08-02-18, 02:26 PM
| #1 | |||||||||||
| مشرفة منتدى عبير واحلام والروايات الرومانسيةومنتدى سلاسل روايات مصرية للجيب وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء 
|  قبل أن تضيع الذكرى ...*مميزة ومكتملة*     حينما بدأت كتابة هذه الرواية كانت مجرد فكرة تطورت الى قصة قصيرة من بضعة أسطر ثم انتهى بها المطاف الى رواية قصيرة ... وأتمنى أن تجد صدى لدى شغفكم بالقراءة قبل أن تضيع الذكرى قد نغيب كالغروب وقد يلهينا الزمن، ولكن يبقى نبض القلب لا ينسى الأحبة. فتعالى نلملم شتات قلوبنا قبل أن تضيع الذكرى.   المقدمة تمهلت أمام المرآة تناظر صورتها المنعكسة على السطح اللامع قبل أن تضع لمساتها الأخيرة من زينة وجهها واطمأنت الى أن عينيها الكحيلتين قد صارتا أوسع مما هما عليه وتلونت شفاهها بالوردى الفاتح فتنفست باغراء لا يخفى عليها ما تثيره فى نفوس الرجال عندما يتطلعون اليها من تأملات وأوهام لا تطالها أيديهم. ومسدت بأطراف أصابعها على قماش ثوبها الحريرى الأزرق وعدلت من ياقة سترتها القصيرة باللون الأبيض يمتزج مع اللون الأزرق الأغمق درجة من لون تنورتها القصيرة والتى تغطى ركبتيها بدلال مثير. انتعلت حذاءها الأبيض العالى الكعبين والذى يضفى لمسة أنثوية رقيقة على مظهرها الذى يكاد يبلغ قمة الكمال. كانت تحافظ على قوامها بالممارسة المستمرة للرياضة يوميا فهى تقضى ساعتين على الأقل بين أجهزة النادى الصحى الذى يجاور شقتها الفاخرة التى تقطن فيها فى الحى الأنيق الهادئ بأطراف المدينة الجديدة التى تم بنائها على الطراز الايطالى. ولم يكن هذا كافيا لتصل للمستوى الذى تتمناه فقد امتنعت عن كل مسببات الارهاق والأرق حتى تحمى بشرتها النقية الصافية التى تشبه الحليب فهى ترفض أن تحتسى ولو حتى فنجانا صغيرا من أى مشروب يحتوى على الكافيين , وتكتفى بالتمتع بمذاق الشاى الأخضر بدون اضافة أى ذرة من السكر, ذلك السم الأبيض الذى يدمنه العالم ويستهلك كميات هائلة منه يوميا,تفوق استهلاك مسحوق المخدر المعروف باسم الهيروين. وقد حرمت نفسها من متعة التلذذ بأنواع الطعام الشهية والتى تثير النفس والمعدة على حد سواء , وتتبع حمية قاسية حتى صار هذا هو نظامها الصارم الذى لم تقدر يوما على التمرد على قيوده الحديدية التى تكبلها. تعشق النظام وتكره الفوضى بمختلف أشكالها فكل قطعة أثاث بمنزلها ثابتة بمكانها كالأهرامات لا تتغير أبدا ولا تنتقل الى مكان آخر. وبدا لها أنها هى أيضا مثلها لا تتغير لا للأفضل ولا للأسوأ, أنها راكدة كمياه البركة لا حياة فيها. ونفضت عن ذهنها كل مشاهد حياتها المتسلسلة والتى تدور برأسها كفلاش باك وتوقفت بالسنين الى أن عادت شابة فاتنة فى العشرين من عمرها, وحاولت جاهدة الاحتفاظ بملامح وجه طمسته الأيام وغيرت من خطوطه الأساسية فصار ضبابيا لا تكاد تراه حتى يتوارى الى الظل , وما حاجتها للذكرى ؟ ستراه اليوم وتملى عينيها من وسامته المدمرة التى طالما عشقت كل تفاصيلها وسيلتقط كفها الصغير ليضمه بين راحة يده القوية المحتوية لها بحنان فائق. التقطت سلسلة مفاتيحها الفضية البراقة والتى يتدلى منها أول حرف من اسمها فى شموخ وكبرياء يماثل مالكته , واختطفت حقيبة يدها الصغيرة والتى تتعجب كيف تضم بين ثناياها محتوياتها المستقرة بتنسيق وتنظيم يُحسد عليه صاحبتهما , لتعلقها على احدى كتفيها فتتدلى بانضباط كأنها جندى بالجيش يقف فى طابور النظام , فتحت الباب بعناية ثم أغلقته خلفها بلمسة أنيقة.  روابط الفصول المقدمة ..... اعلاه الفصل الأول ..... المشاركة التالية الفصل الثاني الفصل الثالث الفصل الرابع الخاتمة رابط تحميل الروايه https://www.mediafire.com/file/lbrw6...9%85%D9%89.rtf التعديل الأخير تم بواسطة كاردينيا الغوازي ; 07-03-18 الساعة 01:12 PM | |||||||||||
|  |
|
08-02-18, 10:08 PM
| #2 | |||||||||||
| مشرفة منتدى عبير واحلام والروايات الرومانسيةومنتدى سلاسل روايات مصرية للجيب وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء
|  الجزء الأول لقاء أقرب الى الخيال &&&&&&& توجهت نحو سيارتها الصغيرة الباهظة الثمن والتى تشى بثراء فاحش , وأخرجتها من الجراج بمهارة فائقة لتقودها بسرعة معتدلة لا تتفق مع لهفتها القاتلة للحاق بموعدها الذى تحلم به منذ عدة أيام, لا تتأخر عن مواعيدها أبدا فهى دقيقة كتوقيت جرينتش, تنظر لميناء ساعتها الأبيض والذى تجرى فيه عـقارب الثوانى تتسابق مع عـقارب الدقائق فى ماراثون غير متكافئ,وقد أخذت تحدث نفسها بضرورة التأنى فى مشاعرها المتدفقة كالشلال الذى ينحدر من علو , وعليها أن تتمهل حتى لا يتحطم قلبها الى فتات لا حصر لها كما حدث لها منذ عشرة سنوات حين انفصلت عن حبيبها الوحيد , والذى كان يعنى لها الدنيا وما فيها. لقد تغيّرت عن الفتاة الصغيرة التى كانت تعشق بدون تفكير , وقد أغرقتها الحيرة فى سبب تسارع نبضات قلبها حتى تكاد تشعر به يتواثب بداخل قفصها الصدرى , بسعادة وشوق ولهفة مؤكدة , سوف تراه اليوم , بعد فراق دام سنوات , لا شك بأنها ستستعيد معه ذكرياتهما المشتركة ,ولن يسمحا للزمان بأن يقف فى طريقهما نحو السعادة هذه المرة , طمأنت نفسها بأنها قد ازدادت جمالا بمرور الوقت ولم ينل من صباها تقدم العمر بها , الا من تغيرات طفيفة تكاد تكون غير ملحوظة. صفّت سيارتها بالمكان المخصص أمام بناية شاهقة تتكون من عشرات الطوابق , ويتحدث بوضوح تصميمها الراقى الأنيق عن مبلغ التكلفة الذى تكبده قاطنو هذا المكان,وفتحت باب سيارتها وقفزت منه برشاقة ولياقة ثم استخدمت جهاز التحكم عن بعد لتغلقها وألقت نظرة أخرى سريعة على نفسها بالمرآة الجانبية أنبأتها بما أرادت معرفته بدقة , فعدلت من خصلة شاردة من خصلات شعرها الحريرى المتوسط الطول الى مكانها وهى تملس على بقية الخصلات بالرغم من عدم وجود داعى لهذا , الا أنها أرادت أن تبث الطمأنينة فى ذاتها , وأخذت تحدّق فى البوابة الزجاجية العملاقة للمبنى كأنها تخشى أن تغلق فى وجهها ,فأسرعت تحث الخطى نحو اللقاء الغامض الذى هى بصدد اجرائه. ارتقت درجات السلم القليلة بخفة قبل أن تصل الى المصعد وأخذت تراجع اللافتات الموجودة بجانبه والتى تشير الى كل طابق بما يحتويه من أسماء شركات تجارية وعيادات طبية ومراكز مختلفة , فتوقفت عيناها لدى الطابق التاسع واسم الشركة التى سبق وأبلغت بها عن طريق الهاتف,فاستجمعت شجاعتها وضغطت على الزر الأحمر تستدعى وسيلة نقلها الى عالم الأحلام ,وحينما استقرت بداخله شعرت بتوتر متزايد حيث كانت دائما ما تعانى من حالة خوف من الأماكن الضيقة المغلقة تسمى رهاب الاحتجاز أو Claustrophobia , الا أنها تنفست ببطء وعمق كما أشار لها طبيبها المعالج ,وهى تحاول اتباع تعليماته بدقة فى أن تفكر بايجابية فيما سوف يحدث لها , لن يصيبنى أذى , لن يحدث مكروه , سوف أصل بسلام ,وفجأة توقف المصعد وانفتح الباب الخارجى فقفزت منه وكأنها تهرب من الجحيم الذى يطاردها , وشعرت بالنسمات الباردة تتلاعب بخصلات شعرها المرتبة بعناية , فهدأت نفسها: اننى بخير ولم يصبنى أذى , الحمد لله انتهى الكابوس . تطلعت لما حولها ورأت لافتة مضيئة بارزة تظهر بوضوح اسم الشركة الذى حفظته عن ظهر قلب و بخط أصغر تحته لمع اسم له بريق خاص لديها ,وخطّت نحو الباب الذى كتب عليه بالانجليزية ( ادفع ),وما أن وطأت قدماها الأرض الرخامية اللامعة حتى شعرت ببرودة جهاز التكييف تغمر جسدها النحيف حتى عظامها اللينة , وتثير بها قشعريرة جعلتها ترتجف كورقة فى مهب الريح , فجذبت انتباه السكرتيرة الحسناء اليها وهى تراقبها بتعالٍ وقد ابتسمت بصورة آلية وهى تقول بنغمة رتيبة شعرت معها أنها تتعامل مع جهاز كمبيوتر: -مرحبا بك , هل من خدمة أؤديها لك سيدتى؟ سارت نحوها بخطوات ثابتة وئيدة ,وهى ترسم على شفتيها ابتسامة دافئة حقيقية أجادتها بمرور الوقت وتقوم بمفعول السحر مع كل من يقابلها: -لدىّ موعد مع السيد مدير الشركة. لم يبد على السكرتيرة أنها قد تأثرت بتصرفها الودود نحوها وتابعت بذات الصوت الرخيم: -ما هو اسمك؟ اغتاظت بشدة من سلوكها النمطى الذى لم يتغير وقالت بهدوء والغضب يتآكلها: -أنا المهندسة / نسرين صبحى , لقد سبق واتصل بى مكتب مديرك ليبلغنى بالموعد. التفتت الفتاة الى دفتر صغير بجوارها وأخذت تقلب فى صفحاته حتى وصلت لسطر معين وقامت بمراجعته ببطء استفز نسرين قبل أن تشير لها بالانتظار حتى تبلغ رئيسها. لم تقم نسرين بالامتثال لطلبها بل اندفعت نحو المكتب الذى كانت قد سبقتها اليه وقبل أن تعى السكرتيرة ما يحدث , دخلت نسرين الى الغرفة الواسعة وهى تتذمر بعنف: -لا يبدو أنه من اللائق أن تجعليننى أنتظر حقا فيما مديرك جالس بانتظار مقابلتى. ثم رفعت رأسها تراقب ردة فعل الرجل الجالس خلف سطح المكتب الفخم ,وارتبكت من نظراته المتأملة بجرأة لها ,وبدا على السكرتيرة أنها ستحيل الأمر لشجار: -سيدتى لم يكن عليك أن تقتحمى المكان هكذا ف... الا أن مديرها قد أشار لها بالصمت والانصراف طالبا منها اعداد فنجانين من القهوة: -كيف تشربين قهوتك يا باشمهندسة؟ وجّه السؤال الى نسرين بثقة وبدا أنه لم يتأثر بدخولها الدرامى ولا لهجتها المرتفعة ,شعرت بالاحباط يلازمها وتمتمت بصوت منخفض نسبيا: -أشربها بلا سكر. -حسنا , اذهبى أنت يا نهلة الآن. انصرفت سكرتيرته الغاضبة وهى لا تجرؤ على التفوّه بحرف واحد بعد اشارته القاطعة,وأغلقت الباب خلفها بدون أن تحدث صوتا. -تفضلى بالجلوس. أطاعته بصمت ,وبدأت تعاين ما حولها من مظاهر بديعة تتحدث عن بالغ ثرائه وذوقه الرفيع فكان المكتب يغلب عليه الطابع الرجولى وتفوح منه رائحة عطر مميز لا بد أنه يستعمله ,ولكنه كان مخلوطا برائحة أخرى ,عبرت خلايا أنفها بجلاء معلنة عن تبغ محترق , عرفتها عندما رأته يخرج سيجارة من علبة أنيقة على مكتبه وأخرج قداحة فضية غالية الثمن ثم استأذن منها: -هل يمكن لى أن أدّخن ؟ عادة لا أقوم بهذا وأنا بصدد استقبال الزائرين الا أننى أشعر بحاجة قوية للتدخين الآن. تعجبت منه فقد كان من معارضى التدخين فى الماضى حينما عرفته وتعلقت به , الا أنها أشارت له بالايجاب بهزة من رأسها وهى تحاول استجماع قواها المنهارة بعد أن أشبعت عينيها من رؤية ملامحه الوسيمة الرجولية التى تعشق تفاصيلها وتجاور أحلامها كل يوم , وقطع عليها تخيلاتها صوته المميز وهو يحدثها: -أعرف أنك تكرهين التدخين , ولكننى ... وتوقف فجأة عن استكمال عبارته, فردت عليه وهى تحاول تذكيره: -أنت أيضا كنت تكره التدخين , ولكننى ... أرى بأنك قد تغيرت. -أنت أيضا قد تغيرتى كثيرا , لم تعودى كالسابق. اندهشت فهى كما هى لم تتغير ملامحها ولم يبد عليها التقدم فى العمر فانطلقت تهاجمه: -أنا لم أتغير على الاطلاق. تنحنح ببطء قبل أن يقوم من مقعده ويتمشى نحوها ليجلس الى المقعد المقابل لها وهو لا يبعد ناظريه عنها: -لا أقصد تغير فى الملامح , فكما أرى ما زلت جميلة كعهدى بك , بل اسمحى لى أن أؤكد أنك قد ازددت جمالا وروعة مع مرور الأيام. شعرت بالتأثر فى مشاعرها لدى تغزله بجمالها كما هو واضح أنه ما زال معجبا بشكلها , ولكنها غضبت من جرأته بتفحصه الدقيق لها من رأسها حتى أخمص قدميها فرفعت وجهها بتحدٍ صارخ وقالت بصوت عملى: -أرى أن نبدأ بتفاصيل العمل , هذا اذا كنا سنعمل سويا. ابتسم بسخرية من تغييرها لمجرى الحديث , ولكنه رفع رأسه عاليا بذات الطريقة ليعلن قبوله التحدى الصامت: -أصبحت امرأة عملية للغاية , أرأيت أنك قد تغيرتى ؟ -أليس هذا هو الغرض من المقابلة ؟ اتصل بى مكتبك ليعلمنى برغبتكم فى اشرافى على عملية خاصة بكم , وقد وافقت مبدأيا على الحضور لأتناقش معك بالتفاصيل. قطع عليهما الحوار دخول السكرتيرة بصورة مفاجئة وهى تحمل اليهم القهوة الزكية الرائحة وتضعها على المنضدة الصغيرة أمامهما ثم تحنى رأسها نحو مديرها لتهمس فى أذنه ببضعة كلمات لم تستطع نسرين التقاط حرفا منهم, فهز رأسه يمينا ويسارا وهو يستنكر بشدة: -ليس هذا وقته , اذهبى أنت الى عملك. استدارت لتنصرف قبل أن ترمق نسرين بنظرات نارية متعالية وكأنها تخبرها بأنه لا يوجد مكان لها هنا , فهى مجرد زائرة عابرة. -ماذا كنا نقول ؟ آه ... لنحتسى قهوتنا ونتحدث بالتفاصيل .. العملية. ثم استطرد وكأنه تذكر شيئا: -لماذا تتناولين القهوة بدون سكر؟ انتعش أمل خائب فى نفسها , ترى هل يتذكر أنها كانت تعشق القهوة ذات الطعم الحلو ,وبدأت تشك بما حاول أن يوهمها به من أنه لا يتذكرها ولا يتذكر ما كان بينهما , فهو قد أوضح لها أنه ما زال مهتما بها بأسئلته الكثيرة. أخذت الفنجان الخزفى الصغير بين أناملها وهى تدرس اجابتها قبل أن ترد بذكاء: -أحاول الحفاظ على نظام غذائى متوازن. ازدادت نظراته الجريئة لقوامها الممشوق وكأنه يلمسها بيديه وقال باعجاب واضح: -لست بحاجة للحمية , فأنت تتمتعين بقوام متناسق تحسدك عليه نجمات السينما. -شكرا لاطرائك ,فليس من السهل المحافظة على هذا القوام , أشعر بأنها مهمة شاقة كلما تقدم بى العمر سنة وراء الأخرى , ولا تنس بأننى قد تخطيت الثلاثين. قالت بجفاء تذكره بعمرها الضائع , وكأنها تلومه على ما فاتها من متعة. وأخذت تحتوى أدق قسمات وجهه الوسيم بعينيها الواسعتين وكانت خطوط الزمن قد بدأت تضع بصمات طفيفة على ملامحه. ضاقت عيناه حينما التقط تلميحها البارع , الا أنه تظاهر بعدم الفهم : -أنا أيضا تخطيت الثلاثين ,هل نبدأ الآن بعرض التفاصيل التى تهمك كثيرا؟ -لا مانع لدىّ , فقد جئت لهذا الغرض , أليس كذلك؟ أجابها بغموض: -هذا هو رأيك , فلنبدأ اذن. احتارت من جوابه الذى لم يشبع فضولها نحو سبب اختياره لها بالذات ولم تقاوم رغبة أخيرة فى احراج نفسها: -لماذا اخترتنى أنا من وسط جميع المهندسين المختصين يا سيد عصام؟ تراقصت ابتسامة لعوب على شفتيه بعد أن خاطبته بطريقة رسمية تنافت مع ما تبادلاه من كلمات ونظرات أعادت ذكريات الماضى حيّة تتنفس وهو يجيبها بلهجة رجل أعمال بارع: -لم يكن أنا من اختارك,لدىّ فريق عمل يقوم باجراء أبحاثه بدقة وقد استقر رأيهم عليك لأنك جديرة فى عملك ومعروفة فى عالم الأعمال بدقتك وسرعة انجازك. هكذا حطّم غرورها الهش بأنه ما زال يتذكرها ويريد رؤيتها مرة أخرى , كان الاختيار عمليا بحتا ولم تتدخل المشاعر فى الموضوع , شعرت بسذاجتها وهى تتخيل أنه ما زال يشتاق لها ولذكرياتهما القديمة , قررت أن ترفض العمل معه بدون أن تتروى بالتفكير , ولكنها عدلت عن هذا القرار الأحمق فلماذا تستسلم من أول مبارزة ؟ عليها أن تقاتل لتثبت له أنها هى أيضا تتعامل بحيادية معه. -أستطيع أن أطرح عليك نفس السؤال .. لماذا وافقت على العمل معى ؟ اعتدلت فى جلستها وقد وضعت ساقا فوق ساق سامحة لتنورتها القصيرة بالارتفاع قليلا لتكشف عن ساقيها البيضاوين ,وقد اكتسبت ثقة بعد أن لمحت ارتعاش شفتيه بعد حركتها المدروسة لتقول بعناية: -لأن اسم شركتك وحده يعنى الكثير , فهى تعد من أفضل ثلاثة شركات فقط فى مجالها,وأنا أطمح الى العمل مع الأفضل. -طموحك المهنى يسبق أى شئ فى حياتك , فله الأفضلية دائما حتى ولو جاء على حساب حياتك الشخصية , فأنا أرى أنك لم تتزوجى حتى الآن. ضرب على الوتر الحساس لديها وهو يتأمل أصابعها الخالية من رمز الارتباط , فمع كامل نجاحاتها فى مختلف مجالات الحياة الا أنها فشلت فشلا ذريعا على الصعيد الشخصى , فاتها العمر ولم تكوّن أسرة بعد ,أخذت تلهث حتى تبنى لنفسها اسما من نور فى مجال تخصصها وحاربت كل الأشباح حتى تنال ما تستحقه , وعندما استفاقت من سعيها المحموم وجدت قطار الحياة قد مر بها ولم ينتظر وحتى كل من حاول أن يخطب ودها الآن تعرف أنهم اما طامعون بنجاحها وثروتها أو غير جديرين بالاقتران بها, ولتكن صادقة مع نفسها ... كانت تقارنهم جميعا بلا استثناء بالقالب الوحيد للرجل الذى تحلم به ويحتل جوارحها حتى وهو غائب. تظاهرت بعدم الاكتراث وأخبرته بلا مبالاة: -لا أهتم بوجود رجل فى حياتى , فأنا غير محتاجة لأحد , لدى كل ما أتمناه , عملى , بيتى , سيارتى , أصدقائى ولا ينقصنى شئ. -وماذا عن الحاجة الى الحب؟ -هل تقصد الحب .. المشاعر الوهمية التى نقرأ عنها بالروايات الرومانسية الساذجة ؟ أم أنك تعنى شيئا آخر؟ -هل أصبح الحب مجرد مشاعر ساذجة بالنسبة لك؟ -نعم. لم يستطع أن يتمالك نفسه من تذكيرها بضراوة بما كان: -ما زلت أتذكر أنك كنتى أكثر من راغبة باستكمال حياتك مع من تحبين , ألم تكن هذه هى كلماتك لى : ما قيمة الحب .. ان لم أحبك أنت. صدمها وبعثر كيانها , كانت هذه هى كلماتها التى أطلقتها من معقلها منذ عشرة سنوات ولم تقدر على استرجاعها فباتت معلقة تحكى قصة هوى ظنّت أنه خبا ,وها هو يرميها بوجهها بمنتهى القسوة والبرود فقلبت شفتيها امتعاضا وهى تشكّل الكذب بمهارة لتقول : -كنت صغيرة فى السن وبدون خبرة فى الحياة , تعلقت بك فى هذا الوقت , وبعد افتراقنا تأكدت من أنه مجرد انجذاب لا أكثر , أما الآن فقد نضجت لأعرف حقائق الحياة. أغاظه لا مبالاتها فى معاملته وهى التى كانت تتلهف لرؤيته وقضاء الوقت برفقته ,فهبّ واقفا ليقترب منها وأمارات الشر ترتسم على وجهه , فشعرت بتهديد خفى وتساءلت هل تجاوزت الحد معه؟ لا تنكر أنها قد كذبت عليه فقط لتستفزه. وقف الى جوارها لا يفصل بينهما سوى سنتمترات قليلة جدا ,وأجبرها على أن ترفع نظرها اليه: -هكذا أكان ما بيننا مجرد انجذاب ؟ حسنا لنرى اذا ما كان هذا الانجذاب لا يزال موجودا؟ وقبل أن تعى ما هو مقدم عليه أمسك بذراعها مجبرا اياها على النهوض من مقعدها لتلامس صدره العريض وهو يكبّل حركتها بارادة قوية أما هى فقد شعرت كعصفور حبيس وقع فى الفخ ولا فرصة لديه للفكاك , فقاومته بضعف وهى تحتج على تصرفه اللا أخلاقى: -كيف تجرؤ يا عصام ؟ لم تكن تتصرف هكذا بالماضى؟ أمرها بحدة: -أنا الآن عصام ؟ انس الماضى , فقد أثبت لتوك أنه كان مجرد وهم, ولكننا الآن اثنين ناضجين خبّرنا الحياة جيدا , فلم لا نستفيد مما تقدمه لنا ؟ -ماذا تعنى ؟ ارتعش صوتها وهى تسأله بخفوت , فيما هو ما زال مسيطرا عليها بقوة غير عابئ بنظرات الألم المرتسمة على وجهها , فقال بأسى: -اذا كنا بالماضى قريبين جدا , فلم لا نستغل هذا لصالحنا الآن , ,أظن أن الأمر سيكون يسيرا نظرا لسابق المعرفة التى كانت تربطنا. -ابعد يديك عنى والا .. -والا ماذا ؟ هل ستصرخين طالبة النجدة؟ دنا بوجهه منها أكثر حتى صارت أنفاسه الحارة تلفح جانب وجهها وقال بصوت كالفحيح: -اصرخى يا عزيزتى , ألم تلاحظى بعد أن المكان يخلو من العاملين ؟ انظرى الى ساعتك ستجدين أن هذا الموعد يشير الى انتهاء نوبة العمل والمكتب صار فارغا الا منا نحن الاثنين فقط. شعرت نسرين بالرعب , ألهذا الحد كانت حمقاء ؟ لم تدرك أن ميعاد المقابلة بحد ذاته كان غريبا فقد اختار الساعة الرابعة عصرا وهو موعد متأخر نسبيا عن مواعيد لقاءات العمل , وهى بنفسها لاحظت عدم وجود أحد بالمكان سوى السكرتيرة التى لا بد أنها قد غادرت الآن , وحتى ولو كانت موجودة لا تعتقد بأنها سوف تمد لها يد العون, ماذا فعلت بنفسك يا نسرين ؟ ************* | |||||||||||
|
| |
|
08-02-18, 11:15 PM
| #3 | ||||
| نجم روايتي ولؤلؤة بحر الورق 
| يا هلا بالقمر الف مبروك حبيبتي بدايه رائعه نسرين وهوسها بالرشاقه والجمال تماثل الكثيرات من نساء هذا العصر يحرمن نفسهن متعة الطعام متعه الحياة متعه العيش بحريه ولو قليلاً فهي وضعت عملها في اساس قائمتها ولم تفكر بغيره اما الفصل الاول فبدايته قمبله بحد ذاتها حبيبان سابقاً التقيا وهي كالبلهاء صدقت افكارها عن رغبته بتجديد الحب بينهما اما هو فيبدو ان تفكيره فقط في الانتقام فعرضه عليها وتصرفه معها يشير لسوء نية لا غير انهيتي الفصل في لقطه حاسمه ماذا سيجري بينهما هل ينوي فعل شيء لها ام ستستطيع نسرين الهرب من عاصم اساله كثيره تراودني كلي شوق لمعرفه الاجابه عليها في الاحداث القادمه تسلم اديكِ عزيزتي ان شاء الله سأكون متابعه مستمره معكِ ❤🌹 فقط سؤال ما هو موعد نزول الفصول لأسجله عندي 🙈 | ||||
|
| |
|
09-02-18, 01:16 PM
| #4 | ||||||||
| مشرفة وكاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء ومحررة واعدة بعمود الأعضاء  
| مساء الجمال الف مبروك موني روايتك الجديدة مختلفة تماما عن الاولي واضخ ان اللقاء هيغير كتير بينهم ايه سبب انفصالهم زمان و هل عصام زيها لا اتجوز و لا ارتبط و لا هي مجرد ذكري بيحيها بعد زهق من حياته الروتينية في انتظار بقاي لقائهم و ربنا يسار .... في انتظارك | ||||||||
|
| |
|
09-02-18, 05:23 PM
| #5 | |||||||||||
| مشرفة اسرة حواءوذات الذوق الانيق وفراشة متألقة،ازياء الحب الذهبي ..طالبة مميزة في دورة الخياطة جزء1وأميرة فستان الأحلام ولؤلؤة بحر الورق وحارسة وكنزسراديب الحكايات و راوي القلوب  
| السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الف مبروك نزول روايتك نسرين المهووسة بجمالها وعصام جمعهما ماضي وافترقا فيا ترى اشو صار بينهما ؟؟؟ وعلى اشو ناوى عصام فيها؟؟؟؟ متابعة معاكى وبالتوفيق | |||||||||||
|
| |
|
09-02-18, 11:28 PM
| #7 | ||||||||||||
| مشرفة منتدى عبير واحلام والروايات الرومانسيةومنتدى سلاسل روايات مصرية للجيب وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء
| اقتباس:
فعلا هى مهووسة بالمحافظة على رشاقتها وجمالها ربما لأنها تفتقد أشياء أخرى أكثر أهمية فدفنت نفسها فى عملها الخاص عصام ... ربما تكون دوافعه الانتقام فعلا ولكن هل سيؤذيها أم لا فهذا هو السؤال على رأى هاملت ؟ مشكورة عزيزتى على تواجدك الذى أسعدنى جدا موعد نزول الفصول هيكون كل خميس واحد مساءا هى عبارة عن رواية قصيرة لن تتعدى فصولها أصابع اليد الواحدة ... دمتى بود | ||||||||||||
|
| |
|
10-02-18, 01:38 PM
| #8 | ||||||||||||
| مشرفة منتدى عبير واحلام والروايات الرومانسيةومنتدى سلاسل روايات مصرية للجيب وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء
| اقتباس:
الله يبارك فيك عزيزتى اللقاء ده هيبقى نقطة فاصلة فى حياتهما خليكى متابعة حتى تعرفى تفاصيل اكثر شكرا رونتى يا قمر على حضورك المميز | ||||||||||||
|
| |
|
10-02-18, 11:43 PM
| #9 | ||||||||||||
| مشرفة منتدى عبير واحلام والروايات الرومانسيةومنتدى سلاسل روايات مصرية للجيب وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء
| اقتباس:
الله يبارك فيك غاليتى نسرين وعصام جمعهما الماضى وسيجمعهما الحاضر من جديد ولكن يا ترى ما نيّة عصام تجاهها ؟ نورتينى يا قمر فى كمال بدره | ||||||||||||
|
| |
|
11-02-18, 03:52 PM
| #10 | ||||||||||||
| مشرفة منتدى عبير واحلام والروايات الرومانسيةومنتدى سلاسل روايات مصرية للجيب وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء
| اقتباس:
الله يبارك فيك عزيزتى اكيد فى مخططات بالنسبة لتصرفه معها ويمكن يصدمها اكتر مما توقعت نورتينى يا قمر وسعيدة بوجودك وحضورك المميز | ||||||||||||
|
| |
 |
| مواقع النشر (المفضلة) |
| أدوات الموضوع | |
| انواع عرض الموضوع | |
|
|
1Likes
.png)
.png)
العرض العادي
