اجتماعي بعمي، كانت شروق نائمة في السرير في حالة من الانهيار، تبكي بحرقة وهي تحتضن دفتر المذكرات الخاص بوالدتها..

ذلك الدفتر الذي روت لي عقب الإفراج عني، عن كيفية وقوعه في يدها بمصادفة قدرية، والذي قرأت عبر صفحاته الكثير من اليوميات والقصاصات خلال الأيام التي مكثتها قيد الاحتجاز بعيدا عنها، لكنها انشغلت عن متابعة القراءة طوال الفترة الماضية بسبب انشغالها بالدراسة لدخولها الأسابيع الأخيرة قبل التخرج، فضلا عن شعورها المتكرر بالتوعك والإجهاد خلال الفترة الأخيرة، ربما بسبب سوء حالتها النفسية بعد افتضاح ماضي والدها الأسود وحاضره القذر..

انكماشها بالفراش ضرب قلبي بقبضة مؤلمى، فتحركت نحوها وناديتها هامسا: "شروق.. ما بكِ؟".. لكنها لم ترد، وكأنها لم تسمعني..

رفعت صوتي قليلا وحاولت مجددا: "شروقي.. هل أنتِ بخير؟ ما بكِ حبيبتي؟"..

هنا ارتجف جسدها لكنها أطبقت شفتيها معلنة امتناعها عن الحديث، برغم أنهار الدموع الآسفة التي غطت وجنتيها بسخاء، شارحة قصة من البؤس ترفض هي صوغ تفاصيلها بالكلمات..

اقتربت منها وجلست إلى جوارها، وطوقتها بذراعيّ كيفما سمحت جلستي، ثم أخذت أقبّل جبهتها بلثمات بطيئة حانية، فازداد تشنجها بين ذراعي، وعلا نشيجها دون سيطرة من جانبها..

أدرت وجهها لكي تتلاقي أعيننا، ثم أمرتها بخفوت ولكن بنبرة صارمة: "أخبريني الآن ما بكِ؟.. لا أستطيع التخمين بمفردي إذا لم تتحدثي.. وأكره أن أراكِ منهارة هكذا".

رددت شروق بصوت متهدج: "لق..قد قتــــ ــــــــل أبـــــ ببي.. وال.. والدي...يك"..

قلت بنبرة اعتيادية مطمئنة: "هذه معلومة نعلمها بالفعل.. لكننا لا نستطيع إثباتها حاليا.. وبالتالي لا يمكننا فتح تلك القضية مجددا"..

هتفت شروق بنبرات متأسفة مرتبكة وشمها الخزي والخذلان ليضربا كبرياءها واعتدادها: "لا.. لا.. أقصد.. أمممم.. بل...".. وحين ملت من ارتباكها، أخذت نفسا عميقا متوترا، ثم قالت بنبرة جوفاء: "بل هنا في دفتر المذكرات.. أبي يعترف.. أممم.. بخط يده.. أنه خطط بالفعل لقتل والدك"..

نهضت واقفا كمن أُضرمت النار من تحته، سائلا بفزع: "ماذا؟" ماذا فعل؟"..

أمسكت شروق دفتر المذكرات الممدد جوارها على الفراش، ثم قذفته بين راحتيّ بكلتيّ يديها وبكل عنف، وكأنها تتخلص من بقايا إرث جلب اللعنات والويلات لحياتها ولو يعد حتى بإمكان أعتى الساحرات تحريرها من بين شراكه التي أحكمت قبضاتها حولها..

أخذت أقلب بين دفتي المجلد بعشوائية غير قادر على العثور على مقصدها، فمدّت هي أصابعها تقلب الصفحات برفق حتى وصلت للصفحة المقصودة قرب نهاية الدفتر.. تلك الصفحة كانت مكتوبة بخطين مختلفين..

الأول على الأرجح لوالدتها الراحلة، حيث كانت فقرتها تقول:
(اليوم تأكدت أن رحيم يريد بالفعل إنهاء حياة سليم الزين.. لم تردعه صداقتهما الطويلة.. ولا أفضال سليم عليه.. ولا حتى كونه رب لعائلة تحتاج رعايته.. لقد سمعت رحيم يعطي الأوامر لرجاله بتنفيذ خطته التي رسمها معهم من قبل، حيث أكد لمحدثه أن موعد التنفيذ هذا المساء بعد مغادرته لمنزلنا عقب حضوره حفل ليلة رأس السنة.. ورغم أن رحيم لم يذكر فعليا اسم الشخص الذي طلب من رجاله إنهاء حياته، لكنني أظن أنه يقصد سليم الزين. يا إلهي.. هل يفعلها حقا؟ هل يمكن أن يصل لتلك الدرجة من الجنون والإجرام؟ هل يجدر بي أن أحذر سليم أم أنني أسأت فهم ما قاله)

ثم أتبعتها بفقرة ثانية كتبت فيها:
( يا إلهي.. لقد مات سليم وسمية.. وبسام ابنهما.. لا أصدق ما فعله هذا الوحش المتجبر.. أي شيطان هذا؟.. كانت سمية حامل.. ما الذنب الذي اقترفته تلك العائلة لتواجه بطش هذا المختل؟.. لقد كرهته تماما.. ولولا أنني بآخر مراحل المرض.. لكنت سافرت بالفعل لعائلتي.. لكنه لن يسمح لي.. أخشى أن يصيب شروق مكروها إذا اكتشف نيتي في الهرب )

دون وعي، أخذت أتحسس وشم السهم الملتف حوله أسلاك شائكة على عضدي، وكأنني أذكّر نفسي من جديد أن الانطلاق للأمام ينطوي على للرجوع للخلف قليلا حتى نصيب الهدف بنجاح..

ربما كان الإبحار بين شواطئ الماضي هو بالفعل السبيل الوحيد للوصول لبر الأمان بعد دحر هذا اللعين..

أخذت ألامس الوشم بربتات دائرية لكي أهدئ من شعور مفاجئ بالالتهاب في تلك البقعة، وكأن الأسلاك الشائكة المحيطة بالسهم تلسعني لكي تنبهني لضرورة الثأر.. للجميع.. لعائلتي ولشروق ولوالدتها..

بعد أن تمالكت نفسي قليلا، استكملت تصفح الدفتر لأصل للفقرة الثالثة، التي كانت مختلفة تماما عن سابقتيها، حيث بدت مكتوبة بخط رجولي خشنٍ يبدو غير منسق.. وكأن صاحبه كان يكتب في حالة عصبية غير متزنة أو ربما تحت تأثير بضعة كؤوس من أحد المشروبات الروحية عالية الكحول..

كانت الجمل متفرقة بشكل غير منتظم أعلى وأسفل السطور المخططة على صفحات الدفتر، لكن فحواها يقول:
(رحلتِ يا حرير.. وتركتني بمفردي..
هل رحلتِ حزنا على سليم؟ هل كنت تحبين وجوده في الحياة لهذه الدرجة؟
لا زال هو اختيارك الأول رغم تأسيسه لعائلة أخرى.. لقد اختارها هي.. وأنتِ ظللت تدورين في فلكه حتى فقدتِ اتزانك.. وبالنهاية خسرتِ حياتكِ..
أكرهك.. أكرهك لأنك غادرتِ إلى حيث لا أستطيع إبقائك قسرا تحت جناحي..
لا.. لم يختطفكِ الموت.. أنتِ من استسلمتِ له.. ولهذا ألومك.. والآن سأعترف لكِ بسري الأخير كي تتعذبي في جحيمك كما أتمرغ أنا هنا بمُر الخسارة.. لأخبرك أنا قبل أن تقابليه في الجحيم ويروي لكِ هو كل شيء..
نعم فعلتها.. تخلصت من الوغد اللعين.. أنهيت حياته قبل أن يحطم حياتي.. كان يريد الكشف عن الأنشطة الحقيقية لدار الأيتام.. كان يسعى لتدمير كل استثماراتي وسمعتي التي تعبت كثيرا لترسيخها في السوق.. فسبقته أنا وأرسلت الرجال لكي يتلفوا سيارته.. فارتكب حادثا مدمرا أنهى حياة عائلته بالكامل.. إلا ذلك الصغير.. نجا بأعجوبة.. لكنه وقع في الأسر.. لن يفلت مني كما فعلتِ أنتِ.. سأجعله يدفع ثمن ما أعيشه الآن.. سيظل هو رمز انتصاري على والدي..
تبا لكِ يا حرير.. وتبا لسليم الذي حاول تدمير حياتي التي تعبت في بنائها.. هل كان عليه أن يهددني بإبلاغ السلطات عن أنشطتي التجارية المخالفة؟ ومن أين علم بقصة الملجأ؟ هل أنتِ من أبلغتيه؟ كيف اكتشف الأمر إن لم تكوني أنتِ من خنتني وأخبرتيه؟ الآن لا فائدة من كل تلك الأسئلة.. فأنا هنا مع صغيرين أمقتهما بشدة.. ابنتك وابنه.. واحدة نسخة منك في كل شيء.. والثاني سأعمل جاهدا كيلا يصير نسخة منه.. وأنتما نجوتما مني بهروبكما إلى عالم آخر لا تطاله قبضتي.. تبا لكما.. لكنني سأكمل انتقامي بابنيكما.. وهذا وعدي لكما)..


حين هممت بغلق الدفتر، وجدت فقرة أخرى بنفس الخط المتذبذب، كتب من خلالها رحيم:

(أعلم أنكِ قبلتِ الزواج بي أنا.. لكنكِ لم تفعلي هذا إلا بعد أن تأكدتِ أنه قد استقر بحياته مع زوجته.. ولهذا جعلتِ فترة خطوبتنا طويلة وتذرعتِ بانشغالكِ بالدراسة.. كنتِ زوجتي بالاسم لكن قلبك اختاره هو.. كان ولاؤك له لدرجة أنكِ تحديتني وكنتِ تريدين تنبيهه للاحتراس مني.. أتوقع أنه إذا كان لديكما المزيد من الوقت لكنتكما قد زججتما بي إلى السجن.. ولكنني قضيت عليه أولا.. وأنتِ استسلمت للموت للفرار مني.. قدمتُ لكِ حياة ملكية لا تحلمين بها وبالنهاية فررتِ خلفه إلى حيث لا أستطيع العبور إليكِ.. ليتكِ كنتِ أقل جمالا.. ليتكِ لم تحبيه أولا.. يا لعنتي وجنوني)

حين أنهيت قراءة الفقرات التي تنضح بالحقد والجنون، رفعت أنظاري صوب شروق لأجد الدماء قد فرت من وجهها الذي صار باهتا ولا تبدو عليه آية ملامح للحياة سوى تحرك جفونها المؤطِرة لعينيها المتسعتين بجحوظ مرتعب من هول ما قرأته.. وقبل أن أنبس بكلمة واحدة.. سقطت هي فاقدة للوعي على الفراش..

رميت الدفتر جانبا، وهرعت لطاولة الزينة، وأحضرت زجاجة من العطر، ثم عدت لتلك التي قهرها الواقع فاختار عقلها التغافل تجنبا للصدمة..

أخذت أنثر رذاذ العطر على سبابتي وأقربه من أنفها وأنا أربت على وجنتها برفق حتى بدأت تفتح عينيها مستعيدة وعيها شيئا فشيئا.. ثم شهقت بتوتر وارتعشت شفتاها بأسف، وبدأت تبكي بحرقة من جديد وهي تخفي وجهها عني هاربة من مواجهتي..

فراشتي المحاربة ثقل جناحاها بأوزار أبيها التي تحملها عليهما وهي تظن أنها من ستدفع الثمن نيابة عنه..

تكورت شروق على نفسها على الفراش وضمت ركبتيها إلى ذراعيها في وضع الجنين، ثم أخذت تهمس بنبرة ملتاعة تطلب الطلاق..

سحبتها إلى أحضاني، وشددت من عناقها، وأخذت أهمس في أذنيها أعاهدها أنني لن أفعل، فصاحت منفعلة بألم: "لا تتسامح.. يجب أن تكرهني الآن.. ابتعد عني حتى لا أدمر مستقبلك كما دمر أبي ماضيك وحاضرك"..

ربتت على وجنتها بحنان، ثم جادلتها بنبرة هادئة: "كيف يمكن لي أن أكرهكِ؟.. أنتِ ضحية مثلي تماما ولا تستحقين أي عقاب.. ولكنني لا أعدك أن أترك والدك دون محاسبة.. ليس بعد ما قرأته.. لقد حان الوقت لكي يدفع ثمن بعض آثامه حتى يستقر ميزان العدالة، وحتى نمهد الطريق لمستقبل هانئ مستقر لنا معا"..

أومأت شروق رأسها بتعب دون أن تعقب، فحاولت أن أهدهدها لكي تنام، لكنها كانت تتجنبني وظلت مستسلمة لانهيارها بالبكاء..

تبا.. إنها تحاول وضع الحواجز بيننا من جديد لشعورها بالخزي من اعتراف والدها الخسيس..

حين شعرتُ أن نوبة البكاء لن تهدأ سريعا، ضغطتُ عليها حتى قبلت أن تبتلع حبتين من أحد الأدوية المنومة ذات التأثير الخفيف ليسترخي جسدها ويغيب عقلها في عالم الأحلام هاربا من الواقع المخزي ولو بشكل مؤقت..


يتبع


مروة سالم غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 30-10-21, 05:51 PM   #930

مروة سالم

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية مروة سالم

? العضوٌ??? » 482666
?  التسِجيلٌ » Dec 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,756
?  مُ?إني » مصر
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » مروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond reputeمروة سالم has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   ice-lemon
?? ??? ~
Why so serious?
New1 الفصل الرابع والثلاثون - القسم الخامس

بعد أن نامت شروق بالفعل، هاتفت عمي وسألته بتحفز جنوني: "هل مازال رحيم قيد التحقيقات؟"..

أجاب عمي: "نعم.. ومازال محتجزا في ذلك المستشفى السياحي بدعوى المرض كيلا يتم إيداعه السجن بشكل اعتيادي مثل كل المتهمين"..

سألته بانفعال: "وما تفاصيل قصة رغبته في التخلص من أبي لعلمه بالنشاط الفعلي للملجأ؟ ألم تعلم عن هذا الأمر وقتها؟"..

زفر عمي بألم، ثم أجاب: "والدك يا بسام كان قد اجتمع بمدير الملجأ الذي كان رحيم يستعين به أيضا في إدارة الأمور المالية لأنشطته الجانبية التي كان يقوم بها بعيدا عن أعين والدك.. كانت مهمته هي تنظيم الملفات الضريبية لرحيم وكذا غسيل أمواله القذرة وتضمنيها ضمن مشروعات جديدة وهمية تحت مظلة شركة والدك ذات السمعة الناصعة حتى تخرج من الجهة الثانية نظيفة دون أن يصبح من الممكن تعقب مصادرها الدنسة.. وحين اكتشف هذا الرجل بعض الحقائق التي ظن رحيم أنه سيتقبلها بضمير مخدر وقلب مسموم، قرر الانقلاب عليه وطلب ترك العمل لديه بدعوى السفر للخارج، ووقتها هدده رحيم بأنه قد صار شريكا له وإذا قام بإبلاغ السلطات، فإنه سيكون مسؤولا أيضا بصفة قانونية كما أنه هدده بأن يكون مصيره مشابها لمصير والدك إذا فكر في فضحه بأي شكل.. على الأرجح تخلص رحيم من والدك أولا دون أن يدري أن عارف هو من قدّم له المعلومات التي جعلته يقرر إنهاء الشراكة معه والاستعداد لتسليمه للسلطات فور التأكد من أنشطته الجانبية القذرة".

قاطعته بانفعال لشعور بالبلاهة وجمود العقل في تلك اللحظات: "لا أفهم.. لا أفهم شيئا عماه.. ما الذي اكتشفه هذا الرجل؟ وما دخل أبي بالأمر؟"

تنهد عمي ثم قال: "كان والدك قد بدأ بالفعل يراقب رحيم ويرسل في آثره من يتفحص سبب ثرائه الصادم.. وعلى الأرجح وصل والدك لنفس الحقائق التي اكتشفها عارف مدير ملجئه ومستشاره المالي، والتي لم يخبرني الأخير بها سوى مؤخرا حين حادثته بشأن الانتقام من رحيم وتقديمه للسلطات لدفع ثمن إهدار حياة أخي وزوجته وتدمير عائلته بالكامل.. وغيرها من جرائمه البشعة.. حين حكى لي عارف.. لم أصدق أبدا أن يستحوذ شخص واحد على كل تلك الطاقة من الشر وكل هذا القدر من الأنانية وانعدام الضمير"..

سألته بإلحاح: " أخبرني التفاصيل يا عمي.. تحدث بوضوح رجاء".

قال عمي: "كان رحيم يتخذ الملجأ كستار لمشروعه الحقيقي المربح.. تجارة الأعضاء.. فالوغد كان يستضيف الكثير من الأطفال غير المسجلين بالوثائق الرسمية وبالتالي لم يكونوا موجودين على أرض الواقع.. كان يجمعهم ويقوم بإطعامهم وتغذيتهم ثم يسلمهم لجزارين بل سفاحين في ثوب أطباء، يقومون بقطع أوصالهم ونزع أعضائهم الحيوية وبيعها بأعلى سعر لمن يبحثون عن فرص أخرى لحياة أطول بلا مرض ممن يمتلكون ثروات واسعة ولا يتوانون عن دفع مبالغ طائلة من أجل تلك الفرص أيا كان مصدرها"..

زفرت ببعض كلمات السباب بعنف ثم رفعت كفيّ أفرك بهما وجهي كي أستفيق من أثر الصدمة المرعبة..

كم حياة قضى عليها هذا الوغد من أجل تكديس الأموال؟ كم طفلا تألم بلا ثمن ليعيش هو مزهوا بسطوته دون خوف من العقاب..

تخلص من أبي وهدد عارف كي يضمن ألا يقربه أحد..حتى أنا.. جعلني سجينا لديه.. بل إنه لم يتوان عن رمي ابنته في سبيل الحفاظ على مصلحته وهيمنته..

هتفت بحنق: "هذا بخلاف تكوينه لجيش المرتزقة من المتسربين بالشوارع معدومي الهوية.. أليست تلك جريمة أخرى؟ حتى أنا كنت أحد ضحاياه.. وبرغم كل شيء كان حظي أفضل منهم.. لولا أنه احتاجني لتنظيم دفاتره.. فربما كان قد تخلص مني بالفعل"..

اندفع عمي قائلا بيقين وثقة: "سيدفع الثمن.. لن نتركه.. كنت أتعامل معه من البداية بسياسة النفس الطويل بسبب نفوذه وتقربه من عالم السياسة وشعوري أنك مازلت على قيد الحياة، فخشيت أن أتصرف بتهور معه فيعود للانتقام منك أنت أو يظل على إخفائه لك، فلا أعثر لك على طريق.. لكنني كنتُ أرصد كل جرائمه وسأنتقم منه.. عارف أخبرني بكل شيء"..

سألته بذهول: "هل هناك المزيد؟"

أجاب عمي بضيق: "هذا الملعون لم يترك شيئا لم يفعله.. بل إن ما فعله خلال خمس وثلاثين عاما يعتبر من الجرائم التي يقف أمامها أعتى المجرمين مذهولين.. فهو لم يؤذ شخصا ولا عشرة ولا حتى ألفا.. بل ملايين.. هذا الرجل كانت جرائمه ضد عموم الشعب.. لكن بعضها للأسف قد سقط بالتقادم ولا يمكن إثباته حاليا.. ولكننا سننتقم بما لدينا من أدلة على الجرائم التي لم تسقط بعد".

سألته بصوت يغلفه النفور بسبب ما سمعته: "ما الذي فعله ذلك الحقير بجانب استغلاله لعلاقاته بالحصول على مشروعات xxxxية ضخمة بتكلفة زهيدة للغاية.. واختلاسه الكثير من الأراضي المملوكة للدولة؟"

رد عمي بانزعاج: "هذا الرجل يا بسام.. بدأ رحلته لتكوين ثروته من خلال صفقات مشبوهة أبرمها سرا تحت ستار السمعة الطيبة التي اكتسبها من عمله مع والدك.. بدأ بالصفقات الغذائية، فعمل على استيراد منتجات فاسدة غير صالحة للاستهلاك الآدمي.. منها أكلات جاهزة منتهية الصلاحية مثل اللحوم المصنعة، ومنها منتجات مصنوعة من خضر وفواكه ملوثة بالكيماويات والمواد المسرطنة.. صفقات كان يتم رفض إدخالها السوق الأوربية والآسيوية لعدم مطابقتها للمواصفات وكان الخبراء يوصون بإعدامها لأنها لا تصلح حتى للحيوانات وتسبب أضرارا صحية خطيرة على المدى البعيد، ولكنه كان يشتريها. ويملأ بها منافذ البيع في الأسواق ليشتريها المواطنون ويتناولونها غير مدركين لما يتعرضوا له من عملية تسميم وخداع منظمة "..

زفر عمي ببطء وكأن أنفاسه قد تثاقلت بسبب ما يحكيه، ثم أكمل: "بعدها أعجبته اللعبة.. لعبة الثراء السريع من التجارة بمنتجات فاسدة مصيرها الإعدام.. فقام بشراء كل ما طالته يداه وجعل وطننا مركزا للتوزيع.. تاجر في كل شيء وصار له شركاء من أصحاب النفوذ.. بدأ بصفقات السيارات ذات العيوب الفنية والتي تكون أكثر عرضة للحوادث.. وانتهى بصفقات الأدوية التالفة ذات العيوب الجانبية الخطيرة التي لم تقبل هيئات الأغذية والأدوية العالمية تداولها في بلادها.. حتى أنه قام بشراء أكياس الدم الملوثة وبيعها للمستشفيات التي لم تكتشف الأمر في موعده.. ولهذا ازدادت الأمراض الفيروسية والأورام في وطننا بمعدلات خرافية في السنوات الأخيرة.."

قبضت أصابعي بعنف وكأنني أستحضر هيئة رحيم أمامي لكي أخنقه بيدي، ثم هتفت بانفعال: " تبا له من وغدٍ حقير. كيف تكون ابنته ملاكا تسعى لمعالجة أوجاع المرضى وتخفيف آلامهم وإنقاذ حياتهم بينما يتسبب والدها مباشرة في تعذيبهم وإصابتهم بتلك الأمراض.."..

رد عمي بآسف: " يخلق من ظهر الفاسد عالم يا بني.. كيف هي الآن؟"

أجبته بمرارة: "نفسيتها محطمة. لقد منحتها أدوية مهدئة بعد أن أصيبت بصدمة لما قرأته من اعترافات لوالديها في مذكرات أمها الراحلة"..

بلهفة وحنو أبوي بت أستدفئ به مؤخرا، وكأنني كنت أفتقر لهذا الشعور طوال عمري، قال عمي: "ستكون بخير بإذن الله طالما ظللت بجانبها تدعمها وتطمئنها.. طريقكما مليء بالأشواك للأسف.. ولكن أنتما على مستوى الاختبار وستخرجان منه أقوى بإذن الله طالما استند كلٌ منكما على الآخر".

أجبته بذهن مشتت: "بإذن الله.. عمي سأتحدث مع خالد بشأن الاعترافات الموجودة بدفتر المذكرات.. لأرَ ما إذا كان بإمكاننا استخدامها كدليل ضد رحيم بخصوص قضية قتل والديّ.. سأخبرك بالتفاصيل لاحقا.. سلام".


يتبع في الصفحة القادمة (رقم 94)هذا رابط الصفحة




التعديل الأخير تم بواسطة ebti ; 30-10-21 الساعة 11:36 PM
مروة سالم غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:28 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.