آخر 10 مشاركات
آسف مولاتي (2) *مميزة ومكتملة * .. سلسلة إلياذة العاشقين (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          [تحميل] حصون من جليد للكاتبه المتألقه / برد المشاعر (مميزة )(جميع الصيغ) (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          602 - عودة الحب الى قلبي - كارول مورتيمر - ق.ع.د.ن *** (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          ساحرتي (1) *مميزة , مكتملة* .. سلسلة عندما تعشق القلوب (الكاتـب : lossil - )           »          سكنتُ خمائل قلبك (3).. سلسلة قلوب مغتربة *مكتملة* (الكاتـب : Shammosah - )           »          فوق رُبى الحب *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : AyahAhmed - )           »          طوق نجاة (4) .. سلسلة حكايا القلوب (الكاتـب : سلافه الشرقاوي - )           »          لتتوقف الثلوج.....فانظري لعيناي و قولي أحبك "مكتملة" (الكاتـب : smile rania - )           »          جدران دافئة (2) .. سلسلة مشاعر صادقة (الكاتـب : كلبهار - )           »          زهر جبينها المكلل- قلوب أحلام غربية (118) [حصريا] للكاتبة Hya Ssin *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : Hya ssin - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات القصيرة المكتملة (وحي الاعضاء)

Like Tree8Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 23-01-21, 06:40 PM   #1

فاتن منصور

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 417764
?  التسِجيلٌ » Feb 2018
? مشَارَ?اتْي » 133
?  نُقآطِيْ » فاتن منصور is on a distinguished road
افتراضي حلا (2) .. سلسلة في كل فصل نبضة * مكتملة ومميزة *









السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
معاكم الكاتبة فاتن منصور
عدت إليكم مجدداً
مع قصة جديدة واتمنى أن تنال إعجابكم
القصة الثانية من قصص نبضات الفصول
قصة فصل الشتاء

❄ ❄ ❄ حلا ❄ ❄ ❄







روابط الفصول

الفصل الأول .. المشاركة التالية
الفصل الثاني .. بالأسفل

الفصل الثالث والرابع نفس الصفحة
الفصل الخامس
الفصل السادس الأخير






التعديل الأخير تم بواسطة ebti ; 27-02-21 الساعة 01:38 PM
فاتن منصور غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 23-01-21, 06:42 PM   #2

فاتن منصور

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 417764
?  التسِجيلٌ » Feb 2018
? مشَارَ?اتْي » 133
?  نُقآطِيْ » فاتن منصور is on a distinguished road
افتراضي

الفصل_الأول

ِلماذا أُحِسُّ
بأنَّكِ أقربُ مِني إلَيْ
وأنَّكِ في القلبِ
بَرُّ أمانٍ
ونَهرُ حَنانٍ
يُسافِرُ عَبرَ دُموعِ المآقي
يَصُبُّ حَنانَكِ في مُقلَتَيْ
وأنكِ حُبٌ يَفوقُ احتِمالي
وحُبَّكِ دَومًا كَثيرٌ عَلَيْ
وأنَّ قرارَ هوانا سَيبقى
فلا بِيديكِ ولا بيدَي
عبد العزيز جويدة )ْ
……….

دثرت حلا صغيرتها في مكانها قربها على السرير ،رغم وجود سرير منفرد للصغيرة إلا أنها تفضل أن تنام بجانبها دائماً ، بقيت قربها مستلقية لعدة دقائق وهي تتأمل ملامح وجهها التي تشبه ملامحها إلى حد بعيد ، قبلتها ثانية فتململت الصغيرة في نومها مما جلب الابتسامة لوجه حلا ، بحركات متأنية ابتعدت عنها كي لا تستيقظ ، ثم خرجت نحو الصالة تجمع الألعاب التي كانت تلهو بهم ابنتها
جلست على ركبتيها تجمع الألعاب المتناثرة هنا وهناك ، توضبها في الصندوق المخصص لها ، أمسكت الدمية الجديدة التي اشترتها منذ يومين لابنتها
دمية بجدائل بنية اللون وعينين عسليتين ، لم تستطع مقاومة شرائها حين شاهدتها في متجر الألعاب
مررت أناملها على جدائل الدمية بحنين ليوم امتلكت فيه دمية مشابهة لها تماماً
ربما هذا ما دفعها لأن تسارع بشرائها لزينة حين لمحتها بواجهة أحد المتاجر المخصصة للألعاب ، الشبه الكبير بينها وبين دميتها التي حصلت عليها بعمر الثامنة بعد أيام من البكاء لتحصل على دمية كما تفعل صديقاتها
تذكرت سعادتها حين قدمها لها والدها ، لقد كانت تطير فوق السحاب رفقتها وكأنها امتلكت الكون كله
ولكن وجود الدمية لم يطل كثيراً إذ سرعان ماصدر قرارٌ مجحف بحقها وحق دميتها ، فكان نصيب الدمية الإختفاء بعيداً عنها ، ونصيبها النهر والغضب الشديد من تفكيرها الساذج، وارتباطها بدمى سخيفة
مسحت دموعها التي تساقطت دون أن تشعر على وجه الدمية المبتسمة لها ، بادلتها ابتسامة حزينة وهي تضعها على الأريكة بعيداً عن صندوق الألعاب ، وحين انتهت من الترتيب وإعادة صندوق الألعاب لمكانه ، امسكتها بين يديها مجدداً
ثم اتجهت نحو المطبخ تصنع لنفسها كوباً من الأعشاب المهدئة ، عله يساعدها على النوم
أنهت تحضير كوبها ، ثم عادت نحو الصالة تجلس قرب النافذة ، وضعت الدمية مجدداً قربها على الأريكة وكأنها تشاركها جلستها تلك ، فيما عيناها تراقبان أضواء الحديقة المتراقصة وندف الثلج التي بدأت بالتساقط
لطالما عشقت الثلج وذلك الجمال الذي يكسبه للأرض
رغم برودة الجو خارجاً ، والمماثلة لبرودة حياتها ، لكن هذا المنزل يشعرها بذوبان الثلج من داخلها
ثلج تشكل نتيجة أعوام من القسوة والبرودة وانعدام الحنان
عادت عيناها تنظران للصالة الصغيرة التي تجلس بها ..صحيح أنها صغيرة لا تماثل تلك التي في منزل والدتها ، لكنها أحبتها بشكل غريب ،ربما لأنها تشعرها بالدفء والحب
قرب النافذة وُضعت أريكة كريمية اللون تتسع لثلاثة أشخاص وقربها كرسيان من نفس اللون والتصميم وثلاث وسائد وضعت أرضاً بجانب المدفأة
وعلى الأرضية فُرشت سجادة بفرو أبيض وزهرات كريمية ، تجعلها تشعر بأن قدميها تغرقان فيها
وقبالتها علق التلفاز على الحائط ، وعلى الحائط المقابل للنافذة علقت تلك اللوحة التي تعشقها
لوحة واحدة صممت لتكون ثلاث لوحات يكملن بعضهن
لوحة لأزهار عباد الشمس
بألوان مميزة وهادئة
أبدع الفنان حين رسم اللوحة
لوحة واحدة لزهرات عباد الشمس مع شمس الصيف التي تشعرك بالدفء لمجرد النظر إليها
ثم قام بتوزيع لوحته على ثلاث أقسام
تكمل كل واحدة فيهم اللوحة

انتهت من تأملها للوحة ،وعادت تنظر للكوب الساخن الذي تحمله بين يديها وأفكارها تسرح في البعيد ، بما آل إليه حالها وحال ابنتها مؤخراً
لا تنكر أنها مرتاحة لهذا الوضع ، وكونها أخيراً استطاعت الاستقلال بحياتها ، ولكن دائماً تشعر أن لوحة حياتها غير مكتملة ، ينقصها شيء ما ، مهما حاولت نكران الأمر ، تعلم في داخلها في تلك النقطة البعيدة من أعماق قلبها ، أنها بحاجة لاكتمال تلك اللوحة
نقرات خفيفة على باب الشقة
جعل انتباهها يعود للحظة الراهنة
أغمضت عينيها بتعب ، وقلبها ينبض نبضاته الخائنة ككل مرة تسمع تلك الطرقات
ثلاث طرقات لاغير
ولكنها باتت تفعل بها الأفاعيل ، تثير بداخل قلبها مشاعراً لا تريد أن تعترف بها
لقد ثارت واعترضت ولكن لا شيء تغير ، منذ شهر وتلك الطرقات تتكرر كل يوم
لتزيح له مكاناً في قلبها
وهذا الذي لا تريده وتخافه بشدة
، استقامت واقفة من مكانها و هي تتوعد أن تكلم عمها ليجد حلاً لهذا الأمر
خطت بقدميها الحافيتين نحو باب الشقة ، تضغط على قلبها وكأنها بفعلتها تلك توقف نبضاته الهادرة ، نظرت من العين السحرية للباب ، فهي لن تفتح باب الشقة مهما حدث
وكالعادة ومثل كل ليلة ، لا تجده بل تلمح باب الشقة المقابل لها يغلق بهدوء
أرادت أن تعود أدراجها للداخل ، كما تفعل كل ليلة ، لا تريد أن تعطيه أي أمل بأن يكون هناك شيء ما يربطهما بيوم من الأيام
لكنه لا ييأس وهو يكرر محاولاته ، يحاول أن يخبرها أنه دائماً موجود لأجلها
يترك على باب شقتها وردة صغيرة أو قصاصة ورقية بكلمات مسائية بسيطة
تهملهم بالعادة وتغلق الباب تاركة إياهم خارجاً
تطلب من عمها أن يردعه عما يفعل
لكن عمها يجيبها قائلاً
( هل أخل بأدبه معك ،هل تعرض لك يوما ، الرجل يترك لك مساحة كبيرة من الحرية ، رغم أنه غير مضطر لكل ذلك ، و يطلب وساطتي دائما لتقبلي الأمر يا حلا ، وتوافقي أن يكون معك كزوج حقيقي )
تصمت في كل مرة تواجه عمها ، لأن كرم ببساطة لا يفعل ما يزعجها ، لا يتعرض لها بكلمة واحدة ، ولا يحاول أن يعترض طريقها، و لولا تلك القصاصات والتي تجعله يبدو كفتى مراهق لم تكن لتنزعج من وجوده
نهرها عقلها بتهكم ( وهل أنت فعلاً منزعجة من وجوده ومما يفعله لأجلك )
يعود كلام عمها ليزور عقلها قائلاً
( للمرة التي لا أعلم عددها يا حلا ، أخبرك أن كرم يريدك زوجة بكل معنى الكلمة له ، تكملان حياتكما معاً ، والرجل أثبت صدق نيته ، أثبت أنه يلتزم بوعد قطعه لك ، أنا أتمنى أن أراكما معاً قريباً ،ولكن الرأي رأيك في النهاية )
نظرت نحو الباب مجدداً
هذه المرة لم تستطع أن تهمل ذلك النبض الذي يخبرها أن تستلم هذه المرة لذلك النداء
أن تنسى الماضي بآلامه
وتعيش الحاضر ..
لم لا تحاول أن تفعل كما طلب منها عمها
بهدوء مدت يدها لتفتح الباب ،وهي على ثقة أنه يئس من الأمر ، بعيون متوترة نظرت نحو باب الشقة المقابل ، ثم عادت تنظر لباب شقتها
هذه المرة لم تجد قصاصة ورقية
ولا زهرة صغيرة
إنما وجدت صينية موضوعة على الأرض ، توسعت عيناها بدهشة فهذه المرة الأولى التي يترك فيها شيئاً كهذا ، انحنت تلتقط الصينية تنظر للطبق الموجود فيها
شوربة الشعيرية المفضلة لديها ساخنة ، وبجانبها قصاصة ورقية مفتوحة كتب فيها

(الجو بارد .. صنعتها لنا .. لا تنسي أن تطعمي زينة منها )

رغماً عنها ابتسمت وعيناها تعيدان قراءة الجملة دون أن تنظر للباب المقابل
بل عادت بخطواتها نحو الداخل وقلبها هذه المرة يزيد من أوامره لها بأن تقبل
اغلقت الباب ، واتجهت للداخل تضع الصينية على الطاولة تشم رائحة الطبق الشهية
امسكت القصاصة تقرأها للمرة الثالثة
، في كل شئ يفعله يكون لزينة نصيب
نظرت نحو باب الشقة المغلق ثم عادت تنظر للطبق

( اطلقي لقلبك العنان يا حلا
لا تقيديه بقصة حزينة
بل ابحثي عن قصتك السعيدة
وعيشيها بكل تفاصيلها
وهو عاشق لك
وبريق عينيك يخبرني أن هناك أملا
فافردي جناحيك
ودعي روحك تحلق في سماء عشقه
فأنت وهو تستحقان هذه السعادة )

كلمات خالتها فاطمة عادت ترن بأذنيها بشكل غريب
حسنا الآن لن تفكر بكل ما يمنعها عن اقتناص فرصتها في السعادة التي تحدثت عنها خالتها فاطمة
بل ستنعم بهذا الطبق الذي أعده لهما
أحضرت ملعقة ،ثم عادت أدراجها نحو الصالة تجلس على أريكتها تحمل الطبق بين يديها تتناول منه الحساء
اغمضت عينيها تتلذذ بالطعم
وكأن صوته بقربها
بكلماته التي ألقاها مرة على مسامعها وهي تتناول غدائها رفقة خالتها فاطمة

( يوما ما لن تأكلي إلا من صنع يداي يا حلا حياتي)

ضحكت وهي تحدث الدمية المبتسمة :
_أعترف أنه طباخ متمكن ، و لا عجب أن كبرى فنادق المدينة تتنافس ليعمل لديها ، طعامه لا يقاوم

رنين هاتفها برسالة منه جعلها تترك الملعقة وتلتقط الهاتف لتجده خط بضع كلمات ، قرأتها بصوت مسموع وكأنها تشارك كل حواسها بقراءة ما خطه لها من حروف :

( لقد تساقط الثلج… يوماً ما سأخبرك ما تعنيه أنت والثلج معاً بالنسبة لي )

هكذا هو بكلمات بسيطة
يجعل قلبها ينبض بدوي غريب
فيعود عقلها لينهرها
ولكن من يردع القلب
من يوقف همساته
من يمنعه ّمن أن يصرخ حباً

….

نظر للهاتف و إشعار رؤيتها لرسالته يظهر لديه
وضع الهاتف جانبا ، ثم وضع يديه في جيبي سرواله البيتي يراقب الثلج الذي بدأ يغطي الأرض وصورتها الضاحكة ترتسم بخياله
اقتربت منه خالته تحمل بين يديها صينية وضعت عليها كوبي الشاي خاصتهما ، نادته باسمه حين لاحظت شروده :

_ كرم

استدار لها وكأنه تفاجأ برؤيتها ، ثم سرعان ما ابتسم لها ، مقترباً منها يأخذ منها الصينية ، وضعها على الطاولة ثم جلس قبالتها قائلاً بامتنان :

_ سلمت يداك يا خالتي ..

أجابته بصوتها الحنون وهي تجلس على الأريكة ببعض التعب الذي فرضته سنوات عمرها التي تعدت الستين :

_ سلمك الله من كل شر يا قلب خالتك

أعادت وضع الشال الصوفي على كتفيها ، تأخذ بين يديها السنارة و خيوط الصوف لتبدأ بالحياكة
وكرم يراقب مهارة يديها بابتسامة حنونة ، فيما يتناول شايه بهدوء
لاحظت نظراته للقطعة التي تقوم بحياكتها ، فقالت بمكر :

_ سيليق هذا اللون على حلا كثيراً … في العادة أصنع أثواباً لابنتها ، لكن هذه المرة ستكون هذه القطعة لها

قال وعينيه تنظران للون الأحمر الذي تلونت به الخيوط ، و للنقش الذي تقوم خالته برسمه بواسطة الخيوط :

_ رغم أنها أول مرة اشتري فيها هذه الأشياء ، ولكن يبدو أني وفقت بإختيار اللون

أكمل ويده تلامس الخيط ،فيشعر وكأن يده تلامس يدها :

_ لا اعلم يا خالتي حين شاهدت المتجر بطريق عودتي ، لم استطع أن أمنع نفسي من الدخول إليه

ترك الخيط من يده ثم استدرك ضاحكاً و ذكرى ما حدث في المتجر لا تفارقه :

_ لقد كان المتجر مليئا بالسيدات ، وكم شعرت بالحرج وهن ينظرن لي وكأنني جئت من كوكب آخر ….فما الذي يفعله رجل في متجر لبيع مستلزمات الحياكة ، إحداهن سألتني بإحراج إن كنت اعرف ما الذي علي شراءه ،أخبرتها أني أريد خيوطاً صوفية لصنع ثوب لابنتي

أوقفت فاطمة الحياكة وهي تنظر لوجهه وعيناه مازالتا مسبلتين تراقبان يديها
إن وصفه للصغيرة زينة بأنها ابنته بتلك النبرة يشعرها بأنه يستحق فعلا أن يكون والدها ، وكم تليق الأبوة به
أما هو أكمل حديثه غير منتبه لنظرات فاطمة الحانية :

_ لقد ساعدتني بإختيار النوع ، وأنا اخترت الألوان ، ستليق بها أليس كذلك يا خالتي ؟

نظر لخالته بذات الابتسامة فقالت بعاطفة أمومية تغمره بها وهي التي لم تتزوج طيلة حياتها ، فعوضت كل عاطفتها الأمومية باهتمامها بابن شقيقتها رحمها الله

_ أجل لقد أجدت اختيار الألوان للصغيرة ، و لوالدتها كذلك

قالت جملتها الأخيرة بغمزة ، فزادت ابتسامته عمقا وهو يخبرها بهدوء بنبرة صوته المميزة :

_ لقد تخيلتها ترتدي قبعة بهذا اللون مع شال مماثل ، وقفت طويلا أمسك الكرة الصوفية بيدي وأنا أتخيل وجه حلا وهي ترتديها

دون سابق إنذار غير من مكان جلوسه ليصبح قرب خالته يمسك كف يدها مقبلاً ، يقول لها مناغشاً

_ سلمت يداك يا خالة لأنك ستحققين أمنية هذا المسكين

ضحكت فاطمة وهي تضم رأسه لصدرها هامسة وقلبها يلهج بالدعاء له ولحلا ، بأيام تجمعهما بسعادة :

_ محظوظة هي بك يا كرم مثلما أنت محظوظ بها

ابتعد عن خالته هامسا بألم

_ اتمنى فقط لو تسمح لي بالإقتراب منها .. سأحملها حينها داخل عيني يا خالتي… سأخبرها أن هذا القلب عاشق لها منذ رآها .. سأعلمها أن حبي هو الأول في حياتها وهو الآخير ..ولكنها تبني بيننا أسواراً عالية .. تنأى بنفسها بعيدة عني ، وهي أقرب إلي من نبض قلبي

قالت فاطمة بحنان جم ، وبداخلها تتفهم ما يحدث مع تلك المسكينة تماماً :

_ اصبر عليها يا كرم .. لقد اُستنزفت قوتها .. كُسرت أجنحتها فكن أنت جناحيها اللذين ستعود بهما قادرة على التحليق بقوة .

همس بصوت مسموع لخالته :

_ مستعد لأن انتظرها لآخر العمر يا خالتي .. أفهم كل ما تمر به .. أرى داخل عينيها ذلك الصراع المحتدم بين الماضي والحاضر .. أشعر بخوفها .. وأود أن أمد يدي إليها .. أشعرها أنني مستعد لأن اكون بقربها .. امسح من حياتها ذلك الحزن .. أهديها الأمان الذي يجب أن تحيا به

عادت فاطمة تنظر له بحنان كبير ، تخبره بتأكيد :

_ قريبا سيحدث يا كرم .. قريبا جدا

……

صعدت حلا الدرجات الرخامية نحو الطابق الذي تقطنه ، عملها يأخذ منها وقتاً طويلاً هذه الفترة بحكم ضغط العمل الذي فرض عليها وجوري في هذا الوقت من العام ، والتصوير بسبب الثلج وحالة الطقس ضمن استديوهات مخصصة يأخذ منهما وقتاً أطول في التحضير
طرقت على الباب المقابل لشقتها وصدرها يعلو ويهبط بفعل إرهاقها ، عدة لحظات وخرجت لها الخالة فاطمة بابتسامتها اللطيفة
ألقت حلا التحية، فردتها فاطمة قائلة

_ أهلا بك يا عزيزتي
ردت التحية وهي تقبل خد خالتها ، فقالت فاطمة بنظراتها التي تفيض حناناً تستشعره دائماً تلك الواقفة قبالتها :
_ لقد نامت الصغيرة للتو بعد جولة طويلة من اللعب … ما رأيك أن تغتسلي وتتناولي طعامك ثم تعودين لأخذها

قالت حلا بامتنان لهذه السيدة وما تقدمه لها من دعم وحنان :

_ لا أريد إزعاجك أكثر يا خالتي .. سأخذها لتكمل نومها بسريرها

أدارتها فاطمة نحو الخارج دافعة إياها نحو باب شقتها المقابل قائلة :

_كفاك كلاماً لا معنى له .. هيا عندما تستيقظ سأحضرها لك بنفسي

ضحكت حلا وفعلت كما طلبت منها خالتها فاطمة ، دخلت لمنزلها
تزيل عن جسدها أكوام الملابس التي ترتديها بسبب برودة الطقس خارجاً
أخذت حمامها ثم توجهت نحو المطبخ تسخن طعامها
وجلست تتناوله لوحدها بصمت
لقد اعتادت هذه الوحدة واعتادت الصمت الذي يحيط بها ، وهي التي كانت والدتها تنهرها دائما لأنها تحب الثرثرة أثناء تناول الطعام
لم تكن ثرثارة بشكل كبير ، ولكن هكذا هي والدتها دائما تجد بأن كل تصرفاتها خاطئة مهما كانت بسيطة
وحده والدها من كان يحب الاستماع لأحاديثها ، يهتم بكل ما تقوم به ، ولا يجد هواياتها كلاماً فارغاً لا فائدة ترجى منها ،كما كانت والدتها تصرح لها في كل مناسبة
دفعت طبقها جانباً غير راغبة بإكماله
وفي عينيها ترقرقت بعض الدموع ، وهي تتخيل لو كان والدها مازال على قيد الحياة لما حدث لها كل ماحدث
هل كان سيغضب منها لتركها منزل والدتها بذلك الشكل
أم تراه كان سيكون فخوراً بها لإتخاذها هذا القرار أخيراً
هل كان سيغضب ويلومها لقبولها الزواج من
هزت رأسها بقوة تبعده عن أفكارها ، لقد قبلت بالأمر لتحمي نفسها وابنتها فقط
سالت دموعها بقوة على وجنتها وهي تهمس بكلمة
(بابا)
الشيء الوحيد المتأكدة منه في خضم كل مايحدث معها أن والدها كان يرغب دائما برؤيتها سعيدة

استقامت من مكانها واتجهت لحوض الغسيل ، تغسل الصحن والملعقة الوحيدين الذين استعملتهما في تناول وجبتها ، لا تكثر من الأطباق على الطاولة ، فشهيتها للطعام داخل المنزل باتت شبه معدومة ، لا تحب الجلوس وتناول الطعام بمفردها ، جففت يديها من آثار الماء ، ثم خرجت نحو غرفة نومها
وبعد أن جففت شعرها وقامت بتسريحه ، جلست على سريرها بملل ، نظرت حولها تبحث عن أي شيء لتفعله ريثما تستيقظ صغيرتها ، وقع نظرها على ألبوم صور ابنتها زينة
زينة الشيء الوحيد الجميل في حياتها
بل شعاع النور الوحيد الذي يضيء حياتها
لأجلها قررت أن تبتعد عن منزل والدتها
لأجلها قررت أن تكون حلا جديدة وليس حلا الخانعة لكل ما تريد والدتها فعله بها
قرار جعل الهوة بينها وبين والدتها تتسع بشكل لم يعد يصلح لردمها شيء أبدا
لذلك وبلحظة قوة تركت منزلها ، وأتت إلى هنا
إلى عمها فاروق الذي يقطن في الطابق الثالث في هذه البناية
حين علمت خالتها فاطمة بقرارها اقترحت عليها أن تستأجر الشقة المقابلة لها
فوافقت فوراً دون تردد
كانت بحاجة لهذا القرار ..
بحاجة لهكذا استقلال في الحياة
وكان عمها مع قرارها ، رغم رغبته أن تبقى برفقته ورفقة زوجته ، لكنه آثر أن يتركها تتصرف كما تشاء ليشعرها بأن لها شخصية قادرة على اتخاذ القرارات
وساعدها و فاطمة بالحديث مع أصحاب المنزل لتستأجره
فاطمة هذه المرأة التي لا تعرف كيف تصف ماهية شعورها نحوها
تعرفها منذ سنوات حين كانت تحضر برفقة والدها لزيارة عمها فاروق
كانت تقضي أجمل أوقاتها هنا
وحين احتاجت قبل عام ونصف لمن يعتني بابنتها لم تجد سوى فاطمة، فزوجة عمها مريضة ولا تقوى على الإعتناء بالصغار
لقد أزاحت خالتها فاطمة عن كاهلها عبئا كبيرا حين اخبرتها أن تترك الطفلة لديها حين تكون في العمل
وفعلا لم تتردد هي بقبول هذه المساعدة
رغم بعد المسافة بين منزل والدتها ومنزل فاطمة إلا أنها كانت سعيدة مطمئنة أن ابنتها بخير مادامت رفقتها
منذ عام ونصف وزينة تعيش معظم يومها معها
لذلك كان اقتراح فاطمة أن تستأجر هذه الشقة هو أفضل خيار
لولا ماحدث بعدها من رفض خالها للأمر بشدة ، رفضٌ جعلها تقبل باقتراح عمها وفاطمة
تنهدت بتعب بسبب ماحدث في ذلك الوقت من مشادات كلامية وضغط كبير عليها كاد يودي بها لولا بقية إصرار منها على التمسك بالحياة لأجل ابنتها
نظرت لصورة زينة في الألبوم
إنها صورة لها في يومهما الأول في هذا المنزل
كان ذلك في أكتوبر الماضي
وهذه صورة تجمع زينة بصديقتها جوري حين قامت جوري بترتيب أشياء الصغيرة والصغيرة تلهو حولها تعيد بعثرة الأشياء بشقاوة .
كانتا سعيدتين جدا ّ
ضحكت حلا وهي تتذكر ذلك اليوم ، كان يوماً غيّر حياة صديقتها جوري للأجمل
في ذلك اليوم أصرت جوري أن تحضر لمساعدتها ،
وخلال قدومها التقت برجل أحلامها ، تيم المذيع الإذاعي المشهور.
جوري صديقتها المفضلة بل تكاد تكون شقيقتها الروحية من عوضتها عن سند العائلة
كم هي سعيدة لأجلها وهي تراها تعيش قصة الحب الخاصة بها
نظرت لصورة جمعت الكل في حفل عقد قران جوري وتيم
دعت من قلبها أن يديم هذه السعادة في قلب الجميع
نظرت لوجهه المبتسم في الصورة ، حيث يقف بجانبها في الصورة ، عيناه تنطقان سعادة ، بينما هي يظهر عليها الخجل من قربه ذاك ،
أغلقت الألبوم معيدة إياه لمكانه تزامناً مع انطلاق صوت الجرس لباب منزلها منبئا باستيقاظ الشقية الصغيرة
……
أنهى فاروق مكالمته على الهاتف ثم استدار نحو زوجته فوجدها تنظر له بنظرات تحمل بعض اللوم له ،
اعتدل بجلسته على الأريكة قائلاً
_ ما الأمر لم تنظرين لي هكذا ؟
بصوتها المتعب بسبب تعب قلبها في الآونة الأخيرة أجابته :
_ لا أفهم كيف توافق حلا على ما تفعله
تنهد بتعب وهو يقول مزيحاً نظاراته الطبية عن عينيه:
_ أنا لا يمكنني الضغط عليها ، الفتاة مازالت محطمة من الداخل وتحتاج لوقت كبير كي ترمم ما تسببت به والدتها من ندوب لها
عند ذكر والدة حلا برمت زوجته وجهها بحركة تعبر عن اشمئزازها من تلك السيدة ، ثم عادت تقول وهي تمسد قماش عبائتها المنزلية بكفي يدها :
_ أنا أفهم ذلك يا فاروق ، والله وحدة يعلم كم كنت غاضبة لما فعلته والدتها بها
أشار لها بالإيجاب قائلا :ً
_ سامح الله والدها الذي لم يقبل بتحذيراتي وقتها ، وأصر أن يتزوج تلك القاسية وها هي ابنته تدفع الثمن الآن .
أشارت بيدها له دلالة ألا يهتم ، ثم قالت:
_ إن الماضي لا يهم الآن يا فاروق ، اسمعني جيداً ، إن الفتاة تضيع حياتها بنفسها وستجد نفسها يوماً ما الخاسرة الوحيدة
نظر لها مستفهما وكأنه يخبرها أن تكمل ما تريد قوله ، ولم تخيب ظنه وهي تحدثه :
_ هي بحاجة لدفعة نحو الأمام ، لا أن نشجعها على البقاء أسيرة ماضي صعب عاشته ، يعلم الله أنني أحبها أكثر من بناتي ، بل هي أقرب إلي منهن لأنها تسكن قربي
بقلة صبر اعتادت عليها همس :
_ أخبريني بما تريدينه دون مقدمات

نظرت له مدعية الغضب ، فأمسك يدها يربت عليها هامساً بنبرة معتذرة :
_ لا تغضبي ، لكني حقا لا أريد أن أكون سبباً في ظلم الفتاة لنفسها

قالت وهي تنظر له بتأكيد لكل كلمة تنطق بها :
_حين لا تشجعها على حبس نفسها في قوقعة الماضي يا فاروق تكون أسديت لها خدمة كبيرة ، علينا أن نجعلها ترى أي نعمة امتلكتها بزواجها ، عليها أن تعلم أنها لم تكن مخطئة بقبولها بذلك الزواج
هل فهمتني يا فاروق ؟
حين لم يجبها ، أكملت حديثها بنبرة حانية :
_ لا يجب أن نبقى متفرجين عليها ،
يجب أن ندفعها أكثر نحو السعادة
ابتسم لها زوجها بحنان وهو يقول :
_ سأفعل كما تقولين فلا أحب علي من رؤيتها سعيدة مع رجل يحبها
استقامت واقفة بحركة ثقيلة تخبره بينما تتجه نحو المطبخ :
_ إذن هيا اسبقني إلى منزلها
، يجب أن نبدأ العمل منذ اليوم

ضحك بقوة وهو يقول بشقاوة غامزاً إياها :
_ لم أكن أعرف أن زوجتي تشجع قصص الحب هكذا
وضعت كفيها على خصرها الممتلئ كما بقية جسدها ، تقول بثقة :
_ بل عليك أن تعرف لأن زوجتك عاشتها بكل تفاصيلها معك يا زوجي العزيز .
…….

noor elhuda likes this.

فاتن منصور غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 24-01-21, 01:24 AM   #3

Soy yo
عضو جديد

? العضوٌ??? » 390429
?  التسِجيلٌ » Jan 2017
? مشَارَ?اتْي » 483
?  نُقآطِيْ » Soy yo has a reputation beyond reputeSoy yo has a reputation beyond reputeSoy yo has a reputation beyond reputeSoy yo has a reputation beyond reputeSoy yo has a reputation beyond reputeSoy yo has a reputation beyond reputeSoy yo has a reputation beyond reputeSoy yo has a reputation beyond reputeSoy yo has a reputation beyond reputeSoy yo has a reputation beyond reputeSoy yo has a reputation beyond repute
افتراضي

قصة مشوقة اكثر من الاولى ...اسلوبك رائع..سرد اجمل و اروع....في الجزء الاول حسيت ان وراء حلا قصة و الان ساعرف ماهي قصتها مع والدتها التي يدعوها الكل بالقاسية ...و قصتها مع فاروق ..الذي احببت شخصيته...موفقة باذن الله

Soy yo غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 24-01-21, 05:35 AM   #4

فاتن منصور

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 417764
?  التسِجيلٌ » Feb 2018
? مشَارَ?اتْي » 133
?  نُقآطِيْ » فاتن منصور is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة soy yo مشاهدة المشاركة
قصة مشوقة اكثر من الاولى ...اسلوبك رائع..سرد اجمل و اروع....في الجزء الاول حسيت ان وراء حلا قصة و الان ساعرف ماهي قصتها مع والدتها التي يدعوها الكل بالقاسية ...و قصتها مع فاروق ..الذي احببت شخصيته...موفقة باذن الله
تسلمي لقلبي سعيدة جدا بمتابعتك لقصة جوري والان بوجودك معاي في رحلتي مع قصة حلا
حنعرف تفاصيل قصة حلا وسبب حزنها وعلاقتها بفاروق


فاتن منصور غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 24-01-21, 11:20 AM   #5

غدا يوم اخر

? العضوٌ??? » 5865
?  التسِجيلٌ » Apr 2008
? مشَارَ?اتْي » 1,152
?  نُقآطِيْ » غدا يوم اخر is on a distinguished road
افتراضي

اعتقد الام مو قاسيه قد ماهي ماديه وتبي شخص تشعر بالندية لها
هل فاطمة هي زوجة والد البطلة
بداية مشوقهيعجبني ان اقراء من وجه نظر البطلة


غدا يوم اخر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 24-01-21, 04:53 PM   #6

موضى و راكان

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية موضى و راكان

? العضوٌ??? » 314098
?  التسِجيلٌ » Mar 2014
? مشَارَ?اتْي » 6,239
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » موضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك max
?? ??? ~
سبحان الله وبحمده .. سبحان الله العظيم
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 3 ( الأعضاء 2 والزوار 1)
‏موضى و راكان, ‏نوارة البيت


بداية مبشرة برواية شيقة فى أنتظارك لتكملتها
موفقة بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .


موضى و راكان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 24-01-21, 07:08 PM   #7

فاتن منصور

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 417764
?  التسِجيلٌ » Feb 2018
? مشَارَ?اتْي » 133
?  نُقآطِيْ » فاتن منصور is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة غدا يوم اخر مشاهدة المشاركة
اعتقد الام مو قاسيه قد ماهي ماديه وتبي شخص تشعر بالندية لها
هل فاطمة هي زوجة والد البطلة
بداية مشوقهيعجبني ان اقراء من وجه نظر البطلة
تماما هي مادية وماتؤمن بوجوب وجود عاطفة تجمع بين الناس
تسلمي لقلبي سعيدة بمتابعتك


فاتن منصور غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 24-01-21, 07:09 PM   #8

فاتن منصور

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 417764
?  التسِجيلٌ » Feb 2018
? مشَارَ?اتْي » 133
?  نُقآطِيْ » فاتن منصور is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة موضى و راكان مشاهدة المشاركة
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 3 ( الأعضاء 2 والزوار 1)
‏موضى و راكان, ‏نوارة البيت


بداية مبشرة برواية شيقة فى أنتظارك لتكملتها
موفقة بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .
تسلمي لقلبي ياغلا


فاتن منصور غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-01-21, 06:52 PM   #9

فاتن منصور

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 417764
?  التسِجيلٌ » Feb 2018
? مشَارَ?اتْي » 133
?  نُقآطِيْ » فاتن منصور is on a distinguished road
افتراضي

في_كل_فصل_نبضة
#نوفيلا_الشتاء_حلا
#الفصل_الثاني
لماذا أُحسُّ
إذا غِبتِ عَنِّي
بِقلبي يَذوبُ
ويَهرُبُ مِني
كأنَّ الزمانَ يُغافِلُ وَجهي
ويَسرِقُ أشياءَ من نورِ عيني
فما السِّرُّ بينَ هَواكِ وبيني ؟
(عبد العزيز جويدة )
…...
أخذت الصغيرة من خالتها فاطمة ، ثم عادت أدراجها نحو المطبخ ، تصنع لها طعامها المفضل ،
وضعت زينة أرضاً على السجادة الصوفية ، بعد أن ناولتها تلك اللعبة التي تحبها لتلهو بها
بدأت بإعداد وجبة سريعة لها والتي هي عبارة عن أرز مع مجموعة من الخضراوات المسلوقة ،
وبذات الوقت تستمع لكلماتها غير المفهومة وضحكاتها التي يتردد صداها في قلبها هي
ضحكات الصغيرة معزوفة موسيقية تسمعها بقلبها وروحها فتشعر أن حياتها جميلة جداً
بينما هي تخلط مكونات الطعام في القدر ، نظرت نحو زينة تمسك جدائل الدمية بنظرات مبهورة ، فقالت محدثة إياها ، وهي تحكم غطاء القدر ، ثم تجلس القرفصاء قرب صغيرتها :
_ لقد ذكرتني بنظراتي نفسها حين امتلكت لعبة مماثلة يا زينة
نظرت الصغيرة نحو والدتها وكأنها تفهم ما تقول ، فأكملت حلا حديثها وكأنها تحادث شخصاً كبيراً يفهم كل ما ستقوله :
_ لقد أحضرها لي والدي يومها ، بسعادة كبيرة احتضنتها كما تفعلين الآن يا صغيرتي
ضحكت زينة مجدداً وقد ظنت أن والدتها تخبرها بشيء سعيد ، ابتسمت حلا بألم وهي تجلس على الأرض قرب الصغيرة ، وكأنها انفصلت عن الواقع ، عادت لتحادث الصغيرة :
_ لقد تمنيت تلك اللعبة حين شاهدت مثيلتها مع ابنة جيراننا يومها ، ولكن جدتك كان تظن أن الألعاب مجرد تفاهات لا فائدة منها ، فأحضرها لي جدك ، يومها رقصت سعادة بها ، كان عمري حينها حوالي ثمان سنوات يا زينة
لم تصدر الصغيرة أي ردة فعل على كلام والدتها وإنما استمرت تلهو باللعبة تحدثها بكلماتها صعبة الفهم، أرادت حلا أن تتوقف عن الحديث ، ولكن رغبة بداخلها بالحديث عن تلك الذكرى، جعلها تكمل :
_ باتت الدمية صديقتي في كل ما أقوم به ، ورغم شجار والدتي مع والدي بسببها وبأنه يتسبب بجعلي فتاة غير مسؤولة وساذجة بتفكيرها إلا أنني لم اتخلى عن دميتي تلك ، لكنها وبلحظة غضب أخفتها عن طريقي ، بحثت عنها في كل أرجاء المنزل فلم أجدها ، توسلتها أن تعيدها إلي وأنني سأكون كما تريد لكنها لم توافق طلبي ، لم تهتم لتوسلاتي
وقوف الصغيرة قبالتها وهي تمد يديها نحو وجنتيها ، بشفتين مزمومتين بحزن وكأنها على وشك البكاء ، تهمس :
_ ماما
صدم حلا من نفسها ، وهي تعي أنها كانت تبكي ، بينما تقوم زينة بمسح دموعها بيديها الصغيرتين ، احتضنتها بقوة ، تمنع المزيد من الدموع ، تهمس للصغيرة بوعد :
_ لن أكون مثلها يوماً ، سأكون كل حياتك وسأكون ملجأك الآمن في كل وقت يا صغيرتي ، لن أدع للحزن سبيلاً إليك
تمسكت بها الصغيرة تربت على ظهرها وكأنها تخفف عن والدتها حزنها الذي يسكن قلبها ، لكن رائحة الطعام الشهية جعلاها تبتعد فوراً وهي تطالب بوجبتها التي تنتظرها ، فضحكت حلا وهي تنهض عن الأرض ومازالت زينة بين ذراعيها ، تتفقد نضوج الطعام
أعادت الصغيرة أرضاً وهي تقول :
_ امسكي لعبتك ريثما أسكب لك الطعام
فعلت الصغيرة ما طلبته والدتهع ، فيما همت حلا بإخراج الصحن الخاص بها لتسكب لها الطعام ، لكّن صوت جرس المنزل عاد يهدر من جديد
صرخت الصغيرة ترمي اللعبة من يدها ، تستقيم واقفة ثم تحاول السير بخطى متعثرة نحو الخارج ، وحلا تراقبها تصرخ بإسم ( كرم )
لكن بحروف متكسرة ، فيسقط حرف الراء ويبقى حرف الكاف والميم بطريقة مضحكة
تبعتها حلا تمسك بها بين ذراعيها قائلة بضحك :
_ تحاولين نطق اسمه ، وأنا والدتك لا تعلمين نطق حرف واحد من حروف إسمي، أيتها الشقية
قبلتها بقوة على خدها ، ثم اتجهت نحو الباب تفتحه ، وهي موقنة أنه من المستحيل أن يكون كرم من يطرق باب شقتها في هذا الوقت
وجدت الطارق عمها فاروق ، دعته للدخول فناولها طبق الحلوى الذي كان يحمله بيده و أخذ الصغيرة منها و التي مازالت تنادي كرم
قال ضاحكاً وهو يجلس على الأريكة :
_ أخبرت زوجة عمك أنني لن أتناول الشاي إلا معك ، فطلبت أن أسبقها بطبق الحلوى
قالت بضحكة تحمل امتنان العالم لهذه العائلة التي عوضها الله بها عن فقدان عائلتها الحقيقية :
_ أنرت منزلي يا عمي ، لحظات ويكون الشاي جاهزاً
أشار لها نحو الأريكة المقابلة قائلاً :
_لست مستعجلا ً،تعالي واجلسي لنتحدث ريثما تحضر زوجة عمك
رغم إحساسها بأن ذلك الحديث لا بد متعلق بكرم إلا أنها أجابته بتلك الابتسامة التي تخصه بها وحده ، كما كانت تخص بها والدها :
_حسناً ، دعني فقط أحضر طعام هذه الشقية
غابت للحظات ، ثم عادت ومعها طعام ابنتها ، أخذتها من عمها واجلستها في حضنها تطعمها
قال فاروق بعد بعض الوقت وهو يراقب حركات الصغيرة المضحكة:
_ لقد اتصل بي شقيق والدتك
شعرت بتيار من الخوف يسير بأوردتها ،فقالت دون وعي وهي تتوقف عن إطعام الصغيرة :ّ
_ ما الذي يريده ، هل والدتي من طلبت منه محادثتك؟ هل علم شيئاً عن ..عن
توقفت عن الحديث وملامحها تغضنت بقلق كبير ، نظر لها بأسى ، وقد علم الخوف الذي سببه لها فقال بنبرة حانية :
_ فقط سأل عن أحوالك يا حلا ، أخبرني أنك لا تجيبين اتصالاته ، يود الإطمئنان أنك بخير ؟
أنزلت ابنتها أرضا لتلعب ، ثم قالت بتنهيدة وهي تنكس رأسها نحو الأسفل ويديها معقودتان فوق حجرها :
_ لا أريد أن أسمح لهم بالتدخل مجدداّ بحياتي يا عمي ، أعلم أن خالي لا دخل له بما تفعله والدتي لكن يكفي ما نلته بإستسلامي لما تريد وأخاف أن تعلم عن حياتي فتستغل الأمر مجدداً ضدي
_ و والدتك ألا تتحدثين معها ؟
سألها دون مواربة ، فأجابته بغصة استحكمت قلبها نتيجة عدم شعورها بوجود والدتها في حياتها :
_ أتحدث معها كل فترة ، لكنها لا تزال غاضبة مني، لأني في نظرها خالفتها حين قررت السكن لوحدي وأنا …. و أنا مطلقة
قالتها بقهر ودموع غزت عينيها، وهي تتذكر الجمل القاسية التي ترميها بها والدتها في كل مرة تحادثها
( أنت فريسة سهلة لكلام الناس .. هل تعين ما معنى أن شابة مطلقة تقرر أن تعيش بمفردها بعيدا عن عائلتها ...ستكونين علكة تلوكها الألسن ...ستكونين صيداً سهلاً لكل رجل ، هذا ما حذرتك منه وانظري نتيجة قرارك )
ثم أكملت بقهر أكبر
_ وزاد غضبها مني بعد ما حدث بزواجي من كرم ، تظن أنني تحديتها في ما فعلته
تنهد فاروق بقلة حيلة وهو يلمح تلك الدموع التي تعلقت بطرفي أهدابها
يعلم أن والدتها لا بد قد أسمعتها كلاماً قاسياً غير عابئة بما تسببه من شروخ في قلب ابنتها وروحها
لطالما حذر صديقه من الإرتباط بهذه المرأة لكنه لم يهتم ، و أصر على الزواج منها بدافع الحب
وكان الضحية هو وابنته
فهي إمرأة تعلمت على التسلط والقسوة والتجبر
وابنتها المسكينة كانت ضحية تسلطها
عاد الجرس يرن مقاطعاً لهما و معيداً كلاهما من هوة الأفكار التي غرقا فيها
وأعادت الصغيرة الكرّة ، فركضت بخطواتها غير المتزنة نحو الباب تصرخ بإسم ( كرم )
فقال عمها ضاحكاً ، في محاولة منه لجعلها تنسى الحزن الذي سكن عيناها منذ لحظات :
_ هذه الصغيرة متعلقة بكرم كثيراً ، و أتمنى أن تفعل أمها المثل فهو يستحق ذلك
نظرت لعمها بصدمة ، ووجنتيها تشتعلان إحمرارا من كلامه
فشاهدت في عينيه تلك الامنية التي أبلغها بها حين أخبرها بطلب كرم الزواج منها
هربت من نظراته نحو الباب تفتحه ، لتجدها زوجة عمها وخالتها فاطمة
دعتهما للدخول
همست فاطمة بجزع بعد إبتعاد زوجة فاروق عنهما
_ هل كنت تبكين ،هل أنت بخير يا ابنتي ؟
نظرت لها حلا مطولاً ، في داخلها تتمنى أن تسقط في أحضانها ، تبثها ألمها وحزنها ، تخبرها عما يسبب لقلبها التشتت والحيرة ، ولكنها تكبح تلك الرغبة بقوة ، قالت بخفوت ، وهي تشير لفاطمة لتدخل نحو الصالة :
_ لقد تذكرت والدي فقط يا خالتي ،هيا إدخلي لأعد لنا الشاي
لم تشأ فاطمة أن تلحّ عليها لتتحدث ، فهزت رأسها بتفهم ثم تركتها متوجهة للداخل
بقي الجميع يتحدثون ويتسامرون لوقت متأخر
وقت أعاد لها تجمعهم هذا ذكريات سعيدة رفقة والدها
ساعات من السعادة
وشعور الإنتماء للعائلة بالمعنى الحقيقي للكلمة يجعل روحها تطير مرفرفة بسعادة
لم يفتها حديث زوجة عمها كل حين عن كرم
وكأنها خاطبة تخبرها بمميزات فتى الأحلام ، ورغم محاولاتها الكثيرة لتصنع عدم الاهتمام لكن شيء ما بداخلها كان يلتقط كل حرف ينطقون به عن كرم
قالت فاطمة بمكر قبيل مغادرتهم :
_ سيشعر كرم بالحزن إن علم أننا أمضينا سهرة مميزة رفقتك يا حلا
فسألها فاروق بقلق :
_ لقد تأخر فعلاً بعودته اليوم ، هل هناك أمر حدث معه
نظراتها نحو فاطمة تنتظر إجابتها كانت تحمل القلق ، وإن أنكرت ذلك آلاف المرات ، لتتنهد براحة دون أن تشعر وهي تسمع فاطمة تقول :
_ لا لم يحدث معه شيء ، لكنه سيجتمع بأصدقائه اليوم ، والآن يجب أن أغادر فقد تأخر الوقت ويجب أن أخلد للنوم
استقامت واقفة ، فتبعها فاروق وزوجته مودعين حلا ، رافقتهم حتى باب الشقة ثم عادت أدراجها نحو الصالة تقوم بجمع الأكواب والأطباق الفارغة
رتبت المكان ، وغسلت الأطباق ، ثم
صنعت لنفسها كوب أعشاب دافئة ،كعادتها اليومية
جلست على أريكتها المفضلة تراقب الظلام بالخارج
نظرت حولها تتأمل السكون الذي حل في المنزل بعد ساعات من المرح والضجة
برودة اجتاحت جسدها وهي لا تشعر إلا بالصمت محيطاً بها
رفعت قدميها ووضعتهما على الأريكة تضمهما لصدرها ، وعيناها تنظران لكل ركن من أركان الصالة
نبض قلبها بألم ، فهي عادت لوحدتها مجدداً
لو كان بإمكانها إبقاء هذه التجمعات دائماً ، لو كان بإمكانها أن تطلب منهم أن يبقوا حتى الصباح ، ولكنها لا تستطيع أن تفعل
لطالما صرحت لوالدها بأنها ترغب بإنشاء عائلة كبيرة
تتزوج
تنجب الكثير من الأولاد
يجتمعون معاً دائما ، و لا يشعرون بالوحدة التي طالما شعرت بها لأنها وحيدة والديها
بأنها لن تكون مثل والدتها تكتفي بإنجاب طفل واحد ، بل ستنجب عدداً كبيراً
ولكن يبدو أن القدر لا يريد لها أن تحقق أحلامها هذه رغم بساطتها
نهرت نفسها لهذا التشاؤم الذي تعيش به ، فقالت محدثة نفسها تدعيّ بقية قوة توجد بداخلها :
(ماذا بك يا حلا ، لقد وعدت نفسك أنك ستنظرين لكل شيء بعين التفاؤل ،ألم تحققي حلمك بإمتلاكك لمنزلك الخاص ،لهذا المنزل بالتحديد )
نظرت بحب لزوايا منزلها
أجل إنه منزلها
هو الذي سكن قلبها قبل أن تسكن داخل جدرانه
يومها لم تصدق حين أخبرها عمها فاروق أن صاحب الشقة توفي والده و يرغب ببيعها
لم يكن قد مضى على انتقالها إليها شهر
شعرت أن الكون قد عاد لمعاندتها وتضييق الخناق عليها ، لكنها عادت تعطي لنفسها دفعاً إيجابياً بأن هذا لصالحها فهي منذ انتقالها لهذا المنزل وهي تتمنى أن يكون ملكها
قالت له يومها وهي توازن الأمر برأسها أنها لن تستطيع ترك هذا المنزل للكثير من الأسباب المتعلقة بها، لذلك ما الضير إن اشترته هي
……
قبل شهرين
دعاها فاروق لشرب القهوة في منزله فرحبت باقتراحه لأنها كانت بحاجة للجلوس معهم والابتعاد عن وحدتها قليلاً ، جلست رفقته وزوجته على الشرفة يتحدثون فيما زينة تلهو ببعض الألعاب القديمة و التي تحتفظ بهم زوجة عمها ، الجو كان دافئاً بعض الشيء لذلك قررت زوجة عمها أن يجلسوا في الشرفة ، قال فاروق وهو يعيد فنجان القهوة لمكانه على الطاولة الدائرية التي يجلسون حولها :
_ لقد اتصل بي البارحة ابن مالك الشقة التي تقطنين بها
رفعت أنظارها بقلق نحوه وقد استشعرت بأن الأخبار القادمة ليست سارّة أبداً ، فأجاب ذلك التساؤل غير المنطوق في عينيها :
_ تعلمين أن والده توفي من فترة وترك له الشقة كميراث
هزت رأسها بأجل ، فهي علمت بالأمر من خالتها فاطمة عقب وفاة مالك الشقة ، قال فاروق محاولاً تخفيف وطأة القادم عليها :
_ إنه يرغب ببيع الشقة ، لكني أخبرته أن العقد بينك وبين والده ينص ببقائك عاماً كاملاً فيها
لوهلة أحست أن الدنيا مادت بها ، لكن سرعان ما حاولت التماسك وهي تقول :
_ أجل مازال لدي وقت طويل قبل أن ينتهي العقد
أومأ فاروق بأجل وهو يفكر أنه يجب أن يتحدث لكرم كذلك بهذا الخصوص ، فهو لا بد سيجد حلاً يناسبهما ، قاطع أفكاره صوت حلا :
_ عمي
نظر لها الرجل بنظرة حانية ، فأكملت حديثها بقوة استمدتها من نظراته تلك :
_ أنا لدي بعض المال في حسابي المصرفي ، وهناك سيارتي سأبيعها
قاطعها فاروق مستفهما :ً
_ بماذا تفكرين يا ابنتي ؟
قامت من مكانها تأخذ ابنتها عن الأرض تضمها لها وهي تعاود الجلوس على الكرسي قبالته وكأنها في كل مرة تحتضن ابنتها بتلك الطريقة تستمد منها القوة لتخطو خطوتها التالية :
_ أنا لن أستطيع ترك هذا المنزل مهما حدث .. لأجلي ولأجل ابنتي ، أنت تفهمني ياعمي أليس كذلك …كما أني أحببت هذا المنزل بطريقة غريبة لا أفهمها .. لذلك سأشتريه أنا
نظر لها عمها بشفقة لحالها فهذه الفتاة قد اختبرت القسوة في سن مبكرة وزوجة صديقه رحمه الله لم تكن الأم المثالية لها ، لذلك قال مؤيداً لها :
_ أراه قراراً صائبا وسأبلغه أننا من سيشتري المنزل منه ، و أتمنى ألا يستغل حاجتنا للمنزل فيطلب سعراً مرتفعاً
تدخلت زوجته قائلة :
_ لا أظنه سيفعل ، لم لا تحادثه الآن وتعرف كم يريد ثمناً لها
لم يجادلها كما اعتاد و إنما قام من فوره يجري اتصاله بالرجل ، وحلا تنتظر بفارغ الصبر ما سيؤول إليه الأمر
نظرت لها زوجة عمها قائلة وعيناها مثبتتان على وجهها وكأنها تراقب رد فعلها
_ ألا يجب أن تستشيري كرم بالأمر ؟ فهو يحق له أن يشاركك في اتخاذ قرار يناسبكما معاً
لوهلة توترت حدقتاها ، لكن سرعان ما أخفت انفعالاتها خلف واجهة البرود قائلة :
_ كلا لن أفعل يا خالتي ، إن هذا الموضوع يخصني لوحدي
لم تشأ المرأة التدخل الآن ، لكن هذا لايعني أبداً ألا توصل الأمر لفاطمة فتوصله بدورها لكرم
لذلك اكتفت بهز رأسها مدعية تفهمها لموقف حلا
عاد فاروق بعد دقائق ليصدمهما بأن الرجل طلب مبلغاً مرتفعاً
أنكست رأسها تفكر بما تمتلكه من مال ومقتنيات يمكن لها أن تستعملها
، ضمت زينة لها أكثر فتملمت الصغيرة ، مما اضطرها لأن تنزلها أرضاً مجدداً
هي لن تستعمل الحساب المصرفي الخاص بابنتها مهما حدث ، ولن تطلب مساعدة عائلة والدتها ، إذن ما الحل ؟
ودعت عمها وزوجته مغادرة لمنزلها وعقلها مشغول بالبحث عن حل يمكنها من امتلاك ثمن المنزل كاملاً
….
دلفت حلا لمنزل فاروق ، فوجدت كرم بانتظارها في الصالة ، ألقت التحية بخفوت متهربة بعينيها من النظر إليه ، ادعى فاروق أنه سيحضر لهما الشاي ليتركهما بمفردهما ، سألها كرم عن أحوالها فأجابت أنها بخير ، كانت تجلس قبالته ، تنظر لنقطة ما على الأرض ، يؤلمه ما يحدث معهما ، لكن لا يستطيع أن يجبرها على أي شيء
قال محاولاً أن يكون هادئاً قدر إمكانه :
_ هل لي أن أعلم آخر ما يحدث بخصوص المنزل ؟
ببرود أجابته :
_ لم يحدث شيء ، ما زال ينقصني بعض المال
_ كم هو المبلغ وسأقوم
نهضت بغضب غير مبرر ، تقول له ببعض الحدة :
_ لقد أخبرتك سابقاً أنني لا أحتاج لأي مساعدة
نظر نحوها بنظرات تحمل ألماً غريباً ، جعلها تندم لحدتها تلك ، استقام واقفاً يغادر دون أن يوجه لها أي كلمة
فانهارت على الكرسي ، تنظر نحو الفراغ ، بينما قلبها يعتصر ألماً على كرم ، تنهر نفسها بأنه لا يستحق ما تفعله ، لا يستحق
بينما هو وقف خارج المنزل ينظر للباب الذي أغلقه خلفه من لحظات ، يشعر بكم هائل من الغضب بداخله بسببها ، بسبب إصرارها على أن تعامله كغريب عنها ، لكن يعود قلبه ليجد لها كل المبررات ، يجد لها بدل العذر الواحد ، عشرات الأعذار
غادر و قد قرر ما سيفعله بشأن المنزل وبشأنها هي
…..
المهلة التي أعطاها لها صاحب المنزل لشرائه كادت تنتهي وهي لم تمتلك ما يكفي من المال بعد
باعت سيارتها وسحبت كل رصيدها البنكي وعملها مع جوري في تصوير حفلات الزفاف لم يكن كافياً
لا تنكر أبداً أن جوري حاولت المشاركة بثمن المنزل لكنها رفضت الأمر بشدة ، يكفي ما فعلته جوري لأجلها كل هذه السنوات
ولايمكن أن تطلب من عمها فاروق المساعدة وهي الأعلم بوضعه
رنين هاتفها جعلها تعود من هوة أفكارها ، أجابت الهاتف بنبرة تعبة وقد كانت فاطمة من تريدها لأمر هام
، أخرجت زفيراً طويلاً من صدرها تحاول شحن طاقتها لمواجهة جديدة مع كرم بسبب رفضها لمساعدته في موضوع المنزل
لا تعلم لما ترفض مساعدته ، هل لرغبتها بأن يكون لها شيء خاص بها يكون بمثابة ضمان ضد لحظات قسوة قد تعيشها مجدداً
أم لأنها لا ترغب بخطوة تخطوها نحو كرم ، تقاوم حقيقة وجوده في حياتها
تأكدت من نوم الصغيرة ثم شغلت الجهاز الخاص بسماع صوت الصغيرة في حال استيقاظها ، أخذت القطعة الثانية من الجهاز معها وتوجهت لشقة خالتها فاطمة
لم تكد تضع يدها على جرس الباب حتى فتحت لها خالتها فاطمة بوجه متجهم ، ألقت التحية عليها وتبعتها للداخل حيث وجدت كرم بانتظارها كما توقعت
ببراعة أخفت عنه كل توترها الذي يصيبها في حضرته ، تبعد عينيها عن النظر لوجهه كي لا يفضح ما يعتمل بداخلها من مشاعر متناقضة ،
ألقت التحية فردها بصوته الأجش :
_ أهلا بك
لاحظت أنه تجنب لفظ اسمها ، لكنها ادعت بداخلها عدم الاهتمام بالأمر ، جلست قبالته تلهو بعلاقة مفاتيح منزلها ، بينما هو يراقب حركات يدها ، يخفي بداخله رغبة بتحطيم كل شيء حوله
ألهذه الدرجة لاتكترث لوجوده بحياتها، هل يعقل أن ما رآه في عينيها في ذلك اليوم لم يكن مشاعراً من نوع خاص نحوه
ضم قبضتي يده معتصراً إياهما بقوة ، علّه يهدأ من ثورة نفسه قليلاً
أحضرت خالته الشاي وجلست قربها على الأريكة فابتسمت شاكرة لها
ورغماً عنه غرق بتلك الابتسامة ، متى سيكون له نصيب ببسماتها كما الجميع
تنحنح مبعداً خيالاته عن بسمتها تلك بعيداً وهو يقول
_ هل لي أن أعلم آخر مستجدات أمر المنزل وشرائه ؟
للمرة الثانية يتجنب لفظ اسمها ، نهرت نفسها بداخلها ، فلماذا تتشوق لأن يلفظ اسمها هكذا ، لم تنظر نحوه وانما ادعت انشغالها بأخذ كوب الشاي من خالته مجيبة إياه :
_ أظن أنني أخبرتك قبلاً إجابة سؤالك هذا ، لكن اطمئن بقي القليل واتمكن من جمع المبلغ المطلوب
_وكيف ستفعلين ؟
نظرت نحوه متفاجئة ، ولأول مرة منذ دخولها تلتقي عيناها بعينيه ، وكم هالها ما رأته من ألم نضحت به حدقتيه ، لوم وعتاب والكثير الكثير من الكلام ، تعلم أنه غاضب منذ آخر مواجهة لهما في منزل عمها فاروق
أرغمت نفسها على الابتعاد عن حصار عينيه السوداوين ، ثم أجابت بإرتباك :
_ سأحاول أن..
توقفت الكلمات بحلقها وهي تراه يهب واقفاً بغضب ، ظهر بوضوح على ملامح وجهه السمراء ولم تستطع خشونة ملامحه إخفائه ، نظرت نحوه متوجسة من ثورة غضب قادمة وهي تعلم بقرارة نفسها أن تصرفاتها معه تثير غضبه وبشدة
أخرج من جيبه ورقة ووضعها أمامها على الطاولة وهو مايزال على وقفته المتحفزة الغاضبة ، لم تستطع سؤاله ما هذا ؟ بل تكفلت فاطمة بأن تطلب منها قرائتها
بيدين متوترتين ، أمسكت الورقة تفتحها ، لتتسع عيناها بذهول شديد وهي تقرأ ما كتب فيها ، دون وعي همست :
_ كيف ذلك ؟
وحين لم تسمع إجابة سؤالها ، رفعت أنظارها نحو فاطمة ، ثم نحوه
بعيون تحمل تساؤلاً عما يحدث
وفي عينيه عادت تلمح ذات الأمان
ذهب الغضب الذي كان يسكن مقلتيه قبل لحظات
وحل مكانه وعد بالأمان ، بالدعم ، والمساندة
وإن كان وعداً غير منطوق ، إلا إنه وصلها ووصل إلى قلبها
بنبرة حانية همس لها وعيناه مازالتا تأسرانها فلا تستطيع إلا الغرق فيهما :
_ لقد أصبح المنزل بإسمك الآن
عادت تنظر للورقة بين يديها والتي تمثل عقد تنازل عن ملكية البيت لها ، ثم تنظر له مجدداً غير مصدقة للأمر ، عادت تهمس :
_ كيف حصل هذا ؟
مشفقاً على تخبط مشاعرها ، قال بهدوء :
_ لقد سافرت لمقابلته منذ يومين ، واتفقت معه على السعر المناسب للمنزل ، وقمت بشرائه
أجابت بارتباك :
_ ولم لم تخبرني ؟
بلوم عجز عن اخفائه أجابها بينما يضع يديه في جيبي سرواله :
_ وهل كنت على إطلاع لكل ما يجري معك ، اكتفيت برفض مساعدتي لك وكأنني ….
قاطعته وقد شعرت أن الحديث سيأخذ منحى آخر لا تريده :
_ لن أقبل به إلا إن سددت ثمنه كاملاً ، أنا ...
هذه المرة كان دوره ليقاطعها ، لاعناً داخل نفسه غبائها وصبره عليها ،
يود لو يسكتها عن التفوه بتلك الحماقات
_ لن تسددي من ثمنه شيئاً ، إنه مهرك ، وهذا حقك عليّ يا زوجتي العزيزة
……
معلش نكدت عليكم على مدار فصلين 😢😢
لكن من فصل بكرا موعدنا مع الفرفشة والرومانسية 😍😍🙈🙈
شفتو كرم وهو معصب من حلا 😒
بس يا ترى شو تفاصيل زواجهم 😔😔
وليش عايشين منفصلين 😔
كله حنعرفه بعدين 😁😁

noor elhuda likes this.

فاتن منصور غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-01-21, 01:40 AM   #10

Soy yo
عضو جديد

? العضوٌ??? » 390429
?  التسِجيلٌ » Jan 2017
? مشَارَ?اتْي » 483
?  نُقآطِيْ » Soy yo has a reputation beyond reputeSoy yo has a reputation beyond reputeSoy yo has a reputation beyond reputeSoy yo has a reputation beyond reputeSoy yo has a reputation beyond reputeSoy yo has a reputation beyond reputeSoy yo has a reputation beyond reputeSoy yo has a reputation beyond reputeSoy yo has a reputation beyond reputeSoy yo has a reputation beyond reputeSoy yo has a reputation beyond repute
افتراضي

صراحة تفاجأت ان حلا و كرم متزوجين..... و حلا ليه متعنتا معاه و بتخليه يركب اكبر موج غضب....لكن رزين و حبيب ...مستيين على قصة زواجهم على نار.... قلمك رائع ستحقين كل النجاح ..بتوفيق باذن الله

Soy yo غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:55 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.