آخر 10 مشاركات
قيدك الماسي (7) -رواية غربية- للكاتبة المبدعة: Shekinia [مميزة]*كاملة &الروابط* (الكاتـب : shekinia - )           »          321- سهام من حرير - ميراندا لي (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          تائــهــة في عتمتـك (الكاتـب : نسريـن - )           »          بعينيكِ وعد*مميزة و مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )           »          ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          91- بين ضفتي الحب -كيت والكر -عبير كتاب عربي (الكاتـب : Just Faith - )           »          A Walk to Remember - Nicholas Sparks (الكاتـب : Dalyia - )           »          305 - عــــلاقات خـــطرة ليليان دارثي(كتابة /كاملة )** (الكاتـب : الملاك الحزين - )           »          At First Sight - Nicholas Sparks (الكاتـب : Dalyia - )           »          347 - الراقصة والأرستقراطى - سوزان بيكر - م.د ** (الكاتـب : * فوفو * - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > ارشيف الروايات الطويلة المغلقة غير المكتملة

Like Tree2Likes
موضوع مغلق
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 14-02-21, 01:46 AM   #21

وسام الأشقر
 
الصورة الرمزية وسام الأشقر

? العضوٌ??? » 462759
?  التسِجيلٌ » Mar 2020
? مشَارَ?اتْي » 256
?  مُ?إني » الرياض
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » وسام الأشقر is on a distinguished road
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
سيؤتينا الله من فضله، وإنا إليه لراغبون.
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة موضى و راكان مشاهدة المشاركة
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 8 ( الأعضاء 2 والزوار 6)
‏موضى و راكان, ‏dalia22


فصل ممتع وسام تسلم أفكارك
تسلمي غاليتي ويارب دايما تستمتعي بالعمل




وسام الأشقر غير متواجد حالياً  
قديم 14-02-21, 01:49 AM   #22

وسام الأشقر
 
الصورة الرمزية وسام الأشقر

? العضوٌ??? » 462759
?  التسِجيلٌ » Mar 2020
? مشَارَ?اتْي » 256
?  مُ?إني » الرياض
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » وسام الأشقر is on a distinguished road
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
سيؤتينا الله من فضله، وإنا إليه لراغبون.
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة lautes flower مشاهدة المشاركة
رووووووعه حبيبتي 🌹
تسلم ايديك🌺🌷
بداية مشوقه❤ جدا في انتظارك حبيبتي 🌺
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة موضى و راكان مشاهدة المشاركة
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 5 ( الأعضاء 1 والزوار 4)

‏موضى و راكان



نرجس هى أمنا الغولة تبع الرواية شخصية قميئة بودى أشوف نهايتها و زينب تأخذ حقها منها
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة simsemah مشاهدة المشاركة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تسلم ايدك اسلوب سلس و بسيط
قصه تكاد تكون تتكرر فى معظم البيوت مع وجود بعض الزياده اوالنقصان
تسلموا غالياتي
وان شاء الله الاحداث تنول اعجابكم


وسام الأشقر غير متواجد حالياً  
قديم 19-02-21, 09:59 PM   #23

وسام الأشقر
 
الصورة الرمزية وسام الأشقر

? العضوٌ??? » 462759
?  التسِجيلٌ » Mar 2020
? مشَارَ?اتْي » 256
?  مُ?إني » الرياض
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » وسام الأشقر is on a distinguished road
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
سيؤتينا الله من فضله، وإنا إليه لراغبون.
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي الفصل الثالث

أخّر خطوات دخوله خطوتين تاركا لها مساحتها حتى لا تخطئ فهمه وتتهمه بإزعاجها والتطفل عليها، هذا ما لا يحبذه طوال حياته لم يسمح لحاله بأن يفرض نفسه على أي أنثى على الإطلاق، دائما تصاحبه شخصيته الرزينة المتعقلة، بعيدة كل البعد عن تهوره الحالي، رفع كفه يحك لحيته النابتة بحيرة تأكله من أمره المتقلب، فهو بذاته لا يفهمها ولم يصل لتفسيرٍ يريح عقله، نفث الهواء من صدره وضبط وضعية سترته الزرقاء وخطا بخطوات محسوبة يرمق جوانب المكتب بمقاعده المصفوفة فتقع عينيه سريعا عليها مستقرة على أحد المقاعد الجلدية مشغولة بأمرٍ يجهله، في لحظة تفكير سريعة منه قرر اختيار أحد المقاعد الأمامية لها فضلا عن المقعد الخالي بجوارها فهذا لن يمكنه من تأملها بأريحية ووضوح،x أراح جسده بعد أن حرر زر سترته وقد لاحظ عدم وجود "سهير" بمكانها، وقد شغل المكتب ثلاثة أفراد غيرهما من زبائن المكتب، رمقها خلسة من موقعه الاستراتيجى أثناء تلاعبه بهاتفه بحركات مزيفة، شعر بغرابة تحيط هيئتها الخارجية، أنثى مثابرة محاربة بمعركة لا تناسب إمكانيتها، قوية، عزيزة، ولكن لشخوص عينيها رأي أخر، عينيها المرسومتين باتقان يخفيان الكثير والكثير من الشجن، التوهة،x بل الضياع، وغزة جبارة استشعرها بنابضه كجعلته يرفع كفه يدلك مكانها خفيةً مُزيلا ألمه المفاجئ، انتبه على صوت ترحاب "سهير"، الذي يعتاده منها، فتلك المرأة دائما يشعر بؤلفتها كأنها فردا من عائلته، اجتماعية -محبوبة- بروحها البيضاء، فسمعها تتبع ترحيبه، تخبره بإحراج:
-"عدي" بك اعتذر اليوم ستضطر الانتظار قليلة، فاليوم جدول الاستاذ ممتلئ على غير العادة.
مع ذكر اسمه بصوتٍ مسموع لتلك الشاردة، كان يتمنى أن تنتبه، أو ترفع عينيها ليمحي عنهما شجنهما، التفتت سهير تراقب نظره الواقع على"زينب"، فاندفعت تصيح بحبور وترحاب معتادة عليه:
-السيدة "زينب"، المكتب أنير بوجودك اليوم.
أجفلت "زينب" في مكانها من مداهمة الأخرى بالحديث والتي سرقتها من شرودها في ذكريات، موجعة، رفعت كفها تريحه فوق صدرهها مهدئة طرقاته، تبلغها بصوتها الهادئ الذي يقتله:
-بنورك حبيبتي، هل سيتأخر موعدي كثيرا؟.
رفعت هاتفها تنظر للتوقيت المزيين شاشة هاتفها، وتكمل برجاء واضح:
-لدي موعدًا هامًا جدا.
كان هناك من يراقب الحوار بينهما بشغفٍ واضح، وابتسامة رجولية تزيين محياه إلا أنها اختفت سريعا على ذكر الموعد، ترى ما هو الموعد الهام؟، مراهقهُ المتهورُ بدأ في التململ من مكوثه ساكنا ولولا إحكامه الجيد على مراهقه المتهور؛ لأسرع في سؤالها:ما هو الموعد؟، ضغط على طرف لسانه يمنع نفسه من التدخل ولكنه لم يقدر المكوث ساكنا أكثر من ذلك صامتا، فأسرع يعرض مساعدته بشهامته:
-يمكنك الدخول أولا، لا يهم سأنتظر حتى تنتهي.
-شكرا
شكرا؟ فقط كلمة شكر!، مختصرة - خالية- من الامتنان المطلوب في تلك اللحظة، مثلت له الكثير، ما بك "عدي" ؟، هل جننت؟، إنها مجرد كلمة، انتبه ل"سهير" بعد أن استقرت خلف مكتبها تقلب بعض الأوراق بيدها تبلغه بلباقتها:
-حالا، وستكون قهوتك بين يديك.
ثم ألتفتت لتلك الضائعة تولي اهتمامها الكلي لها تسألها بتعاطف نبت مؤخرا اتجاهها:
- وأنتِ ما قهوتك؟
انتبهت لحديثها الودود لتنتشلها مرة أخري من دوامتها المهلكة الطاحنة نفسيا، تعتذر لها بصوتها الرنان الذي أوضح ذبذباته مدى الحزن الذي يشوبه:
-اعتذر منكِ، أي قهوة تقصدين!
x x x x xx .........
ظلّ يرتشف قطرات قهوته باستمتاع لم يجد بعده متعة، وهو يراقب جنيته التي رفضت عرض القهوة المجاني، بتصريح لطيفٍ منها أنها لا تحب تناولها مطلقا ولا تنجح بإعدادها على الإطلاق، تصريحا جديدا منها يقربه أكثر لاكتشاف سر من أسرارها، كم سرا أيتها الجِنّية تحملين يا تُرى؟، وكم من الوقت سيأخذه لكشف باقي الأسرار المخفاه؟، رمق حركة إبهامها التي لم تتوقف عن حك جلد حقيبتها الذي كاد يصرخ مستغيثا لترحمه قبل أن تقشرx وتفسد هيئته، قطع شروده بها رنين هاتفها الذي أسرعت في الرد عليه كأنها على علم بصاحبه، لتنتفض من مجلسها ويسقط على آثارها حقيبتها مبعثرة محتوياتها أرضها، أسرع هو بإراحة فنجانه فوق طاولته الصغيرة، وفي لحظة كان منحني على عقبيه يجمع محتوياتها المبعثرة مانعا إياها من الانحناء فتلك المرأة لن يسمح لها ابدا بالانحناء مادام حاضرا، حتى لو كانx لجمع مقتنياتها، وأذنه تلتقط كلماتها المختصرة، التي أوحت له أن أحد أطفالها يعاني من أمرٍ ما، وقف يواجهها حاملا حقيبتها منتظرا إنهاء مكالمتها بقلبٍ مقبض، ياليته يستطيع سؤالها عما تعانيه، لعله بيده محو عثرات قدمها، انتشلت حقيبتها من بين أصابعه ليتلامسا لثانية ارتبكت لذلك التلامس غير المقصود، لتختفي من أمامه تاركه إياه مغيبا بفعل تلك اللمسات الرقيقة.
x x x xx - - - - - - - -
بعد مرور أسبوعين
...........
-لن أسمح له برؤيتها، مادام أنا على قيد الحياة.
صرخ بها "عدي" في صديقه المقرب "أبو بكر"، فجاءه صوت صديقه المتعقل قائلا بعملية:
-لقد قام برفع "دعوة رؤية" وهذا حقه، لقد حظرتك أكثر من مرة، أبلغتلك بألا تدفعه للخوض في معارك قانونية، فهي ابنته وله الحق في رؤيتها.
انتفض من جلسته يجذب خصلات شعره بضيق، يقارعه:
-يجب عليه أن يحرم منها كما حرمنا من والدتها، لقد تسبب في قتلنا أحياءً بموتها.
-أنه قضاء الله، وعليك أن تقتنع أنه كان عمرها وحالتها الصحية كانت غير مبشرة.
رمقه"عدي" بنظرات حانقة متمردة، فهو لن يقتنع أبدا بأقوالهم، فصاح ببغض:
-لقد عجّل بتأخر حالتها، عجل بموتها، لقد ظهرت دناءته ومعدنه الصديء، مع أول أزمة تعرضت لها بدلا من أن يكون سندا حاميا، غدر بها وأسرع في الزواج من أخرى وهي على ذمته، ليبرر أنه رجلا ويحتاج زوجة ترعاه، ماذا لو كان أصيب بنفس مرضها؟، أكانت لتتخلّ عنهx لمرضه كما فعل؟، ملقية بابنته التي لاتتعدّ الخمس سنوات في بيت جدتها المسنّة، الأن تذكر ابنته، الأن؟
-اتفهم جيدا موقفك، ومقدرا لوضعك، ولكن الحكم يجب تنفيذه وإلا ستعرض نفسك للمساءلة.
هز رأسه بتفهم، يفكر ببعض الهدوء، فيقطع شروده رنين هاتف صديقه، ليتلقى المكالمة باهتمام واضح:
-مساء الخير سيدة" زينب".
انتفض"عدي" على ذكر اسمها ولقد نسي السبب الأساسي في حضوره اليوم، وهو السؤال عن أحوالها، لاحظ صديقه المقرب انتفاضته الواضحة على ذكر اسمها وتأهبه لسماع المكالمة، ولكن سرعان ما وصلها صوت انهيارها، وبكائها مع خروج كلماتها المتقطعة فصعب عليه فهم فحوى حديثها، فاسرع يهدئها:
-سيدة"زينب"، أنا لم أفهم شيئا مما قلتيه، عليكِ تهدئة نوبة بكائك حتى أفهم كلماتك المتقطعة.
-ماذا بها؟، تكلم.
كان هذا سؤال "عدى" المتلهف، فأسرع صديقه يهدئه بإشارة من إصبعه وتابع يقول بكياسة:
-لا عليكِ سيدة "زينب" فإنه بالشيء المتوقع منه، بل أنه تأخر في تلك الخطوة عامين.
صمت للحظات يستمع لكلماتها المنهارة، ثم طلب منها برسمية:
-سأنتظرك غدا سيدة "زينب" لنتناقش في ذلك الأمر، ولا تقلقي من أي شيء.
وقف "عدي" متحفزا للعراك والقلق يأكله، فمن المؤكد طليقها قام بمضايقتها، انتظر إغلاق الهاتف فعاجله "أبو بكر" يجيبه قبل أن يسأل:
-يبدو أنه يوم قضايا الرؤية العالمي "عدي" بك.
تنفس الصعداء بعد معرفته سبب بكائها وانهيارها ليباغته "أبو بكر" يحاصره:
-ألا ترى أن نوبة اهتمامك بالكونتيسة "زينب" فاقت المعقول "عدي"بك، أم يُهيأ لي؟!
تجاهل مواجهة صديقه له بحقيقة مشاعره، هو نفسه يجهل سبب اهتمامه المبالغ فيه، فاندفع يرجوه على استحياء:
-"أبا بكر"، هل يمكنني الاستعانة بك في خدمة؟!
x x x x x x ———————-x
في إحدى الحارات الشعبية
—————-
-افتحي يديك، أمي، وانظري ماذا أحضرت لكِ.
اتسعت عينا والدتها على اتساعهما لرؤيتها لذلك البريق اللامع المنعكس من السلسال الذهبي ثقيل الوزن والقيمة الذي يتدلى من بين أنامل ابنتها باستعراض، فاندفعت تنتشل تلك القطعة الثمينة من أناملها بلهفة، تسرع في ارتدائه قائلةً:
-لا أصدق، لقد اشتريتيه لي، أنه غالي الثمن.
ابتسمت "همسة" على سذاجة أمها وضيق أفقها، فأجابتها باستعراض لوضعها الجديد وبمشيتها المختالة:
-مابكِ، أم"همسة"، أنسيتي ممن تزوجت ابنتكِ وناسبتي مَن؟، ابنتك تزوجت من ابن أكبر تاجر لقطع السيارات بالمنطقة، الوضع الأن اختلف عن ذي قبل، ويجب عليكِ اعتياد الأمر.
عبست والدتها باسترابة واقتربت تشاركها جلستها، تسألها على استحياء:
-مِن أين لك بثمنها؟، إياك والتهور، فيجب عليكِ سحب مبالغ بسيطة من أموال زوجك، لا مبالغ تلفت الانتباه لكِ.
أراحت"همسة" جسدها فوق أريكة والدتها المتهالكة، وشردت بالطريق الظاهر من نافذة والدتها بالدور الأرضي، لقد مقتت حالها وفقرها منذ زمن وآن الأوان لتصليح ذلك الوضع، آن الأوان للتمرد على ذاتها، وعلى من حولها لتتذوق طعم وحلاوة سواد الظلم للأخرين وانتصارها، طلما تذوقت مرارة الظلم كفريسة له، آن الأوان لتصلح أوضاعها، فاقت من شرودها على وغزة مؤلمة من كف والدتها لساقها، فأولت اهتمامها لها لتريح فضولها:
-طمئني قلبك الملهوف، فذلك السلسال له قِصّة أخرى، واعتادي ذلك في الفترة القادمة، سأجلب لك أكثر من ذلك من الأن وصاعدا، أكثر مما تتخيلينه.
راقبت انصراف والدتها للداخل ثم ولّت اهتمامها للطريق أمامها، فلمحت من بعيد سير أخر شخص ترغب في رؤيته تلك اللحظة الحساسة من حياتها، تلك المرحلة التي تعاني فيها الكثير من التخبط وعدم الاستقرار النفسي، تقف وسط أمواج البحر تستقبل تلاطمها بقوة وصلابة لا منها تسقط وتستسلم لتمتزج بملوحته وتذوب، ولا منها تقدر على الثبات بقوة لمجابهة قوتها بجسدها الهزيل، لتقف بعدم ثباتٍ على شفا السقوط بأعماقه، فسقوطها لا يمثل إلا سقوطها بذكرياتها المهلكة معه التي طالما تتهرب منها، انتبهت على صوته الأجش التي تحفظ نبراته عن ظهر قلبٍ منذ نعومة أظافرها، لتجده يلقي التحية ببعض الحذر الذي يجبره الموقف:
-السلام عليكم.
رفعت نظرهها إليه باهتمام ترمقه بنظرة متمردة مزيفة -قوية- تخفي خلفها هشاشتها، ترد تحيته بتحفز فراقبت هي وجهه الذي شرد بالطريق الضيق يراقب المارة ثم بادر يسألها بعينين متهربتين يملأهما الذنب:
-كيف حالك"همسة"؟، أراك في أحسن حال الأن.
-بالطبع في أحسن حال، هل كنت تنتظر عكس ذلك؟!
قالتها بنبرة ساخرة، لكنه أكيد أن تلك السخرية تخفي خلفها شرخا كبيرا بروحها، فأسرع يدافع عن نفسه ببعض المداهنة:
-بالطبع لا، كل ما أتمناه رؤيتك في أحسن حال، كما أنت الأن.
صمت للحظات أراد إزالة حاجز الجليد الذي أقيم بيديه، فأسرع يعتذر بلباقته كأنه لا يجد مايقال في مثل تلك الظروف:
-اعتذر عن عدم حضوري لزفافك، لقد كنت وقتها مسافرا، و...
قطعت حديثه بنبرة مستهزءةٍ متسائلةً ساخرة:
-لا تقل!، إنك كنت ستحضر إن كنت متواجد.
-بالطبع كنت سأفعلها، مهما حدث بيننا ستبقين ابنة عمّي التي أكن لها كلّ معزة واحترام.
-وماذا كنت ستخبر العروس الجديد؟
أكملت ساخرة:
-أنا ذاهب لحضور زفاف زوجتي السابقة، التي من المفترض أن تكون معي الآن بدلا منك، لولا إصرار أبي وأمي للزواج ممن تمتلك رحما خصبا للإنجاب بدلا من تلك المسكينة العقيم.
------

ابتلع "مروان" غصة شقت حنجرته نصفين، فهو أكثر من عليم عن حجم الجرح المترسب بروحها، لها كل الحق في ثورتها عليه، ولكنه لم يرغب في حرمان والديه من ذريته وخاصة بعد وفاة شقيقه الأصغر بعد عدة أشهر من زفافه تاركا خلفه زوجة بأحشائها جنينا لم يكتب له الاكتمال، فأسرع يبرر بصوته المتألم لحالها:
-لك كل الحق بأن تكرهيني، ولكنك أكثر من عليمة بالوضع الذي أجبرت عليه وقتها، حرمان والدي من ذرية "مصطفى" رحمة الله عليه لأمرٍ صعبٍ علينا، مما زاد الوضع صعوبة أنك..كنتِ...
قاطعت استرساله بحدة تدافع عما تبقى من كرامتها كأنثى:
-هل الأن تلقي اللوم على كاهلي؟
-لا لا، لم أقصد ولكنك لو كنت أعطيتني فرصة، مجرد فرصة للتفاهم لكنّا في وضع مختلف الآن.
انهت الحوار بينهما، بكلماتها الجامدة الخالية من التعاطف، ستبقى دائما تلقي كامل لومها على عاتقه لأخر نفس بروحها:
-انتهى الأمر بيننا "مروان"، وكلا منّا اختار دربه باختياره، اتمنى الأن أن تكون مرتاح البال أنتَ وعمّي وزوجة عمّي.
x x x ———————
حمل ثقل جسده ليخطو بخطوات ثقيلة لبيته، يشعر كأنه يحارب لدفع قدميه الثقيلتين للوصول له كما هو مؤخرا، يدفع نفسه للبقاء خارجه أكثر من التواجد داخله، رفع كفه بتحية بلا روح لأحد المارة بدون نبسها، حتى وصل لدكان والده "حامد" وهو يجادل أحد زبائنه على سعر قطعة القماش المفصلة، قائلا:
-بالله عليك هل هذا يعقل؟، إن اشتريت ذلك القميص من المحلات من وسط المدينة، ستدفع ضعف الثمن الذي أطلبه.
-ياحاج "حامد" أعلم أن عملك لا يضاهيه شيئا، فأنت تملك أنامل ذهبية انقرضت منذ زمن، ولكن خفض لي قليلا، ليكرمك الله في ابنك وزوجته وتفرح بأحفادك عن قريب.
رفع "حامد" كفه بالهواء يبرر حجته، فهو أكثر ما يكرهه الجدال في عمله:
-بالله عليك لا طاقة لي بجدال يهد الحيل، إن لم ترغب في قطعة الملابس اتركها وسيأتي ذبونها، بإذن الله.
وقف مروان يراقبهما بصمتٍ بعد أن ألقى تحيته، مفكرا كم يهلك أبيه حاله بدون فائدة، فهل ما يفعله سيساعده على النسيان؟، انتبه لانصراف الزبون حتى ولج ببطء يلقي بجسده فوق أقرب مقعد خشبي بالدكان، رمقه والده بنظرة مقيمة وبعين خبير وهو يضع الأموال بجاروره المخصص، متسائلا بأسلوب متواري:
-مابكَ؟
-لا شيء!
سرعة إجابته أكدت ل "حامد" شكوكه، فاندفع يوبخه على ضعفه الذي يؤلمه ولا يستسيغه من ولده المتبقي له:
-هذا هو مربط الحديث، لا شيء، لقد رأيتها أليس كذلك؟
أخفض رأسه ينظر لقدميه وهو مستندا بمرفقيه فوق ساقيه، لم لا يشعر به من حوله؟، إلى متى سيظل في تلك الدائرة المغلقة؟، وهل أراد الخروج منها بالفعل من دائرتها؟، التي تجعله يدور في مدارها بلا توقف كأنها الشمس التي لن تطفئ إلا بفناء عالمه، انتبه لإقرار والده المباشر:
_لقد رأيتها وهي ذاهبة باتجاه منزل والدتها، عليك التخلص من ماضيها يابني والانتباه لحياتك القادمة، كما هي فعلت تماما.
صمت للحظات فرفع "مروان" عينيه البائستين يخبره بما يوجعه بصمت شفتيه، فأكمل "حامد" بصرامة تلزم الموقف الجديد:
-حالك لا يعجبني مع زوجتك.
-هل اشتكت؟!
-ياليتها تنطق وتشتكي بما تشعر به وتحمله داخل صمتها، هل ترانا كبرنا على رؤية ما بينكما؟، اسمع بني لم يجبرك أحد على اتخاذ خطوة ستر أرملة أخيك بعد عرضنا الأمر.
أسرع يدافع باستماتة:
-ولكني لم أبادر بالعرض!
-ولكنك لم ترفض العرض وقتها، تذكر سواء أنا أو والدتك المكلومة لم نكن لنجبرك على اتخاذ الخطوة ابدا.
صمت "مروان" يفكر في أمر أرملة أخيه، وزوجته الحالية، الذي كان يتوقع عندما يقبل بعرض زواجه منها إرضاء لوالديه، سيقابل العرض بالرفض من اتجاهها هي وينتهي الأمر، ولكن لم يكن يدرك أنه سيقع بين مطرقة وسندان عندما علم بقبولها للوضع، ليزداد كل يومٍ حنقا وكرها لما سببته بانقلاب حياته وانفصاله عن حبيبته، التي أسرعت في طلب الطلاق ردا لكرامتها المهانة، فاق على ضربات خفيفة فوق كتفه من والده يوصيه:
-راع الله في أرملة أخيك، لقد أوصانى عليها يا بني، وأن الأوان أن يأخذ زواجكما شكلا أخر.
x x x x xx - - - - - - -
تحرك بعينيه داخل منزل والده يصدر أصوات مزعجة للفت الانتباه، مع تنحنحه ليلفت الاسماع لوصوله، إن كانت بالداخل مع والدته بأريحتها أم لا، سمع صوت والدته"جميلة"، تخبره بنبرتها لائمة:
-تعال، فإنها ليست هنا.
تنحنح مرة أخرى إحراجا من كشفه أمام والدته بتلك الصورة، ليراها تظهر من خلف باب حجرتها، تخبره بنبرة قرأ بها اللوم والضيق:
-تأخرت اليوم على غير عادتك، فموعد وصولك مر عليه أكثر من ساعة تقريبا.
حك أرنبه أنفه وبعيون متهربة أجابها:
-انتظرت قليلا بالدكان مع والدي.
مال ثغرها بابتسامه يعرفها، فأمه تحفظه كخطوط يديها خطا خطا، لتبادر في القول وهي تتجه جهة مطبخها وهو يتبعها بخطواته الثقيلة:
-لا تكذب عليّ يا "مروان" فأنا منذ قليل كنت أجمع الملابس من الشرفة، ولقد رأيناك عند بيت عمك، قبل وصولك لدكان أبيك.
فهم سريعا صيغة المثنى التي تتحدث بها لتقصد بها "هنا" أرملة أخيه، قطعت شروده وهي تكشف عن الأواني الساخنة المتصاعد منها الأبخرة والروائح التي تزغزغ المعدة وتداعبها،x فتهرب من الحوار برمته ليقترب يطبع فوق رأسها يتبعها خطف إصبع من الباذنجان المحشو يتذوقه باستمتاع مزييف يحاول إرضاءها قائلا:
-سلمت أناملك الجميلة، يا "جميلة" الكوكب والمجرة بأكملها.
ابتسم ابتسامة مغتصبة، ورفعت عينيها المغشية بالدموع، تخبره:
-ذكرتني بالمرحوم "مصطفى"، بارك الله لي في عمرك ياولدي ويريح قلبك الملتاع مع من تستحقه، ورزقك الله بذرتك الصالحة.
رفعت ظهر كفها الأيمن تزيل بقايا عبراتها الهاربة من محجريها تصحح له كلماته قائلةً:
-سلمت أنامل زوجتك، فالطعام من صنع يديها كالعادة، منذ دخولها علينا ترفض مجرد وقوفي للأعداد الطعام، ابنة أصول صحيح!
ختمت جملتها تلك الكلمات ذات المعنى الذي يفهمه بدون استفسار عما تخفيه الكلمات، ثم تابعت تأمره:
-اجلس، اريد الحديث معك قليلا.
-أمي بالله عليكِ، لات...
-قلت اجلس، تخال نفسك كبرت عليّ.
جلس على مضض وهو يلبي رغبتها بملل لا يظهره احتراما لها، فسمعها تخبره بصوت متعقلٍ مهزوز النبرات لشجنه:
-أنت تعلم معزتك الغالية لا تقل ولا تنقص عن المرحوم "مصطفى" فأنت البكري، يجب عليك تحسين أمورك مع أر.. أقصد زوجتك، لا يعجبني الوضع مطلقا فزواجكما مر عليه عاما من الآن وأشعر أن الفجوة بينكما تزداد يوما بعد يومٍ، لا تنس يا بني أنها كانت عروس لم تكتمل فرحتها بموت أخيك، المسكينة يؤلمني حالها وصمتها الذي لم يتغير، فأنت الرجل في المعادلة، وعليك أنت البدأ بحياة زوجية مستقرة وتقريبها إليك، لا كل منكما بمكان، أتظن أنني لم أفهم ما يحدث أنا وأبيك بينكما.
هز رأسه بملل لا يقدر على المراوغة فهو بالفعل لا يستطع حتى النظر بأعينها فكلما فعلها وجد صورة أخيه حاجزا بينهما، كيف قبلت بذلك للوضع؟ انتبه لما تخبره به والدته باهتمام:
-هيا اصعد لها لتسرع في تجهيز حالها فالناس على وصول.
-أي ناس!
-أهلها قاموا بالاتصال سيأتون للاطمئنان عليها، حقهم يا ولدي.
x x x - - - - - - -
وقف متململا يزفر هواء صدره ضيقا، لبطء استجابتها في الرد وفتح باب شقة شقيقه تلك الشقة، التي أسس أجزائها بنفسه مع أخيه الصغير استعدادا لزفافه منها، يعلم أنها بالداخل كعادتها تهرب لحصنها المنيع ولن تتجرأ دخول شقته مع "همسة" من نفسها، طرق مرة أخرى طرقاتٍ عنيفة يبث فيها غضبه منها ومن برودها، فيفتح الباب الفاصل بينهما بعد برهة ببطء تظهر من خلفه بقصر قامتها وجسدها الذي زاد نحافةً بعد وفاة شقيقة الأصغر تخفيه خلف عباءتها البيتية بلون الكحلي مزيين بخيوطٍ زهرية من الصدر والأكمام، تلك الأكمام الطويلة التي دائما تجذبهما للأمام تخفي من ورائهما كفين نحيلين يظهر من خلفهما خطوط أوردتها الزرقاء بنفور، أجابته بعينين زائغة تتهرب من لقائها بخاصته:
-لم كل ذلك الطرق؟، لقد كنت أرتدي ملابسي.
نطق ساخرا:
-وهل كل مرة أطرق الباب بها، تكوني فيها ترتدين ملابسك، ما الجديد؟
نظر خلفها بشرودx بجوانب الشقة الذي قام بإعدادها ركنا ركنا ومنذ عام ونصف تقريبا، ليجفل فجأة عندما استشعر إغلاقها لزاوية الباب تمنعه من التمعن بالداخل أكثر، لم يهتم كثيرا بحركتها أو بها شخصيا،x فأشار لها برأسه وهو يقول:
-أمي أبلغتني بأن عائلتك ستحضر اليوم للاطمئنان على أحوالك، هل أنتِ جاهزة لرسم دورك ككل مرة؟
غصة مسننة منعت ابتلاعها لريقها لتتذوق مرارة العلقم بحلقها، فأجابته برد اعتبره تحديا منها:
-بالطبع جاهزة.
-بالطبع، نعم، ولكن بعد انصرافهم لنا للحديث بقية.
x x xx - - - - - - - - - - -
-لم يكن هناك داعٍ لكل تلك الأشياء ياحاج "اسماعيل"، فنحن لسنا أغرابا.
قالها "حامد" مجاملا بامتنان حقيقي لتعبهم كل زيارة لابنتهم؛ كعادة أصيلة لدى بلدتهم، فأردف الحاج "اسماعيل" بفخرx معتاد عليه أمثاله:
-إنه شيئا بسيطا لأبنتنا "هنا".
مرر عينيه على تلك الجالسة ضامة كفيها لحجرها وعلى وجهها ابتسامة ثابته لم تزول منذ حضورهما واستقبالها ببيت حميها، فأسرع يسألها بروتينة خالية من الود الظاهر للجميع:
-وأنتِ، كيف حالك، أراك في أحسن حالٍ الآن من المرة السابقة.
أجابته ولم تتخل عن ابتسامتها المشدودة كوتر حساس:
-بخير يازوج عمتي، ما أخبار عمتى؟، لمَ لم تأت معك تلك المرة، لقد اشتقت لها كثيرا.
-ماذا أقول؟، لقد إلتوى كاحلها أمس وقد كانت تعد نفسها للحضور للأسف، المرة القادمة سننتظر زيارتك لنا أنتِ وزوجك.
هزت رأسها بلا روح واكتفت بصمت مع ثبات نفس الابتسامة التي لم يعرف حقيقتها إلا ثلاثة فقط، فبادر "مروان" يواصل الود كما يلزم الأمر ولحين انتهاء تلك المسرحية المجبر عليها، فأردف يرحب وهو يقدم المشروب الغازي قائلا:
-وأنت يا "أكرم" متى ستقرر أن تتزوج؟
تنحنح إحراجا ومرر عينيه عشوائيا على المتواجدين فتقابلت عينيه بخاصتها ليتهرب سريعا، ثم أجابه بسماجة قصدها:
-ولمَ أجلب لي مصيبة ببيتي؟، لابتلي بها صباحا ومساء، فأنا في أحسن حال هكذا، تركنا لك هناء الزواج.
ختم حديثه بجملته بتلميحٍ فهمته تلك المبتسمة ووالده، فأردف "حامد" يلومه على حديثه بأبوه:
-هل هذا يعقل؟، الزوجة سكن ورحمة لزوجها، وهي سنة الحياة يابني، لولا هنّ ما وجدنا نحن.
ضحك الحاج "اسماعيل"برتابة على حديث ابنه يوافق "حامد" :
-لديك كل الحق والله يا حاج "حامد"، هذا جيل آخر الزمان.
-الطعام يا أم"مروان"
قالها "حامد" ليتعجلها لضايفة ضيوفه على أكمل وجه، فأجابته من الداخل تطمئنه قائلة:
-حالا، ياحاج، حالا.
ظلت تبادل الجميع نظرات ثابته فاقدة لروحها القديمة مع نفس الابتسامة التي لم تتخل عنها حتى وهي تتناول المشروب بغير شهية وعقلٍ شارد في ذكرياتها الموحشة، كم جميلة هي ذكرياتنا الحالمة مع أحبتنا الساكني وجداننا.
———————
نهاية الفصل الثالث


وسام الأشقر غير متواجد حالياً  
قديم 23-02-21, 02:29 AM   #24

ام زياد محمود
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية ام زياد محمود

? العضوٌ??? » 371798
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 5,462
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » ام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   sprite
¬» قناتك nicklodeon
?? ??? ~
اللهم ان كان هذا الوباء والبلاء بذنب ارتكبناه أو إثم اقترفناه أو وزر جنيناه او ظلم ظلمناه أو فرض تركناه او نفل ضيعناه او عصيان فعلناه او نهي أتيناه أو بصر أطلقناه، فإنا تائبون إليك فتب علينا يارب ولا تطل علينا مداه
افتراضي

مبروك نزول روايتك ياجميل بالتوفيق ان شاء الله

زينب نموذج لشريحه كبيره من النساء اللى حاولت تعيش برضى وراحه لكن كالعاده تحكمات الحما فى حياة ابنها بطريقه فجه وتصرفها فى بيت ابنها مع عدم مراعاه لخصوصيات زوجة الابن عمل فرقه ومشاعر نفور وكراهيه

كان ممكن جدا تكسب محبة زوجة ابنها بدل عداوتها

حسن غبى طبعا ومعدوم الرجوله ظلم زينب ودلوقتى بيساعد همسه فى ظلمها لنفسها

همسه اتظلمت اولا اما مروان طلقها وكسر بقلبها بسبب عقمها وهى ظلمت نفسها اما اندفعت لجوازه زى دى من غير ما تعرف الناس اللى داخله ليهم شكلهم ايه

هى كل امنيتها انها تخلف وبتتنازل كتير عشان توصل لهدفها وطبعا العقربه نرجس بتشتغل على انها ماتوصل لهدفها

عدى انجذب بسرعه لزينب وشدته تصرفاتها الغريبه متشوقه اعرف هيعمل معاها ايه وهيخلص من السخيف جوز اخته ازاى

تسلم ايدك ياجميل


ام زياد محمود غير متواجد حالياً  
التوقيع

قديم 23-02-21, 08:07 PM   #25

وسام الأشقر
 
الصورة الرمزية وسام الأشقر

? العضوٌ??? » 462759
?  التسِجيلٌ » Mar 2020
? مشَارَ?اتْي » 256
?  مُ?إني » الرياض
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » وسام الأشقر is on a distinguished road
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
سيؤتينا الله من فضله، وإنا إليه لراغبون.
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ام زياد محمود مشاهدة المشاركة
مبروك نزول روايتك ياجميل بالتوفيق ان شاء الله

زينب نموذج لشريحه كبيره من النساء اللى حاولت تعيش برضى وراحه لكن كالعاده تحكمات الحما فى حياة ابنها بطريقه فجه وتصرفها فى بيت ابنها مع عدم مراعاه لخصوصيات زوجة الابن عمل فرقه ومشاعر نفور وكراهيه

كان ممكن جدا تكسب محبة زوجة ابنها بدل عداوتها

حسن غبى طبعا ومعدوم الرجوله ظلم زينب ودلوقتى بيساعد همسه فى ظلمها لنفسها

همسه اتظلمت اولا اما مروان طلقها وكسر بقلبها بسبب عقمها وهى ظلمت نفسها اما اندفعت لجوازه زى دى من غير ما تعرف الناس اللى داخله ليهم شكلهم ايه

هى كل امنيتها انها تخلف وبتتنازل كتير عشان توصل لهدفها وطبعا العقربه نرجس بتشتغل على انها ماتوصل لهدفها

عدى انجذب بسرعه لزينب وشدته تصرفاتها الغريبه متشوقه اعرف هيعمل معاها ايه وهيخلص من السخيف جوز اخته ازاى

تسلم ايدك ياجميل
سلمت حبيبتي من كل شر وسلمت أناملك الغالية على تعليقك الرائع وإن شاء الله الأحداث تنول رضاك


وسام الأشقر غير متواجد حالياً  
قديم 25-02-21, 07:19 AM   #26

غدا يوم اخر

? العضوٌ??? » 5865
?  التسِجيلٌ » Apr 2008
? مشَارَ?اتْي » 1,155
?  نُقآطِيْ » غدا يوم اخر is on a distinguished road
افتراضي

اصبحت القصص عندها رساله وتويد حق المنفصلين او كبار العمر بالزواج
هل اخ طلئق زينب سرق الفلوس او امه اعطته له ولكنها لبستها في زوجة ولدها علشان مايغضب الشايب
الابناء رغم انهم اطفال الا انهم يشعرون بالحزن والالم بدون ان يعبيء الاهل ضد ابائهم ليش الحماة عندك شريرة الا وحده


غدا يوم اخر متواجد حالياً  
قديم 04-03-21, 11:39 PM   #27

وسام الأشقر
 
الصورة الرمزية وسام الأشقر

? العضوٌ??? » 462759
?  التسِجيلٌ » Mar 2020
? مشَارَ?اتْي » 256
?  مُ?إني » الرياض
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » وسام الأشقر is on a distinguished road
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
سيؤتينا الله من فضله، وإنا إليه لراغبون.
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي الفصل الرابع

الفصل الرابع
xx - - - - - - - -
-انتظري، يجب علينا الحديث أولا.
أبلغها برغبته، يَمنعها من الدلوف لشقة شقيقه، توقفت توليه ظهرها ممسكة بمفتاحِ شقتها في استعدادا لإدخاله بكالون الباب، ذلك المفتاح الذي احتفظت بنسخته لها، حتى تبقي على ذكرياتها مغلقة كما هي، وللحق لم يعارض حماها ذلك، ليترك لها فرصة التعافي من صدمتها تدريجيا، إلتفتت برأسها دون جسدها تمنع عينيها من التلاقي بخاصته كعادتها تسألها بصوتٍ هامس:
-عن أي شيءٍ؟
تحرك بإهمال جهة شقته المجاورة لأخيه يفتح بابها بدعوة صامتة، ثم بادر بأمرها للدخول، بعد أن طال الصمت بينهما قائلا:
-ادخلي لنتحدث قليلا، فلن نتحدث هنا ليستمع والديّ حديثنا المجحف.
صمت لثانية وأكمل ساخرا:
-أم ترغبين باستضافتي بشقة المرحوم؟!
أجفلت من صراحته فهي بالفعل لن ترغب في دخوله لصومعتها الخاصة، مملكتها السوداء المتوجة على قمتها، تحركت بسرعة تدخل لشقته ليدلف بعدها مغلقا الباب خلفه، مع إشارته لها للتقدم أمامه، فبادر يردف بما يرغب به دفعة واحدة بصراحةٍ لم تتعجب لها، فهي يقينة من مشاعر كلا منهما للآخر:
-بدون لفٍّ ودورانٍ سأكون صريحا معك، لقد لاحظت أمي وضعنا الغريب وأبي أيضا، وأنت على علمّ بالسبب الحقيقي وراء زواجي منك منذ البداية، ولكن ما أتعجب منه وليس لي به علما، سببك أنتِ في الموافقة على تلك المسرحية السخيفة، لمَ وافقت على الزواج مني؟، كان يمكنك العودة لأهلك والبدأ في حياة جديدة، ووفرتي علينا جميعا ذلك العناء.
صمت للحظات يراقب ملامحها الصلبة الثابتة الخالية من الانفعالات شاخصة بنظرها للفراغ كأنها بعالم آخر غير عالمه، ليجدها تبادر بتحريك شفتيها بكلمة واحدة لم يفهم تفسيرها لانخفاض صوتها، فسألها بفضول:
-ماذا قلتِ؟، لم أسمع.
ابتسمت ساخرة لتعود سريعا لصلابتها وشخوص عينيها للفراغ:
-لا، لا أعرف.
-ماذا؟!
نظرت لعينيه في لمحة لتصطدم بعينيه الصقريتين الوارثهما عن أبيه والتي تشبه كثيرا "مصطفى"،x كانت المرة الأولى لها تلاحظ ذلك الشبه، ترى هل ورث نفس العينين منذ البداية ولم تنتبه إلا الآن أم يهيأ لها؟، فكررت ما قصدته بصوتٍ أعلى قائلة:
-أنت تخبرني أنني على علم بسبب زواجك مني، وأنا أخبرك أنني حتى الآن لا أعلم السبب الحقيقي وراء ذلك، أتعلم؟، لقد تعجبت كثيرا وقتها وخاصة أنني على علم عن مدى حبك ل"همسة"، فأعتقد أنك طلبت تتحدث معي في موضوعٍ أخر غير موضوع أسباب زواجنا.
مسح فوق وجهه بضيق من مرواغتها وهدوئها الذي أصبح ملازمها على غير طباعها الأولى الذي عاصرها معها وقت زواجها من أخيه، أسرع يجذب سيجارته الخاصة من علبته ويشعلها لينفث دخانها بشراهة راقبت سحابتها بشرود متأملة حرية حركتها في دوائرها المغلقة سريعا ما تنفرج لتذوب وتختفي بالهواء الطلق، فسمعته يخبرها بدون مناقشة:
-أمي و أبي يشكان في عدم مبيتك بشقتي، لقد لمّح لي أبي اليوم بالدكان، أنا لا أريد الضغط عليك، وأيضا لا أرغب في أن أكون سببا لضيقهم، من اليوم يفضل وجودك هنا، وتسليمي مفتاح شقة المرحوم.
-لا!
رفضت بخوف ظهر على وجهها الباهت، لتسرع تبرر بأول ما طرق عقلها:
-يوجد أشياء تخصني بالداخل، يجب عليّ جمعها بالبداية.
هز رأسه متفهما وضعها ليخبرها وهو يدس صبابة سيجارته بمطفأته الخزفية:
-لابأس يمكنك الاحتفاظ به دائما، ولكن ما يهمني مبيتك معي هنا، حتىx لايلاحظا وضعنا الغريب، سأعد لك حجرةx الأطفال وسأبقى أنا بغرفة نومي.
-لم لا يسمح لي بالمبيت بشقتي؟، أعتقد لن يلاحظا إن انتظرت سكونهما وانتقلت لشقتي بدلا من المبيت...معك!
مسح فوق خصلاته بصمتٍ يزن حديثها، ثم بادر بقوله:
-يمكنك ذلك، ولكن على الأقل ليس الآن، يجب أن يشعرا بأن الأمور بيننا طبيعية فأنا لا أرغب بأن أكون سببا لحزنهما.
هزت رأسها بشرود وتفهم، فيجب عليها معرفة أن الوضع قد تغير وعليها للتأقلم لحياتها الجديدة.
x x x - - - - - - - - -
تلاعبت بتلك البطاقة من بين أناملها بشرود، منذ أن قدمها لها محاميها وهي في حيرةٍ من أمرها، هل من الممكن أن تتحرر من عقدتها وتُقبل في وظيفة مناسبة أخيرا؟، تعلم أنها مخطئة لعدم إتمامها تعليمها الجامعي لسرعة زواجها، ليتها ثابرت واجتهدت أكثر من ذلك لتكمل العامين المتبقيين لهاx بدراستها الجامعية، ماذا كانت تفعل وقتها؟، وهو كان دوما يقنعها بأنها لا حاجة لذلك الهراء فهو معها سندا لها ولكن أي سند كان يتحدث عنه وقتها، انتبهت لولوج" شهد" تقاوم آلام معدتها متغضنة الوجه، فأسرعت تطمئن عليها وهي تلقي بتلك البطاقة جانبا، التي قدمها لها المحامي التي تخص أحد معارفه ليوفر لها عملا مناسبا:
-لازلتِ تشعرين بالألم؟، لمَ كل هذا التوتر؟!.

-أخاف بشدة، ويزداد توتري كلما اقترب موعد تلك الرؤية، أخاف أن يصيبنا الأذى منه أمّي.
ضمتها "زينب" تربت فوق ظهرها، تنصحها:
-يجب عليكِ التأكد أن والدك لن يستطيع التعرض لكما ليس خوفا، بل لأنه أباكم الذي يحبكم، مهما حدث بيننا.
رفعت وجهه باستنكار على ما قالته أمها، تقارعها ساخرة:
-لن يستطيع؟، أتمزحين أمي؟، أليس هو من قام بحبسي وضربي بسلك الكهرباء لمجرد بكائي وطلبي منه رؤيتك، أنسيتي أنه حرمنا منك شهرين كاملين يمنعنا من التواصل معك بمجرد مكالمة، وعندما قرر الزواج كما خططx وشعر بثقل مسئولياته، ألقى بنا خلف ظهره.
-كان يضغط عليّ بقبول العودة إليه وتقبّل وجودي مع ضره.
انتفضت"شهد" مستنكرة:
-لا تدافعي، وتبحثي له عن مبررات واهية.
-أنا لا أدافع، ولكني لا أرغب في وقوعك بالخطأ أنت و أخوتك، لا تحملين حالك وزر عقوقه حتى لو كان مثلما تقولين، أخاف عليكم من عاقبة كرهكم له حتى لو يستحق، تركتها ابنتها عندما استشعرت رغبة والدتها في الانفراد بحالها قليلا، تركتها مغمضة العينين يمر من أمام عقلها شريط ذكرياتها المُرّ، كانت وقتها حاملا في ابنها "عمر" بعد ضغطٍ كبير من زوجها وأمه لإجلاب ذكر يحمل اسم عائلتهم بدلا من الأنثى التي جلبتها لهم كعادات عقيمة مترسخة بعقول أمثالهم، شردت بعض الشيء عن كتابها وهي تحاول للمرة الثانية اجتياز نفس السنة التي أخفقت بها، ولم يكتب لها النجاح بسبب ظروف حملها الأول، أراحت ظهرها للخلف تدلكه لعلها تخفف آلامه التي زادت وتيرته من ليلة أمس، مدت يدها تتناول كوب مياهها الفارغ وتتكئ بتمهل مع انتفاخ بطنها الملحوظ فوق مائدة الطعام، حيث مكان استذكارها المفضل بهدف الوصول لمبردتها؛ لعلها تطفئ عطشها الذي زاد حدته بفعل ارتفاع درجة الحرارة الملحوظ في مثل هذا التوقيت من السنة، بعد لحظات وقفت تمسد فوق جنينها بحنو بالغ كم تتمنى حضوره بفارغ الصبر، تُمني نفسها بحياة أفضل مما سبقت، لعل ذلك الصبي يغير حالها ويزيد مكانتها تقديرا وسطهم، فلن يخفى عليها أسباب معاملة حماتها القاسية بسبب إنجابها للأنثى، ليزداد إلحاحها وإلحاح زوجها لسرعة الانجاب مرة أخرى من أجل الذكر، انتفضت صارخة على أثر ذراعين مكبلتين لخصرها المنتفخ، مع أنفاسه الساخنة التي لفحت عنقها بمزيج من القبلات النهمة، ليهمس بصوت متتوق لأحضانها:
-أشتقت إليك كثيرا، لقد تركت الجميع بالأسفل من أجل سرقة لحظات ممتعة قليلا.
إلتفت دون أن تتحرر من قيده لها، كم تعشق لهفته وكم تكره تقلبات مزاجه، فنطقت بدلالها الذي يأسره أسرًا:
-أخفتني "حسن"، ألن تتعلم أن تصدر صوتا أثناء دخولك أبدا!
-لا، لن أتعلم، فأنا أعشق لحظة انتفاضك بين ذراعي كما أنتِ الآن.
-هل يعجبك رعبي؟، ابتعد يا "حسن"، ابتعد.
سجن شفتيها بتملك يلتهمهما بتعمق يمنعها من استرسالها الغير نافع، فابتعدت عنه بعد أن حررها قليل، بعد أن ذابت بين يديه كقطعة الثلج، تلهث من عمق مشاعرها، ترجوه التوقف فبادر بسؤالها:
-أين البنت لا أسمع لها صوتا؟
نطقت وسط لهاثها المتقطع:
-أطعمتها وهي الآن بفراشها.
-جيد.
لم يمهلها السؤال عما يقصد وما هو الجيد في الأمر؟، لتجد نفسها تحلق في الهواء بين ذراعيه المتملكتين، وقد علمت هدفه دون سؤال لتجد نفسها مستقرة فوق فراشهما في نوبة ثورة فجائية اجتاحته، بعثرت مشاعرها الأنثوية تحت يديه، كم كانت أنثى طائعة غير متطلبة، تنفذ ما أوصتها به والدتها ليلة زفافها، التي لم تبخل عليها بإهدائها الوصايا العشر الكاملة دون نقصان، بعد لحظات لم تطل كعادته تحرك من فراشه يلملم ثيابه المبعثرة، يخبرها بلهجة مختلفة عن الذي هاجمها بها وكانت أكثر جديّة:
-يجب عليك الهبوط لأمي، فهي مستاءة جدا لعدم هبوطك لأعداد الطعام معها والتحجج بمذاكرتك.
لملمت غطائها تستر جسدها المكشوف باحثة عن قميص نومها وقد ازداد آلام ظهرها كضرب مطرقة تكسر عظامها، تخبره بنعومتها:
-أنا لم أتركها، لقد جهزت معها الطعام أمس، قمت بتنظيف الأوز والدجاج وحشوت المحشو وكان الطعام لا ينقصه إلا أن ينضج فقط، بالله عليك فأنا أشعر بالتعب ولا تضغط عليّ كلما هي شكت إليك.
وقف يغلق زر قميصه الأخير مع استماعه لرنين هاتفه المتنقل، ليجد المتصل أمه فأسرع يلومها على قولها:
-"زينب"، أنا لا أحب مثل تلك النغمة الجديدة، فمساعدتك لوالدتي بالأعمال المنزلية ليس أمرا مُخير إليك، فهو واجب عليك يجب تنفيذه بدون تقصير، إذا كنت تطلبي رضائي وسعادتي.
تغضن وجهها بالألم لمَ تشعر به من آلام متزايده بظهرها وأسفل معدتها، فانفلتت منها أنّة من بين شفتيها وهي تخبره:
-"حسن" ارجوك، أشعر بالألم الشديد، لا تتركني الآن، فأنا لست على مايرام.
شعر بالقلق اتجاهها للحظات فأقترب منها، يستفسر عن سبب تألمها:
-مابك؟، لقد كنت جيدة منذ قليل.
-لا أعلم، فالآلام تتزايد، آه!
رن هاتفه بإلحاح من والدته ليسرع في إجابتها، وعينيه لم تبرح تلك المتألمه:
-نعم أمي؟
-مابك؟، أين اختفيت؟، هل أرسلك لتجبر السنيورة للهبوط ومساعدة الخادمة في تجهيز المائدة للضيوف، أم تنام بجوارها؟، حالا أراها أمامي وأنت معها.
صرخت به "نرجس" فأبتلع ريقه اضطرابا، يبلغها وهو يصله أنينها المتواصل:
-إنها تشعر ببعض الألم و...
صرخت بحدة أخرسته لتزداد شراستها وحاولت إقناعه بزيف ما يحدث:
-أي آلام تأخذها حجة حتى تكسر كلمتي؟، الهانم ليس بها شيئا فلا يوجد إلا دلال حريم لتكسب تعاطفك تنفذ كلمتها هي، اهبط حالا واتركها.
هز رأسه متفهما وقد بدا له صدق حديث والدته، فهي كانت في أحسن حال بين يديه منذ قليل، توجه لطرف فراشها يخبرها بضيقٍ منها ومن تصرفها الزائف:
-سأهبط الآن، دقيقة واحدة وأجدك أمامي، أتريني سأصدقك حججك الفارغة؟!
قبضت على منامتها أسفل معدتها مع إغماض عينيها بقوةٍ، لتشعر بعبراتها الندية تبلل وجنتيها بكسرةٍ ترجوه بألا يتركها، فهي تشعر بأنها ليست بخير، ظلت تترجاه ولكنه أهمل توسلاتها ليختفي من أمامها ويذهب صدى كلماتها سُدى.
فاقت على نفسها وهي قابضة على معدتها كأنها للتو تعاني من ويلات ألام الوضع كما كانت تشعر وقتها، تلمست تلك البطاقة الملقاه تودعها نظرة أخيرة وقد اتخذت قرارها الأخير، لعلها حياة جديدة ولا تعلم.
x x x x x xx ——————
في اليوم التالي
جلست مضطربة أمام ذلك المبتسم ابتسامته الغريبة، فهو لم يخفض نظراته الخارقة لها منذ ولوجها مكتبه، حتى لم يضف أي كلمة بعد ترحيبه المتحفظ بها وابتسامته اللزجة، لم تكن تتوقع أن يكون نفس الشخص الذي شاركها المصعد يوما، تُرى هل يعرفها الآن؟، ساد الصمت للحظات ليضرب أذنها طنين السكون، حاولت بإحراج عرض السبب الأساسي لوجودها اليوم بمكتبه، قائلة بعينين متهربتين:
-لقد، لقد، أقصد الأستاذ " أبوبكر"...
باغتها بسؤاله البارد يقطع استرسالها:
-ماذا تشربين سيدة "زينب"؟ .
جحظت عينيها البندقتين من خلف نقابها بصدمة من معرفته هويتها فهو لم يترك لها فرصة التعريف عن شخصها منذ ولوجها، فأجابته باندهاش:
-شكرا، لا أريد ولكن هل تعرفني؟، أقصد من المؤكد أن الأستاذ "أبو بكر" أبلغك عنّي، ولكن كيف عرفت أنني أنا؟
ثم تداركت سؤالها الغبي سريعا تهمس لحالها:أيتها الغبية من المؤكد أنه أبلغه بحاجتي للعمل ولم ينس وصفي له.
ابتسم "عدي" ببشاشة وكتم ضحكته ليزيد من إرباكها:
-أتحدثين نفسك سيدة" زينب".
-أنا، لا لا مطلقا، كنت أقول أن المؤكد أن الأستاذ "أبو بكر" قد أبلغك بحاجتي للعمل.
تلاعب بقلمه في حركة واهية يحاول السيطرة على نبضات قلبه المتمردة، قائلا:
-بالتأكيد أنا على علم بوصولك، لكن لم يخبرني بأنك شديدة التوتر بهذا الشكل.
شعرت بأن الأرض تميد بها، هل ذلك الرجل سلّط عليها اليوم؟، هل يقصد إرباكها أم تتوهم؟!، فعاجلها ينهي فقرة التوتر مترفقا بها:
-أنا بالفعل كنت أبلغته بحاجتي لمساعدة شخصية وسكرتيرة في آن واحد، ورشحك لي لثقته فيكِ، هل ستتحملين عبء العمل معي؟، أم تراجعتي عن الفكرة؟
-لا لا لم اتراجع ولكن أريد أن أوضح لك "عدي" بك مؤهلاتي حتى لا أُتهم بخداعك، فأنا لم أكمل تعليمي الجامعي، وليس لدي خبرة مسبقة ب...
قاطع استرسالها لفقرة كرسي الاعتراف، العقيمة،وأخبرها بنبرة وقورة:
-أنا على علم بكل شيء سيدة "زينب"، فأنا ما أحتاجه فقط مساعدة ليx في تنظم مواعيدي مع العملاء، وتمكنها ومن استخدام الحاسوب، هل لديك خبرة بذلك؟
رفعت أناملها البيضاء الرفيعة بحركتها الواهية تضبط نقابها وكانت عينيه تتابع تلك الحركة بترقب يتأمل أناملها الرقيقة بوله، تبلغه بخوف من ألا تقبل بالوظيفة:
-خبرتي بالحاسوب ليست بالكبيرة، فأنا لم أتعامل معه إلا في حدود التصفح وتحميل الأفلام و الأغاني.
شعر بأنه يريد سماع صوتها أكثر ليتسنّ له الكشف عن اهتماماتها الغريب أنه يشعر بالألفة بوجودها، فابتسم على استرسالها في الحديث بانطلاق مستمتعا بتلك اللحظة الفريدة، ثم سألها باهتمام واضح:
-متى يمكنك البدء في العمل، أتمنى أن يكون من الأن إذا أمكنك ذلك.
ارتبكت من مبادرته في ذلك الطلب فهي أكثر حاجة لتلك الوظيفة، ولكن يجب عليها تنظيم بعض الأمور قبل البدء في ذلك العمل، فبادرت تعتذر:
-هل يضايقك لو أجلت البدأ بالعمل ليوم غدٍ؟
هز رأسه متفهما فقد لاحظ تعمدها لأشاحة نظراتها عنه خلال حديثهما، فقال ليطمئنها أكثر:
-لا تقلقي سأظل منتظرا خذي راحتك، ولا تطيلي أرجوكِ، ولكن لم تسأليني عن أجرك مقابل عملك؟!
صمتت بارتباك واضح ، فهي في الحقيقة لديها فضول منذ أمس لتعرف المقابل المادي، وهل سيكفي هذا الأجر معيشتها هي وأطفالها أم لا؟، ولكنها شعرت بالخجل لسؤال "أبو بكر" عن ذلك، وشعرت بالخجل أكثر من السؤال في أول مقابلة.
*************


(كما أن المصائب لا تأتي فرادا، البشائر لا تأتي إلا فرادا)
----------
---------
بمكانٍ أخر...
في مثل ذلك الوقت من اليوم تقل حركة البيع نسبيا فتسبب هدوءا بالأجواء المحيطة بالمكان، استغل ذلك لينأى بنفسه وعقله عن أي ضغوطات نفسية سواء كانت ضغوط زواجه الجديد أو ضغوط أمه التي تمارسها ضده في الأونة الأخيرة، وقف يراقب المارة ينفث دخان سيجارته أمام دكان والده، فلمح أثناء شروده فتاة بأواخر العقد الأول تقريبا، تتهادى في مشيتها، تحتضن مجموعة من كتبها لصدرها، يظهر عليها التوتر والارتباك الواضح فهي لم تتوقف عن النظر خلفها على من يتتبعها بخوفٍ جلي، فارت الدماء بأوردته لقراءته وتحليله للمشهد سريعا بأن ذلك الشاب يطاردهاx ويسبب لها بعض المضايقات، اندفعت ساقيه، يهرول اتجاهه يقبض عليه من خلاف، يهتف به صارخا:
-ماذا تظن نفسك بفاعل؟، أليس لديك بعض النخوة والرجولة.
توتر الشاب من مهاجمة صاحب المحل الذي يعلمه جيدا، فراح ينفي عن نفسه:
-لم أفعل شيئا، اتركني، اتركني.
هزه "حسن" بقوة يهدر به ببغضٍ:
-لم تفعل شيئا! ، تنكر أيها البغل؟!، لم تسير خلف تلك الفتاة؟، لقد ظهر الانزعاج على وجهها جليا، أتعلم؟، وجب عليها التوقف لصفعك على وجهك البارد لتتعلم الأدب الذي ينقصك.
توتر الشاب من مباغتته وصراحته التي أفشت سره فتراجعت دوافعه بإنكار ذلك، ظل يفكر بتعمق: هل يجب عليه مصارحته بحقيقة مشاعره اتجاهها؟، وإذا صارحه هل يتوقع مساعدته في التقدم لها؟، أم سيفضحه أمام أهالي منطقته؟، ويقلل من شأنه، قطع دوامة أفكاره سؤال"حسن" الجاد:
-تعجبك تلك الفتاة، أليس كذلك؟
هرب بعينيه وكان أحمرار أذنيه خير إجابة لسؤاله، فعاجله "حسن" ينهره بأخوية:
-إن كانت تعجبك فعليك دخول الباب من بيته، لا أن تطاردها بالطرقات مثل المتسكعين.
انصرف الشاب من أمام ناظريه بصمتx وظل مكانه للحظات يتردد بعقله تلك الجمل النصوحة والعبارات الرنانة -الثورية- الذي ألقاها عليه و التي لا تناسبه على الإطلاق، لقد ذكره ذلك الشاب المتهور بحالته منذ خمسة عشر عاما، عندما كان شابا يافعا ، حينها كان يلهث خلفها في كل الطرقات ينتظر نظرة رضا من عينيها البندقتين ووجهها الدائري الأبيض ممتلئ الوجنتين كتفاحٍ في وقت موسمه منتظرًا حصّاده، داعبت ذكراه ذكرى بعيدة، قريبة لقلبه الواهن المتألم، كان وقتها يتابع البضاعة المطلوبة التي يتم نقلها من إحدى عربات النقل بعيني صقر مدققةٍ مراقبة، ينهر إحدى عماله القائم على حمل البضاعة:
-انتبه لما تفعل، إياك وإسقاط شيئا مثل المرة السابق،x وأنت ادخل تلك الصناديق بالمخزن الكبير، هيّا!
أجابه "سعد" على مضض:
-حالا، حالا.
ليهمس الأخير بعدها لأحد العمّال مما يساعده بالنقل بغبطة وضيق واضح:
-نعمل مع الحاج "محمود"، منذ سنوات عدة ولم نعامل يوما بتلك الطريقة المهينة من قبل، من يرى نفسه ابن أمس هذا؟!
ضربه بخفةٍ فوق كتفه، يذكره بما غفل عنه عقله إن نسى:
-الغربال الجديد دائما له شدته، ولا تكثر بالحديث عن تلك الأشياء، فأنت خير عليم بالعصافير الطائرة التي تحلق حولنا؛ لنقل كل صغيرةٍ قبل كبيرةٍ، فهمت؟
هز رأسه وهو مغلوبٌ على أمره، ليحاول قليلا ربط لسانه حتى لا يتعرض لقطع لقمة عيشه من ابن صاحب عمله المدلل، يكفيه ترك أمه المريضة سعيا لعملٍ أفضل، في تلك اللحظة كان يقف "حسن" يراقب مَن مرّت من أمامه، كانت إحدى الفتيات بملابسها المدرسية وجديلتها السوداء تزين كتفها الأيمن، تعلقت عينيه بمرورها الكريم المتكرر كل يومٍ في مثل تلك اللحظة الفارقة مع نبضه الخافق داخله، يكاد يصرخ به بأن يتحرك من مكانه يتتبعها ويتحسس أخبارها حتى يعرف ابنة مَن، وأين تقطن تلك الفراشة؟، أربد وجهه سريعا بضيق جليّ عندما لاحظ تعلق عيني العامل "سعد" بمرورها مع ظهور ابتسامته اللزجة فوق ثغره الغليظ، ليحتقن غيظا كيف يجرؤ النظر لما يخصه؛ ليصرخ به صرخة أجفلت الأخير بمكانه وكادت أن تسقط من بين يديه إحدى قطع الغيار غالية الثمن نتيجة إجفاله:
-ماذا تفعل؟، تاركا عملك لتشاغل الفتيات بالطرقات!
-أنا!، لم أفعلها، كنتُ، كن..
ألجمه "حسن" يمنع استرساله بدفاعه الواهي، لقد أحرق صدره رؤيته ينظر لما يخصه حتى لو كان لا يعلم أنها تعجبه، فراح يحذره بغيظ:
-إياك والنظر لأي فتاة تمر من أمام محلاتنا، فهمت أم ترغب في قطع عيشك من هنا لتعود إلى بلدتك التي لفظتك لنا؟
فاق من شروده ودوامته الغارق بها على صوت والده يحدث أخيه الأكبر "جاسم" يطمئن عن أحواله بالخارجx ليفكر مرة أخرى، كم تعلق بها؟!، لا يعلم إلا أنه كان يذوب بها عشقا، كان متيما بحبها؟، كان!، هل بالفعل انتهي ذلك العشق المجنون بانتهاء زواجهما أم لازال يعشق عبير طلتها؟، كل ماأدركه بعد انفصاله عنها، أن روحه لا تهنأ ولا تستكين إلا بجوارها هي فقط، لذا يجب عليه التفكير جيدا كيف سيعيدها لأحضانه مرة أخرى؟، فهو لن يسمح لها بالابتعاد أكثر من ذلك يكفيه جفاء أيامه ببعدها، لقد أصبح ككلب يلهث في صحرائه القاحلة يحيطه سمائه المكفهرة، يقف على بعدٍ ليس بقليلٍ عن راويِهِ، منتظرا قطرة الغيث من سمائه السوداء الملبدة بالغيوم.
x x x - - - - - - - - - -x
(كما أن المصائب لا تأتي فُرادا، البشائر لا تأتي إلا فرادا.)
جلست تنظر بعينيها المتسعتين بتعجب واضح عما بدر من شقيقها الصغير، فهي ليست من شيمه ذلك الكرم الزائد، هزت رأسها تنهر شياطين رأسها الموسوسة، عليها الامتنان على تلك المبادرة النادرة لا الحملقة بالأكياس والتفكير بالسوء، فأشارت لتلك الأكياس باستنكار رغم سعادتها التي لم تستطيع إخفائها:
-ما تلك الأشياء"خالد"، لمَ حمّلت حالك كل تلك المصاريف؟
اعتدل في جلسته يسند مرفقيه فوق ساقيه، يبلغها بصدق:
-هذا واجب عليّ "زينب"، وقد كنت مقصرا خلال الفترة السابقة معك ومع أبنائك، اعذريني على تقصيري معك.
-لا لا ، لا تعتذر فنحن الحمد لله في ستر من الله، وأنت دائما سندا لي، لا حرمني الله منك.
تبادل الأولاد النظرات المستفهمة فيما بينهما، بتعجب لحال خالهما الغريب، فتلك المبادرة بذلك الكرم الزائد أقلقتهم جميعا ماعدا والدتهم المغيبة ذهنيا كغياب "حور" التي لا تفهم ما يدور حولها واكتفت بالحملقة في وجوههم جميعا، انتبهت "شهد" لوالدتها تأمرها بقليل من الحدة:
-هيّا يا "شهد"، سنعد عشاءً خفيفا لنا جميعا حتى يأكل خالك معنا.
-ماذا نعد؟، وليس لدينا إلا الجُبن والخبز، هل هذا يحتاج إعدادا؟!.
رمقتها "زينب" بنظرة لائمة بلعت على آثارها ابنتها باقي كلماتها، ثم اندفعت تبرر بحرج:
-لقد اشتريت من البقالة بعض الأشياء للثلاجة ولكنك لم تنتبهي أثناء عودتي.
-لا ترهقي حالك "زينب" فأنا اليوم معكم، كل ما أرغب به مسامرتكم اليوم فقط.
اندفع "زيد" بفرحةٍ يجلس على ركبتيه متعلقا برقبته، يسأله بشكٍ:
-حقا! ستبيت معنا الليلة، لا تتركنا اليوم فأمي تخاف النوم ليلا.
ارتبك "خالد" من طلب ابن اخته الصغير المباغت فلم يكن في عقله المبيت إطلاقا، فأسرع يجيبه:
-بالطبع، سأبيت معكم الليلة ولكنx بشرط عليك أن تحسن معاملتي، وتنام مثل البشر بالفراش ولا أجد قدمك بوجهي، أتفقنا.
ضرب"زيد" كفه الصغير بباطن كف خاله بحماس:
-اتفقنااا.
تدخلت زينب بابتسامتها البشوشة، تخبره بتردد:
-خالد، أريد أن أبلغك، أنني وجدتُ عملا الحمد لله، وسأبدأ به غدا إن شاء الله.
انتفضا يصرخان كلا من "شهد" و"عمر" بفرحة يحتضنها بقوة:
-أممممي، لا نصدق، أخيرا وجدتي عملا.
اندفعت "شهد" تسألها بمرحها المعتاد:
-ماهو العمل؟
سألها"عمر":
-هل ستعملين بمدرَسة؟
اندفعت"شهد" تقاطعه:
-اصمت أيها الأبله، أي مدرسة ونحن أوشكنا على الاختبارات؟، من المؤكد ستعمل مديرة بنك.
صدحت ضحكتها الرنانة من حنجرتها لا تصدق مشاكستهما لها لتلقي نظرة على ابنها الأصغر تسأله ساخرة:
-وأنت يا "زيزو" ألن تسخر أنت أيضا وتقول كلمتك لأمك.
تدخل"خالد"، وراح يسأل بفضول:
-اتركينا منهم الأن، أين وجدت عمل مناسب لمؤهلك المتوسط؟!، وهل قبلوا ارتدائك للنقاب بالعمل؟
x x x x x x xx ——————
جلست خلف الحاسوب تدخل بعض البيانات عليه كما علمها صاحب عملها، توقفت أناملها من الضغط فوق الأزرار بتوتر تبحث عن ذلك الحرف الهجائي الذي دوما يتوه عن نظرها، رفعت أناملها تضبط وضعية نقابها التي تلتزم به داخل عملها كما اعتادت منذ التزامها به، انتفضت على صوته ينبها:
-ستجديه أعلى اللوحة يسارا.
انتفضت تستقيم من جلستها تضبط وضعية ردائها الفيروزي الكتاني قائلة باضطراب واضح:
-"عدي" بك!
لامها "عدي" على تلقيبها له الدائم:
-ألم أنبهك من قبل ألا تناديني ب(بك)، اسمي "عدي" يا سيدة "زينب"، لا يعقل أسبوعان كاملان ولم تفهمي؟
-الحقيقة لم اعتاد ذلك، وأيضا أنت تناديني بسيدة فيجب عليّ مناداتك ب"بِك".
اقترب من مكتبها بابتسامته البشوشة ولحيته السوداء الساحرة يخبرها بصدق:
-إذن يا "زينب" بدون سيدة، ما اسمي الأن؟
اخفضت رأسها متهربة من مراقبته المربكة لها، تخبره بتهرب:
-السيد "عثمان" و السيدة "سها" أيضا اتصلت لتؤكد موعد اليوم، من الواضح أن السيدة "سها" تستعجل الإعلان الخاص بحضانتها، تقول أن الإفتتاح قد اقترب وتحتاج للدعاية قبل الافتتاح بفترة.
هز رأسه متفهما لحديثها، ثم وجدته يقول بخبث وهو يتحرك اتجاه حجرته الخاصة:
-إن شاء الله، كل المطلوب يسلم بوقته، ولكن لا تنسِ حرف الذال أعلى اللوحة يسار كما أبلغتك.
جحظت عينيها بصدمة فهي بالبداية لم تنتبه لمعنى جملته لها، كيف علم أنها تفشل دائما في الوصول لذلك الزر؟، كان يسيطر بقوة على ابتسامته فهو أكيد من صدمتها الأن وتخشبها خلفه، ليتوقف فجأة يلتفت لها قائلا بجدية مزيفة:
-سأنتظرك بالداخل لتجلبين قهوتي و الرسومات المطلوبة للعميلين، لا تنسين قهوتي.
هزت رأسها بصمت، متعجبة من سلوكه رغم عدم تجاوزه معها بأي تصرف يقلقها، ولكن عليها عدم التفكير في أي شيء إلا عملها، صدح صوته يحدثها من الداخل لتكشف اختفائه من المكان:
-لا تنسِ القهوة، "زينب" .
-حالا، حالا.
x x x xx ——————x x x x xx
تلفتت حولها تبحث عنه بريبة لا تعلم أينx اختفى؟، لا يعقل أن يكون قد قرر الانصراف أثناء أعدادها لقهوته التي تعلم أنها فاشلة بجدارك في إعدادها، همست بصوت متهكمٍ مسموع نسبيا: ما هذا الجنون!، هل ينقصني مختلا أخر غريب الأطوار بحياتي؟
صرخة منها شقت السكون المحيط، يليها إلقائها بحامل التقديم بالهواء لينسكب مشروب القهوة كاملة فوق ملابسها والأرض عندما وجدته يظهر على حين غرة من أسفل مكتبه، ليقف ذاهلا يجذب خصلات شعره، يقول:
-يااا الله!
قبل دقائق كان يتابع بعض الملفات والرسومات فوق شاشة الحاسوب يحاول تكبير نسبة الخط وتنسيق بعض الألوان كمراجعة نهائية لعمله قبل أن يُسلم للعملاء، ليتفاجأ بانقطاع التيار الكهربائي عن جهازه فجأة، ظل يحاول استكشاف سبب العطل بضيق خوفا من أن يكون ذلك الملف لم يحفظ قبل انقطاع التيار هذه ستكون كارثة، نزع سترته الشتوية فوق مقعده وأنخفض بجسدهx أسفل مكتبه يتلاعب بالأسلاك الكهربائية لعله يجد مصدر الخلل، أثناء انشغال عقله وتحفز جسده وتشنج أعصابه لتلك الكارثة، وصله صوتها الرقيق الساحر محدثة نفسها عنه، شق ثغره ابتسامة متلاعبة، فقد خطط إفزاعها عقابا على إطلاقها عليه تلك الكلمات، ولكن لم يدرك وقتها أن إفزاعها سيتحول لكارثة كونية بكل المقاييس، لتجحظ عينيه لرؤية انسكاب قهوته كاملة فوق عباءتها الفيروزية بشكل مؤسف ليسرع يهمس بصدمة:
-يااااا الله!
هرول اتجاهها وهو يراها ممسكة بعباءتها التي تحولت للوحة فن تشكيلي بانهيار، حاول استدراك الأمر ورفع يديه أمام وجهها معتذرا عما بدر منه، يتلفت بارتباك وهو يراها أجهشت بالبكاء، بالبحث عن محارم:
-اعتذر، اعتذر بشدة، لقد أفزعتك.
ناولها بعض المحارم بتوتر، قائلا:
-بسيطة، سكب القهوة خيرا دائما.
رفعت نظرها له ذاهلة من كلماته التي زادت من غيظها بسبب تصرفه، جزت على أسنانها تمنع نفسها من سبه وتجبر حالها على الالتزام بالصمت، كيف ستتصرف في تلك الكارثة؟ فهذا الرداء مميز لديها وتكره كثيرا إفساد ملابسها منذ صغرها كطبع سيء بها، دائما كانت والدتها تسخر من حرصها الزائد على ما يخصها. أخذت نفسا عميقا تهديء من نوبة غيظها تبعه زفرة بطيئة استمع لها، ليقول بأسفٍ واضح:
-صدقيني لم أقصد، أعتذر بشدة على اتساخ ملابسك، ولكن أنتِ أيضا عليكِ الاعتذار؛ لأن لولا حديثك عن غريب الأطوار ذلك ما كان خرج إليك بهذا الشكل.
عضت على شفاها السفلية بخجل من سماعه لما قالته عنه منذ قليل، فاستشعر ارتباكها وخجلها وأراد تخفيف وطأة ما حدث، فسألها بعملية، وكأن شيء لم يكن:
-هل يوجد لديك نسخة أخرى من الرسومات الخاصة لحضانة الأستاذة "سها"؟
-دقيقة واحدة.
تركته بعض لحظات لتدنو منه حاملة بين أصابعها شريحة الذاكرة الخاصة بها، تردف بتهذيب:
تفضل، من عادتي دوما الاحتفاظ بأي نسخ للملفات في أكثر من مكان للظروف الطارئة.
زفر بارتياح ليتخلص من تلك الكتلة الجاثمة فوق صدره، فهو لا يقبل أي تقصير بعمله وإهمال، فماذا لو كان هو سبب ذلك الإهمال والتقصير؟، رنين هاتفه الخاص منعه من تبادل الحديث معها فتقع عينيه على اسم يمثل له السكينة والسعادة، لاحظت هي تبدل ملامحه المشدودة لملامح أكثر ارتخاءً، لينتشله يجيب بهدوء وابتسامة تزيين ثغره المختفي خلف شاربه:
-"روكا" قلبي، ماهذا الكرم المفاجيء؟! لابد أن خلف تلك المكالمة المبكرة على غير العادة طلبا صعب المنال.
كانت أول مرة منذ عملها تشاهده يتحدث بإريحية مطلقة كما يفعل الأن ابتسمت بداخلها على مرحة ومشاغبته مع من تحدثه لابد أنها زوجته، ففضلت الانصراف إكمالا لعملها والتفكير كيف ستحل مشكلة اتساخ ملابسها؟، كيف ستصل لبيتها بتلك الملابس فهيx تشعر بالاحراج من ذلك الموقف غير المتوقع ابدا.
x x x x x x x —————-
خرج بعد إنهائه لمكالمةx ابنة اخته "رقية" حيث اكتشف انسحابها الصامت من المكان، فخرج يطلب منها الاتصال بأحد المهندسين المسئولين عن صيانة الحواسيب، وإبلاغها عن بعض الأمور الخاصة بموظفي المكتب، ليثبت مكانه وقد اشتعل صدره سعيرا لايعلم سببه عندما وجدها تتبادل الحوار بإريحية هكذا صُوّرَ له مع أحد موظفيه، فاندفع يرحب به بعد غيابه وانقطاعه عن العمل ونظره ثابت على وجهها:
-أهلا سيد "علي"، أتمنى أن تكون قضيت أجازة مرضية سعيدة.
-سيد"عدي"، شكرا لك، كنت من لحظة واحدة أتبادل التعارف مع "زينب" لقد تفاجأت بتوظيفك لسيدة بمكتبنا وهذا يخالف مبادئك اعذرني.
بادله النظرات الغامضة التي جعلت الأخير يبتلع باقي كلماته، وهو لا يعلم ما هو الخطأ في قوله أو لمَ يرميه بتلك النظرات الغريبة، فسمعه ينطق كلماته ببطء كأنه يريد إرسال معنى مبطن بحديثه، أن لا يأمل بتجاوز بينهما:
-من الجيد أنك تعرفت على السيدة..."زينب".
ثم ولّى اهتمامه لتلك الثابتة تراقب حديثهما بفضول وقد استشعرت من تأكيده على لفظ (سيدة) أن هناك أمر تجهله، فقطع شرودها عندما أمرها بصرامة:
-لقد انتهى عملك اليوم "زينب"، يمكنك الانصراف الأن، وأنت يا "علي" عليك الاتصال بأحد المهندسين لإصلاح عطلا بحاسوبي الخاص.
انصرف من أمامها ليتركهما على ثباتهما متعجبان من حالته المتقلبة.
حتى حدثت نفسها ولكن تلك المرة بصوت غير مسموع:غريب الأطوار فعلا.
x x x xx ——————
ماذا ستفعل الأن لقد اشتد المطر وساء الطقس وهذا مالم تحسب حدوثه، تحركت بضع خطوات للأمام بخطوات محسوبة خوفا من ابتلال حذائها الجلدي بالمياه التي تغمر الطرقات، وعندما حفزت حالها للتلويح لإحدى سيارات الأجرة النادر مرورها في مثل ذلك الطقس، تراجعت مهرولة للخلف لتفادي رزاز المياه الناتج عن سرعة اندفاع السيارة أمامها، أطلقت سبّة داخلية على غباء سائقي المركبات، لم لا يراعون غيرهم من البشر العالقين في مثل ذلك الجو السيء، رفعت كف يدها البارد تنفض قطرات المياه التي تعلقت بنقابها، ليصلها صوتا رجوليا خلفها يقول:
-"زينب"؟، ألازلتِ هنا؟
التفتت على ذكر اسمها عاقدة حاجبيها بشدة، لتجد زميلها الجديد المدعو "علي" بابتسامته اللزجة، فأسرعت تبرر:
-المطر ازداد، سأجد وسيلة قريبا.
-لا تفضلي معي، أوصلك بسيارتي الخاصة لمنزلك، لن تجدي أي وسيلة في مثل هذا الطقس البارد.
ارتبكت "زينب" من أريحيته في التعامل معها وهذا لا تستسيغه ولن تقبله عامةً، وخاصة لظروفها كمطلقة يجعلها أكثر حرصا مع الآخرين حفاظا على سمعتها فاعتذرت مرة أخرى بلباقة وولته ظهرها كردا صامتا منها لعدم رغبتها في النقاش، تفاجآ معا بصوت "عدي" شبه الحاد ينهي حوارهما:
-لا تشغل عقلك "علي" بأمور السيدة "زينب"، اركب سيارتك وعد لمنزلك قبل ازدياد المطر.
راقب انصرافه بهدوء من أمامهما، ثم بادر يطلب منها بنبرة مختلفة عن نبرته مع الآخر:
-تفضلي معي "زينب"، سأقلك لمنزلك.
ازدادت غيظا من السماح لنفسه ما يمنعه عن غيره فاندفعت تقول بحدة:
-لا، اعذرني "عدي" بك سأستقل سيارة أجرة للمنزل، تفضل أنت في رعاية الله.
رفع حاجبه وابتسم على حدته وطريقة رفضها، ثم اقترح لها وقد لاحظ ازدياد انهمار المطر وقلة مرور السيارات:
-اعتقد أن سائق الأجرة رجل غريب عنك أيضا، وغالبا لن تجدي سيارة متوفرة الأن فلا تعاندي، واعتبريني سائقك الخاص، على الأقل ليوم واحد.
-لا.
رفضها كان كقنبلة هيدروچينية ألقت بوجه، فصمت لثواني ليتفاجأ بإشارتها لإحدى السيارات لتستقلها فاندفع سريعا قبل أن تصل للمقعد الخلفي يجلس هو بمقعده المجاور للسائق تحت نظراتها المذهولة المصدومة لجنونه، يتبع أمره للسائق بصوت أجش:
-شارع(•••) إذا سمحت.
جحظت عينيها وألجم لسانها عن الاعتراض وخاصة عندما ألتفت إليها ليرسل لها نظرته المتلاعبة التي لم تستسغها، ولكن مهلا كيف علم بمكان سكنها؟!، هل يراقبها غريب الأطوار هذا أم ماذا؟

———-
نهاية الفصل الرابع


وسام الأشقر غير متواجد حالياً  
قديم 05-03-21, 10:20 AM   #28

Wafaa elmasry

? العضوٌ??? » 427078
?  التسِجيلٌ » Jul 2018
? مشَارَ?اتْي » 233
?  نُقآطِيْ » Wafaa elmasry has a reputation beyond reputeWafaa elmasry has a reputation beyond reputeWafaa elmasry has a reputation beyond reputeWafaa elmasry has a reputation beyond reputeWafaa elmasry has a reputation beyond reputeWafaa elmasry has a reputation beyond reputeWafaa elmasry has a reputation beyond reputeWafaa elmasry has a reputation beyond reputeWafaa elmasry has a reputation beyond reputeWafaa elmasry has a reputation beyond reputeWafaa elmasry has a reputation beyond repute
افتراضي

رواية جميلة و أسلوب رائع و شيق
استمرى و بالتوفيق


Wafaa elmasry غير متواجد حالياً  
قديم 07-03-21, 01:13 AM   #29

ام زياد محمود
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية ام زياد محمود

? العضوٌ??? » 371798
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 5,462
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » ام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   sprite
¬» قناتك nicklodeon
?? ??? ~
اللهم ان كان هذا الوباء والبلاء بذنب ارتكبناه أو إثم اقترفناه أو وزر جنيناه او ظلم ظلمناه أو فرض تركناه او نفل ضيعناه او عصيان فعلناه او نهي أتيناه أو بصر أطلقناه، فإنا تائبون إليك فتب علينا يارب ولا تطل علينا مداه
افتراضي

ويفيد بإيه الندم بعد غبائك ياحسن

للأسف ساب امه تتحكم فى حياته وتفرق بينه وبين زوجته اللى حبها بس مقدرش يتعامل معاها بموده وحنيه

دلاله الزائد وتربيته المرفهه خلته فاكر ان كل حاجه تحت ايده وتحت امره

خالد مش مرتحاله ايه الكرم الزايده دا اللى يخليه يجيب هدايا لأخته وولادها

عجبنى اوى تصرفات عدى مع زينب هيجننها ان شاء الله

الفصل روعه تسلم ايدك


ام زياد محمود غير متواجد حالياً  
التوقيع

قديم 08-03-21, 07:43 PM   #30

وسام الأشقر
 
الصورة الرمزية وسام الأشقر

? العضوٌ??? » 462759
?  التسِجيلٌ » Mar 2020
? مشَارَ?اتْي » 256
?  مُ?إني » الرياض
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » وسام الأشقر is on a distinguished road
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
سيؤتينا الله من فضله، وإنا إليه لراغبون.
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ام زياد محمود مشاهدة المشاركة
ويفيد بإيه الندم بعد غبائك ياحسن

للأسف ساب امه تتحكم فى حياته وتفرق بينه وبين زوجته اللى حبها بس مقدرش يتعامل معاها بموده وحنيه

دلاله الزائد وتربيته المرفهه خلته فاكر ان كل حاجه تحت ايده وتحت امره

خالد مش مرتحاله ايه الكرم الزايده دا اللى يخليه يجيب هدايا لأخته وولادها

عجبنى اوى تصرفات عدى مع زينب هيجننها ان شاء الله

الفصل روعه تسلم ايدك
تسلمي حبيبتي ويسلم متابعتك
😍😍


وسام الأشقر غير متواجد حالياً  
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:14 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.