آخر 10 مشاركات
[ تحميل ] عابرات فـوق السنة النيران ( جميع الصيغ ) (الكاتـب : اسطورة ! - )           »          577 - انتظار ديبورا - بيتي نيلز - ق.ع.د.ن (الكاتـب : Gege86 - )           »          251 - زائر الليل - كيم لورنس (الكاتـب : PEPOO - )           »          231 - بقايا ليل - كيت والكـر (الكاتـب : Fairey Angel - )           »          غريب الروح * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : Heba aly g - )           »          ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          جددي فيني حياتي باللقاء *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : وديمه العطا - )           »          لحظات صعبة (17) للكاتبة: Lucy Monroe *كاملة+روابط* (الكاتـب : ميقات - )           »          نيران الجوى (2) .. * متميزه ومكتملة * سلسلة قلوب شائكه (الكاتـب : hadeer mansour - )           »          الانتقام المرير - ليليان بيك (الكاتـب : سيرينا - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > مـنـتـدى قـلــوب أحـــلام

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 17-03-21, 08:32 PM   #31

دفنا عمر

? العضوٌ??? » 485024
?  التسِجيلٌ » Feb 2021
? مشَارَ?اتْي » 82
?  نُقآطِيْ » دفنا عمر is on a distinguished road
افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة منال الشباسي مشاهدة المشاركة
غلطانة يا حسناء كنتى انتظرى وافهمى الاول
عقدت الطفولة اتحكمت فيها
هنشوف هيحصل ايه




دفنا عمر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-03-21, 11:30 AM   #32

دفنا عمر

? العضوٌ??? » 485024
?  التسِجيلٌ » Feb 2021
? مشَارَ?اتْي » 82
?  نُقآطِيْ » دفنا عمر is on a distinguished road
افتراضي

معادنا اليوم مع فصل جديد❤️❤️

دفنا عمر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-03-21, 12:10 AM   #33

دفنا عمر

? العضوٌ??? » 485024
?  التسِجيلٌ » Feb 2021
? مشَارَ?اتْي » 82
?  نُقآطِيْ » دفنا عمر is on a distinguished road
افتراضي

الفصل الثامن
********
( أنت بتتكلم جد جد يا استاذ مروان.. سمر وافقت على زواجنا ؟!!!)

ضحك هاتفًا: اهدى كده احسن عقلك يطير وساعتها نقولك معندناش بنات للجواز يا ابو الفوارس!

_ لأ حرام عليك انا ماصدقت توافق.. دي غلبتني!x بجد مش عارف اشكرك ازاي يا استاذ مروان!

_ اولا بلاش استاذ دي، احنا خلاص هنكون اهل واخوات بإذن الله ..وانا مبسوط إن سمر وافقت لأني فعلا يافارس شايفك إنسان كويس جدا وجدير بيها وهتحافظ عليها.. وعايزك تعرف إنها فعلا بمثابة اخت ليا وانا المسؤل عنها.. يعني لا قدر الله لو حصل اي شيء بينكم هتلاقيني انا قصادك.. اوعي تزعلها ابدا

وان كان على الأتفاقات المادية فأنا……… .

قاطعه فارس:x ماتكملش يا مروان.. وطبعا انا بقيت فاهم كويس إنك فعلا معتبر سمر اختك.. واوعدك إني هكون ليها ونعم الزوج والسند بعد ربنا.. انا بحب سمر بجد يامروان.. محدش خطف قلبي كده غيرها.. وعارف إنها يمكن مستغربة لأن تعارفنا قصير.. بس المشاعر ولا بتحتاج زمن ولا معرفة.. هي سهم وبيصيب القلب.. وانا قلبي مبقاش فيه غيرها.. اما الأمور المادية.. فأنا مش محتاج حاجة.. أنا بجهز فيلا صغيرة كده ليا انا وهي وحاتم وهستقل بحياتي معاها ومش محتاج حاجة اكتر من إنها تنور حياتي.. واوعدك إن حاتم هيكون أخ صغير ليا ومش هقصر معاه ابدا..! ثم واصل:
وفي حاجة مهمة لازم اكلمكرفيها يامروان!
_ اتكلم يافارس انا سامعك!

أجاب:x أنا عارف إنك اشتركت لسمر واخوها في النادي، بدافع من اخوتك ليهم.. بس سمر هتبقي مراتي واي حاجة تخصها بقيت في رقبتي انا..!
ثم اخرج من جيبه شيك صغير:x دي قيمم العضوية اللي دفعتها ليهم، وطبعا بديهي إن ده بقي دوري وواجبي.. ولو سمحت تقبل تاخد حقك عشان اكون مرتاح!

لمعة إعجاب ضوت بحدقتي مروان بذاك الفارس الذي حمل نصيبًا وافرًا من اسمه..! حقًا خير رجل حظت به سمر.. وربما أخٍ رُزق هو الأخر به.. فمعرفة أمثال فارس مهما اختلفت شكل العلاقة.. هي رزق!
________________________

فارس: واخيرًا فوزت بمقابلة رسمية من غير رفض وتكشير وتوبيخ من البربسيسة سمر!

_ امال يعني كنت اقابلك واكلمك على أي اساس وصفة! لكن دلوقت………
وصمتت فأكمل هو: دلوقت انتي قاعدة مع خطيبك صح ياسمورة؟!

تخضب وجهها حمرة: لسه مش خطيبي على فكرة.. انا حبيت استوضح منك حاجة مهمة!

_ ولو إني معترض علي نفيك ده ،وزعلني! بس اتفضلي!

هتفت بنبرة لينة: أنا مقصدش ازعلك ولا انا بتدلل يافارس كل قصدي إن…… .
وقاطعها ثانيًا وهو يردد بتلذذ:x الله على فارس من شفايفك ..عثل يا ناس!

بلغ منها الخجل مبلغه فهتفت بغضب تواري به خجلها:x على فكرة أنا هقوم واما تتكلم جد وتبطل تكسفني ابقي اقعد معاك!
وهمت بالنهوض فهتف سريعا:
خلاص خلاص والله هسكت اهو واسيبك تتكلمي لوحدك.. استهدي بالله بلاش جنان يا استاذة سمر.. حلو الاحترام ده؟؟؟

أخفت ابتسامتها، ولكن ادركها هو من حركة ثغرها، فتغاضى حتى لا يخجلها ثانيًا وتمتم بجدية:x اتفضلي ياستي انا سامعك!

استجمعت شجاعتها وهتفت وهي توزع نظراتها حوله وتتحنبه حتى لا يخجلها:

سبب أني اخدت وقتي في التفكير هو خوفي من الفرق اللي بنا في المستوى الاجتماعي.. انا مش محتاجة غير شخص يحبني واستند عليه في ايامي الصعبة.. خوفت اكون بالنسبالك زي حاجة مختلفة عن اللي اتعودت عليه وعايز تجربها وخلاص.. بس الغريب إني كل اما اصلي استخارة لربنا اطمن اكتر وارتاح من ناحيتك، وكأن ربنا بيقولي متخافيش وامشي ناحيته من غير خوف.. لحد ما شوفت رؤيا خلتني اعيش إحساس خلاني طايرة ومبسوطة واتأكدت إنك خير ليا يا فارس.. واتمنى أكون انا كمان خير ليك ..بس فاضل حاجة واحدة مخوفاني!

منحها نظرة متسائلة، فأجابت :
والدتك.. موافقة ليا؟ ومقتنعة؟

أجاب: أولا أنا أسعد انسان في الدنيا بعد كلامك وربنا يقدرني واخليكي دايما مبسوطة وسعيدة.. وبالنسبة للرؤيا طبعا لازم تحكيها ليا عشان اعرف جيتلك فيها ازاي.. لكن بخصوص ماما، أنا هكون صريح معاكي وهقولك بالأول ماوافقتش ولا رحبت بيكي گ اقتراح إنك تكوني زوجة ابنها.. وزيها زي أي أم من وسطها اتمنت لابنها زوجة من نفس المستوى المادي.. وذكرتلي بنات كتير وحاولت تدبسني فعلا في مقابلات معاهم عشان التفت لواحدة منهم وانشغل عنك.. بس خططها فشلت.. لأني وضحتلها بشكل قاطع إني عايزك انتي بالذات.. وان الفرق المادي مش الاساس عندي، ولا هو جوهري اصلا في حالة زواج بين اتنين، خصوصا أن الطرف اللي المفروض يكون متيسر ماديًا هو انا مش انتي، لأن التكفل المادي واجب الزوج مش الزوجة.. لكن لو العكس كان الوضع اختلف تمامًا..ولأنها زي أي أم ياسمر بتتمنى سعادة ولادها قدرت اقنعها. في الأخر.! وواثق إنك مع الوقت هتكسبي حبها ورضاها عنك!

دمعت عيناها رغمًا عنها ، فهتف بقلق:
انتي بتبكي ياسمر؟ طب ليه انا قلت حاجة جرحتك بدون قصد؟ مش انتي اللي طلبتي تعرفي، وانا فضلت اكلمك بصراحة و………

قاطعته بنبرة باكية:x لا بالعكس ده انا احترمتك اكتر يافارس واحترمت مامتك كمان، لأن ده الطبيعي، يجوز لو انا مكانها كنت اتصرفت كده.. انا ببكي لأني اتأثرت بدفاعك عني وحسيت قد أيه بتحبني ومتمسك بيا.. وبكايا تقدر تقول بكاء شكر لربنا لأنه غفرلي ورزقني بيك.. أنا كان عندي ذنب بستغفر عنه دايما.. ودلوقت بقيت متأكدة انه اتغفر…
ثم هتفت بنبرة حب صادقة طغت على كل خحل داخلها:x أنت نعمة من ربنا يافارس.. واوعدك أكون الزوجة اللي تشرفك وترفع قدرك وتصون عرضك وتحفظ غيبتك وتعينك على الدنيا ونوصل سوا لصحبة الأخرة في الجنة..!

تأملها بحنان وفرحة، ولعن قيده الذي يمنعه عن بثها مشاعره وفرحته بحديثها، فتمتم بخبث:x للأسف مش هعرف ارد عليكي دلوقت بالطريقة المناسبة واللي تليق بيكي.. ثم اقترب وأحنى أكتافه للأمام وهو يحوطها بنظرة تقطر عشقًا: بس قريب اوي مافيش حاجة هتمنعني اعمل اللي انا عايزه!

صار الوضع لا يحتمله قلبها، فنهضت هاتفة تهربًا من سيطرة اجتياح مشاعرهما الوليدة معًا:

أنا كده خلصت كل كلامي، وفاضل بس طلب أخير!

اعترض على نهوضها قائلا:x انتي وقفتي ليه انا لسه ما خلصتش كلامي على فكرة!

_ لأ خلاص المهم كله اتكلمنا فيه.. وطلبي الأخير.. عايزة منك ترتب بكرة لقاء هنا في النادي مع مامتك لأني محتاجة اكلمها ضروري!
تمتم بقلق:x ليه ياسمر عايزاها في أيه، بلغيني اللي محتاحة تقوليه وانا………… ..
قاطعته:x لأ… معلش يافارس.. زي ما اطمنت من ناحيتك.. محتاجة اطمن ان والدتك فعلا قابلة وجودي وسطيكم وراضية عني گ زوجة ليك..وشرط أساسي نتكلم لوحدنا بدونك.. وماتقلقش أنا هقدر اقنع والدتك بيا.. وهقدر اطمنها من ناحيتي..! أنا عايزة ادخل في عيلة ع الأقل تكون مامتك متقبلاني من قلبها يافارس.. اما حبها ليا ده هايجي بعدين.. وانا بردوا كفيلة اطور علاقتي بيها.. ومش هتنازل عن إنها تعتبرني في يوم ابنة ليها زي ما انا بتمناها تعوضني عن أمي!

ابتسم ضافت عيناه وهو يتأملها بفخر ورضا وحب ، وتمتم بخفوت:
_ طب ممكن اقولك كلمة أخيرة قبل ماتمشي!

قالت وهي تنهض من أمامه بشكل مثير للضحك وهي تتحرك في طريقها للمغادرة:

والله ما انت قايل حاجة تاني.. أنا مش حمل ده كله اصلا.. خليني امشي عشان انا بقيت شبه محصول الطماطم.. و يدوب اروح اجيب حاتم من مدرسته!

ضحك عاليًا رغمًا عنه وصاح وهو يتابع هرولتها بعد ان وضع سريعا بعض النقود علي الطاولة گ سداد لفاتورة العصير الذي طلبه:x طب استني هوصلك لحاتم وهكون مؤدب والله ومش هتكلم تاني.. انتي يابت استني!x انتي مركبة عجل في رجلك! يا سمرررر!
______________________

نشأت بذور صداقة بين حسناء وليلي التي مازالت تجهل أنها ضُرتها السابقة.. واحبت كريم وتعلقت به وصارت تلاعبه وتقضي معه الكثير من الوقت، أما حسناء كانت تجهل من هي في أول الأمر.. ولكن مع بعض الحديث من ليلى عن حياتها السابقة وذكرها ساهين وتفاصيل كثيرة، علمت أن تلك هي من كانت زوجته الأولى..وتأكدت أكثر حين استفسرت من ملك وتعجبت داخلها من ضيق الدنيا التي جعلتهما اصدقاء وشبه مقيمون ببيت واحد بشكل مؤقت.. تمعنت بها وادركت كم هي سيدة فاضلة، وضحية لشاهين الذي ظلمهما معًا..ولم توضح قط شخصيتها ليقتربا أكثر، وبوقت ما ستخبرها عن من هي وتتمنى أن لا تحدث فجوة بينهما وان تنمو بذور صداقتهم ويكونا حقًا اصدقاء دون قيود أو خبايا..!

______________________

هي طنط ليلى هتيجي بكره؟

أومأت حسناء برأسها مرددة:x أيوة يا كيمو.. هو انت بتحبها أوي كده؟
_ ايوة لأنها طيبة وحنينة وبتحب تلاعبني وبتحيبلي شيكولاتة دايما.. ثم هتف ببراءة:x بس انا والله يا ماما بحبها من غير الشيكولاتة عادي"

ضحكت لبراءته:x عارفة ياحبيبي وهي اصلا تتحب!
دثرته جوارها لينام، لكنه فاجأها بسؤله:x عمو غسان أمتى راجع بقي يا ماما وحشني!
تنهدت بحزن وتمتمت:x معلش ياحبيبي قريب هنكون سوا.. هو عنده شغل واضطر يسافر..!

بدا علي ملامحه التوتر وهتف بتلعثم:x
ماما… هو عمو غسان مسافر زي بابا شاهين ومش هشوفوا..
دبت على صدرها وهتفت سريعا:x بعد الشر!
ثم تداركت أمرها:x لا ياكريم بابا شاهين بعيد اوي صعب نشوفه تاني.. لكن عمو غسان موجود ربنا يحفظه لينا.. وأوعدك قريب هنكون تاني وهتكون مبسوط..!x ويلا بقى نام عشان الوقت اتأخر أوي!

أطاعها واحتضنها بذراعه الصغيرة وغفى بعد دقائق قصيرة.. فاستندت بظهرها وحررت عبرات حبيسة حزنًا وندمًا وشوقًا لزوجها الذي لم تجد منه سوى الخير والحب والحنان، فكان جزاءه منها مافعلت.. هي المسؤلة الوحيدة عن تعاسة ثلاثتهم.. ويجب عليها إعادته مرة أخرى ..حتمًا ستفعل..!

أما ليلى فآن الآوان كي تكشف لها حقيقتها في الماضي حتى تتخلص من ذاك الغبء.. فهي لا تريد أن تخسرها بعد أن ذاقت حلاوة صداقتهما الوليدة وباتت ليلي لها شخص قريب وغالي على قلبها.. فلتوضح لها الأمور مبكرا..x هذا افضل لكليهما..!
______________
باليوم التالي!

بإحدى الأطراف الهادئة في النادي.. جلست سمر مقابل السيدة صفاء والتي هتفت بذوق نم عن طيب أصلها وفهمها للتقاليد والأصول رغم كل شيء:

أنا المفروض كنت هجيلك انا وفارس ومريم ونطلب أيدك رسمي من استاذ مروان.. بس ابني قال إنك عايزة تكلميني ضروري قبلها.. خير ياسمر؟

كانت بالفعل يؤذيها شعور أنها هي من طلبت تحادثها، وانها گ أي عروس هي من يسعى إليها اهل زوجها المنتظر، ولكنها تغاضت عن. تلك الوشاية الشريرة من عقلها بأنه لا يصح.. وبكلمات السيدة صفاء، شعرت بالراحة، فعلى الأقل السيدة عذزتها بتلك الكلمات البسيطة، وهتفت بتهذيب جم:x

أنا عارفة إن حضرتك اهل الأصول والذوق كله.. واني وسطيكم هكون معززة مكرمة.. بس انا حبيت ابتدي علاقتي بيكي بشكل تاني.. انا عارفة إن حضرتك رفضيني في البداية، ويمكن لسه مش مقتنعة لحد دلوقت أني مناسبة لأبنك، لكن عايزة تسعديه گ أم..!

صمتت السيدة صفاء ولم تتحدث، فأن تحادثها بذوق شيء.. وان تنافقها بالنوافقة النابعة من القلب والعقل شيئًا أخر بحساباتها.. فواصلت سمر:

زي ماحضرتك شايفة.. أنا بنت بسيطة جدا وخالي متواضع جدا جدا.. ولولا إن استاذ مروان زوج صاحبتي هو اللي اتكفل بعضوية النادي ده، كان مستحيل ادخله ابدا..!

عقدت السيدة حاجبيها باندهاش واستنكار لم تخفيه..كيف زوج الصديقة يتكفل بهذا ولماذا؟!!!

فقالت سمر:x ليكي حق تستغربي طبعًا..وعشان كده حابة حضرتك تتحمليني شوية وتسمعيني.. وتعرفي انا مين وعملت ايه واخطأت في ايه. واني مش ملاك بس مش شيطان.. وان الحاجة وضيق الحال كانوا سبب اللي عملته!

وبدأت استرسالها بشجاعة وصدق.. لن تخفي عنها شيء.. منذ تحملها بوقت مبكر مسؤلية شقيقها، ثم حادثته التي جعلته يفقد المشي لفترة.. ثم تعرفها حينها بشاهين، واتفافها المخجل بخداع مروان واخذ معرضه بالكذب والاحتيال.. حتى انتهت إلى كيف أصبحت علاقتها بمروان ذاك الرجل الطيب الذي غفر لها ومنحها مكانة الشقيقة هي وحاتم!x قصت كل شيء حتى ترددها بقبول فارس لخوفها من عدم التكافؤ بينهما.. ولكن لم يكن بحسبانها قط.. ان تنموا داخلها تلك المشاعر القوية تجاه فارس.. وانها اصبحت تتمناه زوجًا لها.. كمان تتمنى ان تنال شرف أن تكون ابنة لها وليست زوجة الأبن..!
x
منذ اللحظات الأولى لجلستها معها.. وعيناها تقيمها گ عروس لابنها، وبالفعل لم تعدم سمر شطر وافر جدا من الجمال والملامح الهادئة الناعمة.. أما الشخصية ذاتها بدأت بنيل بإعجابها من أول حديثها عن الرغبة في المصارحة والتقارب گ ابنة لها وليس زوجة ابن!x كونها تفصح عن كل خباياها بتلك الصراحة المفرطة.. لا يدل هذا سوى على نقاء روحها التي أرادت أن تبدأ صفحتها معهم بيضاء خالية من أي خفايا.. وكم تنحني داخلها إجلالًا لذكائها.. هي استطاعت كسب إعجابها ورضاها وبركتها عن تلك الزيجة بالفعل.. وعلى مايبدو أن وفارس كان محقًا بتمسكه بها ورؤية ما لم تستطع هي رؤيته..!x
سمر فتاة صالحة وستكون زوجة أيضًا كذلك!

وبينما السيدة صامتة تتأملها، بدا على سمر التوتر من صمتها.. فاجأتها صفاء بالنهوض لمنحها عناق دافيء عبرت به عن تقبلها گ زوجة لفارس.. وابرمت اتفاقًا جديدًا ..سمر ستكون گ مريم ابنتها.. ودعى قلبها لهما بالتوفيق!x فماذا تحتاجة هي أكثر من سعادة أولادها؟!!
______________________________

_ مروان، تعالي خد بالك من يامن ، علي ما اغسل البيبرونة واجيب باكيت البامبرز الجديد"

اتي إليها وألقى نظرة على صغيره: وهتسيبي الواد عريان كده قدامي؟

_ معلش ما انت ابوه مش غريب!
…………
انحنى مروان يداعب يامن الذي صار يضحك ويحرك قدمية ويديه متفاعلا مع حركات أبيه المضحكة، وفجأة فعل شيء جعل الأخير يصرخ:

الحقيني يا ملك.. ابنك عمل بيبي في وشي

أتت مسرعة على صراخه، وما أن ابصرت هيئته الممتعضة من " تبول" الصغير، حتى جلجلت ضحكاتها وتراخت قدميها ارضا : خلاص مش قاردة شكلك يموت من الضحك.. اخيرا دوقت مقلب من مقالب ابنك.. انا لو حكيتلك على نوادره هتتبرى منه!x واستمرت تضحك دون سيطرة!

فاستفزته:x انتي بتضحكي؟! بقى انا "مروان امين" رجل الاعمال المخضرم.. يتعمل في وشي بيبي 😭
ماشي يا ملك هوريكي انتي وابنك!
وتركها ليغتسل، وظلت هي تضحك وهي تنظف الصغير وتبدل ملابسه وتطعمه!
……………………

بعد أن نام الصغير، ذهبت لمروان الواقف قرب النافذة يتصنع العبوس واحاطت عنقه:x أنت لسه زعلان يا مارو؟
لم يجيبها حتى ينهل من فيض دلالها وحنانها الذي يعشقه، فهتفت بقلق:x انت بجد زعلان من يامن؟ ده تصرف طبيعي وياما عمل معايا كده!

رمقها بغيظ:x وانتي اتعمدتي تسيبيه كده عشان يعملها صح؟
تذكرت ثانيًا مظهره، فلم تتمالك نفسها وضحكت!

ورغم حنقه المصطنع، إلا إنه بالحقيقة كان مستمتعا بضحكاتها متأملا وجهها وتفاصيله، فتمتم وهو يضم خصرها أكثر: بقيتي شقية، متأكد إنك قصدتي المقلب ده..!
هزت رأسها ببراءة دون التفوه بشيء، فرفع حاجبيه تعجبا:x بقى كده يا ملك؟!!"
طب اتفضلي صلحي غلطتك وصالحني!

شبت على اصابع قدميها ولثمت وجنتيه برقة، فقال بغير رضا:x أنتي بتصالحي ابن اخوكي؟؟؟؟

ابتسمت وابتعدت قليلا، ثم نزعت روب قميصها الزهري القصير جدا، فطافت عيناه بنهم على هيئتها المهلكة، فاقترب وانعدمت المسافة بينهما:

أيوة بقى كده الليلة تحلو.. وشكلنا هنقول كلام زي الفل!



التعديل الأخير تم بواسطة م ام زياد ; 21-03-21 الساعة 05:28 PM
دفنا عمر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-03-21, 06:58 AM   #34

دفنا عمر

? العضوٌ??? » 485024
?  التسِجيلٌ » Feb 2021
? مشَارَ?اتْي » 82
?  نُقآطِيْ » دفنا عمر is on a distinguished road
افتراضي

صلوا عليه وسلموا تسليما

دفنا عمر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-03-21, 09:12 PM   #35

دفنا عمر

? العضوٌ??? » 485024
?  التسِجيلٌ » Feb 2021
? مشَارَ?اتْي » 82
?  نُقآطِيْ » دفنا عمر is on a distinguished road
افتراضي

سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم

دفنا عمر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-03-21, 11:26 AM   #36

دفنا عمر

? العضوٌ??? » 485024
?  التسِجيلٌ » Feb 2021
? مشَارَ?اتْي » 82
?  نُقآطِيْ » دفنا عمر is on a distinguished road
افتراضي

صباح الخير
موعدنا مع فصل اليوم


دفنا عمر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-03-21, 05:51 PM   #37

دفنا عمر

? العضوٌ??? » 485024
?  التسِجيلٌ » Feb 2021
? مشَارَ?اتْي » 82
?  نُقآطِيْ » دفنا عمر is on a distinguished road
افتراضي

الفصل التاسع
_____________

دفعها قرار المواجهة لتطرق بابها وكلها أمل أن تتفهم ليلى حين تصارحها أنها كانت مثلها ضحية..لم تقترف بحقها ذنب أو تجور عليها بقصد..الثواني تتوالى وهي تنتظر انفراج بابها، وها قد فعلت!

_ معقولة؟! حسناء مشرفاني بزيارة.. اتفضلي حبيبتي.. ثم وزعت انظارها حولها هاتفة: أمال كيمو حبيبي فينه ؟

حسناء: سبته مع ملك، قلت اجي لوحدي عشان عايزاكي في موضوع مهم!
_ طب اتفضلي الأول مش هنتكلم علي الباب يعني
تحبي تشربي ايه يا سونا؟

اجابت مبتسمة: أي عصير فرش لو عندك"
_ عندي.. هعملك عصير ليمون بالنعتاع الطازة هتحبيه جدا.. دقيقة وراجعالك!

تركتها وغادرت، بينما ظلت حسناء تتأمل التفاصيل حولها، ساخرة داخلها فلم تتصور يومًا أن تطأ قدماها بيت شاهين الأول وهي تنتظر زوجته الأولي التي تصنع لها عصير الليمون! هل بعد أن تدرك حقيقتها ستكون معها بتلك الحفاوة والأستقبال الحار!

ارتعدت فرائصها عندما لمحت عيناها ذاك البرواز القديم ذو اللونين " الأبيص والأسود" ووجه شاهين يطل عليها وكأنه ينهرها عن الحضور لبيته.. لوهلة تذكرت تفاصيل بينهما لا تحب استحصارها بعقلها، فأغمضت عيناها علها تطرد الافكار السوداء، وعبر بتلك اللحظة لأذنيها صوت ليلى:
_ وعندك أحلى عصير ليمون بالنعناع لسونا!

ابتسمت وهي تنفض عنها ما عكر صفوها وهتفت:
تسلم ايدك حبيبتي تعبتك معايا..!
_ تعب ايه ده احنا هنتغدي بعد شوية، لكن بنسخن بالعصير بس! ووصلت: المهم بقى قوليلي ايه اللي عايزة تكلميني فيه ضروري وقالقك كده؟
_ هو باين عليا قلق؟
_ باين انك متوترة اوي!

تنهدت وملأت رئتيها بقدر كبير من هواء محيطها وهتفت: عايزة احكيلك حكاية، واسمعيها للأخر بدون مقاطعة، وبعدها اتكلمي براحتك!

وبدأت حسناء بصوت بدا مرتجفًا وهي تستعيد بخيالها تفاصيل ماضيها مع شاهين!

_ كنت بنت صغيرة فاضلي شهرين وانهي السنة الأخيرة ليا في كلية التجارة.. شافني راجل شكله جذاب جدا رغم سنه، وبنفس الوقت وقور ورصين، صورة ابهرتني لأن كنت عطشانة لإحساس الأبوة اللي فقدته في طفولتي، وهو مثلي الأب والحبيب اللي بيدلع ويهتم وعيشني احاسيس كانت مختلفة وجديدة لبنت في سني، ووهمت نفسي اني حبيته وحبيت العيشة المرتاحة اللي رسمهالي، في وقت كان كل مشاكل زمايلي مع خطابهم مادية بحتة.. وانا كنت هتفادى كل ده.. واتجوزته وانا معرفش عنه اكتر من اللي هو بنفسه قاله، لحد ما عدي الوقت واكتشفت انه متجوز بنت عمه من سنين قبلي وانه خدعني، حاولت اثور واخد موقف منه وابعد لما اتصدمت، بس هو قدر يسيطر عليا وفي نفس الوقت اكتشفت حملي بأبني، وده اضعفني اكتر، لأن ماليش حد وقلت يابنت عيشي وخلاص وده نصيبك.. ومرت الأيام بيا وبقيت اكتشف قبحه اكتر واكتر وجرايمه بانت واحده ورى التانية.. من أول قتله لأبوه اللي طلع مش ابن له من الاساس.. وبعدها تدبيره لقتل اخوه في حادث، وبعدين سرقته بالاحتيال لمعرض ابن اخوه.. ده غير قذارته وعلاقاته المشينة ومهنته گ قواد.. واخر كل ده طلع اصلا مش ابن للعيلة اللي عاش في خيرها وبأسمها سنين وسنين..!

صمتت تلتقط انفاسها ولهاثها المنفعل وهي تستعيد كل ما قالت، ولم تدري لدموعها تسيل دون إرادة وهي تقص ما لديها

أما ليلى فلم تعكس ملامحها سوى نظرة جامدة، وربما لمعت عبرة تحاول التمرد، فحجمتها، منصتة
لحسناء وهي تعود وتسترسل:

باقي التفاصيل اعتقد انتي عرفتيها خلاص يا ليلى.. وعرفتي انا مين.. أنا الطرف التاني اللي اتظلم زيك بالظبط، انا اتجوزت شاهين ومعرفتش بوجودك ..لو اعرف انه متجوز والله كنت رفضت ، لأني مقدرش اكون سبب في وجع زي ده، قاسي علي اي ست في الدنيا، بس شاهين لعب بينا سوا، استغل فلوسك، واستغلني انه يخلف و يجدد شبابه بجوازه من بنت صغيرة هيشكلها براحته. واوهمني بحبه ليا وكدب عليا في امور كتير.. وكدبة وري كدبة لقيت حياتي جريت معاه وفجأة لقيتني في مفترق طرق..وبين اختيارين اصعب من بعض، اقف جمب الحق مهما كان.. او اموت ضميري ..وفي النهاية اختارت الصح، ورفضت لأبني مستقبل مشين مع أب مايشرفوش.. وبعدها ربنا رزقني بغسان اللي احترمتي وحبني واحترم وقوفي في جانب الحق وعطاني كل حاجة اتحرمت منها مع شاهين..

وتوقفت بعد أن قصت ما بداخلها.. منتظرة رد فعل لتلك التي أمامها صامتة ملامحها تخلو من اي انفعال يكشف لها تأثير ما قالت عليها.. غاضبة؟ أصبحت تبغضها الآن؟ هل ستموت بذور صداقتهما التي بُدرت في الأيام السابقة؟ هل ستخسر ليلى كما خسرت غسان؟ عند وصول افكارها لتلك الصورة السوداء هتفت گ دفاع: ليلي انا ماليش ذنب.. انا حتى اما خبيت عنك حقيقتي بالنسبالك كنت عايزة اكسبك الأول لأني شوفت فيكي اخت اتمنيتها.. ارجوكي ماتخليش قصة قديمة انتهت تتحكم في مستقبل صداقة ابتديت بنا ومتعشمة من ربنا تدوم.. طب قولي اي حاجة بس بلاش سكوتك اللي مخوفني ده!

بدا لها انها تبذل مجهود ليس بهين وهي تقول بهدوء ادركت حسناء زيفه داخلها:
_معلش سيبيني لوحدي شوية!

ربما أفضل ما تفعله الآن حقًا، هو تركها تستوعب ما قالت، فتمتمت بحزن : حاضر يا ليلى همشي.. بس اوعي تفتكري اني هسيب علاقتنا تنتهي على كده.. أنا متمسكة بيكي گ أخت حاساها رزق بعته ربنا ليا.. ومش هسمح لشاهين حتى وهو ميت يدمر بنا علاقة حلوة.. خدي وقتك واستوعبي.. وانا وقت ما تنوي تكلميني موجودة!

وغادرتها بهدوء توقن أنه مجرد واجهه تحجب عاصفة داخلها الآن.. ولكن حتما ستمر العاصفة..وتحمل معها بقايا الألم وترحل عنها للأبد ..أما القادم بينهما فلن يكون إلا خيرا.. هكذا تتعشم بخالقها..!
____________________

في اليوم التالي!

( انتي بتتكلمي بجد يا ابلة سمر.. هتتجوزي عمو فارس؟ يعني أنا وإياد هنشوف بعض كل يوم؟!)

ابتهجت لفرحته هاتفة: أيوة ياتيمو.. عمو فارس طلب ايدي من عمو مروان.. وانا وافقت، وبعد اسبوعين جايين يتفقوا ويقرأو فاتحة وكده.. وعايزاك بقي تكون اشيك واحد عشان كده هنروح سوا نشتري طقم حلو لتيمو حبيب قلبي!
عانقها وهو يردد: ألف مبروك يا ابلة سمر.. انا حبيت عمو فارس من كلام إياد عنه، وكنت نفسي يكون ليا أخ زيه كده..!

ملست على شعره بحنان: أهو ربنا حقق امنيتك ياحبيبي، عمو فارس هيكون اخوك الكبير بعد كده وبأذن الله نكون كلنا عيلة جميلة.. أنا اهم حاجة عندي ياحاتم تكون مرتاح.. أنت مش بس اخويا، انت ابني واغلى شخص عندي!

_ وانا كمان بحبك اوي يا ابلة سمر، واوعدك انا اكبر هعملك كل حاجة حلوة.. ولما اشتغل اول مرتب هجيبلك بيه كله شيكولاتة من اللي بتحبيها..!

احتضنته متأثرة بوعده الطفولي، داعية الله أن يوفقها برعايته.. وألا تقصر معه بعد زواجها..!
________________________

(وحشتيني اوي ياغسان!..الأيام مالهاش طعم من غيرك.. حاسة إني مش عارفة اتنفس.. أنا عارفة إن غلطتي كبيرة أوي وإنك مصدوم فيا.. بس عشمانة تسامحني مع الوقت.. انا مش هحاول اضايقك لحد ماتهدى وتبقي قادر تسمعني وتغفر جرمي الكبير في حقك.. بس على الأقل اتصل بكريم طمنه عليك.. أرجوك ماتقساش عليه لأنه مالوش ذنب وبيحبك.. خد بالك على نفسك ياحبيبي! )

أهتز هاتفه بالجوار، فتفقده وفوجيء برسالة حسناء عبر "الواتس آب"..تبثه شوقها وندمها.. التهم حروفها بشوق خائن، ثم ترك هاتفه بعيدًا..وراح يسترجع ذكرياته معها وكم أحبها ولا يزال.. ولكن الغضب والصدمة والحزن يكبلانه! ولا يعرف كيف الخلاص من تلك القيود! أما كريم فاشتاقه بشدة وقاوم مرارا التواصل معه.. ولكن يبدو انه لن يقاوم تلك المرة، سيطمئن على الصغير مهما كانت المسافات التي اصبحت بينهما..!
…………………..

كريم بسعادة طاغية: ماما.. يا ماما..!

أتت إليه سريعا: في ايه ياكريم!

_ عمو غسان اتصل بيا دلوقت وكلمني.. مبسوط اوي يا ماما قالي هيكلمني دايما كل اما يفضي لأنه عنده شغل كتير!

حسناء بلهفة: سألك عني ياكريم؟
_ لأ يا ماما.. بس انا قلتله هنادي ماما تكلمك، لقيت الصوت أختفى. اكيد هيتصل تاني يكلمك!

هزت رأسها بخيبة أمل: أه.. أكيد يا حبيبي!
ثم نفضت ضيقها وقالت له بحنان: المهم دلوقت انك مبسوط انه كلمك.. عشان تعرف ان عمو غسان مش بعيد زي بابا شاهين.. واوعدك يا كريم مافيش حاجة هتفرقنا تاني لما ربنا يريد وعمو يرجع..مش هسمح لحاجة تسرق سعادتنا ابدا..!

واحتضنته وقلبها يرقص فرحا رغم كل شيء.. غسان لم يتجاهل طلبها منه بالتواصل مع كريم.. لم يكرهها لهذا الحد.. مازال هناك أمل في عودتهما مرة أخرى.. عليها فقط الصبر كما نصحها العم حسن إلي أن يهدأ غسان!
______________________________

تلك من شاركتها زوجها اعوام في الخفاء.. من حققت له ما عجزت هي عنه بإرادة الله وليس بذنبها..! وطفله؟! الآن أدركت لما كانت تتذكر شاهين حين تراه وتتعجب لما كان يخطر في بالها حين ترى كريم! كيف لم تشك وهو يحمل نفس عيناه، واستقامة أنفه
وربما اخذ طباعه حين يكبر.. يا حسرتاه!! هل سيكون بنفس السوء؟! معقول ذاك الصغير الذي أحبته حقًا..! ليتها ما اقتربت منه لهذا الحد.. ليتها ما تعرفت عليهم.. ليتها ما وافقت على المكوث بمنزل مروان.. حينها لم تكن لتصادفهم..! لما حدث هذا التقارب؟! ماهو المغزى؟!

عقلها مشتت.. ضيقها يزداد، ويبدو انها على وشك نوبة اكتئاب أخرى.. بعد أن ظنت أنها لن تصاب به ثانيًا..هاهي تعود كمان كانت، وحيدة! فلن تذهب لمنزل مروان بوجود حسناء مرة أخرى! كفى فلتبقى بعيدة كما كانت!
__________________
كريم: هي طنط ليلى بطلت تيجي ليه يا ماما.. وحشتني اوي وكمان مش بتتصل بيا! بقالها أسبوع غايبة!

حسناء بحزن: معلش ياكريم هتلاقيها مشغولة في بيتها ياحبيبي!

كريم: خلاص نروحلها احنا ونعملها مفاجأة يا ماما..!

نظرت له بذهول! كيف لم يأتي بذهنها هذا الحل.. ومن غير كريم يستطع إذابة هذا الجليد الذي كسى سطح علاقتهما؟! هي واثقة من حب ليلى لكريم، ولن. تصمد أمامه.. فلتستغل هذا الأمر جيدا.. والآن وفورًا..ستذهب إليها..!

التفت له هاتفة بحماس: يلا ياكيموا اجهز. هنروح لطنط ليلى دلوقت!

هتف بتعجب: معقولة يا ماما، ده احنا بالليل اوي، طب لو خرجنا هنرجع امتى؟
اجابته وهو تخرج ملابسها: هنبات مع طنط ياكيمو!

هلل مصفقا: بجد يا ماما.. طب انا هلبس بسرعة!
ناداته: استني ياكيمو هتاخد حمامك الأول وبعدين نستعد سوا..!
________________________
فراغ شديد يؤرقها.. عادت حياتها فارغة كما كانت.. نفس الروتين اليومي، نفس الملل..تذكرت مروان الذي هاتفها كثيرا هو وملك وتحججت لهما انها لديها بعض الأمور تود إنهائها وفيما بعد ستأتي.. معتمدة على عودة حسناء لزوجها قريبا.. فتعود هي للذهاب إليهم..

وبينما تتقلب بأرق على فراشها، سمعت رنين الباب، فنهضت متعجبة، الوقت متأخر، ولم يزورها أحد بهذا الوقت.. لا يزورها أحدا بالأساس!

نظرت من العين السحرية التي تتوسط باب منزلها، فوجدت كريم يطل عليها، فرحت ثم انتابتها الدهشة! كيف اتي ولماذا.. صدح رنين الباب مرة اخرى، فاستعدت وفتحت الباب بهدوء، ولكن ما أن طالعها كريم، حتى قفز يعانقها، فلم تتمالك أمام حرارة عناقه تلك إلا أن تبادله أياها بقوة، هاتفة: وحشتني ياكيمو!

وظلت هكذا، وحسناء تقف بعيدا وداخلها منتشي انتصارا، فالبداية تبشر بالخير.. أحسنت صنعًا حين أتت بكريم، هتفت وهي ترمق وجه ليلى باستعطاف: طيب وأم كريم.. مافيش ترحيب بيها هي كمان؟

رمقتها طويلا وداخلها منقسم.. شطرٍ منها يحن لتلك الصديقة التي قد احتلت داخلها بوقت قصير مساحة ليست هينة.. أما الشطر الأخر، فيشعر بالغضب والضيق فتلك التي أمامها هي من شاركتها زوجها يومًا..كيف يتحدا سويًا؟
_ اتفضلي يا ماما ادخلي!

يبدوا أن الصغير أراد اخذ المبادرة، فدعى أمه بتلقائية، فنقلت حسناء عيناها بينه وبين ليلى التي تنحت جانبًا داعية لها بالدخول دون حديث!
فتقدمت حسناء وعبرت للداخل، ولم تغضب لترددها بل توقعته وستتحمل باقي ردود الأفعال التي تتوقعها..!
………………… ..

بعد قليل!

ليلى: دقايق هحضر عشا بسرعة واجي!
تابعتها حسناء: وانا وكيمو هنساعدك!
صمتت ليلى، وبالفعل وقفا ثلاثتهم يُعدون وجبة طعام خفيفة.. ولم يخلو الأمر من مزاح كريم ومداعبته لأثناهما معًا..فراح يطعمهما قطع الطماطم عنوة، وهو يضحك، فضحكت ليلى رغما عنها وهي تشاهد فم حسناء المنفوخ بالطماطم، وفعل معها كريم الأمر ذاته، وتبادلو ثلاثتهم الضحك ودون أن تشعر ليلى نسيت ضيقها واندمجت بالمزاح فلأول مرة منذ أسبوع كامل تضحك وتأكل هكذا..!
…………………..

مضى بعض الوقت، وغفى كريم وليلى تحمله على قدميها، فنظرت له حسناء هاتفة: كيمو نام.. معلش جينا من غير معاد ومن نفسنا قررنا نبات معاكي.. أكيد بتقولي علينا ضيوف باردين صح؟!

أجابتها: لا ماتقوليش كده، ده بردو كان في يوم من الايام بيت أبو كريم.. مش كده؟

تبادلوا النظرات الصامتة لبرهة، وتمتم حسناء:
أنا مقدرة صدمتك يا ليلي، وفهماكي.. بس لازم تفهمي أن أنا مش واحده اتعمدت تدخل حياتكم وهي عارفة. بوجودك.. أنا لو اعرف إنه متجوز ماكنتش اصلا وافقت عليه، ولما عرفت كنت واخده ضعيفة ماليش حد ياخدلي حقي ويوقف في وش شاهين.. يعني باختصار انا ما أذتكيش يا ليلى..!

ثم اقتربت منها ومنحتها نظرة أكثر عاطفة:

ليلى انا وانتي نشأ بينا صداقة حقيقية حرام نضيعها عشان حاجة انتهت وماتت.. أنا مش عايزة اخسر اخت زيك! أرجوكي تجاوزي اللي فات وخلينا نفتح صفحة جديدة بينا.. انا حسناء وبس.. وانتى ليلى اللي حبيتها زي اختي!
ومدت يدها: موافقة نبتدي صفحة جديدة سوا..!

حسناء محقة.. لما تضحي بعلاقة صادقة نشأت بينهما؟ لما تضحي بكريم الذي أصبح گ ابن لها.. لما تدع الماضي يحطم حاضرها ومستقبلها.. فلتعانق يدها وتعلن معها بداية جديدة..!
……………… ..

في الصباح!
ليلى: مش هتمشي انتي وكيمو، خلينا نتغدى سوا وبعدين هوصلكم انا..!
ابتسمت حسناء وهزت رأسها بالموافقة وقالت:
موافقة يا لولو!

_ لولو؟؟؟ ده انا كده هكرمك اخر كرم يا شابة وهعملك بسبوسة بالقشطة!

ضحكت حسناء بشكل مبالغ به. فتسائلت ليلى:
ايه يا بنتي هي كلمة بسبوسة بتزغزك ولا ايه؟

قالت وهي تحاول السيطرة علي ضحكها:

لأ ..اصلك مش عارفة الموضوع، بابا حسن دايما يقولي يابسبوسة بالقشطة، ودمه خفيف اوي يا ليلي وبحبه جداااا ومبهورة بشخصيته وحكمته ومرحه وحبه للحياه، وبتمني اما غسان يبقي في عمره يكون بنفس روحه الحلوة دي!

_ بابا حسن! اممممم ..طب تعالي احكيلي عنه واحنا بنطبخ الغدا!

وراحا يسترسلا بالحديث متبادلين ضحكات بنكهة جديدة بعد ان زالت الحواجز ولم يعد بينهما شيء خافي.. وكلًا منها تطبع بصمتها الخاصة بروح الأخري.. تمامًا گ نثر توابل الطعام الذي يصنعونه الآن.. لكلٍ منهما مذاق مختلف.. ومحبب ..حسناء أضحت لليلى شقيقة ولدت من رحم تجربة قديمة جمعتها بترتيب قدري..! وما اقوى العلاقات التي تولد من رحم تجربة أليمة.. تؤذي ولكن تُثقل صاحبها بالخبرة والأمل في القادم .. بعد ماضي تلطخ بالآثام.. وحاضر تضرعت فيه القلوب مستغفرة مستبشرة بعد عناء صبرٍ طويل..!
--------------------------------
بعد بضعة أيام!

سمر: يا ملك ياحبيبتي، دي فاتحة مش دخلة، قمصان نوم ايه اللي عايزاني اجيبها دلوقت، بعدين!

ملك بامتعاض: بلاش كلام كتير هتجيبي القميصين دول يعني هتجيبيهم، دول يجننوا وفرصة واصلا هتحتاجيهم!

حسناء: ملك عندها حق ياسمر، اشتريهم انتي مش هتخسري حاجة، واصلا جوازك مش بعيد، عريسك مرتاح ماديًا ومش محتاج وقت طويل عشان يجهز، يعني يدوب اصلا تشتري الحاجات دي"..ولا أيه يا ليلى؟

اجابت: فعلا كلامك مظبوط جدا..!
سمر: خلاص والله ما هزعلكم، هشتريهم وامري لله!
ملك وهي تشير على شيء: وانا بقي هشتري القميص ده هيعجب ميروا جدا..!
سمر بمزاح: أيوة ياعم يابتاع الحركات والشقاوة، فين أيام التكشيرة والصوت المرعب!
ضحكا حسناء وليلى، وهتفت الأخيرة: دلوقتي الصوت الناعم والدلع كله.. ربنا يهنيكم!
الكل دعى "أمين".. وشردت حسناء بزوحها غسان، وهي تتصور سعادته ودلاله لها عندما ترتدي شيء يعجبه.. كم تشتاقه وتريد رؤيته.. ولكن تنتظر أن تهدأ عاصفة غضبه كما نصحها العم حسن! ولكن لما لا تشتري بعض القطع التي ستنال اعجابه وتسرق لبه حين يعودا.. انتعشت داخلها الفرحة لمجرد التخيل بعودتها، فراحت تنتقي أشياء كثيرة حتى تكون له گ العروس حين تأتي اللحظة المناسبة!
………………
وبعد وقت طويل أنتهى التسوق بعد أن ابتاعت كلًا منهما أشياء خاصة بها، ماعدا ليلى لن تشتري شيء مثلهم، فلمن ستبتاع تلك الأمور!؟
-------------------------------------
بإحدى المولات المعروفة!

الكاشير: حضرتك الفيزا مش شغالة!
ليلي متعجبة: ازاي مش شغالة. طب معلش اجرب مرث. تانية، وعادت إدخال كلمة السر.. وللأسف الفيزا لا تستجيب، فتمتمت: أول مرة تحصل

( ممكن ترجعي للبنك تحدثي بياناتك، حصلت معايا قبل كده)
نظرت خلفها لترى محدثها المبتسم ببساطة بعد أن تفوه بجملته السابقة، فهزت رأسها هاتفة باقتضاب:
يجوز، شكرا ليك.. ثم تحدثت إلى "الكاشير":
انا الحقيقة مش معايا فلوس كاش كنت معتمدة على الفيزا.. خلاص مضطرة ارجع المشتريات بتاعتي و… ...

_ مافيش داعي يامدام.. أنا هدفع بدالك!

نظرت ليلى لنفس الشخص الذي يقف خلفها منتظرًا دوره بسداد قيمة مشترياته، وقالت باستنكار: نعم؟!!!
وتدفعلي بأي صفة حضرتك؟

الشخص: بدون اي صفة، مافيهاش حاجة، ده موقف طاريء وانا اللي بعرض مساعدة ومش……… ..

قاطعته بغضب واضح: وانا ماطلبتش مساعدة جدا
وعادت تلتفت للكاشير ثانيًا بحرج: أسفة جدا..على العطلة دي، ومرة تانية هاجي اجيب لوازمي واتأكد من الفيزا..!
وأثناء اعتذارها للكاشير، أشار له الشخص خلفها أشارة خفية ادرك مغزاها الموظف فقال على الفور للسيدة: على فكرة، حضرتك تقدري تاخدي مشترياتك ومعاها الفاتورة، وبكره زي دلوقت عدي عليا حاسبيني عادي، وانا هسددهم معنديش مشكلة!

ليلى مندهشة: معقولة يعني ممكن فعلا اجي بكرة ادفعهم ليك عادي!
_ طبعا ..حصرتك زبونة دايمة ومحترمة، واحنا تحت امرك..!
شكرته بشدة وأخذت حقائبها البلاستيكية، وقبل أن تغادر تمتم لها الشخص بسخرية: اشمعنى وافقتي هو يدفعلك وانا لأ؟!!!

فقالت مدافعة دون تفكير: عشان…… ..
وبترت جملتها بعد أن ادركت انها ليست مطالبة بتفسير له فهتفت بحنق: وانت مالك انت ..حاجة باردة بصراحة!

وترجلت بغرور، فهمس الشخص خلفها بتهكم وهو يتابع مشيتها:
فاضلك برنيطة بريشة ديك رومي.. وتبقي نسخة من "بكيزة هانم الضرملي"..!
_________________________
داخل بناية مروان!

واقفة ليلى تنتظر هبوط " المصعد" فجاء أحدهم جوارها، لم تلتفت وخمنت أنه أحد سكان البناية!
هبط المصعد واتفرح بابه، وعبرت للداخل هي ونس الشخص، وخانت التفاته تلقائية له فوجدته هو ذاته من قابلته في المول.. فقالت بدهشة: أنتَ!؟

رمقها بنظرة جانبية بعد أن تبين قبلها أنها نفس السيدة المغرورة: أيوة.. شوفتي تدابير القدر!

طالعته بشك: معقول صدفة تيجي نفس العمارة؟!

قال بتهكم واضح: لأ ..أكيد راقبتك ومشيت وراكي، مش ده اللي ناقص تقوليه يا مدام؟!!!

وصل المصعد للدور المطلوب، فعبرت خارجة وكذلك الرجل، كما وقف أمام نفس الشقة التي تخص مروان.. فاكتفت لهذا الحد واستدارت له بغضب ونفاذ صبر:
_ لا كده كتير وعيب اوي.. ومايصحش كده، احترم سنك على الأقل

فاض به الكيل وهم بتوبيخها تلك المرة، فقاطعه انفراج الباب وظهور كريم هاتفًا بفرح:
جدو حسن! طنت ليلى!

نظرا لبعضهما بذهول وردد ملًا منهما اسم الأخر بآنٍ واحد، ووجهيهما يوحي بالبلاهة:

_ جدو حسن؟!!!
_ طنط ليلى؟!!!
__________________________



التعديل الأخير تم بواسطة م ام زياد ; 21-03-21 الساعة 05:30 PM
دفنا عمر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 22-03-21, 06:30 AM   #38

دفنا عمر

? العضوٌ??? » 485024
?  التسِجيلٌ » Feb 2021
? مشَارَ?اتْي » 82
?  نُقآطِيْ » دفنا عمر is on a distinguished road
افتراضي

صباح الخير
موعدنا اليوم مع فصل جديد❤️
وكل عام وكل ام طيبة


دفنا عمر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 22-03-21, 05:08 PM   #39

دفنا عمر

? العضوٌ??? » 485024
?  التسِجيلٌ » Feb 2021
? مشَارَ?اتْي » 82
?  نُقآطِيْ » دفنا عمر is on a distinguished road
افتراضي

الفصل العاشر
*******

تنحنحت ليلى وهي جالسة أمام العم حسن هاتفة بحرج:x أنا أسفة اني اتسرعت وافتكرتك ماشي ورايا أصل بصراحة……..

أكمل مقاطعًا لها:x أصل بصراحة صعب واحد في سني يعاكس ويمشي ورى واحدة بالطريقة دي.. كبرنا خلاص على الحاجات دي يامدام ليلى!

هتفت مدافعة: بس انا معذورة يا استاذ حسن، اشوفك في المول ويحصل الموقف السخيف بتاع الفيزا بتاعتي. وبعدين الاقيك في نفس العمارة وواقف معايا قصاد نفس الشقة كمان؟! ماهي غريبة بردو!

ابتسم بمشاكسة مرحة: غريبة بس لذيذة!
هتفت ببوادر شر:x نعم؟؟؟🤨
قال بمراوغة:x اقصد يعني اننا نطلع جايين لنفس الاشخاص حاجة حلوة ومضحكة كمان .. وإلا حضرتك كان زمانك قتلتيني.. أنا خوفت من شكلك وانتي بتهدديني!

_ خوفت من شكلي؟ ليه إن شاء الله وانا وحشة كده ياحسن بيه؟!!!
تدارك نفسه سريعًا وقال دون تفكير:x لا والله ده انتي زي القمر!
_ وبعدين بقى أهو رجعنا للكلام اللي يعصب!

هتف بنفاذ صبر:x طب اقول ايه طيب عشان ماتتعصبيش، انا بكلمك بتلقائية ومش قصدي حاجة.. ثم نهض قائلًا بجدية: أنا افضل حل امشي وابقى اجي لمرات ابني مرة تاني، وانتي خدي راحتك، عن أذنك يامدام!
نهضت ملتقطة حقيبتها: استنى لو سمحت.. على فكرة ده مش بيتي عشان تسيبهولي وتمشي، انا زيك ضيفة، وانا اللي همشي واجي وقت تاني!
وقبل أن يحاول تلطيف الأجواء، غادرت بالفعل دون تروي، فجلس على الأريكة خلفه، متعجبًا لسرعة غضبها متمتمًا بضميره:x ايه الوليه المجنونة دي اللي اتبليت بيها من أول اليوم!
_________________________

_ ازيك دلوقت ياحسناء؟

_ الحمد لله يا بابا حسن بخير بفضل ربنا ودعمك ليا.. أنا مش هنسى وقفتك معايا ابدا رغم اللي عملته، انت بجد اثبتلي إنك والدي اللي اتمنيته يا بابا حسن!

تمتم بابتسامة: أنا وعدتك اني هكون زي والدك..وانا يكفيني ندمك واعتذارك ..وواثق إنك هتقدري تصلحي اللي انكسر بينك انتي وغسان، المهم اتغذي كويس كده عايز وشك يرجع بدر زي ما كان!
ثم واصل بمشاكته المعتادة:x يابسبوسة بالقشطة!

ضحكت من قلبها، وحمدت الله على وجود شخص بحياتها گ العم حسن!.. أتى كريم بتلك اللحظة هاتفًا: مش هتلعب معايا ياجدو!
أجلسه على ركبتيه مجيبًا: أكيد ياحبيبي هنلعب سوا..!
كريم وهو يستعرض بعض الألعاب:x كان نفسي طنت ليلى تلعب معانا.. دي جابتلي ألعاب حلوة أوي، وكوتش العب بيه كورة!

تذكرها وهو بتفحص الألعاب التي ابتاعتها، وهتف لحسناء :x هي مين ليلى دي يا حسناء؟؟؟؟

هتفت بحماس مفاجيء:x
مش هتصدق يا بابا حسن ليلى تبقى مين! وحصل بنا أيه!!!
ثم نظرت لكريم آمرة:x كيمو العب برة شوية علي ما اقول لجدو كلمة سر! غادر بالفعل، فاقتربت حسناء ومعالم وجهها توشي بأنها ستتفوة بسر حربي خطير وقالت بصوت خافت حريص:x أنا هحكيلك يا بابا كل حاجة بس ماتقولش لحد دلوقت!

العم حسن:x ماشي مش هقول، بس انتي موطية. صوتك أوي كده ليه؟! هو في حد معانا في الأوضة؟

تنبهت بالفعل انه لا داعي لحرصها المبالغ فيه وهي توزع النظرات حولها متمتمة:x تصدق عندك حق، انا بتكلم كده ليه واحنا لوحدنا؟!

هز رأسه يمينا ويسار وهو يصفق كفيه بنفاذ صبر:

الله يكون في عونك ياغسان يا ابني!
______________________

تعجب العم حسن حين علم أنها أرملة المدعو شاهين وكانت زوجته الأولى.. واستعادت ذاكرته حديث ابنه غسان عنها، وكيف ظلمها زوجها اعوام، وهو يستغل مالها، ويستغفلها ويخدعها بزواجه من اخرى دون علمها..وهذا غير وجرمه الأكبر بانتحال شخصية زائفة له..! مسكينة تلك السيدة، اوقعها حظها العاثر، بشخص مثله.. ويراها مازالت صغيرة، ربما تخطت الأربعين بقليل، ولديها شطر ليس هين من الجمال، وشطر اكبر من الحزن.. أصبح مدركًا أسبابه الآن!
______________________
بعد بضعة أيام!

بطلة وهمية وملائكية.. اقبلت عليهم سمر ترفرف گ العصفورة الرشيقة بفستانها الواسع بلونه " زهري اللون" وحجابها بنفس لونه الهاديء.. فخطفت لُب فارس بطلتها المبهرة له، كما نالت اعجاب ورضا شقيقته مريم وايضًا والدته السيدة صفاء التي اصبحت تُكن لها احترامًا منذ حديثهما الأخير، واعلنت مباركتها لتلك الزيجة أمام فارس، الذي ازداد فخرًا وحبًا لسمر حين قصت عليه والدته ما قالته لها حين. تقابلا.. وبين اجواء فَرِحة وسعيدة ومازحة تم احتفالهم البسيط، الذي حضره الجميع.. حسناء وليلى و ملك وزوجها مروان الذي أصر علي وجود العم حسن كبير المقام والعمر .. ليبارك الزيجة ويستقبل معه عائلة فارس، حتي يعزز أكثر من قدر سمر التي طلبت أن يكون حفل خطبتها بمنزلها القديم وليس بمنزل مروان..حتى يرى فارس ووالدته وشقيقته أين نشأت!
واتفقا فارس ومروان على كل الأمور ..وتم تحديد الزفاف بعد أشهر قليلة. لاستعجال فارس الذي لا يرى للتأخير ضرورة، حيث اقترب من إنهاء تجهيز فيلته الصغيرة بجوار والدته!
…………
العم حسن:x مادام اتفقنا يبقى نقرأ الفاتحة على بركة الله!x رفع الجميع يده وتلو بصوتٍ خافت سورة الفاتحة.. ثم قدموا جميعًا مباركتهم للعروسين!

أما فارس فمال على أذن سمر هامسًا بخفوت:
_ مبروك ياحبيبتي.. يا أجمل بنت في الدنيا أنا فوزت بيها ربنا يقدرني واسعدك!
سمر بخجل: الله يبارك فيك يافارس.. وانا كمان فوزت براجل بجد ومتأكدة إنك هتكون سندي بعد ربنا، واوعدك اكون الزوجة اللي اتمنيتها..!

نهض فارس وقال بمزاح:
طب ياجماعة، هسيبكم تتسلوا بالجاتوه والبيبسي، واروح أنا وخطيبتي نقف في البلكونة شوية!x

مروان بمشاكسة:x ماشي ياعريس، بس هتبقى قدام عنينا وشايفينك فاهم؟!

( شوفوا براحتكم.. المهم محدش يسمعني! )

هتف فارس بعبارته غامزًا لمروان وهو يبتعد مصطحبًا سمر!..فقهقه الأخير، تاركا لهما مجال الأبتعاد، والتمتع ببعض الخصوصية!

بعيد بزاوية ما بالشرفة، وقف يطالعها بنظرات أشعلتها خجلا، فضحك بخفوت:x هو أنا لسه قولت كلمة واحدة عشان تحمري كده!
هتفت بصوت رقيق خافت:x بطل خبث يافارس!
ضحك مرة أخرى:x الله يسامحك، ده انا غلبان ياسمورة.. رفعت حاجبيها تطالعه مكذبة ادعائه بالبراءة.. فالتقط نظرتها سريعا وهو يحدق بعيناها:
بحبك ياسمر!

تبعثرت أمامه وداخلها ينهار فعليا من مصارحته وكلمته تدغدع قلبها.. وتلك المشاعر التي يغدق بها عليها كلما حادثها أو رآها.. وكم تطوق هي الأخرى لتعبر له عما تشعر.. لكن يكبلها الخجل والمكان والظروف التي لم تسمح بعد بذاك التطور منها للإفصاح عن مكنونها.. فاكتفت بابتسامة ورأسها ينحني وخديها يتوردان خجلا.. بينما يطالع هو تعابير وجهها الصافي وكأنها ملكة.. لهيبة جمالها وبراءتها سحرًا يأسره دون سيطرة.. أسرٍ أصبح منتهى الحرية بالنسبة له.. فمتى أضحى العاشق في محراب حبيبته مجرد أسير؟!

وبالداخل على مسافة ما، راحت ليلى توزع أنظارها على الجميع والبهجة تملأ وجوههم..ممتنة لخالفها بمعرفة أشخاص مثلهم، ملئوا حياتها التي كانت گ صحراء، تبدلت لبستان يكسوه خضار قلوبهم الطيبة.. وهاهي أصبحت تمتلك عائلة جميلة لا تربطها بهم صلة دم أو قرابة فعلية.. لكن أضحوا منها بنفس القرب الأسري الحميمي الذي جعلها الآن تريد مكافأة الجميع، بصنع عصيرها المميز والذي تتقنه" الليمون بالنعناع"..
فنهضت متوجهة للمطبخ القريب واندمجت في إعداده بمفردها..! بينما العم حسن بدأ يشعر بغيامة على عينه وكأن محيطه يدور من حوله گ الكرة الأرضية، فربما تناوله قطعة كبيرة من الحلوى منذ قليل أصاب مستوى السكر لديه بالارتفاع، حاول التماسك بقدر استطاعته حتى لا يفسد أجواء الأحتفال، ونهض ذاهبًا للمطبخ باحثًا عن شيء يحسن حالته!x فعبر للداخل حيث تقف ليلى التي بوغتت بظهوره، فتمتمت بقلق لمظهره: استاذ حسن؟! خير في حاجة؟

غمغم بعبارة ما خافتة وضعيفة لم يدركها سمعها، فاقتربت قليلا تتبين مقصده، فباغتها بانهيار جسده وسقوطه بين ذراعيها دون سيطره وفقده للوعي!x فصرخت مستنجدة:x
ألحقوني…. مروان ألحقني بسرعة!

هرول الجميع فور سماع صراخها، وكان اقربهم مروان الذي أزاحه عنها، بعد أن حاوات ببنيتها الضعيفة إسناده حتى لا يقع أرضًا..!

_______________________

مروان:x ألف سلامة عليك ياعمي.. قلقتنا عليك جدا..!
العم حسن : الله يسلمك، وانا أسف يامروان ختمت الاحتفال معاكم بشكل مش كويس وضايقتكم، ماقلتلك بلاش اجي يابني!

_ ايه اللي بتقوله حضرتك ده، وجودك كان أكتر حاجة اسعدت سمر وحسيت انها مش لوحدها وعريسها واهلوا حبوك جدا.. وبعدين بتعتذر عن ايه ده نصيب والمهم إنك بخير دلوقت"

_ الحمد لله ..بس بلاش تعرف غسان عشان هيقلق ع الفاضي..!
_ حاضر ياعمي، ولو إني قلت فرصة يجي من اسكندرية، ويشوفك، ويحتك بحسناء يمكن قلبه يلين اما يشوفها هي وكريم..!
_ ماتقلقش بأذن الله كله هيرجع لأصله ويتصافوا.. بس خليه يهدي من ناحيتها الاول، لأن غلطها بردو مش هين ..وهي هتعرف ازاي تصلح اللي انكسر.. لازم من دلوقت يتعلموا يحلوا مشاكلهم بنفسهم!

_ أيوة بس تدخل حضرتك، ممكن يختصر فترة الفراق بينهم!
_ أيوة بس مش هيعالح الجروح يامروان.. في ندوب لازم تاخد وقتها وتداوي الأول.. عشان اما يرجعوا تاني مايكونش في تراكمات بينهم ويحصل انفجار تاني مع اضعف ازمة!x وماتقلقش وقت اللزوم هتدخل! أكيد مش هسيبهم كده!

أومأ موافقًا: عندك حق.. ربنا يصلح حالهم، عموما الكل بيبلغك سلامه! وواصل: وخصوصًا ليلى اللي أخدت نصيب الأسد من الخضة، والدكتور عطاها مهديء هي كمان!
العم حسن:x ليه؟ هو مين فينا اللي جاله غيبوبة؟!

مروان:x أعذرها ياعمي.. دي فجأة لقيناها بتصرخ وتقول الحقوني، وجرينا لقيناها ساندة حضرتك بالعافية، وكانت خلاص هتقع معاك هي كمان..!

العم حسن بامتعاص من نفسه:x أخص الله يخيبني😳.. ياترى بكيزة هانم الضرملي هتقول عليا أيه دلوقت بعد ما شافتني كده!

انفجر مروان ضحكا: بكيزة أيه؟؟؟ بجد ياعمي انت مشكلة، ليه مسميها كده؟

_ أصل أول مرة شوفتها كانت متعصبة عليا وبتعاملني من طراطيف مناخيرها كده، ويشاء القدر ألاقيها ماشية قدامي بنفس عنتظة بكيزة هانم.. فقلت فاضلها برنيطة بريشة ديك رومي وتقلب بكيزة! "

لم يعد مروان مسيطرًا على قهقهته متخيلا مايقوله، فهتف وهو يسعل : والله حرام عليك دي طيبة. جدا وغلبانة.. هو حضرتك ماتعرفش هي مين؟

اجابه:x عرفت من الرويتر حسناء إنها تبقى كانت مرات عمك اللي مات!
تمتم بضيق:x قصدك اللي افتكرناه عمي.!

العم حسن بجدية، متغاضيا عن ما قاله مروان، حتى لا ينبش شيء ما عادت له قيمة:
المهم دلوقت عايزك تجيبها الجيم ضروري!

قال متعجبًا:x الجيم؟!!! ليه يعني؟

العم حسن:x عشان بكيزة تشوفني وانا بشيل حديد في الجيم.. ما انا لازم ابدل صورتي الهباب وانا واقع في المطبخ .. عايزها ماتفتكرنيش غير وهي بتقارن بيني وبين القديرx "ارنولد شوارزينجر"..!
_______________________

شاردة أمام النافذة بمعالم وجه حالمة، فأحاطها مروان ملصفًا ظهرها بصدره: مزتي سرحانة في أيه؟

أستدارت له ومازالت تتوسط ذراعيه:
في يوم خطوبتنا، قصدي يوم ما قراءت الفاتحة مع اخواتي. فاكر؟

ازاح خصلات شعرها خلف أذنيها:x أكيد فاكر.. أما فضلتي تفشري عليهم وتقولي ده انا ماكنتش خايفة وهزأته.. ثم بإصبعه نكز خدها برفق:x مش كده يا مؤدبة!
أمسكت تلابيب قميصه هاتفة بشقاوة:x تنكر إنك حبيتني عشان شجاعتي اما ماخوفتش منك وانت خاطفني؟
التقط أحد كفيها ولثمه:x لأ مش هنكر.. حبيت شجاعتك اوي، وحسيتك مختلفة.. واما قربت منك حبيتك أكتر.. لأن زي ما شوفت تنمرك، دوقت حلاوة رقتك وطيبتك وحنانك.. أنتي مزيج كنت محتاحة وبدور عليه.. وواصل:x بس فيكي عيب واحد بس ياملك.. مش عارفة اتعامل معاه ازاي!

كست عيناها نظرة قلقة متوجسة وهي تتسائل بترقب:x عيب أيه يامروان؟ قولي وانا هحاول اصلحه والله يمكن مش واخدة بالي!
راقب توترها باستمتاع ماكر:x عيبك إنك كل يوم بتحلويx في عيني عن اليوم اللي قبله!

لو يعلم ما أصابها من حنق.. لفر منها هاربًا..بعد أن طاف بعقلها كل الظنون السيئة لتلك الثواني المعدودة.. فتنمرت ملامحها بشكل مضحك وهي تجز اسنانها بغيظ:x مش هتبطل توقع قلبي بمكرك ده.. والله لاوريك!

وظلت تلكم صدره وهو يضحك تاركًا لها المجال لدفعه وظنها الكاذب أنها تؤلمه.. ثم قبض على كفيها وأدار جسدها مكبلا له وهو يحاصرها بذراعه، متمتما بأذنيها بخفوت:x حبيبي ياشرس أنت!

وراح يشاكسها، بينما هي تحاول وئد ضحكتها من كلماته التي ظل يهمس بها لها، وتحول حصاره للمسات حانية، وتبدلت مقاومتها لإستجابة راغبة منها له، وأنتهى بهما الحال لقضاء سهرة خاصة بنكهة حب عميق ومشاعر جياشة، خُتمت بمداعبة الصغير يامن وهما يحوطانه بحبهما وحنانهما سويًا..!

______________________
باليوم التالي!

ملك: الحمد لله عمو حسن بقى كويس دلوقت.. مروان طمني عليه!

ليلى وهي تداعب الصغير يامن: الحمد لله، ده وقع قلبي امبارح واخدت حتة خضة، اما فجأة لقيته هيقع واضطريت اسنده وانتوا كلكم شوفتوني وانا بالوضع ده..! اتكسفت جدا بصراحة!

ضحكت عندما تذكرت هيئتها:x لا وحضرتك كان وشك احمر زي الفراولة.. يلا الحمد لله عدت على خير

_ الحمد لله، بس هو بردو مهمل، أكل حتة. جاتوة كبيرة، وده غلط على السكر!
ملك بخبث لم تدركه ليلى:x أنتي اخدتي بالك أكل أيه امبارح؟
اجابت ببساطة:x أيوة شوفته اما خلص طبقه كله وشرب عصير وبيبسي، إزاي مش مراعي مرضه ومهمل كده. وواصلت:x هو عايش لوحده ياملك!

_ أيوة، مالوش غير ابنه غسان، ومراته ماتت من سنين وهو ما اتجوزش بعدها..!

_ أه عشان كده محدش رقيب عليه. بس ده بجد محتاج حد معاه بنظم حياته شوية..لأن شكله مش بيراعي سنه ابدا
_ لعلمك أحلى حاجة بتعجبني في عمو حسن، انه بيعيش حياته ببساطة وبيستمتع ويضحك ويعمل جو مبهج للي حواليه.. لكن وقت الجد بتلاقي قدامك شخصية حكيمة ذكية بتعالج الأمور بحنكة وسلاسة.. يارب مروان يكون زيه اما يكون في عمره كده!

ليلى متعجبة: حتى أنتي كمان يا ملك ..هو عاملكم سحر ولا أيه؟ تاني مرة اسمع نفس الجملة!
_ قصدك أيه؟ هو في غيري قالك كده"

_ أيوة حسناء قالت نفس كلامك عنه.. عموما ربنا يعطيه الصحة!x واستطردت قائلة:x أخبار سمر أيه هي وفارس؟
_ الحمد لله، معزومة انهاردة عندهم وفارس هيفرجها علي الفيلا اللي هيسكنوا فيها اما تجهز"

_ ربنا يسعدهم.. سمر تستاهل كل خير وزادت في نظري أما صممت تعمل فاتحتها في بيتها نفسه.. اعتزازها قدام فارس واهله بأصولها ده يخليهم يحترموها جدا ..!

_ وفارس كمان حسيته بيحبها اوي، ومروان شكر فيه وفي أخلاقه.. ربنا يسعدهم!
_ اللهم أمين!
_ ويعوضك انتي كمان يارب!
_ انا ربنا عوضني بيكم ياملك بجد مليتوا عليا حياتي

_ صدقيني لسه ربنا مخبيلك حاجات حلوة لأنك اتظلمتي.. وبكرة تفتكري كلامي!

منحتها ابتسامة وراحت تداعب يامن، غافلة عن نظرات ملك التي تتفحصها وفكرة ما تجول بعقلها..!
____________________

في منزل فارس على طاولة الغداء!

جالسة سمر هي وأخيها بين فارس وشقيقته ووالدته وأياد، لا تعرف لما تشعر بالتوتر والغربة، لم تتوقع أن تجد مسكنهم بتلك الفخامة، شتان بين نشأتها ونشأة فارس.. تدعوا الله أن يكون زواجهما ناجح، ولا يتسبب اختلاف طباقاتهم الاجتماعية بأي عوائق أو فجوات مستقبلية!

مريم:x أيه يا سمورة انتي وتومي! هتعملوا ضيوف ولا أيه؟! فين أكلك أنتي وحاتم؟ اطباقكم زي ما هي؟
سمر: لا ازاي بناكل اهو" والتفتت لحاتم:x يلا ياحاتم كل ياحبيبي!
حاتم:x شكرًا أنا مش جعان يا ابلة سمر!
إياد لصديقه: هزعل منك ياحاتم لو مش أكلت طبقك كله زيي!

السيدة صفاء:x طب هو الأكل مش عاجبكم؟ لو كده هخلي الطباخ يظبط حاجة بسرعة، قولي ياسمر حاتم بيحب أيه؟
سمر بتهذيب:x لا والله ده ماشاء الله كل الأصناف موجودة ربنا يبارك، وهناكل ماتقلقيش!

يتابعهم فارس مدركًا غربتهم في بيت والدته. فنهض من فوق مقعده واقترب من حاتم هاتفًا: مافيش الكلام ده يا تومي.. هتاكل ومن إيدي!
حاتم بأصرار:x أنا مش جعان ياعمو والله!

اقتطع فارس قطعة لحم صغيرة بشوكة فضية وقال بمرح:x يلا افتح بقك بسرعة، عشان عندي ليك أنت وايدو مفاجأة حلوة أوي!
إياد بحماس طفولي: بجد ياخالو!x أيه هي المفاجأة دي.. أجابه بعد أن اقحم قطعة اللحم بفم حاتم"

_هوديكم الملاهي وطنت سمر وماما معانا، وتيتة كمان لو عايزة تيجي معانا!

ضحكت السيدة صفاء:x لا يا سيدي شكرا ، خليني انا برة النزهة دي، روحوا انتم وانبستطم!

مال حاتم يحدث شقيقته بخفوت ورصانة لا توعزي عمره القليل: موافقة نروح الملاهي مع عمو فارس يا أبلة؟!

ابتسمت وهي تربت على كفه:x أيوة ياحبيبي موافقة!

لاحظت صفاء تهذيب حاتم وعزة نفسه رغم صغره، لم ينبهر بفخامة فيلتهم، ولم يظهر سعادة مبالغ بها او يتصرف بحماقة تبررها صغر سنه! ورغم طفولته تشعر برصانته ورجولته المبكرة! راق لها كثيرا تربية سمر لشقيقها، واطمأنت أن أحفادها سيكون لهم أمًا تتشرف هي بها.. ربما أخطأت في باديء الأمر عندما انزعجت من فقر سمر وقيمتها بشكلٍ خاطيء، فرغم الفقر هي واخيها يتصرفا بمنتهي الرقي وعزة النفس!

أما سمر فكانت شديدة الفرح لحنان فارس على أخيها واحتواء غربته بينهم.. بكل يوم يعلو بنظرها أكثر وأكثر.. بينما هي شاردة تنظر إلى فارس، غمز هو لها خفيه، فتخضب وجهها حمرة، وابعدت انظارها بعيدا عنه حتى لا يلاحظ أحدًا..!
…………………… .
مضى الوقت سريعًا ما بين رؤية سمر لفيلا صغيرة وقريبة من فيلا السيدة صفاء، وانتقت هي وفارس بعض الألون والأشياء الخاصة بالتشطيب.. ثم نزهة الملاهي التي استمتع بها الصغار وكذلك هي ومريم وفارس الذي لم يترك فرصة إلا وغازلها خفيه!
وأخيرًا أوصلها هي وشقيقها لمنزلها وودعهما أسفل البناية، على وعد باللقاء باليوم التالي لأختيار قطع الأثاث التي تناسبها..! تشعر أنها بحلم من كثرة السعادة التي تحياها.. قررت أن تقيم الليل بسجدات شكر لله على منحها رجلا گ فارس، وأن يجعل التوفيق حليفهما معًا..!

ما أن أنهت صلاتها، حتى صدح صوت هاتفها برقم فارس، فاستقبلت صوته على الطرف الأخر، فباغتها هو قائلا بمزاح:

_ الحج عبد الموجود موجود؟!

ضحكت رغمًا عنها فهتف بمرح:x أيوة بقى فكها علينا يا عم الحج، احسن انتي منشفاها على الأخر ياسمورتي!
فقالت باعتراض:x ليه بقى؟ منشفاها ازاي يعني؟!

فقال بمشاكسة: طبعا منشفاها، ولا صباح حنين، ولا مساء الفل يا ابو الفوارس، ولا استغفر الله وحشتني ياحبيبي!x مافيش أي حاجة خالص منك!
وواصل بمزاح: صارحيني لو مش شاحنة تليفونك، ابعتلك كارت فكة فودافون أنا سخي مايهمنيش!

ضحكت لدعابته:x فكة؟ لا خليك لوقت عوزة أنا فاضلة خيرك محولة رصيد 100 ج😂

ابتهج لتجاوبها المازح وذوبان خجلها نوعا ما:

ياسيدي لما الغزال دماغه تروق ويحب يهزر..طيب نتكلم جد بقى شوية، أنتي ليه كنتي مش عايزة تاكلي في الغدا انتي وحاتم! في حاجة ضايقتك عندنا؟

فهتفت:x لا عادي مافيش حاجة مكناش جعانين!

_ لأ.. أنا حسيت انك راهبة المكان، بس انا عايز اقولك ماتعمليش مسافة، ده هيبقي زي بيتك ياسمر ، وماما هتكون زي والدتك، ومريم بتعزك جدا.. بلاش تحطي في دماغك حواجز وهمية، وعلى فكرة، انا طلعت لقيت ثروة والدي ويدوب شغلتها بعد دراستي، يعني انا مش شاب عصامي ولا حاجة، يعني كنت ممكن اكون بنفس مستواكي، صدقيني احنا اللي بنعمل مكانتنا وقيمتنا. والفلوس مش هي اللي بتعمل قيمة الإنسان ياسمر.. عشان. كده مش عايزك تحسي إنك اقل مننا لا سمح الله.. انتي عالية وكبيرة اوي في نظري.. وكفاية تربيتك لحاتم، أنا لو ولادي منك هيكونوا كده، فأنا فخور بيهم من دلوقت!

صمتت وقلبها يقول الكثير والكثير.. كم تمتن له وكم تعشقه كل يوم أكثر، يومًا ما ستخبره كل ما بقلبها دون حواجز ودون خجل"
_______________



التعديل الأخير تم بواسطة Fatima Zahrae Azouz ; 13-04-21 الساعة 02:47 AM
دفنا عمر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 24-03-21, 08:14 PM   #40

دفنا عمر

? العضوٌ??? » 485024
?  التسِجيلٌ » Feb 2021
? مشَارَ?اتْي » 82
?  نُقآطِيْ » دفنا عمر is on a distinguished road
افتراضي

الفصل الحادي عشر
*******

مُنهكة روحي گ نفس حالتك.. أصبر ولكن أشتهي وصالك كي أرتوي، وكلما انتظرتك.. كلما ابتعدت وطال طريق فراقنا.. عاصي أنتَ على رغبات شوقك.. تُخرس دقات قلبك بعناد.. وماعدت على تمردك صابرة.. آتية إليك فافتح بيبان صفحك واغفر.. فأنا مُتعبة حد الوجع!
……………… .
_ بجد يا ماما هنسافر عند عمو غسان؟

اجابته وهي تساعده بارتداء كنزته:x أيوة ياحبيبي، هو مش فاضي يجي عندنا، فأحنا هنروحله ونعمله مفاجئة.. يلا ألبس انت بقى الشوذا بتاعتك على ما اكلم جدو حسن!
………….……

_ صباح الخير يابابا.. انا خلاص جاهزة انا وكريم!
_ تمام.. انا دقايق هكون عندكم!
_ ماكانش لازم تصمم تيجي يا بابا انا كنت هتصرف واروح عادي انا وابني! وبعدين انت لسه تعبان!

_ ماتقلقيش انا مش تعبان وبقيت كويس جدا.. و بس هوصلك للعربية اللي هتوديكي..! وبعدها هرجع ومش هوصيكي ماتنسيش حاجة من اللي قلتهالك وبأذن الله ترجعوا كلكم والدنيا تمام واحسن من الأول!
…………………
بعد وقت التقت حسناء بالعم حسن، اللذي أعاد عليها نصائحه ثم ودعها هي وكريم، داعيًا لهما بالوصول سالمين حيث غسان،وأكد عليها مهاتفته كي يطمئن!
___________________

أخيرًا وصلت للشاليه الذي يقيم به زوجها، وضعت حقائبها بالجوار واخرجت المفتاح الذي اخذت نسخته من العم حسن، وبعد ثواني عبرت للداخل هي وكريم، مطمئنة انه ربما غافي او بالخارج! فالوقت متأخر بعض الشيء! تجولت بحرص داخل الشاليه ولم تجده، فراحت تستعد سريعًا لقدومه، حتى يأتي ويراها بأبهى صورة!..بينما كريم ينتظره بشوق كي يفاجئه كما اخبرته والدته..!
……………………
بعد قليل أتي غسان وعبر داخل غرفته دون أن يلاحظ وجودهما وهم بنزع ملابسه، ففوجيء بأحدهم يعانقه من الخلف هاتفا بمرح:x عمو حبيبي انا جيت وحشتني اوي ياعمو..!

استدار له وبادله العناق والدهشه مازالت تتملكه وهو يتمتم: كريم؟!
_ أيوة ياعمو، أيه رأيك في المفاجأة دي؟ جيتلك عشان وحشتني خالص!

أجابه ومازال لا يستوعب وجوده:x نفاجأة جميلة يا كيمو.. وأنت كمان وحشتني جدا.. بس انت جيت إز…………

بتر جملته عندما لاحت حسناء أمامه بهيئة مهلكة لرجولته المشتاقة إليها حد الجنون وهي تهتف بصوتها المحبب وهي تقترب منه وتعانقه: جيت انا وهو من ساعة ياحبيبي.. وحشتنا ومقدرناش نبعد عنك أكتر من كده ياغيسو!

لا يدري ماذا يحدث وكيف يتصرف؟.. لما أتت؟ لما تعانقه وتضعه بهذا الموقف امام الصغير.. هل نست طلاقهما الذي مضى عليه أكثر من ثلاثة أشهر؟؟!!

أفقدت عقلها تلك المرآه؟ أم هو من سيفقد البقية الباقية منه ومن ثباته وصموده وهو يراها بتلك الهيئة وهذا القرب وعبقها يغزو أنفاسه ويشعل رغباته وأحاسيسه تجاهها؟ صوت ضميره يستغيث ملتاعًا منها..
_يا الله منكِ يا حسناء..! أنا بالكاد أتحمل وأحاول الصمود..!

بينما هو على حالته الذاهلة، علمت هي أنها أثمرت هدفًا بتأثير طلتها عليه وأنه يقاوم ويغرق بالحيرة ولا يفهم شيء، فابتعدت لترحمه من فتنتها:x يلا ياغيسو خد حمامك بسرعة على ما احضر لقمة ناكلها كلنا.. أحنا كنا مستنين ناكل معاك ياحبيبي!x

.كريم:x أيوة انا جعان اوي.. ثم هتف بحماس: أنا هنام في حضنك الليله ياعمو.. وحشني حكاياتك!

حسناء:x أيوة ياعم ماما راحت عليها خلاص دلوقت!
ثم نظرت لغسان بشوق لم تواريه:x بس ليك حق تشتاقله.. أنا كمان هنام في حضنه! وهسمع حكاياته!

هل يقتلها؟! أم يقبلها ليروي شوقه؟! أم يترك البيت والمدينة بأكملها؟!!!
ستورثه حسناءه الجنون حتمًا بتهورها.. ومازال يتسائل داخله، هل يعقل أن تنسى أنهما الآن ..مطلقان؟!!!!!
_____________________

تعاظم غضبه اضعاف وهو يراها تتصرف أمامه كأن شيئًا لم يكن.. كأنها لم تخدع..x لم تكدب ..لم تجرح.. ويمين طلاقها اعتبرته دعابة ربما، وكأنه لم يقع..!x
حقًا لا يدري كيف تفكر ولماذا أتت؟؟ فهل بقي بينهما جسورًا تصلح للعودة؟! أ

_ غيسو أنا نيمت كريم.. تحب اعملك شاي معايا..!

ذهب إليها گ الأعصار، وجذبها بقسوة إلى غرفته وأغلق الباب ودفعها إلى الحائط بقوة ألمتها، وهتف بصوت أرجف أوصالها :

انتي مابتحسيش؟.. مابتفهميش؟.. هو انا اما طلقتك كنت بهزر معاكي؟؟؟ انتي ماينفعش تظهري قدامي بقميص زي ده لأنك بقيتي محرمة عليا.. قوليلي لسه في جعبتك أيه عشان تصدميني بيه؟؟ حتى أخلاق طلع معندكيش منها ذرة.. بتستغلي كريم طول الوقت وبتمثلي اننا أسرة سعيدة جميلة..!

تجرعت ريقها بخوف وحدقتاها متسعة غائمة ودموعها تسيل ألمًا لقبح صورتها التي أصبحت عليها بنظره ..متسائلة! هل ستنجح حقًا بإعادته إليها كما كان مع كل هذا البغض المحفور داخله تجاهها؟!. بحثت بعيناه عن فيضان عشقه الذي كثيرا ما جاد به عليها ..فلم تجد سوى عواصف غضبه وقستوه"

بدأت تشعر بدوار يكتنف رأسها وأنفاسها تضيق من قرب جسده وحصاره، فحاولت الابتعاد عنه وخطت ببطء واهن واحضرت شيئًا ما من حقيبتها.. ثم مدت له يدها المرتعشة وهي تتمتم بخفوت باكي:x شوف دي!

نظر لما تقصد وتسائل:x وده إيه ده كمان؟
أجابت:x ده اختبار حمل ياغسان.. وفي شرطتين لونهم أحمر.. نقل بصره بينها وبين ما تحمل، فهتفت:

_أنا حامل في 3 شهور ويومين بالظبط!

ظل على صمته وذهوله وصدمته، فاستطردت قائلة:

_ أنا امتنعت عن حبوب منع الحمل قبل طلاقنا بيوم، لأني حسيت بالندم وإني ظلمتك، وأني برتكب جرم كبير في حقك وانا بحرمك من الولاد.. أنا فعلا أنانية أوي لأني فضلت سعادة ابني وسعادتي عليك.. أخدت منك كل حاجة حلوة، واستخسرت فيك مجرد حق ليك..! أنا بعترف بجرمي قدامك ياغسان وبترجاك تسامحني وتديني فرصة تانية!

رمقها بنظرة جامدة:

_ مش كل حاجة بتداويها كلمة أسف.. ولا حملك اللي فاكراه طوق نجاتك هيشفعلك عندي ولا حتى ندمك.. رصيدك نفذ جوايا خلاص.. وابني اللي كنت بتمناه منك، دلوقت مش عايزه ولا عايزك..!

صدمها رفضه!x رغم أنها توقعت ثورته وغضبه ولكن لم تتخيل أن يرفض حملها ويزهد برغبة كان يتمناها طوال الوقت.. هل حقًا صار يُبغضها كل هذا البغض؟؟؟ لكن لا.. هو كاذب.. مازال غسان يعشقها وهي لن تتركه وستتحمل كل عواصفه حتى تهدأ..!

دنت منه وقالت باستعطاف وترجي:xليك حق وعمري ما هلومك، أنا عارفة إنك مش سهل تسامحني ..بس انا هستناك لحد ما تصفح عني.. مش هيأس أبدا إنك ترجعلي تاني.. أنا بحبك ياغسان وعمري ما هستغني عنك.. وعارفة إن انت كمان لسه بتحبني بس بتكابر!

ظل يطالعها بنظرة خالية من أي مشاعر وتمتم ببرود:x أنا حالا مسافر، وانتي خليكي هنا مع كريم براحتك..!
-----------------------------------
عبر الهاتف!

العم حسن: تبقي غلطانة لو افتكرتي غسانx كان هياخدك بالحضن ويقولك سامحتك ونسيت، طبيعي يتصرف كده معاكي يا حسناء..!x

قالت باكية:x يا بابا انا عارفة إنه مش هيسامح بسهولة، بس توقعت يفرح ويلين شوية اما يعرف إني حامل.. لكن ده ما اهتمش خالص ولا اتأثر!x ومشي وسابني!

_ ومين قالك انه مافرحش واتأثر؟ بس هو مستحيل يظهرلك ده بسهولة وهو غصبان منك!

قالت بحزن:x كان نفسي احس إن سفري لحد عنده فرق في حاجة.. اتعشمت حتى يفضل معانا وانا كنت هفضل احاول اراضيه!

_ بالعكس سفرك لعنده افادك جدا جدا، لأنك اخدتي فرصتك أنك تدافعي عن نفسك وتبرري غلطك، غسان المرة دي سمع منك وكل حرف هيتحفر في عقله غصب عنه، وهيسترجعه تاني وهو بيفكر لوحده!. لكن اخر مرة سابك انتي تقريبا مانطقتيش حرف تدافعي بيه عن نفسك! يعني الصورة تفاصيلها اتغيرت.. وصدقيني كل ده هيفرق معاه بس اما يهدى!
وواصل لطمأنتها:
غسان ابني انا عارف تفكيره يا حسناء.. مش هيغفل ابدا عن كل حرف قولتيه، وهيقدر إنك ندمتي قبل ما يكتشف هو تصرفك، وفرحته الداخلية والطبيعية بحملكx هتضعف مقاومته ليكي وهتهزمه مع الوقت صدقيني، مجرد تخيله أنه هيبقى أب هيخلي غضبه يتلاشى، واما هيشيل ابنه بين ايديه هينسى كل حاجة.. غسان طيب بس عيبه زعله بيطول شوية.. انتي بقي أهدي وماتزعليش..x وخليكي عندك وانا هجيلكم يومين افسحك انتي وكيموا.. واهو بالمرة اشوفلي حتتين بسبوسة بالقشطة اجدد بيهم شبابي

ضحكت رغما عنها وهتفت:x والله يا بابا حسن أنت أحسن حاجة حصلتلي في حياتي!
__________________
بعد أشهر قليلة!

_ عروستنا الأمورة سمورة خلصت لوازمها ولا لسه؟
_ كله بقى تمام يا لوكا، فارس كل حاجة عملها معايا واخرهم فستان الفرح هيتطبط فيه شوية حاجات طلبتها عشان. يكون مناسب للمحجبات!
_ طب تمام أوي، امال ليه حاسة انك قلقانة ياسمر!

تنهدت:x خايفة اوي يا ملك، حياة جديدة ومجتمع ووسط مختلف عن اللي اتربيت فيه. خايفة افشل في حياتي. خايفة ما اقدرش اسعد فارس زي ماهو عمل كل حاجة تسعدني!

ملك بنبرة مطمئنة:x قلقك وخوفك ده طبيعي جدا حتى لو فارس من وسطك، دي حياة مختلفة فعلا بس مش عشان اللي في دماغك. لأ.. لكن لأنك هتكوني مسؤلة عن أنسان وكل شيء يخصه مهما كان بسيط، وعن أسرة هتكوني عمودها الاساسي.. وفرد جديد في أسرة زوجك اللي لازم تكسبيهم بكل ذكاء وساعتها هتكسبي راحة بالك ورضا زوجك اللي هو رقم واحد.. عرفتي بقى أيه سبب القلق؟!! بس كل اللي ذكرته ليكي ده هتنجحي فيه بحاجة واحدة.. أنك تعملي كل حاجة لوجه الله وبحب خالص..!
وانا احب اطمنك.. طول ما انتي ربنا كرمك براجل بجد زي فارس ماتقلقيش، انتي هتكسبي الكل بطيبتك واخلاقك ونيتك الصافية يا سمر!

_ كلامك ريحني أوي يا ملك وطمن قلبي.. أنا بجد لو ليا أخت ماكانتش هتقف معايا وقفتك دي!

ملك بعتاب: أخص عليكي وانا مش اختك؟
هتفت مبتسمة:x واكتر يا لوكا..!
_ طب بلا بقي روحي اعملي ارتاحي، لازم تنامي كويس عشان وشك ينور يوم الفرح..!
_ ماشي ياحبيبتي، بوسيلي يامن روح قلبي!
_ من عنية ياقلبي، يلا تصبحي على خير
_ وانتي من اهل الخير حبيبتي!
__________________

مريم وهي تطالع شقيقها الذي يرتدي أمامها"بدلة" زفافه:x ماشاء الله يافارس البدلة تهبل عليك، انا فرحانة اوي عشانك لأنك اخيرا هترتبط ببنت بتحبها وهي تستاهل والله ، مؤدبة ومحترمة وعاقلة، ثم غمزت له بعينيها:x وجميلة جدا..!

ضحك، وقبل رأس مريم: حبيبتي ياروما، الحمد لله ، احسن حاجة إن ماما كمان بقيت راضية عنها بعد ما اتكلموا سوا.. بس في حاجة عايز اوصيكي بيها..!
هتفت:x أيه هي؟
اجابها:x حاتم.. انتي عارفة إن أنا وسمر بعد الفرح هنسافر شهر عسل وهنسيبه معاكي انتي وأياد.. عايزك تاخدي بالك منه كويس، الولد ده حساس ولسه مش مندمج معانا.. مش عايزه يحس بغربة يا مريم، اوعي حاجة تحصل تزعله، ده أمانة في رقبتك..!

ربتت على كفه:x متخافش يافارس ده زي ابني، وانا أصلا حبيته أوي ومعحبة بتربيته جدا، وبإذن الله هحطه في عيني ماتقلقش يا عريس!
__________________

( يابني ساعدني ودخل أيدك اللي زي البرص دي في السالوبتة)

ضحكت ملك من خلفه وهي ترتدي القرط الذهبي وتنظر للمرآة متممة علي هيئتها، وهتفت:x في أب يقول على أبنه برص بردة.. ثم اقتربت:x وسعلي يا استاذ.. ومُشكرين على خدماتك!

اعاد كلمتها ساخرًا: مُشكرين؟
دي أخرتها معاكي انتي وابنك الشبر ونص ده..؟
أنا غلطان إني قلت أساعدك لحد ماتجهزي!

والتقط رابطة عنقه وهم بعقدها.. فاقتربت منه وبادرت بعقدها له مبتسمة له مرددة: خلاص ياميرو ماتزعلش، وخليني أنا أربطلك الجرافتة بتاعتك!

لف ذراعيه حول خصرها، وضمها أكثر متمتما بحب:
خدي وقتك ياحبي..!
وراح يلتهم وجهها بنظراته، ثم دنى ليقبلها فقالت محذرة:x أعقل ياميرو..x هتبوظلي "وشي" و "الطرحة" اللي بقالي ساعة بلفها..!
هتف بمكر: ماتقلقيش على "الطرحة".. أنا هخفف "الروج" ده بس، لأن لونه مش حلو!
ابتعدت برأسها : لأ حلو لأنه نفس لون فستاني!
وبلاش تهور بقى هنتأخر على سمر وفارس!

هتف باستسلام:x ماشي براحتك، بس اما نرجع لينا حساب عسير مع بعض! وابقي وريني هتهربي ازاي!

تمتمت وهي تقترب اقتراب مهلك:x ومين قالك إني عايزة اهرب ياميرو..!

حذرها:x أنتي اللي بتحرضيني أهو..!
ضحكت: انت بتتلكك.. خلاص يلا نمشي، ماتنساش إننا هنستقبل المعازيم مع مامة فارس!

حمل أبنه " يامن" وحدثه بمزاح: خليك شاهد على ماما.. وياريت تطلع جدع مع بابا الليلة وتنام بدري اما نرجع يابطل!
ضحك الصغير ظنًا منه أن أبيه يداعبه، فقبله مروان بحب وحنان:x روح بابا أنت يا يامن!

ربتت ملك على كتفه متمتمة بحنان:x ربنا مايحرمناش منك يامروان.. ويحفظك لينا ياحبيبي..!
______________________

على أنغام مبهجة وأنوار ساطعة بدأ زفاف سمر وفارس بطلتهم التي خطفت أنظار الجميع، خاصتًا العروس بطبيعة الحال، وفستانها الذي جعلها گ الأميرات وحجابها الذي زاد من طلتها هيبة وجمال!x والجميع حولهم متأنق وسعيد ويتمنى لهما الخير والتوفيق..

افتربت السيدة صفاء من فارس الجالس گ الأمير بجوار عروسه سمر، ثم قبلت جبينه:
ألف مبروك ياحبيبي.. ربنا يسعدك وبهنيك بعروستك ويجعل كل أيامك راحة بال وفرح!
ثم توجهت حيث تجلس سمر متمتمة بود شديد:
ألف مبروك ياسمر ، ربنا يسعدكم يابنتي، ومش هوصيكي على فارس، أوعي في يوم تزعليه.. انتي واخدة حتة من قلبي وأول فرحتي في الدنيا..!

نهضت سمر وهي ترفع فستان زفافها الثقيل بأطراف أصابعها، واقتربت من السيدة صفاء، ثم انحنت تقبل كفها..!x فارتبكت والدة فارس من فعلتها الغير متوقعة، وعلا تصفيق المدعوين من حولهم، والكاميرات تلتقط لحظة انحناء سمر وهي تقبل كف والدة زوجها الذي نهض هو الأخر مقبلا كف والدته، ثم استدار ليقبل جبين زوجته بحب وامتنان لفعلتها، ثم ضم حبيبتيه بين ذراعيه بحب.. فاشتعلت الكفوف تصفيقًا حارً لمرآى ذام المشهد الحميمي البار من العروسين للأم صفاء التي دفنت وجهها بصدر فارس تخبيء تأثرها وفرحتها..!

وبعد لحظات تممت السيدة صفاء إعجابا بسمر:x ربنا يرضى عليكي ياسمر.. بس ماتعمليش كده تاني وتبوسي ايدي، رضايا كله هتاخديه لما تحافظي على ابني وتسعديه..! وقبلتهما معًا، تاركة لهما الساحة لأداء رقصتهما الأولى على أنغام حالمة تناسب عناق عروسين وزوجين بأول عهدهما..!

--------------------------------

أنعزل عن الجميع بركنٍ بعيد عن الأنظار المتشغلة بمتابعة العروسين، حاملا طبق الجاتوه الذي يعشقه ويضعف أمامه رغم تحذيرات طبيبه بعدم الأقتراب من تلك الحلوى الدسمة المؤذيه لمرض السكري لديه.. "

ولم يرى تلك التي تسللت خلفه. وما أن هم بتناول قطعته الأولى، حتى نزعتها من يده بغتمة، كما أخدت طبق الحلوى بأكمله. مستغلة أثر مفاجأة وجودها عليه!

ليلى: تاني يا استاذ حسن، مش كفاية اللي حصل المرة اللي فاتت لما بردوا أكلت طبق حلويات زي ده، فاكر كانت النتيجة إيه؟ وحصلك إيه يومها؟

رمقها بتمعن متعجبًا من اهتمامها وملاحظتها لما يفعل،xودنى جوارها قليلا وهاتفًا بخبث:x ودي حاجة تتنسي بردو! يومها وقعت احلى وقعة في حياتي!

عقدت جبينها واضيقت حدقتاها محاولة تفسير قوله، وما أن أدركت مقصده حتي هتفت بشراسة:x أنت تقصد أيه؟؟؟ ثم أستطردت بهيئة غاضبة تثير ضحكه: ماشي ..أنا اللي غلطانة إني…………

تسائل سريعا:x إنك أيه؟؟

طالعته بكبرياء وعناد ينضح من وجهها:x

إني سبت الفرح وجيت انقذك من غيبوبة سكر تاني.. عن أذنك!

_ تتجوزيني يا ليلى؟

سؤال باغتها، وعرض زواج لم تتوقعه قط، فتسمرت قدميها وهي تواليه ظهرها.. وقد ألجمتها المفاجأة!
___________________________

بدت حسناء في غاية الأناقة والجمال رغم حزنها لغيابه القاتل عنها، ولكنها استغلت طلتها التي حتمًا ستزيده شوقا لها. وراحت تبعث له صورا عديدة لها عبر " الواتس آب"..وما أن تحولت علامة " √" للونها الأزرق وأدركت رؤيته لما أرسلته، حتى تبسمت وكتبت له كلمة واحدة ( وحشتني)..

تعلم أن غسان لن يبادلها كلمة أو يبدي أي اهتمام.. فكم ادركت عناده واختبرت مدى قسوته في الخصام حين يغضب.. ولكن مهما يكن هي أكيدة أن تلك الغمامة السوداء ستنقشع يومًا عن سماء حياتهما، وستعود علاقتهما گ السابق.. لن تستسلم مهما ابتعد ستظل منتظرة عفوه وصفحه!

بينما هو يتأمل وجهها بشوق ولوعة ونهم متشربًا تفاصيله، شاعرًا بشيئًا ما تغير بها، لا يدري تحديدًا ماهو.. ولن ينشغل به كثيرا.. حتى إن اشتاقها، الأمر لديه محسوم.. ترك هاتفه، ثم أضاء شاشة اللاب توب، وتواصل مع أحد موظفيه لمتابعة أعماله كما اعتاد منذ فترة!
___________________________
مابين رقصات وتصفيق وفقرات أثرت الأحتفال.. انتهى حفل الزفاف، وتوجه فارس بصحبة زوجته سمر إلي جناحهما الخاص بالفندق الملحق به القاعة.. لتكون ليلتهما الأولى

وأثناء وقوفها أمام المصعد قبل أن دلوفهما داخله، هرول إليهم حاتم مناديا:

_ عمو فارس.. ابلة سمر!

التفتا إليه، وهتف شقيقته بلهفة:x مالك يا حاتم في حاجة ياحبيبي.. عايز تقولي حاجة؟

تأملها حاتم بنظرة حزينة لفراقها ولو مؤقتًا
فالأمر ليس بيسير عليه، لم يفارقها لحظة واحدة منذ ولادته، هي بالنسبة له شقيقة بنكهةِ أمٍ.. ورفيقته الوحيدة وكل أهله.. ولكنه قادرا على استيعاب أنها ستبدأ حياة جديدة ولم يعد هو محور حياتها الأوحد كما كان! هذا ما أدركه جيدًا رغم صغر سنه!

اقترب وعلى عكس توقعات سمر، لم يتوجه إليها، بينما اقترب الصغير حيث يقف فارس.. وأمسك بكفه متمتما:

_ عمو فارس.. انا بوصيك على اختي سمر.. أوعى تزعلها في يوم.. عاملها كويس.. اختي احسن بنت في الدنيا.. لو زعلتها مرة واحدة، اما اكبر هعرف اخد حقها منك.. انا مش هفضل صغير على طول! في يوم هكبر وهبقى قادر احميها من أي حد يأذيها..!

أنهارت بالبكاء لما تفوه صغيرها، غير عابئة بمظهرها ومساحيق وجهها التي تلطخت بدموعها.. وتقدمت لأخيها واحتضنته بشدة!x تأثرًا برجولته المبكرة، حاتم رغم صغره وقامته القصيرة، لكنه بدا في عينيها تلك اللحظة ندا قويًا أمام فارس من قوة كلماته الغير متوقعة!

أما فارس فازداد اعجابا بذاك الغلام.. وتمنى داخله أن يحظى يومًا بأبن مثله، يمتلك عزته ورجولته ورقة مشاعره تجاه شقيقته!

انحنى فارس وجثى على ركبتيه، وجذب حاتم من احضان سمر، واحتضنه بقوة:

متخافش ياحاتم، عمري ما هأذي سمر ولا ازعلها.. ولو زعلتها ياسيدي، اديك هتكبر زي ما قولت.. ابقي خد حقها مني براحتك.. اتفقنا..!

سحب حاتم جسده بعيدا وطالع فارس هاتفا بابتسامة:x بس انا متأكد ياعمو أنك بتحبها ومش هتزعلها..! لكن حبيت اقولك إني موجود! وماتزعلش مني وتقول عني ولد مش كويس.. أنا بحبك انت كمان.. بس بحب أختي أكتر!

ابتسمت سمر من بين بكائها، بينما ربت فارس على كتف الصغير:x وأنا كمان بحبك ياتيمو وفاهمك ومش زعلان ابدا.. ولما نرجع من شهر العسل أنا وسمر.. ليك عندي انت وأياد خروجات جامدة!
ووقف ثانيا وضم إليه سمر:x وأي وقت عايز تتصل بسمر اتصل ومايهمكش، كلمها كل اما توحشك!

ودعهم الصغير مبتسما، وأتت مريم التي تابعت الموقف بأكمله من بعيد وهي تبكي انبهارًا من كلمات الصغير، وكم اشفقت عليه واحترمته، واخذت على نفسها وعدا ألا يشعر بالغربة بينهما لحين عودة شقيقته!
_________________________

بعد صعودهما للجناح الخاص..
راح فارس يزيل عنها حجابها وأصابعه تداعبها، ولأن خجلها يكاد يقتلها، أستأذنت منه لتبدل فستانها وتستعد بالوضوء حتى يصلي بها فارس گ بداية لليلتهما الأولى.. فخرجت بعد برهة ليست بقصيرة، ومازالت بفستان زفافها.. فتمتم فارس الذي ابدل بدلته بثياب مناسبة:x أنتي معرفتيش تغيري فستانك؟ ثم هتف بخبث:x ماقلنا اساعدك مارتضتيش!

ظلت صامتة تنظر أرضًا كأنها مذنبة بشيء، فاقترب رافعا ذقنها فوجدها تبكي، فاحتضنها وهو يهدئها:x ايه ياحبيبتي بتعيطي ليه بس؟

لم تجيبه فقال مصرا عليها:x سمر فهميني حصل ايه.. في حاجة تعباكي، اطلب دكتور؟
هزت رأسها نفيًا ومازالت تبكي بصمت:
فعاد لضمها مربتا عليها:x حبيبتي متخافيش مني ابدا. والله فاهمك ومش عايزك تعيطي وتشيلي هم.. اهم حاجة بقينا سوا..!

تمتمت بخفوت وهي تختبيء بصدره:x أصل.. في حاجة خايفة اقول عليها..!
_ حاجة أيه قولي متخافيش!

فشبت قليلا على قدميها وقالت كلمات قليلة بجوار اذنه، ثم عادت تتوسد صدره وكأنها تحمتي به من ثورة وشيكة منه، فضحك بخفوت وضمها إليه أكثر:

_ هو ده اللي مخوفك كده؟! وفاكراني هضربك مثلا؟ ده نصيب والأيام جاية وكله هيتعوض.. بس عرفيني كده هستنى كام يوم؟؟؟

هتفت بخجل:x 5 أيام تقريبا..!

قال بمكر:x ماشي ياستي هستنى، وعموما في حاجات تانية هصبر نفسي بيها بس تعالي نصلي الأول و…… ..
ثم أدرك عدم إيجازة الصلاة لها بتلك الظروف. فتمتم:x نسيت مش هينفع تصلي.. خلاص هصلي أنا، وبعدين نتعشى سوا ..وهم بتركها بعد أن عاد لتقاسيم وجهها الراحة من ذاك العبء، فتوجس منها فجأة!

واقترب موشوسًا بأذنيها: قلبي بيقولي إنك كنتي قاصدة كده اما طلبت منك تحددي معاد فرحنا وانه مش صدفة ياسمر صح؟

صمتت تحاول كتم ضحكتها، فعلم بمكيدتها المدبرة مسبقًا، فمال عليها ثانيًا بتهديد لذيذ محبب:x وحياة أمي ماهعديهالك ياخبيثة!

اطلقت العنان لضحكتها تلك المرة،x فأسكتها وثأر منها بطريقة جعلت من قبلتهما الأولى مذاق مختلف.. ولن ينمحي أثره من ذاكرة كليهما..!



التعديل الأخير تم بواسطة Fatima Zahrae Azouz ; 13-04-21 الساعة 02:49 AM
دفنا عمر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:37 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.