آخر 10 مشاركات
✨الصالون الأدبي لرمضان 2024 ✨ (الكاتـب : رانو قنديل - )           »          6 - موعد مع الغرام - روزمارى كارتر - ع.ج ( إعادة تنزيل )** (الكاتـب : امراة بلا مخالب - )           »          هيا نجدد إيماننا 2024 (الكاتـب : رانو قنديل - )           »          328 - العروس المتمردة - جوليا جيمس (اعادة تصوير) (الكاتـب : سنو وايت - )           »          نصيحة ... / سحر ... / الأرملة السوداء ... ( ق.ق.ج ) بقلمي ... (الكاتـب : حكواتي - )           »          الجبلي .. *مميزة ومكتملة* رواية بقلم الكاتبة ضي الشمس (فعاليات رمضان 1436) (الكاتـب : قصص من وحي الاعضاء - )           »          آسف مولاتي (2) *مميزة ومكتملة * .. سلسلة إلياذة العاشقين (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          جدران دافئة (2) .. سلسلة مشاعر صادقة (الكاتـب : كلبهار - )           »          أسيرة الثلاثمائة يوم *مكتملة * (الكاتـب : ملك علي - )           »          شيوخ لا تعترف بالغزل -ج3 من سلسلة أسياد الغرام- لفاتنة الرومانسية: عبير قائد *مكتملة* (الكاتـب : noor1984 - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات القصيرة المكتملة (وحي الاعضاء)

Like Tree8Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 27-01-21, 01:30 PM   #11

فاتن منصور

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 417764
?  التسِجيلٌ » Feb 2018
? مشَارَ?اتْي » 133
?  نُقآطِيْ » فاتن منصور is on a distinguished road
افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة soy yo مشاهدة المشاركة
صراحة تفاجأت ان حلا و كرم متزوجين..... و حلا ليه متعنتا معاه و بتخليه يركب اكبر موج غضب....لكن رزين و حبيب ...مستيين على قصة زواجهم على نار.... قلمك رائع ستحقين كل النجاح ..بتوفيق باذن الله
قصة زواجهم حنعرفها بالفصول القادمة
حلا عانت جدا وهذا سبب بعدها عن كرم
تسلمي لقلبي سعيدة بدعمك لي




فاتن منصور غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-01-21, 02:22 PM   #12

موضى و راكان

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية موضى و راكان

? العضوٌ??? » 314098
?  التسِجيلٌ » Mar 2014
? مشَارَ?اتْي » 6,239
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » موضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك max
?? ??? ~
سبحان الله وبحمده .. سبحان الله العظيم
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 12 ( الأعضاء 3 والزوار 9)

‏موضى و راكان, ‏أم نسيم, ‏فاتن منصور


فصل ممتع لكنه لم يزيح الغموض عن قصة حلا و كرم
فى أنتظارك يا جميلة لينجلى الغموض


موضى و راكان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-01-21, 12:51 PM   #13

فاتن منصور

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 417764
?  التسِجيلٌ » Feb 2018
? مشَارَ?اتْي » 133
?  نُقآطِيْ » فاتن منصور is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة موضى و راكان مشاهدة المشاركة
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 12 ( الأعضاء 3 والزوار 9)

‏موضى و راكان, ‏أم نسيم, ‏فاتن منصور


فصل ممتع لكنه لم يزيح الغموض عن قصة حلا و كرم
فى أنتظارك يا جميلة لينجلى الغموض
حنعرف قصة زواجهم بفصل يوم السبت باذن الله 😍


فاتن منصور غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-01-21, 06:48 PM   #14

فاتن منصور

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 417764
?  التسِجيلٌ » Feb 2018
? مشَارَ?اتْي » 133
?  نُقآطِيْ » فاتن منصور is on a distinguished road
افتراضي

يسعد مساكم
#في_كل_فصل_نبضة
#نوفيلا_الشتاء_حلا
#الفصل_الثالث
…...
ولِمَن ستُعطي قَلبَها
مَجروحةٌ حتى النُّخاعْ
مَذبوحةٌ
حتى الوريدْ
فلِمن ستأمنُ
إن تُرِدْ
ولِمن ستُعطي قلبَها
إن جاءَها حبٌّ جديدْ ؟
(عبد العزيز جويدة)
…..
وقفت حلا أمام المرآة تنظر لنفسها وهي ترتدي ثوب الزفاف الأبيض ، لم لا تشعر بالسعادة التي تشعر بها الفتيات يوم زفافهن ، لم لا تستطيع تحديد ماهية المشاعر التي تنتابها الآن ، بقدميها تخطو نحو مجهول فُرض عليها ، ولا تستطيع إلا أن ترضخ
دخلت إليها جوري ، ليغادرا نحو قاعة الزفاف ، وقفت جوري تنظر إليها تهمس بصوت خافت :
_ تبدين جميلة جداً
تعلم أن جوري مثلها تمنع نفسها عن البكاء ، همست لها بالشكر لتصدم حين لمحت عيني جوري تتحولان للصرامة وهي تقول :
_ إن كنت مترددة ، يمكنك أن توقفي هذا الأمر الآن
أبعدت عينيها عن عيني صديقتها فهما سبق وتشاجرتا بسبب موافقة حلا على هكذا طريقة في الزواج
فجوري تجد أن الزواج المدبر عن طريق الأهل بهذه الطريقة وبالإجبار غير صحيح ،
ولكن ما الذي يمكن أن تقوله حلا ،هل تخبر صديقتها أنها لم تكن يوما مثلها صاحبة رأي وقرار مستقل ، وزاد الأمر سوءا بعد وفاة والدها
لقد فرضت عليها والدتها هذا الزواج فالعريس ابن رجل أعمال مهم ومن عائلة تماثل عائلة أمها جاهاً ، فكيف سترفض أمها طلب والدته لإبنتها الوحيدة ككنة لهم :
(وما العيب إن كان العريس مقيماً في الخارج )
تتردد كلمات والدتها في رأسها ، وهي تمسك بباقة الزهور المناسبة لفستان الزفاف ، فعلاً ما الضير إن بقيت هي هنا تعيش في منزل الزوجية لوحدها تنتظر زيارات من زوجها كلما تمكن من الحضور إلى البلاد
( لا تكوني حمقاء يا حلا ،إنه عريس لن يتكرر مثله ، لا تتصرفي كطفلة ،
لا تبدأي بهذه التفاهات ، هي فترة مؤقتة ينهي أعماله ويعود الى البلاد بشكل دائم )
كلمات والدتها تطرق مسامعها منذ جلست أم المزينة التي ساعدتها بتصفيف شعرها ووضع بعض مساحيق التجميل لها
_ حلا
همستها جوري ، وهي تقف قبالتها ، وكأنها بنظراتها تلك تحثها على البوح بما يؤرقها ، لكن حلا خيبت أمالها وهي تهمس لها :
_ لقد تأخرنا على الذهاب يا جوري
بخيبة أمل ابتعدت عنها جوري ، تود لو تملك حرية التدخل لتوقف هذا الأمر، ولكنها لا تفعل للأسف وها هي الآن تراقب صديقتها الوحيدة تُزف عروساً لرجل لم تقابله سوى مرتين
رجل لا تحمل في قلبها له أي شعور
ولكن ربما يتحقق ما سمعته من صديقاتها وما قرأته في بعض الروايات ، أن الحب يأتي بعد الزواج ، بالعشرة والمودة والرحمة يأتي الحب حينها قوياً عميقاً راسخاً

بارتباك خطت حلا نحو غرفة نومها في منزلها الجديد
لقد تركتها والدتها ترافق زوجها لوحدها، كم تمنت لو رافقتها لشقتها ، لو كانت معها الآن كأي أم تخبرها أي شيء يزيل خوفها ، يخفف من توترها
تأملت الغرفة الواسعة بعينين مرتبكتين ، غرفة تشبه غرفة الأميرات حقاً
سرير ضخم بمفارش بيضاء اللون وستائر بنفس اللون ، ركن صغير للجلوس
تأملت كل قطعة في غرفتها الجديدة محاولةً أن تبني أي أحلام عن القادم من اللحظات لها رفقة زوجها
هل سيترك لها مجالاً لتستجمع نفسها
هل سيترك لها مساحة لتعتاده
وتعتاد وجوده معها
ولكن كل ما أرادته وتمنته ذهب أدراج الرياح ، وهي تستقبل هجومه المفاجئ على الغرفة ، يناظرها بنظرات شعرتها غريبة ، توقفت الكلمات في حلقها وهي تلمح اقترابه منها ، وبلمح البصر كان يستبيح جسدها غير مهتم بأن يكون ليناً رفيقاً بها
غير عابئ بكونها نقية كالثلج الأبيض لا تعرف أي شئ عن متطلباته كزوج
لتتكسر أولى الأحلام ،حلم ليلة زواج مثالية ، بسبب همجية من يسمى زوجها
…..
بعد أسبوع من حفل الزفاف
تنهدت حلا براحة وزوجها يغلق باب الشقة خلفه مغادراً في رحلة عمل جديدة
لقد مضى الأسبوع عليها بطيئاً مرهقاً ، لم تتبادل مع زوجها إلا بضعة أحاديث ، لقد شعرت أنه لا يحب تبادل الحديث معها وإنما يقضي معظم وقته يسير أعماله عبر الهاتف ، شعور غريب يخبرها أنه لا يكن لها أي مشاعر ، لا يشعر بوجودها حتى
هل كُتب عليها أن تتعامل مع أشخاص لا يهتمون بوجودها
نظرت للصالة الواسعة وهي تفكر بكل ما حدث خلال هذا الأسبوع ، تشعر ببرودة شديدة منذ وطئت قدميها هذه الشقة
لا تستطيع أن تشعر بالانتماء لأي ركن من أركانها
بل تكاد تجزم أن هناك كرهاً ينشأ بداخلها تجاه كل ما فيها
هزت رأسها تنفض عنها هذه الأوهام ، تخبر نفسها أن هذا حالها لأنها عروس وقريباً ستتأقلم على وضعها الجديد
تحركت نحو المطبخ تعد لنفسها شيئاً لتشربه وهي تعد قائمة بالأشياء التي ستفعلها في غياب زوجها في رحلة عمله
ولكن مالم تتوقعه حينها أن رحلته هذه ستستمر لستة أشهر نسي خلالها أنه ترك زوجة خلفه
……
جلست حلا على المقعد بهدوء ، تنظر لوالدتها وهي تتجهز للذهاب إلى حفل في الجمعية التي هي عضوة من أعضائها ، والدتها بعكسها تهتم بمظهرها بشكل مبالغ به ، لم تراها يوماً مهملة لنفسها وإنما طوال الوقت تهتم بشعرها ، ببشرتها ، بملابسها ، وبأدق التفاصيل التي تخص مظهرها
بينما هي لا تفعل ، تحب البساطة في كل شيء وهذا مايجعلها على خلاف دائم مع والدتها
حاولت استجماع قوتها لتتحدث بالموضوع الذي قدمت لأجله ، أخذت نفساً عميقاً ثم قالت وهي تفرك قماش تنورتها بيديها بتوتر
_ أمي أود الحديث معك قليلا
نظرت لها أمها نظرة مفكرة ، ثم جلست قبالتها تشير لها أنها تسمعها ، بصعوبة نطقت حلا وقد لاحظت نظرات والدتها الصارمة
_ أمي أنا أود أن أعمل
جحظت عينا والدتها وهي تقول بصوت غاضب
_ و ما حاجتك للعمل أخبريني ، و أنت زوجة رجل أعمال مهم
حاولت حلا أن تدافع عن رأيها ، فقالت ببعض القوة الواهية :
_ ليس لأنني بحاجة للمال يا أمي ، أرجوك افهميني، أنا لم أدرس في الجامعة لأربع سنوات ولم أتخصص الإختصاص الذي أحب لأجلس هكذا في المنزل بين الجدران لوحدي
بحركة واحدة من يدها ، أشارت لها والدتها لتصمت وهي تقول بحدة :
_ لا أريد سماع هذه الإسطوانة حول دراستك
أرادت حلا الإعتراض ، لكن وقوف والدتها وصوتها الغاضب أخرسها وهي تسمعها تكمل :
_ ولا أريد سماع سخافاتك عن كونك تشعرين بالوحدة وغيرها .
ألم فظيع تشعب داخل صدرها وهي تسمع صوت والدتها الغاضب ، و لأول مرة تصرخ حلا في وجه أمها معترضة ، عيناها مغرورقتان بالدموع ، وجسدها يرتجف بحزن من عدم شعور والدتها بما تعانيه :
_ بل أعاني منها وبشدة ، عامان وأنا فيهما حبيسة الجدران ،ممنوعة من ممارسة عملي الذي أحب ،تخبريني أنني زوجة ،أية زوجة هذه وزوجي يعيش في بلد أخرى بعيداً عني ،بل كل عائلته لحقت به إلا أنا تركني هنا وحيدة ، ها أخبريني أي زوجة و أنا لا أراه إلا كل عدة شهور لمدة أسبوع أو أكثر ،أحيانا اتمنى أن يرسل لي ورقة طلاقي ويريحني منه
صفعة من والدتها ألجمتها ، لتنهمر دموعها بعدم تصديق ،وضعت يدها على خدها مكان الصفعة تنظر لوالدتها التي رفعت سبابتها بوجهها محذرة :
_ إياك أن تفكري بهذا الأمر مجرد تفكير فقط ، أنا لن أسمح لك بأن تهدمي ما بنيته لأجلك بزواجك منه ، يجب عليك أن تتحملي بعض المسؤولية وتعرفي أن مسؤوليات زوجك كثيرة وسفره ليس للتسلية وإنما ليؤمن لكم حياة هانئة رغيدة
، وأنت بكل بساطة لا تقومين بواجبك كزوجة له ، ترفضين التواجد معي في أي مكان يظهر مكانتك الاجتماعية ، ويبدو أنك بغبائك من تسببتي بهروبه منك ، امرأة غيرك كانت تبعته لآخر العالم وتمسكت بوجوده في حياتها
هزت حلا رأسها بنفي، فهي لا تريد هذه الحياة التي تتحدث عنها والدتها ، لا تريد أي رفاهية ، فقط تريد بيتاً دافئاً بالحب
تريد زوجاً تشاركه تفاصيل حياتها
تتهمها بالتقصير وهي التي تعلم عن محاولتها لأن تكون جزءاً من حياته لكنه من يعاملها وكأنها سراب غير موجود
ازداد هطول دموعها وهي تتمنى لو كان والدها على قيد الحياة لكانت كل حياتها تغيرت
عادت أمها تحاول أن تهدئ من روعها قليلاً ، وهي تقول وكأنها وجدت حلاً سحرياً تضرب به على الوتر الحساس لدى ابنتها :
_ لما لا تنجبي طفلا يملأ وقتك ،وبذلك لن تشتكي من أي وحدة وملل ، لطالما أخبرتك أن الطفل سيساعد على استقرار حياتك وملء فراغك ، وسيعيد زوجك إليك ، واهتمي بنفسك قليلا ً، غيري من نمط ملابسك وتسريحات شعرك
لم تهتم لكل ما تحدثت به والدتها لاحقاً ، الكلمة الوحيدة التي علقت بذهنها هي طفل ،هذه الكلمة دغدغت مشاعرها كثيرا وبنت عليها آمالا كثيرة
دون وعي منها توقفت دموعها عن الهطول ، وهي تستشعر بأن هذا هو الحل لكل ما تعانيه
….
لم تكن حلا مصدقة لنفسها حين حصل الحمل ، عاشت سعادتها بالحمل لوحدها ، أيام حملها الطويلة ، تفاصيل ترقب انتظار الصغيرة ، كل ذلك عاشته بمفردها ،لم يكن معها إلا جوري وياسمين ،أما زوجها وحتى والدتها لم يكن لهما أي تواجد
هو مشغول بسفره ، ووالدتها تظن أنها فقط تدلل عليها كطفلة صغيرة
حين أنجبت الصغيرة لم يكن موجوداً ، بل لم يهتم بأن يكون موجوداً
وهو أمر اعتادت عليه بعد ثلاث سنوات من الزواج
لذلك قررت الإكتفاء بوجود الصغيرة زينة
ابنتها عشقها الصغير ونبض قلبها الحقيقي
زينة ستكون كل حياتها ولن تطلب وجود شخص آخر بجانبها
…..
كل ما حدث في الآونة الأخيرة كان فوق احتمالها
طلاقها ثم عودتها لمنزل والدتها رفقة ابنتها التي لم يتجاوز عمرها الأشهر
لم تعد لديها أي قدرة على ادعاء الاحتمال والصبر وعدم الاهتمام
لذلك وبلحظة قوة غريبة طلبت الطلاق وكم كان سهلاً الحصول عليه
هل تألمت لكونها لم تشكل لدى من كان زوجها أي أهمية
قطعاً لا لم تفعل ، لا تمتلك في داخلها نحوه أي شعور
و ها هي الآن تتحمل كل نوبات غضب والدتها
عادت لعملها مع جوري في مجال الإعلانات والذي كانت قبلاً تنجزه من خلال موقعها الالكتروني في اتفاق مسبق بينها وبين جوري
لكنها لم تعد تريد إخفاء الأمر ورغم غضب والدتها عادت ، وذلك بعد أن اطمأنت لوجود صغيرتها مع خالتها فاطمة
والدتها رفضت أن تتركها في المنزل وتحضر لها مربية ، لذلك كان خيارها أن تتركها لدى فاطمة خلال تواجدها في عملها
قفلت قلبها بمفتاح ورمته في غياهيب النسيان
لن تدع له أي مجال للحلم ، للشعور بنبضات الحب
لقد قررتها قبلاً وستعمل بقرارها
لقد اكتفت بابنتها في حياتها ولم تعد تريد طرفاً ثالثاً
لكن والدتها لا تكل ولا تمل
خناق تلفه حول رقبتها فتشعر بروحها تسحب منها شيئاً فشيئاً وهي تضطر كل يوم لمواجهة غضب والدتها
لمواجهة ما تريده والدتها
لما لا تفهم والدتها أنها لم تعد طفلة ، وأنها باتت أماً ولديها روحٌ مسؤولة عنها ، لا تريد لابنتها أن تنشأ نفس نشأتها داخل جدران لا تعرف إلا الغضب والشجار وانعدام العاطفة
فكان قرارها بالانتقال لمنزل تعيش فيه بمفردها
وليس أفضل لديها من الشقة التي أخبرتها عنها فاطمة
…..
متوترة في وقفتها داخل صالة منزل فاروق ، تستمع لحديث عمها على الهاتف مع خالها
حديث عرفت من خلاله كم الغضب عند خالها ، سمعت صوت فاروق يرحب بقدومه لمنزله ، ثم إغلاقه للسماعة
جلست على الأريكة بإنهاك شديد ، لم تلاحقها المشاكل بهذا الشكل
لم لا تستطيع أن تهنأ بقرار تتخذه بشأن حياتها
كل ما تريده هو أن تحيا بسلام
أن تعيش رفقة ابنتها في جو من المحبة
هل هذا كثير
لم تفعل والدتها كل هذا بها
هي فقط لا تريد ما تريده والدتها ، لا تريد الزواج من جديد
دموعها تحجرت على حافتي عينيها ، وهي تستعيد شريط الشجارات التي سبقت تركها لمنزل والدتها
حاول فاروق وزوجته جرّها للحديث معهما ، قال فاروق :
_ لا تقلقي يا ابنتي سأتفاهم مع خالك ، وهو رجل متفهم ولن يضغط عليكي أنا متأكد
لم تستطع زوجته السكوت عن مهادنته وهي الأعلم بطباع عائلة حلا من ناحية والدتها ، لذلك قالت بجدية :
_ حلا يا ابنتي دعيني أحدثك بصراحة قبل وصول خالك ، أنت تعلمين العادات التي نشأنا عليها، وتعلمين أنهم لن يقبلوا أن تقطني لوحدك بعيدة عنهم
قال فاروق ببعض الغضب وقد ظن أن زوجته تشجع حلا على القبول بما تريده والدتها من زواجها من رجل يقرب لهم :
_ ما الذي تهذين به يا امرأة
نظرت لزوجها بلوم ، ثم عادت تحادث حلا :
_ اسمعيني يا ابنتي وتأكدي أننا نحبك جداً ولم نكن لنقبل يوماً بأذيتك ، ولكن يبقى خالك محقاً في غضبه منك ، وتبقى هناك أمور يجب علينا أن نزنها بميزان العقل والحكمة
نظرت لها حلا باستنجاد ، وكأنها عادت طفلة تبحث عن الحلول بيد من هم أكبر منها سناً ، ولم تخيب المرأة ظنها حين قالت :
_ تريد منك والدتك الزواج ، لم تلومينها بهذا الشكل ، ربما هو خوف الأم عليكي
حاولت حلا أن تعترض على ما تقوله زوجة عمها ، لكن الأخيرة منعتها وهي تقول بصوت يحمل الحنان والحزم في آن واحد فيما فاروق قرر الإنصات لها :
_ إنها والدتك ، تخاف عليكي بطريقتها ، بأسلوبها ، ومن خلال معرفتي القديمة بوالدك وبها هو من غذى هذه القسوة لديها ،وهذه الطباع ، بمهادنته لها ، بصبره على ما تفعل وعدم اعتراضه ،كان يظن أن الحب الذي يكنه لها وحده يكفي ليصلح من أمرها ولكنه كان مخطئاً للأسف
أنكست حلا رأسها وهي توقن أن كل كلام زوجة عمها صحيح ، لتسمع المرأة تكمل قائلة :
_ ولم يكتف بذلك ، علمك أنت أن تكوني بذات الخنوع
_ حياة
همس زوجها باسمها بذهول وهو الذي لا يهمس باسمها المجرد إلا في شدائد الأمور ، بينما نظرت نحوها حلا بذهول ، تشعر بنفسها أمام مرآة ، مرآة تعري حقيقة ما يحدث معها ،
احتضنت زوجة فاروق كفي يدها تربت عليهما ، وهي تقول :
_ سامحيني لم قلته ولكن أول طريق نحو الحلول الجذرية أن نواجه أنفسنا بأخطائنا وعيوبنا قبل مميزاتنا ، لا ألوم والدتك لم تفعله لأنها ببساطة اعتادت منك عدم النقاش ، أنا أعرفك منذ ولادتك يا حلا ، وأعرف أنك تلبين كل ما تريده دون نقاش ، تمشين بحسب ما تخطط لك دون أي محاولة منك لإيصال ما ترغبينه إليها ، تكتفين بالصمت و بالتنفيذ ، فكيف تتوقعين منها أن تقبل الآن ما تفعلينه من محاولة للاستقلال و مخالفة ما تريده
قالت حلا بصوت هامس :
_ كل ما أريده أن تتركني أحيا حياتي دون تدخلها بكل تفصيلة فيها
عادت زوجة فاروق تربت فوق كفيها ، تهمس لها
_ ستتفهم هذا عاجلاً أم آجلاً ، لكن عليكي أيضاً أن تتفهمي غضب خالك وتبحثي عن حل لا يقطع أواصل القربة ، أو يجبر خالك على تصرف لا تحمد عقباه
هزت رأسها بأجل ، رغم فقدانها لهذا الحل ، لكن فاروق تدخل هذه المرة وتدخله جلب ابتسامة راضية لشفتي زوجته :
_ أعلم أن الوقت غير مناسب ، لكني أعيد عليك طلب كرم للمرة التي لا أعلم عددها ، برغبته بالزواج منك
نظرت برفض نحو عمها ، لكنه لم يهتم وهو يكمل :
_ أعلم ما تفكرين به ، ولكن فكري بالأمر يا ابنتي لربما كان فيه الخير لك ، وكرم ليس معرفة يوم أو يومين ، بل أعرفه منذ سنوات طويلة ، وأنت تعرفينه منذ بدأت خالته بالاعتناء بطفلتك ، لذلك أود منك أن تفكري
لم تستطع الإجابة ، وهي تفكر بقرب حضور خالها ، وما النتيجة التي ستؤول إليها زيارة خالها ، يبدو أن والدتها قامت بدورها بالشكل المطلوب مما جعل خالها يقطع سفره المهم ويعود لأجل أن يعلم لم قررت ترك منزل والدتها والعيش بمفردها بعيداً عن العائلة كلها
نصف ساعة مرت وهي ما زالت على جلستها صامتة ، لا تتحدث مع أحد ، رغم حضور فاطمة بعد مهاتفة زوجة فاروق لها لتكون موجودة ،لكن حلا اكتفت بالصمت،
رنين جرس المنزل ، جعلها تتحفز في جلستها رغم الخوف الذي يعشش بداخلها
كان خالها الذي لطالما عاملها كابنته ، والذي لطالما ساندها ضد والدتها
نظرت نحوه بعيون مليئة بالدموع ، فبادلها بنظرات تشع حناناّ ، لم تجد نفسها إلا وهي تهرع إليه ترتمي في أحضانه ، ضمها إليه مقبلاً أعلى رأسها ،ومربتاً على ظهرها بحنان أبعدها عنه ثم ألقى التحية على الموجودين ، واتخذ مجلسه قبالة عمها فاروق ، فيما جلست هي على مقعد بالقرب منهما
انسحب فاروق وزوجته و فاطمة ليجلسوا في ركن بعيد تاركين لها ولخالها حرية الحديث
نظر خالها نحوها بلوم ، يعتبرها بمثابة ابنته ولن يهون عليه رؤية الألم في عينيها ، ولطالما حذر شقيقته التي تصغره سناً من طريقة تعاملها معها ، قال بهدوء محاولاً ألا يزيد من توترها :ً
_ هل لي أن أعلم سبب قرارك هذا ، كيف تقررين الانتقال والعيش بمفردك يا حلا دون الرجوع إليّ حتى .
فركت كفيها ببعضهما ، في عادة منها لتخفيف توترها ، ثم همست ببعض القهر :
_ كنت بحاجة لهكذا قرار
بجدية سألها :
_ لم ؟
نظرت نحوه ، تتأمل منه تفهماً لما تريده ، تخبره بوضوح :
_ لإنها تزيد من خناقها علي ، أشعر أنني سأفقد الحياة بسببها يوماً ما
رغم لومه الداخلي لشقيقته ، إلا أنه لا يستطيع أن يتقبل الأمر الذي تريده حلا ، لذلك قال :
_ لكن هذا لايعني أن تعيشي بمفردك
ببساطة أجابته :
_ لست بمفردي معي عمي فاروق و ..
قاطعها بغضب لم يعلم له سبباً بداية :
_ ومن يكون لك فاروق ليس إلا صديقاً لوالدك رحمه الله ، وفاطمة إمرأة غريبة عنك ، فأي صلة تربطك بهما لتسكني معهم
_ إنهم ليسوا بأغراب عني
نظر نحوها وهي تجيبه بكل بساطة بما يجعله يكره نفسه الآن ، إنه خالها شقيق والدتها لكنها لا تراه قريباً كفاية منها لتلجأ إليه هو ، هل كان بعيداً عنها لهذه الدرجة ، هل انشغل بعائلته وأولاده ونسي الصغيرة التي كانت أمانة والدها إليه ، رغماً عنه قال غاضباً من نفسه قبل أن يكون منها :
_ بل هم أغراب عنك شئتي ذلك أبيتي
تريدين الإبتعاد عن والدتك وتحكماتها التي لا تنتهي ، منزلي مفتوح لك ولابنتك ، لكن لن أسمح لك أن تكوني بمفردك
في محاولة فاشلة لاقناعه قالت :
_ لست صغيرة يا خالي
قاطعها مجدداً ، يهمس لها بوعيد في محاولة منه للضغط عليها :
_اسمعيني جيداً يا حلا ، لن أسمح لك بتنفيذ ما تريدين
قررت أن تعملي لم أقف ضدك ، ابنتك وبدل أن تحضري لها مربية أحضرتيها لفاطمة لتقوم بتربيتها لم أعترض ، تخالفين والدتك برفضك للزواج مجدداً كذلك لم أعترض ، لكن أن يصل تهورك لأن تقطني بمنزل بمفردك بعيدا عن عائلتك فهذا لن أقبله أبداً
همست برجاء :
_ لكن ياخالي
رفع يده علامة إنهاء الحديث :
_ليس هناك لكن ، لقد عدت خصيصاً لأجل هذا الامر ، اليوم ستعودين معي إلى منزلي
بتحدي أجابته :
_ لن أعود
نظر لها مندهشاً ، لأول مرة يراها تقف وتعلن عن رغبة تريدها ، شعور من السعادة تسلل إليه وهو يلمح تلك النظرات منها ، لكنه لم يستطع التراجع فعاد يقول بغضب :
_ هل تعين ما تفعلينه يا ابنة أختي ، هل تعين أي سمعة ستلحق بك لكونك تقطنين بمفردك
بغضب غريب قاطعته هي هذه المرة ، تنتفض واقفة تجيبه :
_ لم دائما تلصقون العار بي أنا ، ماذنبي أنا فيما يحدث ، عندما حاولت أن أكون كما تريد والدتي وجدت نفسي زوجة لخيال رجل ، لا ألمحه إلا لماماً ، وحين انتفضت وطالبت بوجوده في حياة ابنتي وليس حياتي أنا ، وجدته لن يفعل ، لذلك كان الطلاق واجباً وليس خياراً يا خالي ، ما ذنبي أنني أضحيت مطلقة وأنا مازلت أخطو على أعتاب الثلاثين من عمري
كانت تلهث بتعب ، وألم غريب يخترق صدرها فيزيد من تعبها ، لكنها قاومته وهي تقول :
_ هل تراني مثل والدتي سألوث سمعتكم إن قررت أن أحيا مع ابنتي في منزل تسوده المحبة ، ابتعد بها عن الكراهية التي تعشش داخل جدران منزل أمي
هل تراني ألوث سمعتكم و أنا أحاول تعويض ابنتي عن فقدان أب لم يفكر يوماً بالسؤال عنها
دوار أصابها ، جعلها غافلة عن عيني خالها التي غشتها دموع ، بأنفة رجل منعها عن الهطول وهو يشعر بكم الألم الذي تعانيه ابنة شقيقته ، تلقفتها ذراعي فاطمة وزوجة عمها قبل أن تسقط أرضاً ، أسندتاها وهما تدخلانها لغرفة جانبية ، كانت ما بين اليقظة والغياب ، تستمع لهذر فاطمة عن وصول كرم و أنه سيتدخل بالأمر ،همست فاطمة الجالسة جوارها على السرير بينما تقوم بفرك كف يدها :
_ إنه منذ علم بحضور خالك ، وهو ينتظر التدخل ، يكاد يجن لأنه لا يستطيع حمايتك ، لم ترفضين أن يكون سندك ضد ما يحدث يا حلا وأنت تعلمين أنه يكن لك كل الحب منذ رآك أول مرة .
_ خالتي
همستها حلا بضعف ، فقالت فاطمة وهي تحاول أن توصل لحلا ما أخبرها به كرم قبل وصولها بلحظات :
_ اسمعيني يا ابنتي أرجوكي ،وبعدها قرري ما تريدين
أكملت فاطمة وهي تراقب حياة زوجة فاروق تدخل وبيدها كوب عصير البرتقال تقدمه لحلا علّها تستعيد بعضاً من قوتها :
_ من ناحية أجد أن وجودك معنا بصالحك وصالح الصغيرة والدليل ما بدأ ينتاب جسدك من ضعف نتيجة عدم العيش بحرية وراحة بال ، ومن ناحية أخرى أخاف أن نكون قد تسببنا بالأذى لك حين قمنا بتشجيعك ولو بكلمة على أن تسكني بجانبنا
قالت حلا وهي تحاول أن تزيل ذلك الإحساس بالندم عن خالتها وزوجة عمها :
_ لستم السبب الأول يا خالتي ، وعاجلاً أم آجلاً كنت سأفعلها وأنفصل بحياتي عن والدتي
قالت فاطمة وهي تمسك كف يدها برجاء :
_ وافقي على الزواج من كرم ، و أعدك أن يكون حامياً لك ، أن يترك لك كل الحرية التي تريدين ، خذيها كلمة مني ومنه وهو من طلب مني إبلاغك بهذا الأمر ، وافقي على الزواج منه وسيترك لك المساحة التي تريدين لتعتادي وجوده ، اعتبري ما سيحدث بعد عقد قرانكم فترة خطبة تتعرفين فيها عليه ، وصدقيني يا حلا كرم لن يخذلك أبداً
..
في الخارج
كان خالها يحاول ألا يظهر قلقه عليها ، يعلم أنه قسى عليها بالكلام ، لكنه بذات الوقت لا يستطيع أن يضع العادات جانباً ، لا يجوز لها أن تحيا بمفردها دون زوج يحميها ، دون سند عائلة ، يريد أن يطمئن عليها وبذات الوقت يخاف أن تعود لحلا التي كانتها قبل سنوات
يلوم نفسه لابتعاده عنها ، للسماح لشقيقته بأن تكسرها بهذا الشكل ، لكنه كعادات تربى عليها كان يعتقد أن والدتها من تتفهم أمرها ، من تعلم صالحها ، وليس العكس
إن حلا كقطعة زجاج تعرضت لشروخ عديدة ولم يعد إلا القليل من أفعال شقيقته لتتهشم ويفقدونها
يرى ذلك واضحاً في نظراتها وفي نبرة صوتها
مسح على وجهه بكفه وهو يعود للجلوس على الأريكة ، يلوم نفسه لإكتفائه بما كانت تخبره إياه شقيقته عن سعادة ابنتها مع زوجها ، شقيقته لن تتغير تهمها المظاهر أكثر من أي أمر آخر ، وللآن لا يصدق أنها قبلت يوماً ما بالزواج من والد حلا
لم ينتبه لدخول ضيف فاروق إلا وهو يلقي التحية عليه
رفع عيناه نحوه ، مجيباً التحية باستغراب من وجوده
جلس قبالته على الأريكة معرفاً عن نفسه ، فيما فاروق يجلس إلى جانبه :
_ كرم ابن شقيقة السيدة فاطمة ، و أنا هنا لأطلب يد السيدة حلا للزواج
اعتلت الصدمة ملامح خالها ، وهو ينظر للرجل الذي يحادثه ، نظرات من التصميم والقوة تحتل مقلتيه ، وقبل أن يتسنى له أن يسأله أي سؤال ،تدخل فاروق محاولاً إصلاح الأمور وبداخله أمنية أن توافق حلا على هذا الزواج :
_ اسمعني يا سيد جابر ، أنت تعلم من تكون حلا إبنة سامح بالنسبة لي ، والدها كان شقيق الروح أكثر منه صديقاً ولذلك مكانتها في قلبي كبيرة جداً تكاد تتفوق على مكانة بناتي ، و نتيجة معرفتي لما تمر به منذ فترة أعتقد أن قرارها بالابتعاد عن والدتها هو قرار صائب ، الفتاة تذوي أمام أعيننا يوماً بعد يوم
وقبل أن يتمكن خالها من قول أي شيء ، أكمل فاروق حديثه :
_ ولكنني أعلم أن ما تقوله صحيح عن عدم تقبل فكرة أن تسكن لوحدها ، ولذلك أتمنى أن ينال طلب كرم القبول لديك وخاصة أنه تقدم لطلب يدها أكثر من مرة لكنها كانت ترفض وبشدة
لاحت ملامح الاستنكار على وجه السيد جابر ، فتدخل كرم قائلاً بروية :
_ اعذرني للتأخر في مقابلتك وطلب يدها لكن حين سألت عن ولي أمرها علمت أنك مسافر ، لقد قابلت السيدة حلا عدة مرات وطلبت من عمي فاروق محادثتها في موضوع الزواج ،لكنها كانت ترفض
شعر جابر بالصدق بنبرة كرم وكذلك شعر أنه متمسك بابنة أخته رغم رفضها المتكرر له ، لكن عليه أولاً أن يعلم سبب رفضها له ،فهو متأكد أن فاروق لم يكن ليكون بصف كرم مالم يتصف الأخير بأخلاق حميدة عالية ، لكنه آثر سؤاله عن حلا :
_ هل سبق وتحدثت معها هي بهذا الأمر
ليزداد استغرابه وكرم ينفي بصدق :
_ لم أوجه لها أي حديث من قبل ، إلا عبارات الترحيب فقط
فعاد جابر يسأل وشعور بالاطمئنان يزحف لقلبه :
_ ما دمت لم تتحدث إليها ، كيف علمت أنها من تريد زوجة لك لتكمل حياتك معها ، وخاصة بوضعها هي وبوجود طفلة صغيرة لديها
كانت نظرات جابر ثابتة على ملامح كرم ، والتي لم تهتز قيد أنملة وإنما بقيت تشع بالإصرار ، فقط لمحة من عاطفة متوهجة شاهدها في مقلتيه وهو يجيب سؤاله :
_ لقد تعرفت عليها من خلال زيارتها لخالتي فاطمة ، صحيح لم أكن أجلس معها وأحادثها إلا أنني علمت أي فتاة هي ، طيبة رقيقة وهشة ، تستحق حب العالم كله ، وزينة تعلقت بها من خلال وجودها لدى خالتي ، شعرت بها جزءاً من حياتي لا أريد أن أفارقه مهما حدث ، ولو اضطررت لمحاربة حلا نفسها وإقناعها بحبي لها
ابتسم خالها أخيراً ، وقد شعر براحة تسري في قلبه تجاه إبنة أخته وطفلتها ، هذا الرجل الذي يجلس قبالته سيكون خير سند لهما ، ولكن لن يفرض أي أمر عليها فهو لن يكرر معها تجربتها السابقة ، لذلك قال مجيباً طلب كرم بخصوص زواجه منها :
_ أنا أراك رجلاً صادقاً يا سيد كرم ، ولكن امنحنا وقتاً لنفكر في طلبك ، وحتى نجيبك على ما تريد يجب على حلا أن ترافقني لمنزلي
رغم رفض كرم الداخلي لابتعادها عن محيطه ، لكنه يعلم أن هذا هو التصرف المناسب ولكن قبل أن يتسنى له الرد كانت حلا تجيب خالها
_ أنا موافقة على الزواج منه يا خالي
هل يمكن لكلمة أن تجعل القلب يضطرب داخل صدره بهذا الشكل ، استقام واقفاً دون وعي منه ينظر إليها وهي تقف قرب باب جانبي ، عيناه تعلقت بعيناها
هل سمعت حديثه عنها وعن زينة
هل حقاً أعلنت قبولها بالزواج منه
دوي قلبه يزداد يبلغه أنه أبداً لا يحلم ، لقد وافقت أخيراً
فاجأته مجدداً وهي تحادث خالها وقد هربت بعينيها من حصار عينيه
_ أنا سأرافقك يا خالي ، لكن قبلاً هل لي بحديث مع السيد كرم
أومأ خالها بموافقة ، فهو رجل اختبر معارك الحياة كلها ، ويعلم يقيناً أن كرم سيكون بلسماً لكل جراح قلبها ، مهما أنكرت هي ذلك
سبقته نحو الشرفة بخطوات وهنة متعبة ، فالدوار لم يزُل كلياً ، لم تستطع أن ترفع نظراتها نحوه ، بداخلها صراع لم تعشه من قبل
صراع يجعل أفكارها تتخبط بتيه بين ما شعر به قلبها وهي تستمع لكلماته مع خالها ، هل تنكر تلك النبضة التي نبض بها قلبها ، نبضة لم تشعرها قبلاً وإنما هي نبضة خاصة تحمل في دمائها الآمان ، والأمل
ولكنها تعود لما يفرضه عليها عقلها ، قرار اتخذته بعدم تكرار التجربة مهما حدث ، ولكن ثمن عدم تدخل والدتها أو خالها وأبنائه وبقية العائلة بها سيكون بقبولها لعرض كرم
بينما هو كان جالساً قبالتها يتأمل وجهها ، وإن حاولت إخفاء ملامحها عنه ، لكنه يشعر بكل ما يحدث معها الآن ، لذلك دون أن ينتظر حديثها قال بتأكيد :
_ لن أكون أنا إلا سنداً لك يا حلا
نظرت نحوه متفاجئة ، لينبض قلبها بذات النبضة وهي تغرق في لجة سواد عينيه ، محاولاً السيطرة على مشاعره التي يكاد صدره لا يتسع لها أكمل قائلاً :
_ سأترك لك حرية تقبل الأمر ، سأكون بجانبك دائما ، واعتقد أن خالتي فاطمة أوصلت رسالتي إليك
أومأت برأسها بأجل ووجنتيها تحمران خجلاً ، ثم حاولت أن تخبره بما يجول بعقلها بخصوص ماهما مقدمين عليه :
_ لكن ماذا لو …
لم يدعها تكمل وهو يناظر وجهها بثبات يهمس لها بتأكيد :
_ حينها أيضاً ستكون لديك حرية الاختيار ، لك عهدي يا حلا أن أتقبل قرارك مهما كان ، لكن لا تحرميني شرف المحاولة بأن أكسب قلبك
…...
عادت من ذكريات زواجها الأول وطلاقها وما حدث من أمور عقب انتقالها لهذا المنزل
تنظر لخاتم الزواج في يدها والذي يؤكد أنها زوجة لكرم مع وقف التنفيذ كما طلبت منه ، لقد أصرت أن يتركها لتعتاد وجوده ولتعتاد ما حدث ، ولم يخلف لها وعده أعطاها حريتها بتقبل الأمر رغم أنها تعلم كم يضغط على نفسه ليتحمل تجاهلها لوجوده ، وكأنه شخص غريب عنها
مازالت على وقفتها خلف زجاج النافذة ، تراقب ما يحدث في حديقة المنزل
عيناها تراقبان هذا المشهد لتطبع كل صورة منه في ذاكرتها
لقد عادت باكراً من عملها ، لأن اليوم مشمس على غير العادة في أيام الشتاء ، فقررت استغلال ذلك بأن تأخذ زينة للتجول قليلاً
صعدت إلى منزلها لتضع أشياءها أولاً ، لكن صوت الضحكات في الخارج جذبت مسامعها فاقتربت من النافذة لترى ما يحدث
نصف ساعة مرت دون أن تشعر بالوقت
عيناها دون أن تشعر معلقتان بوجهه وهو يجلس زينة على الأرجوحة يلاعبها ّ
خالتها فاطمة تجلس على الكرسي القريب منهما تحيك الصوف تراقبهما كل فينة وأخرى مستمتعة بضحكات الصغيرة التي تصدح في المكان
ضحكاتها. كصدى نغمات موسيقية عذبة
تتغلل إلى داخلها
تمسح عن قلبها كل شعور بالألم قد سبق وعاشته
تلك النظرات التي تراه دائما يخص بها زينة تخبرها أنها لم تخطيء حين قبلت بوجوده في حياتهما
سمعت صوت الخالة فاطمة تطلب من كرم أن ينتبه للصغيرة
فيصلها صوته وهو يحمل الصغيرة ويدور بها ضاحكاً
_ لا توصيني بصغيرتي يا خالتي ، فهي في عينيّ
تتوقف أنفاسها لتلك الكلمة منه
تتسمر نظراتها عليه
و ضحكاته تعود لتتناغم مع ضحكات ابنتها
ابتعدت مجفلة للخلف ، وعيناه تلتقي بعيناها
وضعت يدها على صدرها تهدأ خفقاته المضطربة
لقد شاهدها وهي تراقبه
أحست بالدماء تقفز الى وجهها
و صوت أنفاسها يعلو
انسحبت مسرعة نحو الحمام لتغسل وجهها
علها تستعيد أنفاسها قليلاً
ما تزال مصرة على إنكار ما تشعر به نحوه
أما هو فلم يكن حاله أحسن من حالها
أنزل الصغيرة أرضا لتخطو مسرعة نحو فاطمة
وعاد يسترق نظرة واحدة نحو نافذة صالة منزلها
نظرة واحدة ثم انكس رأسه وقلبه يتراقص بداخل صدره باضطراب لذيذ
أمنيات كثيرة تجول بداخله
أمنيات كثيرة يود تحقيقها برفقتها لكنه مقيد بوعده لها
وعد كلفه أيام كثيرة من الصبر واحتمال ألم وجودها بجانبه لكنها أبعد ما تكون بسبب حرصها على الابتعاد عنه
صوت خالته فاطمة الذي يسأله عن حاله وفيما شروده
جعله يستدير مبتعداً نحو مجلسها
على الكرسي الموجود قربها جلس يناظر الصغيرة وهي بين ذراعي فاطمة
فيما عقله يتساءل
منذ متى وهي واقفة تراقبهم هكذا
لم لا تمتلك الشجاعة الكافية لتأتي وتنضم إليهم
هل يعقل أنه يتوهم وجود مشاعر لديها تجاهه
هل سيستطيع الصبر أكثر على تلك اللعبة التي يمارسانها
مسد على صدره مكان قلبه يخبره بصمت أنه لن ييأس ولن يستسلم ، سيدعها تعلم مقدار الحب الذي يكنه لها
سيكون حبه كمرهم سحري يعيد لها ثقتها بنفسها وبه
انتشله من صمته صوت فاطمة وهي ترحب بها
وكأن الكون توقف بنظره
رفع أنظاره إليها
وقلبه عاد ليطرق جنبات صدره بقوة
كانت واقفة على مسافة قريبة ، وقد حضرت نفسها للخروج
تحاشت النظر إليه وهي تلقي التحية ، لاحظ إرتباكها وهروب نظراتها بعيداّ عنه بطريقة خجلة وكم أسعده ذلك
تلك الهبات الصغيرة التي توحي بأنها تكون أخرى بحضرته ، تجعله سعيداً بشكل كبير
حملت الصغيرة بين يديها ، لتقترب فاطمة منها قائلة :
_ لم عدت باكراً ؟
أجابتها بصوت هامس :
_ أردت أن أخذ زينة بجولة ، لأشتري لها بعض الحاجيات
لم يخفى على فاطمة نظراتها المسروقة نحو كرم ، لذلك قالت بمكر أجادت إخفاءه عن التي تقف قبالتها بتوتر :
_ لا أستطيع الخروج اليوم ، لكن يمكن لكرم أن يرافقك
حاول كرم اخفاء ابتسامته وهو يعلم ما تريده خالته ، فيما حلا توسعت عيناها بصدمة وقد اكتست وجنتيها بحمرة شديدة ، تنظر نحو فاطمة ثم نحوه بخجل شديد
بخجل لذيذ
بخجل يجعله يتمنى لو بإمكانه الآن ضمها بين ذراعيه
وتقبيل وجنتيها الحمراوين
وإفهامها بأنها زوجته
زوجته كلمة دائما ما يتشرب حروفها بلذة
أجاب بنبرة مثقلة بالمشاعر :
_ يسعدني ذلك يا خالتي
سارعت فاطمة للانسحاب وتركهما بمفردهما
بينما هو ما يزال ينظر لوقفتها الخجلة أمامه ، والصغيرة بين ذراعيها تحاول أن تنزل أرضاً
أجلى صوته متحدثاً ، وهو يحاول ألا يلبي نداء قلبه بأن يقترب منها
بأن يأخذها بين ذراعيه، ويهزها بعنف يخبرها صارخاً أن تشعر به ، وبكل ذلك الحب الذي يسكن قلبه تجاهها:
_ انتظريني ريثما أخرج السيارة يا حلا ؟
حلا لطالما سمعت إسمها على مدى ثلاثين سنة ، ولكن لإسمها لحن مختلف عندما ينطق به هو
وقع الحروف على مسامعها ذو رنين مختلف ،
ببحة صوته التي تميزه دائماً
بإرتباك لم يفارقها أجابت :
_ حسناً
نظر لها بحب و هي تهرب منه نحو ابنتها تحاول أن تبقيها بين ذراعيها
تركها مرغماً وتوجه لإخراج سيارته من الكراج الملحق بالمنزل
بينما هي أخذت أغراض الصغيرة وتوجهت نحو الشارع
حين أوقف السيارة أمامها ، بدأت الصغيرة تصرخ مطالبة به ، وكأنها ليست بين ذراعي أمها
حاولت تهدأتها لكن بلا فائدة ، فتركتها مرغمة لتذهب إليه وقد نزل هو ملتفاً حول السيارة ليصل إليهما
حمل الصغيرة بين يديه مقبلاً خدها ثم وضعها في مكانها المخصص في المقعد الخلفي ، لم تستغرب حلا وجود هذا المقعد فهي كانت على علم بأن فاطمة وزينة يرافقانه أحياناً في الذهاب إلى السوق ،
خطت خلفه بخطوات مترددة ، فهي للمرة الأولى سترافقه في الذهاب لمكان ما
باستثناء مرافقته لها يوم عقد قران جوري ، ويومها كانت المرة الأولى التي يرافقها كزوج
يومها هي من طلبت منه الأمر فهي لا تستطيع أن تنكر أنه زوجها ويجب على الجميع أن يعلمو ذلك
توقفت قربه تراقبه وهو يربط الحزام حول جسد الصغيرة ليحميها من السقوط
يخبرها مبتسماً بينما يديه تعيدان ضبط خصلاتها السوداء القصيرة تحت القبعة الصوفية التي ترتديها :
_ كوني فتاة عاقلة ،ولا تزيلي قبعتك حتى لا تتعرضي للبرد اتفقنا يا صغيرتي
كانت حلا تراقب حركة يديه وتستمع لكلامه مع الصغيرة ، والأخيرة تنظر إليه وكأنها تفهم كل كلمة يقولها لها
كيف علم أنها لا تحب القبعات وتكره وضعها ، نهرت نفسها قائلة :
_ إنه برفقتها أكثر منك إن كنت لا تعلمين
_ حلا
عاد صوته يناديها ، فلم تجد بداً من النظر إليه واقفاً على بعد خطوة واحدة منها ، في عينيه الكثير من الكلام ، للحظات لم تعلم عددها بقيا على وقفتهما تلك
ليعود تململ الصغيرة ويخرجهما من لحظتهما تلك
أشار لها مبتسماً لتصعد لمقعدها ، ففعلت بينما هو يغلق باب السيارة ، راقبته يلتف حول السيارة ليتخذ مقعد السائق ، لينطلقا بعدها نحو المركز التجاري في جو من الصمت
….
يقف قربها ينتقيان ما تحتاجه للمنزل ، بطريقة عفوية يناقشها بما تود أخذه فيسعد قلبها باهتمامه بكل ما تفعله
الصغيرة في العربة الخاصة بالتسوق ، بعد تذمر كبير منها راغبة في الجلوس فيها
تمسك بالاشياء التي يضعونها ، تقلبها بلهو طفولي ، لحظات وحملها كرم خارج العربة حين كثرت الأشياء التي انتقوها ، أرادت التذمر لكنه كان أسرع منها وهو يضعها على كتفيه ضاحكاً فتصدح ضحكاتها سعيدة بذلك العلو الذي وضعت فيه ، تمسك خصلات شعره بيديها الصغيرتين
توجهوا معاً لقسم ملابس الأطفال ، وحلا تسترق النظرات نحوهما ، بشعور من السعادة يتضخم في قلبها وهي تراقب حركات ابنتها بينما كرم يلاعبها وهي فوق كتفيه
وقف على بعد خطوات منها منادياً لها
_ حلا تعالي وشاهدي هذه الأثواب ألا تليق بمدللتي
شعور خاطف من الغيرة مرّ داخلها وهي تلاحظ أنه يعطي كامل اهتمامه لزينة حينما يتعلق الأمر بما تريده
وبخت نفسها لتلك اللمحة من الشعور ، لكنها عادت تتمنى لو أن الكلمة تخصها
تسمرت مكانها تنظر له متسعة العينين من تفكيرها ، التفاتته نحوها جعلتها ترتبك وكأنه علم بما يجول بخاطرها فأبعدت نظراتها مسرعة تقول بتوتر بينما تقترب من الأثواب التي أشار إليها
_ إنها…. إنها جميلة فعلاً
انتقيا معاً الأشياء الخاصة بالصغيرة ، وبعد انتهائهم دعاها كرم ليتناولا الغداء معاً
طلب منها أن تنتقي ما تحب من أطعمة وهو يقول مازحاً
_ اليوم لن أكون الطباخ الذي يصنع الطعام بل سأكون المتذوق له
تناولا طعامهما بهدوء بينما كرم يحادثها عن عمله في أحد مطاعم المدينة الكبرى
يخبرها عما يحب صنعه من أطعمة و المتعة التي يشعر بها حين يقوم بإنجاز وجبة خاصة به
تستمع له بإنصات شديد ، تحاول التركيز مع كل التفاصيل التي يحدثها عنها
ثم دون أن تشعر بدأت تحدثه عن عشقها للتصميم و إصرارها على دراسة هذا الإختصاص، عملها مع جوري والنجاح الذي وصلتا إليه رغم أنهما ما زالتا في بداية الطريق
ليحين بعدها وقت المغادرة دون أن تشعر بأن الشمس قاربت على المغيب
أثناء خروجهم من المول التجاري تعلقت عينا الصغيرة الناعستان بمحل الألعاب ، لتضحك حلا وهي تخبره بينما تحاول الإمساك بها بشكل جيد كي لا تسقط
_ حين يتعلق الأمر بالألعاب فإن زينة تنسى كل شيء آخر
ودون سابق إنذار كان يأخذ الصغيرة من بين ذراعيها وكأنه معتاد على الأمر دائماً
يقهقه بسعادة وهو يقبل وجنتي الصغيرة قائلا بصوت مسموع لها فيما يتجه بالصغيرة لمحل الألعاب :
_ ابنتي الصغيرة تعرف ما تريد دائماً وتعرف كيفية الحصول عليه
تسمرت مكانها
بكل ما تعنيه الكلمة من معنى تسمرت مكانها وهي تراقبه يدخل لمتجر الألعاب يسأل الصغيرة أي لعبة تفضل معددا أسماء بعضها
لتنتبه على ندائه لها منادياً بأن تحضر لتشاركهما انتقاء ما تريده الصغيرة

في طريق العودة كانت تجلس في مقعدها ببعض الإنهاك
كان الظلام قد خيم على الأنحاء ، نظرت نحو الصغيرة النائمة في مقعدها الخاص بكل هدوء ، ثم نظرت نحوه وهو يتحدث على الهاتف ، لم يكن قد تحرك بالسيارة بعد
رغماً عنها عادت تلك النبضات اللذيذة لقلبها
وهي تراقبه ، أصابعه تطرقان برتابة على المقود فيما يستمع لمحدثه على الهاتف
وجهه يبدو مرتاحاً جداً ، رغم عناء اليوم
تنبهت حواسها وهي تستمع لشكره لمن يتحدث إليه والذي فهمت بأنه مساعده في العمل ، يشكره على تكفله بكافة العمل لهذا اليوم
التفت نحوها لينتبه لتحديقها به ، أهداها تلك الابتسامة التي باتت تشعر بأنها تخصها وحدها وهذا يزيد من تلك المفرقعات داخل قلبها
وجدت نفسها تسأله باستغراب بعد أن أنهى مكالمته
_ هل كان لديك عمل اليوم
قال بكل أريحية وهو يدير محرك السيارة
_ وإن يكن ، وجودي معكما أهم من أي عمل
استدارت تعدل جلستها في مقعدها تهرب من كل تلك المشاعر التي تهاجمها بضراوة شديدة ، أدار زر المذياع ثم بمفاجأة جديدة لها أمسك كف يدها يضمه إلى يده
شعر بارتجافها فنظر نحوها هامساً بطريقة باحت بكل ما يعتمل بداخله :
_ فقط لهذه اللحظات يا حلا
استكانت مكانها تهرب منه لمراقبة الطريق فيما المطر يهطل بهدوء على زجاج السيارة
لتصدح بعدها أغنية تزامنت مع همسه لها
_ هذه الأغنية هديتي إليكي
(مهم جداً وجودك في تفاصيلي
مهم جداً بأغانيا و مواويلي
وغيرك يا حبيبي مو مهم عادي
تفز الروح ليك لما تناديلي)
…..
شفتوا الرومانسية 😍😍😍😍
اتمنى يكون الفصل نال اعجابكم 💖💖
فرحوا قلبي بتفاعلكم و رأيكم بخصوص النوفيلا وشخصياتها💖😘😘


فاتن منصور غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 31-01-21, 01:42 AM   #15

موضى و راكان

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية موضى و راكان

? العضوٌ??? » 314098
?  التسِجيلٌ » Mar 2014
? مشَارَ?اتْي » 6,239
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » موضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك max
?? ??? ~
سبحان الله وبحمده .. سبحان الله العظيم
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 4 ( الأعضاء 3 والزوار 1)

‏موضى و راكان, ‏جاسمن81, ‏فاتن منصور


والله يا بخت حلا بأكرم
تسلمى فاتن فصل ممتع


موضى و راكان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 31-01-21, 01:52 AM   #16

Soy yo
عضو جديد

? العضوٌ??? » 390429
?  التسِجيلٌ » Jan 2017
? مشَارَ?اتْي » 483
?  نُقآطِيْ » Soy yo has a reputation beyond reputeSoy yo has a reputation beyond reputeSoy yo has a reputation beyond reputeSoy yo has a reputation beyond reputeSoy yo has a reputation beyond reputeSoy yo has a reputation beyond reputeSoy yo has a reputation beyond reputeSoy yo has a reputation beyond reputeSoy yo has a reputation beyond reputeSoy yo has a reputation beyond reputeSoy yo has a reputation beyond repute
افتراضي

واو واو عليك يا ابو المكارم رومنسيه و لابلاش هههههه......الان عرفنا خبايا زواجها الاول والثاني...و خسارة امها تكون بهذه سطحية تقمع بنتها حتى تبان امام الناس انها كاملة و بنتها متزوجة من رجل أعمال..لكن مشاعر بنتها لا يهم....ولهذا حلا انفجرت متل البالونة لي عمرت هواء اكثر من حاجتها فانفجرت....فصل رائع و سردك روعة ...بتوفيق حبيبتي 🧡🧡🧡

Soy yo غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 31-01-21, 02:46 PM   #17

فاتن منصور

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 417764
?  التسِجيلٌ » Feb 2018
? مشَارَ?اتْي » 133
?  نُقآطِيْ » فاتن منصور is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة موضى و راكان مشاهدة المشاركة
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 4 ( الأعضاء 3 والزوار 1)

‏موضى و راكان, ‏جاسمن81, ‏فاتن منصور


والله يا بخت حلا بأكرم
تسلمى فاتن فصل ممتع
حبيبة قلبي ياغلاتي سعيدة ان الفصل عجبك


فاتن منصور غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 31-01-21, 02:47 PM   #18

فاتن منصور

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 417764
?  التسِجيلٌ » Feb 2018
? مشَارَ?اتْي » 133
?  نُقآطِيْ » فاتن منصور is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة soy yo مشاهدة المشاركة
واو واو عليك يا ابو المكارم رومنسيه و لابلاش هههههه......الان عرفنا خبايا زواجها الاول والثاني...و خسارة امها تكون بهذه سطحية تقمع بنتها حتى تبان امام الناس انها كاملة و بنتها متزوجة من رجل أعمال..لكن مشاعر بنتها لا يهم....ولهذا حلا انفجرت متل البالونة لي عمرت هواء اكثر من حاجتها فانفجرت....فصل رائع و سردك روعة ...بتوفيق حبيبتي 🧡🧡🧡
ابو المكارم حيفاجئنا كلنا 💕💕💕
امها مثل ماقلتي انسانة مابتآمن بشي اسمه مشاعر المهم المنصب والمال
تسلمي لقلبي
كل الشكر لتشجيعك


فاتن منصور غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-02-21, 01:10 AM   #19

فاتن منصور

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 417764
?  التسِجيلٌ » Feb 2018
? مشَارَ?اتْي » 133
?  نُقآطِيْ » فاتن منصور is on a distinguished road
افتراضي

مساء الخير
بعتذر عن تأخر النشر ولكن لم تات الكهرباء للان

#الفصل_الرابع

لِماذا أُحِسُّ
بأنَّكِ عِندي بِكلِّ النساءْ
وأنكِ عِطرٌ ،
وأنكِ ماءْ
وأنَّكِ مثلُ نُجومِ السماءْ
وأنكِ حُبُّ سَرَى في الدِّماءْ
فَكيفَ الفِرارُ وحبُّكِ مَوتٌ
أَ يُجدي الفِرارُ ..
إذا الموتُ جاءْ ؟

عبد العزيز جويدة


طوال طريق العودة وكف يده يحتضن كفها بحميمية مست قلبها ليدوي نبضه داخل صدرها بمشاعر تعيشها للمرة الأولى في حياتها
تحاول ألا تنظر نحوه ، فقط تستمتع بصوت قطرات المطر ، كلمات الأغنية وألحانها ، بالإضافة إلى وجوده بجانبها
حين وصولهم للمنزل ،كان قلبها يهمس برغبة أن يبقيا معاً هكذا ، لكن إنذارات عقلها تخبرها ألا تخطو نحوه أكثر ، قالت وهي تسحب يدها من يده ، ثم تفتح باب السيارة مغادرة مكانها وكأنها هاربة من أمر ما :
_ يجب أن أسرع بإدخال زينة إلى المنزل وإلا فإنها ستمرض
دون أن تنتبه لما يفعل كان ينظر لكف يده التي كانت تحتضن خاصتها ، متمنياً لو كان قد سرق قبلة من كفها الصغير ذاك
سارع بالخروج حين وجدها تهم بفتح باب السيارة الخلفي بقصد أخذ الصغيرة ، أخبرها أنه من سيفعل ذلك
قام بحمل الصغيرة بينما هي قامت بحمل الأغراض لباب منزلها
ولأول مرة يخطو كرم داخل شقتها ، والصغيرة ما تزال بين ذراعيه تنعم بنوم هادئ
سألها عن مكان نوم الصغيرة ، لتشير له بارتباك نحو غرفة نومها ، كانت تخطو خلفه بارتباك ممزوج برهبة غريبة
توقفت خطواتها خارج غرفة النوم ، لا تعلم ما يحدث لها عقلها وقلبها لا يستوعب ما يحدث
أما هو فقام بوضع الصغيرة مكانها متأكداً من غطاءها ، ثم استدار مغادراً للغرفة بسرعة هارباً من سيل أفكاره التي تدعوه ليقف متأملاً للمكان الذي يحتضن حبيبته ليلاً
تسمر مكانه وهو يراها واقفة بارتباك يوازي ارتباكه
حين شعرت بوجوده ، حاولت الهروب منه وهي تسرع نحو الصالة تهمهم بشكر سريع له ، مسح على وجهه يطالب نفسه ومشاعره بالهدوء
لقد قطع عليها وعداً ولن يخلفه مهما كان
تحرك بخطوات متثاقلة تابعاً إياها نحو الصالة ليجدها تقف أمام طاولة صغيرة ، تدعي انشغالها بوضع أكياس الحاجيات
يدرك أنها تهرب من مواجهته
من حركات يدها المتوترة ، من نظرات عينيها التي تقع على كل شيء عداه هو
شعور بقلبه بدأ يتضخم بشكل كبير وهو يعي بأن ما شعر به خلال الفترة الماضية حقيقي
مشاعرها بدأت بالتحرك نحوه ، قلبها بدأ يشعر به كما يتمنى
كبح رغبة قوية بأن يخطو نحوها ، يأخذها بين ذراعيه ، ينهل من شهد شفتيها كما يشاء
ضم قبضتي يديه بقوة بجانبه ، محاولاً عدم السماح لمشاعره بأن تسيطر على أفعاله
لكن قلبه يطالب صارخاً بها بأنها زوجتك يا أحمق وبلحظة واحدة كان يقف خلفها ، ليشعر بارتجافة جسدها من قربه ذاك ، ودون أن تعلم ما يحدث كانت تستوطن صدره يضمها إليه بقوة ، وذقنه يستند على رأسها
توقعت من نفسها أن ترفض ، أن تدفعه بعيداً عنها غاضبة
لكنها شعرت بأنها تنتمي إلى هذا المكان وهذا الأمان الذي يحيط بها كما تحيط ذراعيه بجسدها
تسمع همسه العاشق كدوي قلبه داخل صدره :
_ لحظات فقط أشعر فيها أنني امتلكت الكون كله ، أنت جنتي يا حلا
أغمضت عينيها ، تتنعم بدفء أمانه ، تخرج فيها خارج حدود المكان والزمان
…...
وضعت حلا كوب قهوتها أمامها على الطاولة ، ثم جلست أم الحاسب لتكمل عملها الذي كلفتها به جوري
لكن قبل أن تبدأ به ، أخرجت هاتفها بشقاوة تدير الأغنية التي قامت بتحميلها على هاتفها ، الأغنية ذاتها التي استمعت إليها مع كرم البارحة
ابتسمت بعشق وهي تناظر صورته وزينة التي التقطتها له خلسة البارحة في لحظة جنون من قبلها لكنه جنون محبب لقلبها
مررت أناملها على وجهه المبتسم لصغيرتها
تستعيد تفاصيل البارحة
تتساءل بداخلها
ترى هل ما بدأت تشعر به نحوه هو الحب ؟؟
أم أنها فقط مأخوذة باهتمامه بكل ما يخصها
باهتمامه بابنتها !!!
توقفت أناملها فوق عينيه تماما
تتذكر ماحدث قبيل مغادرته البارحة
الدفء تسلل مجدداً لجسدها وهي تسترجع كل لحظة
احتضانه لها ، همساته عن كونها جنته ، ثم تجرأها واحتضانها هي الأخرى له
تغرق بذلك الشعور الجديد عليها كلياً
ليأتيها همسه مجدداً
_ لو بقيت للحظة أخرى لن أتمكن من الابتعاد يا حلا
وبلحظة واحدة كان يتركها مغادراً
تنظر بأثره باستغراب
ثم ابتسامة
ويدها ترتفع نحو موضع قلبها وكأنها تربت عليه ليهدأ من خفقاته المجنونة تلك
اعادت ذات الحركة وهي تهمس لصورته
_ يبدو أنني قد بدأت أغرق بك يا كرم
وضعت الهاتف جانباً ، معتذرة من صورته بأن لديها عملاً تقوم به
لكنها لم تكد تباشر بعملها حتى رّن هاتفها برقم والدتها
تغضنت ملامحها بقهر ، تجيب والدتها بصوت خالي من أي نبرة اشتياق لها
…..
طرقات على باب غرفة مكتبها أجفلتها ، مسحت دموعها تستجمع نفسها لكن جوري لم تنتظر لتسمع أذنها بالدخول، بل ولجت من الباب مسرعة، نظراتها تحمل قلقاً كبيراً ، وصدرها يعلو ويهبط بسرعة بسبب
جريها من موقف السيارات إلى غرفة مكتب حلا ، هتفت بخوف :
_ ماذا بك حلا ،منذ مدة وأنا أطلبك على هاتفك فلما لا تجيبين عليّ ، لقد جعلتني أعود إليك مسرعة ، يا إلهي حلا ما الأمر؟

قالت جوري وهي تلاحظ شحوب وجه حلا والعبرات التي تجمعت في عينيها
إنفجرت حلا بالبكاء فاحتضنتها جوري ، وهي تمسح على شعرها ، تحاول معرفة الأمر الذي جعلها تبكي بهذا الشكل
حين لم تجب حلا على اتصالاتها ،عادت مسرعة والخوف يعتريها على صديقتها بأن يكون مكروهاً قد أصابها
قالت حلا بصوت متقطع من البكاء :
_ لقد أعادت لي ذكريات الماضي باتصالها اليوم

فهمت جوري أن حلا تقصد والدتها بالتأكيد ، فهمست لها تواسيها :

_لا بأس يا حلا ، حاولي أن ترمي وراء ظهرك كل تلك الكلمات ، لقد كانت مرحلة صعبة من حياتك و انتهت ، والآن أنت بدأت مرحلة جديدة فأعطيها كل مشاعرك وتفكيرك

أبعدت حلا وجهها ، تنظر لصديقتها قائلة بقهر لم تستطع إخفاء وجوده :

_ لم عليها أن تسمعني كلامها القاسي كلما اتصلت بي، لم ليست كباقي الأمهات تشعر بي ، و بألمي ، لم ليست مثل زوجة عمي فاروق رغم قوتها تقطر الطيبة من كلماتها ، لم ليست مثل خالتي فاطمة تستطيع بكلمات بسيطة أن تزيل كل ألم أشعر به ،أخبريني لم هي هكذا

حاولت جوري أن تهدأ من روعها قليلاً، فيبدو أن حلا على أعتاب إنهيار جديد ، كما كان يحدث لها بالماضي ، قالت بهمس :

_ اهدأي أرجوك يا حلا

هزت حلا رأسها بنفي ، تقول بحدة فيما عادت دموعها تنهمر من جديد معبرة عن كمية الألم الذي تعاني منه :

_ لقد عادت لي اليوم كل الذكريات القديمة ،شعرت أنني أعود لأعيش تلك اللحظات بقسوتها بوحدتها بألمها ، لوحدي يا جوري كما كنت دائما لوحدي ولا أحد جواري
مسحت جوري دموعها بكفي يدها ، ثم عادت تحتضن وجنتيها هامسة :

_ بل كلنا بجانبك ، كل الماضي ذهب بغير رجعة يا حبيبتي ،أنت لم تعودي حلا القديمة ، وقد أثبت لها أنك مسؤولة عن قرارتك ، حاولي ألا تفكري كثيراً بكلماتها ، اتركي عذراً لما تفعله بأنها والدتك ، وتخاف عليك من غدر الأيام ، لكن هذه طريقتها
أنكست حلا رأسها بحزن ، متحدثة بنبرة متهكمة لكنها متألمة في ذات الوقت :
_ تخاف عليّ لا أظن ذلك

رفعت رأسها نحو جوري التي كانت دموعها قد تسارعت بالهطول حزناً على حال صديقتها :

_ والدتي اعتادت أن أكون دميتها فقط ، منذ كنت طفلة وهي تريدني أن أفعل ما تريده هي فقط ، هل أخبرتك يوماً أنها كانت تكره كوني فتاة ولست ولداً ، فالفتاة في نظرها عبء ولو كنت ولداً لكانت أكثر سعادة بتربيته ليكبر ويكون سنداً لها ، يكون معها في إدارة نصيبها من ميراث عائلتها
قالت جوري محاولة إبعاد حلا عن هكذا تفكير :
_ كيف تقولين هذا يا حلا ، وإن كانت تتمنى أن تكوني ولداً لكنها لا بد تحبك لإنك ابنتها
ابتسمت حلا بتهكم وهي تقول :
_ ربما ، والدليل رفضها لأن أكون صداقات مع أي طفلة حين كنت صغيرة ، رفضها أن ألهو بدمية كمثيلاتي من الأطفال ، علي فقط أن أتعلم أصول التعامل مع الآخرين ، الحديث ، الطعام ، وكل شيء آخر

قررت جوري أن تصمت حتى تخرج حلا كل ما في داخلها علّها ترتاح بعد ذلك ، استعمت إليها تكمل اعترافاتها :
_ لم تكن تسمح لي بالحديث إلا بإذنها ، والخروج بإذنها ، فقط حين يتواجد والدي بالمنزل كنت أعود لحلا التي أحبها ، طفلته المدللة التي تغرق في حنانه وعاطفته ، رغم شجاراته مع والدتي ، رغم تحول حياتهما إلى جحيم لا يطاق ، إلا أنه كان سندي وجزيرتي الآمنة حتى فقدته ، ففقدت معه كل شيء
عادت جوري تضمها تهمس لوالديها ولوالد حلا بالرحمة
اكملت حلا من بين شهقاتها :
_ حتى عندما قبلت بالاستمرار بزواج لا يقدم لي إلا الألم والوحدة ، استمريت لأتخلص من تحكماتها من تدخلاتها التي لا تنتهي ، لأشعر باستقلال ولو بسيط عنها ، ولكن عُدت لأجد نفسي تحت سطوتها من جديد بعد طلاقي
مسحت حلا دموعها بكف يدها وهي تنظر نحو جوري قائلة بنبرة متألمة :

_ و الآن وحين عدت لأجد ركني الآمن ، تطالبني بأن أتخلى عنه يا جوري
نظرت جوري نحوها بعدم فهم ، فأجابت حلا تساؤلها غير المنطوق :
_ إنها تعلم أنني أعيش منفصلة عن كرم ، والآن ببساطة هي تريدني أن أطلب منه الطلاق مع وعد منها بأن تزوجني خلال فترة قصيرة
أنهت حديثها بضحكة مجروحة ، فيما شهقت جوري بصدمة من هول ما سمعت ، لم تستطع أن تمنع نفسها من السؤال :
_ ما السبب لكل ذلك ؟ ما الذي تريده من كل هذا ؟
وضعت حلا يدها على رأسها الذي يكاد يتفتت بسبب الصداع ، تهمس بخفوت :
_ لا أعلم ، بل لا أفهم ، لقد أغلقت الهاتف بعد أن صرخت بها قائلة أنني لن أترك كرم مهما حدث

استقامت جوري واقفة تخفي اطمئنانها لآخر جملة هتفت بها حلا ، تأخذ أغراض حلا بيدها ، ثم تساعدها على الوقوف وهي تقول :
_ لنؤجل كل حديث لوقت لاحق ، هيا بنا سأوصلك لمنزلك ، لترتاحي قليلاً

استسلمت لسحب جوري لها ، تشعر بعدم قدرتها على التحدث أو الإتيان بأي حركة

دون أن تعرج على فاطمة دخلت الى شقتها ومن خلفها جوري
وضعت جوري أغراضها في الصالة ، ثم طلبت منها أن تأخذ حماماً ريثما تُحضر الصغيرة
بخطوات متعبة امتثلت لطلب جوري ، دخلت الحمام تقف تحت المياه الدافئة ، دموعها تنهمر بألم لا تستطيع إيقافه

اتجهت جوري للشقة المقابلة ، طرقت الباب لتفتح لها فاطمة بعد لحظات :
_ أهلا جوري ،تفضلي يا ابنتي
ردت جوري التحية ، وهي تقول :
_ أهلا بك يا خالتي ، لا أستطيع الآن ، جئت لأخذ زينة
تساءلت فاطمة بقلق وعيناها تنظران لباب شقة حلا بلهفة :
_ هل حلا بخير ؟

نظرت جوري لفاطمة وعقلها يستعيد ما قالته حلا عن أمنيتها بأن تكون فاطمة هي والدتها ، تشعر بأن حلا محقة في شعورها ذاك، لذلك قالت بحنان وامتنان :

_ لا تقلقي يا خالتي ، إنها بخير ، لكنها متعبة قليلاً وأنا طلبت منها أن ترتاح

هزت فاطمة رأسها بتفهم ، ثم دخلت لشقتها لتحضر الصغيرة والتي عادت برفقتها بعد لحظات
، اخذت جوري الصغيرة تقبلها بحب على خدها ولكن قبل أن تغادر قالت فاطمة برجاء :
_ جوري انتبهي لها يا ابنتي ،وحين تنوين المغادرة ، أخبريني لأكون أنا بجانبها ، سامح الله أمها لكل ما تفعله بها
….
(كانت تسير في مكان مظلم ،ترى الكثير من الأيادي تحاول أن تمتد إليها في الظلام ،
صرخات ندت عنها ، في محاولة منها للركض نحو أي مجال للنور
كان صوت تنفسها مسموعاً وهي تتلفت حولها باحثة عن مخرج
لكن الأيدي وصلت إليها ، لتكبل حركتها و تزيد من الخناق على صدرها
صوته الهامس باسمها ، ويده التي امتدت نحوها جعلت تلك الأيدي تبتعد ، فيما يده وجدت طريقها ليدها وهمسه يزداد باسمها
نظرت نحو الأسفل بقلب مذعور ، لتفاجأ بأن الأرض السوداء من تحتها بدأت بالتحطم والتناثر ، مما دفعها للصراخ باسمه بفزع
كررررم )
استيقظت مجفلة وهي تتلفت حولها تحاول تبيان مكان وجودها
وجدت نفسها في سريرها وبجانبها تنام صغيرتها فيما جوري تنام بعمق على الأريكة قبالتها
هل نامت جوري هنا اليوم ؟
ضغطت على رأسها بيدها ، وهي تتذكر أنها كانت متعبة جداً ، والصداع فتك برأسها بقوة ، مما جعلها تضطر لأخذ مسكن قوي ، لكن يبدو أنه جعلها تنام دون أن تعي لأي شيء يحدث حولها
ابتسمت بحب لصديقتها التي بقيت بجانبها ولم تتركها ، ثم نظرت لابنتها تعيد وضع الغطاء عليها بعد أن أبعدته في صراعها الدائم معه
عادت لتستلقي ،أمسكت هاتفها لتعلم كم الساعة فتفاجأت بكم كبير من الإتصالات من كرم ، وكم أكبر من الرسائل
تذكرت الحلم وندائها باسمه
نظرت لاسمه على شاشة الهاتف

بأنامل مرتجفة فتحت الرسائل ، الواحدة تلو الاخرى ،كلها تتضمن رجاء منه بأن تتصل به فور أن تستيقظ
أن تخبره أنها بخير ولا تعاني من أي شيء
دون تردد أرسلت له رسالة قصيرة لظنها أنه لا بد نائم في هذا الوقت :

( أنا بخير يا كرم ، مجرد صداع لا غير )

لم تستطع أن ترسل له المزيد من الكلمات التي تدور بعقلها ، وهي توقن أنه بات يحتل حيزاً أكبر مما كان سابقاً في عقلها وقلبها على حد سواء عيناها جحظت وهي ترى رده على رسالتها

( الآن أقدر أن أقول أنني أنا بخير )

أعادت قراءة الرسالة مرات لتوبخ نفسها قائلة :
( متهورة يا حلا ، لكني لم أتوقع أن يكون مستيقظا حتى هذا الوقت المتأخر )

نظرت للساعة تتأكد من الوقت ، إنها الرابعة فجرا
هل يعقل أنه بقي مستيقظا لهذا الوقت
هل يعقل أنه قلق لهذه الدرجة عليها
، أضاء هاتفها مجدداً بوصول رسالة لها منه
( افتحي باب الشقة )
أعادت قرائتها لتستوعب طلبه ، ثم انسحبت من فراشها بهدوء كي لا توقظ جوري
قرب باب الشقة وقفت بحيرة ، هل تفتح الباب أم لا ، لا تعلم ما الذي عليها فعله ، اهتزاز الهاتف بيدها برسالة جديدة منه جعلها تحسم أمرها وتفتح له الباب
ما إن فتحت له الباب وأطلت بهيأتها المشعثة تلك والتي يراها بها للمرة الأولى حتى توقفت الكلمات بحلقه ، يسافر فوق ملامحها بتمهل ، يطمأن أنها بخير
همسها باسمه باستغراب جعله يخطو نحو داخل الشقة مغلقاً الباب خلفه ، يحتضنها ، بل الأصح يحتجزها بين ذراعيه بقوة
يخبرها بصوته الذي تخنقه العاطفة
_ لا تعلمين مقدار الخوف الذي اعترى قلبي حين علمت ما أصابك من مرض ، لم لم تخبريني بالأمر ؟
ارتجفت تتذكر حديث والدتها بالأمس ، لتتشبث بكفي يدها بقيمصه تضم نفسها لصدره أكثر في حركة عفوية منها لكنها أججت نيران المشاعر بداخله
تخبر نفسها ، كيف لوالدتها أن تطلب منها أن تغادر هذا الأمان الذي يحيطها كغمامة وردية ، كيف تطلب منها أن تترك خلفها قلبها الذي بات يرتجف بتلك الطريقة بحضرته هو ، كيف وكيف
ارتجفت للمرة الثانية بسبب دموع تخاف أن تخرج فتفضح ما حدث ، خانه ذكاءه ففهم ارتجافتها على أنها تشعر بالبرد بسبب مرضها
دون أن يبعدها عن حضنه همس لها :
_ستمرضين أكثر بسبب البرد ، وأنا لا أريد أن يعاودك شحوب الوجه الذي كنتِ عليه قبل ساعات
ابتعدت عنه دون أن تغادر حصار ذراعيه ، تسأله باستغراب :
_ هل كنت هنا اليوم ؟
تزين فمه بابتسامته تلك التي تعشقها ، يقول لها بمكر :
_ ولولا خجلي من وجود جوري لكنت قضيت الليل كله بمراقبتك
ابتعدت عن حصار ذراعيه بخجل ، حدقتي عيناها تهتزان بارتباك ، لكنه لم يرحمها ، يراقبها بافتتان غريب
رانت نظراته نحو شفتيها فألهبت المشاعر صدره ، يود لو بإمكانه أن ينهل من شهد شفتيها كما يريد ، أغمض عينيه يحاول ألا يتصرف أي تصرف يتسبب بهدم ما بنياه خلال الفترة الماضية ، عاد ينظر إليها قائلاً :
_ أنا يجب أن أغادر
وقبل أن يخطو مبتعداً وقد ظن أنها لا تمانع ذهابه ، أتاه صوتها المرتبك :
_ كنت أرغب بشرب كوب من الأعشاب الدافئة ، ما رأيك بمشاركتي
لم يصدق ما قالته ، فأجابها بسعادة :
_ أرغب بكل تأكيد

…..
تبعها نحو المطبخ ، أشارت له أن يجلس على الكرسي ريثما تحضر ما تريد
لا تعلم لم لا تشعر بوجوده بأي غرابة
تشعر بأنهما معاً منذ الأزل ، يعيشان تحت سقف واحد
نهرت نفسها وهي تضع المياه الساخنة في الإبريق
( لأنه زوجي )
دغدغت الكلمة مشاعرها بلذة غريبة تشعرها للمرة الأولى ، فابتسمت وهي تضيف الأعشاب المتنوعة والتي سبق وجففتها ، رائحة الأعشاب انتشرت بالأجواء فقالت حلا دون أن تستدير نحوه :
_ أحب شربها كثيراً ، فهي تساعدني لأحصل على نوم هادئ
أجابها بمرح :
_ إذن سأعد نفسي بنوم هادئ هذا اليوم
أعطته فنجانه ثم طلبت منه أن يتجها للصالة ، جلست قربه على الأريكة بعد أن وضعت فنجانها أمامها
تنظر للبخار المتصاعد منه بشرود
أمسك كف يدها يشد عليه ، قائلاً بجدية :
_ أنت تحتاجين للحديث يا حلا
نظرت نحوه بعينين غائمتين بمشاعر الحزن ، فعاد يشد على يدها وكأنه يخبرها أنني هنا لأجلك :
_ أعلم أن بداخلك فوضى كبيرة ، ألمٌ يظهر جلياً في مقلتيكي ، لذلك تحدثي ، أخرجي كل ما بداخلك ، حين تفعلين ذلك ستسطيعين البدء من جديد وأنت أكثر قوة
همست بضعف :
_ لكن
هز برأسه نافياً وهو يقول بإصرار :
_ لا يوجد لكن ، حلا التي أعرفها قوية ، تعلم بأي لحظة يجب أن تظهر قوتها تلك
ودون تردد بدأت تقص عليه كل شيء عن حياتها ، بداية من زواج والدها بوالدتها
والدتها الابنة الصغرى لعائلة معروفة بمكانتها وغناها ، ووالدها المهندس البسيط الذي بدأ العمل في شركة جدها ، لتعجب به أمها ، تعجب بأخلاقه وبنجاحه الذي يحققه في العمل ، نجاح جعل الكل يتحدث عنه ، لتبدأ شرارة الحب بينهما ، ليكلل بالزواج ، فجدها لم يكن يهتم بالفارق المادي فكل مايهمه أخلاق صهره وذكاءه في العمل ، لكن غمامة الحب ما لبثت أن انقشعت عن عيني مدللة العائلة ، فحالة الانبهار بزوجها قد اختفت ، وخاصة أن طباعه مختلفة عنها ، ولأنها تعلم أن والدها لن يوافق على طلاقها ، بدأت تحاول فرض سيطرتها على زوجها ، من حبه الذي يكنه لها كان يتحمل نوبات جنونها ، صراخها ، متطلباتها التي لا تنتهي ، حتى تحولت حياتهم لجحيم ، ومع كل ذلك لم يهجرهم والدها لأجلها هي ، إن كانت أمها في حياتها تمثل القسوة فوالدها يمثل الحنان كله ، إن كانت والدتها لا تعرف إلا أن تلقي أوامرها عليها ، فوالدها كان من يناقشها بكل شيء ، يستمع لها ، يخبرها بما عليها فعله ، يعلمها كيف تتخذ قراراتها وتكون مسؤولة عنها ، لكن بوفاته فقدت كل شيء وعادت لتنزوي في صومعة وحدتها ، وفي محاولتها لأن ترضي والدتها باتت تلبي كل طلباتها ، فهي كانت تخاف فقداناً جديداً يحيل حياتها لجحيم

لم يستطع إلا أن يحتضنها ، رأسها على صدره ، فيما شهقاتها الباكية تصله فتدمي قلبه
همس لها وهو يربت على خصلات شعرها :
_ لا بأس ، كل شيء سيكون بخير
حركت رأسها بنفي وهي تقول ومازال رأسها يتوسد صدره :
_ لقد عانيت سنوات كثيرة بسببها ، تزوجت برغبتها هي ووقفت هي تشاهد عذابي لعدة سنوات ، ترفض أن تستمع لأي شكوى مني
تشنج جسده وهو يستمع لحديثها عن زواجها السابق ، يكره أن تذكر تلك المرحلة من حياتها ،يتمنى لو يمتلك حلاً ما يجعله يلغي تلك الفترة من حياتها ، لكنه يعلم أنها بحاجة لتتحدث ، لتخرج ألمها الذي تختزنه بداخلها منذ وقت طويل ، لذلك حاول ألا يشعرها بانزعاجه
واصلت هي البوح ، وكأنها بذلك تمحي تلك الأيام من ذاكرتها :
_ تزوجت كما أرادت لأجد نفسي وحيدة ، وحيدة داخل جدران منزل فخم ، بارد ، لا حياة فيه
زوج لا أراه إلا مرتين كل عام ، وحين صارحتها برغبتي بالانفصال عنه ثارت عليّ، اتهمتني أنا بالتقصير ، اتهتمني بأني السبب بكل شيء ، لم تفكر ولا مرة بما أعانيه
أغمض عينيه يحاول ألا يفقد أعصابه فيتلفظ بكلام يسيء لوالدتها أو لمن كان زوجها ، بينما هي مازالت تكمل حديثها:
_ حتى جاءت زينة للحياة ، شعرت بأنها تعويض لي عما أعانيه ، وعدتها حين حملتها بين يدي أول مرة بأنها ستكون كل حياتي ، وبسببها كان قراري بالطلاق ، فزينة لا تستحق أن تعيش بذلك المنزل البارد ، وتم الطلاق دون أن أخبر أمي ، ولك أن تتخيل ثورتها حين عدت إلى منزلها برفقة زينة
كل يوم كان يمضي كانت تزيد من عذابي ، تزيد من الاختناق الذي يكاد يزهق روحي ، حتى كدت أموت بسببها لتعود زينة وتحتل كامل عقلي ، فتركت منزل والدتي كي لا أخسر نفسي ، كي لا تفقدني زينة وتبقى دون أم
بخوف زاد من ضمه لها ، يحتويها أكثر بين ذراعيه ، قائلاً والتخيل نفسه جلب الخوف الكبير لقلبه :
_ لا تقولي هذا ، لا تعيدي مثل هذا الكلام
تشبثت به أكثر تهمس بتعب من جراء هذا الحديث الذي استنزف روحها :
_ لا أريد لابنتي أن تعاني مثلما عانيت يا كرم
ربت على ظهرها ، يهمس بتأكيد
_ لن تعاني لأنك والدتها ، لأنها تمتلك أفضل أم في العالم
ليسمع همسها الخافت :
_ هي تريدني أن أعاني أن أترك ملاذي الآمن بعد أن وجدته ، وأنا لن اتخلى عنك مهما حدث يا كرم
توقفت يده عن الحركة بصدمة وهو يستمع لهمساتها تلك ، قلبه يضرب بقوة داخل صدره وهو يستمع لهذا الاعتراف ، وعقله يعطيه إشعاراً بما جعل حالتها بهذا السوء ، همس باسمها منادياً
_ حلا
لكنها لم تجب ، علم أنها قد استسلمت للنوم بعد أن أخرجت كل ما بداخلها ، ضمها إليه مسنداً رأسه للأريكة ، يراقب أشعة ضوء الصباح التي أعلنت بداية يوم جديد.
….
استيقظت جوري من نومها ، فلم تجد صديقتها في الغرفة ، توقعت أن تكون بالمطبخ لذلك توجهت للحمام غسلت وجهها ثم سرحت شعرها واتجهت نحو المطبخ لتلقي التحية على حلا قبل ذهابها ، توقفت خطواتها في الصالة وهي تنتبه لوجود كرم ، كان غارقاً بالنوم في وضعية الجلوس ، وحلا بين ذراعيه نائمة
تراجعت جوري بإحراج شديد ، تتساءل متى حضر وكيف وصل بهما الأمر للنوم على الأريكة ، عادت لغرفة حلا بدلت ملابسها ثم أخذت حقيبتها تنوي الخروج ، ولكن زينة كانت أسرع منها وهي تعلن استيقاظها تنادي باسم والدتها
حملتها جوري وخرجت بها نحو الصالة ، وضعتها أرضاً وهي تخبرها بابتسامة:
_ اذهبي وايقظيهما
ثم تركتها مغادرة مغلقة باب المنزل خلفها بهدوء ، وابتسامة عاشقة تزين ثغرها وهي تتصل بتيم ، ما إن أجابها حتى همست له :
_ جويرية اليوم قررت أن تأخذ إجازة من العمل، فما رأيك ؟
ضحكت وهي تستمع لرده :
_ جويريتي تستحق أفضل إجازة ، ربع ساعة و أكون عندك ، مازلت في منزل حلا أليس كذلك؟
نظرت نحو باب الشقة بابتسامة كبيرة ، ثم شرعت تهبط الدرجات وهي تقول :
_ ستجدني بانتظارك في المنزل
……
أخذ كرم فنجان الشاي من يد السيد جابر خال حلا ، ثم وضعه على الطاولة أمامه قائلا ببعض الضيق :

_ إعذرني لم قلته يا سيد جابر ، لكني أظن أنه آن أوان تدخلك بالأمر

كان جابر أكثر ضيقاً من كرم ، بسبب تصرفات شقيقته التي لم تتغير ، تتصرف وكأن لا كبير تعود إليه ، وأنانيتها هي من تسيرها

_سأفعل ، مؤكد سأفعل ، لكن إلى متى ستبقى أنت وحلا على هذا الوضع.

بجدية تحدث كرم :

_ حلا عانت الكثير في حياتها ولست بحاجة لأذكرك بهذا ، لذلك هي كانت بحاجة لأن تستعيد قوتها وتستعيد نفسها ، لترمم نفسها مجدداً ، و كان من واجبي كزوج لها أولاً وكرجل يحبها ثانياً أن أكون لها سنداً في هذه الفترة ، أعطيتها فرصة لتعرفني أكثر ، ولتعرف مكانتها في قلبي جيداً ،لتعرف أنني أنا من أحتاج وجودها في حياتي أكثر مما تفعل هي

ربت جابر على قدمه ، قائلا وإعجابه بهذا الفتى يزداد يوما بعد يوم :

_ أنت فعلاً عوض لها يا كرم ، واعلم أنني بجانبكما ومعكما في أي وقت ، وصدقني بفضلك ستكون حلا أكثر من قادرة على مواجهة صعوبات الحياة
….
خرجت حلا من المطبخ تحمل طبق الأرز بيديها لتضعه على الطاولة ومن خلفها خالتها فاطمة تحمل طبق السلطة
كان عمها فاروق يلاعب زينة بقطع الألعاب الخاصة بها
عادت أدراجها للمطبخ ، لتحضر باقي الأطباق ،لقد أصر عمها فاروق على دعوتهم للغداء ، فاليوم عطلة ، ولم يكن لديها أي مانع ، فهذه اللحظات التي تعيشها برفقتهم لا تقدر لديها بثمن
رنين الجرس أنبأها بوصول كرم ، فآثرت أن تبقى قليلا في المطبخ متحججة بإحضار الأطباق المتبقية
سمعت ترحيب الجميع به ، ثم ضحكاته هو وابنتها
لترتسم البسمة تلقائياً على وجهها ، تتذكر استيقاظها ذلك اليوم على نداء ابنتها لها ولكرم
لتنتفض مبتعدة عنه وهي تعي أنها نامت على تلك الوضعية ، بين ذراعيه
ومنذ ذلك الوقت وهي تتهرب منه ، خجلة مما يحدث ، تشعر نفسها في سباق لا تأخذ أنفاسها خلاله

_ مرحبا يا جنتي
استدارت نحوه مجفلة ، لتجده قد خطا نحو المطبخ وهو يحمل بعض الأكياس بيده ، ابتسامته تزين ثغره

ابعدت نظراتها عنه بخجل وهي ترد تحيته بإرتباك ، لم تستطع مداراته

_ أهلا بك

ادعت انشغالها بغسل بعض الأطباق ، متوترة للغاية ، وكأنها المرة الأولى التي يقف معها في مكان واحد
بينما هو يراقبها منتعشاً بارتباكها ذاك ، يود لو يخطفها ويهرب بها الآن ، ولكنه يحكم نفسه بالصبر ، يعلم أنها تتهرب منه منذ ذلك اليوم ، لكن لا بأس سينسيها هروبها هذا :

_ هل يمكنك مساعدتي ؟

نظرت نحو لتجده يهم بإخراج بعض الأطباق التي سبق وحضرها هو
، الرائحة الزكية تغلغلت الى أنفها سريعا ،مد يده بأول طبق لتأخذه منه قائلة
_ تبدو رائحته شهية جداً

ابتسم مخرجاً الطبق الآخر ، وهو يخبرها :
_ أعلم أنك تحبين السمك ، لذلك حضرته لأجلك
_ وأحب اللحم المشوي أيضاّ
قالتها بعفوية وهي تناظر قطع اللحم المشوية التي رصت في الطبق الذي يحمله بين يديه ، ضحك قائلاً :

_ أعلم ذلك

نظرت نحوه بخجل ، ثم سارعت للخروج نحو الصالة

بعد بعض الوقت
كان الجميع مجتمعين حول مائدة الطعام
تستمتع بالاستماع إلى أحاديثهم المتنوعة
وصغيرتها تجلس على مقعد بينها وبين كرم المنشغل بوضع بعض قطع لحم السمك لها بعد أن يقوم بتنظيفها
قالت زوجة عمها موجهة حديثها لكرم :

_ فقط أخبرني أيها المشاكس ، كيف تستطيع صنع هذه الأطباق الشهية ؟

ضحك مجيباً إياها ، والكل يثني على براعته في صنع طبق الأسماك

_ كل عمل نمارسه بعشق يخرج متقناً ،وأنا أعشق صنع الطعام ، وخلط مكوناته لأحصل على نكهات مختلفة مميزة
قالت فاطمة وصوت ضحكاتها يعلو

_ حين كان صغيراً كنت أنا من تضطر لتذوق كوارثه التي يحاول التفنن بإعدادها

نظر نحوها قائلا بمكر ، وهو يحاول استمالة عطف خالته :

_ وهل كنت فاشلاً يا خالتي ؟

ربتت على يده وهي تقول بحب ممزوج بفخرها به :

_ بل كنت بارعاً يا صغيري

غرق الجميع بالضحك ، وكرم يعترض على كلمة صغيري تلك قائلا بتأفف :

_ أنا تجاوزت الأربعين عاماً ، ومازالت تناديني صغيري

قالت فاطمة بمكر

_و إن أصبح لديك أحفاد ستبقى بنظري صغيري الذي أحب

أمسك كف يدها مقبلاً ، ثم عاد يتناول طعامه وسط الأحاديث المتنوعة ، وهي فقط تكتفي بمراقبته بابتسامة لم تمحى عن ثغرها
حين انتهوا من تناول الطعام ، تكفلت هي وخالتها فاطمة بتوضيب المطبخ وصنع الشاي
خرجت بأكواب الشاي إليهم لتجد كرم وعمها فاروق جالسين قبالة بعضهما يمارسان لعبة الشطرنج
قدمت له كوب الشاي فأخذه منها شاكرا ثم عادت تجلس في مكان قريب منهما
خالتها وزوجة عمها تتحدثان في أمور مختلفة فيما هو وعمها فاروق منغمسان باللعبة
لم تشعر بالملل وهي تراقبهم بل بالعكس كان هناك شعور كبير متضخم من السعادة في قلبها
قال عمها فاروق متسائلا فيما عيناه تراقبان رقعة الشطرنج في محاولة منه لتوقع الخطوة التالية لكرم :
_ كيف يسير عملك أنت وجوري في هذه الأيام

أجابته بابتسامة

_ جيد جداً ، لقد بات عملنا أفضل حالًا من ذي قبل

توقعت أن يشارك كرم بالحديث لكنه انشغل بزينة التي اقتربت منه ، بخطوات باتت أكثر تمكناً ، تطالبه أن يلعب معها
حملها بين يديه ، يخبرها برجاء :
_ أُكمل اللعب مع جدك فاروق ، ثم نلعب سوياّ يا حلوتي ما رأيك ؟
رفضت الصغيرة الأمر فنظر باعتذار لفاروق الذي قال له :
_ هيا قُم ، و دع حلا تكمل اللعبة بدلاً عنك
تبادلت حلا معه المكان ، وشرعت تكمل اللعبة ، لكنها لم تستطع التركيز وهي تراقب كرم يلاعب زينة ، ضحكاتهما تعلو كلما نجحت الصغيرة بإضافة قطعة بلاستيكية للبناء الذي تحاول انشاءه ، قال فاروق وهو يستقيم واقفاّ
_ يبدو أن عقلك مشغول بهما ، هيا اذهبي إليهما ، ريثما أطلب من عمتك أن تحضر لنا الحلوى
بقيت مكانها تناظرهما ، يبدوان كأب وابنته حقاً ، ولم لا الأب ليس فقط من يزرع بذرته في رحم الأم ، بل هو من يكون موجوداً في كل مراحل طفله ، بحنانه وعاطفته ، بدعمه اللامتناهي ، وبحبه الذي يكفي ويزيد
وكرم يمثل لزينة كل هذه الأشياء مجتمعة
حين أحضرت خالتها الحلوى تناولت طبقين لها وله ، واتجهت اليه تجلس قربهما أرضاً ، ناولته طبقه تقول بنبرة مشاغبة :
_ أحضرت لك طبقك ، طالما أنت مشغول باللعب لهذه الدرجة
شكرها وهو يقول بذات النبرة :
_ ماذا هل تغارين على ابنتك مني أم العكس ؟
ضحكت وهي تقول :
_ ربما الاثنين معاً
اقترب منها يهمس جوار أذنها :
_ أنا مشغول بجنتي فقط ، لذلك لا تقلقي
تلونت وجنتاها بحمرة لذيذة وهي تنهره بعيناها أنهما ليسا لوحدهما ، وكم راقه ذلك
قبل أن يشرع بتناول طبقه راقبها وهي تطعم زينة ، همس لها فيما يده تلقائيا اتجهت لتمسح فم الصغيرة بمنديل نظيف :

_ لطالما رغبت أن يكون لدي عائلة كبيرة ، ربما السبب أنني كنت وحيد والدي ،أنني كنت وحيداً لخالتي فاطمة ،لذلك اتمنى أن أحظى بعائلة كبيرة

كانت تسمع له بقلبها فهذه هي أمنيتها ذاتها ، فيما أكمل هو بذات الهمس :

_ اتمنى أن يحدث ذلك في القريب العاجل واحظى بتلك العائلة

نبضات قلبها صمت أذنيها وغزا الاحمرار وجنتيها ، تهرب من إجابته ، فهي لأول مرة تختبر كل هذه السعادة ، تختبر وجود شخص تكون هي محور كل حياته

…..
جلست حلا مع جوري و ورد و ياسمين في شقتها بعد أن دعتهم لزيارتها
وضعت أكواب الشوكولا الساخنة على الطاولة وجلست قرب جوري ضاحكة ، وهي تستمع لما تقوله ورد عن ما حدث معها من مواقف مضحكة خلال الأسبوع الماضي
قالت ياسمين وهي لاتستطيع كبح ضحكاتها :

_ أنت غير معقولة يا ورد ..

قالت ورد مجيبة إياها :

_ولم لست معقولة ..إنهما يعاملانني كطفلة فليتحملا ذلك

نظرت جوري لها بغيظ قائلة

_ زوجك و أنت حرة به ، لكن تيم ما ذنبه ؟
قالت ورد بمكر فيما ابتسامة كبيرة تزين وجهها:

_ نسينا أن عاشقة تيم هنا

احمرت وجنتا جوري خجلاً ، فقالت حلا ضاحكة:

_ كم أنت محظوظ يا تيم بهذه الجورية العاشقة

خبأت جوري وجهها بين كفيها بخجل وسط ضحكاتهم
بعد قليل من الوقت قالت جوري وهي تنظر لحلا السعيدة بتجمعهم في منزلها :

_ حلا لقد أتانا عرض عمل لحفل زفاف مرة أخرى ما رأيك ..

غمزتها حلا بمشاكسة

_ ماذا هل تيم أيضا من قام بتدبير هذا العمل

تلونت و جنتي جوري باللون الأحمر وسبابة يدها اليسرى دون وعي تتلمس الخاتم الذهبي الذي يحيط بنصر يدها اليمنى
قالت حلا بعاطفة وهي تلاحظ عيني جوري اللتين تلمعان بمجرد ذكر تيم

_ أنا سعيدة لأجلك كثيرا يا جوري ..
ضمتها جوري لصدرها وهي تقول

_ اتمنى لك أن تحظ بسعادة مماثلة لسعادتي هذه يا حلا ، ولو أنني بت متأكدة أنك تعيشينها الآن
وأنهت كلامها بغمزة ، ضحكت حلا بخجل وهي تعلم أن جوري شاهدتها وكرم صباح ذلك اليوم ، فقالت جوري بمشاكسة :
_ آه يبدو أن كرم أحرز تقدماً كبيراً حتى بات مجرد التلميح عنه يجعلك خجلة هكذا
قالت حلا وهي تحاول مداراة خجلها
_ أشعر بأن كل ما أعيشه معه جديد عليّ

ابتسمت لها جوري وهي تعدل من جلستها على الأريكة ، ثم قالت :
_ أتذكرين يوم أخبرتك عن تيم .. عن خوفي من الإرتباط ..من تلك المشاعر التي تفجرت في داخلي تجاهه.. يومها أخبرتني أن اسعى نحو سعادتي بكل قوتي ، فالحياة لا تعطينا هذه الفرصة مرتين .. أخبرتني أن لا أجعل مخاوفي تقف في طريق سعادتي ، وها أنا الآن أخبرك أن نصيحتك كانت في مكانها يا صديقتي.. وأطلب منك أن تفكري بالأمر .. أن تستغلي كذلك هذه الفرصة ، ما أراه في عينيك يجعلني أدرك أن قلبك بات ملكه كما قلبه ملكك

قالت حلا وهي تنظر نحو ورد وياسمين المشغولتين بحديث جانبي ثم عادت بنظراتها نحو جوري

_ لقد تسرب إلي دون أن أدرك .. اهتمامه بي ..اهتمامه بابنتي .. اهتمامه بكل شيء يخصني .. لقد أعاد لي ثقتي بأني مرغوبة محبوبة … أعاد لي الشعور بأنني أنثى تستحق أن تُحب ، بات وجوده من أجمل الأمور التي حصلت لي ، بات وجوده حولي يشعرني بالأمان بشكل غريب جدا … يجعلني أحلم به معي في كل التفاصيل القادمة .. إنه لا يترك لي خياراً كي لا أفعل .. لقد وعدني حين رفضته أول مرة أن يجعلني أحبه ويبدو أنه نجح بالأمر .. ولكن لا أعلم لم لا أجرؤ على اتخاذ تلك الخطوة التي ينتظرها

قالت ورد وقد استمعت رغما عنها للحديث الدائر بينها وبين جوري :
_ لم أوقفتِ حياتك عند هذه ال لكن اخبريني يا حلا… إن مررنا بتجربة قاسية، لم نجعلها تهزمنا بشكل متكرر ، لم لا نستفيد منها ونحاول أن نجعل حياتنا أفضل .. كلنا لدينا تجارب قاسية أثرت بنا بشكل أو بآخر ولكن بالنهاية علينا أن نكون أقوى.. انظري للثلج يقسو على البذور يغمرها بصقيعه لكنها تقاوم وتستفيد من ذلك الصقيع لتتفتح زهرة جميلة في الربيع فكوني أنت مثل تلك الزهرات … كرم أثبت أنه يحبك ويرغب بك أنت وابنتك .. لم يستغل وضعك و أنت تعيشين وحيدة ، لم يستغل أمر زواجكما ، وهذا بشهادة منك ، لذلك تمسكي بهذا الرجل لأنه يستحق أن تحاربي من أجله كل هذه المخاوف التي تسيطر على تفكيرك

قالت ياسمين بتأييد لكلام ورد :
_ اخطي نحوه تلك الخطوة يا حلا لأجلك ولأجل صغيرتك .. واسمحي له أن يكون جزءا من حياتكما القادمة بالشكل الصحيح ، فهي أيضا تحبه وتحتاج وجود والد في حياتها … لا تحرمي نفسك وتحرمينها من وجود رجل يحبكما ومستعد للتضحية من أجلكما

أكملت جوري ضغطها كذلك ، لكنه ضغط نابع عن الحب والرغبة بأن تعيش حلا بسعادة بعد كل ماعانته في حياتها
_ عدينا أنك ستفكرين بالأمر

تحت إلحاحهم أشارت لهم بالإيجاب ، وقلبها يصارع لتوافق هذه المرة
قالت ورد بضحكة صادحة :

_ انظروا إليها تدعي انها غير عاشقة ،اقسم أنك تهيمين عشقا به ،ذكريني هل هو أشقر اللون أم أسمر لأني لم أركز كثيراً على ملامحه حين حضرتما يوم عقد قران جوري
قالت جوري مدعية الغيظ منها :
_ طبعاً لم تركزي وأنت مشغولة مع زوجك يا عزيزتي
ضيقت ورد عينيها بمكر وهي تقول :
_ ماذا الآن هل كان علي الانشغال بك وبحبيبك تيم
ثم رفعت رأسها بغرور مصطنع :
_ لن أنشغل إلا بزوجي حبيبي
قالت حلا وضحكاتها تصدح في المكان :
_ توقفا أرجوكما ، ثم لم تريدين معرفة ذلك يا ورد
فقالت ورد بغمزة شقية

_ ربما أخطفه منك لابنتي

أجابتها حلا ولم تعد بقادرة على السيطرة على ضحكاتها
_ إذا كان كذلك فلا بأس ،إنه أسمر اللون
فابتدأت ورد الغناء بكلمات أغنية شعبية باتت مشهورة جداً تصف جمال ذوي البشرة السمراء والافتتان بهم ، لترافقها ياسمين بعد ذلك
فيما استقامت جوري لترقص وسط تهليلاتهم
وحلا سعيدة بهن كثيراً
بإجتماعهن لديها ، بتلك السعادة التي يضفنها لحياتها
بكل محاولاتهن لإسعادها
….
غادرت الفتيات بعدها وبقيت هي لوحدها
الصغيرة نائمة ، و هي تجلس لوحدها في الصالة تراقب برنامجاً تلفزيونياً
صوت الرعد القوي أخافها ، فاقتربت من النافذة تراقب المطر الذي يهطل بغزارة شديدة
ارتجف جسدها وهي تشعر ببعض البرد ، حضنت نفسها بذراعيها تهمس لخيالها المنعكس على زجاج الشرفة
( إلى متى يا حلا
اعترفي بأنك عدت للحلم الدافئ ذاته
ولكن هذه المرة يحيطه آمان وجوده لجانبك
كرم سيكون لك كل الحياة
سيكون الزوج الذي تحبينه ...
يشاركك تفاصيلك كلها
يكون سندا لك
رفيق درب وقلب
وستحظين بعائلة
ستنجبين الكثير من الأطفال
حتى يكونوا سندا لبعضهم
كي لا يشعروا بالوحدة التي شعرت بها
وسيكون هو ملاذك الآمن )
….


noor elhuda likes this.

فاتن منصور غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-02-21, 01:09 AM   #20

Soy yo
عضو جديد

? العضوٌ??? » 390429
?  التسِجيلٌ » Jan 2017
? مشَارَ?اتْي » 483
?  نُقآطِيْ » Soy yo has a reputation beyond reputeSoy yo has a reputation beyond reputeSoy yo has a reputation beyond reputeSoy yo has a reputation beyond reputeSoy yo has a reputation beyond reputeSoy yo has a reputation beyond reputeSoy yo has a reputation beyond reputeSoy yo has a reputation beyond reputeSoy yo has a reputation beyond reputeSoy yo has a reputation beyond reputeSoy yo has a reputation beyond repute
افتراضي

يا عيني يا عيني عليك يا ابو المكارم لا رومانسية بامتياز ... فعلا اكرم فرصة سعادة بنسبة لحلا و لازم تخطو نحو مع انها فالحقيقة أحرز خطوات خجولة نحوه ..فقط لو امها تتركها فحالها....لاني حقا اشفقت الام التي لان لا تستمتع بمشاعر امومتها و لا تركت بنتها تستمتع ب حياتها الله يكون بعونك يا حلا.....فصل رائع كما عودتن😘😘😘

Soy yo غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:30 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.