آخر 10 مشاركات
سيكولوجية المرأة (الكاتـب : Habiba Banani - )           »          العروس المنسية (16) للكاتبة: Michelle Reid *كاملة+روابط* (الكاتـب : * فوفو * - )           »          2- مرارة الإنتقام - روايات رومانس** (الكاتـب : Just Faith - )           »          دموع تبتسم (38) للكاتبة: شارلوت ... كاملة ... (الكاتـب : najima - )           »          اللوحة الغامضة (48) للكاتبة: كارول مورتيمور .. كاملة .. (الكاتـب : cutebabi - )           »          عروس المهراجا (163) للكاتبة: Lynne Graham *كاملة+روابط* (الكاتـب : Gege86 - )           »          انتقام النمر الأسود (13) للكاتبة: Jacqueline Baird *كاملة+روابط* (الكاتـب : * فوفو * - )           »          تبكيك أوراق الخريف (4) *مميزة ومكتملة*.. سلسلة للعشق فصول !! (الكاتـب : blue me - )           »          39- الأغنية المتوحشة - سارة كرافن- ع.ق (كتابة /كاملة **) (الكاتـب : أمل بيضون - )           »          زوجة لأسباب خاطئة (170) للكاتبة Chantelle Shaw .. كاملة مع الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree1100Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 21-06-22, 07:32 PM   #591

سيدة قصرها
 
الصورة الرمزية سيدة قصرها

? العضوٌ??? » 330658
?  التسِجيلٌ » Nov 2014
? مشَارَ?اتْي » 1,720
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » سيدة قصرها has a reputation beyond reputeسيدة قصرها has a reputation beyond reputeسيدة قصرها has a reputation beyond reputeسيدة قصرها has a reputation beyond reputeسيدة قصرها has a reputation beyond reputeسيدة قصرها has a reputation beyond reputeسيدة قصرها has a reputation beyond reputeسيدة قصرها has a reputation beyond reputeسيدة قصرها has a reputation beyond reputeسيدة قصرها has a reputation beyond reputeسيدة قصرها has a reputation beyond repute
افتراضي


مساء الورد والجوري 🌹💕
عزيزتي ملك شكراً على مجهود الرائع لهذه التطورات الجميله والأحداث الشيقه 🤗🤩
هذه ثاني كاتبه لي بعد خروجي قصراً وضياع تحليلي السابق للأحداث 😓
لقد أسهبت في التعليقات عن كل الثنائيات بكل حماس ولم أقم بحفظ رسالتي 😢😔

روز علي likes this.

سيدة قصرها غير متواجد حالياً  
التوقيع
"لا إله الأ أنت سُبْحانك أنيّ كنتُ من الظالمين”
رد مع اقتباس
قديم 21-06-22, 07:42 PM   #592

سيدة قصرها
 
الصورة الرمزية سيدة قصرها

? العضوٌ??? » 330658
?  التسِجيلٌ » Nov 2014
? مشَارَ?اتْي » 1,720
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » سيدة قصرها has a reputation beyond reputeسيدة قصرها has a reputation beyond reputeسيدة قصرها has a reputation beyond reputeسيدة قصرها has a reputation beyond reputeسيدة قصرها has a reputation beyond reputeسيدة قصرها has a reputation beyond reputeسيدة قصرها has a reputation beyond reputeسيدة قصرها has a reputation beyond reputeسيدة قصرها has a reputation beyond reputeسيدة قصرها has a reputation beyond reputeسيدة قصرها has a reputation beyond repute
افتراضي

اتسأل من يحب يسامح ويبحث عن الأعذار ويعطي المحب الفرصه ليبرر نفسه فلا يستحق ان يظلمه او يتجاهله …هنا صاحبنا احمد لم يدرك ما قد يحدث عندما لم يسمع لروميساء ولم يتركها تتصرف مع سلوى فهل ستسامحه على شكه وتجاهلهُ لها ،لا اعتقد ان الأمر سيمر مرور الكرام فهذه هي من دق القلب لها فهي عشقه الذي لم يداري عليه لا ألومه ولكن أقول كيف لذكي ان يأخذ بكلام ضره لضرره والآن ما الذي سيحدث بعد ان سمع تصريحات سلوى وكله كوم وما نطقت به كوم ؛فآين المفر!!…
روز علي likes this.

سيدة قصرها غير متواجد حالياً  
التوقيع
"لا إله الأ أنت سُبْحانك أنيّ كنتُ من الظالمين”
رد مع اقتباس
قديم 21-06-22, 08:01 PM   #593

سيدة قصرها
 
الصورة الرمزية سيدة قصرها

? العضوٌ??? » 330658
?  التسِجيلٌ » Nov 2014
? مشَارَ?اتْي » 1,720
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » سيدة قصرها has a reputation beyond reputeسيدة قصرها has a reputation beyond reputeسيدة قصرها has a reputation beyond reputeسيدة قصرها has a reputation beyond reputeسيدة قصرها has a reputation beyond reputeسيدة قصرها has a reputation beyond reputeسيدة قصرها has a reputation beyond reputeسيدة قصرها has a reputation beyond reputeسيدة قصرها has a reputation beyond reputeسيدة قصرها has a reputation beyond reputeسيدة قصرها has a reputation beyond repute
افتراضي

الالماس قاسي وصلب ولكن الماسة عدت عن المعروف تصرفات طفوليه ؟لا …حركات سخيفه مضطربة وبها الكثير من عدم الاتزان نعم!مالقت غير القمامه يعني 🤨الله يعين شادي ومن الحب ما قتل وآما بالنسبة لشادي من العشق ما اهلك !
حياتهما معقده من طرفها ؛فلا ترتاح ولا تُريح حبيبها مع الرغم من محاولته الحثيث ان يهنى بالعيش معها في بيت خاص يضمهما بدون شريك حتى اختها فلماذا تعقد حياتها بنظر للماضي المنتهي(فلا حياة مستقره بين الكر والفر مشاغبه في افعالها زين ان جمالها يشفع لها عنده😅 ) تمنياتي لهما باستقرار حياتهما بكل حب وموده.

روز علي likes this.

سيدة قصرها غير متواجد حالياً  
التوقيع
"لا إله الأ أنت سُبْحانك أنيّ كنتُ من الظالمين”
رد مع اقتباس
قديم 21-06-22, 08:19 PM   #594

سيدة قصرها
 
الصورة الرمزية سيدة قصرها

? العضوٌ??? » 330658
?  التسِجيلٌ » Nov 2014
? مشَارَ?اتْي » 1,720
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » سيدة قصرها has a reputation beyond reputeسيدة قصرها has a reputation beyond reputeسيدة قصرها has a reputation beyond reputeسيدة قصرها has a reputation beyond reputeسيدة قصرها has a reputation beyond reputeسيدة قصرها has a reputation beyond reputeسيدة قصرها has a reputation beyond reputeسيدة قصرها has a reputation beyond reputeسيدة قصرها has a reputation beyond reputeسيدة قصرها has a reputation beyond reputeسيدة قصرها has a reputation beyond repute
افتراضي

غزل يا غزل الم يكون لك ان تريحي بال هشام بالمصارحة سابقه حتى لا يذهب بتفكيره بعيداً
الشك من اكره الأمور التي تخلُ بالثقة وتفرق القلوب ،بعد ان عرفنا حكاية هشام مع ابنة عمه التمس له الأعذار ولكن إلي متى سيتجنبون المحتوم لقد احترام خوفها وصغر سنها حتى يمهلها كل الوقت الذي تحتاج ؛ولكن في الأخير "السيف سبق العزل" ليقطع الشك باليقين فليس عليها لومه اذا تجرأ بأخباره بما مره عليه في حياته من خيانه ،فلربما يشفع له ذلك عند غزل لتستمر الحياه وتنبت براعم حبه في قلبها الصغير 🤗
أين جواد وصفاء ؟
وأين سيد عمير وخطيبته🤔نطمع بالجميع 😂…ف
ي انتظار البقيه وكل ما هو جديد …
تحياتي العطره 👸🏻Queen 👑 💕

روز علي likes this.

سيدة قصرها غير متواجد حالياً  
التوقيع
"لا إله الأ أنت سُبْحانك أنيّ كنتُ من الظالمين”
رد مع اقتباس
قديم 22-06-22, 10:49 PM   #595

al gameel rasha

? العضوٌ??? » 424155
?  التسِجيلٌ » May 2018
? مشَارَ?اتْي » 244
?  نُقآطِيْ » al gameel rasha is on a distinguished road
افتراضي

أحمد يخسر خلاص فرصته راحت
هشام ينتقم من ماضي في انسانه ملهاش ذنب
الكره هيكون أساس لما قلبها يقف و ه بي عمل حاجه زى دي

روز علي likes this.

al gameel rasha غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 24-06-22, 11:47 PM   #596

Safeeee00

? العضوٌ??? » 338884
?  التسِجيلٌ » Mar 2015
? مشَارَ?اتْي » 1,075
?  نُقآطِيْ » Safeeee00 is on a distinguished road
افتراضي

💕💕💕💕💕💕💕💕💕💕💕💕💕💕💕💕💕💕💕💕💕💕💕💕💕💕
روز علي likes this.

Safeeee00 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 25-06-22, 03:06 AM   #597

فادية المليجي

? العضوٌ??? » 477881
?  التسِجيلٌ » Sep 2020
? مشَارَ?اتْي » 63
?  نُقآطِيْ » فادية المليجي is on a distinguished road
افتراضي

❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️
روز علي likes this.

فادية المليجي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 25-06-22, 05:41 PM   #598

روز علي
 
الصورة الرمزية روز علي

? العضوٌ??? » 478593
?  التسِجيلٌ » Sep 2020
? مشَارَ?اتْي » 720
?  نُقآطِيْ » روز علي is on a distinguished road
افتراضي

مرحبا بالمتابعين الاعزاء ♥️♥️
شكرا لكم على تعليقاتكم وإعجاباتكم ودعمكم للرواية والتي تستمر وتتقدم من اجلكم ، وكل الحب لمن ما يزال متابع للرواية ومستمر بمتابعتنا بدون اي كلل او ملل ، ولا تنسوا موعدنا اليوم مساءً ما بين الساعة الواحدة حتى الساعة الثانية مع الفصل التاسع والأربعون ، وبعتذر عن كل تأخير خارج عن إرادتي ، تحياتي لكم يا احبائي 🌹🌹


روز علي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 25-06-22, 08:50 PM   #599

ياسمين قطر

? العضوٌ??? » 483312
?  التسِجيلٌ » Jan 2021
? مشَارَ?اتْي » 293
?  نُقآطِيْ » ياسمين قطر is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة روز علي مشاهدة المشاركة
مرحبا بالمتابعين الاعزاء ♥♥
شكرا لكم على تعليقاتكم وإعجاباتكم ودعمكم للرواية والتي تستمر وتتقدم من اجلكم ، وكل الحب لمن ما يزال متابع للرواية ومستمر بمتابعتنا بدون اي كلل او ملل ، ولا تنسوا موعدنا اليوم مساءً ما بين الساعة الواحدة حتى الساعة الثانية مع الفصل التاسع والأربعون ، وبعتذر عن كل تأخير خارج عن إرادتي ، تحياتي لكم يا احبائي 🌹🌹
بليييز بدنا فصل طويييل ♥♥🥹

روز علي likes this.

ياسمين قطر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-06-22, 01:38 AM   #600

روز علي
 
الصورة الرمزية روز علي

? العضوٌ??? » 478593
?  التسِجيلٌ » Sep 2020
? مشَارَ?اتْي » 720
?  نُقآطِيْ » روز علي is on a distinguished road
افتراضي

الفصل التاسع والأربعون...........
افاق من دوامته السحيقة التي غرق بها حد الهلاك وهي تكبل قلبه بقيود وهمية غاصت بين الوهم والواقع ، ليدرك عقله بثواني ما حدث بآخر لحظات جنون غضبه بالأمس وما ادى إليه من جنون اكبر سببه الوحيد شعور الخيانة للمرة الثانية ، فتح عينيه على اقصى اتساعهما وهو يحدق بالفراغ امامه يحاول رسم مجريات الاحداث بعقله الغائب بأحلام اليقظة ، وبلحظات كان يلتفت على جانبه بسرعة وهو يصوب نظراته على الوجه الابيض الشاحب الذي اختفى منه كل سمات الحياة وكأنه قد سرق منه الروح الذي كانت تنبض بداخله .

استقام (هشام) بمكانه على مرفقيه وهو يمسك بجانب وجهها يتحسس بشرتها بخوف تمكن منه لأول مرة ، وهو يقرب جسدها العاري بذراعه التي اعتقلت خصرها الغض وهو يشعر بكل جزء بجسدها الصغير المكشوف على العيان والذي وطأ كل منطقة به ، ليتنفس بعدها امام وجهها بلوعة وبنيران موقدة تكاد تذيب عظامها الهشة التي تحطمت تحت سطوة هجومه ، ليقول بلحظة بصوت مرتبك لأول مرة يخرج بكل هذا التعثر والخوف
"غزل ، استيقظي يا غزل ، استيقظي يا حبيبتي ، لا تخيفيني عليكِ هكذا ! لم اقصد ان اكون بكل هذه القسوة معكِ بأول مرة لكِ ! هيا استيقظي"

ازدادت انفاسه حرقة وضخ الدماء بصدره الخافق وهي لا تستجيب لأي نداء وبرودة جسدها تعادل برودة تمثال منحوت من الجليد ، بعكس ما حدث ليلة امس عندما كانت بين يديه تتلوى بسخونة عالية وكأنها تستشعر حرارة رغباته حرقت كل العوائق بينهما ولم يبقى سوى جسديهما تلاحما معا ، ولكنه لم يدرك بأن طاقة الغضب الاسود كانت مسيطرة عليه حتى ظهر بكل هذا العنف والقسوة ليخرج الحقيقة منها بأبشع صورها ويجعل ليلتهما الأولى هي الاسوء لها وبصمة سوداء بحياتهما متناسي تماما مرض قلبها وخوفها من الخوض بهذه العلاقة .

قبض على جانب وجهها وهو يقبل كل تفصيل بملامحها مثل المهووس عله يعيد الشغف وحرارة مشاعره لها لتذيب صقيعها ، ليهمس من بين كل قبلة شغوفة بندم شديد يكاد يرجوها
"اعتذر يا حبيبتي ، اعتذر على قسوتي ، اعتذر على إدانتك بهذه الطريقة ، لقد كنتِ محقة انا قاسي القلب وقد اذيتكِ بسبب قسوتي تلك ! سامحيني يا صغيرتي ، اغفر لي زلتي ولا تحاكميني هكذا !"

ابتعد (هشام) عنها وهو يتنفس بثورة تحكمت بكل اعضائه وهو يشاهد برودها وتصلبها بين يديه وكأنه يعانق جثة ، لينزع يده بسرعة عن جانب وجهها وهو يقرب اصبعه بتردد امام انفها يتأكد من وجود نفس لها ، ليأخذ الامر لحظات كادت تودي بحياته حتى استطاع اخيرا الشعور بنفس ضعيف يضرب اصبعه وينعش روحه التي توقفت عن النبض وهو يتنفس الصعداء وكأن الحياة قد عادت له ، ليمسك بعدها بمعصمها النحيل وهو يستشعر النبض به والذي كان بنفس الضعف والرقة حتى لم يعد يستطيع تحمله .

جلس على السرير بلمح البصر وهو يرتدي بنطاله بلحظات ويرفع جسدها معه بذراع واحدة وكأنها لا تزن شيء ، ليلتقط القميص الخاص به وهو يحيطه على كتفيها بعشوائية قبل ان ينهض عن السرير وهو يحملها بكلتا ذراعيه ، دخل بعدها للحمام المرفق وهو يتجه فورا لحوض الاستحمام ، وما ان وقف تحت مرش الماء حتى ادار الصنبور ببطء ليهطل الماء رذاذ متساقط برقة وهو يسيل من وجهه ليرسله لوجهها بالتتابع .

بعد مرور لحظات كان جسدها يتقلص وينكمش وهي تشهق بقوة وكأنها غريق اخرجوه من اعماق البحر بعد ان كاد يفقد حياته هناك ، لتتمسك تلقائيا بكتفيه بيديها الصغيرتين وهي تحفر اظافرها بلحم كتفيه العريضين بكل قوة ، ولم يكن يشعر بأي ألم من خرمشت اظافرها القصيرة والتي كانت مثل الحياة تغرس بقلبه وبذات الوقت تألم مشاعره والتي اجاد حرقها بها وكأنها تأنبه على كل شيء حدث معهما وعلى كل ألم سببه لها .

ادار صنبور الماء اكثر ليزيد من شدة انهمار قطرات الماء عليهما حتى اصبحت تعصف بهما علها تغسل ذنوبه وتذيب قسوة قلبه ، وهو متمسك بجسدها بقوة والذي اصبح يرتعش بارتجاف طبيعي من قربه والذي دب بها الحياة بعد عناء ، ليخفض بعدها رأسه ما ان شعر بعينيها تصوبان نحوه لتتلاقى الاعين بينهما بقوة غير مرئية تبصم اكثر من الكلام ، كانت عينيها بتلك اللحظة خضراوين قاتمتين فاقدتي الحياة وقطرات الماء تمزج مع دموعها المتحجرة على رموشها الطويلة وكأنها تحمل لوم وحزن غير منطوق بالشفاه ولكنه واضح بالنظرات .

زفر انفاسه بصدر ضائق وهو يرفع جسدها اعلى ليستطيع دفن وجهه بعنقها الابيض المبتل وهو ينشر عليه قبلات رقيقة لتمسح آثار افتراسه السابق ، ليهمس بعدها بصوت اجش مختنق باحتراق تستطيع الشعور به
"انا اعتذر يا غزل ، سامحيني"

تصلبت ملامحها تحت انهمار الماء البارد والذي يمسح الألم عنها بدون ان يطفئ الحريق المدوي بداخلها وبقلبها الذي تفاقم ألمه اي مرض ، ليخترق صوته غشائها السمعي مجددا وهو يهمس بخفوت مشتت بعيدا عن صوته الثابت الصارم
"يمكنكِ شتمي ولومي او حتى ضربي ، ولكن لا تبقي ساكنة هكذا بدون صوت ، ابكي واصرخي واشتكي ، اخرجي كل ما يعتمل بصدرك ونفسك ، قد استطيع عندها الشعور بأنكِ حية وحتى لو كلفني الامر بأن تكرهيني !"

شددت (غزل) من القبض على يديها حتى طبعت علامات بأظافرها فوق كتفيه وهي تطبق على جفنيها بشدة لثانيتين وما سمحت بها مقاومتها المهدورة....قبل ان تجهش ببكاء عالي اخترق الآذان وتردد صداه بأرجاء الحمام الواسع....وهي ترفع وجهها للماء المتدفق فوق محياها ليطغى على صوت بكاءها ويخفف من وطأة الألم بداخلها والذي اصبح مثل الحمم البركانية...بينما كان (هشام) يعانق جسدها المرتجف وهو يزيد من ضمه لصدره المبتل كلما تضائل اكثر مع كل شهقة بكاء تستنزف كامل طاقتها الخائرة وهي تنقل تلك الذبذبات بين صدريهما النازفين .

خرج من الحمام بعد ان استغرق خمس دقائق بغسل جسدها واعادتها لوعيها تحت مرش الماء البارد ، ليصعد بعدها فوق السرير وهو يريح جسدها الصغير فوق الفراش الناعم ، ليدنو بعدها بالقرب منها وهو ينزع قميصه المبتل عنها بعد ان احضر ملابسها وهو يهتم بتلبيسها قميص نومها القصير ، لتتوقف حركة اصابعه لوهلة عند الازرار ما ان سمع صوتها الخافت لأول مرة وهي تهمس ببحة بكاء باردة
"هل صدقت الآن ؟"

ابتلع ريقه بصعوبة وهو يفهم مغزى كلامها الذي تقصد جرحه به لتنقل حزن العالم له وطعم الغدر بحلقه ، ليكمل بعدها ترتيب ازرارها بعملية وهو يستطيع لمس تغير وتيرة انفاسها التي زادت سخونة فوق رأسه وبحركة صدرها الملتاع ، ولكنه مع ذلك كان يريحه بطريقة سحرية بعد ان كان يبحث عن اي مصدر اكسجين بداخلها ويتحسس اي إشارة على تنفسها ، لتتابع بعدها بلحظات كلامها الجارح وهي تهمس بنفس الصوت الحزين والذي اجاد قطع اوتاره
"هل صدقت بأنني بريئة ؟ هل اثبت براءتي امامك ؟"

زفر (هشام) انفاسه بجمود تحجر بصدره الممزق تحت برودة الماء والذي اصبح مثل اللهب يذوب على جلده ، ليرفع بعدها وجهه ببطء وهو يصطدم بذائبية عينيها اللتين عادتا عسليتين حزينتين لائمتين بقسوة ، ليربت بعدها على شعرها الناعم وهو يقول بصوت خفيض بعطف
"ارتاحي الآن ، ولا تفكري بشيء آخر ، فقد ارهقتِ نفسكِ كثيرا منذ ليلة امس ، ولا اريد ان تتدهور صحتك اكثر"

ازاحت رأسها بعيدا عن كفه بقسوة وهي تعود للهمس بنشيج غير منتظم بإعياء
"لن ارتاح قبل ان تجيبني"

تغضنت عينيه بعذاب وهو يمسك جانب وجهها برفق ليقبل بعدها جبينها تحت خصلات شعرها الندية وهو يهمس فوقها بحزن عميق
"انا اعتذر يا حبيبتي ، اعتذر على إدانتك ، اعتذر على غضبي منكِ ، اعتذر على كل شيء ، اعلم بأن خطأي لا يغتفر وبالغت كثيرا بقسوتي معكِ ! ولكني كل ما املكه لكِ هو الاعتذار وطلب الصفح"

كانت (غزل) تنظر له من تحت غشاء عينيها الملتهبتين بالدموع الحبيسة بمحجريها بعد ان ذرفتها بالبكاء تحت مرش الماء ، لتحني بعدها حاجبيها الرقيقين بضعف وهي تخفض نظراتها بعيدا بعد ان خارت قواها ولم يعد بإمكانها المجابهة ، ليبتعد عنها بهدوء وهو يدس خصلاتها القصيرة خلف اذنها برقة قائلا بخفوت ثابت وبأقصى هدوء ممكن
"خذي قسط من الراحة الآن ، وإذا احتجتِ لأي شيء او شعرتِ بأي تعب فقط اهتفي باسمي وانا سأحضر لكِ على الفور ، واهم شيء إياكِ وان تجهدي نفسكِ او تحمليها اكثر من طاقتك ، حسنا ؟"

اشاحت برأسها بعيدا بدون الإتيان بحركة او استجابة لكلامه ، ليمسح بعدها على رأسها بهدوء بحركة آلية وهو يقول بابتسامة طفيفة بصعوبة
"اعتني بنفسكِ جيدا"

تراجع للخلف وهو ينهض عن السرير وكأنه لا يطيق مفارقتها وخاصة بعد ما حدث معها من انهيار نفسي وجسدي وهو يكتشف هشاشة مناعتها وضعف قلبها الغض ، ليدور بعدها بنظره من حولها وهو يقول بهدوء جاد تقمصه بلحظة
"يمكنكِ النوم بقدر ما تشائين ، فنحن لن نذهب للجامعة اليوم ، وحتى تتحسن حالتك لن تخرجي من المنزل ولن تستقبلي احد ايضا"

كان السكون يخيم بالأجواء بينهما بدون اي مشاعر او ردود افعال ، ليسقط بعدها بنفس الهوة وهو يعود بالنظر لها بشغف استجلبت كافة المشاعر التي انتابته ليلة امس مثل جذوة حارقة لم تنطفئ للآن ، فما حدث امس بصم قلبها ونبضاتها على كفه وطبع لمساته على جسدها حتى لم يعد هناك مجال للشك بأنه استحوذ عليها كاملة وسيطرت على عقله الذي كان ما ينفك يفكر فيها بكل دقيقة وثانية .

قال (هشام) بعدها بمحاولة يائسة بجذب انتباهها قليلا
"غزل إذا كنتِ تحتاجين لشيء اخبريني ، لا تصمتي عن احتياجاتك ، وانا مستعد لتحمل كل المسؤولية......"

قاطعته (غزل) بهمس خافت يكاد لا يسمع مجرد من الحياة
"فقط اريدك ان تخرج"

تلبدت ملامحه بصمت يخفي كل المشاعر خلف واجهته الصلبة التي نحتها من صخر ، ليلتقط بعدها قميصه الملقى بهدوء وهو يستدير للجهة الاخرى قائلا برفق شديد
"سأخرج من هنا ، ولكن لا تنسي بأني موجود متى ما احتجتِ لي"

سار بعدها خارج الغرفة قبل ان يغلق الباب خلفه بهدوء شديد بدون ان يصدر صوت ، لتخفض بعدها نظرها بانكسار وهي تضم الغطاء لصدرها ببرد شديد شعرت به ينخر اطرافها الهشة بشكل تلقائي وكأنها سقطت من فوق قمة جبل وانجرفت مع التيار حتى وقوعها ببحيرة جليدية جمدت قلبها عن النبض .

اسندت جانب رأسها على ظهر السرير بارتخاء تام وهي تغمض عينيها على صوت نبضاتها الثائرة وحقيقة واحدة تطرق برأسها مثل رنين الحلقات على ارض مصقولة (لقد اصبحت زوجته قولا وفعلا بغض النظر عن الوسيلة) .

_______________________________
كتفت ذراعيها فوق صدرها وهي تشاهد الواقف على بعد امتار منها يتأنق بحلته السوداء امام المرآة منذ ساعة تقريبا ، وهي تميل بجلستها على الاريكة الصغيرة بزاوية الغرفة تسند مرفقيها فوق ركبتيها وتمسك وجهها بيديها وشفتيها مزمومتين بعبوس تراقب بإمعان شديد وكأنها تحل مسائل معقدة بعقلها ، لتزفر بعدها انفاسها بعصبية مفرطة وهي تعلم جيدا اساس الشيء الذي يؤخر رجل الاعمال بالوقوف امام المرآة وهو يستصعب عقد ربطة عنقه الغبية ، وإذا استمرت بانتظار انحلال الامر من تلقاء نفسه فقد تنتظر طول اليوم وتفقد فرصتها بالتسلل خارج المنزل ويضيع عليها الاختبار المرتقب ، فهي لم تصدق معرفتها بأمر عودته اخيرا للعمل بالشركة من جديد وخروجها من دائرة مراقبته وكأنها كائن تحت المجهر تتم دراسته وضبطه منذ اسبوعين ! ولن تضيع فرصة حريتها مهما كلفها الثمن !

تأففت (ماسة) بنفاذ صبر وهي تقول باستسلام تتنازل عن موقفها
"هل تحتاج للمساعدة بمهمة عقد الربطة الانيقة ؟ فهي تبدو من اكبر مشاكلك والتي تتعرض لها بحياتك المهنية والخاصة !"

ادار وجهه نحوها ببرود وهو يلوح بربطة العنق بأصابعه قائلا بنبرة باردة بتحدي
"وهل تنتظرين دعوة لفعل ذلك ؟"

رفعت رأسها بعيدا عن يديها بارتكاز وهي تهمس من بين اسنانها بقنوط
"ما كان عليّ ان اسأل"

عقد حاجبيه بجدية وهو يشير بعينيه لربطة العنق بأمر واضح لتلبي للنداء بكل طاعة ، نهضت عن الاريكة بهدوء وهي تجر خطواتها نحوه بطواعية وكأنها الوحيدة التي يسمح لها بأداء مثل هذه المهام ، وما ان وقفت امامه برشاقة حتى قابلته بعينين واسعتين بعمق المحيط وعينيه المرسى لهما ، وبلحظة كانت اصابعها تعرف طريقها جيدا وهي تشد على جانبي الربطة لتعقد بينهما بخطوات مدروسة وكأنها تتعمد استفزازه بنعومة اصابعها النحيلة وحركاتها المتقنة وهي ترسم لوحتها الخاصة وهو الاداة والوسيلة لذلك .

جذب نظره عندما شدت على عنقه بطريقة خادعة ايقظته من غفلته بعد ان تركها تقوده كما تشاء ، لترخي بعدها من ربطة العنق تدريجيا وهي تهمس امام وجهه بابتسامة ماكرة تلونت بملامحها الجميلة
"اعتذر على تضييق نفسك ، ولكني اردت سحبك من غفوتك"

نظر (شادي) إليها بوضوح يقبل التحدي وهو يشب يده بخصرها الغض ليقول بلحظة بهدوء مبتسم
"انتِ وكل شيء بكِ يضيق نفسي"

زمت زاوية شفتيها بوجوم وهي تشعر برغبة عامرة بالتحدي وبشراسة ، لترفع بعدها يدها لجانب وجهه وهي تلمس بأصبعها صدغه هامسة بابتسامة بريئة
"إذا كان هذا كلامك سأحاول منذ الآن صنع مسافة خمس امتار بيننا لكي لا يضيق نفسك وتستطيع الحياة"

مالت ابتسامته بتحفز واثق وهو يمسك بيدها المضمومة ويخفضها بعيدا عنه ليقبل مفاصل قبضتها ببطء مشوق ، قبل ان يهمس فوقها بخفوت اجش متلاعب
"ليس هذا ما قصدته ، بل قصدت بأن ابتعادكِ هو الذي يضيق نفسي ، لذا عليكِ بالبقاء بقربي لكي تمديني بالحياة وبالهواء اللازم"

انفرجت شفتيها بإدراك متأوه وهي ترى وجهه يدنو منها بهجوم سريع اقتنص شفتيها بلحظة ليمد نفسه بالهواء اللازم من انبوب الاكسجين الخاص به ، ليرتجف جسدها بتشنجات خاطفة طبيعية سرعان ما تفاعلت مع طوفان مشاعره وهي تتعلق تلقائيا حول عنقه بطوق نجاة ، لتعطي نفسها لحظتين استمتاع بسباق القبلات الهادر قبل ان تخفض وجهها بإرادة قوية وهي تقفز للخلف بلمح البصر مثل الغزالة الشاردة .

استقام (شادي) بمكانه بلهاث طفيف اجتاح خفقات صدره الصلب وهو يمسح على عنقه قائلا بابتسامة منفعلة
"شكرا على حفنة الاكسجين الطبيعي ، ستكون مخزون جيد ببداية عمل طويل سيخلو من كل انواع الاكسجين"

عضت على طرف شفتيها باضطراب اكبر وهي تغطي خدها باحمرار ساخن هامسة بابتسامة مغتاظة
"محتال بجدارة !"

ارتفع حاجب واحد بحدة وهو يميل قائلا بنظرات مفترسة بتهديد
"ماذا قلتِ يا زوجتي المهذبة ؟"

ادارت رأسها وجانب جسدها بآن واحد وهي تهمس بصوت مكبوت
"لا شيء"

عاد بالنظر للمرآة وهو يعدل من وضع ربطة العنق الانيقة بهدوء عملي ، بينما كانت (ماسة) تختلس النظر له بعينين قطة متقدتين باهتمام واضح وهي تستهوي دراسة تعبيراته وحركاته بأدق تفاصيلها ، لتقول بعدها بدون ان تمنع نفسها اكثر بفضول
"من الذي كان يعقد لك ربطة عنقك إذا لم تكن تجيد فعلها ؟ ام انك كنت تطلب بكل مرة من فتاة مختلفة ان تربطها لك ! حقا انت شخص مثير للاهتمام بالنسبة للفتيات"

نظر لها عبر المرآة بتحديق جامد ثبتها بمكانها وهو يجيبها ببساطة بدون ان يجاري دعابتها
"لقد كانت امي تربطها لي سابقا بالمناسبات الهامة ، وباقي الاوقات اتخلى عن ربطة العنق ولا ارتديها ، فهي شيء مزعج معقد التركيب وتضيق على انفاسي باختناق غير محتمل"

ابتلعت (ماسة) ريقها بارتباك غزى محياها وهي تشيح بوجهها بعيدا لتهمس بعدها ببهوت
"إذاً لما تصر على ارتدائها الآن ؟"

استدار بكامل جسده وهو يتابعها عن كثب ليقول بعدها بابتسامة جانبية بشغف
"لكي استطيع ان احظى باهتمامك"

التفتت نحوه بهدوء وقد استطاع ان يلفت نظرها وتركيزها بسهولة وببضعة كلمات وكأنها اصبحت سهلة الانخداع ، لترسم بعدها ابتسامة هادئة على محياها وهي تقول بمرح
"هل تعلم بأن تصرفاتك طفولية جدا ؟"

حك شعره بتفكير لوهلة قبل ان يقول بابتسامة مشاكسة
"ربما فقد كانت امي تقول هذا عني دائما"

ادارت مقلتيها الزرقاوين بملل وهو يقول مجددا باهتمام بالغ بعد ان تغيرت نبرة صوته
"هل ستشعرين بالاشتياق لي بغيابي ؟"

عادت بالنظر له بقوة وهي تقول بإيباء وثقة
"وهل تركت لي مجال لكي اشتاق لك ؟ وانت ملتصق من حولي منذ اسبوعين متواصلين ، فقط اريد بعض الخلوة بحياتي والاستمتاع ببعض الخصوصية لنفسي"

حرك كتفيه ببرود وهو يفرد ذراعيه على جانبيه قائلا بابتسامة مسترخية
"خذي يا آنستي ، هذه المساحة كلها ملكك ، استمتعي بخصوصيتك بقدر ما تشائين ولكن داخل حدود مملكتي ، مفهوم ؟"

شحبت ملامحها قليلا وهي تشتت نظرها من حولها هامسة بجمود
"فقط اذهب لعملك ، ولا تشغل بالك بشأني"

اخفض ذراعيه بصمت وهو يسير عدة خطوات صوب باب الغرفة ، وما ان وصل امام الباب حتى استدار للخلف مجددا وهو يشير بأصبعيه نحو صدره قائلا بابتسامة جادة
"لقد نسيتِ شيئاً مهما ، وانا لن اغادر قبل الحصول على الوداع الخاص منكِ والذي سيسعدني لباقي اليوم"

تجمدت ملامحها وهي تسقط بشباك عينيه بعد ان اوقعها بالفخ بمنتهى البساطة ، لتتنهد بعدها بيأس وهي تهمس بوجوم متبرم
"لن ترحل قبل ان تحصل على مسعاك !"

حرك رأسه للخلف والامام بحركة رفض عابث غير متنازل وكأنه يتحداها ان تمانع ، زمت شفتيها وهي تتقدم نحوه بخطوات واسعة تلقائية وكأنها تساق لمصيرها ، وما ان اصبحت تقف امامه حتى ارتفعت على اطراف اصابعها وهي تحاوط عنقه بذراعيها بإغراء فطري وهي تستخدم مفاتنها الفتاكة لتكون مرشدها ، وما هي ألا لحظات صمت قصيرة حتى طبعت قبلتها الباردة على طرف شفتيه والتي اشتعلت بين قلبيهما الصاخبين باحتياج شديد شرس ، لتغرق بلهيب قبلاته الحارة التي اخذت ترتشف وتنزع قبلتها الصغيرة التي لا تضاهي الاكتساح الهجومي ، لتمسك بأذنيه بأصابعها الرقيقة وهي تبعد وجهه عنها لتحرر نفسها من اسر موجاته العالية وتسمح للهواء بالتدفق بينهما وتخفيف شدة مشاعرهما .

تركت اذنيه وهي تسحب ذراعيها بسرعة لتتراجع خطوتين واسعتين تحمي نفسها من اي هجوم غادر ، بينما كان (شادي) يحك اذنيه الحمراوين وهو يقول بابتسامة مشتعلة بحمم العاطفة
"يا لها من طريقة مبتكرة بإيقاف هجوم عاطفي بمنتصف تأجج علاقتنا ! منتهى الوقاحة"

زفرت (ماسة) انفاسها ببؤس وهي تهمس بخفوت عابس
"ألن تذهب للعمل ؟ لقد طال بقائك كثيرا"

ارتفع حاجبيه ببطء بارد وهو يخفض يديه قائلا بابتسامة جانبية بمغزى
"من يرى تصرفاتك معي وانتِ تعجليني بالخروج لا يصدق بأنكِ تملكين سلاح قبلات فتاك تجيدين التقبيل بمهارة ! فهذه القبلات تصبح إدمان بعد مرور الأيام والتجارب"

اشاحت بوجهها بعيدا باحمرار مفرط وهي تمسك خصرها بيديها قبل ان تهمس بخفوت محتقن
"تبا لك"

التوت ابتسامته بافتراس شمل اغلب ملامحه وهو يقول بتفكير خبيث يلعب على نفس الخط
"بالإضافة كذلك لحركات الإغراء الجريئة التي تسحبيني لها رغما عني تقلبني رأساً على عقب ، وكأنني بداخل لعنة ألقيت عليّ من ساحرة صغيرة سوداء الشعر وزرقاء العينين......"

قاطعته (ماسة) باندفاع لا إرادي وهي تهجم عليه بدفعه بقبضتيها خارج الغرفة بكل ما اوتيت من قوة
"اخرج من هنا ، اذهب لعملك ، اخرج من المكان"

تراجع للخلف بتعثر وهو ينفجر بضحك متحشرج ويده على صدره بعد ان فقد السيطرة على اتزانه ، ليستقيم بعدها بصعوبة بعد ان اصبح خارج حدود الغرفة وهو يقول بابتسامة صغيرة بانفعال
"لن احاسبكِ الآن ، بل عندما اعود ستتم محاسبتك ، لذا اقتنصي لحظات خلوتك جيدا قبل ان اقتحمها بقسوة كاسرا كل الحواجز بيننا ، وبهذه الاثناء إياكِ وان ترتكبي اي تهور او حماقة بغيابي ! انتظريني بمكانكِ بكل طاعة وتهذيب ، لا تنسي كلامي جيدا !"

كانت (ماسة) تقف بالقرب من الباب وهي تراقب بصمت الذي غادر بعيدا عن مرآها ، قبل ان تسمع بلحظات صوت اغلاق باب المنزل من خلفه ، لتتنفس بعدها الصعداء بثواني قبل ان تدب بها الحياة فجأة وهي تجري بداخل الغرفة .

فتحت الخزانة على مصرعيها وهي تخرج منها بلحظات سترة جينز زرقاء وحقيبة وكتابها ، وكانت وكأنها تسابق الزمن وهي تحسب كل دقيقة تمر من وقتها الثمين الذي اصبح يضيق بها ، وهي ترتدي السترة بثانية وتليها بوضع حزام الحقيبة على كتفها بثانية اخرى وتعديل شعرها الفوضوي بأصابعها بثانية ثالثة ، لتسحب بعدها الكتاب بيدها بخروجها وهي تجري باتجاه باب المنزل الذي خرج منه سجان حريتها .

بدأت بالعبث بحقيبتها وهي تخرج منها مفتاح المنزل الاحتياطي الذي سرقته من حلقة المفاتيح واحتفظت به بدون ان يعلم ، لترتدي بعدها حذائيها الرياضيين بذات الوقت لتستطيع الانتهاء بشكل اسرع ، وما ان انتهت اخيرا حتى دست المفتاح بقفل الباب بهدوء وهي تدوره بكل سلاسة وبدون اي عناء .

خرجت من المنزل وهي تعيد اغلاق الباب من الخارج بحذر شديد ، لترمي بعدها المفتاح بداخل الحقيبة وهي تغلقها بإحكام ، اعادت بعض الخصلات التي انسدلت على جانب وجهها بلحظاتها المجنونة بسباقها مع الزمن ، لتتلمس بعدها على خصلاتها من خلف اذنها وهي تهمس بخفوت مستعد بضراوة
"لن استطيع ان اكون مطيعة ومهذبة وحلمي يطير من بين يديّ ، فليست ماسة من يفرض عليها الكلام ، بل هي من تفرض عليكم الكلام ، وهذا يخص الحب كذلك فهي من ستفرض سلطتها على الحب وليس العكس !"

_______________________________
كان الكتاب مفتوح فوق حجرها وهي تقلب بين صفحاته بقراءة سريعة ذهنية تحاول استرجاع كل مذاكرات الجامعة ، لتغلق بعدها الكتاب بهدوء ما ان انتهت من مراجعة المادة التي اخذت منها عشر دقائق واقصى حد زمني عندها ، فهي بالدراسة لا تمنح نفسها ساعات بالمذاكرة وتكفيها قراءة مرة واحدة لترتكز المعلومات بعقلها الصلب الذي ينقسم لذرات تنشطر وتتكاثر مع الدراسة وكأنها قوة داخلية تمتص كل ما يتم التركيز عليه ، وهذا لا يعود لأسباب جينية او وراثية بالفطرة بل بسبب الاعتياد وقسر عقلها على العمل بشكل آلي لكي ترضي حلفائها وتتلافى العقوبات المعنوية والجسدية حتى اصبح عقلها تحت رحمة الوحوش .

طرقت على النافذة بجوارها بالقطع النقدية وهي ترى الطريق التي وقفت عنده الحافلة ، لتنهض بسرعة عن مقعدها وهي تحتضن الكتاب بين ذراعيها بتشبث لتتجاوز ازمة الركاب باندفاع قوي ، وما ان وصلت للسائق حتى قدمت له النقود بسرعة وهي تقفز بسرعة من باب الخروج ومنفذ الهروب من حلبة المصارعة والتي لا مكان للضئيل بينها .

تنفست الصعداء وهي تستنشق الهواء الطبيعي الذي كاد يخلو بداخلها ، وهذا اكثر ما تكرهه بالمواصلات العامة التي تتكبد منها عناء كبير بالركوب والوصول ، ولولا النقص المادي الذي تعانيه بالوقت الراهن لما اضطرت للركوب بالحافلة بدلا من سيارة الاجرة الاكثر راحة ولطفا وتختصر الوقت والجهد .

عدلت جانبي سترتها وهي ترفع حزام الحقيبة جيدا لتكمل طريقها بسرعة بخطوات مهرولة ، فلم يعد هناك وقت للتفكير سوى بالدقائق القصيرة التي اصبحت تقترب من الانتهاء ، وصلت بثواني لمدخل الجامعة وهي تقف بلهاث بعد الطريق التي اضطرت لقطعها سيرا على الاقدام فهي ملكة الجري بلا منازع منذ ايام مراهقتها المجنونة عندما تسبب المتاعب للعالم وتفر هاربة بجلدها ، وهذا لا يختلف عن مهام اختراق الانظمة وسرقة المعلومات من اصحاب النفوذ العالية والتسلل هاربة من حصونهم مثل اللصوص والجواسيس المأجورين .

رفعت رأسها بإيباء تمحي سراب ذكرياتها السوداء عن ذهنها وهي تحدد هدفها مباشرة بدون اي تفكير بماضي او حاضر فقط مستقبل نظيف لا تكون به دمية مأمورة عند احد ، لتخطو بعدها بخطوات واثقة على ارض الجامعة بقوة لا يستطيع احد ان يضاهيها او ينافسها ، لكنها بلحظات اختل توازنها وتسمرت الخطوات ما ان ظهر امامها آخر انسان توقعت رؤيته بهذا المكان وبهذا الوقت تحديدا وكأن العالم اصبح يتآمر ضدها بمهمة كونية هدفها تدميرها .

ابتلعت (ماسة) ريقها بارتباك ما ان تحرك الواقف امامها بخطوات اصبحت تتقدم نحوها بهدوء تستطيع استشعار الذبذبات عن بعد تكاد تحرق اجنحة حريتها ، تمسكت لا شعوريا بالكتاب بحضنها وكأنها تستمد منه العون للمجابهة امام الخصم والذي يقلص المسافة بينهما رويدا رويدا ، لترفع يدها بسرعة بأمر وهي تصرخ بحزم مضطرب تمكن منها
"لا تقترب مني اكثر ، إياك وان تقترب !"

توقف بالفعل بمكانه وهو يتأملها ببرود جليدي من يدها الجامدة بارتجاف لرأسها ثم يتمهل عند ملابسها وكأنها النقيض عن التي ودعها منذ دقائق ، طال الصمت بينهما لبرهة قبل ان تنفض يدها بقوة وهي تقول باستنكار حاد حتى عضت على لسانها بتعثر من الغضب
"كيف عرفت بأنني هنا ؟ بل كيف استطعت ان تسبقني لهذا المكان ؟! ألم تكن ذاهب للعمل ؟ هل انت برج مراقبة معلق فوق رأسي ؟"

حدق بها (شادي) بجمود وهو يدس يديه بجيبي بنطاله قبل ان ينطق قائلا بابتسامة ملتوية بغموض
"هل ظننتِ بأنكِ تستطيعين خداعي بهذه السهولة ؟ والتحايل عليّ من وراء ظهري لكي تستطيعي التحليق نحو اهدافك !"

ارتفع حاجبيها السوداوين بارتباك وهي تواجه مسألة عصيبة بعثرت الافكار بعقلها حاد الذكاء ، لتتمسك بعدها بحزام حقيبتها وهي تقول بتفكير عابس
"كيف حدث هذا ؟ هل تقصد بأنك تعلم بخطتي بالذهاب للجامعة اليوم ؟ مستحيل ان يكون هذا صحيحاً ! لو كنت تعلم بذلك لما تركتني وذهبت لعملك ببساطة ، انت تحاول السخرية مني لا اكثر !"

رفع رأسه وهو يضحك بخفوت قصير لا يمت للمرح بصلة ليعود للنظر لها بلحظة وهو يقول بسخرية شامتة
"يبدو بأن ذكائك يخونكِ لأول مرة ، ولا ألومه فقد كانت الصدمة ثقيلة قليلا عليكِ ! ماذا ؟ ألم تعجبكِ المفاجأة ! عليكِ ان تكوني سعيدة بمقابلة زوجك مجددا بعد الوداع الذي حدث بالمنزل"

تنفست بضيق مهتاج وهي تشدد اكثر من ضم الكتاب لصدرها لتقول بعدها من بين اسنانها بشراسة ناقمة
"ألن تقول كيف عرفت بمكاني ؟ ومن الذي اخبرك عن موعد الاختبار بالجامعة ؟ هيا اعترف بالحقيقة وكف عن المماطلة"

تجمدت ملامحه بتعبير قاتم ارهبها وهو يقول بهدوء جاد شديد البرودة
"لم اكن اعلم بشيء ببادئ الامر ، فقد ظننت بغباء بأنكِ محل ثقة ولن تتجرئي على فعلها بي ! حتى راودني اتصال وانا بطريقي للشركة من إدارة الجامعة يعلمني بموعد الاختبار الخاص بزوجتي وضرورة الحضور ، عندها لم افكر للحظتين بل غيرت وجهتي بسرعة وحاولت الاتصال بكِ مرارا وتكرارا ولكن بدون إجابة ، وبدلا من العودة للمنزل ذهبت للجامعة مباشرة لأتأكد بعينيّ من شكوكي وصدق توقعاتي ، وكالعادة لم تخذليني فقد اتيتِ بقدميكِ للجامعة وبكل ثقة العالم بدون ان تعلمي بأنني سأكون بانتظاركِ بفارغ الصبر مثل العائق بطريق قدرك !"

شددت على اسنانها بغيظ وهي تخفض رأسها هامسة بسخط
"سحقا لحظي العاثر الذي اوقعك بطريقي"

تنفس بهدوء وهو يقترب خطوات منها قبل ان يقول بتصلب بعد ان تخلى عن قناع البرود
"لماذا تصرفتِ هكذا ؟ ألم يكن من الاسهل قول الحقيقة لي ؟ لماذا لم تخبريني عن موعد الاختبار ببساطة ؟ لماذا تتعمدين ان تخفي عني كل خططك بالحياة ؟......"

قاطعته بغضب وهي تضرب الكتاب على صدرها بعصبية
"لأنني اعلم بأنك سترفض ، سترفض الفكرة وتطلب مني الانصياع لأوامرك وتحت رحمتك ، ستمنعني عن الذهاب بكل الوسائل الممكنة ، وستحرمني من هذه الفرصة التي انتظرتها طول حياتي ، هل عرفت لماذا لم اخبرك ؟"

تغضنت زاوية ابتسامته باستهزاء وهو يقول بهدوء شديد
"وكيف تحكمين على الامر بدون ان تسألي او تخاطري بالتجربة ؟ هل تستطيعين تكهن المستقبل ! هل تستطيعين قراءة ما في نفوس وبقلوب الناس ؟ هل تظنين نفسكِ خارقة الذكاء حتى تفعلي كل شيء من رأسكِ وما يمليه عليكِ ؟ انتِ اكثر شخص غير سوي ويفتقر للثقة بالنفس بحياته !"

زمت شفتيها بامتقاع وهو يعرف جيدا كيف يصيب اهدافه بكلمات واضحة صريحة عادةً ما تصيب المرمى بنجاح ، لتشيح بعدها بوجهها جانبا وهي تقول بتبرير بديهي
"لقد رأيت ردة فعلك سابقا ، وكانت كافية لأعرف نظرتك الشاملة للأمر ! إذاً لما اتعب نفسي بالتفكير اكثر ؟"

غامت ملامحه بصمت وهو يقترب اكثر حتى لم يعد هناك خطوات تفصل بينهما قائلا بصوت واضح بعمق
"لا يمكنكِ الحكم على الامر والاستسلام هكذا ، فأنا وانتِ كيان واحد ويتوجب علينا اعطاء انفسنا فرصة من اجل هذا الرابط بيننا"

ضمت شفتيها بامتعاض وهي تدرك بلحظة وضعها الحالي والذي انساها هدفها الاهم ، لتلتفت بسرعة امامه حتى اصطدمت بقربه المهول وهي تتراجع بسرعة قائلة بعجلة
"هذا غير مهم الآن ، فأنا لدي اختبار عليّ الذهاب لخوضه ، لذا اعذرني لو سمحت"

ما ان حاولت تجاوزه حتى وجدت يده تمسك بمعصمها وتعيدها امامه بلمح البصر وهو يقول بقوة اكبر
"ليس هناك اختبار لكِ ولا جامعة ، فنحن الآن سنعود للمنزل ومن حيث جئنا بكل طواعية"

فغرت شفتيها بصدمة وهي تشعر به يسحبها بالفعل لتضرب قدميها بالأرض بتشبث وهي تصرخ بعناد شرس
"لن اتحرك من هنا خطوة واحدة ، ولن اسير كما تهوى نفسك ، وحتى لو قتلتني هنا لن اتحرك !"

استدار نحوها بعنف وهو يقول بصوت عاصف على وشك قلعها
"تحركي يا ماسة ، وبلا من قول السخافات الآن ، هل تريدين ان تسببي بفضيحة لنا ؟"

عضت على طرف شفتيها بخبث لمع بحدقتيها بشر وهي تلوح بالكتاب بيدها عاليا قائلة بثقة كبيرة
"لا تريد ان تسبب الفضائح ! إذا لم تتركني الآن ، فأنا سأسبب لك اكبر فضيحة عرفتها الجامعة !"

احتدت ملامحه بمزاج ناري وهو يهزها من ذراعها لكي يحركها من مكانها قائلا بصوت خفيض مهدد
"كفى يا ماسة ، لقد قلت ما عندي ، وانتِ ستتحركين شئتِ ام ابيتِ"

تشبثت بالأرض بقوة اكبر وهي تفتح فمها على اتساعه قبل ان تبدأ بالصراخ بصوت عالي اخترق الآذان وسحب كل الناس المحيطين بهما ، بينما تسمر (شادي) بمكانه من هول الصدمة وهو ينظر لرجال امن الجامعة يكبلونه بذراعيه ويبعدونه عنها وكأنه مجرم مطلوب للعدالة ، وما ان افاق عقله من الصدمة التي عطلت اجزاء جسده حتى دفعهم بلحظة بقوة اكبر وكأن الطاقة تفجرت به دفعة واحدة لدرجة اسقطت الرجلين ارضا ، ليتمالك بعدها نفسه للحظات خاطفة وهو يقول للرجلين الواقعين ارضا بقسوة
"لن احاسبكما على حماقتكما الآن ، ولكن حسابكما معي سيكون عسيرا ، ولن اكون شادي الفكهاني إذا لم امسح بكرامتكما الارض يا بضعة حثالة !"

استقام بمكانه وهو يشتت نظره بين الحشود التي اجتمعت حول المعركة القائمة عند مدخل الجامعة ، ليتحرك بعدها باندفاع مجنون وهو يدخل بين الحشود ليخترق صفوفها ويصنع طريقه الخاص بينهم بدون ان يأبه بإصابة احد وبهمسات الاعتراض منهم .

بهذه الاثناء كانت (ماسة) تجري برواق الممر وهي تبحث عن المدخل ، وما ان استسلمت حتى اتجهت لمكتب سكرتيرة وهي تتشبث بحافة المكتب قائلة بهجوم
"اسمعي ، اين يقام اختبار التأهيل لخريجين الجامعة ؟ فهو من المفترض ان يكون بهذا الوقت"

نظرت لها السكرتيرة ببرود وهي تقول بإيجاز وكأنه ليس عملها
"لقد فات موعد الاختبار يا عزيزتي ، يعني لا تستطيعين الدخول له الآن ، لقد كان عليكِ ان تكوني اكثر دقة بمواعيدك"

انفرجت شفتيها بأنفاس ذاهلة حتى تحولت لحريق انتشر بكل انحاء جسدها بعد كل الضغط والتوتر الذي تعرضت له بالدقائق السابقة ، لتمد بعدها جسدها على حافة المكتب باندفاع حتى تراجعت السكرتيرة للخلف بخوف وهي تقول لها بعدائية تكاد تنفث نيران من انفها
"اسمعي جيدا يا وجه التنين ، انا احتاج لتقديم هذا الاختبار الآن وحالاً ، من انتِ لتعرفي الظروف التي مررت بها للوصول لهذا المكان لتحكمي عليّ هكذا وتطرديني من هنا لأني تأخرت بضعة دقائق ! بينما انتِ تتأخرين عن العمل يوميا بوضع اطنان من مساحيق التجميل الرخيصة على وجهك ! وهذا يعني بأنه ليس هناك اي وجه مقارنة بين الحالتين ، لأني لا استحق ان احاكم واتلقى توبيخ من مجرد عاملة رخيصة مثلك !"

تراجعت السكرتيرة عن مقعدها بسرعة صارخة بصرامة تخلل بها الجزع وكأنها تواجه وباء خطير
"يا إلهي ! ما هذه قلة الادب والحياء ! فليأتي احد ويخرج هذه المجنونة عديمة الانضباط من هنا"

التفتت (ماسة) بوجهها بلمح البصر ما ان سمعت صوت متزن يأتي من آخر الرواق
"ما لذي يحدث هنا يا نسيم ؟ لما صوتكِ عالي هكذا ؟"

نظرت المقصودة وهي تنهض بسرعة لتحني رأسها باحترام هامسة بلباقة
"اعتذر على الإزعاج يا استاذ بشار ، ولكن هذه الفتاة تسبب لنا المشاكل بوجودها وتسيء للعاملين"

انخفضت عن حافة المكتب بهدوء وهي تعانق الكتاب بين يديها بصمت وكل طوفان غضبها انحبس بثانية ، ليتقدم بعدها الاستاذ نحوها بدون ان يعير السكرتيرة اهتمام وهو يوجه كل تركيزه للتي اقتحمت المكان بقوة ، وما ان وقف امامها فقط لحظات قبل ان يبتسم باتساع وهو يقول بصوت مبتهج مثير للشبهة
"ماسة ! صحيح ؟ لقد تعرفت عليكِ فورا ، فليس هناك فتاة بالجامعة تمتلك هذه الهالة غيركِ"

ابتلعت ريقها بقوة وهي تدس خصلاتها لخلف اذنها لتغتصب ابتسامة صغيرة هامسة بتحفظ
"اجل هذه انا ، وقد اتيت اليوم لتقديم اختبار التأهيل للحصول على الشهادة ، ولكن لسوء حظي فقد قابلت هذه السكرتيرة اللبقة التي قالت لي بأن وقت الدخول قد انتهى"

ارتفع حاجبيه باهتمام بالغ وهو يشيدها بنظرات طويلة بمعاني عدة لا علاقة لها بموضوع الحوار ، لتشيح بنظراتها بعيدا ما ان قال اخيرا بهدوء غريب
"ما كان عليكِ ان تتأخري عن موعد الاختبار إذا كنتِ مهتمة لهذه الدرجة ، لقد كان هذا إهمال كبير منكِ"

عضت على طرف شفتيها بغضب دموي وهي تعود بالنظر له بنفس الهدوء الساخر وهي تهمس بوجوم
"اعتذر يا استاذ بشار ، فقد حدثت ظروف خاصة اخرتني عن الموعد ، ولكن يبدو بأنكم ليس لديكم حسن استماع وتفهم لظروف الناس ، فهي بالنهاية بشر وليست آلات تعمل على مواعيد محددة !"

اومأ برأسه بهدوء وهو يقول بتفهم غريب
"اجل اتفهمكِ تماما يا ماسة ، فأنا اكثر من يعلم بظروف طالبتي النابغة والتي لا يستطيع احد ان ينافسها ، إذا تسمحين لي يمكنني ان اقدم لكِ المساعدة اللازمة"

رمقته بأطراف حدقتيها الشرستين وهي تهمس بعبوس مستاء
"وكيف ستساعدني ؟ هل ستدخلني للاختبار ؟ فأنا ليس لدي الوقت للعبث"

تجمدت ملامحه حتى اجزمت بلمح غضب بعينيه استطاع اخفاءه بمهارة ، ليقول بعدها ببساطة وهو يربت على كتفها بمودة
"حقا ما تزالين وقحة ومندفعة بكلامكِ كعادتك ! اخبرتكِ بأني مستعد لمساعدتك ودعمك ومهما كلفني الثمن ، فقط تعالي معي لنتكلم بهدوء بمكتبي والتفكير جيدا بحل لمشكلتك"

انتفضت بلسعة خاطفة وهي تتراجع للخلف خطوتين واسعتين بحيطة لتلوح بيدها هامسة بعدم اهتمام
"لا اريد ان اتعبك معي بمشاكلي ، وانا على استعداد لانتظار شهر آخر حتى يعاد عقد الاختبار مرة اخرى ، وحظا موفقا بعملكم"

جمدتها اليد التي امسكت بكتفها بقوة بعثت القشعريرة بعامودها الفقري وصاحبها يقول بهدوء واثق بعد ان ظهر جانبه الحقيقي
"لا تكوني بكل هذا العناد والتعنت ! اخبرتكِ بأني سوف اساعدكِ وابذل كل جهدي من اجلكِ ، وانتِ بالمقابل لا ترفضي الحسنة وكوني اكثر طاعة واحتراماً لها ، أليس هذا ما كنت اعلمكم إياه دائما ؟"

اغمضت عينيها بغضب تلوى بأمعائها الداخلية وهي تنظر له بكل كراهية العالم التي تجمعت بحدقتيها الزرقاوين ، وما هي ألا لحظة فاصلة حتى كانت ترمي الكتاب بيدها بمنتصف وجهه بقوة وكأنها ترد له كلامه ورأيها بأسلوب حياته زير النساء ذاك .

استدارت بسرعة تنوي الرحيل من المكان بأكمله بعد ان هبطوا معنوياتها العالية ، لتتجمد للمرة الثانية لليوم بفعل شخص آخر دفع الدماء للتحجر بعروقها وبأوردتها والانسحاب من بشرتها التي لم تكن بكل هذه البرودة ، وهي تنظر بعينيها الشاخصتين للواقف على بعد امتار منها عينيه السوداوين العميقتين لا تنظران لها بل على شخص آخر يقبع خلف كتفها ، لتحني حاجبيها بحالة يأس اجتاح كيانها وهي تلعن حظها الاكثر سوءً بالعالم الذي جعلها تقابل ذلك الاستاذ واظهار ردة الفعل تلك امام نظرات رجل يملك من الغرائز ما يجعله يتحول لوحش لا يملك مبدأ او قانون اتجاه ممتلكاته الخاصة !

يتبع........



على هذا الرابط

https://www.rewity.com/forum/t481045-61.html



التعديل الأخير تم بواسطة ebti ; 27-06-22 الساعة 01:01 AM
روز علي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:22 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.