آخر 10 مشاركات
يبقى الحب ...... قصة سعودية رومانسيه واقعية .. مميزة مكتملة (الكاتـب : غيوض 2008 - )           »          أسيرة الثلاثمائة يوم *مكتملة * (الكاتـب : ملك علي - )           »          تبكيك أوراق الخريف (4) *مميزة ومكتملة*.. سلسلة للعشق فصول !! (الكاتـب : blue me - )           »          176 -البَحث عن وهم ..عبير القديمة ( كتابة / كاملة )** (الكاتـب : Shining Tears - )           »          رواية أحببت فارسة أكاريا (الكاتـب : الفارس الأحمر - )           »          روايتي الاولى.. اهرب منك اليك ! " مميزة " و " مكتملة " (الكاتـب : قيثارة عشتار - )           »          145 - وشم الجمر - ساره كرايفن - أحلام القديمة ( كتابة / كاملة ) (الكاتـب : فرح - )           »          [تحميل] انتَ غرامي وجنوني للكاتبه : @@الجوري-22@@(جميع الصيغ) (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          راسين في الحلال .. كوميديا رومانسية *مميزة ومكتملة * (الكاتـب : منال سالم - )           »          411 - سارقة القلوب - جاكلين بيرد (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > مـنـتـدى قـلــوب أحـــلام

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 01-03-21, 06:47 PM   #1

بسنت.علاء

? العضوٌ??? » 485381
?  التسِجيلٌ » Feb 2021
? مشَارَ?اتْي » 21
?  نُقآطِيْ » بسنت.علاء is on a distinguished road
افتراضي نوفيلا عتمة الياقوت _ قلوب أحلام زائر_الكاتبة ::بسنت علاء*مكتملة*









يسعد يومكم يا جميلات

أنا بسنت علاء
من صعيد مصر تحديدًا محافظة أسيوط

سعيدة جدًا بانضمامي لمنتدى روايتي وبشكر من كل قلبي كل اللي كان سبب في إني أتخذ الخطوة دي

حابة أشكر روما الدسوقي لأنها كانت صاحبة الاقتراح والتشجيع لخطوة نفسي فيها من زمان، وطبعًا حبيبتي أم زياد حقيقي تعبتها معايا جدًا ومن غيرها مكنتش هقدر ولا هعرف أنشر❤️

متحمسة جدًا إني هقدملكم نوفيلا عتمة الياقوت
إن شاء الله تكون رحلة سعيدة لينا جميعًا
وأتمنى أكون خفيفة على قلوبكم والنوفيلا تعجبكم

عتمة الياقوت من أقرب أعمالي لقلبي، هي بالنسبالي رسالة أمل، تأكيد على حكمة ربنا اللي بتتخطى قدرة العقل البشري على الفهم..

أتمنى أول تجاربي في المنتدى تنول إعجابكم وإن شاء الله متكونش الأخيرة
موعدنا كل يوم اثنين بإذن الله

ودلوقت أسيبكم مع المقدمة...




المقدمة:

"رب صدفة خير من ألف ميعاد"
هذا ما يقال، إلَّا أن ليس كل الصدف جيدة..
أو ربما هو القدر، يتشكل على هيئة صدفة جيدة كانت أو سيئة، إلَّا أن لا أحد يعرف ما يخبئه له..
فما في بادئه صدفة، قد يصبح حياة أو.. هلاك!
















فريق العمل :
كتابة وتأليف وتدقيق لغوي: بسنت علاء
تصميم متكامل :هدى خورشيد






في المشاركات التالية:
الفصل الاول

الفصل الثاني
الفصل الثالث

الفصل الرابع
الفصل الخامس
الفصل السادس والخاتمة


بعد الانتهاء من النوفيلا بإذن الله.













التعديل الأخير تم بواسطة Fatima Zahrae Azouz ; 13-04-21 الساعة 02:42 AM
بسنت.علاء غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-03-21, 01:00 PM   #2

روماالدسوقي

? العضوٌ??? » 460336
?  التسِجيلٌ » Jan 2020
? مشَارَ?اتْي » 17
?  نُقآطِيْ » روماالدسوقي is on a distinguished road
افتراضي

قلبي ي بوسي انتي تستاهلي كل خير ي حبيبتي رغم صغر سنك إلا ماشاءالله كتاباتك جميلة جداً ولغتك سلسة بالتوفيق ي حبي 🥰😍❤️

روماالدسوقي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-03-21, 11:46 AM   #3

رىرى45

? العضوٌ??? » 285476
?  التسِجيلٌ » Jan 2013
? مشَارَ?اتْي » 1,197
?  نُقآطِيْ » رىرى45 has a reputation beyond reputeرىرى45 has a reputation beyond reputeرىرى45 has a reputation beyond reputeرىرى45 has a reputation beyond reputeرىرى45 has a reputation beyond reputeرىرى45 has a reputation beyond reputeرىرى45 has a reputation beyond reputeرىرى45 has a reputation beyond reputeرىرى45 has a reputation beyond reputeرىرى45 has a reputation beyond reputeرىرى45 has a reputation beyond repute
افتراضي

موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .

رىرى45 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-03-21, 09:13 PM   #4

م ام زياد

مشرفة منتدى قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية م ام زياد

? العضوٌ??? » 389344
?  التسِجيلٌ » Dec 2016
? مشَارَ?اتْي » 2,607
?  نُقآطِيْ » م ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond repute
افتراضي

الف مليون مبارك يا قمر 😘😘😘😘😘😘😘نورتي

م ام زياد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-03-21, 11:35 AM   #5

م ام زياد

مشرفة منتدى قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية م ام زياد

? العضوٌ??? » 389344
?  التسِجيلٌ » Dec 2016
? مشَارَ?اتْي » 2,607
?  نُقآطِيْ » م ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة روماالدسوقي مشاهدة المشاركة
قلبي ي بوسي انتي تستاهلي كل خير ي حبيبتي رغم صغر سنك إلا ماشاءالله كتاباتك جميلة جداً ولغتك سلسة بالتوفيق ي حبي 🥰😍❤️
بوسي هتموتنا يا ام بوسي 😂😂😂😂😂
ادعي عليها بايه دلوقتي


م ام زياد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-03-21, 02:53 AM   #6

نورهان السيد علي

? العضوٌ??? » 485910
?  التسِجيلٌ » Mar 2021
? مشَارَ?اتْي » 9
?  نُقآطِيْ » نورهان السيد علي is on a distinguished road
افتراضي

مبااااارك يابت يا بيسووووو🙂😂💃🏻💃🏻💃🏻💃🏻💃🏻💃🏻💃🏻💃🏻💃🏻💃🏻

نورهان السيد علي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-03-21, 02:58 AM   #7

نورهان السيد علي

? العضوٌ??? » 485910
?  التسِجيلٌ » Mar 2021
? مشَارَ?اتْي » 9
?  نُقآطِيْ » نورهان السيد علي is on a distinguished road
افتراضي

🥁🥁🥁🥁🥁حلوة الطبلة دي ولا اغيرها🤭🤔😂😂😂

نورهان السيد علي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-03-21, 02:59 AM   #8

بسنت.علاء

? العضوٌ??? » 485381
?  التسِجيلٌ » Feb 2021
? مشَارَ?اتْي » 21
?  نُقآطِيْ » بسنت.علاء is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نورهان السيد علي مشاهدة المشاركة
🥁🥁🥁🥁🥁حلوة الطبلة دي ولا اغيرها🤭🤔😂😂😂


منه له يا بنتي منه له🙂🙂🙂🙂🙂🙂


بسنت.علاء غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-03-21, 08:48 PM   #9

بسنت.علاء

? العضوٌ??? » 485381
?  التسِجيلٌ » Feb 2021
? مشَارَ?اتْي » 21
?  نُقآطِيْ » بسنت.علاء is on a distinguished road
افتراضي

مساء الفل يا جميلات❤️

إن شاء الله معادنا مع الفصل الأول أتمنى ينول إعجابكم ❤️❤️
الفصل الأول:




وأخيرًا أنهى العمل وها هو الآن عائد إلى بيته، لقد تعب حقًا اليوم.
للثانية فجرًا!
للثانية فجرًا يعمل ويدقق في الأوراق أمامه عندما شعر بهذا الخطأ، وقد تحققت شكوكه وكشف فسادهم، لقد كان متأكدًا!
يقسم أنه سيفضحهم ، فهو لم يتولَ هذه القضية ليخسر، بل سيكسب ويكشفهم بإذن الله.
وقف بسيارته على جانب الطريق عندما رن هاتفه بتلك النغمة المميزة التي يخصصها لها، فتنهد بقوة قبل أن يرد:
"نعم يا أمي، إنني في الطريق لا تقلقي، كنت..."
زفر وهو يصمت ويستمع لصراخها الموبخ له، نظر إلى النافذة بجانبة بقلة حيلة حتى تنتهي، لكن ما لم يتوقعه هو المنظر الذي رآه أمامه من مسافة ليست بالقريبة!!
كانت تلك الفتاة تتشابك بالأيدي مع شابيّن يبدو عليهم علامات الإجرام وملامحهم توحي بالشر!!
أغلق الهاتف بسرعة بعد أن همهم لأمه بما لم يفهمه كلاهما، وبدون تفكير كان يوقف السيارة ويترجل منها بسرعة متجهًا نحوها، خطوة تسابق الأخرى وهو يشعر بخطورة الموقف، اقترب منها متحفزًا وهو يبطئ خطواته ويحاول سماع الحديث، فتبادر إلى سمعه صوتها المنفعل برجفة خوف ميزها وهي تطلق السباب والشتائم، بالأضافة إلى ضحكاتهما البشعة وكلامهما القذر!!
إنهم يحاولون التحرش بها إن لم تكن محاولة اغتصاب!!
فارت نخوة الرجل الشرقي داخله وهو يصل إليها بأقصى سرعة لاهثًا، مبعدًا إياهما عنها بعنف فسمع نفس الضحكة البشعة من إحداهما قبل أن يقول:
"رويدك يا صاح! لو تريدها يمكننا أن نتقاسمها"
جن جنونه من تلك الكلمات فزمجر وهو يهم بلكمه لكن الآخر كان أسرع منه وهو يتفادى اللكمة ليردها له وقد وقف الآخر وراءه فبات محاصرًا!
حاول تسديد بعض الضربات واللكمات لهم لكنه وبالرغم من بنيته العضلية إلى حد ما، وتمارينه الرياضية الكثيرة التي يقوم بها لم يستطع مواكبتهما؛ فقد هوى أحدهما عليه بضربة قوية أفقدته بعضًا من توازنه، قبل أن يهم الآخر بتسديد لكمة أكثر قوة له لكن وقبل أن تصل يده لوجهه كان قد سقط أرضًا بدون مقدمات مظهرًا تلك الفتاة خلفه، تمسك بصاعق كهربي يرتعش بقوة كارتعاش يدها وهي تناظره بذعر، كاد أن يتكلم معها ناسيًا الآخر لكنها صاحت بقوة منبهة إياه وهي تشير خلفه:
"انتبه!"
فالتفت له سريعًا متفاديًا تلك الضربة التي كان سيسددها له، ثم عاجله هو بالمقابل بلكمة أوقعته أرضًا وقبل أن ينهض كان قد أخذ الصاعق من يدها بسرعة وهو يصيبه به ليتأكد من عدم قدرته على استعادة وعيه لفترة!
التفت لتلك الفتاة خلفه متأملًا عينيها الخضراوتين الفريدتين اللتان لفتتا نظره دون وعي تقريبًا وهو يلهث بقوة متحسسًا وجهه ببطء وألم:
"ماذا تفعلين خارج منزلك في هذا الوقت؟، ماذا كنتِ ستفعلين إن لم أكن أنا أو أي أحد موجودًا لإنقاذك؟"
فردت بخزي وخجل أخفته وراء العصبية مشوحة بيدها:
"اسمع يا هذا، لولا مساعدتي لكنت الآن مسجي أرضًا الله الأعلم بأي حال فلا تمثل دور البطل كثيرًا"
ارتسم على وجهه التعجب المشوب بشيء من الاستنكار بينما هي تحاول الثبات، لكنها ترتعش رغمًا عنها، شعر بالغضب من تلك الطريقة الوقحة فأخذ نفسًا عميقًا وقال بلا مبالاة كاذبة وهو يستدير للناحية الأخرى:
"حسنًا، لن أمثل دور البطل كثيرًا، والآن بعد إذنك سأذهب لبيتي لأضمد جروح الـ... بطولة"
قال كلمته الاخيرة بسخرية متهكمة وهمّ بالرحيل، ليشعر بكفها الصغير على مرفقة موقفًا إياه وصوتها الحانق يصلة مرتعشًا، خائفة من تركها وحيدة ثانية:
"أليس لديك بعضًا من الذوق يا هذا، هل ستتركني هنا وحيدة بعد ما حصل؟"
التفت لها ناظرًا لملامحها المذعورة بشفقة خفية وهو يخلص ذراعه من يدها قائلًا بسخرية:
"ولِمَ لا أتركك؟، أنا لست بطلًا، وقد كنت فقط عبئًا عليكِ وعطلتك عن قتل الأشرار"
انتفخت أوادجها غيظًا من هذا المتعجرف وهمت بقذف رد لاذع من ردودها، إلَّا أن حركة أحد الجسديين المسجيين أرضًا أخافتها ، بل أرعبتها فكرة أن ينهضا ثانية فتشبثت بذراعة تلقائيًا وهي تقول بهمس سريع خائف ناظرة إليهما:
"أرجوك، هيا نرحل سيستيقظوا"
أشفق عليها وهو يرى تشبثها به كطفلة صغيرة، فخلص ذراعه منها ليمشى بسرعة دون كلام نحو سيارته.
اتبعته بتوجس خائف وهي تنظر في كل خطوه تخطيها خلفها، ثم ركبت معه السيارة في صمت مطبق ليديرها وينطلق سابحًا بها في الظلام....
بعد مرور عدة دقائق كانت تتأمله فيهم خفية، تتأمل وسامته الأرستقراطية النادرة في هذه الأيام، ملامحه الهادئة، ذقنه الحليقة وشعره الأسود المصفف بطريقة تقليدية، كل شيء به عادي إلَّا أنه مميز، مميز بطريقة مختلفة لا تعرف سببها!!
قاطع شرودها به... هو، يسألها بلامبالاة كاذبة تخفي خلفها فضوله الداخلي للمعرفة، ناظرًا لها بطرف عينه من حين إلى آخر:
"إذًا... ما اسمك، وماذا كنتِ تفعلين هنا في هذا الوقت المتأخر؟"
رمقته بنظرة حادة هاتفة بعدوانية:
"ليس من شأنك يا هذا، أنا لم أسألك على شيء لتسألني بالمثل!"
تنهد تنهيدة طويلة انتهت بزفرة حانقة مغتاظه من تلك التي تعامله وكأنه خادم لديها!
فقال بغيظ وهو ينقل نظراته المحترقة بينها وبين الطريق، مغتاظًا من نفسه قبل كل شيء لتأثره باستفزازها:
"أنا لا أفهم ما تلك العجرفة الكاذبة!، لقد أنقذتك، والآن أوصلك إلى بيتك فجرًا، ألا يوجد حتى كلمة شكر واحدة!، حتى وإن لم تشكريني فاحتفظي بكلامك المعسول لنفسك"
ردت هي بغيظ أكبر وهي تعتدل في جلستها لتكون مواجهه له:
"ومن المفترض أنك رجل، أي لا تنتظر كلمة شكر تجاه ما يتوجب عليك فعله"
تمتم بخفوت غاضب وهو يهز رأسه:
"متعجرفة"
-: "غبي"
-: "حمقاء"
نفخت بقوة لترد بحدة:
"احترم نفسك يا هذا وراقب ألفاظك"
ليرد بكلمة واحدة وهو يطلق زفرة طويلة حانقة وقد اقترب صبره على النفاذ:
"العنوااان"
لكن وقبل أن تمليه العنوان حدث ما لم يتوقعه كلاهما!
فقد سدت طريقهما شاحنة النقل الكبيرة تلك ليصطدما بها وآخر ما سمعه كلاهما كانت صرختها الجزعة:
"احـــــترس"
قبل أن يلفهما السواد، السواد الذي يكون في هذه المواقف أفضل كثيرًا من الواقع الأليم.....
********
بعد يومين....

فتح عينيه على وسعهما بغتة وهو يهب جالسًا من نومته، لكن بمجرد أن ارتفع ظهره إنشات قليلة عن الفراش حتى شعر بوجع حاد في كل أجزاء جسده، وكأنها نيران تسري في عروقه دمًا، فتأوه متغضن الجبين وهو يرجع للاستلقاء شاعرًا بكل ذرة من جسده تنبض بالألم الحارق، قلب عينيه في المكان حوله ليرى البياض المحيط به بالإضافة إلى رائحة المعقمات... رائحة الموت!
لماذا هو في المستشفى؟!
ماذا حدث؟
وصل بيده بصعوبة لزر استدعاء الممرضة متأوهًا بخفوت لتدخل سريعًا يتبعها كل عائلته.
نظر لهم بتشوش فهو يرى أمه وإخوته الفتيات يبكين، بالإضافة إلى نظرات أبيه المتألمة!
نطق بإجهاد بصوت لا يكاد يسمع وعيناه تجول على وجوههم:
"ماذا حدث، لماذا أنا هنا؟"
ارتفعت وتيرة بكاء أمه وهي تشهق ممسكة بيده تقبلها بحرقة:
"لا حرمني الله منك يا حبيبي، الحمد لله، الحمد لله"
نظر لها مقطب الجبين وهو يشدد على يدها بكل ما أوتي من قوة وسط دخول الطبيب الذي جاء بعد أن أخبرته الممرضة بأنه استفاق، فهتفت والدته بلهفة:
"كيف هو؟"
فقال الطبيب بهدوء متجهًا نحوه:
"سأفحصه أولًا سيدتي بالتأكيد"
وبعد أن فحصة والأجهزة قال بمهنية:
"حالته مستقرة الآن، لقد مرت مرحلة الخطر الحمد لله واستفاق تقريبًا دون أعراض جانبية، لكنه يجب أن يبقى في المستشفى حتى تشفى كل الكسور والرضوض تلك"
ثم استأذن بخفوت ليرحل، تاركًا مصعب يسأل نفس السؤال الغير واعٍ:
"ماذا حدث؟"
فرد أبيه والذي كان أكثر تماسكًا:
"ألا تتذكر يا بني؟ لقد اصطدمت سيارتك بشاحنة نقل كبيرة، وجدنا من يتصل بنا يوم الحادث صباحا بعد أن كنا جزعين لعدم مجيئك وأخبرنا المتصل بأنك وفتاة أخرى قد قمتوا بحادث كبير وفي مستشفى **** فجئنا كلنا، ومن يومها وأنت في غيبوبة قصيرة، الحمد لله، ولم تستفق إلَّا الآن"
استرجع الأحداث في عقله... العمل، رجوعه فجرًا، صياح أمه ثم رؤيته لما حدث و.... الفتاة!!
تلك الفتاة التي كانت معه!
إنه حتى لا يعرف اسمها!
فقال بأعلى صوت يستطيع وهو يوجه نظراته القلقة نحو أبيه:
"الفتاه، أين... هي؟"
"الفتاة التي كانت معك؟ إنها بالغرفة المجاورة، هي كذلك دخلت في غيبوبة لكنها لم تستفق بعد"
فرد بوهن وهو يتناسى حالته ليطمئن عليها:
"هل... هي بـ... خير؟"
تنهد أبيه تنهيدة طويلة ثم قال بهم:
"الله الأعلم، لم أعرف إلَّا أن حالتها خطرة كما أن هناك نزيف داخلي وتجمع دموي بالعين"
أطبق عينيه بقوه متألمًا بقلة حيلة وهو مكبل بتلك الأجهزة لا يعرف ماذا يفعل، ولسان حاله يردد بألم
"يا الله! هل جئت أنقذها لأؤذيها اكثر!"
********
ليلًا....

شعرت بوجع لا يضاهى في جميع أجزاء جسدها بالإضافة إلى صداع شديد لا يحتمل، وكأن هناك مطارق تطرق على رأسها، رمشت بعينيها عدة مرات قبل أن تفتحهما على وسعهما، لكنها لم ترَ إلَّا السواد التام!
فرجعت لإغماضهما وكأن شيئًا لم يكن وقد خيل لها أنها تحلم، أو أنها مازالت في السيارة!
لتفتحهما على وسعهما مرة أخرى وهي تعي استيقاظها الآن!
الآن فقط فهمت ما سر ذلك الألم، تتذكر ما كان سيحصل و.. تتذكره.. هو!
ذلك المهندم قوي البنية الذي لم تعرف حتى اسمه، تتذكر صرختها الجزعة قبل أن يلفها السواد دون أن تشعر بشيء، لكن لماذا يلفها السواد الآن أيضًا؟ أين هي من الأساس؟
حاولت الكلام بأعلى صوت لديها منادية لعل أحد يستجيب ويضيء الأنوار:
"هل من أحد هنا.. أي أحد؟، أين أنا"
سمعت وقع خطوات تقترب وصوت أمها يصلها بنبرته الباكية:
"حبيبتي، حمدًا لله أنك استفقتي حمدًا لله"
فردت بوهن وبعض الارتياح الداخلي:
"أين أنا امي؟ هل أنا في المستشفى؟ لماذا الأنوار مطفأة؟"
سمعت صوت بكاء أمها يزداد ارتفاعًا فقطبت متعجبة، لكنها فسرت ذلك على أنه خوف عليها لتقول بخفوت:
"أنا بخير أمي"
اختفى الصوت بجانبها وعم السكون من جديد فنادت متسائلة وهي تعقد حاجبيها:
"أمي؟"
سمعت وقع خطوات تقترب ثانية ثم صوت أمها تتكلم، لتسمعها تقول ببكاء ملهوف مخاطبة أحدهم رجحت أنه الطبيب:
"إنها تسأل لماذا الأنوار مطفأه، أصحيح ما حدث؟!!"
وصل الطبيب بجوارها وهو يفحص الأجهزة ثم شعرت بيديه على عينيها وكأنه يفحصهما ثم قال بهدوء:
"أخبريني ياقوت، أنت لا ترين شيئًا صحيح؟"
ردت بوهن يحمل سؤالًا غير منطوق، وبوادر خوف يتزايد بداخلها:
"نعم!!..."
سمعت مقطبة تنهيدة الطبيب الطويلة قبل أن يقول مخاطبًا أمها:
"إذًا كما توقعنا، التجمع الدموي قد ضغط على العصب البصري بالجهتين، وبالتالي حدث اعتلال للعصب البصري، حالة نادرًا ما تحدث، لكننا لن نستبق الأحداث وسنفحصها ثانية للتأكد، خير بإذن الله"
ثم رحل وتركهم في هدوء وكأنه لم يلق بقنبلة الآن، وكأنه بكلماته تلك لم يحطم حياتها كلها!
ساد صمت القبور لدقائق قليلة قبل أن تسأل أمها بصوت هامس مرتجف:
"هل.... هل الأنوار مضيئة؟"
ارتفع صوت بكاء أمها التي بالرغم من كل شيء أجابت بهستيريا وهي تصرخ وتبكي:
"نعم ياقوت، نعم الأنوار مضيئة، وأنت قد أصبتِ بالعمى، لقد أصبتِ بالعمى ياقوت، بالعمى"
كانت دموعها تغرق وجنتيها وعقلها الباطن يرفض استيعاب الفكرة، يقنعها أن كل هذا حلم، لا بل كابوس، وستستيقظ منه في غرفتها وعلى فراشها محتضنة دميتها الصغيرة التي جلبها لها أبيها قديمًا!
ترجمت أفكارها بصوت مرتجف وهي تهز رأسها يمينًا ويسارًا بوهن:
"لا إنه كابوس، كابوس سأستيقظ منه الآن، نعم سأستيقظ، أيقظيني أمي، أيقظيني، لماذا لا توقظيني؟"
قالت سؤالها الأخير بصراخ مذبوح واهن وهي ترمش بعينيها العديد من المرات، تحاول الرؤية لكن دون جدوى!
رفعت يدها بوهن وبطء أمام عينيها تحركها، تضغط على عينيها بقوة، كانت ببساطة تتمزق وكأن هناك من يقطعها بسكين حاد بتلذذ وبطء شديــد، لم تكن تشعر إلَّا بالوجع!!
ليس وجعًا جسديًا يا ليته كان هذا فقط، بل وجع الظلام، وجع السقوط في هوة عميقة، تظل تتهاوى ببطء ممنية نفسها باقتراب النهاية لكنها... لا تأتي أبدًا!
سألت ثانية متعجبة باستنكار، غير مستوعبة بعد، مخاطبة أمها، نفسها... ليس مهمًا!
"لن أرى ثانية صحيح؟ لقد أصبحت عمياء؟"
لم تنتظر ردًا لتهز رأسها موافقة وهي تجيب على نفسها ضاحكة بهيستيريا وسط دموعها:
"نعم، نعم لن أرى ثانية"
أضافت ثانية بصراخ غافلة عن أمها التي تهاوت أرضًا تنتحب غير قادرة على الوقوف:
"كله بسببك أنتِ وزوجك القذر، خرجت ليلًا هروبًا من كلماته المسمومة التي يلقيها على مسامعي دائمًا، أنا أكرهه وأكرهك، أكرهكماااا"
أخذت تردد في هيستيريا وهي تغمض عينيها بقوة والدموع تنساب منهما أنهارًا من الوجع تشق وجنتيها:
"أنتم السبب، أنتم السبب، لن أرى؟ حقا!... كيف كيف!"
حاولت النهوض لكنها لم تستطع، حاولت لكن آلام جسدها بالإضافة إلى الصدمه التي شلت أطرافها يمنعانها، فارتمت للخلف بقوة غير مبالية بأوجاع جسدها وهي تصرخ بصوت مذبوح، تصرخ وتصرخ بأقوى ما لديها، بأقوى ما تستطيع في حالتها لعل النار المستعرة بداخلها تنطفئ، وقد كانت صدمتها أكبر من التفكير ووزن كلماتها الجاحدة الناقمة:
"آآآه ياارب، لماذا أنا؟ أطفأت نور عيني فانطافأت كلي، أرجوك خذني، خذني الآن لا أريد العيش، لا أريـــد"
أنهت كلامها بصرخة باكية شقت حنجرتها، خرجت من أعماق أعماقها، ثم ظلت تصرخ بتلك الـ "آآآآه" وكأنها تفرغ وجعها فيها، ظلت تصرخ وتصرخ إلى أن صمتت فجأة وهي تشعر بذاك السائل الذي حقنوها به يتسرب عبر أوردتها، صمتت وكان السواد ثانية، السواد الكلي الذي بات يلفها الآن في صحوها قبل نومها، استسلمت لسواد النوم المحبب متمنية ألَّا تستفيق أبدًا فتفتح عينيها لترى نفس السواد.....
********
نفس الوقت....
الغرفة المجاورة.....

استفاق من نومه الذي حصل عليه بشق الأنفس على صوت صراخ مبحوح قادم من الخارج، لا يعلم لِمَ اختلج قلبه هكذا وتوجع لتلك الصرخة الخارجة من العمق لتخترق أعماقه هو!!
أليس في مستشفى ومن الطبيعي أن يسمع كتلك الأصوات حوله! ماذا به إذًا!!
ضغط على زر استدعاء الممرضة وهو يعي عدم وجود أحد من أهله حوله، بالتأكيد رحلوا عندما اطمئنوا لنومه لكي لا يزعجوه، دخلت الممرضة تستفسر إذا ما كان يريد شيئًا فسألها بصوت خافت مقطبًا:
"ما هذا الصراخ القادم من الخارج؟"
فردت الممرضة التي ظهر على وجهها علامات الأسف مخالطًا للحزن والشفقة:
"إنها الفتاة في الغرفة المجاورة"
انقبض قلبة وهو يتذكر قول والده أنها في الغرفة المجاورة، وقبل أن يسأل عن حالها وسبب صراخها كانت قد تبرعت تلك الممرضة الأربعينية بالإجابة على سؤاله الغير منطوق، وهي تضع كفًا على الآخر بحسرة وحزن:
"المسكينة، لقد استيقظت ولا ترى شيئًا، واكتشفت أنها أصيبت بالعمى، لقد أوجعت قلبي على حالتها الهيستيرية تلك"
ظلت تتكلم وهي تحكي عن حالها بينما هو الصدمة وقعت عليه وقع الصاعقة فبات لا يشعر بشيء، إلَّا جملة واحدة تتردد في رأسه "أصيبت بالعمى... أصيبت بالعمى!"
كيف حدث هذا؟
هل أصيبت بسبب الحادث؟ أي بسببه!!
العديد من الاسئلة المعذبة تدور بداخل عقله، تلسعه بسوط عدم المعرفة، تلسعه بسوط الوجع، الوجع لأجل غريبه لا يعرفها ولم يرها إلَّا مرة واحده كانت كفيلة بقلب عالمه وعالمها رأسًا على عقب، توقف صوت الصراخ فازداد انعقاد حاجبيه قلقًا ليضغط على زر استدعاء الممرضة التي رحلت من جديد لكي يسألها ماذا حدث فجاءه الجواب الحزين منها:
"لقد أعطوها حقنة مهدئة"
وقبل أن يستفيق من كل تلك الصدمات التي تتوالى عليه كالصفعات الواحدة تلو الاخرى وجد هاتفه الذي كان على المنضدة بجانبه يعلن عن اتصال، استأذن الممرضة أن تحضره له بصوت مشوش به شيء من الارتعاش، بينما عقله لم يستوعب الأمر كليًا بعد، أمسك الهاتف وهو يرفعة مقابلًا لوجهه فوجد أن المتصل *رقم مجهول*، قطب حاجبيه باستغراب لكنه فتح الخط على أي حال وهو يضع الهاتف على أذنه قائلًا بصوت خفيض لم يخلُ من التعب:
"مرحبًا!"
فجاءه الصوت الغليظ من الجهه الأخرى على هيئة رد متشفٍ:
"مصعب حسام الدين العربي، كيف حالك؟، بصراحة... أتمنى ألَّا تكون بخير"


بسنت.علاء غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-03-21, 09:12 PM   #10

ممرة

? العضوٌ??? » 485942
?  التسِجيلٌ » Mar 2021
? مشَارَ?اتْي » 3
?  نُقآطِيْ » ممرة is on a distinguished road
افتراضي

تسلم إيدك تحفففففة كملي😍❤❤❤

ممرة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:24 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.