آخر 10 مشاركات
في غُمرة الوَجد و الجوى «ج١ سلسلة صولة في أتون الجوى»بقلم فاتن نبيه (الكاتـب : فاتن نبيه - )           »          بأمر الحب * مميزة & مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )           »          ✨الصالون الأدبي لرمضان 2024 ✨ (الكاتـب : رانو قنديل - )           »          هيا نجدد إيماننا 2024 (الكاتـب : رانو قنديل - )           »          ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          غمد السحاب *مكتملة* (الكاتـب : Aurora - )           »          443 - سر الأميرة - كارا كولتر ( عدد جديد ) (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          كاثرين(137)للكاتبة:Lynne Graham (الجزء1من سلسلة الأخوات مارشال)كاملة+روابط (الكاتـب : Gege86 - )           »          مواسم العشق والشوق (الكاتـب : samar hemdan - )           »          6 - موعد مع الغرام - روزمارى كارتر - ع.ج ( إعادة تنزيل )** (الكاتـب : امراة بلا مخالب - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء

Like Tree46Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 13-10-22, 11:10 PM   #51

ebti

مشرفة منتدى قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية ebti

? العضوٌ??? » 262524
?  التسِجيلٌ » Sep 2012
? مشَارَ?اتْي » 14,201
?  نُقآطِيْ » ebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond repute
افتراضي


ليلتكم سعيدة.. تم فتح الرواية لاستئناف تنزيل الفصول بطلب من الكاتبة..
ساره مسعد likes this.

ebti غير متواجد حالياً  
التوقيع
إن كرماء الأصل كالغصن المثمر كلما حمل ثماراً تواضع وانحنى"
هكذا عرفتك عزيزتي um soso و هكذا تبقين في قلبي شكراً جزيلاً لك على الصورة الرمزية...

رد مع اقتباس
قديم 14-10-22, 11:40 PM   #52

ساره مسعد

? العضوٌ??? » 484875
?  التسِجيلٌ » Feb 2021
? مشَارَ?اتْي » 62
?  نُقآطِيْ » ساره مسعد is on a distinguished road
افتراضي عند الشروق

الفصل الثاني عشر..

‏عن أمسِ لا تتكلّمي أبداً
‏وتألّقي شَعْراً.. وأجفانا
‏أخطاؤكِ الصُغرى أمرّ بها
‏وأحوّلُ الأشواكَ ريحانا
‏لولا المحبّةُ في جوانحه
‏ما أصبحَ الإنسانُ إنسانا.


لا أحد يقف لأجل حزن غيره
لا أحد يموت من أجل غيره كل إنسان
ينكسر لأجل نفسه...
اغلقت دفتر المحاضرات الجامعيه
عند دخول رحيق إلى غرفتي
حدقت في ملازمي المنثوره حولي بعشوائيه وابتسمت لي قائله
:- عندما يصبح كل شيء بخير سأكمل دراستي الجامعيه
ابتسمت لها بحب وأمل واجبت
:- بإذن الله
:- حسناً لماذا لم تنامي حتى الآن؟
:- لدي مذاكره ماذا عنكِ
:- أشعر بالقلق سأذهب إلى الحديقه قليلاً
ابتسمت بحب لذكرى قديمه وهمست
:- لم تتغير عادتك ابداً
ضحكت بخفه وقالت
:- لا استطيع تغييرها حسناً تصبحي على خير ايتها الأميرة
:- وانتي بخير
خرجت رحيق من الغرفه واغلقت الباب بخفه
فتحت باب المنزل ابتسمت بحزن لنسمات الهواء التي داعبت وجهها
حدقت حولها بتمعن لم تجد احد
حضنت نفسها بيديها
وتابعت سيرها جلست على احد المقاعد
حدقت في الافق
الأفكار تدور في عقلها دون توقف، ماذا بعد
إلى متى سنبقى في هذا المنزل
متى ستعود يوماً الي منزلها إلى عالمها
هل سيأتي
ذاك الوقت الذي تتحرر فيه من قيود
العجز المحيطه بها
بينما عقلها يدور في دوامات لا حدود لها
كان هناك من بعيد يراقب
كل ردة فعل منها كل تصرف وكل انفعال على ملامحها
كأنه يقراء ما بداخلها يعلم
ان وجودها في منزله اكثر ما يثقل
كاهلها، لا يعلم ما الذي يحدث معه لكنه
يشعر بالمسئوليه ناحيتها هي،
اكثر حتى من عادل من ظلم منهم جميعاً
وجار الزمن عليه
عاد تركيزه إلى ملامحها وهو يراقب
دمعه وحيده يتيمه تنحدر على
وجنتها اغمض عيناه بعجز أغلق نافذته
وعاد إلى مكانه
والنوم يغادرهما معاً
****************
صوت بكائها لا يزال يتردد في مسمعي
نداءها لوالدها كيف سأخبرها بأنه توفي
أشعر بالذنب لكل ما حدث لهذه العائله
زينب
لا أعلم متى اختلف اسمها بالنسبة لي أصبح اجمل
واعمق انا أعي تماماً ان مشاعري قد
تغيرت ناحيتها لكن ماذا عنها؟!
اتختلف مشاعرها ذات يوم اتنسى اننا الوجه الأول
لمعاناتهم
لحزنهم وشتاتهم انستطيع يوماً ان
ننسيهم كل هذا الأسى
التفت لزيد الشارد وتنهد بكبت
اقترب منه قائلاً
:- ماذا حدث حتى جاءت رحيق معك
حدق فيه زيد ببرود قائلاً
:- انت رأيت ما حدث الباقي خذه من والدك
تنهد جابر وازاح عينيه عنه
:- وماذا الان
:- لا شيء سأنتظر إلى أن تجد رحيق حلاً
:- وإن لم تجد
:- اعلم انها ستجد
:- ابي سوف يندم ويصلح كل شيء
حدق فيه زيد بنظره ذات مغزى قائلاً ببرود
:- لماذا ألا يعلم بأن والدتك تضيق عليهن
ألا يعلم انها تزعج زينب منذ سنوات طوال
هل تريد افهامي إن والدك لا يعلم
عن شيء وإلا ما كان تصرفه هكذا
زفر جابر بنفاذ صبر وجلس بقرب زيد وضع يديه
على جبينه وقال بضيق
:- لم أعد افهم شيء لماذا يفعل والدي
هكذا لما لم يصمت فقط!؟
نهض زيد خارجاً وقال قبل أن يختفي من امامه
:- لا داعي لفهم كل شيء صدقني حتى والدك
لن يجد تبرير لتصرفاته هذه
غادر زيد وبقي جابر لافكاره هو قادر أن يشتري بيت
ويجعله لهم
لكن يعلم انه خيار مرفوض بالنسبة للفتيات
لو كان عادل هو الأكبر فيهن لكان خيراً
تبسم على أفكاره وهو يتخيل
ان تصبح زينب زوجته فعلاً ويعيش عادل
ورحيق معهم
*****************

هزت كتفه بعنف وهي تصيح
:- هزااااع هيا بني استيقظ ما هذا العريس
تافف بضحر وقال بخدر
:- انا لم انام الا بعد الفجر دعيني قليلاً
انفتحت عيناها بقوه وهي تحدق فيه غير مصدقه كلامه
وقد سكنت تماماً
وعندما توقف تذمرها ابعد ذراعه عن عيناه ونظر
لها الصدمه في ملامحها جعلته يقهقه عالياً
وهو ينهض ذاهب بإتجاه الحمام الملحق
بالغرفه
خرجت والدته وهي تتمتم بغضب وتنهر كل من
وجدته أمامها
صادفت ابنتها خارجه مسرعه فامسكت بيدها واعادتها
أمامها وقالت بشك
:- ألى أين تركضي
ابتسمت بكرتونيه قائله
:- سيبدأ إطلاق النار والألعاب الناريه سأذهب للمشاهده
قليلاً فقط ارجوكِ امي
نهرتها بقوه وهي تقول
ـ عودي الى الداخل حالاً أن رئيتك عتبتي إلى الخارج قصصت ساقاك ، الم تري الرجال بالخارج !؟
تذمرت بملل
ـ لن يراني أحد اقسم امي سوف أنظر من خلف الباب .
ـ اتريدين أن أكرر كلامي ! قلت لا وعودي الى الداخل تحققي من غرفة اخيك الزفه بعد قليل ..
عرفت نبرة التحذير في صوت والدتها فعادت الى الداخل وهي تتحلطم دون صوت
كان يقف أمام الباب على أمل أن يرى جميلته الصغيره
لكن خرجت والدتها بعيني الصقر ، تحدق فيه
وكأنها تخبره أنها تشك في تصرفاته
وياويله أن ثبت مافي عقلها

**************
واقفه بعيداً تراقب تجهيزات الحفل
الذي ستقيمه الجامعه
لن تشارك في شيء سوف تستخدم يدها كعذر
لكن يجب أن تقابل المندوب وتخبره ليحادث الدكتور
بما أنه المسؤل عن كل شيء
لكن أين ستجده
اتباع لأفكارها تفحصت حولها بعيناها
تبحث عنه لا تريد أن تتواصل معه
عبر الهاتف ، تصادفت عيناها بعيناه وهو يحدق فيها
بماذا لا تعلم هل هو برود ! ام لا مبالاه حقد ما تراه
في عيناه ام لا تفهم
وبماذا يهمها أصلاً ،ستخبره ما تريد قبل
الحفل بوقت حتى تعرف رد الدكتور

*****
يراقبها منذ وصولها أصبح ينتبه لكل تصرفاتها
جلوسها وحدها اغلب الوقت
تراجع في مذكرتها الصغيره منهمكه فيها
ام صامته محدقه في الفراغ لوقت طويل
وكأنها تعيش بعالم أخر
لا صديقات مقربات لا علاقات بأحد
لا اختلاط عازله نفسها بقوه
منذ اتصالي بها وصوتها وطريقة حديثها
لم تغب عن بالي ثانيه
اشعر أنني انزلق ببطء إلى منحدر خطير
معها ،
هي فتاة لا تناسبني معقده غريبه لا اعلم
فقط عندما افكر بالأرتباط
اشعر انني اريد فتاة هادئه
وحياتها خاليه من اي توتر أو هموم
كنت اراقب تحركاتها تتابع تجهيزات الاحتفال
القريب وهي ساهمه بعالم أخر
بحثت بعيناها عن شي وتوقفت علي
هل تبحث عني ؟!
ارتبكت دواخلي وحاولت أن أجعل نظراتي لها بارده
وكأنها لا شيء بالنسبة لي ، لا اريد أن تظهر
حروب داخلي في عيناي
كانت تقترب مني بخطوات هادئه
أكاد اقسم أن لا فتاة غيرها تتحرك بهذه الخفه
بهدوء وخطوات سريعه واثقه
ـ السلام عليكم
ويلي عليا وهي لا تراني افكر بها طوال
وقتي كيف وهي تحدثني
،كتمت أفكاري بقوه
واجبت على تحيتها بهدوء
ـ وعليكم السلام
ـ انا زينب من المشتركين بالحفل
أشرت لها بأن تكمل وانا اهمس بكلمه
ـ اعلم
تنحنحت واكملت بطريقه غريبه عنها كأنها
حسناً تكذب، كما تتحدث اختي الصغيره
بكذباتها التي لا تنتهي
ـ انا لا استطيع المشاركه بتجهيزات الاحتفال
لدي مشاكل صحيه
اتباع لكلامها أشرت بيدها التي لم انتبه
لها إلى الان وهي تكمل ....
ـ اريد بما انك المندوب أن تحدث الدكتور
بإسمي ليعفيني من اي شيء مطلوب مني ..

صمت قليلاً لا اريد أن ينتهي الحديث بسرعه
لكن لا يوجد ما أقوله !
اجبت بهدوء
ـ لا بأس عليك ،لكن لا أرى داعي لتعتذري
تستطيعي أن تقومي بمشاركه
بسيطه بعيداً عن يدك
بلعت لساني وانا احدث داخلي ما هذه الجمله
السخيفه ما دخلك انت بها !
لكن الرد جأني سريع وهي تقول ببرود
ـ اريد منك توصيل الدكتور بكلامي هذا لأني اعلم انك
المكلف بكل شيء يخص الحفل
والا كنت أخبرته بنفسي وداعاً
صمتت وماذا اقول بعد !! غادرت من أمامي
بهدوء كأني لا احترق من الاحراج تنهدت وانا الحق بها
الى قاعة المحاضره .
**************
حاول تهدئت عروسته التي انفكت دموعها منذ
وصوله إلى منزلها ليأخذها
وهي تبكي بنحيب يوجع القلب
كأنها ذاهبه إلى الموت لا إلى منزل زوجها!!
لف يده حول أكتافها وهو يقربها منه
بهدوء ويهمس لها أن تهدأ
يود أن يهزها بقوه لتصمت
منحرج جداً من ابن عمه ووالده
الذي اصرا عليه أن يقومان بزفة
وصل إلى بيته وقد هدئت قليلاً
تلقائياً عند وصول سيارة العريس
ابتعد الشباب عن الباب وخرجت أمه
وعماته وعدد هائل من السواد
وهو لا يميز أحد منهم حاوطين العروس
الخائفه ورفعين فستانها الثقيل
ليساعدينها على الدخول ،
اقترب ابن عمه منه وهو يمد له بأحد الاسلحه
الثقيله وهو يغمز له
ـ أرنا مواهبك ياعريس
ضحك الشباب بقوه حوله وكل واحد منهم يطلق
كلمه لهزاع المبتسم بهدوء
وهو يأخذ السلاح ليرفعه للجو ويطلق على
السريع وسط صيحات الشباب
وضحكهم
اقترب منه طفل صغير يركض
وهو يقول
ـ امك تناديك الى الداخل
ضحك الشباب بقوه وهو ينهرهم ويلحق بالفتى
الصغير
اقترب من والدته الواقفه أمام غرفته
وهو يحدق بالعدد الهائل من النساء حوله
همس لوالدته
ـ ماهذا الجمع امي ؟
همست له بالمثل
ـ ماذا افعل هل اطردهن من المنزل ! الفضول جلبهن ليرين العروس
ـ هل تريدين أن ادخل بها والمنزل كالسوق هكذا ؟
تنهدت بضيق وقالت
ـ افعل ما يحلو لك، الفتاه المسكينه سوف تموت من البكاء
في الداخل وجعني قلبي عليها ..
ـ حسناً سادخل احاول التخفيف عنها ، والدخله ستكون
في الليل بعد انتهاء العرس
ربتت على كتفه وقالت بهدوء
ـ خير ما فعلت
ابتسم لها وهو يدخل إلى غرفته ويغلق الباب
خلفه وعينه على زوجته
التي ترتجف بهلع وهي واقفه بفستانها
الابيض وطلتها الفاتنه وابتسم
وهو يهمس لنفسه الصبر جميل
اقترب منها بهدوء وهي تحاول أن تتراجع
وعيناها على الأرض وتفرك يديها بقوه
امسك بيديها وابتسم لها
وهو يهمس
ـ اهدئي لن اقترب منك لما كل هذا الخوف
هل تريني وحش امامك !
ارتبكت أكثر وهي تهز راسها علامه النفي
دون أي كلمات
اجلسها على طرف السرير وهو يمسح
برقه على خدودها
ـ سأخرج الآن وادعك ترتاحي وتبدلي ثيابك
واعود وقت الغداء ، وارتاحي لن تكون الدخله اليوم
لا تخافي حسناً
بانت الراحه على ملامحها كأنه جائها الخلاص
وهي تهمس ب . حسناً..

************
اقتربت من عادل وانهار الجالسين في صالة
المنزل بهدوء يحدقان في التلفاز بانسجام
تام جلست بقرب عادل وهي تمسك بيده
الصغيره
ابتسم لها باقتضاب وحرج همست بعد لحضات من التأمل به وكأنها لا تصدق وجوده بينهم بعد ..
ـ انا سأذهب لارى امي في المستشفى
ما رأيك ، هل تأتي معي ؟
حدق في انهار بحيره وكل ما يحدث فوق
طاقة استيعابه عائله وأم!! الموضوع معقد
بالنسبة له
ابتسمت له انهار بتشجيع وهي تومى له انا يوافق
التفت لرحيق وبهمس رقيق
ـ متى سنذهب ؟
ابتسمت له بحب وهي تجيبه بفرحه ،الآن ،،

خارج من الملحق وقف يراقب خروج عادل وخروجها
عرفها وكيف لا يعرفها وبمجرد رؤيته
لهيئتها من بعيد يرتفع نسبة توتره لحد لا يستطيع
تقبله
لحق بهم وراقب خروجهم حتى أوقفت
سيارة اجره وغادرت من أمامه
بقي يحدق في مكانهم بشرود وعقله يدور
في دوامات لا خروج له منها
الى أن وقفت سياره راشد أمام الباب وخرجت
منها شعاع وعيناها بالأرض
غض بصره وهو يوليها ضهره إلى أن
مرت من أمامه وخرج يرحب براشد
ويدعوه للدخول
جلس أمامه وقال بأتزان
ـ كيف الوضع معكم !
ابتسم له زيد بشرود
ـ جيد لكن اختك لن تجد أحد بالداخل سوا تلك
الفتاه التي أتت برفقة عادل
قبل أن يعلق راشد كان مصعب
يدخل وهو يلقي التحيه بهدوء
ردا معاً وزيد يرحب به
بعد أن انضم لهما مصعب علق راشد قائلاً
ـ هذه الفتاه الا يعرف لها أحد أبداً
ـ والله لا اعلم ولم أسأل ولم افكر في موضوعها بعد
قاطع مصعب باهتمام
ـ من تقصد ؟
اجابه راشد موضح
ـ نقصد الفتاه التي بقي عادل معها
قبل أن يعلق مصعب كان هاتف
راشد يرن بضجيج مزعج
اجاب راشد وهو ينهض قائلاً
ـ حسناً أسبقي الى أمام السياره قادم فوراً
ـ إلى اين !؟
حدق راشد في زيد وقال بهدوء
ـ يجب أن ارحل الان اختي تريد رؤية رحيق وعادل
وهما في المستشفى لذا سأخذها إلى هناك
نهض مصعب معه بربكه وقال
ـ لم آتي بسيارتي اتوصلني بطريقك !؟
ـ حسناً هيأ بنا إلى إللقاء زيد
************
واقفه أمام سيارة راشد وأنا شارده افكر
في الفتاه التي كان عادل
معها أنها صغيره جداً ،كيف تحملت كل
شيء في حياتها تزوجت وهي مراهقه
صغيره وترملت ومن في مثل
عمرها لم يتزوجن بعد ،مثلي انا طبعاً وارى
نفسي صغيره على تحمل مسئولية
الزواج وتبعاته ، رفعت نظري أحدق
في راشد بصدمه
لا ليس راشد إنما مصعب القادم معه
منذ تواصلنا لا نلتقي حتى بالصدفه
اتجنب اي لقاء لنا
وتأنيب الضمير يقتلني ،اشعر انني اخون راشد اخي
والان وهماء معاً ،وانا أرى اخي
بجانبه أشعر بحجم الخطأ الذي اقترفه
أن كنت أرغب بمصعب في حياتي
يجب أن اسمح له بدخولها
بالشكل الصحيح وان كنت لا أريده
يجب أن ابتر كل ما يربطنا منذ هذه اللحظة .
تنحيت عن الباب وانا ارجع للخلف عندما
فتح راشد الباب ،ركبت بسرعه في المقعد الخلفي
كأنني اهرب منه ،ومن عيناه التي تحدق
بي وكأن راشد لا يقف بجانبنا
الوقح اود لو اضربه على رأسه بمطرقه كبيره
لعل رؤيتي لرأسه مهشم
تخفف من حدة غضبي وتوتري
تحركنا ومصعب يعبث بالمسجل
كانه يبحث عن شيء محدد
الى أن وقف على اغنيه تعجبني كثيراً
وقد أخبرته عنها ذات مره
رفعت نظري له ووجدته كحاله
لا يزيح عيناه عني
التفتت بسرعه إلى الجانب وانا ازفر بضيق
اشعر باستياء كبير لا اعلم لما
اود فقط ان اهرب من اي مكان يجمعنا
توقفنا أمام المستشفى
وقبل نزولي سمعت راشد يسالني ان كنت
احتاج لشيء منه أجبته بالرفض
وانا أغادر السياره واصفق بابها بكل قوتي
وياويلي من راشد لاحقاً
***************
"لا تعني ارقام أعمارنا شيئاً ..!
نحن نكبر و نصغر حسب الظروف ..
أطفال مع من نحب ...
شباب مع من ألفناهم ..
عجائز إذا ضاقت بنا الدنيا ..
لذلك لا تسأل أحداً عن عمره فذلك لن يفيد ..
"نحن نكبر بالظروف والسفر والرحيل والكتب"
شيئاً ما يجعل عقولنا تكبر ، والآخر يجعل قلوبنا تشيب ..

أجلس بمفردي أحدق في كل شيء
حولي هل تمنيت في يوماً ما أن أدخل منزل
هكذا ؟ لا ولا بعمري كله تخيلت
حياتي غير في منازل
كالتي تشبه منازل القرى التي تربيت بها
لكن تمنيت حياة مستقره
آمنه وهذا ما يبدو حلم صعب المنال
كم فتره سأعيش هنا لا اعلم ،لكنها تبدو بالنسبة
لي كأن الله رحمني بفتره ارتاح
بها واجمع شتات روحي افكر ماذا بعد ؟
ذاك المسمى زيد لا اعلم لما ارتحت له اكثر من البقيه
ربما لو طلبت منه العون أفادني في شيء
نهضت بعزم على ما افكر به
عدلت شالها حول رأسها بحرص
وأخذت نقابها وخرجت بسرعه عازمه أن تحاول
على الاقل

كنت خارج ولا اعلم لما اليوم كل ما نويت الخروج
يحدث شيء ما يمنعني
وقفت وانا اسمع صوت أنثوي يناديني !!؟
هل اتوهم ؟ لا النداء تكرر فجعلني التفت ابحث عن مصدر الصوت
كانت تلك الفتاه الغريبه انهار اعتقد اسمها
هكذا ،
وقفت في حيره من امري
كيف اتصرف ! واقفه قرب باب المنزل
متغطيه كاملاً لكن عرفت هيئتها
لصغر حجمها
عدت خطوات قليله ووقفت منتظر منها أن تخبرني بما تريد وفي داخلي ناقم عليها لأنها تكلمني
وهي وحيدة في المنزل ،
ولا تعرفني جيداً ، أعدت تركيزي
لها وهي تخفض رأسها وعينها بالأرض
والتوتر احتل الهواء بينهما
فرحم حالها غريبه ولا تعلم كيف تتصرف
ولا بمن تثق
اقترب اكثر وقال بلهجة حاول جعلها لطيفه
قدر المستطاع
ـ نعم ، أخبريني ما تريدين لا تترددي أبداً
اخفضت رأسها أكثر وهمست بصوت مرتجف
ـ كما تعلم لا استطيع البقاء هنا كثيراً
اعترض قائلاً
ـ لما !؟ هذا يعتبر منزلك وان خرجت منه
العائله كلها انتي ستكونين برفقة عادل وان كان
يزعجك الموضوع لهذه الدرجه
استطيع شراء منزل لك وتدب..........
قاطعته هامسه فانصت لها
ـ أشكركم حقاً على كل ما فعلتوه لأجلي انا ممتنه
ولكن لن استطيع البقاء ...
نفسي تعز علي فقط اريد منك أن
تبحث عن عائلة والدي
انعقد حاجبه بتفكير فقال بهدوء
ـ ماهي الوسيله التي أبحث من خلالها ؟
قالت بانكسار لم يخفى عنه
ـ لا شيء، اعرف اسم ابي الثلاثي فقط
تنهد بتفكير قليلاً ثم قال
ـ أخبريني اسمه واعدك أن أفعل ما بوسعي
همست له بالشكر أكثر وأخبرته الاسم بعجل وغادرت من أمامه بسرعه
حدق في طيفها بشرود كم هي صغيره
وظائعه ، التفت ليتوقف بمفاجئه برحيق وعادل
واخت راشد بما أنه يعرفها
في حديقة المنزل مقتربين ناحيته
اخفض بصره وتخطاهم للخارج
ليجد راشد يبتسم له باقتضاب ومجامله
حسناً وهذا ما به أيضاً
اقترب منه بابتسامه وقال بمرح
ـ لا تقول تريد أن ادعوك للداخل قبل وقت قصير
كنت عندي
اجابه راشد بهدوء وهو يحاول أن
يفهم الوضع
عند وصوله هما واقفين معاً يتحدثان
بكل بساطه
إذا هي تمشي من أمامه ترتجف وتتخبط كيف تحادث
زيد بكل هدوء كأنه احد معارفها
ـ من التي كنت تحادثها في الحديقه
تركى زيد بمقدمة سياره راشد وقال بهدوء
ـ أنها انهار التي جاءت برفقة عادل
بكل سهوله ينطق اسمها وكأنه يعرفها حق
المعرفه اطبيعي ما يشعر به يكاد يختنق لانه فقط لمحها برفقته تحادثه
رغم غطائها إلا أنه يشعر بالسوء
قال بنفاذ صبر
ـ وماذا تريد منها ؟
اعتدل زيد وقال بهدوء
ـ هيه يارجل تمالك نفسك طلبت مني المساعده
لا تريد البقاء هنا
وطلبت مني أن أبحث عن عائلة والدها فقط
اقفل راشد السياره وقال بسرعه وهو يدخل إلى المنزل
ـ هيا الحديث سيطول ، ولدي فكره افضل
من البحث عن عائلتها
تنهد زيد بداخله ولحق راشد وهو يشعر أنها حكمه
منعه من الخروج اليوم ومهما أراد ذلك، وهذا الثقيل
ايضاً دخل والله لن اضيفه شيء
*********************
بقيت أحدق في راشد بذهول
هل هو جاد ام يمازحني !
قلت بهدوء مصدوم
ـ راشد هل انت جاد ؟
تافف بقلة صبر وقال
ـ أجل انا جاد ما المانع ؟
ـ نحن لا نعرف عن الفتاه شيء
ـ انتي لا تعرفي انا اعرف الكثير عنها وسألت عنها أيضاً
وعن عائلتها
ـ ومتى حدث كل هذا ؟ منذ متى وضعتها ببالك
ـ انا اعرفها قبل أن تأتي مع عادل وجدتها في إحدى رحلاتي مع المنضمه اعجبت بها وعندما علمت
أنها متزوجه ازحتها عن بالي
الى أن رئيتها مرة أخرى وعلمت أنها حره
لقد كان زوجها رجل سيء الطباع ويعاملها بحقاره
والدها متوفي وعائلة والدها ليس لهم
اي تواصل معها ولا مع والدها من قبل لكنها
الان تبحث عنهم
وان علمو بوجودها ربما لا تقبل بي بعدها
ـ انا لا افهم لما لن تقبل بك ؟
ـ لديها عيال عم كثر وعائلتهم مرموقه وهي ربما لم
تعد تثق بالغريب وتفضل أن تكون
مع قرايب لها لتشعر بالحمايه أكثر
ـ حديثك غير منطقي أبداً يا راشد ، لا اريدك أن تتعجل
وقد تندم فيما بعد تمهل واعط لنفسك الوقت
ـ لا نقاش في هذا الموضوع كل ما أريده منك أن تذهبي
إليها غداً وتحادثيها لتعرفي قرارها ، انا لست طفل
واعلم ما اريد .

********
أقفلت هاتفها بعد أن تجاهلت كل رسائله واتصالاته
لا تواصل معه بعد اليوم هي تعلم
جيداً ما تريد ليست طفله ساذجه لتبقى تتخبط هكذا
في قرارها
تجاهله اليوم سيكون عقاب له على وقاحته معها
ونضراته لها وهي بسيارة اخيها
لقد علم أنها انزعجت منه وها هو يعتذر منها
بتكرار إلا أنها تجاهلته بإصرار
ان كان يريدها حقاً وهي تريده لما كل هذه
التعقيدات التي تصنعها أمامهم

عاود الاتصال بها ليجد هاتفها مقفل
بعد أن تأكدت أنه لن يتوقف عن محاوله الاتصال بها
اقفلت هاتفها
هل تتركه نهائياً بسبب نظراته لها ؟
لا يعلم فهو لا يثق بمشاعرها ابداًهو فقط من كان مندفع
بحبه لها بلا حدود او قواعد أما هي !
متردده دائماً خائفه متخبطه
وضع هاتفه جانباً وتنهد بتعب يعلم
ان هذه الليله ستمضي أيضاً
دون نوم بسببها هي وعاود له السؤال الصعب
هل تواجه نفس مشاكله بسبب
مشاعرها ام أنها قالب جليد ؟

*********
يقف خارج غرفة نومه بتوتر عاد للداخل
وعروسه منكمشه على نفسها
ولا زالت على بكائها قال بهمس
ـ امي هل هي بخير ام تحتاج لطبيب أو شيء
ابتسمت والدته وربتت على كتفه بابتسامه
هادئه وهي تقول بحب
ـ لا يا بني هي بخير
عبس هزاع وهو يقول
ـ كيف بخير وهي تبكي باستمرار
قالت مازحه
ـ ربما عروستك دلوعه قليلاً لا تقلق ستكون
في الصباح بأحسن حال اتركها تنام الان ،
هل اجعلهم يشعلون الالعاب الناريه ؟
ـ لا امي انا لا احب هذه الاشياء زواجنا ودخلتنا شيء
خاص يكفي أن تتصلي بعمتي لتخبريها
تطمئن على ابنتها
ـ حسناً بني تصبح على خير
همس بالرد وهو يقترب من عروسه بعد أن أغلقت والدته
الباب خلفها
ابتسم لها بارتباك لم يتعامل مع فتاه غريبه طوال حياته
حتى خواته لا يعلم هل صادف بكاء
احداهن بحياته ام لا
احاط كتفيها بذراعه وهو يقربها منه ولا زالت
على انكماشتها
همس لها
ـ لما لا تنامي وترتاحي قليلاً اعدك لن اقربك أبداً
واذا اردتي ساخرج من الغرفه حالاً لترتاحي
وتاخذي راحتك
همست بضعف
ـ لا لا تخرج ابقى معي ولكن لا تقربني
ضحك بخفه وهمس بحسناً وهو يحضنها برقه
يحاول بعث الأمان لها
***************


ساره مسعد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 22-10-22, 08:42 AM   #53

ساره مسعد

? العضوٌ??? » 484875
?  التسِجيلٌ » Feb 2021
? مشَارَ?اتْي » 62
?  نُقآطِيْ » ساره مسعد is on a distinguished road
افتراضي عند الشروق

الفصل الثالث عشر

‏ربّما غداً
‏أو بعدَ غَدٍ
‏ربّما بعدَ سِنينٍ لا تُعد
‏ربّما ذاتَ مَساءٍ ..
‏نلتَقي ..
‏في طَريقٍ عابِرٍ ..
‏مِن غيرِ قصدٍ ..

سمعت صوت زيد ينادي عادل وانا جالسه في غرفتي
طبعاً التي تكون غرفته
خرجت إلى صالون المنزل وجدت زينب
وأنهار يحدقان بباب المنزل
وكأنهن يحاولن سماع شيء من حديث زيد وعادل
سألت بهمس
ـ ماذا حدث لما يناديه
اشارتا معاً بمعنى لا اعلم
دخل عادل ويبدو حانق اعتقد هذا راقبنا قليلاً وقال
لأنهار
ـ اذهبي ارتدي حجابك وتعالي زيد يريد محادثتك
تبادل الفتيات النظرات بينهن
وقالت زينب
ـ لماذا ماذا يريد
اجاب عادل بقلة صبر
ـ شيء يخصها ، وانتي اينو اذهبي بسرعه
ذهبت انهار وقالت رحيق لعادل بلطف
ـ لما انت غاضب يا بطل ؟
ـ انا لست غاضب انا منزعج فقط
ـ وما الذي يزعج حبيب أخته هكذا
ـ ربما انهار تتركنا وترحل
ـ ماذا ! كيف والى أين ستذهب ؟
ـ أعتقد أن زيد علم شيء عن عائلة والدها ويريد أن يسألها ايخبرهم وتذهب ام تتزوج راشد
كانت الصدمه للفتاتان فصرخن معاً
ـ راشد
صرخ بهن عادل بحنق أن يخفضن اصواتهن
أن زيد أمام الباب ويا ويلهن
ان يكون سمع ضحكت الفتاتان وهن يقبلن
عادل الآخذ دور رب المنزل والمسئول عنهن
وكأنهن صغيرات بحاجه للرعايه
جاءت انهار
فأشار لها عادل الحانق أن تلحق به وهو يتمتم بغضب
كلمات غير مفهومه
خرجت انهار لزيد وهي تغض بصرها للأرض
ألقت التحيه بهمس
رد تحيتها بصوت هادئ وقال
ـ كيف حالك انهار
ـ الحمدلله شكراً لك
تنحنح وقال بارتباك بدأ طفيف في صوته
ـ ما أريد محادثتك عن يجب ألا أخبرك انا لكن
انا احسب نفسي مسئول عنكِ إلى أن أجد أهل والدك
ان شاء الله قالت بضعف
ـ استطيع من حديثك فهم انك لم تعلم شيء عن عائلتي
بعد
ابتسم بلطف وقال
ـ اعدك أن أفعل كل ما بوسعي واجدهم واسلمك لهم بأمان
وطوال ما انتي هنا يعتبر منزلك تبقين
به معززه مكرمه وانا اخ لكِ
ابتسمت بأمتنان وهمست له بشكر ضعيف بنبره ضعيفه
مهتزه
بادلها بابتسامه لطيفه لا ترى على وجهه كثيراً
وأكمل حديثه قائلاً
ـ بصفتي اخيك اريد أن احادثك بموضوع خاص قليلاً
بصراحه صديق لي تقابلتي معه سابقاً
اعجب بكِ وتقدم لخطبتك مني
انتي مسئوله عن نفسك اريدك ان تاخذي وقتك بالتفكير
هو شاب جيد واثق به أكثر من نفسي والا
ما حادثتك عنه حتى أخته ستأتي إلى هنا لمحادثتك لكن انا أردت أن يكون عندك علم بالأمر
اسمه راشد يكون اخ الفتاه التي جائت
بالامس عندما كنتي بمفردك
خذي وقتك بالتفكير واخبريني بقرارك
غادر من أمامها فور انتهاء حديثه
وهي فاغرة الفاه بصدمه
حقاً قبل قليل عرض عليها خطبه وبشخص لم تحلم
به يوماً لازالت مصدومه مما حدث
وتشعر بخجل شديد لأن من حدثها زيد
لم تفكر بالزواج مرة أخرى
فتجربتها الاولى كانت أكثر من سيئه
لكنها تعلم ومتيقنه أن فور حديثها مع أخته لن يبقى
هناك عرض فقط عندما تخبرهم
بوضعها وحقيقه اي زواج وحياة عاشتها
لن تفكر أو تعلق اي آمال في هذا العرض
لانها تعلم أنه لن يتحقق ولن يكون طوق نجاتها أبداً
عادت إلى الداخل وذكرى مؤلمه
ترسم البؤس على ملامحها الجميله
أمسكت رحيق بكتفها وهمست باستغراب
ـ ماذا حدث أنهار هل احزنك بشيء ؟
تنهدت بضيق وهمست
ـ لا رحيق هو لم يحزنني هو فقط ذكرني بأعظم
خسائري
أمسكت رحيق يديها بدعم
وهي تقول بلطف
ـ انهار نحن معك انا لا اعلم شيء عما عشتيه
الا أنني ارى في عيناك أنه ليس
بشيء سهل
لكن ومهما يكون اعلمي اني معك وسأدعمك
دائماً وعندما استطيع الخروج
من هذا الجحيم ستكونين
معنا كما كنتي مع عادل لسنوات
انتي اصبحتي اختي أيضاً
ابتسمت لها انهار بامتنان وربتت على يديها
قائله
ـ اعلم وحقاً انا ممتنه كثيراً لكم ولا اعلم كيف
سأرد دينكم هذا علي
قاطعتها رحيق قائله
ـ نحن المدينون لكِ وسنبقى للأبد
اومئت لها انهار بابتسامه ميته
وهمست
ـ لا يوجد دين انا ضلمت عادل معي لسنوات طويله عندما أخذته معي للجحيم الذي
عشت به ولا تقلقي علي انا بخير جداً
لم يعد هنالك شيء في الحياه بقادر على كسري
غادرت دون سماع المزيد نظرت رحيق
لعادل الصامت بسكون غريب
يحدق في رحيل انهار بصمت مبهم
تعلم أنها حتى ولو حاولت أن تفهم منه شيء
مما عانته انهار وعاناه أيضاً معها أنه لن يتحدث
يملك ولآ غريب لهذه الفتاه
***************
انتهت آخر محاضره لليوم كان يوم طويل ومتعب
وكل ما أشتهي هو الفراش
اريد النوم ولا شيء غيره
وقفت زينب استجابة لنداء زميلتها وهي
تسألها عن بعض الاشياء
تنهدت زينب بتعب وامسكت كتف زميلتها وهي تقول لها
ـ انا متعبه حقاّ نجوى ولا استوعب اي
مما تقولينه أكاد اقع من التعب
هل نوأجل حديثنا
ـ يبدو على صوتك التعب هل انتي بخير
ـ أجل انا بخير لا تقلقي لكن تعب من السهر والتوتر
وكان يوماً طويل
ـ ستذهبي بحالتك هذه إلى المنزل بمفردك ؟
ـ لا تخافي استطيع تدبر أمري وداعاً نلتقي غداً
تفكر ما الذي سيحدث أن وقعت مغشي
عليها أمام الجميع أو إذا
سقطت بيد احد المتسكعين في الشارع
ليس لها قدره حتى على الحديث لا المقاومه
رأت جابر كطيف غير حقيقي
اهو التعب يصوره لها ؟
عندما اقتربت منه أكثر لاحظ حالتها الغريبه
ركض باتجاهها وامسك بيدها وهو
يسألها اهي بخير
هل هذه نبرة قلق التي يحملها
صوته !!
لا يحق له أبداً حتى أن يقلق علي
بعد كل ما فعلوه بنا هل
يدعون أن ضميرهم قد استفاق من سبات عميق
وتذكرو أنهم سبب لكل ألم عشناه ؟
بعد أن اجلسها في مقعد السياره
شعرت بوهن كبير فاغمضت عيناها
ترتجي ولو القليل من الراحه وبعد أن تفيق
ستواجهه وتبعده عن طريقها
إلى الأبد لقد استغل كل ضعفها وكان في كل
مره تقع ويثقل كاهلها تجده أمامها
لكن ليس بعد الآن
كان يقف خارج جامعتها ينتضر خروجها ليس لأجل شيء
فقط ليراها قال أحد أصدقائه
ـ قصي هيا لنذهب
ـ أسبقوني انتم سوف أتأخ.......
صمت فجئه وهو يحدق في زينب لا ليس
هي تماماً إنما في الرجل الواقف
بجانبها يمسك بيدها
ويبدو على وجهه اهتمامه بها من يكون هذا
وما الحق الذي يمتلكه
حتى يمسكها بهذه الطريقه وزينب لا تعترض
فتح باب سيارته وساعدها على
الصعود
وركب هو أيضاً وغادرا المكان !!
ما الذي يحدث ايكون أخاها لكن لما لم يراه من قبل
اتكون فتاه ليست كما تخيل دائماً
ورداء الحشمه والحياء والخجل المبالغ به مجرد قناع
لاخفاء حقيقه بشعه ؟
*********
كان الصمت يخيم على الأجواء
سوا من صوت الهواء من النافذه المفتوحه للسياره
قال جابر بعد وقت
ـ لماذا لا تدعيني آخذك للمستشفى
ـ لا اريد
ـ لا حول ولا قوة الا بالله تكادين تقعين من طولك
لنذهب نتأكد ونعود
ـ قلت لا اريد انا بخير جداً فقط تعبت قليلاً
من الإجهاد اوصلني للمنزل واذهب
ولا تأتي مرة أخرى إلى جامعتي لتاخذني
أوقف جابر السياره بعنف جعلها تجفل عند سماعه
جملتها الاخيره وقال من بين أسنانه بغضب بارد
ـ لماذا من الذي تخشين أن يراني وانا اوصلك ؟
حدقت فيه لثواني فقط قبل أن تفتح
باب السياره وتخرج بغضب
لحقها جابر بسرعه وامسك بيدها جذبها قريب منه
وهمس
ـ إلى اين
نفضت يده عنها بغضب وقالت بنبره بارده ومشمئزه
ـ انا لن اركب في سيارتك مرة أخرى
ودعني أوضح لك أمراً انا لا اريدك في جامعتي ولا في منزلي ولا في اي مكان يخصني
انا لا أخشى أن يراني أحد برفقتك لأن لا احد
يعنيني وانت كذلك لا تهمني ولا يهمني تفكيرك الرخيص هذا ، كل ما أريده أن تغادر من حياتي وحسب
انحسر غضب جابر وحاول أن يسيطر على
نفسه وقال بعد ثواني بهدوء
ـ حسناً انا اسف لم اقصد شيء اصعدي إلى السياره
اوصلك بطريقي
ـ لا أعلم اي قسم من حديثي لم تفهمه
انا لن اصعد إلى سيارتك ابداً ارحل من هنا استطيع
تدبر أموري بمفردي
استغفر جابر بهمس وقال
ـ زينب نحن في الشارع دعيني اوصلك وبعدها
تستطيعي أن تغضبي بقدر ما تريدين
ـ انا لست غاضبه انت لا تعني لي شيء ولا يهمني كلامك كله وليست اول مره تتهمني أو تضربني
في الاخر نحن بنات صلاح الحربي
المخادع الكبير كيف تكون تربيتنا
ـ زينب انا لم اقصد
ـ صدقني أنه أبداً أبداً لا يهمني ما قصدت
أنهت حديثها بأن أخرجت هاتفها واتصلت بشعاع
طالبه منها أن تأتي لها بسرعه
تقدم منها جابر بعد أن أغلقت هاتفها
وقال بهدوء
ـ زينب لا تعاندي أكثر دعيني اوصلك إلى المنزل
حدقت حولها في الشارع وجلست بجانب الرصيف حاول جابر الحديث معها لكن لم تجيبه بشيء
اقترب منها ورفعها من ذراعها بقوه
وقال بقلة صبر
ـ انا لست طفل امامك تعامليني بهذه الطريقه
دفعته عنها بعنف وقالت بغضب
ـ من تضن نفسك يا هذا هاه
ما الحق الذي تعطي نفسك علي قلت لك ابتعد عني لما لا تفهم
ـ انا أضن نفسي زوجك ولي كل الحق ولن ابتعد
يازينب افهمي هذا وهيا إلى المنزل
توقفت سيارة شعاع قربهم وحرب النظرات بينهم لم تنتهي إلى أن اقتربت منه زينب أكثر
وهمست بحقد
ـ انا لست زوجتك ولن اكون احلم بهذا كثيراً بعد
ستبتعد عني شئت ام ابيت وأقسم ألا اسمح أن يكون لك حق علي مهما كان الثمن
والآن انصرف من حياتي وعد للمكان الذي كنت فيه
كل هذه السنوات
أنهت حديثها وغادرت وهو واقف مكانه لم يعترض لانه شعر بأنه فعلاً لن يستطيع
ان يكون يوماً رجل حياتها لانها لن تسمح له
***********

قالت شعاع بعد صمت طويل
ـ هل ستخبريني ما الذي حدث قبل وصولي
ـ لم يحدث شيء
ـ بربك زينب انا شهدت على المقطع الاخير من حرب الشوارع الذي حدث
جابر وانتي بمنتصف الشارع وكل منكم يود تمزيق الآخر وانتي بالاكثر طبعاً وتتصلي بي لأخذك
ولا تقبلي أن يوصلك هو إلى المنزل رغم وضعك المزري
هل تضنين اني غبيه ؟
ـ لا أضن متاكده من ذلك
ـ حسناً مقبوله منكِ بسبب غضبك والان
ـ حسناً حسناً ساخبرك لكن بعد أن تعديني أن لا تخبري رحيق لا اريدها أن تحمل همي أيضاً يكفيها
ما بها
ـ حسناً لا أستطيع أن اعدك ساحاول فقط ولكن ستخبريني بكل شيء على كل حال

***********
اقتربت انهار من رحيق بخجل وقالت بعد تردد
ـ رحيق ما رأيك أن نصنع فطائر ؟
ابتسمت رحيق الجالسه أمام التلفاز لانهار ونهضت
بحيويه
ـ حسناً فكرة جيده لتغيير مزاجي حقاً اي نوع
من الفطائر تحبينه
ـ انا وعادل نحبها بالبطاطا وانتي ؟
ـ لا فرق عندي المهم أن تكون لذيذه
قال عادل الواقف قربهن بصمت
ـ انهار تعد الذ فطائر في العالم ستعجبك كثيراً
ًقالت رحيق
ـ اهاا حقاً سنتذوق ونرى ايهم الذ فطائري ام فطائر انهار
ضحكت انهار بخجل رقيق وقالت
ـ عادل يبالغ فقط انا لا اجيد الطبخ كثيراً يعني استطيع
ولكن لست مبدعة فيه
وعادل اعتاد على طعامي السيء لذا يرىء
فطائر البطاطا لذيذه
ضحكت رحيق وقالت
ـ انا ماهرة فيه وسوف أعلمك كل شيء
أكملين الطبخ بحديث ممتع ومزاح وكل واحد منهم
يحاول أن يتناسى اوجاع قلبه

ًوضع عادل اخر طبق على المائده وهو يقول
ـ كل شيء جاهز فقط زينب تأخرت
مسحت رحيق على شعره وقالت
ـ قليلاً وتصل حبيبي هل انت جائع
ـ كثييراً
ضحكت رحيق وانهار عليه والسعاده تداعب قلب رحيق
بعد زمن
لقد بدأ عادل يعتاد عليهم وعلى وضع حياته
الجديده
وصلت زينب وشعاع ألقت زينب التحيه وقالت مغادره
ـ سوف استحم وآتي لا تبدأو بدوني
ـ حسناً لا تتأخري عادل جائع
رحبت رحيق بشعاع وجلس الجميع
قالت شعاع بعد ضحكه قصيره
ـ انهار سوف تخاف من تطفلي هكذا
اسمعي انا لا اخجل من الفتاتين معهن اتصرف وكأنه
منزلي وآتي في أي وقت
لذلك لا تخجلي مني انتي أيضاً
واعتادي علي
ابتسمت لها انهار بخجل دون تعليق
ـ حسناً انهار دون مراوغه هنالك موضوع اريد
ان احادثك عنه
اخي راشد رآكِ وأعجب بكِ وهو يريدك على سنة الله
ورسوله فكري في الموضوع وخذي وقت
قاطعتها انهار بحركة من يدها وقالت
بعد ثواني
ـ أخاك رجل لا عيب به ولا عيب في طلبه
ولكن هو لا يعلم عني شيء
ـ بلا هو سأل ويعرف كل شي حتى حياتك السابقه
مع زوجك المتوفي رحمه الله
ـ آمين صمتت قليلاً واكملت لو كان يعلم كل
شيء لما تقدم لي
شعاع انا تزوجت برجل لا يعرف للرحمة معنى
وعمري 12 عام فقط
وبعد زواجي مباشره حملت وبسبب صغر
عمري ووهن جسدي والضرب المبرح
الذي تلقيته من ماهر اجهضت الجنين في شهوري
الاولى
وذلك اليوم تحديداً اجهضت احلامي وحياتي
وكل حقوقي لقد تضرر لدي الرحم
ولا استطيع الحمل مرة أخرى أنه مستحيل
وأخاكِ لن يقبل أن يبقى دون اطفال
خيم الصمت على الجميع زينب الواقفه بعيداً عيناها
ممتلئة بالدموع وعدم الاستيعاب في ملامح وجهها وشعاع المصدومه تود الحديث ولا تسعفها حروفها لكن دموعها تجري دون توقف
نهضت رحيق وحضنت انهار
الجالسه لا يوجد كلمات تستطيع وصف كل
ما يشعرن به نهضت انهار بخفه
وقالت وهي تربت على كتف رحيق
ـ لا تحزن علي انا بخير هذا قدري وانا رضيت به
واعلم أن الله سوف يعوضني في جنته أن شاء الله
كل هذه الصعاب مضت وانتهت
أنهت حديثها وغادرت المكان والصمت يعم
ولم تنطق احداهن بشيء
انهارت رحيق على المقعد وهي تهمس بذهول
ـ يا الله كيف تحملت كل هذا لا اصدق
كيف وهي بذلك العمر !!
قالت شعاع المرتجفه بهمس مذهول
ـ صدقاً الأعمار لا تعني شيء انا وبعمري هذا
لو حدث لي ما حدث لها ما تحملت
ـ كل شيء بالإيمان يمضي بإذن الله نحن نصبر على أمل أن الله كتب لنا أجراً
على تحملنا كل هذه المساوئ والصعاب نحن نتحمل
لان ثقتنا بالله تقوينا ولأن الأرض لا شيء مقابل
الجنه سوف ننسى كل هذا في جنة الخلد
أن شاء الله
حدقت ثلاث من الأعين في عادل الصغير
وكمية الثقه في حديثه والوقار وكأنه شيخ كبير لا طفل صغير تابع عادل باحراج من نظراتهن
ـ انهار دائماً علمتني هذا وجعلتني اثق به
وعند كل حادث يحصل معي أو اي شيء سيء اذكر
نفسي بحديثها كله وان الله معنى وهذا يكفينا
وسوف يعوضنا ويأخذ بحقنا
من كل شخص آذانا
اقتربت منه زينب وحضنته وقالت برقه
ـ لقد واجهت الكثير يا صغيري بمفردك
لكنك تعلمت الكثير أيضاً
انت وكذلك انهار سوف تعيشان حياة أفضل
منذ الآن أن شاء الله
ابتسم لها عادل وقال بهمس وهو يبتعد عنها بلطف
ـ سوف الحق انهار لأراها

*****************
ـ اسمعني جيداً ياراشد حتى انتهي انا اعرفك منذ زمن
وانت خير الصديق والاخ
كنت معي في كل ضروفي واثق بك أكثر من نفسي
اذا وافقت انهار وأشك أن ترفض
في ضروفها هذه يجب عليك أن تعرف اني وراءها
دائماً وان حدث في يوماً ما وضلمتها
انا سأقف في وجهك
وسوف اكون لها الأخ الذي يسندها ضدك
ولا تضن أن لا منزل لها
بيتي سيبقى لهم وأن عادت يوماً له منك
لن ادعك تأخذها ولو على جثتي
صمت الاثنان وبعد ثواني قال راشد بهدوء
ـ هل تحاول اخافتي لقد مضى الزمن الذي كنت اخاف فيه من ضربك لي وأضل هارباً منك
ضحك الاثنان معاً وأكمل راشد بابتسامه
ـ لا تقلق يا زيد انا عند ثقتك بي ولن اخيبها
وأشكرك كثيراً انك لم تخبرها عن عائلتها
ـ لا عليك اذا وافقت سوف أخبرها على الفور
وتفعل ما تريد وقتها
اعلم كيف يكون شعورك اذا خبيت شيء
يجب أن يعرف
ًربت راشد على كتفه وقال بهدوء
ـ هون عليك يا رجل لكل شيء حل بإذن الله
****************
اقتربت أنهار من رحيق الواقفه قرب الباب
وقالت لها بصوت منخفض
ـ ماذا حدث من في الباب
ـ أنه جابر يريد روئية زينب
ـ لماذا لا تخرج تفهم منه ما يريد ؟
ـ لا أعلم لكن هي لا تريد لذا يجب أن يغادر الان
ـ أخاف أن يقتحم المنزل ؟
ـ ماذاا ! هل نحن في سوق غنم ليقتحم المنزل
ـ نحن فتيات دون رجل يردعه عنا
ـ لا يوجد رجل لكن انا هنا
ختمت جملتها وهي تعود إلى الداخل لترتدي حجابها الكامل
ـ يافتى افهم اريد أن احادث زينب قليلاً فقط
اذهب إلى الداخل واخبرها اني لن ارحل دون أن اراها
ـ سوف ترحل رغم أنفك وزينب لن تخرج ولن
تحدثها بعد اليوم
كان جابر يقف مصدوم يحدق في رحيق بذهول
من خروجها العاصف إلى حديثها ونبرتها
الغاضبه أخرجه من ذهوله صوت زيد
يقول بهدوء
ُـ ما الذي يحدث هنا ؟
التفتت الأعين الثلاث له راقبته رحيق بتفحص
هادئ وبارد كالجليد يضع يديه
في جيبي بنطاله الرياضي وعينه حاده ينظر إلى
جابر بهدوء خطر
قال جابر قاطع التوتر
ـ كنت اريد محادثة زينب فقط
اجابه زيد بنفس الهدوء
ـ بصفتك ماذا ؟
ـ زيد مافيني يكفي لا تزيدها اريدها لخمس دقائق
ـ ولا دقيقة واحده ارحل من هنا الان
ولا تعيد هذه التصرفات السخيفه والصبيانيه مرة أخرى
احتقن وجه جابر بغضب وقال
ـ لا تنسى انها زوجتي ولي الحق لأخذها لمنزلي
متى أردت حتى الآن
ـ اذا لم ترغب هي بك زوجاً لن تكون لك
ـ انا سئمت من تعجرفك وحركاتك هذه ولن اتحرك من هنا قبل أن اراها وأن لم تخرج هي لي
سوف ادخل انا
ـ جرب أن تتخطى عتبة باب بيتي لأريك وجهاً جديداً لزيد لم تراه من قبل
اقترب جابر من زيد وقال بحده
ـ بصفتك ماذا تتحدث انا ابن عمها وزوجها ويحق لي فعل ما اريد من أنت لتعترض طريقي أو تدافع عنهن ؟
اقترب زيد منه أكثر وإجابة
ـ بصفتي اي شيء ما دامهن في بيتي لن توئذيهن بحرف واحد اغرب عن وجهي الآن قبل أن اغضب أكثر
ـ اتعلم ما الخطاء أننا سمحنا لك بآخذهم لمنزلك لكن هذا لن يدوم طويلاً سوف اعود لآخذ زوجتي
رغم انف الجميع
قالت رحيق الصامته بترقب
ـ لو كان آخر ما افعله في حياتي سوف أطلقها منك وتحلم بظفرها
تجاهلها وغادر المكان بغضب وهو يتوعد
نظر زيد إلى رحيق لأول مره منذ وصوله تأملها لثواني بوقاحه كتف يديه وقال ببرود
ـ لماذا لم تجلسي بالداخل كما البقيه وتتجاهليه تماماً
قلدت رحيق حركته وقالت بنفس أسلوبه
ـ وما دخلك انت في ما أفعله ثم اتريدني أن أجلس بصمت وانا اسمعه يتوعد أن يدخل المنزل
كأن لا احد يردعه عنا
ـ انا هنا لو اخبرتيني ما حدث شيء من هذا
ـ ومن انت حتى اطلب المساعده منك ؟
ـ ابن عمتك
ـ انت لن تكون لنا أي شيء فهمت
ـ أئخبرك أمر انا ابحث عن زوجه ما رأيك أن تكوني انتي
منها أصبح لك شيء وغير هذا لا تشعري
بنفسك عبء كبير وتشعري بكل هذا الثقل على كاهلك لانك في منزلي لإنه سوف يصبح بيتاً لكِ أيضاً
همست رحيق بحقد
ـ كيف تعطي نفسك الحق لأن تسخر منا ومن عجزنا
ادخل زيد يديه في جيبي بنطاله بحركة
متوتره لم تراها رحيق إلا برود أكثر
وقال بكل برود رغم الرجفه الخفيه في صوته
ـ انا جاد جداً كما لم أكن من قبل كنت أستطيع أن أخبر خالي وهو سوف يجبرك بطريقة ما
لتتزوجي بي رغماً عنكِ الا اني لا اريد
اقتربت منه رحيق وقالت بصوت بارد كالصعيق
ـ لو كنت آخر رجل على وجه الارض ما تزوجت بك ،انت لن تكون زوجاً لي ولا وصي لا خالك ولا غيره
بقادر على جبري بشيء لا أنا ولا زينب
انتم فقط الواجهه الاولى لمآساتنا وحزننا وضياعنا
انتم من دبر مكيدة لابي وسجنه
كنتم سبب بتفرقنا خمس سنوات
أشارت لعادل وعينها بعين زيد واكملت
انتم السبب في بكائه كل ليلة وهو يرى كوابيس لا اعلم ما يرى فيها انتم السبب بكل دمعه
بكيتها انا وحيده في قرية منفيه
انتم السبب لنومي ليالي طويله جائعه حتى الماء لا أجده انتم السبب في توقف تعليمي وتدمر كل
احلامي انتم السبب في مرض والدتي وحزنها لخمس سنوات على طفلها الصغير وبنتيها وزوجها
انتم لن تكونو يوماً أكثر من ابتلاء من الله ادعو كل يوم وكل ليله أن نتخلص منه
غادرت المكان بغضب ليلحقها عادل الصامت
ويقف زيد يحدق في مكان رحيلها بصمت كئيب لوقت طويل جداً قبل أن يهمس لنفسه
ـ كان هذا نصيبنا أن تريني بلائك واراك منقذتي الوحيده ومنذ زمن بعيد

******************
حضنت زينب رحيق فور دخولها وهي تهمس
ـ انا خائفه
ربتت رحيق عليها وهي تقول
ـ لماذا تخافي منهم لن يمسنا احد بسوء
ـ وماذا أن أجبرونا على ما يريدون
ـ قتلناهم وندخل السجن نرتاح نحن وهم
قرع جرس الباب
غطت رحيق وجهها واقتربت فتحت الباب بغضب
لتجد شعاع أمامها تراجعت خطوتين وهي تهمس
ـ هاا شعاع هذه انتي
ضحكت شعاع سلمت عليها وقالت
ـ لماذا من كنتي تنتضري أن يأتي لزيارتكم غيري
ـ أتانا زائرين ثقيلين دم وانتي الثالثه يبدو أنه يوم سيء لي
ـ ومن أتى لزيارتك اريد أن اتحدث مع انهار
نظرت إلى أنهار وتابعت
ـ اريد خطبتها لاخي راشد اقتربت من انهار وامسكت
بيديها وتابعت
اتمنى كثيراً أن تكوني فرداً من العائله
همست انهار
ـ هل أخبرته بكل شيء
ـ أجل أخبرته وهو يقول لكِ أن الأطفال رزق ونصيب
والله كريم وقادر
همست بضعف والنعم بالله
تابعت شعاع
ـ اريدك أن تفكري بكل شيء من جميع نواحيه واخبريني
خذي وقتك في التفكير
همست انهار بخجل
ـ لا داعي أخبريه اني موافقه
غادرت بسرعه على ضحك الفتيات ونظرات عادل الحائره ايفرح ام يحزن عليها

قراءه ممتعه


ساره مسعد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-11-22, 10:13 PM   #54

ساره مسعد

? العضوٌ??? » 484875
?  التسِجيلٌ » Feb 2021
? مشَارَ?اتْي » 62
?  نُقآطِيْ » ساره مسعد is on a distinguished road
افتراضي عند الشروق

الفصل الرابع عشر
يَا مَن يُعَاتِبُ مَذبُوحًا علىٰ دَمِهِ
وَنَزفُ شِريَانِهِ مَا أسهلَ العَتَبَا
مَن جرَّبَ الكَيَّ لا يَنسىٰ مواجِعهُ
ومَنْ رأىٰ السُّمَّ لا يَشقَىٰ كَمَنْ شَربَا
حَبْلُ الفَجيعةِ ملتَفٌّ علىٰ عُنقِي
مَن ذَا يُعاتِبُ مَشنُوقًا إذَا اضطرَبَا

فتح الباب بهدوء ونظر لأنهار الجالسه على الفراش
تنظر من النافذه إلى البعيد بشرود
ـ انا أحاول استيعاب كل ما نمر به ولكن اتعب
ابتسم لها عادل وقال
ـ اذ انتي من اتكى عليكِ تعبتي انا ماذا افعل ؟
طرقت رحيق الباب واقتربت منهم قائله
ـ لا تبقي بمفردك هنا تعالي نجلس في الخارج الملحق مقفل لا أحد في المنزل
الجلوس في الحديقه قد يفيدك
نهضت انهار بابتسامه وقالت
ـ هيا اريد أن أنسى كل ما أمر به
ضحكت رحيق برقه قائله
ـ سوف تكون جلسه ممتعه اشعر بذلك
خرجت الفتيات معاً إلى الحديقه وقد جهزت زينب ورحيق جلسه بسيطه
ابتسمت انهار ونظرت لهن وقالت
ـ انا حقاً ممتنه لكن هذه الأجواء والاكلات اللذيذه
والجلوس دون خوف كان بالنسبة لي
وأيضاً لعادل حلم صعب المنال نحن كنا نمتع أنفسنا
بابسط الاشياء
وكانت اكبر افراحنا وراحتنا ان نجد ما ناكل
وان لا يكون ماهر في المنزل
أمسكت رحيق بيدها وشدت عليها وهي تهمس
ـ أن تصنعو لأنفسكم فرح ومتعه في الوضع الذي كنتم
به شيء يدعو للفخر حقاً انا اعجر عن التعبير
قاطع الحديث عادل قائلاً بمرح
ـ دعونا لا نتذكر هذه الأشياء السيئه ما رايكم أن أخبركم
باكثر شيء ممتع كنا نفعله
حدقت الفتيات به باهتمام بانتظار أن يكمل
بينما تابع هو بابتسامه جميله
ـ صوت انهار أنها تغني بشكل رائع
صرخت الفتاتان معاً بمرح وكل واحده منهم تطلب
هي أن تختار الاغنيه لكن أنهار قالت بخجل
ـ سوف أغني مما احفظ اي كان حسناً
اجابتا معاً بحسناً وهن ينصتين لصوتها
الجميل ينساب معا صمت
الليل ليأخذ كل واحدة منهن لعالمها الخاص لتسرح
بكل ما يحدث في حياتها
وكل واحده منهن لديها شعور بأن المركب
لم يسكن بعد ولا زال هناك الكثير من العواصف
قادمه
حرر هواك فالحب بات معلنا
ما كل ما أخفته العين محزنا
من قال فؤادي ظالماً
كن في غرامي هائماً
خذ من يدي خواتماً
واجعل رحيقي مسكنا

************
تذمر زيد قائلاً
ـ لما تريد الزواج بهذه السرعه
اجاب بغيض
ـ لا أعلم أشعر بعدم الأمان لما لا تفهم
تنهد زيد وقال ببساطه
ـ ليس هناك ما يمكن فعله الفتاه ليست ابنتي
ولا يمكن أن أحدثها بشيء كهذا
اجعل اختك تسألها أن وافقت عقدنا لكم
ولو في الغد
ـ لا أعلم أخاف أن ترفض أو أن تفهم اني اتعجل
لكي اضغط عليها
ـ افعل ما قلت لك وعندما تسمع ردها ترتاح انت وتجعلني
ارتاح اريد أن أنام يا هذا
لكمه راشد بمزاح وقال
ـ لقد أصبحت كيس نوم اين جابر عنك
اجاب زيد بشرود
ـ لا تسأل جابر فقد صوابه يريد فرض نفسه على حياة
زينب بالقوه
بانت الحيره على ملامح راشد فتابع زيد موضحاً
ـ اكتشف أن لديه مشاعر وهو يريدها
زوجة له رغم رفض الفتاه تخيل
ـ لا تقولها وماذا سيحدث
ـ لا أعلم ربما تقوم بخلعه وانا سوف اقف معها اكيد
وبهذا ستفسد علاقتي به وبالجميع انا
في حيرة من أمري لكن ما اعرفه اني لن أسمح
له أن يفرض وجوده في حياتها
ـ كأنني المقصود في الحديث
التفتا معاً لجابر أزاح زيد نظره عنه ببرود
بينما ورحب به راشد
خرج راشد ليمنحهم الخصوصيه
بعد صمت دقائق قال جابر بشرود
ـ احداهن جائها خاطب اليوم
التفت إليه زيد وقال بنبره خطره
ـ من تقصد
ـ ومن سيكون رحيق وزينب أتى إلى المنزل اليوم
شخص يريد خطبة إحداهما
ولا تسألني من لاني لا اعلم
قال زيد بغرابه بعد صمت
ـ لابد أنها رحيق لان زينب الجميع يعلم أنها
متزوجه
ـ لا ليس الجميع
ـ ماذا تقصد قالها زيد بحيره ليجيب جابر بسخريه
ـ يبدو أن لها تأثير غريب لاني سمعت أن
هناك من يحاولون التقرب
لها بكثره
قال زيد بهدوء
ـ وماذا عنها هل تقبلت اي منهم ؟
ـ لا اعتقد انا لا اقصد شيء يمسها لكن قصة والدها
الشيء الوحيد الذي يعيب
فتاه مثل زينب لا ينقصها شيء
واي كان قد يرغب بها
***********
دخلت القاعه قبل بداء المحاضره
بحثت عيناها في الوجوه وقفت لثواني في وجه
قصي تراقب نضراته الغريبه لها
ازاحتها بسرعه لتكمل البحث
حتى وجدت إحدى زميلاتها التي بعثت لها برساله
تخبرها أن هناك شيء مهم يجب ان تعرفه
اقتربت منها بخطوات ثابته
الى أن جلست بجانبها تشعر بالحيره لاول مره
منذ دخولها الجامعه تشعر بداخلها
أن هناك شيء غريب يحدث حولها تنهدت
وقالت لزميلتها
ـ هاقد جئت ماذا هناك
تنحنحت بربكه وقالت بلعثمه
ـ اعلم أن ما اقول قد يزعجك ويحزنك أيضاً
لكن لم استطع ان اصمت كما البقيه وأثرثر من خلفك
كما يفعل الجميع
قاطعتها زينب بهدوء
ـ لا عليكِ دون مقدمات أخبريني ماذا حدث
أكملت بخجل
ـ قصي نشر أخبار سيئه عنك في كل الجامعه
ـ اخبار من اي نوع
صمتت زميلتها لثواني تراقب البرود في صوتها
وعدم الاهتمام تشجعت لتكمل بصوت اقوى ولهجه اقسى
ـ انكِ فتاه ذات اخلاق سيئه تصادقين الشباب
وتقبلي أن ترافقي اي كان وقد شاهدك
وانتي تغادري الجامعه برفقة رجال غريبين
في سيارات راقيه جداً
خيم الصمت دون أي رد فعل من زينب إلى من نظره
لقصي الذي يراقبها منذ وصولها حدقت
فيه لثواني دون أن ترمش قبل أن تزيح عيناها عنه
بهدوء لتجيب زميلتها المترقبه لردة فعلها
ـ حسناً شكراً لك
ـ وماذا ستفعلين الآن ؟
بعد صمت ثواني قالت زينب بهدوء أكثر
ـ لا شيء هو وما قال وكل من صدقه لا يهمني بتاتاً
ـ ولكن
قاطعت زينب جملة زميلتها قبل أن تكمل باشاره من يدها
وقالت
ـ دون لكن ما لدي قلته انا لا يهمني احد
ـ حسناً هل ما قيل حقيقي
ـ لا أعلم ما رأيك انتي هل انا فتاه هكذا
اجيبي نفسك بنفسك ولا اريد أن أسمع اي شيء متعلق بهذا الموضوع لطفاً
أخرجت هاتفها على صوت وصول رساله
لتجد من رحيق
ـ راشد حدد موعد العقد الليله شعاع معي
لكن لن استطيع اللحاق معها بمفردي سنقيم لانهار
حفل صغير اذا لم يكن لديك شيء
مهم كثيراً عودي سريعاً لتساعديني حتى يحين دورنا بعدها
وختمت الرساله بفيس خجول
ضحكت زينب برقه على كلمات رحيق
هي أيضاً ليست جاهزه كل شيء حدث بسرعه
كيف سوف تجهز انهار نفسها
شعرت من خلف الشاشه بربكة رحيق من الاحتفال
تعلم أنها لا تريد أن تقيم هذا الحفل
ووضع والدتها هكذا إلى أنها تريد أن تسعد
انهار ولو بشيء بسيط
أزاحت زميلتها عيناها المصدومه عنها بعد سماع
ضحكتها وكأن كل ما قيل لا يهمها
حقاً
أخرجت هاتفها وكتبت
ـ تخيل لم تخجل ولم تنكر كل ما قيل وفوق هذا لا تهتم أبداً بكل ما يقال عنها
لم أرى وقاحه كهذه كل حياتي

***************
كانت تراقب المرأة التي احضرتها شعاع معها صباحاً لتساعد
في تنضيف المنزل وتجهيز الاكل
وهي تخبرها أن الليله موعد العقد وان راشد أجبرها
أن تقنع انهار ويا للعجب انهار لم تعترض
مسلمه مصيرها وقابله بكل ما يحدث لا تعترض أبداً
لقد أجبرت شعاع أن تراقب هي التجهيز
والتنسيق للحفل البسيط الذي سيقيمون
وهي ستأخذ انهار لتشتري لها فستان
لديها بعض المال ولكن تخاف كيف سوف تصرف
بعد الان
يجب أن تجد أي وضيفة لن تبقى عاله
على أحد صحت من أفكارها على صوت الهاتف أخرجته من جيب بنطالها الرياضي الفضفاض
لتجد رساله من رقم غريب فيها
ـ اي شيء قد يلزم للحفل أخبريني لكي اجلبه
لقد اتفقت معا راشد على المهر
وكل شيء ، سوف ارسل الشروط معا عادل في ورقه ليعطيها لها
ولا تنسي عرض الزواج ما زال قائم وأتمنى أن لا تعارضيني كثيراً لأن لا مفر لكِ من ارتباطنا
زيد .
إعادة الهاتف ونزلت الدرج تبرطم بجمل غير
مفهومه تقذف زيد بكل انواع الشتائم
التي تعرفها
قاطعتها شعاع وهي تضحك عليها
ـ هل اصبحتي تفتعلي المشاكل حتى معا نفسكِ !؟
ـ هاهاها مضحك جداً أشعر اني سوف اقتل احد والحق بوالدي السجن
ارتسمت الجديه على ملامح شعاع وقالت باتزان
ـ هل انا هذا الاحد ؟
ـ شعاع إنا غاضبه حقاً ماذا تريدين ؟
ـ حسناً أخبريني أولاً لما انتي غاضبه هكذا !
أخرجت رحيق الهاتف بصمت وفتحت رسالة زيد
قربته من شعاع قائله بحنق
ـ انظري
قرأتها شعاع وما هي الا ثواني وانطلقت
ضحكاتها بحريه
لكمتها رحيق بغضب وقالت
ـ ما المضحك يا غبيه !
ـ أنه حقاً مجنون ويليق بكِ كثيراً
ـ اقسم أنه خطئي لاني أخبرتك انا ذاهبه
إشارة لها بيدها وهي تضحك وعادت لتنهي أشغالها
وصلت زينب ألقت التحيه
وبحثت بعيناها في المكان وعندما لم تجد احد
قالت لشعاع
ـ اين الجميع
ـ عادل منذ الصباح برفقة زيد
ورحيق ذهبت معا انهار إلى السوق اذهبي الى المطبخ
تناولي شيء حتى لا تتعبي وغيري ملابسكِ
وعودي لنكمل تحضير الحلويات معاً
*********
كل شيء جميل جداً
قالتها انهار بعاطفه وهي تحدق في تفاصيل المنزل
التزيين في كل مكان الاضواء منتشره
بشكل جميل
ضحكت شعاع وهي تمسكها لتدفها إلى
الداخل وهي تقول بمرح
ـ المنزل من الداخل اجمل وأخي اجمل من كل هذا
ضحكت انهار بخجل وقالت
ـ اين عادل لا أراه
ـ منذ الصباح برفقة زيد لم يأتي إلى هنا ، يوجد بعض اقاربنا وصلو منذ وقت
اذهبي مباشرة إلى غرفتك وانا ساخبر رحيق أن
تلحق بك لتكملي استعدادك لتدخلي حسناً
همست انهار بحسناً وهي تغادر
لتعود بحثاً عن رحيق لقد وصلت هي وانهار
لما تاخرت ولم تدخل معها !
وقفت عند وصولي أخذ باقي اغراض انهار من السياره
ونظرت لكي أخبرها شيء ولم اجدها
الغبيه دخلت وتركتني احمل كل هذه الأكياس بمفردي
وكأنها لا تخص حفلها هي بل تخصني
تقدمت قليلاً عبائتي طويله بعض الشيء لا استطيع
الحركه بحرية فيها
ويداي مليئة بالاكياس الثقيله وذلك
السخيف زيد في طريقي
اقتربت أكثر ووقع مني بعض الأكياس حاولت
أخذهم دون أن أترك مافي يدي
عبائتي واسعه لكن الرياح هبت لتلصقها في جسدي
لم أشعر إلى بضل زيد امامي وهو يهمس
من بين أسنانه قائلاً
ـ ضعي هذه الأكياس من يدك وادخلي بسرعه
الرجال امامك كفي عن التصرف
بغباء
شعرت أن الدماء صعدت إلى رأسي
والارتباك يفتك بي وضعت باقي الأكياس بعنف من يدي
وشعرت بتأنيب الضمير ربماء كسرت شيء
فيهن يالهي ما هذا اليوم
استقمت بسرعه ونضرت ببرود في عيناه الغاضبه
استمرت حرب النظرات إلى أن
أشار لي بعيناه إلى الداخل بغضب وأدار لي ضهره
تجاوزته بحنق غاضب وانا اشتم
انهار وراشد وشعاع وكل من يخطر ببالي

*************
بداء الحفل خرجت انهار سلمت على الضيوف
والكل يشهد لجمالها وحسنها
حقاً أنها مبهره وصغيره جداً أنها تبدو أصغر مني
ونحن في نفس العمر تقريباً
من يصدق أن هذه الفتاه الجالسه هناك
ترتدي فستان جميل باللون الأخضر عكس على بشرتها
وعيناها لمعان مبهر تبدو سعيده رغم
الرجفه في أصابعها التي تحاول اخفائها
لقد اهتمت رحيق بكل شيء يخصها ملابسها ومكياجها
وكل احتياجات الحفل أشرفت
على كل شيء لكن بها شيء لا تخبرني إياه لكنها اختي واعرفها
أنها غاضبه ولا أعلم ما السبب منذ وصولها هي وانهار
اقتربت منها وقلت
ـ أنهار تبدو رائعه
ابتسمت باقتضاب وقالت
ـ نعم يحفظها الله
ـ حسناً هل ستخبريني مابكِ
حدقت فيها رحيق بغرابه وقالت
ـ ما بي
اجبتها بقلة صبر
ـ رحيق لن تخدعيني انا اعرف ان بك شيء أخبريني ما الذي حدث
تنهدت رحيق بتعب وقالت
ـ زيد من جديد لا اعلم ما الذي أصابه أنه يكرر باستمرار
أنه يريد الزواج وأنه لا يريد اجباري
انا لا استوعب اي تفكير هذا حتى يضن اني سوف اقبل
به وبكل حريه يطلب الزواج
الا يعلم أن ذلك اليوم المشئوم لا يخطر ببالي
الا بذكر عيناه ونظراته
اليوم الذي دمرو حياتنا فيه جميعهم معاً
أمسكت يدها وقلت بتشجيع
ـ لا تقلقي لن يستطيع جبرك على شيء
اومئت بابتسامه منقبضه
ثم قالت بمحاوله منها لتغيير الموضوع
ـ لما خرجت أنهار ؟
حركت كتفي بمعنى لا اعلم وهمست لرحيق
ـ سأذهب أراها سوف يصل الشيخ ليعقد القرآن الان
صعدت خلف أنهار وجدتها في غرفتها وعادل بجانبها يجلسون بصمت
نظرات أنهار شارده شعرت بذبذبات التوتر في الهواء
سالتها بهدوء
ـ أنهار مابكِ
نظرت لي بضياع وقالت بعد ثواني بصوت يرتجف
ـ اريد أن احادث زيد ارجوكِ
اقتربت منها وامسكت بيدها احاول تهدئتها
قلت لعادل أن ينادي رحيق
بعد ثواني وصلت
حدقت بنا قليلاً وقالت بهمس
ـ ما الذي حدث
اجبتها بهدوء قدر ما استطعت
ـ لا أعلم وصلت وأنهار هكذا ترتجف ولا تتحدث فقط
طلبت أن تحادث زيد
ضهرت الحيره على ملامح رحيق لكن لم تعلق
فقط أخذت هاتفها واتصلت برقم واعطت
أنهار بصمت
حاولت انهار إمساكه لكنه انزلق من يدها فأخذته
انا وشغلت مكبر الصوت
قربته من انهار عندما اجاب زيد
بصوت ضهرت الحيره به
صمتت انهار لثواني مما جعل زيد ينادي بهدوء
ـ رحيق اجيبيني هل انتي بخير ؟
حدقت في رحيق صامته بغموض
مكتفه يديها تراقب دون أي ردة فعل همست انهار
بصوت بالكاد يسمع
ـ اريد عائلتي زيد ارجوك انت وعدتني
خيم الصمت من الطرفين
الى أن نطق زيد بهدوء
ـ من المتكلم
بدأت دموع انهار بالسقوط وهي تحاول أن تتماسك
دون فائده إدارة ضهرها لنا
ونامت على السرير تغطي عيناها بيدها
لا اعلم هل تبكي !
وضعت الهاتف بيد رحيق وامسكت بانهار احاول
مواساتها على ماذا لا اعلم
وضعت زينب الهاتف في يدي والتفتت تحاول محادثة انهار وفهم ما بها
قبل قليل فقط كان كل شيء جيد
أغمضت عيناي لثواني وانا اسمع صوت زيد على الهاتف
اخذت نفس واجبت بصوت حاولت
جعله بقدر ما استطيع واثق وهادئ
ـ أنها انهار لا اعلم ما بها لا تقول اي شي إلا أنها
تريد عائلتها لا تبدو بخير أبداً
فإن كنت تعلم شيء أخبرها ونفذ وعدك
صمتت وصمت هو أيضاً لفتره لا اعلم مدتها إلى أن
قال لقد وجدت رقم أحدهم لكن لا تتصلي
من هاتفك
ـ اتصل انت اذاً
ـ لا الافضل تتصل هي اخبري عادل لياتي
سوف اعطيه هاتفي تتصل منه حسناً
ـ حسناً
اقفلت الهاتف واخبرت عادل أن يذهب بسرعه
لكن نظراته لا تريحني لا اعلم لما
يبدو أنه يعلم ما بها انهار لكن كما العاده لو قتلت
نفسي لن يخبرني شيء
دخلت شعاع تنظر لنا بحيره وقالت
ـ ما الذي يحدث يا فتيات لما انتن هنا
لقد وصل الشيخ ويريد
ان يسأل انهار ليتمو عقد الزواج
استجمعت انهار نفسها ونهضت تحدق في شعاع ببرود
وقالت
ـ اخبري الشيخ اني ارفض الزواج واخبري اخيك
اني لست بلا احد
ـ ما الذي يحدث انهار
ـ لا شيء فقط انا لا اريد الزواج
ـ والان تخبرينا بذلك ؟ لما وافقتي اذاً هل تلعبين معنا
الرجال في الاسفل وكل معارفنا
صمتت انهار دون تعليق فاقتربت شعاع منها أكثر
وقالت بنبره عاليه
ـ هذه ليست لعبة أطفال لتفعلي ما تشائين
وتضعينا في موقف كهذا
لكن الخطاء ليس خطئك وحدك نحن أيضاً اخطئنا الاختيار
غادرت شعاع بغضب لتقترب زينب من انهار
وهي تقول بهدوء
ـ انا اعلم أن هنالك سبب لما فعلتي لكن لو انك أخبرتي
شعاع أيضاً حتى تعذرك
شردت نظرات أنهار قليلاً لتهمس بعد ثواني صمت
ـ لا عليكِ زينب سوف ارحل من هنا قريباً وتنسى كل ما حدث اليوم
اتمت جملتها على دخول عادل يمسك بيده
هاتف زيد
أخذته انهار بهدوء وسالتني بمن تتصل ؟
اخذت الهاتف من يدها كان على رقم مميز دون اسم
عرفت أنه وضعه جاهر لا يبقى الا تتصل
اتصلت بالرقم وعندما بدأ بالرنين
وضعته بجانب انهار وغادرت الغرفه ليلحق بي
عادل وزينب
اوقفني عادل وهو يمسك بطرف فستاني
التفتت له فكان ينزل رأسه يحدق في الأرض إلا أن رفعه
فجئه قائلاً
ـ انا اعرف ما بها انهار
نظرت إلى زينب واعدت اهتمامي له وانا أجلس
امامه وامسك بكفيه الصغيره مشجعه
وانا اهمس له بهدوء
ـ أخبرني ما الذي حدث
تردد قليلاً قبل أن يقول
ـ انا سمعت راشد وذلك الآخر يتحدثون معاً عن انهار
وأخبرتها
تنهدت بضيق وحاولت تشجيعه
ـ أخبرني عادل ماذا قالو
ـ أنها لا تنجب لذلك سوف يتزوج بأخرى وأنهار لن تعترض لأنها مسكينه ولا احد لها
المهم أن يأخذها الان
وذاك الآخر قال المهم أن تكون اخلاقها جيده
فهي بقت بمفردها كثيراً ولا احد يعلم كيف تدبرت أمورها بمفردها
*********
كانت يدي ترتجف وانا امسك بالهاتف واسمع الرنين
اجاب صوت جهوري مخيف
وهادئ لا اعلم كيف اجتمعت الاوصاف معاً
شعرت بفمي يجف ولا استطيع نطق الكلمه
كرر النداء لاستجمع نفسي بصعوبه ونطقت بصوت لا اعلم هل وصله
ـ السلام عليكم
صمت من في الطرف الآخر فحدقت في الهاتف للتأكد
أنه ما يزال على الخط
بعد ثواني صمت ثقيله لا تحتمل
نطق بالرد على التحيه واضاف
ـ نعم من المتكلم
خرج صوتي متلعثم وانا لا اعلم ما الذي اقوله
ـ هل انت هزاع هارون
قال بقلة صبر
ـ نعم من انتي !؟
ـ انا ابنة عمك
ـ أنهار
قالها هزاع بلهفه بدت غريبة جداً
هل يبحثون عني
ـ نعم
همست بها وصوتي بالكاد يسمع
سمعت همسه بالحمدلله
وقال بصوت متزن
ـ من اين تتصلي هل انتي بخير اين تعيشين لقد بحثنا عنكِ كثيراً ولم مجدك والدي خائف كثيراً
عليكِ أخبريني بمكانك الان سوف آتي لكي اخذك
توقف سيل الاسئله تنهدت وانا احاول
كبت دموعي اللهفه في صوته تجعلني أضعف وهمست بصوت ضعيف مهتز
ـ اعيش في منزل صديقة لي أنا بخير الحمدلله
لا تأتي الليله الوقت متأخر غداً اجعل أحدهم يخبرك بالمكان لأني لا أعرف الكثير وتاتون لاخذي
صمت لأن البكاء غلب صوتي
ـ أنهار ما بك هل انتي حقاً بخير الأشخاص الذي تعيشين معهم هل هم أناس جيدون
هل أذآك أحدهم بشيء أخبريني لا تخافي
تمالكت نفسي وقلت بهدوء احاول إخفاء رجفة صوتي
ـ لا أنا بخير متعبه فقط أردت معرفة إذا ستأتي لي في الغد
ـ أجل سوف آتي فقط دعي أحدهم يرسل لي العنوان سوف آتي صباحاً

وتلعب بنا الأقدار في كل مره نرى طريقنا أمامنا
ليخبرنا القدر أن لا لازال لديك الكثير
من الدروس لتصل
نتعب ونبكي وننهار نسقط دون قدره على التحمل
أكثر لقد اكتفينا كرهنا أنفسنا وحياتنا بما فيه
الكفايه لكن لا القدر له مسار آخر
ويجب أن نواصل حتى وإن كنا متعبون لدينا
طريق يجب أن نسير فيها الى النهايه
لنجد مصيرنا لازالت الحياه تلعب بنا لعبة لا نعرف قوانينها ولا فوز لنا فيها
فقط يجب علينا الصمود من أجل البقاء

قراءه ممتعه


ساره مسعد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 23-12-22, 11:19 PM   #55

ساره مسعد

? العضوٌ??? » 484875
?  التسِجيلٌ » Feb 2021
? مشَارَ?اتْي » 62
?  نُقآطِيْ » ساره مسعد is on a distinguished road
افتراضي التـقى روحيـن

الفصل الخامس عشر

‏ستظلُّ تجمعُ صورتي وتلمُّها
‏وأنا انتثرتُ
‏قصائداً وأغاني
‏وتظلُّ تبحثُ عن خيالٍ هاربٍ
‏شبحٍ يُشابهُني
‏ولن تلقاني
‏في كلِّ ركنٍ
‏قد تركتُ حكايةً
‏وزرعتُني عمداً بكلِّ مكانِ
‏لا شيءَ يُمكنُه إعادة ما مضى
‏أنا لن أعودَ
‏وأنتَ لن تنساني!

سمعنا صوت بكاء انهار يرتفع ودخلنا مسرعين
كان الهاتف لا يزال في يدها وهي تنتحب بقوه وجالسه على الأرض جلست
رحيق بجانبها احتضنتها تحاول تهدئتها وهي تسألها ماذا حدث
التفتت لها أنهار بذبول وقالت بانكسار
ـ اشعر اني ضائعه ومتعبه جداً
احتضنتها رحيق أكثر قائله بعطف
ـ لا تقولي هذا انا اختك ستبقين معنا انتي لا تحتاجين احد أبداً صدقيني نحن معك
ابتعدت انهار منها تمسح دموعها وقالت بضعف
ـ لقد أخبرني أنه سوف يأتي في الغد
ـ ماذا!! لكن ظننت من بكائك أنه لن يأتي
ـ لا أخبرني أنهم يبحثون عني منذ زمن طويل وطلب العنوان وسوف يأتي صباحاً ليأخذني
صمت الجميع لتحدق انهار في عادل في صمت طويل صمت مهيب وكل واحد منهم يفكر وماذا بعد
تنحنحت رحيق ونهضت وهي ترفع أنهار عن الأرض معها
وقالت بلطف
ـ حسناً انا سوف اكتب له العنوان وانتي ارتاحي الان
تمتمت أنهار بضعف
ـ وماذا بشأن الذي في الاسفل سوف تتعرضون للاحراج بسببي
اخفضت رأسها بخجل لتنهاها رحيق
ـ ليس انتي من يجب أن تخجل لكن هم عليهم الخجل
لا تقلقي أبداً نامي وارتاحي انا سوف اتصرف
معا الجميع
نظرت لعادل وتابعت بلطف
ـ عادل تعال معي اريدك في أمر هام
نطقت انهار بتردد
ـ اريد أن يبقى معي أودعه الليله
همست رحيق بغرابه
ـ حسناً سوف يبقى لكن أريده أولاً في شيء بسيط سوف يعود سريعاً اعدك حين تنتهي من تغيير
فستانك سيكون هنا
حركت انهار رأسها بمعنى حسناً
ليغادر الجميع وتبقى هي بمفردها لوحدتها وضلامها وقلة حيلتها لا تعلم ما الذي ينتظرها
هناك وكيف ستكون حياتها معا أناس لاول مره
تقابلهم ويكونو أهلها !
هل هي خائفه! لا فقد واجهت الكثير وتشعر أوقات
أنها أصبحت متبلدة المشاعر
منطفئه لم يعد يؤثر بها أي شيء مهما يكن
مثلاً أن اليوم يفترض أن يكون يوم عقد زواجها
وضمان لحياه افضل
هي ليست حزينه لأن راشد خيب آمالها فهي لن تخدع نفسها لتتوهم حبه هي فقط تمنت حياة أفضل
وقد تركت مقادير حياتها لله
وتركت نفسها تسير معا الحياه ويختار لها الله طريقها

**********

اقتربت زينب من رحيق تحدق في عينياها وقالت بشك
ـ رحيق ما الذي تنوين فعله لما أرسلتي عادل
في طلب زيد هل ! هل ستحادثينه
ـ نعم قالتها رحيق بصوت قاطع لا شك فيه كأنها تمنع نفسها في التردد قبل منع زينب
من الاعتراض
تنهدت زينب بضيق وبعد صمت ثواني قالت
ـ تعلمي أن ما تفعلينه خطأ
ـ أجل اعلم
قالتها رحيق وهي تغادر المكان تلحق بعادل الذي ارسلته يطلب زيد

كانت عدة ثواني فقط هي ما احتاجها زيد ليتخطى صدمته من وجود رحيق امامه
هل هي من ارسلت عادل في طلبه اعتقد أن انهار من أرادت أن يأتي قرب باب المنزل
بعيد عن أنظار الرجال لتسأل عن عائلتها
لكن أن تكون رحيق !!
تجمدت ملامحه أمام نظراتها الحاقده التي تزداد كل يوم حقد اكبر من ذي قبله
وتلبس البرود المعتاد وهو يضع يديه في جيبي بنطاله
ويقف أمامها بإهمال ليقول بجمود
ـ ماذا تريدين
تجعدت ملامحها بحقد وغضب وهي تقترب منه أكثر لتهمس بشراسه وعيناها الظاهره من فتحة نقابها الواسعه تقدحان شرار الغضب
ـ ماذا تضنون أنفسكم هاه
ضهر عدم الفهم على ملامح زيد لكنه لم يعلق على كلامها
أكملت رحيق بغل
ـ كيف انا لا استوعب فتاه عقد قرانها اليوم على صديقك تتكلمون عنها وتشككون في أخلاقها
بل وتعيبونها بشيء ابتلاء من الله اي قلوب لكم هاا
كان جواب زيد قاطعاً وهو يقول بجمود
ـ انا لم افهم اي شيء من حديثك ولا اعرف عما تتحدثين
ارتفع صوت رحيق وهي تنهره بغضب
ـ بلا تفهمني جيداً
نهرها زيد بغضب اكبر وهو يقترب أكثر ليهمس أمام وجهها
ـ قسماً برب السماء يا رحيق إن لم تحترمي نفسك وتحترمينا كعائله لك وأقارب
أن تجعليني اضهر لك وجهاً آخر لزيد لم تعرفيه من قبل واعدك أن تندمي وقتها
لكم الجدار القريب منها بعنف وهو يضيف بغضب
ـ وها أنا أقسمت
غادر المكان بغضب عاصف ورحيق جامده بمكانها كأنها تمثالاً شمعي هو فقط من تجرحها نظراته وحتى إن لم يقل شيء !! وعيناه اليوم تذكرها باول
مره عرفت فيه جمال العيون واخر مره كان لحياتها جمال

****************

بدأ الهرج في سيرة العروسين والعقد الذي لم يكتمل
ولأن لا احد يعلم سبب لرفض العروس إتمام العقد كل شخص من الحضور بدأ بتأليف سيناريو
وافتراضات للسبب الحقيقي لالغاء العقد وقد حظر الشيخ واستعد الجميع
كانت زينب تودع اخر ضيوف الحفل
عندما رن الهاتف في يدها برساله من جابر يخبرها أنه يود الحديث معها بشيء مهم فقط لدقائق معدوده
أن تأتي إلى أمام الباب
الجميع في المنزل متوتر راشد لا يزال في الملحق معا زيد
وشعاع برفقة رحيق في الداخل ربما رحيق تخبرها
السبب لرفض أنهار
كانت ليلة طويله ومرهقه للجميع
ربما أن حادثته تفاهمنا وتوقف بعدها عن ازعاجي لتمر هذه الليله الغريبه أخيراً
خرجت إلى أمام الباب وجدته هناك وقف ينتظرها
وقفت تتامله وشعرت بالخطر هل تعود قبل أن يراها
لكن لم تجد الفكره استجابه وعقلها يتوقف عن العمل عندما التفت جابر ليراها أمامه لم تلبس النقاب لكن وضعت طرف شيلتها الثقيله على وجهها
وقفت صمت للاثنان كل واحد منهم يتأمل الآخر بتفكير عميق شعرت بالخطر يزداد أكثر عندما نطق جابر بجمود
ـ لم أتوقع أن تخرجي الي
تنحنحت زينب بربكه لتقول
ـ يجب أن نتناقش كراشدين حتى افهم ما تريده مني ؟
وها قد اتيت حتى اسمعك وتسمعني
خيم الصمت وجابر يتأملها بغرابه حتى نطق أخيراً
ـ لماذا انتي هكذا
ارتفع حاجب زينب بحركه تلقائيه وهي تنطق بدهشه
ـ كيف هكذا انا لم افهم
ـ بارده
كتفت زينب يديها بحركه حمائيه وهي تحاول فك شفره كلام جابر الغريبه أزاحت نظرها عنه وقالت بجمود
وهي تحدق في البعيد
ـ جابر لماذا ناديتني إلى هنا؟
ـ لماذا تريدين الطلاق ؟
ـ لم أفهم
تقدم جابر منها بقلة صبر وهو ينطق من بين أسنانه
ـ ما الذي لم تفهمينه في حديثي
اقول لماذا تريدين الطلاق ما الذي حدث حتى تغيرت افكارك لماذا لم تكملي المسرحيه التي تقومين
بها منذ خمس سنوات
ارتفع صوت زينب وهي تجيبه بغضب
ـ لاني تعبت لا اريد مسرحيات بعد الان ولأنه يحق لي زواجنا مجرد عقد عند شيخ بالنسبة لي
لا قيمه له أبداً ورقه فارقه سوف امزقها من حياتي
لقد أصبح حمل ثقيل احاول التخلص منه فقط
امسك جابر ذراعها بعنف وهو يقربها منه بشده قائلاً
ـ هذا ما أسأل عنه تماماً لماذا الان زينب لماذا
حاولت زينب مقاومته والابتعاد إلى أن قوتها لا تكفي وشعرت بالضعف والعجز
كان عادل يقف بعيداً عنهم قليلاً يراقب ما يحدث لم يتدخل لانه يعلم أيضاً أن قوته لا تكفي
دخل يركض ليخبر رحيق
كان جابر لا يميز ما يفعله اشتدت يداه في ذراعي زينب أكثر شعرت بألم أكبر صرخت عند عجزها عن تحمل الوجع أكثر ليفيق جابر لما يقوم به ويتركها بسرعه وهو
يسألها بلهفه هل هي بخير
تراجعت عنه قليلاً بتعب وهي تلهث محمرة عيناها ممتلئه بالدموع تسأل نفسها ماذا بعد
من لنا يحمينا منهم !
خرج زيد على صراخ زينب ليصدم من منظر جابر وزينب
ركض ناحيتهم وفور وصوله سحب
جابر بقميصه ليرميه أرضاً بعنف وهو يقول بغضب
ـ لقد تجاوزت حدودك هذه المره ياجابر تجاوزتها كثيراً
بماذا نحن وبما تنشغل انت
توقعت منك القليل ولو القليل فقط من المراعاه
لما نعيشه
نهض جابر بعنف ليصرخ في وجه زيد قائلاً
ـ هذه زوجتي لا يحق لك أن تقحم أنفك في حياتنا
تكتف زيد ببرود ليستفز جابر أكثر وهو يكمل
ـ توقف عن أداء دور البطوله لا يستحق أن نخسر بعضنا
ـ ما هو الذي لا يستحق وضح كلامك
أشار جابر بيده إلى زينب ورحيق التي وصلت معا عادل لا تعلم شيء مما يحدث وأكمل
ـ ولا واحده منهن تستاهل فيهن جينات والدهن الحقيره
لم تشعر زينب بنفسها وهي تقترب بعنف لتصفع جابر بكل ما تشعر به من ألم يمزق فؤادها لتقول بحده
ـ يكفي لا اسمح لك بإهانة أبي يكفي
كان الصمت سيد الموقف من الجميع وكل واحد يسأل نفسه ماذا يجب أن أفعل ؟!
اقترب جابر منها بلحظه خاطفه ليمسك شعرها ويسحبها له وهو يفقد آخر ذرات تعقل به
خلصها زيد من يده ليرميه أرضاً ويجثم فوقه يلكمه دون رحمه وهو يفقد السيطره على نفسه وغضبه
وهو يتمتم تضربها في عتبة بيتي ياقليل المرجله
تمد يدك عليها وانا واقف
بدأ العراك بينهما يشتد وجابر يحاول أن يخلص نفسه ليرمي زيد عنه ويرد له ضربه وهو يصرخ
زوجتي وافعل ما اشاء لا يحق لك أن تتدخل من انت يا هذا هاا من انت لن تبقى إحداهما في بيتك
سوف يعودون لمنزل عمهم رغم أنف الجميع هاجمه زيد وهو يقول بغضب اكبر
ولو على جثتي لن يخرج أحد من هنا وسوف أطلقها منك رغم أنفك انت ووالدك ايها الطفل
اشتد العراك بينهم والبنات يقفن دون حيله لا يستطيعو التدخل بينهم ولا الوقوف دون فعل شيء
خرجت انهار وشعاع تركضان على صوت الجلبه
لتمسك رحيق شعاع بسرعه وهي تطلب منها أن تتصل لراشد قبل أن يقتل أحدهما الآخر
وصل راشد ليسحب زيد المنتصر في العراك يبعده عن جابر بصعوبه ويقف بينهما وهو يقول بتعب
ـ ما بالكم دعوني قليلاً احزن لأجلي دعوني اعيش مشاكلي وبعدها تقاتلا!
صمت الجميع كل واحد منهم ينظر للأخر كأنهم تناسو شيء اهم لينظر الجميع لانهار
الواقفه بعيداً عيناها على رأشد ليرفع عيناه في عيناها لا يعلم هو غاضب منها ام حزين لأجلهم
أما هي فتعلم جيداً أنها حزينه وحسب وهو السبب
لم يزيح أحدهم نظره عن الأخر ليعم السكون من الجميع يراقبون بصمت لتكون هي أول من تكسر
نظرها وتغادر المكان إلى الداخل ويلحق بها عادل
لتمسك رحيق بزينب وتدخلان معاً
بقت شعاع تراقب أخيها تعلم أنه كان يريد أنهار زوجة له
وتعلم أنه حزين لما حدث ولو كان غاضب أيضاً
إلى أنه لا يحق له الغضب فل يحزن فقط .....

***********
كانت ليلة طويله البعض لم ينام يفكر في مستقبل مجهول ينتظره
يفكر في بداية جديده لا تعلم خباياها لا تعلم ما الذي ستواجهه في عائله جديده لا تعلم
عنها شيء إلى أن لها فيها ابن عم يسمى هزاع
والبعض يفكر في خسارة لازال يضن أنه لم يستحقها لقد علم أنها غداً راحله إلى الأبد سوف يأتي ابن عم لها لياخذها وهو لا يستطيع الإعتراض حتى
وإن فعل يعلم أن اول من سيقف في وجهه زيد
كما فعل أمام جابر لذا صمت يراقب بهدوء مزيف
أما الأخر فكان يبني في خياله القصص ليحقق مراد له
ولا يعلم ما الدافع لكل ما يفعل
وهو كان أول من يريد أن يطلقها فور وصوله حتى تتحرر هي ويتحرر هو من زواج مزيف
لكن الان هو يريد أن تصبح زوجة له وأن يعلمها كل ما يريد لتصبح مطيعه وتتوقف عن تصرفاتها المزعجه
له وحتى يربيها هو من جديد
أما هي فتشعر أنها رهينة زواج لا يد لها فيه لن تكون زوجته هي لا تريد
كل أمنياتها أن تتحرر منه ومن قيود ارتباطهم
لتعيش معا عادل ورحيق حياة حره من جديد وبعد أن تشفى والدتها تماماً
تعود السعاده لتخيم على منزلهم هذه كل ما تريد
أن تتخرج وتتوضف لتعيل عائلتها
وتحمل هي مسؤولية لتعوض رحيق وعادل ولو قليلاً حتى مما عأناه الاثنين

***********
في الصباح دخلت رحيق على انهار لتجدها جالسه وعادل نائم يضع رأسه في حجرها
كانت تبكي وتحاول كتم صوت بكائها حتى لا يستيقظ
اقتربت منها وربتت على كتفها لتهمس لها
ـ هوني عليكِ يا انهار هذا قدر الله لا تعترضي
تمتمت بالاستغفار لتبعد راس عادل وضعته على الوساده بعطف تشعر بفراقه كأنها تنتزع قلبها من بين اضلعها لقد وافقت على الزواج من راشد وهي لا تعرفه جيداً ورغم كل ما عاشته في الزواج وافقت لأجله
حتى تبقى قريبة منه دائماً
لكن يبدو أن الأمل الوحيد في حياتها سوف تتركه هنا لترحل مسحت على وجهها بارهاق
وهي تهمس
استغفر الله واتوب إليه اللهم لا اعتراض على قدرك
بقت لثواني تحدق في عادل النائم إلى أن قطعتها همسة رحيق
ـ هل ايقظه تتناولان طعام الفطور معاً قبل رحيلك
همست انهار باختناق
ـ لا أن جاء لي قبل أن يستيقظ يكون افضل تعبت من الوداع كثيراً لا استطيع الرحيل وانا انظر في عيناه
ـ لكن سوف يحزن كثيراً
ـ اعلم لكن سوف يحزن على كل الاحوال لا زال صغير فترة وتمضي وينساني
أمسكت رحيق بيديها وقالت بلطف
ـ لا أضن هذا لقد زرعتي وجودك فيه لن ينساكِ ابد الدهر تأكدي
احتضنتها انهار بقوه ودموعها تعاود النزول من جديد
*************
قال زيد بضيق
ـ انا لا استطيع تقبل ما يحدث معنا
ـ ولا أنا
نطقها جابر ببرود وهو يرتشف من فنجان قهوته
تنهد زيد ليصمت ويكمل شرب القهوه
اقبل راشد جلس يحدق في زيد بهدوء
لينهض زيد ببرود وهو يقول محدثاً جابر
انا سوف اذهب في رحله خلال هذا اليومين هل تذهب معي ؟
ـ افكر في الموضوع واخبرك
غادر المكان ليلحق به راشد قائلاً
ـ المنزل لك أن ضايقك وجودي اذهب انا لا انت
بقي زيد صامت لدقائق ليقول بهدوء دون أن يلتفت
ـ انا قلت لك أخي وامنتك على بيتي
وانت كسرتني يا راشد
نحن ديارنا مفتوحة دائماً لا نطرد ضيف منها أي كان
تحرك مجدداً ليوقفه قول راشد
ـ لماذا أنا لهذه الدرجه وانت وجابر كأن شيء لم يحدث بينكم
كان جواب زيد الصمت ليتحرك للخارج دون جواب
قال جابر الجالس بصمت يكمل قهوته ببرودة اعصاب
ـ لأنني انضربت منه بالأمس وانت لم يصلك شيء

خرج زيد ليقف وحواجبه تنعقد باستغراب كان هناك سيارات راقيه من نوع الهمر تقترب من المنزل
ثلاث سيارات لا يعرف احد فيهم
قفز هزاع بهيبه من السياره الاولى وكأن هناك امرأة تجلس بجانبه
اقترب من زيد وقال بنبره عاليه
السلام عليكم ورحمه الله
مد يده ليصافح زيد سلم عليه زيد بهدوء وهو يجيب سلامه
قال هزاع بعد ثواني
ـ لي حاجه عندكم انا هزاع هارون
ربت زيد على كتفه مرحباً ودعاه للدخول هو ومن معه
كتب رساله لرحيق يخبرها عن وصولهم
ولا يعلم ماذا يفعل هي يخبرها أن تجهز الضيافه ام يجهز هو القهوه ويذهب جابر ليجلب بعض الاشياء بجانبها
وإذا وافقو أن يبقوا للغداء يخبر خاله
لتحضير الطعام هناك
شتت أفكاره محاولاً التركيز معا هزاع ومن جاء معه
وهم يسلمو على راشد وجابر
اقترب من راشد وهمس له أنهم أقارب أنهار
ليعتذر راشد منهم ويغادر المكان
كان خارجاً بحنق من نفسه ومنها وقف يحدق في باب المنزل نظرات تشرح الكثير مالا
يستطيع الإنسان قوله ولا الاعتراف به حتى لنفسه
همس بشرود لن تكون النهايه أعدك
************
جلس الجميع وبعد المجاملات المعتادة
تنحنح هزاع وقال بجديه
ـ انا هنا لأخذ ابنة عمي إلى بيتها نحن حقاً نشكركم على كل شي فعلتموه لأجلها حتى اليوم
لقد كانت ضروف بشعه ما مررنا بها جميعاً لقد بحثت عنها كثيراً لكن هكذا شائت الأقدار
ابتسم له زيد وقال بهدوء رزين
ـ هي من تستاهل كل شكراً منا ومهما فعلنا لن نستطيع رد جميلها علينا
لقد أخبرتهم انكم هنا ارتاحوا عندنا يومين
قاطعه هزاع بجديه
ـ شكراً لك حقاً نتمنى لو بإمكاننا البقاء إلا أن ابي رجل كبير في السن ولا يوجد أحد معه في المنزل
كبير غيري ويجب أن نعود بسرعه
لطفاً أخبرهم أن تجهز نفسها لنغادر الان
ـ ما بالك يا رجل دعنا نقوم بالواجب معكم
ـ مكثورين خير يا أخي بيننا غيرها بإذن الله هذه المره اعذرنا
ـ حسناً فقط اسامحك فيها لأجل الوالد حفظه الله
سوف أخبرهم الأن
غادر زيد المكان ليقترب جواد من هزاع ويهمس له
ـ ارتاح هزاع ما بك يبدو أنهم أناس جيدون
ـ أجل يبدو ذلك ، لكن سوف اموت لا اعلم لماذا هي هنا لا أستطيع أن ارتاح الا بعد ان اعرف منها كل شيء
ربت جواد على كتفه وصمت
لانه يعلم أن هزاع محق هي ابنة عمه على كل حال وواجبه أن يخاف عليها

****************
فتحت رحيق الباب وضعت صينيه فيها شاي ومقبلات لأجل الضيافه
وبقت تحدق فيها بعبوس
ماذا الان لا اعتقد انكِ تضنين أن ادخلك لهم انا ولا حتى أضعها هناك وانادي البغيض زيد
ولن احادثه في الهاتف لو رحلو دون شرب رشفة ماء واحده حسناً
لكن ماذا افعل
ـ هل تنتضرين أن تجيبك صينية التقديم
فزعت رحيق من صوت زيد الذي أتى فجئة وقطع حديثها معا الصينيه المنحوسه لتغطي وجهها بسرعه
لتعاود النظر له بحده غاضبه منه وتشعر بالاحراج يفتك بها كيف شكلها وهي تحادث
صينيه وتشتكي لها لا وفوق هذا تذكره هو
يا الله دعني اموت الآن
استجمعت نفسها بسرعه لتقول بحنق ولده الاحراج الكبير الذي تشعر به
ـ الا تعرف شيء عن احترام خصوصيه الغير
ـ عفواً ولكن هل من الخصوصيه ألجلوس أمام الباب والتفكير بصوت مرتفع بحيث نسمعه
الى مجلس الضيوف ؟
اشتد حنقها أكثر لترميه بنظرات حاقده وتدخل بسرعه وتقفل الباب بعنف في وجهه
وقف شارد لثواني ليضع يده على صدره وهمس بشرود غريب ما كان يحب أن نمسح الغبار عن مشاعر دفنت يا قلب ودام أن فعلنا لنتحمل النتائج بشموخنا المعتاد

ودعت أنهار رحيق وزينب وغادرت بسرعه تهرب من وجعها ترى عادل في وجه أخواته
هل تحتمل أن يكبر عادل ويعيش حياته ويمحيها
من صفحات أيامه
وماذا عنها كيف ستكون الحياه لها
لقد كان آخر شيء يجعل لحياتها قيمه ويبعث لروحها الفرح
خرجت من الباب لتنظر لزيد الذي يقف بعيداً
وعيناه بالأرض كان هناك مجموعة من الشباب يقفون قريب من الباب الخارجي للمنزل
السيارات كانت ثلاثه وهي لا تعلم اي واحد من منهم هو ابن عمها ولا تعلم اين تذهب بقت واقفه تراقبهم بصمت
كلهم كانو يغضون بصرهم عنها
بحثت فيهم لعلها تجد شيء يشعرها أنهم أهلها
ربما ذاك ابن عمها يشبه والدها !!
التفكير وحده جعل قشعريره تمر في جسدها
لم تعرف ماذا تفعل هل تقترب منهم ام تبقى واقفه ولكن إن لم يشعرو بها ماذا بعد
اتخذت قرارها أن تتقدم قليلاً منهم حتى يشعرون بها
عدة خطوات فقط كانت قبل أن تسمع صوت
احب شخص لها في العالم ينادي باسمها
بصوت شبه مرتفع لقد كان عادل لم يسمح لها أن تذهب دون أن يبصم روحها بوجع فراق
وهي ترى دموعه دموع طفلها وصديقها الحقيقي والوحيد
دموع الشخص الوحيد الذي احبها بحق وجعل لها قيمه
عادت خطواتها بسرعه وهي تجلس على الأرض وتستقبله في أحضانها نست كل شيء
خوفها من المستقبل وجع الماضي فقط
تذكرت أنها الأن تودع أخر ما جعلها تحافظ على ادميتها لسنوات تتركه وتذهب إلى اين !ً؟
لا تعلم تعبت لقد تعبت حقاً بكت طويلاً كما بكى هو دون أن يبتعد عن حضنها وهو يردد كيف تذهبين
كيف لا تودعيني بصوت متقطع
لم يقاطعهم احد بقي الجميع متفرج بصمت كئيب
زيد القابض على يده بقوه ويشتم في داخله نفسه وراشد
زينب ورحيق الواقفات بقرب الباب يبكين معاهما
هزاع الذي يقف اقرب واحد منهما لا يعلم من هذا الذي يبكي في حضنها لقد بدأت علامات الاستفهام تضهر امامه
منذ أن خرجت صغيره لم يتخيل أن من يبحث عنها هكذا ابدا لقد توقع أن يجد امرأه كبيره أم لولد كبير
وكانت وحيده أيضاً اين طفلها لم يعد يستوعب شيء مما يحدث معه
اقترب منه جواد رفيق دربه ربت على كتفه بهدوء وقال
ـ لقد اتصل والدك يا هزاع يسأل اين نحن
تنهد هزاع قبل أن يقترب قليلاً منهم قائلاً بحزم
ٕـ يجب أن نتحرك الأن والدي بانتضارنا
خرجت زينب أمسكت بعادل تربت عليه بلطف وهي تهمس له أن يدعها تذهب
أبعدته عنها بصعوبه حضنته تبكي معه لتذهب أنهار مسرعه لتقف بقرب السيارات
تحدق فيهن بضياع حزين وهي تبكي
اقترب منها هزاع يقف خلفها ليشير إلى السياره الأقرب
وهو يقول هذه سيارتي
ركبت السياره لتنخرط في نوبة بكاء
تحركت السيارات الثلاث واحده تلو الأخرى وعادل واقف أمام الباب توقفت دموعه
لكن نظراته تحدثت عن شكواها دون دموع
****************
فتح هزاع نافذته يحاول التركيز على القياده
لكن صوت بكائها يوتره
وهو لا يفهم شيء أليس ذلك الفتى ولدها وكيف تكون هذه ابنه عمه أنها صغيره وصغيره جداً
لدرجه لا يستوعبها عقله
عم السكون فجئه عند انقطاع صوت بكائها
حدق هزاع في زوجته وأشار لها أن تحادث انهار
تنحنحت بدون رضاء قائله
ـ أهلاً بكِ انهار كيف حالك !
ترقبت جوابها قليلاً ورددت قائله
ـ عزيزتي أنهار هل انتي بخير
أوقف هزاع السياره بجانب الطريق بعجله جعلت زوجته تصرخ خوفاً
نزلا معاً وهند تحاول ايقاضها دون اجابه إذ كانت واضعه رأسها على النافذه
وذهبت في غيبوبه الاغماء هروباً من كل ما تواجهه
ولطالما اعتادت على هذا الهروب !
أزاحت نقابها عن وجهها وهي تقول
ـ هزاع احضر ماء بسرعه أنها فاقدة الوعي ركض هزاع إلى الأمام ليأخذ قارورة الماء ناولها
وحدق في وجه انهار الشاحب وآثار الدموع لم تجف بعد وكأن السنين خطت على خديها طريقاً
لدموع لا تزول
حدقت فيه بنظرات ذات معنى
ليبتعد ويغض بصره عنها وهو يقول بتوتر
ـ هل هي بخير ام أخذها للمستشفى
قالت هند بتوتر بدأ يتغلغل في نفسها خيفة على انهار الساكنه تماماً
ـ هل لديك عطر هنا ؟
بحث بين أغراضه الشخصيه الموجوده في السياره ليخرج عطر
يناولها بقلق بالغ وهو يتخيل ردة فعل والده أن حدث لها شيء قبل أن تصل إليهم بعد أمله الكبير في الوصول إليها
ـ هند هل ما زالت تتنفس ؟!
كحت أنهار بضعف بعد أن ازعجتها رائحة العطر القويه ليتنفس الصعداء هزاع وهند بفرح وهي تسألها هند برقه
ـ هل انتي بخير انهار ماذا حدث معكِ
استجمعت أنهار نفسها بسرعه لتغطي وجهها بفزع وتحدق فيهما قبل أن تقول بهدوء وصوتها يرتجف
ـ أجل انا بخير شكراً لك أنه مجرد تعب
قال هزاع بنبره صارمه افزعت انهار وهند معاً
ـ هل نذهب الى المستشفى هنا ام نصبر إلى أن نصل إلى قريتنا
همست انهار لهند القريبه منها
ـ انا بخير صدقاً هو مجرد تعب لا احتاج الى المستشفى
ركب هزاع السياره بعدها ليتابع طريقه بينما
تفكر هند أنه لم يدعها حتى تعود لمقعدها بجانبه
كانت تفكر انهار أنه سمع صوتها رغم أنه همس وأنه يعيش في قريه رغم أنها ضنت من سيارته الفاخره أنهم أثريا بقدر زيد ومن معه أو أكثر
*****************+

اقتربت رحيق من عادل الصامت منذ رحيل انهار يحدق أمامه بجمود لا تعلم ما يدور في عقله اقتربت منه لتمسك يده وهي تجلس بجانبه وتهمس برجاء
ـ عادل هون عليك سنزورها وتأتي هي لزيارتنا ذات يوم
حدق فيها زيد بصمت لثواني ثم تنهد وهو يقول بحزن عميق
ـ رحيق انا لست طفل اعلم اني لن أرى انهار مرة أخرى
ـ لما تقول هذا بعد أن تص........
ـ لن يحدث شيء بعد وصولها هناك انا فعلاً حزين لاني لن اراها مرة أخرى إلا اني حزين أكثر لاني لن استطيع ان اعلم هل هي بخير ام لا
انا لا اقرب لها لهذا لن يدعوني اعرف اي شيء عنها عائلتها هناك انا انا لا اعلم ما ستواجهه هناك
اني خائف عليها
رحيق انا لا اكرهكم وسعيد جداً أن لي عائله مثلكم
واعلم انكم تحبوني انا فقط احتاج الى الوقت
حتى اعتاد على كل هذا
حضنته رحيق برقة وهي تقول بعبره
ـ لا عليك حبيبي نحن معك وبجانبك ولك كل الوقت الذي تحتاج إليه وصدقني انهار سوف تكون بخير
الله معها دائماً ليست وحيده
ابتسم لها عادل بضعف لينهض عند سماعه صوت طرق الباب ويذهب لفتحه ورحيق الواقفه
قرب الباب تريد معرفة من جائهم في هذه الساعه
ليدخل عمها وجابر يقف بعيداً
في حوش المنزل علمت بوقتها أن عمها لم يأتي لخير أبداً
وعلمت أيضاً أنها خائفه وانها تتمنى أن يكون
زيد موجود في الملحق لتشعر بالأمان
ليصدمها أكثر تفكيرها هذا وهي تستوعب أنها لا تخاف زيد كما تخاف عمها وابن عمها ؟؟؟!

قراءه مـمتعه


ساره مسعد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-05-23, 01:38 PM   #56

ساره مسعد

? العضوٌ??? » 484875
?  التسِجيلٌ » Feb 2021
? مشَارَ?اتْي » 62
?  نُقآطِيْ » ساره مسعد is on a distinguished road
افتراضي عند الشروق

الفصل السادس عشر

مني السلامُ إلى عينيكِ أُبلِغُهُ
مني السلامُ إلى خدّيكِ والقبلُ
مني السلامُ ومن حِبري إلى قلمي
كلّ القصائد في عينيكِ تَكتملُ
إني أحبُّكِ ليتَ الحبَّ ينصفني
ذابَ الفؤادُ ونارُ البُعدِ تشتعلُ
إني أحِبُّكِ في دنيايَ تغمرني
طالَ الفراقُ أنا ماعُدتُ أحتملُ

بعد قليلاً من الصمت قال عمها بهدوء
ـ غادرتي المنزل كما رغبتي
صمتت رحيق دون تعليق ليكمل عمها
ـ انا اتيت اليوم للتحدث معك عن حياتك كما تعلمين انا المسئول عنكِ
شعرت رحيق بعدم الراحه وتوترها يزداد منذ وصوله لكن لم تعلق وترقبت إكماله لحديثه ليتابع
ـ لقد أتاني خاطب لكِ وانا لا أرى به عيب حتى ترفضينه
وقد قررت
نهضت رحيق بغضب اعمى لتقول بصراخ دون وعي
ـ من انت حتى تقرر ، انا منذ شهر فقط لم أكن اعرفك حتى ، والله ثم والله لن اتزوج زيد ولو قتلتني
صرخ عمها بالمثل وهو يرفع إصبعه محذراً
ـ احترميني يا رحيق اني أحذرك من غضبي لا تجبريني على القسوة معكِ
الخاطب ليس زيد وبما أن زيد يريدك جوابي وصلني
هم أن يغادر لكنها وقفت أمامه بصدمه وهي تقول
ـ ماذا تقصد ؟!
ـ اقصد أن زيد رجل لا يعيبه شيء وليس لكِ اي عذر حتى ترفضينه سوف تقبلين بالزواج منه
وسوف احدد انا يوماً لعقد قرانك
وقفت رحيق مصدومه دون رد فعل وهي تتخيل أن تكون مجرى حياتها هي واخوتها هكذا والدهم لم يكن
يرفع صوته على أحدهم لياتي من بعد غيابه
من يذلوهن ويكسروهن ويقررو حياتها بهذه الطريقه المهينه!!
كان عمها على وشك الخروج عندما أوقفته كلماتها البارده
ـ اهرب كما فعلت قبل خمس سنوات مضت
حدق في عيناها المحمره رجفة شفتيها الاصرار في حديثها جعله يعود يسمعها لتكمل بحقد وغضب بارد
ـ اهرب منكم كما هربت قبلاً من اعدائنا اذهب ولا تجدون لي أثر يذكر
ليبقى الناس أعوام يتكلمون عنك وكل عائلتك
اقسم بالله أن فكرت أن تجبرني على شيء
أن أضع راسك في الوحل
كان غضبه يتصاعد دون سيطرة منه هذه الفتاه تستفز كل سيء به
لتكون جملتها الاخيره آخر ما تحمله منها
ليعود ويصفعها بقوه حتى رماها أرضاً رفعها بشعرها مقابل وجهه على نظراتها الحارقه
وعادل الواقف بخوف يتذكر انهار وكل ما تعرضت له من ضرب ركض ينادي زينب بخوف
كانت تحدق في عمها بحقد اعمى لم ترفع يد والدها عليهم يوماً لا تتذكر حتى أنه صرخ في وجهها
قال عمها بغضب
ـ سوف تتزوجينه يا رحيق رغم أنفك لن تهربي ولن تخرجي من المنزل حتى
ستبقين هنا حتى يتم زواجكم
لتبقي في منزل زوجك وأخذ زينب وعادل معي
صرخت رحيق في وجهه بقوه
ـ لن يحدث ولو فيها موتي
صفعها للمره الثانيه والثالثه
وهو يقول بغضب كيف تكسرين كلمتي والدك نسي أن يربيك اقسم أن أعيد تربيتك يارحيق
لم تحاول الفكاك منه دخلت زينب بينهم تتوسل أن يترك رحيق
لكنه لم يصغي لها وكلمات رحيق الناريه تستفزه أكثر
ـ لا توقفيه يا زينب دعيه ربما يقتلني اليوم لارتاح منه ومن عائلته
أمسكت زينب بعادل الباكي وهو يحاول تخليص رحيق من ايدي عمها الذي فقد السيطره
على أعصابه تماماً فكان يضربها دون وعي وقالت له بفزع وبكاء
ـ اركض عادل ابحث عن زيد أخبره أن يأتي إلى هنا اذهب ركض عادل إلى الملحق
وعند وصوله كان زيد مستلقي في فراشه لم ينهض بعد يرتدي بنطال بجامه فقط
استقام بسرعه من منظر عادل المفزوع والدموع في عيناه
ليمسك كتفيه قائلاً بهدوء
ـ ما بالك يا عادل ما الذي حدث هل فعل أحدهم لك شيء؟!
كان الفزع مسيطر على عادل الذي مر بالكثير من قبل وهو يتمتم بجمل غير مفهومه
ـ رحيق هناك سوف تموت
هزه زيد أكثر وهو يفقد هدوئه قائلاً
ـ ما بها رحيق تكلم ما الذي حدث
أشار عادل باتجاه باب المنزل قائلاً
ـ هناك يضربها سوف يقتلها
تركه زيد بسرعه ليركض باتجاه المنزل القريب منه وعند هبوب الرياح شعر زيد بأنه لا يرتدي إلى بنطلون بجامته ليشتم نفسه مراراً وتكراراً وهو يعود إلى غرفته راكضاً
شعرت رحيق أن الضغط على شعرها يسبب لها صداع قوي وتشعر بالغثيان لم تنتبه كثيراً لما يحدث دخل زيد يركض ابعد عمها عنها بغضب تراخت بضعف
ليمسكها زيد لف ذراعه حولها وسندها له وهو يسألها بخوف ولهفه
ـ رحيق تسمعيني هل انتي بخير اجيبي
كان آخر ما تذكرته عيناه القريبه منها جداً وخوفه عليها الذي بدأ لها حقيقي بشكل مخيف
لمشاعرها في تلك اللحظه من الضعف التي كانت تعيشها
وشيء اخير رائحته الهادئه بعيد عن رائحة
عطره المعتاد الذي يستفزها
لتفقد الوعي بين يديه
****************

احدق في الطريق بشرود وعقلي في دوامات لا تتوقف
ماذا سيحدث معي الان هل عمي سوف يحبني
لماذا ابي كان وحيداً طوال حياته لما لم اكون بينهم منذ طفولتي كما باقي العائلات
سمعت همسة الفتاه التي بجانبي تحادث ذاك ابن عمي
تطلب منه تغيير الاغنيه
لكنه رفض وهو يقول إن اغانيها سخيفه لن يسمعها وهو على سفر طويل
ابتسمت بخفه
لقد كانت الاغنيه جميله حقاً هادئه بلحن عراقي عتيق حزينه عن الفراق اول مره اسمعها
انا لا اعرف الكثير من الاغاني لكن أشعر أنها استوطنت قلبي رغم ان كلماتها لا تعنيني إذ كانت تتحدث
عن فراق الحبيب وبما اني لا اعرف ماهو الحب ولا الحبيب فهي لا تعنيني لكنها جميله
راقت لي جعلت توتري ينزاح قليلاً لاسرح في احلام بريئه عن الحياه السعيده والأمان
عن العوده يوماً إلى الديار التي لم اعرفها
توقفنا في مكان أمام مسجد ليقول لنا هزاع
ـ هل تريدون أن أجلب لكم معي شيء ؟
إجابته زوجته تطلب الطعام وعصير وماء بارد
ما يعني هذا هل لازالت الرحله طويله برفقة هذا الثنائي الكئيب
سألتني ماذا اريد شكرتها وأخبرتها انني لا أريد شيء لكنها عادت السوأل مرة أخرى بإصرار
وهي تهمس لي
ـ أخبريه الان لانه لن يتوقف مرة أخرى إلا أن نصل
وتموتين جوع هنا ولن اعطيك من أغراضي ولا حتى شربة ماء
بقيت احدق ثواني في ملامحها الجاده قبل أن أكرر نفس الاجابه واعاود النظر من النافذه إلى
العابرين خارجاً احاول تصفية ذهني والانفراد بنفسي قليلاً لكنها عادت لتقترب مني قائله
هل تريدين الحمام انا سوف انزل الان
همست لها بالنفي لتبقى تحدق في وجهي بشكل غريب قبل أن تقول ببرود
ـ كما تريدين موتي هنا !!!
وتذهب لاحقه بزوجها !!
فور ذهابهم أطلقت معدتي اصوات الاعتراض وانا افكر في الأكل الذي طلبته حمداً لله لم يسمعها أحدهم
قال هزاع لزوجته
ـ لماذا لم تأتي
ـ تقول انها لا تريد
ـ حتى الحمام ربما خجلت مني
ـ لا أعلم ولا يهمني وأتمنى أن لا يهمك انت أيضاً حتى لا اركلها من السياره
ضحك هزاع على هبل زوجته الذي اعتاده
عند عودتهم لم تنتبه انهار الا على صوت فتح باب السياره فزعت قليلاً لتضحك عليها هند قائله
ـ هل تخافين حتى من خيالك
تمتمت أنهار
ـ لا فقط لاني كنت سارحه قليلاً لم انتبه لوصولكم
بقينا مسافرين مسافه طويله أكثر مما توقعت
لم نتوقف بعدها حتى أذان العصر وقف أمام مسجد على الطريق
ليقول لزوجته هنا حمامات ومصلى نساء ويذهب
لم تنزل فقلت لها
ـ لن تنزلي ؟
ـ لا هل تريدين النزول انتي ؟
ـ أجل
ـ حسناً اذهبي
ـ الن تصلي
ـ ليس علي صلاه اذا تريدين انزلي انتي لكن استعجلي حتى لا يعود هزاع ولا يجدك فهو
يغضب بسرعه
شعرت بنوع من التغيير في حديثها معي لذا لم أصر أكثر سميت بالله ونزلت
كانت الحمامات متسخه ومعدتي فارغه أصبت بالغثيان وحاولت أن استفرغ كثيراً
ولاني لم ااكل شيء طوال اليوم تعبت كثيراً
وشعرت بالاعياء خرجت أشعر بثقل شديد ذهبت إلى المصلى كان نضيف الحمدلله
صليت العصر والظهر معاً لاني لم استطيع ان اطلب منهم التوقف قبل
خرجت أشعر بدوار قوي بالكاد استطيع المشي لم أشعر الا بهزاع يقف امامي وهو يقول
ـ ما بك الجميع ينظر اليك
حدقت حولي باعياء وهمست بضعف
ـ متعبه قليلاً فقط اريد الوصول إلى السياره
ـ تستطيعين الاستناد علي حتى الوصول
حدقت فيه لثواني لتكون أول مره تلتقي عيناي به عن هذا القرب شعرت بالخطر
فتمتمت بضعف
ـ شكراً لك لا داعي أبداً
تجاوزته احاول التصنع بالقوه رغم الوهن وضعف جسدي حتى وصلت إلى السياره بصعوبه نظرت له
فكان واقفاً في مكانه يحدق فيني
بشكل غريب جعل عدم الارتياح يتملكني أكثر
وانا ادعو أن ينتهي طريقنا معاً باسرع وقت ممكن
*********
اقترب زيد من زينب وعادل الواقفين قريب
من غرفة المستشفى
مد لزينب باغراض للاكل وماء حدقت زينب
في يده بجمود رفعت عيناها لعينيه تحدق فيه لفتره طويله وكل منهما يحاول قراءة الآخر
حتى كسر الصمت زيد وهو يقول
ـ اطعمي عادل واشربيه الماء لقد فزع الطفل
لم تعلق لثواني قبل أن تهمس بصوت بعيد
ـ اليتم سيء جداً أكثر مما يحتمل
ـ سيء نعم لكن لا يوجد مالا يحتمل في الحياه طالما النفس فينا نستطيع
تحمل كل شيء حتى وإن تعبنا لا يحق لنا أن نستسلم يا زينب
سقطت دموعها بوهن وهي تتمتم
ـ لم اعد استطيع
انهمرت دموعها لتغطي وجهها وهي تبكي بضعف
جلس زيد أمامها وقال بهدوء رزين
ـ اسمعيني جيداً زينب انتي واخوتك في حمايتي بعد اليوم لن يتجرأ أحد على اذيتكم ولو بكلمة واحده
فقط تخرج رحيق بخير
وينتهي كل هذا الكابوس ولن أسمح بعدها أن يصيبكم مكروه ما دمت حياً ولي قدرة هذا
وعدي لك ثقي بي
استجمعت نفسها لتحرك راسها وهي تشكره بصوت منخفض
نهض مغادر ليرى وصول جابر ووالده في بداية الممر
اشتد الجليد في عيناه ليضع يديه في جيب بنطاله الرياضي وهو يقترب منهم
وقف أمام خاله كان وضعه سيء وهو يلوم نفسه على فقدانه لاعصابه أمامها
قال زيد ببرود لما أنتما هنأ ؟
تنهد خاله قائلاً
ـ كيف حالها ؟
حاول زيد التظاهر بالهدوء ليقول من بين أسنانه
ـ انا لا اعلم اي قلب الذي لديك حتى استطعت أن تؤذي ابنة اخيك إلى هذه الدرجه
ألم تخاف الله ؟! وانت تعلم أنهن أمانة لديك وسوف تحاسب على كل دمعه كنت سبب فيها
قال خاله ببرود
ـ هل تحاسبني على ابنة اخي انت يا زيد
صرخ زيد في وجهه فاقداً أعصابه
ـ أجل انا وأقسم أن اقتربتم منهم مرة أخرى أن انسى كل قرابة بيننا واحترام
انا لم اسلم والدها لتعبثو ببناته من بعده هكذا
صمت يحدق في عيني خاله بتحدي لثواني قبل أن يقترب منه أكثر وهو يقول بهمس خطر
ـ حتى هذا اليوم قلت عمها ولك الحق ، لكن لن اقول بعد اليوم كما كانت غير موجوده بالنسبة لكم لخمس سنوات كامله سوف تكون هكذا والا انت اكثر من يعرف ماذا بإمكاني أن أفعل لا تجبروني
غادر زيد المكان ليقول جابر يحاول تهدئة الأوضاع
ـ أنه زيد المعتاد لا تهتم
ـ لا ليس المعتاد فهو ليس فقط غاضب منا هو مجروح عليها أيضاً وحاذر الاقتراب من وكر أسد مجروح يا جابر
فهو عندما يجرح يتحول لوحش حتى والده كان هو السبب
في وفاته وها أنا حذرتك ابتعد عنه وعن كل ما يخصه
غادر المكان ليقف جابر قليلاً صامت يحدق في زينب ليقترب منها
تنحنح بتوتر وهو يهمس
ـ الحمدلله على سلامتها
لم تجيب ليضيف
ـ لما تتجاهليني انا لا ذنب لي بوالدي
كان الجواب هو الصمت منها
امسك جابر بذراعيها ورفعها بقوه يقربها منه وهو يقول بغضب محبط
ـ لا تعامليني هكذا أنا لست عدو لكِ
نفضت يديها منه بقوه لتقول بنبرة حقد عاليه
ـ بلا انت عدوي والدك عدوي ووالدتك أيضاً جميعكم
أعداء لنا ولن تكون غير عدو
أشارت باصبعها وهي تكمل
ـ والان اذهب من هنا اغرب عن حياتي والى الأبد دعونا وشاننا فقط
ابتعد جابر خطوتين ليقول ببرود متصنع
ـ سوف تندمين على كل كلمة قلتيها لي ، انتي الان غاضبه على اختك وانا اعذرك لكن حديثنا لم ينتهي
ولن ينتهي بهذه الطريقه يا زينب اعلمي هذا
غادر لتنهار زينب جالسه إلى الأرض ركض عادل إليها ليمسك بيدها وهو يقول بنبرة حزينه وبكاء مخنوق
ـ لا تخافي منه زينب سوف انادي زيد اذا عاد إلى هنا
حضنته وهي تواصل بكأها الذي لم يتوقف منذ ساعات
اقتربت منها ممرضه لتربت على كتفها
برقه وهي تقول
ـ لا تخافي اختكِ بخير تستطيع الذهاب الى المنزل
نهضت زينب بفرحه قبل أن تعبس وهي تتمتم بخجل
ـ ااااا... سوف اتصل بقريب لنا من أجل الحساب وبعدها نخرج
أشارت لها بحسناً
وغادرت
جلست زينب في حيرة هل تتصل بشعاع ؟
أنها تخجل أن تأخذ شعاع المال من أخيها
تنهدت بكبت وهي تعلم أن لا حل اخر أمامها اتصلت بها لتخبرها بشكل مختصر أن رحيق متعبه
واخذتها إلى المستشفى ولا تملك المال لأجل الحساب وشراء الادويه
وكما العاده أقفلت الهاتف شعاع في وجهها فور نطقها لاسم المستشفى هي تعلم أنها دقائق فقط وسوف تكون هنا معها
**************
وصلنا إلى أمام بوابة كبيره ارتفع أبواق السيارات
لتفتح وندخل إلى حوش كبير
فيه عدة سيارات راقيه اقتربنا مسافه اطول من السيارات الاخرى
حتى وقفنا أمام المنزل كان هناك العديد من الرجال واقفين ولا يوجد نساء أبداً !!
شعرت بحرقة في معدتي من التوتر والخوف لاول مره في حياتي سوف اقابل أشخاص يقربون لي
من دمي لا اعلم هل الفكره مريحه ام مخيفه إلا أن مشاعري لا تمد للراحه بصله
خرج هزاع قبلنا لتقول لي هند
ـ هيا انزلي
أمسكت بيدها لامنعها من النزول
وقلت بخوف
ـ هل ننزل أمامهم كلهم ؟
ـ أجل أنهم اعمامك وأولادهم هيا تعالي
لحقت بها لا اعرف ماذا افعل في موقف كهذا انا عشت حياتي كلها بمفردي منذ زواجي
وحتى في منزل والدي لم يكن لي احد سواه بعد موت والدتي
ألقيت التحيه بهمس وهذا كل ما استطعت أن انطق به
ردو التحيه جميعاً بأصوات متفاوته
وانا امشي وراء هند حتى اقترب مني رجل يشبه والدي كثيراً ملامحه متعبه لكن التعب لم يمحو
بشاشه وجهه حضني بفرحه وهو يقول
ـ وأخيراً وجدناك انهار مرحباً بك بين اهلك يا ابنتي
لم اعرف ماذا افعل أو اقول أشعر بغرابه كبيره من انتم ؟!
ام اقول اين كنتم ؟
هل تعلمون اي حياة أعيشها حتى اليوم
دام وانتم اهلي اين كنتم عني وعن والدي
ابعدني عنه وانا لا انطق بحرف عرفني على باقي اعمامي
كلهم رحبو بي بلطافه اعمامي
احتضنوني بحب والبقيه رحبو بي من أماكنهم
وانا لا انطق بحرف بين كل ذلك الضياع
الذي أعيشه وقعت عيناي في عيني هزاع
كان يراقبني بغرابه وليس فضول كما بعضهم يشعرني اني تحت المجهر ،مشاعر التوتر أخرجتني من الضياع كنت
اقف بجانب عمي هارون
اقتربت احاول قول شيء وصوتي لا يسعفني
وهذا المستفز هزاع يراقبني دون توقف
انتبه لي عمي فقرب نفسه مني وقال بلطف
ـ هل تريدين شيء يا ابنتي
لطفه ونطق ابنتي حنيته علي تجعل كل مشاعر القلق والضياع ترتفع عندي
همست بكل ما اوتيت من قوه
ـ أريد الدخول
ابتسم بوجهي وقال
ـ عماتك وبناتهم أيضاً يريدين لقائك هيا ندخل يا جماعه تفضلو
كل علامات الاستفهام ارتفعت فوق راسي إذاً ممن ادخل انا !؟ وإذا سوف ندخل جميعاً
لماذا لم تخرج البنات !
ما الذي يحدث معي يا الهي سوف اموت من التعب
اريد ان أنام فقط أنام وأهرب من كل شيء
بدت الفكره مغريه لوعيي الذي بدأ يذهب
تدريجياً حاولت تشتيت أفكاري
لاني اعرف نفسي جيداً استطيع الهروب الى النوم بسهوله
دخلت معهم برفقة عمي الحنون الذي لا
يتركني كاني سوف اتبخر أن تركني من يده
دخلنا إلى منزل جميل لا يشبه منزل زيد أبداً لكنه جميل
وواسع جداً عند هذه النقطه
اول ما خطر ببالي هل يعيشون جميعاً هنا معاً
وصلنا الى مجلس واسع كما البيت كل شيء به ضخم
كان مجلس عربي يختلط بين الفخامه
والاعتياديه في خليط مبهر
لكن المبهر حقاً هو كميه النساء الموجودات به !؟!
هل هذه العائله!! ام جميع سكان القريه ؟
دخل الرجال جميعاً حيث جلسو في الجزء الأمامي من المجلس
وانا اقف مثل العمود ليحيطني عمي هارون بذراعه وهو بقربني من النساء
كانين بغطاء راس كامل وعبايات واسعه
لكن لا يغطين وجيههن
اشياء لم اعتادها ولن اعتادها أبداً
قال عمي بلطف
ـ اقتربي يا انهار لا تخجلي تعرفي على الجميع هذه عائلتك
تقدمت خطوتين اتصرف بحماقه والجميع يراقبني
لكن هذا ليس ذنبي عدم وجودهم في حياتي
ليس ذنبي انا، اقتربت مني امرأه لطيفه رحبت بي وحضنتني
وقدمتني للبقيه سلمت على الجميع
وعند كل واحده فيهم عرفيني على أنفسهن
شعرت بالارتياح للبعض ،وبالغرابه عند البعض
لكن لم اهتم
لم يكن لي عمه اخت لوالدي عرفت منهن أن لي واحده متزوجه وتعيش
خارج البلاد ، لي ثلاثه اعمام أكبرهم عمي هارون
لديه بنتين وولد وحيد ذلك الغاضب مني
دون سبب لا يرفع رأسه كثيراً
ويبدو يخجل من الفتيات لكن يراقبني سراً والغضب في عينيه ولا اعلم ما السبب
وزوجته عرفتها سابقاً
ولدي عمي سالم له اربعه اولاد وبنتين
واصغرهم عمي سليمان
لديه ابنة واحده
هي أيضاً أشعر أنها تكرهني مثل ابن عمها الاخر
والاثنين يملكان نفس الملامح والتعابير
ونفس القسوه !!
بعد السلام والترحيب والمجاملات
دخلت النساء الى مجلس آخر
ليجلسن براحه أكثر غيرين ملابسهن
بدون حجابات أو عبايات
كان الفتيات يلبسن فساتين بسيطه وانيقه
جميله جداً والكبار يلبسن جلابيات بتطريز فخم وأنيق
والجميع يلبسن الذهب والحلى الجميله
انقسمين في المجلس مجموعتين
كانت ناديه ابنة عمي سليمان معا مجموعه
والكبار جالسات معاً
بينهن ابنة عمي هارون لينا وزوجة احد أبناء عمي
وزوجة هزاع رفيقتي في الرحله الغريبه
جلست قرب زوجة عمي هارون
لتقول لي بلطف
ـ ارتاحي انهار
لتقول هند
ـ الن تنزعي العبايه ؟
تمتمت
ـ شكراً عمتي انا مرتاحه
شعرت اني ارتكبت خطأ من نظرات ناديه لي كأنها انتبهت لحديثي
لتحدق في هند بابتسامه بارده وتعود
لحديثها معا الفتيات
لم اعرف ماذا اقول لهند لهذا لم اجيبها
كنت أشعر بارهاق كبير وراسي يكاد ينقسم من الصداع
ولا احد يقول مسافة طويله ربما متعبه
بعد قليل نهضت هند لتقول
ـ انا متعبه من الطريق سوف اذهب الى غرفتي انام
قالت ولها عمتي اسماء زوجة عمي هارون
ـ تعشي قبل أن تنامي
ـ لا أشعر بالجوع أبداً أكلت في الطريق
عافيه لكم
وغادرت المكان كانت سمراء ملامحها جميله جداً
شعرها اسود قصير لحد كتفيها
نحيفه وطويله تمتلك قوام جميل
اقتربت من زوجة عمي أكثر اريد أن أقول لها اني متعبه أيضاً
لكن لينا قالت لي قبل أن أتحدث
ـ هل تريدين أن تغيري ملابسك وترتاحي انهار
ولاول مره أشعر أني اود معانقة أحد همست ب نعم
لكن عمتي اسماء قالت باعتراض
ـ دعيها تبقى معنا حتى العشاء وبعدها تنام
لكن لينا اعترضت
ـ امي الا تري تكاد تذوب من خجلها وليست مرتاحه
تاكل في غرفتها وغداً نجلس معها أكثر
لم يبدو على ملامحها القبول لكنها صمتت
لانهض معا لينا خرجنا من المجلس وانا لا اتذكر من اين دخلت اول مره
أشعر أني في متاهه المنزل كبير
وانا لست بكامل وعيي
دلتني لينا على درج كبير للطابق العلوي مشينا في ممر طويل
لنصل إلى صاله بها اربعه ابواب
لتشير لينا إلى أحدهم وقالت
هذه غرفة هند وغرفة تقى تلك وهذه مقفله لا يستخدمها احد
لتقترب من الاخيره وفتحت بابها وهي تقول
وهذه غرفتك
كانت جميله وواسعه بنوافذ كبيره واثاث عتيق
راودتني ذات المشاعر المعتادة
الغربه ! أن هذا ليس بيتي ليس مكاني
شكرتها بهمس وهي تقول
ـ اتمنى أن تعجبك ،سوف إحظر عشائك هنا ارتاحي
غادرت واقفلت الباب خلفها
تمددت على السرير واغمضت عيناي بتعب شديد
ينهك روحي قبل جسدي
جسدي كله متشنج من الطريق الطويل ومن التفكير والتعب النفسي الذي أمر به
نهضت فككت شعري ادلك فروته وخلعت العبايه
ليطرق الباب
صمتت لا اعرف ماذا اقول هل ادخل ام أسأل من في الباب
لكن الطارق لم ينتظر وفتحت تقى ابنة عمي هارون الباب نظرت لي بابتسامه خجله
اقتربت في يدها صحن العشاء وهي تقول بخجل وابتسامه جميله
ـ مساء الخير ، احظرت عشائك
ابتسمت لها وانا اشكرها وضعته على طاوله جانبيه
وحدقت فيني وهي تقول
ـ انتي جميله جداً وصغيره
ضحكت بخفه وقلت
ـ شكراً لكِ انتي اجمل ، كيف صغيره
ضحكت هي الأخرى قائله
ـ منذ أن بدأ هزاع يبحث عنكِ والجميع يتحدث عن ابنة العم الجديده ، فكنت أضن انكِ امرأه كبيره
وأيضاً ااا.... قالو أنكِ ارمله ولك ولد كبير
لماذا لم يأتي معكِ هل هو معا عائلة والده هل أخذوه منكِ ؟!
ابتسمت لها تبدو صغيره وبريئه اجبت
ـ أجل انا ارمله ، لكن ليس لي أبن
ـ حقاً هل كنتي بمفردك منذ موت زوجك ؟!
حسناً الفتاه طيبه لكن انا لا طاقة لي حتى اجيب كل اسألتها لا طاقه أبداً
حتى للحديث عن اي شي في حياتي
ترددت قليلاً احاول ان لا احرجها
فقالت هي
ـ حسناً حسناً لو تعلم امي اني سالتك عن شيء
سوف تقتلني ، اعلم أنك متعبه
ويجب أن أخرج حتى ترتاحي
سوف اعود لاحقاً لأخذ الصحن اذا اردتي النوم ، وان لا ازعجك ضعيه أمام الباب
هززت راسي لها بابتسامه هذه الفتاه عفويه جداً
عند خروجها تذكرت إني لم اسألها عن الحمام
ليس لدي حل سوا ان اصبر حتى تعود
لأخذ الصحون حتى اسألها لن أنام حتى تعود ..
***********
اقتربت تقى من الفتيات وهي تقول بحماس
ـ جميله جداً وشعرها حكاية أخرى
إجابتها رحمه
ـ أنها غريبه وتبدو مغروره
اعترضت تقى قائله
ـ لا أنها فقط متعبه ، وخجوله لانها لم تتعرف علينا بعد
حديثها لطيف وأيضاً ، كذب ما قيل
أن لها ولد
قاطعت الحديث نادية قائله بلؤم
ـ بما انك تعرفتي عليها وتقربتي منها ، لماذا لم تساليها ماذا فعلو بها
عائلة الشاهري واين كانت كل هذه الفتره وحدها ؟
صمتت الفتيات وتقى تحدق في ناديه بكره
لتقول بهدوء
ـ سوف نعرف أين كانت ، اخي هزاع يعرف كل شيء
لم يبقى هذا السوأل لكِ
لو انكِ تهتمين بحياتك قليلاً بدل حشر أنفك في حياة الناس يكون افضل لكِ
إجابتها ناديه غاضبه
ـ ماذا تقصدين يا طفله ، هل تعلميني انتي كيف اهتم بحياتي
ـ بصراحة لا اخر ما يهمني حياتك ، ولست أنا الطفله لكن لانكِ انتي الكبيره تظنين هذا
قالت ناديه بغضب بارد وهي تحاول تمالك أعصابها
ـ تقى احترمي نفسك ، لن يعجبك أن اضعك في بالي
ـ انا احترم نفسي جداً ، واحب نفسي وادللها كثيراً
لن اتعلم الاحترام منكِ
ابتسمت ناديه بغضب وهي تقول
ـ تذكري انكِ من اردتي هذا ، لا اريد أن أدخل بجدال معك بعقلك الصغير هذا
تجاهلتها تقى وهي تنخرط في الحديث
معا البقيه ونظرات ناديه الكارهه تتابعها
***********
وصلت المستشفى عقلي مشوش لم افهم
من زينب إلا أن رحيق متعبه ولا تملكان المال
لشراء الادويه
كان زيد قريب من الاستعلام لذا لم أسأل اتصلت
سألت زينب عن مكانهم
وذهبت إليها فور وصولي حضنتني وهي تبكي حاولت تهدئتها قليلاً لما افهم الكثير إلا أن عمها ضرب رحيق
حتى أغمي عليها
هل جن هذا العجوز الخرف !!
ربتت عليها مواسيه وذهبنا لنرى رحيق كانت هادئه بشكل غريب أثار حفيظتي
ساعدتها على النهوض وهي تضحك بخفه
ـ لست معاقه ما بك شعاع ؟
ابتسمت في وجهها احاول ان اتصرف بهدوء
قلت لزينب بأن تجهزها وانا سوف احاسب
لنغادر عند وصولي للاسفل نظرات الكره توجهت لزيد من تلقاء نفسها كنت أشعر بالحقد تجاه الجميع بمن فيهم زيد ربما ليس مذنب وربما مذنب لكنني حقدت عليه
على كل حال
اقتربت من الموظفه اسألها عن حساب رحيق
لكنها أجابت بأن حسابها مدفوع
أعدت نظراتي لزيد كان يحدق فيني بهدوء لاول مره لا يغض بصره ولاول مره أيضاً انظر له انا
وصلت زينب ورحيق ليقطع التواصل بيننا ونحن الاثنين نحدق في رحيق كان ضاهرياً
شكلها يوحي انها بخير تواصلت معا زيد بعيناهم وكل واحد منهم نظراته اغرب من الأخر
قلت لرحيق بأني وجدت حسابهم مدفوع لم تقطع تواصلها البصري معا زيد لكنها أشارت برأسها
بحسناً وهمست
ـ لنرحل من هنا
غادرنا المستشفى وزيد يقف في مكانه دون أي ردة فعل ودون أن يزيح عيناه عن رحيق حتى غادرنا بالسياره
بعد صمت طال في الطريق قلت لرحيق
ـ ما الذي تفكرين بفعله
لم تجيبني في البدايه حتى ضننت أنها لن تتكلم لكنها قالت بعد صمت
ـ لا شيء
ليكون ردها المختصر انتها للحديث ويخيم الصمت على الجميع كل في دوامته الخاصه يفكر
ماذا بعد !!
*****************
صحت انهار تحدق حولها في المكان الغريب ،لقد نامت دون أن تشعر وهي تنتظر عودة تقى
حتى تسألها عن الحمام ،لا تعرف كم الساعة الان هل إذن الفجر ام لا زال الليل ! نهضت من السرير
وهي تحدث نفسها يجب أن تجدي الحمام بمفردك لبست عبايتها ونقابها وخرجت تتلمس طريقها بخوف كان المنزل مظلم الا من الضوء الداخل من الشبابيك الكبيره ويعمه السكون لدرجة الشعور بالرعب ، تذكرت حديث لينا عن الغرف فكرت أن الحمام ربما في الاسفل
نزلت الدرج العملاق وهي تشعر أن خطواتها تعيدها للوراء تذكرت طريق المجلس فذهب باتجاهه وهي تحادث نفسها ، ربما هناك حمام ملحق بالمجلس
فتحت الباب بهدوء وقبل أن تخطو بداخله شعرت بيد تمسك ذراعها وتسحبها للخارج بشده خرجت من بين شفتيها صرخه مرعوبه وهي تضع يدها الأخرى على يده الممسكه بذراعها وتحدق في عيناه الغاضبه لتاخذها نظرته لمكان آخر ورجل اخر ورعب مختلف شعر برجفة يديها وتغيرت نظرات الغضب للحيره وقبل أن ينطق أحدهم بشيء
ـ ما الذي يحدث هنا ؟!
انتهي ....


ساره مسعد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-05-23, 01:45 PM   #57

ساره مسعد

? العضوٌ??? » 484875
?  التسِجيلٌ » Feb 2021
? مشَارَ?اتْي » 62
?  نُقآطِيْ » ساره مسعد is on a distinguished road
افتراضي عند الشروق

الفصل السابع عشر

-سَماءُ مَدينتي تُمطر
ونفسي مِثلها، تُمطر
‏وتاريخي مَعي طفلٌ
نحيلُ الوجهِ لا يُبصر
‏أنا حِزني رماديٌ
كهذا الشّارِع المُقفر
‏أنا نوعٌ مِن الصَبّار
لا يُعطي ولا يَثمر
‏حَياتي مركبٌ ثمل
تحطّم قبل أن يبحر
‏وأيّامي مُكرّرةٌ ‏كصوتِ
السَاعة المُضجر

ـ ما الذي يحدث هنا ؟
كانت تشعر أنها في دوامه لا تعي كل ما يحدث حولها رعبها من هزاع ،وذكريات زوجها الراحل ، بعد أن ترك ذراعها سمعت هزاع يقول لزوجته أنها كادت أن تدخل مجلس الرجال وابن عمه نائم هناك
لتحدق بصدمه في باب المجلس القريب منها ابتعدت عنه بربكه وهي تخفظ بصرها عنهم تتمتمت بلعثمه
ـ لم أكن أعلم انا فقط ابحث عن الحمام ،
شعر هزاع بخجلها وخوفها الغريب منه ليغادر المكان وهو يقول لزوجته
ـ انا ذاهب الى المسجد
بعد رحيله حدقت انهار في هند لتجد نظراتها غريبه كأنها نظرات حقد كبير قبل أن تتجاهلها وتصعد إلى الاعلى
شعرت انهار بالسوء ريتها أخبرتها عن مكان الحمام ماذا تفعل الان يجب أن تتوضى للصلاه، قررت الصعود إلى غرفة ابنة عمها تقى حتى وإن كانت
حركة غير لطيفه منها تحركت بغاية تنفيذ ما فكرت به إلا أنها تفاجئت بعمها ينزل من الدرج وهو يتمتم بالاذكار
عندما انتبه لوجودها أنارت وجهه ابتسامه جميله
اقترب منها يقول بصوت بشوش شغوف
ـ ما اجمل صباحي بكِ ،صباح الخير يا جميلة الجميلات
ابتسمت له بالمقابل بعفويه وهي ترد تحيته بلطافه
احتضنها فور وصوله قربها وهو يقبل رأسها بحب
ويسالها باهتمام صادق
ـ هل استطعتِ النوم جيداً سألت عنكِ بالأمس لكنهم أخبروني انكِ نمتي باكراً
ابتسمت أكثر للحب الناطق من تعابيره معها وفرحته وهي تجيبه باستحياء
ـ أجل لقد نمت جيداً كنت أشعر بارهاق السفر
ربت على كتفها وهو يقول
ـ الايام أمامنا أن شاء الله سوف نسهر الكثير من الليالي معاً
ابتسمت له وهي تردد
ـ أن شاء الله
قال عمها فجئه
ـ سوف تفوتني الصلاه انا ذاهب ،لماذا نزلتي انتي
ارتبكت أكثر وقالت بخفون
ـ كنت ابحث عن الحمام
ابتسم بعفويه وهو يقول لها
ـ ثالث باب على يمين غرفتك هو الحمام في الطابق العلوي
ابتسمت له وهي تشكره بهمس وتغادر من أمامه صاعده إلى الاعلى
بقي يحدق في طيفها وهمس بصوت ضعيف
ـ ليغفر لنا الله ذنبنا فيكِ ياصغيرتي
غادر المكان ذاهباً الى المسجد ليلحق بصلاة الفجر
***************
فور وصولنا إلى المنزل قالت رحيق بهدوء
ـ ساذهب إلى الغرفه ارتاح
نهض عادل قائلاً
ـ اريد أن أبقى معكِ
ابتسمت في وجهه بحزن وهي تشير له أن يأتي معها
لتغادر من أمامهم وتبقى زينب وشعاع يفكرين
ما سر هدوء رحيق لهذه الدرجه !!
جلست زينب بانهاك وهي تهمس
ـ لو اعلم بما تفكر فقط
جلست شعاع بقربها وهي تربت عليها
ـ لا تحزني رحيق قويه سوف تتخطى كل هذا
ـ اتمنى ذلك
قالت شعاع بهدوء
ـ الان اشرحي لي كل ما حدث بين عمك ورحيق هيا
ـ كنت اتمنى ذلك لكن كيف اخبرك بما لا اعرفه ؟
أخبرتها بكل ما تعرفه ثم همست
وعندما عرفت أنني لن أستطيع أن أفعل لها شيء ارسلت عادل لينادي زيد
ـ ما به عمك تحول هكذا ،لم يكن يسمح لأحد أن يؤذيكِ حتى بالكلام
ـ لو أعلم فقط شعاع ،يعامل رحيق كأنها عدوة له ،ضربها اليوم دون رحمه ،لقد كسرها أمام زيد وهي تعلم الأن
أنها تحت رحمتهم وهذا يجعلها حائره وحزينه أكثر
خرجت رحيق تلبس عبائتها ونقابها ليحدقين فيها باستفهام
لتقول رحيق بنشاط وكأنها نزعت ردا القهر قبل خروجها
ـ لقد اتصلو بي من المستشفى ،امي تستطيع الخروج سوف نذهب لجلبها إلى المنزل
وقفت شعاع وزينب بفرح يتقافزن ليركض عادل معهن ورحيق تضحك في مكانها ،ليتبدل الحال قبل ساعه فقط
كل واحده منهن تشعر أن القهر أكل قلبها ،والان يحتفلن بخبر خروج والدتها بخير ،هذا هو قلب الإنسان نحن لا ننسى الأوجاع وتحفر في الروح قبل القلب ،لكن نتخطى نسأل أنفسنا كيف ما زلنا واقفين رغم كل ما حدث ،ليس لأن الوجع قليل لكن لأن الله معنا نحن بخير
............
وصل زيد إلى المنزل وقف في الحديقه لا يعلم ما بيده لفعله لو فقط قبلت عقد قران بينهم
حتى يكون الوصي عليها ،هو يعلم أنها لا تثق بأحد منهم حتى هو ،وانها تراهم السبب في دمار عائلتها
لكن هو ليس سبب والدها هو السبب في دمار الجميع
أستغفر وهو يدعو له بالرحمه التفت ينوي الدخول إلى الملحق ،لكن استوقفه خروج الفتيات وعادل من المنزل وقف يحدق فيها في عيناها تحديداً
وهي منشغله بعادل تحادثه عندما رفعت نظرها
وجدت عيناه تترصد بها لم تزح عيناها كالعاده ولم يفعل هو ،ليتبادلا حوار لا يفهمه غيرهما انتبهت زينب لسرحان رحيق لكزت شعاع وهي تهمس
ـ لقد بدأت حرب النظرات بينهما
تنبهت رحيق لتكسر هي نظرها
غض زيد بصره ونادى عادل ليركض قربه
ابتسم له وهو يمسح على شعره
ـ الي اين تذهبون يا بطل
ابتسم له عادل فهو يراه المنقذ الوحيد لهم ليجيبه بانطلاق
ـ امي استيقظت سوف نذهب لنجلبها إلى المنزل
ابتسم له زيد أكثر وقال له أن يذهب ليخبر الفتيات أنه سيذهب معه إلى المستشفى
صعد زيد إلى سيارته بانتظار قدوم عادل الذي ركض الى رحيق يخبرها أشارت له بحركة راسها على الموافقه
ليعود إلى زيد وتتحرك سيارته إلى المستشفى وتلحق به الفتيات بسيارة شعاع
عند وصولهم إلى المستشفى بحثت رحيق عن عادل لتجده يقف قرب غرفة والدتها وزيد بجانبه
تقدمت لينتبه لها الاثنين اقترب عادل منها بتوتر بدأ ملحوظ من حركة يديه
تجاهلت زيد تماماً لتجلس أمام عادل مسكت يديه بحنان لتقول له بهمس
ـ هل انت خائف من لقاء والدتك ؟
حرك رأسه بلا وتمتم
ـ لست خائف من لقائها انا احبها منذ عرفت انها امي ورئيتها اول مره ،انما اا..... صمت
لتهمس له رحيق أن ماذا يا عادل أخبرني حبيبي انا أختك
انزل بصره ليهمس بانكسار
ـ انا خائف أن لا تحبني مثلما فعلتي انتي وزينب
حضنته رحيق بعطف وهي تهمس
ـ هل يعقل أن لا تحبك أنها تحبك جداً
رفعت عيناها بزيد المراقب بصمت يتابع حديثهم ابتعدت عن عادل وهي تقول بلطف هيا عادل
وصلت زينب وشعاع لتدخل الثلاث معاً
حدقت رحيق في امها بلهفه لتقترب منها وهي تهمس أمي فتحت والدتها عيناها بضعف وهي تهمس رحيق اين اخوتك ؟
نظرت رحيق لعادل القريب منها وعيناه ممتلئه بالدموع لقد عاش هذا الولد اشياء اكبر من عمره بكثير
حدقت والدتها فيه لتقول بهمس وعيناها تفيض بالدمع
ـ عادل بني نظرت إلى رحيق كأنها تطلب منها تأكيد وكأنها تخاف أن تفرح ويخيب أملها
لتهمس رحيق ببكاء اجل امي أنه عادل أخي حاولت أمها النهوض بلهفه لكنها ونت بألم ليركض عادل يندس في حضنها وهو يبكي
حضنته بقوه لتبكي بصوت اعلى وهي تهمس بالحمد لله وتقربه منها تشتم رائحته التي حرمت منها لسنوات وتبعده عنها تحدق في ملامحه وتقبلها بلهفه وتعيده إلى حضنها كأنها تخاف أن يختفي من أمامها أن تركته
*************
بعد أن انهيت اذكاري اقتربت من النافذة احدق في المكان الجديد الذي انتميت إليه كانت قرية جميله وليس كالقريه التي عشت فيها معا ماهر
الشوارع مرتبه ونضيفه والعديد من البنايات الجميله جداً
وكل منزل منها حوله الكثير من الأشجار والزهور سمعت طرق خفيف على الباب لا اهمس تفضل
دخلت تقى وهي تقول بنشاط صباح الخير يا اميره
ضحكت كثيراً قبل أن اجيبها اقتربت وجلست امامي على السرير وهي تقول بضحكه
ـ لما تضحكين انتي
ابتسمت لها وانا اقول بعفويه
ـ فقط لتسميتي بالاميره اي اميره انا ! قلتها بضحك خفيف
لتقول بجديه انتي حقاً تشبيهين اميرات القصص الخياليه التي تدخل بالخطأ الى غابة فيها الكثير من الوحوش والكائنات الغريبه
ضحكت بخفه وقلت
ـ اذا كنت أنا الاميره من هم الوحوش والكائنات الغريبه واين هي الغابه التي دخلتها
ضحكت كثيراً وهي تقول
ـ قريتنا هي الغابة اكيد أما الوحوش دعي الوقت يبينهم لكِ
شعرت بالغرابه لحديثها لكني ابتسمت لها بخفه
لتكمل وهي تضحك
ـ لكن احذري لدينا وحوش وساحرات لكن غابتنا ليس فيها امير ابداً
ضحكنا معاً
نهضت وهي تقول هيأ
حدقت فيها باستغراب
لتقول
ـ لا تخبريني انكِ تخجلي وسوف تبقين هنا طوال اليوم
ابتسمت لها وقلت
ـ لكن إلى اين نذهب
قالت بحماس
ـ لا اعلم نذهب الى الحديقه نشرب قهوه هناك أو إلى المطبخ نجهز فطور جميل لنا
المهم أن تخرجي ما دمت استيقظتي حتى اتعرف عليك اكثر
شعرت أنها بثت فيني طاقه حتى أخرج واتعرف على المكان نهضت بحماس فكرت قليلاً وخف حماسي وانا اقول لها
ـ لكن ربما نصادف أحدهم
ـ لا لا تخافي لن نقابل احد سوف نذهب إلى المطبخ الجميع نائم وهزاع في غرفته لن يخرج الان
قلت بحيره
ـ وابن عمك النائم في المجلس
ضحكت كثيراً وقالت
ـ الدب فادي لن يستيقظ الان لا تخافي
اقتنعت أخيراً ذهبت إلى عبائتي التي وضعتها أمس عند وصولي لفيت حجابي وأخذت النقاب
لتقول تقى
ـ لا داعي أن تلبسيه لن نقابل احد ثم إذا حدث وصادفنا أحدهم بمعجزه تلثمي بشالك لما النقاب؟ لن نخرج من المنزل
ابتسمت لها ووضعت النقاب من يدي وخرجنا معاً
كان المنزل ساكن تماماً نزلنا إلى الطابق الارضي
لتاخذني إلى المطبخ وهي تقول بحماس
ـ ماذا تريدين الان فطور ام قهوه
ابتسمت لها وانا اقول كما تريدين
وضعت اقريب ماء على النار وأخرجت صحن وضعت عليه فطائر وأخرجت من الثلاجه فواكه منوعه كانت تتحدث عن أهلها وكيف بحثو عني وكم كان قلق عمي لأجلي وانا اراقبها بابتسامه وهي تقطع الفواكه وزعتها في صحن صغير بشكل مرتب وجهزت القهوه وتمر ناولتني إياه وأخذت الصحن الأخر وخرجت وانا الحق بها الى الحديقه كان هناك طاوله دائريه وحولها كرسيين وضعت الصحن عليها لافعل المثل وفتحت يديها للسماء وهي تستنشق الهواء الطلق بمرح
التفتت لي وانا اراقبها مبتسمه لتقول وهي تسحب الكرسي لتجلس
ـ انا اعشق الصباح
ابتسمت لها وحدقت حولي الحديقه جميله جداً
كلها عشب أخضر وأشجار الفواكه عملاقه حولنا والزهور الملونه مزروعه في كل مكان
جلست معها وضعت القهوه امامي وقالت بضحكه
ـ انا لا احب الرسميات أبداً مدي يدك وكلي لا تخجلي مني لاني لن اخجل منكِ
ضحكت معها وشعرت بالراحه أكثر أخرجت هاتفها وضعته على الطاوله على لحن موسيقي دون اغنيه
الراحة في ملامحها عفويتها في الحديث وطقوس الصباح عندها اشياء جميله جداً جعلتني أشعر أني قريبة منها وازاحت عن كاهلي القلق المستمر منذ موت ماهر والله يسخر لي أناس طيبون جداً
زينب ورحيق زيد أيضاً وحتى شعاع كأن الله يواسيني بهم
رفعت بصري للسماء وحمدت الله بهمس
حدقت فيني تقى وقالت بتردد
ـ اااا انهار كنت أود أن أسألك عن حياتك وماذا فعلتي منذ وفاة زوجك ومشكلة عائلة الشاهري لكن لا أود أن ازعجك
ابتسمت لها
ـ لا يوجد شيء يزعجني اسألي ما تريدين معرفته
قالت بربكه
ـ لماذا أخذك عيال الشاهري اااا اقصد هل مسوك بسوء ؟
اعلم أن الجميع يريد معرفة ماذا حدث معي صحيح أنني لم اعيش معا عائلة واعمام وقبائل إلا اني اعرف الكثير من قبل زواجي واعلم أيضاً أن تقى ليست من تسأل لكن كل فكري أنه عمي من يسأل ويريد من تقى أن تعرف مني لانه لا يريد أن يخجلني عندما يسألني تنهدت وسألتها
ـ هل تقصدين من قتلو زوجي ؟
أشارت برأسها بنعم
همست بشرود وعقلي يعود بي لذلك اليوم
ـ هم لم يمسوني بسوء ،عندما انقتل ماهر ووجدته غارق بدمه ،اصبت بالفزع وفقدت الوعي ربما اشفقو بحالي
اخذوني إلى المستشفى ولم أراهم بعدها أبداً
همست هي
ـ لقد حملتي الكثير من الهموم ،اسال الله أن يرزقك الجنه
تمتمت ب اميين من قلب وعقلي يذهب لعادل القريب لقلبي الغريب عني
ربما ضهر حزني على ملامحي وانا افكر بعادل
لتقول تقى بمزح
ـ هيا لا تحزني أنا أعتذر لأن ذكرتك باشياء سيئه عشتيها
ابتسمت لها لا عليك
وأخذنا الحديث لمجرى أخر وهي تتحدث بانطلاق وتحاول التخفيف عني بضحكها وحديثها الممتع
*****
شعرت هند بشرود هزاع منذ عودته من المسجد اقتربت منه وهو يقف أمام المرآة حضنته من الخلف واراحت خدها على ضهره وهمست
ـ ما الذي يشغل بالك ؟
أخذ يدها المحتضنه خصره يقبلها وهمس بشرود
ـ أفكر في موضوع أنهار
ابتعدت عنه وحاولت عدم ابدأ انزعاجها من الموضوع ذاته وهمست
ـ ما بها أنهار ضننت عندما نجدها سوف ينتهي خوفك وقلقك هذا
التفت لها وقال بهدوء
ـ أنها ابنة عمي إذ لم اقلق لاجلها من يفعل ،اريد أن اعرف كل شيء حدث معها منذ وفاة زوجها
ـ وهل انت إبن عمها الوحيد
حدق فيها مستغرباً وقال
ـ ولما هذه النبره في الحديث ،انتي تعلمي أن والدي وكلني في أمرها ،ثم جميعنا قلقون لأجل ما حدث معها ،لا تنسي أنها واحدة من العائله وعرضنا ومن لا يهمه أمر عرضه وشرفه ليس برجل
لم يروق لها الحديث أدارت ضهرها له وهي تقول بعدم رضاء
ـ انا لم اعترض عندما كانت مفقوده وانت تبحث عنها ،لكن الان هي هنأ والجميع حولها لما انت فقط من تهتم بأمرها
قال هزاع بقل صبر
ـ الم تسمعي ماذا قلت ، كلنا قلقون والجميع يريد أن يعلم ماحدث معها
صمتت لثواني قبل أن تقول
ـ لا اعلم ماحدث معها لكن لا أرى أنها متأثره كثيراً ،تبدو بخير ولا تهتم لشيء وفوق هذا كله مغروره
لم يعلق
جلست قربه وقالت بعد تردد
ـ ما الذي تخاف أن يكون قد حدث لها
حدث فيها هزاع دون كلام لتتابع
ـ ااااا اقصد هل ممكن أن يكونوا قد اعتدو عليها ؟
انتفض بقوه وهو ينهض قائلاً بحده
ـ ما هذا الكلام السخيف
وقفت أمامه لتقول بهدوء خبيث
ـ أليس القضيه بينهم وبين زوجها مسألة عرض وشرف ربما ردو الدين له هكذا
أمسك ذراعها وشدها له وهو يقول يعنف
ـ هل تعتقدين أن لو لدي شك بسيط بهذا كنت اتحاور معك عنه ،انا قلق أن تكون جاعت أو مرضت أو ربما شعرت بالتشرد، من الناس الذين ساعدوها بعد موت زوجها ليس أكثر ، أنها ابنة المنصوري لا يمس عرضها والا كأن آل الشاهري يقيمون الحداد على رجالهم عرضنا لا يمس هزها بقوه وهو يصرخ هل فهمتي
أبعدها عنه بقوه وأخذ هاتفه الملقي على السرير وخرج من الغرفه
وقفت قليلاً تلوم نفسها وتلعن انهار مئة مره قبل أن تلحق به
اقترب هزاع من والدته وقبل رأسها وهو يقول
ـ صباح الخير أمي ، لما انتي الواقفه في المطبخ ؟
ـ صباح الخير يا حبيب والدتك ، تقى معا ابنة عمك في الحديقه لم ازعجهم واليوم دورها المطبخ
لم يعلق وعيناه تحدق في باب المنزل المؤدي الى الحديقه
عاد إلى الغرفه ليصادف هند في ممر الغرفه قال دون أن ينظر إليها
ـ امي بمفردها في المطبخ ،اذهبي وساعديها تقى منشغله
أنهى حديثه وغادر لتقف حائره لثواني قبل أن تحادث نفسها بعناد سترى كيف أساعد عادت لغرفتها واقفلت الباب وهي تعزم أن لا تساعد بشي اليوم
نهضت تقى مستعجله لتقول لها انهار وهي تقف معها
ـ ما بك ماذا حدث ؟
قالت وهي تجمع الأغراض
ـ لقد نسيت أنه دوري في المطبخ
دخلت مستعجله وخلفها أنهار وهي تقول لها
ـ لا تقلقي سوف اساعدكِ وننهي كل شي بسرعه
ابتسمت وهي تقول
ـ لا عيب من اول يوم لكِ تعملين معنا ربما غداً أو بعده ضحكتا معاً ودخلا المطبخ
لتقول أنهار بخجل صباح الخير
ابتسمت لها عمتها وأجابت بلطف وابتسامه بشوشه
ـ صباح الخير يا ابنتي، اتمنى انكِ نمتي جيداً ؟
ـ أجل عمتي لقد نمت جيداً ،شكراً لكم على كل شي
ربتت على يدها وهي تقول ببشاشه
ـ على ماذا تشكرينا ،هذا منزلك أيضاً
**************
قالت زينب بضحكه مختلطة بدموعها
ـ وانا أليس لي حضن !
رفعت والدتها عيناها بها لتهمس
ـ زينب ابنتي فتحت يديها لها وهي تكمل تعالي يا قلب والدتك اقتربي
اقتربت منها بلهفه لتجلس بجانبها وتحضن كل واحدة الأخرى ولا كلام يسعفهن الا البكاء حتى رحيق وشعاع تبكيان وهما تراقبان ما يحدث
كانت والدتها تسألهم بلهفه ماذا فعلو كل هذه السنوات وكيف كان حالهم انقطع البكاء والحديث على صوت طرقات الباب
قالت رحيق باستغراب
ـ من ؟!
ليجيبها زيد بهدوء رزين ،انه انا
حدقت كل واحده في الأخرى عدلت والدتهم حجابها وتاكدت من شكل بناتها بنظرة متفحصه سريعه وقالت
ـ زيد بني أدخل
لتحدق النظرات فيها هل عرفته لمجرد صوته منذ متى ولما هن لم يعرفينه أبداً
وكيف والعديد من الاساله ليقطع الصمت دخول زيد وهو يقول
ـ السلام عليكم
اقترب من والدتهم وانحنى يقبل رأسها وهي تحتضنه بمحبه خالصه وتسأل عن أحواله
والبنات يحدقين فيهم بصدمه
*************
طرقت الباب سمعت صوت هند وهي تقول ادخلي
نظرت لها وقالت
ـ امي تنتظرك على الفطور
أجابتها
ـ انا لست جائعه
لم تهتم تقى أشارت برأسها وخرجت
عادت إلى والدتها ولينا وقالت بغير رضا
ـ تقول انها ليس جائعه
قالت لينا بغرابه
ـ ولما منزعجه انتي ؟
ـ لأنني أخبرت امي أنني لا اريد الذهاب إليها واجبرتني!
ـ حسناً لم يحدث شي هذا واجب وقمتي به ،اجلسي معنا انتي وأنهار
ـ تعرفينني لا اكل في الصباح الا فواكه وأنهار أكلت فطائر لا اعتقد انها جائعه
قالتها بضحكه وهي تنظر إلى أنهار المبتسمه وهي تأشر برأسها وقالت بهمس
ـ حقاً انا لست جائعه ،لقد أكلت كثيراً
بقت أنهار برفقة تقى كل الوقت كأنها تخشى البقاء وحدها لم تسمح لها تقى بمساعدتها في المطبخ أبداً
فبقت برفقتها تتحدثان عن كل شي وأنهار تراقب تقى كيف تطبخ وتعمل بخفه
كانت تلاحظ الاختلاف بين القريتين فالقريه التي كانت تعيش فيها انهار لا أغنياء فيها كلهم وضعهم متدهور وكل همهم قوت يومهم عكس هنأ ،فهم أغنياء جداً يعملون في الزراعه كما علمت من تقى
ومنازلهم مختلفه كلياً عن منازل القرية التي كانت تعيش فيها فاكبر منزل هناك لا يأتي بحجم المطبخ في منزل عمها وهنا اكتشفت شي جديد أن ليس كل القرى فقيرة ومعدومه ،بقي السوأل في بالها لماذا والدها وحيد في العائله ،لما ليس هنا بينهم وعاش كل حياته وحيداً ،هي لا تعرف احد من عائلة والدها قبل أن تأتي إليهم لم تجتمع بأحد منهم ولم تسمع عن اخبارهم اي شيء حتى والدتها ليس لها اقارب بعد وفاتها بقت معا والدها وحيدة ،حتى زوجها لماهر
انتبهت لتقى تخبرها بأن الأهل والاقارب والجيران سوف يأتون اليوم للتعرف عليها
بدأ على وجهها الضياع وهي تفكر قبل أن تخبر تقى أنها سوف تذهب الى غرفتها
اقتربت لينا من تقى وهي تسألها ما بها
كانت الحيرة أيضاً على ملامح تقى وهي تقول إن لا شيء في حديثها قد يزعج انهار الا أنها تنبهت
أنها أخبرتها أن هناك ضيوف سوف يأتون للتعرف عليها
حارت ملامح لينا قليلاً قبل أن تخبر تقى أن ربما انهار لا تملك ملابس لإستقبال ضيوفهم ؟!
بعد أن فتشت في كل ملابسي لا يوجد شي استطيع لبسه كلها قديمه وباهته انا لا املك أي شيء جيد
حتى ما اشترته لي رحيق لم أخذه معي ماذا أفعل الأن
انا لا اعلم من سوف يأتي انا لم اعيش في أجواء كهذه ولا حياة هكذا لا أعلم شيء لقد اقتصرت حياتي كلها على والداي وماهر وعادل هل أخبر تقى !
لكن ماذا اقول لها انطرق الباب قلت بهدوء أدخلي
دخلت تقى مبتسمه وفي يدها علبة هدايا جميله
اقتربت مني وهي تقول بلطف وتمد لي بالعلبه في يدها
ـ هذه لكِ مني
حدقت فيها باستغراب واخذتها بتردد
وانا اقول ـ ما هذه ؟
افتحيها هيأ
فتحت العلبه كأن بداخلها فستان بسيط أسود وحذاء وعلبة إكسسوارات وملحقات الفستان
حدقت فيها
لم أعرف ماذا اقول من خجلي أحدق في الفستان ثم فيها دون رد همست بتوتر
ـ لما هذا
ـ حتى ترتديه اليوم ،الجميع سوف يأتي للتعرف عليك وانتي لم تجهزي نفسك بعد ،وهذا هديه مني لك
ـ لكن أنا اااا يعني اخجل أن أخذ فستانك !
اقتربت منها تقى وهي تأخذ الفستان من يدها وتضعه على السرير وتمسك بيدها وهي تقول بهدوء
ـ انتي ابنة عمي هل تعلمين ماذا يعني هذا!
دمنا واحد انتي اختي كيف تخجلين مني هذه هدية بسيطه فقط
شكرتها بخجل ولا اعلم ماذا اقول أكثر غادرت الغرفه عندما شعرت بخجلي منها وانا اجلس على السرير أحدق في الفستان لتاخذني الذاكره إلى اول ايام زواجي
كنت اجلس في المنزل عمري وقتها 13 عاماً لا افهم شئ عن الزواج أو الواجبات المنزليه كان ماهر يسايرني
وانا مطيعه لا أخالف كلامه كما طلب مني والدي اي شيء يأمرني به أفعله دون نقاش أو تردد لأن والدي قال لي يوم زفافي هذا ولي أمرك مثلي تماماً كما تطيعي كلامي ولا تخالفيني تغعلين هذا معه
وصل إلى المنزل وانا ارتدي فستان منزلي بسيط اشتراه لي أبي معا اغراض العرس
كان في يده فستان يشبه هدية تقى الا انه قصير وعليه فتحة من الخصر من الجانبين ناولني وقال ارتديه ورتبي نفسك سوف أخذك إلى عرس
احد اصدقائي
في القرى التي تزوجت لها الاعراس بسيطه والإعداد قليلة جداً لكن الفتيات تلبس اي شيء تريده المتزوجات طبعاً وليس العذراء لا اعلم ماذا أراد ماهر أن يثبت بجعلي ارتدي فستان هو يعلم أنني اخجل ان ارتديه وانا وحدي جربته ولم يكن الوضع صحيح بالنسبة لي
خجلت كثيراً وخلعته لبست احد فساتيني الاعتياديه وارتديت العبائه دون أن يراه
وذهبنا عندما عدت إلى المنزل دخلت الغرفه انوي ارتداء الفستان قبل أن يراني بغيره
لكن ما حدث أنه دخل خلفي مباشرة كان اول مره أرى وجه ماهر الأخر
لم يعرف ماذا يفعل لأني خالفته تلبسه شيطان لا يرحم لاول مره في حياتي يضربني أحد هكذا
لم يتركني الا عندما فقدت الوعي لم افهم ما السبب ما الذنب الذي ارتكبته حتى اتحمل كل هذا الوجع
وعيت على لينا تمسح الدمعه من خدي وهي تقول بقلق
ـ أنهار حبيبتي ما بكِ
مسحت وجهي بسرعه وانا اقول بارتباك
ـ لا شيء تذكرت اشياء قديمه
رفعتني وهي تقول بلطف مس قلبي
تعالي هيأ اجلسي معا ابي وأمي في الاسفل ولا تبقي بمفردك تأخذك الأفكار السيئه
ابتسمت في وجهها وقلت بهدوء
ـ سوف أغسل وجهي والحق بكِ
ابتسمت لي وهمست بحسناً وغادرت الغرفه حدقت قليلاً في الفستان واستغفرت الله بهمس وانا ادعي بالرحمه
لاهلي وماهر وغادرت الغرفه
*************
كانت الصدمة لي بالمعرفه بين زيد ووالدتي
كأنهم يعرفون بعضهم حق المعرفه
سألها عن حالها وصحتها وهي كذلك تبادلا السوأل عن الحال ونهض بعدها من جانبها وهو يخبرها أنه سوف يسبقهم إلى السياره وأن يكملا حديثهم في المنزل
غادر الغرفه بعد أن نظر لي دون تعبير
وعبر من جانبي دون أن يضيف شيء
كنت أنا وزينب نحدق في امي باستغراب والكثير من التساؤل قالت امي قبل أن نسأل هو ابن ونحن نعرفه منذ زمن لقد عاش طفولته معكن لكن انقطع التواصل بيننا بسبب سفره


ساره مسعد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-05-23, 02:29 PM   #58

صل على النبي محمد
 
الصورة الرمزية صل على النبي محمد

? العضوٌ??? » 404607
?  التسِجيلٌ » Jul 2017
? مشَارَ?اتْي » 2,174
?  نُقآطِيْ » صل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond repute
افتراضي

اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما صليت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم وبارك على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما باركت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد

لا تنسوا الباقيات الصالحات

سبحان الله

الحمد لله

لا إله إلا الله

الله أكبر

لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم

ساره مسعد likes this.

صل على النبي محمد غير متواجد حالياً  
التوقيع
لا إله إلا الله وحده لا شريك له
له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:39 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.