شبكة روايتي الثقافية

شبكة روايتي الثقافية (https://www.rewity.com/forum/index.php)
-   ارشيف الروايات الطويلة المغلقة غير المكتملة (https://www.rewity.com/forum/f524/)
-   -   رواية( عدا.. عدي)وسام الأشقر (https://www.rewity.com/forum/t480301.html)

وسام الأشقر 24-01-21 04:57 PM

رواية( عدا.. عدي)وسام الأشقر
 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته تحية طيبة على أعضاء وحي الأعضاء وعلى المشرفات



يتجدد لقاءنا مرة أخرى مع وليدتي الرابعة بعنوان (عدا ..عدي) تلك المرة سيكون العمل أحداثه مستوحاة من أحداث حقيقة ، تتناول الأحداث إحدى قضايا المرأة ومعاناتها وأتمنى من كل قلبي أن أقدر أوصل الصورة كما ينبغي

شكرا لسعة صدركم وجزيل الشكر أنكم أعطتوني الفرصة ان أحصل على وسام التمييز بعمل( سأخبرك سرا)
اترككم مع الاقتباس الأول برواية( عدا .. عدي)



روابط الفصول

الفصل 1 .. بالأسفل
الفصل 2
الفصل 3, 4 نفس الصفحة
الفصول 5, 6, 7, 8 نفس الصفحة
الفصول9, 10, 11, 12 نفس الصفحة
الفصل 13, 14, نفس الصفحة
الفصل 15



وسام الأشقر 24-01-21 05:12 PM

الغلاف
 
https://www.rewity.com/forum/picture...ictureid=32821

وسام الأشقر 24-01-21 05:22 PM

اقتباس
 
اقتباس


___________


بعد لحظات من الانتظار رفعت منديلها الورقي تمسح عرق توترها من أسفل غطاء وجهها بأناملها المرتعشة الباردة، كيف الخلاص من ذلك المأزق؟، كيف ستبرر انصرافها الأن، فعندما بحثت في حقيبتها لتجمع المبلغ المطلوب دفعه ظنا منها أنها تحتفظ بمبلغ خاص للظروف الطارئة، لتتفاجأ أنها قامت بدفعه للأدوات أولادها المدرسية وقد نست الأمر برمته، عزمت أمرها بالتحرك معتذرة بأي عذرٍ واهٍ، ولكنها تراجعت عن خطوتها عندما تفاجأت بولوج أحد الموكلين برسمية التي جعلت الأخرى تنتفض من جلستها تحييه بمودة ظاهرة، لتستنتج سريعا أنه أحد الموكلين المهمين لديهم، ووصلها ترحيب"سهير" الحار:
-"عُدي"بك، المكتب أُنير بموجودك اليوم، تفضل.

وقف يبادلها التحية بلباقة ظاهرة، فسمعت "زينب" صوته الأجش يخبرها بلباقه:

-شكرا لكِ، هل أستاذ "أبو بكر" بمكتبه؟

-نعم، أنه بالداخل مع أحد الموكلين، تفضل "عدي" بك استرح حتى ينتهي من موكله بالداخل.

لمح بطرف عينه تلك المتشحة بالسواد ويبدو عليها أنها تنتظر منذ مدة، فأسرع يخبرها بلباقة:

-سأنتظره، حتى ينتهي من جميع مقابلاته حتى لا أعطل عمله.

تحرك بخطوات ثابته اتجاه أحد المقاعد المصفوفة بالجهة المقابلة لها، ووصله صوت "سهير" يسأل تلك المرأة بلباقة:

-هل من الممكن أخذ بعض البيانات أولا.

ارتبكت"زينب" من ذلك الموقف المحرج وتحركت حتى استقرت أمام مكتبها تبلغها بتوتر ظاهر حاولت تخفيف حدته:

-يبدو أنني نسيت مشوارا هاما، سأمر عليه وقت أخر.


ebti 27-01-21 10:24 PM

ليلتك سعيدة.... بما ان لا موعد واضح للتنزيل ومر 3 ايام دون تنزيل مقدمة او فصل أول ف المشاركة تعتبر دعاية للرواية ومكانها الشرفة وليس الصفحة الرئيسية لذلك تم نقلها للشرفة والرجاء قبل يوم من موعد التنزيل مراسلة الاشراف لاعادتها للشرفة....

وسام الأشقر 29-01-21 12:47 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ebti (المشاركة 15321539)
ليلتك سعيدة.... بما ان لا موعد واضح للتنزيل ومر 3 ايام دون تنزيل مقدمة او فصل أول ف المشاركة تعتبر دعاية للرواية ومكانها الشرفة وليس الصفحة الرئيسية لذلك تم نقلها للشرفة والرجاء قبل يوم من موعد التنزيل مراسلة الاشراف لاعادتها للشرفة....

شكرا حبيبتي على تعاونك
لم افهم الفرق بين الشرفة والصفحة الرئيسية
بعتذر عن عدم مشاركتي هذه الايام إن شاء الله من يوم غد سيتم نشر أول فصل بالرواية
ويعتذر مرة أخرى إن صدر خطأ غير مقصود

نوارة البيت 29-01-21 01:17 PM

تذكير📢📢📢📢📢📢
🌹سوره الملك 🌹

﴿ تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (1)🌸الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ (2)🌸 الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ طِبَاقًا مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِنْ فُطُورٍ (3)🌸 ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنْقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِئًا وَهُوَ حَسِيرٌ (4)🌸 وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُومًا لِلشَّيَاطِينِ وَأَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابَ السَّعِيرِ (5) 🌸وَلِلَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (6)🌸 إِذَا أُلْقُوا فِيهَا سَمِعُوا لَهَا شَهِيقًا وَهِيَ تَفُورُ (7)🌸 تَكَادُ تَمَيَّزُ مِنَ الْغَيْظِ كُلَّمَا أُلْقِيَ فِيهَا فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ (8)🌸 قَالُوا بَلَى قَدْ جَاءَنَا نَذِيرٌ فَكَذَّبْنَا وَقُلْنَا مَا نَزَّلَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا فِي ضَلَالٍ كَبِيرٍ (9)🌸 وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ (10)🌸 فَاعْتَرَفُوا بِذَنْبِهِمْ فَسُحْقًا لِأَصْحَابِ السَّعِيرِ (11)🌸 إِنَّ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ (12)🌸 وَأَسِرُّوا قَوْلَكُمْ أَوِ اجْهَرُوا بِهِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (13)🌸 أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ (14)🌸 هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ (15)🌸 أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الْأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ (16)🌸 أَمْ أَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا فَسَتَعْلَمُونَ كَيْفَ نَذِيرِ (17)🌸 وَلَقَدْ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ (18)🌸 أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ فَوْقَهُمْ صَافَّاتٍ وَيَقْبِضْنَ مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلَّا الرَّحْمَنُ إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ بَصِيرٌ (19)🌸 أَمَّنْ هَذَا الَّذِي هُوَ جُنْدٌ لَكُمْ يَنْصُرُكُمْ مِنْ دُونِ الرَّحْمَنِ إِنِ الْكَافِرُونَ إِلَّا فِي غُرُورٍ (20)🌸 أَمَّنْ هَذَا الَّذِي يَرْزُقُكُمْ إِنْ أَمْسَكَ رِزْقَهُ بَلْ لَجُّوا فِي عُتُوٍّ وَنُفُورٍ (21)🌸 أَفَمَنْ يَمْشِي مُكِبًّا عَلَى وَجْهِهِ أَهْدَى أَمَّنْ يَمْشِي سَوِيًّا عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (22)🌸 قُلْ هُوَ الَّذِي أَنْشَأَكُمْ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ (23)🌸 قُلْ هُوَ الَّذِي ذَرَأَكُمْ فِي الْأَرْضِ وَإِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (24)🌸 وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (25)🌸 قُلْ إِنَّمَا الْعِلْمُ عِنْدَ اللَّهِ وَإِنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ (26)🌸 فَلَمَّا رَأَوْهُ زُلْفَةً سِيئَتْ وُجُوهُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَقِيلَ هَذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تَدَّعُونَ (27)🌸 قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَهْلَكَنِيَ اللَّهُ وَمَنْ مَعِيَ أَوْ رَحِمَنَا فَمَنْ يُجِيرُ الْكَافِرِينَ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ (28)🌸 قُلْ هُوَ الرَّحْمَنُ آَمَنَّا بِهِ وَعَلَيْهِ تَوَكَّلْنَا فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ هُوَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (29)🌸 قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْرًا فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِمَاءٍ مَعِينٍ (30)🌸﴾”


🍃💕🍃 أذكار النوم 🍃💕🍃
((بِاسْمِكَ رَبِّي وَضَعْتُ جَنْبِي، وَبِكَ أَرْفَعُهُ، فَإِن أَمْسَكْتَ نَفْسِي فارْحَمْهَا، وَإِنْ أَرْسَلْتَهَا فَاحْفَظْهَا، بِمَا تَحْفَظُ بِهِ عِبَادَكَ الصَّالِحِينَ))
((اللَّهُمَّ إِنَّكَ خَلَقْتَ نَفْسِي وَأَنْتَ تَوَفَّاهَا، لَكَ مَمَاتُهَا وَمَحْياهَا، إِنْ أَحْيَيْتَهَا فَاحْفَظْهَا، وَإِنْ أَمَتَّهَا فَاغْفِرْ لَهَا. اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ العَافِيَةَ))
((اللَّهُمَّ رَبَّ السَّمَوَاتِ السَّبْعِ وَرَبَّ الأَرْضِ، وَرَبَّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ، رَبَّنَا وَرَبَّ كُلِّ شَيْءٍ، فَالِقَ الْحَبِّ وَالنَّوَى، وَمُنْزِلَ التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ، وَالْفُرْقَانِ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ كُلِّ شَيْءٍ أَنْتَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهِ. اللَّهُمَّ أَنْتَ الأَوَّلُ فَلَيْسَ قَبْلَكَ شَيْءٌ، وَأَنْتَ الآخِرُ فَلَيسَ بَعْدَكَ شَيْءٌ، وَأَنْتَ الظَّاهِرُ فَلَيْسَ فَوْقَكَ شَيْءٌ، وَأَنْتَ الْبَاطِنُ فَلَيْسَ دُونَكَ شَيْءٌ، اقْضِ عَنَّا الدَّيْنَ وَأَغْنِنَا مِنَ الْفَقْرِ))

((اللَّهُمَّ عَالِمَ الغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَاطِرَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ، رَبَّ كُلِّ شَيْءٍ وَمَلِيكَهُ، أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ نَفْسِي، وَمِنْ شَرِّ الشَّيْطانِ وَشِرْكِهِ، وَأَنْ أَقْتَرِفَ عَلَى نَفْسِي سُوءاً، أَوْ أَجُرَّهُ إِلَى مُسْلِمٍ))
((اللَّهُمَّ أَسْلَمْتُ نَفْسِي إِلَيْكَ، وَفَوَّضْتُ أَمْرِي إِلَيْكَ، وَوَجَّهْتُ وَجْهِي إِلَيْكَ، وَأَلْجَأْتُ ظَهْرِي إِلَيْكَ، رَغْبَةً وَرَهْبَةً إِلَيْكَ، لاَ مَلْجَأَ وَلاَ مَنْجَا مِنْكَ إِلاَّ إِلَيْكَ، آمَنْتُ بِكِتَابِكَ الَّذِي أَنْزَلْتَ، وَبِنَبِيِّكَ الَّذِي أَرْسَلْت

وسام الأشقر 29-01-21 03:30 PM


(عدا...عُدَي)

*لو كان خيرا لكان...*
———————-

الفصل الأول

----------

هل للأسماكِ أن تسبح خارج مياهها؟!
------------------

تسير بخطواتها المثقلة بالهموم أكثر من ثقل آلام جسدها المُنهك، ليت كل أوجاعنا تقتصر على الآلام الجسدية، فلكل داءٍ دواء، ولكن!، أين دواء داء روحها؟، تحاول تمالك قوتها وتستجديها البقاء حتى تصل لمرسى الآمان، رفعت نظرها لأعلى تناجي خالقها بصمتٍ، أن يزيد من عزمها وثباتها، لم تشعر بأنها انتهت من صعود درجات بيتها وهي في وسط دوامة أفكارها المتلاطمة التي لا ترحم ضعيفًا، للتتفاجأ بفتح الباب وتظهر بكريتها بوجهٍ متجهم مرتعب قائلةً:
-أين كنتِ ياأمي؟، لقد أكلنا القلق عليك، وأنتِ لاتجيبي على هاتفك.



اقتربت "زينب" تردف لها بلوم على انفعالها:
-هل ستدخليني لأريح ساقيا قليلا؟، أم ستتركيني على الباب لتكملي أسئلتك؟ .



تنحت "شهد" تفسح لها الطريق، يتأكلها القلق على والدتها التي أصبحت في أيامها الأخيرة كثيرة الاختفاء خارج المنزل لأوقات طويلة، وتعود في كل مرة منهكة القوى بشكل سرب الشكوك لقلبها، راقبت خطواتها المنهكة، وهي تتحرر من نقابها الأسود ووشاح رأسها قبل أن تلقي بجسدها المنهك فوق أريكتها المفضلة في بيت جدتها المتوفية، فتداعى لسمعها سؤال والدتها الحنون:
-هل نام أخوتك بدون طعام؟، لمَ لم ينتظراني؟
-لا عليكِ أمي ف"عمر" طلب مني إيقاظه عند حضورك ليتناول وجبة العشاء معك، و"حور" أطعمتها بما قمتي بإعداده لها قبل خروجك، ولا تقلقي"زيد" أيضا قام بآداء واجبه المدرسي ونام وهو يشاهد التلفاز.



أغمضت عينيها تتحامل ألام ساقيها حتى لا تشعر صغيرتها بما تعانيه، فشعرت باقترابها تجلس بجوارها تمسد فوق كفها برقة تسألها:

-أين تذهبين كل يوم أمي؟، لم لا تخبريني؟، فكل يوم تعودين منهكة القوى لما لا تصارحيني؟!



فتحت عينيها اللامعة اللاتي زادت إنهاكا تلك الفترة، تخبرها بحنان:

-لا تقلقي، فأنا بخير.



أرادت تغير مجرى الحوار فسألتها بمداعبة:

-هل نسيت موعد ميلادك؟، كل عام وأنتِ بخير بنيتي.



ألقت "شهد" نفسها بين أحضان"زينب" تردف بتأثر:

-أعتقدتُ أنكِ نسيتي موعده، وأنتِ بألف خير أمّي.

- كم أصبح عُمر أميرتي الأن؟



ابتسمت بوداعةٍ تجيبها بحبور واضح:

-غدا سأتم الثالثة عشر أخيرا.

- العمر كله لكِ يا أميرتي، أتعلمين سنعد أجمل قالب من الحلوى لكِ غدا، وسأدعو خالك "خالد" هو وزوجته وأولاده.



ابتعدت "شهد" عن مرمى ذراعيها تبلغها عما يعكر صفوها: -كنت أخجل أن أثقل عليكِ بطلبي لهذا الأمر، لمعرفتي لوضعنا المالي المتعسر هذه الأيام، لا تنهكِ حالك بمصاريف لا حاجة لنا بها، يكفينا أنكِ معنا ترعينا.



ابتسمت"زينب" بقهر لم تشعر به ابنتها، فبعد أن كانت تعيش ملكة متوجة ببيت أبيها، وكان يجلب لها ولأخواتها الحلوى من أشهر المحلات لأعياد مولدهم، غير الهدايا الثمينة التي كانت تُهدى لها في تلك تلك المناسبة، الأن تحمل هم الانفاق حتى لا تنهك قواها، طمأنت قلقها زينب:
-لا تقلقي، بشأن المال.
- من أين لك بالمال؟، فأنا أعرف جيدا أن ماتحصلين عليه من معاش جدّي لا يكفينا لمنتصف الشهر حتى.



آثرت الصمت فكيف لها أن تخبرها عن مصدر المال التي حصلت عليه االيوم، فأخر مرة عندما علمت ببيعها لقرطها الذهبي، انتابتها آلاما مبرحةً بالمعدة وهي لا ترغب بالضغط على ابنتها نفسيا أكثر من ذلك، رفعت نظرها لذلك المشعث المستمر بفرك عينيه ينفض نعاسهما عنه، وتسمعه يقول بتثاؤب:

-متى أتيتِ؟، لقد اشتد بي الجوع، ألن تطعمينا؟



رمقته شقيقته بنظرات حذرة رغم أنها لا تكبره إلا بعاما فقط وبضعة أشهر ولكنه تمارس عليه سلطة الأخت الكبرى، ولكنه لم يهتم لنظراتها ليلقي حاله بأحضان ما تمثل له الأمان الذي يفقده مع كل من حوله، ليخبرها بتردد شعرت هي به:

-أريد أن أخبرك شيئا، ولكني خائف أن تغضبي مني.



انتظرته يبلغها بما نبأها به قلبها وحدثتها به حواسها:
-لقد عاود الاتصال بي عبر شبكة الانترنت أكثر من مرة وخفت عندما أرسل إليّ رسالة توعد منه كعادته، إن لم أجبه على اتصاله سيقوم بمعاقبتي مثلما كان يفعل بي قديما.



صرخت"شهد" بوجهه مستنكرة:

-إياك أن تقول أنك لبيت رغبته بالتواصل معك؟

-ماذا عساي أن أفعل لقد ارتعبت من تهديده، ولكنه حتى بعد ردّي عليه صرخ بوجهي كعادته وقام بسبّي بأقذع الشتائم النابية، لأنني لم أنفذ ما يقوله سريعا.


ضربت على جانب فخذيها باستنكار:
-هذا ما كنت أتوقعه، فأنت دائما ضعيف متخاذل، كيف تلبي له رغبته في الحديث معك؟ ليوهم حاله أنه يقوم بدور الأب البار بأبنائه على أكمل وجه،كأنه أب مثالي مثلا!، فهو لا يستحق ذلك اللقب، من يلقى بأبنائه الصغار في الطرقات ويمتنع عن الانفاق عليهم نكاية في أم أولاده ، لايستحق، ألا ترى ما يفعله بنا، إنه يمتنع عن إرسال ملابسنا الموجودة ببيته، حتى ألعابنا وجهاز الحاسوب الخاص بي.



حاولت"زينب" تدارك غضب ابنتها:

-كفى"شهد".

-لا، فهو لا يشعر بما نعيشه، دائما ضعيف تصاحبه شخصيته المهتزة، ألم ير كيف امتنع أبانا عن دفع رسوم مدرستنا؟ ، وقام بنقل أوراقنا لمدارس حكومية بعد التنعم في المدارس الخاصة أكثر من عشر سنوات بنفسه، ألم...
-يكفي "شهد"، حدث ما حدث، وصراخنا لن يجني شيئا، من الأن أنا أخيركما من البقاء معي وتحمل ذلك الطريق الوعر الذي نسير فيه حتى أصل بكما لبر الأمان، إما أن تعيشوا في كنف والدكما ورعايته وأمواله.


نظر "عمر" لشقيقته الكبرى بوجه ممتقع يتخيل نفسه يعيش مع أبيه تحت سقف بيت واحد، وما يناله من إيذاء، فهز رأسه بخوف أن تُقبل والدته على تلك الخطوة برعب واضح فأسرع يلقي نفسه باحضانها يبكي:

-لا أرجوكِ، لا تتركينا له، فهو لا يرغب بنا ولا يتمسك بنا إلا نكاية بكِ، نريدك أنتِ أمي.



ابتسمت"زينب" ابتسامة مغتصبة تربت فوق خصلاته تهدئ نوبة انهياره قائلة:

-هل للأسماك أن تسبح خارج مياهها بني؟


—————



-لماذا تصرخ بوجهي في كل مرة تواجه بها أبنائك، أعصابي لم تعد تتحمل تقلباتك المزاجية.



قالتها زوجته الثانية "همسة" مستنكرة أفعاله معها، يكفيها أنها تزوجت من رجل بعنقه أربعة أبناء من زوجته الأولى، ماعساها أن تفعل وقتها؟، لقد اضطرت للقبول بهذا الوضع حتى لا تظل موشومة بلقب مطلقةٍ عقيمٍ، قاطعت شجارهما دخول حماتها "نرجس" تربت على صدرها تهدئها قائلة:
-عليك أن تتحملي غضبه، فله كل العذر في غضبه، أولاده يبتعدون عنه، ولا يقبلون الحديث معه.



كتفت ذراعيها لصدرها ووقفت تحدثها بسخرية:

-وماعساي أن أفعل، لمَ أتحمل جمام غضبه في كل مرة؟، لمَ لا يصب ذلك الغضب على طليقته التي تعصي أولاده عليه؟



ابتسمت "نرجس" بمكر شديد ونطقت بفحيح كالأفاعي:
-لا عليكِ سأخطط لأقهرها، وسيعود الأولاد لأحضاننا مهما فعلت، فنحن نضيق عليها الخناق ولن تستطيع مجابهة الانفاق على الأولاد لفترة طويلة أكثر من ذلك، فليس لديها عائد.



صرخ بها ولدها وعينيه غارقتين بالدماء كالشياطين:
-متى تحدث ذلك المحامي، أريد أن أعرف ما حكم قضية الرؤية، ألم أرفع دعوى منذ شهور عدة؟ لمَ التأخير؟.

- اصبر يا ولدي، لقد طمأنني وستكسر أنفها المتعالي، إن شاء الله وسننجح في إمالة أولادك لك بتشويه سمعتها ليعودوا لأحضانك ويتنعمون في أموالي وأموال جدهم.



ثم ألتفتت ل"همسة" الصامتة المراقبة لحديثهما بخوف جلي تسألها بخبث:

-لما لا نذهب نحن للمشغل النسائي، فأنا أريد أن أزيد لون خصلاتي الصفراء أكثر من ذلك، هل ستأتين معي؟



حركت "همسة" رأسها بطاعة، فليس عليها إلا الطاعة في ذلك المنزل ، مادام يغدقوا بأموالهم وتتنعم في عيشتها، ولا يحرموها من شيء، لمَ لا؟، يكفي أنهم سينفقا على عملية الحقن المجهري ليحققا لها حلمها في الانجاب. قاطعتها مرة أخرى والدة زوجها قائلة بتحذير:
-ولكن عليك تنظيف منزلي بالأسفل والطهي للغداء أولا، فأنا قمت بطرد الخادمة منذ يومين، عملها لم يعجبني، فالبركة بزوجة ولدي بالطبع، أليس كذلك؟.



أجفلت من صراحتها المبالغ فيها ولم تجد إلا الطاعة مجبرة على ذلك الوضع.


——————


دخلت على أمها المنهمكة في تجهيز قالب الحلوى الخاص بها ممسكة بجهازها اللوحي ، تخبرها بضيق:

-سأحظر رقمه، فهو لا يكف عن مراسلتي.



أجابتها والدتها وهي تنتهي من تزيين وجه القالب بالفاكهة:

-لا تعكري مزاجك، فاليوم عيد مولدك ولا أريد أي شيء يعكر صفو يومنا هذا، يمكنك إجابته ومعرفة ما يريده منك.



ألقت "شهد" جسدها فوق المقعد بضيق تخبرها:

-أنه لايرغب في شيء إلا الإساءة لك والافتراء عليكِ بما ليس فيكِ، تخيلي أنه لم يهتم بالسؤال عنا أو تذكر موعد ميلادي حتى، كل حديثه أنك السبب في هذا الوضع الذي أُولْنا إليه، لا يصدق أنه السبب الرئيسي في معاناتنا الأن. ابتسمت لها تفكر كيف كبرت طفلتها بهذه السرعة خلال هذا العام، وسألتها:
-هل انتهت"حور" من ارتداء ملابسها؟
-نعم ألبستها ما طلبتيه وهي تشاهد التلفاز الأن، و"عمر" معها.



رنين الباب نبههما لوصول الضيف المنتظر، فاخبرتها"زينب": -من المؤكد أنه خالك"خالد".



قلبت"شهد" عينيها بتهكم قائلة:

-به الخير والله!


——————



-عيد ميلاد سعيد"شهد".



تبادلت"شهد"مع شقيقها النظرات بحيرة، وعندما طال صمتها أجابت "زينب" تهنئته باضطراب:

-وأنت أسعد أخي، لما لم يحضر معك الأولاد وزوجتك. نظر لهاتفه يتابع الرسائل الواردة من زوجته منذ دخوله، ثم رفع نظره يعتذر بعذر واهي:

-أصيبت البنت بتوعك مفاجئ فأضطرت "ندا" مرافقتها وعدم الحضور، ولكنها ترسل لك التهاني.


هزت"زينب" رأسها بتفهم رغم عدم اقتناعها فهي أكثر شخص تعرف طباع زوجة أخيها غير الودودة وخاصة بعد ظروف انفصالها مؤخرا، فكادت أن تستأذن منه لإحضار الحلوى من الداخل ، فوقف يضبط وضعية ملابسه يقول على عجالة معتذرا:

-لا تحضري شيئا، وجب عليّ الرحيل ، لقد تذكرت موعدا هاما، اعتذر.
-ولكنك لم تجلس معنا بما يكفي، قد اشتقت إليك كثيرا.



قالتها شقيقته الصغرى باستجداءٍ واضح لعطفه، فبادلها ابتسامة مغتصبة لم تصل لعينيه يوعدها كما يفعل دائما: -أعدك أن أمرّ عليك مرة أخرى في يومٍ أخر.



رن هاتفه مرة أخرى فلمحت اسم زوجته وفهمت سريعا سبب استعجاله، وقفت تنظر للفراغ الذي كان يحتله منذ دقائق بقلب محطم، وعينين يغشاهما العبرات أفاقت على ملمس كف صغيرتها "حور" ذات العامين تجذبها من ملابسها يتبعها رفع كفيها بالهواء عاليا لحملها ، فانحنت سريعا تضمها بقوة لصدرها تملأ رئتيها بعبيرها الساحر، ثم تابعت بعد انتباهها لأبنائها المتابعين لما يحدث بصمت:

-ألن نطفيء الشمع معا؟
................
هبط الدرجات على عجالة وهاتفه على أذنه، ينهرها:
-مابكِ؟، ألم تستطيعي الصبر لدقائق إضافية؟، كادت أن تكشف كذبتي بإتصالك المتكرر.

وصله صوت زوجته المَتهكم، تقول ساخرة من ارتباكه:
-ماذا فعلت أنا!، كل هذا لأنني استعجلتك، حتى لا تنس حالك بصحبتهم، وتنسى وعدك لي.

هز رأسه بضيق، وتبعه زفرة بطيئة من صدره، يطمئنها:
-لا لم أنسَ عزيمة أهلك، ولكن ألا ترين أن المطعم الذي قمتِ بالحجز به، باهظ الثمن قليلا، كان من الممكن اختيار مطعما أقل تكلفة.

نهرته على كلماته، كيف يطلب منها اختيار مطعما أقل كلفة، فقالت بنزق:
-أهذا مقام والدتي لديك، اعتبرها هدية عيد مولدها التي لم تبتاعها أصلا.

كان قد وصل لسيارته المصفوفة، فرفع عينيه بمللٍ للسماء، قائلا بصوتٍ أكثر مرونة:
-بالطبع لم أقصد المعنى الذي وصلك، فمقام والدتك يستحق أكثر من ذلك، ولكن
ألا يكفي ذلك العقد الثمين الذي ستهديها به اليوم!

أرادت "ندا" تغيير دفة للحوار حتى تشبع فضولها، فسألته بنبرة ماكرة:
-هل اشتريت لشقيقتك شيئا؟

أجابها بفمٍ ملتوي، ساخرا:
-كيف ذلك وأنت قمت بسحب أخر ماكان معي من أموال لتلك العزيمة، بالطبع لا.

أجابته بنفسٍ عرفت طريق راحتها أخيرا تستعجله:
-حسنا!، لاتتأخر، أنا في انتظارك.
x x
x - - - - - - - - -x x x x x x x x x x

ألقت جسدها المنهك فوق فراشها بجوار صغيرتها "حور" التي تغوص في أحلامها الوردية وعلى ثغرها ابتسامتها الرقيقة، ابتسمت عندما تذكرت كيف ألتهمت نصيبها من قالب الحلوى بحفاوة طفلةٍ حتى غلبها النعاس وهي محتضنة صحنها مع تلطخ فوهها ببقايا الشيكولاتة، دثرت نفسها ومالت عليها تدثرتها بغطائها الناعم تستمد من ملمسه ذكرى بعيدة عمرها أكثر من عشر أعوام، كانت وقتها تضبط غطاء صغيرتها "شهد" ذات العام الأول بإرهاقٍ تملك من عضلاها كادت أن تسمع صوت آنينه تلتمس الراحة بعد عناء يومٍ طويلٍ منهمكٍ، لقد قضت يومين كاملين تجهز للاحتفال بمولودتها لاتمامها عامها الأول، رغم شراءها لجميع الحلوى من أشهر المحلات إلا أن الارهاق كان متمثل في الإشراف واستقبال هذا العدد الكبير التي لم تعلم عنه شيئا إلا قبل الموعد بساعةٍ، لتتفاجأ ب"حسن" يبلغها أن حماتها دعت شقيقاتها الخمس بأبنائهن وزوجات أبنائهن ناهيك عن أطفالهن الذي تجاوز عددهم العشرون طفلا، كادت تعترض على ذلك الكم الهائل من المدعويين لعدم استعدادها المسبق، كهذا دائما أم زوجها تفاجأها بما ليس به علما، فهي خير عليمة بطباعها الحادة منذ زوجها لا تكل عن الضغط عليها بما لم تطق، فاقت على ملمس كفه يحيط به جذعها ليرتطم ظهرها بصدره مداعبا أنفه في تجويف عنقها متأوها بقوة، بعد أن وصله رائحة عطرها الآخاذ المميز على عكسها فسرعان ما تململت من بين عناقه عندما وصلها رائحة أنفاسه المنفرة، ولقد تأكدت حينها عما أقبل عليه، تحررت منه لتواجهه بملامح متغضنة تخبره عما اكتشفته:
-ألم أطلب منك من قبل ألا تُقبل على شرب تلك السجائر؟

ابتسامة متلاعبة ظهرت على جانب ثغره مع اقترابه منها متلاعبا بأطراف وثاق مأذرها حتى استطاع تحريرها منه ليظهر خلفه جسدها المثير الذي يذوب به عشقا، مهملا سؤالها وضيقها ونفورها الواضح جليا على وجهها حتى بعد محاولته للاقتراب منها سارقا قبلته من ثغرها، فأردف بلومه المعتاد:
-أنها مجرد سيجارة واحدة أقترضتها من زوج أختي، لا تكبرين الأمر.
-أجب أولا على سؤالي، ألم أطلب منك الاقلاع عن تلك العادة البغيضة؟، أنا أكره رائحة دخان السجائر ناهيك عن رائحة الحشيش، التي تسبب تلك الروائح المنفرة.

جذبها لصدره يمطرها بقبلاته مع محاولتها المستميتة للتحرر منه بغضا لتلك الروائح النفاذّة، قائلا بروحٍ ذائبة بها عشقا:
-أشتقت إليك كثيرا، هل ستضيعي علينا الليلة في حديث غير نافع، لمَ لا تتركين ذلك النقاش للغد، أم ترغبين في نوم زوجك وهو غاضبٌ منك؟

كتمت أنفاسها بصمتٍ موجع عندما لاحظت تململ طفلتها بفراشها بسبب صوتهما، وقد بدا لها أنه عازما على تنفيذ ما يريده حتى لو ترجته فلن يحل وثاقها تلك الليلة، نجحت أخيرا في التحرر من قبلاته، تهمس له برجاء، لعله يترأف بها ويراعي إنهاك جسدها ليومٍ واحد فقط:
-ارجوك!، عليك الاغتسال أولا مما تناولته،.. "حسن"، ارجووك!.

ضاعت كلماتها وسط نوبة هجماته غير المتعقلة، التي يصل إليها دوما وهو تحت تأثير ذلك المخدر، كم تكره أن تراه دوما في تلك الهيئة غير المراعية لمتطلباتها كزوجة، لها حقوقها ومشاعرها كورقة (سوليفان) شفافٍ -رقيقٍ- سريع التمزق إن لم يتم التعامل معه برفقٍ ونعومةٍ، ظلت ليلتها عيونها يقظة يمزقها الألم النفسي قبل الجسدي، تغشاهما عبراتهما تأبى التحررَ مثل صاحبتهما الأبيّة، التي ترفض محاولة كسرها بذلك الشكل المهين، رمقته بحذرٍ تتأكد من غوصه في إغماءته المعتادة بعد تناول ذلك السُم الكريه التي اجبرت تنفس بقاياه العالقة بأنفاسه بروحٍ مجبرةٍ مغلوبةٍ على أمرها، لملمت جوانب قميصها الحريري تستمع لصوت أنفاسه المنتظمة المزعجة، بغرض الاستحمام للتخلص من الروائح العالقة بجسدها المعطر، تتمهل بخطواتها تبتعد عن حيزه بنفسٍ لائمةٍ، كيف كانت سترتكب أكبر جرم في حق خالقها، كيف كانت ستبيت وهو غاضبٌ منها لتمنّعها الأنثوي، لا والله ما أبت إلا لكرهها لتلك الروائح، استغفرت ربها ووعدت حالها بالتحمل من أحل بيتها وبنتها الصغيرة، ف"حسن" لا يعيبه إلا تلك الصفة البغيضة التي تكرهها، ولكنها لن تنكر أنه حنون ومتفاهم يبثها عشقه دوما، وخاصةً إن أبعد أذنيه عن همزات والدته المستمرة، تحركت خروجا باتجاه حمامها بعد أن حصلت على منشفتها وملابس بيتية بديلة، نظرت لملامحها المنعكسة بمرآة حمامها تراقب شحوب عينيها بإرهاق، لقد زادت هالاتها السوداء التي تظهر بنفور وسط وجهها الأبيض المستدير مؤخرا، رفعت أناملها تتحسس وجنتيها الممتلأتين، التي طالما يتغزل "حسن" بهما، دوما يذكرها أنه أنبهر بملامحها من أول وهلة ليقرر وقتها أنهاx تكن له لا لغيره، ابتسامة خجلة شقت جانب ثغرها عندما داعبت ذكراها قرصه دوما لوجنتها بطريقةٍ تغضبها، فسرعان ما يسترضيها بقبلة مداوية، صوتٍ بالخارج جذب انتباهها، فأسرعت بغلق الصنبور سريعا تنصت السمع ليصلها الصوت أقوى من المرة السابقة، حدثت نفسها بحيرةٍ من أمرها:
-هل يعقل أن يستيقظ من نومه بتلك السرعة؟

تحركت بخطوات حثيثة باتجاه مطبخها حيث يصدر الصوت، لتقف ثابتة مكانها مصدومة مما رأت أمامها، حماتها داخل شقتها في مثل ذلك الوقت، تفتش داخل مبردتها، سؤالٌ ضرب رأسها كصاعق كهربائي كيف دخلت لشقتها بدون علمهما؟، هل نست الباب مفتوحا؟!، نطقت بأول سؤال طرأ بذهنها المصدوم المعطل وقد بدا به الكثير من الاستنكار لتصرفها:
-ماذا تفعلين؟!

شهقة صدرت من "نرجس" جعلتها تستقيم من إنحنائها وظهورها من خلف باب المبردة المفتوح، وقد بدت ملامحها تلك اللحظة أسفل الإضاءة
المنبثقة والمنعكسة فوق ملامحها التي أظهرته بصورةِ أكثر شراسة وغموضا، فتابعت هي بنزق متعالي:
-لماذا تركت ابني في تلك الساعة؟، عودي لفراشه كما كنتِ، حتى لا يستيقظ ولا يجدك بجواره.

ابتلعت غصة بحلقها مريرة كالعلقكم، مع خجلها الواضح لتدخل حماتها في تلك الأمور الخاصة، التي لم تكل عن التلميح عنها بوقاحة، فتداركت نفسها سريعا، تكرر سؤالها بضيق:
-أنا أسألك ماذا تفعلين داخل مطبخي في مثل تلك الساعة كما أخبرتني للتو؟، والأهم كيف دخلتي لشقتي؟

جاءها إجابة سؤالها سريعا عندما شاهدتها تحتضن قالب الحلوى وصحن من الحلوى الشرقية الذي قام أخيها بشرائهما عند حضوره للاحتفال، فلم تتركها تحارب حيرتها كثيرا، فأكملت بنزق واضح:
-هل يجب عليّ الاستئذان قبل دخول شقتي؟، فأنا أدخل أي مكان بدون أذن مسبق يا عيوني، فذلك البيت ملكٌ لي، وليّ أيضا مطلق الحرية بدخوله في أي وقت أريده، وأخذ ما أريد.
-أنا لا أقصد أن أمنعك من الدخول، ولكن عليك الاستئذان قبل الدخول، حتى لو كان ملكٌ لك، هذا لا يعطك حق التفتيش بأغراضي خلسة بدون علمي.

صوت ساخر صدر من حلق "نرجس" وصل لسمعها ببشاعة كريهة، لتختمها بوقاحةٍ وتحقير من شأنها:
-مِمَن أستأذن؟، منكِ أنتِ!، هل نسيت حالك!، أنتِ هنا ببيتي وما تملكيه في ذلك البيت من أموالي أنا، فلا تنس حالك.
-ماذا يحدث هنا بالضبط؟

كان سؤال ذلك الناعس المستمر بحك عنقه بضيقٍ واضح من صوت جدالهما العالي، فأسرعت "نرجس" بالمبادرة بإجابته باستنكار واضح:
-أخيرا استيقظت!، تعالى لترى الهانم التي أبليتنا بزيجتها، تمنعني أنا من دخول بيتك.
-لم يحدث!

نفت "زينب" سريعا افتراءاتها الباطلة، وحاولت تبرير مقصدها، ولكنه سرعان ما لاحظت وجهه الذي أربد بالغضب مما سمعه في حق والدته، فأسرع في القبض على ذراعها بقوة ألمت قلبها قبل جسدها، صارخا بوجهها بوجهٍ مكفهر:
-أجننتِ؟!، أمي تدخل البيت في أي وقت ترغب، هل فهمتي ما أقوله؟
-ولكن من حقي الاعتراض، إنها حياتي، كيف أقبل أن استيقظ، وأجد أحدا بمنزلي بمنتصف الليل؟
- "زينب"!

كلمة باسمها مع ضغطة على ذراعها أخرستها عن الاسترسال مدافعة عن أبسط حقوقها كزوجة، كملكة على عرش بيتها، ولكن ما تبع فعلته كان أقسى عليها، فهو لم يكتف بإهانتها أمامها ليزد من الأمر سوءا عندما طلب قائلا:
-اعتذري لها، حااالا!.

فاقت من ذكرياتها البائسة عندما تذوقت ملوحة دموعها المنهمرة الملامسة لجانب ثغرها، إلتفتت تضبط وضعية غطاء صغيرتها الذي انحسر بسبب حركاتها الدائمة أثناء نومها، تبعته قبلة فوق جبينها الصغير تهمس لها بأذنها بحنانها البالغ يمتزج بالكثير من الخوف:
-سنبقى معا دائما.

- - - - - - - - - -
هبطت الدرج بخطوات حثيثة بعد انتهائها من عملها التي تخفي أمره عن أبنائها وعينيها لم يبرحا أملها التي تنشده منذ مدة، المتمثل في تلك اللوحة المذهبة المنحوت فوقها اسمx ذلك المحامي، هل ستسطيع الإقدام على تلك الخطوة المتهورة؟، ولكن من أين لها بتكاليف المحاماة التي تقسم الظهور وتعيق الخطوات، رفعت أناملها تضبط وضعية نقابها بحركة واهية اعتادت عليها قبل دلوفها للمكان الهاديء تمرر أعينها فوق المقاعد الجلدية الخالية، لأخر لحظة تسأل نفسها: هل أنتِ قادرة على تلك الخطوة؟، أجفلت على خروج إحداهن من إحدى الحجرات يبدو عليها الاهتمام ببعض الأوراق، فسألتها بعد انتباهها لها:
-أي خدمة؟

فركت"زينب" كفيها المتعرقتين تشجع نفسها للخوض في تلك الخطوة:
-ما درجة تمكن الأستاذ في قضاياه؟

ابتسمت مساعدته "سهير" على سؤالها فمن الواضح أنها لم تسمع مسبقا عن سمعة رئيس عملها وبراعته في عمله، فأجابتها بثقة تريح تخبطها:
-أكثر مما تتخيلين، تفضلي اجلسي، وأطلعيني على نوع الدعوة التي ترغبين بها، وبياناتك.

توترت "زينب" لسرعة الأمر، فسألتها مرة أخرى:
-كنت أرغب في معرفة تكلفة القضايا لديه، قبل البدء في أي قضية، وهل يمكنني مقابلته.
-نعم، يمكنك ولكن اليوم لديه مواعيد مع عدة موكلين غيرك، يمكنك حجز موعد والانتظار قليلا.
-كم تكلفة المقابلة، رجاءً؟
نطقت "سهير" بتكلفة المقابلة والاستشارة القانونيةx ليصلها ارتباك الأخرى التي راحت تبحث بحقيبة يدها السوداء عن المبلغ المطلوب دفعه، فنصحتها بلباقة:
يمكنك الجلوس، ولكي كل الوقت حتى أطلب لك كوب من الشاي معي.
شعرت "زينب" بالامتنان لتلك المرأة ورأفتها بها، ولبت دعوتها لتترك لنفسها فرصة لجمع المبلغ المطلوب من حقيبتها ولكن ماذا لو لم يكف المبلغ الذي تملكه حق مقابلة المحامي اليوم؟
x x x xx —————
بعد لحظات من الانتظار رفعت منديلها الورقي تمسح عرق توترها من أسفل غطاء وجهها بأناملها المرتعشة الباردة، كيف الخلاص من ذلك المأزق؟، كيف ستبرر انصرافها الأن، فعندما بحثت في حقيبتها لتجمع المبلغ المطلوب دفعه ظنا منها أنها تحتفظ بمبلغ خاص للظروف الطارئة، لتتفاجأ أنها قامت بدفعه للأدوات أولادها المدرسية وقد نست الأمر برمته، عزمت أمرها بالتحرك معتذرة بأي عذرٍ واهٍ، ولكنها تراجعت عن خطوتها عندما تفاجأت بولوج أحد الموكلين برسمية التي جعلت الأخرى تنتفض من جلستها تحييه بمودة ظاهرة، لتستنتج سريعا أنه أحد الموكلين المهمين لديهم، ووصلها ترحيب"سهير" الحار:
-"عُدي"بك، المكتب أُنير بموجودك اليوم، تفضل.

وقف يبادلها التحية بلباقة ظاهرة، فسمعت "زينب" صوته الأجش يخبرها بلباقه:
-شكرا لكِ، هل أستاذ "أبو بكر" بمكتبه؟
-نعم، أنه بالداخل مع أحد الموكلين، تفضل "عدي" بك استرح حتى ينتهي من موكله بالداخل.

لمح بطرف عينه تلك المتشحة بالسواد ويبدو عليها أنها تنتظر منذ مدة، فأسرع يخبرها بلباقة:
-سأنتظره، حتى ينتهي من جميع مقابلاته حتى لا أعطل عمله.

تحرك بخطوات ثابته اتجاه أحد المقاعد المصفوفة بالجهة المقابلة لها، ووصله صوت "سهير" يسأل تلك المرأة بلباقة:
-هل من الممكن أخذ بعض البيانات أولا.

ارتبكت "زينب" من ذلك الموقف المحرج وتحرك حتى استقرت أمام مكتبها تبلغها بتوتر ظاهر حاولت تخفيف حدته:
-يبدو أنني نسيت مشوارا هاما، سأمر عليه وقت أخر.
———————





نهاية الفصل الأول
آراءكم تهمني قراءة ممتعة للجميع

موضى و راكان 01-02-21 08:13 PM

فى أنتظارك وسام لتكملة هذه القصة الشيقة لا تتأخرى علينا و دمتى بكل خير

غدا يوم اخر 01-02-21 11:40 PM

احس المفروض انها تنقل لمدينة ثانيه مايعرفها اخوها ولا ابو الاطفال تكون ارخص بالاغراض او الاجار اما اذا كانت الشقه للجد تصير جليسه اطفال خلال النها

وسام الأشقر 02-02-21 08:36 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة موضى و راكان (المشاركة 15330494)
فى أنتظارك وسام لتكملة هذه القصة الشيقة لا تتأخرى علينا و دمتى بكل خير

حبيبتي تسلمي لذوقك
ارجو قراءة الفصل الاول مرة اخرى لان تم اضافة الجزء الناقص به
دمتي بخير❤❤


الساعة الآن 04:51 AM

Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.