13-10-21, 07:52 PM | #471 | |||||||
كاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء
| السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الجزء الثاني من الفصل الليلة إن شاء الله الفصل الحادي عشر سيكون خاتمة الجزء الأول من الرواية أما بالنسبة للفصل الثاني عشر فليس بوسعي أن أعدكم بموعد قادم لأن الشغف قد عاد للغياب سأعود للتنزيل متى عاد الشغف | |||||||
13-10-21, 11:42 PM | #473 | ||||||||
كاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء
| اقتباس:
انتو كمان هتوحشوني جدا 💖💖💖 | ||||||||
13-10-21, 11:44 PM | #475 | |||||||
كاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء
| الفصل الحادي عشر الجزء الثاني صحا صبحا و قد غاب عنه تماما اللون الأحمر الصاخب لليلته السابقة فظل مستلقيا فوق السرير منعدم الحيوية لابتداء اليوم . راودته رغبة عنيدة بأن يراجع صفحات ذكرياته فقام بتثاقل و توجه إلى الأريكة التي تحتل جانب غرفة النوم و تناول أحد ألبومات صوره القديمة التي كان أحضرها من شقته الأخرى و بدأ في تقليبه . بملامح انطفأ فيها أي اهتمام ، تجاوز بسرعة صور طفولته حتى توقف عند صور أواخر فترة مراهقته . لم يكن وسيما في تلك الأيام المبكرة من حياته ، اعترفت عينه الناقدة بتمام الحياد ، كان وجهه أعرض من اللازم ، بشرته ملتهبة بالحبوب و لم تكن كتفاه قد اتسعتا بما يكفي لتلائما استطالة قامته . توقفت يداه عن التقليب و تصلبت نظرته و هو يصل لصورة له مع شادي خلال تدريباتهما في نادي الفروسية ، يتجه هو فيها بوجهه للحصان بينما يقف شادي مواجها لعدسة الكاميرا بابتسامته الواسعة . لطالما كان شادي لامعا ، خالي الوجه و الجسد و الحياة من أي عيوب أرقت كاهل تفكيره هو . و كان يغار منه وقتها لم ينكر تلك الحقيقة أمام نفسه يوما ، و مع أنه كبر فدللته الحياة و خدمته الجينات لكن المراهق داخله ظل يغار من لمعان شادي . و تلك الغيرة التي وطئت تحت سنين من تفوقه هو على الآخر أيقظها مؤخرا ما حصل من تفضيل فرح لشادي عليه و كذلك من احترام لقاء له الذي لم تظهره تجاهه هو لحظة منذ عرفها . قلبت يده صفحة الألبوم بعنف الغضب التي أملته عليه أفكاره ثم عادت لتتجمد حركتها و هو يرى نفسه مجددا يقف بجوار شادي ، قريبا جدا منه و مبتسما له . لكن شادي لم يكن معه ، كان متجها بنصف جسده و ضحكته إلى ابن خاله . كانا هما معا و كان هو ذاك الوحيد اللا منتمي و هكذا كان شعوره في كل مرة تواجد فيها ابن خال شادي معهما ، كان يحتل فورا مكانه بينهما و يحصره دون جهد في زاوية الدخيل الغريب . فقط عندما مات وحيد التفت له شادي بكله و أفرد له المكان الكبير الذي كان يحتله الآخر . واثق أنه لو ظل ابن الخال على قيد الحياة لما أخذت العلاقة بينه و بين شادي تلك الدرجة من العمق . يعرف أنه كان دائما البديل الذي لم يعوض أبدا الأصل ، و الذي في ذات الوقت يسهل تعويضه . و رغم اعتراف عقله بهذه الحقيقة يظل قلبه أبيض تجاه صاحب عمره و مستعد رغم كل ما حصل للنسيان و السماح على عكس شادي الذي عرف بعد لقائهما الأخير كم أنه مفعم نحوه بالحقد و السواد . أغلق الألبوم بوجه قد ثقل عبوسه و رغم اختفاء الصورة عن عينيه شعر بنفسه ما يزال مسجونا فيها . التعديل الأخير تم بواسطة noor1984 ; 17-10-21 الساعة 05:31 PM | |||||||
13-10-21, 11:46 PM | #476 | |||||||
كاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء
| دخل الغرفة عائدا من استحمامه ليراها استيقظت من النوم و تجلس في جهتها من السرير متجهمة بعينين مسمرتين بتركيز أثار استغرابه على شاشة هاتفها . - صباح الخير ألقى تحيته و هو يبدأ بالاستدارة نحو الدولاب لكنها ردتها عليه بصمت جامد جعله يعود و يلتفت نحوها محدقا فيها بملامح متسائلة . لم ترفع عينيها نحوه بتعمد واضح فمط شفتيه بلامبالاة و فتح الدولاب و بدأ في انتقاء ملابس الخروج . كان يقف أمام التسريحة يزرر قميصه حين رآها تقوم أخيرا من الفراش ، تضع حقيبتها فوقه بحركة ساخطة ، تفتحها ثم تتجه نحو الدولاب و تبدأ في إخراج ملابسها المعلقة داخله بخشونة أثارت المزيد من استغرابه . تباطأت حركة أصابعه بين الأزرار بينما يراقبها ثم توقفت تماما و هو يراها تصفع باب الدولاب بعنف . التفت نحوها بنظرة استهجان يكاد يرقى إلى الغضب و علا صوته بنبرة ساخرة موبخة : - رفقا بالباب حياتي أم تريدين أن تأخذيه معك ؟ بفظاظة لا تشبه في شيء نعومتها التي تعودها منها غرست عينيها في عينيه ترد عليه بحدة : - تخاف على باب الدولاب الحقير بينما أنا و مشاعري تلغينا من حسابات حضرتك ؟ أعطاها ظهره ثم قابل عينيها المتسعتين في المرآة بنظرة قاسية و تكلم يأمرها بغلاظة : - اسمعيني جيدا لأني لن أكررها ، جنونك تحتفظين به لنفسك إلا إذا كنت تريدين مني أضعافه أمالت وجهها قليلا كأنها تزن خياراتها ثم عاد رأسها يعتدل و قد أطلت من بين جفنيها رغبة جلية في العراك : - أنا لم أكن أريد علاقة معك الليلة الماضية . - و لماذا لم تقولي ذلك حضرتك ؟ تمتم رافعا حاجبيه باستهانة - قلت لك بالفعل لكنك كعادتك لم تسمع غير نفسك ، هكذا أنت دائما ، عندما تكون حبيس رغبتك تحجب عنه تماما رغبات الآخرين . دارت طواحين الغضب داخل رأسه فتوقف عن رش العطر و استدار نحوها و قد توقد ازدراء عميق في عينيه . - هل ستبدئين الآن بتمثيل دور البريئة المجروحة ؟ انغرزت كلماته المهينة بين ملامح وجهها فظهر فيها شرخ الانكسار . - أنت ماذا ؟ لم يتسن لنظرتها بأن تلحق بغضب كلمتها فجاءت خائنة لرغبتها و مرسالا لضعفها تجاهه . أشاح بوجهه متأففا بصوت مسموع ، هناك أشياء لا يتقنها أهمها فن المراعاة و يبغض عندما يجد نفسه مرغما على القيام بها . عاد يواجهها بوجهه و بالكاد فتح شفتيه بينما يسألها : - إذا لم تكوني أردت علاقة ، ما الذي كنت تريدينه مني إذا ؟ - كنت أريد احتواءًا ، غمغمت بجمود و هي تضم جسدها بذراعيها - لذلك اخترت ارتداء ذلك الفستان ؟ عفوا حياتي فثيابك لم تقل لي بأنك بحاجة للاحتواء ! حدقت فيه بصمت مصدوم فأولاها ظهره و بدأ في وضع خواتمه بتمهل مطوقا إياها في الأثناء ببرود اللامبالاة . - هل تذكر كم ركضت ورائي في بداية معرفتك بي ؟ رفع عينيه إلى الأعلى و شرعت الزفرات الملولة تغادر صدره بينما أكملت هي بمرارة تحتل عينيها الملاحقتين لعينيه على سطح المرآة : - الآن فقط عرفت أن كل إلحاحك السابق لم يكن حبا لي بل حبا لنفسك تفاقم التأفف في روحه و بما أنه كان قد وضع آخر لمساته على مظهره استدار نحوها و وقف مستندا على حافة التسريحة يستمع لموال شكواها بنفاذ صبر ملول . - استنزفتني حتى الأعماق و الآن تقرر أن ترميني - أنت التي رميت نفسك حياتي ، أعلن بجفاف و هو يعقد ذراعيه على صدره . - كلا لم أرم ، علا صوتها و عيناها تبرقان بغضب تذكيه مرارتها ، أنت الذي أصررت و ألححت و لم يهنأ لك بال حتى أعطيتك ما لن أقدر أبدا على استعادته ! - من يسمعك يقول أنك أعطيتني ما لم تعطه من قبل حياتي أنت لم تعطني هبة ، أنا أخذت ما كان متوفرا بالفعل ارتعش جسدها و شعرت بدقات قلبها تترنح على صدى القسوة في صوته و كلماته ، رنت إلى عينيه بنظرة مستعطفة فصدها برود فيهما عرفت أنه نابع من عمق قلبه . - أخبرني مؤيد إلى هذه الدرجة تستمتع بإذلالي ؟ قولها الشاحب المستسلم المذعن ردعه بقوة عن المزيد من التعرية القاسية فزفر بعمق و قال بأقصى ما يقدر عليه من لطف : - اهدئي داليا و حاولي أن تتصالحي مع الوضع كي لا تؤذي نفسك . تأملته يقف متباعدا عنها ، مغلفا بكل ثباته غير الانفعالي فسألت بنبرات نهشها الألم : - أتصالح ؟ - نعم يا داليا ، هز رأسه مستمرا بالتحديق فيها بعينين باردتين محميتين من النار التي تكوي قلبها ، تصالحي لترتاحي ، مشكلتك أنك أعطيت علاقتنا أكبر من حجمها - قلت لي أنك تحبني ! رفعت نحوه عينين متهمتين رغم الانكسار فقال دون تأثر : - و لم أطلب منك أن تنسجي منها أي وعود . نبراته الرادعة انطوت على خشونة أفلتت من طوع تلطفه فضمت جسدها مجددا و همست بينما إعياء ثقيل يهبط على ملامحها : - كل ما فعلته لك و من أجلك ضاع هباء . كل هذه الأسابيع الأخيرة قضيتها و أنا أسأل نفسي : ماذا كان علي أن أفعل أكثر حتى تحبني كما أحبك ، حتى تحتاجني كما أحتاجك حتى تكون لي كما سعيت بكل روحي أن أكون لك تطلعت إليه ثانية و حين لم تلن لها نظرته همست بألم مر : - ربما خطئي أني لم أكن هي ؟ و لأول مرة منذ بدأت كلامها رأت عمق عدم اكتراثه يتحول إلى ما يوازيه اهتماما . لمع السؤال في نظرة عينيه بقوة هتكت الستر عن قهرها ففاضت به كلماتها و هي تقول : - تلك التي تركت علامات أظافرها فوق بشرة يدك ؟ تصلب فكه و حانت منه نظرة خاطفة نحو يده فأردفت بهزء منهزم : - أو القطة خربشتك ؟ و مستنزفة من فكرة أنها كانت البديل المتاح الرخيص لما يرغب به حقا و لم يقدر على الحصول عليه من أخرى تمنعت عليه انفجرت في بكاء مجنون قطعته بصراخ لا يقل جنونا : - اخرج ، اخرج حالا انقلع من أمام وجهي حتى أخرج من دائرة أذاك التعديل الأخير تم بواسطة نغم ; 14-10-21 الساعة 12:22 AM | |||||||
13-10-21, 11:47 PM | #477 | |||||||
كاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء
| - لا تقل لي أنك خرجت هكذا دون أن ترد عليها بما تستحقه ؟ ضغط مؤيد الزر يخفض زجاج النافذة بجواره ، وضع ذراعه على الحاجز ثم رد عاقدا ما بين حاجبيه : - كنت قد أسمعتها عدة كلمات قبلها بالفعل ، ماذا تظن يا ولد ؟ لكني لم أرد أن أقول المزيد لأن البنت كانت منهارة بالفعل و خفت أن تقع عند قدمي . انبعث صوت الآخر من مكبر الصوت مع قهقهته العالية : - حبيبي أنت يا حنون ضيق مؤيد عينيه ملاحقا بنظراته فتاتين بتنورتين قصيرتين تسيران فوق الرصيف على يساره ثم عاد ينظر أمامه قائلا بصوت خفيض يدعي الرصانة : - تعرف جيدا يا رامز ضعفي تجاه أي واحدة لديها إمكانيات و داليا إمكانياتها ...حلوة انطلقت ضحكات رامز ثانية فتجاوب معها بابتسامة مختصرة قبل أن يعود وجهه لعبوس بسيط و الآخر يسأله : - و هل نفذت تهديدها هذه المرة و غادرت الشقة بالفعل ؟ - أتعرف يا ميزو أنا نفسي صدقت أنها ستغادر ، مط شفتيه بعدم رضا و أضاف بجفاء ، لكن سوزي صديقتها اتصلت بي مساء نفس ذلك اليوم و لمحت لي بأن داليا نادمة . - يعني داليا مازالت في الشقة لهذه اللحظة ؟ نقر مؤيد بأصابعه على حديد السيارة بينما عيناه تواصلان التقاط التفاصيل الأنثوية في الشارع حوله ثم قال بملل : - هي مازالت لكن أنا طبعا غادرت . ذهبت للشقة خلال ساعات عملها و أخذت متعلقاتي و رحلت . - تؤ تؤ تؤ ، وصله صوت رامز بأسف متعاطف ، مسكينة الحلوة ، ستفاجأ آخر الشهر بأن الشقة مستأجرة و ليست ملكك أصلا و لن تعرف طريقا لك . - و لنفرض أنها عرفت ، رد مؤيدا بتعال بارد و حاجباه يعودان للانعقاد ، هل تظن أني سأخاف منها مثلا ؟ حبيبي أنا ألجأ لحل الشقة المفروشة لأن قلبي لا يتحمل دراما النهايات - سلامة قلبك يا قلبي . ضحك كلاهما عاليا قبل أن يرتفع صوت رامز مجددا قائلا بجدية : - اسمعني آم ، لا تنس موعدنا الليلة عند آيتش ، أوكيه ؟ - لن أنس ، لا تقلق تشاو ناو - تشاو حبيبي . ** ** خارج قاعة السينما التابعة لفيلا آيتش ، وقف مؤيد مستندا بجانب جسده على الجدار ، بينما استقرت يده فوق موضع معدته و تلوت ملامحه بتعبير معتل . - ما بك مؤيد ؟ تبدو على وشك التقيئ رفع مؤيد عينيه بنظرة تتجاوز ملامح رامز القلقة إلى ما يدور في ذهنه من تشوش ثم تمتم بجفاف : - لدي رغبة بالاستفراغ بالفعل لكن ليس من الطعام ، نظر إلى محدثة بلوم ثم أردف بقرف ، أريد لعقلي أن يتقيأ ! - لم يعجبك الفيلم لذلك خرجت ؟ - لماذا تسأل ؟ هل أعجبك ال ...فيلم يا نجم ؟ هز الآخر كتفيه ، يعلو وجهه تعبير غير حاسم بينما واصل مؤيد يقول و هو يزفر : - أشعر بأن هناك شيئا ما في " السيستم " لدي قد اختل أغمض عينيه يهب نفسه مساحة للنسيان لكن المشاهد التي رآها ظلت تطرق ذاكرته مثل مسمار صدئ أخذ يعدي بشراسة المناطق التي غرس في مركزها . - هل هذه فكرة آيتش عن التسلية ؟ أن نشاهد فيلما بطلاه من الشواذ ؟ هل غير ميولاته أم ماذا ؟ سأل ساخرا لكن نظرة رامز التي انفلتت بعيدا عن عينيه جعلته يعبس بشدة قبل أن يقول مخفضا درجة صوته : - ولد يا رامز لا تصدمني و تخبرني بأنه غير ميولاته بالفعل ! أطرق رامز برأسه مرسلا نظراته الحذرة إلى باب قاعة العرض ثم قال بخفوت : - من فترة لاحظت أن به شيء غير طبيعي و شباب الشلة أكدوا ظنوني . أشاح مؤيد بوجهه و بعينيه تبرق نظرة نفور ثم استدار يواجه رامز بملامح مربدة : - و أنت تدعوني للسهرة لديه مع أن لديك علم بحالة هرموناته ؟ - ظننت أنك لا ترفض هذه الأشياء . قالها و أشاح بوجهه في حرج فتأمله مؤيد بنظرة تراوحت بين الرفض و التفهم ، هو و باقي الشلة تجمعهم النزوات لكن تفرقهم الكثير من وجهات النظر . تراجع برأسه يسنده إلى الجدار ، أغمض عينيه و زفر معترفا ، شادي كان مختلفا ، كان فيه شيء يجعله غير قابل للانجراف و هو رغم تهكمه الدائم منه لكنه كان يستريح لذلك الثبات لأنه في واقع الأمر يملك مثله داخله و رغم أنه خارجيا من دعاة الحرية لكن داخليا يرفض تلك الحرية التي تخرج عن حدود ما تقبله نفسه . | |||||||
13-10-21, 11:52 PM | #478 | |||||||
كاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء
| في كرسيه الذي اختاره متعمدا بين الظلال ، جلس و عيناه الباردتان تتابعان انفعالات آيتش باحتقار غير مكتوم . يجلس الأخير وحيدا على كرسي متطرف بعض الشيء عن باقي الشلة ، محرضهم و لو أنهم لا يحتاجون لأي تحريض . ذيل الفرس التي عقد فيها شعره تهتز مع ضحكاته فترسل داخل عروقه قرفا باردا يجعله يشيح بوجهه كل حين . خبطة آمرة على الطاولة جعلته يستدير ثانية نحوهم ليرى النادل الشاب يأتي مهرولا من وراء البار . راقب آيتش يتراجع برأسه للخلف كأنه في وضعية البصق ثم تخرج كلماته بالفعل على شكل بصقات صلفة للشاب المطرق رأسه يتلافى نظراتهم المتعجرفة . - أنت غبي يا حمار ؟ ألم أعلمك المرة السابقة كيف تمزج الكوكتيل ؟ في قلب " الدراما " الدائرة أسند مؤيد رأسه لذراعيه المنعقدتين وراءه و استمر يتفرج بعيون دارسة متسلية ، الطبقية تكشر عن أنيابها المتوحشة . أعطاهم النادل ظهره الذليل مغادرا فالتقطت عيناه تهدل كتفيه و نادته ذكرى غير بعيدة لكتفين تهدلتا و هما تغادرانه بنفس الانكسار . شيء وحشي زحف بين أضلعه و نزل ظلام مباغت على قلبه فانحسرت ابتسامته إلى خط قاتم و شرع قلبه ينبض بدقات متنافرة . بعد عدة جولات من الكؤوس لم يعد له وعي كاف لعدها ، لعبت الأبخرة بمزاجه أكثر فرأى الشباب حوله على شكل حفنة من الرعاع . وجد نفسه يدقق في شكل شفاههم و هي تتدلى و تبرز و تتلوى و ارتفعت أصواتهم في سمعه الذي أرهف جدا فتحولت لخوار ثقيل . بطن المقابل له الضخمة تحركت و هو يقهقه فأيقظت غضبا كامنا من مرقده ، نظر إليه شزرا ثم قال بتراخ وقح : - بالمناسبة أخبرني يا آيتش ، كم شخصا بالضبط يتواجد فيك ؟ أتبع كلماته بغمزة مستفزة و طاف بعينيه فوق الوجوه المتحلقة حول الطاولة فاستجابوا له و انطلقوا في ضحكات صاخبة ، رفع كأسه في نخب متحد للآخر مركز السخرية و رفع حاجبا منتظرا ، لثوان تبادلا التحديق عبر زجاج الكوب الملطخ بآثار الشراب ثم قال آيتش بحقد ساخر : - أستميحك عذرا يا أبو شكل مستورد لكن للأسف ليس لدى جميعنا " مامي " لفت مع رجال الكوكب و أحضرت لنا جينات من الخارج ! بمعجزة تفادى آيتش الكأس التي قذفت تستهدف وجهه لكن المعجزة لم يطل أثرها ، قبل أن يفكر بالوقوف كان مؤيد قد شق طريقه إلى مكانه . قبض على خناقه و رفعه إلى مستواه ثم نطحه برأسه فشعر الآخر بأنه تلقى ضربة من قرميد صلب على جبينه و في اللحظة التي تلت تحول وجهه إلى عجينة لحم داخل قبضته . شهق آيتش يستقبل الهواء حين ارتفعت كف مؤيد عن أنفه و فمه فقط لتعود و تقع على خده بصفعات متتالية عنيفة . وقف مؤيد يلطمه و هو لا يرى سوى الجنون ، لم يكن يصفع فيه وجها واحدا فقط بل مجموعة وجوه ، وجهه و وجه أمه و حتى وجه شادي ، صفعه بعنف و هو يتذكر كيف كان الأخير حتى في أوج غضبه منه يتجنب دائما سيرة أمه و لا يشتمه سوى بأبيه . - يكفي يا شباب ، يكفي ، يكفي اتركه يا مؤيد سيضيع بين يديك تعالت الأصوات المهدئة حوله لكنه لم يكن يصغي سوى لصوت غضبه و لم يقدروا على استرجاع آيتش من قبضته سوى حين اجتمعوا كلهم عليه . وقف يلهث بهيجان بجانب رامز الذي استمر يهمس له مهدئا بينما الآخرون متحلقون حول الآخر بأسئلتهم القلقة . دفع رامز بعيدا عنه و ابتعد بخطوات هائجة حتى باب الغرفة و قبل أن يخرج استدار جزئيا نحوهم . - المرة القادمة عندما تدعون مؤيد جهزوا له " قعدة " فيها بنات ، نحت منحنيات أنثوية بارزة بيديه في الهواء ثم أضاف بغضب مشمئز ، و ليس .... أطلق صوتا وقحا على سبيل الوداع ثم أكمل سيره نحو باب الخروج . في طريقه عبر بجانب المطبخ فلمح النادل الشاب منهمكا في غسل الأكواب ، تجهم وجهه تجاه انفعالات صدره ثم غير طريقه و اتجه نحو الشاب . سمع الأخير طرق خطواته على السيراميك فالتفت مرتبكا و تمتم و هو يهرب بنظراته منه : - أوامرك يا باشا - ولد ، كلمه بنبرة ناهرة ، هل لديك فكرة أن من تعمل عنده .... ؟ رفع الشاب عينين متسعتين بصدمة و هز رأسه نافيا عدة مرات . مد مؤيد يده إلى جيبه و تناول محفظته مخرجا منها عدة أوراق مالية ، مدها نحو الشاب قائلا بجفاء : - خذ و ارحل من هنا فورا . ارتجف تعبير الشاب الآخر بتردد ملحوظ فمال بوجهه نحوه يسأله بتشكك صارم : - أو ربما أنت تشبهه ؟ - أعوذ بالله دمدم الآخر فورا و هو يحرك يديه بسرعة نافيا عنه التهمة السوداء فرفع مؤيد حاجبه بترفع لا يخلو من احتقار ثم حرك رأسه مغمغما بتهكم : - يا ولد يا مؤمن ! أخرج بطاقة من محفظته و ناولها للشاب الذي مازال على تردده ، خذ بطاقتي و اخرج حالا و حين تحتاج عملا ..شريفا اتصل بي ، فاهم ؟ ربت الشاب على صدره ثم تخلص من المريلة و أسرع باتجاه باب الخروج متمتما بصوت مختنق : - ربنا يبارك لك يا أستاذ أستاذ ، الكلمة جعلته يقف متسمرا مكانه ، يفكر مجددا في التي تعودت مناداته بها ساخرة مقترنة بنظرة غاضبة تسحره في كل مرة كما تفعل به ذكراها الآن فيغمض عينيه و أثر صوتها الرقيق المحتجز في صدره يرسل نبضات حارة بين أفكاره الخدرة . ** ** تجلس أمام مكتبها ، عيناها متجهتان نحو شاشة جهازها بنظرة لا تحيد لكن انتباهها خان إرادتها و تركز كله في حاسة سمعها و صارت الجمل أمامها مجرد خطوط متراصة و تلخص العالم حولها في الرنين المتواصل لهاتفها . ربطت نفسها إلى الكرسي بينما كل ثانية تمضي تنهش تماسكها ، رغم انقطاعه عن الاتصال بها منذ شهر لكنها تعرف يقينا أنه هو فلا أحد غيره سيهاتفها في مثل هذه الساعة . فتحت شفتيها تحرر التنهدات التي تخنق صدرها و معها انطلق اعترافها الذي خبأته كثيرا عن نفسها ، رغم بغضها له و احتقارها لكل ما يمثله لكنها لا تنكر أن ظهوره في حياتها صار أداة للتأريخ فلا تلتقي الفتيات مثله كل يوم لذلك صارت رغما عنها تقسم حياتها قبل مؤيد و بعده . انقطع الرنين الطويل ثم ساد صمت تشتتت فيه انفعالاتها قبل أن يعقبه رنين قصير معلنا وصول رسالة صوتية . مثلت على نفسها بعض دقائق من التجاهل ثم فاض الفضول عن طاقة صبرها فانطفأت الهمسات المعارضة داخلها و قامت بحركة سريعة و سارت حتى مكان الهاتف . مدت يدها بحركة بطيئة تزجر بها لهفتها ثم ارتجفت أنفاسها تزامنا مع ضغط إصبعها و انبعاث التسجيل : تعالى صوت أنفاسه يؤثث الصمت حولها بالتشوش و الاضطراب قبل أن ينطلق صوته مرتخيا سكرانا فيه رنة إجهاد " اخرجي من دماغي حالا " ************************* ************** نهاية الفصل التعديل الأخير تم بواسطة نغم ; 14-10-21 الساعة 12:32 AM | |||||||
14-10-21, 12:33 AM | #479 | ||||
| وهييييييييييييي وهييييييي مؤيد طلع عندو قلب ميدو طلع عندو ضمير ياناس ياعالم دا يوووم تاريخي هييي💃💃💃💃💃 ياعييين ياعييين لما ميدو يظهر جانبو النضيف اللي مخبى تحت طبقات من السفالة ، لما ظهر اصل نضيف وضمير لسا مامات اول مشهد وهو بشوف البوم الصور حزنت عليه صدقا بشفق! متل الولد الصغير الوحيد المنبوذ اللي ماصدق يلاقي صاحب وكان هالصاحب شادي اللي تعلق فيه ومااهتم انو شادي توجهلو كليا بعد وفاة ابن خالو المهم انو حصل على صداقتو بغض النظر وهالشي وجع قلبي صراحة! مشهد مؤيد وايتش واجتماع القذرين كلهم كان بلعي المعدة! بس لما قام وضرب ايتش عشان انو اثبتلي انو مش قذر كليا لانو في كتير قذرين معدومين الشرف والوجدان وبهمهمش حد اجا بامهم باختهم ببنتهم لانو نخوة شرف يووووك اخر مشهد دماااار ياحبيبي ياميدو طلعت محترم 😍😍😍 | ||||
مواقع النشر (المفضلة) |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|