آخر 10 مشاركات
انتقام النمر الأسود (13) للكاتبة: Jacqueline Baird *كاملة+روابط* (الكاتـب : * فوفو * - )           »          560 - زاوية صغيرة في قلبي - كاترين سبنسر - ق.ع.د.ن ( تصوير جديد ) (الكاتـب : Gege86 - )           »          الزوج المنسي (10) للكاتبة: Helen Bianchin *كاملة+روابط* (الكاتـب : raan - )           »          جنون المطر (الجزء الثاني)،للكاتبة الرااااائعة/ برد المشاعر،ليبية فصحى"مميزة " (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          132- كيف ينتهي الحلم - ليليان بيك - ع.ق. ( نسخه اصلية بتصوير جديد) (الكاتـب : angel08 - )           »          أجنحة الليل - كاترين بلير - ع.ج .. حصريااا** (الكاتـب : جروح - )           »          135 - ضوء آخر النفق - روزميري كارتر - ع.ق (الكاتـب : pink moon - )           »          البديلة *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : hollygogo - )           »          548 - الحب الملتهب - كاتي وليامز - ق.ع.د.ن (الكاتـب : لولا - )           »          راسين في الحلال .. كوميديا رومانسية *مميزة ومكتملة * (الكاتـب : منال سالم - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى الروايات والقصص المنقولة > منتدى الروايات الطويلة المنقولة الخليجية المكتملة

Like Tree120Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 15-05-21, 10:46 AM   #11

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,437
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي




{ البارت التاسع }

الصمّت يعم أركان المكان .. كان صوت تنفُسهم الوحيد الي ينسِمع .. نظرات عدم التصدِيق بعيونُهم
يعني وآخيراً بعد فرقاه بيلّم حضوره حُزنهم ؟
كانت تناظره أمه بهدوء يخالطِه برود وكأنها موقنة بأنه بأي لحظة بيبتعد من جديد
ولكن الإصرار بعيونه ماكان بالشيءّ القليل .. كان يناظر لسفرة الفطور بنظرات غرِيبة عليه .. كم له من لقمة هنيّة ؟ وكم له من سفرة تحفُها يدين أهله ؟ حرمت نفسك كثّيرر يا وهاج .. كثييير
رفع رأسه على صُوت كايد المبتسم واللي مدّ له قطعة الخبز وهو يقول : فطور بحضورك عليم الله تهنأ لنا كل كلمة تنأكل !
رفع يدينه وهو يأخذها ومن غمسّها بصحن الفُول الحار وعيُونه يملأها الحنِين .. هي لقمة هنيّة فعلاً دام إنها من يدين أمه .. قرب بيأكلها وحس لو بتمر من حلقه بتكون بطعم مرارة دموعه الي حاجزه نفسها بعيونه .. كان إحسّاسه مابين" ماتسّتاهل حتى قطعة من يدين أخوك ياوهاج .. إستحقها أول "
لذلك نفضها من يدينه بعجل شديد .. ووقف وهو يبعد غصن من حضنه ويتركها جنب كايّد .. وقبل ما يمشي خطوتين وصله همس ساخِر : كنت أدري إنه ضعيف
غمض عيونه بتشدِيد وهو يكتم ضيقه .. المُفترض أول شخص يفهم موقفه " أمه " ليه مصرة توقف ضده دااائماً !
ألتفت لهم وهو يناظرها وكأنه يأكد لها إنه هنا باقي ولارح يبتعد من جديد : لك خمس دقائق تأكل فيها اللي تقدر .. وبعدها أنتظرك بالسيارة !
كايّد ماكان حاب يروح معه للمدرسة لذلك قال : رح دُوني
ناظره بطرف عينه وقال : تفهم ولا لا ؟ خمس دقائق وبعدها لو ما جيت .. جيتك أنا
قال آخر كلامه ومشى وهو يطلع من البيت وكايّد تنهد بينما حلِيمة رجعت تكمل فطُورها بهدوء
ركب سيارته وهو يمسح على وجهه .. نزل المرِاية الصغيرة وهو يناظر وجهه وقال : خطيّت أول الخطاوي .. من الي عنده قدرة يردعك يا وهاج ؟ أنت قوي وترددك ماهو بمحله
شد على أطراف السِبحة وهو يناظر لحبّاتها السُوداء بإمعان شديد.. بينما الحبَة الذهبية الي تحتوي إسمه مُضيئة بمعنى إسمه
تنهد وهو يجمعها بين كفِينه .. ولكنه سرعان ماعقد حواجبه وهو يناظر من المِراية .. للي مستندة على طرف الباب بقامتها الصغيرة وتتأمله ويدينها تحت خدها .. وكأنها تحفظ تفاصيل وجهه .. أو متلهفة لملامحه أو تعرفه من مدة طويلة
أول ما لمحته ناظرها .. ضحكت بفرحة وبدأت تأشر له بيدينها وهي ترسل له قُبلات بيدينها الصغيرة
بلع ريقه بصعوبة وهو يتأملها .. كان وده يصد لأنه مو منظر يتحمله قلب وهّاج .. ولكنه ماقدر يبعد نظراته عنها
إلتفت غصُن لخروج كايّد الي أنحنى لها وقبّل رأسها وهو يأشر لها بمعنى مع السلامة
-
-
عُيونه متعلقة بطِيفها .. هز رأسه وكأنه يحاول يشتت نفسه عن النظر لها .. ورجع يناظر لقدام وهو يسوق بأقصى قدرته .. ألتفت لكايد وناظره للحظات
ورجع يكمل طريقه بصمت .. لولا صوت كايّد اللي بتر هالصمت بكلامه : تتسائل أكيد .. من وين نبّتت شجرة حبك بقلب غصن .. كيف صرت مِتجذر بقلبها بالطريقة ذي وكأنها تعرفك من سنين طويلة
صد عنه وهاج وكايّد أبتسم بهدوء ..
كان يدَعي عدم الإهتمام .. مشغل نفسه بالدِريكسُون وعيُونه على الطِريق بينما كُل حواسه تصُب كل تركيزها مع كلام كايّد الي يقوله على مسامعه " من وعت على نفسها وصورتك بيّن يدينها .. تصبح بك .. وتمسي على خير مع صورتك
تتكلم لك .. تسولف معك .. تضحك كثير وكأنها تكلمك
كُنت أقولها هذا خالك أخو أمك .. وهاج
يحبك كثير .. ولازم تحبينه وتسولفين معه لحتى تحن خطاويه وتِدله علينا .. كنت أرويها فيدوهاتك قبل تروح عننا .. كانت لابِكت أقولها وهاج لاجاء بيضربهم لا تبكين .. كنت دائماً أوصِيها تنتظرك .. لأنك أولى فيها مننا .. هي أكثر واحدة حافظة تفاصيل وجهك .. وهي أكثر وحدة مننا برغم صغر سنها تتلهف عليك يا وهاج .. هذي قطعة من ضلعك لو فكرت تقسى على الكل .. لاتقسى عليها تراك أبوها "
ضحك كايّد بقهر وغبّنة وهو يقول : أبوها بدال الخسِيس اللي ماسأل عنها.. أنت صح غبت عننا بس هو من درى باللي صار أختفى عن الوجود وكأنه يقول مالي من صُلبكم بنت
وهاج شّد على قبضة يده بضيق أستكن بكل جوارحه وهو يسمع كلام كايّد
واللي أردف وقال : ولكن لأني كنت متأكد إنك بترجع عرفتها على حنِانك يا وهاج .. لا تظهر لها قسوتك أبد
ما رد عليه بينما كايّد ألتفت للجهة الثانية وهو يتنهد .. ولما وصلو لأعتاب المدرسة وقبل ما ينزل كايد ألتفت له وهاج وهو يمد كفه له وقال بهُدوء :هاك المصروف لا تنساه
ألتفت له وناظر للفلُوس الي بين كفين وهاج .. رمش بهُدوء وهو يتأملها للحظات معدُودة ورفع عيونه وناظر لوهاج .. كان يتأمل تخبُطاته وهو يحاول بكل ما أوتي من قوة يرجع لعهده السابِق
يرجع عشان يكون حِصن منيع .. لذلك قرر ما يتعبّه أكثر سحب الفلوس من يدينه ومشى على طول وهو يدخل للمدرسة
بينما وهاج ناظر براحة لكايّد ونزل وهو يمشِي وراه
وأول ما عتبّت رجوله الفصل تأمل نظرات الإستنكار
وكأنهم ينتظرون عدم حضوره وغِيابه .. ولكن ما أهتم
مشى وسحب الكرسي وهو يشد على طرفه بقوة لدرجة إن صوت صِرير سحبّه من الأرض صدع بكل الفصل جلس وهو مبسوط على نظرات القهر بعيُونهم .. بينما لافِي الي كان مغطي رأسه على الكرسي رفعه وناظر له بحدة : كسر الله يدّينك

تحولت نظرات وهاج من الهُدوء للحدة ولافي عدّل جلسته وهو يكتف يدينه : العامِل الي بمنزلة المعزب .. وش تسوي جنبي
وهاج سكت للحظات وكان بيرد .. ولكنه ألتزم الصمت وهو يناظر للإستاذ الي دخل وكانت نظراته لوهاج نفس نظرات الطُلاب كلها إستنكار من حضوره .. ولكنه مازال على موقف عدم الإهتمام من حركاتهم
ناظر لِلافي اللي ترك ورقة على طاولته .. وفيها سُؤال صرِيح العبارة " أنت منت بشخص يرضى يكون بهالمكان .. بين طاولة محصُورة مع شخص يصغرك بثّمان سنين .. ليه رضِيت تكون هنا وأنت عندك خيار ثاني ؟ علمني الفضُول يعتريني !"
تأمل الورقة للحظات .. ولاشعورياً رفع رأسه وألقى نظراته على كايّد الي كان يناظره بنفس الوقت
تأمله للحظات وكايد صد بسرعة عنه " أنا هنا .. لأن ذراعي يتوجع دُوني .. أنا هنا لأجل أصغر إخواني لا يمسّه ضيم " كانت هذي إجابته لنفسه .. إجابته على سبب إختياره للخوض بهالمعركة المدرسيّة .. كانت بسبب أخوه .. كانت لأجل كايّد .. رجع يناظر للورقة ولكنه سحبها ورماها على الأرض وكأنه يصد أي محاولة تواصل بينه ويين لافِي
اللي ناظره بطرف عينه وسكت .. وبعدما إنتهت أول حصتين بهُدوء غير معتاد كانت الحصة الثالثة " بدنيِة " واللي بِسببها نزلو كل الطلاب للملعب
إلا " خالد" الي كان قرِيب من مكتب المعلمين
ينتظر " وقاص "
خرج وقاص من غرفة المُعلمين وأتجه لخالد اللي مِستند على الجدار وينتظره .. ومن لمح وقاص أستقام وناظره بهُدوء : سمعت إنك تبيني بموضوع ؟
وقاص وقف قدامه وهو يقُول : أبيك تهيّن كرامته .. أبيه يخرج من هالمدرسة مذلول مطرود
عقد حواجبه خالد بعدم إستيعاب لهجوم وقاص الشرِس والي كان دُون مقدمات بينما وقاص كان كله تفكيره " سُود اللياليّ مستحيل يبقى معي بنفس المكان .. مالي حِمى .. أبوي أنتحر وأمي مالها حول عليه .. لازم يبتعد عني لازم يرجع ويضيع من جديد .. وأنا بكون ضياعه "
رجع يلتفت لخالد اللي مازال الإستغراب يعُلو ملامحه والي ينتظر وقاص يكمل .. لذلك قال وقاص : وهاج بنّ سلطان ال سهيل .. اللي لعب بحسبَتك
خالد رجع شعره لورى وهو يناظر لوقاص بصدمة : أخو كايد ! وبنفس الوقت ولد عمك !
تأفف وقال : إية أخو كايد .. اللي أهانك
سكت خالد وهو يحاول يرتب الموضوع بباله بينما وقاص قال : عرفت إن عندكم مباراة اليوم .. إلعب بنفسيته .. أضغط على وتره الحساس هاجمه بكل فرصة وأهِن كرامته .. لحتى ينقطع عنه حبل الصبر وينقض عليك .. وهنا ينتهي الموضوع عنك ويتدخل أبوك
خالد الي ميّل شفايفه وقال : تبي الموضوع يكبر للدرجة ذي
ز رأسه بإيجاب : وهاج دخل بواسطة للمدرسة .. لابُد يكون فيه شخص أكبر منه لأجل يضمن لنا خروجه برى آسوارها
هز رأسه خالد بإيجاب وهو يناظره بهُدوء : بما إن مالك قدرة على نكرة مثله .. وأستعنت بي
فإعتبر الموضوع تم .. اليوم بينطرد مع ملفه !
ناظره وقاص بطرف عينه وكان بيرد لولا خالد اللي قال : لو بخاطرك تعال تابع المباراة .. إستمتع بآخر يوم له هنا !

بينما بوسط الملعب .. كان المُدرب واقف بالنص ويناظر لوهّاج الي جالس على جنب .. أنحنى له وقال : وهاج .. الكل بيلعب اليوم مالك مفر
وهاج رفع يده وقال : أنا بالإحتياط .. مالي لعب معهم
ألتفت على الصوت اللي أستنفره من الخلف : لِيه .. خايف عيال اليوم يهزمونك ويساوون كرامتك بالأرض ؟
رفع حاجبه بعدم إعجاب لكلام خالد بيّنما المدرب ألتزم الصمت وكأنه ما سِمع أي كلمة
خالد وقف قدام وهّاج وقال : دامك تدري إنك منت بقد خطوتك .. لا تخطِيها لأن العواقب وخِيمة
نفثّ نفس عميق وهو يناظره ببرود .. كان مشِدد على نفسه ما يلتفت لتوافه الأمور
وبما إن خالد لمس عدم الإهتمام من وهاج .. ألتفت لكايد اللي واقف على جنب لحاله .. ومشى له وهو يوقف قدامه : جايب أخوك لك عزوة يالرخمة ؟
كايد رفع رأسه وناظر له بحدة بينما خالد ضرب جبهته بطرف أصابعه : نزل عيونك للأرض .. مهب معقول قط البارحة صار اليوم أسد
شد على قبضة يده بضيق وهو ينزل عيونه للأرض
بينما خالد أشر على الكُور وهو يقول : هاتها لنا .. لاتنسى شغلتك الأساسية يالأعرج .. وجود أخوك هنا ما يعطيك ذرة أهمية زيادة .. لاتنسى مقامك فتنكسر وتضم الأرض من ضيقك
تنهد بضيق وألتفت وهو يجمع الكُور ويرتبها بمكانها بينما الموقف تحت أنظار وهّاج اللي شاد على قبضة يده .. يعني مُصرين على الضغط على الوتر الحَسّاس له ؟وقف من مكانه .. وهو يتجه لكايَد اللي يرتب الكُور
ناظره بحدة بينما كايد صد عنه بضيق
وأقترب وهو يسحب الكورة من بين يدينه .. ألتفت وناظر للمدرب وهو يقول ببرود : من الفرييق الي بيواجهني !
قبل ما يرد المدرب أبتسم خالد بفرحة لأنه قدر يستفزه بإسلوبه وقال بسخرية : أنا لك نِد ..ولك الفرصة تختار أول لاعب بفريقك
خالد كان مُوقن إنه بيختار كايد .. لذلك من ألتفت وهاج وناظر لأخوه وهو ينطق إسمه .. أبتسم بضحكة ورجع يلتفت وهو ينادي إسم خويّه وناظر لوهاج وقال : لك اللاعب الثاني .. إختاره !
وهاج اللي وقف كايد على يمِينه .. رجع يناظر لعيال الفصل الي يتجنبون يناظرون له .. خوفاً من إنه يختارهم ويصيرون بفريق ضد خالد
ما أهتم لهم ..
شد نظره ولد عمه " ودِيع " اللي يناظره برجاء يختاره .. ولكنه سُرعان ما ناظره بحدة ومُقت شديد وعميق نابِع من أقصى قلبه مثل نظراته لوقاص تماماً .. واللي بسبب هالنظرات تلبّس قلب وديع الخوف وصد عنه بسرعة
رجع يلتفت عنه ويناظر للطلاب .. وأول ما ناظر لِلافي اللي يمشي لهم وبيدينه دبّة الموية أشر عليه بهدوء
وصل لمسامع لافِي صوت خالد : الولد الجديد لاعب ف فريق الكهل .. حلو حلو بدينا نلعب بالشكل الصحيح
لافي ناظرهم بإستغراب ولا أنتبه إلا على يد كايَد الي سحبته لهم : المُباراة بيننا وبين فريقهم .. ولاهي بودية .. لازم نفوز عليهم
سكت كايّد بهدوء وهو يناظر لأخوه : عشان وهاج
رمش بعدم إستيعاب لافي بسبب دخوله هالحرب الرياضية وهو يحك جبهته .. ماكانت له نيّة للعب .. ولكن ردُود خالد وتقليله من شأن هالفريق لعبت بحسبته .. وتركته يرمي دبة الموية على الأرض بقوة ويستقر بمكان الوسط
بينما وهاج كان باقي ثابِت بمكانه .. ويدينه شادّة على الكورة بكل قوته وهو يناظر لإرتجافة يدين كايد
بسبب صُوت خالد العالي واللي كان يقول فيه : لهم أعرج بالفريق .. كيف بيكون الفوز من نصيبهم ؟ لاتخافون وخلو كل العمد عليّ
حلف ما يعطيه اللي ينوله لذلك تقدم ووقف قدام كايد وهو يناظره بهُدوء : أنا كلي بك ثقة .. كل الي عليك تحمي المرمى من هجومهم .. لا تركض لا تقطع نفسك لا ترتجف لا تصارع .. إترك لي كل هالهموم وخلك هادي
إثبّت لنفسك إنك كفو .. وكلامهم ما يمسّك بمقدار ذرة .. أنا بكون قدامك مهُاجم .. وأنت وراي تحمي ظهري وأنا يوم دريت إنك وراي دريت إني بكون بخير وبيكون الفوز من نصيبنا
ناظره كايَد بنظرات مُغلفة بدموع مكسورة ووهاج قابله بنظرات حادة وهو يقول : ما بقبل خطأ يا كايد .. مابقبله
مشى عنه وهو يتوسط الملعب .. وكايد مشى وهو يأخذ نفس شديد ويوقف قدام المرمى
ألتفت بنظره لدفعة ثالث ثانوي اللي ملأت المدرجات بشكل كبير وعقد حواجبه بصدمة وهو يناظر لطُلاب المدرسة المُستنفرين واللي يركضون من كل جهة للمدرجات .. ليه حضرو ؟ المباراة ماكانت إلا حصة إجبارية عليهم يتدربون فيها وينتهي الموضوع .. ليه الموضوع يتطلبّ حضور جمهور ؟
عقد حواجبه وهّاج بعدم إعجاب للإزعاج الي أحاط بالملعب بسبب الطلاب الي تجمعو بالمدرجات
واللي كان وقاص خلفهم .. مكتف يدينه ويناظر لوهاج بإبتسامة باااردة .. وقاص حرص حِرص شديد يتواجد كل من بالمدرسة بالمدرجات اللحظة هذي .. طلب بكل رجاء من المدير تكون هالحصة
فاضِية للكل لأجل يحضرون المُباراة

إصرار وقاص الشديد وإقناعه بكل قدرته خلت فهد يليّن ويرضخ لطلبه
وقف وهو يبتسم بإنتصار .. حضُور هالطلاب كلهم كان لغاية .. غاية يشهدُون فيها على إنكسار وهاج
لأجل ينهان .. وقاص كان أكثر شخص يدري
إن كرامة وهاج تأتي بالمقدمة وإذا إنهانت قدام أحد يترك حضُوره ويختفي من المكان ولا يبقى له أثر .. لذلك إستغلاله التام كان للنقطة هذي
من تأمل نظرات وقاص اللي كلها إستصغار وإستخفاف بقُدراته .. عقد النيَة ما ينتهي هاليوم إلا بفوزه
" ققققول ثاني بمرمى كايّد "
كانت هذه الجملة اللي تركت الطلاب يستنفرون إستنفار كُلي بالمدرجات وهم يعلون أصواتهم ويضربون الكراسي بيدينهم وسط توتر وهّاج اللي يناظرونهم بعصبية .. لأن وجودهم بحد ذاته كان مُزعج فكيف بأصواتهم العالية
إقترب من كايد اللي وجهه للأرض ودموعه ماكان باقي لها سوى القليل وتنزل بقهر
ولكن ييدين لافي الي ضربت على كتفه أجبرته يلتفت له : خلها عليّ .. أنا بغربِلهم وأنت لا خل مرمانا بأمانك
ناظره كايد بخوف ووهاج أقترب وقال : مثل ماقال .. لا يلحقك هم كلها هدفين نقدر نجيبها
هز رأسه بإيجاب ولافي مشى خطوتين وتنهد بقهر : ليه ربي بلاني بحراس كذا ؟ وحدة كلها دهون وواحد كله برود وخوف .. يارب عونك بس
مشى عنهم وهو يأشر لوهاج يبدأ .. بينما وهاج يناظر بهدوء لخالد الي مكتف يدينه ويناظره بضحكة وهو يقول : مالك مخرج من الخسارة
إرفع راية الإستسلام .. تراها صُنعت للأشخاص الخاسرين بالحياة أمثالك !
ميّل شفايفه ببرود .. هو حلف ليرمي ثوب الغضب بعيد عنه ولا يقرب منه أبد .. وحركات الإستفزاز هذي يستحيل تِتعبه .. هو شخص أكبر بكثيير منها
لذلك بدأت الصافِرة تدوي بالمكان مُعلنة إستكمال الشوط الأول .. بدأ يركض بكل طاقته وهو يحمي الكورة بين قدميه وكأن هالكورة شيء ثمين وجب عليه يحافظ عليها .. كان يتعداهم بكل طاقته حتى وصل لخالد اللي واقف بمكانه وكأنه يتحداه يمُر .. أخذ نفس بهدوء وهو يقترب بكل سرعته لخالد اللي أعتدل وهو واقف بوجهه .. ولكن تمريرة وهاج لْـ للافي تركت المعادلة تِختل عند خالد الي بقى يناظرهم بصدمة وهو يشوف لافي يسدد بكل طاقته للمرمى .. واللي أشتعلت الأجواء حماس من جديد
بسبب صوت المدرب اللي على وهو يقول " قوووللل بمرمى وسام "
ألتفت وهاج لكايد اللي كان يررقص طرب ويضحك بكل فرحة وهو يتعلق بأسوار المرمى .. وألتفت وهو يناظر لإبتسامة لافي الهادية..
تنهد وهو يرجع مكانه .. ويأشر لهم عشان يرجعون للهجوم من جديد ..
-
دفهم الثاني بمرمى وسيم كان له القدرة الهائلة على زعزعة ثبات الملعب اللي إشتد بشكل مُهيب بسبب أصوات الطلاب اللي علت بشكل كارثي وكأنها مباراة نهائية لفريقين كِبار .. وتحت سُلطة أمهر الاعبين .. الهدف كان أسطوري .. مُتناغم بكورة تراقصت بكل إحتراف بين قدميّ وهاج واللي من أستقرت الكورة بالمرمى .. وقف بمكانه وهو يكتف يدينه .. ويناظر بهدوء للأرجاء بينما صدره يعلو ويهبط بسبب تنفسه السرِيع .. وكأنه يقول " هل من مزيد ؟"
الهدف الثاني كان له القدرة على بث الرعب بقلب خالد .. يستحيل يرضى بالهزيمة
هو اللي بدأ الهياط .. وهو الي بينهيه بفوزه مارح يرضى بالإهانة بين هالحضور .. له إسم عالي بالمدرسة هذي .. يهابه الكُل بسبب سلطة أبوه .. وهالهيبة مارح يرضى تنهان بين أقدام وهاج !
لذلك بدأ الحقد يزداد .. كان بين أطراف فصل .. ولكنه الآن في حدود ملعب كامل وتحت أنظار جميع الطلاب.. أخذ نفس شديد وهو يسمع الصافرة .. وبدأ يركض بكل جموح ناحية وهّاج اللي كان يحتوي الكورة بين أقدامه .. ولكن هجوم خالد القوي عليه تركه يهوي على الأرض بعدم إتزان .. رفع رأسه وناظره بحدة وهو يتأمل خالد اللي مبتسم بوجع ولكن السخرية تملأ وجهه .. هز رأسه بالنفي وهو يصر على موقفه " عدّت ساعات وأنت تشرب الغضب مثل شرب الماء .. لا تنفجر القِربة( وعاء من جلد يوضع به الماء ) "
وقف وهو ينفض التراب عنه وكمل مشيّته وهو يناظر بحدة للمدرب اللي تجاهل الموقف .. خالد شد على اسنانه بعصبية من هدوء وهّاج الي أستفزه وقال بقهر : من متى وهالكلب هادي وبارد ؟ مالك الا بالضرب تحت الحزام يا الكهل
وقف وهو يرجع يأخذ الكورة .. ومن بدأ يتعدى دفاع فريق وهاج وبدأ يقرب من كايدّ .. حتى صوب الكُورة بكل إحتراف على صدر كايّد .. واللي أستقرت بوسط صدره فعلاً وأنحنى بوجع شديد وهو يمسك صدره بيده وهو يسعل بكل قوة وهو مازال تحت آثار الصدمة بسبب الهجوم اللي ماكان بمحله ! واللي أستنفر جميع من بالملعب بسببه .. ولكن خالد ماكان مهتم لهم .. كان إهتمامه الكُلي لوهاج اللي يركض بإتجاهه بكل طاقته .. وهالمرة ماكان بوجهه برُود وعدم إهتمام وتغاضِي.. هالمرة بوجهه " حقد .. غضب .. عصبية " يكاد ينفجر كل مافي جسده من شدة الحِنكة اللي سيطرت على أطرافه بسبب هالموقف

-

كان يعديّ تماماً كل حركة سيئة مُقتصدة له .. ماكان يهتم كونه شخص حلف يعدل حياته .. ولكن يضغطون على العرِق النابض بقلبه ؟ ويغيرون الوجهة لكايّد الصغير ؟ هنا ينتهي البُرود ويحل مكانه غضب عاِرم !
الملعب الي قبل دقائق كان يهيّج بسبب هدف وهّاج بقول مُنافسيه .. هالمرة يهيّج بسبب القبضة القوية الي داهمت وجة خالد وخلت جسده لا إرادياً ينحني على ركبه ويدينه على خشمه بصدمة أعتلت كل جسده .. ماكان يدري إنه أستفز وهاج بالطريقة الكبيرة هذي !
وهاج اللي وقف بمكانه لما أنحنى خالد بسببه .. وأول ما ناظره يتوجع .. تخطااه وركض بخطوات سريعة ناحيّة كايد اللي مازالت يدينه على صدره
وقف قدامه وهو يتحسس صدره ويده الثانية على وجة كايّد : أنت بخير ؟ تسمعني ؟ تقدر تتنفس ولا أوجعوك ؟
كايد اللي كان يجاهد عشان يحافظ على توازن تنفسه .. رفع أنظاره وناظر لوهاج وهو يهز رأسه بإيجاب .. قبل لحظة كان يصارع وجع مُميت إنتشر بكل أجزاءه .. بينما الآن وهو يلمح نظرات الخوف بعيون وهاج إستقر كل وجع وهدأ .. وسط سكُون كايد وبرودة أطرافه من الشعور الي يحس فيه
بدأت الأصوات بالملعب تزداد أكثر وأكثر نتيجة وقوف خالد .. ومهاجمته المُباغتة لظهر وهاج
واللي عقد حواجبه بإستغراب لأصواتهم .. وألتفت للشخص اللي يتقدم له .. ولكنه آرخى حاجبه بإستهزاء لما سددّ لافي الكورة على رجول خالد
وطاح على وجهة بأرضية الملعب .. أمام أنظار كل طالب ومعلم متواجدين بأطراف هالمكان .. للحظة عم السكُون .. ولكنها توالت ضحكات كثيفة من كل حدب وصوب .. وسط سكُون جسد خالد
بينما كل خلية بهالجسد تنتفض من شدة العصبية .. ولأنه لأول مرة بحياته ينحرج بالطريقة الشنيعة هذي .. إلتزم مكانه وتخلى عن الحركة
يدعيّ الإغماء .. لأنه مايقدر يواجه نظرات المتواجدين بالمكان


مكتب المُدير فهد .. بعد مرور نص ساعة على أخذ خالد لغرفة التمريض
وهاج اللي مستند على الجدار .. ومشّمر أكمام ثوبه ويناظر بلامبالاة للمكان
بجنبه لافِي اللي معتدل بوقفته ويناظر لوهاج بنص عين : مهبّ عيب عليك ؟ تضرب لك شخص أصغر منك بخمسين قرن .. صدق إنك رخمة حيلك على البزران
وهّاج ما أهتم لكلامه وبقى على نفس حاله .. ولافي أردف : وبعدين أنت وش تسوي هنا .. بمكان كل الي فيه يصغرونك بسبّع سنين .. شكلك ما تعرف إن مكانك مو هنا .. مكانك بدار العجزة
وهاج بكل بُرود رفع نظره ورمش بهدوء وقال : أنا أكبر منك بثمان سنين .. ولكن صدقني ما يهمني عمرك .. عندي القدرة أفرش الأرض من جلدك

سكت للحظات لافي .. ثم بشكل لا إرادي ضحك بكل قوته وهو ينحني على ركبه ويحس بالدموع تسكن عيُونه من شدة ضحكه
وسط إستنكار وهاج .. رفع جسده وناظره وهو يمسح الدموع ولكنه مازال يضحك بكل قدرته : حسستّني إني فرشة ولا بطانية لأجل تفرش الأرض من جلدي .. تعبتني من الضحك والله
تأفف وهاج وهو يمسح على وجهه .. ماكان رايق أبداً للافي ولا لِـتصرفاته كل تفكيره مُنصب ناحية كايّد الي أخذه فهد للإستاذ المُشرف على هالحالات حتى يتأكد من سلامته
ولكنه للحظة ألتفت للافي وناظره بهدوء .. وهو يطرح عليه سؤال بنبرّة يملأها الإستغراب : ليه تدعيّ اللامبالاة بوجدي ؟ وليه قبل دقائق فزعت لي فزعة خوي ؟

لافي اللي كان يرتعش من الضحك .. توقف عنه وهو يكح بكل قوته .. لأنه بلع ريقه بدون وعي منه لدرجة نشب بحلقه .. إقترب وهو يأشر لوهاج يضرب ظهره .. ووهاج ما قصر ضربه قرب رقبته بكل طاقته
لدرجة إن لافي غمض عيونه بوجع بعدما توقف عن الكح .. رفع أنظاره لوهاج ويدينه على ظهره : حسبي الله عليك .. ناوي تبتلي فيني هاليوم ؟
قابله وهّاج بنظرات هادية وهو يقول : عطني إجابة أقتنع فيها !
لافي تنحنح وقال : مامن سبب مميز .. لو واحد غيرك ضد هالخالد فزعت له
رفع حاجبه وهاج بإستخفاف ولافي أبتسم إبتسامته المُستفزة وقال : شدعوة عليك .. لاتنسى كنت عامل عندنا قبل خمس سنين .. حق وواجب علينا مُراعاتك .. بالنهاية بيننا خبز وملح
رمش وهاج ببإستنكار من إجابة لافي : دائماً تعاليّك يسبق كلامك .. إنتبه لا يطيح بك هالغرور
ضحك لافي وهو يلتفت للباب : هالمرة بنطيّح بسبب جمُوحك مهب غروري
ما رد عليه وهاج .. وهو يناظر لفهد اللي تكسُو نظراته الغضب .. فبسببّ هالمباراة كست الفوضاء المدرسة .. وإنتشر الإزعاج بكل أطرافها لدرجة إنهم أخذوساعة كاملة لأجل يرجعو الوضع لعهده الطبيعي
دخل وقفل الباب وراه .. وناظر للافي بنظرات حادة وهو يقول : لو عندك نكتة تضحكنا بالوقت الراهن .. لا تبخل تفضل وقلها
ناظره لافي ببراءة وفهد صرخ فيه : إعتدل بوقفتك قبل أكسر العصا على ظهرك .. أنت بمكتب مدير المدرسة منت بشارع عام
تنحنح لافي ووقف بإحترام .. بيّنما فهد ناظر لوهاج بعصبية : لأجل أقبل دراستك بإنتظام .. وش كان شرطي عليك ؟
رفع أنظاره وهاج .. وناظره بهدوء وفهد أردف بنفس العصبية : يعم الهدوء أطراف المدرسة بحضورك .. وما ينسمع لك همس
ولكن من أول أيامك هنا والمصايَب من كل حدب وصوب .. مارح تعقل ؟ أكبر طالب بالمدرسة يهيّن ويضرب زمِيله وقدام طلاب المدرسة كلهم
تبي تفتح على رأسي صفحة مارح تتقفل ؟

هاج كان مُلتزم الصمت .. ولوهلة كان بيكتفي بهدُوءه .. ولكنه خرج عن هالدائرة وناظر لفهد بإمعان وهو يقول : تعدّى على أخوي .. والله لو هو أصغر طالب بالكرة الأرضية ورفع إصبع على كايّد .. لأقصه له هالإصبع وما يهمني دمعه .. لا يختبر صبري
طارت عيُون فهد من رد وهاج وهو يهز رأسه بنفي شديد : الشرهة علي الي رضيـ....
بُترت جملته بسبب الباب الي فُتح بكل شدة وصوت فتحته رنّت بأرجاء المكان
عقد حواجبه فهد وهو يناظر للشخص اللي يدخل بكل عصبية للمكتب ويصارخ بهمجية شديدة : وييين مدير هالمدرسة ؟
فهد كتف يدينه وناظره بهدوء : أنا هنا .. شرفني بمعرفة هويتك
أبو خالد بنفس مستوى الصوت العالي : أنا أبو الضحيّة الي تهشم وجهة على يد واحد من سفاحيّ مدرستك
والله لأزلزل مدرستك بهالليّلة لو ما أشوف ملفه ينرمي بوجهه ويذلف برى هالمدرسة .. هاللحين وهالساعة يفارق
عقد حواجبه فهد بإستهزاء شديد وقال : ومن تحسب نفسك لأجل تآمر وتنهي بمدرسة أنا لها مدير
أبو خالد الي أنصدم من إسلوب فهد ولكنه ما وضّح .. قال بكل غرور : أنا حسان بن مهدي ينقال لي أبو خالد .. ودامك عرفت من أنا
هاللحين تجيب لي قليل الختام.. وتخليه يركع ويعتذر مني ومن ولدي
سكت فهد من سمع إسم أبو خالد .. ماكان يجهله لأن فعلاً سمعته كانت تنسمع بكل أطراف هالمنطقة
ولأن يده كانت تطول كل مكان الكل كان يهابّه
لذلك ألتزم السكُون للحظات .. وأشر على الكرسي وهو يقول : تفضل إجلس أول شيء
ناظره أبو خالد بطرف عينه .. ومشى وهو يقول : آخيراً عرفت مقامك وإنك أدنى مني لأجل يرتفع صوتك علي
فهد مارد عليه وأبو خالد أردف : هات لي اللي تجرأ وتعدى على خالد
فهد وقف قدام أبو خالد وقال بهدوء وعيونه على وهّاج : تعال يا وهاج
رفع حاجبه وهو يتقدم خطوة عن مكانه وأبو خالد أردف : هالنكرة اللي تعدى حدُوده ؟ ما تعرف على أي نار وطت أقدامك لأجل تلعب بكل راحة .. إسمعني زين ترى كل سواياك وصلتني بمقطع فيديو على جوالي .. فيّا تنحني هاللحظة وتركع وتعتذر لي وتحلف ما تقرب صوب خالد مرة ثانية
يا تعتبر إن حياتك تدمرت .. ودراستك تصير حلم باللحظة الي تسخط فيها !
هالموقف كان تحت مسامع وقاص .. الي كان واقف جنب الباب وإبتسامة نصر وإستعلاء وفرحة تعلُو وجهه .. هذي اللحظة اللي ينتظرها
وهالخيارين كلها تُعتبر مُدمرة لوهاج .. فالأول بيهين كرامته .. والثاني بينهي حياته !

ملامحه مالّت للسخُرية العظيمة .. كون الكلام اللي يقوله هالشخص أجبّره على الإستخاف بعقله
بهاللحظة بالذات ما أستنكر أبداً تصرفات خالد .. حتى عذر كل أفعاله .. كون الشخص فعلاً يأخذ من أبُوه الكثير .. ومثل ماقال كايّد إن وهاج ورث من أبوه الكثير من الصِفات .. فخالد ورث من أبوه أسوء صفاته .. أوله الإستعلاء والغطرسة على الأقل منهم .. والتنمر الكبِير اللي يخلف مأساة للشخص المُتنمر عليه .. كان يدري إن خالد مستحيل يعترف أو يقر أو حتى يعرف أخطاءه كونه يمتلك هالأب
لذلك نظرته اللي كُلها سخرية تركت جبّال من العصبية تكسو قلب أبو خالد .. واللي وقف بكل غضب وهو يقول : أنت ولد من ؟ علمني يالضال
والله لأوريك يومك الأسود
نظرة وهاج الساخِرة أنتقلت لنبرته والي قال بإستخفاف: أنا أيامي كلها سُود .. لو عندك زيادة هاتها .. ما نرد الكريمين
أبو خالد لأول مرة أحد يفكر يستخف بتصرفاته أو يعلُو عليه ولا يرضخ له بكل سهولة .. لذلك تمكن الغضب منه وتقدم ناحِية وهاج وهو يحاول يضربه ولكن يد فهّد كانت سبّاقة .. إستقرت على معصم أبو خالد وهو يناظره بحدة : تخطيت الحدود كثير يا حسّان
ألتفت له أبو خالد وهو يناظره بدهشة وفهد فلت معصمه من يدينه بعشوائية وهو يقول : ألتزمت الصمت لأجل نعرف وين بنوصل لنهاية هالموضوع .. ولكن كلما قلت بيتعدل الأسلوب ألقاك تنزل للقاع أكثر .. أنا ماني برجل كرسي عندك
ولا تابع لك .. لأجل تتعداني وتسفه حدُودي وتحاول تتعدى على أحد طلابي .. أنت هنا بديت تضغط على عرقي وتطلعني من إطار المدير المحترم
عقد حواجبّه أبو خالد وهو يقول بصدمة : تتحداني لأجل هالنكرة ؟ تتحداني وأنت تدري من أنا؟ وأنت تعرف أتم المعرفة إني بحركة مني ممكن أنهيك ؟
أبتسم فهد بضحكة وتقدم وهو يربت على كتف وهّاج وهو يقول : إطلع وأنا أبوك وتأكد من سلامة كايّد .. تخبر خالد كان بيقتله لولا لطف الله
وهّاج رمش بعدم إستيعاب للحظة .. وهو يحاول يلملم شتاته اللي ضاع باللحظة هذي .. فهد قبل لحظات يهزئه وللحظة كان بينهيه من شدة غضبه
ولكن لما حاول شخص ثاني يتعدى عليه إقتلبت الموازين .. وتغيرت ملامحه من الغضب التام للخوف عليه .. طبَطبة الكتف اللي كانت عابِرة عند فهد كانت تصرف بقى يتأمله وهاج للحظات عديدة
ولا طلع من إطار التأمل إلا بعدما سحبه لافي وهو يطلع معه .. وسط نظرات وقاص الحادة .. المقهورة واللي كلها غبّنة وقهر .. مابقت سبّة ولا لعنة ما تمكنت من فهد بسبب لسان وقاص .. كان يدعي عليه من كل قلبه .. من هو لأجل يوقف بصف واحد يكسو المكان ظلام بسبب وجوده ؟
-

عقد حواجبه وهاج وهو يناظر لوقاص .. واللي على طول خلى المكان من وجوده وآختفى
بينما لافي قال : يارب ما يعرف إنك تكبر ولده بكم سنة .. هنا فعلاً بيطلع من بشريته وبيتحول لوحش
ويا بيأكلك .. يا بيأكل أبوي
ما أهتم وهاج .. وكمل طريقه وهو يدخل لغرفة التمريضّ واللي كان على إحدى أسرتها خالد واللي على رأسه جمع غفير من أخوياه وعيال المصلحة اللي يعرفونه .. وحتى كم إستاذ ينتبهون لجرحه
والجهة الثانية .. كايّد اللي جالس ومنطوي على نفسه وهو يتحاشى يناظرهم !
تقدم بعدم إهتمام لهمسهم أو لنظراتهم اللي كلها حدة وغضب
ووقف جنب سرير كايّد وهو يقول : تطمني .. عسى مابك ضرر وكل أمورك سليمة ؟
كايّد قال بخوف : فصلوك ؟ أبو خالد سوى لك شيء ؟ مسّك شر بسببي ؟
وهاج تأمل تعابير الخوف اللي تسكُن ملامحه .. وتأفف وهو يقول : ما قلت لك الخوف للرخوم .. ما قلت لك إنك لو ماكنت أسد .. الكلاب بيظنونك هرة ويهجمون عليك ؟
كايّد كان بيتكلم لولا صوت خالد اللي قال : نهايتك الليلة على يد حسّان بن مهدي .. إعتبر نفسك ورى الشمس
وهاج مارد عليه .. وخالد أردف وهو يناظر لكايّد : وأنت ياللي تظن أخوك عزوتك .. مصير هالعزوة تنكسر وتبقى لحالك من جديد .. وقتها حياتك بتنتهي على يدي
بمجرد ما أنتهى خالد من كلامه إلتفت وهاج وقال بُبرود سكن كل نبرته .. ولكن خالطه وعيّد وتهديد : لو لك نيّة تأذيه من جديد ..ف خل عندك علم إني لأجرح كل جزء فيك تطوله يديني .. ولاهو بس كذا صدقني لأتوضأ من دموعك
سكت خالد .. وسكُوته كان نابع من خوف ورعب أكتسى به قلبه بسبب نظرة وهاج .. كان يحاول ما يوضحها لذلك صد بقهر عنه
ولكن هالسكُوت مادام وقت طويل .. لأن صوت أبو خالد بدأ يرن بكل أرجاء المدرسة .. وصوت صراخته تتعالى بشكل كارثي

" حسان بن مهدي ينهان بمدرسة هو الي شيّد مبانيها ؟ والله لأذوقك المُر .. أنت من .. علمني بإسمك الثلاثي والله لأوريك "
تنهد فهد وهو يأشر بيدينه : قّصر حسك .. منت بشارع ولا ببيت أبوك لأجل يعلى صوتك كذا
أنت في مدرسة طلابها يحتاجون الهدوء لأجل يكملون تعليمهم
أبو خالد اللي كان بينجن بسبب برود فهد وعدم إهتمامه بتهديده قال : يعني فيديو تعدي هالضاا على ولدي مارح يهمك صح ؟
هز رأسه بالنفي : هالفيديو نقطة من بحر اللي سواه خالد .. وإن كان بتدافع عنه لأنه ولدك
فأنا بدافع عن طلابي كأنهم عيالي .. خالد اللي تعدى عليهم بالأول وهو اللي أستفز وهَاج
ن كأنك تحسب إن هالفيديو بيكون نقطة ضدنا فأنت مخطي .. إن كان معك فيديو واحد فأنا بين كفيني مئات الفيدوهات ولاهو بس كذا .. بيدينيّ مئات الشهود إن ولدك المتعدي الأول
فلا تخليني بنظر الناس مُدير ينحاز لطالب ويترك الطالب الثاني .. خل الموضوع يعدي وينتهي بكتابة تعهد .. ولا العواقب بتكون وخيمة عليك وعليّ
أبو خالد سكت وهو يتنفس بصوت عالي .. وينفث نفس الحاار من شدة غضبّه .. كله هم وضيقة بسبب الممعلمين اللي كانو واقفين جنب غرفة المدير وشهدُو على هالموقف .. لذلك رفع سبابته بتهديد وقال : الموضوع مارح ينتهي عند هالنقطة
صدقني ورى هالمشكلة مشاكل مارح تنتهي بتوقيع تعهد .. ولا بحبّة خشم والسلام .. كان المفروض تِرضخ وتخلي هالنكرة يركع ويعتذر وينتهي غضبي عليه
ولكن بما إنك ناوي على الشر .. فإعتبره جاك
فهد تنهد وهز رأسه بعدم مبالاة وقال وهو يأشر على الباب : تقدر تروح تتطمن على ولدك بدال البربرة الزايدة
هز رأسه بوعيد وهو يمشي بخطوات مُشبعة غضب ويخرج من المكتب وسط نظرات المعلمين اللي كُلها دهشة وصدمة وحيرة
فالمديير السابق للمدرسة هذي كان راضخ أشد الرُضوخ لأبو خالد .. لدرجة كان ممكن ينحني لأجل يبعد التراب من تحته .. لذلك تصرف فهد االحين كان فاجعة بالنسبة لهم
الوكيل اللي ناظر بصدمة لفهد وقال : سويت خطأ حياتك يا إستاذ فهد
ناظره فهد بطرف عينه ودخل المكتب وهو يقفل الباب .. بينما الوكيل ركض بأقصى طاقته ورى أبو خالد وهويعتذر منه ويحاول يسحب غضبه ولكن هيّهات !

وبعدما أنتهى وقت الدوام الرسمي .. وديع كان واقف جنب كايّد ويتأكد من سلامته : قلت لك إقصر الشر مع هالحقود .. ماورى النقاش معهم إلا كل سوء
تجاهلهم يا كايّد .. تجاهلهم وعلم وهاج يتجاهلهم لأجل تكملون بالدرب السليم
قبل ما ينتهي من كلامه ناظر لوهاج الي وقف جنبهم وهو يناظره بحدة .. نفس النظرات اللي كلها غضب وعصبية
تضايق وديع وقال بقهر : متى ودك تعاملني كبشري ؟ لمتى بتحقد علي بدون سبب ؟ وش الذنب الي سويته بحقك لأجل تعاملني بالطريقةذي
وهاج وهو مازال يرمقُه بالنظرات الحادة قال : ذنبّك إنك ولد لقاتل .. ذنبّك إن يلحق إسمك إسم سطّام المجرم .. لذلك فارق من قدام عيوني دام النفس عليك طيّبة وما أحملك الهم أكثر
ناظره بضيق .. ونقل أنظاره لكايّد اللي مِشتت نظره للمكان .. تنهد ومشى عنهم وهو يرجع البيت
بينما وهاج ناظر لكايّد وقال بهدوء : بترجع للبيت معي ؟
أبتسم كايد للحظات وهو صاد .. وبعدها ألتفت وناظره وهو يقول : لِي مشوار للبّهاء

ألتزم السكُون بعدما داهمه صمت مُريب وما علق على كلامه .. لذلك مشى وهو يركب سيارته بنفس هالهدوء
بيّنما كايد كان مبتسم بكل هدُوء : بدأت ترجع لنا الحياة .. يارب تمم
-
-


فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 15-05-21, 10:47 AM   #12

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,437
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



{ البارت العاشر}

وصل لأعتاب بيتهم ونزل بنفس السكُون
وهو يدخل للبيت تأمل الحوش الصغير للحظات
وبعدها ألتفت وهو يناظر لأمه اللي جالسة على جنب وبيدينها الإبرة وقطعة قُماش .. تكمل تطريز الفُستان الي طلبته زبونتها
أخذ نفس للحظات وبعدها تقدم وقال لها بدون مُقدمات : نويّت أخطي خطوة أكفر فيها عن سوءي .. ماودك تتجمليّن معي وتكملين هالخطوة؟
رفعت أنظارها له وقالت بسُخرية : لأجل خاطرك نبّات الليلة دون عشاء ؟
مسح على وجهه وهو يتذكّر الهمسات اللي فجرت رأسها لأيام طويلة من أهل الحارة : يعني أيام بلياليها وكل اللي يوصل لمسامعي من أهل حارتكم إني مغربل هلي .. وإني حاقد وجحود .. وشغلهم الشاغل هالوصيّة الي عتى عليها الزمن ..غربلونا السهيّل وهو يتنفسون وحتى بقبورهم ما تركو لنا حياة دام وده يوزع أملاكه ليه طيَح هالهم بضلوعي ؟
تنهدت وهي تقول : مرت خمس سنين يا وهّاج وحنا بالهم من بُعدك
صد بسخرية وقال : كله لأجل الفلوس يا يمة .. لا نلعب على بعض
ناظرته بحدة وقهر وهي تقول : أجل دامك تدري ليه ما جيت ؟ دامك تدري إن وجودك شرط لأجل تتوزع الأملاك لييه ما حضرت وتركتنا نعيش حياة كريمة ؟
سكت للحظات وهو وده يقول إنه ماعرف بالحكِي هذا إلا بعدما مرت سنين بعد ما فات الفوت .. وإنه ما درى إن توزيع الأملاك لها شروط من ضمنها حضُور وهاج
واللي ظنُو إن لامنّه حضر بيكفرون عن سيئاتهم معه
مع ذلك ألتزم الصمت عن هالكلام وأفصح عن باقي مكنُونه : وهذاني حضرت الحين .. إتركي ما بيدينك
وخذيني لأجل تتزوع فلوسه عليكم
أخذت نفس للحظات .. ولاكان ودها تقهره أكثر
لذلك قالت : وأنت ؟ هالفلوس لك الحق الأكبر والنصيب الأكثر منها .. هالفلوس لك ياوهاج
هز رأسه بقهر وهو يقول : حرام حُرم الدم ما تلمس كفوفي ريّال منها .. يظنون إن هالفلوس تكفير لظلُمهم اللي تجرعته سنين .. لكن يهبُون
والله ما يذوقون عفوي .. وأنا خصيمهم يوم القيامة
إنصعقت حليّمة .. إنذهلت لدرجة عجزت عن الحركة أو عن الكلام ..بقت ترمش بعدم إستيعاب لكلامه
معقولة وصل فيه الحقد عليهم للدرجة ذي ؟
أردف وهو يقول : سنين وأنتم هنا .. في مكان فاحت منه ريّحة دم شـ
قضم شفايفه بوحشية قبل ينطق إسمها وصد وهو يشد على قبّضة يده ولكنه أردف وقال : والمُتسبب الرئيسي بوجودكم هنا أنا .. لأني بعيد وفلوسهم مرتبطة فيني .. ولكني موجود الحين لذلك خذو هالفلوس وروحو عيشُو ما تبقى من حياتكم بحبور
-عقدت حواجبها وهي تقول : وأنت ؟
هز رأسي بالنفِي وهو يجلس تحت شجرة الليمُون : خذيت من عمري عمر لأجل أكون بالمكان هذا .. ودامني توسطّه مانيب تاركه .. وإن كان جهة فيه حزني وتعاستي .. فالجهة الثاني فيها ذكرياتي وطفولتي معها
هزت رأسها وهي تمشي وتوقف جنبه وتقول : تكفى يا وهّاج .. دامك وافقت إن الأملاك تتوزع إترك عنك هالحكي.. ماتعرف كيف عشنا أيامنا بهالمكان
ألتزم الصمت وهي زارها الغضب بسبب صمته لذلك مشت وهي مكشّرة وكلها ضيق منه : الضيِق يعم المكان لامنك حضرت يا وهاج ..ما يصير إلا الشيء الي ودك يصير حتى لو إنه خطأ .. حسبي الله بس
تهكَم وجهه بسبب آخر كلام أمه .. وزاره الضيق من جديد .. كان كلما يحاول يملم شتات شيء .. يتغربل الشيء الثاني
مسح على وجهه وهو يغطيه بكفينه وصد بضيق وهو يقول : يارب كلما قلت أستحكمت فُرجاتها .. تِشتت
رفع رأسه على عجل شديد وهو يناظرها لليدين الصغيرة اللي حاوطته عُنقه

غُصن اللي حاوطت عنقه بيدينها الصِغيرة وهي مبتسمة : متى جيت
رمش بذُهول من قربها ورجع خطوة لورى لدرجة طاح على ظهره وهي بحضنه .. ضحكت بطفولية وهي تقول : أنت رجال كبير لكنك تطيح كثير
تنحنح وهو يتعدل بجلسته على طول وهي باقي بحضنه .. بينما هو ما أعترض أبداً
ولكنه شد إنتباهه الصُورة اللي بيدها لذلك بعدها عنه وهو يناظر ليدينها
رفعت الصُورة ببراءة وهي تقترب منه وتأشر على الأشخاص اللي بالصُورة : هذا خال وهاج .. يعني أنت
وهذي شُعاع أمي .. يعني أختك
رفعت أنظارها وهي تناظر لملامحه اللي ذِبلت بسرعة .. ولتعابير الحزن اللي كسّت وجهه .. حتى إنه من شدة الضيقة اللي هجمت على صدره وضحت آثارها بإحمرار خده
رفعت كفوفها وهي تمسح على خده وهي تقول بصوت رقيق : أمي راحت الجنة وهي بتكون مرة فرحانة هناك .. خال كايّد قال إننا إذا مازعلنا عليها هي بتفرح مرة .. عشان كذا أنا مازعلت وأنت لا تزعل طيب
ماكان عارف يرد أو يتصرف حتى .. ألتزم الصمت وصواعق مُهيبة تجتاح صدره المكسُور قالت بهمس : أبي حلاوى عادي نروح نشتري سوى؟
ماكان بمقدورها إلا إنه يهز رأسه بإيجاب .. أصلاً هو يقدر يرفض بعد اللي حصل ؟
صرخت بفرحة وهي تنط بمكانها وقالت : بلبس لبسي الحلو واجي
مارد عليها وهو ينزل عُيونه للصورة الي بوسط كفوفه .. تأملها للحظات وهو يتذكر الموقف اللي تصورت فيه هالذكرى .. واللي لاحت له هاالحظة


" شُعاع الي دخلت وهي تركض بكل طاقتها وتصارخ بصوت عالي وهي تضحك : وهاااج .. وهاج يا سخيف وينك
دخلت غرفته وهي تفتح الباب بكل قوة وعلى طول نطت بكل طاقتها على سريره ..

سحبت اللحاف وهي تقول : وهاج تكفى قم ناظر وش لقيت
رجع يتلحف وهو يقول : اطلعي برى قبل أكسر رأسك
تأففت وهي تقول : أنت تبي أتصرف معك تصرف ثاني
لحظات بسيطة وبدأت تنط على السرير وهي تضحك على ملامح وجهه الي أنعفست وبدأ يصارخ عليها .. وهي على طول رفعت الكاميرا وصورت وجهه وهي تضحك من كل قلبها عليه : والله صورتك هذي رح نعرضها بمزاد لبيع الحيوانات
ناظرها بصدمة ووقف وهو معصب بينما هي رجعت لورى وهي تضحك : آسفة والله سامحني
بس عشان تصحى .. ولاترى أنت مافي أوسم منك بالحياة هذي
وقف بمكانه وهو يتنحنح ويعدل تيشيرته وهو يقول : من وين لقيتي هالكاميرا ؟
أبتسمت بفرحة وقالت : خذيتها من بريق بنت عمي
كشَر من كل قلبه لطاريهم وكان بيمشي لولا يدين شُعاع اللي تمسكت فيه بترجي : دخِيلك وهاج
خلنا نتصور مع بعض .. بخاطري أحط صورتي معك جنب رأسي نفس المسلسلات
تأفف وهو يقول : أخاف تزورك الكوابيس وأنا جنبك
ضحكت وهي تحضن ذراعه : لا تخاف .. ما يزورني سوء وأنت معي
ناظرها بتأمل وبعدها هز رأسه بإيجاب وهي مشت بسرعة قبل يغير رأيه .. ونادت أمها بأعلى صوتها وهي تمد لها الكاميرا : يمة إضغطي على هالزر وتكفين صورينا بطريقة حلوة
ناظرتها حليمة بطرف عينها وهي ضحكت ووقفت جنب وهّاج .. ولكنها ألتفت له وهي تقول : إبتسم .. ياويلك لو تظهر بالصورة وأنت عابس
تنهد وأبتسم وهو يقول : الله يخارجنا من تصرفاتك هذي
من ألتقطت أمهم الصُورة حتى نادت كايد بنفس نبرة صوتها العالية .. وأصطفُو تحت شجرة الليمون وهي ثبتت الكاميرا على الكرسي وركضت وهي توقف جنب وهاج اللي حضن كتُوفها .. ومن ألتقطت الصُور حتى بدؤو يتفحصونها سوى .. وسط ضحكاتهم .. وإبتساماتهم على الموقف اللطيف لهم سوى "
عاد للواقع .. لصُداع مخيف داهمه بعد هالذكرى اللي لاحت له .. الصُداع الي ينسيّه ذاته من شدة الوجع .. الأنين اللي يزلزل مسامعه من قوته
لدرجة إنه ضرب رأسه بلا وعي بجذع الشجرة وهو يحاول يتخلص من هالألم .. كانت دائماً ذكريّاتها لازارته تخلف وراها دمار كبير
مغمض عيُونه بإحكام شديد وهو يضرب رأسه بالجذع وبيدينه الصورة .. كل رجاءه يختفي هالألم ويرجع لوضعه الطبيعي.. كان يدعي من كل قلبه يلقى الخلاص.. يلقى السبيّل للنجاة .. يلقى الغصِن الي يقدر يتمسك فيه
ومثلما حاوطت عُنقه قبل لحظات .. إقتربت بخوف وهي تحضن رأسه بين ذراعينها الصِغيرة .. وبدأت تطبطب عليه بكل حنيّة بدون ما تتكلم .. مرت دقائق طويلة وهو ثابِت بمكانه


بدأت الراحة تِسلل بجسده بشكل مُريب .. إستقرت كل جوارحه ولاشعورياً إختفى كل ألم زاره قبّل لحظات .. قد ماكان الوضع مُريب وكله خوف وقلق من وجعه الي يتلاشى لاطبطّبت بكفوفها الصغيرة على رأسه .. كثر ماتِسللت سكينة كثِيفة وكأنها مثل غِيمة خذته بمطرها وغيّثها للرحابة .. مثل غُصن قدر يتمسك فيه بالحياة
أبتعدت عنه ويملأ ملامحها العبُوس وهي تقول بضيق : أنا لما أتوجع أبكي .. وأنت إذا توجعت لا تضرب نفسك .. لأن إذا بكيت يخف الوجع مو يزيد
كانت عيُونه تعانق كل تفاصيل وجهها .. هالمرة ما باغته هم ولا ضيق ولا حسّرة لأنه فكر يتأمل وجهها .. هالمرة كل اللي كان يبيّه يشبع من تأمل ملامحها المتشبِعة بملامح شُعاع .. واللي كانت نسُخة طِبق الأصل منها
أزاح خِصلة شعرها الصغيرة عن وجهها وهي هزت رأسها وتنهدت وهي تقول : صح .. خال كايد يقول الرجال ما يبكون
ناظرها بهدوء وهي قالت بفرحة : بس عادي إذا ماقدرت تبكي عشانك رجال .. إضحك
الرجال يضحكون صح ؟
هز رأسه بسكُون وهي سكتت للحظات وهي تثبّت يدينها تحت ذقنها وهي تفكر للحظات
وبعدها فزت وهي تستقيم بجسدها الصغير قدامه ..وهو ما أبعد ناظره عنها .. لحظات قليلة بس
وبدأت تلعب بملامح وجهها وهي تشكل تعبيرات مُضحكة وتحاول قد ما تقدر تتكلف ويقدر يضحك بسبب تصرفاتها
ماقدر ما يبّتسم .. تسللت إبتسامة ضاحِكة لثغره لما تأملها وهي تِتعنى لأجل تحاول تضحكه
وبعدها وقفت وهي : تعبت وأنت باقي ما ضحكت
لما أسوي لخال كايّد كذا يضحك .. ليش أنت ما ضحكت؟
هز كتوفه بعدم معرفة وهو مازال مبتسم .. بينما هي تأملته للحظات وضحكت بخبث وهو تنط بقوة بحضنه وهالمرة بعد قدرت تخلي توازنه يختل ودق كتفه على الشجرة بينما هي ما أهتمت جلست على بطنه وهي ترفع يدينها وتحرك أصابعها بحركة دائرية وهي تضحك : ياويلك الحين هجوم الدغددغة قادم
ماتركت له فرصة يستوعب تصرفها وبدأت تدغدغه وهي تضحك بكل طاقتها .. بينما هو تحمِل للحظات إنه يبقى ثابت .. ولكن سُرعان ما بدأ يضحك بكل طاقته بسبب صوت ضحكتها الي كلها إنتصار وبهجة بأنها قدرت تضحكه وتتركه يبتسم بسببها
كان يضحك من كُل قلبه .. وكل جوارحه تِضحك معه باللحظة هذي .. لا ذكرى زارته .. لا ندم ولا خوف ولا قلق .. كل اللي بقلبه ضحكة ملأت كل أركانه وكل جروحه لدرجة ظن لوهلة إن ضحكة من ثُغر غصن لها القُدرة المطلقة على تلاشِي الجروح من قلبه
تعلقت بحضنه وهي تضحك معه وهو حاوط يدينه على ظهرها ووقف وهو مبتسم .. قالت بإبتسامة : أنا أشتريت هالفستان .. حلو؟
هز رأسه بإيجاب وهو مازال مِبتسم وهي فرحت وقالت : يعني بنروح نشتري حلاوى ؟

-
ثبّتها على ذراعه وهو يأشر على عيونه : من عيوني .. نشتري البقالة كلها لو تبين .. وش رايك ؟
هزت رأسها بنفي وقالت : جده رح تزعل تقول لا تأكلين حلاوى كثير .. واحد بس يكفي
ضحك على ملامحها وهي تقلد حليّمة وهز رأسه وقال : واحد واحد وأنا تحت أمرك
-
-
ضِرار اللي إلتهبت رُوحه من شدة لهفته وشُوقه لأخوانه .. ماكان متحمل يبقى بعيد أكثر .. خصوصاً إنهم بنفس حيّه .. بهالقرب الكبيّر منه
لذلك تخلى عن كبريائيه الكثيِف .. وقرر إنه يتقدم خطوة لهم .. ولو هالخطوة بيتبّعها الندم
كان واقف جنب باب بيتهم .. محتار وملهوف
يدق الباب ؟ ولا ينتظر خرُوج أحد .. رفع معصم يده وهو يدقق النظر بالساعة .. كانت ققُرابة الساعة 3 عصراً .. رفع رأسه بسرعة وهو يتأمل الشخص اللي يركض بإتجاهه .. عقد حواجبه بإستنكار شدِيد
ورجع خطوة لورى بصدمة .. وبذهول يلحقه إنبّهار من لافي اللي توسط حضنه وهو يضحك
بقى ثابت بمكانه .. مصعوق وهو يرمش بعدم إستيعاب
أبتعد لافي عنه وهو يبتسم ويقول : يا حيّا الله أخونا الكبير .. وينك عننا يارجل ؟
تنحنح ضِرار ومازال ملتزم الصمت .. كلماته خانته
وردة فعله تجاهه موقف لافي كان الصمت والإستنكار
ماكان ينكر إن لافي من قبل يسلم عليه .. ويتكلم معه
ولكن سلامه كان ببرود العالمين .. وبدون نفس
والكلمتين الي يقولها له " كيفك .. ومع السلامة"
لذلك موقف لافي الحار والحنون معه هذه اللحظة .. تركت كل كلماته تِتبخر ..لافي ضرب كتفه بخفة وقال : أفا .. كذا الواحد يرد الشوق ؟
ألتفت له ضرار وأبتسم وهو يقول : الشوق متبادل وأنا أخوك
رفع كتفه وهو يرد له الإبتسامة وألتفت لفهد الي قال : لا تشرّهه عليه يا ضرار .. أخوك مبسوط إنه كتب تعهد وفازع لولد فصله
كشّر لافي وقال : لا تقول إني فزعت لراعي المشاكل
فهد اللي تقدم وسلم على ضرار ناظره بطرف عينه
ثم رجع يلتفت لضِرار وهو يقول : عطني دقيقة
وبجيك
هز رأسه ضرار ولافي أبتسم وهو يتمسك بذراع ضرار : لا تخاف .. أنا هنا معه وبوجع رأسه من كثر السوالف
أبتسم فهد وفتح باب بيته ودخل بهدُوء


دُجى اللي رتبت عبايتّتها وهي تأخذ نقابها من على الدرج .. تأملت كانِدي اللي جالسة على طرف الشبّاك وأبتسمت بحب وهي تطلع من الغرفة
بوقت مُرورها من الصالة .. أستوقفها صوت خيّال
اللي قالت فيه : هالمرة لوين ؟ ما تعبتي من عصيّان المطالب .. لمتى بتظلين عقبة بحياة فهد يا دُجى
وقفت بمكانها وألتفت لخيّال وهي تقول : مافيه بِنت عقبة بحياة أبوها .. خليك برى علاقتنا وبنكون بخير


وقفت خيَال بقهر وهي تتكتف : ولكن هالعلاقة مسمومة .. كلها هم وضيق .. هالرجل من كثر تعبه معك صار أقصى طموحه يشوف ضحكتك
تدرين لامنك ضحكتي ينافس السحاب من كثر فرحته ؟ لمتى بتضلين حقودة وكل همك نفسك .. لمتى بتكونين صغيرة عقل وتفكيرك محدودة بالطريقة هذي .. فهد تعب عشانك كثير ومقابل تعبه مفروض تعطينه الراحة
إلتزمت الصمت للحظات وهي تتأمل طريقة دفاع خيّال الحادة عنه .. وكيف هي تظن إن اللي تسويه دُجى مجرد تضييع مشاعر .. وقلة مسؤولية والكثير من الطفُولة "



" تدرِين إني كنت أكرهه العلمي ؟ بس دخلته لأن أبوي وأمي لقو إن هالمسار أفضل لحياتي .. تدرين إني قبل كل مادة أبكي لدرجة التعب لأني شخص ما كنت أستوعب كمية الفهم بكل مادة"
سكتت للحظات ثم أردفت :"لا تلبسيّن هاللبس يا دُجى لأنه ما يناسبك .. لا تصاحبين هالصديقة لأن واضح إنها سيئة .. لا تأكلين هالأكلة لأنها تسمّن .. علاقاتي كانت محدُودة لأن أمي كانت تشوف هالشيء أفضل لي .. حتى صحباتي كانو بنات صديقاتها لأنها تعرف إنهم بنات تربيتهم صالحة .. تعرفين كمية القهر لما تكونين بمكان مو مكانك ؟ لما تجلسين مع بنات تقولين يارب أنا ليه هنا ؟ ليه هالناس يحيطون فيني ؟ تعرفين لما تكونين بالمكان غير المناسب لك ؟
تعرفين إني طول عمري ألبس الشيء الي ما يعحبني .. طول عمري أكل أكلة ماكنت أحبها ولا أستلذ طعمها وأنجبر أكلها لأن أمي قالت إنها حلوة ؟
أبتسمت بقهر وهي تردف : هالحياة كانت مفروضة علي .. ماكانت حياتي ولا إختياراتي .. ماكانت شخصيتي
كانت عبارة عن أمواج وفهد .. وإختياراتهم لدُجى
تنهدت وهي تمسح وجهها ورجعت تكمل كلامها بوجع : تدرين خيال .. كان لي صاحبة بنهاية الثانوي تعرفت عليها .. كان لنا نفس الحلم .. كنت أقول بنفتح لنا مكان سوى .. وهي تنبّسط وتكمل باقي العمدان .. جُل كلامنا كان بين أطراف حلمي أنا وياها ..
سكتت للحظات وهي تناظر للأرض بخفوت .. ثم رفعت عيونها وهي تقول : ويا كسّر قلبي وأنا أسمع خبر وفاتها بعد حفل تخرجنا بيومين
ضربت الصدر وقلت ؛ بحقق حلمنا أنا
ولما لما قررت أشاركهم حلمي .. والشيء الي ناويه أقدم عليه .. تدريّن وش كان ردهم ؟ " والله لو تطولين السمّاء ما وافقنا على هالإجرام بحق سمعتنا
بنت فهد العمّار تشتغل هالشغلة ؟ تخسين "
بالحرف الواحد ياخيّال .. تدمر هالحلم قبل ينولد على أرض الواقع .. تلاشى وأختفى لأن سمعة أبوي كانت أهم منه !
شعورك وأنتي تشوفين غيرك يحقق حلمك وأنتي مازلتي بمكان مو مكانك ؟
شعورك وحياتك تنفرض عليك مثل ما أنفرض عليك إسمك وقبيلتك وأهلك

-
شعورك وأبوك يختار لك تخصصك الجامعي قدام عينك دون يكون لك مشورة ؟
ضحكت بغبنة وهي تناظرها بحدة : طبعاً مارح تفهمين أي كلمة من اللي أقولها .. لأن الموضوع كان هين وسهل عليك وكأنك تخرجين من غرفة دخلتي منها قبل لحظات .. ولكن الموضوع كان مُنهك ومتعب بالنسبة لي وكأني أخرج من روحي
لأن أبوي لقى إنه من المناسب أكون معك بنفس التخصص .. كنت كل صبَاح أصحى فيه لأجل أتجهه للجامعة أقاوم الإنطفاء وبشدة .. كنت أنهار بكل لحظة وما أظهر إنهيّاري لأني وبكل أسف كنت أخاف نظرة الناس أمثالك لأن شخص مثلك رح يقول لي " أنتي إنسانة سطحية وهمومك عبارة عن توافه الأمور .. ودائماً تكبريّن الموضوع .. وهالأشياء كلنا نعيّشها "
ولكن ياخيال مو كل شخص عنده طاقة التحمل الي تتركه يتحمل كل هالكم الهائل من التعب طول عمره .. وأنا شخص بعدما فقدت أمي .. و أعز صاحباتي ماباقي لإنهياري إلا نقطة صغيرة
لذلك كفي شرك عني لأن شخص مثلك عاش حياته نفس ما يبي بالخيارات الي يختارها هو .. بالبدائل والفرص الي يلقاها مناسبة مارح يحس بشعوري ولارح يعذرني لذلك.. إتركيني أحقق هالحلم بما إني لقيت الفرصة الضائعة .. إتركيني أعيش حلم شخص توفى وهو يفكر فيه .. إتركيني أكون دُجى دخيلك تعبت من عيش حياة ماهي حيّاتي "

إرتجافة يدِينها ورعشة كُل أطرافها وهي تِتكلم .. نبرة صُوتها المكسُورة واللي كلها تعب وضيق وقهر .. نظرات عُيونها المُنهكة والمظلِمة .. صراحتها العمِيقة واللي لأول مرة تبُوح بالطريقة المُفجعة هذي ما تركت خليَة مُستكنة بقلب فهد اللي دار الكلام تحت مسامعه .. كان يحس إن كونه إنهز وحياته إنهارت على رأسه .. كعادة كُل أب يشوف إن خياراته الصح لعياله .. وإنه هو مُلزم يختار لهم كل شيء بحياتهم .. كعادة كُل أب يفرض رأيه على عياله بدُون ما يفكر برأيهم أو يستشيرهم
كان يظن إنه الصح .. وإن طريقه تصرفه هي اللي بتخليهم سعيّدين .. كان يظن إن إختياره لطريقهم هو اللي بيخليهم بأمان وإن طريقة العيش هذه الي بتتركهم بخيَر .. ولا مرة كان يظن إن هالشيء هو مصدر ضعفهم وإنكسار شخصياتهم ولا مرة زاره شعُور إنهم مُنطفئين بالطريقة المُوحشة هذه .. ولأنهم كانو ملتزمين الصمت دااائماً كان يحس بالراحة .. ولكن أي راحة رح تزُوره بعد هالحدث ؟
كانت خطُواته وهو يتقدم لها مهزُوزة .. لأنه فهم إنها كانت تحت قُيود خانِقة .. وحُرية إختياراتها كانت تحت الأسر .. ماكان يحس بحرارة الدمع بعيُونه .. لأنه كان يحبببَها حيل .. حيل لدرجة إن هالكلام كان مثل الشوكة بحلقه
-

وقف قدامها .. وهي من أستقام بطُوله أمام أنظارها
عضت شفايفها بققهر شديد وهي تشّد على قبضة يدها " لاا ماكان هالكلام لفهد .. ماكان هالعتب لقلب أبوي الحنون .. ماكان هالضيق مُوجهة له
إلتزمت الصمت سنين طويلة .. وكنت بستمر بصمتي باقي حياتي المعهُودة .. وولو كلفني هالصمت سعادتي .. ولكن لايزُور هالقلب الحنون ضيق بسبب هالشيء
لايحس باللوم والندم على تصرفاته .. تكفى يارب
هذي الي بمحاجِر عيون أبوي دموع ؟ والسببّ بحضورها دُجى ؟ "
بلعت رِيقها بصعوبة .. لدرجة إنها لوهلة حست بالإختناق العظيم
فهد اللي صد وهو يحاول يرتب مشاعره .. ويحاول يلملم شتّاته وفوضوِيته ورجع يلتفت لها وعلى مُحيّاه إبتسامة هاديّة .. تبِعها نبرة صوت دافئة
مكسُوه بحنيّة عظيمة .. مُشبعة بالحب والرِقة : دُجاي .. ليّلي الي كُله حنيّة .. الصمت وأنا أبُوك مهب حل تختارِينه .. سكوتك كبّدك عناء هالمشقة كًلها .. كان بإمكانك تقولين " هالأكلة ما أحبها .. هاللون ما يناسبني .. هالتخصص بيأخذ من فرحتي " ولو إنك تظنين إن مالك حق ترفضين فأنتي مخطيّة .. كلماتك اللي كُلها وجع خذت من عمري يا دُجى .. وأنا شخص ماكانت بنيّته يقيدك بالقُيود الي تخنقك .. صحيح حلمك رفضته لأني شخص أناني للحظة كانت تهمه سُمعته .. ولكن رضاك على دراسة التخصص نفسه مع عمتك خلاني أظن إنك تخليتي عنه .. لو صارحتيني .. لو قلتي يبة هذا شعُوري .. ماكان رضيت أكون سبّب الدمع بعيونك
ماكان فكرة إني المُتسبب بإنطفائك طول الفترة السابِقة
لمسة الحزن الي تكسُو صوت أبوها تركت كل فرحة تحقيق حلمها تِتلاشى .. لذلك حست دموعها تِتجمع بعيونها .. لأنها وإن صارت قوية قلب .. ولا يهمّها حكي .. إلا إنها ك كُل بنت ضعيفة وجداً من ناحية أبوها
هز رأسه بالنفيّ .. وناظرها وهو يبتسم بهدوء : هالمرة والله ما أكون عثّرة وعقبة لحلمك .. وهالمرة أنا بفتخر فيه وبقول إييية بنت فهد إختارت هالمهنة .. وين المشكلة ؟ وهالمرة يخسّى كل شخص يفكر يسخر منك ولا يقلل من قدرك
هاتي يدك وأنا أبوك .. دامك خطيتي أول خطوة بدوني فعهد علي باقي خطاويّك بتكون معي .. وبتكون يدك بيدي .. وعلى كثر ما يهمني كيف خطيتي أول خطوة .. ووش المكان الي أخترتيه
اللي إن همي الحين نكمل هالخطوة .. تعالي يالله
كانت تناظر ليده اللي تشد على يدها .. ويااشعور الدفء اللي تِسلل لأعماق صدررها من كفوفه اللي عانقت كفُوفها لدرجة إن شعور الحزن اللي زارها قبل لحظات ..تلاشى وكأنه لم يكُن
لأن لمسّة حنون دافئة فهمَت معاناتها .. أعطتها كل العُذر لتصرفاتها .. لأن ما تعجز عنه القسّوة
يستطيعُه الحنان وبقوة
-

مشى وهي بيديّنه .. وطلع من الصالة .. تحت أنظار خيّال اللي كانت عاجزة تماماً عن الرمش.. أو عن فهم ما تسلل لمسامعها قبل لحظات .. دائماً كانت مثل القِرش .. أول ما تِشم دم الحزن يسري بعُروق دُجى تنقض وتفترسِها دُون مراعاة .. لأنها كانت تظنها طُفيّلية .. تستنزف طاقة فهد .. تحاول تلاقي فرصة لأجل توجعه وتضايقه .. كانت تظنها تتعمد تأذيه .. كانت جاهلة تماماً سبب معاناتها .. كونها شخص ماعاش هالوجع كُله .. بدأ الندم يتسلل لداخلها .. وزارها كل الضيق والوجع لأنها الي أقترحت على فهد تكون دُجى معها بنفس التخصُص .. لذلك جلست على الكُرسي وهي تشد كتابها ليدينها بكل قوة .. وترجمت هالضيّق على هيئة دمُوع حارة إتخذت من خدها مُنحنى للإنيهار

أما فهد اللي كانت كفوفه .. بكُفوف دُجى .. خرجو من البيت .. وهو عاقد النيّة .. شاد البأس بأن الليلة رح يتحقق الحلم اللي وقف بطريقه سنين طويلة
عقد حواجبه بإستغراب .. لما توقفت دُجى وأضطر يوقف معها .. ألتفت لها وعقد حواجبه وهو يناظر الذُهول يستقر بنظراتها ! لدرجة إنها عجزت عن الحركة .. وبقت ثابتة بمكانها وهي تحس بقشعريرة عميقة بجسدها
لافي ميّل شفايفه وهو يتخصر وقال : لا يا شيّخة ؟ أكبر أحلامك كان تلييّن جرح .. ماشاء الله لقيتي المجرُوح ؟
عقدت حواجبها وهي تناظره بإستغراب من كلامه .. ولكنها شهقت وهي تقترب وتغطي فمه بيدينها : وجع .. هذا حكي ينحكى كذا .. أنت تدري إنها كانت نكتة يا سخيف
أبتسم بضحكة وهو يبتعد عنها وقال : أجل وين رايحين ؟
دُجى مسكت يدين أبوها وهي تقول : تعالو وأنتو ساكتين .. بنلقى الحلم بنهاية الدرب
فهد مشى معها وضرار بقى واقف وهو مبتسم " تعالو " يعني أكيد وهو معهم
ولكنه ما أستوعب هالكلمة إلا لما سحبّه لافي بقوة وقال : شكل زوجتك من الحين بركت على عظامك .. إمش وش موقف بك ؟
هز رأسه بغباء وهو يمشي معه بهدوء ولافي ألتفت له وقال : تصدق .. أول مرة أشوف شخص بهدوءك
أنت دائماً كذا ؟
ضرار رمش بهدوء ولافي ضحك : لا إله إلا الله .. وش حركة الرمش هذي .. كأنك من عروسات الأطفال زمان
ناظره ضرار بطرف عينه ولافي إستمر بالضحك وهو يمشي ورى دُجى
-
-

خرجت غُصن من البقالة .. وبيديّنها كل الي أشرت عليه .. كانت لامرت حتى من جنب شيء وتعلقت عيُونها فيها .. يشّيل الكرتون ويوديه للمُحاسب ويرجع لها .. وهالشيء كان موسع صدرها .. ومُوسع صدر المُحاسب
ناظر وهّاج ليدينها اللي مُحملة بالأكياس وقال : يالله عطيني أشيلهم معك
هزت رأسها بالنفي وقالت : مرة ثقيلة .. رح توجعك لو شلتها أنت
رفع حاجبه وقال : أنا الرجل الكبير .. شوفي عضلاتي .. إذا شلتها مارح توجعني .. وأنتي طفلة صغيرة رح تنهارين بسببها
أبتسمت وقالت : لا هي مرة خفيفة علي
تأملها للحظات ثم أبتسم من إبتسامتها.. وأنحنى وهو يجلس على رُكبها قدامها : طيَب وين ودك نروح الحين ؟
رفعت كتوفها بعدم معرفة وهو سكت للحظات وعض على شفايّفه لما تذكر موعده مع المُستأجرة الجديدة فقال : عندي مكان لازم أروح له الحين .. ودك تروحين معي ؟ ولا أرجعك للبيت أول
إقتربت وهي تترك الأكياس على الأرض بسرعة وتحاوط ذراعيّنها على رقبته وهي تقول : بروح معك
تفاقمت إبتسامات كثيفة على وجهه .. وهو يحس برأسها ينحني على كتفه .. أخذ الأكياس بيد
وهو يحاوط بيده الثانية على ظهرها .. وهو مُمتن أشد الإمتنان إنه ما جاء بسيارته .. لأجل تكون بين ذراعينه أطول وقت ممكن
إقتّرب من المبنى ولكنه عقد حواجبه وهو يسمع صوت شخِير خفيف قريب من إذنه .. ماقدر مت يبتسم وهو يلتفت لها ويتأملها وهي نايّمة . . بينما وزع نظرات سريعة للمكان وأيقن إني المُستأجرة للآن ما أقبلت لذلك كان بيدخل للمبنى .. لولا صوت ضحكات عاليّة .. وخطوات كثيفة تقترب منه
إلتفت على عجل
-
عقد حواجبه بإستنكار شديد .. وهو يناظر لفهد ولافي وراه .. بجنبّهم ضرار وإمراءة ! تراكم الذهُول على وجهه من السبب اللي جمّع كل هالأشخاص بنفس المكان .. وما إن أستقر فهد قدام وهّاج حتى رفع حاجبَه بإستغراب : وهاج
إلتفت دُجى لأبوها لما نطق إسم هالرجل .. ولكنها سُرعان ما ألتفت للافي الي تقدم لوهاج وقال : وش تسوي قدام حلم أختي .. إبتّعد تراك حجبت علينا الرؤية بظهرك العريض ذا
سكت وهو يتأمل البنت الي بيدين وهاج وقال : لا تصدمني وتقول إن هذي بنتك ؟ ياحرام بتتفشل لادرت إن أبوها يدرس ثالث ثانوي مع بزران
وهَاج كان بمحور الإستغراب .. والذهول من إن الشخص الي تمرد وأخذ هالمبنى بالقُوة هي نفسها بنت فهد .. وأخت لافي .. مع ذلك قال ببرود .. وهو يحاول يخفي دهشته بنبرته الباردة : الحُلم بين كفيّيني يا لافي .. لذلك إنتبه للخطوة الي تخطيّها وللحرف الي ينقال من فمك
تنحنح لافي وأبتسم بخفة لما فهم إن هالمبنى لوهاج وقال : نمزح معك .. إلا أختنا ما نبي تضيق بسبب سوء مزاجك
فهد أستوعب الوضع وقال : هالمبّنى لك ؟
هز رأسه بإيجاب ولافي ألتفت وناظر لدُجى وقال بهمس صادم : كيف خذيتي المبنى من مخالب هالوحش ؟
عقدت حواجبها بإستغراب من كلمته لذلك غيرت وجهة الموضوع بعد صمت خفيف وقالت : لقيت لافتة عليها رقم وإتصلت عليه وهذا هو صاحبّه
تأفف بعدم إعجاب ووهاج أردف : فهمنا سببّ حضوركم أنتو .. ضرار وش يسوي هنا ؟
كلهم إلتفتو ناحيّة ضرار .. اللي مازال ملتزم الصمت بحيرة وبذهول " هل فعلاً يعرف وهّاج بهويتهم ؟ ولا هذي بس صدُف ؟
ضرب لافي ذراع ضرار لأجل يستوعب الموقف
ففز وهو يُلقي نظرات مستغربة
لافِي قال : ضرار أخونا وجاييّ معنا .. ودامه من عيال هالمنطقة أكيد أنت تدري به .. لذلك وزع الميّانة الي مع ضرار علينا .. وخلنا ننتهي من عقد الإيجار على خير
كان وهاج ملتِزم الصمت .. وبباله صدمة عظيمة .. مستحيل يكون الوضع حدث بسيط .. ولا علاقة عابِرة !
لذلك تخلى عن وشاح الصمت وقال وهو يُلقي نظرات سرِيعة لفهد وعائلته : هذولا نصيّب خالتي أمواج من الحياة ؟
نظرة ذهول .. تلاها نظرة حِيرة .. تلاها صدمة وإستنكار شديد .. الصمت عم أرجاء المكان
والإستغراب كان مُحيط بالأرجاء .. حضُور إسم أمهم على ثغر هالغريب كان أشبّة بصاعقة .. فكيف لما يقول " خالتي ؟"
ضرار أرتبك من الموقف وتنحنح وهو يقول : إيوة .. هذا فهد العمّار .. زوج أمي .. وهذولا أخواني
كان الموقف أشبّة بصاعقة عنيفة لدُجى اللي إخترق الذهول عقلها .. كيف يكون هالشخص مرتبط فيها بهالشكل ؟ لقاءاتهم ماكانت بسيّطة .. ولا كانت لقاءات ناس عاديّة .. كثر ماكانت غريبة كثر ماكانت عميقة وورى الكلمة ألف معنى
كيف يكون هالشخص اللي راودته نفسه للموت .. هو نفسه ولد خالتها حليّمة اللي منقطع ذكرها عنهم من سنيييين طويلة !
تلى ذهُولها لافِي اللي كان يرمش بعدم إستيّعاب وهو يأشر على وهاج : هذا ولد خالتي ؟
سكت وهو يمسّك رأسه بين كفينه : يارب .. كيف مالاحظت تشّابه الأسماء من أول موقف لنا بهالمدرسة؟ كيف أُعمي على قلبي وفاتني هالموضوع
فلّت رأسه من بين يدينه .. والموقف ما أعجبه أبداً .. بل أستنكره وبشدة .. فكون وهّاج ولد خالتهم .. ويقرب لهم .. شيء أستفزه وبقوة
لذلك أشر عليه وهو يناظر لضِرار : مو معقول سنين وإحنا بغربّة عن أخوالنا .. وآخر شيء يكون هذا قطعة منهم ! مو معقول نصُوم عن الشوف ليالي طويلة لأجل ننصدم بهاللقاء !
وهّاج واللي قابل المُوضوع ببرود شديد بعدما لمح الدهشة بعيُونهم .. وكأن ماله حيل يتفاجىء
أو يُبدي ردة فعله على صدمته للموقف .. لذلك كان ملتزم بالصمت .. وكل الحرص كان ما تصحى غُصن بسبب أصواتهم العاليّة
أما فهد اللي كان يتأمل عيالهم وهو ساكت .. والهُدوء يحوفه حُوف .. لا يُنكر إنه سنة كاملة وهو بس يعرف إن إسمه وهاج .. ولكنه عرف عن هويّة وهاج
من اللحظة اللي عتبت خُطوات وهاج مكتبه وعانقت راحة يدينه ملفه أيقن لا محالة إن هذا الشخص هو ولد سلطان آل سهيل وولد حليّمة ! .. كيف لا وهو أيام طويلة كان يعاني بسبب اللي صار مع وهّاج واللي عرف عن المُصيبة الي صابت هالعائلة من ضِرار .. وكان كلما يشوفه يمتلي صدره رحمة وشفقة على حاله .. وعلى حال أخُوه .. ومع ذلك كان ملتزم الصمت وما كشّف إن هذا فعلاً ولد حليمة .. ماكان عنده سبب قوي .. ولكن بنفس الوقت كان وده يعرفون بعض بوقت ومكان مُناسب : حيّا الله وهّاج .. ريحة أهل الحبيبّة
وهاج ناظرها للحظات وهز رأسه بإيجاب .. ورغم الصمت الي يكسُو المكان بسبب الموقف الي مامر عليهم مرور الكِرام إلا إنه تجاهل هالشيء تماماً .. لذلك قال : العقد بينكتب بإسم من؟
فهد واللي أردف بنفس الهدوء : بإسم بنتي
-
هز رأسه بإيجاب وهو يأش على المبنى ودخل بدون ما يقول أي كلمة
أما لافي رج رأسه بقوة وهو يقول : ضرار .. حتى رأسي رجيته كأنه لعبة عصير .. تكفى قل لي هذا حلم .. لالا مو حلم .. كااببببوس
ضرار اللي مستغرب إستفزاز الموضوع للافي قال : وش فيك تتكلم عن ولد عمي بالطريقة ذي ؟
لافي اللي كشر وقال : تكفى أنا لي دقائق أفكر أقص عروقي وأنشر الدم الي نتشاركه مع هالوهاج على الأرض
ضرار وسّع حدقات عيونه : آوفف للدرجة ذي ؟
لافي ميّل شفايفه وقال : ياخي يستفزني .. مهب معقول أرضى يكون بعائلتي شخص مُستفز !
دُجى اللي تحررت من ذهُولها .. قالت بهدُوء وهي تمشي : العقد بين كفيّنه .. لا تهدم حلمي يا لافي بسبب هالحكي
كشّر وهو يقول : لاحول ولا قوة إلا بالله.. يعني بالكرة الأرضية سبَعة مليار شخص .. ليه هالشخص بالذات يكون ولد خالتي حليمة اللي ماعرفنا بوجودها إلا بعد سن الرشد
تضايَق ضرار من الموضوع لذلك تبّعت خطواته خطوات دُجى لداخل المبنى
ولافي تأفف ومشى وراهم ولكنه سكن بمكانه للحظات وهو يتذكر إن كايّد أخو وهاج .. للحظة أبتسم وقال : نتقبل وهّاج لأجل المسكين كايد .. مافي مشكلة
-
-

هالموقف ماكان صادِم للحاضرين فيه بس .. إنما كان صادم لِـ وقاص اللي كان مار من هالشارع
إلا إن وقُوف وهّاج مع ضِرار .. والأهم مع فهد ولافِي
تركه يوقف سيّارته بمكانها وينقل نظراته لهم .. وهو يحاول يفهم الموضوع .. واللي ما أخذ منه أكثر من دقائق معدُودة .. فكونه كان يعرف إسم فهد من قبل .. قدر يتذكر علاقته مع ضِرار لما حضر هالموقف
سند ذقنه تحت كفوفه وهو يدقق النظّر بدُجى : الي أرتمت على أحضان ضِرار تكُون أخته ! ليه تفكيري كان متجهة لمنحنى ثاني ؟
ميَل شفايفه للحظات وهو يركز نظراته على وهّاج .. وهو يقول : الوضع واسطّة ؟ دخوله لمدرستي وتمرده اللي كله بسبب علاقته مع فهد .. مارح يعدي بالسهولة ذي .. يكفِي سنواتي الي أمتلت ذل بسببّه .. والله ما يذل مستقبلي
ماكان يدري وش سبّب إجتماعهم .. وبما إن الفضول قاتله .. وقف وهو ينتظر بسيارته


ضرار كان متجاهل الوضع تماماً ..والموقف ماحرك فيه ساكِن .. لأن عيُونه كانت مثبّتة على
غُصن اللي مازلت بأحضان وهّاج .. والي ما أزاح حتى كفُوفه عن ظهرها .. كان هالموقف
الموقف اللي ينتظره من سنين طويّلة .. وهذا التغيير الي يبي يشهد عليه والي يبي يحضره !
لذلك كان منبّسط والسرُور يحوف قلبه ..


لحظات معدُودة وأعلنت غُصن إستيقاظها .. لذلك أول ما صحت أبتسمت ونطت على طول من حضن وهَاج
وهو حرر يدينه .. وقدر إنه يسحبّ العقد من يدين لافي اللي مابقى سطر ما قرأه ودققّ فيه
سحب القلم من جيبه ووقع بعشوائِية وبلا مبالاة .. وبعدها وقف وكان بيمشي بس لافي قال : الدور الثاني رح تأجره لمن ؟
ألتفت له وهّاج .. وناظره بهدوء ثم قال : ليه تحب تتدخل بشيء ما يعننيك ؟
ناظره بطرف عينه وقال : أختي ......
قاطع عليهم الكلام .. صُوت السيارة الكبيرة الي داهم المكان واللي كلهم أستنكروه ماعدى دُجى اللي وقفت وهي تتخطاهم .. وإتجهت للباب وهي تكتف يدينها وعلى مُحياها إبتسّامة رضا كبيرة .. كونها أنجزت شيء ما توقعت بيوم تقدر تنجزه .. وهذي هي كل أجهزتها اللي تحتاجها عشان تشيّد حلمها ..
خرجو كلهم خلفها .. ماعدى وهّاج الي كان مركز نظراته على غُصن واللي تناظر لشنطة دُجى بفضول
وهّاج أقترب وقال : وش الي تناظرينه ؟
ميّلت شفايفها بطفُولية وهي تقترب من الشنطّة .. وتِسحب الدُمية الي رأسها ظاهر وهي تأشر بها لـ وهّاج : هذي لعبتي الي أنقطعت علي
عقد حواجبه وهّاج بإستنكار .. وهو يناظر للدُمية الي فعلاً خيّطت جميع أطرافها .. ولاح له اليوم اللي غابت عن وعيّها فيه .. واللي نسى بسببها هالدمية بأركان المبنى .. وهي أخذتها
ماكان يعرف وش نيَتها خلف هالعمل .. ولكن كل اللي يعرفه إنه أنبّسط .. أنبسط وكثيييير من ضحكة غُصن الي ضمت الدمية لصدرها وهي فرححاننة
أنحنى وأخذها على ذراعه .. وخرج من المبنى وهو يناظرهم واقفين كلهم على جنب .. ويناظرون للعمال الي صعدو على السلم وهم يثبّتون اللوحة الكبيرة على مدخل الباب واللي تحتوي على إسم مشغلها " مشغّل عبّق للسّيدات "
إشتحن صدره فضُول لإختيارها هالمهنة بالضبط .. ورغم إنها ماكانت تثير فضوله بالبداية .. ولكن يوم بعد يوم .. صار وده يعرف مقصدها من أشياء كثير تسويها .. صار ود يعرف معنى كل كلمة تقولها
-

تنهيييدة عمييييقة أصدرتها من عُمق صدرها وهي تبتسم ودموعها تملأ عيونها : عبّق .. تحقق حلمنا يا صاحبتي الوحيّدة .. ليتك هنا .. معي تشهدين على تشييّده بعد سنين من الغربة عنه !
ومن أنتهت من جُملتها ألتفت لافي الي قال : مجهزة نفسك بدون علم أحد ! ولكن وأنا أخوك أجهزتك مو واحد ولا إثنين .. من اللي بيسدد عنك !
أبتسمت وهي تأشر على فهد : إعتبّره دين علي يا أبو دُجى !
فهد سكت للحظات .. ثم هز رأسه وأبتسم .. ودُجى تصاعدت الفرحة بصدرها بسبب أبوها الي ما أعترض على أي شيء .. وبالعكس كان يشاركها فرحتها بكل صدر رحب ..
-وبعدما عدّت يومين على آخر مواقِفهم اللي ترك نقططة الفراغ العظيمة برأس دُجى .. تمتلأ بشكل مُفجع ب خالتها الي تخلو عن ذكرها سنيّن طويلة .. بالأحرى عقلها مُكتظ ب " وهّاج " بشكل غريب ومُنهك صار أغلب تفكيرها يجول حوله .. وكأنها عالِمة لطاقة ذريّة وجُل إهتمامها في إستكشاف طاقة جديدة .. كانت تبي تستكشفه
الفضُول يُقتلها نحوه .. فمن أول موقف بينهم وهي تدري إن هالشّخص مو بسيط .. كثر ماهو عمِييييق
ناظرت لِكاندي اللي أسترقت الحضُور من بين ذراعينها وبحركة مُباغتة صار وجهها قدام وجهه دُجى الي كانت غارقة ببحر تفكيرها العميّق .. شهقت وهي ترجع لورى وطاحت من على السرير على كفها وتُوجعت وهي تمسكه بوجع سيّطر عليها .. كاندي إقتربت منها وهي تناظرها ودُجى أنحنت وأخذتها بحضنها وهي تضغط على معصمها
عضت على شفايفها بوجع وهي تلمح الدم بيدينها بسبب حافة السرير الي جرحت باطن كفها بشكل كبير .. ولكنهاسحبت منديل بعجل وثبتته على كفها .. وبيدها الثانية مسّحت على وبر كاندي وأبتسمت بضحكة : مش مشكلة يا بنتي الحلوة .. هذا أول وجع منك ونتقبله بصدر رحب
بدأت كانِدي تمسح بوبرها بدُجى الي كانت مبتسمة على تصرفاتها .. وفسّرتها إنها تعتذر
وقفت دُجى وهي تضغط على كفها بقوة وتحاول تتغلب على الوجع وهي ترردد : أول ما تتعودين على وجود الوجع معد رح يأثر فيك يا كانِدي .. خذي هالقاعدة لحياتك
أبتسمت بإستهبال وهي تطلع من الغُرفة .. ومن لمحت وجود أبوها بالصالة حتى فزت وهي تمشي بخطوات سريعة وتجلس جنبَه .. واللي من لاحظ وجودها تبّسم إبتسامة كُلها رضا وقال : حيّا الله قُرة العيّن
أبتسمت بإمتنان : الله يحيّك يا أبو دُجى
فهد ربّت على كفها وهو يقول : طمنيني عن شغلك .. عسّاه يمشي بكل خير ؟
ضحكت وهي تقول : يايبة ما يمشي وبس .. صار يجري الحمد لله





فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 15-05-21, 10:48 AM   #13

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,437
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



( البارت الحادي عشّر)

ضحك بسبب ضحكتها .. وهي سكتت للحظات وبعدها قالت بتساؤل : يُبة .. تذكر لما رجعنا قبل يومين .. وقلت وأنت عيونك على وهّاج " الله يعطيّه صبر يفيض به قلبه ويزيد لأجل يكون بخير "
هز رأسه بإستغراب وهي قالت بدون ما تلمح إنها مهتمة لموضوعه بالذات : وش صار مع خالتي وعيَالها لأجل تقول هالحكي ؟
تنهد بضيق وهو يمسّح على وجهه .. فكُل الي يعرفوه عياله إن أبو ضرار مات قبل أمهم بشهرين بس .. لا كيَف مات .. ولا مع من !
وبما إنهم صارو بالمنطقة هذي .. فيستحيّل يبقون جاهلين بالوضع هذا .. لذلك قرر يقول لها
والأهم يقول لها الموضوع من نظر وهّاج .. وكيف عاش طُول عمره !
بما إن ضِرار حكى له قصة وهّاج كاملة .. مع أهله .. مع أخته .. مع كل المُذنبين الي حوله !
ماكان يحتّاج فهد لمُفردات عميقة .. ولا لطريقة سرد قوية لأجل يوصل كمية الوجع اللي عاناها وهّاج .. ولاكان يحتاج جُمل مُوجعة تصف حاله .. فالكم الهائل من الحزن في حياته يكفي ويفيّض .. سرد قصته بكل بسّاطة .. وبأي جُملة عشوائية تحضر لِفكره .. وهذا كان يكفي تماماً ليترك ندبَة عمِيقة بقلبها .. كانت تستمع بحِرص شديد .. وتناظر لوجه أبوها بإمعان .. لا كلمة مرت .. ولاحتى حرف قدر يعبر من مسامعها عبُور هادي .. إنما يُزلزل كل مشاعرها لِدرجة إنها أصبحت عاجزة عن كبّح دموعها أكثر .. للحظة إدعّت عدم المُبالاة قدام فهد والي من أنتهى من القصة قال بتنهيدة عتّب على حاله المكسُور : ‏من كثر .. ما احزن على حاله .. ومن كثر ما يواجه كل ليلّة علة .. قمت أشك إن الأوادم يسرقُون أفراحه ناظرها وهو يقول : ما لقيت أحد مكسور كثره وكثر ضِرار ولد عمه ! أوجعوهم كثير يا دُجى كثير من عرف فهد إنها تأثرت مع وهّاج .. إستغل الوضع وقرر يليّن قلبها ولو قليل على ضرار .. ولكنها وقفت وهي تقول على عجل : الله يعطيهم الصبّر .. ويهد حيَل الي هد حيّلهم ! قالت حكيها هذا وتركت المكان بسرعة وهي تِتجه للحُوش .. إتَجهت للجهة الخلفية على عجل وهي تتنفس بطريقة سريعة .. ليه هالضيَقة باغتتها بشكل أرعبّها وترك تنفسها يختل من قوة الوجع ؟ رفعت كفُوفها وهي تمسح على صدرها بخفة بعدما إنهارت دموعها بإنهْمار شديد على خديّها .. كانت كف من كفُوفها تطبّطب على صدرها والثانية تمسح دمعها بكل مرةينهار وكلها خوف عن سبب إنقلاب حالها للدرجة هذي الي تُرعب !
-
-

بعدما كان العصر على وشّك الإنتِهاء .. والشمس على حافة الغُروب .. إلتفت لمعاني وهي تقول : عمّة .. علي قصُور لو الآن أخذت نفسي وقصدت بيت خالتي ؟
معاني ميّلت شفايفها بإستغراب لمُبادرة دُجى الغريبة .. مرت يومين من معرفتها بأنها بنفس الحي الي خالتها موجودة فيه .. ليه الحين بالذات تبي تروح ؟ بوقت إنتهاء يوم ؟
دُجى أقتربت وهي تمسك كفينها : تكفيّن ياعمة .. قولي ماعلي .. ودي أروح هاللحظة
تنهدت معاني وهي تناظرها بهدوء : لو قلت لك .. عليك قصور وعيّب تروحين هالوقت ! ولو قلت لك محد يقابِل ريّحة أمه بعد سنين طويلة بالطريقة هذي .. بترضين ؟
سكتت دُجى ومعاني تنهدت وهي تقول : شفتي .. الي برأسك تسوينه وأنتي تبغين أحد بس يشد على كفُوفك .. أدري لو قلت لك بتروحين الحين وغصب عن الكل .. لذلك روحي يا دُجى .. ولافي قُرب البيّت .. عطيه خبر يروح معك
فزّت من مكانها بفرحة وهي تِتجه لغرفتها .. لبست عبايتها على عجل.. ماتدري ليه كُل هاللهفة على شخص ما تعرفه
-
ليه كل هالشوق لشخص كانت أمه تصدها عنها دائماً .. لخالتها الي لاحضر طاريّها ببيتهم ينقلب رأس على عقب !
ما تنكِر بأنها تسائلت مرة جنب لافي عن بيت وهّاج .. والي وصفه لها بدون مُبالاة أو تفكير باللي بتسويه .. ولذلك هي تقف الآن قدام عتبّة البيت
وهي تتأمل بابهم بهُدوء .. وبحلقها ميّة غصة لما بدأ كلام أبوها يدُور ببالها بشكل كارثي .. وأسطُوانة الحزن العميقة تتكرر بكل رعب
هزت رأسها بخوف من المشاعر المُوجعة اللي أستحلتها .. وأقتربت وهي تعقد حواجبها بسببّ الباب اللي كان مفُتوح .. طوعت لها نفسها الدخُول دُون إذن .. وبدأت تتفحص المكان بنظراتها ! مشاعر غريبة
بين ليلة وضحاها عرفت عن وجود خالتها هنا .. من وين لها هالكم الهائل من الشوق لأجل يمتلي صدرها بهالخوف من اللقاء ؟
وأيام قليلة ولياليّ مُرة طويلة وهي تفكر بوهّاج وشخصيته الغريبة الحزِينة .. من وين لها هالرحمة كلها إتجّاهه وكأنه شخص عاشرته من زمان ؟ كايّد الشخص المجهول بالنسبة لها والي بس تعرفت على إسمه كيف قادرة تتخيل نظرات الحزن بعيونه وهي ولا مرة لمحته ؟
"ليه كل هالإنتماء لأشخاص عبّارة عن غُربة بالنسبة لها ؟"
إلتفت على عجل وهي تُلقي نظراتها على الأشخاص الي تحت شجرة الليمُون .. دققّت النظر وهي موقنة إنها نفسها .. البنت الي كانت بأحضان وهّاج قبل يومين .. كانت بحضن شخص يشابّه لافي بالهيئة .. يالله كيف حصل هالتشابه بينهم ؟ أيقنت إنه هو نفسه " كايّد ! " إبتسمت بدون تكلف وهي تتأمل ضحكة غُصن النابعة من جوفها .. ولكايد اللي كان حرِيص إنها تضحك من قلبها .. كانت مبهُورة بقدرتهم الكبيرة على تخطي العقبات الي مرتهم .. ومبسُوطة لحالهم الحالِي .. ولكنها ألتفت للمراءة تقدمت نحوها و وجهت سُؤالها بنبّرة مليئة بالإستغراب الكبير .. والدهشة تُحاصر نظراتها : من أنتي ؟
تحولت نظراتها الضاحِكة .. لنظرات مصعُوقة لدرجة إنها شبكّت كفينها ببعض بصدمة " هذي أمي ؟؟؟؟" التشابة الفضيع الي يحمله وجه حليمة ووجه أمواج كان يقتل ! بدأت تتنفس بإرتباك وهي تحس إنها بموضع خطأ .. وأقبلت بتوقيت خطأ كونها مارتبت مشاعرها للآن .. ولكن كيف تخرج من هالموقف حالياً ؟
حليمة إزدادت إستنكار وقالت : آمري .. تعرفينا ؟ ودك بشيء مننا
بلعت ريقها بصُعوبة وهي ودها تصرخ من عمق صدرها " يالله .. ليه حتى نبرات الصُوت تتشابه للدرجة المُميتة هذي ؟ ليه أحس نبّرة صوت أمي تردد بعقلي بشكل قادر ينهيني ؟"
مرت ثواني معدودة قدرت فيها تِتدارك نفسها .. وتجمع شتاتها بشكل كبير .. فالنهايّة هي مارح تنهار على أعتاب أي شخص !
تنحنت وعدلت وقفّتها وهي ترفع هامة عُنقها للأعلى .. وتناظر لحليمة بنظرة هاديّة وهي تنطق بنبرة كُلها فخر وعنفوان والأهم شوق : أكيد وصلك خبر من وهّاج ولدك إن عيال أمواج صارو بالقرب منك .. وهذاني صغرت المسافة بيني وبينك ياخالة وصرت قبّالك .. وحيا الله ريّحة أمي !
الكلمات الي كانت تظنها دُجى لطيفة ونابعة من شوقها لها .. كانت بالنسبّة لحليمة سم ينقط بشكل كثيف على قلبها لدرجة تصاعد بكارثية لدماغها وأعمّاها لدرجة أن نظراتها المُتسائلة أصبّحت نظرات حدة .. حقد .. عصبية .. وغضب عارم ومُخيف بحد ذاته !

إقتربت بإتجاه دُجى .. بخطوات ملئتها المسافات الزمنيّة بحقد دفين .. وبحزن عميق !
إقتربّت والغضب أعمى كلتا عينيّها .. كل الذي أمام مرأ عينيها وجه أختها .. وجه أمواج الي ما نسته رغم السنين الطويلة بينهم !
ثبّتت يدينها على صدر دُجى بحركة سريعة .. ودفعتها بكل جمُوح للأرض وهي تتنفس بسرعة وتناظرها بِحدة .. ورغم صوت آهات دُجى الي وصلت لمسامعها إلا إنها ما أهتمت .. ناظرتها وهي تقترب منها وتنحني لها : جايّة تكملين الي ماقدرت أمك تكمله ؟ جايّة بعد عشرين سنة تذكريني بوجودها ؟ مايكفي الي عانيته بسببها ؟ مايكفي كل الهم .. والحين بنتها جايّة تكمل ؟ ليه ما بقيتي مختفية .. ليه ما كملتو حياتكم بعيدين عننا .. ليه رجعتو تدمرو الي باقي ما تدمر ؟
كانت تناظرها مدهُوشة .. مصعوقة وكل عقلها علامات إستفهام .. وش تقول ؟ وش هالمصيبة الي تركتها أمي وراها وولدت هالغضب كله ؟؟
ماكانت قادرة تركز مع حليمة بسبب الوجع العميق الي تسلل لكل ذراعها .. بسبب الجرح الي ببطان كفها .. والي ما ألتئم من سقوطها قبل ساعات .. فكيف الآن بعدما إحتك وبشدة بأرضيّة الحوش الصلبة ؟؟
كتمت صرختها بقدر ما تقدر وهي تغمض عيونها بقوة .. وعيونها متعلقة بالجرح الي بدأ ينزف بكثرة وقطرات الدم بدأت بالنزول على سطّح الأرض
تعالى تنفسها وإشتّد بسبب إرتبّاكها من صراخ خالتها وموقفها المُفجع .. وبسبب الوجع الي تِسلل لكل خلايا ذراعها وأحاط بكل جسدها .. كانت تحاول تتدارك الموقف .. تبرر ، تشرح ، تبوح بمكنون صدرها عالأقل .. ولكن صوت حليمة العالي أفقدها القدرة على السيّطرة .. أفقدها القدرة على تدارك يدها اللي إزدادت حدة الدم فيها بسبب الحجرة الصغيرة الي دخلت بكفها
وقف كايد بخوف وبجنبه غصن الي كانت خايفة وبشدة بسبب صراخ جدتها المهُيب .. والي لأول مرة يتسلل لمسامعها ..وتمسكت بطرف ثوب كايّد الي يناظر بإستغراب وفجعة لأمه الي أنحنت بكل شراسّة وكانت تبي تنقض على رأس دُجى وتنتزع الحجاب .. كانت ناوية تنفس عن غضبها باللحظة هذي على خصل شعر دُجى المتبقية .. ولكن قبل أن تصل أصابع كفها لرأس دُجى المنحني .. قبّضت كف وهاج على معصم أمه ودفعها بكل هدوء وهو يقول : ما خبّرت حق الضيف عندنا الإهانة يا يمة
حليمة رفعت عيونها وناظرت لوهاج بصدمة .. ووهاج فلت يدينها من يده وبعدّها ببرود عن دُجى
الي مازالت مفجوعة وعيونها تعلقت على كفها الي يسيل الدم منه !
أنحنى وهو يجلس قدامها .. ونظراته مُتوجهة نحو كفها .. ولا فكرة تسللت لمخه .. ولا حل خطر بباله
سوى إنه يضغط على باطن كفّها بكفه .. وهذا فعلاً الي سواه .. قرب وهو يمسك كفها ويضغط عليه بباطن كفها وكأنه يحاول يوقف النزيف بالطريقة هذي
تشابّك يدها بيده باللحظة ذي .. مازداها إلا وجع
بسبب الحجرة الصغيرة الي ضغط عليها وهّاج بدون علمه .. لذلك حاولت تسحب يدها ولكنه ضغط عليها أكثر
صرخت بقهر من قوة الوجع وهي تقول : كف الآذى تكفى يا ولد خالـتي
عقد حواجبه بإستنكار من كلمتها .. ولكنه لما ضغط على كفها بقوته تحسسّ بشيء بجرحها .. لذلك بعد كفه عنها على طول .. وناظر للجرح اللي ملىء بمكانه حجرة صغيرة .. بانت له على طُول .. إنتزعّها بإصبعه بكل سهولة .. ولكن دُجى من شدة الوجع عضت على كفها الثانيّة !
تنهد وهّاج من حركتها وبعجلة شديدة تدارك الوضع .. وأستوعب الموقف الي هم فيه
ولكن لا هو أعطى أمه خبر .. ولا وهاج علمها
فلما حضر هالموقف المُخيف أقترب بخوف وهو يناظر لوهّاج .. وقال : أتصل على الإسعاف ؟
ألتفت له وهّاج بعدما تأفف بقهر على اللي هوت على الأرض ويدينه على رأسه : يارب .. وش هالمصائب الي تجي ورى بعض .. ما يلحق هالوهّاج يتنفس بينها
لوهلة طرى على باله الموقف الي حصل معهم سوى .. وكيف مرت أربعة وعشرين ساعة وهي فاقدة الوعي ولكنها مازالت تتنفس وبخير
أيقن إن هالموضوع تكرر .. وألتفت على طول لكايّد وقال : تعرف رقم لافي بن فهد ؟
هز رأسه كايّد بالنفي ووهاج تأفف وهو يقول : إتصل بأخوه الكبير .. وعلمه عن وجود أخته عندنا .. لا يجي هو ! علمه لا جاء مارح يطب البيت
يخلي أبوها يجي يأخذها
بلع كايّد ريقه بخوف .. لما فعلاً ما تحركت دُجى ولا أصدرت أي صوت .. ورفع رأسه لوهّاج الي صرخ وقال : تحرك يا آدمى
هز رأسه بإيجاب ووهّاج كان يناظر لدُجى .. ويدينه على ذِقنه وهو يستحضر الموقف الي عاشه معها من قبل .. كان يتسائل لو فقدت الوعي من جديد قدامه .. ولكن بمكان غير هالمكان .. هل فعلاً بيفكر يساعدها ؟ ولا بيتركها مثل المرة السابقّة ؟
تقدم بعجلة شديد وهو يجلس وينحني جنبها .. ووضع أصابعه على معصم يدها وهو يتحسسّ النبض .. وفعلاً من لقاه منتظم تنهد براحة ألتفت لكايّد الي يكلم بالجوال .. ووقف وهو يستقيم بطوله وهو يناظر لأمه الي مشت من عنده بدون إهتمام وكانت بترجع للمطبّخ وتتركها خلفها حط يدينه يدينه على رأسه بيأس وضياع وقال بقهر : يايمّة تجاهلتي أوجاعنا سنين طويلة .. ولكن عيب عليك تتجاهلينها .. هالمرة بينحسب الموضوع ضدك .. هالمرة محد بيعذرك .. حتى الحبّيب ضرار مارح يلين قلبه عليك لامنك تجاهلتي وجع أخته
كتمت غيظها بقققهر وغبنة من تصرفات وهاج .. وكلها غضب وعصبية وألف تساؤل ببالها " ليه واقف بصف بنت أمواج ؟؟؟؟؟" ترنحت بغغضب وهي ترجع تجلس عندها : وش بيدي أسوي لها ؟
سكت للحظات . . وأبتعد بخطوات هادئة عنهم وهو يقول : لنـا من الغرف الشيء الكثير يايمة .. إن ما وسعها صدرك .. توسّعها صدور بيتنا
نطق بكلماته ومشى عنهم وهو يدخل المجلس
بينما حليمة تناظر بصدمة له وهو يبتعد عنها
وكايّد ماكان أقل من أمه صدمة .. نبرة صوته الهادية واللي بها لمحة خوف وحِرص .. جمله الغريبة الي يُلقيها على مسامعهم .. مكارم الأخلاق الي أعتلتها شخصيته بشكل مُفاجىء .. موقفه بشكل عام مع دُجى وطريقة تصرفه .. هذي بحد ذاتها تركت أفواهِهُم خرساء عن الكلام .. وعيُونهم تنطق بإستغراب كُلي !وهاج الي يعرفونه كان بيتركها مرميّة على الأرض غارقة بدماءها بدون ما يرف له جِفن !
وهّاج الي يعرفونه ماكان تحرك له رمِش لو قتلتها أمه ! ولكن هذا شخص غير تماماً عن الي يعرفونه !
-

فهد الي كان جالس مع خواته .. والي ملتفيّن بجكِيتات الجلد على جلوُدهم المقُشعرة من شِدة برد الشمّال .. والي قالت خيّال : ما خبرنا الشمّال باردة هالكثر
ضحك فهد وقال : هذا وحنا باقي ما دخلنا بالشتاء .. هذي هبُوبه بس
سكت للحظات ثم رفع رأسه لغرفة دُجى وقال : للحينها نايّمة ؟ مو من عوايدها بنت فهد
هزت رأسها خيّال : ما أدري أنا .. من أفتتح المشغل حقها وهي لاهيّة معه وماصرنا نشوفها كثير
ألتفت فهد لمعاني وهي تنحنت وأبتسمت بإرتبّاك وهي تقول : خذت إذني لأجل تروح لخالتـ....
سكتت بصدمة وهي تشوف فزّة فهد من مكانه
والي بسببها ناظرها وقال : هذا الي أنا خايّف منه
إنصدمت خيّال ومعاني قالت : لافي راح معها
هز رأسه بالنفي ومشى وهو يطلع من البيت : لافِي كان معي قبل ساعة .. راحت لحالها أكيد
هالبنت بتنجنني .. محد يطب على هالأشخاص بطريقتها هذي .. لازم تمهد الدرب أول
تنهدت معاني بضيق وخيّال ميلت شفايفها وقالت : شدعوة خالتها .. إنحرمت منها سنين طويلة والحين من حقها تروح لها بدون تمهيد الطرق
إلتفت لها معاني بإستنكار شديد : أول مرة توقفين مع دُجى ضد فهد .. كنتي دائماً مع أخوك وش صار لأجل بديتي تتفهمين مواقفها
أبتسمت وهي تِرمش ببراءة : بديت أشوف تصرفاتها بنظرتها .. وكذا بديت أعطيها الحق
تأملتها معاني للحظات : ياليتك أخذتِ هالنظرة من قبل ياخيّال .. كانت علاقتكم بمنحنى ثاني تماماً
رفعت كتُوفها بِلا مبالاة وهي تقول : الحيّاة قدامنا ولانعرف وش مخبيّة لنا .. يمكن بموقف تشوفينها صارت أقرب أصحابي
هزت رأسها بهُدوء وخيّال رجعت تدنُو برأسها ناحية كتابها الي بدأت تقرأه اليوم ..


أما فهد الي خرج من البيّت على عجل .. هو أكثر واحد يعرف بالعلاقة المُدمرة بين حليّمة وأمواج .. وهو الي شهد على هذا الكُره بذاته ويعرف أشد المعرفة كيف بيكون إستقبال حليّمة لدُجى لذلك كان يسارع الخُطى لعله يلحق عليها
ولكنه ألتفت وهو يسمع نِداء لافي العالي له .. وقف بمكانه لحتى وصل لافِي وضرار الي كان معه لقدامه وقال لافي بإستغراب : وين رايّح وكلك عجلة ؟
تنهد وقال : أختك البّارة راحت لبيت خالتها
عقد حواجبه لافي وعض على شفايفه بقهر لما تذكر إنه هو الي وصف لها البيت .. وضِرار الي يعرف وجهة نظر حليمة عن إخوانه قال بضيق : ليه، ماهو بوقته
فهد هز رأسه وقال : بروح أجيّبها طولت حيل وخايف ..
قطع كلامهم .. صُوت جوال ضرار الي بدأ يرن وظهر على الشاشة إسم " كايّد " على طول رد وهو يقول : هلا كايّد !

نطق كايّد بصوت مهزُوز من الإرتبّاك وقال بخفُوت : أختك عندنا .. وأغمى عليها تعالو ....
ألتفت ضرار وناظر لفهد بهُدوء .. بدون ما يبدي أي ردة فعل وقال : طّيبة معليك
تنهد فهد براحة وكان بيكمل طريقه بس ضرار قال : أنا بروح لها ..
فهد ناظره بضيق عشانه يدري عن موقف دُجى معه .. وضرار أبتسم وقال : ولافي بيروح معي عشان يليّن الموضوع
سكت للحظات فهد .. وبعدها هز رأسه بإيجاب لأن روحته لبيتهم خطأ بهالوقت وقال : خلو بالكم عليّها .. لا يكون أحد أذاها بحرف واحد
هز رأسه ضرار وهويأشر على خشمه .. ولافي ساكت وهو يتأمل وجه ضرار الي أنقلب للخوف الي يحاول يخفيه بشتى الطُرق بس ماقِدر !
بعدما أبتّعد عنهم فهد راجع للبيت وهو موقن إن الموقف بينتهي بأفضل ما يكون .. وإن دُجى في حِمى إخوانها محد بيقدر يأذيّها بحرف .. ألتفت ضرار للافي ونطق بعجلة : كايّد يقول دُجى أغمـ....
بُترت الكلمة بسبب لافي اللي ترك المكان وهو يركض بكُل ما أوتي من قوة .. وكله لوم وعتب وندم على نفسه .. أكيد ضايقوها وأوجعوها لدرجة زارها " النوم القهرِي" من جديد .. بسبب شدة ضيقها ! هو أكثر واحد يدري إنها تلجأ للنوم لا تكاثر الحزن بقلبها واذا إنهد حيلها وماعاد تقدر على المواجهة
وضرار الي أنصدم من لافي الي أختفى عن نظره بسرعة البرق .. ركض وراه بدون مايفكر أكثر
وصُلو على أعتاب بيّت وهّاج ووقف ضرار وهو يتنفس بصعوبة بينما لافِي هجم بشراسة على الباب وهو يدقه بكل قوته
لحظات قليلة وأنفتح الباب وظهر لهم كايّد .. اللي أول ماشاف ضرار تنهد بضيق
ورجع يلتفت للافي الي قال : وينها .. دُجى وينها؟
كايد قال بخوف : كنا بنطلب الإسعاف بس وهّاج رفض يقول خذوها للغرفة بس أغمى عليها
لافي عصب وقال : متخرج من الطب هالوهّاج لأجل تسمعون كلامه ؟ والله لو يصير لأختي شيء لتشوفون الليّل الأسود صدق !
كايّد كان بيرد بس لافي دفه من كتفه عن الباب وهو يدخل البيت ويناظر نظرات سريعة للمكان كان يدري إن البيت مافيه إلا خالته والي يعتبر محرم لها .. لذلك بدأ يُلقي نظرات سريعة وهو يتفحص المكان وضرار دخل وراه واللحظة الي خرجت فيها حليّمة من الغرفة ناظرت للافِي بصدمة وكانت بتتكلم .. وبتعصب وبتهُوج
إلا إن لافي ما أعطاها فرصة .. تجاهلها ومشى بعجلة وهو يتخطاها ! ويدخل للغرفة
وأول ما أستقرت عيُونه على دُجى .. الي جسدها مُستقر على السرير الأبيض .. ونايّمة براحة حتى أنحنى على ركُبه وهو يتنفس بتسارُع شديد وجفُونه أغُلقت براحة عمِيقة
بينما ضرار دخل خلفه وهو يناظر لها بإستغراب شديد .. وش الي حصل معها ؟ وهالحالة الي هي فيها لأي سببّ !

لافي ألتفت وناظر لخالته الي ترمُقه بنظرات حادة وقال بهُدوء : بأي إستقّبال إستقبلتو أختي لأجل تنهار بهالشكل !
كتفت حليّمة يدينها وضرار قال بهدُوء : هذا ماهو بحكي ينحكي لخالتك الي لها سنين منك يالافي
لافي تأفف ومارد عليه .. ومشى وهو يجلس جنبّها وهو يقول : بأخذها الحين .. مستحيل أخليها تبقى بهالشكل هنا .. بهالبيّت
ضرار تضايق .. وفعلاً حتى هو ما يبي تبقى هنا .. بس فهد ! : وأبُوك ؟ لامنّك خذيتها بهالشكل وش بيقول ؟ دامك متعود تعيّش معها حالات الإغماء هذي والي قلت إنها ما تحتاج مستشفى
وجب عليك تعرف تتصرف بهالمواقف
رفع أنظاره لافي .. وناظر لضِرار بقهر .. ولكنهم ألتفتو لصوت وهّاج الي كان واقف بالحوش الي قال بحدة : أنا ما قلت أخوهم الكبير لا يطّب عتبَة البيت ؟
لافي عقد حواجبه وضرار عض على شفايفه بضيق .. فخرج ولافي تبّعه ووقفو قدام وهّاج الي يناظرهم ببرود
ضِرار قال : أختي هنا .. كيف ما أكون معها ؟
وهّاج أبتسم بسخرية : أختك الي من يومين عرفّتها .. بس ماعليك هي هنا بالحفظ والصُون
ودام لافي هنا .. يعني ماعليها خوف.. تقدر تتوكل
سكت ضِرار ولافي كان يتأملهم بإستنكار شديد لعلاقتهم المُتوترة رغم إنهم عيّال عم .. ونفس الشيء مع وقاص !
ولكن كايّد الي سمِع حوار ضرار ولافي عن فهد .. قال بهُدوء : دام الي حاصل معها ماهو بشيء قوي مثل ما قلتُو .. ودام إنكم ما تبغون إستاذ فهد يدري .. إبقُو كلكم عندنا
عقد حواجبه وهّاج بعصبية من مبادرته وتمنى لو إنه سكت .. ولافي ألتفت لكايّد وقال بتأييد : إية دام هالبيت .. بيت خالتنا الحنونة فبنبقى عندكم الليلة
ما فيه شخص غريب بيّننا !
ضرار كان يترقب ردة فعل وهّاج .. ومنتظر اللحظة الي بيطرده فيها غصب عنه
ولكنه أنصدم لما ناظرهم بهُدوء وهو يفكر للحظات
بعدها هز رأسه بلا مباالاة ومشى عنهم
ضِضرار تصاعدت فرحته بسكُوت وهّاج .. وكايد أبتسم وضرب كتف لافي : وحيّا الله ولد خالتي !
لافي والي كان قبل لحظات يشتعل من عصبيته بلحظة ضحك وهو يقول : ماشاء الله
أنت من قلت لك أمك أخت أمي وأنت داق الميّانة .. وش هالشخصية الغريبة الي تمتلكها
أبتسم كايّد وهو يلف ذراعه على رقبّة لافي وقال : أفا عليك صرت من المقربُون !
ألتفت كايد لِضرار وهو يمشي وباقي يده على عنقه وقال : لا تخاف على أخُتكم وهّاج يقول " أكيد إنهارت من التعب " يعني مارح يكون فيها شيء إن شاء الله من تصحى .. خلها بس تريّح عظامها
تأفف لافي وقال : يهاللوهاج الي قلب علينا دكتور في يوم وليلة وبدون شهادة بعد
ضحك كايَد وقال : تجارب الحياة علمته يا لافي .. هذا عنده شهادة بكل المجالات
لافي سكت وكايّد قال : تعالو أستقبلكم ضيُوف بغرفتي ! حياكم الله
لافي أبتسم وضرار اللي كان خايف وجداً على دُجى .. هاللحظة أرتاح لما سمع إن الي فيها من شدة التعب .. وراحة كم ساعة رح تخليها تستعيد وعيّها .. للحظة كان يتأملهم وعلى مُحياة إبتسامة كلها راحة وطمأنينة من علاقتهم الي ما توقع تكون بالشكل هذا !
-
-

منسّدح بوسط الحُوش .. وتحت الشجرة اللي تتوسطه .. يدينه تحت رأسه ويناظر للسماء بعشوائية وهو يترقب النجُوم الي تملأها .. عيُونه للسمّاء بينما جميع حواسه مع شخصّه .. يتأمل .. يتفكر في شخصيته الي كل مرة تصدمه بشيء جديد .. يتذكر جميع تصرفاته خلال اليوم ويتسائل هالشيء الي سواه من أي جهة نابِع ؟
أيقن إن تصرفاته مع دُجى ماكانت إلا شفقة ورحمة بيّنما تصرفه مع ضِرار .. وتغاضيّه عن مبيته الليلة عندهم ماقدر يلقى له سبّب !
كان يدري إن ضرار بغرفة كايّد ولكن هالشيء ما أزعجه ولا حرك فيه ساكِن ! بالعكس كان شيء عادي بالنسبة له
أنقلب للجهة الثانية وهو يناظر لباب غرفة كايّد الي أنفتح .. وخرج منه لافي وهو متحلف بالفروة وبيدينه المخدة والبطانيّة .. ووراه ضِرار وكايد
عقد حواجبه وهو يناظرهم ولافي وقف قدامه وهو يهز رأسه بآسى : شيّطان أنت ؟ وش هالنومة الي بنص الحوش .. ماعندكم غرف ببيتكم؟
ناظره بهدوء وكأنه يتسائل عن " سبب تدخله في هالشيء " فكايّد ضحك وقال : هالنظرة يعني وش دخلك
لافي ناظره بصدمة وقال : تفهمه من نظراته ؟ آوف وش هالأخوة هذي
وهّاج رجع يلتفت للسماء وقال : وش جايبكم ؟ ما قلنا مانبي نسمع حسّكم ؟
لافي نط بقوة جنب وهّاج الي ألتفت له بصدمة من حركته .. وأبتسم بضحكة وهو يقول : سماء ربي واسعة .. ليه بس أنت تتأملها ؟ وحنا لنا حق
ضرار جلس جنب لافي وهو يسند مخدته جنبه وعلى مُحياه ضحكة هادية بسبب نظرات وهّاج المصدومة
والي أعتدل بجلسته وهو يدف لافي برجوله ويقول : وخر عني قبل أكسر رأسك .. وش عندك لاصق فيني كذا .. زوجتك أنا
شهق لافي وهو يحط يدينه على فمه بصدمة : لو فيه بنت بالحياة بهالوجه كان سلمنا على الأنوثة .. فال الله ولا فالك
كايّد جلس جنب وهّاج من الجهة الثانية وهو يربت على ذراعه : ياحبيّبي .. وجه وهّاج ينلف بالذهب
أنت وش عرفك عن الجمال ؟
لافي اللي ألتفت لضِرار وقال بآسى : الأخوان أتفقو علي يا ضرار .. يرضيك ياولد أمي !
ضرار ضحك وقال : ما يرضيني .. ولكن وأنا أخوك سبيّت مصدر جمال عائلتنا هذا سبب يخلينا نكوفنك
رمش بعدم إستّيعاب وقال : وقفت بصف وهّاج الغراب وتركتني للخذلان .. أفاا بس
ياحيييففف التسعة الأشهر الي بقيت فيها بنفس البطن الي بقيت فيه
وهّاج ناظره بطرف عينه وقال : والحين قم لملم خيّبتك ولملم أخويًّاك وفارقو من عندي .. ترى أخلاقي بخشمي
ألتفت وهّاج بصدمة لكايّد الي تسلل برأسه من تحت ذراعه وقال : هذا تحديّ ياوهّاج .. نبي نشوف لافي بيقدر ينام هنا .. بيقدر يتحمل برد الشمّال
هز رأسه بالنفي وهو يأشر عليه : هذا مايقدر يتحمل هبوب ريّاحنا .. كيف بيتحمل بردنا ؟ إن دقيت ضلوعه بأصابعي طاح بمكانه .. فكيف ببرد الشمّال ؟
ناظرهم بطرف عينهم ودق صدره وهو يقول : والله إنكم بتندمون على إستخفافكم بلافي الي ينطح السحاب من هيبته
رمى الفروة من عليه وهو يقول : وهذاني تخلصت من حصني المنيّع .. وبتشوفون قدامكم أسطورة في تحمل البرد
ضحك ضرار وسحب الفروة وهو يعطيه مرة ثانية : يارجل تحمله مع حصنك المنيّع .. أول مرة
قاطعه وهو يبعدها عنه : والله ما أخليّكم تستهزؤون فيني .. أفففففا بس
أبتسم كايد بضحكة وهو ينسدح بالمخدة الي جنب وهّاج وقال : خلنا نشوف .. يارب ما نقوم نصلي الفجر وأنت هارب من هالمكان
لافي أنسّدح معه وقال : بنشوف .. يا أنا يا برد الشمّال !
ضرار ناظر لوهاج بهدوء وهو يتأمل نظراته .. بينما وهّاج ما أهتم له .. وطول الوقت كان يتجاهله وكأنه ما يشوفه .. وهذا بحد ذاته تغير بعيون ضِرار
تأفف وهّاج من وجودهم حوله ووقف وهو يقول : الله يرسل علي صبر من عندهم عليكم
لافي رفع رأسه وقال : وين وين .. تعال يالغراب وين بتهرب ؟
ناظره بطرف عينه وهو يسحب مخدته .. ومشى عنهم وهو يجلس بطرف الحُوش ويمد فرشته
وعلى طول أنسّدح وبهالأثناء خرجت غُصن من الغرفة وهي تِترنح بنعاس شديد .. ولكن صوت ضحكهم صحاها من نومها
ألقت نظرة سريعة عليهم كلهم .. وكلهم أنتبهو لها ولكن إلتزمو الصمت وهم يشوفوونها تمشي بإتجاه وهّاج .. وعلى طول أنسدحت جنبه وهي تحضنه
وهي مغمضة عيونها أبتسم غصب عنه .. والعصبيّة الي كانت بصدره قبل لحظات تلاشت وبقى مكانها شعور لطيف تماماً .. سحب البطانية وهو يدفيها وعيونه تراقب تصرفاتها
وبقيّة العيال يناظرون فيهم .. بينما على وجه كايد ضحكة كبيرة لدرجة إن لافي ضرب دقنه وهو يقول : قفل فمك ضحكتك وصلت للجنوب
أبتسم ببلاهة ورجع ينسدح بمكانه ولافي ناظرهم بطرف عينه وما أهتم
-

فتح عيُونه ببُطء شديد وهو يلقي نظرات سرِيعة للمكان الي يحتضِن جسده .. تأمل السقف للحظات وهو يستذكِر آخر المواقف الي عاشها قبل ينّام .. فجأة فز من مكانه بصدمة وهو يحط يدينه على رأسه بإحراج شديد : وين راح هياطك يا لافي ؟
هذا هو برد الشمّال دمر غرورك وهذاك فوق السرير ومدفيّنك بعشر بطانيات .. حسبي الله على الي رجعني الغرفة
-

ألتفت بسرعة وكان بيطلع من الغرفة ويهاوش من كُل قلبه ولكنه وقف بمكانه للحظة .. وهو يُلقي نظرات سرِيعة على غرفة كايّد .. تأمل ذوقه الهااادي والأهم لفت إنتباهه الصُور الي معلقة على الجدار بكثثثثرة .. بالأمس ماتجرأ يتقدم لها لأنه أنحرج من كايّد ولكن هالمرة قرب وهو يتأمل أصحاب الصُور .. كان متفاجأ إن أغلب الصُور معه لشخص واحد " وهّاج " والبقيّة مع غيره .. أستوقفه هالموضوع وبقي محتار للحظة .. وش هالحب العظيم الي يحمله بصدره لأخ تركهم بأسوء لياليهم ؟؟ ولأخ بقى بعيد عنهم خمّس سنين كاملة بدون يسأل عليهم ؟ ليه يحمل بداخله كل هالحنيّة ؟ تذكر ضرار لما حكى له بإختصار عن عائلة خالته ومن ضمن الكلام إبتّعاد وهاج عنهم
تنهد وهو كل ماله يغوص بشخصيّة كايد الحنونة بشكل كارِثي .. لا ينكر بأنه من تعرف عليه بالمدرسة وهو موقن إنه شخص على نيّاته وفيه من الطِيبة والرأفة الشيء الكثير .. ولا ينكر إنه لما عرف إنه ولد خالته حليّمة فرح من كُل قلبه وأول شخص خطر بباله عشان يعلمه هالشيء هو" كايّد "
كل ماله يهتم لهالشخص أكثر وأكثر .. وكأنه لقى فيه جوهرة ثميّنة تشع بشكل كارِثي ومُذهل
ألتفت بصدمة لما سِمع الباب ينفتح بقوة .. وأنكمّش على نفسه بإحراج وهو يسمع ضحكة ضِرار : آخيراً صحى خصيّم الشّمال
تنحنح لافي وتبّع ضرِار للحُوش الي كانو جالسين فيه .. وقال بكبريـاء : من الوحش الي تجرأ ولمسني ؟ وخذاني من ساحة المعركة ؟ الشـرهة مو علـي ترى ! أنـا شخص كـنت قد حربـي .. ولكن الي خذاني من هالحوش هو اللي أنهاني .. أنتو علموني بس من هو ؟
كايّد ضحك وهو يترك إبّريق الشاي جنب وهّاج وناظره : بعد صلاة الفجر كنت منكمش على نفسك بشكل يحزِن .. وأمي لما شافتك قالت لوهّاج يدخلك للغرفة بما إنك رفضت تصحى
رفع حاجبه بإشمئزاز وأشر على وهاج وهو يقول : هذا الشخص لمسنّي ؟
وهَاج الي كان يصُب الشايّ بالكأسات .. رفع عيُونه وناظره بطرف عينه وهو يقول : أنت من لأجل تكون عندك الجراءة عشان تتحدى شمّالنا ؟ ماتدري عن قُوتها ؟ والله لو علي كان تركت تمُوت من البرد ولا ألتفت لك وأنت تِرتجف .. بس عاد حنيّة حليَمة الغريبة أجبرتني أشيل هالجسد المرهل
ميّل شفايفه وهو يجلس جنب ضرار ويقول بضيقة مُصطنعة : تسمع وش يقُول يا ولد أمي ؟ وأنت ساكت وتخليه يهاوشني ؟
ضِرار ألتفت لهم وناظره للحظات ولكن أبتسم بضحكة وهو يقول : أعتذر يا ولد أمي .. وهّاج الي مسوي لنا الفطُور .. لو فكرتضرب كتفه بقوة وهو يقول : بطنك أهم من أخوك ؟ عيب عليك التسـعة أشهر الـ...
سكت بصدمة بسبب الُلقمة الي داهمه بها كايّد ودخلها بفمه بسرعة وهو يضحك : تكفى أسكت وأفطر وأنت تحمد ربك .. تدري وش معنى إن وهّاج يسوي لك فطور ؟
لافي قبل ما يبّلع اللُقمة قال بعصبية : وهّاج ووهّاج .. ترى أذيتونا بالآدمي هذا .. حتى الشـ....
وبعدما بلع اللُقمة أبتسم وهو يغمض عيُونه بهيّام ثم رفعها وهو يناظر لوهّاج : ياشيخ حتى الأذى بنحبه لاصار منك
لحظات معدُودة .. وهجم لافِي على الصحن وكلهم أنفجرو ضحِك عليه .. وخصوصاً غُصن الي كانت بحضن وهّاج
وهَاج كان بعيد تماماً عنهم .. وعن تصرفات لافي الي يشوفها طفُولية .. كان عايش تماماً بضحكة الطفلة الي مُستقرة بحضنه .. يناظر لتقاسِيم وجهها كيف تِتنحى للخلف وهي تضحك .. لغمازتها الخفِيفة الي تظهر على جانب وجهها الأيسّر .. كان مصدُوم من الحنيّة الأبوية الي يحس إنها تدفق بشكل غزِير بجميع أطراف رُوحه .. لدرجة أنه لوهلة تمنى لو أن هذه الغمّازة التي تُشبه التلاِشي بيّته
ومسكنه ودارُه .. لو أنها مقامُه ومقرُه لبقى دُون حزن بقيّة حياته .. فالأحزان بنِظره مارح تتجرأ تسكُن في غمازِة غصُن خالها !

إرتفع بصره بشكل سرِيع وهو يتأمل لافِي الي وقف بسرعة وهو يقول : والله لأبُوس رأسك .. هذا فطُور هذا ؟ ولا طريقة مواساة صباحيّة
دفه عنه بيده وهو يقول : فارِق عني قبل أخلي جلدك فروة لنا
بعد عنه لافي وهو يعدل ثوبه وهو يدعيّ المُبالاة وقال بهدُوء : والله يا وهّاج رأسك مو الحجر الأسود لأجل يضيق صدري إذا ماخليتني أحبّه
ناظره بطرف عينه وكايّد ضحك .. بينما ضِرار كان ملتزم الصمت وما يشارك معهم بالكلام .. كونه ما يبي وهّاج يدقق بوجوُده ويرجع لسابِق عهده معه
يكفي إنه تاركه يكُون على نفس السُفرة معهم
لافِي قال وهو يناظر للصُحون الي صارت فاضية تماماً من الأكل : علمني .. من وين لك هالفن كُله ؟ من علمك ؟
وهّاج مارد عليه ولافي كشّر بوجهه وهو يجلس جنب كايّد الي ربت على فخذه وهو يقول : لازم تتأقلم معه ولا بتنهار
أبتسم لافِي وهو يقول : معليّك .. أنا شخص ما ينخاف عليه .. أنا مو صحن كل من جاءني قدرني يكسرني ؟ أنا مثل الضغط .. النار من تحت
والغليّان في داخلي .. وأنا مستمتع وأصفّر
ألتفت بصدمة للمركى الي عفس وجهه والي رمااه به ضرار الي وقف وهو يقول : الشرهـة مو عليك
الشرهة علينا حنا جالسين مع سخافتك
ضحك وهو يهز رأسه بضيق : أفا .. كذا يعني رايح وتارك إخوانك مع الوحش ؟ أهاوشه بداوم وأنا جوعان


ضِرار الي سكت وهو يتذكر كلام خالته لوهّاج الصبًاح " أنا رايـحة لجارتنا .. ماعندي طاقة التحمل الكافية الي بتخليني أتحملهم لين تصحى مجنونتهم " كان متضايق مع ذلك ماوضح إنه سمع وماعلق وبنفس الوقت كان مرتاح إنه لافي بيبقى هنا معهم : عندي مناوبة .. لازم أروح لها
كايّد قال : مناوبة بيوم الجمعة ؟ وش هالحظ معك
رفع كتُوفه بهدوء وهو يقول : ماعندنا حظوظ العاطلين مثلكم
لافي قال بسخُرية : أي عاطلين وحنا نهاية ثانوي ؟ والأدهى والأمر أخوك المتخلف معلمنا
أقص يدي من فوق لو ماكان معلم بالواسطة .. ولا واحد مثله يكون معلم ؟ عيب ف حق هالمصطلح
رفع ضرار حاجبه بعدم إعجاب ولافي هز رأسه بضيق وهو يقول : دائماً توقف بصف الي أسبهم وتتركني على الطريق وحيّد .. خابت الهقاوِي فيك كثير ياضرار
أبتسم له بهدوء وقرب وهو يحبّ رأسه وبعدها مشى وهو يطلع من البيت .. وسط صدمة لافي الي باقي ثابّت مكانه .. كانت حركة ضِرار كـ معنى للإعتذار أو تطيّب خاطر بينما عند لافي شيء كبير جداً جداً !
بعدما مرت ساعات هاديّة ووهّاج أغلب الوقت ملتزم الصمت فيها .. أو يسولف مع غصُن الي كانت جنبه طول الوقت .. وكايّد ولافي في نقاشات طويلة .. تخللها دخول لافي لغرفة دُجى ومراقبته لها
كان يحمد ربه من كل حواسه إن ولا أحد فكر يسأل عن سبب الي صار معها .. ولا أحد فكر يحشر نفسه بخصوصيتها من ناحية هالموضوع .. ضِرار وفهد باغتتهم فكرة إنها أنهارت بسبب تعبها وحزنها الي راكمته فترة طويلة والي بسببه جسدها تهاوى من التعب .. وهذا كان العذُر الي أستنجتوه لحالتها .. والي أقنعهم زيادة لافِي الي قال بعد فترة من الراحة بتسعيد وعيّها وما يحتاج دكتور لأن هالحالة مرت فيها من قبل .. كان يدخل الغرفة ويجلس جنبّ رأسها وهو يتأملها بقهر كبير .. وقلبه كل ماله يضيق أكثر وأكثر بسبب حالتها .. قرر هالمرة ما يسمع لها ويبدأ يستفسر عن أفضل دكتور يعالج حالتها .. لأن ماعنده القدرة المطُلقة على البقاء جنب رأسها وهو مايدري متى بتصحى .. يوم ، يومين ؟ عشرة أيام ؟ مايقدر يبقى كل هالفترة وهو باقي صاحي .. كان متأكد إنه بينجن لو بقى كذا !
وكذا مرت ساعات الصبُح الأخيرة .. وبدأت مآذان الحيّ تصدع بصوت النِداء لصلاة الجمعة .. إنتهت مراسم الإستعداد للصلاة .. وغصُن الي تركوها ببيت جارتهُم وعند جدتها حليّمة .. إتجهو الثلاثة للمسجد .. ولا واحد منهم مالاحظ كميّة الإستغراب الكثيف بحضُور وهّاج هالخطبة معهم .. ولأنه كان محط كلامهم الفترة السابِقة وموضوع كل مجلس بالحيي

لافي ما أعجبه الوضع فحاول يصد نظراته عنهم ويوقف بحيث مايقدرون يناظرونه .. وكايّد فهم حركته وسوى مثله وسط إبتسامة وهاج الساخِرة .. تخبُطاتهم عشانه ماهي عاجبته مع ذلك مرر الموضوع .. لأنه أساساً ماكان مهتم بمقدار ذرة بنظراتهم ولا بهمساتهم ولا حتى محتوى كلامهم .. كان مُصر على التغييّر .. وهو حلف ما يلتفت أبداًً لتوافه الأمور



فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 15-05-21, 10:49 AM   #14

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,437
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


( البارت الثاني عشر )

هلوسّات عميقة .. تكرُر فضِيع لآخر ليلة قضتها بحضن أمها .. بدأت تِتعرق وتحس بالضِيقة تنتشر بجميع أجزاء جسدها
رفعت رأسها بكل قوتها من على السرير وهي تحس بالضيق ينـخر قلبها .. رفعت كفها وهي تمسح به على صدرها لعلها روحها تهدأ ! بدأت تُلقي نظرات سرِيعة للمكان وهي عاقدة حواجبّها .. شهقت بخوف وهي تستوعب الموقف الي أنحطّت فيه
حسّت بالرجفة تسري بجميع جسدها .. شعُور الخوف الي باغتها ماكان بالشيء القِليل .. ورجعت تنحط بنفس الموقف ولكن أسوء وأسوء
رجعت تعيش شعور الرهبّة الي عاشته لما أكتشفت إنها فقدت وعيّها يوم كامل في مبّنى شخص ما تعرف عنه أي شيء .. لولا لُطف الله في ذيّك الليلة .. بأي حالة كانت بتكون الحين ؟؟؟ حسّت بالدموع تحرق عيُونها من شعُور الخوف الي تمكّن منها .. تحس بإهانة عظيمة بحق ذاتها .. كيف تنهان ببيت وتنطرِد منه وبالنهايّة ينتهي بها الحال نايمّة بصدره ؟ فزت من مكانه برعب وهي تتذكر أهلها .. كيف بيكون موقفهم من إختفائها ! المرة السابِقة لافي لملم شتّات الموضوع .. ولكن الحين ؟ وش القطعة الصحيحة الي بترضى تسكتُهم عن حالاتها الغريبة ؟
وقفت من مكانها وهي تِدور على أغراضها لمتّها بسرعة وهي تمشي بإتجاه الباب . . ولكنها وقفت بمكانها وهي عاقدة حواجبها لما سمعت صُوت ضحكات عالية تختِرق سكُون المكان .. هذي ضحكة مو غريبة عليّها .. هذي ضحكة لُوز الخاص فِيها !
مشت بخُطوات هاديّة بإتجاه الشباك .. وهي تِفتح الستارة بخفة شدِيدة .. عقدت حواجبها بإستنكار شديد للأشخاص الي مُلتفين حول بعض وجلسة رايقة تجمعهم سوى .. ضِرار ، لافِي ، ولد خالتها الصِغير كايّد ، غُصنهم .. والأهم الشخص الي كان من ضمن المُستحيلات إنه يبقى بجلسّة يتخللها هالضحكات العالِية !
ركزت بعيُونها عليّهم وكلها تساؤلات .. هالأُلفة متى أحاطت فيهم ؟ ومتى صارُو بالقرب هذي لدرجة يتبادُلون الضحكات العفويّة بجلسة دافئة ؟
ألقت نظرات سرِيعة لجميع من بالجلسّة ولكنها أزاحت عيُونها للشخص الي تملئها التساؤلات بشأنه .. تحيط بها الإستفهامات لاحصر لها بمجرد النظر لتقاسّيم وجهه الغرِيبة
تأملته للحظات وهي تكتف يدِينها .. بينما ثغر الكل مليء بالضحكات .. كان هاديء وساكِن بشكل مُريب .. ساكِن بشكل يدعو للتساؤل " هل يظن إن فيه ضريبّة للضحكة ؟ أو إنه لاضحك بتسّود باقي لياليه ؟" إكتشفت إن مُعاناته كانت ضعف مُعاناة الفقد ..
مثلما هي فقدت الشخص الي كان يوجه حيّاتها ويختار لها .. ومن بعد فقده بدأت تتخبّط بحياتها لأنها إعتادت المشي على درب أُختير لها .. وسلوك قد رُسم لها !
هو فِقد الشخص يعتبِره رئته .. لدرجة إنه التنُفس صار يصعب وحيل عنده بدُونه !
من أول لقاء لهم وهي تحس بأن آثاره باقِية عليّها .. وكأنه شخص يتُرك أثر عميق بالمكان الي يخطو خطوة فِيه .. شخص يثبت وجُوده فعلاً
سرت قشعرِيرة عميقة بجميع أنحاء جسدها وهي تغمض عيُونها بكل طاقتها لما تذكرت آخر موقف حصل لهُم سوى .. أزاحت جُفونها عن عيناها بعجلة شدِيدة وهي تنزلها بسرعة لكفها .. ومن لمحت غُترته الي تِلطخت بدمها عضت على شفايفها بضيق .. تنهدت للحظات وهي تحاول تفهم المتاهة الي صارت داخلها .. هالنار الي تلعب بقلبها وش سببّها ؟
وهالأفكار الي أبت أن تُزاح عن عقلها وش المُبرر لها ؟؟؟ ليه بدأت مُعاناة هالوهّاج تشغلها بشكل مخيف ؟ ليه بدأ وقتها يُكرس فقط للتفكير بحياته المُعتمة ؟
أرخت عينها وهي تثُبتها على البقعة التي تحتوي جسّد وهّاج .. وهي ترتقب بشدة حركته القادمة
دخلت بنزال طفوُلي مع ذاتها .. إن كان بيبعد عينيه عن من حوله .. وبيرفع عينيّه بمستواها
وما إن شبّكت أصابع بعضها ببعض وهي تُركز عينيها بشدة على وجهه .. كتمت نفسها بكل قُوة وهي تناظـر بـتوتر وإرتبـاك لــه

الجلسّة تضغط عليه من كُل النواحي .. فليس بمعتاد على أصوات الضحكات العالِية .. ولا المحادثات الدافئة .. ولا حتى بإخوة يشاركُوه هذه الجلسّة العليلة .. سنوات مدِيدة كانت بمثابة أفكار صامِتة .. ووحدة قاتِمة .. لذلك هذا التغير المُفاجىء يضغط على روحه بشكل كثِيف .. فلولا أصابع هذه الصغِيرة الناعمة المُتشابِكة بأصابِع يديّه الخشنة الصلبة .. لهرب من هذه الجلسّة
إلتفت برأسه بإتجاه لافِي الذي إلتف حول الحطب وهو يقول : وقسم بالذي خلق البرد .. الي يتحدى الشمال إنه متخلف ولا يملك ذرة عقل .. يارجل وش هذا ؟
ضحك كايّد بخفوت : بلاك ماشفت شيء .. تونا ببداية الشتاء .. وبعدين لازم تتعود .. ترى وجبَ علينا نطّلع كشتة لقرية الثلج
عقد حواجبه وقال : وبعد ؟؟؟ تبيّنا نطلع لقرية كلها ثلج ؟ إسمعني زين ياحبيبي أنا إنسان ما أبغى أعيش جو الغرب .. لذلك خلني بوسط هالبيوت أبرك .. قال ثلج قال
أبتسم ضرار بضحكة وقال : نسينا هياطنا أمس ؟
ضربه على كتفه بقهر : تكفى إنطم .. أنت الله مرسلك لي ضرة وعدو مو أخ
إزدادت ضحكة ضِرار بسبب كلامه ولافي كشّر بوجهه ثم سكت للحظات وهو يقول : تصدق .. ولامرة قد كرهت حياتي مثل هالمرة ! والسبب إني مقابل وجيّهكم من أمس
وهّاج قطع الصمت وهو يقول : قم فارق أجل .. أنت منت بثور رابطيّن اللجام حقه لأجل لا يهرب
مسّك لافي جبهته بصدمة وكايّد أنفجر ضحك وهو يصفق : تستاهل .. مسوي نفسك آخر حبة
ناظرهم بطرف عينه وهو يعدل جلسته وقال بقهر : والله لولا دُجى الي بصدر بيتكم .. كان شفتو شيء عمركم ماشفتوه .. احمدو ربكم بس
تنهد لافي بخفوت وهو يشد قبّضة يده .. وهذي هي عدت 24 ساعة بدون ما تصحى .. والهم والقلق يكبر أكثر وأكثر .. فهد من أمس يتصل وحتى بصلاة الجمعة سأل عن توافه الأمور .. وعماته ما تركوه بحاله وكل دقيقة يرسلون يتطمنون عليّها .. وكل الي بيده يصرفهم .. ويترك أسئلتهم بدون أجوبة صادِقة .. لاينكر إن الخوف مستحل قلبه .. وخصُوصاً موضوع ترقبه الي مارح ينتهي .. ولكن وش بيتسفيد لو خذاها للمستشفى ؟ رح يكمل الترقُب والإنتظار ولكن رح تخلف هالروحة كارِثة كبيرة من دُجى لاصحت !
لذلك كله أمل .. إنها هالليلة بتنتهي رحلتها بالنوم القهري .. وبترجع لحالتها الطبيعيّة !
رفع رأسه وقال بإبتسامة : ياحياتي على هالبنت المسكينة .. من عصر وهي بحضن هالوحش وبس تناظرنا ببلاههة
رفع وهّاج نظره له بعدم إعجاب .. وغُصن ميَلت شفايفها وهي تقول : أنت الوحش
لحظات بسيطة .. قبل أن يمتلأ المكان ضحكات عاليّة على ملامح لافي المدهوشة .. وإبتسامة وهَاج الهادي
رفع يده وهو يتحسس تقاسّيم وجهه واللي بسبب إبتسامته العريضة أوجعه فكه .. حاوط غصُن بحنيّة .. ولافي أردف وقال : ماعلينا من هالحكي .. يالله نلعب وقسم بالله شوي وأنفجر من سواليفكم المكروهه هذي
كايّد عدل جلسته وقال وهو يضرب فخذه : ولا يضيق لك خاطر .. يالله وش تبي نلعب !
فتح كفوفه وهويثبّتها على كف كايّد وقال : ضربّة حارة .. والي نسمع صوت آهاته من الوجع ينقلع برى اللعبة
كايّد أبتسم بهدوء وقال : ولكنك تسبّح في الموية العكرة يا ولد الخالة
ناظره بطرف عينه وقال : ورننا قُدراتكم .. والي يفوز له الي يبي
ضِرار الي عدل جلسته مثلهم .. وفرد كفُوفه بحماس .. ثم ألتفت لوهّاج الي منفرد بظهره على الشجرة ولاكان مهتم أبداً بمحتوى كلامهم .. ولما أصر عليه لافِي أشر له بمعنى لا .. لولا يدين غُصن المتحمسة والي عدلت جلستها .. وهي تجلس جنب ضِرار وبيدها الثانية سحبت كف وهّاج وقالت بحماس : يالله نلعب معهم
الرفض ماكان بقامُوسه باللحظة ذي .. وضحكة لافِي العالية والصاخبِة واللي كانت بسبب تعديل وهّاج لجلسته وجلوسه جنب غُصن بكل إنصيّاع وهو يقول : لعبت بقلبه بنت الخمّس سنين .. ماخبّرنا طفلة البيّت تقدر على الجمُوح الي بقلب وهّاج

صبّ جُجل إهتمامه لكلام لافِي .. فهذه المرة الكلام لعب على الوتر الحسّاس بقلبه .. فعلاً هذا الي صار ؟
من كان يظن إن وهّاج .. بعد سنين طويلة من التعب بيقدر يستريح في إبتسامة وضحكة طفلة ماتعدت الخمسّ سنين !
تنحنح وهو يحط كفه فوق كفها وهي ضحكت بطفوُلية وحماس وسط نظراتهم الهاديّة
هز رأسه كايد وهو يبتسم بخُفوت .. وألتفت بسرعة وهو يضرب لافِي على يده بكل قوته.. لدرجة إنه فز من مكانه بصدمة ووجع : الله يكسّر يدينك يا متخلف
كايّد ناظره ببراءة : والله هذي لعبتك الي طلبّتها .. تحمل ماجاءك !
ناظره بحدة وهو يعض على شفايفه بقهر : إحمد ربك إنك مو الي بضربه .. والله بتتمنى الموت
هز رأسه بضحكة وضِرار يناظره بترقب شديد .. بينما لافي أستقام على رُكبته وهو يحمي يدينه .. ويستعرض قُدرته ولما كان بيضرب كف ضِرار إختل توازن يده وضربه بخفة .. وسط ضحكتهم على القوة الي تبخرت
أنحرج لافي وجلس وهو صامِت .. بينما ضرار أكمل اللعب وهو يضرب يدين غُصن بخفة الي بدورها أبتسمت بشجاعة وهي تقول : ما توجعني لأني قوية
ضحك لها ضِرار .. وهي ألتفت لوهّاج الي صار دوره تضربه .. أبتسمت وهي تدعيّ الشجاعة .. ووهاج لأجل يخليها تعيش الدُور .. غمض عيونه وهو يدعيّ الخوف منه .. ولكن بحركة غير إعتيّادية وغير مُتوقعة وبينما كان يترقبها تضرب يدينه بكل قوتهاة


إستشعر ملمس لطيّف على كفه .. وصُوت قبلة طفولية تسللت لمسامعه .. سرت بجسده قشعريرة مُخيفة .. وكفه بدأت حرارتها تزيد بشكل كارِثي .. تسلل الخوف لعيونه لدرجة إنه عجز عن فتحها .. ولكنه أجبّر نفسه .. فتحها وهو يناظر لغُصن الي منحنيّة وهي تقبّل كف يده بعدما عجزت عن ضربّها ومن رفعت رأسها هزته بالنِفي وهي تناظره ببراءة : لا تتِوجع أنا معك
الحرارة العميقة الي تسللت لجسده .. تدفقت بشكل كثيف وكبيّر لعيونه .. ولأول مرة من سنين عِجاف طويلة عاش فيها مع الجفَاف .. لأول مرة يحس بالِرواء في عيُونه بعدما عاشت في صحراء قاحِلة بسببَ بؤسها وجفافها .. وكأن حنيَة العالمين باللحظة هذي تفجرت من عيُونه .. عاجِز تماما عن الرمش .. أو عن التحرك خطُوات بسيطة عن المكان .. أو عن الهرب !
ففي كل مرة يشعر بالمشاعر العذبة هذه .. يلجأ للهرب بكل قوته .. هالمشاعر قوُية وهو ضعِيف ناحيّتها .. وحيل ضعيف !
ولكن هالمرة نظرات غُصن .. إبتسامتها الطفُولية الهادية .. يدينها الي ما زالت على كفه .. كانت كـ قُيود أجبرته على البقاء في مكانه .. وكـ شخص حُر كان يكره القيُود طّيلة حياته .. هذه المرة تمنى لو يبقى مُقيد لنهاية عمره !
لأن هذا الشعور أجبّر قلبه على الإرتجاف .. ومثلما تجمعت كل المشاعر ف عيُونه .. إنبثّق الغيّث العميق .. والذي بقي رهينة حُزنه خلال سنواته الماضية .. الحرارة التي كانت تسري في عيُونه .. كانت بفعل الدموع التي تجمعت بمحجر عيُونه .. فلا ذكرى حزينة لأخته كانت قادرة على إنزالها .. ولا كلمة حادة كحدة الرصاص من ثغر والدتها إستّطاعت .. ولا فعل أو نظرة أو حتى موقف عصِيب كان أو حزين أو مُخيف من شدة الكئابة أستطاع إزاحة السِتار عن هذه العيُون .. إنما موقف يشع من شدة النور .. موقف تنبّثق الحنيّة .. البراءة .. الطفُولة من جميع أجزاءه .. إستطاعت بُقبلة بريئة أن تخلص الجامِح من ثيران الغضّب .. ومن حزن مُعتم شهدت عليه روحه سنين طويلة !
بلع رِيقه بصعوبة .. ماكان شيء بسّيط كثر إنما كانت تُحسب من ضِمن المعجزات .. فالليالي الطويلة التي كانت يتوسّل فيها للبكاء لم تُمحى من ذاكرته بهذه السهولة ! مازال يذكر كيف كان يئن من شدة وجعه وهو يتمنى لو يُزاح الغطاء عن عينيه ويذرف الدمع لعل قلبه يُطهر من هذا التعب ! ولكن لا التعب رحمّه ولا الليالي الطويلة وقفت في صِفه ! ولكن هذا الحدث كان أشبّه بالمستحيل ! فكيف بمواقف تقشعر لها الأبدان تكون عاجزة عن تخليّص الجفاف عن عينيه ! بينما موقف غُصن الحنون .. فجر جمِيع محاجر الدمع من عينيه !
-تحسسّ الدمع بكفيه قبل أن يرفع رأسه .. ومسحها بعجلة شديدة وهو مرتبك وبقوة ! ولكنها أبت أن تنتهي .. إستمر بمسحها مراراً وتكراراً ولكنها مُستمرة بالإنهمار .. أيقن أن دموع الليالي المُوجعة بدأت تنهال جميعها بهذه اللحظة .. لم يرفع رأسه بمقدار سم واحد .. مُنحني به للأمام وهو صاد به عنهم ! لعل نظراتهم ترحمه باللحظة هذه ! تزايدت دقات قلبه بشكل مُهيب .. وأرتجفت كفوفه وهو مازال مُستمر بمسح دمعه الذي أربك جميع أجزاءه برهبّة شديدة .. ولكن عندما ملّت كفوفه من إزاحة الدمع عن خده .. وعندما حسّ بثقل عينيه من شِدة الدمع رفعها للأعلى لعلها تبقى ذخِيرة للأيام القادمة .. فالآن لايحتاج إليّها لتأتي بهذه الكثرة .. ولكن في هذه اللحظة .. إستقرت عيُونه بعيون دُجى التي تراقُبه من خلف النافذة !
عيُونه التي تفِيض بدموع هائلة من شدة هجُوم السرور على قلبه .. إحتضنت عيّناها المدُهوشة من هذه الدموع
بقيّت للحظة وهي تتأمله بذهُول .. ولكنها بسرعة إنحنت وهي تسحب السِتارة على الشبّاك
جلست على الأرض بخوف وهي تحاوط بذراعيّنها على جسدها .. وبدأت تنتفس بصوت مسمُوع .. وأفكار هائلة تنهال على عقلها .. ومشاعِر مُخيفة وكثيرة وعميّقة تسلطت على قلبّها !
-
أما عن وهّاجنا .. رفع يده بحرص شدِيد بعدما صد بوجهه عنهم على عجل شدِيد وهو يمسح الدمُوع الي فعلاً إتخذت مُنحنى جديد بعيّنيه .. !
ولكن هذه المرة من لامست دمُوعه الطريّة أصابع كفيه .. حتى إرتسمت إبتسامة هادية على وجهه .. عقِب الإبتسامة ضحكة خافتة وفرحة غامِرة .. وكأن الرداء الذي تمكّن منه منذُ الأزل .. خُلع بكل قوة عن جسّده
رجع يلتفت لهم .. ويوزع نظراته الهادية على وجُوههم المصدومة .. عقد حواجبه بإستنكار
بينما هم ماكانو مصعوقِين من غصُن .. كثر ماكانو مصعوقِين من موقف وهّاج وضحكته الي أوردت علامة إستفهام كبيرة في عقُولهم .. كانو فعلاً صاديّن عنه .. وتاركين له مساحة كبيرة بعيداً عن نظراتهم .. لذلك هو قدر يأخذ راحته وما يتضايّق لأنهم لمحو كل دمعه
أما عن كايّد فهبّطت راحة عميقة على قلبه .. وإبتسامته لم تغِب من بداية الموقف .. لافِي الي حسّ بشعور غريب من الموقف .. وآثر فيه بشكل كبِير لدرجة فعلاً كان بينهار مع وهّاج ولكنه إستطاع أن يعود لروحه المرِحة وهو يقول : لالا .. هذا يعتبر غُش وقلة مسؤولية .. ليه هو ما ينضرب حالة حالنا
وهّاج الي ناظره بإبتسامة فيها من التعالِي الشيء الكبيّر .. وقبل ما يقول إن اللعبة أنتهت لأنه مل
أشر لافي بقهر على كايّد : والله ما تنتهي اللعبة إلا بعدما ينتهي دُور كايّد !
-ضحك كايد وهو يهز رأسه .. ووهّاج أنبسط على حرقة أعصاب لافِي .. فأقترب وهو يبُوس رأس كايد
ورجع يجلس مكانه وهو يأخذ غُصن بحضنه ويحاوطها بذراعينها وعلى ثُغره إبتسامة هاديّة ..
كايّد كان مذهول .. والدهشّة تُحيط بكل أجزاءه
وكله تساؤُل .. هل الحنيّة طاغية عليه باللحظة هذي لدرجة مايقدر يسيّطر على تصرفاته !
ولكن لافي كان أشد منه صدمة .. والي وقف وناظر لضرار وهو يقول : هذولا عيال خالة ؟ هذولا فيّلم درامي مقبتس من قصة حقيقة .. حسبي الله لازم أجيهم ومناديلي في جيبي
ولا هذا - أشر على وهّاج - هذا الي ما يعرف للمشاعِر درب .. بدال ما يضرب أخوه يبوس رأسه
وين زر التشغيل حق الكرة الأرضية .. خلونا نشغله ونطفيّه عشان ترجع تشتغل بالشكل الصحيّح .. ولا شكل يبيّنا نهزها
كلامه كان يدور بمسامعهم وهم كاتمين ضحِكاتهم على شكل المفجُوع فعلاً !
وبعدما أنتهى من كلامه قالت غُصن بعدما زمّت شفايفها بخُفوت : الأميرة النائمة متى بتصحى؟
ألتفتو كلهم لها بإستغراب وهي أبتسمت ورمشت بهدوء وهي تأشر على كايّد : خال كايّد يقول إن أختكم الأميرة النائمة
ألتفت ضِرار وهو يناظره بطرف عينه .. ولافي ضرب كتفه بعصبية : نعم يالطيّب ؟ مبيّت النية ؟
ضحك كايد بفجعة من ردة فعلهم ووهّاج أبتسم من ضحكته .. بينما كايّد رجع يتنحنح ويقول للافِي : ياغبي إفهمها بالشكل المطُلوب .. لو كانت هي أميرة فأنت أخوها .. يعني الأمير المُستيقظ
سكت لافِي للحظات وهو يفكر .. بعدين ضحك وهو يهز رأسه : كفو والله . . قدرت تصرف الموضوع بطريقة إحترافية !
كايّد ضرب على صدره وهو يقول : أفا عليّك بس
ولافي أبتسم له .. وفعلاً مشى عنهم وهو يتجه للغرفة بينما ضرار كان صامت طول الوقت .. ولكن صمته كان لصوته بس .. إنما جميع مشاعره تتحدث !
-
-

فهد تأفف وهو يمسّح على وجهه بضيق .. وألتفت وهو يناظر لمعاني بقلق كبِير .. والي نطقت بهُدوء وهي تحمل بنبّرتها الصوتية الكثِير من الراحة لعلها تغزو فُؤاد هذا الأب : فهد ياعيوني .. إنهيّارهاا حق من حقوق التعب .. أنت غافِل إنها يُوميـن واقفة على رجـولها ؟ ما تـعترف بالليل ولا بنهار .. يومين بدون أكل صح .. بدون ما تغفى جفُونها أو تفكر تريّح جسدها .. يومين تشتغل بدون كلل أو ملل أو حتى راحة .. هذا غِير إنها ما تهتم بنفسها من قبل .. طبيعي يهجم عليها الإنهيّار هذا
رمش بضيق وهو يقول بخوف : بس الي تقولينه يامعاني ما يبرر إنها تبقى نايمة هالوقت كُله ! بدون ما تحس بنفسها أو بالمكان الي هي فيه ! هذا غِير لافي الي كلما أتصلت أتطمن يصرفني .. أو يقول مشغول يبه
علميني لي قلب يتحمل هالخوف ! أنا وأنتي نعرف من هي دُجى .. وكيف كانت هشّة وخفيفة حيل يا معاني .. ولو إن موت أمواج قلب شخصيّتها رأساً على عقب وصارت لنا دُجى جديدة .. ولكني موقن إن روحها ما زالت رقيقة .. وصعب عليها تحمل كل هالتعب !
وقبلما تتكلم معاني قالت خيّال بإستهزاء : وهذولا عيال خالتهم .. مايعترفون بشيء إسمه مستشفى ؟؟ البنت منهارة قدام عيونهم وساحبيّنها للغرفة ؟؟ ليكون بيعالجونها بالإسقاط النجمي
ناظرتها معاني بطرف عيّنها .. وفهد تنهد وهو يتذكر إنه سمع لافِي يقول لِضرار وهو يركض " لا يأخذونها المستشفى "
وهذا الي دبّل الخوف عنده لضعفين ..ليه نهاهم عن هالشيء ؟
وقف بعدما أنتهى صبره وقال : ماعاد عندي طاقة تحمل أكثر .. بروح أخذها وعسَاني أحملها بحضن بوسط الشارع .. اللمهم تكون تحت عيوني !
تنهدت معاني وفهد مشى وهو يعدل غُترته .. بينما خيال ميلت شفايفها بهُدوء .. بعد لحظات من خروج فهد وقفت وهي تِتجه لغرفة دُجى وتأفتت وهي تشوف الباب مفتوح : نسيت أقفل الباب بعدما أعطيتها الماء
دخلت الغرفة وهي تدُور على كانِدي بعيونها .. وعقدت حواجبها بعدما فقدِتها .. بدأت تدور عليها بأطراف الغُرفة ثم خرجت للصالة وللحوش ولكن مالقتها.. شهقت وهي تمشي لمعاني : معاني .. كاندي أختفت
وقفت معاني بخوف وهي تقول : لا يكُون خرجت ورى فهد ؟
تأفتت خيال بضيق وهي تقول : الحين تجي سيّارة تهرسها تحت عجلاتها
مشت معاني وهي تتجه لغرفتها : لو ترجع دُجى وما تِلقاها رح تنهار زود عن تعبّها ياخيال
خيال سكتت للحظات ثم قالت بخوف : وكُلنا ندري كمية حب دُجى لكاندي .. تحبها أكثر مني ومنك
فزت وهي تربت على كف معاني وقالت : بروح أدور عليّها أنا .. توه فهد طلع مستحيل تكون أبتعدت كثير
هزت رأسها معاني وخيال لبست عبايتها وطلعت على طول وهي تدور على كانِدي جنب الباب .. وهي تدعي ماتكون أبّتعدت !
-
بينما لاِفي الي من دخل الغرفة .. وشافها واقفة بنصها وهي تناظره بهُدوء .. أخذ نفس عميق وزفره بكل قُوته وهو يقترب بسّرعة ويضمها له بكل طاقته وهي ضحكت
أبتعد عنها وهو يناظرها بحدة : الموضوع ما يضحك .. بكل مرة بقعد أصارع الموت فيها ؟؟
ناظرته بطرف عينها وهي تقول : من الي يلعب من لحظات !
تنحنح وهو يقول : وتبغيني أوضح خوفي من مرضك قدام الكل ؟
تنهدت بضيق بيّنما هو قال : بكرة يُوم .. التلكؤ الي عشناه الفترة السابقة إنسيّه
كانت بتبدأ إسطوانتها العصبية ولكن عيون لافِي الي كانت مُتلبسة الخوف أخرستها
لافي أردف وقال : المرة الأولى سكت إبوي .. وهالمرة وجودك ببيت خالتي حليمة أجبره يبّتعد ولكن المرة الثالثة لا أنا ولا أنتي بنعرف وش يصير !
هزت رأسها بإِيجاب وسكتت بينما لافِي غمض عيونه بضيق شدِيد .. يوم كامل وداخل رُوحه خوف عمِيق .. ولا مو كل مرة رح يقدر يعيشه !
أشر لها تجهز نفسها وقال : إلبسي خليّنا نرجع بيتنا .. خالتك حليمة من الصبّاح هاربة من البيت عشان ما تشوفنا .. طقت روحي وأنا في هالفيلم الدرامي
تنهدت بضيّق من تصُرف حليّمة .. ولكنها ما شرهت
لذلك تجهزت بسرعة .. وهو مشى .. وعلى طول مشت وراه
ولما خرج من الغرفة ، وقف ضرار براحة وهو يشوفها تمشي معه ؛ وكله تساؤل عن سبب هالتعب الي ضل لافِي يرقعه طول اليوم السابِق !
بوقوف ضِرار أضطر كايّد يوقف ولكنه صاد .. بينما وهّاج ما أعطى إهتمام وهو مشغول بغُصن الي بحضنه
مشى ضرار وهو يستأذن منهم .. ويشكرهم على ضيّافتهم وخرج على طول .. وبعد لحظات فتّح كايّد للباب عقد حواجبه وعيونه على القطة الي بيدين فهد وقال : إستاذ فهد
فهد أبتسم بإحراج .. وبيدينه كانِدي الي من خرجت وراه على طول أنتبه لها وأخذها معه
واللي على طُول من حست بوُجود دُجى نطت من حضن فهد وتسللت من بين الوُقوف وهي توقف قدام دُجى وتبدأ تصدر صوتها بشوق شديد
والي أنحنت لها دُجى بلهفة وهي تبتسّم وتأخذه بحضنها
وهّاج الي من سمع إسم فهد .. وقف بعجلة شديد وهو يعدل ثوبه ويمسّك غُصن بكفه ويمشي على طول بإتجاه الباب
وقف قدام فهد وهو يبتسّم بحفاوة : حيّا الله الإستاذ فهد .. يعني لولا القرابة الي صارت بيننا ماشفناك قدام بيتنا .. عيب والله
فهد رمش بعدم إستيّعاب وهو يناظر لأسلوب وهَاج .. ولا كانت صدمته للإسلوب كثر صدمته ب كلمة " إستاذ " الي تسبق إسمه
تنحنح وهو يبادله السلام وقال : ولا يزعل لك خاطِر يا وهّاج .. ولكنك تعرف الظروف
أبتسم له وهّاج .. ولكنهم ألتفتو للافي الي قال : ضِرار وينه أختفى بسم الله !
كايّد أشر على الجهة القريبة منهم وقال : أحد أتصل فيه وراح له
عقد حواجبه لافِي بإستنكار وهو يمشي للجهة الي أشر لها كايّد .. ولكنه سُرعان ما آرتخى حاجبه بصدمة .. وهو يرمي غترته من كفه ويركض لجهة ضِرار .. وهالموقف كان قدام عيُون فهد والبقية والي من الخوف ركضُو بسرعة وراهم .. بينما وهّاج الي كانت غُصن متشابّكة بكفه .. ألتفت لدُجى وقال بعجلة : إنـتبهي على بنتي
قال لها هالكلمة بدون وعي منه .. ومشى على طول وهو يلحقهم
-
-
دُجى ناظرته للحظات ثم أنحنت وهي تأخذ غُصن الخائفة بحضنها وهي تطمنها .. الفضُول أعمى عيّنها
وأجتاحتها الرغبة بمعرفة سبب هالخوف كله .. لذلك شدت على غصن الي متمسكة بكتفها اليمين .. وعلى كانِدي الي بيده الييسار .. ومشت بخطوات حذِرة وهي تقترب من المكان الي تجمعو فيِه .. وقفت على بُعد خطوات طويلة عنهم .. ولكن المشهد كان حاِضرها كله .. لدرجة أنها وسّعت حدقات عيُونه بصدمة شدِيدة .. وشدت بذراعها على جسّد غُصن بكل رهبَة وخوف !
-
-
ضِرار وصلته رِسالة بوقت جلُوسه من وقاص .. يسأله عن مكان تواجده .. فرد عليه بأنه ببيت عمه سُلطان !
وبوقت خروج لافِي ودُجى من الغرفة وصلته الرسالة الثانية بأنه ينتظره جنب الباب !
لذلك إستأذن على عجل وخرج بخوف من إنه صارت مُصيبة بسبب إسلوب وقاص بالرسائل !
ومن إستقام قدام وقاص حتى قال بقلق : وش صايّر ؟ وش هالموضوع الي ما رضى ينتظر لوقت رجوعي !
ناظره بسخرية وقال : لي يوميّن أنتظرك وأنت بكنف البيت الي راحت حياتنا بسببّه .. عساك مرتاح بس ؟
ميّل شفايفه بعدم إعجاب للطاري الي حضر من جديد وقال بتهديد : لا تجيب طاري هالشيء من جديد يا وقاص .. ولاتنسى إن هالبيت لي خالة فيه !
وقاص سكت لأنه مو هالموضوع الي قطع الوقت عشانه .. وقال بصوت كُله سخرية وإستهزاء .. ونبرة الغضب تعتريه : إسمعني زين يا ضِرار .. أنا رجال أهم ماعليه سمعته .. وسالفة القتل الي خذت مننا أربع سنين حتى تنتسى مارح تتكرر
عقد حواجبه بإستغراب ووقاص أردف : والله ما أسمح لأحد يمس إسم آل سهيّل بسبب أختك الغريبة الي جاية وتبي تشتغل كوافيرة ف نص حيّنا .. هذي المفروض من عرفت إنها مرتبطة بإسم مثل إسمنا تنهى نفسها عن الخضوع بالمجال الي بنستصغر فيه !
قبل ما يكمل وقاص كلامه .. ضِرار لمح وصول فهد لذلك سحب وقاص بقوة من يده وهو يمشي مبتعد عن البيّت .. ووقاص أشتحن غضب وهو يحاول يفلت منه بس ماقدر .. ومن وقف ضِرار نفض يدينه بقوة وهو يناظره بحدة وقال بنبرة كلها تهديّد : والله لو تجيب طاري أختي على لسانك لأقصه لك قص .. تفهم ولا لا ؟
وقاص قال بتشديّد : أنا ماعلي لا منك ولا منها وعساكم بحريقة .. ولكن إنكم تقدمون على شيء يمس إسم آل سهيل والله لأحرقكم أنا بسببه
آخر عمري يقولون أخت ضرار آل سهيل كوافيرة ؟؟ هذا الي تطمح توصل له يوم إنك دليّت زوج أمك الناقص لديرتنا ؟ دامه بيجيَب هالفضيحة لأجل تنشر هالنقص عندنا ليه تدله على ديرتنا يا ضرار ؟؟؟
كان بيلتزم بهُدوءه الي أعتاد عليه .. وبتجاهله للأمور الي تغيظه وبتعامله معها بترويّ وهدُوء .. ولكن هالمرة كان عاجز تماماً .. تطرق وقاص للموضوع وكأن أخته فعلت رذيلة .. موضوع شبّ النار بصدره .. وخصوصا طريقة كلامه الي أستفزت ضِرار بكل قوة .. لدرجة إنه نزع عن شخصيته رِداء الحُلم .. وإستقر كفه على ياقة ثوب وقاص الي أنصدم وتراجع خطوات لورى
ضِرار قال بعصبية : أخوي على عيني ورأسي .. ولكن تتكلم بالطريقة ذي عن دُجى والله لأنسى إنك أخوي .. لا أنت ولا غيرك تتدخل فيها أو في خياراتها .. وعسّاها صارت كوافيرة بنص الحي أنت وش دخلك ؟ أنت من لأجل يكون عليك سلطة عليها؟ أنت من لأجل تتدخل بوظيفتها ؟؟
وقاص ما خضع لِضرار أو لهجومه عليه .. لذلك رد الهجوم وهو يشد بقبضته على عنق ضِرار والعصبية شُحنت بها كل جزء من جسده .. فخلال مروره بقهوة الحي اليوم .. تسلل لمسامعه ضحكات الشبّاب على ضرار آل سهيّل الي وافق تصير أخته كوافيرة .. ولأن ناس مثلهم ضعيفين إرادة .. مُتعالين بسبب قلة عقلهم وكثرة أموالهم .. يعتبرون مثل هذه المهن مذّلة !
وهذا الشيء سارِي مفعوله عند وقاص الي بدأ يضغط على عُنق ضرار وهو معصب ويسبّ ويشتم بكل طاقته عل ضِرار وأخته وكل من يوصل إسمه للسان وقاص .. وسط مقاومة ضِرار وذهُوله بأن وقاص ناوي الليلة ينهي عمر أنفاسه ! وبأنه فعلاً بيقتُله هاللليّلة !
-
-

بهالأثناء توسط جسد لافِي الشارع والي بدوره ركض بكل طاقته وهو يدف وقاص بكل طاقته من كتفه والي أختل توازنه وتلاصق جسده بالأرض بسبب إنزلاق رجله !
ضِرار بدأ يسعل وبشدة بسبب شدة ضغط وقاص على عُنقه
ووقاص رفع عيونه بحدة وهو يناظر للافي : تعتدي على معلمك يالخسيّس ؟
لافي الي مازال مفجوع بسبب نظرات وقاص الي قرأ بها نيّة موت ضِرار .. مع ذلك تخلى عن الفجعة والخوف .. وقال : معلمي تحت أسوار المدرسة .. وبرى أنت واحد من الملة .. وباللحظة ذي أنت الخسيس الي تحاول تعتدي على أخوي .. لذلك فارق من هالمكان قبل يصير شيء ما يسّرك
وقاص رمش بصدمة أعتلت كل جسده .. ولأول مرة بعد وهّاج طالب من طُلابه يتكلم معه بالطريقة المُستصغرة هذه !
-
رغم إنه ماصار له بالدائرة التعليمية سوى سنة إلا إنه معروف بصرامته لدرجة إن الطلاب يخافون منه حتى برى المدرسة !
قبل ما يوقف وقاص من مكانه إقتربُو كايّد وفهد بخوف ولكن سُرعان ما ألتفت كايّد برهبة لضرار الي مازال يحاول يلتقط أنفاسه .. وأقترب بعجلة وهو يحاول يساعده يتخطى هالأزمة التنفُسية خصوصاً بأن الربُو ملازمه وبشدة في هذه الفترة !
لذلك بدون ما يسأل ضِرار بدأ يبحث عن جهاز الربُو والي لقاه بجيبه الأمامي وعلى طول ناوله بيدينه وهو يحاول يساعده بينّما ضرار على طول أستجاب له .. بهالأثناء وقف وقاص بعجل وهو يُنفض التراب عن ثوبه .. وقال بنبرة تهديد .. مُتجاهل مكانة فهد الي واقف قدامه : إسمعوني زين يالعمّار .. بعد هالزمن كله مارح أرضى ولا أحد من آل سهيَل يرضى بأن إسم بنتكم الكوافيرة بيرتبط فينا .. لذلك خيار واحد لاثاني له .. تشدُون اللِجام على بنتكم وتمسكون جمُوحها وتخلونها تقضب أرضها .. وإن تبي تتوظف .. فتتوظف ببيت زوجها تطبخ وتنظف له !
تصاعد الغضب بكل من سمع كلام وقاص .. وخصوصاً بأنه لمس الوتر الحسّاس لهم .. أخت لافِي الوحيدة .. وبنت فهد البِكر ! كلمة وحدة سيئة بحقها كانت تكفيهم عشان يحرقون وقاص .. فكيّف بهالكم الهائل من التقليل ؟؟
قبل ما يخطي فهد خطُوة وحدة بإتجاه وقاص .. تسلل لمسامعه صُوت وهّاج الساخِر .. والي ضحكته الي كُلها إستهزاء يُسمع صوت صداها بالمكان : إرتبّط بإسم آل سهيل كلب الفلوس أبوك السفّاح القاتِل .. وصار هالإسم في القاع بسببّه .. ليه جاي تتفاخر بنسبك وتدافع عنه وأنت بأسفل السافلين ؟
بدأ الغضب يزيد بصدر وقاص خصُوصاً بأنه ما توقع وهّاج يجي .. ولاتوقع بأنهم بيجتمعون كلهم عليه بنفس المكان . . مع ذلك ماكان مهتم لهم كثر إهتمامه إنه ينتهي عهد دُجى مع مشغلها الي من شاف لُوحته وعقله ضربت فيُوزاته .. وبنفس الوقت ما يبي يسحب الموضوع لطاري أبوه لأن النظر للموضوع من هالناحية ما يخدمه ولا هو بصالحه لذلك قال : بسبب اللي تقوله بقينا نصارع القاع سنين طويلة.. لذلك ما برضى وحدة ناقصة ترجعنا للمكان الدنىء هذا !
إسمعوني زيّن .. إسمنا يلوح بين البراقي والرعادي .. ووظيفة مثل هالوظيفة بتساوي كرامة هالإسم بالأرض .. وجب عليكم من إرتبطو بشخص كان عائد لـ آل سهيّل وملك من أملاكه تحترمو هالإسم ولا تحاولون تنزلونه للقاع بسبب تفاهة عقولكم .. صح ولا لا يا إستاذ فهد ؟
وش بيحكون الناس عنك ؟ يا أبو الكوافيـ......
ألتزم الصمت بذُهول بِسبب !
-لافِي الي أشتحن الغضب بكل خلايّاه .. كان بيتقدم خطُوة بإتجاه وقاص.. وينسى بهالخطوة علاقة المُعلم والطالِب الي بينهم ! ولكن قبل أن يتهور
سكن بِمكانه بسبب قبضة ضِرار الي شوهت معالم وجه وقاص .. واللي تراجعت خُطواته لورى بذهول وصدمة أعترت كل أجزاءه .. ضِرار ولا مرة بحياته فكر يضربهم أو يمد يد عليهم .. ولكن هالمرة إختلت المعادلة !
كان يحاول يلتقط أنفاسه بشدة .. ويحاول يوازنها بكل طاقته .. ولكن إكمال وقاص للكلام أشعل النار بصدره .. يكفي يا المغضُوب .. يكفي الي تحملته هالدُجى من عذاب .. من أنت عشان توقف في طريق حلمها ؟ ومن هم الناس وكلامهم عشان يكونوا عثرة في دربها ؟
أنزل الجهاز من على فمه وهو يناظر بحدة وينطق بوعيّد : والله لو تفكر تتكلم عن دُجى بالطريقة ذي مرة ثانية .. لينتهي عهد الأخوة اللي بينّنا يا وقاص .. أنت وآل سهيّل بكبرهم في قعر من نار لو فكرتو بس تضروها أو توقفو شوكة في طريقها
هي بتكمل خطواتها .. وأنت و غيرك بتوقفون متفرِجين وأنتو تشوفوها تكمل الخطوة ..
وقاص كان بيتكلم .. ولكن ضِرار قال : كلمة زايدة تنطقها هاللحظة رح تشوف علم ثاني يا وقاص .. لذلك إقصر شرك وفارق من قدامي هاللحظة
وقاص نزل يده من على خشمه الي الألم مسّتقر بأنحَاءه ، وأشر بيّده بتهديد وهو يبتعد عن المكان
وضرار تنّهد بضيق بينما الكل ساكتِين ويناظرون لِضرار بذهول .. متى طلع من إطار الهدوء ؟
فهد كان ملتزم الصمّت .. لأن هالمرة لها إخوان يقفلون كل فم يحاول يتكلم عليّها .. كان يشهد على دفاعهم عنها ويحس إن راحة العالمين أستقرت بين ثنايا رُوحه !
-
بينما دُجى كانت شادّة بكل قُوتها على كانِدي وعيُونها مستقر بوسط المكان الي يجمعهم .. الذهُول يعترِيها .. والخوف سكن داخِلها لوهلة بسبب كلام وقاص .. "هذا من لأجل ينطق بالحكي اللئيم ؟" ولكن تِلاشى الخُوف بسبب الموقف الي دار تحت مرأ عيونها .. تناقُض الشخصيات الي حضر قدامها ترك علامات إستفهام كثيفة برأسها
إبتسّامة ساخِرة وكلام هادي من ثُغر وهاج الي معروف بتهوره !
سكُون وثبّات من فهد الي عُرف بحرصه على عياله !
غضب وتهور من لافِي الي المرح مستقر بروحه !
والأهم ضِرار الساكِن الرايق .. والي حتى صُوته ما ينرفع بمجلس هالمرة كان غير تماماً .. هالمرة وكأنه نمر يقنُص بكل شراسّة .. تخلى عن مبادئه وهدُوءه ولبس ثوب الغضب وهو مو ثوبه .. بس عشان يدافع عن دُجى وحلمها .. دُجى الي بكل مرة تحاول تكسّر مجاديفه بسبب ظنونها بأنه السبّب بحزن أُمها الي أدى لموتها
-هالمرة مشاعر كثيفة تمكنت من صدرها .. مشاعر دافئة وعمِيقة بعُمق روحها .. لأنها هالمرة تعرفت على جوانب مُختلفة من شخصيات تبي تتّعمق فيها !
إنتهى اليُوم بعدما تفرقو كُلهم .. وهّاج الي نزلت غُصن من حضن دُجى وراحت له .. وكايّد الي رجع البيت .. ضِرار الي توجه لُوجهته .. وفهد الي تكاتف مع لافِي وبيده الثانية يدين دُجى الي تنافس الغيّم من راحتها
-
وبينّما مشاعر لطِيفة تتنافس بحماس في رُوح دُجى .. كان الخوف الشعور الوحيِد الي بقلب خيّال
الي وقفت بمكانها وهي تناظر برهبّة : أنا متى أبتعدت عن البيت هالكثر ؟
بدأت توزع نظراتها على المكان وهي تِتنفس بسُرعة شدِيدة ! كانت تبّحث عن كانِدي بكل طاقتها .. وتناظر لكل بُقعة ممكن إن كاندي تتخبى فيها .. لدرجة إنها أبّتعدت إبتِعاد كُلي عن البيت بدون ما تحس بنفسها .. بلعت رِيقها بصعوبة وهي تحاول تِستذكر الطريق الي جاءت منه ولكن القلق مسَيطر على أجزاءها لدرجة عجزت تتذكره !
رفعت كفوفها وهي تحطها على صدرها وغمضت عيُونها وهي تحاول تِجمع كل الطاقة المتبقِية بروحها .. وبهَاللحظات .. لاح بذاكِرتها الرُواية الي قرأتها قبل مدة ليّست بالطويلة .. والي ذُكر لأحد صفحاتها حدث البطلة اللِي روح المغامرة متمكنة مِنها .. الحدث الي ضاعِت فيه بأحد الغابات ولكن كانت الرغبة بإستكشاف المكان والحصول على مغامرة جديدة تغلب شعُورها بالخوف .. لذلك دارت بأطراف الغابة وهي تتعرف على أركانها بالتالي عرفت طرِيق الخروج
لذلك نزلت يدينها خيّال بشجاعة عن صدرها وهي تأخذ نفس بكل قوة وتزفره بثبّات وقال : الحين وقت الإستفادة من قراءتي الكثيفة للروايات .. لا للخوف .. ونعم لحس المُغامرة !
وهذي كانت الطريقة الوحيدة عشان تقدر تتحرك خطوة وحدة من مكانها .. لأن شخصية رقيقة مثل شخصيّة خيال لو بقت بالمكان هذا مع شعُور الخوف رح تِتلاشى روحها !
بدأت تحرك خطواتها بأحد الإتجاهات وهي تسترق النظر لمعالم هذا الشاِرع .. وعندما إبتّعدت بخطوات كافِية توقفت بمكانها بإستنكار شديد لأحد البيُوت المطفأة أنواره .. والي الرهبّة تحوف أرجاءه ك بيت مُسكون بأحد أفلام الرُعب المُميتة .. توقفت لوهلة وهي توزع نظرات خائفة للمكان وذراعيها تُحاوِط صدرها وكأنها تحاول أن تُبقى قلبها داخله حتى لا يخرُج راكضاً من شدة الخوف .. ولكن هذا الرعب لم يدُم طويلاً .. فمازالت رواية البطلة المُغامرة تستقر بعقلها ..
إقتربت بخطوات مُتثاقلة وهي تستجمع شجاعتها .. عندما ركزت بالنظر على أطراف البيّت المُهترئة أيقنت أشد اليقين أنه فارغ من الأجساد البشرِية .. فلن يقبل أحد أن يسكن بهذه " الخرابّة " .. وقفت أمام الباب
وروحها التي يسكُنها القلق والرعب .. تتقاتل وبشدة مع الروُح التي ملئت طاقة بسبب الرواية .. وكعادة خيال دائماً كفة الروايات التي تتفوق لذلك دفعت الباب بيدها واللي على طول إنفّتح وناظرت للمكان المُظلم بحماس شدِيد .. ورغم إن الخوف طاغي ولكن الرغبة في الإستشكاف كثِيفة .. تقدمت بخُطوات مرتجفة لِلمكان وهي تلقي نظرات سريعة .. خطوة للأمام وخطوتين للخلف من الرعب .. ولكنها مازالت مُصرة في إستراق النظر لهذا البيت الي أثار الحماسة بداخلها .. ولكن توقفت قدامها عن التحرك .. حتى ظنت أنها لن تتحرك مرة أخرى وستبقى عاجزة عن الحركة طيّلة حياتها .. لم يكن قدامها الوحيّدة العاجزة عن الحركة حتى قلبها .. بينما بقية أطراف جسدها ترتجف وبشدة لدرجة أن عيناها أصبحت ترتعش بسبب الصوت القوي اللي داهم مسامِعها ..
بدأت ترتِعش لدرجة أنها أصبحت تصدر أصوات خارِجة عن إرادتها .. وتهلوس بهلوسات لا أساس لها وهي ترتجف بخوف .. وكل خلاياها تُلقي اللوم على عقلها الي فكر يدخل بمغامرة وهي يعلم أن قلبها رقيق يخاف الفراش فكيف بجن ؟
غمضت عيونها وهي تحاول تتِذكر آيات من القرآن لتقف حصن بينها وبين كل شيء يحاول أن يؤذيها ولكن حتى ذاكرتها خانتها بهذه اللحظة .. وعجزت عن تذكر آية واحدة !
-
بهذه الأثنَاء كان يقف خلف باب الصالة الرئيسة لهذا البيت .. وهو مذهول .. أو بالأحرى مفجوع !
فعندما أسقط الولاعة من يدِه لم يعلم أنه سيِوقِظ أحد بهذا البيّت .. الهلوسات التي تسللت لمسامعه تركت الخوف يستقر بقلبه .. لأن هذه المرة الأولى التي يسمع فيها صوت غير صوت خطُواته في هذا البيت !
بدأ يتلو الآيات وهو يقول بصوت جهُور : إن كنت عبداً لله وتؤمن به وبرسوله فأهرب .. وإن كنت من إخواننا الجن فأهرب



فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 15-05-21, 10:50 AM   #15

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,437
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي




( البارت الثالث عشر)

كان يكرر هذا الكلام من خوفه وبدون ما ينتظر ردة الفعل
ولكن خيال فتحت عيونها الباكية بدهشة من الصوت البشِري الي تسلل لمسامعها.. والأهم للكلام الي يقوله " إخواننا الجن " يعني هو بني آدم؟
أنزلت يدها من على صدرها وهي تتنفس براحة مؤقتة .. فعلى الأقل خصمها ليس بجني !
قلبها مازال يرتِجف وأصوات خطواته بإتجاهها زاد خوفها خوف .. لذلك بكت بصوت عالي وهي تحاول تلقى مكان الخروج ولكن الظلام الي يحيَط فيها ربط يدينها لدرجة إنها صارت تضرب الجدار وهي تتحسس مكان الخرُوج
أما هو كان مرتبّك .. فصوت بكاها دمر قلبه من النحيّب اللي يتخلله ، ماكان يعرف وش يسوي .. يخاف ويرتبّك ؟ ولا يحاول يقترب منها ويساعدها .. جواله طاح من يده والولاعة تلاشت بالظلام وما بيده إلا شمعة بدون نار
غمض عيونه بقهر وكله غيّظ لهالإنسانة الي تلبسّتها روح المغامرة وقررت تدخل بيت خالي من الروح بس عشان تدعم حس مغامرتها قال بإرتباك : إهديي صلي على النبيي .. وعلميني وش تسوين هنا
خيال زادت عصبيتها وبكاءها .. وكأنه وقت يسأل هالسؤال .. بكت بخوف أكثر وهي تلوم رواياتها الي تركت له الجراءة عشان تقدم على هالخطوة .. فقالت بتوتر وبصوت كله نحيّب : تكفى لا تأذيني
والله جيت بسبب تهوري .. شغل الكهرباء أبي أطلع
توتر أكثر .. فالكهرباء بالمكان هذا له سنين ما تسدد وله سنين ما أشتغل لذلك قال بضيق : مالي قدرة على تشغيّلها .. لأن هالمكان مهجور من سنين طويلة
خيال كانت بتنهار من شدة خوفها .. خصوصاً إنها بمكان خالي من الضوء .. ومع رجل ما تعرف أساسه
وكله بسبب تهورها وخطوتها الغبية .. وهي أصلاً حساسة وخوافة .. فكيّف بدخولها للمكان هذا؟؟
إلتزمت الصمت وهي تدور لباب الخروج .. بيّنما هو رجع للصالة وهو ينحني ويجلس على ركبه يدور للولاعة .. وبهالوقت كان صوتها منقطع فخاف كثير يكون صار فيها شيء وتبقى بذمته .. لذلك قرر يتكلم لعله يوصل لها صوته وتطمئن بهالعتمة .. وكل كلامه بهاللحظة ذي كان عفوي جداً .. ومافكر فيّه أبداً كان ينطقه على طول بدون ما يتأمله : أنا هنا كلما ضاقت الدنيّا علي .. لأني بمكان كله ظلام
فأعتقد إني بصيّرتي بتكون معميّة عن حزني .. وأظن إني قدرتي بتتبخر عن الرؤية .. لذلك هالبيّت ملفاااي من حزني .. لأني أبقى فيه وحيّد بعيد عن كل العيون .. وبوسط وحدتي بدون ضجيج الي حولي
عض على شفايفه بقهر لما أستوعب إنها تعدت على وحدته .. وبنفس الوقت لقى الولاعة ففز من مكانه بسرعة .. وهو يشغل فيها الشمعة ويدعي إنها فعلاً ماصار فيها شيء من شدة خوفها .. خصوصاً بأن صوتها أنقطع من لما بدأ يتكلم !
ومن خرج من الصالة .. للمدخل الرئيسي للبيت المهجُور لقى ظلها وهي تدور بالمكان لذلك وقف مكانه .. وترك الشمعة على الأرض وقال بصوت خافِت : هذا النور .. خذيّه وإطلعي من هنا .. وإنتبهي لخطواتك وين توديّك المرات الجايّة .. لأن ما بيكُون فيه نور من جديد
رجع للصالة وهي أتجهت بسرعة وأخذت الشمعة منن على الأرض وهي تنور لها المكان
ثم ركضت بكل طاقتها برى البيت وهي توقف بمكان مضيء كلياً وهي تتنفس بكل خوف .. وكأن القوة والشجاعة التي تحلت بها قبل دخولها للبيت تلاشت ..-
أما هو كان مرتبّك .. فصوت بكاها دمر قلبه من النحيّب اللي يتخلله ، ماكان يعرف وش يسوي .. يخاف ويرتبّك ؟ ولا يحاول يقترب منها ويساعدها .. جواله طاح من يده والولاعة تلاشت بالظلام وما بيده إلا شمعة بدون نار
غمض عيونه بقهر وكله غيّظ لهالإنسانة الي تلبسّتها روح المغامرة وقررت تدخل بيت خالي من الروح بس عشان تدعم حس مغامرتها قال بإرتباك : إهديي صلي على النبيي .. وعلميني وش تسوين هنا
خيال زادت عصبيتها وبكاءها .. وكأنه وقت يسأل هالسؤال .. بكت بخوف أكثر وهي تلوم رواياتها الي تركت له الجراءة عشان تقدم على هالخطوة .. فقالت بتوتر وبصوت كله نحيّب : تكفى لا تأذيني
والله جيت بسبب تهوري .. شغل الكهرباء أبي أطلع
توتر أكثر .. فالكهرباء بالمكان هذا له سنين ما تسدد وله سنين ما أشتغل لذلك قال بضيق : مالي قدرة على تشغيّلها .. لأن هالمكان مهجور من سنين طويلة
خيال كانت بتنهار من شدة خوفها .. خصوصاً إنها بمكان خالي من الضوء .. ومع رجل ما تعرف أساسه
وكله بسبب تهورها وخطوتها الغبية .. وهي أصلاً حساسة وخوافة .. فكيّف بدخولها للمكان هذا؟؟
إلتزمت الصمت وهي تدور لباب الخروج .. بيّنما هو رجع للصالة وهو ينحني ويجلس على ركبه يدور للولاعة .. وبهالوقت كان صوتها منقطع فخاف كثير يكون صار فيها شيء وتبقى بذمته .. لذلك قرر يتكلم لعله يوصل لها صوته وتطمئن بهالعتمة .. وكل كلامه بهاللحظة ذي كان عفوي جداً .. ومافكر فيّه أبداً كان ينطقه على طول بدون ما يتأمله : أنا هنا كلما ضاقت الدنيّا علي .. لأني بمكان كله ظلام
فأعتقد إني بصيّرتي بتكون معميّة عن حزني .. وأظن إني قدرتي بتتبخر عن الرؤية .. لذلك هالبيّت ملفاااي من حزني .. لأني أبقى فيه وحيّد بعيد عن كل العيون .. وبوسط وحدتي بدون ضجيج الي حولي
عض على شفايفه بقهر لما أستوعب إنها تعدت على وحدته .. وبنفس الوقت لقى الولاعة ففز من مكانه بسرعة .. وهو يشغل فيها الشمعة ويدعي إنها فعلاً ماصار فيها شيء من شدة خوفها .. خصوصاً بأن صوتها أنقطع من لما بدأ يتكلم !
ومن خرج من الصالة .. للمدخل الرئيسي للبيت المهجُور لقى ظلها وهي تدور بالمكان لذلك وقف مكانه .. وترك الشمعة على الأرض وقال بصوت خافِت : هذا النور .. خذيّه وإطلعي من هنا .. وإنتبهي لخطواتك وين توديّك المرات الجايّة .. لأن ما بيكُون فيه نور من جديد
رجع للصالة وهي أتجهت بسرعة وأخذت الشمعة منن على الأرض وهي تنور لها المكان
ثم ركضت بكل طاقتها برى البيت وهي توقف بمكان مضيء كلياً وهي تتنفس بكل خوف .. وكأن القوة والشجاعة التي تحلت بها قبل دخولها للبيت تلاشت ..
بدأت تستوقف نفسّها وهي تحاول أن تنفي أفعالها .. دخُولها لبيت يحفه الرعب ! محاولتها في البقاء فيه ! ثبَاتها للحظة قدام صوت الغريَب ! بكاءها ومواساته لها لأجل ما تنهار .. كلامه والشمعة الي على الأرض بكت بخوف وهي تحاول تستعيّد تنفسها الطبيعي .. وبعدما هدأت للحظات مسحت دموعها بعجلة ووقفت بمكانها وهي تتأمل الموقف اللي عاشته قبّل لحظات .. ناسيّة تماماً الخوف والبكاء الي تخلله: هل أنا عشت بأحد الكتب اللي بمكتبتي ؟ وهل هو كاتِب مشهور الي كتب هالحدث لأجل أعيشه ؟ ليه أحس إني كنت برواية وأنا بطلتها !!
رفعت يدها وهي تمسح دموع الرهبّة من جديد ببراءة .. ووكأنها نست الخوف الي عاشته قبل لحظات والي كانت بتموت بسببه .. ثم أبّتسمت ببِلاهة وهي تمشي بخطوات كلها خفة وهي عاجزة تماماً عن إستيعاب الموقف الحاصل قبل دقائق معدودة .. في هذه الأثناء إلتفت بكل صدمة وهي تشوف فهد يمشي وبمحاذاته دُجى ولافِي .. ناظرت للشارع الخالي من حسّ أحد ثم ركضت بكل طاقتها لهم وهي توقف وتِنحني عندهم وهي تلتقط أنفاسها
بينما هم مصدومين بوضعها ويناظروها بخوف
وقبل ما ينطق فهد إرتفعت عن المكان وهي تناظر لكاندي بذهول : حرام عليك يا فهد .. ليش ماقلت إنك خذيت كاندي معك ؟
فهد ناظرها بإستغراب وقال : خرجت وراي .. وخذيتها معي
تنهدت بضيق وهي تقول بعتب :لي ساعة أدور عليها بالشوارع بكل خوف .. وأزيدك من الشعر بيت ضيعت الطريق وكنت بموت من الخوف .. كنت خايفة تكون ضيعت طريقها وضاعت عن البيت .. كنت خايفة تزعل دُجى
دُجى رمشت بعدم إستيعاب وهي تناظرهم بصدمة .. وكلها تساؤل " مابال الأمة اليوم إتفقت على إدهاشها " إلتزمت الصمت على مضض بينما لافِي إبتعد عن فهد وهو يحتضن ذراعها بحنيّة : كلنا شكر لمقام حضرتك ياعمة .. كفيتي ووفيتي ونعتذر إن مقام السيّد الوالد ماعطاك خبر إن خذاها معه .. لايكون شلتي بخاطرك مننا بس ؟
أبتسمت بخُفوت وهي تهز رأسها بنفي .. بينما لافي بادلها الإبتسامة ومشى خلف فهد ودُجى الي سبقوهم .. خيّال مازالت خطواتها متثاقلة وكلها حيرة ودهشة .. والذهول مازال مُحيّط فيها .. فموقفها قبل لحظات يستحيل يعدي بسهولة .. بتبدأ تعيشه بذاكرتها مراراً وتكراراً ! وبتبدأ تعيش المشاعر الي سيطرت عليها المغامرة قبل لحظات !
تنهد كايّد بضيق .. بينما وهاج الي كان منشغل من غُصن ودميتها قال بهُدوء : مهب معقول إن الحقد الي بقلبّك عليهم بسبب سفر خالتي أمواج لبرى ونسيانها لك .. فيه شيء غيره يايمة ولا ؟؟
إلتفت بعصبية وهي تناظره وقالت : نسيّانها لي سبب كافي ووافي لأجل أكرهها وأكره كل سلالتها .. تركها لولدها وراها بدون ماتسأل عن حاله .. أو تتواصل معه .. ورميّه على أعتاب البيت بدون ما تلتفت سبب يخليني أدعي عليها طول حياتي .. وهذا ما يكفي .. أمواج السبب الرئيسي بحياة الشقى الي عشتها طول حياتي
عقد حواجبه وهّاج بسبب إندِفاعها الكبير ووقف وهو يناظرها بإستغراب : وش سوت لأجل تعيشين الشقى بسببّها ؟
أبتسمت بسخرُية وهي تِتذكر إن أمواج الشخص الي أصر عليّها عشان تتزوج سلطان بسبب مكانة أهله .. ولأنها ماكانت تدري أصلاً بشخصيته !
مالامتها لهالشيء .. كثر مالمتها بأول شهور زواجهم .. لما مد يده سلطان عليها لأول مرة .. ولما ركضت بكل طاقتها لبيت أمواج وهي تشتكي لها وتبكي عندها .. تذكرت كيف صبَرتها أمواج وألزمتها بالتحمل .. بالنهاية هذا زوجها ولازم تصبر عليه .. ولازم تختل أعصابه بوقت غضبه فلازم تسكت وتتحمل وأكيد مارح يكررها
وفعلاً سمعت حليّمة كلام أختها .. بالنهاية هي مثل إسمها عِرفت بالحُلم والصبر .. ورجعت البيت على مضض .. ولكن ياللأسف تكررت الضربة بضربتين
وهالمرة فعلاً لجئت لأختها وهي تشتكي من جديد .. نهرِتها أمواج وعلمتها تِصبر وتتحمل .. مارح ترضى يلحق إسم أختها لقب"مُطلقة" بسبب كم ضربة شوهت جسّدها ! وهكذا رجعت لحياتها حليمة .. وبدال الضربة مية ضربة .. وطاقة التحمل تزيد أكثر وأكثر لدرجة إنها صارت مرِنة للضرب .. لدرجة إنها صارت ضعيفة تُضرب فتذهب للنوم .. ووجب عليها تستقيظ ف صباح اليوم التاِلي بدون ما تزعل أو يوضح على وجهها العتب .. لأجل ما يتضايق سُلطان .. وكذا عاشت أول سنة من زواجها .. وبيوم من الأيام رجعت لبيت أبوها لما سمعت إن أمواج فيه.. جلست بإستغراب لما لقتها تبكي عند أبوها وهي تقول له " يايبة ضربني وأهانني بالضرب .. ومن متى رجل يتعدى على بنت من بناتك ؟ إنتصف لي منه يبة .. خذ طلاقي بيدك والله ما أبقى عنده دقيقة وحدة .. يبة دامه مد يده علي أول مرة يعني بيمدها ثاني وثالث مرة .. يبة ماقدر أبقى عنده "
بقت ملتزمة الصمت بصدمة أجتاحت أركانها .. أُختها الي أجبرتها على التحمل لأنه زوجها .. الآن تطلب الطلاق لنفس السبب ! ماقدرت تنطق بحرف واحد .. لا باللحظة الي سمعت فيها الكلام ولا بعدها !
ظلت ملتزمة الصمت طوال الأشهر الخمسة الي بقت فيها مع أختها بخصام ومعارك ومشادّات كلامية بسبب ضرار وإهمال أمواج له .. وحتى بزواج أختها من فهد .. الي أشتطرت عليه يأخذها لبرى الشمال ظلت ملتزمة الصمت .. وبعد ليلة زواجها إنقطعت جميع السُبل بينهم .. حتى الإتصالات قُطعت وأخبارهم لم تعرف للأخرى .. توفي أبيهم وقلبه كله حسرة من شدة شوقه لأمواج الي نست أبوها .. وبكذا تضاعف الكُره بقلبها على أختها .. لنسيانها لهم ولإبنها .. ضِرار الي صار بمثابة إبن لحليمة .. وفضّلته على كُل عيالها .. وحبها وحنانها الي المُفترض يقسم على الجميع .. كان فقط لضِرار .. لأنه بنظرها هو الوحيد الي يستحقه
عادت للواقع .. وهي تناظره بهدوء لوهّاج : لا تتدخل بيني وبين طيف أمواج .. لي الحق بكرهها وكره كل الي من صلبها .. خلك بهمك وظلامك أنت .. خلك بعيالها الي توسطو قلبك .. ويارب إن نية توسطُهم غير يا وهّاج لأجل ما أصيبك بالهم !
سكت وهاج بصدمة بسبب كلامها ومازال صدى جملة " أصيبك بالهم" ترن بمسامعه .. فيه أم تحاول تصيب ولدها بالهم ؟ يالله وقع الكلمات كان عمِيق عليه .. بالنهاية الشخص الي يرمي كلمة دون ما يحسب حسابها .. هي الي بتبقى أذى بقلب مُتلقيها وبيتضايق بسببها طول وقته !
أزاح غُصن عنه وهو يناظرها بهُدوء .. ثم أبتسم بحنيّة وهو يمسح على شعرها ويقول : روحي لخال كايّد .. وأنا بروح وأرجع طيّب ؟
هزت رأسها بالنفي وقالت : إوعدني إنك بترجع ؟
إشتدت إبتسامته بضيق وقال : والله إني برجع .. يالله روحي
مشت لكايّد بإنقياد .. وهو على طول خلى جسده من أركان البيّت الي ضغطت على روحه بسبب حكي أمه .. وقرر يغيّر الوجهة لأجل ينسى هالحكي ! لذلك فتح باب سيّارته وأنطلق بطريقه .. وبعد دقايّق
إستقر بوقوفه أمام " مقهى بنيّان " ونزل بخفُوت ويدينه تحتِضن الكتاب اللي آسره .. يحلف إنه ألهمه تصرفات عمِيقة .. وبأنه أضاف النُور لحياته .. فالكلمات التي كُتبت لم تكن عابِرة قدر ماكانت ثمينة ! توقف بمكانه وكعادة بنيّان في تمام الساعة التاسِعة .. يجلس بمكانه المُفضل بمقهاه .. والشاي على الطاولة بجانبه كعكته المفُضلة ! وبجانبها الراديِو .. الي يصدع بالأرجاء صُوت المذيع " بُرهان الصعب " فيه !
إرتفعت عيناه على مستوى وُقوف وهّاج ثم أبّتسم بوقار وهو يلمح الكتاب بين كفيه .. أشر له على عجل وهو يقول : تعال .. بُرهان بدأ ينطق بكلامه الي من ذهب .. ووجبّ عليك تسمعه دامك وصلت لأعتاب مقهايّ !
هز رأسه وهّاج بقبول .. وأتجه على طول للطاولة وهو يجلس جنّب بنيان الي بدؤ يستمعون بخُفوت لكلام المُذيع بُرهان

" طالما كنت تفترش الأرض وتلتحف السماء،
فأنت على قيد الحياة، على قيد الأمل، على قيد التطلعات...
ولطالما كنت كذلك، فعليك أن تبني سُلماً للسماء، لا أن تحفر قبرك بيديك.
وهل تعرف ما معنى أن يعيش الإنسان ؟
معناه أن يشمّر عن ساعديه ويبحث عن المتاعب...
لا مفر
لطالما اعتقدت أن الموت نهاية سعيدة للهروب من هذه الحياة...
ولكنني اكتشفت مؤخراً أن الموت ليس خياراً جيداً للتخلص من الحياة...
يقول نجيب محفوظ: هذه هي الحياة أنك تتنازل عن متعك الواحدة بعد الأخرى حتى لا يبقي منها شيء وعندئذ تعلم أنه قد حان وقت الرحيل...
وهل يحين الرحيل قبل أن نبدأ ؟"م"
تراكمت إبتسامات خافِتة على ثُغر وهّاج جراء كلام بُرهان الي لمّس أقصى جرح بقلبه .. وعندما إنتهى البرنامج الإذاعي .. قال بنيّان بهُدوء وإتزان إعتاد عليه : إعتزل الي يوجعك يا وهّاج .. إعتزله لأجل يكمل النُور الي يحمله إسمك !
خُفتِت إبتسامته وتلاشت شيئاً فشيئاً وهو يمُيل رأسه من شدة ثُقله : أنا مُوجعني وأنا أذى نفسي ومؤذيني .. يا كيّف أعتزلني يالجنوبي ؟
إستقرت تنهيدة عمِيقة بروح بنيّان .. ولكن قال بخفوت مُحاولاً منه يغير الموضوع بمرح : ولكنك غير عن قبل
ناظره وهّاج بتساؤل وبنيان إشتدت إبتسامته وقال : النُور بوجهك .. والوهّج بروحك ماهو بإسمك وبس ! الواضح إن التغييّر للأفضل حصل
أبتسّم وهاج .. وقال بلا وعي وكأن وده أحد يشاركه قلبه : تخيّل .. اليوم رأفت بي عيني .. وإنفتح درب الجفاف اللي أستمر لخمس سنين .. تخيّل ؟ أسبابي العظيمة الي وجبّ علي أنوح وأبكي فيها ظلمتني عيُوني ورفضِت يسيّل الدمع منها .. وقبُلة بريئة على كفي من ثُغر بنت الخمسّ سنين .. فتحت درب لا ينقطع من الدمع .. الموضوع معجزة لي .. الموضوع أربكني لدرجة فكرة الهروب أول فكرة خطرت ببالي لما زارنِي الدمع !
بنيان قال بهدوء : ليه تهرب بكل مرة تزورك مشاعر جديدة عليّك ؟ ليه تلجأ للهروب دائماً !
رفع كتوفه بعدم معرفة وقال بخفوت : ما أدري .. بكل مرة أقول أترك الشخص الي قبالي لأجل ينسى .. أو يهدأ
تنهد بنيّان وهو يستذكر كلام قرأه بأحد الصفحات : لو خايف على البيت لا تأكله النار لازم تطفيّها وهي مولعة .. لا تنتظرها تهدأ لوحدها .. لو هدأت لوحدها يا وهّاج رح تكون أكلت كل حاجة !
هروبك لأجل يهدأ الموضوع .. ماكان إلا القشّة الي قصمت ظهر البعيّر .. والنار الي تركت البيّت يشتعل .. أنت عيّبك إنك ماتقدر تواجه ! بالعكس واجه كل مشاكلك .. وقف بوجه كل متاعبك وإسعي بسبيل التخلص منها .. كذا بتحِس إنك على قيّد الحياة !

" طالما كنت تفترش الأرض وتلتحف السماء،
فأنت على قيد الحياة، على قيد الأمل، على قيد التطلعات...
ولطالما كنت كذلك، فعليك أن تبني سُلماً للسماء، لا أن تحفر قبرك بيديك.
وهل تعرف ما معنى أن يعيش الإنسان ؟
معناه أن يشمّر عن ساعديه ويبحث عن المتاعب...
لا مفر
لطالما اعتقدت أن الموت نهاية سعيدة للهروب من هذه الحياة...
ولكنني اكتشفت مؤخراً أن الموت ليس خياراً جيداً للتخلص من الحياة...
يقول نجيب محفوظ: هذه هي الحياة أنك تتنازل عن متعك الواحدة بعد الأخرى حتى لا يبقي منها شيء وعندئذ تعلم أنه قد حان وقت الرحيل...
وهل يحين الرحيل قبل أن نبدأ ؟"م"
تراكمت إبتسامات خافِتة على ثُغر وهّاج جراء كلام بُرهان الي لمّس أقصى جرح بقلبه .. وعندما إنتهى البرنامج الإذاعي .. قال بنيّان بهُدوء وإتزان إعتاد عليه : إعتزل الي يوجعك يا وهّاج .. إعتزله لأجل يكمل النُور الي يحمله إسمك !
خُفتِت إبتسامته وتلاشت شيئاً فشيئاً وهو يمُيل رأسه من شدة ثُقله : أنا مُوجعني وأنا أذى نفسي ومؤذيني .. يا كيّف أعتزلني يالجنوبي ؟
إستقرت تنهيدة عمِيقة بروح بنيّان .. ولكن قال بخفوت مُحاولاً منه يغير الموضوع بمرح : ولكنك غير عن قبل
ناظره وهّاج بتساؤل وبنيان إشتدت إبتسامته وقال : النُور بوجهك .. والوهّج بروحك ماهو بإسمك وبس ! الواضح إن التغييّر للأفضل حصل
أبتسّم وهاج .. وقال بلا وعي وكأن وده أحد يشاركه قلبه : تخيّل .. اليوم رأفت بي عيني .. وإنفتح درب الجفاف اللي أستمر لخمس سنين .. تخيّل ؟ أسبابي العظيمة الي وجبّ علي أنوح وأبكي فيها ظلمتني عيُوني ورفضِت يسيّل الدمع منها .. وقبُلة بريئة على كفي من ثُغر بنت الخمسّ سنين .. فتحت درب لا ينقطع من الدمع .. الموضوع معجزة لي .. الموضوع أربكني لدرجة فكرة الهروب أول فكرة خطرت ببالي لما زارنِي الدمع !
بنيان قال بهدوء : ليه تهرب بكل مرة تزورك مشاعر جديدة عليّك ؟ ليه تلجأ للهروب دائماً !
رفع كتوفه بعدم معرفة وقال بخفوت : ما أدري .. بكل مرة أقول أترك الشخص الي قبالي لأجل ينسى .. أو يهدأ
تنهد بنيّان وهو يستذكر كلام قرأه بأحد الصفحات : لو خايف على البيت لا تأكله النار لازم تطفيّها وهي مولعة .. لا تنتظرها تهدأ لوحدها .. لو هدأت لوحدها يا وهّاج رح تكون أكلت كل حاجة !
هروبك لأجل يهدأ الموضوع .. ماكان إلا القشّة الي قصمت ظهر البعيّر .. والنار الي تركت البيّت يشتعل .. أنت عيّبك إنك ماتقدر تواجه ! بالعكس واجه كل مشاكلك .. وقف بوجه كل متاعبك وإسعي بسبيل التخلص منها .. كذا بتحِس إنك على قيّد الحياة !
__-
-تنهد وهَاج وهو موقن إن مصير هالتنهيدة كسابق التنهيدات .. تستقر بمجرى تنُفسه مثل الشوك .. ولكن لسبب ما قدر يتخلص منها ويزفرها بكل راحة .. وهذا الشيء الي أربكه أكثر .. لأنه تخلص من كُل القيود الي تُؤذيه !
ولكنه قال بضيق لما إستوعب إنه فضح كل الي بصدره .. وهو الي أعتاد إنه يبقى همه له لوحده : إنسى اللي أنقال يالجنوبي .. همُومي كانت لي لحالي دون شريّك لسنين طويلة .. ماظنتي بتقبل أشاركها مع غيري !
أبتسم بنيّان وهو يربت على كتفه : تشاركنا كتابي يا وهّاج .. عيب عليك ما تِشاركني همومك !
ولو متضايق إني الوحيّد الي إطلعت على همك .. فخذ همي البسّيط الي على قديّ .. هربت من الجنوب لأجل أصير طبّاخ
أبتسم وهَاج بضحكة غصب عنه وقال : الجنوبين حاديّن السكين على رقبتك لأجل الطبخ ؟
هز رأسه بضحكة وقال : والله درسوني برى .. وخلوني أتخصص بمجال بعيد تماماً عن الطبخ لأجل أنساه .. تعبو كثير وهم يفهموني إن الطبّخ للحريم .. وتعبت كثير وأنا أفهمهم إنه أعتبره مجرد هواية ويخلوني على راحتي .. ولما ضغطو عليّ تركت لهم الجنوب وجيّت لأهل القلوب الوسيعة
وهاج ناظره بطرف عينه وقال : ما تعتبر هذا هروب ؟
هز رأسه بالنفي وقال : ما سبّبت الضيق لأحد .. ولا تركت يد أحد بوسط الطريق .. مافي بيت يشتعل لأجل أهديّه ولا بعير ينقصم ظهره بسببي بس كان فيه مُتعة أجبرتني أتركهم لأجل أستمتع فيها
أبتسم وهّاج بخفوت وقال : وكيف الكبّسة معك ؟ تراها لعبتي
أبتسم بنيّان بحماس لأسلوب وهاج المتغير وقال : الكبسّة هذي بعيدة عن إهتماماتي .. أنا فتحت مقهى لأجل أشارككم بالحلى !
سكت وهّاج وعيونه على قطعة الكيك الي سحبّها بسرعة من تحت بنيّان وعلى طول قطع قطعة صغيرة وأكلها ثم أبتسم ورفع كفه وهو يأشر لبنيّان بإيجاب : يجي منك والله يالجنوبي .. الطعم ولا في الخيّال
أبتسم بنيّان وقال : دامك شاركتني في كتابي .. وهمي وقطعة كيكتي .. وجبّ عليك تشاركني بكبستك .. وشغلك .. وضيقك
سكت وهّاج وهو يناظر لبنيّان بخفوت .. وكله تساؤل " ليه بنيّان يبي يتعمق بشخصيته ؟ للدرجة هذي وهّاج عمِيق ؟" جاهل تماماً إنه أصعب شخصية ممكن الشخص يواجهها .. وأصعب شخصية ممكن أي كاتب يكتبها .. أو يحاول يتعمق بها .. ولو قدر كاتِب يظهرها بهالكم الهائل من العُمق فيها .. فهذا كاتب مُبهر ومُلهم بشكل كبير !



فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 15-05-21, 10:52 AM   #16

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,437
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي




( البارت الرابع عشر )

بوسط المركز .. إلتفت ضِرار لصاحبه المُلازم والي قال : حيَا الله ضِرار .. ودامني كملت المناوبة عنك وجبّ عليك تناوب مع محمد بالمستشفى لوحدك
-تناوب مع محمد بالمستشفى لوحدك
-

ضرار الي طلب من صاحبه يناوب بداله لأجل يقدر يجلس مع عيال خالته أكثر وما تفُوته حلاوة الجلسة .. ولكن بشرط يناوب بدونه في الليّل .. ولكن الي ماحسب حسابه إن أحد المساجين يتعب .. قال بخوف : محمد .. عسى ماشر وش فيه ؟
تنهد بضيق خاطر وقال : تمشكل مع واحد من المساجين .. والله لا يوريك هوشة لها أول مالها آخر .. بالنهايّة ضربوه بموس الحلاقة ببطنه
إشتدت ملامح ضِرار بحنكة وقال : المراقبين وينهم لأجل يصير ذا كله ؟
هز رأسه بيأس وقال : هذا الي صار .. الحين هم مأخذين محمد بإسعاف السجن للمستشفى من البوابة (5) إستعجل لأجل تلحق عليهم !
تنهد بضيق .. ومشى وهو يسارع خُطواته لأجل يلحق عليهُم .. وفعلاً دخل للسيارة وناظر لمحمد .. السجِين الي على وفاق كبير معه .. ويعتبره صاحب له : ما سلمت من الهم يا محمد ؟
أبتسم بتعب ويدينه تحت رأسه وهو مغمض بإنهاك شديد وقال بخفُوت : كذا الوضع .. تُبتر يد السارق يا ضِرار .. وينقطع كرته من الحيَاة
ميل شفايفه بضيق وهو يربت على كتفه .. وأكملو طريقهم للمستشفى .. ومن وصلو على طُول أرسلو طلب نقالة .. والي حضر بها المُمرض وتكفل بمساعدتهم على نقل محمد السجين لُغرفة الطوارىء .. ولأنه سجين رفض ضِرار يبقى مع العامة بنفس الغرفة .. لأجل ما ينكسر له خاطر بسبب الكلبشّات الي على يدينه
لذلك طلب غرفة خاصة .. وبهالأثنّاء كشف عليه الدكتُور .. وكملو إجراءات الدخول وتقطّيب الجرح .. وكتبُو له تنويم لمدة (24) ساعة !
بهالوقت وصل خبر لأهل محمد عن الي صار .. والي كانت أمه ميّتة .. وماقدر يحضر أبوه بسبب عجزه عن الحركة لذلك أخته الوحيدة الي حضرت عشانه !
ضِرار الي كان جالس جنب محمد .. ويقدم له الموية بتأني وهو يشدد عليه يبتعد عن المشاكل : تكفى يا محمد وأنا أخوك إبتعد عن أصحاب المشاكل .. لا جاءو يمين رح شمال ما ودي أشوف الهم يتراكم عليَك
محمد هز رأسه بإيجاب وبهالأثناء إندق الباب وكان الطارِق أخته .. لذلك وقف ضِرار على عجل ولكن يد محمد الي الكلبشات فيِها مسكت طرف بدلته .. رفع عيونه وناظر لعيون محمد الي كُلها رجاء .. وتنهد بضيق على حاله .. لِذلك أنحنى وهو يفكها ومشى على طول من الغرفة .. بينما محمد أبتسم براحة
دخلت أخته وسلمت عليه .. ووجبّ يكون الباب مفتوح لأجل يراقبه !
ولكن ضِرار ما طوعت له نفسه يسترق السمع أو النظر لخصوصيات وأهل صاحبه .. لذلك قفل البّاب وأبتعدت خطوات كافية وهو يجلس على الككُرسي ..
مرت نص ساعة .. وبعدها أكتفى لذلك وقف على عجل وهو يتقدم للغرفة عشان يعطيهم خبر إن الـزيارة أنتهت .. وإنه أصلاً توسّط من الدكتُور لأجل يخليها تدخل بسبب إنتهاء وقت الزيّارة الرسـمي ! دق الباب مرة ومرتِـين .. وبعدها دخل وهو صاد عنهم وقال بهدوء : إنـتهت الزيّارة يا محمد !
أبتعد عن المكان لما لاح له طيّف باللون الأسود وخرجت أخت محمد عن المكان.. وهو على طول دخل للغرفة ولكنه عقد حواجبه بصدمة وهو يناظر لأطـرافها الخالية من السجيّن محمد ولـ الشبّاك الي ما زال مفتُوح على وُسعه والهواء الخالِي من طاري محمد يلُوح بأرجاء الغرفة .. همّس بصدمة وبيأس تمكن من كل خلاياه : تكفّـى يا محمد لا تقُول إنك خـنت العهد وخـنتني !
-
-
لما أنتهى وهّاج من أكل الكعكة قال بسخرية لبنيَان : آخر وعودك إني لا أقبلت عليك .. بتسوي لي بقلاوتك الي مافيه مثلها بالجنوب .. وين وعدك ؟ ماهقيتك بتنسى
أبتسم بضحكة بنيّان لكلامه الي ما نساه وهّاج وقال : وأنا عند وعدي .. ولكنك أقبلت علي وعيونك تضحك من شدة الفرح يا وهّاج .. وأنا وعدي كان إن بقلاوتي تحلي مُرك .. ميّر مامن مُر الليلة بعيونك
سكت وهّاج وعلى ثغره إبتسامة خافتة .. كم جلسة مع بنيّان كانت قادرة تخليه يُوقن إنه ما يقدر يكاسره بالحكي أبداً !
لحظات بسيطة وهادئة كانت فارِقة بينهم وبين الإتصال الي صدع صوت نغمته بالأرجاء
ميّل شفايفه وهّاج بعدم إعجاب للرقم الغريب الي يتصل عليه هالوقت .. وقفل بوجهه بدون ما يكُون عنده فضول يعرف هوية المتصل
ولكن إلحاح المُتصل أجبّرت وهاج يرد بعصبية : خير يالطيّب ؟ مضيع أهلك ؟
وصله صوت ضِرار المفجُوع الي نبرته ترتجف من شدة الصدمة : ضيّعت السجين يا ولد خالـتي
سكت وهّاج وهو يعقد حواجبه بإستنكار بينما ضرار الي واقف عند باب المستشفى ويدينه على رأسه بفجعة بسبب محمد .. الي فعلاً خان العهد
وتسلّل من شباك المستشفى بمساعدة أخته وهرب قبل يكشفه ضِرار .. صار له ساعة كاملة يدور حول المستشفى ويحاول يلقى أثر له .. ولكن هيّهات !
لذلك وقف عند باب المستشفى والهم يضرب على أوتار قلبه بعنفوان شديد .. حياته أنتهت لو ما لقاه .. وسمعته رح تتبّخر مثلما يتبخر الماء المغلي !
كان بيبلغ .. ولكن ماقدر ، بلاغه عن الهرب يعني بلاغه عن إنـتهاء حياته .. فمن الي بيصدق إن ضرار ما أشترك معه في خطته بالهرب ؟ كون ضرار الحارس الوحيّد اللي توجه معه للمستشفى
أتصل على لافِي وجواله مغُلق .. وكايّد ما يرد على إتصالاته .. تجادل مع وقاص قبل لحظات ومستحيل يطلب الفزعة هذي من فهد
ماكان بين يدينه إلا وهّاج .. يعرف إنه مستحيل يترك أحد بوسط الطِريق !
أردف برجفة : السجيّن الي كنت مأمور بأني أكون حارسه هرب قبل لحظات من المستشفى.. ومسألة إبلاغي عن هروبه صعبة هاللحظة .. فزعتك يا ولد خالتي .. فزعتك نخيتك
عض على شفايفه بقهر .. وهو يميّز صوت ضِرار .. وشد على قبضة يده بضيق .. ليه يتركه بمعركة صعبة مثل هذي ؟ ليه يلجأ له من بين كل الناس ؟ ليه يحب يوجعه بالشكل هذا ؟
تنهد وهو يغمض عيونه .. لو فكر يتركه بمصيبته هذي رح يطيّح وهاج من عيون نفسه .. ورغم إن الهم يساوره لاقرب ناحيّة ضرار بسبب أيامهم السابقة سوى .. إلا إن هاللحظة مو لحظة قهر وإنتقام وشماتة .. هاللحظة لحظة نخوة وتقدير وأخوة
بعد إلتزامه الصمت للحظات قال : أبشر بالسعّد .. جايّك مع الجنُوبي وياويله هالسجيّن مننا
أرتاح خاطر ضِرار من إن أحد بيشاركه بالبحث وما دققّ على باقي كلام وهّاج وقال بإمتنان : بنتظرك يا وهّاج
قفل الإتصال .. وناظر لبنيّان وهو يقول : ولد العم محتاج فزعتنا يالجنوبيّ .. وش تقول ؟
وقف بنيّان وهو يدق الصدر : أفا عليّك والله .. تحزم بي
أنا صدري مليّان حميّة لخويّنا وهّاج وكل من يقرب له
أبتسم وهّاج بخفوت .. براحة من كلام بنيّان .. "هو فعلاً صار له خوي يتركه على يمينه ولا يهاب ؟".. وفعلاً تركو المقهى وهم يتجهون للمستشفى
إنتهت خُطوات وهّاج أمام مبنى المستشفى .. وصارت عيونه تدُور على ضِرار .. شدّه جلوس شخص جنب باب المستشفى ويدينه على رأسه وواضح الإنهيّار والخوف إتخذ منحنى كبير بصدره .. أيقن إنه ضرار .. لذلك توجه له بخطُوات مليئة بقهر عاِرم .. بغضب شديد البأس .. كان متأكد بكثافة لو أن هذا السجين بيديه هذه اللحظة لأقتلع رأسه من شدة قهره .. لا يخفي على نفسه شدّة رحمته لضرار هاللحظة .. ولكن هالشيء بّرره بأنه بوقت صعب .. ولو كان شخص بمكانه كان كنّ له نفس المشاعر .. ضرار ماكان له وضع تخصِيص
وقف قدامه وهو يناديّه .. ولكن من شدة ضيّق ضرار كان غافل عن العالم الخارجي تماماً .. يفكر في طريقة يطلع من هالمصيبة بدون ما يتضرر ولكن لا فائدة
إنحنى جنبه وهّاج .. وهو يضرب كتفه بخفة
وضرار رفع رأسه على طول ومن لمح وهّاج فز بفرحة من مكانه وهو يناظره برجاء : هلا ياولد الخالة
وهَاج قال بقهر : كيّف فلت منك ؟ ووين أختفى بالضبّط
ضرار بدأ يحكي له اللي صار بالتفصيل .. ومن إنتهى ضرب بنيّان كفه بالجدار بقهر : هذا شبيّة رجال وغدار .. عليّم الله لو ألمحه ليشوف الويّل مني
ألتفت له ضرار .. ووهّاج على طول قال : بنيَان .. خويّنا الجنوبي
ضرار هز رأسه بإمتنان وبعدها سكت للحظات .. ثم بدأ يشرح لهم الأماكن الي ممكن يروح لها .. والطرق الي بيتّجه لها بحسب معرفته القليّلة فيه .. وفعلاً كل شخص منهم توجه للمكان الي دلّه عليه ضرار .. وهّاج كان يناظر للصورة الي بجواله
ويحس إنه صدره الضيّق .. ضاق أكثر عليه لدرجة ماعاد يقدر يتسع للنفس .. صورة محمد الي واقف ويضحك وضِرار واقف جنبه ومتكاتف معه وإبتسامة عميقة على ثغره .. صورة أجبرت القهر يستقر بصدره .. وكله تساؤل شخص أعطى كل هالصدق والحنيّة والأخوة .. ليه يتجازى بالخيّانة ؟
تنهد وهو يمسّح على وجهه .. مشاعره اليوم مُضطرربة لدرجة كان عاجز يحدد موقفه إتِجاه ضرار
-
صبَاح يوم جديد .. وعلى أعتاب مشغل عبّق للسيّدات
وقفت قدام الباب وعلى مُحيّاها إبتسامة .. فخر ، قُوة ، زهُو ، تباهيّ .. إبتسامة يّشع النور من بهاها
كثر ماكانت بسبب الراحة العميقة الي تِسللت لصدرها .. أتبّع الإبتسامة تنهيدة عمييييقة
كانت بسبب تحقيقها للحلم .. الي وأخييييراً
فتحت الباب بكفها الباِرد المُرتعش .. وهي تُلقي نظرات مُكافحة بإتجاه المكان .. وصدى صوت سُخريتهم من حلمها مازال عالق بإذنها .. كان يتردد كلامهم بمسامعها وهي تتفحص المكان .. كانت الأسطُوانة تعاد بشكل مُتكرر .. سُخريتهم من طمُوحها .. إستخفافهم بمهنة ترى فيها راحتها .. محاولتهم سلبّها منها لأنها ما ترقى لمُستواهم ..
كانت ستقتلها من شدة الهم .. ولكن كِفاحها كان كبير .. كان عميق
لا تُخفي أن طرقها جريئة ومُهلكة .. ولكن كل الذي كان نصب عيّنيها كان هذا الحُلم والذي عاهدت نفسّها أنها ستُحققه مهما كان للصعاب منحنى بطريقها .. وهذا العهد قد وفى .. والحُلم قد ظفر
أبتسمت للمرة الثانية لما تِسللت دمعة دافئة على خدها الباهيّ .. لأول مرة تبكي من شدة الفرح من فترة طويلة .. لذة الإنجاز كانت ممتعة.. لذة الفوز بعد السعي الطويّل كانت تكفي لنسيّان مامضى
شمّرت عن ساعديها .. وبدأت تُنجز أعمالها لليوم الأول بشغلها ..
-
ساعات طوِيلة حالت بين ضِرار والسجيّن محمد !
وباللحظة الي وقف فيها بنيّان مع وهّاج قدام ضِرار وهم خالييّن الوفاض من أي خبر .. زفّر ضرار بتعب شديد وهو يمسح على وجهه بإِنهاك .. ومسح على صدره وهو يحس إنه تِقلص .. كان يتمنى يلاقي محمد قبل تشرق الشمس .. ولكنها شرقت وإنتصفت بالسمّاء .. ومحمد غائب عن عيُونه
تمنى إن الموضوع يعدي وينتهي على خير .. وطّيبة قلبه ونيته الحسّنة ترد له الجميل .. ولكن !
رفع رأسه وناظرهم بإمتنان .. ولكن النظرة ماكانت تكفي ضِرار .. تمنّى لو له القُدرة على على معانقة وهّاج حتى يوضح له كميّة شكره له .. ولكن ماقدر
قال بخفوت : الواضح إن مقدرتنا على الموضوع إنتهت عند هالنقطة .. ووجبّ أتقبل الموضوع وأبّلغ عنه
بنيّان قال بقهر : اليوم باقي ما أنتهى .. خلنا ندور لعلنا نلقاه
هز رأسه بضيق : ما ظنتي لنا حظ كبير عشان نلقاه .. ولازم أتدارك الوضع وأقدم البلاغ قبل يطلع من حدود المنطقة
وهّاج الي كان ملتزم الصمت ومقهور على حال ضِرار نطق بخُفوت : بس العـقاب مارح يكون هيّن يا ضِرار
أبّتسم لموقف وهّاج .. لدرجة للحظة كان بيكون ممنون لمحمد .. إنه قدر يليّن قلب هالوهّاج عليه وقال : أستّاهل .. طيّب النية دايم هقاويه خايبة
لازم يكون لي درس .. إني ما أصب ( أسكب ) كل ثقتي بكأس شخص ما يستاهل
هز رأسه بتأأيد وبنيّان مسح على كتفه وهو يقول : أجل توكل على الله لا يتعدى الحدود أكثر .. وحنا بإنتظارك
أبتسم ضرار وفعلاً غادر المكان بسيّارته .. ووهّاج تنِهد بينما بنيّان قال : عزتي لكم من هالهموم الي مالقت لها مستقر إلا على ظهُوركم
أبتسم بقهر وقال : هذا القهر يا الجنوبي .. سرق ليّل القلق والهمّ ثلثين من عمرنا .. وذا باقيه
بنيّان شد على كتف وهّاج وقال بخفوت لعله يغيّر الجو : هذا الليّل مد الجنوبي لك .. ما يزهى ولو قليل ؟
ألتفت له وهّاج وهو يدري بنيّة بنيّان .. وكل الي كان بيده .. يبّتسم ، لأن هذا الليّل الي كله قلق زهّى فعلاً ببنيّان الي كان سببّ من إسبّاب إنبّلاج الوهج عن حيّاته .. أتبعت إبتسامته جملة كثر ماكانت قصيرة .. كثر ماكان فيها من الحنيّة الشيء الكثير : من ليّلي الأسود ضلع يرحبّ بك يا الجنوبي .. وضلع يهليّ !
بادله بنيّان الإبتسامة بإمتنان .. وأيقن هاللحظة إن وهّاج صار كتفه اليمين !
بينما ضرار وصل للمركز وهو خالي الوِفاض من محمد .. وهذا الي جنّن عقل الملازم الي كان من المُفترض يحرس معه
كان بينهاه عن البلاغ عشان ما ينتهي بهم الحال بالعقاب الشّديد ولكن ضرار حلف ليشيل الهم وحده .. وفعلاً تم البلاغ للرائد الي جن جنونه


بدأ المركز كله يستنفر ويوقف على رؤوس أصابعه من شدة كثرة الضُباط الي أجتمعو بأركانه وهم يستمعون لخطة البّحث .. بينما ضِرار كان يدري إنهم مارح يلتفتون له باللحظة هذي
-
-
وبوسط سكُون دُجى بحلمها الخاص .. باغتّتها صوت طرق الباب القوي الي أقلق سكُونها وأربكّها والي أقتربت بسببه للباب بتوتر وتردد كبير .. ولكن صوت لافِي الصاخب الي على بالمكان تركها تتنهد بقهر : صبّحكم بالخير ياعمال العماليّة
فتحت الباب بعصبية وهي تناظره : ياليت من صبّحك بالعصا على ظهرك
ضحك وهو يقول : أفا .. هذا وأنا فتحت عيوني ومالقيتك .. وعلى طول جرتني خطواتي لك
هذا جزى الشوق ؟
تنهدت وهي تهز رأسها بيأس .. ومن أقترب لفت يدينها على رقبته وهي تسحبّها للأرض بعصبية مُصطنعة : ثاني مرة لا تدق الباب بالطريقة ذي
زادت ضحكة لافِي وهو يحاول يفك نفسه منها وعلى طول لف يدينه على ذراعها وهو يعصرها بقوة : أشوفك صرتي تسوين نفسك قوية من ورانا
دُجى قالت بوجع : يا مفترس .. هالحركات تسويها مع أخويّاك مو معي .. إتركني ترى عظامي عظام بنت مو رجال
فكها من يده وهو يبتسم بسخرية عليها : ثاني مرة لا تهايطين
ناظرته بطرف عينها ثم مشت عنه .. بيّنما هو تنهد بخفوت .. يحلف إنه من درى إنها طلعت لمشغلها وكل قلق الكُون أستقر بصدره .. كيف لا وكلام وقاص مازال يتردد بإذنه ؟
وبعد صمت طويّل قال بإبتسامة : وحيّا الله الأرتست دُجى
ألتفت بضحكة وهي تقول : ماعاد صرت كوفيرة؟
هز كتوفه وقال : كلاهما يصلان لنفس المكان .. ولكن كلمتي لابسّة بشت وطالعة فخمة
أبتسمت بسخرية وبضحكة على كلامه وهزت رأسها بينما هو لمح عبايتها .. وسحبها بسرعة وهو يقترب ويحطها على كتف دُجى : وهذي الأرتست دُجى توشحت ببشتّها .. وحالياً رح تتوجه معي للمستشفى بكل سلاسة وهدوء
ألتفت له وكانت بتتكلم بس أشر لها تسكت وهو يتنهد : طالبك يا دُجى .. ترى ثوب القلق أكل مابقى مني من لحم .. ماعاد بي طاقة للتفكير
ألتزمت الصمت بخفوت وونظراته كانت تكفي تخليّها تنصاع لكلامه .. وفعلاً لبسّت عبايتها بإنقيّاد وتوجهت معه للمستشفى .. ومثل ماقال الدكُتور من قبّل حل مشكلتها بيدها ولكنها ماكانت قادرة تسيطّر على نفسها ..
بينما هالمرة لافِي كان معها .. لذلك الرفض مااكان له مجال .. ومثل ما توقعت ومثل ما قرأت لليالي طويلة عن أعراضها ومثل ماكانت تدري .. مرضها كان متحور على " النوم القهري "
وفعلاً الأعراض اللي ذكرها الدكتور كانت مُحاطة فيها .. من الإكتئاب الي يزورها مرات عدِيدة ..
"الصداع الكثيّف والي ما يفارقها .. الشلل المُفاجى المُؤقت الي يصيب أطرافها .. والأهم الهلوسّة الي تصيبها قبل النوم العميق .. والأوقات الي كانت تتحدث فيها بكلام غير مفهوم وبنبرة صوت منخفضة .. وفي حالة مقاومتها للنعاس الشديد تتصرف تصرفات لا إرادية وتلقائية وغير مفهومة والي أحياناً تنساها بعدما تصحى من السُبات العميق .. نومها المُفاجىء يأخذ منها ساعات من عمرها بدون ما تحصي عددها وبدون ما تعرف كم من الوقت ممكن تغيب عن وعيّها .. وهالشيء لو كان عاجبّها إلا إنها تصيب كل من حولها بالهم
لذلك المُضادات اللي وصفها لها الدكتور .. والعقاقير المهدئة والمُنبهة كانت كافيّة بالنسبة لها .. وكافيّة بأنها تحول بينها وبين مرض التغفيق! "
وفعلاً إنتهى يوُمهم الطويّل بالمستشفى ورجعو للبيت بتعب شديّد
-
-
إشتّدت ظُلمة الليّل .. وبان القمر بوُضوح بوسط السمّاء المُظلِمة .. وأعلنت الساعة إنتصاف الليّل
وفايّزة ماغفى لها جِفن .. تُصارع أفكار مُميتة من لما عرفت بُوجود عائلة أمواج بأركان هذا الحيّ ..
يدينها على قلبها .. وعيُونها موجهة نحو السماء وهي تنطق بتساؤل : وجبّ على أهلها يكرهُون هالحي .. لا لا مو الحي وبس .. وجبّ عليهم يكرهون المنطقة كلها
ليّه رجعو ؟ ليه قررو يعيشو هنا ..
أخذت نفس وهي تمسح وجهها بعصبية : سنيّن طويلة مرت وأنا مرتاحة من حسّها .. ولما ماتت أرسلت عليّنا باقي خليفتها ؟ لا تخسيّن يا أمواج
خذيت منك السعادة وأنتي هنا .. مستحيل أسمح لك تسترجعينها مني مستحيّل
غمضت عيونها للحظات وهي تفكر في وجودهم .. وكيف ممكن يضُرها .. والأهم تفكر في عصبية وقاص لما رجع أمس الليّل بسببُهم وكيف صد عنها على طول ودخل غرفته بدون مايُرد عليها .. كان يكفيّ إنهم عيال أمواج لأجل تكرههم وتحقد عليهم حد الممات .. ولكن زاد الوضع عصبيّة وقاص منهم
فتحت عيُونها وهي تقول بإستنكار : ضِرار .. معقولة إنهم تقبلوه بكل سهولة ؟ أمه كانت تكرهه لدرجة إنها تركته وحيد .. معقولة إخوانه حبُوه ؟
ضربت كفُوفها ببعض وهي توقف وتدور بالمكان : مُستحيل .. مُستحيل ، أنا متأكدة إنهم بيبقون يكرهونه طول حياته مثل ما كرهته أمه
طرى بباله حليّمة وعيالها وزاد غيظها الضعف : ويستحيل تليّن العلاقة مع حليّمة .. مثل ما كرهت أمواج فيهم طول حياتها .. وجبّ على خليفتها يكرهونها
وبكذا قضت الليّل كله وهي بين هلوساتها الفضيعة .. وسوء نيتّها المُقيتة بسبب كُرهها لأمواج وحليّمة .. والي أنتقل هالكرهه لكل شخص يرتبط فيهم
-وارى القُمر الوضّاح عن النظر .. وأشرِقت الشمس .. مُعلنة بدء يوم جديد
وهّاج الي كان صُوت ضِحكته النابِعة من أقصى صدره يرِن بالحوش .. بسبب غُصن " ولا تظهر ضحكته هالكِثر إلا بسببّها .. ولا يلِين قلبه وتزهر رُوحه إلا لاصارت قُربه " غصن الي توزع قُبلاتها على وجهه بعشوائية وببراءة .. وهو مستمتع ويضحك
بينما كايّد زم شفايفه بقهر وأقترب وهو يسحبّها من قدام وهّاج ويأخذها لحُضنه : عيّب عليك يا غُصن .. أنا أحبك أكثر منه وأنتي تحبينه أكثر مني
ميّلت شفايفها بعصبية لما سحبها وكايّد أبتسم وهو يقول : يلا وأنا بوسيني مثله
رمشت وهي تبتسم وتلاشت عصبيَتها .. وقبل ما تقترب من خده وقف وهّاج بعصبية وهو يقول : قدّها ؟
كايّد ناظره بتحدي وهو يتخصر بيده الثانية وقبل ما يتكلم مشى وهّاج خطوة بإتجاهه .. وكايّد ضحك وحاول يركض وهي بحضنه
بينّما وهّاج أبتسم بضحكة لما سمع صوت ضحكة كايّد يختلط بصوت ضحكة غُصن الي أعجبها مُقاتِلتهم عليّها وبكذا عدت ساعة كاملة وهم يلعبُون معها .. ولكن صُوت حليّمة المفجوع وهي تقولهم : الساعة سبّعة ونص
ألتفتو كلهم بصدمة بسبب صراخها .. وكايّد نزل غصُن من حضنه وهو يقول : ياسلام على بداية اليوم وعلى التأخير من أول حصة .. بسرعة يا وهَاج مافيني أوقف حصة كاملة بسبب التأخير
وهَاج أنحنى بسرعة وهو يبُوس رأس غصن بإبتسامة وهي ناظرته وأشرت له يقرب إذنه .. وهو على طول أستجاب لها .. ومن أنحنى وصارت إذنه مُقاربة لفمها همست بطفُولية : أنا أحبك أكثر من كل أحد بالدنيا
بقى بمكانه للحظات .. وكله تساؤل من سكب حُب وهّاج بقلب هالطفلة رغم معرفتها القليّلة فيه ؟
ولكن أيقن إنها مثل غيم محملة بغيّث .. والنُور الي بنهاية الدرب .. لذلك كانت بالنسبّة له العوض
أبتسم بتنهيدة وهو يبتعد عنها وقال بصوت مُنخفض : وأنتي أكثر بنت أحبّها بالدنيا
أبتسمت بفرحة وهي تناظره وهو بادلها ولولا صراخ كايّد اللي يستعجله ماكان قدِر يبتعد عن هالطفلة متر واحد
-
-

إنتهت الحِصة الأولى .. وبدأ جرس الحصة الثانِية يرن بأنحاء المدرسة .. وهَاج تأفف وهو يقول : تعهد تأخير وكتبناه .. ليه نجلس واقفين حصة كاملة
كايّد سحب ثوب وهَاج وهو يناظره بطرف عينه عشان يسكت .. وهو تأفف زيادة حتى قال المعلم المُناوب وهو يناظر لساعته : الي خلصكم إن عندي حصة ولا كان بقيتو للفسحة واقفين
مشى وهّاج قبل ما ينتهي من كلامه وكايّد لحقه بفشلة .. ومن إقتربُو من الفصل ناظرو للِافي الي واقف عند الباب وتكتف وهو يناظرهم بعصبية

وهَاج ناظره بطرف عينه .. بينما لافي قال : أشوفكم من عرفتو إنكم تقربون لي وأنتم صايرين تتأخرون عن الحصص .. تحسبون إني بكون حصانة لكم؟
وهّاج عقد حواجبه بسُخرية وقال : ومن أنت أصلاً ؟
نزل يدينه بفشلة وهو يحطها على جبهته بقهر من رد وهَاج اللي ساوى كبريائه بالأرض : حسبي الله عليك يالوحش
دخل وهَاج بدون ما يعطيه إهتمام بينما كايّد ضحك وهو يتكاتف معه : لا تهايط وأنت تدري إنه وهّاج
لافي هز رأسه وهو يقول : إي والله .. وحش بيأكلني نيء
ألتفت كايّد وهو يناظر لخالد الي يقترب منه .. وعلى غيّر عادة كان واقف بمكانه بثبّات .. وعلى مُحياه الإبتسامة ما تِلاشت .. بينما خالِد عاقد حواجبه بعصبية وهو يحس إن النار تشتعل بصدره .. فكل مرة كان يمر بس من جنب كايّد .. يلاقيه يناظر للأرض بخوف .. أو يمشي بسرعة عشان يتخطاه .. أو حتى يشغل نفسه بأي شيء بس عشان ما يناظر له .. بينما هالمرة كان غير تماماً
واقف بكل ثبّات العالمين .. والقُوة الي غابت عنه طوال السنتين الماضيّة .. هالمرة تِشع من عيونه
ما دمر كيّان خالد نظرات كايّد ولا وقفته الصامِدة .. كثر ما دمره إبتسامته الساخرة .. والي تركته يشد على قبّضة يده بعصبية مُميتة .. كان بيقترب من كايّد لولا لافِي الي وقف قدام كايّد بعشوائية وهو يأشر على الكُرسي : تفضل يا شيّخ كايَد
ضحك كايّد لما فهم قصد لافِي ومشى وهو يجلس مكانه .. بينما لافي تبّعه بدون ما يعطي إهتمام لـ خالد الي يحترق وراه
بالتالي جلس لافِي جنب وهّاج وألتفت له وهو يقول : ياويلك تفجر فيني مرة ثانية
وهَاج ضرب جبهة لافِي بخفة وهو يقول : خلك في حالك أجل
مسك لافي جبهته وهو يصرخ بصوت عالي : والله لأعلم أبوي
أبتسم بسخرية وهّاج وهو يناظر لخالد : هذي تشبّه حركات واحد نعرفه صح
لافي أنفجر ضحك لما فهم وهّاج مقصده وقال : والله وصرت تفهم علي يا ولد الخالة
وقبل ما يُرد وهَاج ألتفتو لدخول وقاص .. والي جلس بمكانه وهو يترك كُوب القهوة على الطاولة ويجلس وهو يقول : إفتحو على صفحة خمسة وستين وإقروها
لافي رد على طُول : إستاذ وقاص .. صار لنا نقرأ هالصفحة ثلاثة أيام .. والله لو إنه كلام من ذهب
تبغانا ننحتها بعقولنا
ناظره وقاص وهو يرفع حاجبه : عسّاك قريتها شهرين مُتتابعة .. لما أقول شيء تنفذه وأنت ساكت
تأفف لافِي بصوت مسمُوع وهمس لوهّاج : ودي أتفاهم مع اللي أعطاه التعييّن .. بس دخلني بحلبة مصارعة معه والله لأكسره تكسيّر
وهّاج أبتسم بضحكة وألتفت لصُوت كايّد الي قال من وراه : وهَاج إفتح الكتاب وإقرأ .. لا تعطي وقاص ثغرة لك
-ناظره وهّاج وهو يقول : ثغراته كثيّر وأنا أخوك .. ماظنتي له قوة يدور على ثغرات غيره
وقبل ما ينتهي وهّاج من كلامه قال لافي بضحكة وهو يشوف وقاص يوقف وتعابير وجهه تمِيل للغضب : ماعنده قوة .. بس صدقني بجيح ماء وجهه متمردغ بالقاع
أستغرب كلامه وهّاج ولكن من ألتفت ولقى وقاص يتقدم إتجاهه فهم مقصد لافي
-

قد يظُن البعض ؛ أنه من سُوء حظ وهّاج كون وقاص مُعلمه .. ولكن الوضع العكس تماماً !
فكون هُناك طالب لا يهابُه في الفصل .. فهذه نقطة سيئة تحسب ضده !
لذلك مواقف وهّاج معه في الفصل كانت دائماً تنتهي بإحراجه .. عدى هالمرة الي قرر فِيها يفرض هيبته على الكُل .. لذلك وقف وهو يرمي كأس قهوته بالزبالة .. وبعدها ألتفت وهو يوزع نظره على الطُلاب .. لحظات معدودة كانت فاصلة بينه وبين وهّاج الي مقفل الكِتاب وبيدينه قلم .. يكتُب بعشوائِية على الدفتر الي قدامه .. وقف وقّاص جنبه وهو يسحب القلم بعصبية ويرميه بكل قوته على الأرض .. وهذي الحركة أجبّرت كل من بالفصل يلتفت لهم
وقاص نطق بعصبية وهو يناظره بحدة : أنا ماقلت إفتح على الصفحة وإقرأ ؟
ميّل شفايفه وهّاج بإستنكار وهو يرمُقه بنظرات كلها سخرية وإستهزاء .. كونه يدري بنية وقاص بفرض هيّبته .. مع ذلك قال ببُرود : ماني بمجبور أقرأ
عقد حواجبه وقاص وهو يتكتف بضحكة : لا والله ؟
دامك ما تظن إن القراءة واجب عليّك .. أجل مكانك مو هنا .. مكانك الشارع
تنهد وهّاج ورفع عيونه له وهو يقول : وأنت دامك ما تظن إن الشرح واجب عليّك .. فمكانك مهب هنا .. مكانك برى أسوار هالمدرسة
ألتزم وقاص الصمت بصدمة من ردّه .. وبسبب نظرات الطُلاب الي كُلها تأأيد .. والي بعدها قال خالد : إستاذ وقاص طلعه برى هالنكرة .. تعدى حدوده معك
وقاص شد على قبّضة يده بعصبية وهو يناظر لخالد بحدة بمعنى إنكتم وبعدها ألتفت لوهّاج وهو يقول : لا تظن إن حملك لنفس لقب عائلتي يعني هذا بيكون حصن لك .. ترى مصيرك للهلاك لو ما تعدلت !
أبتسم بضحكة ساخِرة وهو يتأفف : يهالأنساب الي حملوتني همها
قال بنبّرة مُنخفضة وهو يناظر وقاص بإستنقاص : كون إسمي ينتهي بنفس اللقلب الي تحمله ماهو مُدعاة للفخر بالنسبة لي .. لاوالله إلا بصمة عار في تاريخي .. فكونك إبن قاتل فضيحة بحد ذاتها يا معلم الفلس .. أقص يدي لو ماكان دخولك لهنا بواسطة أشبّاه رجال مثلك
إجتمعت جنُون الأرض برأس وقّاص .. هذا الرجل جاء للمدرسة هذي عشان يجننه وما يترك فيه عرق صاحي ؟ أو جاء لأجل يهين مابقي من كرامته ؟ أو نيته ينهي هيبّة وقاص قدام الكُل ويشيّع فضيحة أبوه من جديد ؟؟ -
-
ضحكة لافِي المكتومة على ملامح وقاص زادت الطيّن بلة .. وتركت النار تشتعل بصدر وقّاص.. اللي فرد أصابع يده وكانت نيتِه واضحة للكُل ولوهّاج الي ينتظره حركته بترقُب لأجل يلوي ذراعَه
ولكن صُوت المدير فهد .. والي على بأطراف المدرسة ترك وقاص عاجز عن الحركة .. والي صدى صوته يردد " أرجو من معلمي كل الفصول السمّاح للطلاب بالإجتماع في ساحة المدرسة خلال خمس دقائق "
وبكذا زفر وقاص بعصبية وهو ينزل يده .. ووهّاج أبتسم بسخرية وهو يوقف .. ولكن قبل يخطي خطُوة وحدة قال وقاص بخفوت : وتظن دخولك لأسوار هالمدرسة حق من حقوقك ؟ وتظنك مختلف عني ؟
عقد وهّاج حاجبه ووقاص أبتسم بضحكة ساخِرة : واسطة خالتك أمواج مو هيّنة يا سود الليالي
عض على شفايفه ببققهر للقلب الي نطقه وقاص .. والي صار يضرب على أوتّاره الحسّاسة ولا يمر مرور الكرام أبداً .. ولولا يد كايّد الي شابكت يده كان الوضع بينتهي بشكل سيء !
ألتفت له وهّاج وكايّد أبتسم بخفوت وهو يهمس له : أنت وهّاجنا
آرتخى حاجب وهَاج تدريجياً بسبب جُملته وبلع ريقه بهدوء وهو يصد عن وقاص ويتعداه
أرتاح خاطر لافِي وأبتسم لردة فعلهم .. ولحقهم وهو يتخطى وقاص الي زادد غيظه أكثر
وقف وهّاج وهو يلتفت لكايّد وقال : بروح للمدير .. تخطاني أنت
كان بيتكلم كايّد ولكن إبتّعاد وهاج حال بينهم ويد لافِي الي تكاتفت معه أجبّرته يلتفت : مشيّنا !
أبتسم كايّد بخفوت وهو يهز رأسه .. ومشى معه وهو مُطمئن وبشّدة .. كونه مابقى وحيّد !
-
-

وصل وهّاج على أعتاب المسرح المدرسِي وهو يترقب فهد .. ومن لمحه يخرج من مكتبه إتجه له على عجل وهو يوقف قدامه .. وأول ما أستقر قدامه قال بخفوت وبدُون مقدمات : أكيد أول ما وصل ملفي بيدك عرفت صلة قرابتي فيّك .. علمني هل معرفتك فيني سببّ لقبولك بي في هالمدرسة ؟
عقد حواجبه فهد بإستغراب ولكنه جاراه بالموضوع وقال : قصدك توسطّت لك ؟
هز رأسه بضيق من هالكلمة .. وفهد ألتزم الصمت للحظات وهو مستغرب تطرُق وهّاج للموضوع بدون سابق إنذار مع ذلك جاوبه بإبتسامة هاديّة : شغل الواسطة ما يمشي عند فهد يا وهّاج .. وقد قلت لك إكمالك للتعليم حق من حقُوقك .. ويشهد عليّ الله بنفس اليوم اللي تقدمت فيه أنت
إثنيّن معك .. واحد بعمر الواحد والعشريّن .. والثاني بقرب الثلاثين رجعو لمقاعد الدراسة .. وكلهم قبلتهم مثل ما قبّلتك .. الفرق إنك طلبّت إنتظام بينما هم فضّلو الإنتساب .. يعني وجودك هنا حق من حقوقك .. مهب موضوع واسطّة
من لاحظ إرتيّاح ملامح وهَاج حتى أبتسم :عسّاك أرتحت؟
قبّل ما يتكلم .. ألتفتو كلهم للصُوت الجهوري ..
-
ألتفتو كلهم للصُوت الجهوري .. الي تكسُوه الهيبّة الظاهِرة والي قال : إستّاذ فهد
ألتفت له فهد بإبتسامة : سمّ
تقدم له وهو يقول : كم باقي ونصعد على المسرح ؟
فهد ناظر ساعته وبعدها قال : خمس دقائق لوقت نزول الطُلاب
هز رأسه بإيجاب .. بيّنما وهّاج كان يتأمل الصُوت والصورة .. هالوجه مو غريب عليه أبداً .. لاح له بأوقات كثِيرة من حياته .. ولكن وين ؟
غِير كذا صُوته كان معروف ومُميز .. ويحلف إنه حضر لمسامعه قبل فترة مو طويلة .. بس وييين !!
ما أسعفته ذاكِرته .. ولا قدر يتذكره .. بينما هالرُجل يناظره بكل هُدوء وعلى مُحيّاه إبتسامة كلها رُقي بشكل مُريب .. وفعلاً وهّاج أرتاب في أمره وتقدم بإتجاه حتى يسأله .. ولكن إشّارة فهد له يصعد للمسرح .. حالت بيّن وهّاج وبينه !
تنِهد وهو يتِجه للمكان حتى يجلس ويستمع للي بيقوله .. بالعادة ما يحب الإستماع لشيء مو من جوه .. ولكن عادّة بنيّان في الإستماع للراديو والي أخذها منه أجبّرته يجلس جنب لافِي وكايّد الي بنهاية الساحة
بوسط الفوضى والفصُول الي تصطف للجلوس ..
ألتفت لافِي لكايّد وقال : شفت نظرات السايكو خالد ؟
كايّد مافهم كلمته وقال : وش سايكو؟
لافي : يعني متخلف عقلي و مريض نفسي
ضحك كايّد وقال : لا ما شفتها ؟
لافي تأفف وهو يهز رأسه ويقلد خالد وكايّد إشتدت ضحكته .. وأردف لافِي وهو يقول : ياخي من لما عتبّت لهالمدرسة وهالشخص ناشب ببعلومي .. ودي أحط قنبلة بجيبه ويتفجر وأرتاح
كايّد قال : وش مسوي لك ؟
ميّل شايفه بخفوت : ما عندي علم .. كل الي أعرفه إنه شخص من تناظر تعابير وجهه تكرهه
سكت للحظات وناظر لعلبة العصير الي معه ثم أبتسم بضحكة وهو يقول : مو شرط تكون القنبلة بجيبه .. نخليّها على رأسه
عقد حواجبه كايّد بينما لافي أنحنى وهو يغطي وجهه .. وناظر لمكان خالد بنُص عين وهو يدققّ بموقفه .. وبحركة سريعة رمى علبّة العصير على رأسه بكل قوة لدرجة إن خالد فز بعصبية من مكانه وهو يصرخ بقهر : كسّر الله يدين رامينها .. وين هو ؟ علموني من هو بس
إستنفرو الطلاب .. والمُعلمين عصبو وركضو لهم وهم يحاولون يهدُونهم وفعلاً هدؤو إلا خالد إللي عيونه تدور بالأرجاء .. ومن لمح لافِي يضحك بكل قوته وكايَد كاتم ضحكته بصعُوبة .. بينما وهّاج الي جالس على مقربة منهم مبتسّم بخفوت وهو مكتف يدينه .. شد على قبّضة يده بعصبية وهو يرجع يجلس مكانه وكله لوم وحِقد : لا تظن إنه صار لك عزوة وصرت قوي .. مصيري أكسر مجادِيفك من جديد يالأعرج
ولما على صُوت الضيّف بالأرجاء عم السُكون المكان من شِدة هيبته ..

أبتسم بخفوت بسبب صمتهم السرِيع بسبب صُوته .. لذلك أستّهل كلامه بالسلام ثم الحمّد وبدأ يعرف عن نفسه : معكم بُرهان .. مُذيع ومقدم برنامج برهان الإذاعي .. إستضافني المديّر فهد العمّار اليوم عُندكم لألقي بعض الكلمات .. لا تعتبروها مُحاضرة من شخص بعيّد عنكم .. إعتبُروها كلام من أخ لأخوه !
ألتزم الصمت للحظات وبدأ يتكلم بكل طلاقة .. وبكلمات مُؤثرة جداً عن الحيّاة .. كيف ممكن تتعدى الوجع بدون ما تكترث للندوب الي بتبقى بعده .. كيف ممكن تبدأ يوم جدِيد بدون ما تكون رغبتك ببدايته " متى ينتهي هاليوم ؟" والأهم تكلم عن " التنمر " وكيف مُمكن إنه يقضي على حياة شخص ويدمر نفسيته وحيّاته لو بقينا ساكتين عليه .. لو بقينا صامتين ونظن إن تحمل التنمر هو الحل يعني إحنا بالطريق الخطأ !
كعادة بُرهان .. كان كلامه بالوقت المُناسب .. وللأشخاص المُناسبين .. إستمر يُلقي كلامه لساعة كاملة .. دُون أن يشعر شخص واحد بالملل .. إلا من كان يظن أن الكلام يقصده .. وبعدها ختّم بُرهان كلماته .. وأنهى حدِيثه بنفس طيّبة وسط تصفيقهم وإمتنانهم العمِيق ..
وأثنّاء نزوله من المسرح لمح وقاص يقف في صف المعلمين فأبتسم بسُخرية وأكمل طريقه
ولما كان بيدخل لمكتب فهد .. لمح طيّف وهّاج فأستوقفه وهو يقول : وهّاج
عقد حواجبه وهَاج وألتفت بسرعة وهو يميّل شفايفه بإستنكار.. بدأ الفضول فعلاً يتسّرب بشكل كارثي .. كيف يعرفه هذا الشخص ؟
وقف بمكانه للحظات .. وبدأ دماغه يتذكر المكان اللي سمع فيه صوته .. وفعلاً .. كان " بمقهى بنيّان" وهذا المُذيع بُرهان الشخص المُلهم بالنسبّة لبنيّان .. هز رأسه وهو يتذكره .. ولكن الشيء الي أستنكره معرفته فيه ؟
إقترب منه بُرهان وهو مبتسم وقال : شكلنا غبنا عن ذاكرتك ؟ واضح ماكنت بالشخص المهم لك لأجل تتذكرني
وهّاج أنحرج وقال : أعذرني ..
هز رأسه بإبتسامة وقال بضحكة : ما تتذكر الحجر الي كسّر عمودك الفقري بآخر يوم لك لما كنت تدرس الثانوي من قبل ؟
عقد حواجبه للحظات وهو يعصف ذاكِرته .. آخر يوم له بالثانوي مستحيل ينساه .. لأنه اليوم الي تدمرت فيه حياته .. ولكن بُرهان كيف جاء طرف من أطرافها ؟؟؟
رفع رأسه بسرعة لما تذِكره بُرهان .. الشخص نفسه الي كان وقاص يتنمر عليه ! والشخص نفسه الي أوجع وهَاج وقاص عشانه !
أبّتسم بُرهان وهو يتأمل ملامح وهّاج براحة عمِيقة تسللت لكل أجزاءه ..
بينما وهّاج قطّب حواجبه وناظره بحدة مُصطنعة وهو يقول : ليه كسّرت ظهري بالحجر ؟
ضحك بُرهان : لا يكون وجعها للآن حاضر؟



فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 15-05-21, 11:20 AM   #17

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,437
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



( البارت الخامس عشر)

رفع كتوفه بسخرية : لا ولكنك حطيت كل طاقتك بالرميّةً
بينما بُرهان أردف : بيني وبينك .. على قد خوفي عليك بذيك اللحظة .. على قد ما رميّتها بكل قوتي !
كانت نظراتك مُرعبة يا وهاج .. خفت تضيع حياتك بسبّب وقاص
أبَتسم وهّاج بسخرية وهو يأشر على نفسه : وهذي هي ضاعت .. شفني عند النقطة الي تركتني فيها
أبتسم بخفوت وهو يقول : أنت في توقيتك المناسب صدقني
عقد وهّاج حواجبه بينما بُرهان أردف وهو يقول : أحدهم يتخرج من الجامعة وعمره (21) وإنتظر (5) سنوات عشان يتوظف .. والثاني تخرج بعمر (30) وتوظف على طُول .. وغيره تزوج بعمر (25) وما أنجب أطفال .. والثاني تزوج وعمره (45) وأنجب أطفال .. لما تشوف اللي أصغر منك يخيّل لك إنهم متقدمين عليّك أو متأخرين عنك .. ولكنك غير تماماً
كل شخص يجري في سباقه الخاص .. وزمانه الخاص
أنت منت متأخر ولا متقدم .. أنت حقيقة في زمنك المناسب والخاص فيك .. أنت تعمل في توقيتك الي وقته الله لك"م"
نظرات وهّاج كلها إعجاب وذهُول .. وكل جوارحه تِستمع بلهفة لكلام بُرهان .. ففعلاً الكلام الي يحتاج يسمعه .. يلاقي أفضل الأشخاص يقولونه له .. وبعدما مرت دقائق صامتة قال بضحكة : لو يدري بنيّان إنك قبّالي ليجن جنونه
عقد حواجبه بُرهان ووهّاج أردف : صاحبي الجنُوبي بنيّان .. شخص لاصارت الساعة تسعة ينعزل عن العالم لأجل يسمع صُوتك
أبتسم بُرهان بإحراج .. ووهاج ضرب كتفه وهو يقول : تستاهل الطيّب يا بُرهان .. والحمد لله إنك تعديت كل العقبات الي قدامك .. وما سمحت لكلام أحد يأذيك
بُرهان بوقت كلام وهّاج إستقرت عيُونه على وقاص وأبتسم بسُخرية وبقهر : عزاي لكل شخص هذا معلمه
إلتفت وهاج بإستغراب ومن لمح وقاص ناظره بحدة وهو يتكتف .. بُرهان أزاح نظره عنه وقال بإبتسامة : أجل لقانا الجاي مع الجنُوبي لأجل أكون معه صوت وصورة
هز رأسه بضحكة وقال : بينهبل صدقني
أبتسم بُرهان بإمتنان .. وكمل سواليف عادية مع وهّاج وبعدها إستأذن وأتجه لمكتب فهد ..
وبعدما أنتهى اليُوم .. ناظر وهّاج لجواله بضيق وبقلق .. ليلة البارحة ماغفى له جفن والأرق كان صاحبِه .. ماقدر يتُرك ضرار لوحده لذلك طلع لحاله يدُور على السجين المعهُود ولكن مالقى له أثر .. ورجع الفجر البيت
والحين يده على خده والخوف متوشحّه فقرر ينزع عنه هالثُوب ويحارب ذاته ويتصل على ضِرار .. وفعلاً ثواني قليلة ووصله صوت ضِرار الذابِل .. والي قال فيه إن البحث مازال مستمر ومحمد غايب عن الأنظار تماماً .. بينما هو رح يرجع البيّت بعدما طلب منه المُلازم يحضر بكرة لأجل يتكلمون بعقابه !

إنتهت المُكالمة ووهّاج زاد ضيقه أكثر من الموضوع لأن مابيده شيء يسويه !
-
-
دخلت معاني الغُرفة على خيال الي غايب حسّها طول اليوم .. وعقدت حواجبها وهي تشوفها تدور بمكتبة كُتبها الكبيرة وهي تدُور على كتاب مُعين .. قال معاني بتساؤل : غايب حسّك عننا .. وش الي خذاك ؟
إلتفت خيال بسرعة وهي تناظرها وقالت وهي تبعد خُصلات شعرها عن وجهها : معاني خذيتي أي كتاب من كُتبي ؟
معاني ميّلت شفايفها بإستغراب وخييال أردفت : ضايع لي أحد كتب رواياتي .. معاني لازم ألقاه
أحس لي يومين تايهه ومضيعة وجهتي .. لازم ألقاه لأجل ألقى الوجهة الصحيحة
معاني الي فهمت كلامها وإقتربت بعصبية وهي تقول : خيال .. أنتي مو بطلة من أبطال الروايات الي تقرينها .. ياويلك تجبرين نفسك على عيش حياتهم .. والله لو ترجعين لهالموال لأحرق كتبك كلهم
تأفتت خيال وأستقرت قدام معاني وهي تقول : وين المشكلة ؟ بالنهاية مارح أرتكب جريمة .. رح أجرب طريقة عيشهم بالروايات
غمضت عيونها معاني وأخذت نفس وهي تزفره بهدوء ثم فتحتها وهي تبتسّم بحنية : خيال ياعيوني .. هذا واقع غير تماماً عن الكتب الي تقرينها .. أنتي عايشة تماماً بالخيال .. والبطلات الي بالروايات حياتهم مُقتصرة فقط على الخيال .. مستحيل تقدرين تعيشينها بالإطار المُحيطي الي أنتي فيه
خيال كانت تستمع لمعاني بإحترام ونظراتها للأرض .. ومن لمحت كُتب بالشنطّة المفتوحة على جنب .. واللي باقي ما رتبتها للآن .. قررت تنتهي من محادثتها مع معاني لأجل تنجز الي ببالها .. وهزت رأسها بإنقياد : لاتشيلين همي .. أنا عاقلة ومو طفلة الأمس .. أنا بس أحب أعيش الموضوع بعقلي بس
تنهدت معاني وهي تقترب وتحضُنها بحنية وقالت : وإن ماشلت همك .. أشيل هم من يا خيال ؟
لا تنسين إنك وحيدتي وبنتي وأختي
أبتسمت بضحكة كلها إمتنان وبادلتها الحُضن .. وبعدها إستأذنت معاني .. وخيال على طول جلست قدام الشنطة وهي تدور على الكتاب ومن لقته أبتسمت بحماس وهي تجلس بمكانها وتبدأ تقرأها من جديد !
يومين كاملة كانت فعلاً تايهة .. وكلها تساؤلات وإستفهامات وضيّاع .. لما عاشت دُور البطلة بالرواية وتقصمت شخصيّتها إستمتعت وجداً لدرجة نست شخصيتها الأساسية .. ومن لما رجعت البيت ماعاد عرفت ترجع لخيال نفسها .. تزعزعت الشخصيات داخلها وماقدرت ترجع لذاتها بقت أسيرة لشخصية البطلة الي بالرواية .. وهذا الي خلاها تِتُوه .. لذلك قررت ترجع تقرأ الرواية .. لعلها تلقى الحل .. وتعرف كيف تصرفت البطلة بعد موقفها عشان تقدر تتصرف نفسها .. وفعلاً وصلت عند الجزء المنشُود .. وبدأت تقرأه بتأني شديد

" لم تستطع ريانة الصمُود عن رغبتها في المغُامرة من جديد .. فالليّلة الي قضتها بالغابة كانت مليئة بالحماس الشديد .. لا تخفي على نفسها أنها خافت وبشدة.. ولكن حِس المغامرة فتك بقلبّها .. وجعلها تُعيد الكرة وتدخل الغابّة من جديد .. رغبةً منها في المُضي لمغامرة مُمتعة أكثر من المُغامرة السابقة "
بمجرد إنتهاءها من قراءة هذه الصفحة .. حتى إنتزعت جسدها من البُقعة التي تقف عليها .. وأخذت أغراضها وهي تُرسل رسالة سريعة لفهد .. مُحتواها أنها بتروح لجارتهم اللي جنب بيّتهم والللي تعرفت عليهم في قبل إسبوع .. واللي أساساً وعدتها ترجع تزورها باليوم الثاني .. وفعلاً تركت خبر عند معاني وأنطلقت في طريقها بكل سُرعة .. لعل الشعور الذي في روحها يتلاشى ويختفي تماماً .. وتعود لشخصيتها الرقِيقة مرة آخرى
-
-

كان مُستِلقي على الكنب الرث .. الغُبار يسكن أرجاء المكان.. لأن هالبيّت مهجُور منذ أكثر من عشريَن سنة ! لم تخطُو أقدام أحد غيره هذا المكان .. لذلك كان يعتبره مكانه السرِي الخاص .. كلما عصفت به الحياة وزادت جُرعة الحزن .. كلما لجأ لهذا المكان .. خشيّة أن يرى أحد جُرحه فيتلقى نظرات الشفقة اللي توجعه أكثر ..
أخذ الولاعة من جديد .. وهو يُشعل الشمعات المُتبقية في الغرفة .. ويديه تتحس الكمامة المُلتفة حول أنفه لأجل ما يتسلل الغُبار لصدره .. فيموت من شدة تعب رئتيه .. رفع رأسه وهو يُلقي نظرات كلها تساؤل .. فالمرة السابِقة تزلزل كيانه من شدة الخوف بسبب الفتاة التي تجرأت ودخلت لهاللبيَت
فكما هو معروف في هذا الحي.. أن هالبيَت مسكُون .. حتى المرور من جانبّه كان بحد ذاته جراءة .. فكيف بمن يدخل من بابه ؟
من بين تعبه وكثرة الهم الي بقلبه .. كان يتسائل فعلاً عن تلك الفتاة .. ف طُول حياته لم يُقابل أحد جريء لهذه الدرجة سوى أخته المُتهورة !
غمض عينيه وهو يتنهد .. ويحاول أن يكف عن التفكير لعل حواسه تهدأ !
-
بينما خيال إقتربت من المبنى .. وهي تحس أن الأرض تطُوى من بين قدميها .. وقفت بصدمة أمامه وهي كلها إستفهام كيف وصلت بهذه السرعة ؟
كعادة المببنى .. مُظلم من كُل إتجاه .. يحيط الرُعب كل أركانه .. ولكن لوهلة لم تكن تأبه ففي النهاية تريد التخلص من الحمل الثقيل الذي حمُله قلبها .. ما رح تقدر تتخلص من تقُمص شخصية البطلة اللي تُحبها إلا عندما تسلك نفس دربها .. لذلك أجُبرت على الحضُور هُنا حتى تنزع عنها رداء الجراءة هذا الذي لايليق بها .. إقتربت بكل خوف وهي تفتح الباب وتُلقي نظرات سرِيعة للمكان ..
-

أخرجت هاتفها وهي تُشغل الضوء منه .. وبدأت تخطو خطواتها بحذر .. تمنت لو أن أحداً معها هذه اللحظة .. لأنها ولوهلة تظن أنها ستموت من شدة رعبها وخوفها لدرجة إن صوت دقات قلبَها يُسمع بكل وضوح
تراجعت خُطوات مرتجفة للخلف وهي تتأمل الضوء الذي يحيط بالغرفة بسبب الشمع المُنتشر بأطرافها .. وعقدت حواجبها بخوف شديد .. ذاك الرجل موجود في المنزل المسكُون من جديد ؟؟
وش هالصدفة الغريبة ؟؟
لم تُلقي بالاً له .. فكلها حذر وكلها إنتظار لتلاشي الحمل عن قلبها .. ولكن صوت الدندنة المُنخفضة والتي تسللّت لمسامعها أربكتها .. لم يكُن بالصوت الرائع .. ولكنه صوت دافيء وحنون
كان يدندن من شدة ضيقته .. أي كلمات تزور عقله يقولها بكل سلاسة .. لعل هذه الجدارن تنعى وجعه معه .. وعندما أنتهى تنهد تنهيدة عميقة وهو يغلف رأسه بيديه ويضغط عليه بشدة : يارب عفوك .. مابقى هم ما تراكم على ظهري .. مابقى الا القليل وينكسر هالظهر .. يارب تكفى مِدني بالقوة الي مابعدها ضُعف .. ماعاد لعبدك حيل
وصلت لمسامعه أصوات خُطوات راكِضة .. وهذه المرة وقف على عجل وهو يخرج من الغرفة بكل سرعة بدُون يدوره الخوف السابِق لأنه يعرف هالشخص .. كان يتمنى الإمسّاك بها .. ومعرفة نيتها بالحضُور لهنا من جديد ؟ وش هالرغبة المُلحة في إستشكاف المكان .. ووش هالفضول العارم اللي يجبرها على دخُول بيت مهجور .. وعلى مُجابهة ومحاولة تخويف رجل لا تعرف من هو ؟
ما أهتم كثيراً فهمومه ماهي بقليَله لأجل يكون أكبرها هالمتطفلة !
إستراح بجسده المُهلك على الكنب وهو يغطي عينيه بيديه وكله ترقُب لليوم التالي !
-
.فتح عيُونه بوجع فالأرق المُصاحب له طوال اليوم .. ما زاره النوم لحظة واحدة
وقف وهو يحاول أن ينفض الخوف من بدلته كما ينُفض التراب ولكن هيّهات لامفر منه ..
ركب سيارته المركُونة على بعد أمتار عن البيت .. وإتجه بكل سُرعته للمركز
وقف على أعتابه وهو يأخذ نفس ويزفره بكل قوته .. أشارت xxxxب الساعة .. إلى الساعة الثامنة مساءً
ودخل بخطُوات كلها ترقب للمركز .. كان عاقد حواجبه بسبب الكم الهائل من الضباط المُحيطين بالساحة وهنا أنتفض قلبه أكثر .. ومن أستقرت أنظاره على الرائِد والمدير العام للسجون الي الي بنص الساحة واللي أشر له يحضر .. بلع ريقه بصعوبة وتقدم وكل خُطوة يخطيها توضح الرعب الي يسكن أطرافه
-
ضرب التحيَة للرائد وهو يوقف قدامه ..
والرائد وقف قدامه مع المدير .. وبدأ صوت المُلازم ينتشر بأرجاء الساحة الكبيَرة : حضر الرائد سلمان منصور .. بقرار بتثبيت عقوبة عسكرية 13400
بيوم الإثنين 4/2 أن مدير عام السجون .. وفق الصلاحيات الممنوحة له وبناء على الأوراق المنتهية في الإستنئناف العسكري قرر فصل الضابط ضرار سطّام آل سهيل لقاء تهريب السجين أثنّاء الحراسة الأمنية . . وصدر بحقه التأديب المشار إليه ..والذي يتضمن ؛ مجازاة الضابط بالطرد من الخدمة العسكرية .. وسحب المكافأة العسكرية والمعاش التقاعدي لعدم إستحقاقه .. ووجبّ تنفيذ ما كُتب من قبل مدير عام السجون
قُطع صوت المُلازم .. وتخلل هالمكان
لحظات كلها صمت .. كان مذهول ، مصعُوق
ماكان مصدق بأنها فعلاً .. وصلت المواصيل لهذا المكان !
القلق الي أحاط فيه قبل لحظات هالمرة لبسّه
والخوف والرُعب توسط صدره .. الخيبة تملأ ملامح وجهه .. وقهر الرجال يكسُو عينه لدرجة إنه شدّ على قبضة يده بكل حسّرة .. رغم ذلك كان رأسه عالي .. وظهره مستقيّم ما أنحنى ولا تخلى عن نظره الكبرياء .. ورغم إنه كله هم
وندم على طيّب نيته .. الي خذته بطريق أنتهى فيه ضرار
لحظات معدودة وتقدم الرائد مع مدير عام السجُون .. وهم ينتزعون رتُبته منه بكل وحشية .. وينزعون منه بدلته .. تاركينه بوسط الساحة .. خالي الوِفاض من الحلم والكرامة والأمل .. ممتلي جيبه بالهم والخيّبة والقهر !
مِحتار .. مذهول .. والأهم القهر مِمتلي بصدره
مثل ما يمتلي الكأس بالماء ويفيّض .. كانت عيُونه تنتقل بشكل تلقائي لجميع الضُباط الموجودين بالساحة .. نظرات السُخرية ، الشفقة ، الإستهزاء
نابعة من عيون كل شخص يناظر له
رفع يده وهو يمسح على لحيته بحِنكة وغضب العالمين لما إنتزعو سُترته من على جسده وبقى عارِي الحُلم والمنصب .. وزفر بتشديد وهو يبلع ريقه بصعوبة .. ماله حُجة ، ولا له دليل
حتى صاحبّه الي المُفترض يوقف معه ويقُول ضِرار مستحيل يهربه خانه .. ووقف ضِده
والأكيد
#إلتفت بجسده .. وهو يصد ظهره عنهم .. عن صِباه وحياته .. عن سنوات عمره الطويلة اللي قضاها بنفس المكان .. وبعدها تجازى بالخيّانة
يصد عن حنيته .. عن طيّبة قلبه الي دمرت حياته . .عن ثقته الي كانت بالمكان الخطأ .. للأشخاص الخطأ
وبدأ يمشي خُطواته المُتخاذلة .. وعينه تماماً للأرض .. فهو مُوقن أن ظهره إمتلأ بنظرات الشفقة .. فلا تستطيع عينه تحمل هذه النظرات أيضاً !
خرج من المركز .. بعدما جُرد من وظيفته ومن كرامته .. بسبّب قلبه وطيبته الغشيّمة!
وبقى يجُر خيبته طوال الليل .. في ليلة البرد الشاهد الوحيّد فيها


أخوه وقاص ماكان شعوره بعيّد بالشيء الكثير عن ضِرار .. إنما الإختلاف إن القهر على شيء ما يحق له ينقهر عليه .. كان بدوامة نقاش كبيّرة ومزعجة مع برِيق .. حول أشياء كثيرة .. منها الخِصام الي صار بيّنه وبين ضِرار بسبب دُجى .. تنهدت برِيق وهي تقُول : ياعيُوني يا وقاص .. طبيعي يوقف بصف أخته
قاطعها بعصبية : أنا من ؟ فهميني أنا من أجل ؟ ولد اليهود يعني عشان يمردغ وجهي بالتراب قدام كل خسيس ؟
تنهدت برِيق ثم وقفت وهي تجلس قدامه بنفس طريقة جلوسه وهي تبتّسم بعربجية : تبغاني أكسر وجهه عشانك ؟
ناظرها بطرف عينه ، وهي وقفت وشمرت أكمامها وهي تضحك : لا صدق شكلك تبغاني أدفنه الليلة
ماقدر ما يبّتسم .. بالنهاية هذي شخصيتها الغريبّة .. مرة من المرات تصير عربجية والمرة الثانيّة يغلبها السكُون .. ولكن كل الي يعرفه إنه يكرهها وكثير لاصارت هاديّة .. لأنها تصير منطقية
وإن صارت منطقية تصير ضده بكل شيء
إلتزمت الصمت للحظات .. ثم رجعت تجلس جنبه وهي تناظره بنظرات تفحُص : عيني بعينك يا وقّاص .. وش سبب هالهوشة ؟
تأفف وهو يرفع كفه وقال بعصبية سرِيعة : ما تفهمين ؟ كم مرة شرحت لك البنت تبي تفضحنا بوسط الحي .. صرت أمشي ورأسي بالأرض بسبب إرتباط إسم الكوافيرة فينا .. تفهمين وش يعني ؟
هزت رأسها بنفي وهي تقول : وين المشكلة لاصارت كوافيرة ؟ أشوف مافيها شيء .. وحتى بالعكس تشتغل على نفسها وما تحتاج أحد
عصب أكثر وقال : برِيق .. لا تخليني أجن زيادة
أقولك أمر من جنب الرجال .. يقولون أخت ضِرار آل سهيل كسّرت كرامتهم
ناظرته بتدقيق .. وإستنكار عظيم وهي تقول : طيب إسم ضرار الي أرتبط فيها .. أنت وش تبغى ؟
وقف بغضب كثّيف من مهاجمة برِيق له بكل فرصة .. وضرب الطاولة اللي قدامه برجله وهو يمشي بعصبية بالصالة ويناظرها بحدة .. بدون ما يتكلم .. وكأن بس نظراته الي تتكلم ! العصبية بلغت فيها أقصى مرحلة .. لأن حصنه المنيّع بدأ يت
برِيق أبتسمت إبتسامتها الشهيّرة والي من تعرف خفايا موضوع يحاول الشخص إنه يغطي عليّه .. تحاول بكل طاقتها تستدرجه عشان يعترف .. ويليّن الموضوع
وقفت وهي تسّتقيم على الكنبّ الأزرق المُخمل .. وتناظره وهي تتِخصر بإستنكار : لا تمشي وتسوي نفسك معصب .. أنا وأنت صرنا ندري ليّه كل هالقهر متملكك بسببّ مهنتها
قفزت بكل قوة من على الكنب .. وهي تستقر قدامه وقالت بإبتسامة عرِيضة وهي تقرب تهمس بإذنه : خايف يكبّر الهرج .. ويطول الحكي
وأنت تخاف كلام الناس .. خايف تصير أبعد من الجدي منك صح؟

كانت تراقب نظراته.. تصرفاته .. وكيف يحاول يصد عنها وما يوضح لها إن تفكيرها صح .. بس ضحكتها الصاخبة أجبرته يلتفت وهو عاقد حواجبه : سد الله حلقك .. وش هالصوت؟
كتمت ضحكتها بصعُوبة وهي تقول : أنا ماقدرت أروح لهم وأتعرف عليهم من قوة إحراجي .. ولأن أمي رافضة تماماً تروح معي .. ولكن أنت ؟
متى شفتها ؟ متى عرفت إسمها ؟ متى تعرفت عليها ؟ لأجل تصير متيّم بالهوى !
رمش بعدم إستيعاب من كلامها .. ورجع خطوتين لورى وهو يرفع إصبعها بتهديد : ياويلك لو ينسمع هالحكي بمكان ثاني .. أو لأحد غيري .. والله يا برِيق لأوريك يومك .. لا تحسبيني ضحكت معك يعني تتمردين
تلاشت إبتسامتها بقهر من إسلوبه .. بالنهاية هذا وقّاص .. لو دار الموضوع بدائرة ما تعجبه .. ينهي النقاش بكل غلاظته المعُروفة !
بهالأثناء دخلت فايّزة .. ووجهها مخطوف لوونه
وحالتها مقلوبة .. ولكن حاولت ما توضح أي شيء على ملامحها وقالت : وش صاير معك يا وقاص ؟ أشوف خلقك ضايّق ؟
وقاص تأفف وهو يجلس : وش بيصير يعني ؟ ضرار الكلب .. وولد عمه سُود الليالي .. بدؤ يضغطون على أعصابي
جلست جنّبه وهي تضرب على فخذه : لا تسكت لهم .. لو حاولو يضايقونك .. سود عليّهم عيشتهم
ناظرها بخفوت .. وهي ألتفت لودِيع الي دخل ورمى الشنطة على جنب وهو يجلس جنب بريق : وين كنت ضايع طول اليوم ؟
ودِيع التفت لبرِيق وهو يهمس لها : أحد معبي رأسها علي ؟ وش فيها هالفترة كارهتني
ضحكت بخفوت وهي تهز رأسها : كارهتنا كلنا .. من رجع ولد العم وهي مو طايقة أحد
ألتفت وديع بوجع بسبب كرتون الفايّن الي أنررمى على وجهه وقال بضيق : مافي ساعة خير تمر بالبيت ذا ؟
وقاص الي كتف يدينه وقال : أشوفك مستأنس وأنت تشوف ولد عمك يهين كرامتي بفصلي ؟
عقد حواجبه وديع .. بينما فايّزة قالت بصدمة : جعلك ما تربح يا ودِيع .. قايم مع سود الليالي على أخوك الي من صلبك؟
تنهد وهو يمسح على وجهه وقال بضيق : وش سويت ؟ ما شفتني منطم وساكت وعيوني على الأرض طول حصصك .. وش تبي مني أكثر ؟؟
-
#ساقط بكل قوة قدام ذكاء بريق !إنه أعترف إن ضرار السببّ بهروبه .. وكذا صارت كُل الدنيا ضِده !
-
وقاص وقف وهو يناظره بحدة : أبيك لا أخطأ علي أحد توقف له بالمرصاد .. تدافع عني ، لا تجلس مثل الهرة الي سكبو حليّبها بالأرض
ناظره ودِيع بسخرية وقال : هالدفاع ماعاد يشملك .. والحق هذا أنسحب منك يا وقاص
من لما كسرت عظامي عشان ما أدافع عن كايّد المسكين .. من لما أهنتتي عشان ما يرتفع صوتي إذا أحد أذاه
فايَزة وقفت بقهر : وديع وكسر .. هذا أخوك لا تساويه بالأعرج .. أخوك ما يستاهل أحد يهينه
بينما ولد حليّمة مالنا شغل فيه
زفر وهو يحاول يكتم عصبيته ووقف بضيق وقهر : هذا أخوي .. ولكن ذاك ولد عمي .. عمي الي أنـ.......
أنبّترت كلمته بلوم وعتب على أمه ووقاص الي رجعو هالذكرى لرأسه .. وأخذ شنطته وهو يلتفت لهم ويقول : إتركو بيّت وهّاج في نور .. إعتقوهم من هالكرهه الي بقلوبكم
مشى وهو يسمع كلام أمه وعصبيتها .. وشرهة وقاص عليهم ولكنه ما أهتم .. كل مرة نفس الموال
ومستحيل يبقى يسمع نفس الإسطوانة يومياً !
أما برِيق كانت ملتزمة الصمت .. مع ذلك وقفت وهي تِتسلل من الصالة بدون ما ينتهبون لها وينتقلون بعصبيتهم عليّها .. ومن دخلت غرفة ودِيع حتى لقته جالس على السرير وهو معصب مشت وهي توقف جنبه وتضرب رأسه من الخلف : أشوفك ضايق بسبب كلامهم .. ما تعودت
ألتفت لها وهو يناظرها بطرف عينه : أشوف يدك يبغى لها كسر
ضحكت وهي تخبيّها ورى ظهرها .. وقالت : خلك من يدي .. ترى بتنفعني عشان أكسّر رأسك باللعبة الجاية
ناظرها بنظرات هاديّة .. وكلها ثواني قليلة وقف وهو يقفز من على سريره بحماس وجلس قدام السوني وهو يناظرها بطرف عينه وعلى مُحياه ضحكة : تعالي .. نشوف آخر مهاراتك بالخسّارة
جلست جنبه وهي تضحك نفس ضحكته وقالت : لو عندك القوة .. حاول تهزمني
ضربها على كفها وقال : متى ودك تتعلمي تصرفات البنات أنتي ؟
مسحت على كفها وهي تضحك وتقول : متربيّة مع ثلاثة عيال .. وش منتظر مني ؟ ألعب بيت بيوت يعني ؟
هز رأسه وهو بضحك بآسى من طريقة كلامها وهي أبتسمت براحة من ضحكته .. وعدلت جلستها وهي تبدأ تلعب معه .. صحيح إن جسدها مع ودِيع
بينما جُل تفكيرها عند وقاص وعن نيته المخفِية ورى كل هالغضب على ضِرار كله !
-
-

هذا يوم كامل مر .. ما يدري هو مَر ولا مُر بالأحرى
كانت آخر ضياعاته بليلة إنتحار أبوه .. والآن ضاع بسبب الخُذلان
ليلة مُرة بكل ماتعني الكلمة .. ويوم أمّر ، ماكان حاس حتى بأشعة الشمَس الي تِخترق جسده .. كان فعلاً تايّة !
ولكن هالمرة يظن إن له وجهة .. وله عضيّد
يظن إنه بينخذل من كل جهة .. إلا الجهة الي جربت طعم الخذلان
-
-
وقاص وقف وهو يناظره بحدة : أبيك لا أخطأ علي أحد توقف له بالمرصاد .. تدافع عني ، لا تجلس مثل الهرة الي سكبو حليّبها بالأرض
ناظره ودِيع بسخرية وقال : هالدفاع ماعاد يشملك .. والحق هذا أنسحب منك يا وقاص
من لما كسرت عظامي عشان ما أدافع عن كايّد المسكين .. من لما أهنتتي عشان ما يرتفع صوتي إذا أحد أذاه
فايَزة وقفت بقهر : وديع وكسر .. هذا أخوك لا تساويه بالأعرج .. أخوك ما يستاهل أحد يهينه
بينما ولد حليّمة مالنا شغل فيه
زفر وهو يحاول يكتم عصبيته ووقف بضيق وقهر : هذا أخوي .. ولكن ذاك ولد عمي .. عمي الي أنـ.......
أنبّترت كلمته بلوم وعتب على أمه ووقاص الي رجعو هالذكرى لرأسه .. وأخذ شنطته وهو يلتفت لهم ويقول : إتركو بيّت وهّاج في نور .. إعتقوهم من هالكرهه الي بقلوبكم
مشى وهو يسمع كلام أمه وعصبيتها .. وشرهة وقاص عليهم ولكنه ما أهتم .. كل مرة نفس الموال
ومستحيل يبقى يسمع نفس الإسطوانة يومياً !
أما برِيق كانت ملتزمة الصمت .. مع ذلك وقفت وهي تِتسلل من الصالة بدون ما ينتهبون لها وينتقلون بعصبيتهم عليّها .. ومن دخلت غرفة ودِيع حتى لقته جالس على السرير وهو معصب مشت وهي توقف جنبه وتضرب رأسه من الخلف : أشوفك ضايق بسبب كلامهم .. ما تعودت
ألتفت لها وهو يناظرها بطرف عينه : أشوف يدك يبغى لها كسر
ضحكت وهي تخبيّها ورى ظهرها .. وقالت : خلك من يدي .. ترى بتنفعني عشان أكسّر رأسك باللعبة الجاية
ناظرها بنظرات هاديّة .. وكلها ثواني قليلة وقف وهو يقفز من على سريره بحماس وجلس قدام السوني وهو يناظرها بطرف عينه وعلى مُحياه ضحكة : تعالي .. نشوف آخر مهاراتك بالخسّارة
جلست جنبه وهي تضحك نفس ضحكته وقالت : لو عندك القوة .. حاول تهزمني
ضربها على كفها وقال : متى ودك تتعلمي تصرفات البنات أنتي ؟
مسحت على كفها وهي تضحك وتقول : متربيّة مع ثلاثة عيال .. وش منتظر مني ؟ ألعب بيت بيوت يعني ؟
هز رأسه وهو بضحك بآسى من طريقة كلامها وهي أبتسمت براحة من ضحكته .. وعدلت جلستها وهي تبدأ تلعب معه .. صحيح إن جسدها مع ودِيع
بينما جُل تفكيرها عند وقاص وعن نيته المخفِية ورى كل هالغضب على ضِرار كله !
-
-

هذا يوم كامل مر .. ما يدري هو مَر ولا مُر بالأحرى
كانت آخر ضياعاته بليلة إنتحار أبوه .. والآن ضاع بسبب الخُذلان
ليلة مُرة بكل ماتعني الكلمة .. ويوم أمّر ، ماكان حاس حتى بأشعة الشمَس الي تِخترق جسده .. كان فعلاً تايّة !
ولكن هالمرة يظن إن له وجهة .. وله عضيّد
يظن إنه بينخذل من كل جهة .. إلا الجهة الي جربت طعم الخذلان
-
-
رفع جواله .. وأتصل بالرقم الي على رأس قائمة الإتصال .. ووصله صوته بلحظات قليّلة .. ولأول مرة يسمع نبّرة وهّاج الحنييّنة .. كان دائماً يقابله بالجفاء والصُدود .. ضِرار دائماً يرفض الشفقة
ولكن لما جاءت من وهّاج تقبلها بصدر رحب : هلا يا ضِرار
ضرار أبتسم بخُفوت .. وقال بصوت هادي : وينك يا ولد الخالة !
وهّاج ألتفت لبُرهان الي يمشي معه لمقهى بنيّان : بمقهى الجنُوبي .. لك حيل تجي لنا ؟
سكت للحظات .. ثم قال : جايّكم !
قفل الجوال .. ووهّاج ألتفت لبُرهان وأبتسم : تعال والله يا عقله بيطير صدق
بُرهان بادله الإبتسامة .. والفرحة مو سايعته .. ن وصله إتصال وهّاج وهو مرتبَك ومتوتر .. ما حسب حساب إن وهّاج الي يبادر بالإتصال أبداً !
وقف وهّاج قدام المقهى .. ودنى برأسه يراقب تصرُفات بنيّان وهو يرتب الطاولة بعدما خرجو آخر الزبائن .. أبتسم للحظات ودخل وهو يقول : أشوفك اليوم منت برايق .. وش صاير ؟ لايكون برنامجك ملغي
ألتفت له بنيّان وقال : بُرهان اليوم ماعنده برنامج .. وهذا من سوء الحظ والله .. شخص مثله مفروض ما يسكت أبداً .. والمفروض كل العالم يستمع له
أبتسم وهّاج بتأأيد .. ثم أشر لبُرهان يدخل وهو يقول : طيّب وشرايك .. هالليَلة ما يسّتمع له العالم كله .. هالليلة يستمع له الجنُوبي وخويّه الشمالي وبس ؟
عقد حواجبه بنيّان للشخص الي دخل المقهى .. ثم بدأت تِتراكم إبتسامات هادية على ثُغره لما تِسلل صُوت بُرهان لمسامعه : سلام الله على الجنُوبي !
ضحك بنيّان بصدمة وهو يحط يدينه على رأسه ويتقدم بخطوات سريعة وهو يوقف قدامه : هذا أنت يا بُرهان !
أبتسم بُرهان بإحراج وهز رأسه بهدوء .. بينما بنيّان زادت حدة ضحكته وأقترب وهو يضمه بكل حبُور وكأنه شخص يعرفه من زمان .. وسط صدمة بُرهان من الموقف .. وإحراج وهّاج الي أقترب وهو يبعد بنيّان عن بُرهان ويبتسم بإحراج : أعذرنا يا بُرهان .. قلت لك هالرجل حيل يحبك
بنيّان ضحك وهو يرتب ثوبه .. ثم أبتسم وهو يقترب ويبي يضمه من جدِيد بس سحبه وهَاج بإحراج وبنيّان رجع يبّتسم بضحكة من جديد: يشهد الله أحسه واحد من إخواني .. يارجل سنة كاملة وهو يشاطرني( يشاركني) الليالي بصوته لين ( لدرجة) صار جزء من يومي .. كيف تبيني ما أحبه ؟
وهّاج ناظر لبنيّان بنص عين وهو يقول : وين الشخصية الراكدة الي نعرفها عنك يالجنوبي
تنحنح ثم تقدم له بنيّان وهو يقول بركادة : الله يحييّ أبو الصعب .. يامرحباً ألف
أبتسم وهّاج بخفة لتغيير أسلوب بنيّان للهدوء
-

هز رأسه بُرهان بإحراج من إستقبال بنيّان الكبير .. وتقديماته الكثيرة .. والأهم حفاوته وسط إبتسامة وهاج الهادية لتشيّيد بنيّان ببُرهان وكيف يمدحه
وبعدها قال بخفوت : يالجنُوبي .. عندنا لك كم وعد .. واحد منها لامني أقبلت عليك ولي من الهم الشيء الكثيّر .. يكون لي بقلاوة جنوبية وكوب من الشاهي .. ولا ؟
أشر على خشمه وهو يبتسّم : وأنا قد الوعد .. ولكـ...
قاطعه وهَاج وهو يقول : ولد الخـالة مقبّل علينا
رمش بنيّان بخفوت .. وهو يتذكر ضِرار ثم هز رأسه وهو يقول : له عندي .. مثل مالك عندي
ودامه ولد خالتك أنت .. فيبّشر بالسعد !
أبتسم له وهّاج بخفوت ووبنيّان أستأذن ودخل للمطبخ الخاص بالمقهى .. بينما بُرهان كان حاضر للموقف كامل .. وكله إستغراب .. لدرجة وضح بتعابير وجهه المُستنكرة .. ولاهو من النوع الي يكتم فضوله لذلك قال : هات غيّم السوالف يا وهّاج .. من متى وهالجنوبي لك خوييّ .. ليه أحس إنكم من المهد إخوان ؟
إلتفت له وهاج وإبتسامته مازالت عالقة بثُغره .. ثم رفع كتوفه بعدم معرفة : ماليي علم أظن إني أعرفه من ثلاثين شمس .. وثلاثين ليل
عقد حواجبه بُرهان .. ووهّاج أردف : العشرة ماهيّب أيام .. ولا سنين تبقى بها مع الشخص نفسه العشّرة مواقف وحميّة يا بُرهان ويشهد الله هالجنُوبي فيه حمية أجهلها في كثير من الناس وإن له من كتفي ضلع في ثلاثين يوم بس
أبتسم بُرهان بطمأنينة وهو يهز رأسه ..ولكنهم ألتفتو بصدمة لِـ لصوت الجهوري الي من خلفهم : العشرة ولا الخمسة !
وصوت ضحكة صاخبّة ملأت المقهى .. عقد حواجبه بُرهان ولافي كان يضحك مع كايد بشكل هستيري على النكتة
وهّاج أشر لهم يسكتون وفعلاً إلتزمو الصمت
جلس لافي على الطاولة وكايّد جنبه .. ثم قال : حيّا الله المذيع بُرهان شرف كبير نستضيفك بالحي هذا
لافي عقد حواجبه بعدها وهو يأشر على الفروة الي لابسها : تدري يا المذيع .. تحت هالفروة مليون جكيت وباقي البرد ينخر بضلوعي وأنت بهالجكيت ضلوعك دافيّة ؟
بُرهان هز رأسه بإيجاب : هذا حيييّ .. وعهدي به قديم
يعني أنا وبرده أخوياء
هز رأسه لافي وكايّد كان ساكت طول الوقت
وبعدها بُرهان كان يتكلم مع وهّاج .. حتى وصل الموضوع .. لنيّة بُرهان برجوعه للإستقرار بالحي هذا لفترة من الزمن .. ولكنه يجهل عن مكان يأويه
لحتى تكلم وهّاج عن مبناه .. والي مكُون من إثنيّن أدوار .. وبما إن كل دور له باب خاص فيه .. كان لهالشيء منفعة كبير لوهّاج .. والي عرضه على بُرهان بنفس السعر الي تدفعه دُجى .. وهو بالتالي وافق بصدر رحب .. كونه لقى مكان بالسرعة الشدِيدة

وفي ظل سواليفهم الهادية .. دخل ضِرار يجُر خيباته خلفه .. ولكن من لمحهم كلهم مجتمعين على نفس الطاولة عقد حواجبه
بيّنما لافي ووقف وهو ينحني قدامه ويقول : حياك الله إستاذ ضرار .. تفضل بالجلوس
ناظره بإستغراب وهو يلتفت لكايّد الي سحب له الكرسي وهو يبتسم : تفضل
تقدم وهو يجلس على الكرسي .. ويناظر لوهّاج اللي صاد عنه ومنشغل بالراديُو
بينما بُرهان سلم عليه .. وتعرف عليه بإطار هادي
وبهالأثناء خرج بنيّان .. وبيدينه صحن البقلاوة .. وكأس شاهي ولكن من لمحهم كلهم أبتسم وقال : حيّا الله ضيوف الجنوبُي
أبتسم كايَد .. ولافي هز رأسه بينما البقية بقو صامتين .. وضِرار يحاول يصد عنهم .. كونه منحرج من ضيقته الواضحة
تقدم بنيّان وهو يترك البقلاوة قدام ضِرار .. وكأس الشاهي وهو يقول : بقلاوة بنيّان.. لو تخطي الجنوب خطوة خطوة منت بملاقي بحلاوتها
رفع رأسه وناظره بإمتنان .. بينما لافي قال : طيب بلقى عنده دبة موية صغيرة ؟
ألتفت له بنيّان بإستغراب وهو يقول : تلاققي
ضحك لافي وقال : أجل خلها عندك لين تكبر
عم المكان الصمت .. ولافي أنحرج ولكنه لف على طول لكايّد الي ضرب كتفه بقوة وهو يضحك من قلبه على سماجة لافي .. ومن أيقن لافي إن أحد بييّشد له بسماجته .. كمل المشي بهالدرب طوال الجلسة .. وكل مرة يقول كلمة يلاقي كايّد مستعد يضحك عليها
بُرهان ألتفت وهو يهز رأسه بيأس وقال بضحكة : دائماً تلاقي الشخص الي بيحبك حتى وأنت ثقيل دم
ودائماً بتلاقي شخص متفاجى من هالحب
ضحك بخفوت ضِرار على كلام بُرهان وبدأ يلقي نظراته عليهم بإمتنان .. متأكد إنهم أجتمعو لأجل يتغير عليه جوه .. ماكان محتاج يقول وش همه .. ولا ليه نظرات الشفقة ممتليّ بها ظهره
ماكان محتاج يشرح ويبرر .. كان بس يحتاج يضحك وينسى الي صار له .. وهذا الشيء الي وفّره له وهّاج بكل وسع صدر .. وكأنه يدري عن حاجة ضِرار
_
_

ومر يوم .. أتبّعه يوم خالِي من الأحداث المُهمة .. غير حدث تغير خيّال .. وكيف صارت مختلفة الشخصيّات .. صارت تحاول تلقى نفسها بأي طريقة .. كل الي تعرفه إن تقمص شخصية البطلة نسّاها شخصيتها الحسّاسة .. وملأها بالجراءة
وهالشيء غيرها كثِير .. وبينما مرت هاليومين على الكل هادية .. كانت صعبة عليه
لأنها تصارع أفكارها .. أفكارها الي كانت عبارة عن متى بيكون إعتراف البطل للبطلة .. متى بيموت الشرير بالرواية .. متى بينتقم البطل .. تغيرت تماماً وصارت عبّارة عن جُمل رسخت بعقلها .. وصارت تِتكرر وكأنها بإسطوانة مُدورة .. ليه تحس إن قلبها يوجعها كلما تذكرت النبّرة الموجوعة الي تسللت لمسامعها ؟

بعد اللي حصّل رجعت لبيتها آمنة مطمئنة .. من فكرة إن وقاص ولدها الحنُون .. يكون له صِلة بإبنة طليقة زوجها !
-
-

على أعتاب عبّق للسيدات .. كانت مبتسمة وهي مقابلة أول زبونة لها بالمشغل .. وكلها حفاوة وحُب وإهتمام .. على علبة الآيشادو تنتقل فُرشاتها لون لتدرجاته .. لجفن هذه الزبونة العميق ووالذي يتزين بكل إحترافيّة .. وكأنها تحاول أن تنقل البهجة من علبتها .. إلى ملامح هذه المرأة .. كانت مبتسمة طول الوقت كيف لا ؟ وهي تقوم بالشيء الي تِحبه !
ومن إنتهت من تزيين الزبونة .. حتى بقت للحظات تتأمل السعادة بعيوونها وضحكتها الهادية .. وهذا الي كانت تِتمناه دُجى !
هذا كانت الي تبي تلمحه .. العيُون الضاحكة والإبتسامة الراضية .. كانت تحب هالمنظر وبشدة
لذلك قررت تختار هالمهنة .. برغم كل العقبات الي واجهتها
ومن شكرتها الزبونة وإستأذنت .. إلتفت لنغمة جوالها والي ظهر بالشاشة إسمه .. ردت بكل عجلة وهي تقول : صرت عند الباب ؟
فهد أبتسم وهو يقول : إييية يلا إستعجلي !
رتبت كل الأشياء الي قدرت ترتبها .. ثم لبسّت عبايتها على عجل .. وهي تسارع خطواتها لأجل ما ينتظر أبوها كثير .. وفعلاً خرجت بوقت قياسي جداً
ولكنها وقفت خلف السيّارة بإستغراب .. لوهّاج الي يتقدم ناحيّة أبوها وبجنبه رجل غريب ما تعرفه
بقت مكانها .. وهي تشوف أبوها ينزل من السيارة ويسّلم عليهم بترحيب وبسعة صدر وخاطِر !
كانت بمكانها .. وهالمرة شابّكت يدينها ببعض .. وهي تحاول تكبّح كل مشاعرها الي تسللت لصدرها
وجهه البارِد المهلوك كان يثير كل فضولها .. فكيّف بالوجه الضاحِك المبتسم ؟
كل الي فهمته من كلامهم إن هالشخص الغريب هو المستأجر الجديد للدور الثاني وهذا الشيء ماكان يهمها .. لذلك كانت بتركب لولا الرجل الي أستقر بجسده قدام أبوها وهو مبتسم .. وتعابير وجهه كلها إحراج وخوف وقلق .. وكيف مرتبك ويحاول يدخل بموضوع ولكنه مو قادر
ضغطت على يدها بقهر .. من إنها صارت محاصرة بالمكان هذا .. ماتقدر تتحرك شبّر واحد لأن طيفها رح يظهر لكل الرجال اللي مُستقرين أمامها .. وبتبان بهيئة شنيعة جداً وكأنها تراقبهم.. لذلك بقت مجبورة بمكانها ثابتة دون حراك وهي مغضمة عيونها .. وتلقائياً جميع الكلام الي ينقال يتسلل لمسامعها
-
كان واقف مرتبك .. ولكن من لمح أبوها زاد إرتباكه أكثر .. يدينه يفركها بتوتر .. ماكان قادر يدخل بالموضوع خصوصاً بهالشارع ولكن
بنفس الوقت الكلام الي سمعه من أمه والمدح الكثيف كان معمي بصره فيها .. لدرجة إنه كان يدور بالحي بس لأجل يلمح زول أبوها

فعلاً هذا هو صار مستقر قدامه
ألتفت لوهّاج الي قال وهو متنرفز : إنطق بالحكي .. تراك بديت تنرفزني بتلكأك
ناظره بطرف عينه وبقهر .. والود وده يقول له يفارق من قدامه .. ولكنه عارف إنه ولد خالتها .. وهالشيء مربط يدينه !
مع ذلك تجاهل وهّاج .. وحاول يتكلم بكل سلاسة .. فأبتسم بخفوت وهو يقول : عيب علي أجيك بالمكان هذا .. وقدام سيارتي وسيارتك .. ولكن ماودي يضيع نسبّك من بين كفيني .. بعطيك علمي
وإن كان لك نية بالقبول رح أجيك لين بيتك وبكل صدر رحب مع هليّ كلهم ..
عقد حواجبه فهد بإستغراب .. بينما وهّاج بدأ يلهم الموضوع .. لذلك شد على كفه بعصبية ونظراته بدأت تِحتد بشكل مُريب .. لدرجة إن بُرهان عقد حواجبه بإستغراب كبير لتحول وهّاج من الشخص الرايق الهادي .. للشخص العصبي المُخيف
في ظل حوار هالرجل .. وتطرقه لخطبّة بنت الإستاذ فهد
كان يتأمل تغير حالته المزاجية ..وكيف تحول بطريقة شرسة ومخيفة
إحتدت ملامحه وبشدة.. وزادت الضيقة بعيونه للضعف .. والعصبية إحُتقنت بملامحه وزادته حدة وغضب لما تسللّت لمسامعهم جُملة هذا الشاب : جيت أبي القرب منك .. وسمعتكم تسبّق إسمكم ولي الشرف بهالنسب !
مايدري بُرهان كيف ثبّت وهّاج بيدينه وهو يحاول ما يخليه يتهور .. لأن الغضب الي في عيونه ينشاف !
وقبل ما ينطق فهد بكلمة .. أو يرد بالرد المُناسب لهالرجل
رفع أنظاره وهّاج .. وأستقرت بعمُق السواد للحظة .. بعد ثواني قليّلة نطـق وهّاج بهدوء .. عكس الحرب الي بصدره ونظره مسكُوب بسّواد عيُونها : بس البـنت مخطوبة لولد خالتها !

-


بسمة سفر likes this.

فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 11-08-21, 09:26 AM   #18

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,437
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


.
(البارت السادس عشر)

إشتحن المكان بمشاعر غرِيبة .. مُستنكرة !
يدين بُرهان الي كانت تِعتلـي كفوف وهّاج أزاحها بصدمة وهو يرمش بعدم إستيعاب .. وعيُونه تعلقت بوجه وهّاج .. ماكانت تعابيره مِترددة
ماكان الخوف متلبسه .. كان العكس تماماً
الهُدوء طاغِي عليه .. والثبّات بوقفته وبكلامه
أثبت لكل الواقفين إنه فعلاً جاد بالي يقوله .. ماخفى على أحد صدمة فهد .. والي بسببّها ألتزم الصمت وبقى يناظر لوهّاج الي أكمل كلامه وهو يقول : خطبـة على خطـبة مرفوضة في الدِين يا إبن الكرام .. فما بـالك بفكرة إنك تخطـب على خـطبتي أنا ؟
جابر "إبن الجار" تلعثم للحظات .. ولكنه حاول يثبث بمكانه.. لأن الي وصله من أمه إن البنت للآن محد تكلم بأمرها .. أكمل إستغراب : العلم الي وصلني إن البنت للآن بأمان أبُوها .. وأنا جاي لأجل القُرب ..
نظرات وهّاج الهادية تحولت تماماً لنظرات تكسُوها العصبية .. ليه يتجاهل كلامه بالطريقة ذي ؟ وليه يحاول يدخل من باب قفّله وهّاج بوجهه قبل لحظات ! إلا إنه ماترك مجال لفهد يُرد .. وعيُونه الي مازالت مُعلقة بالسّواد أزاحها وهو يُنقلها بكل عصبيّة ناحية جابر : الـواضح ياجابر إن الخبر الي وصلك فيه من الزِيف الشيء الكِثير .. بنت فهد تِنتمي لولد خالتها .. وهالقُرب الي تحكي عنه صار لغيرك ..لذلك إحفظ ما بقى من ود .. وخذ حملك وتحرك .. لأني مازلت ساكن وهادي ولا هيّب من شيمي !
زفر جابر بعصبية من كلام وهّاج مع ذلك ماحب يطول السالفة أكثر .. ألتفت لفهد وقال بالفم المليء : أنا مالي إذن أسمع بها لغيرك .. إن ماكان حكيه صحيح فأنا من بكرة جايّك
هِنا وهّاج إنتهت أعصابه فعلاً .. وتقدم خطُوة ولكن نظرات فهد كانت سبّاقة ..لذلك وقف مكانه بعصبية وهو يِصد عنهم .. بينما فهّد ودّع جابر بدون ما يعطيه علم أكيد .. وهو محتار .. وكثر ماهو منذهل ، كثر مالعصبيَة تلعب بصدره والي أجبَرته يسكت بدهشة من فعل وهّاج الي زعزع كيانه وترك يدينه ترتبط بعدم فهم !

دُجى كانت بعالم ثاني تماماً .. لا تُنكر أنها إمتلأت روحها بإستنكار غريب ..لما بدأ هالرجل يُلقي كلماته على أبوها .. ولكن الخوف والرهبّة لما تطرق لموضوع الزواج منها ماكان بالشيء القِليل .. لذلك فاض الخُوف والفزع من صدرها لدرجة إن عيونها تشبّعت به .. ووُضح لمرأ العين .. وأي شخص كان بموجود في تلك اللحظة وأستقرت عيُونه بعيُونها .. لأنتبه لكمية الرعب بعيونها .. وهذا الي حصل
وهّاج الي كان سارِح بنظراته ومو مهتم لمحتوى حدِيثهم من بدايته .. ولكن من بدأ بزبدة الموضوع حتى إشتعلت بصدره نار ما يدري وش سببّها .. ونظراته فعلاً مازالت حائرة وشاردة

ولكن لِلحظة تعانقت عيُونه بعيُونها .. ونظراتها الي كانت كُلها خُوف ورُعب ورجاء .. تلاقت بنظراته الي كُلها غضب وحِيرة .. ولكن من اللحظة الي فهم معنى نظراتها .. ما تِردد لحظة وحدة يقدم على هالخُطوة
ما تِردد لثانية ولا لجزء من هالثانية لأجل يقول إنها تنتمي به .. بس عشان ما يلمح هالخوف بعُيونها ! بس لأجل الرِجاء الي بنظراتها !
من بعد كلمته الي تِسللت لمسامعها .. ودمرت سكُون المكان صار التنفُس صعب عليها وجداً .. صارت عاجزة عن تحديد موقفها أو إسِتيعاب الحدث ..حتى بلع ريقها كان حيل عسّير .. ماقِدرت تزيّح عيُونها عنه .. ماتدري وش نيّته .. ولا ليه أقدم على هالخُطوة .. ولكن الي تعرفه إن الخُوف تضاعف عندها بشكل كارِثي .. لدرجة إن قعشريرة عظِيمة سرت بأنحاء جسدها .. بمُجرد ما صدّ وهاج عنها .. وأختفى جابر عن العيُون
قدرت تتخلص من الحبّس بمكانها .. ومشت بخُطوات سريعة وهي تدخُل السيّارة بكل هدُوء .. ولكن صُوت قفل الباب وصل لمسامع فهد .. واللِي كان الغضب يعترِيه .. ماهو ذا المُراد .. ولا ذا الي يبيّه القلب يا وهّاج .. لذلك تعلقت عيُون فهد الخايّبة من موقف وهّاج الي ماترك له مجال لأجل يفهم مقصده .. وهز رأسه بضِيق وهو يقول بنبّرة حادة : مهُب ذا العشم يا وهّاج .. مهب ذا
ترك وهّاج خلفه .. ومشى بخُطوات غاضبِة وهو يركب السيّارة .. والصمت هو الصاحِب لهم طوال الطرِيق
بينما وهّاج رفع يده .. وهو يمسح على وجهه بخُفوت ..مهو بنّادِم على هالخطوة .. كثر ماهو مصُدوم من نفسه !

إلتفت بحركة سرِيعة لِـ بُرهان وهو يناظره بعدم إستيعاب : بُرهان .. فهمني الي حصل قبل لحظات
ضحك بُرهان بصدمة وهو يخلل شعره من بين أصابعه وهو يناظر لـوهّاج بهدوء وفكرتين على بعض برأسه ماقِدر يرتبها .. كان مُوقن إن شخصيّة وهّاج شخصية مستحيل تقدر تفهمها .. ولا تتوقع أي حركة منها .. شخصيّة مُعقدة .. وصعبة حيييل لذلك قال بخفُوت : العلم عندك طال عُمرك .. وش هالخطوة الي أقدمت عليها بدون ما تِفكر ؟ الي أعرفه إن مالك نيّة بالزواج هالفترة وتونا قبل يومين نحكي .. وش الي حصل ؟
وليه بالذات بهالموقف يا وهّاج
غمض عيـونه وهو يِرتجي يلاقي تفسير لتصرفُاته .. ولكن كل أبواب الفِهم والتبرير مُغلقة قدامه .. من ليلة البارِحة والنوم حالِف ما يجيه .. وآخر موقف مع فايّزة وكلامها ترك الأرق بجيبه .. والحين هالحدث الي صار .. خرب موازين تفكيره وأحدث كارِثة بقلبه .. لأن الخطوة الي أقدم عليها خطوة مالها تبرير بأي كتاب .. وبأي مكان !
هز رأسه وهو يرفع عيُونه لبُرهان بحيرة : مالِي علم.. مالي علم يا بُرهان


قطّب حواجبه وهو يكتف يدينه بضيق وقال بقهر : قبل لحظات الثبّات محله صدرك .. والجد يوضّح من عيونك .. ليه الحين التردد صار محله ؟ ندمت ؟
ليه ما فكرت بهالندم قبل توقف في طريق نصيّبها ؟
من بيّن كُل الجمل اللي ممكن تنقال بالوضع هذا .. إختار وهّاج الجُملة الأقوى .. الجُملة الي ما فكر فيها أبداً .. ولا وصلت لدِماغه لأجل يفكر فيها .. كلمة رتبّها قلبه بدون ما يسمح للمنطق أن يعرف بها .. وأستقبلها لسانه خِلسة لينطق بها بدُون وعي وهو يلقي نظراته الحادة الطِبيعية على بُرهان الي أستفزه بكلامه : أنـا نصـيبها يا بُرهان .. ومحد بواقف في طريقي
آرتخى حاجب بُرهان بضحكة وهو يفلت يدينه ويركز بنظره على وهّاج : لا تمرضني يا وهّاج .. وش ذا التناقُض الي حصل خلال دقيقة من الزمن .. حدِد موقفك .. أنت ما تبيها ويعتريك الندم هاللحظة ولا تبيّها ورافض يأخذها غيرك بالمعنى الصريّح العام أنت تحبّها ؟
زفر وهّاج وهو يناظره بشّتات وقال بسخُرية : أي حب الله يرضى لِي عليك .. هالبنت قبل ليالي ماهيّب طويلة عرفت إنها بنت خالتي .. متى لحقت أطيح بالغرام لأجل أنافس عليها
تأفف بُرهان وهو يقول : توك قبل البارحة تقول إن العشرة ما يبي لها سنين وعمر .. يبي لها مواقف
وهذاك صرت خويّ الجنوبي وماصار له إلا لياليّ هنا . . وبيني وبينك مالقيت مُبرر لفعلتك إلا هالشيء
هز رأسه بتأأيد : الإخوة الي تحكي عنها .. مهيّب مثل هالمشاعر يا بُرهان .. ماتجي من كم موقف
بُرهان اللي أمتلى حِيرة .. وهالموقف الي حضّره أكد له إن فهم وهّاج بيبقى أمنية يتمناها .. لذلك أختصر المشُوار على نفسه وضرب كتفه وهّاج بخفة وهو يقول : أنا مالي حيّلة على قلبك ولا على شعُورك .. ولكن صدقني تناقضُك ذا يا بيدمرك من كثر التفكير .. يا بيدمر علاقتك مع الإستاذ فهد .. لاتنسى إنك أقدمت خطوة لبنته .. ويا بتخطيّها يا بتنسحب خطوة لورى .. والله يقويّك
تركه بُرهان بعدما إستّأذن وخلى المكان من حِسّه
بينما وهّاج تأفف وركب سيارته وهو يِتجه بها للبيّت .. والي من وصل لِقاه خالي من حسّ أمه وغُصن وكايّد .. تنهد وهو يُلقي نظرات سرِيعة للمكان وكان ناوي يريّح جسده .. ولكن الأرض ماهي قادرة على حمّل هالجسّد ومافيه من تناقُض
وقف وهو يناظر للشجرة الي تِتوسط البيّت .. وتأملها للحظات ثم رفع ثُوبه الأسود وشمر عن أكمامه وثبّتها لنُص معصمه .. ثم بادر بالشغل على الفكِرة الي طرت بباله .. لا يخفى على نفسه إنه يشتغل بجسده بس .. وكل باله مع الموقف الي حصل معه .. وبعد سّاعة من المحاولات ..
-

تنهد وهو يناظر للأرجوحة الي من القمُاش .. والي ثبّتها بحبال قوية على جذِع الشجرة .. كان مُوقن إن هالقماش بيحمل جسّده الي مُشبع من الأفكار .. ولكن الأرض ماهيّب قادرة على حمله !
لذلك أستقر بجسده على الأرجُوحة وهو يثبّت يدينه تحت رأسه .. وعيُونه للسماء تنْاظر .. وما إن همّ بإغلاقها حتى حضّره موقفه ليّلة الأمس مع فايّزة
-
"
وهّاج الي كان واقِف قدام الباب الخلفي للمبنى .. والي أنتهى من ترتِيب الشقة الي بالدور الثاني .. وعلى مُحيّاه إبتسامة خفيفة .. بما إنه بدأ يعرف بالxxxxات وبدأ يستثمر فعلاً بهالمبنى .. وأكثر شيء بثّ السكِينة بقلبه كان إختلاف المدخل لكل دُور .. وبكذا يضمن خصُوصية كل المُستأجرين عنده ..
ولكن الفُضول داهمه ليتفحص مدخل المشًغل المشهُور .. والي قضى على أعتابه لِيلة من الحيرة والخوف بسبّب صاحبته الي أنهارت فيه ..
وقف قدامه وهو يكتف يدينه .. ويلقي نظرات هاديَة للمكان .. كان وده يفهم سبب فضُوله القوي لعائلة فهد .. ليه لما عرف إنهم عائلة خالته صار وده يتعرف عليهم أكثر .. وبالأحرى على دُجى !
ليه الفُضول دائماً يتبّع إسمها .. إلتفت بإستنكار لصُوت الخطوات القادمة نحوه .. والي كانت صاحبتها " فايّزة "
وعقد حواحبه لما وقفت قدامه .. رجع خطُوة لورى بشيّم لأنه ما ميّزها ..
بينما هي عرفته من على بُعد أمتار قِليلة .. ومن نطقت بـ : لِـ وين خطواتك بتهرب هالمرة يا سُود الليالي ؟
توقف بمكانه .. وعقد حواجبه بعصبيّة .. بغضب بقهر .. للقلب اللي نطقته .. وللصوت النابْع من حنجرتها .. هو فعلاً يعرف صاحبة هالصوت .. وكيف يقدر ينسّاها .. قال بقهر : ليه الأرض مازالت تحمل شخص مثلك على ظهرها ؟ ليه ما بلعتك للحين ؟ ليه ما تعرفون للحيّاء وللإحراج باب ؟
ناظرته بهدوء وهي أكثر وحدة تعرف مدى كُره وهّاج لهم .. لذلك ماكان للإستغراب مكان عندها
مع ذلك قالت : أنت رجال ؟ تعرف للرجولة درب ؟
فتّح عيونه على وسعها بصدمة من كلمتها .. وشد على قبّضة يده بعصبببية والود وده ما تكون مرأة الي حكت هالحكي .. لأجل يفرغ هالغضب على ظهرها
أردفت بقهر : ليِه تسمح لبنت أمواج تفتح هالمكان الي يقلل من مستوانا ؟ ليه ترضى لإسم آل سهيّل بالإهانة يا قليل المروءة !
زفر بخفوت بعدما تِسلل البرود لقلبه وقال : مشكلتك ما تدرين إن إسمكم بأسفل قاع دون ما يكون لبنت الخالة يد
فايّزة أستفزها بُروده .. وقالت بعصبية وكل المُنى إنها تستفزه كلماتها : بلاك ما تدِري إن هالمكان واقف بنصيب ولدي وقاص
-
عقد حواجبه وهي كملت كلامها وهي تحاول توصل لهدفها : ولدي الي يبي يتزوج بنت أمواج .. والي هالمشغل وقف بينه وبينها .. بسبّب هالوظيفّة ولدي مايقدر يرتبط فيها وقلبه ضايق
لذلك إسمع الحكي زين يا سُود الليالي .. إما تطردها منه .. وإما بحرق هالمبنى بالي فيه !
رفع كفوفه وهو يحك حاجبه وهو يرتب كلامها برأسه .. "هل وقاص له عين على بنت الخالة؟"
تسلل غضب كبير لقلبه .. وهو يحس إن يدينه بتفضح هالغضب بسبب الرعشة الي تِسللت لها
ولكنه إدعّى البُرود .. وناظرها بهدوء وعدم إهتمام وهو يتجاهلها .. ويمشي من جنبها بدون إهتمام
بينما هي قضمت شفايفها بعصبية وبغضب .. وغمضت عيونها بقهر وهي تتحسب عليهم .. لما جاءت للمبنى هذا كانت نيّتها تملي صدر دُجى كره لوقاص لأجل تكرهه وترفضه لانوى يتقدم لها .. ولكن من لمحت وهّاج أيقنت إنه الي بيقدر يمنع هالزواج
لأنها تعرف مدى كُره وهّاج لوقاص .. ورغبته الكبيرة بأنه ينهيه بأي طريقة .. لِذلك حاولت تستفزه من هالناحية .. ولكن من لمحت عدم الإهتمام من وهّاج خابت هقاويها وزاد حقدها أكثر لما لقت المشغل مقفلة أبوابه ! لذلك رجعت تجر خطاويّها لبيتها .. وهي تفكر بطريقة ينتهي بها تفكير وقاص .. بدون ما يعرف عن نيّة أمه ! لأجل ما يكرهها .. والفكرة الي لقتها كانت إنها تِدل ناس لأجل يخطُبونها وتصير بذمة شخص .. لأجل تحرم على وقاص .. وهذا اللي صار !
-
-

رجع للواقع وهو يُزِيح جِفنه المتعب عن عيونه .. تنهد تنهيدة عميقة : وش الي ناوي عليّه يا وهّاج ؟ وش هالشعور الي منت قادر تفهمه ؟ أقدمت على هالخطُوة لأجل الحميّة الي تضاعفت بروحك لما لمحت الخوف والرجاء بعيونها ؟ ولا لأن وقاص الكلب له نيّة بخطبتها ، ويبي يشتـتها لأجل سمعته ؟ ولا لأجل كلام أمـه ؟ ولا هالخـطوة كلها ماهي إلا من شـدة حبّك لفهد لدرجة إن ودك تكون قريّب منه بأي طريقة؟؟
ليه منت قادر على تحديد موقفك .. ليه هالزعزعة كلهـا !
تلاشت هالأفكار كلها بكل سُرعة .. وحل مكانها سكُون كبير .. وراحة عمِيقة لما حس بها تهزه بفرح وهي تقول : الله وش ذا الي سويته ؟
رفع رأسه على طول .. ثم أبتسم بوسع ثُغره وهو يتأملها .. ثم رفع يدينه وهو يقول : تبين تجربينها ؟
هزت رأسها بكل سرعة وهو حملها بين ذراعِينه وثبّتها جنبه وهو يقول : وش رأيك ؟
أبتسمت بفرحة وهي تِنسدح على الأرجوحة وتمدد يدينها وعيُونها مغمضة : حلو حلو
أبتسم بضحكة من حركتها .. وفز من مكانه وهو يستقِيم على الأرض بعدما قدر يتخلص من طاقته السلبيّة بحُضورها وبدأ يهزها بخفوت وهو من يلمح ضحكتها .: يبتسم غصب عنه
-
هاللحظة بالذات .. أيقن إن هالطفلة الي ما تعدت الخمس .. هي العوض .. وهي المخرج والطريق الصويّب .. ولا كيّف بعثرة صدره تقدر تجمعها بضحكة منها ؟
ألتفت لدُخول أمه مع كايّد والي كان بين يدينها كيستين .. ناظرت له بهُدوء وقالت : بعد المغرب .. بنروح للبّهاء .. بتروح معنا ؟
ناظرها بهُدوء .. ثم صد عنها بدون جواب
بينما كايّد وقف قدامه وهو يقول : بنبقى هناك أيام طويلة .. تعال معنا عشانـ...
قطّب حواجبه وهو يقول مغيراً للموضوع : ناسي إنك تدرس ؟
هز رأسه بلا : اليوم خذيت إذن من المدير برأسه وعذرني .. ولافِي بعد مارح يداوم هالأيام لأنه بيّسافر مع ضِرار
سكت بعدم إهتمام وهو يرجع يناظر لغُصن الي مسكت يدينه وهي تقول : يلا كمل
أبتسم وهو يأشر على خشمه : أبشري طال عمرك أفا عليك
تنهد كايّد .. ورجع لغُرفته يجهز ملابسه لهالأيام الجايّة الي بيقضيها بغُرفة البّهاء الضيّقة !
وبعد ساعات قلِيلة خلى البِيت من حسُهم من جديد .. وبقى وهَاج أسير الأرجوحة الي مثبّتة بشِدة بجذع الشجرة .. وهو يحاول هالمرة يرتب مشاعره
-
-
بيّنما على أعتاب البيت المهُجور .. ضِرار دخل البِيت وهو يشغل الفلاش بجواله .. ويدور على محفظته الي نِساها المرة السابقة هنا .. وفعلاً لقاها بين حدود الكنب الباهت .. أخذها على عجل لما أتصل عليه لافِي يستعجله .. وخرج بسُرعة من البِيت .. ولكن الفِلاش اللي نساه شغال .. وضّح له الظرف الأبيض الي معلق بفتحة الباب .. عقد حواجبه بإستغراب .. وسمّى بالله ثلاث مرات .. ثم أخذها وهو يمشِي على عجل للسيَارة !
حرك من المكان .. ووقف بالسيّارة قِدام بيّت فهد ينتظر لافِي .. وبعدها نزل وهو يستند بظهره على طرف البّاب وبهالوقت المُنتظر فتح الظرف وهو مُوقن إن اللي بداخله.. قرار هدم للبيت .. أو فاتورة من قديم الأزل .. أو حتى الهواء رماها على بابه .. ولكن إن تكون رسالة له فعلاً .. هالشيء الي ماتوقعه !
لذلك فتحّها ولما طاحت عيُونه على سطورها قطّب حواجبه بإستنكار شدِيد للحروف اللي كُتبت .. وكأنها فعلاً رثاء لقلبه .. وتعزيّة للخِذلان الي تراكم عليه الأيام السابِقة " سمعت تنهيّدة الحزن العميقة .. وكأن هالتنهيدّة كُتبت بأحد الكتب الي سبّق وقرأتها .. لِذلك كتبّت هالرد .. لعله سلوى:ستنبت في جبين الأفق نجماتٌ جديدة
‏وغدًا ستورق في ليالي الحزن أيامٌ سعيدة"
كانت هذي الكلمات المعدُودة والخالِية من كل المشاعر إلا " الرحمة " هي التي كُتبت .. بلع رِيقه للحظات بعدما تِسللت دهشة كبيرة لصدره .. تلاها راحة عميقة !
-

ليه يحس إن هالغرِيبة بدأت تغزو حياته بشكل مُريب .. ليه بدأت تظهر ورى كل حجرة يتخطاها ؟ وليه بقلبها هالرحمة الكبيرة له ! هالمواقف بدأت تخل بشخصيته وبدأ يفقد إتزانه بسبّبها .. رفع رأسه وهو يتنهد بعمق .. ولكنه عقد حواجبه لما لمح الستارة الي أنسحبّت بسرعة من على الشُباك وظل الشخص الي يُراقبه يختفي عن نظره .. أيقن إنها دُجى أخته .. ولذلك ما دقق كثير بالموضوع .. وألتفت على طول لخروج لافِي بشنطته الكبيرة والي يجُر عجلاتها على الأرض وفهد من خلفه أخذ الرسالة وخبّاها بجيب جاكيِته ثم أبتسم بضحكة وهو يقول : رايّح سياحة الأخ ؟
لافي أشر له يسُكت : لو سمحت .. هذي ثياب يالله تكفي الأيام الطويلة الي بفترق فيها عن أهلي
فهد ناظره بطرف عينه وقال : ولا كنك الي بتموت على هالسفرة
ضحك لافي وهو يدخل الشنطة للسيّارة وألتفت لأبوه : معليك يُبة .. الخمس ساعات الي بقيت أزّن فيها على رأسك لأجل تسمح لي أسافر فيها مارح تروح هباءً منثوراً !
هز رأسه وهو يلتفت لِضرار ويسلم عليه : إنتبه له تكفى يا ضِرار
أشر على عيونه بمعنى تبّشر .. وودعه وعلى طُول ركب السيّارة وناظر للافي وهو يبتِسم بخفُوت
ولافِي قال بحماس : مشيّنا بالله
هز رأسه بإيجاب وهو يتحرك من الشمّال .. مِتجه لأراضِي نجَد .. لأجل يفتش بثراها على " محمد " السجيَن الي أخلف العهد .. ضِرار ما وقف عن محاولات البحث عن محمد حتى بعد فصله من الشّرطة .. ولكنه تذكر إن خوال محمد بالغربية .. وتذكر إنه كان يحكي لهم عن خواله.. لذلك جاء بباله يكون عندهم .. ولما ذكر موضوع السفر قدام فهد .. أصر لافي يروح معه وماقدر يرفض لذلك خذاه معهم بكل هُدوء وبدون ما يتطرق معه لسبّب هالسّفرة.. الشخصين الوحيّدين الي كانوا يعرفون بموضوع فصّله .. كان " وهّاج وبنيّان" بينما الكل غافل تماماً عن هالشيء !
-
-

ومن بيّن فوضاء الجلُوس بصالة فهد العلُوية .. كانت خيال واقفة على أعتاب الشبّاك .. ومعطيّة الإذن للهواء البارِد يداعب خُصلات شعرها الغزالِي بأريحية بعيدة تماماً عن باقي أفراد هالعائلة .. أبتسمت وهي ترفع يدِينها لمستوى كتفها لما حست بقشعريرة سرت بجسدها بسبب البرد .. مع ذلك بقت على حالها وهي مِبتسمة .. لحظات معدُودة إنتبهت للرجل الي واقف جنب الباب .. ومِتككي على باب سيارته وبيدينه ورقة بيّضاء .. عقدت حواجبها بإستغراب من وجوده وماعرفته من أول لحظة .. ولكن تذكرت حضُور ضِرار أيقنت إنه هو نفسه أخو عيال فهد .. لذلك سحبت الستارة بحيّاء وقفلتها بسرعة وهي تبتعد عنها .. وتدعي إنه ما شافها لأجل ما يظن إنها تسترق النظر لهم



خيال ماكانت تعرف إن ضِرار أخو دُجى ولافي .. هو نفسه الرجُل الحزين بالبيت المهجُور .. لذلك جلست جنب معانِي .. الي بيدها كأس الشايّ .. وصحن البِقلاوة وتأكل بهدوء .. حتى تسلل لمسامعها صوت خيال : حالي مع حالي ! خافي ربك على معدِتك
معاني تركت كأس الشاي على الطاولة وألتفت لها وهي تقول بهدوء : أحب البقلاوة لاصاحبها كأس شاي .. أتلذذ بها أكثر .. لكل واحد مفضلاته .. ليه تستغربين ؟
هزت رأسها وهي تقول ؛ فعلاً .. الكتاب الي ضحكتي علي بسببه كان من مُفضلاتي
أبتسمت معاني بخفوت وهي تقول : ماضحكت لأجل إنك تقرينه .. ضحكت لأنك تبين تعيشينه وهذا ماهو بوارد وأنا أختك
عدلت خيال جلستها بحماس وهي تقول : معاني إفهميني الموضوع شيّق ووممتع .. تخيل تدخلين بيت مهجور وبعدين تلاقين شخص داخله .. بالبداية تظنينه أخوك من العالم الثاني بس يطلع بشري .. وتهربين أول مرة .. بس تجرك رغبتك بالمغامرة له مرة ثانية .. وهنا ترجعين تصادفين هالرجل .. مو كذا وبس تسمعين بعض من قِصته .. ويحن خاطرك عليه ثم تقررين تتركين على أعتاب على بيت رسالة مواساة ثم يـ...
قاطعتها معاني وهي تحط يدينها على فم خيال : الله يرحم والدينك إقطعي هالحكاية .. هذي تلاقينها ف الكتب الي تقرينها يا خيال .. لا تحاولين تعيشينه ترى نهاية هالأفكار مُرة
تأفتت وهي تلتفت لدُجى الي بعيدة تماماً عن جلستهم .. جالسة بنهاية الصالة على كنبة وحيّدة .. وبحضنها كاندي .. يدينها على خدّها وتناظر للفراغ .. قالت بصُوت مسموع : دُجى .. تعالي وقفي بصفي هالمرة .. غربلتني معاني
دُجى كانت سرحانة .. وما وصلها صُوت خيال
الي تأففت وهي توقف وتناظر لمعاني بخفوت .. لو تعرف إن الي قالته لها فعلاً حقيقة ! ولاهي سطور محصورة بين كتب الروايات .. وخيال فعلاً عاشته
كيف بتكون ردة فعلها !! إرتعشت من البرد وغلفت يدينها لصدرها وهي ترجع تدخل غرفتها .. وتغُوص بعالمها الخاص !
-
بيّنما غيّهب الليل .. اللي مازلت تماماً بالموقف الي شهدته قبل الغُروب .. وتماماً بين حروف جُملة وهّاج الي مازالت تتردد على مسامعها " البنت مخطوبة لولد خالتها " وش نيتـه من هالخطوة ؟
وليه العلم وصلها بهالوقت المتأخر .. معقولة أبوها كان يدري وخبّى عنها ؟ بس ردة فعل فهد لما سمع هالحكي توضّح لها إنه مثلها غافل تماماً عن كلام وهّاج
تأففت وهي تمسح وجهها وتغمض عيُونها .. أبوها ما فاتحها أبداً بالموضوع.. ومن لما ركبت السيّارة للآن وهو ما تكلم معها بحرف واحد .. وش الي قاعد يصير بحياتها ؟ وليه رجعت لهالدوامة المُخيفة من جديد ؟
-
سكبّت جُل شتائمها على وهّاج .. الي تجرأ وأقدم على هالخُطوة الي بتِدمرها وبتدمره .. إجتماعها هي وإيّاه بالطِريقة الي أختارها وهّاج بدون ما يشاور أحد .. يعني إجتماع البارُود والنار
ومن الي ممكن يتخيّل القنابّل الي بتتفجر بمكان إجتماعهم !
لا تُنكر إن شخصيّة وهّاج من الشخصيات الي أثارت الفُضول بقلبها .. والي تبي وبشدة تتعمق فيها .. وتفهمها وتحاول ترتبها .. لا تُنكر إنه شخص وضّع بصمة كبيرة بحياتها من أول موقف لهم على سطّح التل سوى ! وشخص قادر تماماً على بعثرة أفكارها !
كان مُمكن تقبل فيه .. وحتى تِتقبله لأنها تبي تعيش هالشخصية عن قُرب .. ولكن مو بطريقته هذي !
فتحت عيونها بِضيق عارم من هالموضوع الي بدأ يدخلها بمتاهات جدِيدة وهي ماصدقت على الله تنتِهي مُعاناتها ! وقفت وهي تدِعي فعلاً .. يمر هالموضوع بدُون ما يمسّها ضُر لأنها إن حسّت إن الموضوع بيأذيها .. أنيّاب القطة تنقلب للبؤة !
مشت لغرفتها وهي تِتُرك كاندِي على مقربة منها .. أبتسمت بقهر وهي تمسح على وبّرها وقالت بخفُوت : لو لي قُدرة على معرفة الي برأسه .. لو أقدر أفهم ليّه ما أقدم على هالخُطوة من قبل .. ليه بالوقت الضائع ؟ وليه أساساً يخطيّها بالطريقة اللي بتترك الكره له يتربع بصدري ؟
لا تُخفي إنها فعلاً تشبّعت خوف لما وصل لمسامعها فكرة إن أحد غريب يبي يرتبط فِيها .. لأنها تعرف حجم المسؤولية الكبيرة .. ولكن الخوف تضاعف أكثر .. لما كان وهّاج بنفسه هو الي يبيها
تنهدت وهي تشبّك يدينها ببعض وهي تِتحس آثار الجُرح الباقِي .. وغمضت عيُونها وهي تزفُر بخفوت : آه من البهُـور ( من أسمّاء النُور ) .. لامنه عمِيق ومحد يعرف وش في جُوف صدره !
قررت تلتزم الصمت وتبقى هاديّة تماماً وتراقب ردة فعل أبوها هالفترة .. وهل فعلاً بيكون القرار بيدها هالمرة ؟
-
-

عدّت ساعات طوِيلة .. ساعة تجُر الساعة الي خلفها بالقوة لأجل تنتهي ليلة من ليالي الشِتاء الطويلة البارِدة .. صراع أفكار .. خيبّة قلب .. عقد النيّة .. ترقُب وخوف .. إنتقام بارِد .. تفكير عمِيق .. سواد قلب
مشاعر كبيرة .. كثّيفة وكثِيرة مرت على الشخصيّات مرور وضع بصمته ..لِيلة غير .. ليّلة القلق كان متخبِي بين سماءها وأرضها .. لِيلة غريبة ولكن الغرِيب إنها عدّت !
وعلى أعتّاب بدايّة العصر .. فتّح وقاص باب البيت وهو عاقِد النيّة .. ينتهي هاليوم بحصوله على مُراده !
كان مُوقن إنه يقدر يخليها تتخلى عن هالوظيفة بطريقته .. وبكذا يكسب الموضوع لصالحه أكثر
لامِن كلام الناس صار " قدر ولد آل سهيّل يهجدها "

كان يبّيها .. فعلاً يبي تكون زُوجته وله .. لأنها من الِليلة الي كسّرت ضلُوع ضِرار بكفينها قدام عيونه .. ماقدرت تختفي من رأسه ... ماكان خايّف من شعور الرغبّة الكبير هذا .. كثر ماكان مذهول من قلبه اللي صار يمشيّه على كيفه .. لأجل كذا تِبعها للبّيت وبقى بعض المرات يراقبه بفضول.. ولأجل كذا تضايق لما عرف إنها بنت فهد المدِير الغشيّم نفسه.. ولكن من الي بيقدر يردعه عن اللي يبيّه ؟
ما يظِن إن فيه شخص بيقدر يرُده .. وهو الي حفر الأرض بأظافر يدينه لأجل تنتسى سالفة إنه ولد القاتل .. وبذل كل جهده لأجل ما يرتبط إسمه بإسم أبوه الي باع دنِيته وصار قاتِل .. ولكنه وقف بإستنكار وهو يسمع جابِر ولد جارُهم يقول : الله حييّ وقاص .. على وين بهالزين ؟
ناظره بطرف عينه .. يكره ميّانة هالرجل معه .. مايحب الأشخاص الي يكلمونه وكأنه صاحبهم وهم أقل منه .. قال بدون نفس : الله يحيّك .. رايح مشوار مُهم
هز رأسه وأقترب منه وهو يقول : الله يقوِيك .. بس بغيت أسألك ضِرار وينه ؟ غايب عن عيوني من يومين وأنا أبيّه بشيء ضروري !
وقاص ميّل شفايفه بإستنكار وقال : ضِرار له يومين غايب عن البيّت .. علمني وش تبي به !
رفع جابر كف يدينه وهو يمسح على لحيّته بضيق وقال : أبيّه يكلم عمِي فهد .. لأجل يتأكد إن بنته باقي بذمته
عقد وقّاص حواجبه .. وجابِر الي ماقدر ينام الليلة من القهر .. فطبيعة أي أم تبي تخطب لولدها تبدأ تزيّنها بعيونه بكل محاسن الدنيا وهذا الي صار .. جابِر من سمع كلام أمه عن دُجى والي نقلته لهم أم وقاص .. رفض عقله يستقر في مكانه .. وكلام وهّاج كسر همومه .. ولاوده يكون فعلاً صح !
لذلك كان يحاول بأي طريقة يكذب الموضوع
أردف بقـهر : ليَلة البارحة قدمت خطوة لأجل أخطب بنت فهد
ماكان عند وقاص قدُرة على بلع رِيقه من صدمته .. وألتفت بنظرات شرِسة لجابر الي خاف من نظراته مع ذلك كمل : ولكـن وهّاج ولد عمك .. يقول إنها نصِيبه .. وهالكلام من وقت طويل !
ماكان عنده قُدرة يتماسك .. أو يحاول فعلاً يمسك غضبه .. ليّه هالرجال لما صار يبيّها صارت لهم رغبة فيها ؟ إنتهو بنات حواء ! ما بقى غير هالدُجى !
زفر بعصبية .. وهو يأشر بيده لِـ جابر ويقول بتشديد : إحمد ربّك إني صدق مستعجل .. ولا كان صارت علُوم ما تعجبك أبد
وسّع جابر عيُونه بدهشة .. من رد وقّاص الي ألجمه
واللي فعلاً تخطاه وهو يتجه لسيّارته ويحرك من المكان .. وسط صدمة جابِر من إختلال عقل هالعائلة المُريب !
-
بيّنما قدام بيت فهد .. كان واقِف و سِبحته السُوداء تلعب بأطراف أصابعه وهو يناظر بهُدوء للمكان وتعابير وجهه هالمرة يكسُوها الوقار ..
أول مرة يكُون غِير تماماً .. كان ينعرف ببهذلة شكله .. وحوسته .. من رفع لأكمامه اللامباليّة .. لغُترته الي يثبّتها على كتفه بعشوائية وفروته البُنية الي مرافقته بكل الُطرق .. ألتفت على عجل لُصوت تصفِييرة عاليّة وتصفيق قوي من خلف ظهره .. لدرجة إنه أشر له ينقص صوته بعصبية .. بُرهان وقف جنبه وهو يضحك بصدمة : يارب العبّاد الثبّات .. وش صار بغسق الليّل لأجل يتغير وهّاج بالطريقة المُفجعة ذي
ناظره وهّاج بإستنكار بيّنما أبتسم بُرهان وهو يقول : البارحة كان زيني يطغى عليّك ! والليّلة ماعاد لي عندك نظر
آرتخى حاجب وهّاج بإبتسامة وبُرهان بقى يتأمله للحظات .. ما فارق الثوب الأسود ولكِنه فعلاً مرتِب أكمامه .. ولابس الجاكيت الأسود الجِلد .. والغُترة البيّضاء مثبتة على رأسه بالعقال الأسود .. وبيدينه تلعب السِبحة .. كان فعلاً غير بعيُون بُرهان الي أردف وقال : أظن إن بعد هالشُووف الي قدام عيُوني .. إنك بتكمل الخطوة العشوائية الي خطيتها أمس
جمع وهّاج السبحة بين يدينه وهو يضغط عليها بهُدوء .. صِراع الأفكار اللي واجهه البارحة ماكان بالشيء القِليل .. لدرجة إنه واجه شخصيته الغير مُتزنة والمزاجية والللِي فيها من الصعوبة الشيء الكثير ! ماكان رح يرضى أبداً يرجع خطوة لورى بعدما تقدم وأعطى كلمته ! ولا كان بيرضى يخيّب عشم فهد فِيه .. هالخطُوة الي بيكملها كان لأجل ما يحبِط الرجاء .. ولا يضيق الصدر !
هز رأسه وقال بخُفوت : قلت لك إنها نصِيبي البـارحة ! وأنا أصلاً عندي من الفُضول الشيء الكثير !
ناظره بُرهان بطرف عينه وقال : الفضول ما يأكل بطُون جائعة يا وهّاج
سكت وهّاج وما رد عليه بينما بُرهان تنهد وقال : وجايبني أشاركك فضولك لأجل يذبحني الإستاذ فهد معك
وهّاج تنحنح وعدل وقفته وقال : كنت بكلم الجنُوبي لأجل يكون معي .. ولكنه مشغول هالليلة ولا حبيّت أضغط عليه .. وأنت الي جيت في بالي من عُقبه
أبتسم بُرهان وضرب على كتفه بهدوء : والله ويا حـظ من بتصير له نِسيب !
زفر وهّاج بضحكة كلها إستهزاء وهو يناظر بُرهان بسخرية .. ليه فِيه شعور بداخله يهمس له إنه بيقابل الرفض من فهد !
-

دقائق معدُودة مرت .. وأستقرت عُقبها سيارة فهد قدام البيّت .. نزل بإستغراب وهو يُشوف وهّاج يمشي بإتِجاهه .. لا ينكر إنه للآن متضايق منه
ومن الحركة الي وضحت له إن وهّاج مسترخص بنته


والي وضحت بعد إن وهّاج ما يحسب لفهد أيي حساب ! من أمس والضيق له محل كبير بقلبه .. خصوصاً إنه مايبي يكسر وهاج ولا يبي ينكسر منه أبد !
مع ذلك منظر وهّاج هذا أثار الفُضول بصدره فقال بهُدوء : وصلني إسمك مع الغايبين هاليوم يا وهّاج .. ما ظنتي تحب ينخصم عليك درجات
وهّاج وقف قدامه بعدما تنحنح وقال : ما كان لي حيَل أداوم وأنا صدري ممتلي هم وخوف من فكرة إنك متضايق مني
عقد حواجبه فهد .. ووهّاج أردف وقال : إية بالله يا إستاذ فهد .. لي غلط ما ينغفر .. ومالي وجة للعذر .. أنا أخطيت بحقك وقللت من قدرك .. وأنت قدرك بحدود الغيم ويشهد الله ماكان لي نية أبد على تخييّب أملك .. تعرفني شخص ما يخيّب الهقاوي ولا يرجع خطوة لورى لامنّه عزم
وأنا والله موقفي هالبارحة كان من خوفي يرتبط بنسبك شخص غيري .. وأكون لك طالب بس دُون ماأكون لك مثل الولد .. أنت رجل جمايله كاسيتني .. وأنا رجل ما ينسى الجمِيل ولاودي هالجمِيل ينتهي هنا .. ولا أخفيّك إن نيتي ماكانت أجيك بالطريقة ذي .. ولكن الزمن ردي ويحدنا هالردّى .. ولاحنا أهل طيّب مثل ما أنت خابرنا !
بُرهان كان مذُهول.. بالأحرى مصعوق من هالوهّاج الي دمّر الموازين .. حفاوته .. كلامه .. عذره
كان كل شيء موزون .. جاء لفهد من باب ما يقدر يرده أبداً منه .. ماكان يعرف إن بلسان وهّاج هالإسلوب الرزين الهادي .. ولا هالكلام الي كُله وقار
لذلك كان صامت .. وصمته من صدمته بوهَاج !
أما فهد الي كان مستمع لكلام وهّاج بالدقة .. وهو يتأمل ملامحه الهاديّة ولكن يبّان عليها الجد ويبّان عليها الضِيق فعلاً من فعلته .. ورغم سكُوت فهد إلا إنه كان مبسوط وحيل .. لأن طريقة كلام وهّاج والأهم ال" الإستاذ الي يتبّع إسم فهد .. توضح له إنه فعلاً ماعاده بوهّاج الأولي !
رجع خطُوة لورى بصدمة من وهّاج اللي أقترب وقبّل رأسه وهو يقول : وهذي بوسّة رأس .. وعسّى الخطأ اللي مني له مغفرة عندك !
بلع رِيقه فهد وأيقن إن وهّاج مارح يتركه إلا وهو فعلاً راضي عنه .. لذلك تنهد ثم أبتسم وهو يقول : لا يخفيك إني كنت ضايق منك .. ولكن مالي قلب ما يعذرك يا وهّاج .. إي والله مالي قلب
إقلط بمجلسي حيَاااك .. لنا معك كلام ما ينقال على الواقف
أبتسم وهّاج براحة .. وهز رأسه بإيجاب وبينما قفى فهد ودخل البيت .. سحب بُرهان يد وهّاج وهو يناظره بصدمة : من أنت ؟
أبتسم وهّاج بخفُوت وقال : أنا ينقال لي وهّاج .. وأنا شخص بقلبه حفاوة تأسع بلد .. بس الظروف تحدني على الردى الله وكِيلك
بُرهان نزل يده وهو يقول : الحمد لله إنه صادف وحضرت معك موقف البارحة .. لأجل يكون لي نصيب اليوم أحضر معك هالموقف .. منت بهيّن والله
هز رأسه وهّاج بهدوء .. لما عرف إن بُرهان فهم
إنه ما كلمه يحضر معه لفهد .. إلا بسبب إنه شهد معه موقف البارحة .. ومامن سببّ ثاني
لذلك دخل البيّت .. ووراه بُرهان
بينما على بعد أمتار قلِيلة .. كان واقف وعيُونه مسّودة من قوة الغضب .. ويدينه تستغيث من كثر الضغط على أصابعه .. كان منهار من شدة ضيقته وقهره .. كيف ؟؟ كيف فعلاً يكون الموضوع صحيح
ووهّاج صارت بنت فهد نصيبه !
صر على أسنانه بعصبية : ليه كلما نوى قلبي على شيء .. ألاقيك مأخذة مني يا وهّاج .. ليه دائما تحب تأخذ أشيياائي .. ليه تجبرني أعذبك وأذوقك المُر ؟؟؟؟
ألتفت وهو يصد عنه .. وبقلبه غضب ونار ما تنطفي بالماء أببببّد .. مع ذلك ماكان له نيّة أبداً يدخل هالمجلس ويقلبه على رؤوس اصحابه .. كان دائماً شغله على الصامت ! لذلك سحب غُترته وهو يرميها على مقعد السيّارة .. ورجع للبيت
-
-
بينما بمجلس فهد العمّار .. وهّاج كان مِتكي على المركى ومازالت سِبحته بيدينه .. يضغط عليها بكُل قوته .. لأجل يخفي توتره .. عيُونه على الباب يترقب حضور فهد .. بين كل ثانية وثانية يعدل جلسته بإرتباك .. وينقل سِبحته ليدينه الثانية .. ولكن عيُونه مافارقت الباب
بُرهان كان منتبه له .. وفاهم سبب توتره وإرتباكه مع ذلك كان ملتزم الصمت
وعلى دُخول فهد .. وقف وهّاج بدون وعي وهو يأخذ دلة القهوة من بين يدينه بُرهان ضحك بخفيف وفهد أبتسم وجلس مكانه .. بينّما وهّاج أخذ الفنجان وبدأ يصُب لهم .. ومن رفع الدلة وكان بيصب القهوة حتى أختل إتزان يده وإنسكبت القهوة على الفراش ..والي بسببها فز فهد بخوف
بينما وهّاج بلع ريقه بصعوبة وهو يغمض عيُونه .. وموقفه بطفوُلته الي حضر لرأسه بدأ يزيد دقات قلبه بكل خوف .. كان يهز رأسه وهو قابِض بشدة على الدلة لعلى هالموقف يتلاشى ويختفي لأجل يقدر يكمل هالليلة على خير .. زادت حِدة تنفسه ولولا يدين فهد الي أحتضنت يدينه والي رجعته للواقع .. كان بقى حبيّس ذكرى طفولته المُوجعة
قال فهد بحنيّة وهو يبتسم ويأخذ الدلة من يدينه : ولا يهمك وأنا أبوك .. أهم شيء ما صابك ضر
تنحنح وهّاج وهو يهز رأسه بلا .. وفهد أبتسم : أجل تفضل إجلس .. وأنا بكرمك
جلس وهّاج .. وهو بعيد .. بعيد تماماً عن المكان
كان هالموقف اللي شهد فيه على حنيّة فهد النُقطة الأخيرة على السطر .. والي مايقدر بعدها يكسر فهد أبداً .. لأنه أيقن إنه إن فقد فهد .. بيفقد ظهر !

-
وبعدما عدت دقائق طويلة .. تخلل بعضها الصمت
وبعضها كانت سوالف بُرهان وفهد تحتويها .. بينما وهّاج كان ملتزم الصمت تماماً .. وعيُونه تارة على فهد . وتارة على السِبحة الي بين كفُوفه .. ومن هد الترقُب حيله .. وإنقطع حبّل صبره .. قال بعدم إنتظار : أنا شاري قُربك يا إسّتاذ فهد وأنت تدِري .. وهالبنت بنت خالتي ويشهد الله بعيوني .. وخطوتي الي خطيتها خطأ أمس .. الليلة نعدلها .. ونجيّك بسلوم القبايّل الي كلنا نعرفها ! وش تقول

عدل فهد جلسته وترك فنجان قهوته على الطاولة بهُدوء .. كان يترقب أصلاً فتح وهّاج للموضوع .. وفعلاً من تطرق له ناظره بخُفوت وقال : أعرفك من سنين طويلة يا وهَاج .. وأعرف قلبك وش يحتوي .. وصدر وش كثر وسِيع .. ولكن وأنا أبوك الصدر الوسيّع مع الوجع يِضيق ولا ياسع ذرة من هالضيّق
أنتبه فهد لملامح وهّاج الي تغيرت تماماً .. ووضح الضيّق وعدم الراحة بتعابير وجهه .. وبجلسته الي عدلها كذا مرة وهو يصد بعيونه عن فهد ..
وهَاج أيقن من كلامه إنه فعلاً بيرفضه .. وهذي مجرد مقدمة .. أبتسم إبتسامة ساخِرة وهو يصد عن فهد بعشوائية .. "وين وصل طمُوحك يا وهّاج لأجل تفكر تكمل نص دِينك مع شخص يعرف أنت من .. وكيف عشت حياتك بالظلام .. شُلون بيقبل بشخص مثلك كان ينقال له سُود الليالي ؟ "
بهّتت عزيمة وهّاج .. وبان الضِيق أكثر على وجهه .. ولكن حاول قد ما يقدر يرسم على ملامح الهدُوء .. ويبقى ثابت .. بينما فهد تضايق حيّل على حال وهَاج الي أنقلب .. "وش يقول له ؟ وين بيتك ؟ وين حصنك الآمن الي بتبقى بنتي في ثراه .. كيف تبيني أزوجها لشخص مازال رهن الثانوية .. كيف تبيني أزوجها لشخص يصغرها ؟ كيف بتكون حياتها معه ؟ كيف أزوجها لشخص أمه رهيّنة كرهه مع أمواج وعيالها؟" ولكن ما حب هالكلام يكون منه .. ولا حب ينطق بالحكي هذا من ثغره لأن ماوده يكسر وهّاج زيادة .. أكمل كلامه وهو آمل إن الرفض بيكون من دُجى .. كذا بيكون مرتاح إنه ماكسر وهّاج .. ومرتاح إن بنته بتبقى عنده : بيني وبينك يا وهّاج .. لو شخص غيرك تقدم كان الرفض بيكون مني قبل يكون من بنتي .. ولكن لأني شخص أعرف من أنت رح أترك الشور بيدينها .. وهي الي بتقرر
هالمرة رفع رأسه وهّاج .. وثبت عيونه بصدمة على فهد وهو يحاول يفهم كلامه " لأني أعرف من أنت رح أترك الشور بيدينها " يعني لأنه يعرفني وافق علي !
إرتسمت إبتسامة كبيرة على ثُغر وهّاج وهو يدخل سبِحته بجيبه ويعدل جلسته من جديد وهو يقول : عسّى ما يخيب ظنك بي .. ويتمم على خير
-




-
-



فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 11-08-21, 09:28 AM   #19

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,437
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


(البارت السابّع عشر)


فهد والي كانت كفوفه على قلبّه .. كان بيرفض
ولكن مو لأنه وهّاج .. ولكن لأنه ولد حليّمة .. كان فعلاً خايف على بنته من خالتها .. خايّف تقدم على فعلة توجعها .. أو تقول لها كلمة تقهرها .. ولكن ردة فعل وهَاج أوجعت قلب فهد .. وقرر يترك القرار الأخير بيدين دُجى .. مثلما وعدها إنه يترك لها حرية إختيار قراراتها لبقية حياتها !
وبعد دقائق طويلة .. تخللها سواليّف هادية وهالمرة كان لوّهاج مُشاركات بسيّطة فيها .. إستّأذنوا بعدها وهم يخرجون من البيت .. والي وقف وهّاج وهو يشكر بُرهان على وقفته معه هاللحظة .. وطلب العذر منه لأنه شاركه موقفه غصب عنه .. مع ذلك قابّله بُرهان بإبتسامة هادية وهو يؤكد له إنه كله فرح لأنه إختاره من بين أشخاص كثير !
-
-
وببيت بعيّد عن هالبيت .. أو بالأحرى بقصر حسّان أبو خالد .. كان جالس بمُقدمة طاولة الطعام والي تحتوي كراسي عدِيدة .. ولكن خالية تماماً من أي أشخاص
كان يناظرها بهدُوء .. وعلى مُحياه إبتسامة هادية ويأكل بكل أريحية .. كان دائماً يحب يشوف نفسه على علو كبير .. على مقدمة كل مكان يحتويه .. ولو إن هالمكان خالي من أي أحد .. كان يكفيه إنه بالمُقدِمة .. ولاكان يرضى أبد إن أحد يطلع من شُوره .. ولا يقلل من مقداره ولو فعلاً أحد فكر يوقف ضده رح ينتهي به الموضوع بداهيّة حقيقة !
ألتفت لدُخول خالد الي رمى الشنطة بلا مبالاة على الأرضية وهو يجلس على الكرسي الي على يمين أبوه .. قال بضيق : يُبة .. هذي هي مرت أيام طويلة وأنت تقول إصبر وإصبر .. والله لو إني شيخ بالصبر ما وصلت لهاليوم .. يُبة ماعاد صرت أسوى ريال بهالمدرسة .. وكلمتي ماعادت تنسمع .. حتى إسمك صار مثل أي إسم غيره .. كلما فتحت لك هالموضوع قابلتني بالصبر .. لين متى ؟؟ مهب معقول بتترك كلاب الشوارع يمشون رأيهم وكلامهم علينا ؟؟ مستحيل ترضى أشخاص بهالدناءة يسيطرون عليك .. ماهقيتك ترضخ بالسهولة ذي يايبة رفع عيونه حسّان بعدم إعجاب بكلام خالد وقال : أنا قلت لك عقُب الصبر حلو الإنجاز
وقف خالد وهو يقول بسخط : مليت من هالكلمة يبة .. خلاص قل مالك قوة على هالمدير وإتركنا من هالكلام
تجمد مكانه بصدمة لما ضرب أبُوه الطاولة بعصبية وخالد تنحنح وعلى طول ركض لغرفته .. بينمّا أبوه وقف وهو يرمي الملعقة بيدينه : قلت لك إصبّر .. بكرة بينتهي غرور هالمُدير على يديني .. ليه ماتفهم ياخالد ليييه !
تأفف وهو ينادي للعاملة .. لأجل ينتهي يومه بكوب قهوة !
-

.وبيُوم جديد وبالضبَط بوقت خُروج فهد من مكتبه .. يحتضن بين كفيِنه جواله الأسود .. ويوصل لمسامعه صوتها الهادِي : سم يُبة !
أبتسم فهد وهو يقول : عسى صاحبة هالصُوت ما يمسّها سوء وأنا أبوك
أبتسمت بخُفوت .. وهو أردف : لا تنسّين أبيك بموضوع مهم .. حاولي ما تطلعين لحد ما أجيك
دُجى قالت بههُدوء عكس الي داخلها : أبشر .. ولايهّمك نأجل كل أشغالنا لأجلك
ضحك من قلبه على كلمتها .. وفعلاً شع النُور من صدره من لما رجعت لبنته الحنونة الي على عهده .. وأيقن إن تغيرها كان بيدينه لذلك ودعها وقّفل الجوال .. ولما طلع الساحة الخارجِية
أستوقفه دُخول رجال بمناكب عرِيضة .. وببدل رسميِة بلون الشُرطة المعروف .. عقد حواجبه بإستغراب وتقدم بإتجاههم وهو يقول : حيّا الله فخر الوطن .. عسى ماشر ؟
وقف قدامه المُلازم وقال بهدوء : الله يحيّك .. ممكن تدلنا على مدير هالمدرسة؟
عقد حواجبه فهد وقال بإستنكار : سمّ .. أنا مدير هالمدرسة !
ألتزم المُلازم الصمت للحظات وناظر لجواله الي بيده ثم رفع رأسه وقال : يعني أنت فهد العمّار .. أنت مطلوب أمنيـاً .. ووجبّ عليك تنتقل معنا للمركز هاللحظة .. ولأجل سمعتك قدام طلابك تفضل إمش معنا بكل هُدوء وبـدون نثيّر الـريبة بقلب احد !
شُحِب وجه فهد .. وبُهت لونه وهو يعقِد حواجبه بإستنكار شديد .. وبذهُول عميـق .. خلال ثوانـي معدودة بدأ يتفـحص ذاكرته .. يـحاول أن يجِد الجُرم الذي أرتكبه .. والحـدود التي تعداها .. واللي سببّت حضُـور الضُباط لنصف ساحة مـدرسته !
رجـع للواقع بسـبب المُلازم الي أشار له بـيده : ماودنـا يصير شيء يأذيك
تنحـنح فهد .. وحاول يستعـيد رُشده وقال : وش الجُرم الي علي ؟
المـلازم أردف وهو يأشر لباب الخُروج : في المركز تعرف !
أزاح فهد عيونه عن المُلازم وهـو ينقل نظـراته للساحة .. يـبي يتطمن إن جميع طـلابه غاضـين البصر عن هالمـوقف .. وفعلاً إرتـاح داخله من أيقن إن الكل لاهِي عنه .. لذلك سارع خُطـواته وهو يخرج من المدرسة .. ويدخل سيّارة الشُرطة الي مركونة على بُعد أمتار قلـيلة من المدرسة !
إنـطوى الطريق للمركز .. وتوسّط جسد فهد الغُرفة الي تحـتوي على المُحقـق .. وشخصيّن غيره !
عقد حواجبه فهد .. وهو يلمح "حسّان أبو خالد" أحد هالأشخاص و " ظافر "
بدأت المعاني تتضح برأسه .. وكل الي يحـصل معه بدأ يأخذ مجراه في الفـهم !
جلس على الكـرسي بعدما أشار له المُحقق بالجُلوس .. وبدأ المـحقق يتكلم بهُدوء .. حتى أشار بيّده على " ظافر " : وهذا البلاغ الي عليك وصلنا من السيّد ظافر .. يقال إنك كفلت شخص بفلوس
ومرت شهرين على موعد التسديّد ولا تسدد .. والي وصلنا يا فهـد إن المبلغ ماهو بالمبلغ الهيّن وصاحب الديـن ماعاد له أثر ولا قدرنا نوصل له .. وأنت تعرف إن الكفـيل غارِم !
غمض عيُونه فهد بضيق .. وهو يتذكر توسُلات أحد أبناء طلابه بمدينته السابِقة في كفالته بمبلغ وقدره ثلاثميّة ألف لأجل يبدأ مشروعه .. إنهار كبريائه بسبب توسلات هذا الشخص لأجل يكفله .. وهذا فعلاً اللي حصل .. فهد تنازل وكفله عند " ظافر"
ولكن هالشخص أختفى عن الوجود وعدّت شهرين على عدم سداده .. فهذا يعني إن الموضوع طـاح برأس فهد .. وهو الي بيلـبس ثوب الجرِيمة والديـن .. بسبب حبّة الخشم وتوسلات الكفالة !
أكمل المـحقق بنفس وتـيرة الهدوء : فلك خيارين الحين يا فهـد .. إما تسدد هالمبلغ .. ولا السـجن مكانك !
وسّع حدقات عيـونه بصدمة وهو يناظر للـمحقق بإرتباك .. ما كان يدري إن الموضوع بيوصل للدرجة ذي .. أي سجن ؟؟
رفع يدينه وهو يمسّح وجهه بتوتر .. ثلاث ميّة ألف
هالمبلغ مايقدر يوفره بالوقت الراهِن ولا يقدر يلاقي أحد ينتخِي به .. حسّ بالضياع الكُلي هاللحظة
بعدما تلاشت أسماء كل الأشخاص الي يعرفهم .. وتلاشت كُل الجمـل اللي تساعده على إنقاذ هالموقف ! أبجـدية فهد الكثـيفة أنتهت بهالنقطة !
نزل يدينه وهو يشبّك كفينه ببعض .. ولبس ثُوب الهدوء وهو يـناظر ظافر : أخبـرك طيّب أصل يـاظـافر .. وتخبرني رجل أخـاف الله .. ولـي من السلـوم الطيـبة الشيء الكثيـر .. ديـنك صار بـرقبتي .. ولكـن بهالوقت ماعنـدي .. عطـني مهلة أوفره لأجل يـكون عندك بعد شهر من هاليـوم !
ظافر ما نطق بكلمة وحدة .. بيّنما محور الحدِيث كان لأبو خالد الي نطق بكل سُخرية : السلوم الطـيبة ما تفيّـدك بالمكان ذا .. ولا تفيـدنا .. أخطيت كثير يا فهد وتعديت على خط وجبّ عليك إنك ما تخطـطيته .. خطأك إنك دست على طرف لـ حسّان وهذاك تـتحمل عواقبه .. أما بالنـسبة للمهلة .. فوالله ما تأخذ من ظافـر ليلة وحدة .. إما تصير الفلوس بيـن كفينه هاللحظة .. ولا السـجن محلـك
أبو خالد كان يتأمل ملامح فهد الهادية .. والي رغم إنه حاول يستفزه بس ماقدر .. زاد غيظّه أكثر .. وهو يقبض على كف يـده : مشكلتك إنك بالقاع .. ولأنك تناظر للسـماء بالشكل الكثـيف ظنيت نفسك طـير وقمت تـلعب بجنـاحك على الي أكبـر منك .. مشـكلتك إنك نسـيت إن لي القدرة على قص هالجنـاح !
تلاعبت تنهيدة عمـيقة بصدر فهـد ولكنه أخفاها بكل طاقته .. فخروجها في اللحظة هذي رح تبيّن مدى إنكسـاره باللحظة هذي
لذلك ألتفت لظـافر وكمل بضيق : ظـافر .. إنطق تكلم .. الفلوس فلوسـك والتوقيع كان بيني وبينك
ظافر وقف ومازال متلزم الصمت .. وناظر للمُحقق وهو يقول : الشيّك صار معك .. وأنا شخص مشتكي على الدائن والكفيّل .. لو ماوصلتني فلوسي الليّلة فالحكم بين يدينك !
المُحقق ألتفت لفهد وقال بصرامة : عندك القدرة على التسديد هالليلة ؟
تنّح فهد للحظات .. وقضم شفايفه بكُل عصبية وهو يلمح الضحكة الساخرة على وجهه حسّان
زاد ضيقه لما أيقن إن فيه علاقة بين ظافر وبينه وبكذا قدر يسيّطر عليه ويتحكم فيه
سكن للحظات وهو يجمع طاقته .. يستحيّل يخليهم يتلذذون بإنكسّار هيبته .. لو كلفه الموضوع سجنه .. يستحيل يترجاهم أو يذل نفسه ويهينها
لأجل كم ريال خذاها دين برقبته رفع رأسه وهز رأسه بالنفي .. وبكذا ظافر خرج من الغرفة
والمُحقق أشر على المُلازم يتكفل بموضوع أخذ فهـد للزنزانة لأجل ينتهون من الإجراءات اللازمة
تحت أنظار حسّان الي كان فعلاً مستمتع بالوضع .. ويحس إن النار الي بصدره أنطفأت .. صحيح إنه كان يطمح ينذل فهد ويطيّح خاشع تحت ركُبـه لأجل يقطع الشيّك .. ولكن أخذه للزنزانة بالطريقة الشرسّة هذي كانت تكفيه !
خرج من المكـتب وأبتسم وهو يسـلم على" ظافـر " واللي كان صاحـب أخوه
كان عايـش بمنطـقة نجد .. وبنفـس المكان الي كان فـهد عايش فيه .. ولما بدأت واسطات حسّان تتحرك لأجل يأخذ خطأ ولو صغير على فهـد .. لقى ظافـر بطريقه .. والي فعلاً قدر يـقنعه يوقف مـعه .. ويلـزم فهد بـدفع الفلـوس الي كفلها !
-
-


" ماحـد يتـزوج بـدافع الفـضول يا وهّاج "
الكلمة الي أنقالت من ثُغر بنيّان .. والي من عرف بـموضوع خطبته لـ بنت فهد من بُـرهان الي صار يـسولف معه كـثير .. حتى جاء بنفس اللحظة .. وهذا هو مستقر قدام سيّارة وهّاج
وواقفين قدام مبنى المدرسة !
وهّاج تنهد وبقى ملتِزم الصمت وهو يتكي بذراعه على مقدِمة السيَارة .. والسبِحة تتراقص بين أصابع يدِينه بتناغُم مثالي
بهالأثناء .. كان وقاص خارِج من أعتاب المدرسة ومِتجهة لسيارته لأجل يرجع للبيّت .. ولكن شد إنِتباهه الجنوبي المشُهور مع وهّاج .. وخصُوصاً صوتهم العالِي بحكم وقوفه القريب منهم .. طوعّت له نفسه يسترق السّمع .. وعقد حواجبه بإستنكار من كلمة وهّاج " أنـا شخص أدور للعـناء يا الجنوبي "
أول شيء خطر ببالي وقاص هاللحظة .. إن وهّاج يتكلم عن موضوع زواجه من بنت فهد .. يعني دُجى ! ولا طرى بباله أي شيء ثاني أصلاً .. بما إنه لليالي طويلة مانام بسبَب القهر من هالطاري
بحركة بديهية سرِيعة سحب جواله من جِيبه .. وتخبّى ورى باب سيارته .. فتح الكاميرا وبدأ يثبّتها على وقُوف وهّاج .. كان بس ظهره الي واضّح
وغُترته الي بطرف كتفه .. والأهم شعره الأسود الكثيّف .. الفكرة الي باغتت عقلها باللحظة هذي ماكانت بسّيطة .. ولا هينة ! بس بنفس الوقت فـراقهم مضمون فيها !
-
أكمل بنيّان كلامه بإستنكار : دامك تشوف إنك بتتعنى .. ليّه تغربل بنت الناس معك ؟
زفر بخفُوت وهو يقول : ظنّك لي وجة أخيّب الإستاذ فهد مني ! ولا لي قلب يرضى يخليه يعتب علي ؟ الكلمة الي قلتها باللحظة ذيّك مافكرت فيها يا الجنـوبي .. يشهدّ الله خرجت دون وعيي مني
و هالخطوبة .. دفع ثمن تسرعي وتهوري في ذيّك اللحظة !
كتف يدينه بنيّان وهو يُلقي عليه نظرات إستفسار وكلها تساؤل : يعني تفهمني إن هالزواج ماهو من خاطرك وغصب عن قلبـك ؟ وكله لأجل تـرضي خاطر فهد .. ولأجل ما يـخيب ظنك فـيه ! يعني مالك هـوى بالبنت ؟ يعـني حميّتك الي تعالت بصدرك لأن غـيرك بيأخذها كانت وهميـة
هز رأسه بالنفـي وتضايّق زود من كلام بنيّان ولكنه رد بإختصار : مافيه شيء بالحيّاة قـادر يجبرني على شيء ما أبيـه يا بنيّان !
تنهد بنيّان باللحظة ذي .. وأنتبه على وقـاص وركز بنظراته عليه .. وأول ما لاحظه وقّاص أرتبك وقفل جواله بكل سُرعة وركب سيـارته وبسرعة البرق أختفى من المكان !
بيّنما بنيان ما أهتم .. وأكمل كلامه بنبرة أشبّه بالحنية والهدوء المُطلق : ماودك تستقر ؟ ماودك بضنى تضمه بين ضلوع صدرك ؟ ماودك بالراحة
أصدر تنهيـدة عمـيقة من داخل صدره وهو يمسّح على وجهه .. " وش يقول ؟ إنه ما يهـاب شيء بالدنيا هذي .. كثر ما يـهاب يكون أب ! ويـكون بين كفينه ولد من صُلـبه ! وش يقول ؟ إنه يتلحف بالثبّات وداخله إنسان ثاني ؟ " ركز بنظراته على بنيّان
وقال بـهُدوء .. عكس الحرب الداميّة الي بصدره .. والآسى في صدره مستقر وعيونه كلها ضيّـاع : ظنك بنت فهد .. بـترضى بنصف الحـلول وهي كـاملة ؟
ظنـك بيوم من الأيام لا منّها صارت مني .. مارح تقول ياليـتك تركت ولد الجـار يكون نصـيبي ! أنا ما أخاف القلوب السود يا الجنوبي لكنّي أخاف أمر القلوب البيض وأكسرها
تراكم الغضب بوجه بنيّان لدرجة إنه ضرب صدر وهّاج بغيظ شدّيد من إستصغار وهّاج لذاته وهو شُجاع وشامخ .. تهابّه رؤوس قوم ! من صمته الدائم وكبحه لمشاعره .. من خوفه من الـرفض .. من سكـونه وتـردده : لي متى وأنت ساكت؟ شب صمتك غضب لي متى وأنت خايف تستثير الكلام؟
‏لا يموت الشعور ولا يطيح الحطب
زفر كل عصبيـته وأبّتعد خطوة لورى وهو يمسّح على وجهه .. ورفع رأسه وهو يناظر وهّاج بهدوء : ألتفت شف سنينك خلف ظهرك حطام تدري العمر مرة.. خل عندك سبب وتدري الموت واحد.. لاتعيش بسلام
تعالت إبـتسامة وهّاج بهدوء .. إبتسامته هالأيام ماكانت تظهر إلا بالشكل القِليل ولكن هالمرة ماقدر يكبّحها موقف بنيّان معه .. وتراكم الغضب بصدره بس لأن وهّاج ما قدر نفسه كان سبب كافي يخلي كل روحه تْبتسم ! كونه فـعلاً لقى من يفهمه .. لقى من يـنتخِي فيه .. لـقى من يستند عليه .. لذلك قال بإبتسامة : لا تـخاف علي يالجنـوبي .. أنا تراني شُجاع وما أهاب .. ولكني ‏شجاعٍ حطمت موج الشدايد مركبه
هز رأسه بنيّان بالنفي الشّديد : والله لو يطُول فهد نجم سهيّل ما جاب واحد يشبّهك ووالله لو هالبنت من صُلبي ماصارت حليّلة إلا لك يا وهّاج .. ولو منكسر ظهرك لأجل إن المـدرسة مأخذة من وقتك فتراني لك ذرى ولك ثرى وثُريا ! ومحلي تراه بين كفيّنك
وهنا إزدادت إبّتسامة وهّاج بالتوهُج .. لأنه يدري إن بنيّان يعرف من هو وهّاج .. ودامه يعرفه هالكثر مازال مُصر على إن وهّاج كفو وينشد به الظهر !
أردف بنيّان بعد هدوء بسّيط : وبيني وبينك لما كلمني بُرهان عن هالـزواج .. طلب مني أفاتحك بموضوع الشـغل الي تبيه !
عقد حواجبّه وهّاج وبنيان كمّل كلامه بهدوء وبصوت خافِت لأجل يستوعب وهّاج ويوافق بكل بسّاطة : تعرف أنت البرنامج الإذاعي حق بُرهان يقول إنه يحتّاج مُذيـع يشاركه وترى كل اللي بتسـويه بتتكلم وبتهذر لين الفجر
وهّاج ميّل شفايفه بهُدوء وكان بيرفض قطعياً .. لأن بُرهان خريّج قسم إعلام ويستحق يكُون بمكانه بينما وهّاج مازال أسير صفوف الدراسة !
ولكن بنيّان قاطع تفكيره وقال : المـدير ما أشترط شُروط معينة بمُقدم الوظـيفة يا وهّاج لأنه بيكون مُذيع مساعد بس ودام الفرصة جاءت لين يدينك لا ترفض وتدمر نفسك من جـديد ! أنت الحين لازم توفق بين دراستك وشغلك
وهّاج غضّ الطرف عن هالكلام كُله ورفع حاجبه بعدم إعجـاب وهو يقول : كنك صرت خويّ مع الصـعب .. وبديـتو تصيرون معـمارين وتعمرو حياتي؟
-شد بنيّان على أسنانه بعصبية ورفع كفه وهو يأشر بتهديد على وهّاج : إسمعني زين .. ترى إمـا ترحم حالك وتروح مع بُرهان في برنامجه.. ولا بسحبك مع شعرك ذا الي كنه الليّل لين حدود مطبخي وأفرك وجهك بين الطحين .. والله لأخليك تطبخ ليّل ونهار لين ينهد حيّلك وتعرف إن الله حق
كتـم وهّاج إبتسامته لأجل ما ينفجر بنيّان أكثر .. وكان وده يقول له من البـداية .. إن إستثماره بـمبناه مارح يكفيـه لأجـل يعـيش بكل راحة .. ولازم يبدأ يـدور على شغل ينـاسبه .. فـفتح بنييّان للموضوع كان بصالحه ! مع ذلّك حب يستفزه .. رفع منكبه العرِيض من على طرف السيّارة وجمع حبّات سِبحته السُوداء بين كفينه وهو يضغط عليّها بهدوء ثم تنحي وهو يركب السيّارة : لـنا كلام من جـديد يالجنـوبي .. وأشـوفك ما خـذيت من وسع صـدور الشماليّين شيء .. مازال صـدرك جنوبي و دمـك حار
بنيّان هز رأسه بيّأس وهو يزفر بعصبية : تركت للوسّع مكان بصدري يالي ماتخاف الله ؟
أبتسم وهّاج بخُفوت وقفل باب السيّارة وهو يقول : لا تخاف على حياتي أكثر مني يالجـنوبي .. أنت كذا تصعبها علي وهي سهلـة !
سكت بنيّان ووهّاج أشر له ومشى .. بينما بنيّان تنهد : تعلمت تخاف على حياة كل الناس إلا حيـاتك يا وهّاج .. تعلمت تحب كل الناس .. ونسيّت تحب نفسك !
--

وببيَت سطّام ..
ومن بيّن كُل الغرف .. إختّار وقاص يدخُل غرفة " برِيق " وماهو لأجل تطيَب خاطرها .. ولا لأجل يتأمل سواد عيُونها .. كانت له غايّة مهمة من وجوده بين ثنايا غرفتها هاللحظة .. إستقر ناظره على جسّدها الي قدام المرايا .. والي منثنية على طرف التسريحة .. وتناظر لتقاسيّم وجهها بهيّام
لمحته من المرايّا وقالت بإستنكار : من وين شرقت الشمس هاليوم ؟ الإستّاذ وقاص بغرفتي ؟ عسى ماشر .. لا يكون الشمس ضاربِتك والمشكلة مامن شمس بالهالشتاء؟
وقاص ناظرها بطرف عينه : أنتي ترجعين من الدوام عشان تتأملين وجهك ؟
هزت رأسها بإبتّسامة فيها من الإعجاب الشيء الكثير .. وهي تناظر لنفسها بالمرايا : أحس إني قمر بين بشر .. والله إني كثيّر عليكم
ميّل شفايفه بعدم إعجاب وجلس على الطرف السرير وعيُونه تدور بأنحاء الغرفة : ماعرفنا لشخصيتك .. مرة تصيرين بارق على رأسي .. ومرة بريق
كتفت يدينها وناظرت بنص عيّن وهو من لمح جوالها قال بنبّرة آمر: جيتك أبيك تسوين لي كوب قهوة .: رأسي مصدع ومحتاج أروق
بريّق تأففت وهي توقف بعصبية : يعني خدامة عندكم أنا ؟ تراني راجعة من الدوام وأخلاقي تعبّانة وكلي ضيقة وهم من هالوجية الي أقابلها كل يوم .. وباقي تبوني أطبّخ وأنفخ .. تعبت تعبت
-أشر لها وقاص على الباب وهو يقول : توكلي سوي قهوة قبل أخلي عظامك تتعب صدق
ميَلت شفايفها بخفيف وهي تتنهد : حتى العصبية ما تنفع معكم .. ولا الهواش ينفع ..طيب ياخي قدر نبرة صوتي الي تعبت وأنا أصارخ فيها
ومن لمحت نظراته تأفتت ومشت وهي تكلم نفسها بيّنما هو من لمحها خرجت من الغرفة .. وقف بسُرعة من مكانه وأتجه للتسريّحة وهو يسحب جوالها بكل عجلة .. ومن لمح كلمة المرور عض على شفايفه بقهر .. وبدأ يضغط كل الحروف الي خطرت على باله .. تمهَل للحظة وكتب إسمها .. وفعلاً أنفتح الجوال ميّل شفايفه بسخرية ..وعلى على طُول أتجه لجهات الإتصّال يبحث عن إسم"دُجى" ولكن القهر والضيّق ماكان موجود بجوال برِيق ! وماله بهالدقائق المعدودة إلا ضِرار الي فعلاً بيرسَل له الرقم !
دخل لمحادثة ضِرار وأرسل بكل إحترام " كيفك ضرار .. وينك أشتقنا لك .. لو ما عليك أمر ودي برقم دُجى الحين "
ومن حُسن حظ وقاص إن ضِرار كان ماسك جواله باللحظة هذي .. وفعلاً دخل على المحادثة بدايةً إستغرب الأسلوب لأن برِيق ماهي برسمية معه أبداً ! ولكنه ما عقب على الموضوع .. كان كل تعقِيبه هو محاولة برِيق بلقاء دُجى .. وهذا المهم بعينه .. رد عليّها وأرسل الرقم بعد الرسالة
ومن وصل الرقم .. طار وقاص من فرحته .. وكأن الدنيا مارح توسعه باللحظة هذي .. كان يحس إن ملك مال قارُون بين يدينه .. .. وبالوقت هذا دخلت برِيق وبيدها كوب القهوة .. وقبل تتكلم أو تمد الكوب ترك الجوال بكل سلاسة على التسريحة ومن إرتباكه وتوتره نسى كل شيء ومشى وهو يتخطاها بكل عجلة وبدون يتكلم وخرج من البيّت وسط صدمتها : منك لله يا وقاص يا متخلف
سكتت للحظات ثم أبتسمت : ولكن يالله .. وأنا أستاهل كوب قهوة يهدي أعصابي الحلوة
-
أما ضِرار الي قفل جواله بعدما أرسل الرقم .. وناظر للافي الي يأكل بكل متعة ويتلذذ بكل لقمة : ياخوي وش هالمطعم هذا ؟ أسطورة الأساطير !
ضِرار أبتسم وقال : جعله عافيّة
أنعفست ملامح لافِي بإحراج شديد ثم قال : والله إنك أحرجتني يا ضِرار .. هدوءك يخوف .. وروقانك الي طول الوقت يخوف .. يعني صار لي ساعتين كاملة أكل .. بيأذن المغرب وأنا أتغدى ويمكن أشبكها عشاء بعد وأنت تاركني على راحتي .. من وين لك هالسعة كلها ؟
ضحك ضِرار وهو يحك طرف جبهته .. ثم تنحنح وهو يقول : لك كل السعة .. ولايهمك
سحب لافِي المنديل ومسح طرف فمه وهو يقول : لا .. الحين أصير خييال إثنين من كثر الأكل
عقد ضرار حواجبه ولافي وقف : لا تهتم .. رايّح لدورة المياة .. أنت إطلع ودقائق وأصير عندك
هز ضِرار رأسه بإيجاب : خذ راحتك
لافي أبتسم بإحراج وترك جواله على الطاولة وهو يمشي بعجل .. بيّنما ضرار ألتفت عنه ووقف بعدم إهتمام وهو يخرج من المطعم ويركب السيّارة .. أنحنى على الدريكسون وهو يضغط على رأسه .. وهذا هو وسّط نجد .. وبعدما تواصل مع أحد الضبّاط الي يعرفهم من قبل أعطاه موقع بيّتهم بالتحديد .. وهذا هو عاقد النيّة يكون الليلة بوسط بيتهم !
خرج لافِي بعد دقائق قليلة .. وركب السيارة وضرار على عجل تحرك من قدام المطعم بدون ما يتكلم !
-
-

أخذت السُلم الي مكون من أربع درجات .. وثبّتته قدام درجها الطويل .. صعدِت على هالدرجات بكل هُدوء وثبّتت يدينها وهي تسحب الصُندُوق ذات الطابع المُخمل .. أخذته بين كفوف يدها وناظرته للحظات قبل تنزل .. تراكمت إبتسامات باهِتة على وجهها .. ونزلت بكل عجل وهي تجلس على أرضيّة غرفتها .. أخذت نفس وزفرته بهدوء وفتحت الصُندوق وهي تناظر لمحتوياته.. تنهدت بهدوء
وهي تأخذ الصُورة الي تعلو على كل الي بالصندوق .. أبتسمت بحنين وهي تمرر أصابع يديّنها على تفاصيل وجه أمها : يا مال الجنة يا يّمة .. عسى هالوجه بأعلى الفردوس
تراكم الضيّق بصدرها .. لما تذكرت خالتها حليّمة !
أول ما تعرفت عليّها كان أكبر همومها كيف بتتعود عليها ؟ كيف بيهون عليها تناظرها بكل مرة وهي تشبه أمها هالقد ؟ والحين همها صار ..كيف بتقابلها أصلاً ؟ ماكان أي أحد حولهم يعرف سبّب كره الأخوات الغير مببرر لبعض .. حتى أقرب الأقربون .. مع ذلك الكل تأذى من هالكره
تركت الصورة على جنب .. وسحبت دفترها المُفضل .. المغلف بالأسود المُخمل وعلى طرف قلم أسود أخذته وهي تففتح أول صفحاته وفاحت رائحة الأوراق من بين أطرافه .. أبتسمت بِخفة
وهي تُلقي نظرات بريئة على الكلام الي كتبته
هالـدفتر كان مُلازمها من عمر الـظ،ظ¨ سنة !
والكلمات الي بين سطوره مازالت رهِينة السنوات !
ولكن هالمرة حُررت .. وحلمها الي كان مأسور بين صنُدوق ودفتر .. صار مشيّد مبانيه !
مع كثرة الأشغال .. نست تشطب على الحلم .. لأن شطّب الشيء الي أنجزتيه شعور يفوق الوصف من لذته !
وقبل ما تمسّك القلم .. تأملت الكلام الي مكتوب قبل فتح المشغل .. والي فعلاً ماكان نُكتة ولا مزحة قد ماكان حقيقة وشييء من الواقع .. وحلم من ضمن أحلامها " تطييّب خاطر وتلييّن جرح وجبر قلب "
على قد ما حاولت بشتى الطُرق تطيّب الخواطر .. وتجبر قلوب .. على قد ماكانت غير راضيّة عن شطب هالحلم .. لأنها ماوصلت لمرحلة الشعور بالرضا !
إلتفت لكاندي الي تسربّت من بين الأوراق وأستقرت بحُضنها،تنهدت وهي تناظرها وميّلت شفايفها بخفُوت،حتى كاندي جبّرتها
كاندي اللي لحقتها بالشارع
بالإسبوع الي ماتت فيه أمها .. كانت بمواقف سيّارات المستشفى ترتعش من البرد ومُغطاة بالتراب من كل جهة وذابلة وصوتها مختفي من شدة الجوع وعيونها تنطق آسى لدرجة إن رغم الوجع الي بقلب دُجى في ذيك الليلة ..إلا إنها أخذتها معها .. مسحت وبرها ورتبتها .. وفرت لها من الأكل الشيء الكثير .. والأهم تعلقت فيها للدرجة ماعاد تقدر تفارقها .. ورغم كل هالحب وهالتطيّب الي صار .. إلا إنها ماوصلت لمرحلة الرضا الي يجبرها تشطّب جمل حلمها من دفترها الأزليييّ
تراكمت تنهيدات عميقة على صدرها وزفرتها بكل هدوء : صار عندي فضول أكثر يالبـهُور .. صارت رغبتي بالتعمـق أكثر .. صار عندي رغبـة كبيرة بمعرفة جواب سؤالي .. هـل أنت فعـلاً الحلم الي بين ثنايا دفتري والي لازمني أكثر من ظلي ؟ و أنت الـجرح الي لا طاب حسيّت بالـرِضا يا ولد الٰخـالة !
زمت شفايّفها بخفوت وهي تمسّح على وجهها .. عدت ساعة كاملة على مكالمة أبـوها لها .. والمُفترض هالوقت تكون بمشغلها .. تنهدت وهي ترفع يدينها وتِتحسس قلبّها الي تسارعت نبّضات قلبها .. كانت متوقعة تماماً الموضوع الي رح يكون محور حدِيثها هي وأبوها .. كيّف لها وهي عرفت إن عصر البارحة .. كان لمجلسهم نصيّب من جسد وهّاج !
أخذت القلم وهي تشُطب على حلمها الثـاني .. وأبتسمت بكل رضا هالمرة وهي تحاول تلاشي كل الأفكار السلبية هاللحظة وتعيَش فعلاً لذة هالشعور
كررت الحمد بكل إمتنان وهي فعلاً شاكرة لله الي مكنها من هالحلم .. وهنا قفلت الدفتر .. وقبل تقفل الصـندوق وصل لمسامعها وصول رسـالة لجوالها .. أخذته بين يدينها ومن لمحت الرقم الغرِيب أستنكرت الوضع .. لأنه فعلاً أرسل فيديو !
دخلت بفضُول كثِيف وهي تفتح الفيديو وعقدت حواجبها بإستغراب وهي تشوف ظهر شخص وواحد قدامه ولكن مو ظاهر من وجيهم شيء !
ظنت إنه شخص غلط بالرقم لذلك كانت بتقفل الفيديو لولا المحادثة الي بدأت تُسرد على مسامعها .. بلعت ريقها بإستنكار ورجعت تعيّد المقطع من البداية .. وتعيد وتكرر فيه وتسمع الكلام بدقة .. من أول نبّرة تسللت لمسامعها أيقنت تماماً إن هذا نفسه " وهّاج " ولد الخالة المعرُوف.. الشخص اللي أطلقت عليه لقلب " البُهـور" .. وماكان يهمها هويّة الشخص الي قدامه كثر ماهمَها كلام وهّاج الي دمر نفسَيتها باللحظة هذي ! كيف يعتـبرها مثل حبّة الخشم الي بسببها يتسامحون رجال ؟ وكيف يعتبّرها وسيّلة بس لأجل يكسب رضا أبوها ؟ هل يظن لأنها سكتت عن كلامه لما رفض الرجل يعني إنها ضعيفة للدرجة الي تمكنه يتكلم عنها بالطريقة ذي ؟ لا وألف لا .. تِسللت رغبة عارمة في خنقه هذه اللحظة .. والرحمة الي توسطت صدرها قبل لحظات عشانه تحولت لحقد خانِق وضيقة عميقة .. كانِت تظن إن الود بيـنهم ماهو قلِيل .. ولو ماكان لأنها بنت خالته .. لا لأنها بنت ولها مشاعر !

قضمت شفايفها بكل وحشيّة وهي تقرأ الرسالة الي بعدها " لا تعتبريه تخريب بييت .. كثر ماهو توعيّة من عابر سبيل .. هذا ينقال له سُود الليالي .. فيه من قلة الرجولة الشيء الكثّير .. هذا دنيء ويعتبر بنات الناس لعبة .. هذا خسيس ويظن إنه رجل لأجل يعتبر بنات الناس سلعة يدور بها رضا الرجال .. هذا خايّب ترك أهله بليلة مافيها قمر وهم ينزفون دم بوسط حوش بيّتهم ! كيف تأمنين على حياتك معه ؟ وكيف ترضين بشخص ما يسوى ريال يكون لك زوج ؟ أنا ماودي ينصاب الإستاذ فهد بضيق .. وعشاني ماقدرتأتواصل معه قررت أفتّح عيونك أنتي على سُود الليالي واللي ناوي يسود عيشتك .. ناوي يدمرك ويهد حيلك ويلحقك الهم والبأس من أول دقيقة تفكرين فيه.. لا تتهورين وتوافقين تصيرين زوجته .. لأنك مارح تشوفين خير من شخص مثله ....."
ماكان الكلام سهل عليّها .. هي فعلاً تعرف معاناته وكثر إيش عانى بعد موت أهله .. ولكن لما حكى لها أبوها عن هالمعاناة ما تطرق أبداً لهالشيء ولا قال لها عن فراقه لأهله خمس سنين كاملة !
الأهم من هذا كله الشطر الأخير من الرسالة الي ترك الذهُول يستقر بصدرها بشكل مُفجع وكارِثي وخطيَر .. كانت خيبتها كبيرة .. كثيرة .. كثيفة ومُرة
مُرة حييييل .. لأنها كانت تبي تكون الجبّر لجرح تصاعد الوجع منه سنيّن طويلة .. صارت المجروحة !
لأن قلبـها مال له من كثر الـوجع .. ولأن صدرها أمتلى رحـمة له وشفقة .. كان الثمن غـالي
وكانت الخـيبة كبيـرة ! ماكان القهر إنها كانت تظن إنه شخص يسـتاهلها .. كثر القهر إنها فعلاً إتمنت له وكانت بتوافـق عليه .. ماكان الكسّر إنه فعلاً إعتبرها جسّر وصل لأجل يوصل على أعتابها لرضا فهد .. كثر الكسر إنها إعتبّرته جزء من أهلها وجسّر وصل لأول أحلامها !
إشتحن بغضب عارِم .. وعصبيّة وترت أعصابه بكل عنفوان.. الفترة الأخيرة كان يتفادى كل هالغضب
ويحاول يدعيّ البرود لأجل ما ينهار من شدة غضبه
ولكن باللحظة هذي .. ومن وصل لمسامعه صوت فهد .. ونبرته المرتجفة .. تلاشى البـرود وبقى مكانه غضب كثيّف وخطير ومُهلك ! كان يحاول يلاقي السبـب المُـبهم خلف العذاب الي يتـجرعونه أهل القلوب البيّض ! وهذا هو واقف مع تساؤلاته أمام باب مركز الشُـرطة .. يدينه قابضة على الدريكسُون بكل عصبية .. وشاد على أسنانه وهو مغمض عيُونه
كان خايف .. خايف جداً من العصبية الي بصدره
يدري إنه بيتهور لو نزل وكل هالغضب يجتاحه ومن مرت دقائق معدودة وهو بالسيّارة .. نزل بكل هدوء بقي فيه .. وكل الي يتردد بإذنه باللحظة ذي كلام فهد " فـزعتك يا ولدي .. ضاقت بي الـوسيعة ومالقيّـت من يوسـعها علي "
من بعدها ترك وهَاج كل شيء وراه .. وتخطى كل اللي حوله وهو يتجه للمركز .. وهذا هو فعلاً توسطّه !
إتكأ بيده على الطاولة وهو يناظر للمُلازم وقال : جاي لأجل الإستـاذ فهد العمـار .. له حق زيـارة ؟
أنحنى بعُنقه الملازم وبدأ يناظر للكومبيوتر دقائق معدودة .. وبعد لحظات هز رأسه بإِيجاب : التهمة صارت واضحة .. وإجراءات السجن إنتهت
وهو الحين بالزنزانة رقم خمسة .. كمل إجراءات الزيّارة وتفضل
عض على شفايفه بققهر من هالكلام الي يشَيب الرأس .. وقال بهدوء : وش التهمة الي وجهوها ضده ؟ فهمني الموضوع
الملازم الي كانت التهمة واضحة قدامه : كفالة
عقد حواجبه وهّاج بيّنما الملازم أردف : كفل له شخص بمبلغ .. وهالشخص تلاشى عن الوجود
والحين صاحب الدين يبي فلوسه .. ولأن الكفيل غارِم طاح الفأس برأس فهد .. ويقول إنه ما يملك هالمبلغ.. فلأجل كذا أنسجن !
ضرب بكفه الطاولة بعصبية وهو يغمض عيونه بشدة : يعني جزاء المرجلة أسوار من حديد صح
الملازم ناظر بهدوء .. ووهّاج تمالك نفسه وكمل الإجراءات بكل هدوء لأجل تنتهي هالليّلة بلقاءه مع فهد .. ولما إنتهت توجه لغرفة الزيـارة ومن دخل وناظر لفهد الي عيونه ذبلانة ووجه شحبّ من ضيقته
أنكسر خاطره وكسّاه الهم ! أقترب وهو يربت على كتفه ثم أبتسم بهدوء : حق حبّة الخشم هالزمن كسر ظهر والله
تنهد فهد ثم مسّح على وجهه بخفوت لما عرف إن وهّاج فهم الموضوع ثم قال : إي والله كسّرة ظهر وأنا أبوك
سكت لحظات وقال بضيَق ؛ وأنا مثل المجنون .. لي ساعات أتصل على ولد عمي يفزع لي .. ألاقيه يقول لي طيارتي على وشك الإقلاع ولاأقدر أجي .. وأتصل على ضِرار جواله مغلق .. وولدي نفس الشيء .. ولابقالي غيّرك ماودي أزيّدك هم يا وهَاج .. أعذرني !
ضرب على كفه بخفة وقال : أنا لك مثل الـولد لا يلحقك هم وأنا معك .. بإذن الله سهلة وأطلع من هنا على طول للرجل صاحب الديّن لأجل يتحمل عواقب دينه
هز رأسه بضيق : مختفي .. يقول المحقق تلاشى عن الوجود وماله أثّر .. وصاحب الدين رفض يتنازل عن ريال واحد
وهّاج قال بهدوء : وكم هالمبلغ.. لعل لـنـ....
فهد ماكان يبي وهَاج يدري إن أبو خالد له يد بالسالفة لأجل ما يتضايق أكثر ولا كان وده يجي لأجل يسدد عنه : لا وانا أبوك ماجيتك عشان تسدد عني .. ولا لأجل تطارد صاحب الدين
وهّاج ميّل شفايفه بإستغراب وهو يشبك يدينه ببعض : لاوالله .. لأتعلق بحلوقهم الإثنيّن لين واحد منهم يرضخ .. يا يسدد .. يا يتنازل صاحب الدين
تنهد فهد وهو يمسّح على وجهه : إسمع يا وهّاج .. أنا لي أهل ببيت لوحدهم هالليـلة ! لا أخ ولا أب ولا ولد معهم .. ولا ودي يخافون لامنهم درو إني بالسجن .. تعرفهم بنات ولوحدهم
رمش بإستنكار وهّاج .. وفهد كمل : ما عندنا أهل غيركم يا وهّاج .. ولا هو بالشيء الكثيَر غير إنك تبقى على بابهم ليّن يرجع لافي .. أو لين ينتهي هالدين
تنحنح وهّاج وفهد أردف : أتصلت عليهم قبل لحظات .. وبلغتهم إني بغيب كم يوم لأجل شيء ضروري .. ونبّهتهم يقفلون الأبواب .. بس الدنيا مهيّب بخير ولا عندي الثقة بالمحيط يا وهّاج
ألتزم الصمت للحظات .. وهو شابّك كفوف يديه ببعض .. لا أمه هنا لجل يليّن قلبها وتبقى عندهم لأجل يكون له قدرة يكون داخل حدُود البيّت ولا له أحد يكون معه هالليّلة عندهم ! مع ذلك مارح يرفض شخص ألتجأ له ! قطع الصمت وهو يهز رأسه بإيجاب : قد قلت لك لا يلحقك هم .. دامك تبيهم يكونون بأمان فبعون الله ما تغزُهم شوكة ألا وقد غزتني قبلهم !
أبتسم بخفوت فهد وأرتاح قلبه من ناحيّة وقال بهدوء : أعطيتهم خبر قبل أقولك .. كنت أدري منت برادني !
بادله وهّاج إبتسامة هادية .. بينما المُلازم ضرب الباب بمعنى إنتهت الزيارة ولما وقف فهد رجع يلتفت لوهّاج : لي من الظهر أنتخيهم ينادون لي المُلازم ضِرار .. ولا فيه إستجابة .. يقولون إنتهى شغله .. هو غيَر المركز اللي تابع له !
وهّاج ماحب يتدخل بخصوصيات ضِرار لذلك رفع كتوفه بعدم معرفة : مالي علم
تنهد فهد ومشى من جنبه وربّت على كتفه بإبتسامة : كل العمد عليَك يا وهّاج
هز رأسه بإيجاب وهو يناظره بهدوء : بعيوني لا تخاف
-
ومن بيّن عتمة الليّل .. والجو البارد العلِيل .. وقدام بيت فهد .. كان واقف قدام سيّارته وعيُونه على المجمر المُتنقل الي ما ينّزاح من سيارته أبد !
أخذه وهو يناظر للمساحة الكبيرة الفارغة قدام بيَت فهد .. وهذا كان من صالحه !
أخذ فرشته وفرشها على التراب .. ورتّب مجمره وهو يثبته على الأرض ويرتب الحطب بداخله .. رمى شعلة النار بينه ليّن شبّت نيرانه .. فرك يدينه ببعض وهو يحس إن هالليّلة مارح تكون هيّنة .. لا من بردها ولا من جمرها .. جلس قدام النار وهو يثبّت غترته على رأسه .. وهذا هو يتلثم فيها من شدة البرد .. وجاكيته الأسود الجلِد كاسي جسّده وزاد سواد ثُوبه عتمة .. ولكن ما من مفر من هالبرد .. اللي حتى بالسيَارة كان متمكن منه ! ورغم كل الحكِي .. ورغم كل سبُل الراحة هذا هو على وفى بالعهد .. وفى بإنه يبقى حارِس على بابهم لأجل ينتهي الدِين اللي عليه .. ولأجل ينام فهد هالليّلة قرير عين .. ولأجل وهّاج .. لأجل تزور الراحة باله بأنهم بخيّر ..
-
وبالصالة الي بوسط البيّت .. كانت جالسة قدام الشبّاك المنشُود وهي مكتفة يدينها .. من تسلل لمسامعها كلام أبوها وإعتذاره إنه طرأ لي موضوع مهم ولا يحتمل التأجيل وله يوم ثاني يتكلم فيها معه .. وإعطاءهم خبر إن وهّاج الليلة بيبقى قريب منهم لأجل ما يزورهم خوف وهم لوحدهم
وهي على أعتاب الشبّاك .. تترقب وصوله
كانت تشتعل من العتب والقهر .. وكانت متيقنة إن كلها كُره له باللحظة هذي .. كانت تبي تعرف كيف بيتصرف .. كيف بيصون عهد فهد؟
كانت دُجى هالليّلة عبارة عن تساؤلات .. وش هالحب الي يكنه وهّاج لأبوها لأجل يكون معه شخص غير تماماً ؟ ولأجل يكون قلبها ضحيّة بهالزواج ؟
لمحته يوقف بسيّارته وينزل منها .. كانت تراقبه وهو يعدل أموره ويشبّ ناره .. ضحكت بسخرية : هذي نيتك ؟ تبقى حارس على أعتاب بيتنا يا ولد الخالة ؟
تأملته للحظات ثم قفلت الشبّاك بشدة وصُوت تنفسها العالي يوضح كميّة عصبيتها ! مرت ساعات طويلة على قرائتها للرسالة .. ولا مرة تسائلت خلال هالساعات عن هويّة المرسل .. ولا طاح الفضول بجيبها .. جل إهتمامها كان المحتوى .. والفيديو الي ضيّع مشاعرها .. وكأنها ورقة بفصل الخرِيف طيرتها الريّاح العاتيّة بكل عشوائية .. إتكأت بظهرها على الكُرسي قدام معاني وهي تشـرب كوب الشـاي
بيّنما خيال تراقب تصرُفاتها .. تركت كتابها على جنب وإقتربت وهي تهمس لمعاني : وش فيّها .. من الي فكر يستفزها ؟ من الي دنَى الخبال من عقله لأجل يفكر يزعل هالي طيّنها معجون بكبرياء وعصبية؟
-



فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 11-08-21, 09:30 AM   #20

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,437
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


-
( البارت الثامن عشر )

رفعت معاني كتوفها بعدم معرفة وصوت أنفاس دُجى العالية واصل لمسامعها .. وطريقة شُربها للشاي موضحة تماماً كمية الغضب الي يستوليّها هذا غير تماماً إنها تركت كل شغلها وإتجهت للمطبّخ .. وكعادة دُجى .. تقدر تخفي كل مشاعرها هالفترة
إلا غضبّها .. يبان بكل أطرافها : ماعندي خـبر .. ولكن كلي أمـل إنها مو متضايقة من فهـد !
خيال ميّلت شفايفها بهدوء : ماظنـتي .. كانت معصـبة من قبل يتصل
تنهدت معاني وهي تهز رأسها .. ومرت دقائق طوييييلة وهم يستلذُون بطعم الشاي الدافي .. وبالكيّكة الي تزينت من كفين دُجى !
وبعد هالصمت القاتِم .. تزيّن المكان بصوت معاني الهادي وهي تنطـق إسم " دُجى" والي ألتفت على طول وهي تناظرها وتنتظرها تكمل كلامها
معاني أشرت على قطع الكيك الي بالصحن وإبريق الشاي .. وقال بخفوت : خذيهم لولد خـالتك
رفعت حاجبها بضيق وقالت بهمس : ودي يأكل سم ولا يأكل كيكتي
خيال قالت بحماس وبعشوائية : إيوة قومي خذيها له .. خليه يذوق ألذ كيكة فانيلا بحياته !
سكتت للحظات وهي تناظرهم : مالي حيّل .. بيظن إن تفكيرنا عنده
معاني هزت رأسها بإيجاب : وظنه صحيح يا دُجى .. تعنى لأجلنا وهذا هو شابّ ناره بوسط الفراغ لأجل نحس بالأمان .. ورغم إني شددّت على فهد عشان ما يخليه يجي بالنهاية إحنا بمنطقة كلها أمان ولا حنا بوسط براري ولا بغابة مهجورة لأجل يشبّ ضوه عشان يحرسنا.. ولكن فهد الله يصلحه أصر يبقى قريب مننا لأجل يرتاح ويحس إننا بخير .. وأقل شيء نسويه هالقطع من الكيّك
تنهدت دُجى وهي على معرفة كُبرى إن عمتها مارح تتركها إلا لما فعلاً تأخذها له .. لذلك دخلت الغرفة ولبسّت عبايتها ونقابها .. وقبل ما تطلع سحبّت الورقة من على الدرج وأخذت وهي تكتُب كلمتين كانت بخاطرها.. ثم طلعت من الغرفة
أخذت كوب الشاي .. وقطعة الكيّكة وتركتهم بصحن صغير ... وإتجهت على طول للباب .. فتحته بهدُوء .. وناظرت له .. كان جالس تماماً بالمكان الي قدامها .. وعيُونه على البـاب بترقُـب وفعلاً من فتحت الباب حتى تلاقت عيُونها بعيونه رغم العـتمة الشدِيدة .. واللي لولاها كان فهم نظراتها الغاضبّة وبشدة .. كانت تتمنى تأخذ هالكوب وتخليه يسبّح فيه من شدة ضيقها منه .. ولكنها كتمت على أنفاسها وبلعت ريقها بصعوبة وهي تناظره .. تركت الشايي ععلى أعتاب الباب وأشرت له يجي .. من حست إنه فهم عليّها دخلت وقفلت الباب .. ولكنها ما أبتعدت خطوة وحدة من خلفه !
وقف من مكانه بإستغراب .. وأتجه للباب ومن لقى الصحن حتى أنحنى وهو يبتسم بخُفوت .. شد إنتباهه الورقة على بطرفه فأخذها وهو يقرأها بهدوء
-
" أنا شخص ما أحب أحد يتعنى له .. فلا تجامل على حساب نفسك لأني ما أحتاج جمايلّك "
لو كان قرأ هالكلام من شخص غيرها .. يمكن كان عصب أو إشتدت أعصابه أكثر وأكثر .. ولكن باللحظة ذي .. ولسبب غريب إشتدت إبتسامته
وأنحنى حاجبه المجرُوح للأسفل من شدة هالإبتسامة .. وهو يتأمل الكلام الي بالورقة .. ماكان يدري ليه كتبته .. وبسبّب أي شعور
ولكن الي يدري فيه هاللحظة إنه تناسّى تماماً أحاسيَسه المتناقضة اللي عاشها قبل وبقي مُصر عليها .. رفع عينه وهو يناظر للباب بهدُوء : ولا عمري عشت هالتناقض بالمشاعر كثر هاللحظة يابنت الـخالة .. أصبّح بشعور .. وأمسي بشعور والله أعلم وين منهم الحقيقي
وقف وهو يأخذ الصحن .. ومشى وهو يرجع لمكانه
بينما هي كانت تناظره من فتّحة الباب .. صوته كان مُنخفض ولا فهمت كلامه .. ولكن كلها حيّرة وفضول ليه الإبتسامة ماغابت عن ثُغره من لما قرأ الورقة .. لهالدرجة مستهزيء فيها ؟
نفثت أنفاسها بعصبية وحست برعشة البرد الكثيفة تخترق جسدها .. فتخلت عن الوُقوف قدام الباب ودخلت البيّت على طول
بينما هو جلس قدام شبّة الضوء .. وعيُونه تراقب قطعة الكيك .. أخذ الملعقة وغرزها بالكيكة ومن تذوقها حتى حسّ بمرارتها تخترق حلقه ماهي غريبة عليه .. ولو إنها مرت ست سنين كاملة على آخر مرة ذاقها إلا إنه يميزها .. كيكة الفانيلا ! الكيكة الي تتباهى بها شعاع لدرجة إنها صارت بإسمها .. كثر ماكانت حاليّة حلوة .. كثر ماكانت مُرة على وهّاج
توالت الذكريات على روحه .. وغمض عيونه للحظات وكله تساؤل ليّه بالذات هالكيكة جاءته من هالبيت ؟ ليه هالققُرب منهم وهالذكريات الي تحوفه لما يقترب منها صارت تخوفه !
وقبل ما يدخل بدوامة الضيق الي هو مُعتاد عليها
ألتفت لصوت السيَارة الي أستقرت خلفه عقد حواجبه بإستغراب ثم أبتسم من لمح طيف بنيّان الي نزل من السيارة وبيده شنطة العزبة الصغيرة: ولا تقول شاب ضوء خلني أنادي بنيّان يدفا بنارها معي .. دائماً ناسيني يا وهّاج
أبتسم بخفوت وهّاج من نبرة بنيان العاتبة وقال : حياك الله .. مافاتك الكثير
جلس بنيّان وبدأ يفتح شنطته .. وقبل ما يطلع إبريق الشاي قال : ماشاء الله .. أشوف بنت فهد
مقدرتك من الحين
ماقدر يمسك ضحكته وضحك بخفوت .. وعيون بنيّان طارت بصدمة : تضحك لطاريها ؟ والله محد مجنني كثر تناقضك .. الظهر مجبور عليها والحين تضحك لطاريها
وهّاج هز رأسه بضحكة على ملامح بنيّان وقال : لابالله ما فهمت النيّة يا الجنوبي .. ترى ....
قاطعه : أقول تعرف تنطم ( تسكت ) بس
وقبل ما يكمل كلامه فز من مكانه بسرعة ..
-
قبل ما يكمل كلامه فز من مكانه بسرعة .. وأخذ الملعقة وهو يقطع قسم صغير من الكيكة وقبل يأكلها سحبّها وهاج بسرعة من يده وناظره بطرف عينه : خلك بعيد عن حلاي
ناظره بطرف عينه : خلني أجرب .. ترى أنا شيّخ الحلى وأنا..
وهَاج دفه عنه وهو يقول : عسَاك تيس الحلى ماعلي منك .. هات شاهيّك نشربه ولا قم فارق
أصلاً وش جابك هنا؟؟
بنيّان رتب الإبريق : الشرهة مهيّب عليك .. الشرهة على قلب الجنوبي الحنون .. اللي تخلى عن دفء محله وجاء يفزع معك .. تدري من قلت لي عن سالفة فهد وأنا على نار .. وإلا أفزع معك !
وهّاج ميّل شفايفه بهدوء : أشوفك ناسي الحبيَيب الأولي
فهم بنيّان عليه وضحك بسرعة وهو يسحب الراديُو من الشنطة : لا معليّك هذا هو بُرهان بيشاركنا الليّلة معك
هز رأسه بإبتسامة .. وناظر للكيكة الي قدامه .. ورغم إنها مُرة عليه من كثر الشوق الي أضنّى قلبه وأتعبّه .. إلا إنه ماقدر يفرط فيّها لبنيّان.. ولو إنها مثل الشوك بحلقه إلا إنه راضي لو كان الأذى بسببّها
-
-

وأنقضت ليَلة طويلة .. تلحف البرد بجسّد البهُـور والجنوبي ورغم إنه تمكن من عظامهم .. إلا إنهم ماتحركو شبّر واحد من المكان .. وبقو طيّلة اليللة يسامرون القمر على شبّة الضوء .. وهذا هو الصبّح أعلان إنبّلاجه .. وبكذا أنتهت مُهمتهم هالليّلة .. وقدرو يتحررون من العهد .. ويرجعون لحياتهم الطبيعيّة هالصبح .. وبكذا أنتقل بنيّان للبيت لأجل يرتاح وينام بعد ليلة ما ذاق بها النوم أبد .. بينما وهَاج ترك المكان .. وتوجه للمدرسة على طُول !
-
وبمنطقة بعيدة تماماً عن الشمـال .. كان لافي واقف على باب الغرفة ومتخصّر بيدينه : والله يا ضِرار يا هدوءك ذا لأطلعه من عينك .. أقولك ليلة كاملة من ليالي عمري قضيتها وجوالي بعيد عني .. كيف تبيني أرتاح
ضرار عدل المخدة تحت رأسه وقال : وش علي منك ؟ أنت الي نسيته
لافي كتف يدينه وناظره بطرف عينه : ومن الي نساه على الطاولة ؟ أنت والله بليّد والفهاوة الي فيك ماهي بأحد .. جوالين كبر رأسك ناسيها على الطاولة وتاركهم وراك .. مثل الغبي
ضرار ميّل شفايفه بهُدوء وقال : ترى الصداع بدأ يسيطر على عقلي .. طوال الليل مانمنا وحنا ندور على هالجوالات .. وأنت تدري إنها أنسرقت وماعاد بنلقاها .. يعني جاي تعاتب ليه ؟ أنا قلت أسرقوها
ناظره لافِي بطرف عينه وقرب وهو يجلس جنبه : يعني الحين وش السواة ؟ أبوي بيزعل لامنّي أختفيّت كذا
ضِرار قال بهدوء :البلاء فيك .. 18 سنة وأنت منت بحافظ أي رقم لأهلك
-
ضربه لافِي على رأسه بعشوائية وهو يقول : أجل أنت وش تطلع؟ حافظ رقم ودِيع الي مامنه فايدة
ومسوي نفسك مسوي إنجاز
حك جبهته بوجع وهو يضحك : على الأقل تطمنا إنهم بخير ،والحين لو سمحت إنكتم ترى وراي شغلة ضرورية بالليل
تنهد لافِي وأنسدح جنبه : وأنا وش ورايي إلا أنام معك .. هذي نهاية الأخوة
أبتسم بخفُوت ضِرار وغمض عيُونه وهو يغطي رأسه بالبطانيّة .. وكله تساؤل عن النتيّجة الي بيقدر يحصل عليها بهالليّلة !
-
-
وبعدما توسطّت شمس الشِتاء سماء الشمّال العذبة
إستقرت سِهام عيُونها على الرسالة من أول وجدِيد
من عصر البارحة .. وهي تحس إنها مُلتفة بملابس من نار من شِدة الغضب الي يعترِيها .. كانت مقهورة
وكلها ضيّق بسبب حركة وقاص،ليه يبي رقمها ؟
وليه خذاه بواسطتها ؟ ليه تركها بهالموقف الشنيّع مع ضِرار ؟
وقفت على عجل لما سمعت الباب ينتفتح وبقت تضِرب رجلها على الأرض بتوتر وهي تدعي يكون وقاص الي جاي،خصوصاً إنه من أمس غايب عن البيّت !
وفعلاً من لمحته قضّمت شفايفها بعصبية وهي تتِكتف وتناظره بحدة
وقف بمكانه وناظرها بطرف عينه : ناسيّة عمرك ؟ وش هالنظرات يا بزر
برِيق شدت على قبّضة يدها : تحبها ؟ تبيّها ؟ ودك بها ؟ رح ودق باب بيت أبوها وأخطبَها
ليييه ليه تدق باب ثاني غيره،وتحط نفسك بمكان خطأ
وقاص ناظرها بهدوء بدون ما يتكلم وهي أردفت بعصبية : ليه جيت عن طريقي ؟ ليه ودك تتسلق على ظهري لأجل توصل لها ؟ لامنّك أذيتها من الي بيتأذى معها غيري ؟ ليه تطلب رقمها من ضِرار بإسمي ليه
تأفف وقاص وهو يناظرها بسخرية : لا تسوين سالفة من لاشيء يا برِيق .. كله على بعضه رقم لا راح ولا جاء،وأنا ملك الشر يعني ؟ ليه جاء ببالك إني بأذيها؟
صابِت توقعات برِيق وأيقنت إنه فعلاً يحبّها .. ولا وقاص ما يتعب نفسه ويسوي هالمخططات لأجل شخص عادي بالنسبة له : لأنك لما تمر على شخص
تسحب كل طاقته بالحياة لين يحس إنه يبي يموت من شدة ضيقته ،ودام إن تصرفاتك توضح إنك تحبّها،إقطع الشر الي برأسك وأفكارك الي خلتك تأخذ رقمها إنساها
نفث أنفاسه الحارة بعصبيّة كبيرة وناظرها بحدة،ماكان مستوعب كميّة الضيقّ الي بكلامها ولكنه تقدم لها ووقف جنبّها وقال بقهر : أفكاري الي تظنيَنها شيطانيّة ماهيّب شيء قدام الي يحصل معي .. أفكاري هذي بتجيّبها لي بعدما طاحت عيون ولد عمك عليها ..عسى عيّنه للعمى !
عقدت حواجبها للحظة .. تستوعب جُملته الي أنقالت على مسامعها .. ومن بدأت تفهم مقصده حتى تعالت صدمات كبيّرة على ملامح وجهها : وش في نيّتك يا وقاص ؟ تبي تكسرها لأن وهّاج يبيها ؟ كعادتك تبي تأخذ كل شيء يخصه ؟
-
خناجر حادة إتجهت لبرِيق على شكل نظرات يملئها الغضب لدرجة إنه رفع يده وهو يقبّض على فكها بعصبية : لا تجيبين طاري سود الليالي على لسانك
والله لأقصه لك
شدّ أكثر على فكها وكأنه يبي يفتته من شدة قهره : ليه توقفون بصفه دائم .. ليه تتركوني أصير شيّطان وهو بنظركم ملاك .. ليه مايكون هو الي أستولى على شيء يخصني وأنا من حقي أسترجعه .. ليه حتى أختي واقفة معك لييييه
كانت تِحس بإرتجاج عميق بعظام فكها من شدة ضغط وقاص عليه .. لدرجة إنها عجزت عن تمل قبّضته دفته عنها بقوة وهي تتحسسّ فكها وقالت بغبّنة : لأنك من وعيّت على الدنيا وأنت تشرب كرهه من كأس أمي .. لأن كلنا رفضنا نشرب من هالكأس بيّنما أنت شربته بلذة .. لأنك تعلمت وتربيّت على كره كل الي حولك .. لأنك دائماً كنت تحب الشيء الي يكون بيده وتأخذه منه بالقوة .. لأنك تدمر أي شيء يحصل عليه قبلك .. لأنك تكرهه لدرجة إنك مستعد تدمر حياة أي شخص يرتبط فيه
سكتت بقهر وهي تراقب نظراته المصدومة : يكفي .. خلاص تكفون يكفييييّ .. أبوي قتـ....
سكتت بصدمة وهي تِتحس خدها الي أنطبّع أصابّع وقاص عليه .. والغضب معمي عيُونه : إلزمي الصمت قبل أذبحك هالليلة ويقولون قتّال أخته
أنتي شيطّان حالك من حالهم .. كنت أظنك بتوقفين معي وبتسانديني لكنك غدارة مثلهم .. وش برتجِي منك؟ دام تظنين إني الجاني وهو الضحيّة
سكتت وهي تصد دمُوعها بصعُوبة بيّنما هو أشر لها بتهديد : لا يوصل لمسامعي إن أحد درى بكلامك الغبي هذا .. والله لأذبحك ذاك الوقت صدق
عضت على شفايفها بقهر .. وهو مشى وهو يتخطاها بعدما رمقها بنظرات حادة وأتجه لغرفته
نزلت عيُونها عنه وهي تغمضها بِشدة : دام الموضوع فيه وهّاج .. يعني الموضوع كبير
أعرف إن كرهك له بيدمر أخت ضِرار .. وبتكون هي الضحيّة بالنهاية
تنهدت بعدما حسّت فعلاً إنه الوقت المُناسب عشان تتعرف عليّها ! وعشان تِتحسس من موضوع وقاص وأخذ رقمها .. تبي تعرف وش في نيّته ؟
-
-

غيّهب الليّل .. الي فعلاً تسامر شدة ظلامه باللحظة هذي .. كانت جالسة قدام شبّاك مشغل عبّق العرِيض .. وعيُونها مِتجهه للسماء .. تتأملها بتدُفق شديد .. بينما يدينها تحت ذِقنها .. وكلها تساؤُل
أبوها وينه ؟ ليه تحس بالضيّقة الشديدة هذي من ليّلة البارحة ؟ ولا معقُولة موضوع وهّاج كسرها بهالشكل الكبيّر ؟
كثر ماكان يعيش وهّاج التناقض بسببها .. كثر ماصارت نفسه .. لأنها حالياً تعيش ضيّق كبير ولا تعرف له مصدر .. من الصبّاح تحاول تِتصل على أبُوها ولا أحد يرد عليها .. وتِتصل على لافِي تلاقي الجوال مُغلق ..
-
كانت مثل الي يناظر بالسرابّ ويتمنى ماء يروي ظمأه .. تترقب أصواتهم طوال اليوم .. الخوف بصدرها فاض لدرجة مهيبّ قادرة تمارس حياتها الطبيعيّة !
للحظة من الزمن تقُول هالضيّق بسبب غياب أبوها ولافِي عنها .. وللحظة تقُول الخيّبة من البـهُور مُرة
تنهدت وهي تمسّح على وجهها بضيّق .. وكُل مناها باللحظة هذي إتصال من شخص يملأ قلبها طمأنينة بسلامتهم وإن غيابُهم هاليوم عنها لأنهم لاهِين بشيء مهم .. مثلما قالو قبل !
-
بيّنما على مشارف أعتاب باب مشغل عبّق للسيدات
نزلت من سيّارة وديع الي كان يضحك بخفُوت : ماخبرت بارق يعرف يروح للمشغل
ناظرته بطرف عينها وهي تسحبّ شنطتها : لا تظن لأني أعطيك على جوك صرت بارق للأبد .. ترى أعرف متى أتحول لبريق بالوقت المُناسب
أبتسم بخُفوت وهو يهز رأسه بطيّب .. بيّنما هي أعطته خبر إنها بتتصل عليه عشان يرجع لها
لحظات معدُودة بقت فيها قدام الباب .. ثابّتة وجامدة .. أفكارها بتهلكها وهي أكثر وحدة تعرف طبيعة وقاص .. مُستحيل يكون ناوي يمشي الموضوع دامه أرتبط بوهّاج
كانت خايفة للحظة لأن هالمرة الشخص الي بيتضرر من هالمُنافسة بيّن عيال عم .. هي دُجى
نفسها أخت ضِرار
أخذت نفس وزفرته بهُدوء .. ثم دقت الباب بخفة
ليُفتح بعد ثواني قليلة .. دخلت بإرتبّاك ثم أبتسمت وهي تسلم بخفوت
بادلتها دُجى السلام .. ورحبّت فيها كعادتها مع أي زبُونة
ولما جلسّت برِيق .. ناظرت لدُجى بحماس وهي تبتسّم : فيك منه شيء كبير
عقدت دُجى حواجبها بإستغراب وبرِيق أردفت بإبتسامة : ضِرار .. خشمك مرة يشبّهه وحدُود وجهك .. أعتقد إن هالشيء وارثيّنه من أمكم
بقت ساكتة دُجى بإستغراب .. وبرِيق وقفت وهي تتقدم لها : أعتذر .. نسيت أعرفك علي .. أنا برِيق
أخت أخوك
سكتت برِيق للحظات .. بعدما أنفجرت تضحك بصوت عالي .. وهي تضرب يدينها ببعض : والله أعجبني الوصف
ناظرتها دُجى بإستخفاف .. بيّنما بريق أنحرجت وسكتت وهي تتنحنح : معليّش .. لأنك أخت أخوي
رجعت تكتم ضحكتها بصعوبة وأكملت : لأنك أخت ضرار .. فأنا مأخذة الميّانة معك من قبل لا أعرفك
دُجى هزت رأسها بتمام .. وبرِيق أردفت بإعتذار : أعتذر إنها ماحصلت لنا فرصة مناسبة لأجل نتعرف .. وأعتذر إني جيّتك هنا .. دون ما أجيك بالبيت .. بس لأني منحرجة من باقي أهلك
دُجى جلست جنبها .. بالبداية لما بدأت تتكلم ما أنشدت لها وأستخفت فيها فعلاً .. ما حبّت تظلمها بسبب برود علاقتها مع ضِرار .. بالنهاية بريق مالها ذنب وبما إنها قدرتها وجاءت .. فمستحيل تكسرها : لاعادي .. حيّاك الله بأي وقت
-
أبتسمت برِيق بإمتنان وهي تتأملها .. ماكانت تشبّة ضِرار بالشيء الكبير ولكن فعلاً خشمها الحاد .. وتكوين وجهها وحدُوده كانت تشاببهه فيها .. بيّنما بقية ملامحها كانت مُتفردة فعلاً .. من شفّايفها الممتلئة برواء .. الى عيُونها الي تارة تظّنها حادة وكِحيلة .. وتارة تشوفها ناعِسة وبريئة .. إجتمعو الأضداد حتى بعيُونها
ماكانت بريق تعرف ليه تحس بالألفة الكبيرة هذي طوال جلستها مع دُجى .. وكأنها صاحبتها من سنين طويلة .. يمكن لأنها فعلاً أخت ضِرار وهالشيء سهل لها هالعلاقة
وطوال جلستها معها .. كانت تحاول تفتح معها موضوع الرسالة .. تِتحسس الموضوع بطريقة ما تنتبّه فيها دُجى على مقصدها .. ولكن ماقدرت
لذلك بقت تتسائل فعلاً عن كلام وقاص .. لما أشار إن لوهّاج نيّة فيها ..فقالت بكُل صراحة : دُجى .. أنتي مخطوبة ؟
أُلجمت دُجى لدرجة إنها بقت ساكنة للحظات ..لا تختلف إنها طوال هالساعة الي بقت تسُولف فيها مع برِيق ماكان بيّنهم حواجز لدرجة إنها أستلطفتها .. ولكن دخلاتها المُفاجئة تزعجها
لذلك أردفت بريق بفُضول : وهّاج ؟
آرتخى حاجب دُجى بخُفوت من إسمه اللي داهم مسامعها .. ورمشّت بخفة بدون ما تتكلم حتى رجع حاجبها ينعقد بصدمة لما قالت برِيق : خذيتي ولد عمي مني !

تفاقم الذهُول بشتى ملامح وجهها لدرجة إنها بقت عاجزة عن كبّح صدمتها من كلمة برِيق الي فعلاً ألجمتها .. والي أكملت وهي تقول : سمعت هالححكي من كم فم .. وأحس إني متضايقة كيف حبي من الطفولة ينهد كذا بسببّك ؟
عضت على شفايفها بقهر وهي قابّضة على كفُوفها بشدة : كان يحـبك ؟
إرتسمّت إبتسامة ضاحكة على ملامح برِيق .. وجلست بحماس على الكنبّ وهي تقول بضحكة : يعني صدق خطبّك ؟
رمشت دُجى بعدم إستيعاب بينما بريق ضحكت : أمزح معك ترى .. بس كنت أبي أعرف إذا فعلاً خطبّك .. وعاد ماشاء الله ملامحك تكلمت
إلتزمت دُجى الصمت بعدم تصديق .. وبرِيق كذلك وهي فعلاً بدأت تغُوص بعمق تفكيرها .. فعلاً وهّاج خطبها .. يعني وقاص مارح يسكت أبداً .. بس الرسالة ؟؟؟ كيف تفتح الموضوع وتفهمه بدون ما تحس عليها دُجى !!
أسندت ظهرها الرفيِع على ظهر الكُرسي .. وكتفت يدينها وهي تناظرها بترقُب : ليّه تسائلتي عن خطبة وهّاج لي ؟
برِريق خرجت من إطار الصمت وهي تبتّسم بخفُوت " لأجل أفهم الحرب الي بتصير عليّك بسبب حقدهم على بعض " هالجواب الي كان بصدرها بيّنما اللي قالته مُنافي تماماً له : أستغربت للحظة .. وهّاج الي طول عمره صاحب الهرب
ليه قرر يستقر فجأة ؟
-
ميلت شفايفها دُجى للحظات .. وهي كلها تساؤل " ليه بريق فتحت هالموضوع معها .. ليه تبي تحكي عن وهّاج !" : يمكن مل من الهرب !
رفعت برِيق كتُوفها بعدم معرفة : كُلي رجاء إنه فعلاً مل .. وإنه بيتزوجك لأنه يبيك
ناظرتها دُجى بضيق وصدت بقهر .. كل الي حولها جالسة يبعدها وبقوة عن وهّاج !
بينما برِيق فزت وهي تناظر لساعتها .. وعلى طُول إتصلت على ودِيع الي قال لها إنه صار بعيد جداً عن الحي أنقهرت ولكنها سرعان ما
ألتفت لدُجى الي تراقب تصرفاتها وقالت : لي برنامج ما أفوته من سنة .. يصير الليّلة نسمعه سوى بما إن ودِيع بيتأخر علي ؟
دُجى سكتت للحظات .. وبعدها هزت رأسها بلامبالاة بّينما برِيق سألتها لو كان عندها راديُو
وفعلاً موجود ولو إنه كان زيادة عدد بالمشغل،وهذا هو صار بيّن يدينها ..
جلست على الكرسي وهي تدور على المحطة الإذاعية الي تضُم بين ثناياها صُوت بُرهان وفعلاً وصلت لها .. وهذي هي شارة البداية بدأت مُعلنة إبتداء برنامج بُرهان الإذاعي .. وبعد إنتهاءها
تِسلل لمسامعها صوت غرِيب .. غرِيب جداً !
هذا مو صُوت برهان هي متأكدة .. هذا من ؟ وليه حل محل بُرهان الليّلة ؟ معقولة تغير المُذيع .. تساؤلات كثيرة أنصبّت بتفكيرها .. خصوصاً إنها وطوال سنة كاملة ماغاب هالبُرهان عن برنامجه أبداً .. ولا حلّ محله أحد ثاني أبداً .. وأبداً ماذكرو خلال حسابهم إنه بيتغير .. فهذا من الي صدى صُوته يعم المكان ؟
تساؤلات برِيق .. كانت متناقضة تماماً مع دُجى الي من بدأت هيّبة الصوت تِتسلل لمسامعها .. حتى أرتعش جسدها لا إرادياً وكل خلاياها سكنّت وجمدت .. بمُجرد ما نطق بكلمة واحدة بس ميّزته عرفته وأيقنت إنه هو .. البهُـور ! ولد الخالة الي ينقّال له وهّاج !
ولكن كيّف وصل صُوته لهالبرنّامج .. وليه بالذات سمعته هالليلة لما صارت بنت عمه عندها ؟
شابَكة يدينها بِبعض وشادة عليها بكل قُوتها وهي تتأمل صُوته أي شخص بيسمعه كان بيقدر فعلاً يميّز كمية الهيّبة الي تُحيط فيه .. ماكان بالصوت الهادي الخافِت .. كثر ماكان صُوت جهُوري ونبّرته فيها من الفخامة الشيء الكبير !
إستهّل كلامه بالسلام .. والسؤال عن الحال " طمنونا عن أحوال قلُوبكم هالليّلة .. عسى هالبرد ما أوجعها ولا صابّها بالجمُود وعسّاها دافيّة مثلما تعودنا عليها ؟"
بلعت رِيقها بصعُوبة وهي تصد عن برِيق لأجل ما تنتبه لها .. رعشّة عميقة سرت بقلبها هالمرة بعد تساؤلاته العذبّة .. ليه تحس نفسها المقصُودة ؟
أكمل بنفس نبّرته " الليّلة لكم رفِيق غير .. وصديّق الكلام غير .. لأسباب شخصية للمُذيّع بُرهان .. أنا وهّاج بكون معكم " !!

قبل ساعة من الآن .. وبوقت خُروجه من السجن
بعدما كان طُوال العصر واقف ينتظر الزيّارة ويحاول بشتى الطُرق يدخل لفهد .. كان محمل يدينه بأكيّاس أكل بكل ماخطر على باله .. كان خايف وجداً على فهد لدرجة إن حتى البطانيّة مانساها لأجل تحمليه من برودة الزنزانة .. ورغم رفضهم القاطع على زيارته .. إلا إنه بقى أربع ساعات واقف بمكانه
يوصيّهم عليه .. ويحاول يقنعهم يدخلون الأغراض له .. وبعد جهد جهيّد وافقُو .. اليوم تعم المدرسة الضيّقة من كل جهةة .. فاقدة حسّ فهد الأبوي
مجرد حضُور طاريه بالمدرسة كان يبَث الإيجابية بكل جهةة فيها .. بينما غيابه عنها هاليوم أفقدها رونقها الخاص
اليوم فعلاً مر بمرارة عجيبّة .. بدايةً من المدرسة الي فقد فيها حِس كايّد ولافي .. الى موضوع فهد والي يحاول يحله بس فهد حلّف عليه ما يتدخل ولا يفكر أبداً يدخل بهالموضوع .. الى زحمة أفكاره بدُجى وموضوع خطبّته منها واللي رغم هالمصايّب ماقدر يفارقه .. الى شوقه لغُصنه الرقيّق اللي تل قلبّه من أقصاه وأتعبه
وهذا هو واقف على باب شقة بُرهان .. بعدما أتصل فيه وطلب منه يجي شقته ضرُوري وبأسرع فرصة يلقاها.. ورغم تساؤلات وهّاج إلا إنه فعلاً لبى بدون ما يستفسر هاللحظة عن السبب
-

ومن دخل شِقة بُرهان .. حتى عقد حواجبه بإستغراب لصوت السعال المُتتابع .. ألتفت لجهة المصدر .. ومن لاحظ بُرهان الي مُتلف ببطانية كبيّرة حتى تكتِف بسخرية : كنت تِتباهى إنك تقدر تغلب بردنا .. وش صار ؟
بُرهان قفل الباب ودخل للصالة وهو يقول بصوته الي كُله تعب: تكفى خلني بحالي .. ترى حتى خشمي ماعاد يقدر يأدي وظيفته الأساسية .. أظني بموت
أبتسم بضحكة وهّاج وقال : في البيّت غيرك .. علي شرهة لامنيّ دخلت مطبخك !
أشر له بُرهان بتعب : رح ياخي .. خل عنك الرسميات
توجه على طول للمطبّخ .. وماكان له داعي يشمر أكمامه لأنها طول الوقت مُرتفعة .. فتّح ثلاجته وميّل شفايفه بهدوء لما لِقاها مُكتظة بكل الأشياء الي يحتاج لها بُرهان .. أبتسم بخفوت وأخذ الزنجبيل وبدأ يطبّخه على مويّة هادية .. ومن أنتهى سحب حبّة الليمون وعصر على الكأس بخفة .. وبعدها أتجه لبُرهان وترك الكأس على الطاولة وجلس قدامه : قدامك العافيّة .. وعلمني هاللحظة وش بخاطرك مني ؟
تنحنح بُرهان .. وأخذ الكأس يدفي يدينه .. ثم رفع رأسه بتعب مُصطنع وهو يتأمله بعيُون ذابلة تماماً : تعرف إني كل ليّلة ما أغيب عن البرنامج الإذاعي صح !
وهّاج ميل شفايفه بهدوء .. بعدما أيقن نيّة بُرهان بجيّته ..
-
-
رفع ساعته بخفوت : ماباقي على برنامجك إلا دقايّق .. جيتي كانت بالوقت الغير مناسب .. أعرف إنك تبي تحطني قدام الأمر الواقع لأجل ما أخيّب ظنك .. ولكني ما أجي بالطريقة هذي يا بُرهان
عض على شفايفه برهان وترك الكأس على طول وعدّل جلسته : والله ماهيّب هذي النية .. ولكن أنت تدري سنة كاملة ما غبت عنهم .. ولاودي أغيب اليوم وعندي من يسّد مكاني
رفع وهّاج كتوفه بلا مبالاة وبعشوائِية شديّدة : محطتك وياكثر المذيعين فيها .. إتصل على واحد يجي محلك .. أنا ماني أهل لهالموضوع ذا بالذات
وبعديّن ماغاب عن بالي كلامك مع بنيّان .. تتفق معه بدون علمي ؟؟
تنهد بُرهان ومسح على وجهه : ياصبّر أيوب .. أنت ليه شرس للدرجة ذي ؟ ما يلحق الواحد ينطق كلمة إلا أظهرت أنيّابك .. ياخي إستوعب الحدث
أنا رجل هاللحظة أبي فزعتك .. وإن كأنك تظن إن محطتي بها مذيعين فأنت مخطي .. أنا واحد !
ناظره بإستنكار وقال : ومديّرك ؟ وبعد لحظات من السكوت رفع حاجبه : تفهمني إنك مدير نفسك ؟
سكت بُرهان ثم رفع يدينه وهو يخلل شعره بأصابع كفوفه ثم أبتسم بخفة : تعرفني .. ما أقبل مدير علي
وتعرف إني ولد الصـّعب .. يعني محطتي لي
ناظره بطرف عينه وبُرهان تأفف وهو يسحب شماغه الي على الكنب ويرميه بحُضن وهّاج : وتعرف إني أعلم بسلوم القبّايل .. وأتحداك تردني هاللحظة !
تنهد وهّاج وهو يناظر للشماغ الي بحضنه ورفع عيُونه لبُرهان . .يدري إن الرجال لاسحب شماغه ورماه للرجل الي قدامه .. مستحيّل يرده وهذا من السُلوم المتعارف عليها .. لذلك غمض عيونه للحظات بضيّق وبعدها وقف وهو يقول : عطني الععنوان
فز بُرهان بإبتسامة من مكانه .. وأشر على الغرفة الي جنبه .. ووهّاج قال : نقلت محطتك هنا ؟
ضحك بُرهان بخفوت بعدها قال : علمتهم يجيبون معداتي الليلة هنا .. لأني ماني بناوي أطلع من البيّت وناوي أجيبك
وتعرف لأني المدير يعني كلامي يتنفذ بوقت قيّاسي
ناظره بطرف عينه وبُرهان أبّتسم بضحكة بينما وهّاج قبّض عُروة الباب ودفعه للأمام .. وبانت حدُود الغرفة .. وقف للحظات بمكانه وهو يتأمل أطرافها.. ألتفت لدخول بُرهان وأبّتعد عن الباب بعجل بعدما أنتبه لسرحانه .. جلس على الكرسي على طول وهو يناظر بُرهان : وين النص ؟
ضحك برهان وهو يلّم أطراف البطانية له وقال بخفوت : قبل لحظات بغيت تنهيني عن الوجود لأني طلبت منك تطلع للبث بدالي .. والحين متحمس أكثر مني ؟
ناظره بطرف عينه وهو يقول : لا تنسّى إني راعي واجب .. ودام شماغك لامس كفوفي عيب علي أردك .. وأنت تعرف نخوتي
-
ناظره بطرف عينه وهو يقول : لا تنسّى إني راعي واجب .. ودام شماغك لامس كفوفي عيب علي أردك .. وأنت تعرف نخوتي
أبتسم للحظات وهز رأسه بإيجاب : أعرف والله .. وأعرف إنك مارضيت إلا لأنك ما تخيّب رجاء أحد
والنص يا طويّل العمر إرتجالي
ناظره وهَاج بإستغراب .. وبُرهان حك رأسه : طول عمري نصوصي إرتجاليّة.. ولكن عندي نص جاهز من فترة طويّلة جهزه المنتج .. تبيّه ؟
هز رأسه بإيجـاب على عجل .. وبُرهان خرج من الغرفة يدور للنص.. بينما وهّاج بقى سرحان للحظات حتى دخل بُرهان ومد له الورقة .. رفع ساعته بُرهان وأشر له يجلس على الكرسي المطُلوب .. وفعلاً وقف وهّاج وجلس قدام طاولة البّث والمكرفُون قدامه .. ترك الورقة على الطاولة وناظر للنص بعدم إعجّاب .. بُرهان كان مبتسّم بسَببه و حيل حيل مبسُوط .. لأن وهَاج ماكان للتوتر مكان بملامحه
كان منبّسط وجهه .. وتعابيره رايقة وهاديّة وخالية تماماً من أي تعبير منزعج .. وكأنه بمحيطه الخاص
وبشيء أعتاد على أن يُمارسه .. وهّاج فعلاً ماكان مضطرب .. ولا مرتبك لأن ماهي من عوايده هالمشاعر .. ومن ناحيّة ثانية تفكيره وقلبّه متجهه لأماكن ثانية لذلك ماكان عنده وقت يفكر بهالتوتر الحين !
رفع رأسه وهو يلاحظ بُرهان يجلس بالكرسي الي قدامه .. وهو يعدل إعدادات المحطّة الي تبّث البرنامج الإذاعي .. ويعدل الصوت من الأزرار الكثيرة الي تحتوي عليها الطاولة الي قدامه !
بيّنما دقائق معدودة .. وبعدها قال بُرهان : دقيقة وحدة ونبدأ .. هذا النص قدامك كل الي عليك تتكلم به وتتبعه والأهم لا تتوتر لأجل مايبّان بصوتك
وتذكر إنك هنا لأنك تبي تفزع لخويّك يعني لاتحس بالضغط
هز رأسه بإيجاب .. وبعد ثواني قليلة من إنتهاء الشارة . . رفع برهان يده بمعنى بدأ البث .. ألتزم وهًاج الصمت بالبداية وبرُهان توتر وأشر له يبدأ
وبعد لحظات قلـيّلة شبك وهّاج كفوف يدينه ببعض وبدأ يتكلم بكل سلاسة .. وبصوته الغر العذب .. وسط سكون بُرهان . . وإعجابه
-

وبعد التساؤل العذب الفصيّح الي أنطلق من ثُغر هالضيّاء أكمل تساؤلاته الهاديّة .. والي بسببها تغيرت نبرة صُوته بإنبّهار شديد.. للهدوء الشدِيد " عسى ما حسيّتو بهالليلة إنها النهاية ؟ وإنكم ماعاد تقدرون على المقاومة ؟ وتتمنون إن الأفكار اللي بصدروكم تنتهي بنقطة على السطّر مثلما تِنتهي جملة ."
-
"عسّى ماحسيّتو إنكم تتخبطون بأمواج من بحر ثائر .. لا أنتم قادرين على مقاومتّه .. ولا على الغرق والموت .. بس بقيتو تصارعُون هالأمواج طوال حيّاتكم .. وبعد هالكثيّر من التعب والمصارعة الي لاخلاص منها .. تستوعبون إن كل شيء يمر كأنه ماكان .. وتفقد الأشياء الي كانت تترك الأرق صاحبنا قدرتها على السهر .. وتذوب المعاني القديمة للتتضِح لنا معاني جديدة ونضحك على اللي كان يبّكينا .. . . وتضمحل(تضعف) أطواق النجاة التي تشبثنا بها حتى أتقنا الغرق .. ونكتشف طرق أخرى للوصول .. ويشتد عودنا .. وت?بر قلوبنا على آلامها .. ويصبح الشعور الخارق للعادة .. اعتيادا .. ونلتقي أشخاصا يجعلوننا نتخطى آخرين .. ونذهب إلى أماكن كنا قد أقسمنا ألا نذهب إليها .. وننسي ما لم نتخيل أنه قابل للنسيان .. مصير شيء لم ننو أن ن?ونه ولم نخطط له .. خليط من المشاعر والذكريات والهزائم والانتصارات والتجارب .. تتراكم شيئا فشيئا لتصنعنا .. ونكتشف مع الوقت بلاغة ما يقوله العمر عنا سوف يحلو القبيح .. وتبهت الأشياء اللامعة وتنطفى الموسيقى التصويرية .. ونسكت على أمل أن تولد اللغة على أفواهنا من جديد .. وبيبقى من الماضي الندوب التي تثبت أننا خضنا كل شيء،وعشنا بشجاعة حتى النهاية ،نتحسسها بوداعة ونمضي .. إلى حيث الغد"م"
إنعقّد لِسانه للحظة .. وهو يتنهد بخفُوت بعيداً عن المكريفون .. ثم ترك أصابع يدينه عن بعض .. رفع رأسه وهو يلاحظ الورقة الي بيد بُرهان " إنتهى الوقت "
هز رأسه بإيجاب .. وبعدها رجع للمكريفون وقال بختام " الى جميّع المستمعين لوهّاج هاللحظة : عسّى كل غزة شوكة بقلُوبكم تعمر بعدها بسّتان من ورد .. إبقو بخيّر .. وليلة شـتاء دافيّة يارب "
إنقطّع صوته عن المستمعين اللحظة هذي ورجع ظهره لورى وهو يطبّق جفُونه على عينه .. ويرجع يشبّك يدينه ببعض ويتركها بعشوائية على حدود صدره
بيّنما بُرهان كان طوال الوقت عيُونه على آراء المستمعين على برنامج الليّلة .. بالبداية الكل كان متضايق .. ومقهور إن حس بُرهان غاب عنهم .. ولكن ما بدأ وهّاج يسترسل بالكلام بدأ الإعجاب يزيّد ويزيّد .. والتشيّيد يكبر فيه .. هالكلام الي كان من أعماق قلبه وصل لكل الي أستمع له بالصميّم .. هالرتُوش الي كلها وجع أغلقت وجبّرت الصدُوع الي بقلب كل من إستمع . . كان موقن إن فيّه أحد عاش مثله .. عانى زيّه .. لذلك إختار الدرب السهل لهم .. والكلام الي لازم يستمعون له !




فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:59 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.