|
مشاهدة نتائج الإستطلاع: ما هي اجمل قصة في الرواية؟ (اختار اكثر من قصة) | |||
وليد-شيرين-معاذ | 128 | 28.70% | |
مؤيد-رتيل | 110 | 24.66% | |
مصعب-نورين | 291 | 65.25% | |
مالك-سمية | 123 | 27.58% | |
مازن-ياسمين | 55 | 12.33% | |
قصي-سهر | 54 | 12.11% | |
إستطلاع متعدد الإختيارات. المصوتون: 446. أنت لم تصوت في هذا الإستطلاع |
| LinkBack | أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
23-02-21, 02:52 PM | #13 | ||||
كاتبة وقاصة بقلوب احلام
| اقتباس:: رفعت نورين وجهها المحتقن بالدموع للمرآة أمامها.. تطالع عينيها المتمردتين وقد سال منهما الكحل الأسود على وجهها ملطخًا خديها الأحمرين بخيوط سوداء.. كل ما فيها كان يرتجف من الخوف وكل ما حولها يسوده الكرب والصمت.. ترتدي الثوب الذي ستزف فيه إلى ابن عم الرجل الذي قٌتل على يد ابن عشيرتها.. فقد قُرر بموجب التقليد الذي تمليه العادات العشائرية لحقن الدماء أن تكون هي ضحية زواج الدم بما أنها إحدى بنات العشيرة المعتدية.. وأقرب فتاة للقاتل صلةً ودمًا.. وساعات قليلة متبقية لهم للمجيء لأخذها.. وهبتها عشيرتها إليهم.. وكأنها سبية.. وكأنها سلعة مقايضة تحدث بموجبها النزاعات.. وكله.. تحت عنوان.. الثأر.. كفكفت نورين عبراتها التي لا تنتهي واستجمعت قواها بوهن لتخطو نحو الباب وتفتحه قليلا لتقف خلفه متوارية عن الأنظار.. أمها ريحانة لم تكف عن البكاء منذ ساعات.. ووالدها حسن يجلس بجوارها بنظرات شاردة ممزقة وتجهم حزين يخفي بشق الأنفس عجزه وقلة حيلته.. يكتفي بأن يربت على كتف زوجته بين الدقيقة والأخرى.. التفت حسن لزوجته يطلب منها بصوتٍ أٌقرب للرجاء ((توقفي عن البكاء يا ريحانة.. لا ينقصنا بكائك هذا ليزيد الوضع سوءً)) فتحت ريحانة عينيها بتشوش عميق فتكاد لا ترى شيء من بين دموعها ثم قالت مستنكرة بصوتٍ مختنق ((ألا يحق لي حتى أن أتحسر على ابنتي التي سنسلمها إلى مقصلة إعدامها بيدينا؟)) نكس حسن رأسه شاعرًا بالعار البالغ وهو يرى نفسه عاجزًا على أن يحمي ابنته الكبيرة ومدللته.. إلا أنه قال بصوتٍ متحشرج ((لماذا تتحدثين بهذا الشكل؟ ألم أخبرك بأني تحدثت مع الرائد معاذ الكانز وأكد لي بأنها ستتزوج من خيرة أبناء الكانز.. وأمام الناس فقط سيظهر بأنه زواج دية.. إلا أنه في واقع الأمر سيكون زواجًا طبيعيا.. وإلا لما كنت سأقبل بأن أضحي بأبنتنا بهذا الشكل!)) عقدت ريحانة حاجبيها بقوة وهي تتمتم باستهجان ((استفق يا حسن.. ابنتك ستكون دية لحقن الدماء ولا شيء أكثر مهما قالوا.. ابنتك التي لم تتلقَ في بيتك إلا الدلال ستواجه الهوان في بيت ابن الكانز.. لست امرأة جاهلة يا حسن.. لدي تصور واضح عن الظروف التي تعيشها الفتيات اللاتي يتم أخذهن كضحايا زواج الدم.. وكيف سيعشن تحت ضغوط نفسية شديدة لا يمكن تحمّلها)) ابتلع حسن ريقه الجاف بألم ثم استرسل لها يرجو تفهمها ومؤازرتها له ((كفاكِ تشاءمًا بمصير نورين يا ريحانة)) أطرقت ريحانة فجأة ثم قالت بنبرة خافتة كأنها تجد صعوبة بالكلام ((لولا ما حدث مؤخرًا كنا سنوافق على طلب ابن صديقك في الزواج منها والسفر بها للخارج حيث يعمل ويدرس.. وكانت ستحقق حلمها في إكمال دراستها العليا هناك)) أحرقت العبرات المتساقطة قلب نورين قبل بشرة وجهها وهي تصغي لكلمات أمها.. لقد أضاعوا فعلا عليها حلمها الذي كان يطاردها منذ سنين في إكمال دراساتها العليا في الخارج.. كانت فقط على شفة حفرة من تحقيقه! رفعت ريحانة عينيها تواجه زوجها وهي تكمل بشكل مباشرة ((لكن تحطم كل هذا الآن وستتزوج ابنتنا الوحيدة المدللة من أحد أبناء الكانز وسيتم معاملتها هناك كالخادمة.. سيتحتم عليها أن تنفذ الأوامر وتلبي طلبات عائلتهم بدون أن تستطيع الاعتراض.. ستعيش طوال حياتها عندهم مذمومة وعلى الهامش تحت وطأة العار والعذاب الأبدي)) أطبق حسن جفنيه وهو يبتلع غصة الحسرة ثم قال بصوتٍ باهت ((أيًا كانت الظروف يا ريحانة نحن مضطرون لهذا.. فلا سبيل لحل معضلة الدم هذه إلا بزواج ابنتنا من أحد أبناء عشيرة الكانز.. خاصة وانهم يعتبرون أني القريب الوحيد المتبقي للقاتل)) وعمّ صمت مقيت المكان.. فأطلقت نورين التي كانت لا تزال واقفة خلف الباب مكانها تسترق السمع لهما نفسًا مرتجفا بقلب يتوق للموت.. فحتى والديها قررا أن يقف مكتوفي الأيدي ويسوقاها للموت.. بترت والدتها هذا الصمت وهي تتساءل ((من ستتزوج منه هو وليد الكانز.. رجل متزوج صحيح؟)) أومأ حسن رأسه وهو يجيبها ((نعم ولكن لا تقلقي فزوجته عاقر)) متزوج! اسمه وليد! بهت وجه نورين وتراجعت خطوات للخلف وهي تعرف أول معلومتين عن الرجل الذي ستزف له بعد ساعات.. لم يعجب ريحانة محاولته لتصغير سوء ما ينتظر ابنته فقالت تعيده لقسوة وحنظل الواقع ((أكم سمعنا يا حسن عن قصص فتيات أمثالها كانوا بمحلها وانتهى الحال بهم مقتولات ثأرًا لكن تم الادعاء أنهن متن منتحرات أو بسبب أحد الحوادث المؤسفة)) أظلمت عينا حسن وقد انحنى حاجباه قليلاً وكأنما زوجته لكمته بقوة.. فلم يستطع النطق بأي شيء وهو يشعر بقلبه يخفق برعب.. عقله في شتات مرير من فكرة أن يحل مستقبلا أي مكروه أو خدش صغير بابنته الوحيدة مع عائلة الرجل الذي ستزف له.. ظل حسن ينظر لزوجته وأنفاسه لاهثة.. قبل أن يقول أخيرا بصوتٍ مبحوح وإختضاض يهدد أمام زوجته بانفعال بدا باهتًا لها ((توقفي يا ريحانة عن كلامك هذا.. اقسم لك برب السماء بأنه لو مس ابنتي أي سوء فسأحملها واذهب بها وبكم جميعا لخارج البلاد إلى مكان لا يعرفه أحد.. وليذهب الباقون للجحيم)) ولم يشعر أحد منهما للواقفة خلف باب الغرفة الأخرى.. وكيف شحب وجهها بشدة حتى أصبح لوح من الرخام الأبيض.. رفعت نورين يديها تحتضن جسدها المرتعش.. وكل خلية في جسدها تنتفض برعب جزع وهي تتصور حياتها بعد أن تتزوج من ابن الكانز.. لم يبقَ لها إلا نفسها لتؤازرها.. حتى والديها تخلو عنها لسلامة أخيْها وباقي العشيرة.. ما ذنبها هي لتكون ضحيتهم وحقن دماء للعشيرتين إذا تورط شباب من عشيرتها مع عشيرة الكانز في صراع كبير.. ثم تطور الأمر ليتم طعن ذاك المدعو يحيى الكانز على يده! هزت نورين وجهها الشاحب الذي يحاكي شحوب الموتى برفض.. لا.. لن تقبل بما يريدون منها أن تقبله.. هي ترفض الإذعان.. ترفض الانصياع.. ترفض السقوط في حفرة السلطة الذُّكورية.. لن تسمح لهم أن ينالوا من أدميتها.. ستتمرد على الظروف وستسخط على ضغط التقاليد والأعراف والعادات القَبَلِيَّة التي لا تتفق مع حقّها في تقرير مصيرها.. وبشق الأنفس حاولت نورين تمالك نفسها واستدارت للخلف تهرع مهرولة نحو شرقة شقتهم في الطابق الأرضي.. أمسكت بيديها المرتجفين ثوبها الثقيل ترفعه ثم قفزت من الشرفة دون صعوبة تذكر.. وبدأت تركض بعيدًا فوق السهول الخضراء.. ومع كل خطوة تخطوها بعيدا تجر معها معنى آخَر لحياة لن تقوَ على تحملها.. سترحل بعيدا.. هي في صراع من أجل البقاء.. من أجل الحياة التي يحاول حتى والديها سلبها منها.. ستقاوم.. وستناضل من أجل أن تبقى على رمق الحياة.. لم تعبئ التفكير إلى أين ستذهب وماذا ستفعل بعد.. بل كان جل اهتماما هو أن تهرب هي وحقيبة أحلامها بعيدًا.. حتى توقفت مكانها لاهثة بغته وهي تسمع دوى إطلاق النار.. بل زخات من الرصاص المتطاير في الهواء.. صرخت رعبًا وهي تركض بغريزية خلف ساق شجرة ضخمة تحتمي بنفسها حتى ينتهي عرس إطلاق النار.. وقلبها فزع من سبب إطلاق هذا الكم الهائل من الرصاصات.. من يقوم بإطلاقه؟ وهل هم قريبين من بيت عائلتها؟ شعرت طوال هذه الدقائق بسنوات تمر عليها وهي مختبئة مكانها عاجزة عن التحرك أو القيام بأي شيء تلتزم الحذر الشديد وترهف السمع لأي صوت من حولها.. شعرت نورين بحركة شخص ما يسير بين الأشجار فأوجست خيفة من أن يكون أحد مطلقي النار قد تبعها ويريد النيل منها.. وبمجرد أن شعرت باقتراب الخطوات منها حتى التقطت غصن شجرة كان ملقيا أرضًا ثم رفعته وكأنها تمسك سيف.. توقفت خطوات الشخص الذي يحاول الاقتراب على بعد أمتار منها فعقدت حاجبيها بتوجس بينما لا تزال تلهث من الفزع.. فانخفضت قليلا ببطء حتى نزلت على ركبتيها لتخرج رأسها من خلف الشجرة ناظرة بحذر نحو الشخص الذي عاد يتحرك ولكن باتجاه معاكس لها.. استغلت نورين انشغاله بإعطائها ظهره لتقفز بسرعة ولَّدها خوفها وتقوم بضرب ظهره.. المقدمة ان شاء الله هتنزل يوم الاثنين الساعة 6 مساءً بتاريخ 1/3/2021 | ||||
23-02-21, 08:52 PM | #20 | ||||
| أخيراً عدتي 😍😍 كل عوده لك اتشوق لقراءة مولدتك الجديده وأي افكار وحبكات تريدين أن توصيلها لنا ❤️ وملخص مقلق ومؤلم لكن حقيقة موجوده للاسف أن تكون المرأة قربان لأفعال لا ذنب لها فقط لأن لها تحمل نفس الدماء متشوقه للقادم وبانتظارك ❤️💞 | ||||
الكلمات الدلالية (Tags) |
قلبك منفاي، في قلبك منفاي |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|