شبكة روايتي الثقافية

شبكة روايتي الثقافية (https://www.rewity.com/forum/index.php)
-   أنا أحكي (https://www.rewity.com/forum/f430/)
-   -   الأرنبُ زيتـُون / تأليف ورسوم: مالك الشويّخ / من إبداعات أعضاء مدونة كيدزون kidzooon (https://www.rewity.com/forum/t480984.html)

la mariposa 11-02-21 04:34 PM

الأرنبُ زيتـُون / تأليف ورسوم: مالك الشويّخ / من إبداعات أعضاء مدونة كيدزون kidzooon
 
الأرنبُ زيتـُــــــــــون
تأليف ورسوم: مالك الشويّخ

https://1.bp.blogspot.com/-Ve7uJ54ZL...930_131140.jpg

ـ 1 ـ
تُحِبُّ الخالةُ بَهيرةُ النّضيرةُ ابنَ أختِها وضّاح. وعندما زارها قدّمتْ له شطيرةً لذيذةً بعسَلِ النّحْلِ، وقدَّمَتْ لهُ مواليدَها الجُدُدَ، لقد وضعَتْهم أرنوبةُ المحبوبةُ منذ أيّامٍ قليلةٍ. كان المواليدُ في قفصٍ واسعٍ.

انبهرَ وضّاح بالأرانبِ الصَّغيرةِ، وأمسكَ أرْنبًا أسْوَدَ من أذنيهِ فحرّكَ فاهُ وشارِبَهُ يُريدُ تقبيلَ وضّاح، ثمّ أخذَ يُخَبِّطُ بأرْجُلِهِ لِيكونَ حُرًّا طليقًا. طلب مِنْ خالتِه بهيرة النضيرة أنْ تُعطيَهُ الأرنبَ فقالتْ له إنّه ما زال صغيرًا، ألحَّ كثيرًا فوافقتْ بشرْطِ أنْ يعتني به فوعدها بذلك.

ـ 2 ـ
سمَّى وضّاح الأرنبَ" زيتون "، حملهُ وعادَ به إلى البيْتِ، طلبتْ منه أمُّهُ أنْ يعودَ بالأرنبِ إلى بهيرة النضيرة ليبقى إلى جانب أمّه وإخْوَتِهِ. تمسّك الطفلُ بزيتون واحتضنهُ، وطبع على خدِّها قبلةً، إنّه يُحِبُّ صديقَهُ الصّغرون.

قدّمَ له حليبًا وجَزَرًا شهيًّا، أطْعمَهُ خسًّا طَريًّا، سقاهُ ماءً عذبًا نميرًا، أخذهُ إلى غرفتِهِ فاعترضتْ أمُّهُ سبيلَهُ، قال لها وضّاح في حماسٍ:

ــ سأعتني به.. سينامُ معي في فراشي.

ابتسَمَتْ أمُّهُ وقالتْ له:

ــ لا يا عزيزي، الأرنبُ ينامُ في الحديقةِ وسطَ الأزهارِ والخمائلِ.

طوّقَ وضّاح عُنُقَ زيتون بشَريطٍ أحمَرَ واحتضَنَهُ قائلاً:

" زيتون.. ياعزيزي يا زيتون... زيتون يا صغرون.."

ثمّ تركَهُ في الحديقةِ وذهب إلى غرفته.

ـ 3 ـ
في الصّباحِ الباكر، خرجَ وضّاح إلى الحديقةِ وهو يُنادي بأعلى صوتِهِ:

" زيتون يا زيتون.. استيقظْ من نومك يا صديقي.. هيّا بنا.. سنَلْعَبُ لُعْبَةَ الغُميضةِ.. أين أنت يا صغرون ؟ "

بحثَ عنهُ في كلّ مكانٍ فلمْ يَجِدْهُ، سألَ أمَّهُ:

ــ هل أكلَهُ القطُّ شوشو يا ماما ؟ شوشو أبيضُ اللّون وزيتون أسودُ..

أجابتْهُ: " لا يا عزيزي.. شوشو نائمٌ.. شوشو يُحِبُّ زيتون."

ـ 4 ـ
بعْد عناءٍ وجُهْدٍ، وجد زيتون داخِلَ خميلةٍ ملتَفَّةِ الأوراق. صاح في فَرَحٍ:

" وجدتُكَ يا زيتون.. وجدتُك يا تحفون.. أين كنتَ مُخْتَبئًا كلَّ هذا الوقت ؟ "

وأضاف: " مالك لا تُجيبُ صديقك ؟ "

كان زيتون يتنفَّسُ بصعوبَةٍ. أسْرَعَ إلى أمِّهِ لِيُخْبِرَها وأحْضَرَ إناءً مليئا بالماءِ لِيسْقِيَهُ. تفقّد صديقَه تلمّس الجسمَ الصّغيرَ الضّعيفَ. رَبَّتَ على فروَتِهِ قدّم له الماءَ والجزرَ، لكنّ الأرنبَ لم يشرَبْ ولم يأكُلْ. صاحَ وضّاح:

" ماما ماما زيتون لا يتحرّكْ.. إنّه لا يتنفّسُ.. هلْ مات زيتون ؟.. "

ـ 5 ـ

بكى في حَسْرَةٍ، جاءَ أبوهُ، لاطَفَهُ وهدّأ من روعِهِ، وحملَ الأرنب بين يديه وسألَهُ:

ــ ما هذا الشريط الأحمر؟ لماذا ربطتْهُ بهذا الشّريط ؟

ــ أردتُ أنْ أزيِّنَ رقبتَهُ..

فكّ الأبُ الشّريطَ، زيتون مازال يتنفّسُ. كفْكَفَ وضّاح دُموعَهُ وابتسمَ.. قال أبوهُ:

ــ ألا تعلمُ يا بنيَّ الأرنبُ صغيرٌ.. كادَ أنْ يختنقَ بهذا الشّريط الّذي ربطتْهُ بهِ.

ــ لمْ أقصُدْ إيذاءهُ يا أبي..

ــ لقد تركتَهُ وحيدًا وهو لا يتحمَّلْ البُعْدَ عن أمّه وإخوَتِهِ.

ـ 6 ـ

نادتْ ماما وضّاح فلمْ تَسْمَعْ جوابا بحثَتْ في المطبَخِ، وفي أرجاءِ الحَديقَةِ لمْ تَجِدْ لَهُ أثَرًا، أخذتْها حَيْرَةٌ شديدةٌ فهاتفتْ أخْتَها بهيرة النضيرة وحكتْ لها ما جَرَى فأخْبَرَتْها أنّه أعادَ إليها الأرنبَ وتركهُ ليلعبَ مع إخوته ثمّ انصرفَ في حال سبيله.

قطَعَتْ الأمُّ المُكالمَةَ قبلَ أن تسْمَعَ بقيَّةَ كلامِ أخْتِها. وأخذتْ تبحثُ عنهُ، ولمْ يَخْطُرْ ببالِها لحظَةً أنَّهُ في غُرفَتِهِ. وعندما فتحتْ البابَ رأتْهُ مُنْهمِكًا في العَمَلِ، ترقرقتْ دمعةٌ مِنْ عيْنِها وانْدَفَعَتْ نَحْوَهُ وكأنّها تُريدُ أنْ تَضْرِبَهُ ثمّ تماسَكَتْ واخْتَلَسَتْ نظرَةً إلى ما كان يَفعلُهُ.

رسَمَ وضّاح أرنَبًا كبيرًا وسَطَ الورقةِ ورسَمَ حَوْلَهُ أرانِبَ صغيرَةً وأخذ يُلوّنُها بألوانٍ مختلفةٍ أرنَبًا أحمَرَ وأخضرَ وأزرَقَ وآخَرَ بنَفْسَجيًّا وأسْوَدَ.

نظر إلى أمّه وأشار إلى الأرنب الأسود وقال:

ــ هذا زيتون.. لَمْ يَعُدْ وحيدًا.. هو لا يتحمَّلْ البُعْدَ عن أمّه وإخوَتِهِ.

طَبَعَتْ أمُّهُ قُبْلَةً على خَدِّهِ وانْصَرَفَتْ لإعدادِ طعام الغداءِ.

صفاقس في 18 جوان 2019
---------------------------------------------
لمشاهدة القصة كاملة بالرسوم، اضغط: هنا
---------------------------------------------
يمكنكم الآن قراءة المزيد من قصص وإبداعات الكاتبات والكتاب وذلك بالبحث عن مدونة كيدزون kidzooon في جوجل، أو بالضغط: هنا
---------------------------------------------
تم نشر القصة بطلب من صاحبها: أ. مالك الشويخ.


الساعة الآن 04:24 AM

Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.