شبكة روايتي الثقافية

شبكة روايتي الثقافية (https://www.rewity.com/forum/index.php)
-   الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء ) (https://www.rewity.com/forum/f118/)
-   -   يا طير خذْ حِضني لكَ جنَّة *مكتملة * (https://www.rewity.com/forum/t480452.html)

أميرة الساموراي 27-01-21 07:49 PM

يا طير خذْ حِضني لكَ جنَّة *مكتملة *
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، اللهم صلي وسلم على سيدنا محمد

مجددا أنا هنا.. وصدقا أنا متوترة وخائفة أكثر من أول مرة.. ترى كيف سيكون مشواري

الجديد؟ وكيف ستكون رفقتكم؟ بجد أنا خائفة

عودة جديدة برواية جديدة، ان شاء الله تكون على قدر تطلعاتكم وتطلعاتي.

الرواية حصرية لمنتدى روايتي الثقافية

التنزيل سيكون ان شاء الله مساء كل أحد

الرواية بعنوان: يا طير خذْ حِضني لكَ جنَّة

الآن مع بعض صورتين عملت عليهما بما سمح به البرنامج الذي لدي



https://mrkzgulfup.com/uploads/161176587576911.jpg



https://mrkzgulfup.com/uploads/161176587586122.jpg



https://mrkzgulfup.com/uploads/162313368854881.jpg



https://mrkzgulfup.com/uploads/162965865950491.png




* مدخل *




هدر بصوته يرد على قول عمِّها

" لنْ أطَلِّـقْ.. شروق هل تريدين البقاء معهم أم المجيء معي؟؟ هاه؟ "

سألها ببسمة رغم كونها متوترة عالما أنها تثق بها

استلت شروق يدها من يد والدتها بصعوبة وأجابت بصوت خافت لم يصل سوى لوالدتها، المتفاجأة

منها بشدة فهي الأدرى بدموعها قبلا رفضا لهذه الزيجة الغير عادلة

" أريد الذهاب معك"

" لم أسمعكِ علِّي صوتكِ"

قاله لها إلياس مجددا مشجِّعا

" أريد الذهاب معكَ أنتَ"

هذه المرة وصل صوتها للجميع، وفي غمرةِ صدمتهم خرج صوت إلياس قويا وهو يمد يده نحوها

" هيا إذا"



روابط الفصول

المقدمة والفصل الأول
الفصل الثاني
الفصل الثالث
الفصل الرابع والخامس نفس الصفحة
الفصل السادس
الفصل السابع ج1
الفصل السابع ج2
الفصل الثامن
الفصل التاسع والعاشر
الفصل الحادي عشر
الفصل الثاني عشر
الفصل الثالث عشر والرابع عشر نفس الصفحة
الفصل الخامس عشر
الفصل السادس عشر الأخير




ebti 27-01-21 10:21 PM

ليلتك سعيدة.... بما ان الموعد يوم الأحد تنقل للشرفة والرجاء مراسلة الاشراف يوم السبت لاعادتها الصفحة الرئيسية....

أميرة الساموراي 27-01-21 11:03 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ebti (المشاركة 15321532)
ليلتك سعيدة.... بما ان الموعد يوم الأحد تنقل للشرفة والرجاء مراسلة الاشراف يوم السبت لاعادتها الصفحة الرئيسية....

حسنا....كنت سأنزل المقدمة ولكن انشغلت... لذا لا بأس سوف أفعل ما قلت وأنزل المقدمة مساء الأحد...شكرا لك

رىرى45 28-01-21 12:42 AM

موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .

ملك علي 31-01-21 12:19 AM

ألف مبروك أميرة 🎉🎉🎊🎊
يجعلها انطلاقة جميلة أخرى و ان شاء الله رواية مميزة ثانية 💖💖💖💖💖
أتطلع بشوق لقراءة الآتي اتمنى لك كل التوفيق 💖💖🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹

أميرة الساموراي 31-01-21 01:45 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ملك علي (المشاركة 15326918)
ألف مبروك أميرة 🎉🎉🎊🎊
يجعلها انطلاقة جميلة أخرى و ان شاء الله رواية مميزة ثانية 💖💖💖💖💖
أتطلع بشوق لقراءة الآتي اتمنى لك كل التوفيق 💖💖🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹


شكرا لك ملك... ان شاء الله
ويا رب تعجبك...:9[1]:

أميرة الساموراي 31-01-21 07:55 PM


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مرحبا جميعا، سيكون موعدنا الليلة ان شاء الله مع المقدمة والفصل الأول ..

ربنا يوفقنا جميعا


mansou 31-01-21 08:40 PM

مبروك الرواية الجديدة اميرة متشوقة لها كثيرا واسلوبك في الكتابة اكثر من رائع

simsemah 31-01-21 08:54 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الف مبروووك الروابه الجديده بس ايه هى روابتك الاولى

أميرة الساموراي 31-01-21 09:05 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة simsemah (المشاركة 15328424)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الف مبروووك الروابه الجديده بس ايه هى روابتك الاولى

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

الله يبارك فيك
الرواية الأولى كانت بعنوان " أبواب كانت مؤصدة " ها هو الرابط https://www.rewity.com/forum/t477174.html

أميرة الساموراي 31-01-21 09:07 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة mansou (المشاركة 15328399)
مبروك الرواية الجديدة اميرة متشوقة لها كثيرا واسلوبك في الكتابة اكثر من رائع


يبارك فيك يا رب
وان شاء الله ترتقي لمستوى ذوقكم وتحبونها مثل الأولى

أميرة الساموراي 31-01-21 10:37 PM

تمهيد لما آتٍ

.~.


" هل هذا هو ما طلبتِني لأجله لآتي على وجه السرعة يا أمي؟!"

صاح في استنكار يرفض ما يسمعه بكل جوارحه.
تكتفت والدته في جلوسها المتحفز تنظر له بغير رضا ثم قالت

" هذا الزواج لست أنا من قرره بل شيخ العشيرة..وهذا لإيقاف العداوة بين العائلتن ولست راضية به"

بعثر شعره الأسود يدور حول نفسه وعاد إليها وهذه المرة بنبرة مهادنة يحاول إقناعها

" أمي ان ما تفعلونه يعد جريمة... فزمن الزواج الغصب قد ولّى، أنا في السابعة والعشرين وأستنكر ذلك، فكيف بطفلة تجبرونها.. إنها طِفلة يا أمي من يدري ربما لازالت تبلل فراشها... "

قاطعته والدته ببرود

" لم تعد تبلل فراشها كما أن رمضان الذي على الأبواب سيكون ثاني رمضان تصومه"

نظر اليها مبهوتا لثوانٍ وقال مندفعا

" وهل هذا ما تقيسون به سن الزواج؟"

" تستطيع الانجاب الآن"

" أمي!!"

صرخ بنفس الاستنكار الأول

" إلياس، لماذا تصرخ ؟؟"

التفت إلياس الى الصوت الغليض لوالده ونطق بنفسٍ يحاول تهدئتها

" يا أبي، إن ما تفعونه جريمة في حق الطفولة.. حسنا إستثنوني أنا من
ذلك كوني كبير وقادر على شؤوني.. ماذا عن الطفلة؟؟"

تخطاه والده يجلس في مكانه المعتاد على الكرسي الكبير المنفرد فتكون أم الياس على يساره فوق الأريكة الزوجية

" هم من عرضوا ذلك"

" يوجد شيء اسمه تعويض أبي .. إسمه ديَّة"

ضربة والده على ذراع الكرسي، لم تُجفله كما في الماضي ولكنها أخرسته

" هل ستسمح في دم ابن عمك بهذه السهولة؟ بدون أخذ نفسٍ منهم"

أنزل الياس عينيه للحظة ثم رفعهما لوالده، وكل داخله يتخبط في فوضى مما يطلبونه وهو متأكد أنهم في صدد فعله، ورغم فضاعة ما قاله والده لم يرد عليه، يعلم ذلك جيدا مهما فعل وقال سيحدث هذا الزواج.
تكلم مجددا يحاول التأثير فيه

" أبي هذه جريمة يعاقب عليها القانون"

نفث والده دخان السجائر وهو يتفحصه ببرود وغلضة زُرعت فيه منذ الصغر

"سيكون عقد قران شرعي حتى السن القانوني"

فتح إلياس عينيه بفرح لحظيْ يقول

" ها قد قلتها أبي، السن القانوني يعني أنك تعلم أنها صغيرة"

لم يردَّ والده بينما قالت أمه

" إلياس هل تدافع عن نفسك أن عن الفتاة؟ هل هناك فتاة تحبها في المدينة... رغم كل معارضتنا للزواج من بنات المدينة ولكن سأقف معك فـــ...."

" تقفين معه على أبواب جهنم ان شاء الله "

انكمشت والدة الياس على نفسها من صوت زوجها الهادر بينما أكمل وهو ينظر لوجه إلياس بقوة وتحدي على رفض قراره

"زواجٌ من إبنة المدينة لن يحدث، وابنة آل سعد ستتزوجها أنت أو ابن عمك صهيب، وكما رأيتُ بالأمس في الاجتماع بين العائلتين هو قد أبدى قبوله لفكرة الزواج رغم أنه من كان أول الطالبين للدماء ثأرا"

" صهيب؟"

تمتم إلياس بينه وبين نفسه ثم أكمل يحدثهما

" صهيب؟؟ أليس هو سبب شجار عديْ رحمه الله وابن آل سعد؟"
" أجل لهذا السبب جدك رشحه ليكون وصلة المصالحة، ولكني عارضت كونكَ أكبر من بقوا من أبناء عمك ولم تتزوج بعد"

قبض إلياس على يديه، بما أن صهيب قد دخل في الموضوع سيكون الأمر سيء، وسيكون سيء على الفتاة، انه ذو أخلاق سيئة، و ذو نفس دميمة، وفوق هذا مدمن سِرا على تلك القاذورات، هل حاليا أن يجاريهم وينقذها من براثينه وبعدها سوف يجد حلا حتما، تنفس بقوة ونظر لهما

" حسنا أنا موافق، و الإجازة التي أخذتها هي لأربعة أيام فقط، فحلُّو الأمر كما ترونه لأغادر لعملي"

أطلقت والدته زغرودة خلفه وهو يخطو للخارج بسرعة وكأنه يرفض سماعها فهي تؤكد على موافقته، سار يدعو الله في سره أن يجري الأمر على خير.

.~.~.~.~.~.~.~.

وقفت على بُعد من أخيها صاحب الخمس عشر سنة يقف فوق السلم يركب عدة مصابيح للزينة بصمت واجم عكسها والتي قالت بعصبية

" عنترة حتما أعمامكَ قد جُنوا.. إنها صغيرة"

" أسكتي سليمة وأذهبي لتنفيذ ما طلب منك حتى لا يطردك أعمامكِ من البيت ولا يسمحون لكِ بالزيارة مجددا"

نظرت سليمة لأمها التي تُعِد جهاز العروس متمتمة بالشكر كل حين لأن آل حمادي قد وافقوا على اقتراح الارتباط بين العائلتين.

" هل يهمكِ أبناء عمي أكثر من ابنتكِ؟ وهل رأيتِ العريس أصلا حتى توافقيهم وتُزوجي ابنتكِ وقفاً للثأر؟"

نزل عنترة من فوق السلم وعينيه على والدته وشقيقته مكفهرة الوجه بينما ردت والدته

" إذا هل تريدين أن يموت واحد من اخوتك؟ أو أولاد عمك، كما أن كبار العائلة قرروا ولا يد لي في إيقاف شيء، وأنا أيضا كنتُ في مثل عمرها عندما تزوجت "

عارضتها سليمة بأوداج متألمة

" وهذا خير دليل حتى ترفضي... فأنتِ حتى الآن تعانين من تبِعات الزواج المبكر"

ردت أمها بتبرير تؤيد موقفها أكثر

" ها قد أنجبتكم ولم أمت، وحتى أنني أستطيع التأقلم مع أي شيء حتى مع وفاة والدكِ استطعت التأقلم مع ذلك، الحياة الصعبة هي التي تعلمكِ النهوض "

أشارت سليمة بذراعيها حولها وهي تقول بصوت علا تدريجيا

" النهوض من أين يا أمي بالله عليكِ؟ لقد تدمرتْ أحلامكِ قبل أن تريها أو تعرفيها، لهذا أنت تظنين أن هذه هي الحياة كلها"

نفضت والدتها من يدها الملابس الجديدة التي بصدد تغليفها للعروس ونظرت لابنتها غاضبة

" هل هذا هو ما علَّمتكِ إياه المدينة والدراسات العاليا؟؟ أن تعارضيني وترفعي صوتكِ وترفعي دمي... أغربي عن وجهي و إلا غضبت عليكِ"

صمتت سليمة عند هذه النقطة، النقطة التي يستعملها الجميع في هذه العائلة،
ولكنها قالت جملة أخيرة

" لو كان أبي هنا لربما ما سمح بما يحدث"

ثم التفتت على تربيتة زوجها و همسه في أذنها

" دعينا نذهب لا أريد حضور زواجِ الظلم هذا"

أومأت وألقت نظر أخيرة على أمها وتبعت خطوات زوجها للخارج.

" أمي أنهيت ما طلبت سأخرج الآن مع أصدقائي"

ذهب عنترة يحمل السلم خارجا فلحقه صوت أمه

" لا تبقى لوقت متأخر فالصُّلح مع آل حمادي لم يتم بعد"

" شروق يا ابنتي تعالي وقيسي هذا حتى نذهب به للخياطة ان لم يكن في مقاسكِ"
ولكن لا حياة لمن تنادي....

" شروق...؟!"

هتهت بخوف وهي تقف بصعوبة وتدخل للغرفة حيث هربت العروس قبل قليل تبكي.
دلفت تبحث بعينيها ولكنها لم تجد أثرا لها سوى النافذة المفتوحة والستائر تذروها الرياح، ركضت بما سمح به جسدها المتعب للنافذة والرعب قد تشكل على ملامحها.

.~.


يتبع بالفصل الأول...

أميرة الساموراي 31-01-21 10:40 PM

الفصل الأول


سار إلياس في طرقات القرية التي نشأ فيه، ودرس فيها حتى وصل للثانوية، ثم غادر للمدينة يكمل دراسته طامعا في البُعد عن هذا المكان، الذي تحكمه الأعراف أكثر من الشريعة، المنازل كثرت، والأشجار من كانت صغيرة كبرت ومن كانت كبيرة لاحت بظلالها على جدران المنازل.
الجبال لا زالت صلبة في مكانها مرتكزة كما قلوب أهل القرية الذين لم ولن يتغيروا.
تنهد بتعب حول ما يجري له و حوله.
وعند استدارته مع ركن منزل ما.. قوة مندفعة لرأسٍ صغير وشعر بني يتطاير مفكوك الرباط، ضرب معدته بقوة جعلت الأنفاس لا تغادره، وجعلت جسده يتوقف بلا حراك لثوانٍ، حتى يده التي أمسكت الكائن الراكض لم تتركه رغم تملُّصه،
لحظات صراع بين أنفاسه وبين الجاني وعاد يسمع الصوت الرقيق اللاهث
" أتركني أرجوك.. دعني أذهب أنا آسفة فقط أتركني"
تمالك أنفاسه بعد الألم وأمسك الجسد من ذراعيه نازلا بقامته ينظر لوجه الصغيرة
" ما بكِ هل هناك من يطاردكِ؟؟"
سأل بلطف معتاد مع طلابه و توجس عندما لاحظ نقوش الحناء الجديدة في يديها وساعديها الصغيرين العاريين، في قميص بلا ذراعين وسروال بيتي مرسوم عليه دُمى باربي
" لا أحد يطاردني "
تمتمت بخوف من أن يكون يعرفها
" هل أنتِ العروس؟؟"
سأل بصدمة وكأنه لم يصدق ما يراه ولا يرغب بتصديق حدسه رغم أنه كان يعلم بعمرها الذي لم يتعدى الثلاثة عشر سنة ولكن رؤيتها وجها لوجه جمدت الدماء في قلبه وجَلُا.
عند سماعها لسؤاله ارتعش ذراعيها الهزيلين بين كفيه وزادت محاولتها للتحرر كما زادت دموعها
" سيدي أرجوك أتركني.. أريد الهرب بعيدا لا أريد الزواج "
" اسمعيني... اسمعيني... اسمعيني"
حرّكها بقوة طفيفة لتسمعه، فاستجابت متجمدة في مكانها تناظره بخوف،
تجاوز رعبها فهو ليس المشكلة حاليا، وقال يحاول جعل صوته لطيفا كي تصدقه وتسمع كلامه
" اسمعيني..."
أخرج تنفسا مرتعشا رغم كونه رجلا ولكن الأمر فوق طاقة الاحتمال فكيف سيقنعها وهو نفسه خائف ومشتت، وفوق هذا هي صغيرة لتستوعب ما سيطلبه
" سيدي؟!"
تمتمت بخوف فنظر لعينيها الدامعتين والمنتفختين بينما بقايا مكياج قد لطخت ملامحها
" أنا هو الشخص الذي سيزوجونكِ اليه"
انتفضت في مكانها تريد الهروب أكثر من السابق ولكنه أحكم امساكها ينظر حوله قلقا من أن يراه أحد
" اسمعيني أنا أيضا لا أريد الزواج"
" حقا؟؟"
رأى بصيص الأمل يندفع الى عينيها كذلك كفَّ جسدها للحظة عن الارتعاش
أومأ يكمل
" ولهذا علينا الاتفاق معا ضد من يريدون تزويجنا.. أنتِ عودي للبيت الآن حتى لا تحدث مشاكل.. وسنفعل ما يريدونه وبعدها سوف نهرب سويا"
تجعت ملامحها بعدم فهم فخفف امساكه لها، وعندما لم يرى منها إمارات للهروب تركها ولكنه لم يستقم تماما بل بقي منحنيا لمستواها
" سنفعل ما يريدون ثم نهرب معا من هنا.. أنا وأنتِ"
" هل ستأخذني من هنا حقا؟؟"
" أجل، سنهرب معا.. فأنا أيضا لا أريد الزواج"
وكأنها علمت الآن فقط أنه تركها فتراجعت تمسد على ذراعيها وهو يكمل بصوت مقنع
" عندما تعودين للبيت الآن لا تخبريهم أنك هربتِ بل أردتِ أن تخرجي قليلا من البيت للهواء الطلق حتى لا يؤذوكِ .. ولا تخبريهم عن اتفاقنا"
عند انتهاء كلماته أومأتْ و ولَّت الأدبار راكضة، وقف مكانه يتابعها فرأى ذراعيها يتحركان على وجهها، فعرف أنها تمسح بقايا الدموع التي سالت معها بقايا الزينة، فجعلتها بصورة عروس هاربة صغيرة وكسيرة رغم أنه لا داعي للتشبيه فهذا هو واقعها.
أدخل أكبر كمية من الهواء لصدره وعاد بخطواته للمنزل يشكر الله كثيرا على هذه الصدفة فمن كان ليدري ما سيحصل، كذلك دعا الله أن تكون ذكية فتفعل ما قاله بدون تهور حتى يتجاوز الجميع هذه المحنة المجنونة على خير.

.~.~.~.~.~.~.~.~.

في الغد استفاق على تربيتة قاسية على ذراعه بعد ليلة مجنونة بالأفكار السلبية حول عرسه المزعوم على صغيرة لم تشبع بعد باللعب بالحصى مع قريناتها.
ضرب اليد التي تحركه ليستيقظ ووضع ذراعه على عينيه يتمتم بكسل لأخيه الصغير صاحب الأربعة عشر سنة المزعج
" يكفي جهاد لقد استيقظت.. أخرج من غرفتي"
" أبي يقول عليكَ بحضور مراسم الذبح فهذا عِرف من أعرافنا"
" أخرج الآن لقد سمعتك"
" إلياس استيقظ، هل العريس ينام حتى هذه الساعة.."
أبعد ذراعه ينظر للساعة في معصمه بعد قوله أمه المهاجم و التي دخلت الآن، ثم قال بنفس مسدودة عن كل شيء
" انها التاسعة لا زال الوقت مبكرا"
استنكرت أمه قوله
" انهض فهذا سيحطُّ من شأنك كعريس"
تأفف داخليا من هذه القوانين التي فرضوها هم على أنفسهم واعتدل بدون النظر لأحد وخرج من الغرفة يقصد الحمام يتبعه جهاد يثرثر بفرح عن العرس المُقام.
بينما خلفه والدته بدأت بتوضيب ملابسه وبعض الأغراض التي سبق واشترتها له في الماضي، وتشرع في تزيين غرفته مع ابنتيها لتكون غرفة لائقة بالعريس رغم رفض معضمهم.

.~.~.~.~.~.~.

بثياب بيضاء، بل فستان زفاف أبيض صغير، كانت تبدو مثل أختِ عروس تقلِّد أختها وتحلم أن تكون يوما ما مثلها في فستان كبير أبيض... ولكنها لم تكن أختَ العروس الحالمة، بل كانت العروس نفسها بالفستان الأبيض... الصغير.
نزلت شروق على ركبتيها تلملم حبات المرجان بعد أن أُفلتت القلادة الثمينة من يدها اثر انقطاع الخيط،
" شروق انهضي هل هذا مظهر يليق بعروس؟؟"
أجفلت تستقيم على صراخ أمها
" أنظري ماذا فعلتِ للفستان ستخربينه.. لقد رتبته لكِ قبل قليل فقط"
" آسفة أمي كنتُ أريد أن أجمع العِقد"
تمتمت بخفوت تتحاشى غضبها حتى لا توبخها كما فعلت في الأمس عندما اكتشفت خروجها وظنتها هربت، حتى عادت لها ولحسن الحظ لم يعلم أحد بخروجها بعد، وبكذبتها التي قالها السيد أن تقولها، صدقتها أمها واكتفت ببضع صفعات خفيفة على ظهرها
"لا بأس سوف تجمعه سلمى أثبتي انت حتى لا يخرب الفستان.."
"أنا جائعة"
" لن تأكلي شيء حتى يقوموا بشواء كبد الذبيحة"
صمتت شروق رغم أنها جائعة جدا فهي لم تتناول الطعام جيدا منذ ثلاثة أيام.
عادت تجلس بجسدها الصغير الملتف حوله كتلة البياض الحريري فوق الكرسي المخصص لها في غرفتها،
بينما أمها تعيد تعديل الفستان دخلت الفتاة الشابة جارتهم تعيد تعديل الزينة على وجهها
" شروق لا تمسحي وجهك بتهور حتى لا تفسدي المكياج"
" أمي أين هي أختي سليمة ؟؟"
" لقد غادرت"
أجابتها فورا بصوت بارد، صمتت شروق تشعر بالخذلان، هي تعلم أن سليمة معارضة لهذا الأمر ولكنها غادرت ولم تأخذها معها ما دامت كذلك،
" لا تبكي شروق ليس مجددا"
نهرتها فتاة المكياج بهمس وتنظر خلفها لوالدة شروق،
استجابت شروق تنظر هي أيضا لأمها خوفا وببراءة تحاول إعادة دموعها لداخل عيونها كما خرجت.

.~.~.~.~.~.~.~.~.

" يا عريس اليوم ألف مبروك.. ظننتكَ سترفض"
تأفف إلياس داخليا من سماجة ابنه عمه صهيب رأس المشاكل، ثم استدار له ببسمة جامدة مثل صوته
" أهلا صهيب"
وعاد ينظر للرجلان اللذان كلفا بسلخ الذبائح.
" كنتَ دوما أحدَ رافضِي أعرافنا فماذا حدث؟؟"
سأل صهيب بجانبه، شعر إلياس رغبة في ضربه فهو السبب الأول في عداوة العائلتين، فعلى الدوام هو سبب كل المصائب، رد بدون النظر نحوه
" أريد الزواج"
" أها...."
أصدر صهيب الصوت وكأنه متعجب وببسمة سخيفة
" أرجو أن تذيقها المرار فهُمْ سبب بكاء عمي على وحيده عديْ "
" رحمه الله"
أعقب إلياس وهو ينظر له بجانبه
أومأ صهيب من غير أن يؤمِّن حتى، وكأن ذكر الله أصبح بينه وبينه ألف سد.

.~.~.~.~.~.~.~.

في الظهيرة عندما اجتمعت العائلتان في بيت شيخ القرية كان الأمر صراع أعين وقلوب، كل واحد يريد أخذ دماء الآخر.
في صدر مجلسهم جلس الشيخ والعريس ووالد العروس يضع أيديهم في أيدي بعض.
وتم عقد القران بدون سؤال العروس ولا سؤال العريس...وأصبح كلاهما مرتبطين رباطا شرعيا...زوجا وزوجة.
علتِ الزغاريد من النسوة بينما تحفَّظ الرجال على اطلاق البارود من أجل حرمة الميت عديْ، أو أنهم خائفين من نشوب مجزرة بحضور كل الجوانب.....؟
في أحد البيوت حيث تقف قبالة النافذة تراقب منزل الشيخ والزغاريد تسمع منه وقالت رغم أن لا أحد يسمعها ولا أحد معها فالجميع في العرس
" قتلوا ابني ويزوِّجون ابنتهم من ابننا... أي استهتار منكم هذا يا خالد ؟؟"
عند منزل العرس خالد زوجها الذي كان ملكوما على وحيده عديْ يقف بجوار العريس جامد الوجه، يتلقى التهاني والتبارك والشكر لأنه وافق على حقن الدماء يشعر أن روحه تنسلخ منه وهو يرى حق ابنه يستبدل بطفلة على شكل عروس لابن أخيه.
التفت له بجانبه فكان إلياس كما رآه أول مرة عند دخوله القاعة جامد الوجه ولا بسمة في وجهه، وهذا أراحه فعلا، فيبدو أنه غير راضٍ لما يجري بل مجبور.
أكمل وقوفه الشامخ رغم تعبه وحطام روحه.

.~.~.~.~.~.~.~.~.

في المساء دخلت العروس لبيت حماها ثم دخلت لغرفة وزوجها
" كما أخبرتكِ شروق يا ابنتي افعلي ما يقول لكِ زوجكِ"
قالت والدتها وهي تعدل طرحتها البيضاء فارتعشت أصابعها رغما عنها على فلذة كبدها ولكنها كابرت تربت على كتفيها وغادرت الغرفة برفقة النسوة.

.~.~.

" هيا يا عريس"
ضربه الشباب على ظهره كمجاملة واستمر ذلك حتى دخل على باب المنزل، فعادوا للخلف يكملون السهرة، بينما هو أكمل سيره نحو غرفته يتجاهل ضحكات النساء وتغامزهن.
عندما دلف لغرفته كاد لا يعرفه فهي تغيرت تماما فأصبحت...!!
غرفة عريس! لا يجد وصفا آخر.
رغم أنه لم يرد ذلك ولكن قلبه دق بقوة مفكرا لو كان في زمن آخر ومع زوجة في عمره وليست طفلة لم تعرف الحياة بعد.
مع تقدمه بانت طلاسم السرير، فبكل عجرفة وغرور، أو غباء؟ أو رغبة في السير على طريقة الأفلام الرومنسية، وجد شرشف السرير الأبيض مغطا ببتلات الورد الأحمر ولكن لا أثر للعروس الطفلة جالسة على طرفه.
صوت شهقة أجفلت خافقه شفقة فنظر للركن،
وجدها واقفة هناك وقد أزالت الطرحة على وجهها والتي كان من المفترض ان يزيلها زوجها كما تقضي التقاليد المتداولة، أما وجهها الطفولي الذي رآه بالأمس باكيا ها هو يراه الآن بنفس الطريقة، بل أبشع بطريقة مؤلمة بسبب كثرة مساحيق التجميل التي وضعوه على وجهها البريء، تماما كما وضعوا هذا الفستان الجميل على جسدها الصغير.
لن يقول انه لم يناسبها ولكنها عروس صغيرة جعلته يشعر أنها تمثِّل دورا على مسرح المدرسة حيث يدرِّس.
تقدم نحوها بهدوء فالعقبة الأولى قد زالت فالزواج قد تم والغرض منه قد تم الذي هو ايقاف طلب الثأر بين العائلتين .
و المشكلة الثانية هو في طريقه إلى حلها...
انكمشت على نفسها ولفَّت ذراعيها حول جسدها تبكي أكثر مع اقترابه، فأدرك أنها تعلم ما سيحدث فعلى ما يبدو أن والدتها قد أعطتها درسا حوله.
تنهد ثم جذب الكرسي وجلس عليه أمامها ليحاصرها حتى لا تهرب منه.
دموعها تسقي وجهها بلا توقف والمكياج سال على كل جوانبه، أفرج عن ابتسامة باهتة عندما مسحت دموعها بسرعة وأعادت ذراعها تحتضن نفسها.

.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.

وقفت قرب رأس زوجها المستلقي تؤنبه بصوت ميت
" لا أدري كيف طاوعتكَ نفسكَ لتمشي للعرس يا خالد؟! تراب عديْ لم يجف وهم يطلقون الزغاريد خلف روحه، هل يحاولون طمس ذكراه باقامة عرس؟؟"
شهرت تبكي وتضربه بقبضة ضعيفة على جانبه وهو يعطيها ظهره يهرب من مرآها المدمي، وهو يرد بصوت ذاهب
" لم يكن عرسا سعيدا، ولم يشغلوا فيه أغنية واحدة"
صرخت ترد
"يكفي أنهم زوجوا ابنتهم بواحد من خيرة شبابنا، إلياس بحتكاكه بنا في السابق جعلني ذلك أشعر أنه إبني، لقد أخذوا ولديَّ الاثنين"
عادت تنوح مثل اليوم الأول الذي تلقوا فيه خبر موت وحيدهما فعاد يلتفت لها يعتدل جالسا وضمها الى صدره، ففرت دموع من عينيه خبئها في خصلات شعرها الثائرة والتي لم ترى المشط منذ شهر.

.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.

" أنتِ مخيفة"
نبس وهو يتراجع في كرسيه يكتف ذراعه فرآها ترمش بلا تصديق
" أجل لو تنظرين الى المرآة ستعرفين بنفسكِ"
كذلك لم تتفاعل مع مزحته الحقيقية
نظر لجانبه يبحث عن شيء فود ظالته على المنضدة قرب السرير، مد ذراعه يحمل علبة المناديل المبلولة وأخرج منها بعضهم ومدهم اليها
" امسحي وجهكِ حتى نتحدث"
قال لها بصوت هادئ يريد جعله لطيف
" لقد أخبرتني أننا سنهرب ولكنك كذبت عليَّ"
بحدة ردت وهي تضرب يده من على مرآها تحارب خوفها
نظر ليده بتفاجأ ثم نظر لها وقال
" امسحي وجهك أولا سوف تمرض عيناك وتحمر ثم تنبت بثور سيئة في وجهك"
" ذلك أفضل حتى أصبح بشعة فتتركي"
صدمه قولها ولكنه تجاوزها يبدو أن سمعت الكثير من الآراء قبل العرس
" لم أكذب عليكِ"
قال بمهادنة ومد يده مجددا لها بمناديل جديدة لأن الأخرى قد طارت من يده
" ماذا تقصد؟ قلت أننا سنهرب"
" أجل قلت لنفعل ما يريدون ثم نهرب سويا"
" ولكننا تزوجنا"
"وهذا ما كانوا يريدونه "
ردت بحدة رغم خوفها
" ولكن أنا لم أرده "
رد عليها بنفس الهدوء يريد احتواء خوفها حتى تسهل عليه الأمر
" أنا أيضا لا أريد ذلك، وأريد الرحيل من هنا"
صمتت وكأنها تصدقه فهو حتى الآن لم يتقدم منها وهي قد سمعت بعض النسوة يتحدثون عن ذلك أمامها بدون خجل أو خوف من أن تسمع هي.
وهي ربطت الأحداث بما قالته أمها فكانت مرتعبة ولكنه حتى الآن لم يتحول الى وحش كما قصَّتْ عليها نسرين صاحبة السبعة عشر سنة في ليلة زفافها.
حك شعره بتوتر ثم مرر يده على رقبته وبعد تردد كبير نطق أخيرا
" أكيد حدثتكِ أمك عن ما يحدث في ليلة الزفاف "
توسعت عيناها، الوحش سيظهر الآن ويفترسها بينما أكمل ولم يلاحظ رعبها لأنه أبعد عينيه عنها
" سوف نحل الموضوع ولكن الأمر سيكون بيننا نحن الاثنين، أو إننا لن نستطيع الهرب من هنا "
هنا عاد ببصره لها فوجد علامات الريبة والخوف متشكلة على وجهها المخيف حقا
" هل يمكنكِ إزالت المكياج؟ خذي العلبة"
مدها لها قرب صدرها فأخذتها رغما عنها وبدأت في مسح وجهها مستمرة في النظر نحوه تنتظره ليكمل، ولكنه لم يكمل بل مد يده الى جيبه وأخرج علبة صغيرة
" أعطني الملابس البيضاء التي اعطتكِ إياها أمكِ"
بقيت واقفة ولم تتحرك فنظر نحوها باستفهام فوجدها تشير الى السرير ثم نطقت بتردد
" لقد خبأتُها تحت السرير"
ابتسم بألم نحوها واستقام من الكرسي، التقط بصره الورود مجددا فاغتاض ومد يده للشرشف ورماه للناحية الأخرى حتى سقط بالكامل على الأرض، ثم انحنى مخرجا الملابس و خطى للباب أغلقه بالمفتاح ودس المفتاح في جيبه ولم يلاحظ التي زاد رعبها وهي تراه يغلق الباب ولكنه فاجأها بجلوسه على السرير.
نزع جاكيت البذلة السوداء ثم أتبعه بالقميص الأبيض وفتح العلبة وأخرج منها شفرة حادة وجرح أعلى منطقة في ذراعه بلا تردد وبسرعة مسح الدماء في الملابس البيضاء.
أخرج لاصق طبي من جيبه الصقه على الجرح حتى لا ينزف أكثر ويفشل خطته، ثم أعاد الشيفرة لجيبه ورمى الملابس اتجاه الخزانة، ثم نظر لشروق المتجمدة مكانها وكل المشاعر متكتلة على وجهها وقال لها بعملية
" خذي بعض الملابس وبدي فستانك وأحضريه لي"
لم يصدق عندما أطاعته وتحركت بسرعة ناحية الخزانة تحتضن علبة المناديل
" أين سأغير ملابسي؟؟"
استفاق من شروده على صوتها الساءل، نظر حوله ثم أشار بابهامه خلفه
" بدلي خلفي لن انظر"
ومجددا تحركت بدون أن تقول شيء أو تعارض فلم يدري هل هي تثق به؟
أم تخافه؟
ولكنه رجح الخيار الثاني فملامحها تكفي كدليل.
عندما اتت مجددا الى مرآه تحمل الكتلة البيضاء بين يديها أشار خلفها مقابل الباب
" إرميه هناك"
وما فاجأه أنها رمته بكل قوة ثم رفسته بقدمها؟! فاسترجع ما قال ..
هو قال لها إرميه، ولم يقل ضعيه..
هل هو بالمناسبة يحرر الغضب من داخلها؟؟
تجاهل الهراء الذي يتصارع داخله ثم قال لها
" أدخلي تحت اللحاف ومثِّلي أنكِ نائمة لأنه بعد لحظات سيأتون"
بسرعة الضوء وجدها قد اندست تحت اللحاف متكورة فبدت صورة مثالية للكذبة التي يقدِم عليها،
وبعد جلوسه لدقائق على طرف السرير، وتكومها هي خلفه تحت اللحاف، دُقَّ الباب...

.~.~.

انتهى الفصل الأول

أميرة الساموراي 31-01-21 10:42 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

تم تنزي المقدمة والفصل الأول ..... ترى كيف ستكون ردودك عليهما .. والله أنا متشوقة وخائفة قليلا

أميرة الوفاء 01-02-21 08:19 AM

ألف مبارك أميرة
أتمنى لك التوفيق
وأن تجدي الدعم
وتحققي النجاح اللي تتمنيه
تحياتي العطرة

ملك علي 01-02-21 11:07 PM

ميروك مجددا اميرة 💖
البارحة غرقت في فصل روايتي و لم يتسن لي رؤيته الا الآن 💞
اهنؤك على جرءتك في فتح ملفات طابو كالثأر و زواج القصر و انتظر بحماس رؤية معالجتك للوضع الشاءك
رغم انني لا امانع فرق سن كبير بين الزوجين مادام التفاهم و الحب بينهما لكن ذلك من مبدأ سن مناسب للزواج و كم من زيجات ناجحة تجاوز العمر بينهما عشرون سنة لكن ما يحصل مع شروق هو اغتصاب و بيدوفيلي اتمنى الياس يحافظ على كلمته و لا يشارك في ايذاءها 😢💔💔
عادة سيءة أخرى اتيت على ذكرها و هي الاصرار على مراقبة عذرية الفتاة ليلة العرس 😡 يا الهي كم يستفزني الأمر من انتهاك لحقوقنا كادميين بارتكاب هذا التعدي السافر على الخصوصية 🔫🔫
يا بنتي وش دخلكم بينها بين راجلها و ربي وصى على الستر ربي يهدي 💔
بالتوفيق حبيبتي و بانتظار باقي القصة و اتمنى يكون الفصل الثاني اطول 😅 كيما تديرولي نهبلكم 😅😅

أميرة الساموراي 03-02-21 11:02 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أميرة الوفاء (المشاركة 15329602)
ألف مبارك أميرة
أتمنى لك التوفيق
وأن تجدي الدعم
وتحققي النجاح اللي تتمنيه
تحياتي العطرة


أهلا أميرة ...الله يبارك فيك
ان شاء الله يا رب
امين امين
مودتي... ان شاء الله اراك هنا من جديد...

أميرة الساموراي 03-02-21 11:13 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ملك علي (المشاركة 15330842)
ميروك مجددا اميرة 💖
البارحة غرقت في فصل روايتي و لم يتسن لي رؤيته الا الآن 💞
اهنؤك على جرءتك في فتح ملفات طابو كالثأر و زواج القصر و انتظر بحماس رؤية معالجتك للوضع الشاءك
رغم انني لا امانع فرق سن كبير بين الزوجين مادام التفاهم و الحب بينهما لكن ذلك من مبدأ سن مناسب للزواج و كم من زيجات ناجحة تجاوز العمر بينهما عشرون سنة لكن ما يحصل مع شروق هو اغتصاب و بيدوفيلي اتمنى الياس يحافظ على كلمته و لا يشارك في ايذاءها 😢💔💔
عادة سيءة أخرى اتيت على ذكرها و هي الاصرار على مراقبة عذرية الفتاة ليلة العرس 😡 يا الهي كم يستفزني الأمر من انتهاك لحقوقنا كادميين بارتكاب هذا التعدي السافر على الخصوصية 🔫🔫
يا بنتي وش دخلكم بينها بين راجلها و ربي وصى على الستر ربي يهدي 💔
بالتوفيق حبيبتي و بانتظار باقي القصة و اتمنى يكون الفصل الثاني اطول 😅 كيما تديرولي نهبلكم 😅😅


يبارك فيك ملوك.. أشعر اني اعرفك هههه:heeheeh:

والله ما ادري كيف راح تكون العاقبة لغفتح ملف مثل هذا.... ولكن شاهدت عدة حصص وقصص لفتيات هكذا فلم استطع ابعادهن عن بالي.....ربي يحفظنا...
بالنسبة لي .. يعني وفي محيطي.. لم أرى ذلك ولكني سمعت عنه كثيرا....شفتيه انتِ؟؟

رح يبان ذلك في الفصول بالتدريج...
لم أفهم ذلك حتى الان انا ايضا.....:007::007::007::33-1-rewity:
عندك الحق واش دخلهم....:eLeBDa3_15[1]:

رح نحاول ان شاء الله ما اخيب ظنكم....

ألف ألأف مبروك على ختام روايتك بالمناسبة :248080::248080::248080::22-1-rewity:

موضى و راكان 04-02-21 01:40 AM

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 5 ( الأعضاء 2 والزوار 3)

‏موضى و راكان, ‏رشا عبد الصمد


مبروك تجربتك الثانية و أن شاء الله تتميز كسابقتها وأعتقد أنها تختلف بأختلاف شخصياتها التى تتميز بالقوة و الحيوية و تفرض نفسها عليك بالقوة
فى أنتظارك يا أميرتنا

أميرة الساموراي 04-02-21 10:42 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة موضى و راكان (المشاركة 15334968)
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 5 ( الأعضاء 2 والزوار 3)

‏موضى و راكان, ‏رشا عبد الصمد


مبروك تجربتك الثانية و أن شاء الله تتميز كسابقتها وأعتقد أنها تختلف بأختلاف شخصياتها التى تتميز بالقوة و الحيوية و تفرض نفسها عليك بالقوة
فى أنتظارك يا أميرتنا

اهلا موضى..امم ممكن سؤال؟؟ موضى هل هو اسم حقيقي في وطنك؟؟ عذرا..:nosweat:

الله يبارك فيك ويعزك، ان شاء الله تكون في مستوى يستاهل تقديركم...وكلماتكم..
ايه والله شخصيات لم تترك عقلي تنخر فيه حتى أضعها وأضع اسمها وحياتها بين السطور.....:20-1-rewity:

شكرا لك ... سأكون هنا في الموعد ان شاء الله دمت بود

موضى و راكان 04-02-21 11:33 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أميرة الساموراي (المشاركة 15336444)
اهلا موضى..امم ممكن سؤال؟؟ موضى هل هو اسم حقيقي في وطنك؟؟ عذرا..:nosweat:

الله يبارك فيك ويعزك، ان شاء الله تكون في مستوى يستاهل تقديركم...وكلماتكم..
ايه والله شخصيات لم تترك عقلي تنخر فيه حتى أضعها وأضع اسمها وحياتها بين السطور.....:20-1-rewity:

شكرا لك ... سأكون هنا في الموعد ان شاء الله دمت بود


:Ts_012:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

موضى و راكان أسماء شخصيات فى رواية خليجية للكاتبة أنفاس قطر أسمها أسى الهجران ستجديها فى منتدى الروايات المنقولة لن تندمى لو قرأتيها لأنها ممتعة
أنا مصرية و أسمى هيام و تمنياتى لك بالتوفيق يا جميلة

أميرة الساموراي 05-02-21 08:05 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة موضى و راكان (المشاركة 15336544)
:Ts_012:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

موضى و راكان أسماء شخصيات فى رواية خليجية للكاتبة أنفاس قطر أسمها أسى الهجران ستجديها فى منتدى الروايات المنقولة لن تندمى لو قرأتيها لأنها ممتعة
أنا مصرية و أسمى هيام و تمنياتى لك بالتوفيق يا جميلة

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

اوه ذلك رائع اسم عثيب وجميل.. سابحث عنها.... شكرا لك للتوضيح....:22-1-rewity:

سررت بمعرفتك هيام.. أنا زهرة من الجزائر ... ولك ايضا التوفيق من الله ..

أميرة الساموراي 07-02-21 04:48 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

سيكون موعدنا الليلة إن شاء الله مع الفصل الثاني....

أميرة الساموراي 07-02-21 09:19 PM

لحظات وينزل الفصل...

أميرة الساموراي 07-02-21 09:36 PM

الفصل الثاني

.~.


حمل إلياس جاكيته وألقاه آخر الغرفة ثم حمل اللباس الأبيض في طريقه للباب وفتح بعضا من أزرار قميصه وجعد مظهره قليلا كي يليق بالكذبة، أخرج المفتاح من جيبه ثم فتح الباب جزئيا في البداية حتى عرف من خلفه بالتحديد، كانت أمه وأم عروسه، ثم أخته الكبرى حليمة وأختها هي اسمها سلمى على ما يذكر.
مد يده باللباس بعد أن كوَّره كالكرة يخفي قطرات الدماء المزعومة

" هل أتيتم من أجل هذا؟؟"

قال وهو يمد لهن يسد الباب بجسده فاستطلن على أطراف أصابعهن يرين ما في الداخل، انزاح عمدا حيث يوجد الفستان الأبيض ملقى على الأرض،

" ألا تريد الخروج كي نهنِّئ العروس براحتنا ويهنِّأك أنت أقربائك؟؟"

نظر لحماته بعد قولها وبالكاد ابتسم بمجاملة

" لا أريد تركها الآن ونحن لم نكد نمضي دقائق لوحدنا وأتيتم"
" ولكنكَ تبدو متجهزا "

أمه هذه المرة من نطقت وكأنها لا تصدقه، ابتسم لها أيضا بمجاملة

" لأنني كبير وأعرف عاداتكم"

" والآن وقد اطمأننتم دعونا ننام براحة من فضلكم، خدوه معكن"

ألقى به لوالدته وأغلق الباب معارضا تقاليدهم متنفسا براحة ثم أتبعه بالمفتاح ودسه في جيب بنطاله.
تقدم من السرير فرآها تُخرجُ رأسها ترمقه بوجل رغم أنه يحاول جعلها تطمئن اليه، ولكن كيف تطمئن اليه وهو الآخر بعيدٌ كل البعد عن الاطمئنان،
هو الآن مرعوب من فكرة أن يعرفوا ما حصل وعندها ستكون مشكلة أكبر تصل لكل القرية، وربما تولد من خلفه هو المشكلة هذه المرة.
سارع بخطواته حتى جلس على طرف السرير وهي قد اعتدلت في جلوسها ولكنه رمش مستغرب من هذه الملابس التي اشتروها لها،
ملابس نساء كبار لتغرين أزواجهن، كانت ترتدي منامة قرمزية اللون، حريرية المنظر، بخيوط رفيعة، وفوقها رداء انزاح عن كتفها الصغير والغير مغري بالمناسبة حتى وهي زوجته، مثل صدرها الذي لا زال في بداية بروزه.
تنهد بيأس مجددا ولم يعد يعرف كم مرة فعل ذلك.
مد يده تلقائيا ليعيده فوق كتفها فأجفلت تبتعد فمد يده أكثر حتى وصلها يغطِّي كتفها و يقول بهدوء

" سوف تبردين... أكيد تعلمين ما فعلتهُ قبل قليل أليس كذلك؟؟"

سألها وهو ينظر لها بتركيز كما تفعل، فأومأت مركزة معه

" جيد، وأكيد في الغد سوف يعيدون سؤالكِ وسيكونن كثيرات سوف يقولن هل دخل بكِ زوجكِ، أجيبهم نعم، أو اكتفي بالإماءت برأسك وهم سيفهمون.... حسنا؟؟"

اومأت بصمت

" هل فهمتني؟؟"

أومأت مجددا

" هل دخل بكِ زوجكِ"

نظرت له متفاجأة، فقال

" اعتبريني شخصا سألكِ... هل دخل بكِ زوجكِ"

أومأت، فابتسم يربت على رأسها فلم تجفل منه هذه المرة، تحرك هو لينام على شقه الأيمن يعطيها ظهره بعد أن نزع حذائه وجواربه ورماهم باهمال بجوار الفستان.
وعندما لم تجد منه شروق أي حركة تحركت اتجاه الضوء أطفأته وذهبت اتجاه جهتها من السرير واندست تحت اللحاف بينما هو فوقه.

فجرا استيقظ إلياس على رنين هاتفه فنظر له بتشويش من يتصل وبعد أن عاد تركيزه عرف أنه المنبه الذي ضبطه ليستيقظ باكرا، تحرك يعتدل منزلا رجليه من على السرير ثم تذكر زواجه.
الغرفة مظلمة تماما فلم يرى شيء، أشعل ضوء الهاتف ونظر اتجاهها، ثم ضحك بخفوت مشفقا عليها، كانت تنام بالمقلوب قدميها قرب مكان رأسه، ورأسها لو تحركت بعيدا قليلا لتدلى نحو الأرض.
نهض واستدار حول السرير اتجاهها يعدل من نومها فتحركت برفض تأن بانزعاج ذكرته بشقيقه جهاد.
دثرها جيدا وعاد يستلقي، كان سيصلي الفجر ولكن لا يوجد حمام منفرد في غرفته كي يتوضأ وان خرج الآن ليتوضأ فقط الأصغر.. سينكشف أمره

" سامحيني يا رب أنت تعلم"

تمتم ويده فوق صدره بينما يستريح برأسه على يده الأخرى.
وكأن عينه غفت، فقد استيقظ على نقرات خفيفة فوق جبينه فتح عينيه وجدها تطل عليه بعينيها البريئتين والطفوليتين، بينما وجهها متعب يبدو أنه حتى صغر سنها لم يساعد لتنام براحة وتنسى، هكذا فكر بين وبين نفسه بأسى.

" انهم يطرقون الباب"

همست خائفة فرفع رأسه اتجاه الباب وتلقائيا مد يده يضم رأسها إلى صدره بحنو يهمس أيضا

" لا تخافي، أنت فقط قولي كما أخبرتكِ اذا سألوك وتصرفي على راحتك في الأشياء الأخرى"

أومأت له بفهم، فاستقام هو يلبس حذاءه ذاهبا اتجاه الباب وقبل فتحه دار بعينيه في الغرفة يتفقدها، وأدار المفتاح، ففتِح عنوة ودخلت النساء تتسابقن، والزغاريد صدعت رأسه فلاحت منه نظرة نحو المنكمشة بخوف فوق السرير، فوجدها تنظر نحوه برعب مستنجدة، ابتسم لها مطمئنا ولكنها اختفت خلف النساء فاضطر للخروج مرغما.

~.~.~.~.~.~.~

" مبروك يا عريس "

" الله يبارك فيك"

وخارج المنزل تتاله المباركات والمجاملات من أبناء أعمامه الكثر بمختلف الأعمار وهو وسطهم يجامل، و يحاول جعله يصدقون أنه عريس.
أتى وقت الغداء وحضرت العائلتين بكل أفرادها والجميع مترقب ان كان سيحدث شيء، و لم يحدث شيء وتجاوزوا الغداء بسلامة، حمد إلياس الله مرارا وهو يرى آخر أفراد عائلة سعد يغادر تنفس براحة وعاد صوب غرفته ليرتاح بعد أن استأذن من جده ووالده.
قرب الباب وهو شارد أجفل على صوت صفعة أتت من الداخل ولم يتجمد لأكثر من ثانية وهرول للداخل، فوجد العروس منكمشة على الأرض في الركن و صرية زوجة عمه خالد فوق رأسها، ولم تنهي الصفعة الأخرى أو تجذب شعرها كما كانت تريد وأوقفها يجذبها للخلف ويقف بينهما وعروسه الصغيرة خلفه ترتعش رعبا

" لماذا فعلتِ ذلك؟؟"

والصفعة هذه المرة كانت من نصيبه وصوتها المذبوح والذي بح من كثرة النواح خرج ممزقا

" أنتَ أيضا مشارك في الجريمة... كيف تتزوج من عائلة من قتلوا ابن عمك....يا قاتل"

الصفعة الثانية لم يسمح لها بالوصول الى وجهه وأبعد يدها بخشونة هادرا

" من فضلك زوجة عمي أخرجي من غرفتي انا أهدئ نفسي بالكاد، كيف تضربين زوجتي في صباحية عرسها؟؟"

" لقد دخلتَ بها أيها الوغد... لقد قتلوا ابن عمك وأنت تزوجت من ابنتهم... ألم تتزوجوا من عائلتها تعويضا؟ ها أنا أنفذ ما اتفقت عليه العائلتان.. ابتعد.. لقد باعوها لنا... ابتعد"

كانت تدفعه بقوة منفلتة الأعصاب، قريبا من الهيستيريا، ولكنه لم يتحرك بل باشر يدفعها لخارج الغرفة حتى وصل الجميع من صراخها فدفعها اتجاه عمه وتراجع خوفا من ان يتقدم شخص آخر اتجاه الصغيرة، لو كانوا حقا كما قالت هي قد جلبوها ليعذبوها انتقاما لعُديْ.
نظرة لوجه والده وعمه وأدرك ذلك جيدا، أنهم سيفعلون لو سمح لهم هو بذلك.

" شروق استعدي سنذهب"

قال بنبرة آمرة وصوت كذَّبتْ والدته أذنها لأنه كان غليضا مثل صوته والده، فنظرت اتجاه زوجته التي تمسك وجنتها و وقفت تتقدم منه حتى وقفت بجانبه ثم اختبأت خلفه.
شعر بها إلياس خلفه رغم أنها لم تلمسه فنبس بخفوت لتسمعه

" لا تخافي شروق واجمعي أغراضك لنذهب"

أنزلت يدها من مكان الصفعة فظهرت على وجنتها علامات الأصابع حمراء لعيون العائلة المترقبة، وهمست تقترب منه أكثر تشبثت بيده، بعد أن زمجت تلك المرأة في وجهها تريد العودة لها لو لم يمسكها ذلك الرجل

" لا أريد أخذ أي شيء"

أمسك هو بيدها بقوة فكانت صغيرة في يده وسأل أمه

" أمي أين هو حاسوبي ومحفظتي؟؟"

أجابته من وقوفها في الباب أنهما في الخزانة فاقترب من الخزانة وشروق ملتصقة في جانبه تختبئ عنهم.
أخرج المحفظة الجلدية السواء ودس فيها الحاسوب كيف ما اتفق وحملها على كتفه وجذب شروق تهرول خلفه، وقف وهم يسدون عنه الباب.
لحظات من صراع العيون بينه وبينهم جميعا وكان والده أول من انزاح عن الطريق، فابتعد الجميع وغادر المنزل رغم معارضة والدته وأخته وبعض من أبناء أعمامه.
قفزت شروق لداخل السيارة عندما فتح لها الباب فأعطاها الحقيبة وأغلق الباب ودار حولها وركب وانطلق تاركا الغبار خلفه.

.~.~.~.~.~.~.~.

" كيف تركته يذهب في صباحية عرسه يا عبد الله؟؟"

نظر لزوجته ولم يلقي بالاً لقولها

" اذهبي وجهزي أغراضهما حتى يذهب بها عثمان اليهما في الغد"

نظرت له زوجته من خلفه بغضب جارف و خرجت من الغرفة.
تمتم عبد الله من خلفها مستغفرا يفكر في ابنه إلياس، هل تركه يذهب بها للمدينة كان خيارا صائبا، ربما تهور وذهب لها للشرطة واذا اشتكى هو بنفسه سيخرج من القضية بريئ لأنه ذهب اليهم، ولكنه لن يفعلها فهو يعرفه سيتركه لحاله يذهب حاليا وان شعر بأي شيء سوف يتصرف فورا.

" عبد الله "

صوت زوجة أخيه وصله قبل فتحها للباب، ثم أكملت تنوح بعد دخولها

" عبد الله كيف سمحت لدِيَّة ابن أخيك أن تخرج من البيت؟؟ أرجعها حتى أسترد حق ابني منها"

سقطت تبكي في منتصف الغرفة فخرج صوته باردا يرد عليه

" لديها زوج يحكم فيها لا دخل لي بها"

دخلت بعدها زوجته وأخيه خالد الذي نظر له جيدا ثم خرج يأخذ زوجته معه بدون أن ينبس بحرف، لم يعرف عبد الله معنى نظرات خالد نفث الدخان الكثير من فمه وصمت يفكر.

.~.~.~.~.~.~.~.~.

مع صلاة العشاء أوقف السيارة في مرآب السيارات المشترك تحت البناية حيث شقته في المجمع السكني. ونظر للتي تنظر حولها بوجل رغم أنه حاول طوال الطريق اقناعها بأن تنام ولكنه كانت تهز رأسها رفضا.

" هيا للنزل لقد وصلنا"

" هل هربنا؟؟"

سألته بأملٍ ظهر على كل ملامحها وقد التفتت له بالكامل

" أجل هربنا"

أكد لها بينما في داخله ردد للوقت الحالي على الأقل.

" من التي معك يا إلياس؟؟"

الصوت للحارس الفضولي أجفل شروق فركضت حول السيارة حتى وصلت إليه تختبئ خلفه فنظر للأربعيني الفضولي حد الازعاج يرد بابتسامة مجاملة

" انها أختي"

" انها لا تشبهك"

لم يرد عليه وأغلق السيارة بالمفتاح الآلي وسار، فهرولت شروق لجانبه الآخر تختبئ على عيني الحارس، تعثرت في شيء ما رغم الاضاءة الخفيفة، مد يده ولكنه لم يلحقها فسقطت ثم نهضت بسرعة تبحث عن يده أمسكها، عندها نبست فبدى له صوتها خجِلا

" لا أستطيع الرؤية جيدا في الظلام "

" ألم تذهبي للطبيب؟؟"

" لا"

" لا بأس، سوف نحدد موعد ونذهب للطبيب"

أمسك بيدها باحكام وصعدا الدرج وهو يوازي خطواتها، وعندما دخلا الشقة رغما عنه آتته فكرة، لو كان تزوج بفتاة يحبها لكان الآن قد دخل الشقة يحملها ضاحكا...
ثم ضرب مفتاح الانارة بعصبية من نفسه

" الحمام هناك ان أردتِ"

وما ان قال حتى انطلقت راكضة اليه، نظر للأنحاء متنهدا براحة، رمى الحقيبة باهمال متجهلا الحاسوب داخلها وارتمى على الأريكة، ثم نظر لها عندما خرجت انها ترتدي ما يشبه ملابس عروس، فقد كانت ترتدي فستان رغم صغره بدى جميلا بلون أصفر داكن وزعت عليه ورود كبيرة على أسفله حيث توسع بينما خصره لف حول خصرها كعنق الوردة فجعلها تبدو امرأة صغيرة وهذا أضحكه.

" هل يعجبكِ هذا الفستان؟؟"

سألها بمرح وكأنها تلميذة لديه، مسدت بيديها على جانبيها بغير راحة و نفت برأسها وهذا أزال البسمة من على وجهه.

" حسنا سوف نشتري غدا ما يعجبكِ"

أومأت له بفرح صغير ثم قالت وهي تتقدم وتجلس على يساره يفرق بينهما طول الأريكة

" لقد أخبرتَ ذلك الرجل أنني أختك ولست زوجتكَ"

أبعد بصره يفتح التلفاز

" اذا سألكِ أحد هنا عن ذلك قولي أنني أخوكِ"

" لماذا؟؟"

" لأنهم سوف يدخلونني السجن إذا علموا أني زوجك وأنت في هذه السن الصغيرة"

ارتعشت شروق وسألته

" هل سأعود إلى القرية إذا دخلتَ أنتَ السجن؟؟"

ترك مشاهدة التلفاز ونظر لها وتفهم خوفها

" أجل شروق سيعيدونكِ الى القرية ولا أدري بعدها ماذا سيحدث... ولكن سوف يدخل غيري الكثير للسجن منهم والدي وجدي وأعمامكِ وجدكِ بالتأكيد، و سوف يعاقَب كل من شهد الزواج"

صمتت تفرك يديها بقلق

ثم نظرت له

" سوف يلومونني وربما يعذبونني"

" لن أسمح لهم بذلك وكذلك ان علمت السلطان لن تسمح لهم، إضافة لقد هربنا وأنا لن أؤذيكِ، فهل ستشتكين علي لأدخل السجن؟؟"

نفت بسرعة فرد عليها مبتسما

" إذا قولي أني أخوكِ وسينتهي الأمر"

سألته ببديهة لديها أصبحت تزعجه

" وماذا ان سألوني عن اسم والدنا؟؟ وكيف نحن أخوة ونحن لا نشبه بعض مثل ما قال ذلك الرجل.."
" اذا قولي أننا أخوة بالرضاعة"

سألت مجددا

" كيف أخوة بالرضاعة ونحن لسنا في نفس العمر؟؟"

قهقه على ذكائها وأجاب وهو يستقيم ذاهبا للحمام

" لنقل أني رضعتُ مع أخيك الكبير"

.~.~.~.~.~.~.

بعد أن استحم وغير ملابسه لأخرى بيتية مريحة
ذهب للمطبخ يحضر شيء خفيفا بالبيض، وقد وجّهها للحمام وكيف تستخدمه وتركها تستحم وخرج بعد أن أعارها أطول قميص لديه ليكون على مقاس فستان قصير لها.
بعد أن خرجت شروق من الاستحمام وقد استعملت الكثير من الشامبو والصابون لتزيل رائحة البخور والعطور التي أغرقوها بها جعلتها تشعر بالاشمئزاز والنفور من نفسها.
ثم بفضول روح طفلة سارت تتفقد شقة السيد اللطيف.
وقفت خارج باب الحمام تتأمل البهو الذي يتوسط كل شيء وبدوره تتوسطه أريكة واحدة بيضاء طويلة جدا أول مرة ترى مثلها، طاولة زجاجية تشببها أمامها وعلى يسار يدها ثُبِّت التلفاز في الحائط وعلى يمينها يوجد حائط و نافذة مغلقة، سارت يسارا تعبر أمام التلفاز ودخلت لأول غرفة وجدتها.
أضاءتها فكانت غرفة السيد اللطيف فصورته الكبيرة معلقة هناك يرتدي قبعة خريجي الجامعات، انكسرت الابتسامة التي رمقت بها الصورة وهي تتذكر كلام أعمامها وإخوتها أنه غير مسموح لها باكمال الدراسة فوق المتوسطة.
أكملت تفقد الغرفة بعينيها، سرير منفرد و عند رأسه النافذة، خزانة صغيرة من بابين فقط، ومكتب عليه الكثير من الكتب المبعثرة والأقلام ومصباح صغير.
خرجت منها ودخلت لغرفة أخرى تجاورها فكانت فارغة تماما وصغيرة في الحجم،أغلقت الضوء وأغلقت الباب وكانت آخر محطة هي المطبخ.

" هل أعجبتك الشقة؟؟"

صوته رغم لطفه أجفلها، فنظرت له يحمل في يده صحنين ووضعهما على طاولة المطبخ وقال لها وهو يعود للثلاجة

" هناك ملاعق في الدرج ورائكِ ضعي اثنين بجانب الصحنين"

أخرج خبزا من الثلاجة وقارورة عصير وضع العصير فوق الطاولة ووضع الخبز داخل الفرن ليقوم بتسخينه، وخاطبها مجددا عندما وجدها واقفة في مكانها بجانب الطاولة بلا حراك وكأنها لم تكن فضولية قبل قليل ودارت داخل الشقة بالكامل

" توجد أيضا كؤوس في الباب تحت الدرج، أخرجي اثنين"

نفذت أمره وعادت لتقف بجانب الكرسي، نظر لها من طرف عينيه فوجدها تسترق النظر للصحن، أدرك أنها جائعة هو حتى لا يريد أن يعرف متى أكلت جيدا آخر مرة.
أخرج الخبز وقطعه بيده ووضعه بين الصحنين وجلس قائلا يدعي اللامبالاة

" اجلسي شروق لنتناول الطعام ونذهب لنرتاح"

جلست بسرعة وعندما سم الله وبدأ يأكل سارعت هي في التهام الطبق بسرعة.
أخذ إلياس لقمة أو لقمتين ونهض، فتوقفت عن المضع تتابعه حتى عاد بالمقلاة يفرغ القليل في طبقه تجنبا لحرجها ويفرغ الباقي في طبقها فابتسمت له بفم ممتلئ، أومأ لها مبتسما وعاد يجلس،
فجأة قال لها

" هل تعرفين اسمي بالمناسبة؟"

أومأت بنفس الفم المتلئ وهي ترد

" إلياس لقد أخبروني بذلك"

صمت مستغربا من الوضع الذين هم فيه وأخرج هاتفه يتفقد جدول عمله.
عند هذا !!!
هذا ما لم يفكر فيه كيف سيتركها ويذهب للمدرسة بعد الغد؟؟

.~.~.

جلس في غرفته يطالع الأوراق والدروس التي سيدرِّسها بعد الغد وقد ترك شروق أمام التلفاز في الخارج، رغم أنه ألح عليها بالنوم ولكنها أبت ذلك تشاهد الرسوم المتحركة، لف رأسه للباب ينفي بقلة حيلة من أهل قريته الذين لم ينفضوا عن العادات القديمة.. كيف يسمحون لقتل روح طائر جنة بزجِّه في جسد كبير من أجل الزواج وحقن دماء كان السبب فيها أحدا آخر.
ضرب سطح المكتب بغضب يتذكر ابتسامة صهيب الكريهة وهو يخبره أن لا يتهاون في أخذ حق مِنْ مَنْ أعطوها في سبيل الدماء التي كانت ستسكب عوضا لعديْ.
لا يستطيع التخيل المصير الذي كانت ستلاقيه مع صهيب لو رفض هو الزواج.
لم يستطع التركيز أكثر فخرج ليراها ماذا تفعل،
عندما فتح الباب وجدها متكومة على الأريكة ضامة قدميها تختبئ و تبكي!
خرج مسرعا وجلس بجانبها يسألها بصوت مراعي

" شروق ما بكِ؟ لما تبكين؟ تركتكِ بخير قبل قليل"

لم تجبه منكمشة على نفسها، حثها مجددا ولكنها صامتة سوى شهقاتها من وقت لآخر

" حسنا... هل تريدين النوم هنا على الأريكة أو في الغرفة؟"

كذلك لا رد، ربت على شعرها فكان ملمسه حريريا على أصابعه بعثره أكثر مبتسما بحزن ثم قال

" هل تريدين أن أمشط لك شعركِ؟"

كذلك لا رد

" هل تريدين فعل شيء ما؟؟"

رفعت رأسها نحوه فكانت مدماة الوجه بدموع قد شوهت طفولتها فكانت بائسة جعلت قلبه يتلوى حزنا

" أريد العودة لأمي"

هذا هو الشيء الذي لن يستطيع تلبيته حتى لو أراد، فصمت غير قادر على الرد.
بتقطع ولوعة بحروف هامسة سألته

" هل ستمنعني من الذهاب؟؟"

مشط خصلاتها البنية بأصابعه ورد بصوت حنون مبتسما يطمئنها

" لن أفعل ذلك أبدا، كل ما سنحت لنا الفرصة سوف نعود للقرية لتريهم"

رفعت يدها تمسح واحدة من عشرات الدموع المنسكبة بلا توقف وهي تخاطبه بنفس الصوت المنكسر

" ولكن ابنة خالتي صفية قالت أنك لن تسمح لي برؤية الضوء حتى "

أهلكه انكسارها وبراءتها فضم رأسها لصدره مستمرا في تمشيط شعرها بأصابعه

" انها مخطئة هذا اعتقادها فقط، يستحيل أن أضركِ بشيء... ان أردت شيئا ما أخبريني فقط"
ابتعدت عنه قائلة تنظر اليه

" إذا أريد أن أشتري ملابس أحبها، ولا أريد أن أرتدي تلك التي اشتروها لي"

" نحن أصلا لم نجلب شيء منهم سوى الذي ارتديته لذا، سننزل غدا للسوق ونشتري لكِ ملابس وترمين ذلك الفستان الذي تكرهينه"

ربت على ظهرها بقوة طفيفة وقال

" والآن اذهبي لغسل وجهك لتنامي انها العاشرة الآن"

نهضت قاصدة الحمام بينما هو وقف يعدل الأريكة وسيترك لها الخيار أين ستنام.

.~.
.~.~.
.~.~.~.

انتهى الفصل الثاني



سلام عليكم

أنا أحاول حتى انهيها لكي أجعل التحديث يكون يومين في الاسبوع...
ان شاء الله أتوفق في ذلك دعواتكم


موضى و راكان 08-02-21 01:44 AM

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 4 ( الأعضاء 2 والزوار 2)

‏موضى و راكان, ‏احب القراءه



تسلمى أميرتنا الفصل ممتع رغم بشاعة العادات التى تقوم على أخذ الثأر أو المصاهرةمن أجل حقن الدماء بين

العائلات المتشاحنة كما فى صعيد مصر

الغبن كله وقع على الطفلة الصغيرة البريئة التى نالت من زوجة عم ألياس صفعة غل علها نطفىء نار قلبها على

وحيدها الذى أغتالته يد الشر و حرمتها منه

احببت ألياس و حنوه على الضغيرة و كأنها أبنته أو أخته

أميرة الساموراي 09-02-21 12:12 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة موضى و راكان (المشاركة 15342541)
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 4 ( الأعضاء 2 والزوار 2)

‏موضى و راكان, ‏احب القراءه



تسلمى أميرتنا الفصل ممتع رغم بشاعة العادات التى تقوم على أخذ الثأر أو المصاهرةمن أجل حقن الدماء بين

العائلات المتشاحنة كما فى صعيد مصر

الغبن كله وقع على الطفلة الصغيرة البريئة التى نالت من زوجة عم ألياس صفعة غل علها نطفىء نار قلبها على

وحيدها الذى أغتالته يد الشر و حرمتها منه

احببت ألياس و حنوه على الضغيرة و كأنها أبنته أو أخته


يسلم عمرك موضى..
الرواية في البدابة ان شاء الله ما تنفر المتابعين...
ولكني حقا أتألم لها....وفي الواقع بعضهن لم يجدن من يرءق بحالهن...
الله لا يوجهلهم الخير..
يحبك ربي ان شاء الله :)
شكرا لمرورك اللطيف موضى

همس القوافي 09-02-21 02:27 AM

السلام عليكم .
بالصدفة رايت عنوان الروايه فشدني .
قرات ماكتبته عزيزتي وقد راق لي ماخطته اناملك
لغتك جيدة واسلوبك شيق

معالجتك لبعض المواضيع المحظورة والمندرجة تحت مسمى الطابو الاحمر
شجاعة اهنئك عليها .واتمنى لك التوفيق في مناقشتها ومعالجتها كما ينبغي

الياس وشروق مازال ينتظرهما الكثير والكثير

تمنياتي لك بالنجاح والتوفيق
مع تحياتي لك

أميرة الساموراي 14-02-21 08:10 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ان شاء الله الليلة موعدنا مع الفصل الثالث

موضى و راكان 14-02-21 08:58 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أميرة الساموراي (المشاركة 15356251)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ان شاء الله الليلة موعدنا مع الفصل الثالث



:heeheeh:


فى أنتظارك زهرتنا الجميلة مع الياس و شروق :elk:

أميرة الساموراي 14-02-21 09:17 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة موضى و راكان (المشاركة 15356338)
:heeheeh:


فى أنتظارك زهرتنا الجميلة مع الياس و شروق :elk:


شكرا لك :6[1]:

فقط بقي مشهد واحد أكمله وأجري تحرير سريع وأنزله :20-1-rewity::20-1-rewity:

أميرة الساموراي 14-02-21 10:39 PM

الفصل الثالث



في الغد وقف أمام الطاولة المليئة بالملابس ينظر لهذه وتلك يحاول الاختيار معها ولكن ذوقه لم يتلائم مع ذوقها لأنه كل مرة يخرج شيء ترفضه لذا اكتفى بالمراقبة
" ما رأيكَ في هذا؟؟"
كانت قد رفعت بنطال جينز
أومأ مبتسما لها يرد
"ان كان على مقاسكِ"
ثم حملت قميص صوفي أبيض قائلة بعينين تلمع
" وهذا أيضا أحببته"
"هل نذهب الآن للأحذية ؟ فقد أصبحت لديك أربعة ألبسة تبدلين في ما بينها "
تقدمت من جهة أحذية الفتيات تنفذ قوله فوقف هو يناظرها لتختار.
كانت تقلب الأحذية بفوضوية أحسها أزعجت صاحب المحل الذي يقف على بعد منهما عند طاولة الحساب يراقب بعينين نسريتن.
أتت إلى أنفه رائحة عطر خفيفة فنظر بجانبه وجدها واحدة من الشابات العاملات هنا، فباشرته هامسة
" هل هي أختك أم ابنة أخيك؟؟ حيويتها أزعجت المدير"
أبعد عينيه عنها عائدا للتي نست نفسها بين كومة الأحذية فتنهد براحة على الأقل نست قليلا البكاء.
لم يدري متى نامت البارحة عندما اختارت النوم على الأريكة لتشاهد التلفاز فتركها هناك بعد أن أطفئ الأضواء، وبعد ساعتين عاد فوجدها قد غطت في نوم عميق تهرب من واقع فُرض عليها.
أبعد شروده وابتسم بخفوت عندما عادت ناحيته تحمل بين ذراعيها حذائين واحد مصطَّح وردي اللون بشرائط مثبة عليها ورود بلاستيكية صغيرة، والآخر أسود رياضي، كذلك خفا بيتيا بسيطا وطفولي، رفعت اليه نظرات سعيدة قائلة
" أحببت هؤلاء"
" حسنا.. أعطيهم للآنسة لتضعهم لك في الكيس لنغادر"
ذهب هو ليدفع الحساب بينما هي تقدمت مع الفتاة لجلب الأكياس
" هل هو عمُّكِ؟؟"
سألتها الفتاة الشابة وهي تراوغ في توضيب الأغراض
تطلعت فيها شروق ثم أجابت بحذر
" انه أخي"
" اوه... هل لديه هاتف؟؟"
هذه المرة كانت شروق مستغربة وهي تجيب
" أجل"
فاستمرت الأخرى في أسئلتها
" هل هو خاطب او متزوج؟؟"
ابتلعت شروق ريقها بخوف واسترقت له نظرة فلم يكن ينظر لها ثم نفت برأسها
" هل تحفظين رقم هاتفه؟؟"
كذلك نفت برأسها وسارعت تلملم الأغراض بدلا من العاملة لأن حركتها كانت بطيئة و حملت الأكياس بفوضوية وركضت اتجاهه
فاجأته بركضها ولكنه لم يبحث في الأمر وأخذ منها بعض الأكياس بينما احتفظت هي بكيس الأحذية وتشبثت في كم يده، فنظر لها مستغربا ثم أمسك يدها فتمسكت به وهي تنظر للعاملة التي تلاحقه بنظراتها من خلف زجاج المحل.

.~.

" خذي"

أعطاها كيس مملوء بالحلوايات والبسكويت وجلس بجانبها على كرسي محطة الحافلة بعد طلب غريب منها في الصباح لأن لا يستخدما السيارة، فرجح ذلك أنها تريد التجول قليلا لذا نفذ طلبا بدون سؤال.
نظر لها من طرف عينيه تحتضن الكيس ولم تفتحه لترى داخله، مد يده و أخذ منها كيس الحذاء وقال ليخرجها من حالة الشرود الذي لم يلق بسنها الصغير
" أنت لم تري ما داخلها ألا ينتابك الفضول لتعرفي ماذا جلبتُ لكِ؟"
بعد اجفالها لأخذه للكيس نظرت لكيس الحلوى وقالت تنفي و تحتضنه
" أمي أخبرتني أنه لا يجب على المرأة أن تتناول الطعام خارجا"
" ألم تسأليها لماذا؟؟"
" سألتها فقالت عيب"
لم يقل شيئا حتى لا تتضارب الآراء لديها ثم حمل الأغراض واستقام قائلا بمرح
" هيا نذهب الى مكان نستطيع فيه الأكل براحة"
بعد مدة كانا جالسين في حديقة عامّة حولهم الكثير من العائلات،
افترشا العشب ووضع هو بينهما الطعام الذي اشتراه بينما هي أخرجت الحلوى التي اختارت أن تتناولها ولكنه لم يدعها حتى تتناول الطعام.
" هذا يعني أنك لن تطهو الطعام في البيت بما أننا تناولنا الغداء صحيح؟؟"
لماذا تبدو نبرتها متشككة؟ وفي نفس الوقت بريئة
" وهل اذا تناولنا الطعام غير مسموح بالأكل إلا وقت العشاء؟؟"
سألها يتصنع الدهشة ناظرا لها، فردت بفمٍ ممتلئ بالشطيرة.
" لم أقصد ذلك، ولكن صفية قالت لي أنك ستحرمني من الطعام وستعطيني وجبة واحدة"
تجرع ثلاث جرعات ماء كبيرة ووضع القارورة ورد وهو يفتح الورقة من على الشطيرة
" لا تسمعي كلام صفية هذه، وأبعديه عن رأسك لأنني لن أفعل شيء يضرك"
سعلت وأرادت شرب الماء ولكنها لم تستطع فتح القارورة فأخذها منها يفتحها لها ثم أعادها،

" تلك المرأة"

نظر لها بعد قولها فأكملت وهي تبتلع بصعوبة فرغب بالضحك لأنها طفولية مثلها مثل الأطفال، تجلب البسمة للوجه بدون تعب ولا غاية

" المرأة التي وضعت الملابس في الكيس.. *أومأ بفهم فأكملت* لقد سألتني من أنت وان كنت متزوجا أو خاطب...فأخبرتها أنك أخي وأنك لست متزوجا"

قضم قضمة كبيرة من شطيرته وأيَّدها قائلا

" جيد ما فعلتِ"

" وقد سألتني عن رقم هاتفك... هل تظن أنها علمت أننا متزوجين؟؟"

آخر كلامها دنت منه تهمس وهي تنظر حولها، تبعها ينظر أيضا حوله ثم أجاب

" هي فقط ترغب بالتعرف علي يا شروق وليست تشك بشيء"

رمشت باستفهام

" التعرف عليكْ؟!"

أومأ وكان سيتكلم ولكن رنين هاتفه أوقفه، تأفف عندما وجده رغم شقيق عثمان فرد بنزق مقصود وهو يضع الشطيرة التي أكل منها مرة واحدة

" ماذا تريد عثمان؟؟"

جاءه الرد بنفس النبرة

" أنا أمام شقتك أين أنت قرعنا الجرس ولم تفتح؟؟"

قلّب إلياس عينيه بعصبية ثم سأله

" هل هناك أحد معك؟؟"

جاءه الرد متململ

" بالطبع لست وحدي أتت والدة العروس وأختها"

" أخفض صوتكْ هل تريد فضحي بين الجيران؟"

همس بعصبية يقرب الهاتف لفمه وكأنه يريد قضمه، ثم ابتسم لشروق التي نظرت له بريبة

" أنا أتٍ"

أغلق الهاتف ولملم الشطيرة قائلا

" هيا لنعود للبيت لقد جاءت والدتك وأختك"

رمت الشطيرة ووقفت تصيح بحماس

" هل أتيا لأخذي؟؟"

بعكسها رد بهدوء لا يريد كسر آمالها،

" لا أدري سوف نعرف ذلك عندما نصل للبيت، وحتى لا تنصدمي لاحقا، لا تتأملي كثيرا فلا أظنهم سيتراجعون عن ذلك"

أشفق على النظرة الآملة التي تبددت تماما من ملامحها.
لملم الأغراض بينما هي متيبسة في مكانها وسار ببطء فلحقته وقد زالت الحيوية من حولها فعادت في نظره العروس الصغيرة البائسة.

.~.~.~.~.~.~.

صعدت شروق الدرجات خلف إلياس ببطء واثقة هي أنهما لم تأتيا لأخذها، لقد تأمّلت للحظة ولكن بعد ما قاله إلياس جعلها تعود لواقع أن أهلها لن يعودوا عن كلامهم وأمها بالذات لم تقف معها فكيف أمِلت أن تعود بها.
توقف الحذاء الرياضي الأسود أمامها فرفعت وجهها اليه فوجدته ينظر لها، ثم نزل يقف في نفس الدرجة التي تقف فيها ثم ضمها اليه بكلتا يديه اللتان تحملان الأكياس وهمس صوته في أذنها

" لا تبكي يا شروق، لن أسمح لهم أن يؤذوكِ أبدا بعد الآن"

لماذا يقول لها لا تبكي؟!

والآن فقط علمت أنها بالفعل تبكي، فتشبثت في ملابسه بصمت تشعر بالأمان الذي شعرت به معه في أول ضمة منه عندما أيقظته صباح العرس تخبره أنه يدقُّون الباب.

" هيا بنا"

أمسك يدها بعد أن حمل كل الأكياس في يد واحدة بصعوبة وأكملا الصعود للأعلى.
عندما وصلا للباب انطلقت شروق اتجاه أمها بعد أن تركت يد إلياس،
أما هو فرمق الأغراض الكثيرة التي جلبوها معهم بعين رافضة، ثم صبّح عليهم وفتح الباب و دخلوا جميعا للداخل وحمل عثمان مع سلمى أخت شروق الاغراض التي تجاهلها الياس.

" ما به وجهكَ مقلوب؟؟"

سأله عثمان وهو ينظر لإلياس يدخل الأكياس التي على اشتراها الى الغرفة وأغلقها وعاد.

" ما هذا الذي جلبتموه"

" أغراض أرسلتها أمك وأبوك"

" لا أريدها، أعدها "

نبس الياس وهو يرمق حماته بنظرة غير راضية وهي تتفحص شروق والأخرى غير منتبهة لما تفعله أمها في ظل محاولة اقناعها بأخذها معها للمنزل،
في جهة أخرى كانت سلمى تتفحص الشقة واقفة بجوار أمها بصمت.
أبعد إلياس وجهه عنهم، لمَ جميع عائلتها الصمت هو ما يجيدونه؟
فهو يعرف سليم ذو شخصية صامتة لا يتدخل في شي،ء يفعل كل ما يقوله له جده وأعمامه، وعلى ما يبدو فشقيقه الأصغر عنترة مثله، ولن يستبعد أن تكون أخواتها الفتيات أيضا كذلك.

" ألن تضيفوننا يا عرسان؟؟"

سأل عثمان ببرود نزق وهو يتوسط الأريكة بجلوسه فاتحا ذراعيه على ظهرها ثم أكمل

" لم تتغير شقتك منذ آخر مرة زرتها"

لم يرد إلياس وذهب للمطبخ وعاد سريعا في يده كؤوس وزجاجة مياه غازية وضعها امامه على الطاولة ورد يكتف يديه

" اشرب هذا وغادر"

رفع له عثمان حاجبا خطرا واعتدل في جلوسه يخاطبه نبرة خطرة

" هل تعي انكَ تطرد أخاك الأكبر؟؟"

لم يتزحزح إلياس عن موقفه و رد ببرود وعينيه حملت نظرة خاصة تعرف عليها الآخر جيدا

" لم أرك يوما تتصرف على ذلك الأساس "

انزعج الآخر واستقام يخاطب المرأة وابنتها ذات الثامنة عشر سنة

" أنا سأخرج وعندما تريدان العودة اتصلا بي فرقمي عنده"

ثم خرج بخطوات منزعجة.
خلفه وقف إلياس للحظات ثم استدار يدخل الغرفة بدون تعبير للآخرين
كان منزعجا من حماته ولكنه أراد أن تكون شروق على طبيعتها مع أختها ووالدتها، فرغم كل طيبته معها يعلم أنه لا يزال غريبا عنها.
بمجرد أن دخل للغرفة اخرج الهاتف واتصل وسأل ما ان رفع الرطف الآخر الخط
" أمي لم تأتي.. لم يسمح لها بالمجيئ كالعادة؟"
كان كلامه اقرارا أكثر منه سؤال، جاءه صوت عثمان باردا

" لماذا تجعل الأمر يبدو سِلبيا بلهجتك هذه؟ زوجها ولا يريدها أن تغيب عن ناظره فما الضير في ذلك؟؟"

تحكم إلياس في أعصابه التي تحركت تريد تريد رمي الهاتف ورد يغصُب نفسه على الهدوء فخرج صوته صقيعيا

" الضير أنه تصرف قميء، فحتى في ظرف كهذا لم يسمح لها بخروج حتى معك انت رغم أنه لا فائدة تذهب ناحيتها من جهتك"

" إليااااس "

جاءه الرد صارخا من أخيه، فرد إلياس بنفس النبرة السابقة

" لي وجهة نظر لا تتفاهم معك أبدا، لذا يفضل بقاءك بعيدا عني لأننا على ما يبدو لن نلتقي لا في السماء ولا في الأرض"

" أنا أيضا لم أكن أريد المجيء ورؤيتك، لو كان عز الدين موجود في القرية لما عتَّبتُ باب شقتك، والسبب الأكبر أنه الصلح بين العائلتين وإلا لما جلبت المرأتين اليك بنفسي"

خرجت ضحكة هازئة من فم إلياس ورد

" أجل فكل شيء تقوله القرية تركض خلفه ولو على حساب أهلك"

وجاءه الجواب صوت إغلاق الهاتف.

.~.


خارج الغرفة كانت شروق تجلس صامتة بين أمها وسلمى وقد يأست من اقناع الأولى بأخذها والعودة بها إلى المنزل.

" أين تنامين شروق؟؟"

نظرت لها شروق للحظة ثم أبعدت عينيها بارتباك ماذا تجيبها هي تعلم المتزوجين يجب ان يناموا في غرفة واحدة، أما هي فقط خيَّرها إلياس فاختارت الأريكة وهو سبق وأخبرها أن يبقى ذلك الأمر بينهما، لذا حسمت أمرها ونطقت بخفوت تشير باصبعا حيث دخل إلياس قبل قليل

" هناك في الغرفة "

نظرت لها والدتها ثم أومأت، فجأة تحركت سلمى وقد ملَّت من تحقيقات أمها وهي أكثر من يفهم التحركات التي كانت تقوم بها أمها وهي تتفحص شروق متعلل باشتياقها، شعرت بانزعاج وقهر كبير ذكرها بنفسها قبل سنة كانت موضع هذا التحقيق، أو على الأقل هي تحسد شروق لأنها صغيرة ولا تعي ما تقوم به، ام عليها الشفقة عليها لانها هي كانت أكبر من سن شروق الآن فتكلمت بقهر وهي تشعر بالبغض اتجاه إلياس

" أمي دعينا نغادر بما أننا قمنا بالواجب"

ثم نظروا جميعا لباب الغرفة عندما خرج منها إلياس، فكانت نظرات متباعدة المعنى اتجاهه، فواحدة نظرت له بكره ومقت رغم أنها شاركت بصمتها على زواج إبنتها، أما الثانية فنظرت له ببغض وشعور القهرها زاد أضعاف وهي ترى حجمه مقارنة بأختها.
أما الأخرى فقد نهضت وذهبت اتجاهه بخطوات مخذولة ناكسة رأسها تلاعب أصابعها محاولة قدر الامكان حبس دموعها، وعندما وصلته رفعت له رأسها هامسة بشفتين ترتجفان بكاءً جعلت الآخر يكز على أسنانه بشفقة وقلة حيلة

" لقد ترجيتها كثيرا ولكنها أبت أن تأخذني... لماذا حتى أمي تركتني؟!"

شهقت بخفوت في آخر تساءلها المحترق وتهافتت دموعها أكثر
أومأ متفهما وربت على رأسها هامسا وعينيه على اللتان خلفها ترمقانه بنظرات استطاع قراءتها جيدا..أنهما لا تحبانه،
أرسل لهما نفس النظرة رغم حنو صوته للتي أمامه دموعها تنزل بلا صوت حتى تقترن في ذقنها وتسقط على صدرها

" أنا معكِ، ويستحيل أن أخذلكِ يوما"

" من فضلك يا صهري اتصل بأخيك حتى نغادر"

عاود دخول الغرفة لجلب هاتفه يريد حقا مغادرتهم في أقرب وقت فقد كان كلاهما بخير حتى جاءوا.
بينما قالت سِهام أمُّ شروق لها

" لقد جلبنا الأشياء والملابس التي تركتموها في منزل آل حمادي ..."

" لا أريدها، ولم أحبها ولن أحبها أرموها إن.... أو انتظروا سوف أقوم بحرقها "

وانطلقت شروق للمطبخ بعد انفجارها وخرجت بولاعة تركض بنفس مجنونة اتجاه الأكياس المتجمعة عند الحائط، وبدأت باخراج الأغراض بحركات عصبية غاضبة تريد اشعالها

" شروق ماذا تفعلين هذا عيب أنت تزوجتِ الآن لا يجب عليك لانفعال هكذا... كيف ستبنين بيتا وأنت..."

" لا!!! لا اريد أن أكون متزوجة"

كانت قد وصلتها أمها فجذبتها بعصبية من ذراعها وتوقفت كفها التي كان ستصفعها بقوة بسبب سلمى التي امسكت ذراعها وأبعدتها عن شروق هامسة بنفس مكدَّرة وغير راضية

" لا تفعلي هذا هنا يا أمي.. كيف تضربينها أمام زوجها ألا تجعلينها هكذا أكثر عرضة للضرب من قِبله؟"

" لن يفعل إلياس ذلك أبدا"

ردت شروق بقوة ترد على كلام سلمى وهي تنظر لأمها ببرود وتحدي لم يلق بعمرها وجديد عليها.

" انه في الطريق"

أخرجهم صوت الياس من معركة التحديق، بين عيون سِهام التي تريد رؤية الخوف منها والخضوع في عيون ابنتها وكأنها هي الأخرى تأصلت فيها حب زرع الخوف والسيطرة، وبين عيون شروق الدامعة والقوية بقوة لم يروها من قبل.
ثم ذبلت ما ان رأيت إلياس وذهبت اتجاهه تحتمي به قائلة بتعب رآه لم يلق بها أبدا كحال الكثير من الأمور حولها،

" إلياس إنهم يريدون ترك هذه الأشياء هنا، أرجوك أخبرهم أن يأخذوها"

أعطى نظرة مرعبة لوالدتها ولم يلقي بالا لأختها ورد عليها وهي تنتظر جوابه بعينين زائغتان وكأنها لا تراه فقد أصبحت حالتها تتقلب بسرعة كصباح الخريف

" أنا أيضا لا أريدهم لذا سوف يؤخذونهم، وان تركوهم سألقي بهم في مكب نفايات العمارة"

تقدمت سهام بواجهة منزعجة معارضة تقول

" ما هذا الذي لا تريدانه صهري، هذا لا يجوز، إنها أغراض ابنتي التي تعبتُ عليها لتجهيزها لتأخذها هي لبيت زوجها"

فتح إلياس فمه ليكيد لها كلمات تخرسها ردا على هراءها، فكيف لها أن تظن زواج طير الجنة هذه زوجة ولها جهازها!
ولكن لاحت منه نظرة لشروق الواقفة بصمت مكدوم لا يريد قول ما يسيء لأمها أمامها، تحكم في أعصابه وقال بنفس الصوت الصابر

" أنا وشروق هما المعنيان.. ونحن لا نريد أي غرضٍ منهم فخذوهم معكم أفضل"

.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.

لاحت لهم السيارة القادمة من وقوفهم امام أبواب منازلهم فقد كانوا ينتظرون عودة أم العروس وأختها فهذا واحد من الأمور التي اقترحتها العائلة للثقة في تأييد الصلح لذا بعثوا بهما لبيت العروسان في المدينة مع أخ العريس.
نزلت سهام تجر أذيال الخيبة وابنتها سلمى بجانبها والتي سرعان ما جذبتها يد من مرفقها وصوت همس بحروف متقطعة في أذنها كرهتها كما كرهته بالكامل

" هل ذهبتممم لمككانٍ ما غير بييـ..ت أخـ أختكِ؟؟"

حاولت جذب مرفقها وهي ترد من بين أسنانها

" لم نذهب الى أي مكان أتركني "

استلت مرفقها بخشونة آلمتها فهو لم يتركها ثم تبعت خطوات حماتها المنتظرة للمنزل تاركة أمها تدخل بيتها.
وما ان دفعت باب غرفتها حتى دُفع الباب عنوة معها وشعرت به يدفعها للداخل ثم أدارها بسرعة كما أغلق الباب، وهمس كلماتها المتقطعة بصوته الكريه لها

" لقد اشتقت لكِ كثيرا"

" وأنا لم أفعل... ألن تمل من تكرار ذلك؟؟"

هذه المرة دفعته تتجاوزه للداخل لتغير ملابسها لتلحق بأوامر حماتها بينما تسمع صوته بكلماته المتقطعة

" سلممى تعلمييين أنكِ أكثررررت من ردات فعععلكِ الغير المبررررة أليس كذلللك ك؟؟"

خلعت الخمار بعصبية ورمته على طول ذراعها فضرب الحائط بدون صوت فلم يلبي لها رغبتها في تفريغ غضبها المكبوت ثم استدارت اليه

" ماذا تريد منِّي...هاه؟ حمزة .. ماذا تريد؟ هل تظن زواجنا كان من اختيارنا كلانا وتريد انجاحه بهراءك كل مرة بالاشتياق الي.. أنت لا تشتاق الي أنت توهم نفسك بذلك .. اضافة أنا لا أريدك أن تحوم حولي مجددا، هل تفهم أنا أكره ذلك وأمقته حد الغثيان"

هجومها الغير متوقع والغير مسبق أبدا ألجمه فوقف مبهوتا، وخرجت حروفه متقطعة فلم تفهم منه كلمة فردت ساخرة تشير اليه

" قل كلمة واحدة ملتصقة ببعضها وبعدها حاول انجاب الأولاد والتحكم في زوجة لا تعرف عنها أين تذهب بسبب غيرتك الغبية"

وشهقت بخوف عندما أمسك تلابيبها ووجهه الذي كان قبل قليل بعيدا أصبح أمام وجهها، وعينيه اللتان كانتا تناظرانها بما تكرهه نفسها، انقلبتا للنقيض ولكن عقلها فكّر بتشفٍ، لأنه هكذا سيبتعد عنها لهذه الليلة على الأقل بعد أن يصفعها كما اعتاد

" تجبريني .. لا..نا .... أريد... أض... أضربك"

استطاع بوضوح رؤية النظرة المستصغرة التي رمقته بها فضربته في رجولته وكرامته، فمد يده يمسك ذراعها بقوة وحاول اخراج كلمات متناصقة يعبر بها عن كرامته من نظراتها القاتلة، ولكنها أبت حتى الخروج مبعثرة هذه المرة،
فأغمض عينيه وضرب مقدمة رأسها برأسه بقوة طفيفة وتركها خارجا للشرفة.
أكملت سلمى خلع حجابها تدلك جبينها تتفتت غضبا، انها غاضبة من كل شيء من أمها من حماتها من سليمة وسليم من زوج شروق انه كالوحش مقارنة بأختها الضئيلة.
أنزلت الفستان فوق رأسها وأخرجت شعرها الحريري القصير وتوقفت تتذكر حجمهما بجانب بعض وشعرت بنفس مشاعر القهر تنتابها تمنت في تلك اللحظة لو تمسك يدها وتقفز كلتاهما من النافذة فترتاحا، شهقت فجأة تبكي ونزلت على ركبتيها بقلة الحيلة والقوة على مواجهة أي شيء...كتمت شهقاتها بكفها و فجأة شعرت بالغثيان فانطلقت للحمام تفرغ ما في جوفها والأمر يتأكد لها يوما بعد يوم..
غسلت وجهها ونظرت لنفسها البائسة في المرآة عينين واسعتان عسليتان منطفئتان و غائرتان من مسافة الطريق الطويلة التي أتعبتها مع الغثيان المستمر، شفتاها متشققتان وجهها أصفر، همست لنفسها تحتقرها

" هل هذا ما ينقصكِ؟ ابن تنجبينه من متلعثم القرية! هل هذا ما كنت تحلمين به... أين أنت وأين أحلامكِ...لقد تدمرت ولم يبقى شيء...لو تزوجت على الأقل شخص يغادر القرية وليس شخص يخجل حتى من ظله فلا يذهب لأي مكان بدون أبيه أو أخيه"

" سلممى هلل بخير أنت بخخخير؟؟"

الصوت الكريه عاد لها يقف خلفها ويقبض على تنفسها براحة، ضربت المغسلة بيديها والتفت له

" أتركني وشأني أنا متعبة... اذهب لأخيك.. لأبيك لأي أحد أتركني بحالي "

صرخت في وجهه باشمئزاز وغادرت الحمام تتركه لوحده يطالع نفسه في نفس المرآة وقد كان سمع كل كلامها فلم يستطع الفرح بما قالته بشأن الحمل، لأن ما قالته بعد ذلك سمم قلبه وجعله يرى النقص في نفسه فلا يستحق العيش ولا يستحقها هي تحديدا رفع يده يربت على قلبه ومالت عيناه بحسرة وحزن دفين، واعتذار لم يستطع قوله لها لأنه ظلمها كثيرا وهو يعتذر بذلك كل يوم لنفسه ولكنه لا يستطيع قول ذلك مباشرة، وحتى لو اعتذر لن تسامحه بل هو يعلم أنها ستقول لو أنك حقا نادم على ما فعلته لي فطلقني.
تأوه بصمت وغادر هو الآخر الحمام والغرفة ككل.

.~.


نزلت للطابق الأرضي اتجاه المطبخ وصوت أخو زوجها يطلب القهوة، بينما حماها يطلب الشاي، وسلفتها تطالبها بمساعدتها على العشاء، وحماته تطالبها بالاسراع حتى تلحق بغسل الثياب.
لملمت الغثيان الذي يصيبها وقبلت كل تلك الطلبات بصدر رحب علَّها ترهق نفسها بشدة فتُفكَّ من هذا الحمل بأسرع وقت.

" عسى الله أن تكونوا السبب في ذلك فآخذه حجة لمغادرة هذ البيت في أسرع وقت"

همست وهي تحمل الدلو الكبير المملوء بالماء وتغادر المطبخ بعد أن وضعت القهوة والشاي على النار.

.~.~.~.

وقف عثمان أعلى الهضبة حيث هرب من صوت والده الصارخ في المنزل ما ان أنزلوا الأغرض التي رفضها إلياس وزوجته.
بسمة ساخرة تشكل على وجهه يتذكر نظرات الحنان التي تدفقت على ملامح أخيه وهو يحضن عروسه ببراءة يسكتها عن البكاء على رحيل والدتها.
ثم توقفت البسمة الساخرة وزُمّت الشفتين وواحدة من الذكريات السيئة فاجأت عقله،
يومها وقف أمام إلياس وأمام كل أهل الحي ان لم تكن كل القرية، صفعه وهو يقاربه طولا، كان يعلم أن ذلك الفتى هو الفاعل ولا دخل لإياس، وإلياس لن يفعلها،ولكن ليكون عادلا وهو حفيد سيد القرية صفعه حتى لا يقولوا غطى عن أخيه.
واستمر إلياس في الصراخ أنه لم يفعل ذلك ولم يتلصص عن النساء في الحمام.
وبعدها بأيام اعتقد أنه فعل خيرا أو يرد ذلك باعتذار غير علني لإلياس قال لوالده أن يغلقوا الحمام نهائيا من القرية.
تنهد بقوة ونزل يقصد المنزل وهو يعلم أن العاصفة المسماة والده أنها قد هدأت،
إلى متى يا عثمان وأنت تهرب تاركا والدتكَ تأخذ كل غضب والدك؟؟؟
تمتم لنفسه ينزل ببطء فقط لو يطول الطريق أكثر للمنزل.

.~.~.~.

" أتمنى لو أمسكها بين يدي حتى أحرق جلدها صفعا كما احترق قلبي..رغم أني أعلم أن ذلك لن يكفيني"

همست بها وهي تعظ اظافرها وشعرها الأشعث كتلة فوق رأسها،

" استهدي بالله يا هدى بعد كل شيء هي طفلة ما ذنبها؟؟"

انطلق رأسها اليه كما عيناها كالرصاصة وردت بنفس النبرة المجنونة

" ذنبها أنها تزوجة ابني الثاني ذنبها أن أهلها باعوها لنا...لنا هل تفهم؟ لنا..."

ارتعش بدن خالد من منظرها، لم يعد يعرفها تقريبا وكم هو خائف من الذي يفكر فيه.

" تعالي لننام يا هدى"

ربت على الوسادة بجانبه فاندست كما قال، فوضع يده على رأسها يقرأ ما يحفظ علَّها تنام براحة هذه الليلة فلا تؤرقها الكوابيس ويتعب هو معها، فهو لم يعد صغيرا كي يواكب جنونها الجديد، هي لم تكن يوما شخصا صبورا، حتى أثناء رحلة علاجهما لينجبا لم تكن صبورة.
لقد ألحت عليه عائلته بقوة أن يعيد الزواج ووافق ولكنها وقفت هي هدى تتحداه بقوة ودلال أنه لو تزوج سيطلقها في اليوم نفسه وهو لم يكن ليفعل ذلك، يستحيل له أن يتركها للتنزوج غيره أبدا.
وبعد سنوات عديدة أنعم الله عليهما بعديْ ثم في سنوات شبابه الستة والعشرين لم يكادا يصدقان بعد أن ليديهما ابن، حتى أخذه الله إليه من جديد على يد أحد أحفاد آل سعد.
أطفأ المصباح بجانبه وعاد يقرأ القرآن بخفوت مركزا معه هذه المرة.

.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.

يقف مقابل النافذة المفتوحة يد في جيبه واليد الأخرى يستند بها على اطار النافذة، عينيه تهيم بسكون ساهٍ قريب للانغلاق فلم يتبين لونها مع الانارة الخفيفة من الشارع الشبه خالي أمامه.
الكثير من الذكريات السيئة يحارب لينساها، ربما لو حكى لأحدٍ ما لقال له هذا يحدث مع الكثير من الناس ولكنه هو، ليس مثل الكثير من الناس، هو قلبه يتألم بسرعة وعقله لا ينسى، وكل مرة يذكِّره أنه عاش ذكريات سيئة، وأن أحدهم آذاه...
تنهد ثم خرج من سهوه على حركة خلفه فالتفت فوجد شروق تضع بعض الفوشار امامها وتعدل التلفاز على قناة ما..ثم ابتسمت في وجهه وهي تقول وقد زالت قوقعتها معه تدريجيا

" لقد احترق نصفه لم أستطع اعداده جيدا كما تفعل أختي سلمى "

استدار لها بالكامل وذهب اتجاهها يقول

" دعينا ننظر في الانترنت وسنعرف طريقة تكون ألذ من صنع أختك"

أخرج هاتفه وبحث فيه تحت أنظارها ثم شغل واحد أشارت عليه هي.
أثناء مشاهدتهما للفيديو أدرك أنه ببساطة خرج من حالته بسببها، فابتسم رافعا يده مربتا على رأسها وعاد يشاهد، ولم يشعر بها وبقلبها الذي تألم من حركته ورغبة بالبكاء عاودتها عن أمها.

.~.~.~.

صباح الغد عندما استيقظت شروق وجدت إلياس قد أعد الفطور ويعد حقيبته، خرجت من الحمام تنشف وجهها وخصلاتها طائرة في الهواء فضحك الياس قائلا
" ألم تنظري في المرآة؟؟"
رفعت يديها تهذب من خصلاتها تتثائب بلا مبالاة ذاهبة للطاولة ورمت المنشفة فوق الأريكة في طريقها فاعترض الياس طريقها مشيرا لجُرمها

" لا ترمي المنشفة أين ما كان... مكانها في الحمام "

رمشت وعادت تنظر لها ثم أخذتها للحمام تتذمر حول ماذا سيحدث مثلا...سمعها الياس فرد بصوت عالي

" ستتبعثر الشقة يا مشعثة الشعر"

.~.

ناولها كأس الماء ضاحكا بعد أن تشردقت في طعامها مما قال ابتلعت ما في فمها بسرعة ونظرت له بأعين تلمع حماس

" هل أنتَ جاد؟ ماذا عن عملك؟"

" بالطبع أنا جاد لقد أخذت اليوم أيضا إجازة بصعوبة، وسنذهب لطبيب العيون فقد سبق وأخذت موعد عنده"

" هل سيجري لي عملية؟"

سألت وقد خافت فجأة، وضع فنجان الحليب بالقهوة من يده وعبر بذراعه الطاولة ونقر رأسها بأصابعه

" وهل أنت عمياء كليا حتى تجري عملية؟ على الأكثر سوف يعطيك نظارات يساعدونك وقت الحاجة"

أومأت براحة عدة مرات فضحك بخفوت وقد أدرك أنها تضحكه بسهولة بتصرفاتها الطفولية ولكن أليس هذا هو حال الأطفال؟

.~.

" هذه هِياااا"

صيحة طفولية أدارت الأعين نحوها فنظر إلياس حوله ونظر لشروق التي تجرب النظارات بعد أن أعطاهم الطبيب ورقة تشير للنوعية المناسبة لها

" هل تعلم بعد أن أرتديها لستة أشهر لن أحتاجها مجددا"

هز برأسه يجاريها رغم أنه كان حاضرا معها عند الطبيب ولكنها استمرت في قول ذلك، وهي تقف أمامه، وبدورها تقف أمام المرآة فنظرت له عبرها وسألت وهي تدير رأسها هنا وهناك

" ما رأيك؟؟"

ضيق عينيه ينظر نحوها جيدا ثم أدارها نحوه وأمسك ذقنها يديرها هنا وهناك

" أظن أن المستطيلة ستكون أفضل"

" لا لقد أحببتُ الدائرية"

اعترضت وهي تعود للنظر للمرآة، فرد وهو ينظر للنظارات المعروضة أمامهما

" اختاري التي تعطيك كل زوايا النظر..."

" بل أريد أن أكون جميلة بها"

لم يدري إلا وهو يرفع يده ويصفع مؤخرة رأسها قائلا بتأنيب

" وهل هذا وقت الجمال؟ أصلحي عينيكِ أولا"

" لا تضربني"

رفعت له وجهها مكشرة بتحدي مضحك ومع النظارات التي لم تتلائم معها لم يستطع امساك نفسه على الانفجار ضحكا عليها، فأبعدت عنه بصرها غاضبة وعادت للنظر لنفسها في المرآة تجرب النظارات متجاهلة الذي يكتم ضحكه حرجا من الرؤوس التي استدارت لهما من جديد.

" إلياس هل هذا أنت؟؟"

التفت الياس للصوت الرجولي، ثم قال مبتسما بود

" ساري، أهلا"

صافحا بعضهما ثم قال المدعو ساري

" هل تحتاج نظارات؟ من هذه؟؟"

حدق فيه إلياس ونبس بنزق مزعوم

" وهل سألتكَ أنا عن التي بجانبك؟؟"

قهقه الآخر وأشار للمرأة الشابة بجانبه

" زوجتي سناء"

أومأ لها إلياس متحفظا عن مصافحتها وأشار للتي تيبست بجانبه تطالع الاثنين بوجل عاد إليها

" أختي بالرضاعة شروق، ونحن هنا من أجل نظارات لها"

لاح يديه فوق كتفيها يدعمها

" مرحبا"

نبست بخفوت وهي تطالع الاثنين بعينين حذرتين

" تبدين كقطة تريد الانقضاض على فأر يا صغيرة"

قال لها ساري وأراد أن يربت على رأسها ولكنها إحتمت تحت إبط إلياس، ضحك ساري باحراج

" أظنني لا زلت لا أعرف كيف أكسب حب الأولاد، لا أظنني سأفلح في ذلك يوما "

رد عليه إلياس بروح ساخرة

" الأفضل أن تمتهن التمثيل الساخر أفضل من التدريس فلن يحبك التلامذ يوما"

ثم نظر للأسفل حيث تختبئ شروق بجانب ضِلعه ابتسم مطمئننا

" ساري أستاذ يدرس معي"

"هل اخترتِ واحدة؟"

سألت المرأة تقصد شروق فأومأت تقول وهي تعود تنظر خلفها ولم تترك ذراع إلياس،

" لقد اخترت الدائرية ولكن إلياس أخبرني ان أصلح عيني أولا ثم أبحث عن الجمال"

نظرت المرأة لإلياس بعدم تصديق تقول مندفعة

" تصليح؟! وهل هي أضواء سيارة؟! لا عليكِ منه تعالي لنرى أجمل واحدة عليكِ"

ابتسمت لها شروق باتساع ثم نظرت لإلياس وكأنها تطلب مشورته فطبطب على رأسها مبتعدا عن طريقهما، شعر بالراحة وكأنه سلَّم شيء عسير لشخص أفهم منه، فما أفهمه هو بأمور جمال النظارات؟؟ هو أصلا لم يكن مهتما بالنساء على حدٍ سواء، فعقدته منعته من النظر لتكوين عائلة وهذا أدى الى ابتعاده كليا عن المضمار.

" ما رأيك في الخروج لنتناول الطعام أربعتنا؟ "

أخرجه صوت ساري من تفكيره اللحظيْ.

.~.

عندما دخلوا الى المطعم عائلي كانت شروق تنظر حولها وتتمسك في إلياس متوجسة من كل العائلات والأشخاص والأصوات الكثيرة الموجودة، جذب كرسيا له وكرسيا لها ليتقابلا مع صديقه وزوجته ثم اقترب يهمس لها
" تصرفي بشكل عادي شروق..أعلم أنك لست معتادة على زحام المدينة ولكن سوف تعتادين
عليه تدريجيا، هنا لا أحد مهتما بآخر كل واحد مهتم بالذي معه...حسنا؟"

اقتربت أكثر تضع يديها حول فمها قرب أذنه تهمس

" ماذا إن شكوا بأننا...زوجين؟"

بالكاد إلياس فهم حرفا من الذي قالته فقد كان تنفسها ينفخ في أذنه ولكنه فهم ما تقصده من كلمة زوجين لذا رد هامسا

" لا تقلقي كل شيء بخير"

بعد أن طلب كل شخص ما يريد، ارتاح إلياس مع ارتياح شروق فهو رغم عدم ظهور ذلك عليه ولكنه كان قلقا بدوره بسبب ارتباك شروق، و مع رؤيته لعودتها للتصرف براحة وحتى لو لم تتعاطى بالحديث مع صديقه وزوجته إلا بكلمات قليلا ولكنه اطمئن وتناول طعامه بشهية مفتوحة.

" أخدت إجازة لأربعة أيام هل هناك مشكلة حدثت في قريتك؟؟"

السؤال الذي لم يتوقعه إلياس من ساري جعل الطعام يقف في منتصف طريقه للأسفل وجاهد حتى لا يظهرارتباكه، ثم ارتشف الماء بثقل ليدبر كذبة تليق، ثم قال بدون النظرة للتي توقفت تناظر صحنها متجمدة

" لقد طلبني أبي في أمر خاص بالعائلة "

وعاد يتناول طعامه مفكرا كم كذبة سيقولها؟!
مضطر هو ذلك رغم عدم رغبته، لقد أصبح يخاف أن تتعود شروق على هذه العادة السيئة.
وعلى ما يبدو أن ساري كان بالفضول الكثير فقد سأل مجددا فندم إلياس على تلبية دعوته

" ما هو الأمر الخاص؟؟"

وضع إلياس الملعقة في تزامن مع رفعه لعينيه وحاجبه لساري مستنكرا ببرود

" وها قد قلتَها _أمر خاص_ ساري ما بك؟"

زم ساري شفتيه بعدم استحسان و رد

" لصداقتنا أكثر من أربع سنوات وأنت حتى اللحظة تبعدني عن حياتك بينما أنت تعرف عني كل شيء، أحيانا أشك أنك لا تعتبرني صديقا حقا!؟ "

عاد إلياس لطعامه بغير شهية وهو يرد محاولا وأد هذا الحوار

" كل أحد يحب أن تكون هناك مساحة خاصة به لا يُعرف عنها شيئا، فتفهم ذلك من فضلك"
بعد جملته المقتضبة عم الصمت على الطاولة، إلا عندما تكلم زوجة ساري بحماس تسأل شروق

" هل تدرسين شروق؟؟"

نظرت لها شروق بصمت واجم وهذا كان بسبب تصرف إلياس وردوده السابقة، فقد استشعرت الخطر لذا فضلت الصمت، فرد إلياس نيابة عنها متأكد من الفصيلة الفضولية التي ينتمي اليها الزوجين

" ستنتقل الى الدراسة هنا لأن القرية لا توجد فيها ثانوية ففضلت عائلتها اكمال عامها الأخير من المتوسطة هنا في المدينة حتى تعتاد على جوِّها"

التفتت شروق برأسها لإلياس تائهة من كثرة الأمور التي لفقاها حولهما حتى بدأت تتشوش لديها الحقائق، ورغم ذلك أومأت مؤكدة على كلامه.

.~.

بعد أن انتهى الغداء الممغوص لإلياس وشروق خرجوا جميعا أمام المطعم عندها أوقف ساري إلياس يسأله

" هل ستأتي غدا للعمل؟"

" أجل "

رد إلياس يريد أن يعتقه ساري فهذا ليس اليوم المناسب لفضوله.
من خلف إلياس ركضت شروق بحماس للسيارة تريد الوصول سريعا للبيت حتى ترتدي النظارة، فقد شعرت بالحرج بارتداءها خارجا ولكنها متحمسة للعودة للبيت.
وقفت خلف سيارة إلياس الغافل بالحديث مع ساري ترسم شكل نظارة غافلة تماما عما حولها.

صوت مزمار منفر و مخيف التفت الجميع على إثره، وفي ومضة عين لاحظ إلياس باختفاء شروق من جانبه!؟

بسرعة تحرك عينيه فرآها تقف خلف سيارته تكتب شيئا ما على الغبار فوق زجاجها الخلفي
والسيارة الأخرى صاحبة المزمار القوي الخارجة عن السيطرة تتجه نحوها،

والأمر الواضح سوف تُهرس بين السيارتين!!!

خطوات كبيرة تجري هناك بهلع..

وصوت دندنة سعيدة وأصابع تتحرك على الزجاج تخُطُّ بفرح..

الصوت العالي لمزمار السيارة.. والصوت الكبير للإرتطام اختلط مع صراخ الناس

وأكبر صراخ كان لساري كما زوجته وانطلق كلاهما الى هناك...




انتهى الفصل الثالث


.~.
.~.~
.~.~.~.




متشوقة لتعليقاتكم وآرائكم

موضى و راكان 15-02-21 12:46 AM

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 17 ( الأعضاء 6 والزوار 11)

‏موضى و راكان, ‏asaraaa, ‏رسوو1435, ‏أميرة الساموراي, ‏حنيني ليك, ‏3alloa


الرواية تزداد تشويقا كلما تقدمت الفصول
و لا ينقص شروق غير السيارة الجامحة لتصدمها و هى حتى لم تضع نظارتها و تفرح بها
تسلمى أميرتنا و دمتى موفقة

أميرة الساموراي 15-02-21 01:23 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة موضى و راكان (المشاركة 15357028)
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 17 ( الأعضاء 6 والزوار 11)

‏موضى و راكان, ‏asaraaa, ‏رسوو1435, ‏أميرة الساموراي, ‏حنيني ليك, ‏3alloa


الرواية تزداد تشويقا كلما تقدمت الفصول
و لا ينقص شروق غير السيارة الجامحة لتصدمها و هى حتى لم تضع نظارتها و تفرح بها
تسلمى أميرتنا و دمتى موفقة


:gdance::gdance: شكرا ..ان شاء الله لا يتوقف التشويق وتستمتعي بها

ربي يسلكها على خير :24-1-rewity:

نور الدنيا 15-02-21 03:40 PM

الف مبروك على روايتك الجديدة
لقد استمتعت بقراءة المقدمة و ما لحقها من فصول فموضوع الرواية غير عادي فهو يناقش قضية الثأر و الزواج من قاصر و أجد أن حظ شروق كان أفضل من المتوقع بزواجها من ألياس الرافض لكل ما يحصل من عادات و تقاليد أكل عليها الدهر و شرب و أعجبتني طريقة تعامله معها
قفلة الفصل الثالث كانت شريرة أرجو ألا تتأذي شروق و أرجو أن يأتي الفصل القادم بسرعة لمعرفة الاجابة

Wafaa elmasry 16-02-21 04:02 PM

رواية جميلة و الأسلوب مميز و الفكرة جيدة و تستحق
بالتوفيق دائما

أميرة الساموراي 16-02-21 09:06 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نور الدنيا (المشاركة 15357921)
الف مبروك على روايتك الجديدة
لقد استمتعت بقراءة المقدمة و ما لحقها من فصول فموضوع الرواية غير عادي فهو يناقش قضية الثأر و الزواج من قاصر و أجد أن حظ شروق كان أفضل من المتوقع بزواجها من ألياس الرافض لكل ما يحصل من عادات و تقاليد أكل عليها الدهر و شرب و أعجبتني طريقة تعامله معها
قفلة الفصل الثالث كانت شريرة أرجو ألا تتأذي شروق و أرجو أن يأتي الفصل القادم بسرعة لمعرفة الاجابة

الله يبارك فيك نور وأهلا وسهلا بك هنا معي مجددا ، شرني كثيرا مجيئكِ وتشريف روايتي بردودك ومتابعتك..
ان شاء الله تروق لك..
وان شاء الله ما أقصر فيها وتستمتعون معي فيها :29-1-rewity:

أميرة الساموراي 16-02-21 09:14 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Wafaa elmasry (المشاركة 15360279)
رواية جميلة و الأسلوب مميز و الفكرة جيدة و تستحق
بالتوفيق دائما

أهلا وسهلا وفاء، ورشكرا جزيلا لك على مرورك واعائها من وقتك للقراءة والرد..
ان شاء الله تكون معا حتى النهاية:wavetowel2:

أميرة الساموراي 21-02-21 06:46 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ان شاء الله سيكون موعدنا مع الفصل الرابع الليلة .. بإذن الله

جزيرة 21-02-21 06:55 PM

ننتظرك .
اسلوب جميل و احداث تنساب تباعا
بالتوفيق.


الساعة الآن 02:22 AM

Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.