07-03-21, 09:29 PM
| #1 | |||||||||||
| مشرفة منتدى عبير واحلام والروايات الرومانسيةومنتدى سلاسل روايات مصرية للجيب وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء 
|  مقتطفات من زهور 3  ساد الصمت لحظة وهو يتلفت حوله فى قلق , وعيناه معلقتان بحجرة إيمان , حتى سمع صوت محدثته عبر اسلاك الهاتف , فقال فى لهفة :- كريمة .. أنا طارق .. نعم , هنا فى الإسكندرية , فى فيلا العجمى .. لا وقت للشرح , اسمعينى جيدا , انتظرينى الليلة فى البوريفاج , نعم فى مكان لقائنا المعتاد . صمت لحظة وهو يستمع إليها ثم استطرد : - فلنؤجل العتاب واللوم الآن , وسأخبرك بكل شئ حينما نلتقى . كانت إيمان تستمع إلى المحادثة فى صمت , ثم لم تلبث أن اقتربت منه فى هدوء , ولم يكد يعيد سماعة الهاتف حتى وجدها أمامه , فاضطرب لظهورها المفاجئ , على حين قالت هى فى هدوء : - انا مستعدة .. هيا بنا إلى الشاطئ وكما توقعت اختلق لها عذرا واهيا فى المساء , ليلحق بموعده , وراقبت هى سيارته , من خلف نافذة الفيلا , وهى تغوض فى أحشاء الليل , والغيرة تنهش قلبها , وحاولت ان تقاوم مشاعرها الجريحة بترتيب المكان , ومشاهدة التليفزيون , ولكن ذلك الصراع العنيف فى أعماقها منعها من الاستمتاع بأى شئ , ثم لم تلبث أن أوت لفراشها , دون أن يغمض لها جفن .. وكيف تنام ؟ .. إن حبيبها الآن بعيدا عنها .. إنه فى صحبة فتاة .. بدت نسمات الهواء على شاطئ البحر كلفحات اللهب , بالنسبة لـ إيمان , التى قضت ليلتها مرهقة مسهدة , على حين انشغل طارق فى مطالعة بعض الصحف والمجلات , ثم لم تلبث أن سألته , وهى مغمضة العينين : - أيزعجك أن أسألك أين قضيت ليلتك أمس ؟ - إنها بعض الارتباطات الهامة - أى نوع منها ؟ - ولمَ تسألين ؟ - من الأفضل أن أعلم أين تذهب , فمن الممكن أن يتصل عمى ويطلب التحدث إليك , وسيكون من السخيف كزوجة فى شهر العسل , أن أجيبه بأننى لست أدرى أين أنت . عاد يطالع صحيفته مغمغما بلا مبالاة : - حسنا .. سأحاول مراعاة ذلك مستقبلا أحنقتها إجابته , ففتحت عينيها , وقالت فى حدة : - لقد سمعتك تحدث تلك الفتاة هاتفيا التفت إليها , هاتفا فى حدة : - أتتجسسين علىّ ؟ هزت كتفيها قائلة بلا مبالاة : - لقد جاء الأمر بالمصادفة , فلم تكن قد انتهيت من الحديث مع صديقتك بعد , عندما حضرت لأبلغك باستعدادى للذهاب إلى الشاطئ , فسمعت , وعلى أية حال , ليس هناك ما يدعو للاحتداد , فاتفاقنا هو ألا يتدخل أحدنا فى شئون الآخر الشخصية , ما دامت لا تمس كرامته امام الآخرين , ولا تضر بالمصنع , وكان يمكنك - بكل بساطة - أن تخبرنى أنك ذاهب للقاء صديقتك , بدلا من استخدام عبارة (( ارتباطات هامة )) حبى المعذب | |||||||||||
|  |
|
14-09-21, 05:12 AM
| #2 | |||||||||||
| مشرفة منتدى عبير واحلام والروايات الرومانسيةومنتدى سلاسل روايات مصرية للجيب وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء
|  - لقد افتقدت (وفاء) حنان الأب منذ طفولتها ، بعد أن مات قبل ولادتها ، كما قصت علينا ، ولقد وجدت فى شخصا بديلا عن هذا الأب ، مع فارق السن بيننا ، ومع الشيب فى فودى .. وربما لا تدرك هى نفسها هذا ، ولكنها الحقيقةهتفت فى أعماقها .. لا يا (أشرف) .. أنت مخطئ فى استنتاجك هذا .. إننى ناضجة بما يكفى لأعرف الفارق .. الفارق بين الحب الأبوى ، وحب امرأة لرجل .. صحيح أننى أفتقد الحب منذ طفولتى ، ولكن هذا ليس مبررا لاستنتاجك .. صدقنى ، إننى أحبك كرجل .. صحيح أنك تمتلك الكثير من حنان الأب ، ولكن كل النساء يحتجن إلى هذا .. كلهن يبحثن عن مزيج من الأب والرزوج .. يبحثن عن زوج يحتضن مشاعرهن فى رفق وحنان ، ويمنحهن كل حنانه وحبه .. كلهن يعشقن ذلك .. وأنا أحبك .. أحبك يا (أشرف) .. حتى ولو كنت قاتلا .. حتى ولو كنت (قابيل) نفسه.. إننى أحبك .. ___ أنت قدري (39 | |||||||||||
|
| |
|
23-09-21, 03:27 PM
| #3 | |||||||||||
| مشرفة منتدى عبير واحلام والروايات الرومانسيةومنتدى سلاسل روايات مصرية للجيب وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء
| ووجدت نفسى أعدو مبتعدا ، وأنا أبكى فى مرارة و ألم .. وأخذت أجوب الطرقات ساهما ، شاردا ، مذهولا .. ماذا فعل بى الانتقام ؟ .. ماذا ربحت من وراء تلك السنوات السوداء الكئيبة ؟ .. ماذا ربحت من عمرى كله ؟ .. لقد خسرت احترام أمى وحبها .. خسرت الرجل الذى أحبنى ، ومنحنى كل حنانه ورعايته ، كما لو كنت ابنا من صلبه .. خسرت (هالة) .. خسرت المخلوقة الوحيدة التى أحببتها ، والتى بادلتنى الحب ، ومنحتنى الوفاء و الإخلاص .. خسرت أعظم زوجة ، وأرق حبيبة فى الوجود .. ألا لعن الله شيطان الانتقام !! لقد احتل قلبى ليمزقه ، ويحطمه فى النهاية .. ولم أجرؤ على العودة إلى منزلى إلا بعد أن انتصف الليل ، والتقطت تمثال (كيوبيد) فى حنان ، وأخذت أقبله فى لهفة واشتياق ، وأبلله بدموعى ، التى بدت وكأنها تنحدر من عينيه لا من عينى أنا .. وقضيت ليلى كله وأنا أبحث عن تكييف قانونى للجريمة التى ارتكبتها فى حق (هالة) ، واسترجعت كلمات أمى الأخيرة ، ووجدت أنها نطقت بالحق .. إن جريمتى هى القتل .. قتل طهارة مخلوقة رقيقة ، وحبها ، و براءتها .. وهكذا جئت إليك يا سيادة وكيل النيابة ، لا تحاول إقناعى بأنها ليست جريمة قتل .. لا تحاول إقناعى بأن تهمة القتل تنتفى ، إذا كان القتيل يحيا ويتنفس .. صدقنى يا سيادة وكيل النيابة ، إن القتل البدنى هو أبسط وأرحم أنواع القتل .. إن القتل المعنوى أكثر قسوة وبشاعة .. وأنا قتلت (هالة) .. قتلت مشاعرها الرقيقة .. قتلت جمالها الملائكى .. قتلت طهارتها .. قتلت براءتها .. إنها كما أخبرتك يا سيادة وكيل النيابة ، جريمة قتل من الدرجة الأولى ، مع سبق الإصرار و الترصد .. وأنا أطالبك بإصدار أوامرك بالقبض على ، وإحالتى إلى محكمة الجنايات ، والمطالبة بتوقيع أقصى عقوبة على .. عقوبة الإعدام .. وحذار من أن تتقاعس فى أداء واجبك ياسيادة وكيل النيابة .. إياك ان تبحث عن ظروف مخففة ، أو عقوبة هينة !! إياك أن تطالب المحكمة بأية رأفة أو شفقة !! وإذا أصدرت المحكمة حكمها بغير الإعدام ، سأرفض الحكم .. وسأطعن فيه .. سأطعن فيه يا سيادة وكيل النيابة .. وستجد محكمة الطعن أن مطلبى عادل .. إننى أطلب الإعدام لقاتل .. أطلب الإعدام لمن أراق دموع (كيوبيد) .. دموع كيوبيد العدد رقم ٢١ | |||||||||||
|
| |
|
23-09-21, 03:44 PM
| #4 | |||||||||||
| مشرفة منتدى عبير واحلام والروايات الرومانسيةومنتدى سلاسل روايات مصرية للجيب وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء
| ووجدت نفسى أعدو مبتعدا ، وأنا أبكى فى مرارة و ألم .. وأخذت أجوب الطرقات ساهما ، شاردا ، مذهولا .. ماذا فعل بى الانتقام ؟ .. ماذا ربحت من وراء تلك السنوات السوداء الكئيبة ؟ .. ماذا ربحت من عمرى كله ؟ .. لقد خسرت احترام أمى وحبها .. خسرت الرجل الذى أحبنى ، ومنحنى كل حنانه ورعايته ، كما لو كنت ابنا من صلبه .. خسرت (هالة) .. خسرت المخلوقة الوحيدة التى أحببتها ، والتى بادلتنى الحب ، ومنحتنى الوفاء و الإخلاص .. خسرت أعظم زوجة ، وأرق حبيبة فى الوجود .. ألا لعن الله شيطان الانتقام !! لقد احتل قلبى ليمزقه ، ويحطمه فى النهاية .. ولم أجرؤ على العودة إلى منزلى إلا بعد أن انتصف الليل ، والتقطت تمثال (كيوبيد) فى حنان ، وأخذت أقبله فى لهفة واشتياق ، وأبلله بدموعى ، التى بدت وكأنها تنحدر من عينيه لا من عينى أنا .. وقضيت ليلى كله وأنا أبحث عن تكييف قانونى للجريمة التى ارتكبتها فى حق (هالة) ، واسترجعت كلمات أمى الأخيرة ، ووجدت أنها نطقت بالحق .. إن جريمتى هى القتل .. قتل طهارة مخلوقة رقيقة ، وحبها ، و براءتها .. وهكذا جئت إليك يا سيادة وكيل النيابة ، لا تحاول إقناعى بأنها ليست جريمة قتل .. لا تحاول إقناعى بأن تهمة القتل تنتفى ، إذا كان القتيل يحيا ويتنفس .. صدقنى يا سيادة وكيل النيابة ، إن القتل البدنى هو أبسط وأرحم أنواع القتل .. إن القتل المعنوى أكثر قسوة وبشاعة .. وأنا قتلت (هالة) .. قتلت مشاعرها الرقيقة .. قتلت جمالها الملائكى .. قتلت طهارتها .. قتلت براءتها .. إنها كما أخبرتك يا سيادة وكيل النيابة ، جريمة قتل من الدرجة الأولى ، مع سبق الإصرار و الترصد .. وأنا أطالبك بإصدار أوامرك بالقبض على ، وإحالتى إلى محكمة الجنايات ، والمطالبة بتوقيع أقصى عقوبة على .. عقوبة الإعدام .. وحذار من أن تتقاعس فى أداء واجبك ياسيادة وكيل النيابة .. إياك ان تبحث عن ظروف مخففة ، أو عقوبة هينة !! إياك أن تطالب المحكمة بأية رأفة أو شفقة !! وإذا أصدرت المحكمة حكمها بغير الإعدام ، سأرفض الحكم .. وسأطعن فيه .. سأطعن فيه يا سيادة وكيل النيابة .. وستجد محكمة الطعن أن مطلبى عادل .. إننى أطلب الإعدام لقاتل .. أطلب الإعدام لمن أراق دموع (كيوبيد) .. دموع كيوبيد العدد رقم ٢١ | |||||||||||
|
| |
|
27-09-21, 06:26 PM
| #5 | |||||||||||
| مشرفة منتدى عبير واحلام والروايات الرومانسيةومنتدى سلاسل روايات مصرية للجيب وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء
| اندفعت (نسمة) لتلصق جبهتها بالباب و قد انسابت الدموع من عينيها.. إنها ما تزال تحبه ، وهى تعرف هذا جيدا.. لقد كانت كاذبة فى كل ما قالته.. فى سخريتها.. وقسوتها معه.. وفى أحلامها المصطنعة.. إن فتاة المزرعة البريئة ما زالت تحيا داخلها، على الرغم من كل ما تعلمته وحاولت أن تتعلمه فى الآونة الأخيرة ، وتسير على نهجه.. وما زالت هذه الفتاة تهفو إليه ، لكن قلبها الذى طعنه بسكين ، يوم أدرك أنه كان يمثل عليها دور الحب ، غير قادر على التسامح و الغفران ، مع أنه ينبض بحبه.. و أخذت تردد لنفسها منتحبة ، وهى تحفر بأظافرها جدران الباب الخشبية : - كم هى قاسية حقائق الحياة ؟ .. ليتنى بقيت تلك الفتاة الساذجة ، التى تجهل كل شئ.. ليتنى ما عرفت الحب ، و ليتنى بقيت غافلة عما تعنيه كلمة خداع ، وعبارة استغلال المشاعر.. ليتنى ما جئت إلى هذا المكان لأطلع على كل هذا الزيف و البريق الكاذب.. ليتنى ما عرفت حقيقة أمى.. وحقيقة موتها.. ليتنى وليتنى ولكن ما عادت تجدى الأمانى بعد أن فات الأوان.. ستبقى في قلبي - العدد 45 | |||||||||||
|
| |
|
13-10-21, 06:10 PM
| #6 | |||||||||||
| مشرفة منتدى عبير واحلام والروايات الرومانسيةومنتدى سلاسل روايات مصرية للجيب وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء
| مدت يدها فى حقيبتها قائلة: _ أنا أعرف ما تريده . وأخرجت له شيكا بمبلغ كبير لتوقعه وتقدمه له قائلة: _حسنا... لقد رضخت فى النهاية، وقررت أن أشترى حريتي منك مهما كان الثمن. وألقت بالشيك فى وجهه مردفة: _هذا شيك بكل ما تبقى من حسابى فى البنك... إنه ثمن طلاقى منك. نظر إليها قائلا : _ إلى هذا الحد؟! _ والآن طلقني من فضلك. _لم أكن أظن أنك تكرهيننى الى هذه الدرجة. قالت له بإصرار : _طلقنى ياهشام ..لقد أعطيتك ما تريد ..فأعطنى حريتى منك. _ ولم لا تمنحيننى أنت الفرصة لأثبت لك أننى تغيرت وأنني قد أصبحت شخصاً مختلفا عن ذلك الذى عرفتيه من قبل؟ صدقينى إنني أحبك ..دعينى أثبت لك ذلك. ومزق الشيك مردفا: _ وهذه هى البداية لتتأكدى من صدق مشاعرى نحوك. قالت له بصلابة، دون أن يبدو عليها أى تأثر : _لم يعد هذا يجدى الآن ..فقد مزقت قلبى كما فعلت بهذا الشيك ..وكما أن الشيك الذى مزقته لم يعد صالحا للاستخدام ..كذلك قلبى لم يعد صالحا للحب أو الغفران. قسوة وغفران - العدد 79 | |||||||||||
|
| |
|
30-11-21, 11:47 PM
| #7 | |||||||||||
| مشرفة منتدى عبير واحلام والروايات الرومانسيةومنتدى سلاسل روايات مصرية للجيب وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء
| لم يكن طلاقى من (وحيد) هو ذروة مأساتى .. المأساة الحقيقية هى أننى قد اضطررت للعودة إلى العيش مع أبى وأمى .. عدت مدحورة مهزومة .. عدت مطلقة .. وتضاعفت غطرسة أبى وقسوته .. وتضاعفت خشونته وحدته .. صار لى أشبه بسجان مخيف ، على الرغم من تجاوزه الستين من عمره .. وصار على أن أستسلم لعذابى تماما .. كنت أدفع الثمن .. ثمن عقدة ، صنعها أبى فى أعماقى .. وثمن رفضى لأعظم رجل عرفته فى حياتى .. لزوجى .. يا إلهى !! .. كم كنت أنانية جاحدة .. لقد منحنى الله (سبحانه وتعالى) زوجا محبا ، عطوفا ، شابا ، ناجحا ، ولكننى أبيت أن أمنحه من نفسى شيئا .. حرمته حبى وحنانى .. حرمته أنوثتى .. وحرمت نفسى معه أمومتى .. كل هذا لأننى حاولت أن أنتقم من أبى فى صورته .. حاولت أن أجعل منه كبش الفداء ، لكل حقد حياتى .. والآن أنا لا أحب سواه .. إننى أعشقه .. أذوب فى هواه .. وكم قضيت الليل أبكى ، وأنا أدعو الله أن يعيده إلى .. لو عاد ، فسأقضى عمرى خادمة تحت قدميه .. سأفنى حياتى فى رعايته .. سأمنحه كل حنانى وحبى . ولكن للأسف .. لن أمنحه ابنا .. (ميرفت) منحته إياه .. لقد أبلغتنى (نوال) أمس ، أنها قد أنجبت له ابنا جميلا ، يجمع ما بين جمالها ووسامته .. وهو يستحق .. إنه رجل رائع بحق ، وما من شك فى أنه سيكون أبا أروع .. ولكن ما مصيرى أنا ؟ .. ما ذنبى ؟! .. ********** لقد قصصت عليكم قصتى كلها ، ورويت لكم مأساتى ، فهل لكم أن تشاركونى فى إصدار الحكم على نفسى ؟ .. لا تكونوا قساة .. اقرءوا القصة مرة أخرى .. اقرءوا التفاصيل .. كل التفاصيل .. وبعدها أجيبونى بالله عليكم أأنا مجرمة أم ضحية ؟ .. مجرمة أم ضحية ؟ .. أجيبونى قبل أن أجن .. وأعيدوه إلى .. أعيدوا زوجى .. __ زوجى - 30 - زهور د/ نبيل فاروق | |||||||||||
|
| |
|
13-12-21, 08:47 PM
| #8 | |||||||||||
| مشرفة منتدى عبير واحلام والروايات الرومانسيةومنتدى سلاسل روايات مصرية للجيب وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء
| كان كل منهما يسبح فى أفكار بعيدة ، تتباعد وتتلاقى دون أن يعلما .. كان هو يفكر فى ذلك الشئ الذى يشغل عقله منذ أسبوع .. كان يتساءل عن سر ذلك الشعور الدافق ، الذى يملأ كيانه كلما رأى (نهال) ، أو سمعها ، أو حتى تذكرها .. أهو الحب ؟! .. لقد عاش حياته كلها كاهنا فى محراب العلم .. انكب على دراسته وعمله ، حتى لم يعد لديه سواهما .. شارف الأربعين دون أن يفكر فى الحب والزواج .. والآن خفق قلبه للحب .. لأول مرة يشعر بهذه المشاعر الفياضة .. لأول مرة تتألق عواطفه ، ويتسلل الحب إلى أعماقه .. ولكن هل يصارحها بحبه ؟ .. هل يكشف لها عن عواطفه ؟ .. تذكر فجأة فارق السن بينهما .. كانت قد تخطت الثانية والعشرين ببضعة شهور ، على حين يخطو هو نحو الأربعين ، بعد شهر واحد وبضعة أيام .. ترى هل يصنع فارق السن أسوارا حولهما ؟ .. ظل هذا السؤال يشغل رأسه والظلام يزحف حولهما .. أما هى فقد كانت تفكر فى الخدعة التى كانت بداية حبهما .. هل من حقها أن تقيم حبا نبيلا على أساس من الغش والخداع ؟ .. هل يمكن أن تنبت الزهور من الأشواك ؟ .. شعرت بنهر الحب يتدفق فى قلبها .. ذلك النهر الذى يجرف أمامه كل ألوان الغش والخداع .. ترددت طويلا وهى تبحث عن وسيلة للاعتراف .. شعرت أنها ينبغى أن تعترف له بكل شئ .. لابد أن تبنى حبهما على الصراحة والوضوح .. كان من العسير عليها أن تعترف بخداعها ، وتضيع تلك اللحظات الرائعة .. ولكن شعورها بالذنب كان يتغلب على سعادتها .. كان يضيع منها أجمل لحظات عمرها .. شعرت أن قلبها لن يعرف الإستقرار والراحة إلا إذا اعترفت له .. رفعت رأسها عن كتفه ، واستدارت بوجهها تواجهه ، وانفرجت شفتاها لتنطق باعترافها ، ولكنه أدار وجهه إليها فى هذه اللحظة .. أضاعت نظراته العميقة الكلمات من فوق شفتيها .. شعرت وكأنما يحتويها بعينيه تماما .. ولكنها قررت الإعتراف .. قبل أن تنطق بكلمة واحدة ، تكلم هو .. قال كلمات قليلة اطارت صوابها .. كانت كلماته دافئة حنون وهو يهمس : - (نهال) .. هل تقبليننى زوجا ؟ الدموع الباردة_(4) نبيل فاروق | |||||||||||
|
| |
|
02-03-22, 11:35 PM
| #9 | |||||||||||
| مشرفة منتدى عبير واحلام والروايات الرومانسيةومنتدى سلاسل روايات مصرية للجيب وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء
| كانت (أميرة) تستمتع إليها وهى شاردة واجمة ، وخيالها يصور لها أنها زوجة لـ (ماهر) ، تحيا معه فى مملكتهما المشتركة ، وتنتظر عودته فى لهفة وسعادة ، لتغدق عليه فيض عواطفها الجياشة .. وفى صوت خافت متخاذل ، غمغمت : - وكل هذا العمر فى الدراسة والجامعة .. هل يذهب سدى ؟ ابتسمت (فاتن) فى حنان ، وهى تقول : - بالعكس .. إنها تساعدنى على أن أكون زوجة متفهمة واعية يمكنها أن ترعى أبناءها بأسلوب متحضر راق ، وتبثهم معارفها وحنانها بالطريقة المثلى ، التى تحقق لهم النجاح ثم ضمت صغيريها إليها فى حنان ، وهى تستطرد : - انظرى إلى (طارق) و(رانيا) يا (أميرة) .. أى طموح يفوقهما ؟ .. وأى نجاح يعلو عليهما ؟ تطلعت (أميرة) إلى الصغيرين فى حنان ، وتسللت ابتسامتهما الطفولية إلى قلبها ، وتشقق لها غلافه الجليدى ، وهى تغمغم : - أنت على حق يا (فاتن) .. هذا هو النجاح الحقيقى ابتسمت لها (فاتن) ، وسألتها فى اهتمام : - وأنت يا (أميرة) .. ماذا فعلت منذ تخرجنا ؟ تنهدت (أميرة) فى أسف ، وهى تقول فى خفوت : - لقد أصبحت رئيسة قسم المحاسبة فى شركة كبرى هتفت (فاتن) فى فرح : - رئيس قسم ؟ .. يا إلهى !! .. يبدو أنك قد نجحت فى حياتك العملية يا (أميرة) غمغمت (أميرة) فى حزن : - نعم يا (فاتن) يبدو ذلك تبادلتا القبلات مرة أخرى فى حرارة ، وانصرفت (فاتن) وهى تحمل ابتسامتها الصافية فوق شفتيها ، وتمسك طفليها بكفيها فى حنان ، وتابعتها (أميرة) ببصرها فى حزن ، وقد تضاعف شعورها بالخسارة .. وأخذت تسأل نفسها ، وهى تصعد إلى منزلها ، عما كان يمكن أن يحدث لو أنها تزوجت (ماهر) بعد تخرجهما .. هل كانت ستستقيل من عملها ، وتكتفى بمنصب الزوجة المحبة الحنون ؟ .. هل كانت ستنجب طفلين جميلين كطفلى (فاتن) ؟ .. هل كان ذلك سيكفيها ؟ .. وجدت نفسها تجيب عن كل هذه الأسئلة بالإيجاب ، فيصل شعورها بالخسارة إلى ذروته .. وأخذت تسأل نفسها فى ألم .. ماذا ربحت ؟ .. شقة أنيقة خالية ، وقلبا جليديا باردا ، ومنصبا سخيفا أورثها كراهية الجميع .. وماذا خسرت فى المقابل ؟ .. خسرت الحب ، والحنان ، والاستقرار ، والأمومة ، والسعادة .. خسرت (ماهر) .. الرجل الوحيد الذى منحته قلبها .. خسرت أنوثتها ورقتها وضعفها .. لقد خسرت الكثير ، لتربح سرابا واهيا باهتا .. وأخذت تبكى .. تبكى فى حرارة أذابت كل الجليد فى قلبها .. أذابته بعد فوات الأوان .. وذاب الجليد (19) د.نبيل فاروق | |||||||||||
|
| |
|
17-11-22, 12:26 AM
| #10 | |||||||||||
| مشرفة منتدى عبير واحلام والروايات الرومانسيةومنتدى سلاسل روايات مصرية للجيب وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء
| - ولكنها تضع المال فى المركز الاول من حياتها و............. قاطعته فى حنق : - أنت أيضا تفعل ذلك دون أن تدرى صاح فى غضب ، وكأنه يطلب منها بتر حديثها ، إلا أنها واصلت فى عناد : - إنك تطلب منها التخلى عن كل ما لديها من أموال دون أن تقدم لها المقابل ، والمقابل الذى أعنيه ليس مالا وذهبا.. إنه مجرد دفء الحب و حنانه.. اتخذ الحديث فجأة دربا ارتجاليا ، حينما قال فى غضب وعناد : - لا بد لها أن تتخلى عن هذا الثراء لو أنها تريدنى - ولماذا لا تتخلى أنت عن عنادك و تقبلها كما هى ؟ - الرجل يفقد رجولته أمام المرأة الثرية - هذا ما تتصوره أنت - من يملك المال يملك السيطرة.. هذا مبدأ تاريخى معروف - إنك لا تفهم شيئا عن أعماق المرأة.. المرأة لا تطيع الرجل أو تستكين له لمجرد أنه يملك المال ، وإلا لكان من الطبيعى أن تتركه إلى من هو أكثر منه ثراء كما لو كانت سلعة تباع و تشترى.. المرأة تطيع الرجل لأنه رجل.. ولأن رجولته تجبرها على طاعته.. الجارية فقط هى التى تطيع صاحب المال ، لأنه قد دفع ثمنها من ماله.. أما العلاقة بين زوجين يحب كل منهما الآخر فأمر مختلف ، إنها علاقة يحكمها الحب صمت (أحمد) لحظة عند هذه النقطة ، ثم عاد يقول فى عناد : - كل امرأة تملك ثراء يفوق ثراء زوجها تسعى إلى السيطرة عليه هتفت فى حنق : - إلا المرأة التى تحب.. إنها تشعر حينئذ بقوة طاغية تجبرها على طاعة زوجها.. حتى لو كان لا يملك شروى نقير ، وحتى و لو كان عاجزا أو مريضا ، إنه لا يفقد رجولته أبدا فى نظرها ، ما دام يواصل منحها الحنان و الحب ظهرت الحيرة فى ملامحه ، وتمتم فى تخاذل : - (ريهام) مصابة بعقدة المال صاحت فى وجهه : - أنت أيضا مصاب بالعقدة نفسها هتف فى دهشة : - أنا ؟! صاحت : - نعم يا (أحمد).. إن (ريهام) مصابة بعقدة المال حقا ، لأنها ترى فيه الأمان والوقاية من الحاجة ، وأنت مصاب بعقدة المال أيضا ، لأنك تراه رمزا للسيطرة والقوة .. كلاكما يرى القوة فى المال ، ولكنك تطلب منها هى أن تحطم عقدتها ، على الرغم من كونها أنثى ضعيفة ، وترفض أنت تحطيم عقدتك ، برغم كونك رجلا قويا عنيدا.. أخبرنى بالله عليك ، أيكما أكثر ضعفا واستسلاما لعقدة المال ؟ كانت (هالة) تهاجم أعماق شقيقها فى قسوة وشراسة ، كجراح ماهر يستأصل ورما خبيثا من جسد مريضه ، دون تردد أو خوف ، ولكنه حاول أن يجمع ما تبقى من عناده وهو يقول : - إن طبيعتنا الشرقية ..... قاطعنه فى غضب : - كفى تعليقا لأخطائنا وعقدنا على شماعة طبيعتنا الشرقية ، إن الطبيعة الشرقية الحقة تدعو إلى القوة والشهامة والكرم ، لا إلى الخوف والعناد والجمود.. ثم هل تظن أن ما فعلته مع (ريهام) فى منزلنا يتناسب و الطبيعة الشرقية التى تتخفى خلفها ؟ والتى تدعو إلى كرم الضيافة ، واتقاء الله - سبحانه و تعالى - فى معاملة النساء الضعيفات ؟ فجرت كلماتها الندم فى أعماقه ، وغمغم فى صوت واهن مستسلم : - من يدريك أنها لن تحاول السيطرة بعد الزواج ؟ هزت (هالة) رأسها فى قوة وحنق ، وقالت : - إنك تحاكمها و تصدر عليها الحكم بالإعدام فى جريمة لم ترتكبها بعد .. حتى أكثر القوانين الجائرة فى أكثر البلاد الديكتاتورية لا تفعل ذلك أطرق برأسه وهو يتمتم : - هناك جريمة تسمى الشروع فى القتل قالت فى حدة : - نعم ، ولكنها توجه لمن يضبط متلبسا بمحاولة القتل انتهى النقاش فجأة كما احتدم ، و خيم على الغرفة جو من الصمت الثقيل.. شعرت (هالة) بالندم على ثورتها لأول مرة فى وجه شقيقها الوحيد.. و شعر هو بالأسف لما كشفته شقيقته من نقائصه.. شعر لأول مرة أنه ما من إنسان كامل فى هذه الحياة.. برغم بساطة هذه الحقيقة إلا أنها كانت غائبة عن عينيه طيلة حياته.. تكشفت أخطاؤه كلها أمامه دفعة واحدة.. كان يطلب من (ريهام) القوة وهو يعانى الضعف.. كان يطلب منها التضحية و هو يأبى البذل والعطاء.. اعتصر الندم قلبه وهو يكتشف كيف كان أنانيا.. لقد فقد (ريهام) بسبب كبرياء زائف ، وعناد أحمق ، وأنانية تتقمص رداء الكرامة.. إنه يستحق أن يفقدها .. يفقد حبه الوحيد.. (ريهام).. __ من أجلك (1) | |||||||||||
|
| |
 |
| أدوات الموضوع | |
| انواع عرض الموضوع | |
|
|
العرض العادي
