آخر 10 مشاركات
رواية ناسينها ... خلينا نساعدكم [ أستفساراتكم وطلباتكم ] (الكاتـب : × غرور × - )           »          رواية قصاصٌ وخلاص (الكاتـب : اسما زايد - )           »          المستفيد الحبيب - أن هامبسون - عبير - عدد ممتاز (الكاتـب : pink moon - )           »          1117 - الفترة التجريبية - كاى ثورب - عبير دار النحاس (كتابة/كاملة)** (الكاتـب : samahss - )           »          4 - سيدة القصر الجنوبي - جانيت دايلي (الكاتـب : pink moon - )           »          3- من اجل حفنة من الجنيهات - كاي ثورب - ع.ق (تصوير جديد) (الكاتـب : Gege86 - )           »          ..خطوات نحو العشق * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : smile rania - )           »          حــــصاد مــــاضي...روايتي الثانية *متميزة&مكتملة* (الكاتـب : nobian - )           »          6 - رجل بلا قلب - ليليان بيك - ع.ق (الكاتـب : angel08 - )           »          عشق من قلـب الصوارم * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : عاشقةديرتها - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree3Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 23-07-21, 12:09 PM   #201

غِيْــمّ ~
 
الصورة الرمزية غِيْــمّ ~

? العضوٌ??? » 486022
?  التسِجيلٌ » Mar 2021
? مشَارَ?اتْي » 628
?  نُقآطِيْ » غِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond repute
افتراضي


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 9 ( الأعضاء 3 والزوار 6)
‏غِيْــمّ ~, ‏ريما حرب



أسعد الله مسائكم ، قراءة ممتعة


غِيْــمّ ~ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 23-07-21, 02:31 PM   #202

آلنـور
 
الصورة الرمزية آلنـور

? العضوٌ??? » 488988
?  التسِجيلٌ » Jun 2021
? مشَارَ?اتْي » 248
?  نُقآطِيْ » آلنـور has a reputation beyond reputeآلنـور has a reputation beyond reputeآلنـور has a reputation beyond reputeآلنـور has a reputation beyond reputeآلنـور has a reputation beyond reputeآلنـور has a reputation beyond reputeآلنـور has a reputation beyond reputeآلنـور has a reputation beyond reputeآلنـور has a reputation beyond reputeآلنـور has a reputation beyond reputeآلنـور has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خيريةة مشاهدة المشاركة
.


ام راشد!! خير ماصدقنا يصفون ويحبون بعض تجين تخربين!!
اصلا من يومها تخاف على جوان بزياده صراحه ماعجبتني✋🏽🏃🏽‍♂🏃🏽‍♂🏃🏽‍♂
مايعجبوني الامهات الي يخافون على عيالهم بزياده ويحسون عيالهم ملائكه😌

بس فعلًا في واجد أمهات نفس أم راشد يعني شخصيتها واقعية وحبيت وجودها في الرواية الصراحة مو حلو كل الأمهات مثاليات


آلنـور غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 23-07-21, 02:33 PM   #203

آلنـور
 
الصورة الرمزية آلنـور

? العضوٌ??? » 488988
?  التسِجيلٌ » Jun 2021
? مشَارَ?اتْي » 248
?  نُقآطِيْ » آلنـور has a reputation beyond reputeآلنـور has a reputation beyond reputeآلنـور has a reputation beyond reputeآلنـور has a reputation beyond reputeآلنـور has a reputation beyond reputeآلنـور has a reputation beyond reputeآلنـور has a reputation beyond reputeآلنـور has a reputation beyond reputeآلنـور has a reputation beyond reputeآلنـور has a reputation beyond reputeآلنـور has a reputation beyond repute
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 12 ( الأعضاء 5 والزوار 7)
‏آلنـور, ‏m91, ‏اسيل الناصر, ‏ليان., ‏م ممم ممم


أهلًا بكم ... قراءة ممتعة ، لا تنسوا تحطوا تعليق ^_^


آلنـور غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-07-21, 03:38 AM   #204

ملكة زمن

? العضوٌ??? » 477575
?  التسِجيلٌ » Sep 2020
? مشَارَ?اتْي » 102
?  نُقآطِيْ » ملكة زمن is on a distinguished road
افتراضي

السلام عليكم 👋👋جميعا عيدكم مبارك وكل عام وانتم بخير ، رغم اني متأخرة هههه😸😸😁😁😂 بس معليش ، المهم بانتظار القادم بكل حماس . دمتي سالمة كاتبتنا الغالية وتحياتي الك 😘😘💕💕

ملكة زمن غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-07-21, 02:05 PM   #205

غِيْــمّ ~
 
الصورة الرمزية غِيْــمّ ~

? العضوٌ??? » 486022
?  التسِجيلٌ » Mar 2021
? مشَارَ?اتْي » 628
?  نُقآطِيْ » غِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ملكة زمن مشاهدة المشاركة
السلام عليكم 👋👋جميعا عيدكم مبارك وكل عام وانتم بخير ، رغم اني متأخرة هههه😸😸😁😁😂 بس معليش ، المهم بانتظار القادم بكل حماس . دمتي سالمة كاتبتنا الغالية وتحياتي الك 😘😘💕💕

وعليكم السلام حبيبتي ، علينا وعليك يتبارك يا رب ..

الله يسلمك يا قلبي .. إن شاء الله الجزء القادم قريب ، كوني بالقرب


غِيْــمّ ~ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-07-21, 02:56 PM   #206

خيريةة

? العضوٌ??? » 486633
?  التسِجيلٌ » Mar 2021
? مشَارَ?اتْي » 1,057
?  نُقآطِيْ » خيريةة is on a distinguished road
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 9 ( الأعضاء 3 والزوار 6)
‏خيريةة, ‏مشاعل سعد, ‏الياسمين14
.
.
قراءه ممتعه

اشتقنا للروايه ننتظر البارت بفارغ الصبر ♥


خيريةة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-07-21, 05:28 PM   #207

غِيْــمّ ~
 
الصورة الرمزية غِيْــمّ ~

? العضوٌ??? » 486022
?  التسِجيلٌ » Mar 2021
? مشَارَ?اتْي » 628
?  نُقآطِيْ » غِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خيريةة مشاهدة المشاركة

اشتقنا للروايه ننتظر البارت بفارغ الصبر ♥

دقائق وينزل البارت


غِيْــمّ ~ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-07-21, 05:32 PM   #208

غِيْــمّ ~
 
الصورة الرمزية غِيْــمّ ~

? العضوٌ??? » 486022
?  التسِجيلٌ » Mar 2021
? مشَارَ?اتْي » 628
?  نُقآطِيْ » غِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond repute
افتراضي

الجزء الواحــــد والعشــــــرون ..






كان ذلك موقفًـا صعبًــا جدًا .. كنت أفهم نظراتها أصلًا ، البارحة .. كانت هي غاضبة ، وكثيرًا لأنه يحاول جاهدًا تجاهلها وتجاهل مشاعره ، ولكنّي لم أتجاهل شيء ، كنتُ أفضحها .. أفضحُ مشاعري ..
اختارت مسبقًا وليد ، والآن !
أخذتُ نفسًـا عميقًـا وأنا أتذكر فرحي بـ انفصالها عن وليد ، ولكن الحزن كان رفيقُ عينيها الجاحظتين ..
كُنتُ أشعر بـ حزنها من هنا ، أرى بـ أنها تجاوزت ذلك الجرح وذلك الحزن ..
أطلقتُ تنهيدة واضحة ، التفتُ لـ الشيء الذي التصق بـ قدمي ..
أخفضتُ نظري له ، جلستُ بـ جواره وأنا احتضنُ خصره الصغير ..
سألته : من أنتَ ؟
قال لي بطفولة وعينين حائرتين : سيف
سألته : ايش تسوي هنا حبيبي ؟
كان يبحثُ بعينيه لـ يسألني : ما شفت ماما ؟
فهمتُ بـ أنه أضاع والدته : لا حبيبي ، من وين جيت أنت ؟
قوّس شفتاه ليقول بنبرة أقرب لـ البكاء : جيت من المدرسة بس ما أعرف وين ماما ؟
سألته وأنا امسح دمعاته : طيب أنت بطل ما تبكي ، أنتوا ساكنين هنا ؟
أومأ برأسه بـ نعم وهو يحتضنُ ساقي بقوة ، كان يغرس أظافره بي ، آلمني ولكن ليس كـ ألم قلبي ..
سحبتُ يده وأخذته معي : طيب تعرف رقم أبوك ؟
قال لي وهو يحاول افلات يدي : لا ، ما أروح معك
رفعتُ حاجباي : ليش حبيبي ؟ تعال معاي لا تطلع برا ، ونكلم أبوك
قال بخوف : لا ماما قالت ما تروح مع الغرباء
ابتسمتُ له : طيب تعال نجلس هنا عند الدرج طيب ؟ ونكلم أبوك
قال ببراءة : طيب بس أنا ما أعرف رقم بابا !
سألته : طيب وأمك ؟
كان يفكر ، حتى سمعنا أحدهم ينطق بـ : سيوف !
التفت هو بسرعة ، قفز لـ حضنها وبدأ ـبـ البكاء ، سمعته ينطق : أنا ما شفت ماما وين ماما ؟
كانت تحاول تهدأته ، قالت : حبيبي ماما بـ الشقة تنتظرك
التفت لي ببراءة وهو يشير لـ باب شقتنا : لا محد ، هناك بيته هو
ضحكت بخفة لتقول : حبيبي فوق مو هنا ، يلا يا عيون خالتك امشي أمك فوق تنتظرك وقالبه عليك المكان
التفت هو لي وهو يمسح دمعه : باي
ابتسمتُ له وأنا الوح له بيدي ، رفعت هي رأسها لي .. نظرت مطولًا لتقول بعدها : مشكور
ابتسمتُ لها وأنا أشيحُ بنظري : ولو ما سويت شيء ..
مشت هي معه لـ الأعلى لـ أعود أنا لشقتنا ، كان والدي هناك .. ينتظرني
دخلتُ وأنا أرمي جسدي بـ جانبه ، مسح على وجهي لـ يقول بحنان : قوم تروش وأقضي صلاتك ، خلينا نتغدى
أخذتُ نفسًا عميقًا : بتروش وبصلي وبرقد مالي نفس لـ أكل
نظر لي بتفحص ، ليقول : سويت اللي برأسك !
أومأتُ بـ نعم ، لأقول : يبا نتناقش بعدين ترا ما نمت عند وافي أبدًا .. تعبان
قال بهدوء افزعني : روح طيب الله يريحك ، بس خلي في بالك أن أنا بعد سويت اللي في بالي ..
التفتُ له بـ دهشه .. ما الذي يوجد في عقلك والدي ! ما الذي أحكته من خلفي ؟
.
.
.
.
.
مرّت ثلاثةُ أيام على تلك الأحداث الثقيلة جدًا على قلوبنا جميعًا ..
عدّتُ و وافي اليوم لـ عشنا ، تأخر وافي يومين في المشفـى ..
كان يشعر بـ خمول شديد وفضّل طبيبه وجوده بـ القرب ، لـ الاطمئنان لا أكثر
التفت هو لي ، سألني بهمس : وش ريحته هذه ؟
قلتُ له وأنا أنظر لـ عينيه : أنت أدرى
ابتسم لـ يقول : حليتي يعني !
قلتُ له بضحكة وأنا أذكره : مو قلت لك ما أكون دانة إن ما فهمت كل شيء
سألني بهمس وهو يجلس على الكنب ، ويرى باب غرفته مفتوحًا : كيف دخلتي ؟
بعدما وضعتُ له المخاد بـ ترتيبٍ يريحُ ظهره : ما تتذكر كيف طحت
قال بهمسٍ متعب : يعني ، كنت طالع بدق عليك الباب بس ما وصلت
قلت وأنا أرفعُ قدميه لـ يستريح : ايه ، كان بابك مفتوح وشفت المشتل
سألني : بس المشتل ؟
اقتربتُ منه ، وضعتُ رأسي بحذر على كتفه وأنا احتضنُ كفيه حتى لا يمدها عليّ ، قلتُ : لا كل شيء
همس بـ اذني : كل شيء ؟
ابتعدتُ عنه بـ رجفة ، وقفتُ وأنا اتجاهل سؤاله : بسوي لك شيء تأكله ، ارتاح أنت
نظر لي مطولًا ، ليقول بـ برود : ما يحتاج ، بنام
وقف ببطء ، متوجهًا لـ غرفته .. حاولتُ مساعدته ولكنه رفضني ..
وقفتُ مكاني وقلبي يكويني ، لن أرضى أن نعود لـ البداية بعدما قطعنا الكثير من الأشواط ..
رفعتُ عيني له ، كان يقفُ خلف الباب .. ينظر لي بـ لوم .. لم تطل نظرته لأنه أغلق بابه ، سمعتُ صوت القفل أيضًا .. قفله مرتين ..
جلستُ بـ مكاني ، أقاوم دمعتي .. لا أنسى تلك الأيامُ الثلاث التي قضيتها ملاصقة لـ غرفته ..
كل تلك الزهور كان يزرعها بنفسه ، يعتني بها بنفسه ، يجهزها لي هو ..
رفٌ ملئٌ بـ كل تلك الأوراق التي يغلف بها باقاتي ..
ورفٌ آخر .. سطّر به الكثير من الكلمات التي قرأتها أنا بل وعشقتها ..
ودفاترُ كثيرة ، مُميزة .. تلك التي كان يخطُ بها كلامته العذبة لي ..
ليس ذلك فقط ، هُناك الكثير من التقارير الطبية ..
جاهد وافي ليشق طريقه ، علاجات عن الإدمان .. الكثير والكثير منها وبتواريخ متفاوته ..
عانى كثيرًا لـ يتخلص من تلك السموم .. سنتين ، دفع ثمنهما غاليًا ..
وكـ كثرة تلك التقارير هناك شهادات ..
حتى ذلك اللغز ، لغو انقاذه لي من حادثٍ شنيع ..
كان حوله موجودًا ، تمنى وافي أن يكون طبيبًا .. أخذ الكثير من الدورات في الإسعافات الأولية ..
ولكنّ امكانياته لم تسمح له ، لم ييأس .. توجه لـ المختبرات الصحية ..
ما زال يحاول جاهدًا لـ تحقيق حلمه .. سـ أمسك بيدك وافي .. سـ أفعل من أجلك
مسحتُ دمعتي ، اقتربتُ من بابه ، همستُ بـ : وافي !
لم يصدر صوتًا .. قلتُ بـ رجاء : وافي طيب لا تقفل الباب وأنت تعبان ، بطل عليك
لم يجب أيضًا .. بلعتُ ريقي بخوف .. هل حدث له شيء ! كان الطبيب قد أوصى ( بدون زعل ، بدون مضايقات ، بدون شد أعصاب ) ..
وفي أول نصفُ ساعة ، سجلتُ هدفًا في الزعل ..
همستُ بـ بكاء : وافي والله إني آسفة ، تكفى افتح الباب
لم يجب ، مددتُ يدي لأطرقه ، فتحهُ بعد ثالث طرقه ..
رأيتهُ كان عاقدًا حاجبيه .. وجههُ مازال مُصفرًا ..
تتساقط قطرات الماء من شعره ، نظرتُ لعينيه المتسائلة .. لأقول : ما كنت تجاوب ، خفت عليك
أجاب بـ اختصار : دخلت أتحمم
لم ينظر لـ عيني ، ما زال يعقدُ حاجباه .. لا أعلم كيف أبدأ كلماتي ، لا أريدُ أن تبقى الحواجز بيننا
سألني هامسًا : في شيء ؟
نظرتُ لـ عينيه ، وهو يحاول ابعادهما عني .. رفعتُ يدي لـ وجهه ، ثبتّهُ بـ حيث تلتقي أعيننا
سألته بـ رجفة : ليش تصد عني
اقترب ليهمس لي : عشاني ما أبي أختلف معاك ، عشاني ما أبي أجرحك بكلامي .. إذا ما عندك شيء خليني أرتاح
ابعد يداي بـ كل برود عن وجهه ، اصبحتُ خارج قوقعته ليغلق بابه في وجهي ..
لن أرضى ، لن نعود .. لن أسمح بذلك ولكن ليس وقته ، لـ ذلك قلتُ له بيأس : طيب لا تقفل بابك ..
لم يفعل ، لم يقفله .. جلستُ بـ جانب بابه ، كـ الحارس .. كنتُ أريدُ فقط أن أشعر به إذا شعر بتعب ..
ارتمت تلك الذكريات لـ عقلي ، يومٌ مشؤوم .. حطم كل ما بنيته ..
لا زال عقلي لا يستوعب ، لماذا الآن ؟
لماذا أنفر من وافي في هذا الوقت وأنا التي كنتُ التصق به في كل مره ..
سخر مني عقلي أيضًا ، وكأن الفكرة باتت واضحة ..
وافي كان مصابًا بـ داء لا يسمح له بالاقتراب ، ولكنه تشافى الآن وتمامًا ..
ذلك سببٌ واضح ، لـ يبدأ عقلي الباطن بـ الدفاع ..
سقطت دمعاتي متوالية ، ألن يحين وقت الراحة ؟
أ لا توجد سعادة في النهاية تنتظرنا معًا .. أنا ووافي !
سحبتُ نفسي عندما سمعتُ رنين هاتفي .. مسحتُ دمعاتي ..
التقطته وأنا اتحدث بـ بحة : هلا نوار
سألتني بسرعة : ايش فيك ؟
رفعتُ خصلاتي ، هذه كـ الجنية تفهمني بسرعة .. قلت: ولا شيء بس تعب بسيط
قالت : آممممم ، كنت بجي لك
ابتسمتُ وكأنها تراني : طيب تعالي
همست بخجل : ووافي ؟
ضحكتُ أنا : وافي دخل ينام ، ما راح يصحى إلا بعد ساعتين ، ثلاث .. طبعًا أنتِ مو مطولة لـ ذا الوقت لأني بطردك بجهز غدا زوجي
قالت بـ شهقة : ووجججعععع تقول تعالي وتطردني بنفس الوقت ، أختك أنا ومنها أختك الكبيرة تفضلين وافي عليّ
قلتُ بـ غنج : أساسًا المفروض أنتِ ما تقارنين نفسك بـ وافيّ .. اعتدل صوتي بعدها لـ أقول : ما علينا إذا بتجين حياك الله
ضحكت هي لـ تقول : جايه جايه
أغلقتُ منها بابتسامة ، أعلم .. تتوتر هي في هذه الأيام ..
الأمس .. تحدثت والدةُ راشد مع والدتي ، اتفقتا على أن يقيموا حفل عشاء لهم ، ويلبسها الشبكة بما أنهما قد عقدا قرانهما ..
كان ذلك غريبًا نوعًا ما ، أخبرتنا نوار أن والدته طردتها بطريقة غير مباشرة .. وبعد طردها بيومين تهاتف والدتي .. وستزورها غدًا أيضًا ..
غريب ولكن لا يهم ، أشعر أحيانًا بـ أنها تعاني من انفصام في الشخصية ، ذلك يتضح مع تصرفاتها مع جوان .. تارةً تسمح لها بـ زيارة إسراء وتارةً أخرى تمنعها ..
جهزتُ القليل لـ نوار .. قبل وصولها فتحتُ باب وافي بـ هدوء لـ أراه ، كان مستلقٍ بهدوء ..
اقتربتُ منه ، وضعتُ يدي على جبينه .. مسحتُ عليه ثم طبعتُ قبلتي هناك ..
سقطت دمعتي ، مسحتها قبل أن تصل لـ خده وتزعجه ، همستُ بـ قرب أذنه : آسفة
خرجتُ بعدما غطيتُ جسده جيدًا ، مع اغلاقي لـ باب غرفته .. رنّت نوار الجرس ..
توجهتُ لـ الباب .. احتضنتني بقوة ، قلتُ : خيير خنقتيني يا زفته
قالت برجفة : بموت يا دانة
ادخلتها وأنا آخذها لـ الشق الآخر من الشقة .. بعيدًا عن وافي لا أريدُ ازعاجه ..
قلتُ لها وأنا افتحُ الستار : وش صاير بعد ؟
قالت وهي تبعدُ حجابها وتحرر شعرها : أم راشد ، قالت بتجي اليوم عشان أختها تقدر تجي معاها لأن بكرا بتكون مشغولة وو
قاطعتها وأنا أضع يدي على فمها ، قلت : آآآشششششش ، طيب خليها تجي اليوم وش فيها ؟ مو أنتِ جاهزة لـ بكره
صرخت بعدما أزحتُ يدي : ووججعع دانة يا برودك
ضربتها بخفة على ذراعها : انطمي لا تصارخي وافي راقد
سألتني وهي تمسح مكان الضربة : شلونه ألحين أحسن ؟
قلتُ لها : الحمدلله أحسن من قبل بـ واجد
سألتني وهي تتفحصني : وش فيك أنتِ ؟
قلتُ لها وأنا أنظر لها : ولا شيء
اقتربت وهي تتفحصُ وجهي جيدًا ، لم تكن لي قوّة على أن أقاوم أو أخبئ حزني .. اقتربتُ منها ، دفنت وجهي بحضنها ..
اخبرتها بكل شيء ، ابتداءً من معرفتي بمرض وافي .. لـ تعافيه ، لـ بُعدي عنه وصدّي ..
لم تنطق هي بشيء ، كنتُ أشعرُ بـ صدمتها .. كانت فقط تمسحُ على شعري ..
رفعت رأسي من حضنها وهي تمسح دمعاتي بـ صمت
بعدما بلعت ريقها ألف مرة ، همست لي : اشرحي له ، قوليله .. لا تسمحي لـ أي فجوة تصير بينكم بعد ما قطعتي مشوار الألف ميل دانة
قلتُ بـ تردد : خايفة
قالت لي بـ هدوء : ماله داعي الخوف ، واسمعي .. قبل لا تشرح له أمي أشرحي له أنتِ .. دانة يمكن يأخذ بخاطره منك إنك خبيتي إذا سمع من أمي
نظرتُ لها ، كانت تقنعني بـ نظراتها ولكنني استصعبها نوار ، استصعب أخباري له بـ ما حصل لي
همستُ بـ : حسبي الله ونعم الوكيل
مسحت هي على ظهري بـ ابتسامة ، قالت بتوتر : البس بدلتي اللي مجهزتها يعني ؟
ضحكتُ بين دموعي : نوار وش فيك كذا مخروشه ؟
قالت بسخرية وهي تفرقع أصابعها : مدري يعني يمكن أول مرة أنحط بموقف نفس هذا ، قلبيها في مخك وشوفي يمكن إني غلطانة
ضحكتُ بشدة ، نوار عندما تتوتر تتحدثُ بسرعة وكثيرًا ..
قلتُ لها : ريلاكس عادي ، البسي بدلتك اللي جهزتيها لـ بكرة ومكياجك اللي لبكره وكل شيء .. عادي ترا
قالت : ااافففففف مو متجهزة على إنها تجي اليوم ، ومو لحالها بعد معاها أختها عشان يتفحصوني زين
قلتُ لها مازحة : يا ويلك حتى إذا عيونك فيها اصفرار بيفحصوه
ضربتني بخفة : ووجججعععع
قلتُ بدلع : ترا بقول لوافي إنك ضاربتني
قالت بسخرية : ايي زين قوليله يالطفلة
ضحكتُ لتضحك هي معي ، قلتُ لها : كأنك طولتي انقعلي بجهز غداء لزوجي وبصحيه خلاص اقترب وقت دخول الصلاة
رفعت نظرها هي لـ الساعة المعلقة على الحائط كانت تشيرُ لـ الثانية عشر وخمسُ دقائق
قالت بـ دهشة : يمه مر الوقت بسرعة .. ثم أردفت : أنتِ صدق قليلة أدب ، تطردين ضيوفك
قلتُ بضحكة : لا بس أنتِ ودينا وسندس
قالت وهي تضع حجابها على رأسها : عاد من زود ضيوفك ما يقبل على وجهك غيرنا
قلتُ بغرور : لا وين في ماما وآنّ
نطقت بعدما وضعت كأسها على الصينية : ايي زين
ضحكتُ لأقول وأنا أرافقها لـ الباب : قولي حق أخواتك يصورون لي كل شيء ، وبتقولي لي أنتِ التفاصيل
شهقت لـ تقول : ما راح تجين ؟
قلتُ بـ براءة : تبيني أخلي وافي ؟
سمعتُ صوته الهادئ من الخلف : ايش به وافي ؟
التفتنا كلتينا ، ابتسمت له نوار وهي تقول : وش أخبارك وافي ؟
همس هو بصوتٍ واضح : الحمدلله بخير نوار .. أنتِ وش أخبارك ؟
ابتسمت لتقول : الحمدلله
قال وهو يتوجه لـ المطبخ : مبروك ، الله يتمم لك على خير
قالت برجفة تخفيها ولكنها وصلت لي : الله يبارك فيك
ضحكتُ أنا بخفة ، نظر لي بابتسامة عابرة ثم أختفى ..
ودعتُ نوار ، توجهتُ له .. سمعته يقول لي : وين ما بتروحي ؟
أجبته : لبيت أبوي
نظر لي بتساؤل ، قلت : عمتها بتجي اليوم لـ ماما
رفع حاجبيه ، همس بـ : طيب روحي
اقتربتُ منه بتردد ، احتضنتُ ذراعه .. وضعتُ رأسي على كتفه وأنا أقول : بجلس معك ، وحشتني
قال بسخرية : من جدك !
رفعتُ رأسي عن كتفه وأنا انظر لعينيه بعتب ، كانت نظرته باردة .. باردة جدًا ..
وهو يُعاتبني أيضًا ، يحق له .. كنتُ ابتعد عنه رغم محاولاته ..
قلتُ بصوتٍ هادئ : من جدّي ، وش تبي لغداك
قال بانزعاج وهو يخرج : مابي شيء
بقلقٍ قلت : بس وافي
التفت لي وهو يعقد حاجبيه بغضب : قلت مابي شيء ، خلاص
اختفى من أمامي ، تبعته رأيته يدخل غرفته ويقفل الباب .. لم يلتفت هذه المرة
تحول لـ مكعبِ غضب .. أخذته نفسًا عميقًا ..
عليّ أن أعمل على نصيحة نوار ، ولكن من أين أبدأ وكيف !
.
.
.
.
.
تحتضنُ طفلها منذ ذلك اليوم ، لا تتركه أبدًأ .. تخرج من عملها قبل وصوله بـ عشر دقائق حتى تأخذه من أمام باب العمارة .. كانت تقول لحسن حظها أن ذلك الشاب كان شابٌ صالح ..
التفت لها وهو يقول بفرح : بابا أشترى لي لعبه أمس
سألتهُ هي : كبيرة !
أومأ برأسه وهو يقول : وحلوة بعد
سألته : و كيف مدرستك اليوم ؟
قال : حلوووووة ، ماما يصير أروح أنام ؟
قالت وهي تقبل جبينه : روح حبيبي ، عوافي يا قلب أمك
طبع قبلة بريئة على خدها ثم غادر ، التفتت لي ..
تساءلت : كيف حالك ؟
أجبتُ بملل : ماشي الحال ، بيت وصيدلية .. وإذا بغيت أتسلى جيتك
ضحكت هي ، لتقول بسخرية : وصاحب الأدوية
قلتُ بقهر : ووجججععععع
شذى: ههههههههههههههههههههههههه هههههههه
قلتُ بـ رجاء : شذى خلاص تكفين ، أقسم بالله ما يخليني أفقد أعصابي غيره .. انجن
ضحكت هي بخفوت ، لأسألها : وش قال لك منصور البارحة ؟
أخذت نفسًا لـ تقول بهمس : ارجعي ومستعد أعوضك كل شيء
سألتها بـ اهتمام : وش قلتي ؟
التفتت لـ مكان غرفة سيف لـ تقول : أحيان أقول تمام برجع عشان سيف ، بس ما أقدر كل ما أتذكر إني كنت حبيسة غرفة وحريتي مو بيدي
التزمتُ بالصمت ، لا تلام في ترددها .. اتضح أنه لم يعرف قيمتها إلا عندما خسرها ..
همستُ لها : لا ترجعي ، لا تسويها عشان سيف .. إذا بغيتي ترجعي له ، أرجعي لأنك تبي هالشيء ، عشان نفسك ، عشان مشاعرك شذى ، مو عشان سيف أبدًا
قالت لي بهمس وهي تنظر لـ البعيد : هذا اللي فكرت فيه بعد
قلتُ لـ أبدل مجرى حديثنا وحتى لا نتكدر : دانة تقول تعالوا حفلة أختي
التفتت لي وباستغراب : حفلة ايش ؟
قلتُ وأنا ألتفتُ لها التفاتًا كاملًا : أختها ملكت سكيتي ، وبيسووا لها حفلة عشا وشبكة وكذا قالت تعالوا
تساءلت : أي أخت ؟
نطقتُ بـ : نوار
ابتسمت هي بسخرية ، ثم قالت بهدوء : تمام ، إن شاء الله يكون ويكند عشان أخلي سيف عند منصور
نطقتُ بعد تفكيرر : قالت يمكن عشرين الشهر ، عاد شوفي تقويمك وقولي لي
ضحكت هي ، تبدلت مواضيعنا كثيرًا ، استطعتُ ابعاد تلك الأفكار عنها ، وقفتُ لأخرج بعد مرور ساعتين ..
امسكت بـ يدي : نامي عندي
قلتُ بـ تعب : لا بودي أمي عند خالتي ، ومشاوير كثيرة .. بكره راح أرجع عندك وأنام
همست بـ : تمام الله يحفظك ..
خرجتُ وأنا مخفضة لـ رأسي أبحثُ عن مفتاحي .. سمعتُ صوتًا يقول لي : حتى هنا ألاقيك ؟
رفعتُ عيني بـ براءة ، قلتُ بغضبٍ طفيف : انقلع
قال لي بسخرية : وأنتِ كل ما شفتيني قلتي انقلع
قلتُ بـ قلة صبر : اييه عندك مانع
ثنى يديه أمام صدره ، نطق بـ برود : لا
قلتُ وأنا أعطيه ظهري خارجة : زين حلو ، ا ن ق ل ع من قدام عيوني
ضحك هو بخفة ليقول : ما يحتاج خلاص أنتِ بنفسك انقلعتي
التفتُ له بغضبٍ شديد ، كنتُ سـ انطقُ بشيء ، حتى فُتح الباب أحد الشقق
نطق أحدهم : زيود ، ادخل حياك
إذًا ، زيود ! هل هو زايد ! يزيد ! أم زياد ! لا يهم سيكون شخصًا لا أريدُ العبث معه
خرجتُ وأنا أحاول كبح أعصابي المتوترة جدًا بسبب ذلك المغفل


غِيْــمّ ~ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-07-21, 05:34 PM   #209

غِيْــمّ ~
 
الصورة الرمزية غِيْــمّ ~

? العضوٌ??? » 486022
?  التسِجيلٌ » Mar 2021
? مشَارَ?اتْي » 628
?  نُقآطِيْ » غِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond repute
افتراضي

.
.
.
.
.
السابعة والنصف ..

كنتُ أعيشُ توترًا كبيرًا جدًا ، سدلتُ شعري .. لا أعلم ما هو نوع التهور الذي عشته ولكني خرجتُ من دانة وذهبتُ فورًا لمصففة الشعر ، طلبتُ منها تقصيره .. أصبح طوله لـاكتافي .. صففتهُ لي بطريقة جميلة جدًا

نظرتُ لفستاني الزهرّي .. ضيّق ، طويل ، بـ أكمامٍ طويلة .. خطفتُ نظرة من المرآة أمامي .. كان مكياجي هادئًا جدًا .. شدو زهري يخالطه الذهبي ، بلاشر ومسكارا .. ختمتها بـ أحمر شفاه زهري .. كُنتُ كـ الباربي .. هكذا وصفنني أخواتي

قالت دينا : ماما تستعجلك انزلي ..
همستُ بتوتر : طيب جايه
نزلتُ بخطواتٍ مترددة .. أنا المهندسة نوار ، كانت كل خطواتي ثابته وواثقه ولا اتردد أبدًا .. تزلزل كياني في هذه اللحظة ..
نظرتُ لـ ضحى التي لم تتركني ، ونعم الصديقة هي ..
قالت بهمس : الله يحرسك
سألتهن بيأس : ما راح تنزلون ؟
دينا بنحاسه : لا نخاف أمه تهون وتقول ابي دينا لراشد
بسرعه وقهر قلت : تخسين ما بقى الا انتي
التفتت هي لإسراء ليقلن بصوتٍ واحد : مالي شغل بتطلق يعني بتطلق
صحكن صحى ومروة على سخريتهن ، لابتسم لهن أنا ..
قلت لهن : انزلوا بليز
إسراء بهدوء : ضحى ودينا بينزلن لا تحاتي
نزلتُ .. توجهت لهن ، والدتي بجانبها عمتي أسماء وآنّ .. والدةُ راشد برفقتها اختيها .. نظرتُ لوالدته التي ابتسمت في وجهي ، سُبحان الذي يغير وهو لا يتغير ..
اقتربتُ منها ، القيتُ التحية .. قبّلتُ رأسها ، شعرتُ بحنيتها عندما قالت : هلا يمه هلا بالزينه
همستُ بحياء : اهلين فيك خالتي
اقتربتُ من أختها ، فعلتُ ذات الشيء .. ثم الأخرى التي قبّلت خدّي وهي تهمس : يا بخت رشود
ابتسمتُ وازداد حيائي .. انتبهتُ لصغر سنها ، لم تكن كبيرة .. اتضح أنها عانقت الاربعين لـ التو
فهمتُ من الأحاديث أنها قريبة وجدًا من راشد .. صديقة مُقربة له ..
كانت تحادثني بين الحين والآخر حتى نطقت لـ تقول : تعالي يا قلبي حذاي
لتنطق أم راشد بضحكة : الله يعينك يا نوار من هنوده
ضحكتُ بخفة ، سعدتُ من حديثها .. كنتُ اخبرتُ أمي أنني أتمنى أن تكون عمّتي أم أخرى تحتويني ، أتمنى أن لا تتغير أبدًا
جلستُ بجانب هنوده ، أو لنقول هند .. تحادثنا كثيرًا
لتهمس لي : راضيه عن رشود أنتِ ؟
نظرتُ لعينيها ، لتردف هي بهمس وتراقب الوجود : كان قايل لي عن الملكة من زمان ، وبعدها انك دريتي وإنك تبين الطلاق وكل شيء ، وكذا فجأة قالت لي أمه أمشوانروح لأهل البنت .. لوهله خفت لا يكون خطبت له بنت ثانيه
ابتسمتُ لها .. إذًا هي صندوقه الأسود رسميًا ، قلتُ لها : اي راضيه عليه
ابتسمت هي وهي تضغطُ على كفي : ما أدري أقول يا بخته فيك ولا يا بختك فيه
ازدتُ حياءً لا أعلم ما الذي أستطيعُ أن أقوله لها .. لاحظتُ انزعاج خالته الأخرى
سألتُ هند : أنا مو قصدي بس راشد ما عنده عمات وأعمام ؟
ابتسمت هي : الا له عمتين ماله أعمام ، بس يعيشون معاهم مشاكل .. واحنا بس احنا الثلاث كفايه عليك
ضحكتُ لتردف هي : لا تحاتي ، هم وعماتهم مو متداخلين يعني ما راح تعيشي مشاكل بعد اللي صار بخطبة جوان
أومأتُ لتقول هي بخبثٍ هامس : شكله حاكي لك ما سألتي
ضحكتُ بخفة لأقول : جوان صاحبة أختي المقربة ، يعني أكيد بعرف منها
همست : الحمارة جوانوه ولا تقول عن الموضوع هذا ولا تقول أوري خالتي الزين ! دواها عندي
ضحكتُ لأسلوبها .. لطيفة جدًا هذه الـ هند ، التفتُ لأم راشد .. كانت مندمجة مع والدتي وتسترقُ بعض النظراتِ مني وهي تبتسم .. ترعبني ابتسامتها .. لا انكر أنهااستقبلتني بلطف في منزلها ولم تطردني ولم تنهر ولكن كلماتها كانت جارحه .. قاسية .. لا استطيعُ السؤال ..
كيف ! أسألُ من ! لا استطيعُ سؤال راشد أو هند ، وتلك الثرثارة جوان لا أستطيعُ ضمانَ سكوتها ..

خائنات .. دينا وضحى لم يأتين ، تركنني وحدي أغوص هنا بحيائي بين كلمات هند ونظرات أم راشد ونغزات عمتي أسماء ، حتى تلك الأريام التي أنها نفاسها لتطير معزوجها .. ترجيتها أن تأخر رحلتها ولكنها أبت ..
سمعتُ والدتي تقول لي : نوار .. شيكي على البوفيه يمه
وقفتُ هاربه منهم .. القيتُ نظري على العشاء الذي أعدتُه والدتي .. كل شيء جاهز ومرتب
عدتُ لأقول : حياكم العشا جاهز
وقفت والدتي وهن من خلفها ، منعتني عمتي أسماء قائلة : أبوك قال أقعدي بيجي راشد
بتوتر : ل لييش ؟
بسخرية قالت : ياخذ مقاسات فستانك
صدقتها لأقول بفهاوة : هااه ليش ماله شغل ! بروحي بسوي فستاني
ضحكت بقهقهه : يا الخبلة ، عريسك بيجلس معاك شوي
قلتُ بتوتر : بس عمتي
قالت بحنان وهي تحتضن كفوفي : حبيبتي وش فيك عادي ، ياما جلستوا سوا بشغل .. تعرفيه ويعرفك وزوجك
ارتجف قلبي لأقول بيأس : بس عمتي بالشغل غير والحين غير
نظرت لي ، أردفت : تشوفين شلون متزينه عميمة ، بالشغل يا دوب سن بلوك ومرطب شفايف
ضحكت مره أخرى بقهقهه : لو إنك تدخلين عنده بذاك المظهر هج
بزعل فلت : عميمه
قرصت خدي لتقول : اجلسي بس الرجال جاي هذا كلام ابوك
تشبثتُ بها : اجلسي معنا
قالت مازحة : واذا عجبني اخذه لي !
قلتُ وأنا أرص على أسناني : عميمة
ضحكت هي ، مدت يدها لخصلاتي تعدلها ثم قالت : وانا أقول نفس ما قلتي ، اجلسي وخليني أقول لأبوك إنك بروحك في المجلس يلا

خرجت هي مسرعه ، وقفتُ أمام المرآة الدائرية التي تنصف المجلس .. نظرتُ لنفسي بتوتر ، لأول مره سيراني راشد بهذه الزينه ، همستُ بـ : الله يأخذني وش لي بالحفلةهذه
مسحتُ على شعري ، جلستُ على احدى الكنبات .. دقاتي تُسمعُ من بعيد
سمعتُ صوت الباب ، ارتجف قلبي كثيرًا .. وصلت رائحتهُ قبله ، رفعتُ رأسي عندما سمعتُ حمحمته ، وقفتُ لا إراديًا
لا أعلم ما الذي حصل ، وكأنني صُعقتُ بـ كهرباء ..
التمس خدي بـ خده ، سمعتُ همسه وهو يقول : يا حصيلة عمري
كان همسهُ مخدرًا ، وضعتُ يدي على ذراعه لأبعده عني .. ولكنه أبى .. ليهمس لي : خليني ، هذا يوم تمنيته يجي من ثلاث شهور .. لا تحرميني
جرعاتُ غزله تعدت الحد المطلوب ، لا يستطيعُ قلبي تحمل ذلك ..
ابتعد بعدما وصلتُ بـ العد السابعُ والأربعون ..
طبع قُبلةً على جبيني ، سحب كفي .. اجلسني وجلس بقربي
همس لي : كيفك ؟
رفعتُ نظري له وأنا أهمس بـ : بخير
نظرتُ لعينيه .. رسمتُ عينيه حادة جدًا كـ الصقر ، كنتُ اجاهدُ نفسي مسبقًا حتى لا أتأمله .. حتى لا أقعُ عمدًا في الحرام بينما كان حلالًا .. بُنيةُ اللون .. فاتنة جدًا
سألني بضحكة : ها فيني عيب لا قدّر الله ؟
أفقتُ من تأملي ، أخفضتُ نظري بخجل ..
وضع يده اسفل ذقني وهو يقول بابتسامة : لا ما عاد تبعدي عيونك وتنزلي رأسك ، ما احنا زملاء عمل خلاص .. احنا زوجين
كنتُ احاول جاهدة أن اتفاعل معه ولكنّ حيائي كان أكبر من كل شيء .. أستطيعُ فهم دانة الآن عندما تحمرُّ خجلًا من نغزات وافي لها ..
قال هو : نوار ترا أبوك بيجي يسحبني بعد ٢٥ دقيقة وأنتِ ما غير صادة عني وساكتة
ضحكتُ بخفة على نبرته المقهورة ، قلت : وش تبيني أقول ؟
قال بمزح : اسأليني عني ؟
رفعتُ حاجبي لأقول بنفس نبرته : اييي وش اسمك !
ضحك هو بقهقهه .. اسمعُ ضحكته هذه لأول مرة ، ابتسمتُ له ..
سألته ما خطر على بالي في تلك اللحظة : راشد الفلانة اللي دقت عليك ذاك اليوم ، دقت مره ثانيه ؟
نظر لي .. لم أستطع أن أفهم ما معنى تلك النظرة ، ابعدتُ عيني عنه ، ليسألني هو : تثقين فيني ؟
رفعتُ عيني له ، قال : سألتيني بشكل أزعجني
قلتُ مبرره : مو قصدي والله
وضع جبينه على جبيني ، همس لي : نوار أنا أحبك خليها في بالك زين .. الاتصالات بتجي وبيجي منها كثير وبتجي من وراها أذية ، بس …
قاطعته لأقول هامسه : أثق فيك ، وأثق بحبك ..
طبع قبلةً على خدي ليقول : ما اتصلت ، بس أكيد بتتصل أول ما تسمع عن حفلتنا
قلتُ بجنون وخبث يجهله هو : أعزمها
رفع حاجبه ، نظرتُ له ببراءة .. يبدو أن الجميع قد فاتته تلك الملاحظة الواضحة ، أنا أخت دينا .. دانة وإسراء .. والكُبرى أيضًا ..
قلتُ له وأنا أُبعد خصلتي المتمردة : أعزمها أعزمها
قال وهو يرفع حاجبه أكثر : ما راح آخذ بكلمتك وأنتِ تحت تأثير ربكتك
ارتجفتُ انه يلاحظ ما احاول اخفاءه .. ضحكتُ بخفه لأقول : بكيفك ترا أقدر أوصل لها وأعزمها بنفسي
سحب يدي وهو يضغط عليها بقوة ، قال وهو ينظرُ لي بحدة : أعقلي يا قلبي
ضحكتُ بتوتر ، قلتُ له : طيب ، فك ايدي شوي
همس لي : ما راح افك
عدتُ لصمتي ، همس لي : تفضين بكره ؟
نظرتُ له : ليش ؟
رفع خصلتي المتمرده عن جبهتي ليقول : نروح نختار لك شبكة
همستُ له بتوتر : ليش ما تروح أنتَ وخالتي ؟
قال لي: بس أنا ابي نروح أنا وأنتِ ، حتى إني قلت لأمي
التفتُ له باهتمام لأسأل : وعادي ؟
ابتسم لي : ايي عادي قالت على راحتكم
همستُ له : يعني ما زعلت
اقترب ليهمس برقة : لا ما زعلت
قلتُ بتوتر : طيب

أكملنا حديثنا ، بين كلماتِ راشد الغزلية وضحكاته ومناقشاته لي .. وبعد ساعه ونصف خرجوا جميعهم .. طلبت مني والدتي مرافقتهم معها لـ الخارج .. ارتديتُ عبائتيوحجابي بسبب وجود عمي عبدالرحمن والمُضحك المُبكي باقي أعمامي .. وكذلك زوج هند
غطيتُ وجهي أيضًا ، احتضنت أم راشد ذراعي .. شعرتُ بـ الخوف ، ظننتُ أنها ستنفث سمومًا عليّ ، ستخبرني بأنها أتت مجبورة
قالت لي : أعذريني يمه على سوء فعلي معاك ، بس كنت مصدومه من اللي حاصل وعقلي ما يبي يستوعب ولا أنتِ والنعم فيك يمه
ابتسمتُ لها والفرح بقلبي .. قلتُ لها : أنا نسيت يمه وأنتِ بعذ انسي
قبّلت جبيني ، لتهمس : والنعم باللي رباك .. يا بخت راشد فيك
رفعتُ نظري له ، كان يتحدث مع عمي عبدالرحمن .. خُدعتُ من ذلك العم أيضًا ولكنّي لم أغضب منه .. أتفهم تكتمه جيدًا .. كان كـ العبد المأمور ..
استرق راشد نظرة لي وهو يبتسم ، بادلته ابتسامتي من خلف غطائي ..
غادروا وهم برفقتهم قلبي
.
.
.
.
.

عشاء ياسر المؤجل ، حان وقته .. تأخر كثيرًا لـ أسبابٍ قاهرة
خرجتُ وأنا أتجه لـ احدى محلات الـ شوكولا ، أخذتُ أحد الأنواع ..
هذا العشا سـ يكون في منزل ياسر ليس بـ الخارج ..
توجهتُ لـ منزله كما تصف لي الخريطة ..
ترجلتُ من سيارتي بعد طريق دام لما يُقارب النصف ساعة
استقبلني شاب ، في مقتبل العمر ، ابتسمتُ في وجهه وأنا القي التحية ..
سألته : أنت سلطان صح ؟
قال لي بابستامة : ايي ، تفضل ..
تفضلت ، هناك شيءٌ غريب ، المدعو سلطان .. يحملُ ملامحًا مشابهه لي ، طبق الأصل ..
جلستُ في مجلس ياسر برفقة سلطان الذي يبلغُ من العمر تسعة عشر ربيعًا ..
في سنته الأولى ، يدرسُ تسويق .. أحببتُ طموحه ..
دخل ياسر بعد عشر دقائق ، ابتسمتُ له وأنا أحتضنه ..
كان سلامًا حارًا به الكثيرُ من الأشواق ..
جلس بجانبي ، نطق بهدوء وهو يخبر ابنه أن يغادر : في موضوع ضروري أقوله لك يا فارس
همستُ بقلق : آمرني ياسر
قال : يخص عائلتك
قلتُ بـ استغراب : عائلتي !!
أومأ هو برأسه ، ليقول بتخصيص : خالك
بلعتُ ريقي بصعوبة ، ما زلتُ يا ياسر ، لم أتجاوز ما حصل بيني وبين جراح .. هناك فجزة أريدُ اغلاقها ..
لستُ مستعدًا لـ هذه ، لستُ مستعدًا لمعرفة مكانه ومن يكون ..
قد يكون كـ أعمامي ، لا أريدُه حتى .. ياسر أتعلم ..
لو تلك الفجور البسيطة بيني وبين جراح تختفي ، لقلتُ لك ..
يكفيني من الدنيا ، أخًا كـ جراح ..
لا أريدُ أهلًا أحمل دمائهم ..
أيقظني من سرحاني صوت ياسر وهو يقول : فارس أنت معاي ؟
التفتُ له لأقول بـ همس : آآييي معك
أخذ هو نفسًا عميقًا لـ يقول : أبيك تسامحني يا فارس
نظرتُ له باستغراب ، لأقول : عشان ايش
قال : خبيت عنك الحقيقة
التفتُ كُلي له ، لأقول : كمل ياسر
أخذ نفسًا آخر ، زفرهُ بهدوء .. قال : أنا خالك يا فارس ، ما كانت نيتي أخبي عليك بس أنت جيت بشرك وأنا مو عارف أعمامك ايش قالوا لك بالضبط .. لين فهمت كل شيء وإنك ما تدري عني فات الأوان .. تعاهدت مع نفسي إنّي أوضح لك حقيقة كل شيء وبعدها أقول لك عن صلة القرابة بيني وبينك .

نظرتُ له مطولًا .. عشر دقائق كانت كفيلة لترتيب كل شيء في عقلي ، قبولي في مقر سلطان .. تقربه مني ، لهفته الدائمة .. إصراره على معرفة مخططاتي ضد سلطان، تذكيره المتكرر لي بـ أن والدتي لم ترد أن أكون أنا بـ هذا الحقد ، ردعه لي .. كل الأمور التي كان يُعيقني بها ، هذّبني من جديد .. ذكرني بوالدتي .. فقط لأنه يعرفها ، ضحكتُ بسخرية .. ظننتُ لـ وهله بـ أنه هو الذي كان على علاقة مع والدتي وليس سلطان ..
كنتُ أتساءل كثيرًا كيف له أن يعرف والدتي جيدًا ، وإذا به هو أخاها ..
أخاها الذي عصته ، أخاها الذي تمردت عليه ، هو الذي احتواني

قلتُ له بهمس : مدري أفرح يا ياسر ولا أغضب عليك
لم ينطق بشيء ، لأقول وأنا واقف : مع السلامة
نطق بـ قلق : فارس …
قاطعته وأنا أرفعُ كفي : عشاك أكلته يا ياسر ، مع السلامة ..

خرجتُ منه ، كنتُ أشعر بشتاتٍ كبير .. أريدُ البقاء وحدي ..
أريدُ أن أقضي بعض الوقت مع نفسي ، لا أعلم كيف مر كل ذلك الوقت ..
كيف وصلتُ لـ شقتي .. كان وجهي مصفرًا .. هكذا رأيته من انعكاسي على زجاج الواجهة
وضعتُ مفتاحي لـ اسمع صوت جراح ينطق : فارس ! اللي يشوف وجهك يشوف الجنة
أغمضتُ عيني ، ليس الآن أيضًا ، لا استطيع مواجهتك
شعرتُ به يقترب وأنا ما زلتُ في مكاني ، أغمضُ عيناي .. عاقدًا حاجباي ..
قال بقلق : فارس فيك شيء ؟
التفتُ له لأقول بسخرية : لا .. بس ياسر هو خالي
رفع حاجباه لأكمل بذات النبرة : وذاك عباله إني بتزوج حبيبته السابقة ، وأنت ..
صمتُ لم استطع أن أكمل ما بدأته ، فتحتُ بابي لأهرب ، قلتُ : مو مهم ، تصبح على خير
أغلقته من خلفي دون أن أهتم لـ أي شيء ..
منذ ثلاثة أيام وأنا أهرب منه ، لتتكاثر تلك الأيام .. لا يهم
رميتُ بجسدي على سريري ، شعرتُ بشيءٍ يضربُ يدي ، سوارها أعلم ولا أريدُ أن التفت ..
استسلمتُ .. لنومي طبعًا .. لا أريدُ لـ شيءٍ أن يستغل عقلي في هذه اللحظة
.
.
.
.
.

خرجتُ عصرًا تاركًا اياها برفقة أفكارها ، لا أعلم ما الذي يحصل معها وما به عقلها .. كنتُ أظنُ أنها تنفر مني تحقيقًا لرغبات والدها ، ولكنها توضّحُ لي بأنها تريدُ البقاءتحت جناحي ..
أوصت مشاري بـ أن اتغذى جيدًا ، ينتبهُ لي .. آخذ علاجي .. لا أغضب الكثير من الوصايا التي سخر منها مشاري وهو يرميها في وجهي..
سمعتُ طرقها على الباب ولكن لا أريدُ أن أجيب ، طرقت مطولًا لم تيأس .. فتحت الباب وهي تهمس بهدوء : وافي
لم التفت لها ، اكملتُ عملي .. اسقي أزهارها ، اعتنت هي بها جيدًا في غيابي
اقتربت مني وهي تضعُ يدها على ظهري .. تقف بجانبي
همست لي : ليش ما ترد ؟
قلتُ بكذبة : ما ركزت كنت شارد ، في شيء ؟
نظرت لي بانكسار .. تحدثي ، انطقي .. قولي ما الذي تخبئيه هُناك في قلبك
لم يتحمل قلبي نظرتها تلك .. تركتُ ما بيدي لاحتضنها .. كانت تتمسكُ بي جيدًا ولكنّ جسدها يرتجف .. ابعدتها بقلق
تساءلتُ بهدوء : فيك شيء دانة ؟ انطقي قولي لي
ابتعدت ببطء .. مسحت دمعتها لم تنطق كما فعلت في نهار اليوم ، بل كما تفعلُ مؤخرًا .. تتجاهل سؤالي دائمًا .. نظرتُ لها وبدأت لحظاتُ غضبي .. أصبحتُ اغضببسرعه هذه الفترة ، بسبب صدها وبسبب ما يحصل لي من والدي
امسكتُ بكلا معصميها وأنا اسألها : جاوبيني دانة
قالت برجفة : وافي أناا …
صمتت لدقيقة .. أو ما يقارب ذلك .. اقتربتُ منها لأهمس : أكره سكوتك دانة ، اكرهه
كنتُ أفهم نظراتها تلك .. قلق ، توتر ، خوف .. تردد أيضًا
تركتُ مشتلي الصغير ، أغلقتُ باب النافذة تلك .. لتأتي هي من خلفي
قلتُ لها بانزعاج : دانة اذا ما عندك شيء اطلعي
لم تتحرك وكذلك لم تنطق ، رفعتُ رأسي لها .. يزعجبني صمتها ، يزعجبني كثيرًا .. رأيتها تقترب مني ، تُقيدُ كلتا يداي وهي تضع رأسها على صدري
همستُ لها : فكّي ايدي
همست لي : لا وافي مابي ، أبيك تسمعني كذا
بذات النبرة : اسمع ايش
همست بنبرة باكية : اسكت وافي
لبيتُ لها رغبتها ، التزمتُ بالصمت .. رفعت رأسها لي ، كانت تلك الدمعات تخترق قلبي وتكويني
حاولت تحرير كفي عنها ، رفعتُه لـ مسح دمعاتها ، حررتُ الأخرى لاحتضن وجهها
همستُ لها : دانة ، تكلمي .. ريحي قلبي الله يريحك ..
بلعت ريقها ، لتبدأ حديثها .. آلمتني كلماتها ، كلنت تحاول ابعاد عينيها عني .. فعلتُ كما فعلت معي هي مُسبقًا .. ثبتُ رأسها ، تابعتُ عينيها حتى ثبتت
أحمرّت عيناها من البكاء .. احتضنتها ، بل دفنتها في داخلي
همستُ لها : ليش ما قلتي لي قبل دانة !
رفعت كتفيها ، وهي تبعد عينيها .. سألتها : وش اللي صار لهم ؟
همست لي : تحاكموا
سألتها : وأنتِ ؟
رفعت عينيها الدامعتين لي : ايش بي !
أعدتها لمكانها الصحيح ، بين ذراعيّ .. قلتُ بهمس : ما بك شيء يا نور عيني ..
مرّ على حالنا ربع ساعة ، شعرتُ بثقلها عليّ .. غفت بين ذراعي ..
تركتها على سريري .. تمسكتّ بقوة لم استطع الابتعاد ..
أخذتُ نفسًا بقهر ..
استطعتُ حمايتها من الموت ..
استطعتُ حمايتها من عمار ..
استطعتُ ابعاد سعود عنها ..
استطعتُ فعل الكثير ، عدا الأخويين .. كنتُ مكبلًا ..
أخرجتُ آه مقهورة من صدري ..
لو لم أغلط غلطتي تلك .. لو كنتُ قد حكّمتُ عقلي ..
لو لم أعش تلك الليلة البائسة ..
كنتُ قد حميتك من هذا الخوف ..
همست لي بـ : وافي
أجبتها : جنبك
تمسكت بي أكثر ، أخذتُ نفسًا أعمق ..
ما الذي سنحاربه هذه المرة دانة ! هل حالتك النفسية !
استقرت عيني على تلك الدواوين المرتبة هناك ، ابتسمت ..
آخر مرة كانت مبعثرة .. مبعثرة جدًا ..
نظرتُ لها وهي بقربي ، شقية جدًا ، تصلُ لما تريد .. وقتما تريد ..
استغلالية ، انتهازية .. قبلتُ جبينها بهدوء
.
.
.
.
.

صباحٌ آخر برفقة نوار .. ولكن ليس كـ صباحات العمل ..
ليست نوار شريكةُ العمل ، إنما نوار شريكةُ الحياة ..
نجلسُ قبال بعضنا في إحدى المقاهي .. نفطر معًا ..
قلتُ لها مازحًا : كم مرة فطرنا سوا حنّا ؟
ضحكت هي : والله مدري ، بس فهمت إنك شخص صباحي.. تصحى بدري
قلتُ لها : أحب الصباح
همست هي : شايب
قلتُ بـ شطانه : أسمعك ترا
ضحكت هي بخفة ، لتقول : اسمع وش بتسوي يعني ؟
قلتُ بخبث : متأكدة تبين تعرفين ؟
ارتبكت من نظرتي ، لتقول بخفوت : لا خلاص مو شايب
ضحكتُ بخفة ، سألتها : أي المحلات نروح !
قالت وهي تحرك كتفيها : ما أدري ، وش حاط ببالك !
قلتُ لها بعدما ارتشفتُ قهوتي : ما عندي خبرها
نظرت لي : علينا !
ضحكتُ لأقول : والله جد مالي خبره
رفعت يدها لتشير لـ ذلك السوار الذي ترتديه ، ضحكتُ مطولًا لأقول : جوان !
أومأت هي برأسها لـ تقول : تعرف ما تقدر تمسك لسانها ، قالت راشد اختاره ودفع فلوسه وأنا جبته كأنه مني
ضحكتُ لتكمل : وقبل فترة قالت اعتبريه هدية راشد وأساسًا هذا الواضح لنا جميعًا
ضحكنا معًا ، فعلًا كان كذلك .. اخترته أنا ، دفعتُ سعره أنا .. كانت جوان وسيلة فقط ..
حتى تلك الـ …
قاطعت أفكاري لتقول : بس أنا من زمان فاهمة ، شفت النوت الصغير اللي تحت بالعلبة
ابتسمتُ لها ، لأقول بخبث : وبغيتي ترميها !
ضحكت هي بخجل : لا ، خبيتها بعيد عن عيون أخواتي
رفعتُ حاجبي ، لتبرر لي وهي تفهم : أعطتني جوان واحنا بروحنا
فهمتُ الآن ، تلك الخبيثة .. تفهم مشاعري من تلك اللحظة وتلتزم الصمت ..
تثرثر حين تشاء وتصمتُ حين تشاء ..
كم أن لدي أخوة ، يصنفون تحت اسم ( فضيحة ) ..
أحدهم يرسل رسائل يفضح بها مشاعري ، والأخرى تفضحُ أفعالي ..
لا يوجد شيءٌ يبقى لي كـ سر ..
قلتُ لها وهي تغوص بين أفكارها : نمشي ؟ عشان ما نطول
أومأت بـ رأسها ، لتقول : يلا ..

خرجنا .. وهي تمشي بجانبي .. دائمًا كان ذلك يسعدني وكنتُ أشعر بتوتر إن علمت بـ أنها زوجتي ماذا قد تفعل
ولكنّ الآن نمشي بجانب بعضنا ، بسعادة تسري في قلبينا .. دون أن يسكنني أي توتر
سألتني ونحن نتوجهه لـ سيارتي : ليش هاوشتني وأنا مع مشاري ذاك اليوم ؟
ضحكتُ ، لتكمل هي وهي تقلد نبرتي : آنسة نوار ساعات العمل ما نطلع ونضيعهم مع معارفنا وحبايبنا
راشد : ههههههههههههههههههههههههه ههه يا حماره
قالت بصدق : والله إني حقدت عليك بوقتها
سألتها : وكرهتيني !
رفعت حاجبها : والله إني دعيت عليك ألف دعوة ، بسأل دينا عنهم وبرددهم لك
قرصتُ أرنبتها : لـ الدرجة ذي !
قالت وهي تمسحُ أنفها بـ انزعاج من قرصتي : وأكثر ، ما أحب أحد يعلق عليّ بساعاتي .. وكان بريك
نظرتُ لها : قهرتيني بوقتها ، وأنا طايح على وجهي
ضحكت هي بـ خجل ، أكملتُ أجيبُ على ذلك السؤال الذي يلمعُ بين عينيها : وتخيلي عاد إنك زوجتي وأنا ما أعرف من أنتِ ؟
قالت بقهر : يعني حاب لك وحدة وأنت متزوج وحدة ثانية
قلتُ بضحكة وأنا أصعد : تخيلي عاد
قرصت يدي ، بقوة .. نطقتُ بـ : آآآه يعور نوار
قالت بقهر : تستاهل
ضحكتُ مطولًا : جنيتي ! تغاري من نفسك
نظرت لي بحقد ، لأقول : ما تجرأت أحب أحد أساسًا .. بس أنتِ طيرتي عقلي وش أسوي ! حاولت وحاولت وحاولت بس عبث .. في النهاية استسلمت ، بعد ما انتبهت لـ تشابه الأسماء قررت أشوف سيرتك الذاتية ، ويا حلوها من صدفة ، حب حلال
نظرت لي مطولًا ، ثم التفتت لـ الخارج .. أعلم ، ما زال يجرحها كل ما حصل
وضعتُ يدي على يدها ، ضغطتُ مطولًا ..
أدهشتني عندما رفعت كفي ، لتقبله ..
قالت بهدوء : صدقني والله راضية ، بس يجرحني إني …
قاطعتها وأنا أضع سبابتي على فمها : لو ما صار اللي صار ، كان جيتك أنا بنفسي
ابتسمت في وجهي ، أعلم أن عقلها بدأ يستوعب .. أن طرقنا ستتقاطع ، بكل الطرق سـ تتقاطع ..
تلك رغبة إلهية ..
.
.
.
.
.
صحوت من غفوتي .. كنتُ أتمنى أن يكون ذلك حلمًا ولكنّه حقيقة ..
ما زالت كلماتُ والدتي ترن في أذني ، تساقطت دمعاتي ..
كنتُ أفهم من نظرتها ، أن هناك شيءٌ عسيرٌ قادم ..
وقفتُ وأنا أتوجه لدورة المياه – مكرمين –
تساقطت قطرات باردة على جسدي ، كنتُ أريدها أن تنعشني ..
خرجت بعد ربع ساعة وأنا أرتجف .. كان جنونًا أن استحم بـ ماءٍ بارد ..
في منتصف شهر نوفمبر ..
أخرجتُ أثقل لبسٍ يحتويه دولابي ، ما زال جسدي يرجفُ كـ رجفة قلبي ..
جلستُ أمام المرآة أصففُ شعري ، دمعاتي ما زالت حاضرة ، لم يجمدها ذلك الماء البارد ..
عقلي ما زال هناك ، ليلة الأمس بعد مغادرة الجميع .. دخلت هي لتحطم قلبي بقسوة ثم تخرج ..

..

دخلت لتجلس على كرسي التسريحة ، بينما الأخرى تستبدل لباسها بـ بيجاما ..
جاءت لـ ترى والدتها موجودة ، قالت بـ مرحها المعتاد : ماما ما الذي تفعلينه هنا ؟
أشارت لها : تعالي أجلسي هنا
جلست أمامها وهي ترفعُ شعرها بـ ربطة شعر حريرية
قالت لها : قبل طيحة وافي بيومين تقريبًا ، جاء عبدالرحمن لأبوك
قالت بتركيز : وش فيه ؟
أكملت : خطبك لـ جراح ، أبوك كلمني .. أمس قلت له إن دينا موافقة
ارتجف قلبها في ذلك الوقت ، وكذلك شفتيها .. تجمعت دموعها في عينيها ..
لتقول برجفة : بس ماما !
بصرامة رددت : بس ايش ، انطقي قولي .. كملي ، بس ايش ؟
قالت بتوتر وتردد : مابي
قالت بتحدي : تجرأي قولي هالشيء لأبوك
أومأت بـ رأسها بـ لا .. لا تستطيع إذا ما كانت والدتها ضدها ..
همست بـ : طيب ليش ؟
نظرت لها روز : وش اللي ليش !
سقطت دمعتها ، لـ تتساءل : ليش وافقتي بدون ما تقولي لي
روز بـ فرنسيتها : لأن شابًا كـ جراح يصعبُ على كل أنثى رفضه
صحيح ، ما تقوله والدتها صحيح .. حتى في قرارة عقلها هي تتضامن مع والدتها ..
ولكنّ فارس !! مشاعرها وليدهـ ، جديدة لـ التو تفهمها
وضعت والدتها يدها تحت ذقها لـ تقول بصرامة : أعلم ما يدور في عقلك ، استيقظي .. لا يوجد لها مكان ، ليست سوا شفقة ..
همست : ماما !
تركت فكها ، لتشير بـ سبابتها لـ رأس دينا .. بحدة وصرامة : حطي هالشيء في بالك دينا ، مستحيل .. مستحيل أرضى إنك ترتبطي بشخص ركضتي وراه من شارع لـ الثاني
بدأت دمعاتها تتساقط بغزارة ، سهلةُ الحل هي عند والدتها ..
لتكمل : فارس أعرفهُ جيدًا ، وأعرف غادة أيضًا .. أعرف كيف نشأ وكيف تربى بين ذراعيها ولكن لا ، لا أعلم ما حدث بعد ذلك ، تغير .. أصبح يعيشُ في دوامة سوداء
قاطعتها لتقول : مثله مثل وافي يمه بس
سكتت ، ما ألجمها نظرة والدتها .. تعلم هي بأن وافي وحياته وكل شيء يخصه خطٌ أحمر لـ والدتها كما لـ مشاري ..
لا تحبُ أن يناقش أحدهم ما يعيشه هو ..
لتقول روز : هناك اختلاف لا ترونه أبدًا ، قلتُ ما لدي .. أخبرته أيضًا أن حفل الملكة سيكون بذات اليوم مع أختك ، تجهزي وفق ذلك
فتحت عينيها بصدمة : بس ماما
قاطعتها : سيذهب لـ بريطانيا لديه ما ينهيه ، وأنت كذلك .. لتذهبي مع زوجك ، اطمأن عليك أكثر
خرجت تاركةً اياها تنهارُ في وحدتها .. تلملم شتاتها ، أو تتركه يبقى حطامًا ..

..

صحوتُ من تلك الذكرى على صوت طرقاتها على الباب ، أعلم إنها روز ..
مسحتُ دمعاتي بسرعة ، لأقوم وافتح الباب ..
اقتربت مني وهي تقبل خدي ، قالت بـ ابتسامة : صباح الخير لـ العروس
من خلفها إسراء تهمس بمرح : وأخت العروسات
ضحكت والدتي لتقول لها : إحدى العرائس قد هربت باكرًا
قلتُ بذبول : وين راحت ! خبري عمي عبدالرحمن عطاها هالأسبوع اجازة !
إسراء بحقد مازح : يا كثر إجازاتها ، أنا اوف بالموت وافرح به
ضربتها والدتي بخفه لتجيب على سؤالي : خرجت مع راشد
إسراء : يا حظها بعد تشوفه بالشغل وبرا الشغل
ضحكت والدتي لأصحح معلوماتها : بالشغل مو مع بعض بس مشاريع مشتركة وهذا الأخير ترا
إسراء : ليش !
قلتُ لها : نوار قررت تترك الشغل بعد الزواج
تساءلت والدتي بـ استغراب : وليش !
نظرتُ لها بزعل : مدري قراراها
إسراء وهي تفتح دولابي : متى قررته
ضحكتُ لـ تلك الفضولية : من زمان كانت تقول بس اتزوج بترك ، تبي تتفرغ لزوجها وذريتها
ضحكت إسراء لتقول والدتي : الله يسعدها
إسراء بتوكيد : يسعدنا ، نا نا
ضحكت والدتي طويلًا لتقول وهي تقربني لها : يسعدكم كلكم حبيبتي
همست لي لـ تقول : صدقيني ، خير لك
لم أجب ، كنتُ أراقب إسراء : وش تسوي !
قالت وهي تلتفت لي : أبغى أثبت لماما إن عندك فساتين كثار
باستغراب قلت : وليش ؟
قالت هي بقهر : أقول لها ماله داعي دينا تشتري فستان ملكتها عندها كثير ، تقول لا ذولاك غير وفستان ملكتها غير
قلتُ وأنا أشيحُ بنظري : صح كلام إسراء ، ماله داعي
قالت والدتي دون أن تكترث لي : رأيتُ فستانًا جميلًا أريدُ شراءه لك ، ليكن هو فستان حفلك .. هيا إسراء أخرجي لترتدي عباءتك
قالت تلك الشيطانة : لا قولي بكلم أختك بروحنا واطلعي
والدتي : ههههههههه ، إذًا .. أسرعي لـ نخرج ونعود مبكرًا ..
خرجت إسراء ، التفتت هي لي .. مسحت على شعري لتقول برقة عكس صرامتها البارحة : صغيرتي ، زواجك من جراح سيكون ناجحًا ..
ابتعدتُ عنها رغمًا عني ، قلتُ : يبدو أننا سنخرج بعد قليل ، أريدُ استبدال ملابسي
وقفت هي ، قبلت رأسي لتقول : استعجلي ..
خرجت هي ، تساقطت دموعي التي كانت حبيسة عيني لـ عشر دقائق ..
استبدلتُ ملابسي ، ارتديتُ عباءتي وخرجتُ لهن ..
ليس استسلامًا ولكنّ خصمي قوي .. قويٌّ جدًا ، إنها روز .. لا أستطيع مجابهتها ..
ولكنني أستطيعُ فعل ذلك مع جراح ..

أخذتُ نفسًا عميقًا .. زفرتُه بـ آآآهـ خافته .. نظرت لي والدتي بحدة ..
بلعتُ ريقي .. حتى جراح ، لا يقوى قلبي على أن أكون جرحًا في قلبه ..
جراح كان سندًا قويًا لي منذُ تلك اللحظة التي وطأت قدمي شقة ذلك الـ فارس ..
.
.
.
.
.

أخذتُ نفسًا عميقًا بـ ذهنٍ شارد ..
سمعتُ صوتها الأنثوي يقول : هونها وتهون وافي
التفتُ لها ، أردفت : ليش قطعت إجازتك ؟
قلتُ بصوت هامس : أبغى أشتت ذهني ..
اقتربت مني بعد خمس دقائق ، جلست على الكرسي القريب البعيد ، تساءلت : ايش في وافي ؟ اللي أعرفه كل مشاكلك وحروبك الأهلية انتهت
ضحكت ، كانت تسمي حربي مع دانة بـ الحرب الأهلية ..
قلتُ لها : الحمدلله انتهت
سألتني : وش في بعد ؟
قلتُ لها : ما أعرف كم بالمية صحّت إني أفشي هالسر عندك ليلى
تفهمتني لـ تقول : افهم عليك ..
قلتُ لها : مشكلة نفسية
قالت : في أطباء نفسيين
مسحتُ على شعري ، لأقول لها : ما أحسه حل
سألتني بفضول : دانة
همستُ بعقلٍ بعيد : أيوا دانة
ضحكت لتقول : أنت دكتورها النفسي
ضحكتُ مطولًا ، قلتُ لها : أنتِ شقية
ضحكت هي أيضًا .. تعلم بـ أننا نسمع بعضنا كثيرًا ، أنا ودانة ..
سخرت ذات مرة لتقول ( كأنكم عند طبيب نفسي ) ..
سألتها : خليك مني ، وش أخبار دانة اللي صار اسمها فرح !
ليلى : ههههههههههههه ما نسيت يعني !
قلت بقهر : ولا راح أنسى بس أحسن ، خلوا دانة لي أنا وبس
ضحكت ليلى لتقول : دانة بخير
رفعتُ حاجبي : دانة
ضحكت هي ، لتقول : عشانك قام أحمد ( زوجها ) وغير الاسم من فرح لدانة ، حتى أمي تقول البنت ما صار لها اسبوع وتلعبوا باسمها
ابتسمتُ : ههههههههههه ، بتجيب الخير لكم صدقيني
ابتسمت لتقول : جابته خلاص ، بعد ما تغير اسمها أبوها ترقى
ابتسمتُ لها : شفتي ، وعاد احتمال أنتِ بيفكوني منك
قالت باحباط : صحيح ، اليوم سمعت الخبر
التفتُ لها : جد ؟ وين ياخذوك !
ابتسمت لي : لا مو أنا ، أنت ..
نظرتُ لها بدهشة : أنا !
أومأت برأسها ، ما زلتُ مندهشًا ، لتقول : أنت طلبت استقالتك !
أومأتُ بـ لا وأنا مندهش .. لطالما أحببتُ المكان هنا ، وأحببته أكثر عندما حصلتُ على صديقة بطعم أخت ..
أكملت هي : اللي عرفته إنك بعد شهر رايح
همستُ لها : مين قال
قالت : الأغلب ، لـ الأمانة أخذت بخاطري منك لأنك ما قلت لي
ابتسمتُ لها ، أكملت : ترا الكلام طالع من الدكتور حازم ، أنت عارف هو المدير ومستحيل يطلع إشاعة

ابتسمتُ بقهر ، لقد فعلها .. فعل والدي ذلك متعمدًا لـ يجعلني أرضخ ..
لك ما تريد ، لن أترك أملاكي .. سـ أكون مديرًا لها ، سـ أحركها بنفسي ..
سترى ما يقهرك لا ما يرضيك ..



انتهــى ~


غِيْــمّ ~ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-07-21, 08:06 PM   #210

خيريةة

? العضوٌ??? » 486633
?  التسِجيلٌ » Mar 2021
? مشَارَ?اتْي » 1,057
?  نُقآطِيْ » خيريةة is on a distinguished road
افتراضي

مساءك سعاده غييومه🥺
ياحلو مفاجئاتك ♥

لي عوده بعد القراءه ان شالله


خيريةة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:54 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.