آخر 10 مشاركات
أحزان نجمة ( تريش جنسن ) 446 ـ عدد جديد (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          30 - لا تقولي لا - فلورا كيد - ع.ق (الكاتـب : pink moon - )           »          490 - رقصة تحت ضوء القمر - روبين دونالد (عدد جديد) (الكاتـب : Breathless - )           »          471 - فرصة العمر الأخيرة - جاكي براون - أحلام الجديدة ( كتابة / كاملة )* (الكاتـب : * فوفو * - )           »          روزان (الكاتـب : نورهان عبدالحميد - )           »          هذه دُنيايْ ┃ * مميزة *مكتمله* (الكاتـب : Aurora - )           »          وَ بِكَ أَتَهَجَأْ .. أَبْجَدِيَتيِ * مميزة * (الكاتـب : حلمْ يُعآنقْ السمَآء - )           »          ابرياء حتى تثبت ادانتهم ، للكاتبة الرائعة حلم يعانق السماء ، عراقيـة (مميزة) (مكتملة) (الكاتـب : *انفاس المطر* - )           »          312-الطرف الثالث -روايات دار الحسام (الكاتـب : Just Faith - )           »          353 - رياح الجمر - ريبيكا ونترز (الكاتـب : حنا - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات القصيرة المكتملة (وحي الاعضاء)

Like Tree8Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 05-02-21, 04:08 AM   #21

فاتن منصور

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 417764
?  التسِجيلٌ » Feb 2018
? مشَارَ?اتْي » 133
?  نُقآطِيْ » فاتن منصور is on a distinguished road
افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة soy yo مشاهدة المشاركة
يا عيني يا عيني عليك يا ابو المكارم لا رومانسية بامتياز ... فعلا اكرم فرصة سعادة بنسبة لحلا و لازم تخطو نحو مع انها فالحقيقة أحرز خطوات خجولة نحوه ..فقط لو امها تتركها فحالها....لاني حقا اشفقت الام التي لان لا تستمتع بمشاعر امومتها و لا تركت بنتها تستمتع ب حياتها الله يكون بعونك يا حلا.....فصل رائع كما عودتن😘😘😘
كرم رومانسيته نابعة من حبه لها واحساسه بحالها وبالألم الذي تسببت به والدتها لها
المهم حلا تقرر انها تعيش حياتها صح بعيدا عن تدخل اي حد
حبيبة قلبي وانا بشكرك لدعمك ليا بكل فصل




فاتن منصور غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-02-21, 04:15 AM   #22

فاتن منصور

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 417764
?  التسِجيلٌ » Feb 2018
? مشَارَ?اتْي » 133
?  نُقآطِيْ » فاتن منصور is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة soy yo مشاهدة المشاركة
يا عيني يا عيني عليك يا ابو المكارم لا رومانسية بامتياز ... فعلا اكرم فرصة سعادة بنسبة لحلا و لازم تخطو نحو مع انها فالحقيقة أحرز خطوات خجولة نحوه ..فقط لو امها تتركها فحالها....لاني حقا اشفقت الام التي لان لا تستمتع بمشاعر امومتها و لا تركت بنتها تستمتع ب حياتها الله يكون بعونك يا حلا.....فصل رائع كما عودتن😘😘😘
كرم رومانسيته وتصرفاته معاها نابعة من حبه لها واحساسه بمعاناتها
المهم حلا تقرر انها تعيش حياتها صح دون تدخل اي حدا فيها
تسلمي لقلبي وشكرا لدعمك بكل فصل


فاتن منصور غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-02-21, 08:44 PM   #23

فاتن منصور

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 417764
?  التسِجيلٌ » Feb 2018
? مشَارَ?اتْي » 133
?  نُقآطِيْ » فاتن منصور is on a distinguished road
افتراضي

#الفصل_الخامس

يا وجهًا يَسكنُ في قلبي
يا ألفَ حِصارٍ في دَربي
أنتِ الأيامُ بأجمَعِها
أجملُ أُغنِيَةٍ أسمَعُها
وحديقة ُحُبٍّ أزرعُها ..
بمَشاعِرِ شَوقٍ
تَتولَّدْ

عبد العزيز جويدة)


في اليوم التالي فتحت باب منزلها ، والصغيرة بين ذراعيها
كانت مشغولة بإخراج حقيبة مستلزمات عملها وحقيبة الصغيرة وإغلاق باب المنزل خلفها ، فلم تنتبه لذلك الواقف قرب باب الشقة المقابل متأملا لها
بمشاعر عاصفة يكبحها داخله بشق الأنفس
يحلم بيوم يجمعهم به بيت واحد وسقف واحد
تزين صباحاته بوجودها
و برغم كل التقارب الذي حصل بينهما في الآونة الأخيرة
إلا أنها لا تعطيه الإشارة التي ينتظر
نداء الصغيرة باسمه جعلها تنتبه له بإرتباك ، حتى كادت أن توقع حاجياتها ، ترى ذلك الطلب في عينيه ، وكم تود لو تخبره بأن طلبه مجاب
ولكن بقية من حياء تمنعها بأن تكون المبادرة
لم تتوقف الصغيرة عن الحركة مطالبة به
مما دفعها لأن تنزلها أرضاً
فسارت الصغيرة بخطوات متعثرة سريعة تمد يديها الصغيرتين نحوه
فتح ذراعيه لها ببسمة كبيرة يستقبلها بترحيب كبير
ضحكات الصغيرة انطلقت ، وكرم يحملها نحو الأعلى وجهها مقابل لوجهه
وهي تراقبهما بذات الإبتسامة الخجلة
خرجت فاطمة إثر سماعها لضحكات الصغيرة ، ألقت التحية ثم أخذت الصغيرة وأشياءها مغلقة الباب خلفها وكأن الواقفين خارجاً لا يعنيان لها بشيء
قالت حلا باستغراب وهي تشير بعينيها نحو الباب الذي أُغلق لتوه :
_ هل خالتي فاطمة تخاصمنا ، أم أنني أتوهم ذلك
قال وهو يأخذ منها حقيبة مسلتزماتها ثم يسيران معا هابطين الدرجات المؤدية إلى الخارج :
_ يبدو أنها تفعل

تساءلت حلا عن السبب ، فأخبرها أنه لا يعلم ، وهو حقاً لا يعلم لم منذ الصباح وهي تتخذ معه أسلوب التجاهل ، ولم تفد محاولاته لجعلها تتحدث عما يزعجها
توقفت خطواتها حين طلب منها انتظاره ريثما يحضر سيارته لأنه سيقوم بإيصالها لمكان عملها ، لحظات وكانت تجلس بجانبه في السيارة ينطلقان نحو مركز المدينة
قال كرم وهو يراقب الغيوم التي تنذر بهطول المطر :
_ إن الجو بارد ، كيف ستتمكنون من العمل في مثل هذا الطقس
أجابته بينما تقوم بترتيب شعرها بعد أن نزعت القبعة الصوفية عن رأسها مما جذب انتباهه وجعله يتأمل حركتها تلك :
_ يقولون أن هناك عاصفة قادمة ، لذلك سنحاول إنجاز كل العمل اليوم ونأخذ إجازة لباقي الأسبوع
ابتلع ريقه مبعداً نظراته عنها بصعوبة ، يعاود مراقبة الطريق ، لكن وجودها والنسمات المحملة بنفحات عطرها لا تدع له أي مجال للتركيز
قام بمسح وجهه بكفه الحرة ، مدلكاً ما بين عينيه ، عله يستطيع التركيز بالقيادة قليلاً
_ هل أنت متعب يا كرم ؟

( متعب من بعدك عني )
كم ودّ إجابتها بذلك ، لكنه أشار لها بالنفي مغتصباً ابتسامة صغيرة وهو يقول :
_ كلا لست متعب ، لكن هناك موضوع يخص عملي كنت أود مناقشتك به
تحولت نظراتها من القلق للاستغراب ، ما الذي يخص عمله ويود مناقشتها به ، قالت له وهي تمسك هاتفها بيدها تطلب رقم جوري :
_ لا بأس إن تأخرت قليلاً
تحدثت لجوري تخبرها بأنها ستتأخر بعض الوقت، ثم استدارت نحوه قائلة بمرح :
_ والآن أنا أود شرب كوب من الشوكولا الساخنة فاختر مكاناً وخذني إليه
بحماس أجابها وهو يغير وجهة السيارة :
_ من عينيّ الاثنتين يا جنتي


جنتي
كم تعشق ذلك اللفظ الذي يخصها به
كم تعشق تلك البحة بصوته وهو يتلفظ بكلمتها السحرية
وكم تعشقه هو
توسعت عيناها بارتباك شديد وهي تعي لاعترافها ذاك ، بينما تتأمل ملامحه التي تحولت للإشراق والسعادة
ارتباكها لم يمنع تسلل تلك الأفكار إليها ، بأنها تود لو تستطيع الآن أن تقترب منه أن تستند لصدره
أن .....
استدارت برأسها بحدة بعيداً عنه ، وهو منشغل بإيقاف السيارة جانب الطريق ، توبخ نفسها لأفكارها تلك
نداءه الخافت باسمها جعلها تستعيد تركيزها قليلاً ، لترافقه نحو مدخل المقهى الذي سيجلسان به
….
قدم لهم النادل أكواب الشوكولا الساخنة ، قالت وعيناها تراقبان المطر الذي بدأ بالهطول ، فطاولتهما كانت بالقرب من الواجهة الزجاجية للمقهى ، صوتها يحمل بهجة طفلة صغيرة:
_لا أجمل لدي من صوت المطر ،وكوب الشوكولا الساخن
أجابها فيما يده تجد الطريق ليدها فيحتضنها برقة داخل كفه :
_ وأنا لا يوجد أجمل لدي من اللحظات التي تجمعني بك
بادلته النظرات العاشقة ، والتي لم يعد بإمكانها إنكار وجودها ، ونظراتها تلك عادت لتؤجج النيران في صدره ، ولكن لسوء حظه فإنهما الآن في المكان غير المناسب ، قال وهو يترك يدها مرغماً :
_ لقد أتاني عرض عمل مع قناة تلفيزيونية خاصة بالطبخ
نظراتها اشتعلت حماساً وهي تستمع لما يقول ، فقالت بانبهار :
_ ستصبح نجماً تلفزيونياً
ابتسامته زادت وهو يلاحظ انبهارها ، يا إلهي إن زوجته طفلة صغيرة بردود أفعالها على الأمور التي تسعدها ، وكم يطيب له رؤية ردود أفعالها تلك ، يعشق رؤية نظراتها السعيدة ، أجابها وهو يحاول ألا يضحك :
_ نجم تلفزيوني مرة واحدة ، لا أظن ذلك
تبرمت ملامحها باستياء وهي تجيبه :
_ وأين سيجدون نجماً مثلك
هذه المرة لم يستطع إمساك ضحكته ، فعادت هي لتتأمل وجهه ، ابعدت عيناها بخجل وهو يضبطها للمرة التي لا تعلم عددها تتأمل وجهه حين يضحك ، قال غامزاً إياها بمرح :
_ يكفيني أنني نجم بنظر زوجتي
اندفعت تسأله لتبعد توترها الذي يصيبها في كل مرة تسمع لفظ زوجتي منه :
_ ماذا كان ردك على العرض ؟
ارتشف قليلاً من كوبه ، ثم أجاب سؤالها بعفوية :
_ لم أعطهم أي جواب بعد ، فضلت مناقشة الأمر معك أولا ً
خفق قلبها بقوة وهي تسمع إجابته تلك ، والتي وصلت لقلبها بعفويتها وصدقها
لم تعتد مثل هذا الأمر مع…
أغمضت عيناها توبخ نفسها بشدة لأنها للحظة فقط ، لحظة واحدة لاغير تذكرت زوجها السابق ، فكرم لا يستحق أن يقارن بأي شخص آخر
عادت تفتح عيناها وهي تجيبه بجدية :
_ أظن أن العرض جيد لك ، إنه خطوة ممتازة ونقلة جديدة في حياتك العملية
هز رأسه بأجل ، ثم قال محاولاً شرح وجهة نظره :
_ أعلم أنه أمر جيد ، لكني لا أملك الوقت الكافي لذلك ، فأنا لدي عمل في المطعم ، وأخاف أن يسرقني العمل الجديد ، لا أريد أن يصبح أسبوعي متكدساً بالأعمال التي عليّ إنجازها ، فعائلتي تستحق مني وقتاً كذلك
ابتسمت بدفء له ، دفء تسلل إليه وهي تخبره :
_ لن تهمل عائلتك ، فأنا موقنة بأننا سنشغل الحيز الأكبر من حياتك
هذه المرة كان دوره ، كان دوره في أن يتفاجأ بحلا التي أمامه ، بكلماتها التي تخبره إياها ، بنظراتها التي باتت تحمل وعوداً بحياة مشتركة سعيدة ، سمعها تكمل كلماتها :
_ اقبل العرض ، وليكن برنامجك أسبوعياً ، وبذلك لن يأخذ منك الوقت الكثير
أراد الصراخ وإبلاغ العالم بعشقه لهذه المرأة التي تجلس قبالته ، تهديه أروع ابتسامة ،تنثر بكلماتها سحراً خاصاً يرفرف له قلبه داخل أضلعه ، لكن رنين هاتفها أضاع سحر اللحظة ، فحاول إخفاء امتعاضه وهو يراها تجيب جوري بأنها قادمة حالاً
…..
اخذت حلا حماماً ، ثم جلست على طرف سريرها تسرح شعرها ، وهي
تدندن لحناً ما
فكرها مشغول بكرم وبحديثهما في الصباح ، بنظراته التي رافقتها في طريق ذهابها إلى عملها
بتلك القبلة التي أودعها على كفها قبل أن تغادر سيارته
إنه يحيي بداخلها شعوراً لم يسبق لها أن عاشته قبلاً
يجعلها تشعر بأنها أميرة في مملكته
نظرت نحو زينة التي تغط بالنوم ، ثم عادت تنظر لانعكاس وجهها في المرآة
باتت تشعر بملامحها تزداد إشراقاً
نظرة عينيها اختلفت
كل شيء بحياتها اختلف نحو الأفضل
رفعت كف يدها تنظر لحلقة الزواج التي تزين إصبعها ، ابتسمت وهي تحادث الحلقة :
_ غداً سأخبره بجوابي على ما طلبته عيناه اليوم
ضحكت بخفوت خجل ، متخيلة رد فعله

رنين حرس الباب أجفلها ، حانت منها نظرة إلى الساعة التي تضعها بجوار السرير فوجدت أن الساعة قد تجاوزت الثانية عشرة ليلاً ، لم تعتد أن يطرق أحد باب منزلها في هذا الوقت المتأخر
برد فعل عفوي أمسكت هاتفها تطلب رقمه ، مجرد أن فتح الخط ، سارعت تقول :
_ كرم هناك من ..
قاطعها قائلاً وقد فهم مابها :
_ إنه أنا يا حلا ، افتحي الباب
سارعت لتفتح الباب له ، وخوفها يسبقها من أن مكروهاً لابد حدث ،
كان يقف بملامح قلقة للغاية يرتدي معطف الخروج ، سألته بخوف :
_ ما الأمر كرم ،هل حدث مكروه ؟
أشار لها نفياً وهو يجيبها مستعجلاً إياها :
_ خالتي مريضة ويجب أن أحضر لها الطبيب ، ابقي بجانبها ريثما أعود
أجابته بأجل ، ثم عادت نحو الداخل تحضر ابنتها لتكمل نومها في شقة فاطمة ، كان قد ترك لها باب الشقة المقابلة مفتوحاً، فدخلت نحو الصالة وضعت الصغيرة في الركن المخصص لألعابها والتي جهزها لها كرم سابقاً ، ومن ضمنهم سرير زهري اللون تنام عليه الصغيرة نهاراً
تأكدت من إحكام غطاء الصغيرة حولها ، ثم توجهت لغرفة خالتها فاطمة
كانت فاطمة مستلقية في سريرها وعلى أنفها تضع جهاز الإرذاذ الموصول بأسطوانة الأكسجين
اقتربت منها حلا بلهفة قائلة

_خالتي هل أنت بخير ؟
أشارت لها فاطمة بأجل .. اقتربت حلا من السرير تجلس بقربها بقلق
شعور مؤلم اجتاح قلبها وهي تراقب صدر فاطمة يعلو وينخفض بإعياء
لا تعلم ما الذي عليها أن تفعله لها
لن تكذب إن قالت أنها تحبها أكثر من والدتها نفسها
امسكت حلا بكفها تمنع دموعها من الهطول ، همست قائلة بصوت متحشرج :
_ستكونين بخير خالتي … كرم ذهب لإحضار الطبيب

قالت فاطمة بصوت متعب بعد أن أبعدت الكمامة البلاستيكية ، وهي تنظر لكف حلا المحيط بكفها ثم تعاود النظر نحو وجهها

_ لا تقلقي يا ابنتي أنا بخير ، لكن كرم يهوّل الأمور

ربتت حلا على كفها تجيبها بنبرة صادقة :
_ من حبنا لك يا خالتي ، نود الاطمئنان عليك فقط

ابتسمت فاطمة بإرهاق ، ثم عادت تقول بصوتها الوهن :
_ حلا تعلمين أنني أحبك كابنتي .

أشارت لها حلا بالإيجاب وهي تقول :

_ وأنا أحبك كأنك أم لي

ابتسمت فاطمة وهي تقول:

_ أما آن لتلك اللعبة المكشوفة بينك وبين كرم أن تنتهي ، إنكما تحبان بعضكما ، فلم كل هذا البعد عن بعضكما

أوقفتها حلا عن الاسترسال بالكلام وهي تربت على كفها قائلة

_ استريحي الآن ياخالتي ، سوف نتكلم بهذا الموضوع لاحقاً

لكن فاطمة لم تذعن لطلبها وقد ظنت أن حلا تتهرب كالعادة ، فأكملت رغم تعبها :

_ تعلمين كم يحبك ، وأعلم أيضاً أنك بت عاشقة له
تلونت وجنتي حلا باللون الأحمر ،وقد بات أمر عشقها له مكشوفاً لهذه الدرجة ، كم ودت فاطمة أن تضحك على منظرها الخجل ، ولكنها لم تكن بقادرة على ذلك ، قالت وهي تنظر لها بمكر :
_ يبدو أن اللعبة ستنتهي قريباً

قالت حلا بينما تضيق عيناها بمكر :
_ الآن علمت سبب خصامك لنا اليوم صباحاً
أجابتها فاطمة بتهديد ضاحك :
_ وكنت سأبقى على خصامي لكما حتى تقومان بإنهائها
أجابتها حلا وهي تسمع صوت كرم عند الباب يخبرهم بقدوم الطبيب

_ لا تخبري كرم ، أريد أن أفاجئه بالأمر

أشارت لها فاطمة بأنها لن تتحدث ، دخل كرم والطبيب ، فيما خرجت هي نحو الصالة ، جلست على الأريكة تراقب ابنتها التي تنام بهدوء وكأنها تعلم أن هذا المنزل يحمل كل الأمان لها
دعت الله كثيرا أن تكون فاطمة بخير فهي لا حمل لها أن يصيبها مكروه
فاطمة تمثل لها ولابنتها حنانا وأمانا كبيرين
لذلك تخاف فقدانها
أبعد أن وجدت من يعوض ذلك الفراغ الذي تشعر به بسبب رفض والدتها ممارسة دورها الطبيعي كأم تفقده

بعد وقت ليس بقليل خرج الطبيب فودعه كرم وعاد نحوها فاستقامت واقفة تسأله بلهفة
_ هل هي بخير ؟

أجابها بملامح متعبة :

_ أجل إنها بخير نوبة ربو بسبب الجو البارد ستكون غداً بخير ، سأتفقدها ثم أعود إليك
بعد لحظات خرج من غرفة فاطمة ، مغلقاً الباب خلفه بهدوء ، كانت ماتزال على وقفتها بانتظاره ، قال بصوت خافت :
_ لقد نامت بسبب الدواء

سألته تريد أن تطمئن عليها أكثر :
_ هل ستكون بخير
اتجه نحو الأريكة يجلس عليها ، بعد أن نزع معطفه عنه يرميه بجانبه على الأريكة :
_ أجل في الصباح ستكون أفضل بإذن الله

لأول مرة تسمح لنفسها أن تنظر إليه من هذا القرب ، وهو يسند رأسه للأريكة ينظر للصغيرة التي تنام في سريرها ، وجهه يبدو مرهقاً للغاية وعيناه السوداوين متعبتين للغاية
اقتربت منه تجلس بجانبه على الأريكة ،تمسك كف يده تربت عليها وهي تقول :
_ أنت قلت ستكون بخير ، لذلك حاول أن تستريح قليلاً
نظر نحوها بإرهاق ، ثم عدل من وضعه ، يضع رأسه على قدميها ، يهمس لها :
_ ابقي قليلاً يا حلا ، فأنا متعب وأود أن أستريح
ابتسمت وهي تراه يغمض عينيه ، وضعت كف يدها على كتفه تهمس له :
_ لن أغادر ،استرح الآن يا كرم

بعد بعض الوقت كان يغط بالنوم ، على وضعيته تلك
بينما هي ما زالت تتأمل ملامح وجهه ، وجه بملامح شرقية بلون أسمر
وشعر أسود كلون لحيته المشذبة
ولكن وجودها لا يمنع غمازته من الظهور حين يبتسم
رغما عنها ابتسمت وهي تتذكره صباحا مع ابنتها زينة
كيف حملها ورفعها نحو الأعلى ملاعباً إياها
تتذكر جلوسهما معاً في المقهى
نظراته التي يخصها بها
لقد آن أوان أن يكونوا عائلة واحدة ، آن الأوان لتكتمل لوحتهم الخاصة
….
استيقظ صباحاً بإرهاق ليجد أنه قضى ليلته على الأريكة ، أزاح الغطاء عن جسده ، نظر باستغراب للغطاء وهو يتذكر أنه لم يكن موجوداً هنا ، ابتسم وهو يتذكر حلا وبقائها قربه ليلة البارحة ، نظر نحو سرير الصغيرة فوجدها ما تزال نائمة في مكانها
استقام واقفاً يدور بعينيه في المكان بحثاً عنها، لكن رائحة القهوة التي دغدغت أنفه أبلغته بأنها في المطبخ ، توجه للحمام أولاً ليغسل وجهه ، ثم توجه للمطبخ غير قادر على ضبط مشاعره السعيدة بصباح يتشاركاه سوياً
، ما إن أطلّ من باب المطبخ حتى ألقت عليه تحية الصباح وهي تقول
_ كيف حالك اليوم ؟
ابتسم وهو يقترب منها يقبل وجنتها على حين غرّة ، لتشهق مصدومة من فعلته ومن كلماته التي تلتها :
_ الآن يمكنني أن أقول أنني بأفضل حال ، وخاصة أن صباحي تزيّن بوجودك
التفت بعيداً عنه بخجل شديد ، سكبت له القهوة وهي تحاول عبثاً أن تسيطر على خجلها ، وضعت الفنجان أمامه فشكرها مبتسماً وقد ظن أنها ستشاركه جلسته ، لكنها كانت أسرع منه وهي تغادر تخبره بأنها ستطمئن على خالتها
ابتسامتها لم تفارق وجهها وهي تلج لغرفة فاطمة ، والتي وجدتها مستيقظة ،
جرت نحوها تحتضنها بحب قائلة

_ حمدلله على سلامتك ياخالتي ، لقد أخفتني كثيراً عليك

قالت فاطمة بصوت بدا أكثر راحة من البارحة :

_ أنا بخير الآن لا تقلقي ،أود فقط تغيير ملابسي

اومأت حلا بأجل، وهي تقول بتلقائية :
_ سأساعدك

شعور الأم وابنتها
هكذا كان شعور حلا وفاطمة
فاطمة تشعر أن حلا عوضتها عن وجود ابنة لها من صلبها تحبها وتحتضنها وتقوم برعايتها أثناء مرضها
وحلا تشعر بالامتنان لأن فاطمة موجودة في حياتها بعاطفتها الأمومية التي لا تنضب بل تكفي الجميع
حين انتهت من مساعدتها ، دلف كرم بعد أن سمع إذنهم بالدخول ،رمى حلا بنظرة لائمة لهروبها منه ، فأشاحت بوجهها تبتسم بخجل
تقدم من خالته مقبلاً رأسها ، يسألها إن كانت بخير
تراقب نظراته المهتمة لها ، تعلم بقوة العلاقة التي تجمع كرم بخالته
، همهمات الصغيرة الباكية ، جعلها تتركهما لوحدهما ، وتخرج لتفقد ابنتها ، لحظات وكانت تنادي كرم :
_ كرم ، حرارة زينة مرتفعة جداً
سارع بالخروج إليها وخلفه فاطمة ، كانت الصغيرة تلهث بتعب في حضن والدتها ، أخذها منها يتفقدها وهو يقول :
_ بدلي ملابسك ، سنذهب إلى المستشفى
……
أمسكت حلا بطفلتها بين ذراعيها فيما تقوم الطبيبة بفحص فم الصغيرة ، عيناها مغرورقتان بالدموع لرؤية ابنتها بتلك الحال ، رغم أنها سبق وتعرضت لالتهاب الحلق بسبب الجو البارد لكنها في كل مرة تشعر بخوف عظيم عليها
نظرت نحو كرم الواقف بجانبهما ، فربت على كتفها مهدئاً ، ثم استمع للطبيبة التي أنهت فحص زينة :
_ إنه التهاب بسيط في البلعوم ، لا شيء مخيف
قال كرم وهو يراقب حلا تعيد ترتيب ملابس الصغيرة فيما الممرضة تقف بجانبها تحضر حقنة خافض الحرارة التي أمرت بها الطبيبة :
_ هل ستكون بخير أم أنها تحتاج للمراقبة هنا في المستشفى
أجابته الطبيبة بنظرات معجبة بذلك الاهتمام الذي رأته في عينيه تجاه ابنته :
_ ستكون بخير ، لقد أبليتم حسناً بإحضارها فور ارتفاع حرارتها
تناول كرم الوصفة شاكراً إياها ، لكنها قالت له بابتسامة خصته بها :
_ يبدو أنك متعلق بابنتك كثيراً ، محظوظة هي بك ، لم أشاهد أباً مهتم بابنته مثلك من قبل

نظرت نحوها حلا بغضب وهي تلاحظ نظراتها الهائمة لكرم منذ دخولهم للعيادة الخاصة بالأطفال ، نظرات لا تخفي تأثرها بهالة وجوده وهذا جعل الغضب لديها يتصاعد حتى الذروة ، وبردة فعل طبيعية بسبب غيرتها من تلك النظرات ، قالت بحدة مفرغة غضبها بالممرضة المسكينة :
_ اهتمي بعملك وأعطيها الحقنة بدل مراقبتك لما يحدث
ارتدت الممرضة للخلف بصدمة من نظرات حلا الغاضبة والتي لم تفهم لها سبباً ، ثم سرعان ماعادت تقترب بمهنية من الصغيرة ، تحقنها بالدواء
ضمت حلا الصغيرة الباكية إليها ، تهدأها بكلماتها الحنونة ، ثم نظرت نحو كرم الذي اقترب منهما هامسة :
_ لقد تألمت كثيراً
أخذ الصغيرة منها ، وهو يجلس قربها على سرير الكشف ، أسند الصغيرة على كتفه ، مربتاً على ظهرها ، هامساً لها :
_ مدللتي الصغيرة ستكون بخير ، هيا يا حلوتي حاولي أن تنامي قليلاً
استكانت الصغيرة قليلاً بين ذراعيه ،
أتاه صوت الطبيبة مجدداً :
_ لا تقلق عليها ، ساعة وستكون بخير
اغتاظت حلا بشدة من هذه المرأة ، فمنذ دخولهما وكل حديثها موجه لكرم ، وكأنها غير موجودة ، لذلك استقامت واقفة وهي تقول بغضب موجهة كلامها لكرم :
_ ألم ينتهي الأمر وفحصتها الطبيبة ، لم لا نغادر إذن ، أم أن الأمر نال استحسانك
نظرات الغضب التي تقافزت من عينيها ، جعلته يعلم أي غضب يحتلها الآن ،غضب جعله ينتشي بسعادة ، لبى طلبها شاكراً الطبيبة بكلمات مقتضبة مغادرين الغرفة ، بضع خطوات وتوقفت حلا مدعية أنها نسيت أن تسأل الطبيبة أمراً ، ابتسم وقلبه يخفق بقوة داخل صدره ، زوجته تغار ولا تخجل من إخفاء غيرتها تلك ، هل سيقولون عنه مجنوناً لو صرح بأنه سعيدٌ جداً بغضبها وغيرتها تلك
نظر للصغيرة النائمة بين ذراعيه هامساً بخفوت وكأنه يخبرها سرّاً خطيراً :
_ والدتك ذهبت لتحطم وجه الطبيبة
….
دون انتظار لسماع الإذن بالدخول ، ولجت حلا من باب العيادة التي غادرتها منذ لحظات ، تفاجآت الطبيبة الجالسة خلف مكتبها بوجودها
نظرت حلا نحوها بغضب ، تدقق في ملامحها الجميلة ، ملامح تجعلها تدرك أنها تقاربها بالسن أو أصغر منها قليلاً ، ابتسامة الطبيبة السمجة جعل غضبها يزداد ، وهي تتذكر عدم خجلها من إظهار الاهتمام بكرم
_ هل نسيت سؤالي عن شيء
دون أن تخفي غضبها أجابتها حلا :
_ كلا لم أنس ، وإن كنت فعلت ذلك فلا بأس لأنك تكفلتِ بإيصال كل المعلومات لزوجي وكأنني غير موجودة بينكما
ارتبكت الطبيبة من هجوم حلا ، وهي تدرك أن نظراتها نحو زوجها كانت مفضوحة لها ، لكنها سرعان ما ادعت البرود وهي تجيبها :
_ من دواعي سروري إجابتكم عن أي تساؤل
اقتربت حلا حتى بات لايفصلهما سوى الطاولة التي تجلس الطبيبة خلفها ، اقتربت بوجهها منها أكثر بينما ارتدت الطبيبة في مقعدها للخلف بخوف من ملامح حلا ليصلها همسها الغاضب :
_ تجرأي مرة أخرى وانظري له بتلك الطريقة ، وأنا أعدك حينها أنه سيكون من دواعي سروري اقتلاع عينيك هاتين
ثم ابتعدت دون أن تترك لها أي مجال للرد ، تغادر بخطوات واثقة مغلقة الباب خلفها بهدوء بينما الطبيبة تهمس بارتباك وخوف لنفسها :
_ مهووسة بحب زوجها ، هذا ما كان ينقصني لهذا اليوم
بينما حلا توقفت خارج الغرفة ، تنظر أمامها باستغراب من نفسها ، ما الذي فعلته ، كيف استطاعت أن تكون بهذا الغضب ، وكيف تكون غيرتها عليه بهذا الشكل ، ابتسمت تخاطب نفسها
_ لم أكن أعرفك هكذا يا حلا
ثم تحركت متجهة لزوجها وابنتها وعلى وجهها ابتسامة المنتصر ، قال وهو يعدل من وضعية الصغيرة بين ذراعيه ، بينما يلمحها تقترب منهما حتى باتت تجاوره :
_ يبدو أن كلام الطبيبة معك ، جلب الابتسامة لوجهك ، ما الذي حدثتك به أخبريني ؟
رمته بنظرة محذرة ، نظرة جعلت طبول قلبه تقرع وهو يعي أن حلا لم تعد تخفي أي مشاعر تحملها له ،باتت تتحول لإمرأة شرسة حين يتعلق الأمر به ، لتفاجئه أكثر وهي تقول بنظرات محذرة له :
_ لقد طلبت منها أن تهتم بعملها بدل أن توجه ملاحظاتها حول تعلقك بابنتنا
أخفى ابتسامته وهو يدعي اللامبالاة فيما يجيبها :
_ إنها لم تخطيء بهذا الأمر ، فأنا متعلق جداً بابنتنا
كظمت غيظها بداخلها وهي تضغط على أسنانها بغضب تهمس له :
_ يبدو أنك كنت مستمتعاً بنظراتها التي لا تفارق ملامحك
لم يعد قادراً على إخفاء سعادته بما يحدث أكثر ، فانطلقت ضحكته بينما يقترب منها مقبلاً وجنتها غير عابئ بوصولهما للشارع ، شهقت بصدمة تهمس باسمه من فعلته تلك ، فقال ضاحكاً :
_ أعشق نظراتك هذه
تحول غضبها الذي كان يتملكها من لحظات لخجل ، لارتباك ، ولسعادة تنثر خدرها داخل أوردتها
…..
دخلت المنزل وخلفها كرم يحمل الصغيرة التي انخفضت حرارتها قليلاً ، قالت وهي تستدير نحوه
_ كرم أعطني إياها سأضعها في السرير
رفض طلبها وهو يتجه إلى الأريكة التي تتوسط الصالة ، يقول لها :
_ كلا دعيها بقربي ، كي أستطيع الاطمئنان عليها
لم تناقشه بالأمر ، تركته واتجهت إلى غرفتها لتبدل ملابسها
حين عادت نحو الصالة وجدته مازال على جلسته والصغيرة تنام قربه
ساعدته على وضع الوسادة تحت رأسها ، ثم دثرتها بالغطاء تطمئن بأن حرارتها انخفضت أخيراً
قال وهو يعدل من وضع الغطاء على الصغيرة :
_ كل الأطفال يمرضون في هذا العمر بسبب موجات البرد ، لقد سمعتي ما قالته الطبيبة لنا
تقصد ذكر الطبيبة ليرى تلك النيران في عينيها ، ابتسم وهو يراها ترتبك ، فطوال الطريق وهو يخبرها بعشقه لغيرتها تلك ، بينما هي استقامت واقفة وهي تقول محاولة التخلص من ارتباكها :
_ سأجهز لها ولخالتي طعاماً يناسبهما
_ وأنا سأذهب لأطمئن على خالتي واطمئنها على الصغيرة ثم أعود
نظرت نحوه وهو يهم بالمغادرة فقالت وهي تعيد خصلات شعرها خلف أذنها بارتباك :
_ يوجد مفتاح خاص بباب الشقة على العلاقة قرب الباب ، يمكنك استعماله
أومأ بأجل ، وهو يغادر مسرعاً راحماً إياها من ذلك الخجل الذي يكاد يذيبها ، وراحماً نفسه من ثورة مشاعر تكاد تطيح بما تبقى من تعقله
…..
عاد بعد لحظات ليجدها مازالت في المطبخ تضع طعام الإفطار لها وله ، فقد قارب موعد الظهيرة وهما لم يتناولا أي طعام بعد ، خففت من نار موقد الغاز أسفل وعاء الحساء المخصص لفاطمة و زينة
بينما توقف هو قرب الباب يراقب تحركها ضمن المطبخ ، نظرت له بوقفته تلك ، فقالت وكأنها اعتادت وجوده هنا ووقوفه بهذا الشكل :
_ تعال لتتناول فطورك ، أنت لم تتناول شيئاً منذ الصباح
استجاب لطلبها ،جالساً على كرسيه ومازالت عيناه تراقبانها ، فقالت بتهديد ضاحك :
_ تناول طعامك ، وتوقف عن نظراتك هذه
غمزها مشاكساً إياها وهو يعقد يديه أسفل ذقنه :
_ وما بها نظراتي ؟

جلست قبالته ، تسكب له الشاي ، وهي تقول بمكر جديد عليها :
_ سأخبرك لاحقاً ، أنا جائعة الآن وأود تناول فطوري يا سيد كرم

رفع يديه مستسلماً ، ثم شرعا بتناول طعامهما ، فيما حلا تحادثه عن المرة السابقة التي مرضت بها زينة وأنها تعاني دائما بسبب نزلات البرد
بعد أن أنهوا طعامهم ، ساعدها بتوضيب الطعام ، ثم وقف بجانبها وهي تغسل الأطباق ، يتناول منها الأطباق ليجففهم ، بينما انشغل معها بالحديث عن مقابلته لمنتح برنامجه التلفزيوني :
_ لقد اتفقت معه أن تكون الحلقة مرتين أسبوعياً ، و تبقى أن نتفق على مواعيدها بدقة
_ هذا أمر جيد ، والتحضير لتصوير الدعاية الإعلانية سنتكفل بها أنا وجوري
احنى كتفه قليلاً ، يصدمه بكتفها برقة وهو يقول :
_ إذن سأحصل على دعم خاص

ضحكت وهي تجفف يديها بعد أن أنهت غسل الأطباق تجيبه :
_ أجل ستحصل على كل الدعم الذي تريد
قبل أن تسمع إجابته ، اتجهت نحو قدر الحساء تتفقده ، ضحك وهو يراها تتذوق الحساء الذي أعدته :
_ لأول مرة لا أكون مسؤولاً عن إعداد الطعام ، اعذريني إن قلت أن الأمر يروقني
نظرت نحوه ترفع حاجباً تدعي الانزعاج من حديثه ، تقول بمكرها المحبب لقلبه :
_ أها ، يروقك أن أطبخ لك كل يوم
ضحك أكثر وهو يحاصرها بنظراته ، وعقلها بدأ يعطيها إنذارات عن نظراته التي باتت مكشوفة و…
صوت بكاء الصغيرة أنقذها ، فسارعت إليها ، فقال وهو يتبعها نحو الصالة :
_ أنا متأكد أن هناك عملٌ تم عمله لي ، يمنعني من إتمام ما أريد
نهرته وهي تمسك صغيرتها بين يديها تهدأ من بكائها :
_ كرم
أرخى ذراعيه بجانبه باستسلام قائلاً
_ كرم سيجن قريباً بالتأكيد
أخفت ابتسامتها وهي تحادث الصغيرة ، جلس قربها يربت على وجنتي الصغيرة قائلاً :
_ صغيرتي ، لقد أفزعتني كثيراً اليوم
_ كررم
أخذها من ذراعي والدتها يقبل وجنتها ، ضاحكاً وهو يقول :
_ وأخيراً تمكنتِ من لفظ اسمي جيداً ، أنا أحبك يا فتاتي .
ضحكت حلا وهي تستقيم واقفة ، تخبره أنها ستحضر طعام الصغيرة ،ليقوم باطعامها ، ثم ستأخذ بعض الطعام لخالتها فاطمة
ناولته طعام الصغيرة ثم عادت لاستكمال عملها في المطبخ ، تستمع لصوت ضحكاته وهو يقنع الصغيرة بتناول وجبتها قبل موعد الدواء
أنهت توضيب طعام فاطمة ، ثم أخذته لها ، اطمأنت عليها وطمأنتها عن الصغيرة ثم عادت مسرعة لمنزلها ،
، منزلها الذي بات يشع دفئاً أكثر من ذي قبل
أكثر من أي وقت مضى
لا تعلم متى وكيف بات الأمر يشكل كل هذه الحميمية لديها ، وجوده وكأنه منذ زمن طويل يقطن معهما ، راقبته وهو يستلقي على الأريكة والصغيرة تنام على صدره
وكأنها اعتادت هذه الصورة ، كرم يرتدي ملابس بيتية عادية ، يستلقي بأريحية فوق الأريكة ، فيما ابنتها تلاعبه ، يديها الصغيرتان تلامسان ذقنه النامية وهي تصدر بعض الكلمات الضاحكة ، لم ينتبه لوجود حلا وهي تراقبهم ، ولم ينتبه لمغادرتها من جديد نحو المطبخ ، فقد كان مشغولاً بملاعبة الصغيرة
…...
صنعت كوبي قهوة لها وله ولكن قبل أن تغادر المطبخ تفاجأت بدخوله قائلاً :
_ لقد نامت مجدداً ، بسبب الدواء
قالت وهي تضع كوبي القهوة في صينية صغيرة :
_ عند المساء ستغدو في حالٍ أفضل ، لقد صنعت القهوة لنا

توقعت أن يسبقها نحو الصالة ، لكنها تفاجأت به يقف خلفها يحيط خصرها بذراعيه ، يدفن وجهه داخل خصلات شعرها ، يشتم رائحتها بعشق
قشعريرة لذيذة مرت على طول عمودها الفقري ، وهي تشعر بأنفاسه على رقبتها ، قلبها يدوي بعنف شديد داخل صدرها
أغمضت عينيها وهي تهمس باسمه بضعف ، وكأنها أعطته الإشارة أدارها نحوه هامساً :
_ ويل ٌلكرم من حبك الذي بات يمتلك روحه
والتقت شفاههما بقبلة
قبلة حملت كل العشق الذي يجمع بينهما
قبلة حملت كل الاحتياج الذي يسكن داخلهما
قبلة حملت شغفاً سكن ضلوعهما
وحين احتاجا للهواء حرر شفتيها ، وهو يسند جبينه على جبينها هامسا ً
بصوت يحمل ما يعتمل داخل صدره من مشاعر عاصفة :
_ أنا أحتاج وجودك ، روحي تحتاج لأن تستكين بجانبك ، لم يعد لي قدرة على الاحتمال
بصدر يعلو ويهبط من فرط انفعالها أجابته هامسة بذات الشغف :
_ وأنا أريد أن أستكين داخل قلبك يا كرم
لم يصدق ما قالته ، اقترب منها يريد أن ينهل ثانية من شفتيها ، لكن رنين جرس الباب منعه ، بصوت شبه باكٍ قال لها :
_ أقسم أن هناك عيناً أصابتني تمنعني عن التواصل كما أريد معك
ضحكت بقوة وهي تبتعد عنه ، متحررة من حصار ذراعيه ، بخطوات مسرعة لتفتح الباب
عاد الجرس يرن بإلحاح
ففتحت الباب وجهها مازالت تعتليه الابتسامة ، التي تحولت لمفاجأة و هي تقول باستغراب :
_ أمي

……..

noor elhuda likes this.

فاتن منصور غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-02-21, 08:45 PM   #24

فاتن منصور

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 417764
?  التسِجيلٌ » Feb 2018
? مشَارَ?اتْي » 133
?  نُقآطِيْ » فاتن منصور is on a distinguished road
افتراضي

مساء الخير
اعتذر عن التاخير بسبب قطع الكهرباء


فاتن منصور غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-02-21, 11:20 PM   #25

موضى و راكان

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية موضى و راكان

? العضوٌ??? » 314098
?  التسِجيلٌ » Mar 2014
? مشَارَ?اتْي » 6,242
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » موضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك max
?? ??? ~
سبحان الله وبحمده .. سبحان الله العظيم
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 18 ( الأعضاء 5 والزوار 13)

‏موضى و راكان, ‏غدا يوم اخر, ‏فاتن منصور, ‏أميرةالدموع, ‏jojo123456


بعد كل الحب و الرومانسية ... يختم الفصل بماما ..... يا حظك الرمادى يا كرم


موضى و راكان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-02-21, 01:47 AM   #26

Soy yo
عضو جديد

? العضوٌ??? » 390429
?  التسِجيلٌ » Jan 2017
? مشَارَ?اتْي » 483
?  نُقآطِيْ » Soy yo has a reputation beyond reputeSoy yo has a reputation beyond reputeSoy yo has a reputation beyond reputeSoy yo has a reputation beyond reputeSoy yo has a reputation beyond reputeSoy yo has a reputation beyond reputeSoy yo has a reputation beyond reputeSoy yo has a reputation beyond reputeSoy yo has a reputation beyond reputeSoy yo has a reputation beyond reputeSoy yo has a reputation beyond repute
افتراضي

ماما ...لا انت تريدين ان تتركي كرم يموت كمدا المسكين.....كل الرومانسية و القبلات و في الأخير ماما....فصل جميل كالعادة و خاصة عند اعتراف حلا بعشقها لكرم لنفسها...و سمحها لكرم بتقدم نحوها و مع كل التقدم الدي احرزته في الاخير تكون ماما ...مهدمت اللذات.....بتوفيق حبيبتي فصل رائع🥰🥰🥰

Soy yo غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-02-21, 08:25 PM   #27

فاتن منصور

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 417764
?  التسِجيلٌ » Feb 2018
? مشَارَ?اتْي » 133
?  نُقآطِيْ » فاتن منصور is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة موضى و راكان مشاهدة المشاركة
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 18 ( الأعضاء 5 والزوار 13)

‏موضى و راكان, ‏غدا يوم اخر, ‏فاتن منصور, ‏أميرةالدموع, ‏jojo123456


بعد كل الحب و الرومانسية ... يختم الفصل بماما ..... يا حظك الرمادى يا كرم
شفتي هادمة الملذات 😁
يلا حنشوف بالفصل القادم والاخير شو بدها من كرم وحلا 😅


فاتن منصور غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-02-21, 08:26 PM   #28

فاتن منصور

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 417764
?  التسِجيلٌ » Feb 2018
? مشَارَ?اتْي » 133
?  نُقآطِيْ » فاتن منصور is on a distinguished road
Rewity Smile 3

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة soy yo مشاهدة المشاركة
ماما ...لا انت تريدين ان تتركي كرم يموت كمدا المسكين.....كل الرومانسية و القبلات و في الأخير ماما....فصل جميل كالعادة و خاصة عند اعتراف حلا بعشقها لكرم لنفسها...و سمحها لكرم بتقدم نحوها و مع كل التقدم الدي احرزته في الاخير تكون ماما ...مهدمت اللذات.....بتوفيق حبيبتي فصل رائع🥰🥰🥰
امها مقررة تهدم كل اللحظات السعيدة 💔
حنشوف ليش جاية وشو بدها منهم
كرم ياعيني عين وصابته 😅


فاتن منصور غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-02-21, 10:28 PM   #29

فاتن منصور

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 417764
?  التسِجيلٌ » Feb 2018
? مشَارَ?اتْي » 133
?  نُقآطِيْ » فاتن منصور is on a distinguished road
افتراضي

نوفيلا حلا
#الفصل_السادس_والأخير
…..

(سُئِلْتُ كَثيرًا :
لِماذا نُحِبْ ؟
فَقلتُ : لأنَّا خُلِقْنا بِقلبْ

سُئِلْتُ :
وهل مِن عِلاجٍ لِصَبْ ؟
فَقُلتُ : مُحالٌ
يُفيدُ عِلاجٌ لِقلبٍ أَحَبْ
فليسَ لِداءٍ مَعَ العِشقِ طِبْْ
عبد العزيز جويدة


……..

فتحت الباب و وجهها مازالت تعتليه الابتسامة ، التي تحولت لمفاجآة و هي تقول باستغراب :
_ أمي

نظرت لها والدتها ببرود ، تراقب ملامحها التي تتوهج بشكل لم تراه قبلاً
لكن ظهور كرم إلى جانبها ، جعلها تعلم سبب توهج ابنتها ذاك ، مما زاد من الغضب بداخلها ، قالت حلا وهي تعي لغضب والدتها من رؤيتها لكرم :
_ أهلا أمي ، تفضلي بالدخول

لكن والدتها لم ترد ، وإنما أبقت نظراتها الحاقدة مسمرة على كرم ، والذي بادلها إياها بنظرات باردة غير مهتمة ، فكل ما يهمه هو تلك التي تقف بجانبه وقد توترت ملامحها بضيق ، اقترب منها أكثر يضع يده حول خصرها ، ليشعر بارتجافتها ، فقال بصوت شبه هامس لها:
_ هل أنت بخير ؟

لكنها قبل أن تجيبه ، هدرت والدتها بصوتها الغاضب :

_ وما شأنك لتسألها ما بها ؟

_أمي

همست بها حلا وهي تمسك يد كرم ، وكأنها تطلب منه الهدوء ، ولكن والدتها لم تكتف وإنما أكملت نفث سمومها في وجهه :
_ هل صدقت نفسك أم ماذا ؟
أفلت يد حلا يضم قبضتيه بغضب شديد ، لو كانت هذه المرأة رجلاً لجعلها تعلم مكانتها ، ولكان لقنها درساً تستحقه ، لكن حلا كانت أسرع منه وهي تجيب مشددة على حروفها ، فوالدتها قد تخطت الحدود فعلاً :
_ إنه زوجي ، هل تعين معنى هذه الكلمة يا أمي ، لذلك أعتقد أن له كل الحق بالتدخل في كل ما يخصني

نظر لها بعشق ومشاعر الفخر التي حملتها نبرة صوتها وصلته بوضوح فبردت من نار غضبه قليلاً ، ينظر لوالدتها ببعض الاستغراب ، لا تشبه حلا في شيء ، حلا ملامحها تشع براءة وطيبة. وجمال دون الحاجة لأن تصبغ نفسها بمساحيق التجميل ، بينما والدتها تحاول إظهار نفسها أصغر عمراً بملامح وجه مشدودة وعينين حاقدتين بشكل غريب
كيف تكون حلا ابنتها حقاً لا يعلم

أكملت حلا كلامها وهي ترى وجه أمها وقد شلته الصدمة من ردها غير المتوقع :
_ تفضلي لنتحدث في الداخل يا أمي ، لا يصح وقوفك هنا
تخطتها والدتها بعجرفة نحو الداخل ، فيما كرم يناظرها بغضب ، امسكت حلا كفه فالتفت نحوها ، ليجدها تناظره برجاء غير منطوق ، فاقترب منها يضم وجهها بين كفيه هامساً :
_ تذكري أنني بجانبك ومعك وأنك بقلبي دائماً ، أنت قوية وتعلمين متى يجب أن تظهري قوتك
تنهد وهو يختطف نظرة نحو مدخل الصالة ، ثم عاد ينظر لها يكمل همسه لها :
_ مهما حدث إنها والدتك ، لكن كوني كذلك حلا التي أحب
هزت رأسها بتفهم لما يقصده ، فاقترب يختطف قبلة سريعة منها ، فكان دورها لتهمس له :
_ لا بد من هذه المواجهة أنا أعلم
ابتعد عنها وهو يقول :
_ هل تريدين مني البقاء
أشارت له بلا ، وهي تخبره :
_ أنت قلتها لي يا كرم يجب أن أكون حلا التي تحبها ، وهذه المواجهة تخصني لوحدي الآن
ابتسم لها وهو يضمها لصدره ، ثم ابتعد قائلاّ
_ سأكون بانتظار مغادرتها ، هاتفيني فور ذهابها
وعدته بأنها ستفعل ، ثم توجهت نحو الصالة تتحضر للمواجهة مع والدتها .
……
استقبلتها كلمات والدتها التي كانت تجلس على الأريكة ، تضع قدماً فوق الأخرى ، تهزها بغضب شديد :

_ هل ما قلته حقيقي ، هل ستستمرين بهذا الزواج السخيف ، لقد اقترحت عليك الزواج بمن هم أعلى شأناً وأكثر جاهاّ من هذا الذي تتفاخرين بزواجك منه

قاطعت والدتها وهي تجلس على الأريكة المقابلة بإعياء ، تنظر لابنتها التي تنام بجانبها ، ثم تعاود النظر نحو والدتها :

_وهل كل شئ يقاس لديك بالمال أمي ..ألا تهمك مشاعري أنا ، ما أشعر به نحوه

نقلت والدتها نظراتها على المكان، تمسحه بنظرة متعالية، فكيف يمكن لابنتها أن تعيش في هكذا منزل صغير، لتقول بصوت بارد شبيه ببرودة حياتها مع ابنتها

_ الزواج يحتاج أسسا صحيحة ليستمر

بمحاولة جديدة للتفاهم مع والدتها ، لإيجاد سبيل يجعلها تشعر من خلاله أنهما حقا أم وابنتها قالت حلا :

_ إن كرم يمتلك كل الأسس التي ستجعل زواجنا ناجحا .. إنه يحبني ويحب ابنتي ..وأنا أحبه .. يهتم بنا .. طيب .. خلوق .. لديه عمل ، ماذا هناك أكثر من ذلك

نظرت والدتها لها بإستهزاء تشدد على حروفها :

_من أي عائلة هو .. ما الذي يملكه ليقدمه لك وأنت ابنة الحسب والنسب

ضحكت حلا ولم تستطع السيطرة على ضحكاتها حتى دمعت عيناها ، و والدتها تنظر لها فاغرة فاهها ، فحلا التي أمامها الآن لا تشبه ابنتها التي تعرفها أبداً :

_ أنا ابنة رجل بسيط يا أمي ، أم تراك نسيتي من يكون والدي ...إنه المهندس البسيط ، ابن العائلة البسيطة و الذي كان السبب في نجاح شركات والدك

قاطعتها والدتها هادرة بغضب :

_ و إن يكن ، والدك قد مات ، و أنت تنتمين لعائلتي أنا

_ أنا أنتمي لوالدي ..

نظرت لها والدتها بصدمة كبيرة ، فهذه قطعا ليست ابنتها التي اعتادت منها على الطاعة، حاولت أن تهدأ من نفسها فالعصبية لن تجدي نفعاً مع حلا وهي في هذه الحال ، تعرف ابنتها جيداً عاطفية ويحركها قلبها ، لذلك عادت تقول بمهادنة :

_ لست ضد زواجك أبدا فهذا من حقك ، و أنت تعلمين أنني من سعيت لهذا الأمر ، لكنك في لحظة غباء قبلتي الزواج من هذا الرجل

_ اسمه كرم يا أمي

لم تهتم والدتها بالأمر وإنما أكملت وكأنها لم تسمعها :
_ أنت مازلت صغيرة بالسن ويحق لك الزواج ، لكن حين تنوين الزواج يجب أن يكون اختيارك صحيحا .. تجربتك بالزواج لم تكن سيئة لهذا الحد الذي يجعلك ترفضين الإرتباط بمن أختارهم لك من المقربين من عائلتنا ..

نظرت لها حلا بأسى من تفكيرها الذي لن يغيره شيء ، تهمس لها بمرارة :

_ هل حقاً تجربتي لم تكن سيئة بما يكفي

حاولت والدتها أن تخفف من أهمية الأمر، فقالت :

_ أجل لم تكن سيئة كما يصور لك عقلك ، لطالما أخبرتك أن كل الأمر متعلق بأنك ترغبين بدلال زائد ، ولكن الزوجة لا يجب أن تكون كالطفلة المدللة ،إلا أنك كنت دائما لا تستمعين لكلامي ، وانظري الى النتيجة ، تطلقتي من رجل تحلم به أي فتاة بمكانتك ، واخترتي الزواج من رجل لا نعلم عنه شيئاً

عادت حلا تقاطع والدتها وهي تستقيم واقفة متجهة نحو النافذة تنظر للخارج ، تحاول ضبط انفعالاتها الغاضبة قدر الإمكان ،فهي لا تريد قطع آخر ما يربطها بوالدتها :

_ الكلام شئ سهل لديك .. دائما تتكلمين دون أن تفكري للحظة واحدة بمشاعري، دون أن تحاولي ولو لمرة واحدة أن تعيشي إحساسي أنا …اتهمتني أنني مجرد طفلة مدللة لا تقدر ظروف زوجها … كل اتهاماتك بفشل زواجي ، وجهتها لي أنا ولم تفكري للحظة واحدة أن توجهيها لمن كان زوجي .. كل شئ لديك يجب أن يحسب بالورقة والقلم مكاسب وأرباح ، أما المشاعر مهما كان نوعها، وصفتها فهي غير موجودة في قاموسك
عادت تنظر نحو والدتها وهي تفرد ذراعيها ثم تعيدهم لجانبها ، قائلة :

_ أمي .. ضعي نفسك لمرة واحدة فقط مكاني ، و أخبريني ما الذي كنتي ستفعلينه وأنت ترين أحلامك تدفن أمام عينيك ّ.. و أنت تشاهدين من وضعت الكثير من الآمال عليه لا يستحق .. عندما تجدي نفسك بلا أهمية ، ها أخبريني … هل تعلمين ماعانيته معه ….كيف كانت حياتي رفقته .. كل مايهمك هو عودتي مطلقة
أكملت ، محاولة قدر إمكانها كبح دموعها عن الهطول:

_هل حقا لم تكن تجربتي سيئة .. ما الذي تعلمينه أنت عن تجربتي تلك
هل تخبريني كيف يكون شعورك وأنت تشعرين نفسك مجرد شئ من أشياء البيت ، تعاملين كأنك بلا شعور ولا إحساس
لامشاعر تربط بيننا
يتغيب في العمل لأشهر ، لا يتصل بي ولو لمرة يطمئن علي
لا يقلق … لا يخاف
أشكوه لك علك تنصفيني ، فتخبريني أن لديه عذره فأقول لنفسي أمي محقة لا بد أن عمله صعب ويحتاج لتركيز ، رغم أنه عذر كاذب لكنني اقنعت نفسي به صدقاً فعلت يا أمي

أرادت والدتها الحديث ، لكنها أشارت لها بكف يدها لتصمت ، تكمل حديثها :

_ حين يأتي للمنزل لا يكلمني .. أنا لم أكن أعلم أي شئ عنه هل تدركين ذلك ...لا أعلم ما يحب أو يكره
زوجي شخص غريب بالنسبة لي لا أعرف أي تفاصيل عنه .هل تعين ذلك يا أماه

تنهدت مكملة وكأن ماحدث في الماضي بات بعيداً تمام البعد عنها ، لدرجة أنه بات لا يحرك بداخلها أي نوع من المشاعر :

_حتى في علاقتنا الخاصة .. لم يكن هناك ما يربط بيننا .. علاقتنا تلك كانت باردة بشكل مقزز

بخجل وخزي أكملت

_ أنا من كان يطالب بها يا أماه ، ليحصل الحمل الذي طالبتني به ...هل تدركين معنى أن اطلب أنا أن يكون معي ، فقط لأحقق حلمي بإنجاب طفلة

نكست رأسها وهي تشعر بصقيع يلف جسدها ، جراء خزيها من تذكر تلك اللحظات ، صقيع لم تشعر به منذ عدة أشهر ، مكملة حديثها :

_ وعندما يفعل ويقترب مني ، اشعر بأنه يقوم بواجبه فقط ، لدرجة أني لم أعد أطلب ولم أعد أهتم
نسيت أنني أنثى يا أمي .. بعد عامين من الزواج لم أعد أهتم إن اقترب مني أم لا ، لأن لا مشاعر لدي تجاهه ، ولم يكن هناك من الأساس ، ولا أي شئ بات يربطني به سوى تلك الصغيرة التي كانت تنمو في أحشائي دون رغبة منه .

نظرت نحو والدتها التي كانت تستمع لها بصدمة ، تكمل بوحها الأول والأخير في هذا الأمر :

_ كل ذلك تحملته دون أي مشكلة لدي ، دفنت حلا المنطلقة المحبة للحياة ،دفنت حلا الأنثى .. وكل ذلك لأجل صغيرتي ، لكن أن يصل الأمر به لإهمال ابنته…لا يهتم بالسؤال عنها ، لايهتم إن كانت بخير أم لا ، تدخل المستشفى فأهاتفه ليأتي إلينا فيجيبني بعد يوم كامل من بقائي بقربها بمفردي في غرفة الرعاية الصحية، بأنه كان في اجتماع عمل مهم ، لم يهتم بعدها حتى بالقدوم و رؤيتها ، وكأنها ليست ابنته ، هذا الأمر لوحده كفيل أن يدعني أخرجه من حياتي وحياة صغيرتي للأبد هل فهمت … لأني ايقنت أن وجوده في حياتي و حياتها هي بالذات مثل عدمه ، إن كنت تمسكت بوجوده قبلاً في حياتنا فكان لأجلها هي كي لا يأتي يوم وتلومني لعدم وجود والدها ، لكن لأجلها كذلك ولأحميها من أن تعيش حياة تعيسة برفقة شخص مثله ، قررت الانفصال عنه

_ هذا ليس سبباً يدعك تطلبين الطلاق ، فكل الرجال يتصرفون مثله ، الرجل يهتم بعمله لأجلك وابنتك فهل تلومينه بسبب ذلك وتدعين أنه لا يهتم بكما

توسعت عيناها بصدمة وتفكير والدتها الضيق لم يهتم بكل ما سردته من معاناة بل فقط توقف عند نقطة واحدة ، فقالت بألم وهي تغمض عينيها تمنع دمعة من الهطول:

_ لم يهمك من كل ماقلته إلا أن تلقي اللوم عليّ..
هل كل الرجال متشابهون حقاً ، هل كان والدي مثله مهملاً لنا ، لا يهتم سوى بعمله ، أم كان كل همه أن يكون برفقتنا ، أن نقضي أوقاتاً سعيدة ، هل كانت علاقتك بوالدي بهذا السوء ، أم أنها أيضاً كان تقاس بمدى الربح الذي ستخرجين به معنوياً كان أم مادياً
ضربت والدتها مساند الأريكة بكفي يدها ، وهي تقول :
_ علاقتي بوالدك لا شأن لك بها

عادت تلتفت ، تنظر نحو والدتها قائلة :
_ بل لها كل الشأن ، أتعلمين لم ؟
نظرت لها والدتها بصمت ، فيما حدقتي عيناها اهترزتا بتوتر لم يفُت على حلا أبداً ، فأكملت وهي تعي أن هذا الحديث سيقودهم لمناطق خطرة ، لكن للأسف لا بُد من الخوض به :
_ لأنك حملتني كل نتائج اختيارك الخاطئ لوالدي من وجهة نظرك
اعترضت والدتها هامسة
_ هذا ليس صحيحاً
أجابت حلا و مازالت على وقفتها قرب النافذة تناظر والدتها :
_ مدللة العائلة افتتنت بالشاب الذي لا يملّ والدها من الحديث عن نجاحه ، أعجبت به وبشخصيته وخاصة وهي تشاهد معظم فتيات العائلة ينجذبن نحوه كما فعلت هي ، لكنها المدللة التي تحصل على كل ماتريد ، وحصل ما أرادته ونالت قلبه ثم أصبحت زوجته ، أليس هذا ما حدث يا والدتي ؟
بغضب شديد أجابتها والدتها بصوت خافت :
_ ما حدث أنني أحببته وأحببت الصفات التي تحدث عنها الجميع به، لأفاجأ بأنه رجل لا يرى أبعد من أنفه ، لا يمتلك أي طموح ، كل همه أن يجد زوجة بانتظاره تلبي ما يريد ، حاولت أن أجعله جزءاً من بيئتنا التي نعيش بها لكن كان يرفض متمسكاً بأمور بالية تربى عليها ، فلا تلوميني بل عليك لومه هو لعدم مجاراته للحياة التي قدمتها له
اقتربت حلا من والدتها وقد إغرورقت عيناها بالدموع لتذكرها لوالدها ، همست مشيرة بسبابة يدها نحو صدرها :
_ وأنا ، لم حملتني كل ذلك الذنب ، لم جعلتني بلا شخصية
دون أن يرّف لها جفن ، أجابتها والدتها :
_ لأنك تشبهينه بكل شيء ، السذاجة نفسها ، انتظرت طويلاً قدوم سند لي يجابه معي طمع زوجات أخوتي بمالي الذي ورثته عن والدي ، فأتيت أنت وحين قررت أن أقبل بالأمر وجدتك نسخة سخيفة عن والدك ، فكان من واجبي وضعك على الطريق الصحيح ، وألا أسمح لأي فتاة من العائلة أن تشمت بي وبما وصلت إليه
_أمي
همست حلا بعدم تصديق ، رغم معرفتها للحقيقة ولكنها أرادت أن تقوم والدتها بتكذيب ذلك ، أن تخبرها أي شيء عدا ما تقوله الآن ، لكن والدتها لم تهتم ومتى كانت تهتم ، طبيعة جُبلت عليها أن تكون هي وهي فقط المتحكمة والمستفيدة بغض النظر عما يحدث لمن حولها :
_ وها أنت الآن تثبتين أنني لم أكن مخطئة بشأنك ، تركتي كل شيء خلفك و أتيت لتعيشي هنا رفقة نكرة ، غير مهتمة لا بعائلة ولا بمكانة اجتماعية
دون أن تحيد بعينيها عن والدتها آجابتها :
_ كرم لم يكن نكرة يوماً ما يا أمي بل هو كل حياتي ، هو أماني الذي لن أتخلى عنه حتى لو اضطررت لمحاربة الدنيا من أجله

وقفت والدتها مقابلة لها تقول بغضب ، وكأن قلبها قد من حجر

_ هل هذا يعني أنك تتحديني يا حلا . هل علمك هو وفاطمة أن تتحدي والدتك

قاطعتها للمرة التي لاتعلم عددها ، بنفاذ صبر من حديث لا طائل منه

_ إنها لا تحرضني عليك .. اتعلمين أنني في كل مرة يضيق صدري ذرعا بما يحدث بيننا ، تضع لك الأعذار تطالبني أن أكون بجانبك …أرجوك أمي توقفي عن اعتقادك أنني دميتك العزيزة ،التي تستطيعين تحريكها كيفما تشائين ، لأنني لست كذلك ، توقفي عن محاولة الانتصار في حرب أوجدها عقلك ضد نساء عائلتك وبالنسبة لكرم..
التمعت عيناها بعشق واضح وهي تهمس لوالدتها فيما عقلها يستحضر خياله معها منذ لحظات :
_ كرم هو زوجي ، للمرة التي لا أعلم عددها أخبرك بأنه زوجي، كرم جعلني استثناءاً في حياته ،أمسك يدي في وقت كنت بأمس الحاجة له ، دعمني وساندني بكل ما يمتلك من حب ، شاركني تفاصيلي وجعلني أشاركه تفاصيله كلها ، إنه الرجل الذي أحب وأعشق يا أمي ، و أنا لن أتخلى عن وجوده في حياتي مهما حدث

حملت والدتها حقيبتها وهي تنظر لها بنظرات غاضبة ، غاضبة لدرجة أن جسدها يهتز بتوتر واضح ، راقبتها حلا وهي تخطو نحو الخارج ، وقبل أن تمسك مقبض الباب لتفتحه قالت لها بصوت يحمل بعض الرجاء بأن تعيد حساباتها :
_ إن هذا منزل ابنتك وحفيدتك إن أردتي يوماً أن تكوني جزءاً من عائلتنا فأنت مرحب بك بالتأكيد يا أمي
لكن والدتها لم تجبها ، وإنما أغلقت الباب خلفها بغضب ، جعل الصغيرة تستيقظ ببكاء

….

لحظات وكان كرم بجانبها ، هزت أعماقه وهو يراها تحمل ابنتها تشاركها البكاء ، أخذ الصغيرة منها يحاول تهدأتها فيما بذراعه الآخر ضم حلا إلى صدره ، يستمع لنشيجها بألم غُرز كسكين بصدره ، توقفت الصغيرة عن البكاء فقال وهو يربت على ظهر زوجته :
_ اجلسي يا حلا ، واستريحي قليلاً
فعلت كما طلب منها ، تخبأ وجهها بين كفيها ، قلبها يؤلمها بشدة وهي تعي أنها فقدت آخر خيط يربطها بوالدتها ، والدتها التي سيمنعها كبرياءها عن القبول بأي خطوة قد تقرب بينهما من جديد
لم تنتبه لكرم وهو يهاتف فاطمة لتحضر إليهما

حضرت فاطمة مسرعة فهالها وضع حلا ، قال كرم وهو يعطيها الصغيرة :
_ اهتمي بها يا خالتي ، سأخذ حلا قليلاً للخارج علّها تهدأ
أجابت خالته طلبه ، تحمل الصغيرة نحو المطبخ لتطعمها ، فيما هو اقترب من حلا هامساً :

_حلا

أتاها همسه باسمها ، فأغمضت عيناها بألم ،

_هل أنت بخير

سألها بقلق وهو يجثو قربها فأبت أن ترفع أنظارها إليه ، وهي تشعر بوجهه قريبا منها ، أمسك وجهها يرفعه نحوه ، وجهها محتقن بالدموع وشفتاها ترتجفان بتوتر ، مد أنامله يمسح دموعها ، فما كان منها إلا أن ارتمت بين ذراعيه تبكي ، ضمها إليه يربت على ظهرها وهو يهمس لها :
_ إهدأي يا حبيبتي ، أعدك أن كل شيء سيكون بخير
لكنها لم تجبه وإنما تشبثت بملابسه أكثر تبكي ، أبعدها عنه يناظر وجهها الذي غطته الدموع :
_ لنخرج قليلاً
دون أن يستمع لإجابتها كان يسحبها نحو الحمام ، أوقفها أمام المغسلة ثم قام بغسل وجهها ببعض الماء ، وبعدها طلب منها أن ترتدي
معطفها ، بعد لحظات خرجت إليه بنظرات حزينة ، فأمسك كف يدها و خرجا معاً
……ً
كان الجو بارداً في الخارج ، فأمسكت قبعتها ترتديها ، وقفازيها الصوفيين ، تجمدت نظراته على ملامح وجهها والتي زادتها القبعة الصوفية بهاء
كما تخيلها حين اشترى لأجلها الخيوط الصوفية .. لقد أبدعت خالته فاطمة بحياكتها لتلائم حبيبته الغالية
تلونت وجنتاها بحمرة وهي تلاحظ تحديقه بها، وقد علمت سبب نظراته فقد سبق و أخبرتها فاطمة أنه من اشترى الخيوط لأجلها ، حاول بشدة ألا يزرعها الآن بين أحضانه ، وهما أمام مدخل البناية ، سحبها من كفها قائلاً :

_ تعالي معي إلى الحديقة

رغم تفاجئها بطلبه ، إلا أنها لم تجد نفسها إلا وهي تسير خلفه نحو الحديقة الخلفية
كالمسحورة كانت تسير دون اعتراض حتى أجلسها على الأرجوحة الموضوعة في الحديقة
وقف خلفها يدفع الارجوحة نحو الأمام بهدوء ،
نظرت له وهو يحرك الأرجوحة يخبرها بهمس وهو يتأمل ملامحها :

_ كان يوما مثلجاً حين وصلت للمدينة .. رغم برودة الطقس إلا أنني كنت سعيدا بعودتي للعيش في مدينتي بعد ثلاث سنين من الإغتراب .. ليس لي منزل خاص بي رغم مقدرتي على شراء واحد ، لكن لطالما كان منزل خالتي فاطمة هو منزلي ، هو المنزل الذي تربيت وترعرعت به بعد وفاة والدي وأنا بسن صغيرة ، نزلت يومها من سيارة الأجرة أمام هذا المنزل وبقلبي حنين كبير لكل التفاصيل الصغيرة قبل الكبيرة
تأملت البناء والنوافذ و الشارع الذي لم يتغير أبداً
أخذت نفسا عميقا مشبعاً برائحة أشجار الليمون التي تنتشر في الحديقة الأمامية للمنزل
ومع أول خطوة كنت اخطوها نحو الداخل بقصد عبور الممر تناهى لسمعي صوت ضحكات سعيدة قادمة من هذه الحديقة
تحركت خطواتي دون إرادة مني باتجاه اليمين نحو مصدر الأصوات ، وصوت الضحكات يعيد لي ذكريات قديمة كنت أنا بطلها بامتياز
تسمرت خطواتي و أنا أشاهد شابة وبرفقتها طفلة صغيرة
الشابة تجلس على الأرجوحة و الصغيرة بين ذراعيها
رغم برودة الجو ورغم الثلج المتساقط إلا أنهما كانتا تلهوان بسعادة
كانت الشابة تصرخ بفرح مماثل للصغيرة

لمعت عينا حلا بشعور غريب وهي تتذكر ذلك اليوم الذي كانت فيه بزيارة عمها ، لتقرر بلحظة جنون قبل أن تغادر أن تلهو مع ابنتها في الحديقة وعلى الأرجوحة التي تحب ، استمعت له وهو يكمل قائلاً

_ راقبتها وصورتها حفرت بداخلي بشكل استغربته .. لأعلم بعدها أنها قريبة عمي فاروق فشعرت بالسعادة لأنني سأتمكن من رؤيتها مجدداً
اسميتها يومها جنية الثلج
ولكنه ثلج يعطي الدفء لروحي
جنية سرقت نبضات قلبي وجعلتني هائماً بعشقها
وهاهي اليوم تحقق أملي ورجائي بأن تكون رفيقة أيامي
أن تجعلني درعها الذي يدافع عنها
سندها الذي يحميها
وزوجها الذي يحبها لآخر نفس يدخل لصدره

نظر لها مؤكدا كلامه ، وهو يرى ترقرق عيناها بالدموع ، ولكنها دموع سعادة بما يجمعهما من حب
احتقنت وجنتاها بخجل ، وهي ترى نظرات جوري لها بعد أن وصلتها باقة الورد الحمراء بمناسبة عيد ميلادها
هيي لم تكن يوما من المهتمين بهذه المناسبة في حياتها
ولكن لا تنكر أن رؤيتها للورود الحمراء أثارت بهجتها
قالت جوري بمكر

_ إن السيد كرم قد أجاد الإختيار

ابتسمت وهي تقرب الباقة لأنفها تشم عبق الزهرات ، قالت بسعادة

_ إن رائحتها جميلة جدا ، كما مظهرها

قالت جوري مقتربة منها تضمها لها

_ لا تعلمين كم أنا سعيدة يا حلا … سعادتك يتردد صداها في قلبي .. أنت تستحقين رجلا مثل كرم يزرع أيامك فرحاً وسعادة

اغرورقت عيناها بالدموع وهي تستمع لكلمات صديقتها ، فقالت جوري بتأثر

_ لا داعي للبكاء الآن ، كوني سعيدة فقط يا حلا .. ثم إن جعلتني ابكي فستفسد زينتي ولن أتمكن من الخروج للقاء تيم

ضحكت حلا قائلة

_ كلا أرجوك ، وإلا فإن اسمي سيتصدر أخباره الصباحية بأنني من تسببت بالحزن لجويريته الغالية

تنهدت جوري بهيام ثم سرعان ماعادت تقول

_ هيا .. لقد تأخرت على ياسمين .

استقلت السيارة رفقة جوري وباقة الورود تستريح على حجرها
، رُنّ هاتفها باسم كرم
بابتسامة كبيرة أجابته ، وجوري تعيد تشغيل السيارة :

_ اهلا بك.. أجل عائدة للمنزل ..

رفعت باقة الورد أمامها تناظرها بعشق ، ثم عادت تحتضنها وهي تقول

_ إنها جميلة ..جميلة جداً لقد أحببتها

تلون وجهها باللون الأحمر أنبأ جوري أن صديقتها تستمع لوصلة غزل
بعد بعض الوقت انزلتها جوري أمام باب المنزل ، ثم غادرت رفقة ياسمين إلى منزلهما
خطت بخطوات سريعة كعادتها نحو الداخل لتفاجأ بمن يسحبها من يدها بعيدا عن المدخل
نظرت له بصدمة تحولت الى خجل وهي تجد كرم يقف قبالتها بابتسامته

_ لقد تأخرت

نظرت للساعة بيدها ثم له قائلة

_ لم أفعل ، إنه موعد قدومي
ثم قالت وهي تلكزه في صدره مدعية الغضب :
_ ثم أنت من اعتذرت عن القدوم لتقلني كما تفعل عادةً
ضمها لصدره فيما يصعدان الدرجات نحو منزلهما ، قائلاً
_ لحظات وأخبرك سبب عدم قدومي

فتح باب الشقة ، فدخلت قبله لتتفاجأ بمدخلها المزين بالبالونات الملونة ، نظرت نحوه بتساؤل ، فهمس لها ويديه تحيطان خصرها بحب:

_ كل عام و أنت حبيبتي وجنتي

أسندت كفي يدها على صدره ، تناظره بعشق لم تعتقد يوماً أنها قد تمتلكه ، وبجرأة لم تعتادها في نفسها أهدته قبلة طويلة ، ثم همست له :
_ كل عام وأنت موجود في حياتي حبيباً وأماناً لا يفارقني

أراد أن يختطف أنفاسها بقبلة ، لكن
صوت خالته فاطمة القادم من الصالة ، جعله يتذكر أنهما ليسا بمفردهما ، قبل أرنبة أنفها بسرعة وهو يقول غامزاً إياها :
_ بعد ذهابهم سأحتفل معك كما أشاء

دفعته بعيداً عنها برفق وهي تقول بخجل :
_ توقف عن هذا يا كرم
تذمر قائلاً
_ أنت زوجتي إن كنت قد نسيتي ذلك
ضحكت وهي تخبره أنها لم تنس ، ثم دخلت نحو الصالة وهو خلفها

ركضت الصغيرة نحوه فحملها مقبلا إياها ، ناسيا حلا وخالته

_ تعالي يا صغيرتي لنطفئ الشموع، ونتمنى أمنية

بغيرة طفولية اعترضت حلا

_ إنه عيد ميلادي أنا .عيد ميلادها هي كان منذ فترة ، أخبريه خالتي فاطمة

ضمتها فاطمة مهنئة ثم قالت

_ عيد ميلادك و أمنيتك أنت ، لكن لابد لنا من تدليل الصغيرة

سارعت تقف قرب كرم ، ثم ما لبث أن وصل عمها فاروق وزوجته يشاركونهم الاحتفال
تلقت التهاني ثم قامت بتقطيع قالب الحلوى
وقبل أن تتناول أي قطعة قال كرم برجاء

_ هل يمكن أن تحضري لي كوب ماء

اشارت له بأجل ثم اتجهت نحو المطبخ ، فلم يلبث أن تبعها
شعرت به خلفها فارتبكت
استدارت نحوه تعطيه الكوب ، فأخذه منها يعيد وضعه على الطاولة ، ثم عاود الإقتراب منها مجددا
عيناه متعلقة بعيناها
هل هي اليوم أجمل
أم أن حبه لها ما يجعله يشعر بأنها كل يوم تزيد جمالا عن اليوم الذي قبله

_ كرم

همست وهي تحاول دفعه بعيدا بكفي يدها اللذان استقرا على صدره
لكن كرم همس بصوت اجش من العاطفة

_ عيون كرم و قلبه

امتدت يده تلامس خصلات شعرها الثائرة بجنون

_ كم أعشق هذه الخصلات

ثم ارتحلت أنامله نحو وجنتها ، ليهمس بخفوت اكبر

_ وجهك بات رفيق كل أحلامي .. اخبريني أنه كان لي نصيب في أمنيتك التي تمنيتها قبل قليل

نظرت له تشعر بدوران الكون بها
مالذي يفعله هذا الرجل بها من كلمة واحدة
اقتربت منه حتى أصبح وجهها قريبا من وجهه تهمس له بتأكيد وحب

_ أنت كل أمنياتي .. إن تمنيت من الله شيئا فهو أن يبقيك لي ، بأنانية لأول مرة احملها في قلبي ، تمنيتك أن تكون عالمي كله ، وأكون عالمك كله

دون أن يترك لها مجالا للإعتراض اقتنص شفتيها بقبلة رقيقة
بادلته إياها بخجل
يغرق بها ومعها
ولكن أصوات الضحك من الخارج جعله يبتعد عنها مرغما
يضمها لصدره
وجهها قريب من قلبه


….

بعد عامين
تجلس قربه في المطبخ وهو يعد طبق زينة المفضل ، تراقب اتقانه لإعداد شرائح اللحم ،وكأنه يقوم بإبداع لوحة خاصة ، يحرك قطع اللحم بقعر المقلاة بتأني ، ثم يضيف لها البهارات الخاصة والتي يمزج مكوناتها بنفسه ، يراقب نضجها ، ثم يقوم بوضعها في الطبق ، يضيف فوقها صلصة الطماطم ويزينها بعروق البقدونس الخضراء ، لاحظ مراقبتها له ، وضع الأطباق جانباً ثم اقترب منها وهي تجلس على الكرسي تقطع الخضروات لإعداد السلطة ، ابتسمت وهي تشير للأطباق التي جهزها :
_ ستكون زينة سعيدة بتناول طبقها كاملاً
ضحك وهو يختطف قبلة من خدها ، ثم قال وهو يجلس بجانبها :
_ أميرتي تطلب ما تحب تناوله وأنا عليّ الإسراع بالتنفيذ
ادعت الحزن وهي تزم شفتيها وقد انتهت من تقطيع الخضراوات :
_ طبعاً
أمسك كف يدها وهو يدير وجهها ناحيته هامساً
_ وجنتي كذلك تطلب ما تريده وسأكون ممتناً بسعادة وأنا أحقق لها رغباتها
بخجل لذيذ لقلبه كان تناظره ، فتجعل قلبه يتضخم بمشاعر كثيرة ، وهو يستعيد لحظاتهما الأولى معاّ كزوجين
لحظات أدرك فيها عذرية قلبها وعذرية روحها ومشاعرها التي وهبتها له
دون أن يترك لها مجالاً للإعتراض كان يقتنص شفتيها بقبلة تذيبها أكثر وأكثر
ثم حررهما مسنداً جبهته على جبهتها هامساً :
_ لولا خوفي من أن يفوتنا حفل الصغيرة لكنت تصرفت بطريقة أحبها أكثر
لكزته بكتفه بخجل وقد فهمت ما يرمي إليه ، استقام واقفاً وهو يقول :
_ سأقوم بترتيب الطاولة فالمدعوون سيصلون بعد قليل
….
بعد بعض الوقت كانت الطاولة عامرة بأطيب المأكولات التي أعدها احتفالاً بعيد ميلاد الصغيرة زينة
وقفت حلا ترتب فستانها الذي ارتدته فيما هو يحاول إقناع زينة بوضع الطوق المناسب للفستان على شعرها
لكن الصغيرة ترفض ذلك بعناد طفولي ، اختارت حلا عدم التدخل وإنما حملت هاتفها خارجة من الغرفة لتتأكد من قدوم خالها ووالدتها للحفل الذي تقيمه لصغيرتها ، نظر كرم نحو زينة يبعد خصلات شعرها المتموجة عن وجهها ، ثم قربها من المرآة قائلاً يخاطب انعكاس صورتها في المرآة :
_ انظري لثوبك الجميل الأحمر الذي ابتعناه خصيصاً لهذا الحفل
فعلت الصغيرة ما طلب وهي تنظر لثوبها الذي أحبته جداً ، تستمع له يكمل محاولة إقناعها :
_ إنه ثوب أميرة ، وهل يعقل أن تخرج الأميرة دون طوق يزين شعرها
زمت شفتيها بعدم اقتناع ، تجيبه بصوتها الناعم وبكلمات باتت تستطيع لفظها وهي ستكمل عامها الرابع اليوم :
_ الأميرة تضع تاجاً يا بابا
نظر لها يدعي تفكيره بما قالت ، ثم عاد يقول
_ معك حق ، لذلك سأشتري لك غداً تاجاً يليق بالأميرات
صرخت زينة بسعادة
_ حقاً ستفعل
ضمها إليه قائلاً
_ طبعاً سأفعل ، وسيكون شبيهاً بتاج تلك الأميرة التي شاهدناها على شاشة التلفاز بالأمس
_ اسمها رابانزل والأمير يدعى يوجين
أبعدها عنه متمتماً بحنق :
_ لم أسألك عن اسم الأمير
فاعترضت بتذمرها الذي يليق بسنوات عمرها القليلة :
_ لا توجد أميرة دون أمير ،مثلك أنت وأمي ، ألا تناديها أميرتي طوال الوقت
اعترض بذات طريقتها :
_ جنتي وأميرتي هذا ما أناديها به يا مدللة والدك ، والآن لأجل تاج الأميرة سنضع هذا الطوق
اقتربت تذعن لطلبه ، ثم عادت تنظر لنفسها بالمرآة بابتسامة ، فقال وهو يربت على كف يدها الصغير :
_ والآن هيا فيبدو أن المدعوين قد وصلوا ولا يصح اختفاء الأميرة عن حفلها

بعد بعض الوقت كان الجميع قد وصل ، وزينة تتحرك بينهم كالفراشة ، نظرت حلا نحو كرم الواقف بجانبها فهز رأسه لها بدعم ،وكأنه يقرأ أفكارها ويعلم ما تريد
ابتعدت عنه متوجهة نحو والدتها التي حضرت الحفل بعد إلحاح شديد من حلا ، جلست قربها تناولها طبق الحلوى الذي اقتطعته من قالب الحلوى الخاص بميلاد الصغيرة ،تهمس لها بصدق :
_ سعيدة بقدومك اليوم يا أمي
نظرت والدتها للطبق ، تأخذه بترفع ولولا وعدها لشقيقها بأنها لن تسبب أي مشاكل في الحفل لكانت غادرت منذ البداية ، لا تنكر شعورها بسعادة ابنتها ، رؤيتها لذلك الحب الذي يجمعها بزوجها ، ولا تنكر محاولات ابنتها وزوجها وحفيدتها لإشعارها بأنها جزء مهم من عائلتهم ، لكن لا تريد الاعتراف بما تشعر به علانية ، لذلك أجابت ابنتها بنزق تخفي خلفه شعوراً من السعادة يدغدغ قلبها كلما لاحظت حركات زينة وتصرفاتها المحببة للقلب :
_ لولا أنه حفل الصغيرة ما كنت حضرت
ابتسمت حلا ، وهي تعي أن زينة الوحيدة القادرة على كسر الجليد الذي يغلف قلب والدتها ، والدليل قبول والدتها لأي أمر بات يخص الصغيرة
فهي وكرم اتفقا أن لا تلغي وجود والدتها من حياتها ، بل العكس أن تحاول دائما إيجاد سبيل لتأخذ دورها كوالدة لها وجدة للصغيرة
….
انتهى الحفل وخلدت الصغيرة للنوم رفقة هداياها الكثيرة التي تلقتها اليوم ، وقفت حلا أمام المرآة تزيل القرطين من أذنيها ثم تتبعهما بالعقد المماثل لهما شكلاً
بينما وقف هو قرب الباب يراقبها ، اقترب منها حين لمح محاولتها لفك سحاب الفستان
_هل أساعدك
همس لها وهو يمنع يديها من إكمال عملهما ، ثم بلهفة كان يدفن وجهه بعنقها يشتم رائحتها التي تثمله وهو يهمس :
_ إني مشتاق مشتاق ، شهر كامل تمنعيني من بثك أشواقي كما أرغب
يديه تجرأتا أكثر ، تتجولان بحرية على ظهرها ، فيما قبلاته ترسل شرارات من الرغبة داخل جسدها ، باعتراض خافت قالت
_ كرم انتظر قليلاً ريثما أتأكد من نوم الصغيرة
رفع رأسه نحو وجهها الذي يذوب خجلاً ، ثم مال يقبل جانب شفتيها بينما يديه تجردانها من فستانها فيسقط متكوماً قرب قدميها :
_ لقد تأكدت من نومها ، فلا تشغلي بالك إلا بإشتياقي لك
التفت يداها حول رقبته تقربه منها أكثر ، فيما تهمس له بشوق
_ وأنا اشتقت لك كذلك ، لكن كان علينا الانتظار من أجل سلامة الجنين
ابتعد يتأمل ملامحها بجرأة اخجلتها ، ثم عاد يقترب منها يخبرها بأحب الطرق إليه كم هو مشتاق لها
بعد بعض الوقت كانت تستلقي بقربه فيما هو يستند بذراعه على الوسادة قربها ، يتأمل ملامح وجهها التي تستكين براحة ، لا يكف عن تأملها حين تنام بعد جولة من العشق الخاص بهما
مد كف يده نحو بطنها المنتفخ بشكل بسيط ، معلناّ عن وجود جنين ينبض داخل رحمها ، يكاد يكمل شهره الخامس ، همس بالحمد وهو يتذكر سعادتهما بخبر حملها الذي تأخر بعض الوقت
ثم عاد يستلقي قربها يضمها لصدره ، ويده لا تزال تمسد فوق بطنها بلطف
…...

حلا
هل تعلمين
أنك مثل مطر الشتاء لدي
هادئة رقيقة
تنثرين عبق الأرض
عاصفة
كزوبعة
ولكن
في قلبي أنا
تعبثين
ثم في نهاية المطاف
بين جنباته تستريحين
تنسين كل همومك
ترمين كل أحمالك
وبحبي فقط تشعرين
أحبك حلا لأيامي
تزيدين
وبأحرف أسمك
أهمس عاشقا
راغبا
وبكل العشق
تستجيبين
……. .
انتهى من الكتابة بمذكرته الصغيرة ثم أعادها لمكانها على الطاولة قرب النافذة المطلة على الحديقة الواسعة حيث غطى الثلج الأرض ومازال يتساقط بشكل منحه سكينة غريبة
كتابة بعض الأفكار على مفكرته هواية اكتسبها منذ وقت طويل ومازال لم يتخل عنها
وضع كف يده على الزجاج يراقب ندف الثلج الصغيرة
والتي تظهر كفراشات بيضاء راقصة تحت أضواء مصابيح الإنارة الموجودة في الحديقة الخلفية للمنزل
لطالما أحب الشتاء
وأحب كل التفاصيل المتعلقة به
المطر ..الريح … الثلج … الدفء.. والحب
ابتسم وهو يشتم عبق عطر محبوبته
ولكنه ادعى عدم الإنتباه لها ، و بقي على صمته وسكونه
لقد نام لبعض الوقت فقط ، فقرر الخروج للصالة كي لا يقلق نومها
ذراعين ناعمتين امتدتا بخفة لتحيطا بخصره فازدادت ابتسامته العاشقة وهو يشعر برأسها يستريح على ظهره يستمع لهمسها الناعس:

_ لم خرجت من السرير ؟ إن الطقس بارد

التفت إليها يضمها إليه يستند رأسه فوق رأسها قائلا بصوت يحمل بين طياته الشوق لها:

_ لقد تساقط الثلج .. والثلج يذكرني بك دائما

ابتعدت عنه ،تقف قربه تنظر من النافذة للثلج الذي تساقط ليلاً ثم عادت تنظر له تتأمله وهو مازال على وقفته ينظر إليها
كان يرتدي بيجامته الرمادية التي تحب وقدميه كعادته حافيتين ولكن سجاد الصالة يحميهما من البرد
امالت رأسها للجانب قليلا ثم همست وعيناها تتعلق بعينيه :

_ وماوجه الشبه بيننا أنا والثلج ،أنت لا تقصد أنني باردة مثله أليس كذلك ؟

قالتها بمكر لم يخفى عليه ، لكنه لم يجبها وإنما
ابتسم لعينيها التي تتأمله بعشق يوازي عشقه ثم سحبها من يدها نحو صدره مجددا فمدت يديها تحيط خصره
قادها نحو الأريكة المقابلة للنافذة جلس عليها وأجلسها في حجره ، وجهها يقابل وجهه
همس ويديه تعيدان خصلات شعرها خلف اذنها ليتسنى له تأمل وجهها كما يرغب

_ رغم أنني كررت لك الحكاية على مدى عامين كاملين لكنني سأخبرك مجددا … الثلج يذكرني بنقاءك .. بعطاءك

ثم اكمل وسبابته تضغط على موضع قلبها

_ بهذا القلب الذي تحملينه هنا … لقائي الأول بك كان في يوم مثلج .. لذلك ارتبط الثلج بك .. أنت وأنت فقط … أتعلمين أمرا

نظرت له مستفهمة فأجاب تساؤلها غير المنطوق هامسا أمام شفتيها

_ لم أتخيل أن قلبي سيحمل هذا الكم من الحب .. شارفت على الأربعين وقلبي لم يدق يوماً بهذه الطريقة أبداً .. ولكن حين قابلتك علمت لم .. لأنه كان بانتظارك أنت .. ليصبح نبضه مرتبطا بك أنت

بعشق لن ينضب همست حلا :

_ كرم

لم يجبها بكلام وإنما اقتنص شفتيها بقبلة .. فما بخلت عليه بعطاء تخبره أنها تماثله عشقا .. تماثله شغفا
ابتعد عنها مرغماً ينظر لوجهها وقد اكتسب حمرة شهية
تشبثت بكنزته وقد افترق جفناها لتظهر عيناها السوداء اللتين يعشق
صوت دقات قلبيهما كان مسموعا لكليهما نظر لها بمكر، وهو يمد يده يتلمس شفتيها بأنامله يضغط عليهما برقة
عيناها حملتا الكثير من الكلام ، من الحب ،من العشق له
قال وقد أفتر ثغره عن ابتسامة :

_ أما بالنسبة لسؤالك إن كنت باردة كالثلج ،فدعيني أثبت لك أنني أذوب بك عشقا يا امرأتي ، ما دام ما حدث منذ ساعات بيننا لم يثبت لك ذلك

دون أن يترك لها مجالاً لأي اعتراض كان يحملها بين ذراعيه عائداً بها نحو غرفتهما ، ليثبت لها ما أرادت معرفة جوابه ْ
……
تمت بحمد الله

noor elhuda likes this.

فاتن منصور غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-02-21, 10:31 PM   #30

فاتن منصور

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 417764
?  التسِجيلٌ » Feb 2018
? مشَارَ?اتْي » 133
?  نُقآطِيْ » فاتن منصور is on a distinguished road
افتراضي

أسفة جدا لتأخري بتنزيل الخاتمة
للاسف نحنا معظم الوقت من غير نت وكهربا
كل الشكر للذين تابعوني
ولمشرفات وحي لتفهمهم ودعمهم 😍😍

Soy yo likes this.

فاتن منصور غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:27 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.