آخر 10 مشاركات
روزالــــــــــينـــــــــــــــدا ... "مكتملة" (الكاتـب : أناناسة - )           »          300 - القفاز المخملى - ريبيكا ستراتون - روايات احلامى (الكاتـب : samahss - )           »          قلبه من رخام (37) للكاتبة الآخاذة: أميرة الحب raja tortorici(مميزة) *كاملة* (الكاتـب : أميرة الحب - )           »          كوابيس قلـب وإرهاب حـب *مميزة و ومكتملة* (الكاتـب : دنيازادة - )           »          132- كيف ينتهي الحلم - ليليان بيك - ع.ق. ( نسخه اصلية بتصوير جديد) (الكاتـب : angel08 - )           »          اصديق (انت)ام عدو؟ (الكاتـب : مجهولة. القدر - )           »          56 - الندم - آن هامبسون - ع.ق (الكاتـب : pink moon - )           »          قدرها ان يحبها شيطان (1) .. سلسلة زهرة الدم. (الكاتـب : Eveline - )           »          القرار الصعب (ريما وعبد المحسن) / للكاتبة روح الشمالي ، مكتملة (الكاتـب : أمانى* - )           »          تراتيل الماضي ـ ج1 سلسلة والعمر يحكي - قلوب زائرة - بقلمي: راندا عادل*كاملة&الرابط* (الكاتـب : راندا عادل - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree3Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 25-04-21, 05:31 AM   #31

اشراقة حياة

? العضوٌ??? » 418128
?  التسِجيلٌ » Feb 2018
? مشَارَ?اتْي » 3
?  نُقآطِيْ » اشراقة حياة is on a distinguished road
افتراضي


تسلم ايدك روايه جميله بس ياريت تطولي بلفصل اللي ترسليه

اشراقة حياة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-04-21, 01:24 AM   #32

غِيْــمّ ~
 
الصورة الرمزية غِيْــمّ ~

? العضوٌ??? » 486022
?  التسِجيلٌ » Mar 2021
? مشَارَ?اتْي » 628
?  نُقآطِيْ » غِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond repute
افتراضي

الجزء التـــــــاســع ..






بعد نومٍ تجاوز الـ اثنا عشر ساعة ، استيقظت ..
هالت عليّ كلماتي تلك ..
لم يكن قلبي يقوى على جرح تلك الـ دانه ، ولكن .. كنتُ مجبورًا ..
هيأ عقلي حواراتٍ كثيرة ، لـ اخبرها عن مرضي ..
عن حياتي ، عن كل شيء ..
كنتُ على استعدادٍ تام ، لـ أبدأ معها حياة ..
مبنية على التفاهم ..
أعرفها جيدًا .. أعرف تلك التي ينبض لها قلبي ..
سـ تتقبل .. سـ ترضى .. سـ تساعدني ..
ولكن قلبي كان يخشى تلك النظرة ، الشفقة ..
سحبتُ شهيقًا طويلًا .. لـ أزفره بهم ..
أبعدتُ جسدي عن سريري ..
توضأتُ لـ أقضي فرضي ..
ترددتُ في الخروج من قوقعتي ..
سـ تلتقي عيني بـ عينيها الجميلة ..
عينيها التي أحب ..
ابتسمت / عائلة عمي سُلطان ..
تمتاز بـ تلك العينين الجميلتين ..
خرجت ، الهدوء ! كان سيد المكان ..
لا أثر لـ تلك الـ دانة ..
ولكنني سمعتُ صوت التلفاز ..
يبدو أنها غادرت المكان ..
توجهتُ لـ المطبخ ..
تقفُ هُناك ، بالقرب من الثلاجة ..
تقف وكأنها في حيره ..
شعرها القصير ، مسدولٌ بـ اهمال
سألتها : متى قصيتي شعرك ؟
قفزت في مكانها ، التفتت لي بـ نظرة بريئة ..
قالت بـ فهاوة : هاا
اقتربتُ منها ، بـ خبثٍ همست : متى قصيتي شعرك ؟ خبري فيه طويل
قالت بـ برود : قبل كم يوم
قلتُ بـ صدق : حسافة ، كان حلو طوله
ابتسمت لي بـ استفزاز : عيل الحمدلله قصيته ، عشان لا يعجبك شيء وأتوهق ..
نطق قلبي " كل شيء فيك يعجبني " ولكن لساني لم ينطق بـ حرف ..
بل ارسلت عيني نظرات باردة لها ..
توجهتُ لـ مكينة القهوة ..
قالت : كيف يستخدموها ذي بعد ؟
التفتُ لها بـ ابتسامه ، كانت تقف خلفي بـ ميلان ..
ترفع حاجبيها ، عينيها للآلة ، وجهها جميل ..
قلتُ : ما تعرفين لها
قالت بغرور : مو جوّي ..
ضحكتُ بـ خفة .. أعددتُ لها ولي ، قهوة .. بـ كل احتراف ..
لـ أذكر : عملتُ مُسبقًا في احدى الكافيهات ، لدي خبره
قالت : ابي سكر
قلتُ لها : قهوة ذي
دانة : أصلًا ما أحبها ، مرّة .. عشان كذا أغرقها سكر
ابتسمت لها : القهوة تنشرب مرّة ، غير كذا مو قهوة
رفعت حاجبها ، يدها بجانب خصرها ..
ضحكتُ بخفة لأعطيها ظهري مغادرًا : عاد هذه وجهه نظري ..
سمعتها تقول : كلمني مشاري يقول يدق عليك وما ترد .. كلمه
ضربت جبهتي بخفة ، كيف نسيتُ مشاري ! سـ يغادر اليوم ..
قلتُ : افففف كيف نسيته ..
سألتني بـ فضول : وش نسيت ؟
أجبتها : مشاري عنده دورة بيسافر اليوم ، إن شاء الله الحق عليه ..
لم انتظر منها ردًا ، في غضون 10 دقائق .. جهزت ..
قلتُ لها بـ لهجة سريعة : دانة معليش ساعة بالكثير وراجع ..
خرجتُ مسرعًا .. كان ذلك الحديث ، مُمتعًا لي .. أحببته ..
خلّد عقلي تلك اللحظة .. حركاتها .. ابتساماتها .. طريقة حديثها ..
قال قلبي لي ذات يوم ، بـ أنني سأحبها أكثر ..
ذاك القسم ، يتضح يوميًا ..
القسم المجهول ، هل سـ تبادلني الشعور !
.
.
.
.
.
" رويشد ! "

التفتُ له .. كان زياد ، أجبته : نعم !
جلس بجانبي : وش فيك ! مو على بعضك
قلتُ بـ " تنهيدة " : مضايقني موضوع النقل ، بكره ببدأ أول يوم ، حاس إنه يوم صعب .. بمكاني القديم تأقلمت بسرعة لأن الأغلب جديد وأعمارنا متقاربة ، المقر الثاني مدري ، مو مرتاح له
ابتسم لي زياد .. لـ يقول : هونها وتهون ، مثل ما تأقلمت هناك بسرعة .. تتأقلم في الجديد بنفس الطريقة ..
قلتُ بـ همس : ما ظنيت ، بس ربك كريم
قال زياد بـ انزعاج : عاد رشود .. هونها ، مو لايق عليك تكشر وتتضايق والله .. ما تعودت عليك
ابتسمتُ له ، نعم .. لم تروني يومًا هكذا ، كنتُ أداري ضيقي .. حزني وانكساري .. كنتُ دائمًا أبرز عكس مشاعري .. حتى لا يؤثر ذلك سلبًا عليكم .. ولكنّه الآن ثقيلًا على قلبي ..
سمعتهُ يقول : ترا سلوم على وصول .. ناسي الظاهر
رفعتُ حاجباي ، لـ تظهر خطوط جبيني : تصدق ناسيه .. من بيجيبه !
قال بـ هُزء : أنت
راشد : هههههههههههههه ، زيووود .. من بيجيب سالم ؟
ابتسم : قال بيجي لحاله ، حلف ما نتعنى له .. أظن إنه صاحبه
قلتُ براحة : وأخيرًا خلص هالفرخ
زياد : هههههههههههههه ، للحين ما أقدر أصدق إن سلوم صار عمره 24 وتخرج من الجامعة ووظيفته تنتنظره
ابتسمتُ له ، لأكمل معه : المشكلة بطوله
زياد : هههههههههههههههه لا تسمعك أمي
اتسعت ابتسامتي : معليش عندي حصانه ، البلا لو سمعتك أنت
قال لي وهو يضع يده على فمه: خلاص بسكت ..
لم يطل صمته .. عندما رآني أعود لـ سرحاني مجددًا ..
همس لي : رشود ، لا يكون رجعت تفكر بـ اللي ما تتسمى لجين !
التفتُ له بـ دهشه .. لجين ! من تكون ! اووه ، تذكرت ..
ذلك الماضي .. سمعتُ زياد يقول بـ غيض واستهزاء : الظاهر إنك حنيت للماضي
لـ أقول أنا بضحكة ألم : هههههههههه لا والله نسيتها ، وما تذكرتها إلا الحين ..
قال لي بشك : أكيد !
قلتُ بـ هدوء .. تراكمت عليّ ذكرياتي : أكيدين بعد ..
عاد لـ يصمت هو ، لـ أغوص أنا في بحر تلك الذكريات ..
لجين ..!
ذلك الاسم العائد من الماضي ..
من تذوقت الغدر والخيانه من كأسها ..
الخداع ، النصب .. تلاعبت تلك بـ مشاعري .. علنًـا ..
كان تحديًا تافهًا .. بينها وبين صديقتيها ..
لـ توقع بـ " الثقيل " .. بين شباكها ..
ابتسمتُ بـ سخرية .. كنتُ قد أخبرتُ والدتي ، بـ أنني أريد الارتباط بها ..
يا لـ سذاجة مشاعري ..
آمنتُ بعدها .. بـ أن الحب مجرد خدعة ..
دقاتُ قلبٍ مضطربة فقط .. تصيبُ قليلي العقل ..
عندما يرون شخصًا جميلًا .. كـ الادرينالين ..
لم يستطع قلبي .. فتح أبوابه لـ أحد بعدها ..
خمس سنوات كبيرة .. مضى على ذلك خمس سنوات ..
نسيتها تمامًا .. مع كل تلك المسؤوليات ..
أما عن جروحي ! داوتها نظرة واحدة فقط ..
نظرة حنونة ، بريئة .. جميلة .. لـ شهر واحد فقط ..
من تلك الـ مُسماه بـ نوّار ..
كسرت قواعدي ..
أعادت ذلك الـ ادرينالين لـ حياتي ..
أصبحت نوّارًا لـ مشاعري ..
أطلقتُ زفيرًا مضطربًا ..
لـ أشعر بـ جسدٍ يصغرني ، يرتمي علي ..
ابتسمتُ بـ فرحة لـ أقول : سلوووم
سالم : هههههههههههههه يا عين أبوي ، دهر ننادي عليك .. الظاهر في أغلى مني
ضحكت وأنا ابعثر شعره : ولا أحد يسوا ظفرك
قال بـ خبث : حتى لو جوانوه ؟
احتضنته ثم قبلتُ رأسه : هههههههههههههههههه لا عاد لا تقرب من جوان .. عند طاري جوان كلكم ولا شيء
قال يصطنع الحزن : لنا الله يا زياد سمعت
كان زياد يتفحصني جيدًا .. قال بابتسامه : سمعت سمعت ، جوان مو مشكله مننا وفينا .. بنتنا ، لو تجي بنت الناس اللي خبري خبرك
أطلق ذلك تصفيره لـ يقول : علينا العوض ..
ضحكنا معًا .. توجهنا لـ والدتي ، نظرات القلق من زياد ترافقني ..
سمعته يهمس لي : اللي فيك يا أخوي ، أكبر من المقر الجديد ، ويتعدى لجين ..

أجل .. أجل يا زياد ..
الذي فيّ .. نوّارًا اصطدم بـ عُتمة قلبي ..
.
.
.
.
.
صُراخ .. فَوضى .. بُكاء ..
أصوات متفاوتة ، بـ لهجاتٍ مختلفة ..
أطفال ، نساء .. رجال .. بـ أعمار مختلفة ..
أحدهم .. تلتف يده حولي ..
همسات ، أسمعها بقربي ..
تنطق بـ اسمي .. تردد : سُلطان .. هيلب مي ..
ثم بـ لغة مختلفة ، ثم نطقت بـ عربية : سُلطان لا تترك يدي ..
ثم صرخة قوية ، أعادتني لـ وعي ..
كنتُ اتنفس بـ سرعة ، وأنا أفتح عيني .. التي التقت بـ ليديا ..
سألتني بـ قلق : ما بك سُلطان ، هل أنتً بخير ؟
قلتٌ لها بـ وهن : روز
لم تستطع أن تفهم تلك الـ ثلاثة أحرف ، التي تعني لي الكثير ..
اقتربت مني ، تساءلت وهي تتفحصني جيدًا : سُلطان ! هل هناك خطبًا ما
قلتُ لها بتعب ، وصوت واضح : أريدُ زوجتي، أين هي ! زوجتي كانت معي في ذلك الحادث ..
رأيتها ، تبتسم بـ فرحه .. لـ تقول لي : هل عادت لك ذاكرتك ؟ هل تتذكر كل شيء ؟ يا إلهي .. أجبني !
ابتسمتُ لها بـ ألم .. لـ أقول : لا .. ولكني أتذكر توسلاتها ، بـ ألا أتركها ، أين هي أخبريني ؟
قالت لي بـ حزن : لا نعلم ، أقسم لك بـ أني لا أعرف شيئًا .. جميع المرضى الذين هنا لا يتوافقون مع وصفك لـ زوجتك .. أعدك بـ أني سـ أساعدك
سألتها بـ عجز : كيف !
قالت لي بـ أمل : سـ أقوم بـ ارسال مواصفاتها لـ جميع المستشفيات ، وإن توافق الوصف مع احدى المرضى ، سيخبرونني
قلتُ لها بـ ضعف : ماذا إن كانت قد تعالجت ورحلت ؟ أم كانت مثلي .. لا تتذكر كل شيء، بل أسوء .. لا تتذكر من تكون هي !
توقفت عن الكلام لـ أقول بـ خوف : أو قد تكون قد توفت !
اقتربت مني ، لـ تقول : أبعد احتمال الوفاة ، جميع من توفي .. تعرفنا على هوياتهم ، لا توجد امرأة بـ اسم روزالينا بينهم ، رحلتكم .. كان هناك 30 امرأة ، مع الأسف .. توفيت 20 منهن ، بقي 10 .. وهن مفقودات ، هنا 5 منهن فقط ..
قاطعتها : روز ليست من بين الـ 25
أبعدت عينيها عني .. رفعتُ نظري لـ السقف .. هُناك مخطط يا ليديا ، أعلم .. قد تعرفون مكان روز ..
من ذاك الذي يساعده أخيك .. سمعتُ حديثكم الليلة الماضية ..
أبعدته عني .. غضبتِ منه ، يفعل ذلك من أجل زوجته .. لا تستطيعين لومه ..
حتى أنا ، لا ألومه .. ولكن .. من ذا الذي يريد معلوماتي كلها !
التفتُ لـ ليديا لـ أقول لها : هل حقًا ستساعديني ؟
قالت لي بـ ابتسامه وهي تفحصني : أعدك بذلك ..
قلتُ لها : احضري هاتفًا ..
أخرجت هاتفها من جيبها .. لـ أقول لها : اتصلي لـ ابنتي ، اخبريها بـ أنني بخير ، وأني قادم ..
فتحت عينيها بدهشة : سُلطان ، لماذا تخبرها بـ أنك قادم ؟ أنت تعلم .. علاجك يستغرق شهرًا آخر ..
قلت : أندريس قال شيئًا آخر
قالت لي بـ غضب : أندريس مجرد ممرض هنا ، أنا طبيبتك .. لتنسى أندريس ، شهر فقط ..
أخذتُ نفسًا عميقًا .. لـ أقول بـ هدوء : اخبري ابنتي بـ أنني بخير ..
قالت : ماذا إن سألتني أكثر ! ماذا إن سألت عن والدتها ؟
سُلطان : سأخبرك بكافة التفاصيل .. اتصلي بها
سألتني : هل الآن ؟
التفتُ لها : في الرابعة ..
د. ليديا : حسنًا ، هل تتذكر رقمها ؟
ابتسمت : لم أنسهُ قط ..
.
.
.
.
.
رن هاتفي .. كنتُ في سرحانٍ عميق .. أفكر في كلمات جراح ليلة أمس ..
نظراته لـ وافي ، كلمات وافي .. كل ما حدث البارحة ..
نقيضٌ كبير .. يحمله وافي في قلبه ..
ركضتُ لـ ذلك الهاتف ، قبل أن يُغلق ..
بل وأغلق .. كان اتصالًا غريبًا ..
رن مرة أخرى ، أجبتُ بِـ سرعة ..
خرجت " ألو " هامسه مني ..
لم تأتني أي كلمة من الطرف الآخر ..
قلتُ مرة أخرى " ألو " ..
لا صوت ..
بضجر وحِدة : ألووووووووووووووووووووووو ..
اعتدلت وقفتي .. ارتفع حاجبي .. توسعت عيناي ..
قلتُ بـ رجفة : ماما !
بلعتُ ريقي ، لأردد مرة أخرى بنفسٍ سريع ، ونبرة توتر : ماما ! أنتِ ! ماما !
سمعتُ وافي ينادي بـ اسمي ، لم يكن يهمني ذلك ..
بل ذلك الصوت ، تلك النبرة ..
اقترب وافي ، امسك يدي لـ يسأل بقلق : ايش فيك ؟
لم أعره اهتمامًا ، لأسأل ذلك الصوت : ردي أنتِ ماما ! أنتِ روز !
قُطع ذلك الاتصال ، ابعدتُ هاتفي ، التفتُ لـ وافي ..
بـ عين دامعه ، وبراءة اكتست ملامحي : والله صوت أمي
تلك النظرة ، نظرة انكسار .. اكتست وجه وافي ..
تمسك بي جيدًا ، كانت قدمي قد جمدت في مكانها ..
همس لي وافي : تعالي اجلسي هنا ..
كنت أرفض الحركة ، وأردد : والله يا وافي كانت ماما ..
قال لي : اجلسي ، وفهميني .. اجلسي
اجلسني ، كنتُ ارتجف .. لا أنسى نبرتها ..
لا أنسى تلك الـ " دانــا " التي تنطقها ..
نطقت بها ، التفتُ له : أقسم بالله إنها هي
قال بهدوء : عطيني تلفونك
مددتُ يدي ، اعطيته ..
قال لي : هذا رقم دولي
همست له : طيب !
لم تكن هناك اجابه ، لا يعلم وافي أيضًا ..
قال لي : رقمك دولي ؟
أجبته : ايوا
أعاد الاتصال ، لـ يقول : خارج نطاق الشبكة
سألته بـ انكسار : يعني !
جلس بجانبي وافي ، التقت عينه بعيني ..
عينٌ مكسورة وأخرى تجبر ذلك لانكسار ..
قال لي بحنان : يمكن بمكان ما فيه تغطية
قلتُ له ، وكأنني أريده أن يطمئنني : يعني هي ! يعني هي مو ميته ! هي هي ماما هذه
وضع يده على يدي ، لـ يقول : أنتِ حطي احتمال دانه ، إن شاء الله هي ..
بكيت .. وضعت رأسي على كتفه ، لـ ابكي ..
مسح على شعري ذلك الـ وافي ، لـ يقول لي : لا تسوي بنفسك كذا دانه
تمسكتُ به : أنا أبي أمي وافي
لم تكن لدى وافي كلمات لـ يواسيني بها .. هو أيضًا يريد والدته ..
والدته التي على قيد الحياة ، وبجانبه أيضًا ..
لم يعبر ولم ينطق وافي ، جلس بجانبي فقط ..
يمسح على شعري ، يهدئني ، ينطق لسان ذلك الـ وافي
بـ : دانه خلاص ، تكفين لا تعذبي نفسك كذا ..
كنتُ فقط ، أشد على قميصه .. لـ يشد هو على خصري ..
هكذا ، قضيتُ أول يوم بعد زواجي ..
.
.
.
.
.
اتصالٌ كسر قلب .. وآخر يصنعُ فرحة ..
كانت تجلس مروة ، أعلى الطاولة .. بجانبها إسراء ..
يحتضن جرّة " نوتيلا " ، احداهن تُدخل تلك الملعقة بعدما تُخرج الأخرى ملعقتها ..
المكان مليء بـ أحاديثهن المتنوعة ..
لم يكن رأسي يستوعب ما يقلن .. يدخلن في موضوع لـ يخرجن من آخر ..
وأنا أطهو عشاءهن ..
قلت بـ سخرية : الله يرحم أيام دانه ، كان يعز عليها إني أشتغل لـ حالي ..
لم يصلني رد منهن ، متمردات .. التفتُ لهن بغيظ ..
كنّ يتصفحن شيئًا في هاتف إسراء ..
صرخت بـ غيظ : وجججععععع
قالت لي إسراء بـ سخرية : بسم الله على قلبك نواريستا
وضعت يدي على خصري لـ أقول : وش وش !
إسراء : ههههههههههههههههه معليش طلعت معي كذا
قلت وأنا أُصغر نظرتي : سماح هالمرة
إسراء : ...
قاطعتها رنة هاتفي ، التقطه ، دون أن انظر لـ المتصل .. كُنتُ أحرك خليط الخضار ذاك
قالتُ بـ مرحي المعتاد : هلا ..
تجمدتُ مكاني ،، صوتٌ جديد .. لا يجيدُ العربية ..
إحداهن تتساءل ما إذا كنتُ أنا نوار ..
قلتُ لها بـ لكنتي البريطانيه : نعم إنها أنا ، من تكونين وماذا تريدين !
التفتن المتمردات لـ يسمعنني بـ انصات ..
سألتها بـ دهشه : ماذا تقولين أنت ؟ هل أنت صادقة !
لـ تقول إسراء بـ " لقافة " : وشش فييييك ؟
التفتُ لها : تقول بابا !
لتقفز مروة من على تلك الطاولة : ايش فيييي
إسراء بسرعة : حطيه سبيكر حطيه سبيكر
انصتُ لـ إسراء ، لألتفت للهاتف وأسأل : أعيدي ما قلته ؟
لـ تجيب تلك بـ صوتٍ بعيد بعض الشيء : كنتُ أقول بـ أنني ليديا ، أنا طبيبة في مشفى *** في ماليزيا ، والدك هُنا ، وهو بخير الآن .. طلب مني أن أطمئنك فقط ..
قالت إسراء بـ سرعة : ماذا عن والدتي ؟
قالت تلك : هي ما زالت تتلقى العلاج ، ما زالت غائبة عن الوعي ..
لـ أسأل أنا : ذاك يعني بـ أن الاثنان متواجدان في ماليزيا ؟
لـ تقول : نعم
سألتها : لماذا لم تصلنا الأخبار من قبل ؟ هل استيقظ والدي الآن ؟
قالت : لا ، بل منذ شهر .. ولكنه فاقدًا لـ ذاكرته ، يتذكر القليل .. اليوم فقط تذكر هذا الرقم .. وقال لي بـ أنه يريدك أن تطمئني
كنت سأتحدث ، ولكن سمعنا صوت دينا : هل والدي يتذكر رووز ؟
صمتت ، لـ تقول : نعم .. يجب أن أغلق الآن ..
أغلقته بسرعة ، لـ تقول دينا : كذابة
التفت لها : دينوه ؟ لحظة ، ايش في وجهك كذا عسى ما شر
مسحت على وجهها لـ تقول : توني أصحى من نومي ، وين ريوم
قلت : يووووه راحت منذ مبطي
سمعنا صرخة مروة ، التي قالت بفرحة : أنتوا مستوعبييييييييين ! ماما وبابا عايشين
ابتسمت لفرحتها ، لتقول إسراء : ييييييسسسسسسسس
ضحكنا بـ فرحة .. لـ أقول : الحمدلله
همست دينا : الحمدلله الحمدلله بس أحسها تكذب ، ليش ما كلمنا بابا !
قلت : أنا أحسها صادقة والله ، بس في جزء أمي لا لأنها توترت شوي
مروة بـ رجاء : بلييييز خلونا نصدقها
ضحكت وأنا أحتضنها : نصدقها عشانك ..
لـ تقترب إسراء ودينا ، أصبح حُضنًا كبيرًا جدًا ..
قالت بعدها إسراء : الظاهر ماكو عشا ..
لـ أقفز أنا : احترقت الخضار يا ربييييي ، بتقصووا هالمرة انتوا ..
مروة : أنا مستعدة أقص يلاا ..
نوار : ههههههههههههه قدامي ..
.
.
.
.
.
لم أكن أقصد إخافتكِ صغيرتي ..
لم أكن أقصد ارهاق قلبك اللطيف ذاك ..
أعتذر منكِ ، ولكن اسعدني ..
اسعدني صوت ذاك ، صاحبُ القلب المُحب .. بقربك ..
رأيتُكِ في منامي ، رأيتكِ منزعجة ، ضاقت بكِ الأرض الواسعة ..
اردتُ ان يطمئن قلبي ..
حبيبتي أعتذرُ منكِ ..
لم يكن قلبي يريدُ أن نعيش ما عشناه في تلك اللحظة ..
قلبي اطمئن ولكن قلبك ! أعلم بـ أن قلبك قلقٌ الآن ..
سمعتُ تلك الطبيبة تسألني : هل أنتِ جاهزة ؟
قلتُ : نعم .. همستُ بيني وبين نفسي ، لا يسمعني سوا ربي ورب العباد ..
همستُ بِـ : اللهم احفظ لي بنااتي واحفظني لهن ، اللهم أعدني وأعد والدهن لهن ..
خرجتُ معها ، على سريري .. تجرني لـ تلك الغرفة التي دخلتها آلاف المرات ..
يا إلهي ، لا أريد الخروج من هنا وبي ضر ..
أتذكر خوفها عندما أخبرتني ، عقلي الآن لا يستوعب ما يقال لي ..
قالت فقط بـ أنها عملية دقيقة ، في رأسي ..
هناك احتمال لـ فقدان ..
إما الذاكرة وإما النظر ..
يا الله ، لا تحرمني شيئًا ..
لا أريد نسيان أطفال ..
ولا أريد أن أُحرمَ النظر لـ وجوههن الجميلة ..
إلهي ، لا تحرمني من نِعمك ..
توكلت على الله ، ثم بدأت افقد وعي ..
ترافقني همسات دانه بـ : ماما ..
ثم بدأت تحاصرني الكثير من الذكريات ..
يوم ميلاد مروة ..
إسراء بجانبي .. لا يعجبها شيء ..
لم تكن تلك الصغيرة راغبة بـ مروة ..
لأنها بنظرها أخذت كل الـ " الاهتمام " منها ..
نوار ، دينا ودانة .. كُنّ مسرورات ..
ارتدين فساتينهن ، ويقفن بـ حماس لـ يُغنين لـ أختهن ..
لم يكن سُلطان يحب حفلات الميلاد ..
لـ ذلك .. كنا نحتفل بهن لـ وحدنا ..
عائلتنا الصغيرة المتماسكة فقط ..
تذكرتُ أيضًا .. ولادتي الصعبة لـ دانه ..
كنتُ متعبه .. متعبه جدًا ..
أتذكر كلمات سُلطان .. أنتِ قوية .. تستطيعين انجابها ..
ابنتنا هذه ستصبح عنيدة ، قوية .. مشاغبة ..
جاهدي من أجلها .. جاهدي لـ تشدي أذنها ..
أذكر بـ أنها كانت ولادة صعبة ولكنني كنت أضحك بسبب كلماتك ..
والكثير والكثير من الذكريات ، هالت عليّ ..
وأنا غائبة عن الوعي ..
بين يدي تلك الطبيبة وتحت رحمة خالقي ..
.
.
.
.
.
كنتُ أقود سيارتي ، أمامي وليد بـ دراجته ..
التقطُ هاتفي ، فتحتُ ذلك البرنامج .. التقطُ فيديو لـ وليد وارسلته لـ دينا ..
وضعتُه جانبًا وأكملتُ قيادتي ..
كل شيء حدث فجأة ، أحدهم صدم وليد .. سقط من الدراجة ، هوّت دراجته باتجاهي ..
حاولت تفاديها ، ولكنها صدمتني ، لـ تدور سيارتي بي .. فقدتُ قدرتي على السيطرة عليها ..
صدمتني شاحنة وعلقت بينها وبين الحديد ..
كنتُ استنجد ، صرخت بـ : ماما ..
رددتها كثيرًا ..
فتحتُ عيناي بـ فزع ..
التفتُ له ، كان قلقًـا .. سألني بحنان : دانه حبيبتي وش فيك ؟ قومي
نظرتُ له ، عقلي لم يلتقط تلك الكلمة .. ( حبيبتي ) ..
بدأ عقلي يستوعب ، كنت أحلم .. كان ذلك الحادث الأليم ، شريطُ حلمي ..
الآن أنا على أرض الواقع ، نائمة على ذات الكنبة التي بكيتُ عليها في حضن وافي ..
أنا الآن بين ذراعيه .. ابتعدتُ قليلًا .. بخجل كبير ..
رفعتُ رأسي له ، كان يراقبني .. بتفحص ..
سألني : كيفك ألحين ؟
رفعت شعري ، لم ارفع عيني .. لأهمس : بخير
ابتعد هو ، ليقف .. أوقفته : وافي بروح عند أخواتي تكفى
التفت لي ، ليرفع حاجبيه : طيب بسس
قاطعته : بس وش ؟ بليز وافي
ابتسم : الساعة 3 تطلعين منهم !
رفعتُ حاجبي : ليش ؟
قال ببرود : بنسافر
قلتُ بفزع : مابي أسافر مكان
ابتسم : ما تبين تسافرين لـ مكان .. معاي ؟
شدد على تلك الـ " معاي " .. لأبرر له : لا بس مابي الطائرات خلاص
فهمني ، ابتسم لـ يقول : ما بنسافر بـ طائرة
رفعت حاجباي لـ يقول : ما علينا جهزي أغراضك واجهزي أنتِ .. بوصلك لهم وبجيك على 3 طيب !
همستُ بخفوت : طيب ..
خرج هو ، وأنا أجهز حقيبتي .. أحداث ليلة أمس ، لم تخرج من عقلي ..
بكائي المتواصل بين أحضانه ، وهو يهدئني ..
يردد تلك المعوذات ، آية الكرسي والفاتحة .. ويس ..
ردد بعض الأدعية أيضًا ..
كان يهمس بكل ذلك في أذني ..
كنت اسمع كل شيء حتى غفيت ..
ردد شيئًا أيضًا .. عندما كنت بين الغفوة والصحوة ..
ولكن عقلي لا يتذكر شيء من تلك الكلمات..
أصبحت الساعة 10:45 ..
التفت لـ نفسي .. أرتدي فستانًا زهريًا .. مُخصرًا ..
أخذت عباءتي لأرتديها ..
دُقّ بابي ف ذات اللحظة .. همستُ بـ : يلا البس عباتي
لم يسمع هو لـ يفتح الباب : ايش !
التفتُ له .. كان يأكلني بنظراته ، اخفضتُ نظري ..
ابتسم وقال : شنطتك جاهزة ؟
همست : ايوا
قال : هاتيها
مددتها له .. قال : وش ماخذه أنتِ ؟
سألتُ بـ براءة : ليش ؟
رفع حاجبه : ثقيلة
ضحكتُ بخفة : كل شيء ممكن احتاجه
مشى لـ يقول برفعة حاجب ونبرة ساخرة : مُمكن .. ثم أكمل بنبرته العادية : يلا يلا لا نتأخر ببس
قلتُ بضحكة : طيب ..
(ملاحظة : المكان اللي بيروحوه ، من صنع خيالي تمامًا -.- )


غِيْــمّ ~ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-04-21, 01:26 AM   #33

غِيْــمّ ~
 
الصورة الرمزية غِيْــمّ ~

? العضوٌ??? » 486022
?  التسِجيلٌ » Mar 2021
? مشَارَ?اتْي » 628
?  نُقآطِيْ » غِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond repute
افتراضي

.
.
.
.
.
إنها الحادية عشر .. سيف ليس له صوت ..
توجهتُ لـ غرفته ، كانت خالية منه ..
التفتُ خاارجًا .. لأسأل بأعلى صوتي : ليلي وينه سيف ؟
لـ تأتيني مسرعه ، وهي متوترة .. لـ تقول : كان موجودًا هُنا ، البارحة .. وضعت بنفسي
رفعتُ حاجبي ، أين اختفى ذلك الطفل الصغير ! تساءلت : ما نام مع ترف ؟
اجابت بـ : no
أشرتُ لها بـ أن ترحل ، توجهت لـ غرفتي .. قد يكون استلقى بـ جانبي ولم انتبه له !
كان فراشي خاليًا منه أيضًا .. كان هناك أمل ، أن يكون بـ جانب ترف
ولكنها خرجت أمامي لـ تسألني : صباحوو منصور ، وينه سيوف اليوم ؟ هدوووووء مرة
قلتُ بـ قلق : مو معاك ؟
عقدت حاجبها : لا .. ما جاء لي أصلًا .. صعد مع ليلي بالليل من بدري بعد ..
رفعت نظري لها ، أين قد يكون اختفى ذلك الشقي الصغير ..
توجهتُ لـ مكتبي ، لم يكن هناك .. خرجتُ لحديقة المنزل .. أيضًا لا وجود له ..
صعدتُ مرة أخرى للطابق العلوي .. نظرتُ لـ ذلك الباب ..
هل ذلك ممكنًا ! عادت لـ وعيها وأخذته ؟
لم تتناول أدويتها !
اقتربتُ من بابها ، فتحته بخفه .. لم يكن مُقفلًا ..
دخلتُ ، بل تسللت ..
اقتربتُ من سريرها الكبيير .. كانوا نائمين ..
بل غارقين في نومٍ عميق ..
يداهُ تحاوط رقبتها ، بـ تملك ..
يداها تحتضنه .. وكأنها متمسكةٌ به خوفًا من ذهابه لـ مكان بعيد ..
يتضحُ لي ..بـ أنهما ينامان بـ أمان .. أمانٍ عميق .. لا أفهمه أنا ..
جلستُ بـ قربها .. كم أشعر بـ الندم يا شذى .. لما حصل بيننا ..
كم أشعرُ بـ أنني ذئبٌ بشري ، وحش .. دمركِ كثيرًا ..
أعلم بـ أنك لا تشعرين بـ الأمان بـ قربي ..
أعلم بـ أن قلبي لم يُخصص لك مكانٌ فيه ..
ولكن أعلمي .. لا قبلك أحد ، ولن أسمح لـ أخرى تأخذ حيزًا هُنا ..
التفتُ لـ الطاولة القريبة ، لا وجود لـ تلك الحبات ..
ابتسمتُ بـ ألم ، لا أعلم ما المغزى من تسميمك بـ تلك الحبات ..
كنتُ آمل أن تنسي ، تلك الليلة التي دمرتُك بِها ..
خُدعت ، عندما قِيل لي بـ أنها تساعد على النسيان ..
بل هي دمرتك ، أبعدت طفلك منك ..
ولكن يا لـ سعادة قلبي ، طفلك بـ أمان الآن ..
وهو ينامُ بين يديك ..
طبعتُ قبلة على جبينه .. لا أستطيع الاقتراب منها ..
شذى .. وعلى حد علمي ، نومها خفيف .. تستيقظُ ..
إذا ما لامس أحدهم جلدها ..
أبتعدتُ عنهما ، لأسمع همسها : لا تخاف .. ما أضر ولدي أنا
التفتُ لها ، كانت ترمقني بـ نظرة .. أقربُ ما يُقال عنها .. رصاصة ..
قلتُ لها بـ هدوء : أدري ..
قالت لي بحدة هامسة : ممكن تطلع برا ؟ أول ما يصحى بقول له أبوك يبيك ، بس أنت أطلع الآن
قلتُ بـ عناد : ترا أنا زوجك ، ويحق لي أبقى هنا كثـ ...
قاطعتني بـ شراسة : أنت مُغتصب .. ما تخاف من ربك ، هالوصف الصحيح اللي يناسبك .. وأطلع لو سمحت
لم أقل شيئًا ، ولكنها استرسلت بـ استهزاء : لا تقول بيتي ، والله الود ودي أطلع من بيتك اليوم قبل بكره ، بس مدري ايش هالعناد اللي عندك مو مخليني أخرج وأروح لأمي .. أنت حتى سفرتي منعتني منها معاهم ..
سكتت لتقف ، وتقترب مني ، لتكمل : ليش تقول زوجك ها ؟ وأنت مستعبدني .. شكلك نسيت لما تقول لي ما يجمعني فيك إلا سيف .. تعامل على هالمبدأ يا أخ منصور ..
قالت كلماتها تلك ، ثم ابتعدت عني بسرعة ، لم تلتصق بي شذى بهذا الشكل مُسبقًا ، آخر مرة التحمنا هو يوم ولادة سيف .. تمسكت بي جيدًا بسبب ألمها .. لا أكثر ..
تشمئزُ من قربي .. تكره رائحتي ، تكره النظر لعيني ..
حتى إستأذانُها مني وقت خروجها تغبطه ، لو أن والدتها لا تجبرها على ذلك .. لكانت فعلت الكثيير ..
أطلقتُ " تنهيدة " طويلة ومسموعة .. كيف أجعلها تعود كـ السابق ..
وأنا قلبي لا يريد أن يفتح أبوابه لأحد ..
أعلم ، فُتح لـ نوار .. لـ لحظات فقط ..
كان إعجابًا لا أكثر .. نسيتها .. عندما أنتهى عملها معنا ..
" بابا " ..
نطقها ذاك الصغير ، لـ يقفز بين أحضاني ، مبتسمًا .. فرِحًا ..
قال بـ سعادة : بابا أنا نمت عند ماما ..
قبّلتُ خدّه .. لـ أهمس : وبعد ؟
سألني بـ طفوله : أنت مو زعلان مني صح ؟ أنت دايمًا تقول لي لا تروح عندها
وضعت يدي على فمه : اااشششش ، لا مو زعلان .. يلا انزل تروّش وقول لـ ليلي تحط لك فطورك ، مع إنه وقت غدا
قال لي بـ حماس : أنا أصلًا كليت مع ماما
تساءلتُ بـ غرابة : وش كليت ؟
سيف : آممممم
قاطعتنا شذى ، لـ تقول بـ هدوء : فطر ، صحى من بدري وسويت له فطوره .. أكل الساعة 7:30 ونام بعدها ..
ابتسمتُ بـ هدوء : حلوو
قالت هي بـ توتر ملحوظ : ممكن تطلع ؟ لو سمحت يعنيييي !
رفعتُ نظري لها ، لا يمكننا أن نصبح زوجين من جديد !
لا أريدُ تلك الزواجات ، أريدُ أن نصبح معًا شذى ..
غريبٌ أنا .. أريدُ علاقة زوجية آمنة معكِ ..
ولكنني لا أريدُ ربط قلبي بكِ ..
رفعتُ عيني عليها ، أبعدت عيناها .. لأهمس : طيب على أمرك ..
تركتها ، في غرفتها مع ابنها معًا .. أعلم .. مفعوله ذهب ..
وبختُ نفسي ، لمَ آذيتها ؟ لمَ جعلتها تبدو مجنونة ..
لمَ أبعدتُ طفلها عنها ؟ لمَ غرستُ تلك الأفكار الباطلة في ذهنه ..
لمَ جعلتها تبدو قاسية ..
أنا من بدلتُ تلك الـ شذى ..
أنا من حولتها من فتاة جميلة مرحة بشوشة ناعمة ، مُفعمة بـ الحب ..
لـ متوحشة ، مجنونة ، خالية من كل مشاعر الحُب ..
تنفستُ بِـ غصّة تسكنُ صدري ..
لـ أتوجه لـ مكتبي الذي في الطابق السُفلي ..
.
.
.
.
.
منزلٌ آخر ..
تجلسُ بهدوء ظاهري ، في حضنها ابنتها .. بلقيس أمامها ..
تتحرك بعشوائية ، وبقلق ملحوظ ..
قالت بـ ضجر : بلقيس صدعتي راسي ، خلاص أهجدي ..
بلقيس : اففففف ، عبدالله ما يرد علي من البارحة سافهني ، لا مو البارحة .. من قبل عرس اللي ما تتسمى دانه
ضحكت ثُريا لـ تقول : يعني واحد متزوجك وهو جابر نفسه ، تبيه يطل بوجهك ؟
رفعت حاجبها لـ تقول : على أساس أنتِ تزوجتي هاني برضاه ؟ طلقك عشان يرجع يتزوج نوار ولما رفضته رجع لك ورجعك ومثل الهبله رجعتي له ، وقلتي عشان بنتي ..
سكتت ، وهي مُغتاضة .. لا تملك ما تستطيع قوله ..
لـ تقول دون تفكير : المهم إنه يجيني برضاه ، ومسوي لي اعتبار وقيمة ..
بلقيس : واضح ، أنتِ هنا من أسبوع .. ولا فكر يجي ، ولا فكر يتصل ..
جلست بجانبها لـ تقول : أزيدك ، يحاول كثر ما يقدر يضبط شغله ويرجع يشتغل مع نوار وهي رافضة وتركت الشغل بعد
قفزت من مكانها لـ تقول بقهر : من قالك ؟
ضحكت بـ انتصار : سمعت دينوه تقول لأرياموه ، بالعرس
اغتاضت : الله يأخذ بنات الفرنسية ونفتك منهن ، آمين
وضعت بلقيس قدمها اليسار على اليمين لـ تقول : آمين .. ثم أكملت ببرود : ما عليك منهن ، عوانس من يبيهن ! احسانًا من وافي تزوج دانه .. هههههههههههه وعاد ما تزوجت إلا السكير اللي ما يدري وين الله حاطه ..
وكأن ذلك اسعد بثريا ، لـ تقول : هههههههههههههه وأنتِ الصادقة .. عيل وحده صاكه الثلاثين وجالسة ؟ هذا أنا توني عشرين وبحضني بنتي ..
لـ تكمل بلقيس : وأنا بسم الله عليّ توني مخلصة الثانوي ، تصدقين ! صديقاتي يحسدوني أعوذ بالله .. ايش هذا ومين ماخذه ومدري ايش ..
ابتسمت الأخرى لـ أختها بـ فرح .. أكملن ذلك الحديث الفارغ .. حتى تنط بلقيس فرحه وتقول : اتتتصصصصصصللللل عععبببددداللله ،، اااشششششش
ردت على الاتصال ، لـ تقول بـ رقة : هلا
جاءها صوته الخشن : متصله ألف مرة ! وش عندك ؟
قالت بـ دلع : واحشني ، أسأل عنك
عبدالله : يعني ما عندك شيء مهم ؟
بلقيس : هذا بـ نظرك مو شيء مهم ؟
عبدالله بـ استعجال : لا
طوط .. طوط .. طوط ..
التفتت بـ قهر لـ أختها : سكره في وجهي ، حقيييييييييييير ..
ثُريا : هههههههههههههه ، ما عليك منه .. احقريه بيعرف قيمتك ويتصل فيك بنفسه ، أنتِ رامية عليه نفسك بزيادة ..
بلقيس بقهر : برأيك يعني ؟
ثريا : ايييه ، ما تشوفيني ما أكلم هاني ؟
بلقيس بسخرية : مقطعك اتصالات ما شاء الله
رفعت نظرها لأختها ، لتصرخ بلقيس : بذبح بنت لو رمت الباليت حقي ، جديد والله ..
انحنت ثريا لـ ترفع ابنتها وتقول : حبيبتي جودي اتركيه
بلقيس عقدت حاجبها : جودي !
ثريا ببرود : ايه ، عبالك بخلي اسمها زي الزفت ؟ لا قلت له نروح ونغير اسمها ، وسميتها جود .. أتمنى تتعودي عليه وأنا قلت للكل ..
بلقيس : وما سويتي حفلة ؟
ثريا بـ ازدراء : الجمعة الجاي ، ولززززممممت على الزفت وأخواتها يجون ، عشان تعرف إن هاني غير اسم بنته ..
ضحكتا معًا .. وأكملتا حديثهما الفارغ تمامًا دون مقاطعه من عبدالله
.
.
.
.
.
لماذا طلبت مني أن أخبرها بـ أنك في ماليزيا ، ونحن هنا في تايلاند ؟
هذا ما سألتني به ليديا .. تسألني ذات السؤال منذُ يومين ..
أجبتها : لأن أخاك يُحيكُ شيئًا من ورائي .. أشعر بـ أن أحدهم يطلب منه المعلومات ، سـ يُسمع من بناتي بـ أنني في ماليزيا وليس تايلاند ..
قالت بـ خوف : هل ذلك سـ يضر أندريس ؟
سألتها : تعترفين بأن أندريس يُحيكُ شيئًا من ورائي ؟
اقتربت مني ، لـ تجلس بـ قربي على ذلك الكرسي بعدما ساعدتني بـ الجلوس بطريقة سليمة ..
قالت بتوتر : سُلطان اسمع .. أتى آندريس هنا من أجل تكاليف علاج زوجته ، وطلب مني مرافقته ولم أرفض له ذلك .. أحدهم طلب منه أن يخدمك ويخبره بكافة التفاصيل ، المُقابل .. تكاليف علاج زوجته .. في بداية الآمر وافقته أنا ، ولكنني شعرتُ بعدها بـ أنك رجلٌ جيد للغاية ، تحب عائلتك وتفعل المستحيل ، أظن بـ أنك لا تضر أحدًا .. أخبرتُ أخي بـ أنني سـ أتخلى عن مساعدته .. وأصبحتُ ضده ، لـ ذلك وبكل سهوله أبعدته عنك ، ولكنه أخي .. لا أرضى أن يُؤذى .. هو يفعل ذلك لأجل زوجته فقط ، يريد أن تعود زوجته كـ السابق ، علاجها مكلفٌ جدًا .. عليها أن تخضع لـ عملية .. بعد ولادتها مباشرة ، هو لا يملك المال الكافي لـ ذلك .. ويفعل ما يفعل دون إدراك ، صدقني .. هو يحبك كثيرًا ولا يريد أن يضرك أبدًا ، ولكن أحدهم يلعب بـ مشاعره جيدًا .. أرجوك سُلطان ، لا أريدُ أن يُضر أخي أبدًا ..
قلتُ لها بـ هدوء : أعدك كما وعدتني بـ أنك ستساعديني وتكونين بجانبي حتى أنهي علاجي ، سـ أحمي أخيك وأعالجُ زوجته أيضًا .. فقط أُريد اسمًا ، اسم ذلك الشخص الذي يساعدهُ أخاك ، أنا لا أذكر جيدًا اسم جمعيتي ، ولكن مقرها في فرنسا .. ولا أتذكر أسماء مُساعديني .. ولكنني سأحاول لأجل اندريس فقط .. لـ تذهب زوجته وتتعالج .. لن يردوها خائبه أبدًا ..
ابتسمت لي بـ دموعها : أشكرك سُلطان ، سـ أفعل .. سـ أحاول جاهده ، أتمنى بـ أنه لن يضر أخي .. إنه عائلتي المُتبقية
ابتسمتُ لها بـ تعب : لن يمسهُ الضرر ..
سألتني : هل تؤلمك قدمك المبتورة ؟
مددتُ بصري .. كنتُ انظر لها ، غالبًا ما كنتُ اتجاهل تأمل حالي ، بـ قدمٍ ونصف ..
أجبتها بـ هدوء : ليس كثيرًا ، بدأتُ أتأقلم ..
سألتني : متى تكون جلسات علاجك الفيزيائي ؟
أجبت : في أي وقت أريد ، ساعتين في اليوم
ابتسمت لي : جيد ..
سألتها : ألم ينتهي علاجي معكِ ؟
ضحكت لـ تقول : نعم ، انتهى .. ولكنني هنا بصفتي ليديا ، ولستُ الطبيبة ، الا ترا ! لا أرتدي ذاك اللأبيض ..
سُلطان : ههههههههههههههههههههههه ، نعم للتو ألاحظُ ذلك ..
ليديا : أخبرني عن ابنتك .. يبدو أنها ذكية جدًا ، هذا ما استنتجته من صوتها
ابتسمت : نوار ! سـ يُبهرك ذكائها
ابتسمت هي : لكنتها البريطانية ممتازة
أخبرتها : نوار درست في بريطانيا ، لـ ذلك .. تجيدُها ، ألم تتصل بك مجددًا
قالت : فعلت ذلك ، قمتُ بـ اغلاق هاتفي
سألتها بقلق : ماذا عن عائلتك ؟
ابتسمت لـ تطمئنني : لا تقلق ، استخدم خطًا آخرر ، أُحادثُ به زوجي وبناتي
سُلطان : إلى متى ستبقين هُنا ؟
قالت بخوف : إلى أن يعود أخي إلى وعيه ، لا أستطيع تركه هُنا ، سـ يتدمر ..
قلتُ لـ اطمئنها : لا تقلقي .. سأبذل جهدي ، لأتذكر كل شيء ..
ابتسمت لـ تقول لي : لا تُجهد نفسك سُلطان ، سـ أحاول أن أجد حلًا مناسبًا لـ ذلك
سألتها بـ فضول : أين هو الآن ؟
ليديا : نحن جئنا هنا كـ متطوعين ، عندما أبعدتُه لك .. اصبح ممرضًا لـ طبيبٍ آخر .. أي يعتني بـ أحد الركاب الآن ..
قالت مازحة : قد يكون الآن خلف الباب يتنصتُ لـ حديثنا ..
ضحكنا معًا .. من أرسلك يا آندريس ! من ذا الذي يريدُ ايذائي ! ويستخدم ضعفك !!
.
.
.
.
.
التفت لي لـ يقول : لا تنسي ، الساعة 3 نطلع من هنا
أجبته بـ هدوء : طيب
قال لي بـ حنان : دانه ، لا توضحين شيء لـ أخواتك
التفتُ له ، لـ يكمل : شايفه حالك ؟ كلكم بتصيرون كذا ..
ابتسم لـ يقول : أوعدك ، ما أدري إذا تصدقين وعودي بس أوعدك ، أكون معاكك لـ النهاية بالموضوع ذا ، بس لا توضحي أي شيء لأخواتك .. طيب !
نظرتُ له مطولًا .. لـ أقول له بعدما فرقع أصابعه في وجهي : تمام ..
همس لي : توكلي ..
فتحتُ الباب ، ترجلّت .. مشيتُ بـ انكسار .. عينا وافي كانت ترافقانني ..
تمنيتُ لو أن لـ علاقتنا مجرى آخر ، لأرتميتُ بين ذراعيه .. بـ إرادتي .. وبكيتُ قلقي وخوفي .. وتساؤلات عقلي ..
فتحت لي مروة الباب ، اظن بـ أنها رأت وصولي ..
احتضنتني لـ تقول بـ خبث وهي تحرك حاجبيها : سنة تنزلييين ! وش تقولون ؟ بشتاق لك يا عمري وبشتاق لك يا حياتي ؟
ضربتها على رأسها بخفه : ههههههههههههههههههه وووججججععععع ، محد يقدر يكذب حقيقة إنك أخت إسراءوه ..
سمعتها تقول من بعيد : ايش بها إسراء المسكينه ؟
مشيتُ بـ اتجاه الصوت ، لاحتضنها : ما فيها شيء
قالت بـ خبث : اوووففف ريحة وافي عالقة .. لتلتفت لـ مروة وتقول : شكلها نزلت بعد أحضان ..
مروة : أقولك جلست سنة في السيارة لين نزلت ، أنا تعبت وأنا أطل عشان أفتح الباب
قلتُ لهن : صدق ما تستحووون .. وين دينا ونوار ؟
إسراء : الظاهر ناسيه دينا بدوامها ! ونوار راحت تتحمم ، بتجي بعد شوي اجلسي ..
لتكمل بسخرية : لا يكون وافي واقف ينتظرك برا ؟
ضربتها بقوة : أعقلي ووافي راح
قالت لـ مروة : لاحظي ، صارت تنطق " وافي " بدلع
مروة : ههههههههههههههههههههه ، لاحظت بس احترمت إنها أختي اللي أكبر مني بشوي
قلتُ بـ ابتسامه من سخريتهن : أنا أروح أجلس بغرفتي أبرك ، لين تجي نواري
سحبتني مروة : وووويييييييييت اسمععيييييي
التفتُ لها : همممممم ..
استرسلت : الظاهر ما قالوا لك
قلتُ باهتمام : عن ايش ؟
مروة بفرح : في وحدة كلمت نوار أمس و....
قفزت اسراء لتتغلق فمها : اشششششششششش
عقدتُ حاجباي : ليش تسكتيها ؟ ايش في !
إسراء : أحسن تقول لك نوار ، مو احنا
رفعتُ حاجباي لـ أعلى ، ابتسمتُ بهدوء لـ أقول : يا خبر اليوم بفلوس ..
قاطعني دخول دينا وهي تُرحبُ بي بصوتها المرتفع ، وابتسامتها تُنير وجهها ، احتضنتها ..
توأمي المجنون ، تمسكت بها كثيرًا لأقول : وحححشششششششتتتتتيييييييني يا زفته
ضغطت علي لتقول : وأنتِ أككككثثثثثثثثثثرررررررررر ، اوووف كلها يومين وكأنهم ألف سنة .. توني أدري إن غلاك غغغغغغيييييييييرررررر
إسراء بـ حزنٍ مصطنع : لنا الله مروّش ..
مروة بـ طريقة مماثلة : وينك يا نوار تحنين علينا
التفتنا لهن .. قلتُ بضحكة : ههههههههههههههههههههههه تكفوون يعني
سحبتني دينا : ما عليك منهن قولي لي ، وشلون وافي ؟ .. ثم غمزت لي ..
نظرتُ لها بسخرية : بخير ..
إسراء : ههههههههههههههههههههههههه ههههههههههههههههه
مروة غمزت لـ دينا : صرنا نغار
لتكمل إسراء : صرنا ما نبيكم تسألون عنه
مروة : صرنا ...
قاطعتها بـ صرخة : وووجججععععع ، احترموني أنا أكبر منكم
إسراء : خبري إذا جلسنا سوا كلنا نكون بعمر واحد
دانه : قانون جديد ، المتزوجة مو نفس عمركم
دينا بـ نظرة : عجييز !
ضربتها بخفة : ما العجيز غيرك
دينا : وجع عورتيني ..
وأخيرًا ، اقبلت نوار ، سبقتها رائحتها الجميلة ، قفزت لحضنها .. احتضنتها مطولًا ، وكأنني أخبرها عما حدث بيني وبين وافي في ليلة زفافي ، أخبرها عن ذلك الاتصال المُرعب ، اخبرها بكل خجل عن نومي بين ذراعي وافي ..
ابعدتني بخفة وهي تمسح دمعتي ، لتقول بخوفٍ واهتمام : ايش فيك ؟
قلتُ بـ خنقة : أبد ، اشتقت لك
دينا : بنطالب وافي ، ترقدين عندنا الليلة
مسحت دمعتي : هههههههههههه لا ، بنسافر العصر
نوار بقلق : بتسافري !
قلتُ لها لـ أوضح : وافي قال مو بـ طائرة .. مدري سفر سيارة على ما يبدو
إسراء بـ استهزاء : من وين متعلمة على ما يبدو ؟
دينا أكملت : يبدوو وركزي على يبدوو ، يبدو إن هذا كلام وافي وصرنا نتكلم مثله
اقتربتُ من نوار : شوفيهم مستلميني من لما جيت ، خصوصًا هالصغيرة .. ^ وكنتُ أشير على مروة
ضحكن ثلاثتهن ، لـ تقول نوار : ما عليك منهن .. الأشواق مأثره عليهن ..
سحبتني لـ نجلس .. قالت بجدية : اسمعي .. في دكتورة اتصلت بي أمس ، تقول إنها دكتورة أبوي
قاطعتها لـ أقول بدهشه : دكتورة بابا !
نوار : اسمعي للنهاية .. قالت بـ أن بابا طلب منها تتصل فينا ، هم بـ مشفى *** وحالاتهم مش ولا بُد ، هو طلب منها تطمنا عليهم وبس ..
سألتها برجفة : يعني هم بخير ؟
دينا بهدوء : ما ندري عن حالهم بالتفصيل
التفتُ لها : كلمتوا بابا ؟
نوار : هي أنهت الاتصال سريع .. حاولت اتصل بها كم مرة يصير مغغلق
قلتُ برجفة : طيب يمكن تكذب !
التفتت نوار لـ مروة القلقة .. لـ تقول لي : خلينا نصدق !
كنتُ سـ أخبرها ، عما وردني .. ولكن وافي وعدني .. وأنا أعطيته كلمة ، لـ أُجرب وافي ، لأثق به قليلًا ..
قلتُ : طيب نصدق ونشوف آخرتها ! قلتوا لـ جدي ؟
نوار : للحين لا ، جدي كلمني قال بيجي مع وافي الساعة 3
قلت : يعني وافي بيتغدى مع جدي ويجي
دينا رفعت حاجبها : ما تدرين وين بيتغدى ؟ خوش والله
رميتُ الوسادة عليها لـ أقول : قال بيسير على أبوه ، وما حدد مين .. توقعت عمي عبدالرحمن بس الظاهر إنه جدي
قالت مروة : ما قالت على ما يبدو ، يبدو إنها تعقدت
إسراء ودينا : ههههههههههههههههههههههههه ههههههههههههه
رن جرس المنزل ، وكانت نوار كتجهه للمطبخ ، قالت : شوفوا هالباب ..
وقفت مروة ، توجهت للباب .. وعادت لـ تقول : دانه .. لِك ..
التفتُ لها ، ذات الباقة ، والورقة المطوية مُثبته ، خفق قلبي ..
هل أخون ! كان صراعًا قويًا بين عقلي وقلبي ..
عقلي يذكرني بيومين هادئين عشتهما مع وافي ، وقلبي يذكرني بعامين وأكثر رافقتني فيهما تلك الأوراق ..
قلتُ لمروة بتردد : حطي الباقة بالفازا ..
اقتربت لـ تعطيني تلك الورقة .. فتحتها برجفة ، وعيناي تنتقلان بين دينا وإسراء ..
اللاتي كُنّ يراقبنني بصمت ..
نطقت إسراء : وش المكتوب ؟
قلتُ بصوتٍ راجف ، وعقلٍ معاتب : يمه يخوف
قفزت دينا : وريني أشوف !
قرأته بصوتٍ واضح ونبرة استهزاء : يقولك يا إسراء " أنا لك عليّ اني أحبك للنهاية ، أشهد ان الخير وين حُبك ينتهي بي " إن شاء الله ينتهي بك بين يدين وافي مذبوح
شهقت : بسم الله ، الله لا يقدر
دينا بحدة : وشوو !!
قلتُ بسرعة ، دون وعيٍ مني : بسم الله بعد وش ؟ بعيد الشر عن وافي تبيه يصير قاتل لعيونك
ابتسمت إسراء ومروة بخبث ، لتقول دينا براحة وفخر وخبث يخالطهما : اييييه ريحتيني ، عبالي تدافعي عن اللي ما يتسمى بعد .. تففووو عليه ، وهذا حبه شققناه .. انتهى هنا يالتبببننن ..
ضحكتُ بخفة على تلك العجوز الصغيرة ، قلبي كان يرتجف .. عقلي يبتسم بفرحة .. وافي ، قلب موازيني في يومين .. هل سيستمر حاله هكذا !
" من كان على الباب ؟ "
إسراء بسرعة : دينا مسويه حركة ، مرسلة باقة ورد لدانه مع مندوب
التفتت لـ دينا لـ تقول لها : ناقصه عقل ودين ، قوموا نتغدى بس
همستُ لـ إسراء : شكرًا ..
ابتسمت هي لي ، وتلقت ضربة خفيفة من دينا التي قالت : غراميات المتزوجة ترمينها عليّ ؟
قالت إسراء : ههههههههههههههههههههه ، وش تبرر لها عاد ! تعرفين روز الصغيرة بتفتح محاضرة ما تخلص إلا لا جاء وافي
قلتُ ببراءة : ممكن تعتقون وافي من كلامكم ؟ كل خمس ثواني وافي ووافي
غمزت إسراء : ما ترضى
دينا بابتسامة خبيثة : شفنناااا
ابتسمت بتوتر لهن ، ومشيت مسرعه الحقُ نوار ، لأقول : الكلام معاك مضايع ..
مروة : الحين صار ضايع ها ؟
قالت دينا بصوت عالي : يا لبيييييييييييييييييه يلوموني بعشقي لك يا مروة ، وربي إنك فخري واعتزازي
ضحكنا أنا ونوار معًـا ..
لنلتف على تلك الطاولة الصغيرة ، قالت دينا : نسيت أقول لكم عن أخطر شيء عرفته ..
التفتنا لها باهتمام لتقول : أنتِ يا زوجة وافي ، تراك تدرين .. المهم ، في مرة وحده اتصلت لي تقول إنها زوجة السيد عبدالله ، لا وعنده ولد ..
لتقول مروة : بتنهار بلقيس يا عمري
إسراء : يا عمرك !
مروة : ههههههههه مو بالمعنى الصدقي ..
نوار بهدوء : لا تتشمتون مو زين ، وبعدين أنتِ وش دراك إنها صادقة ؟ يمكن وحده تحبه أو شيء كذا
دينا : قلت لها ، قالت عندي عقد زواج ، تخيلي الخبلة طرشته لي ، عبالها عبدالله مملك علي
سألتها : وش قلتي لها أنتِ ؟
دينا بضحكة : قلت لها خلاص ولا يهمك هو خدعني وأنا ما أرضى أكون زوجه ثانية ، وبتطلق منه
إسراء : هههههههههههههه يا خبثك
دينا : هههههههههههههههههههه صرعتني ، بس غثيثة مثله سبحان الله .. الطيور على أشكالها تقع
نوار : لا من جد الله يعين البنت ، ضرّتها بلقيس ..
دينا : والله ترا واضح إنها مو هينه .. بتاكل بلقيس أكل
ابدلت نوار ذلك الحديث لتتساءل : شلون السيد منصور ؟
دينا بحاجبها المرفوع : وش تبين له ذا ؟
قالت نوار وهي تضربها : لا تسأليني هالسؤال بالنبرة هذه ، ألف مرة وضحت لك .. ما يروق لي المتزوج افف
دينا : ارتحت ، هذا صار له فترة .. يداوم يومين وعشر لا ، مثلًا اليوم ما داوم .. صايره أشك فيه والله
إسراء : يمكن زوجته مريضة أو شيء .. تقولون متزوج .. حسافة كنت مضبطة سيناريو في مخي بعد الأكشن بينه وبين نوار .. وزوجتهم
ضربتها نوار ، لتقول بغضب : ووجججعععع ، ووييييييييييععععععع آخر عمري أتزوج هالمغرور الضفدع
أنا : ههههههههههههههههههههههههه هههههههههههههههههههه ، نوار ! ضفدع مرة وحدة ؟
ابتسمت نوار ، بسبب ضحكتي الطويلة تلك ، لتقول : والله يجيب الهم يع
لتقول مروة : هذا أخو ترف ، على ما أظن .. تدرون إنها تمدح فيه كثيييييييييير
دينا : طبيعي يكون الحمل الوديع عند أخته ، وأبشع ما خلق ربي مع غيرها ..
قلتُ أنا : من جد ، كريه وما ينبلع ، هذا اللي الله يكون في عون زوجته ..
دينا : من جد .. كم مرة سمعته يهزأ فيها ، لا وأزيدكم من الشعر بيت .. متزوج 2
كنتُ سـ أعلق ، لتقاطعني نوار : بنات كفايه ، كلتوا في لحمه كثير هو وعبدالله ، قطعتوهم خلااااااصصص ..
مروة : طيب بغير الموضوع ، وش رأيكم نطلع شاليه شيء حلوو كذا
شهقت : بدوني يا خاينة ؟
لتقول إسراء بخبث : بتنسينا وأنتِ بين أحضان وافي ..
احمرّ خدي ، من تخيلي لـ ذلك .. قلتُ : ه ه ه ه ه ه هه ه .. ممررررةةة تااافهه
دينا : لو كانت تافهه ما صار هذا حالك
قاطعتنا نوار لتقول بهدوء : دانه ، ما يأذيك هو ؟ يعني باليومين ذول !
أخفضتُ رأسي ، هل أقول لك بـ أنه في أول ليلة لي معه رفضني علنًا ، وفي الأخرى بكيتُ بين أحضانه حتى غفينا !
قلتُ لها بهدوء : إذا قصدك عشان شربه ، ما شفته يشرب أصلًا .. ما أدري إذا يشرب كميات أقل وهو طالع
دينا : وش يطلع تاركك أمس هو ؟
قلتُ : خرج عشان يسلم على أخوه ورجع ، ما طوّل يعني
إسراء : جراح رجع ؟ حسسسافه
أوضحتُ لها : لا مو جراح ، مشاري عنده دورة مدري وين ، جراح باقي .. وجراح هنا من فترة ترا ، يعني ما رجع عشان العرس وبس
رفعت حاجبها دينا : وش دراك ؟
ابتسمتُ بألم ، أخفيته : أذكر مرة كلمني وافي وقال لي إنه مشغول مع جراح
دينا : وش دراك إنه صادق ؟
قلتُ بشفافية : ويعني ليش يكذب عليّ ؟ كأني أهمه مرّة يعني وما يبي يخبي عليّ شيء ..
صمتن جميعهن ، كأنهن تذكرن كيف كانت تسير علاقتنا سابقًا ..
أخذتُ نفسًا عميقًا .. أكملتُ طعامي بهدوء ، وأنا أفكر ..
كيف سيكون وافي بعد قليل ! هل ذاك الحنون الذي رأيته في آخر 24 ساعة ..
أم سـ يعود لـ ذات الـ وافي الذي عهدتُه ؟
سمعتُ نوار توقظني من سلسلة أفكاري : إذا شبعتي قومي ترا بنروح للصالة ..
التفتُ حولي ، لا وجود لـ تلك المشعوذات ..
قلتُ لها : يلا ، الحمدلله شبعت ..
خرجنا معًا ، سقطت عيني على تلك الورود ، مُميزةٌ بـ لونها ..
همست لي إسراء : أموت وأعرف من هذا .. لا يكون سعودوه الزفت !
قلتُ وأنا أتأملهن : لا مو سعود ، أخته جلست دهر تعتذر وخلته يعتذر بعد ، مو هو .. شخص ثاني صدقيني .. قلت لك الأسلوب مختلف
قالت بجدية وتحذير : دانه ، تحذري منه .. تخيلي يعرف وافي ، تروحين ملح .. تعرفين شكثر وافي شراني .. يعني شايفه أفعاله معاك ..
نعم أعلم ، وافي شديد الغيرة .. لم يمر على موقف ذاك الشاب .. أكثر من 5 ساعات .. خرجنا من شقتنا ، وذاك تعلقت عيناه بي .. لـ يهزأه وافي .. طلب مني أن أغطي وجهي بطرف حجابي ..
كنتُ سـ أقول عنادًا .. ولكنها الغيرة ، تفيضُ من عينيه ..
تنهدتُ لـ أقول : شلون أوقفه بس ! أنتِ شايفه ما أعرف عنه شيء .. والأرقام اللي يرسل منها .. تتقفل على طول .. الله يستر بس
إسراء : إذا جاتك باقة مرة ثانيه ، ارميها .. أتوقع هذه رسالة واضحه ..
أومأت برأسي .. وردتني في ذات الوقت رسالة .. أرتبكت ..
ولكنني رأيت اسم " التافه وافي " ينير الشاشة ..
ضحكت بخفه ، لتلتفت إسراء وتنظر لشاشتي ..
لتطلق هي ضحكة مسموعه وأشاركها أنا
قالت بسخرية : غيري اسمه يا حظي ..
ابتسمت : هههههههههههههههههههه بغيره الآن والله ..
لم يكن تغييرًا يُحكى به ، فقط .. تحول من " التافه وافي " إلى " وافي " ..
قالت بسخريه : على الأقل قلب أحمر ..
ضربتها : انطمي ، واقلبيي وجهك ..
كان محتواها " نص ساعه وجاي لك "
أجبته " طيب "
أرسل لي " بدلي لبسك والبسي لبس مريح ، فستانك بيتعبك "
ابتسم قلبي ، تذكرتُ رمقتهُ تلك .. عندما فتح بابي ..
يسرّني بـ أنني استطيع إغواءه .. هو زوجي ويحق لي ذلك ..
قلبي ! لا يستطيع استيعاب فكرة أن نظرتي لـ وافي قد تبدلت ..
كنتُ أنوي بـ أن " أطين عيشته " ..
كنتُ أخططُ أن أرد كل كلماته في وجهه ..
الكمهُ بها ، ولكنها تبخرت ..
لا لن تتبخر ، سـ أنفذها ، أمامي عمرًا مع وافي ..


غِيْــمّ ~ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-04-21, 01:27 AM   #34

غِيْــمّ ~
 
الصورة الرمزية غِيْــمّ ~

? العضوٌ??? » 486022
?  التسِجيلٌ » Mar 2021
? مشَارَ?اتْي » 628
?  نُقآطِيْ » غِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond repute
افتراضي

.
.
.
.
.
وردتني رسالة ..
جعلتني أتأخر من الذهاب لـ أخواتي ..
"
نوار أتمنى إنك بخير ، سمعت اليوم إنك تركتي شغلك
"
صاحب الرسالة ..! مجهول .. هذا رقمٌ غير مسجل ..
شعرتُ بحزنٍ عميق يسكنني ..
اكنت لدي مخططات كثيرة أريد تحقيقها عندما توظفت ..
أخبرتُ بها سُلطانًا فقط ..
كنتُ أريدُ أن أنجح ، أن أثبت نفسي .. أن أضع اسمي في رأس القائمة ..
رددتُ بهمس : حسبي الله ونعم الوكيل ..
مسحتُ دمعتي ، لطالما جاهدتُ نفسي لـ أسبوعٍ كامل .. ومنعتها من ذرف الدموع ..
أرسلتُ لـ ضحى أسألها عن صاحب الرقم ..
لتخبرني بـ أنه العزيزُ سند .. ابتسمتُ ..
كان سند في ذلك الشهر ،ونعم الأخ ..
أذكر أنني أخبرته ذات يوم .. بأنه لو كان لي أخ ..
لـ تمنيتُ أن يصبح مثله ..
أجبته بـ " الحمدلله أنا بخير ، شكرًا على سؤالك .. سلم لي على زوجتك وحمودي "
لم يردني منهُ ردًا ، ليس مهمًا ذلك ..
ولكن وردتني من ضُحى .. التي تقول " من جد تعودنا عليك ، الله يأخذ هاني .. حرمنا منك ومن مديرنا .. حسبي الله عليه "
ضحكتُ بخفة على غضبها .. لأسألها " كيف المدير الجديد ؟ "
ضُحى " يجيب الهم ، الله يرحم أيام راشد .. بشوش وعسل ويتعاشر ، والله كنت آخذ أذن بدون ما أخاف إنه يهزأني .. حتى لما كان يرفض ، يرفض بلباقة ويعتذر لأنه يرفض .. هذا جلف ، ما أقدر أطلع آخذ أخواني ، اضطريت أجيب لهم سواق "
حبيبتي ضُحى ، مسؤولةٌ عن أخويها ، قلتُ لها " لو قلتي لي ، كان طرشت لهم سواق جدي "
قالت " يوووه نوار فشله مو حلوه ، عادي ترا "
قلتُ لها " هذا واحنا خوات تقولين فشلة ؟ ما علينا .. كيفه أبوك إن شاء الله أحسن ؟ "
أجابتني " الحمدلله ، رجع معاي البيت الحين ، إن شاء الله ما يرتفع عليه السكر مره ثانيه "
نوار " الله يحفظه لكم "
أغلقتُ محادثتها ، لأجد ردًا من سند ..
يخبرني بـ أن مشروعي عاد لهم .. تساءلت " ما خذاه راشد ؟ "
ليقول " راشد تنازل عنه ، أساسًا راشد ترك الشركة بكبرها ، هاني معتبره عدو له .. وأنتِ عارفة مكانه هاني عند المدير العام .. بس لا تحاتي .. ترا راشد جاي له عرض وظيفي في *** .. كان متردد يقبله قبل لأن مرتاح بمكانه .. بس بعد المهزلة اللي صارت . فضّل يقبله وراح ، الله يوفقه "
قلتُ بغضب : حسبي الله عليك يا هاني .. ضيعت على الرجال شغله بسبب تفاهتك
قلتُ لـ سند " الله يوفقه ، إن احتجت لمساعده يا سند ترا أنا موجودة "
قال لي " وأنا جبت رقمك من ضحى عشان هالموضوع ، اعذريني أكلمك بالوقت هذا بس مضطر ، عندي أسئلة كثيرة والأخ يبيه جاهز قبل 5 العصر "
ابتسمت لـ أقول " مو مشكلة ، قول لي كل تساءلاتك .. أتوقع عندي كل شيء بجهازي وش رأيك أطرش لك بالايميل وأسهل مهمتك ؟ وتحط لي أسئلتك واجاوبك ؟ "
شعرت بـ فرحته وهو مرسلٌ لي " والله يا نوار ما تقصرين ، مشكوره "
أكملتُ محادثتي مع سند ، أوضح له كل شيء .. ولساني مستمرٌ في الـ تحسب على هاني ..
سمعتُ صوت دانه تقول بـ زعل : اجلسي هنا مع جوالك وأنا رايحه طيب ..
التفت للساعه ، كانت تُشير لـ الثالثة ، قفزتُ من مكاني لأحتضنها ..
قلتُ بـ أسف : يووه دانة والله آسفة ، العتب على الـ حيوان هاني
سألت : وش مسوي ؟
شرحت لها كل شيء بـ اختصار
لـ تقول بـ حقد : الله ياخذه هو والمدير الجديد ذا ، صدق حيوانات مو بشر
ابتسمتُ لها وأنا أمشي معها للخارج : ما عليك منه ، انتبهي لنفسك ولـ وافي .. تحذري منه بعد ، وحاولي يا دانه تبعديه عن المحرمات
صمتت تلك ، أعلم هناك ما تخفيه ، ولكن تلك حياتها .. لا استطيع جبرها على قول شيء
أكملتُ : دانه ، ترا وافي حنيّن .. لا تطولين لسانك معاه واكسبيه
قالت وهي ترفع حاجبها : أنا اللي أطول لساني ؟
ضحكت بخفه : ههههههههههههه دوين ، أنا وأنتِ نعرف بعض
دانه : ههههههههههههههههههههههههه هه ، أوك بسكت .. بس والله هو لسانه أعوذ بالله منه
قلتُ لها : كلكم نفس بعض ، بس أنتِ كفي شرك عنه
قالت بضجر : اافففف زززييييييين
نوار : بطلع معك ترا
رفعت حاجبها لـ تقول : كذا ؟
التفتُ لـ ملابسي .. جينز أسود ، تيشيرت أديداس أبيض ، قلت بغرابة : وش فيني ؟
قالت بحدة : تستري على الأقل
نظرت لها ثم : ههههههههههههههههههههههههه ههههههههههه يا لبى الغيورين ، طبعًا ما بطلع لزوجك كذا ..
ارتبكت قليلًا لتقول : مو قصدي يعني عشان وافي بس بتطلعين للحوش والبيوت المجاورة لنا
قلتُ لها : ههههههههههههههههههههههههه ه خلاص خلاص يا مجاورة والله مو طالعه قدام زوجك كذا ..
وضعت يدها خلف رقبتها بـ توتر ، ضحكتُ وأنا أقترب منها وأقبل خدها : على قلبي الغيور أنا
دانة بقهر : نواروووه
نوار : هههههههههههههههه ..
ارتديتُ عباءتي ، لأسألها : ليش غيرتي فستانك ؟
كانت ترتدي .. جينزًا رصاصي اللون ، تيشيرت أبيض .. وعباءتها عليها ، مفتوحه الأزرار ..
قالت : مدري وافي قال بدلي أريح لك ..
قلت : من جد أريح ، وبتسافرين بكعب ؟
قالت بخبث : لا أختي حبيبتي بتعطيني جوتيها الأبيض حق أديداس
قلتُ : هههههههههههههههه ، بدرج الجواتي خذيه يا العياره
قبّلت خدي : يا فديييييييت هالحلوو أنا
نوار : ههههههههههههههه يلا
خرجنا معًا .. إسراء ، دينا ومروة بجانب جدي ..
وافي يقف بعيدًا قليلًا ، يتحدثُ مع مروة ..
التفت لنا عندما خرجنا ، كانت عيناه تراقب دانه ، بصمت وابتسامه خفيفه ..
اقتربتُ منه لأول : هلا وافي شلونك ؟
ابتسم لي : الحمدلله ماشي الحال .. كيفك أنتِ والشغل ؟
ابتسمتُ ابتسامة باهته : أنا طيبة والشغل تركته
قال بـ أسى : افاا ليه ؟ أذكر كنتي مرتاحه
قلتُ باختصار : صارت لي مشكله وتركت ، أريح لي
قال : الله يعوضك خير ..
التفت لدانه ، ثم عاد لي بحماس ليقول : عاد تدرين .. ابوي بيفتح مكتبه اللي هنا .. يبي يشغله ، يقول محتاج مهندس معماري شاطر يجلس فيه ، وش رأيك ؟
ابتسمتُ بسعاده : من جدك !
ابتسم وافي لـ سعادتي : ايه والله ، كلميه .. عاد بيستانس قصوصي إنه ما راح يحاتي شيء .. وأنتِ لها
قلتُ له بامتنان : أكيد بكلمه ، ولا وش رأيك أنتَ يا جدي ؟
قال لي بابتسامه : تو تذكرين جدك ؟
نوار : ههههههههههههههههههههههه اعذرني
قال جدي : توكلي يبوك ، أنتِ يضيق صدرك بدون شغل ..
قال وافي : الله يوفقك .. التفت لتلك التي تقف بجانبي : يلا دانه ؟
تقدمت لتقف أماي ، احتضنتني مطولًا ، انتقتل لـ دينا .. إسراء ، ثم مروة .. قبلت رأس جدي ..
لتقول لي : الله يحفظكم ، كلموني كل يوم
ابتسمتُ لها : حاضر ..
ثم قلت بصوتٍ واضح لـ وافي : انتبه لـ دانتنا يا وافي
ليقول هو : بـ عيوني أفا عليك ..
التمستُ الصدق ، المحبة والوفاء ، في صوته ..
وقفتُ مكاني ، وأنا انظر لسيارتهم تبتعد من أمامي ..
شعرت لحظتها بـ أنني ودعتُ قطعةً من قلبي وليست أختي فقط ..
شعرتُ وقتها بـ أنني عرفتُ ما هي الأمومة ..
استوعب عقلي ، بأنني كنتُ أمًا لـ 4 فتيات منذ 4 أعوام ..
ابتسمتُ وأنا أمسح تلك الدمعة الهاوية على خدي ..
.
.
.
.
.
الرابعه والنصف ..
تحرك ذلك المركب الذي ينقلنا ، في البحر .. هل هكذا سيكون سفرنا يا وافي ؟
أخبرني بـ أننا سنكون في جزيرة .. لن يأخذني لـ خارج الحدود
سألته : ليش وافي ؟
أجابني : أدري بك ، تخافي من الطائرات من بعد اللي صار ..
الآن .. أضع رأسي على كتف وافي بتعب .. ننتظر انتقالنا للمقصورات ..
سألته : الرحلة كم تستغرق ؟
أجابني ببروده المعتاد : ثلاث ساعات ونصف لـ أربع ساعات
نظرتُ لـ ساعتي : نوصل ثمانيه المسا !
همس : تقريبًـا
قلتُ : حسافه ، كنت أتمنى أشوف الغروب من البحر وفي احدى الجزر ، أحس وناسة
سألني : ما قد رحتي لـ جزر مع عمي ؟
قلتُ له : لا ، أمي ما تحب الجزر ، وسلطان يحط رغباتنا عرض الحائط إذا روز قالت لا
وافي : هههههههههههههه ، يمديك تشوفي الغروب الأيام الجاية ، والشروق أحلى عشان كذا اخترت هالوقت نبحر فيه
رفعت رأسي لأقابله ، وأسأل : يعني جيت لهنا قبل ؟
وافي : لا ، بس رحت لجزيرة من قبل .. أنا وجراح ومشاري وأبوي
فرحت ، فرحتُ عندما أخبرني بـ أن رحلته كانت معهم ..
سمعته يقول لي : على فكرة ، يمديك تشوفين الغروب ، إذا ما نمتي .. من وسط البحر بعد ..
غمز لي وهو مبتسم : مو أحلى ؟
وترتني غمزته ، قلت بهدوء : آممممم بعد صح .. أكيد أحلى
كان سيتحدث ، ولكن أحد العاملين قاطعنا لـ يقول بلكنته الأجنبية : سيد وافي ، نعتذر على العطل ، مقصورتكم جاهزة ..
ليجيب وافي بـ انجليزية مُتقنه أدهشتني : لا بأس عزيزي ، لـ نذهب ..
التفت لي ليقول بهدوء دون أن ينتبه لدهشتني : يلا دانه
مشيتُ معه .. ماذا بعد لـ تدهشني يا وافي ؟ ماذا بعد !


كنتُ أقاوم نعاسي .. وافي مستلقي أمامي .. لم نتحدث .. أصبحت السادسة ..
الغروب على وشك البدأ .. التفتُ له .. قلت : وافي خلينا نطلع يلا ..
رفع نظره لي ، ابتسم لحماسي لـ يقول : طيب يلا قومي
قلتُ له بتحذير : يا ويلك لو غربت الشمس
قال بضحكة : لا وين بعده ، عندك 45 دقيقة يمكن ..
قلتُ له بطفولة : ترا يأذن 6:30 يا فالح
اقترب مني ، طبع قبله على خدي دون وعي منه ليقول بـ مزاح : أدري يا فالحه
تقدمني ، أنا ما زلتُ جامدة في مكاني .. عفوية وافي ، تجذبني بشدة
دعوت ربي بـ أن لا يغير وافي ، لأن قلبي بدأ بـ الميلآن ..
إن عاد وافي السابق .. سيسقط ذلك القلب على قاعٍ قاسٍ

كان غروبًا جميلًا بـ الفعل .. أجمل مما توقعت ..
قلت : سبحان الله
التفت لي ، لـ يقول : عاجبك ؟
التفت له بابتسامه : مرّه .. شكرًا
قال لي ببرود : ما سويت شيء ..
سألته بـ وضوح : وافي ليش أنت بارد كذا ؟
ابتسم دون أن يلتفت لي ، كانت عيناه تراقب أمواج البحر الهادئ ، أجاب : أنا كذا
دانه : يعني ؟
اقترب مني ، ليهمس بأذني : هذا أنا ، أنتوا كونتوا شخصيتي على كذا ..
ابتعد قليلًا ، لـ تلتقي عيني بعينه .. كانت نظرتي حائرة ، وهو ! ينظر لي ببرود ..
عاد وافي قبل الزواج ، حمدًا لله .. لم يرفرف قلبي بعيدًا ..

سمعتُ البحّار يعلن عن وصولنا ، هل كنتُ في حالة شرود كل ذلك الوقت !
تقدمني وافي وهو يمسك بيدي .. همس لي : تقدمي دانه
تقدمتُ ،، حتى أصبحتُ أمشي على نفس خُطاه ..
استقبلتنا احدى المركبات ، كان سائقها أجنبيًا ..
سأل وافي : هل هذه جميع حقائبكم ؟
ليجيبه وافي بهدوء : نعم
قال : لننطلق إذًا ، في أي اتجاه هي فلتكم ؟
قال له وافي : لا أعلم ، هناك حجز بـ اسم وافي الـ ... ..
ابتسم : حسنًا ، عرفتها ..
اطلق بـ أحد الاتجاهات ، كان هواء تلك الجزيرة منعشًا .. أنعش روحي ..
ولكن تلك الروح متعبه .. انتظر وصولنا لـ ابكي ..
أريدُ أن أفرغ طاقاتي ..
سمعته يتحدث : وش فيك ؟
التفتُ له ، أجبتُ بهدوء عميق : حاسه بتعب
قال : كلها خمس دقايق ..
متعبةٌ منك وليس من الطريق الطويل ..
متعبةٌ من عدم تقبلك لي ، رغم تجاهلي لكل شيء حدث ..
متعبةٌ من محاولاتي الفاشلة ، جميعها فاشلة وافي ..
متعبةٌ من رفض عقلي ، بــ أن أكمل ما خططتُ له معك ..
سمعته يشكر السائق ..
ترجلتُ دون انتظاري له بـ قول : يلا انزلي ..
لا أريدُ سماع الأوامر منه ..
دخلنا لـ تلك الفيلا ..
كنتُ سأفرح بها ، لو كان وافي شخصًا آخر ..
لو كان صاحبُ تلك الباقات مثلًا ..
هل كان سيأتي بي إلى هُنا ..
ويكون استقبالي بـ باقاتٍ جميلة ؟
جائني صوت وافي المُستغرب : ايش بك واقفة هناك ؟ ادخلي دانه
عُدتُ لـ واقعي المُر .. دخلت بخطوات هادئة ، ابلع غصتي ..
قال لي ببرود : الغرفة الرئيسية هناك ..
التفتُ لـ المكان الذي يشير له ..
قال لي : روحي ارتاحي ..
رفعت نظري له ، اعطاني ظهره .. دخل غرفة أخرى وأغلق بابه خلفه ..
في هذه اللحظة .. سمحتُ لـ دمعتي اليتيمة بالإنهمار ..
يستمر هو بـ رفضي ..
لم يطل مكوثي في رُدهة المكان ..
تحركتُ بـ اتجاه تلك الغرفة ..
غُرفة تليق بـ العرسان ..
لم أنسى وجوه المُسافرين ..
اغلبهم ، زوجٌ وزوجته ..
لم أرى عائلات ..
أي أم وأب وأطفالهم ..
زوج وزوجة فقط ..
متجانبين .. منسجمين ..
لم أشعر بـ ذلك الانسجمام معك وافي ..
وأنا عروسٌ جديدة ..
كانت دموعي مستمرة بالسقوط بينما عقلي يذكرني بـ برود وافي ..
كان عتابًا قاسيًا من ذلك العقل ، لـ قلبي المغفل ..
وضعتُ رأسي على الفراش ..
ولا أعلم ، في أي لحظةٍ غفيت ..
.
.
.
.
.
كنتُ قاسيًا .. أعلم ..
لم أستطع مرة أخرى مصارحتك .. لن أنسى حماسك ..
لن أنسى فرحتك .. لن أنسى شُكركِ لي ..
لا تعلمين كم كان قلبي يخفقُ بكل لحظة كنتِ تبتسمي بها ..
لا تعلمين كم ضاق وهو يرى تلك الدمعة المحبوسة ..
كنتُ أتمنى لو أستطيع احتضانك في تلك اللحظة ..
ولكن قلبي ضعيف .. ضعيفٌ جدًا اتجاهك دانه ..
لا أستيطع أن أنقل لك وباءً كـ هذا ..
رن هاتفي .. " لا تنسى علاجك "
ابتسمتُ بـ ألم .. فتحتُ تلك العلبات ..
أخذت جرعاتي ..
اتصلت ، التقطه بسرعة : أخذت علاجك ؟
قلتُ بسخرية : وعليكم السلام ، الحمدلله توني أوصل من 10 دقائق .. الحمدلله أخذته
قال : ههههههههههههههههههههههه الحمدلله ، عجبك المكان ؟
وافي : مبدئيًا ، شرح حلوو .. بكتشفه بكره ، إن ما عجب دانه يا ويلك
جراح : ههههههههههههههه يقولون إنه حق عرسان
قلت بسخرية : مرة
قال لي بجدية : وافي لا تضعف
قلتُ بصدق : ودي أذبح نفسي يخوي
قال لي معاتبًا : هذه ضريبة أفعالك ، لا تقول خف علي وغيره
قلتُ وأنا أقاوم حزني : ادفع الثمن غالي
قال لي بحدة : اسمع ، يا ويلك تسوي شيء تندم عليه بكره ..
صمتَ ثم قال بهدوء : قلت لها
همست : لا
جراح : وافي قول لها .. تقدر تساعدك هي
قلت بتردد وحزنٌ يتضح : لو طلبت الطلاق ؟ أنت الظاهر ما تدري إن جدي أجبرها
قال جراح : خلها ، بكيفها وافي .. لا تنسى ، بنظرها هي متزوجة وافي السكير ، أنت رافض إنها تعرف إنك تعالجت .. رافض إنها تعرف إنك دارس مثقف فاهم من أفضل طلاب بعثتك ، رافض تعرف إنك تشتغل ووظيفتك مرموقة ، ورافض تعرف إن فيك بلا .. وتبيها تبقى معك ؟ وافي أنت قدامها شخص هي ما تعرفه أبد .. شخص عكس كل شيء في بالها ..
لم أجبه بحرف .. سمعته يزفر بضيق : اسمع وافي ، أنت محتاج شخص غيري يعرف باللي فيك
قلتُ له بهمس : لا يكون بتروح
جراح : يا غبي ، قلت لك مو تاركك ، مو تاركك إلا وأنا أشوف كل تحاليلك سليمة .. بس أنتَ محتاج شخص غيري .. مو تبيها تفهم مشاعرك وتجيك ! ياخي خلك واضح عندها
قلتُ له بهدوء : تبيني أروح أقول لها أنا عندي وباء الكبد سي تعالي حبيني ! ولا أشفقي علي ! ولا تبيني اسمع منها أسطوانة تستاهل هذا اللي جاك بسبب شربك ؟ ولا عاد لو حلا لها الوضع ذكرتني بيومي الأغبر
جراح : ههههههههههههههههههههههههه هه .. ثم قال بقهر : مشكلتك عزيز نفس بزيادة
أجبته : والله ما أظن إني عشت حياة الرفاهية ، يحق لي أعز نفسي وأنا عايش بين هالناس ..
جراح : وينها عننك الآن ؟
قلت له ببراءة ، انتظر توبيخًا جديدًا : بغرفتها
جراح بدهشة : بعععععععععععععععد !
قلت له بذات البراءة : عاد هذا اللي صار ..
قال لي : يكون أحسن ..
وافي : أدري ..
.
.
.
.
كانت كلماته تلك تتكرر في ذهني .. هل تلك نظرته لي !
هل يظن بـ أنني سأسخر منه !
لما لا !
قد فعلتها مرة ..
لا ألومه إن فعلتها مرة أخرى ..
عدتُ لغرفتي ..
كنت سأسأله عن حقيبتي ..
تكررت كلماته في ذهني ..
"
ولا أشفقي علي ! ولا تبيني اسمع منها أسطوانة تستاهل هذا اللي جاك بسبب شربك ؟ ولا عاد لو حلا لها الوضع ذكرتني بيومي الأغبر
"
لا أعلم ماذا سبق ذلك .. ولكن رافقتني نوبة بكاء أخرى ..
لا أعلم لمَ أبكي الآن ..
قد يكون بسبب نظرته لي .. بـ أنني ساخرة ..
وقد تكون ، كبت أيامٍ مضت ..
أو .. هو طيف روز الذي زارني في منامي ..


انتهــى ..


غِيْــمّ ~ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-04-21, 03:38 PM   #35

غدا يوم اخر

? العضوٌ??? » 5865
?  التسِجيلٌ » Apr 2008
? مشَارَ?اتْي » 1,156
?  نُقآطِيْ » غدا يوم اخر is on a distinguished road
افتراضي

متحمسه لهم روز عندها حدس في بنتها واتصلت عليها
والاب اتصل علي عياله بس الغريب مو كانه قايل للطبيبة تقول كلام او معلومات ماقالته هل الطبيبة تعرف عن روز لانها قالت امكم بخير
ايشهالصدفة اثنينهم يتصلون علي البنات بنفس اليوم
وافي رحمته بديت اشك ان عمهم له علاقه بالي صاير


غدا يوم اخر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-04-21, 06:23 PM   #36

غِيْــمّ ~
 
الصورة الرمزية غِيْــمّ ~

? العضوٌ??? » 486022
?  التسِجيلٌ » Mar 2021
? مشَارَ?اتْي » 628
?  نُقآطِيْ » غِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة غدا يوم اخر مشاهدة المشاركة
متحمسه لهم روز عندها حدس في بنتها واتصلت عليها
والاب اتصل علي عياله بس الغريب مو كانه قايل للطبيبة تقول كلام او معلومات ماقالته هل الطبيبة تعرف عن روز لانها قالت امكم بخير
ايشهالصدفة اثنينهم يتصلون علي البنات بنفس اليوم
وافي رحمته بديت اشك ان عمهم له علاقه بالي صاير

يا هلا ..
روز تحس ببناتها طبيعي قلب الأم ..
ليديا ( الدكتورة ) ما قالت الا اللي أمرها فيه سُلطان ، وحتى إنها سألته ليش طلب منها تقول كذا ..
الصصُدفف حلوه أحيانًا 😉
وافي جدًا وضعه يحزن ☹ بس القاسي ما يطلع حرته الا في الفقيرة اللي معاه وتحاول تكسبه ..
عمهم ! ممكن وممكن مو هو .. تتوقعي أخ يسوي بأخوه كذا ! مع إنه تعامل بقساوة مع بناته ..

نورتيني حبيبتي واسعدني تعليقك 💓


غِيْــمّ ~ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 29-04-21, 04:01 AM   #37

غِيْــمّ ~
 
الصورة الرمزية غِيْــمّ ~

? العضوٌ??? » 486022
?  التسِجيلٌ » Mar 2021
? مشَارَ?اتْي » 628
?  نُقآطِيْ » غِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond repute
افتراضي

صبــاح الخيــر ..

بخصوص الجزء الجاي ، حبيت إن أحطه بأيام العيـد أفضل ، خصوصًـا إننا مقبلين على العشر الأواخر ..
وما يمديني الوقت أكتب ..
إذًا نلتقي إن شاء الله بـ ثاني أو ثالث العيد مع الجزء الجديد ..

وبـارك الله لكـم في أوقاتـكم ويتقبل منكم صالح الأعمال ..


غِيْــمّ ~ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14-05-21, 02:27 AM   #38

غِيْــمّ ~
 
الصورة الرمزية غِيْــمّ ~

? العضوٌ??? » 486022
?  التسِجيلٌ » Mar 2021
? مشَارَ?اتْي » 628
?  نُقآطِيْ » غِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond repute
افتراضي

كل عام أنتم بخير ..
قدرت أخلص البـارت قبل .. أتمنــى إن يعجبكم ..
قراءة ممتعه ..


الجزء العـــــاشــر ..







بعـد يوميـن ..

إنها الثانيةُ ظُهرًا ، عرفتُ ذلك بعدما فتحتُ عيني .. وقابلتُ أمامي ساعة الحائط ..
لا تُشبهُ المُعلقة على حائط غرفتي .. أين أنا ؟
التفتُ حولي ، وإذا البياضُ يلفني من كل اتجاه .. أين أنا ؟
كانت يساري تؤلمني قليلًا .. التفتُ لـ كفي ، وإذا بِـ ذلك المصل موصولٌ بها..
فتحتُ عينيّ بدهشة .. لا أذكر متى كان آخر عهدي مع هذا ..
كيف غُرِس ! أذكرُ بِـ أنّي أُقيمُ القيامة عندما يتم غرسه فِي يدي ..
لحظة ! أنا اتذكر لحظة إغمائي ، وجراح !
قهر .. شعرتُ بأن ذاك المجرى ناشف بعدما تذكرتُ جراح ، أحتاجُ بعض الماء ..
آآآآخخخ جراح ، لِما سقطتُ بين يديك ..
أتذكر نظرته الغاضبه ..
يدهُ الكبيرة التي غطت فمي وأنفي ..
بسبب يدهُ الكبيرة البغيضة تلك .. أصبتُ بِـ نوبة ربو ..
آووه لم يذكر سابقًا .. أنا مريضة ربو ..
تأتيني تلك النوبات على فترات مُتباعدة جدًا ، لأنني حريصة جدًا ..
لستُ أنا فقط إنما عائلتي بِـ أكملها ..
دُقّ ذلك الباب ، اعتدلتُ في جلستي وأنا أشعر بِـ تعبٍ شديد ..
تحسستُ حجابي ، كان مثبتًا على رأسي ..
قلتُ بِـ تعب : تفضل ..
لِـ يدخل جراح ، بِـ نطرة كـ الصقر .. قال بـ استهزاء : الحمدلله على سلامتك
لِـ أقول أنا بِـ تعبٍ وحقد : الله يسلمك ترا كله منك ، أحد يتسبح بالعود كذا ؟
قال لي بتهجم : في وحده عقلها في رأسها تتجسس على شخص لا وتدخل شقته ! ترا هذا شاب شاب ما تفهمين !
لأقول له : مالك شغل فيني زين ، أروح وين ما أبي أنت وش عليك ؟
أقترب مني كثيرًا ، ليقول بهمس : والله صادقه وش لي فيك ؟ يا ريته سامعك وأنتِ تشاهقين وذابحك وشرب دمك ، أو الله أعلم وش مسوي لك

لامس الخوف قلبي لحظتها ، مُحق ..
لولا وجوده ، لولا أنه وضع يده على فمي في تلك اللحظة ..
لكنتُ بين يدي فارس الآن ..
قلتُ له بِـ صدود .. وعزّة نفس : شكرًا
سألني بهدوء : دينا ، وش تبين من فارس أنتِ ؟
قلتُ بتهجم وصوتٍ حاد : أنت ما سمعته وش يقول ؟
جراح : بهدوء لو سمحتي
تأففت ، لأسأله : متى بخرج من هنا ؟ تعبت .. وبعدين ليش المُغذي هذا ! ترا كلها نوبة ربو
جراح : وقلّة تغذيه بعد ، ما بقى شيء ويخلص
قلقت .. يُخيفني نزعة أكثر من وضعه في يدي ..
سألته بتردد : من بيشيله ؟
رفع حاجبه : أنا
قلت : لا تمزح مزحات تافهه
ضحك بخفة ليقول : صحيح مرضك مو مجالي ، بس كل دكتور يعرف يحط ويشيل المُغذي
قلتُ بقلق : خُبري هذا شغل الممرضات
قال لي بِـ استهزاء : هنا مافي الا ممرضين ، والصراحة أغار على بنت خالي منهم ولا وش رأيك ؟
قلتُ : وأنت مو حلال تمسك ايدي، قوم شد حيلك واسحب لي ممرضه .. حتى لو تجيبها من ثلاجة الموتى
ضحك جراح بقوة ، نرفزتني ضحكته
قال بابتسامه : بعدك تخافين من ابرة المغذي ؟
قلتُ لأتخلص منه : ايه بعدني أخاف وأموت رعب وتجهز للفضيحة لأني بصارخ أول ما ينشال
قال : بحط ايدي على فمك كله ولا الفضايح
قلتُ بسرعة : تكفى ما أقدر أقعد زياده ، وجع أحد يتسبح بالعود كذا ؟
اتسعت ابتسامته : مو متسبح بس أنتي من الخوف والتوتر والله .. ناطه لي شقه شاب
بقلة صبر : يا صبر الأرض
سألني بهدوء : دينا .. وش تسوين بشقة فارس ! قولي .. ليش تتجسسي عليه ؟

كان الصمتُ اجابتي ، لن أخبرك .. لن أبرر لك .. صمت هو أيضًا .. اصبح المكانُ هادئًا ، لـ يأخذني عقلي .. للماضي القريب .. للثامنه صباحًا من هذا اليوم ..
لم أتوقف عن بحثي خلف فارس ، بحثتُ كثيرًا حتى عثرتُ على عنوانه ، فارس يعيش في شقة فاخرة .. وحيدًا ، توفيت والدته مؤخرًا ، يبلغُ من العمر ٢٨ عام .. عمل لدى والدي قبل عامٍ واحد من ذلك العام الذي سافر به ..
وصلت لِـ مكان شقته ، دخلت بسهوله وتسللتُ من البلكونة.. ولحسن حظي ، كانت مفتوحه .. دخلتُ لِــ شقته متجاهله بِـ انها لـ " شاب " .. تبعتُ ذاك الصوت بحذر ..
كان يتحدث لِـ أحدهم ، بِـ الانجليزيه .. كنتُ استمع بِـ تركيز واهتمامٍ بالغ .. حتى شعرتُ بِـ أن أحدٌ بِـ جانبي .. قلقتُ ولكنني لم التفت .. كان حديثُ فارس أكثر أهمية ..
توسعت عيني ، فتحتُ فمي .. كنتُ سَـ أشهق ..
ولكنّ تلك الكف التي وُضِعت على فمي منعتني ..
حبستُ أنفاسي .. سحبتُ بطني للداخل ، أصبح صدري بارزًا ، ووقفتُ على أطراف قدمي ..
لـ تلتقي عيني بعينه ، أصبح نصفي بين أحضانه ..
وبعدها بدأتُ اختنق ، اشرتُ له .. بأنني اختنق ..
لم يرفع يده بل سحبني بسرعه .. خارج تلك الشقة ..
ليبعد يده سامحًا لي باستنشاق بعض الهواء ، ولكن بعد ماذا ؟
بعدما سقطتُ بين يديه ، مخطوفًا لوني ..
كُنت اسمع ترديدهُ لاسمي بقلقٍ وهمس ..
لكن .. أعتذر ؛ لا أستطيعُ الاجابة ..


" خلاص دينا .. يلا بيخرجوك "
التفتُ له .. كان يحتضنُ كفي الأيسر الخالي من تلك الابرة ..
فتحتُ عيني بوسعها : كيف شلته ؟
قال بغرور : شطارة دكتور ، يلا قومي أنا بخرج أكمل اجراءاتك .. وأنتِ تجهزي
قلتُ بهمس وصل لمسمعه : وجع مغرور .. يا ريته يتواضع مثل أبوه أو أخوه على الأقل
جراح : هههههههههههههههههههه ..
همستُ : ضحكت من سرك .. افففففففف ، هذا كيف صار كذا بطران .. الله يرحمك عميمة ..
سمعته يردد : آمين ..
حبستُ نفسي وصوتي أيضًا .. إلى متى سَـ أُفضح أمام جراح يا الله !
خرج .. لأقوم أنا واتجهز .. كيف سَـ أخرج ..
لحظة ! تبادر الى ذهني طريقة وصولي لـ المشفى ..
تذكرت قوله لي " تغذي زين ، صايره مثل الريشة "
هل حملني ذلك المعتوه ! يا الهي لماذا ! لماذا !
أصبح لون وجهي مخلوطًا .. أصفر وأحمر ..
من التعب والاحراج ..
سمعت طرقاته للباب .. قلتُ : دقيقة أعدل حجابي ..
خرجتُ له .. قلت : وين سيارتي ؟
أجاب بـ استهزاء : عند الشقة
تأففتُ قليلًا : جراح ممكن تسوي نفسك ما شفت ولا عرفت ولا التقيت بي ، لحظة .. أساسًا وش جابك لا يكون مراقبني ؟
أكمل بذات النبرة : اوووه كشفتيني ، ما عندي الا اراقبك
ضغطتُ على أسناني لأقول : جججرررراااااااااااحححححح
ضحك بخفة وهو يمشي بجانبي : لا ما عندي وقت أراقبك ، بس شقتنا بنفس المبنىى ..
التفتُ له : شقتكم ؟
رفع حاجبه : أنا وأبوي
سألت : وبيتكم ؟
جراح : أبوي ما يبي يفتحه ..

أعذره .. هل يُعاشُ فيه بعد عمتي ! في كل مكان صوتها ورائحتها وابتسامتها العذبة ..
كـ جناح والداي المهجور .. لا نستطيع فتح ذاك الباب ..

قاطع ذكريايّ صوته وهو يسأل : ما بتقولين .. ليش مقتحمه شقة فارس
وضعت يدي على جبهتي : يا لييييييييل ، وش تبي أنت ؟ مو خبري فيك فضولي وتحشر أنفك هالكثر
ابتسم لي : موضوعك يحير ..
مشيتُ بـ خطواتٍ اتجاوزه بها دون أن أعطيه اهتمامًا .. أو أجيب عبى سؤاله ..
.
.
.
.
.
كنا نمشي بجانب بعض .. يُرهقني التفكير فيما فعلته تلك المجنونة ، رسميًا مجنونة ..
بماذا كانت تفكر عندما فعلت فعلتها .. هل يُعقل ذلك ! تغيرتي كثيرًا يا دينا ..
كُنت أعلم .. منذ طفولتك وأنتِ مجنونة .. متهورة ، ولكن لكل شيء حدود ..
التفتُ لها كانت تبدو منزعجة ، وجودي بجانبها الآن وتحكمي بها يزعجها ..
ولكن سـ أكون لك بِـ المرصاد ، لن اتركك ..
لا أستطيع نسيان تلك اللحظة وأنا أراك تتسللين لِـ بلكونته .. كُنت ذاهبًا لِـ عملي ..
عُدتُ لأني أعلم .. تلك الشقة يسكن بها شاب تعرفتُ عليه قبل زفاف وافي ..
لأركض من خلفك خوفًا عليك دينا ..
لم تشعر بِـ وجودي ، كان يهمها حديث ذاك الـ فارس ..
لا أنكر ؛ حديثه كان مُخيفًا .. كلماته دبت الرعب في قلبي وتركت ألف سؤالٍ في مُخي ..
ولكن ما يهم الآن ؛ هو اخراج دينا من هنا .. قبل التفات فارس ..
الأخرى ؛ كانت ستصدر صوتًا أستطيع قول بِـ أنه كـ القنبلة ..
كنتُ منتبهًا لـ الصدمه التي عاشتها في تلك اللحظة ولا ألومها ..

سمعتها تنبهني : وين سيارتك عاد ؟ لا تقول آخر الدنيا !
التفتُ لها وبعقلٍ مشغول قلت : لا هنا قريب ..
ركبت بجانبي ، وضعت حزامها لتقول : وصلني لسيارتي بروح فيها
قلت لها بهدوء وأنا ارفع حاجبي : شايفه التعب اللي بوجهك ؟
اجابتني بهدوء غاضب : مالك شغل فيني ..
حركتُ سيارتي دون اجابه ، عنيدة .. عنيده هذه المتمردة ..
لم أعر طلبهآ أي إهتمام ، لاحظت هي بعد ١٠ دقائق من خروجنا بأننا نتجهه لمنزلهم ..
استغفرت ربها بهمسٍ وقهر ..
ابتسمتُ ابتسامةً جانبية .. لا عليكِ ..
يُدبرُ لكِ كذبةً بيضاء ، لا تقلقي ..

بعد عشر دقائق أخرى ، أو ما يُقارب الـ خمسة عشر دقيقة وصلنا لمنزلهم ..
لنلتفت كِلانا ، وبصوتٍ واحد نطقنا ..
جراح : بنقول إنك سويتي حادث
دينا : بنقول إني سويت حادث
رفعتُ حاجبي ، لأريحُ جسدي وأقول : ايوه اسمعك كملي
التفتت لي وهي تعقد حاجبيها في وجهي ، ابتسمتُ لحركاتها الطفولية ..
ابعدت وجهها وعقدت يديها أمام صدرها ..
لتقول بغضب طفيف : بنقول اني سويت حادث وما تعورت بس رضوض بسيطه في الصدر وأنت شفتني في المستشفى
قلتُ لها ببرودٍ مستفز : بس أنا ما اشتغل في المستشفى ، عندي عيادة خاصة ونوار تعرف
لوت شفتيها ، لم يعجبها كلامي .. توسعت ابتسامتي أكثر ..
لـ أقول لها بهدوء : سويتي حادث وأنا كنت موجود بنفس المكان .. نقلتك للمستشفى وجبتك .. كذا تمام
قالت وهي تترجل السيارة : يبدو إنك متعود على الكذبات ، الله يرحم عمتي الظاهر شبعت كذب منك
جراح : ههههههههههههههههههههههههه ه ، أبدًا ما كذبت عليها ..
ابتسمت ولأول مرة منذ الصباح .. وأخيرًا ..
توجهت لـ بابهم .. لـ تقول لي من بعيد : تفضل ..
قلتُ : مشكورة ، أنتوا بنات لحالكم .. يلا سلام ..
استأذنت لـ أذهب ، وعقلي لا يزال مشوشًا ..
ماذا تريدُ دينا من فارس ؟
وما علاقة فارس بكل ذلك ؟
التقطتُ هاتفي الذي أنار بـ رسالة من دينا تشكرني ..
انتبهتُ لـ رسالة وافي .. لـ تتسع عيناي بدهشة ..
.
.
.
.
.
" ايش في وجهك كذا ؟ "
التفتنا أنا وإسراء بسرعة ، عندما نطقت نوار بـ ذلك ..
اقتربنا لتتفحصها إسراء وهي تقلب وجه دينا يمينًا وشمالًا ..
سألتها : فيك شيء ؟
التفت لي : ممكن تجيبي لي ماي ؟
قلتُ : من عيوني ..
توجهتُ للمطبخ لأحضر لها قنينة صغيرة ، تناولتها جرعة واحدة ..
لتسألها نوار مرة أخرى : وش فيك ؟
قالت بتعب : أبد سويت حادث بسيط
لتشهق نوار : ليش ما قلتي لنا ؟ تعورتي ؟ فيك شيء ؟ أِوف ...
قاطعتها لتقول : نوااااار ، ما فيني شيء والله .. جاتني ازمة ربو ، جراح ما قصر نقلني على طول وأنا بخير الحين ما فيني شيء والله ، ولا تعورت حتى ..
مسحتُ على شعرها لـ أقول بحنان : خطاك الشر قلبي
ابتسمت بوجهي ، لـ تضع رأسها على صدري .. وأخذتُ أمسح عليه ..
نوار أخذت دور الأم .. الكثير من الطعام .. أدويتها والكثير الكثير ..
أما إسراء ، كانت تتأمل وضع دينا ..
لـ تهمس لها : مو حادث صح ؟ صارت لك أزمة وبس .. لكن جراح !!!!
ضربتها دينا لـ تقول : انقلعي ترا حدي تعبانه مو رايقة لك
إسراء رمقتها بـ شك : اقطع ايدي والله .. آآآآخخخخخ يا دوينن تكشفين الكذووب ..
دينا وهي تغمض عينيها : غرقانه مع فوفو ولا هي داريه عنكم
قلتُ وأنا أعقد حاجباي : فوفو !
دينا بتعب : ههههههههه وافي يعني ندلعه
إسراء : هههههههههههههههههههه مدري أقول يا ويلك من دانه لأنك مدلعه زوجها ، أو يا ويلك من وافي إذا سمع اسمه تشوهه هالكثر
دينا : ههههههههههههههههههه استري اختك التعبانة
إسراء وهي تثبت عينيها : سترنا .. سترنا ..
صمتنا جميعنا ، وأنا ما زالت يداي تتحرك على شعر دينا .. يقول لي عقلي ..
ليس حادثًا ..
هي ذهبت للمشفى ، يتضح ذلك من القطن الموضوع على يدها ..
قد تكون عيادة جراح ..
المهم ، ما حصل قبل ذلك ..
أي .. ما الذي أوصلها للمشفى !
انتبهتُ لـ إسراء التي كانت تشيرُ لي بيدها ..
همستُ لـ أن دينا غفت ..
قلت : ايش بك ؟
إسراء وهي تحرك شفتيها دون إصدار أي صوت : مو حادث
قلتُ : وأنا حاسه بعد
قالت : الله يستر
قلتُ لها وأنا انتبه لـ قدوم نوار : نقول لدانه ؟
أشارت لي بـ لا .. لنصمت وتعود كلًا منا لحالها ..
التفتُ لـ نوار التي جلست معنا وعينيها تراقب دينا ..
عادت نوار لـ مزاولة عملها .. مع عمي عبدالرحمن الذي فرح بها ..
تديرُ احدى المشاريع ..
ولكن ، حماسها وشغفها قد انطفئ قليلًا ..
لا نعلم ما بها ، وكذلك موضوع والدي .. يشغلها كثيرًا ..
تلك الطبيبة .. لم تتصل بعد اتصالها السابق ..
وما زال هاتفها مغلقًا ..
سمعتُ إسراء تسألها : نوار ، وش مضايقك ؟
لـ تجيب : ولا شيء ، الشغل متعبني وبس
قالت بصراحتها : والله أحس إنك مشتاقة لشغلك القديم ، يعني صدق مرتاحة هنا بس تبين هذاك صح ؟
ابتسمت لـ تقول : صح ، هناك تأقلمت بسرعة .. صحيح اشتغلت شهر بس ، بس كان شهر مريح جدًا .. الكل متفاهم ومتحاب ويساعد ، من أصغر موظف بـ أصغر منصب ، لـ المدير .. كلهم كلهم عكس الفرع القديم .. وهنا نفس الشيء مع عمي عبدالرحمن .. بس غالبيتهم يحسسوني إني جيت بواسطة وإني أقرب له وووووو
قالت إسراء : ما عليك طنشيهم
أطلقت تنهيدة لـ تقول : وش أطنشهم ؟ اليوم عمي قال لي .. بعد ثلاث أسابيع إذا استقر الفرع بيخليني أمسكه لحالي وهو بيرجع يسافر ، عاد الله يستر
إسراء : ااووووبببسسسسيييييي
حركت يدها في الهواء ، رفعت حاجبيها وقالت : شايفه كيف ؟
إسراء : شايفه ، الله يعينك
همست بـ آمين ، لأقول أنـا : طيب ليش ما تقولين لعمي إن ما تبين تترأسين المكان !
نوار : قلت له .. قال ما عنده شخص ثقة .. وما يقدر يثق بالموجودين مع إنهم زينين يعني
إسراء بـ سرحان : يجيب راشد
التفتت لها نوار : أي راشد ؟
لتقول وهي تضع عينيها بعيني نوار : راشد أخو جوان .. مديرك السابق اللي توك تمدحينه ..
ثم حركت حاجبيها لنضحك أنا ونوار بخفة
قالت نوار : الله يأخذ إبليسك ، بس خبري فيه موظف في شركة الـ ***
إسراء : لا راح سوا مقابله وقبلوه بس هو رفض ما حب الأجواء هناك ، يقول كل البنات مايعات
نوار : هههههههههههههههههههههههه
قالت إسراء بـ حماس : أوصفي لنا تعامله .. أذكر كنتي تقولي إن مديرك غثيث
نوار بابتسامة : في البداية أيوا .. وكانت عليه حركات غريبة بس بعدين تعدل وصار شخص ممكن تتقبلي الحديث معاه ، وتعامله مع الكل حلووو ومرة متواضع .. يتفهم الظروف .. أنا لما شفته يتساهل قلت سايبه وقلت أكيد الموظفين يستغلون هالشيء بس اللي شفته العكس تمامًا .. الموظفين غالبًا يستحوون يطلبون منه إذن متخيله ! يعني هو لو طلبتي إذن لـ شيء طارئ يوافق على طول
إسراء : افففففف .. أساسًا يبين إنه حنون من كلام جوان عنه .. الله يحفظه لهم ..
لـ تهمس نوار بـ " آمين " ..
إسراء بـ شقاوتها نظرت لي : الظاهر في أحد هنا طايح على وجهه
ضربتها نوار بخفة : وججعععع
سمعنـا صوت دينا تقول بنعاس : من زمان وهي طايحة على وجهها
إسراء : بسم الله متى صحيتي ؟
رفعت رأسها من حضني .. أبعدت شعرها ، لتهمس : في أحد يقدر ينام جنبكم وأنتوا تبربروا ؟ مافي احترام للنائم ..
قالت نوار : هههههههههههههههههههههههه حقك علينا ..
اعتدلت في جلستها لـ تقول : أبي أكل
أشارت نوار لـ أحد الأطباق : هذا ، بس أتوقع إنه برد ..
رفعت الصحن في وجه إسراء ، وبكسل قالت : قومي سخنيه
إسراء : مو شغالتك
دينا : قومي لا أدوس ببطنك
تدخلت نوار لـ تقول لـ إسراء : روحي سخنيه يا قلبي ، يلا ..
قامت بطواعية ، لـ تهمس دينا : حمااارة
ضحكنا أنا ونوار .. استلمت نوار دينا .. تحقيق ..
سؤال يلي الآخر ..
كانت دينا تجيبها وكأنه حادثًا حقيقيًا ..
كنتُ استطيع رؤية تهربها من وضع عينيها بـ عينيّ نوار ..
ما الذي حدث بـ " الضبط " يا دينا ..
لماذا تزورين الحقيقة ! ..
.
.
.
.
.
5:30 عصرًا ..
الجو أمام البحر .. فظيع ..
كنتُ أجلس لـ وحدي ، قِباله ..
تحت تلك المظلة .. في الجهة الخلفية من فيلتنا المُستأجرة ..
سمعتُ خطوات وافي .. يقتربُ مني ..
لم أعر اقترابه أيُّ اهتمام ..
هذا يومنا الثالث هُنا ..
اليومين السابقين ! كانا هادئين ..
نخرجُ في النهار .. نتسلى .. يكون وافي لطيفًا ..
نعود هُنا لـ نصبح .. شُركاء سكن ..
صباح اليوم ، رفضتُ الخروج معه .. " تذابحنا " ..
أخبرته بـ أنه بارد .. وجبان .. ومتردد أيضًا ..
أخبرته بـ أنه يعيش في ظُلمة الماضي ويأبى الخروج منها ..
أخبرته بـ أنه يخشى النور الذي يُحيطنا ..
تجاهلني وتجاهل حواري الجارح ..
كلٌ اتجه لـ غرفته ..
خرجتُ منذُ نصف ساعة .. أريدُ مراقبه الغروب ..
ويبدو أن وافي .. سـ يشاركني ذلك ..
أجبرني قلبي أن أرفع رأسي له ، عندما أصبح قريبًا ..
قريبًا جدًا .. أي يقفُ بقربي ..
سألني بـ هدوء : مسموح !
أشحتُ بـ نظري جانبًـا .. لم أعطه جوابًا صريحًا ..
جلس بعيدًا عني .. أي بضعُ سانتيمترات ..
لـ يقول : الظاهر إن الجن تجمعوا برأسك اليوم ..
لم أجب ، لـ يُكمل حديثه : عاد بعد الموشح اللي سمعته ، المفروض أنا اللي أزعل مو أنتِ
قلتُ له بتهجم وأنا التفتُ له : عاد يا ريتك تزعل عشان لا عاد أسمع صوتك ولا أطلع معك
ضحك بهدوء لـ يقول : تضايقك الطلعة معاي ؟
قلتُ له : تبي الصدق ! ايه تضايقني .. تستغل كل الفرص اللي تخليك تلعب بي على راحتك ، وإذا جينا هنا ...
التزمتُ الصمت في هذه اللحظة ، لأنه أقترب مني .. اقترب كثيرًا ..
ليضع كفه على خدي .. عينايّ تراقبُ عيناهُ عن قرب ..
كانت تجاعيدُ عينيه واضحه جدًا لي ..
لم أكن أحب تجاعيد العينين ، تُظهرُ الإنسان أكبر سنًا ..
ولكن تجاعيدُ وافي جذابة .. تعجبني ..
سمعته يهمس لي : يعني أنتِ تحبيني ؟
وضعت يدي على صدره ، أبعدته عني بقوة ..
لـ أقف وأقول بـ انفعال : أبععععد عني ، لا تقرب مني .. مثل ما تقرف مني ، أنا أقرف منك أضعاف .. آخررر عمممررررررري أحبك عاد ..
ابتعدتُ عنه بسرعة ، لأدخل غرفتي .. أغلقتُ ذلك الباب .. بـ احكامٍ كما يفعل هو
جلستُ خلفه وأنا أرتجف ..
كان قلبي باردًا بسبب يده التي احتضنت وجهي ..
ازدادت برودته ، عندما نطق بما قال ..
هل يتضحُ ذلك ؟ هل يتضحُ سقوط هذا القلب !
هل يتضحُ بـ أنني انتظرُ ميلانُك !
لا أعلم متى حدث كل ذلك ولكنه حدث سريعًا ..
بـ الأمس كنتُ لا أطيق ذكر اسمي بـ جانب اسمك وافي ..
والآن .. انتظر منك أن تميل لي كلّ الميل ..
ضربت صدري بخفه ..
أكره تسولي لـ الحب ..
أكره مشاعري الضعيفه التي تميلُ بسرعة ..
أكرهُ أمنيتي الطفوليةُ تلك ..
أكره رغبتي في أن تُصبح لي حكاية حب اسطورية ..
قد قدستُ حب والداي ، حتى اصبحتُ أطمح بـ أن أحصل على شيءٍ مشابه ..
هل أرجو ذلك من وافي !
شعرتُ بهن .. يتساقطن كالسيل على خدّي ..
مسحتُه بعنف ..
وكأنني أبعدُ كف وافي عن وجهي ..
بقيتُ هناك ، خلف ذلك الباب ..
حتى شعرتُ بـ أن القمر أصبح في منتصف السماء ..
لم أهنئ بـ رؤية الغروب ..
ثنيتُ قدماي لـ صدري، ووضعتُ رأسي عليهما ..
سمحتُ لـ تلك الدمعات بالسقوط ..
اسقطي وامسحي حزن قلبي ..
.
.
.
.
.
فتحتُ عيناي .. التفتُ يميني ، ثم التفتُ يساري ..
كل شيء من حولي ، ظلام ..
لا أستطيع معرفة مكاني ، الوقت .. ولا أي شيء ..
همستُ بـ صوتٍ مُتعب : أين أنا ؟
حاولت التركيز على ما إذا كان هناك صوتُ قريبٌ مني ..
لا شيء ..
ما زالت الحركة صعبة لدي ..
ولكنني أستطيع تحريك جسدي ببطء وتعب ..
حاولت تحريك يدي ، هناك من منعني ..
دبّ الخوف في قلبي ..
من ! ما هذه اللمسة ؟
حاولت سحب يدي من بين قبضته ..
ولكن قوتي لا تكفيني ..
ازدادت دقات قلبي ..
وأصبحت حركتي عشوائية ..
تلك اليدين اللاتي يُمسكن بي ..
احداهن ارتفعت لكتفي ، حتى تثبتني ..
سألت بـ صوتٍ مرتجف : من أنت !
لـ يأتيني صوتها يطمئنني : روز اهدأي إنها أنا ، أنابيلا .. ما بكِ تهاجمينني !
قلتُ بخوف : لماذا لم تتحدثي من قبل ؟ لم لا استطيع رؤيتك ؟ هل فقدتُ النظر !
لـ تقول بصوتٍ فرح : هل تتذكرين ؟ الحمدلله .. لم أنطق قبل ، كنت تتحركين كثيرًا .. لم استطع وأنا أحاول تثبيتكِ .. لا تستطيعين الرؤية لأن هناك قماشٌ على عينيك .. تحسسيه لتطمئني ..
رفعتُ يدي بـ مساعدتها ، وضعتها على عيني ، تحسستُ ذلك القماش ..
الحمدلله .. هُناك أمل .. قد لا أكون فقدتُ بصري ..
سألتها : متى أنهيتُ العملية ؟
لتُجيب : منذُ يومين ..
التفتُ لها وأنا لا استطيع رؤيتها : هل نمتُ مرة أخرى ؟
قالت : نعم ، مع الأسف .. ولكنكِ استيقظتِ مجددًا ، الحمدلله غيبوبتك قصيرة .. أتمنى بـ ألا تعودي لها مرة أخرى ..
قلتُ لها : أخبري الدكتورة لـ تأتي وتبعد هذا عن عيني .. أسرعي ..
خرجت هي ، بقيتُ وحدي ، أفكر .. كم سـ أبقى هُنا ؟ لا أريدُ اكمال علاجي هُنا ..
أريدُ العودة ، أريدُ بناتي .. أريدُ سلطان ..
أخبرتني أنابيلا .. بـ أني أستطيعُ العودة .. بـ استخدام كرسي متحرك ..
حتى استكمل علاجي ..
شعرتُ بـ أيدي قريبة ..
قلتُ بـ خوف : من أنتِ ؟
لم يكن هناك جواب ، دبّ الخوف قلبي مرة أخرى .. لـ أهمس : آنّ
لم يأتني جواب ، لم تكن هي ..
هذه اليد ، أقرب ما قد تكون خشنه ، يد رجل ..
همستُ بـ : سلطان !
لا أعلم ، لما طرأ على بالي .. أعلم بـ أنها ليست لمسته ، ليس سلطان ..
وجهي وشعري ، أعتادوا على لمسة سُلطان ..
سألتُ : من أنت ؟ أبتعد أرجوك لا أحب أن يلمسني رجل ..
سمعته يقول : كيف عرفتي بـ أنني رجل !
ارتجف قلبي : أعرف ذلك ، ابتعد أرجوك
همس في أذني : لا استطيع ، لا استطيع الابتعادُ عنك
خفتُ كثيرًا .. لم أكن أخاف في السابق أبدًا .. تعرضتُ كثيرًا ..
لـ مواقفٍ كـ هذه في السابق .. ولكنني كنتُ بصحتي وقتها ..
بـ كامل قواي ..
ولكنني الآن ضعيفة ، لا قوة لي ..
عيناي معصومتان ..
جسدي بـ لا حركة ..
همستُ بخوف : اتركني أرجوك ، ابتعد .. اذهب من هنا .. لا تفعل شيئًا
شعرتُ بتمريره لـ يده على خصلاتي .. ثم خدي ، أنفي وفمي ..
أشحتُ بوجهي جانبًا .. من هذا المجنون ! ما الذي يفعله هنا !
حاولتُ جاهدة تحريك يدي .. ارتفعت وأخيرًا ..
استخدمتُ أذني ، لأحدد مكانه .. من أنفاسه ..
رفعتها وصوبتها .. ارتطمت يدي بشيءٍ صلب ..
هل وجهه أم صدره لا أعلم ..
ولكنني سمعتُ " آهٍ " تخرجُ منه ..
لـ يقول : يا لكِ من امرأةٍ قاسية .. هل تضربين من يهيمُ بك عشقًا ؟
قلتُ بتهجم : لا يهمني عشقك ، ابتعد عني حتى لا أُؤذيك أكثر
اقترب لـ يهمس لي : لن أبتعد .. سأبقى هنا ، سأبقى معك و سـ أخذك معي ولي .. سـ تصبحين ملكًا ، هل سمعتني ؟
قلتُ بـ " قرف " : إنك مُقرف .. ابتعد ، أنا امرأة متزوجة ، ولدي 5 فتيات
قال لي : لا يهمني ذلك ، أنتِ لي .. منذ تلك اللحظة ..
عقدتُ حاجباي وأنا أقول بضيق : أي لحظة تلك التي تتحدث عنها ، اذهب من هنا
همس لي وأنا أشعر بـ أنفاسه تحرق رقبتي : لن أذهب .. أنا أتعالجُ بقربي منكِ يا جميلة ..
تجمدت جسدي ، عندما شعرتُ به يطبعُ قبلةً على عنقي ..
صرختُ بـ : ابتعد أيها المُختل .. ابتعد من هنا ..
سمعتني إحداهن .. لـ تأتي إليّ ..
قالت : من أنت ؟ هل تقرب للمريضة !
أجابها : نعم ، أنا زوجها ..
لـ أقول لها : لا تصدقيه ، إنه ليس زوجي .. إنه مريضٌ نفسيّ ابعديه عني ..
قال لـ الممرضة : ههههههههه لا عليك هي غاضبةٌ مني ، لأن الوقت لم يسنح لي الفرصة حتى آتي وأكون مرافقها عندما أجرت عمليتها ..
أخبرتها : إنه يكذب ، أين بيلا ؟ هي ستخبرك حقيقة كل شيء ..
صمتت هي .. لا أعلم ما الذي حدث .. كانت صامته لمدة ..
ثم قالت : أيّ بيلا تلك التي تتحدثين عنها ؟
قلتُ : آنابيلا .. آنّ .. بيلا .. لا أعلم بأي اسمٍ تعرفينها أنتِ ..
قالت بـ قلق : سيدتي إن آنابيلا ....
قاطعها دخول آنّ التي قالت : أعتذرُ حبيبتي على تأخري ، الدكتورة كانت في عملية .. ستأتي بعد عشرُ دقائق .. آووه من أنت ؟
قلتُ بسرعة : آن ، أبعدي هذا المتخلف من هنا ، إنه مريضٌ نفسي ..
اقتربت مني هي لتثبتني .. وتمنع حركتي المستمره ..
همستُ لها بتعب : آنّ ابعديه من هنا ، أرجوكِ ابعديه عني .. قد تمادى كثيرًا وقام بتقبيلي ابعديه ..
قالت لـ الممرضة : اخرجيه ، أو سوف أطلب له الأمن
همست لي : لا تخافي لقد خرج ؟
قلتُ : لا تكذبي علي ..
ضحكت لتقول : لا أغافلك ، عندما سمع برجال الأمن خرج بسرعة
ضحكت بخفه .. وأنا خائفة ، أشعر بالضياع .. التردد ، كل شيء ..
تذكرتُ ما حدث معي سابقًا .. في منزل والد سُلطان ..
في غرفة نومي بالتحديد ..
ما حدث الآن ، حدث في ماضَّ أيضًا ..
آهٌ من تلك الذكرى ..
.
.
.
.
.
7:15 في تلك الجزيرة ..
ما زلتُ في مكاني ..
تلك الصفعة التي على هيئة كلمات تنهش قلبي ..
تنبهتُ لـ توي بـ أن الليل قد أقبل ..
صلاة المغرب ! فاتتني ..
آهٌ من كلماتك اللاذعة ..
أنا لا أقرفُ منك بل أحبكُ حبًا شديدًا ..
حُبًّـا يجعلكُ تشعرين بـ أنك سندريلا زمانُكِ ..
لا أقرفُ منك بل أريدُك معي وبـ قربي ..
ولكن ! ما زلتُ أنا لا أكفيك ..
ما زال قلبُكِ .. لا يراني أليقُ به ..
كنتُ على استعدادٍ تام دانه ..
بـ أن أشاركك هم قلبي ولكن !
لما أجعل من ذاك القلب .. سخرية لك !
رفعتُ رأسي لـ بابها .. ابتسمتُ بـ سخرية ..
خرجتُ عصر اليوم من بابي .. بعدما حسمتها ..
سـ أشاركها كل شيء .. رحلة علاجي ، دراستي ..
عملي .. مرضي ، وقد تكون مشاعري أيضًا ..
كنتُ أريد منك أن تمسكي بـ يدي دانة ..
ترافقيني رحلة علاجي الآخر ..
كما أمسكني مشاري ..
ولكن قلبك مغرور .. متكبر .. مُتعجرف ..
يبحثُ عن شخصٍ يليقُ به ..
فتحتُ بابي ، رميتُ بـ جسدي الثقيل عليه ..
سمعتُ رنين هاتفي ، أستطيع أن أجزم بـ أنه جراح ..
لا أريدُ اخبارك عما حدث ..
لا أريدُ إخبارك بـ أني فشلت ..
لا أريدُ قول بـ أني لم أستطع ..
لا أريدُ أن أقول لك بـ أنها قالت " آخر عمري أحبك عاد " ..
لا أريدُ أن أشاركك جرح قلبي ..
أتركني أعيشُ مع جراحي بنفسي ..
صمتَ ذلك الهاتف ثم رن مجددًا ، صمتَ مجددًا ..
ثم رن مرة أخرى .. تكرر ذلك ثلاثُ مرات ..
في الرابعة ، أجبت .. وبصوتٍ هادئ قلت : ألوو
جاءني صوته : آووووووووه يا معرس ما بغيت ترد ، الظاهر العروس مشغلتك مرررررررة
أبعدته عن أذني ، ليس جراح بل عزام .. الوسواس الخناس !
تعوذت من الشيطان لـ أقول ببرود : وش تبي أنت ؟
عزام : هههههههههههههه الحين وش أبي ؟ ما عليه وش أخبارك ؟
قلت وأنا أحاول ضبط أعصابي : بخير ، اخلص عزام مو رايق وش تبي ؟
قال بـ أسلوبٍ استفزازي : يؤيؤيؤيؤؤؤؤؤؤ ، شكل العروس مزعلتك ، مو مـ ...
قاطعته بـ غضب : عزام اخلص
قال بـ هدوء وجدية : تذكر آخر مرة جيت ؟
أغمضتُ عيني بـ قهر .. همستُ بـ : الله يأخذ ذيك اللحظة .. اخلص ..
قال بخبث : البنت اللي كانت بحضنك ، جايه تدور عليك .. عندك كستمر
قلت بضيق : قول لها مات الله يرحمه .. يلا باي
قال بسرعة : اصبر اصبر .. هههههههههههههههههههه عاد بتفرح لو قلت مات تدري ليش !
بـ قلة صبر : عزاام فكني منك
عزام بخبث : ههههههههههههههههههههه ، والله إنك رجال .. تعال يبه تعال ، البنت حامل ..
وقفتُ بـ صدمة .. فتحتُ عيني .. همستُ بـ : اييش !
عزام : ههههههههههههههههههههههههه هههههههههههههههههههه .. عاد هذا اللي قالته ..
أنهيتُ تلك المحادثة .. أغلقتُ هاتفي .. وضعته على الطاولة ، جلستُ على السرير ..
لا أعلم ما الذي يحدث من حولي الآن ..
أذكر تلك الليلة جيدًا .. بدأت أحداثها منذ المغرب ..
كنتُ انهي احدى بحوثي ، لـ يتصل بي مشاري .. يخبرني بـ أن جدي يريدُ خطبة دانة لـ عمار ..
تركتُ كل شيء .. لـ أذهب لـ جدي .. لن اسمح له ، بـ أن يجعلها حلالًا لـ عمار ..
تشاجرتُ معه مطولًـا .. أخبرته بـ أني أريدها ..
لـ يقول بـ غضبه " تبيها تضيع شبابها معاك ؟ " ..
مع أن جدي .. كان من الذين يعلمون بـ رحلتي الشاقة والمتعبة .. إلا أن لسانه تفوه بـ ذلك ..
لـ أنهي حديثنا بـ قولي " صدقني ، راح أدمر كل شيء لو خطبتها لـ عمار وهذا أنا قلتها وكيفك ، ترا أصير لك مجرم .. لأخلي كل الناس تقول حفيد ناصر قتل أخوه بسبب جده " ..
خرجتُ بـ غضبي ، وردني اتصال عزام .. بكل غضبٍ اجبته ، اخبرته بـ أنني قادمٌ اليه ..
كان غضبي يتحكم بي في تلك اللحظة ..
دخلتُ تلك الشقة التي فارقتها ، وأنا ابنُ الـ 22 عام ..
أي بعد ما يقارب الـ ستة أعوام ..
لا أعلم كم قنينةٌ أنهيت .. ليس القليل كما أخبرتُ جراح ..
بل الكثير والكثير حتى أصبحتُ فاقدًا لـ وعيي نوعًا ما ..
كان هناك الكثير ، اقتربت مني احداهن .. كان يخيلُ لي بـ أنها دانه ..
فتحتُ عيني بعدها ، لـ أرى بـ أني قد غفيتُ ويا لـ أسفي ، بين يدي احداهن ..
أبتعدتُ بـ قلق .. خوف ، خرجتُ مسرعًا .. لم أعد أدراجي أبدًا ..
اعتكفتُ في شقتي ، أنهي أبحاثي وأُصلّي ..
لم أحادث أحد .. لم أجب على اتصالاتُ هاتفي ..
اعتزلتُ الجميع لـ شهر ..
حتى حادثني جدي ، لـ يخبرني بـ أن دانه لي ..
بعدها ! نسيتُ كل شيء .. عشتُ فرحتي فقط ..
لـ أعود اليوم ، وأتذكر كل ما حدث ..
شعرت بـ تلك الايدي على كتفي .. التفتُ ..
سمعت همسها : وش فيك ؟ ليش جالس كذا ؟ ايش صاير معاك !
همستُ لها : دانه !
همهمت هي ، رفعتُ يدي برجفة .. ليدها .. حقيقية وليست من صنع خيالي ..
سألتني بقلق : وافي وش فيك ؟
جلستُ بجانبها .. وضعتُ كل ثقلي عليها ..
قلتُ وبـ ضعفٍ شديد : دانه خذيني لك لا تخليني لهم ..
وضعت يدها علي لـ تقول بقلق : بسم الله وافي وش فيك ؟ من هم !
همست : دانه لا تسأليني تكفين بس لا تخليني ، لا تخليني دانه
احتضنتني .. كنتُ اسمع همسها وهي تردد الآيات .. احتضنتها ، تمسكتُ بها بشدة ..
لا أعلم ما الذي يحدثُ حولي .. ولكن لا تتركيني ، لا تتركيني أبدًا ..
كنت أضغطُ بـ كامل قواي ، على يدها ..
ادفنُ رأسي في صدرها .. وكأنني حقًا ، أريدها أن تخبأني ..
سمعتها تهمس : وافي لا تخوفني قول لي وش فيك !
رفت رأسي ، نظرتُ لـ عينيها القلقتان ، همستُ بـ : والله ما أدري .. بس لا تتركيني
احتضنت وجهي بكفيها الصغيرتين أمام وجهي .. لـ تهمس وعينيها تذرفان الدموع : ما راح أتركك والله ، بس لا تخوفني عليك تكفى
ابتسمت في وجهها ، ثبتُ جبيني على جبينها .. وبضعفٍ شديدٍ همستُ لها : دانه ترا والله ...
قاطعني في هذه اللحظة ، احتضانها لي .. لتهمس في أذني : وافي تكفى لا تتكلم كذا ، لا تصير كذا .. هاوشني سمعني كلام يسم البدن تصرف ، احقرني واحرق اعصابي سوي كل شيء تبيه مثل ما كنت معي قبل والله راضية .. بس وافي لا تصير كذا ضعيف تكفى تكفى .. ما أبي أشوفك كذا بليييز
ابعدتُ رأسي عن صدرها وأنا انظر لعينيها اللاتي يذرفن الدموع .. مسحتُ دمعتها
وقفت .. لـ تقول : الظاهر إنك تشافيت خلاص ، صدقني بطلع قبل لا تقول أنت ..
وقفتُ من خلفها لـ أمنعها ولكنها كانت سريعة .. خرجت بسرعة .. لا أعلم كيف أتت وما الذي آتى بها ..
ولكنها ذهبت كما دخلت ..
رميتُ بـ جسدي مرة أخرى على السرير .. حتى أنني نسيتُ قضاء صلاتي .. وأنا أفكر بـ تلك التي يُقال بـ أنها تحمل طفلًا في أحشاءها عائدًا لي !


غِيْــمّ ~ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14-05-21, 02:28 AM   #39

غِيْــمّ ~
 
الصورة الرمزية غِيْــمّ ~

? العضوٌ??? » 486022
?  التسِجيلٌ » Mar 2021
? مشَارَ?اتْي » 628
?  نُقآطِيْ » غِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond repute
افتراضي

.
.
.
.
.
صباح يومٍ جديد ..
صباحٌ مُرهق بـ النسبة لي ..
لم يستطع عقلي التوقف عن التفكير ..
ونتيجةُ ذلك : جسدٌ ارهقه السهر ..
رفعتُ جسدي من فراشي ، توجهتُ لـ دورة المياه ..
في ظرف ساعة وعشر دقائق .. أصبحتُ جاهزة ..
في قلبي القليل من الخوف ، من مناقشة نوار ..
ليس خوفًـا ، بل لا أريد مناقشتها .. في عدم ذهابي للعمل ..
أريدُ التفرغ ، الابتعاد والهدوء لـ مناقشة عقلي جيدًا ..
فيما يتعلقُ بـ ذلك الـ فارس ..
عليّ مواجهة ياسر أيضًا ..
خرجتُ من قوقعتي ، توجهت للطابق السُفلي ..
المطبخ .. غرفة الجلوس .. الجلسة القريبة من البلكونة ..
لا وجود لـ نوار .. اووه ، مرحلة الخطر عدت ..
خرجت متوجهة لـ سيارة دانة ، حيث أن على سيارتي الغياب عن المنزل ، لـ مدة أسبوعين ..
لـ نصف ساعة ، كنتُ أقود تلك السيارة بعقلٍ مشغول ..
حتى وصلت لـ مقر عملي ..
استقريتُ الآن .. في مكتبي ..
على يميني قهوتي ..
ومن حولي أفكاري ..
عليّ تحليلُ كل شيء ..
فارس ..
أتوقع بـ أنه بيني وبين نوار .. أعني وقت ولادته ..
تبادر إلى ذهني ، أن فارس أخانا غير الشقيق ..
ولكن سرعان ما نهرني عقلي ..
سُلطان لا يفعلها .. مُطلقًا ، يحبُ روز جدًا ..
لا يخونها ..
ولكن من هو فارس بالنسبة لـ والدي ؟
هذا ما يشغل بالي حقًا ..
طُرقَ بابي .. بـ التأكيد هو ياسر ..
قلتُ بـ صوتٍ به بحة : تفضل ياسر
دخل لـ يتساءل : آمريني دينا ، طلبتيني ..
أشرتُ له : اجلس ياسر ..
صمتُ لـ بضع ثوانٍ لـ أقول : ياسر بكل شفافية ، فارس وش يبي من أبوي ؟ وش خطته ! لوين يبي يوصل ؟ هو ليش يبي ينتقم من أبوي ؟ قولـ …
قاطعني ياسر لـ يقول : دينا ، اطلعي منها عشان ما يضرك ..
قلتُ بـ غضب ، وأنا أحاول كبتَ غضبي ! : أطلع منها ؟ ليش أطلع منها ترا اللي بيضره أبوي ، واللي يضر أبوي يعني بيضرني وبيضر أخواتي .. لا تنسى أنا قلت لك قبل إني بوقف بوجهه وبوجهك لو اضطريت !
أطلق ياسر تنهيدة .. لـ يقول : ما أقدر أشرح لك شيء دينا ، بس أبعدي عن الشر يا بنتي ..
خرج ، تركني بقمة غضبي .. ما الذي يعنيه بـ أن ابتعد عن الشر !
اووووووه !! فتحتُ ملف فارس الذي احتفظ به في جهازي ..
عدتُ أتأمل معلوماته ، لعليّ أخرج بـ شيء يُفيدني ..
فارس الـ …
25/08/1993 .. بقي على يوم ميلاده بضعُ أسابيع ، لاحتفظُ بـ ذلك ..
اسم والده محمد الـ … .. لأبحث عنه لاحقًا ..
تخرج بنفس تخصصي ، يحمل شهادات .. عندما بدأ كان يُكمل دراساته العليا .. جميل !
عليّ معرفة المكان الذي يكمل فيه !
أكملتُ قراءتي لـ سيرته ، لو كنتُ مديرًا .. لـ وظفته دون تفكير ..
قد يكون وظفه والدي لـ ذات السبب ، ولكن من وظفه هو ياسر !
هُناك شيءٌ مخفي في حياته ..
شيءٌ يقودُ لـ الجنون ..
عليّ حل هذا اللغز ! ..
.
.
.
.
.
رفعتُ يدي التي تحمل ذلك السوار ..
تعبتُ من التفكير والتحليل ..
لمن هو عائدٌ هذا !
أشاهدهُ لـ أول مرة ..
صاحبته لديها ذوقٌ رفيع ..
ابتسمتُ .. من قد تكون هذه !
لم تدخل لـ عشّيّ امرأةً من قبل !
كنتُ أتأمل كل زاويةٍ منه ..
رقيقًا جدًا ..
سلسال في منتصفه وردة بيضاء ..
دسستهُ في إحدى ادراجي ..
سـ تأتي صاحبته حتمًا بحثًا عنه ..
ضحكتُ بسخرية ، من سـ تأتي !
بل كيف دخلت إلى هُنا !
كيف استطاعت اقتحام هذا المكان !
من أتى بها ، بل ما الذي أتى بها !

مشيتُ لـ خارج غرفتي .. متجهًا للمطبخ ..
بطني فارغ ، عليّ تحضير شيء .. قبل خروجي ..
عقلي ما زال معلقًا بذلك السوار ..
كيف اقتحم منزلي ..
حضّرتُ افطارًا سريعًا ..
قطعة خبز ، شريحة جبن .. طماطم وقطعة أخرى .. كأسُ حليب ..
لا أحب الشاي .. ولدّي طقوس محددة أشرب فيها القهوة ..
رنّ هاتفي في هذه اللحظة ..
لا يتصلُ بي الكثير .. هم فقط ياسر و آندريس ..
وذلك المغفل تغلبت عليه أُخته .. لا يقوى قلبي على إيذائه ..
التفتُ لألتقطه ، وإذا به ياسر ..
لا يسمح لي عقلي .. أن استمع لـ ياسر في هذا الوقت ..
لـ ذا .. حولته لـ وضعية الـ صامت ..
خرجتُ من المطبخ ، احتضنتني صورة والدتي المعلقة على الحائط ..
ابتسمتُ بـ ألم ..
حياتي خالية ، خاليةٌ جدًا من البشر ..
لـ طالما كنتُ منبوذًا منهم ..
بسبب ماهيتي ..
من أكون !
فارس بن محمد الـ … ..
والدي خريجُ سجون .. ووالدتي ! لا أعلم ..
ما قيل عنها ، غير مُشرّف ..
يُقـال عنها الكثيــر والكثيـــر ..
وآخر ما قيل .. بـ أنها كانت تعيشُ شيئًـا خاصًـا ..
مع المسمى سُلطان ..
وإن والدي خريجُ سجون بسببه !
لا أنسى تلك النظرات من الطلاب في المدارس ..
كنتُ قد درستُ في مدارس كثيرة ..
حتى أتجنب تلك الجراح .. بسبب والدي ..
لا أنسى دمعاتي كل يوم ، ووالدتي تواسيني ..
أما حقيقة والدتي ! كُشفت بعدما ماتت ..
ومات والدي متعفنًا في ذلك السجن ..
سمم عقلي عمي ، حتى نويتُ الانتقام ..
الانتقام من المدعو ، سُلطــان ..
آآهه ياسر لم ييأس .. وصل إلى باب شقتي ! ..
حملتُ جسدي المتثاقل لأفتح الباب ..
قلتُ : يالله ياسر ما أرد عليك وتدقدق الباب ! وش فيه
وضع يده على صدري العاري ودفعني : متى تتعلم تلبس زين ؟
أخذتُ نظرة على نفسي ، بنطال قطني بُني اللون .. وصدرٌ لا يغطيه شيء ..
قلتُ بـ ملل : ياسر ، أنا حر لبست ولا لا ، ترا بروحي هنا
قال وهو يأخذ لفة على شقتي : صاير اعصار هنا ؟ ايش هذا كل شيء مرمي ! متى تصير نظيف أنتَ ؟
رميتُ جسدي بـ ملل : معليش شقة عزابي كيف بتكون ؟
جلس بجانبي وهو يهزني : وش مسوي أنت ؟ وش مهبب ؟
رفعتُ حاجبي ، وأنا أُدير وجهي ناحيته : وش سويت !
رفع حاجبه وابتسم ببرود ، ليقول : فارس أنا دارسك عدل
قلتُ : مو مسوي شيء والله ..
تنهد ياسر : وش آخر تطوراتك في موضوعك مع سلطان ؟ هذا أنا سألتك بوضوح ..
ابتسمتُ : هههههههههه أها سلطان ، أبد والله جالس حالي حالك أنتظر ظهوره
تسائل : تبيني أصدقك إنك ما تعرف عنه شيء ؟ ولا حاولت تبحث عنه من هنا ولا هنا ؟
لم أجبه ، لـ يكمل هو : يا فارس .. اللي تعرفه ، ماله صله بالواقع صدقني .. سُلطان إنسان عاش بشرفه .. مستحيل يضر أحد ، ومستحيل يكون مسوي شيء من اللي انقال لك
التفتُ له بغضب : والسجن طيب ! القضية ؟ كلها تلفيق وكذب ؟
قال بهدوء : لا مو تلفيق ، صحيح هو اللي سجن أبوك ، أو له يد بالموضوع .. بس يا فارس يا عيوني .. أكيد في شيء ما تعرفه .. ما عمرك سألت والدتك ؟
قلتُ بغضب : لا
سألني : وأنت عشت معاها 22 سنه ، عمرك شفتها تغلط ؟ تسوي شيء ما يشرف ! معليش أنت ما تعرف سُلطان ولا تثق بـ أخلاقه .. بس أمك يا فارس ! أمك ! كيف ترضى بالشيء هذا !
احتضنتُ رأسي بـ كلتا يدي ..
ذلك صعب جدًا .. لا أستطيع تحمله ..
تم تسميمي جيدًا ..
لـ درجة أنني صدقتُ كل شيء ..
وأنا أفكر بـ ذلك مرارًا .. وتكرارًا ..
أقول بـ أنه مُستحيل ..
لا يمكن تصديقه ..
ولكنني وللأسف .. أعود لـ البداية ..
لـ أصدق كل شيء ..
كل ما قيل لي ..
كل ما تم تسميم عقلي به ..
لا يُصدق أعلم ..
ولكن ! لا أحد يستطيع أن يعي ..
كيف تم دس كل ذلك في عقلي ..
في لحظة ضعف ..
في لحظة غضب ..
في لحظة ضياع ..
صدقتُ وبـ سهولة ..
صدقتُ كل شيء ..
ولا أستطيعُ تكذيبه الآن ..
حتى إن كان عقلي يرغب بـ ذلك ..
سُلطـان ! سـ أصل له عاجلًا غير آجل ..
.
.
.
.
.

لم تستطع عيني أن تذوق طعم النوم ..
عقلي يستذكر تلك الأحداث ..
يُخبرني الآن ، بأنه لم يكن بجانبي أحد ..
يخبرني بـ أنني خرجتُ ثملًا ..
يُخبرني بـ أنني بُتُ في شقتي تلك الليلة ..
يبدو أنني ، كنتُ ثملًا جدًا ..
ثملًا لـ درجة أني لا أعلم ما الحقيقة وما الحلم ..
نسيته .. نسيتُ ذلك اليوم لما عاد !
هل عاد لـ يخبرني بـ أنني مُصابٌ بـ داء الكبد بسبب ذلك اليوم !
أو أن هناك حقيقة مُضللة !
رن هاتفي .. يُذكرني بـ موعد تلك الحبّات ..
قمتُ بتثاقل .. ابتلعتها ثُم عدتُ لـ سريري ..
بـ أفكارٍ أخرى .. كيف أتت دانة ! ما سبب قدومها لي ..
في هذه اللحظة ! لماذا الله يختبرني ..
لماذا أتى بها في لحظة ضعفي !
رفعتُ رأسي لـ السقف ، لـ يبتسم قلبي ..
الذي تذكر لحظة تمسكها بي .. احتضانها لي ..
همساتها .. رجاءاتها .. قبلتها أيضًا ..
رفعتُ أناملي لـ جبيني .. هُنا تمامًا ..
قبلتني وسقطت دمعاتها .. هُنا بين حاجباي ..
آهـ دانة .. أتعاطى أنا بحبك ..
سمعتُ صوتها .. إنه حقيقي .. من خلف الباب ..
قمت بسرعة ، لأخفي علاجي .. فتحتُ بابي ..
التقى قلبي بـ عينيها ..
كان تأثيرها قويٌّ جدًا .. تلك العينين ..
كانت تتفحصني جيدًا ..
سألتني بـ قلق يتضح في وجهها : كيفك ؟
أمرني قلبي ، بـ أن أقول : يهمك !
اشاحت وجهها عني ، لا تذهبي أرجوكِ .. ورددي نعم ..
عادت لتنظر لي ، لتنطق ببرود : الظاهر إنك بخير .. استأذن ..
أمرني قلبي مجددًا .. أن استوقفها .. لذا أمسكتُ بيدها ..
أصبحت نصفها بين أحضاني ، لأني شددتها ..
همستُ : لا تروحي ..
بـ قساوتها المعتادة ابعدتني ، لـ تقول لي : مو تقربني وتبعدني على كيفك ، أنا مو لعبه بـ ايدك وافي
همستُ لها بابتسامه باردة : محشومه يا بنت عمي ، اعذري جهلي ..
نظرت لي .. بتوترٍ ملحوظ .. ابتسمت حتى ظهرت أسناني .. وعدتُ أدراجي ، أي غرفتي ..
اغلقتُ بابي بقهر ، لما عقلي يقاوم رغبات قلبي !
لما كلما أردتُ اخبارها عن حُبي .. ينهرني عقلي ..
يتراجع .. يتصرف معها ببرود ..
وأنا كـ الأحمق .. استسلم بـ سهولة ..
وكأنما ، لا سلطة لي على ما أملك ..
.
.
.
.
.
أصبح ذلك الصغير .. لا يُفارق حضني أبدًا ..
طوال الوقت ، ملتصقًا بي ..
رفع رأسه لي لـ يقول : ماما تعرفي اليوم عيد ميلادي ؟
ضحكتُ في وجهه لـ أقول : يصير ما أعرف يا عيون ماما ؟
لـ يقول بخبث : طيب وين هدية ماما لـ سيف ؟
ابتسمتُ في وجهه : ههههههههههه آممممم في هدية لـ سيف من عند ماما ، بس ما ندري إذا سيف بتعجبه !
قفز هو بحماس .. لـ يقول بـ فرحة تشع من عينيه : تعجبه تعجبه ، سيف يحب كل شيء ماما تجيبه ..
ضحكت في وجهه .. كنت سـ أقول له لـ نذهب ولكن رن هاتفي ، قلت له بهدوء : اصبر شوي حبيبي ..
جلس بـ جانبي وهو ينظر لي .. كانت المتصلة أختي غير الشقيقة ..
أجبت بـ فرحة : هلا سوسو
قالت لي بغضب : سندس ، سندس موس وسو
شذى : هههههههههه ، طيب يا سندس .. كيفك وكيف ماما ؟ رجعتوا ؟
شعرتُ بـ أنها تجيبني وهي مبتسمه : الحمدلله كلنا أطياب ، أيوا رجعنا .. ماما قالت أتصل عليك وابلغك
قلتُ بـ حزن : الحمدلله ، وكيفها بالي !
قالت لي بحالمية : تجنن ، تججججننننن مررررررررة ، فاتتك .. ثم قالت بغبطة : يعني مدري وش أقول عن زوجك .. كرييه ومنحط ودي انتفهه ..
التفتُ لـ سيف : هههههههههههههههه تكفين ما تسوى عليك ، وبعدين عادي ،، عاد تدرين ودي أشكره على رفضه
سندس بـ دهشه : تشكرينه ؟ ليه ! أنا ودي بتريله تاخذه من هنا ونفتك منه مره وحده ونأخذك أنتِ وولدك وتعيشين مرتاحه ..
شهقت : سندس بسم الله عليه صايره مجرمة ..
قاطعتني : لا والله خايفة عليك ، بس أنتِ معميك حبك له ، مالت عليه .. ما عليّ ، تدرين متحسفة على ايش ؟
كنتُ أنظرُ لـ سيف الذي بدأ يتملل من حديثي .. مسحت على شعره وأنا أقول : همممممم
نطقت : أول ما وصلت البيت ، قالت لي الخادمة إن في بنت جات وعطتها بطاقة لي ، لما فتحتها دعوة عرس ومن أسبوع ، تخيلي .. هذه كانت صاحبتي بالثانوي وافترقنا وما عاد عرفنا أخبار بعض .. سبحان الله مو ناسيه
قلت لها : راح عليك العرس ..
سندس : ايوا بس باركت لها ، الحمدلله لقيت رقمها في دفتري القديم
شذى : ههههههههههههههههه طلع منه فايدة عفششك المعشش على قولة أمي ..
سندس : ههههههههههههههههههههه .. ايو ، الا قولي هي زيين ما غيرت رقمها من الثانوي
شذى : من ججد ، ما قلتي لي من هذه ؟
سندس: اسمها دانه سلطان الـ … ..
ذلك الاسم ، سمعتُ عنه من قبل ، قيل لي .. بـ أنها ابنة سلطان الـ … التي يريدها منصور ، أو قد يكون مرتبطًا بها ..
قلتُ لـ سندس : بنت الرجال اللي يشتغل عنده منصور !
بتهجم قالت : لا تجيبين اسمه عندي
سمعتُ سيف يقول بهمس : ماما يلا
ابتسمتُ في وجهه ، لأنهي محادثتي مع سندس : سندس ، أكلمك بوقت ثاني ، أو إذا جيت لكم .. سلمي على ماما طيب !
قالت لي بسرعة : يوصل ، انتبهي لنفسك ، ولا تبلعي في ذا الحبوب اللي يعطيه لك قليل الخاتمة
بهدوء شديد : هههههههههه طيب ..
اغلقنا ، تمسكتُ بكف ابني وخرجتُ معه ، عقلي مشوش ..
سندس ! سـ أخبركم باختصار ..
بعدما تطلقا والداي ، ارتبطت أمي برجلٍ آخر ، انجبت منه سندس .. وأخرى تصغرها بـ ثلاثة أعوام .. سُرى ..
علاقتي مع سرى متوترة قليلًا ، أما سندس ! فـ نحن أختان مرتبطتان برباطٍ قوي ..
زوجُ والدتي ، يعتبرني ابنته الكُبرى ، قد يكون عدم تقبل سرى لي .. هو حب والديها لي ..
ولأنها " آخر العنقود " .. فقد سلبتُ ذلك الاهتمام منها ..
وصلتُ وسيف لـ ذلك الباب ..
التفت لي : الهدية هنا ؟
ابتسمتُ له : ايه حبيبي ، اصبر شوي افتح الباب طيب !
أومأ برأسه وبحماس ، كان يراقبني وأنا أُخرِجُ المفتاح ..
دخلنا معًا ، لـ مكاني .. مكاني أنا فقط ..
التفت حول المكان .. البياضُ يسكنه .. والكثير من القطع الكبيرة بالنسبة له ..
تمسك بـ ساقي .. ضحكتُ بخفة : حبيبي لا تخاف ..
قال بخوف وتردد : ايش هذا ماما ؟
تمسكتُ به .. وقلت : تعال حبيبي شوف هديتك لا تخاف ، ماما معاك ..
مشى بجانبي .. وهو يتلفتُ حوله .. كان يرى أشياءً لا يعرفها ..
سألني مجددًا : ماما ايش هذا ؟
قلتُ له : مجسمات حبيبي ، أنت ما تفهم بس تكبر أشرح لك طيب !
قال لي بطفولته : وعد !
قبلتُ خده : وعد أمّي ..
قال بفرح : وين هديتي ؟ يلا
قلتُ : غمض عيونك واحسب لـ عشرة يلا
بحماس بدأ : 1 .. 2 .. 3 .. 4 .. 5 .. 6 .. خلاص ماما 10
شذى : ههههههههههههههههههههههههه يا العيار ..
بشقاوة : طيب طيب من أول يلا بسرعة .. 1 .. 2.. 3 .. 4 .. 5 .. 6 .. 7.. 8 .. 9 .. 10 ..
نطق بعدها بحماس : اففتتتتحححح !
قلتُ له بتوتر : افتح ..
فتح عينيه ، كان ينظر لي .. وللشيء الذي أمامي وأنا متمسكةٌ به ..
قلتُ له : اسحب الشرشف بشويش ماما طيب !
أومأ برأسه .. وأخذ بتعليماتي .. فتح عينيه بدهشة ليقول : هذا سيف ومعاه ماما !
ابتسم بعدها ليقول : مرررررررررة حلووووويييييييييييييييييي ييييينننننننن
فرحتُ لـ تقبله لوحتي .. التي رسمتها من خيالي ..
شذى وابنها سيف فقط .. يحتضنانِ بعضهمها البعض ..
لحظة .. تمنيتُ أن أعيشها .. قمتُ بـ رسمها بـ الفحم ..
نعم أنا فنانة ، أصنعُ مجسمات .. أرسم بالفحم ..
تخرجتُ من جامعة الفنون .. ولكن ذلك المجرم .. سلبني تحقيق حُلمي ..
همستُ له : عجبتك حبيبي ؟
كان مبتسمًا .. يحتضنُ كفيه أسفل رأسه .. ينظر لها بفرح ..
رفع رأسه لي .. قال ببراءة : ماما وسيف حلوييييين ..
سحبني .. لـ انزل لمستواه .. ابعدتُ ذلك اللوح الذي كان حاجزًا بيننا ..
نزلتُ لـ مستوى ذلك الطفل الجميل ..
احتضن وجهي بكفيه الصغيرتين ..
وضع أرنبته على ارنبتي .. ثم داعبها بـ ضحكته الشقية ..
ضحكتُ معه .. قبّل ارنبتي ..
ثم احتضنني بقوة ، ليقول لي : سيف يحب ماما مررررررة ..
تساقطت تلك الدمعات .. وأنا احتضنه ، كنتُ أقاوم ..
أقاوم تلك المشاعر ، أقاوم ذلك الألم ..
لا أرغب أن تراودني تلك النوبات الآن ..
أريدُ أن اعيش هذه اللحظة مع ابني ..
قاومت ..
وقاومت ..
وقاومت ..
كنتُ أبتلع الحسرات ، وأحاول ..
أن أجاهد نفسي ..
عشتُ بـ دونها لـ فترة قصيرة ..
لو أن اللعن يجوز ! لكنتُ لعنتكُ يا منصور ..
حاولت ابعاد ابني عني ..
انتبه لـ دمعاتي .. قال لي : ماما ما تبكي ..
همستُ بـ : طيب حبيبي ما راح أبكي ..
مسح دمعاتي .. قال بحماس : نحطها بغرفتي ؟
قلت : تبي نحطها بغرفتك !
ابتسم وبحماسٍ قال : ايوا ايوا ..
قلتُ له وأنا اقرصُ خده بخفه : من عيوني ، نحطها ..
نط مرةً أخرى في حضني .. وقبّل خدي ..
وضعتُ يدي خلف ظهره .. وأنا أشتمُّ رائحته ..
سمعتُ صوت الصغيرة المراهقة تقول : الله ايش هذا ؟
ابعتُ سيف عني بتوتر ، لا أحد يعلم .. عما يحصل في هذه الغرفة ..
كنتُ ألتجأ لها هربًا من منصور ..
كنتُ اختبئُ هنا حتى لا اتناول تلك الأدوية ..
اصنعُ مجسماتي مرة ، ارسم ألاف المرات ..
احطمها ، أمزق الرسومات ..
أيّ .. اعيشُ توتري هنا ..
أحب ملجئي هذا ولا أحب أن يفهم ما يحصل هنا أحد ..
التفتت ترف .. لمجسمٍ ورقي ، صنعته من الجبس والورق ..
كانت تلك الورقات التي مزقتها ..
قالت : الله شذى من وين شريتي هذا ؟ يجنن !
قلتُ لها بتوتر : سويته بنفسي
دُهشت .. كانت ستنطق ليقاطعها سيف وهو يشيرُ على لوحته : شوفي شوفي ماما وش سوت لي عشان عيد ميلادي ..
التفتت لسيف ، اقتربت من لوحته وأدارتها بحذر ، قالت بـ اعجاب : واو .. من الرسام اللي رسمها لك أبغى أحد يرسمني بهذه الدقة ..
قلتُ : اعجبتك !
ترف : تمزحين ! ما شاء الله .. شوفي ملامحكم كيف مرسومه بدقة ..
كانت اللوحة .. أنا أجلسُ على كرسيٍّ طويل .. احتضنُ سيفًا .. وكلانا مبتسمين .. وكأن أحدهم يلتقطُ صورةً لنا ..
تحمحمتُ لأقول : أنا اللي رسمتها
قالت ترف : واو .. ما شاء الله ، يطلع منك
ابتسمتُ لها .. قلتُ بسرعة : يلا خلونا نطلع من هنا
قال سيف : طيب وهذه مالتي !
ضحكتُ بخفة : نخرجها أفا عليك ..
حملتها بحذر ، خرجوا هم قبلي ومن ثم أنا .. قفلتُ باب ملجئي الذي لم يعد ملجئي ..
نطقتُ بـ : ترف ممكن أطلب منك طلب !
التفتت لي .. وهي تشير بعينيها بـ أن أطلب ..
قلت : أتمنى محد يعرف عن اللي شفتيه داخل .. وبشكل أوضح ، مابي منصور يفهم شيء
قالت لي : من عيوني .. ممكن أنا أسألك سؤال ..
قلتُ لها : تفضلي !
سألتني : شذى ايش اللي يحصل معاك ؟ وش بينك وبين منصور ؟ ممكن أفهم !
ابتسمتُ بوجهها ببرودٍ شديد وأنا امشي بجانبها متجهه لغرفة سيف : شوفي .. أنا وحدة .. اغتصبها زوجته في ليلة ، كانت لابسة وكاشخة ومتعدلة عشان تدخل بعينه .. بس هو ظن فيها ظن السوء وقال بتروح تغوي زوج أمها .. اغتصبني بوحشية وأنا زوجته واجبرني اتمسك بالحمل وأنا مابيه ، عايفته .. عيشني حالة نفسية صعبة جدًا .. يوكلني حبوب هلوسه وثانية مدري ايش بس لما اعطيتها لـ سندس أختي قالت هذه حبوب تساعد على النسيان ومهدئة للأعصاب .. اللي فهمته أو استنتجته بنفسي .. أخوك حاس بالذنب ويبيني أنسى اللي عشته .. عشان كذا يجيب لي هالأدوية ويسممني فيها .. بس ما فكر إن أنا لي طفل .. كبر .. بدوني ، اعوفه .. بسبب هلوستي ..
صمتُ لـ لحظة .. ثم أكملت بصوتٍ باكٍ : ولدي كبر بدون ما يرضع من صدري .. بسبب أبوه المتخلف ، أدري أنتِ والف غيرك وش تظنون بي .. صدقيني لو كنت بعافيتي .. ما كنت سمحت لجدتي تبعدك عن أخوك لحظة .. يمكن هو سيئ معاي بس يحبك ويبيك بقربه ، الكل صار ضدي ..
لولا الله وأمي وسندس .. كنت ضعت من زمان ..
التفتُ لـ تلك المراهقة .. التي كانت تقفُ بـ صدمة .. وتنظرُ لي .. اقتربتُ منها ..
مسحتُ دمعتها الساقطة .. قلتُ لها : ترف .. ترا أخوك يموت فيك .. واللي عشناه …
قاطعتني لـ تقول بألم : مجرم .. متخلف مختل كل شيء بس مو إنسان طبيعي أبدًا ..
احتضنتها .. لأهدئها .. شعرتُ بالندم .. كان كل ذلك ينهشني ، كنتُ أبحث عن شخصٍ يسمعُ لي .. اخترتُ الشخص الخطأ ، اخترتُ مراهقة تتخبط في الدنيا .. تنتقل من مرحلة لأخرى .. تمر في سنٍ حرج ..
آهٌ يا غبائي ..
مسحتُ على ظهرها بخفة ، لأهمس لها : أنا آسفة ترف ، ما كان لازم أقول لك اللي قلته والله إني آسفة ..
سمعتها تقول : تدرين لما ضربتيني وقلت لجدتي ومنصور .. سممت جدتي عقلي وعقل منصور واقنعته عشان ابقى عندها وقالت له هذه بتذبح أختك وولدك ، هي بعد كانت لها ايد للحياة اللي أنتِ عشتي فيها ، كنت أسمعها والله .. تقول ما راح أخلي هالآدمية تتهنى ببنتها مثل ما خلت ولدي يحترق قلبه ويموت .. بحرق قلبها على بنتها .. يعني أكيد .. أكييد لجدتي ايد باللي يحصل لك ..
ابتعدت عني لتقول : أكيد هي اللي قالت لـ منصور إنك تغوين زوج أمك !
أخذتُ نفسًا عميقًا .. أنا لم ولن أنسى أحداث ذلك اليوم ، قلت لها بهمس : ما أدري .. كل شيء جائز ، خليني اعلقها لـ سيف .. وراي اشغال كثيرة معاه ..
مسحت دمعتها لتقول : ههههههههه وش يبي بعد ؟
ضحكتُ : قال يبي كيكة فواكة نفس اللي باليوتيوب .. مشغل لي فيديو يقول تسوين مثلها مثلها بالضبط ..
ترف : هههههههههههه الله يعينك عيل ، لو ما جات مثلها بتعيديها ألف مرة لين تصير نسخة طبق الأصل ..
فتحتُ عيني بدهشة : مو من جدك .. سيف كذا ؟
.
.
.
.
.
استمعتُ لـ ذلك الحديث .. أختي أصبحت تعرف كل شيء بكل وضوح ..
لم يوجعني ذلك .. كان سيأتي ذلك اليوم الذي ستفهم ..
ما آلمني سؤالها عن أطباع ابنها .. ذلك الشقي ..
آلمني أنني ابعدتها عنه ، وأنها لا تعرف أطباعه جيدًا ..
بل لا تعرف شيئًا ..
تتعرفُ على ابنها الآن .. وهو مقبلُ على الخامسة من عمره ..
يا لـ بشاعتي وبشاعة أخلاقي ..
سمعتُ رنين هاتفي ، ابتعدتُ قبل أن تسمعا ..
كانت تلك دينا ..
رددتُ بسرعة ، قلت بهدوء : هلا دينا ! لا لا ماله داعي ، إذا جيتك نتفاهم عليه .. لا اليوم مو جاي ، رجعت للبيت عندي ظرف مهم معليش .. آسف والله نسيت أبلغك بالموضوع .. ما عليه يمدينا ننهيه بكره .. أساسًا نقاشنا ما خلص .. ههههههههههههههههه ، ما في مفر من لسانك أنتِ أساسًا .. طيب ولا يهمك إن شاء الله بكره أول شيء أسويه أجي لك .. إن شاء الله ، مع السلامة في حفظ الرحمن ..
لم يستطع عقلي نُطق جملته ..
حتى اسمعها تقول بسخرية : أها ، عيل دينا .. والله زين الظاهر هالزوجة ماسكتك عدل و عارفه تاخذ حقوقها .. برافو والله ..
التفتُ لها .. تتضح تلك الغيرة من ملامحها ، بل نبرتها تكفي .. لم أعلّق على شيء .. لأن عقلي فكّر بـ أنني سأكون مرتبطًا بـ دينا .. سخر مني ..
أنا ودينا ! قُطبي مغناطيس .. لا تروق لي شخصيةً مثلها .. أنتِ تكفيني ..
أنتِ ودينا .. وجهان لـ ذات العملة .. تُشبهان بعضكما البعض كثيرًا ..
سليطات اللسان ، تستطعن أخذ حقكن .. تفعلن ما تشأن ..
تتغلبان عليّ بـ سهولة ..
اقتربتُ منها ، لأهمس : دينا ولا غير دينا وش عليك أنتِ ؟
دفعتني برهبه .. تلك الرهبة تنهشني ، نطقت بتوتر : ألف مرة قلت لك ، ما تلمسني .. أنا حرام عليك تفهم !
اقتربتُ أكثر : أنتِ زوجتي ، كيف حرام عليّ ؟
قالت لي بسخرية وتوتر واضح : مو مرة قلت لي ما يربطنا ببعض إلا سيف .. طبق اللي تقوله وأبعد عني ..
همستُ لها : كلام قلته بيوم ، والحين لي كلام ثاني .. فيه حقوق وواجبات
رفعت نظرها لي ، وبشراسة قالت : حقوق وواجبات ! ابتعد أحسن لك ، لأن مالك حق عندي
أمسكتها من معصمها : شذى !
بدأت ترتعشُ بين يدي .. همست بتوتر : ابتعد تكفى ..
بدأت تهاجمني لأبتعد عنها ، همست لها : شذى
على صوتها وهي تقول : ابتعد عني ، منصور ..
كنتُ سأتحدث ، ولكن ترف قالت : اتركها ، تبيها ترجع تعيش أحداث عاشتها قبل 5 سنوات !
التفتنا لها .. قالت جملتها بعتابٍ شديد ..
أكملت : ترا سيف فرحان حده إنه متهني مع أمه .. إذا هي مالها خاطر عندك ، على الأقل عشان سيف .. خلي البنت بطبيعتها عشان ولدها ، بس اليوم .. بس عشانه يوم ميلاده .. اتركها منصور ..
تركتها ، افلتُ يدها .. تلك النبرة المعاتبة ، آلمتني .. نظراتها أيضًا اخترقتني ..
ترف ! عائلتي المتبقية .. لا أريدُ أن أخسرها ..
اقتربتُ منها : ترف !
قالت لي بعتاب : ابي أسمع منك بعد
قلت : ترف حبيبتي هذا …
قاطعتني : أنا مو صغيرة ، قول لي .. أنا سمعت شذى ، بسمعك أنت بعد ..
رفعتُ رأسي .. كانت شذى قد غادرت المكان .. التفتُ لـ ترف ..
تنهدتُ ثم قلت : طيب اسمعي …


غِيْــمّ ~ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14-05-21, 02:30 AM   #40

غِيْــمّ ~
 
الصورة الرمزية غِيْــمّ ~

? العضوٌ??? » 486022
?  التسِجيلٌ » Mar 2021
? مشَارَ?اتْي » 628
?  نُقآطِيْ » غِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond reputeغِيْــمّ ~ has a reputation beyond repute
افتراضي

.
.
.
.
.
الخامسة والنصف عصرًا .. في إحدى الطرقات الجميلة ..
كُنا نمشي جنبًا لـ جنب .. اقنعني وافي بطريقة أو بـ أخرى أن نخرج ..
حاول أن يلفُ يدي بين يديه كالعادة ولكنني لم أسمح له .. ولن أسمح بذلك ..
ما زلتُ عالقة بـ أحداث الأمس ..
بكاءه .. رجاءاته لي .. تمسكهُ بي .. لا أعلم ما الذي يعيشه وافي ..
ولكنهُ أمرٌ صعب .. صعبٌ جدًا ..
التفتُ له ، بخفية .. كان يمشي معي .. وعقله بعيد .. بعيدٌ جدًا ..
اليوم .. كان مختلفٌ جدًا .. صباحًا ..
كانت نظراته غريبة .. حنونة قليلًا .. فيها الكثير من التحدي ..
ولا مهرب من الغرور والكبرياء ..
دون وعي قلت : وافي
التفت لي .. كانت نظرته تائهه ، ضائعه .. شعرتُ بـ أن نصفه معي .. ونصفه الآخر غائب ..
طال صمتي ، ليهمس : وش فيه ؟
قلت له : أنت وش فيك ؟ وش اللي تفكر فيه ! يعني آسفه لأني أحشر أنفي ، بس إذا حبيت تقول يعني !
أخذ نفسًا عميقًا وأخرجه ، ثم ابتسم لي وهمس : ولا شيء ، وشكرًا لأنك ماكله همي ..
ابتسمتُ له .. أكملتُ مشيي بجانبه بصمت ، ما زال عقلي معه .. أحاول فهم ما به
سمعته يقول : الرقم اللي اتصلت منه أمك .. في ماليزيا ..
التفتُ له بسرعة .. لـ أسأله : والرقم اللي اتصل لـ نوار ؟
قال لي : ما قدرت أحدده ، هو رقم بريطاني .. الظاهر إنه دولي .. والاتصال انتهى ما قدرت أحدد موقعه
قلتُ : طيب لو اتصلت عليه الحين ؟
قال لي : لازم تردد عليك ، والاتصال يكون مراقب
توقفت : اااااففففففففففف
اقترب مني .. وضع يديه على كتفي وانحنى .. رفع حاجبيه .. ليظهر ذلك الخطيين المستقيمين في أعلى وأسفل جبهته .. ليقول بنبرته الجميلة : دانه ، خليك هادية شوي .. عندك دليل إنهم أحياء ..
همستُ ببكاء : وش دليلي ! اتصال جاء من وحده صوتها يشبه صوت ماما يمكن ؟ ولا الدكتورة اللي ممكن تكذب علينا وتلعب علينا ؟
أكلمت بضعف : وافي يمكن صدق هذا ملعوب ، وشخص مستمتع باللي يسويه ..
احتضنني بشدة وافي .. تمسكتُ به ، لأقول : وافي والله ما أقدر والله ..
مسح على رأسي .. همس لي : عمري .. خلك قوية ، وش فيك ألحين ؟ وش صار ؟
ابتعدتُ عنه .. وأنا اشيرُ له بـ يدي : وافي هم اختفوا فجأة ، صارت كم سنه ! ما أدري حتى كم سنة مرت .. مافي عنهم خبر أبدًا .. أبدًا ، كثير ناس قالوا عنهم .. اللي عايش واللي لقوه جثة وغيره .. وأحنا ما ندري أمنا وأبونا أحياء ولا أموات .. واتصالين بنفس اليوم مشكوك بأمرهم .. هنا تقول إنهم لكهم بخير .. والثاني وحده تنطق باسمي مو مفهوم وش في يعني وافي .. افهمني ، تكفى وافي ..
رفع عينيه لي .. تمسكتُ بكفه ، ضغطتُ عليه بقوة .. لم أكن أستطيع قول بـ أنني أريدهُ بجانبي ..
لم أستطع قول بـ أن حضنه ذاك أماني ..
لم أستطع تسول الحنان والرأفة منه ..
ولكنه فهم أمري من عيني ، عاد ليحتضنني بشده ، تمسك بي ..
همس لي بذات النبرة : صدقيني .. أنا معك ، لو تبين نقوم من اليوم ندورهم وننبش عليهم ، أنا معك .. ما راح أتركك أبدًا ..
همستُ له : توعدني !
قال لي : إذا كنتِ بتصدقين ، ايه أوعدك
ضغطتُ على ظهره .. وكأنني أقول له أصدِقُك .. وأثقُ بكلماتك ..
ابعدني وهو يمسح دمعي برقة ، ليسأل : نمشي ؟ قبل لا تظلّم ونضيع طريقنا ..
تعلّقتُ براعه ، وبخوف : يمه ، تكفى خلينا نمشي وبسرعة بعد
وافي : ههههههههههههه خوافه
ضحكت بخفه : ههههههههههههههههههه .. أحسن أكون واضحه وما أسوي شجاعه .. ايه أخاف
وافي : ههههههههههههههههههههههههه ه ، عاد المكان فيه ذئاب أسرعي ..
تشبثتُ بذراعه : يا ماما ..
وافي : ههههههههههههههههههههههههه هه
ضربته بخفه على صدره : وافي حرام عليك ..
أما هو ! استمر في السخرية .. وتخويفي .. ولكن ! تلك اللحظة كانت ثمينة .. ثمينة جدًا بالنسبة لي ..
..
بل وثمينة لكليهما .. وافــي أكثر من دانة ..
.
.
.
.
.
الجمعــة ..
كنتُ أنظر لها ، وهي ترتدي اكسسواراتها .. وأنا أقيّـم ما إذا كانت تنورتي تليقُ بالـ بلوزة التي أرتديها أم لا
سألت : سروي .. تحسين لايقين على بعض
التفتت لي ، وبضيقٍ قالت : آآآممممم .. أحس بدلي البلوزة والبسي البيضا .. اللي أعطتك اياها دانه ..
ابتسمت : أوكي .. أنتِ وش فيك ؟ مضايقك شيء ؟
اقتربت مني لتهمس : نوار
قلتُ بـ اهتمام .. جميعنا هنا تهمنا نوار : ايش فيها ؟
قالت لي : مدري ، الحمارة ثريا اتصلت بها أمس ومدري وش قالت لها ..
بغضبٍ قلت : وجع ذي .. الله ياخذها ويذوقها من نفس الكأس اللي تذّوق نواري منها
قالت بصدق : آميــــــــــــــــــــــ ـــن .. عاد اللي يقول من زين الـ هاني اللي متزوجته
قلتُ لها بصدق : عاد أنا موح ابة هالـ هاني أبددددددددددددًا .. أحس شخصية راشد تلييق لنوار أكثر
إسراء : هههههههههههههااااييي ، يا ويلك لو تسمعك ، تعلقنا أنا وأنتِ بالجدار وتخلينا عبرة ..
قمتُ من جانبها بسرعة : لا تكفين ، كفاية اللي شفته منها .. أقوم أبدل بلوزتي أحسن
إسراء : ههههههههههههههههههههه ..
توجهتُ لغرفتي .. خلعتُ تلك التي أرتديها . أخذتُ البيضاء .. بـ كُم ثلاثةِ أرباع ..
واسعة قليلًا .. دسستها تحت التنورة .. رتبتُ مظهري ..
مسحتُ على شعري الذي ازداد طوله ..
وضعتُ احمر شفاه .. سمعتُ صوت تصفير ، التفتُ حولي .. لا أحد ..
التفتُ لـ الستار ، وإذا به مفتوح .. ازدادت دقاتُ قلبي .. خوفًا ..
ونافذتي أيضًا مفتوحة .. رفعتُ غطاء رأسي .. توجهتُ لـ اغلقه ..
نظرتُ لـ ذلك الوجه ، وإذا بي أعرفه .. نعم أعرفه .. هو فراس ..
في المنزل الذي يقابلنا .. والنافذة التي تقابلني أيضًا ..
أغلقتها ولكنني سمعته يصرخ قائلًا : بطرش لك واتساب شوفي ..
شعرتُ بـ خوف ، هل قام بتصويري ! بدأت دمعاتي تتساقط ..
أذكر بـ أني أرتدي " بودي " تحت البلوزة ، لأنها كانت شفافه ، ولم أخلعه ..
سمعت رنين هاتفي ، ارتجف قلبي .. ترددت ..
رن مرة أخرى .. التقطته .. دموعي لم تتوقف ..
كانتا رسالتين .. من رقمٍ غير مسجل ولكنه هو ، ذلك الـ فراس ..
أحداهن : لا تخافي ما صورتك أحلف لك ..
والأخرى كانت أطول قليلًا .. محتواها !
"
مروة ، أنا ما ودي أضرك .. يمكن بدايتي معاك سيئة .. ما كان ودي يحصل ، لقتني بنت عمتك مدري بنت عمك .. وبعدها عرفت إنك تقربي لـ مشاري وإنك عزيزة عليه .. توقعت يحبك وقلت خلاص بضره فيها بس ..! اكتشفت إن أنا اللي أحبك وإن حصل لك شيء أنا اللي بتضرر ، مروة أنا آسف ما أبيك تاخذين بخاطرك مني ، والله أنا صادق بكل شيء قلته لك .. وصورك لا تحاتي والله حذتها كلها مع إن ما طاوعني قلبي ، أبيها لي .. عمري ما بضرك مروة ، والله يحفظك
"
قرأتها مرتين ..
أجبتُ بـ " الله ينتقم منك ، لا عاد ترسل لي .. بسوي لك بلوك "
كنتُ خائفة .. متوترة جدًا ..
خرجتُ مسرعة ، توجهتُ لـ نوار ..
سألتني : فيك شيء ؟
قلت لها بتردد : نوار بقول لك شيء ، بتصدقيني !
رفعت عينيها لي ، لم تقل شيئًا .. قلتُ : نوار والله إني صادقة ، بس بسألك أول شيء ، أم فواز اللي قدام بيتنا ، فراس ولدها !
نظرت لي مطولًا ، لتشهق : قليل الخاتمة هذا ! الله ياخذه .. حسافة ما عرفت من قبل ..
قاطعتها : معليش خلاص ، هم ناقلين جديد أساسًا .. مو مهم اسمعيني لو سمحتي ..
أخبررتها بما حصل ، دون تردد .. دون أن انقص حدثًا ..
رفعتُ هاتفي لـ أُريها .. الرسائل ..
أخذته من يدي .. قالت : حذفتها .. وإن شاء الله ما يرسل ، إن رسل رحت لأهله بيتهم
أخفضتُ رأسي ، شعرتُ بها تحتضنني ، تقبل رأسي بعدها ..
قالت لي : كبرتي بعيني ، لما جيتي وقلتي لي ..
ابتسمتُ في وجهها ، ودمعي اختلطت مع كحل عيني
قالت بمزحه : كل يوم تستلمين لمياء ، الظاهر اليوم هي بتستلمك
قلت بسرعة وأنا آخذ القطن من على تسريحتها : لا كل شيء الا أم الريش ..
نوار : ههههههههههههههههههههههههه هههه ..
.
.
.
.
.
ما زال عقلي يفكر بـ فارس ..
وطريقة وصولي له دون أذيّة نفسي ..
حذرني ياسر ..
التفتُ لتلك التي قاطعت تفكيري .. قلت : خير أخت إسراء ..
قالت بروقان : يؤبرني اللي مزاجه مقفل .. تكفيين روقي .. واستلمي بلقيس ..
التفتُ لـ بلقيس .. تلتفُ كأنها حيّه .. حول عبدالله .. هههههههههههههههههههههه .. لن تملكيه .. لن تستطيعي فعل ذلك ..
قلتُ لـ إسراء : تخيلي عاد تدري إنه متزوج ، وعنده ولد عمره سنة ونص مدري سنتين ..
إسراء : استغفر الله ..
قلتُ لها : هههههههههههههه ما علينا ، ذي نافخه نفسها وش حقه ؟
قالت بغضب : مدري عنها التبنه ..
جاءت مروة : وين نوار ؟
أجابت إسراء : مع ريوم ، راحت تغسل وليد ..
ما زال اسم وليد .. يفتح جراحًا في قلبي .. ما زال لـ اسمه صدًا يكويني ..
أحاول تجاهل كل شيء ..
أحاول تجاهل حبي له ..
أحاول تذكير عقلي بـ أنه " مغازلجي " ..
لم يكن يستحقني ، ولا يستحق قلبي ..
سمعت ضحكات الشقيتان اللاتي يجلسن قربي ..
مسحت دمعتي المتمرده ، وبصوتٍ مخنوق قلت : وجع اش بكم ؟
إسراء : هههههههههه حرب نظرات قائمة بين التوأم وبلقيس ..
مروة بقهر: شوفوا لطف بس ، ودي أذبحها
قلتُ لها : طنشيها ..
قالت مروة : تدرون اليوم مين أرسل لي ؟
التفتنا بـ اهتمام ، وبصوت واحد نطقنا أنا واسراء : مين ؟
قالت هي بتوتر : فراس
قلتُ بغضب : وش يبي ؟ وش صار !
سردت لنا كل ما حصل ، وما فعلته نوار .. مسحتُ على ظهرها برقة ..
قلتُ : الله ينتقم منه ، ما عليه طنشيه .. واسدلي ستار غرفتك .. غرفتك مُطله على الشارع ماله داعي تحطي الستارة مفتوحة ..
مروة : اييه .. قلت خلاص ما عاد أفتحها أصلًا
قالت إسراء بعد صمت : مو قادرة أتخيل إنه أخو فواز الكيوت
مروة : لو زوجة فواز تسمعك تقولي كذا
إسراء : هههههههههههههههه قصدي شريف والله ، بس فواز محترم ومدري وش
تساءلت : كلهم بحرف الفاء !
أجابت إسراء : ايي أتوقع ، فواز وفرح وفي والزفت فراس ..
همستُ : ممكن يكون فارس أخوهم ! فارس وفراس ! ..
ثم نطقت بصوتٍ يصل لمسامعهن : اوبهم اسمه محمد !
قالت مروة : اييه
قلت بصدمة : محمد الـ … ؟
مروة : اممممم ، ما أدري والله
إسراء رفعت حاجبها : وش تبين له أنتِ ؟
رفعتُ حاجبي : مالك دخل ، لو تعرفي قولي ولو ما تعرفي ابلعي موس وانطمي
إسراء : يمممممههههه قفلت أخلاقها ..
مروة : ههههههههههههههههههههههههه ه ..
إسراء : شوفوا شوفوا بلقيس ، والله عايشه مقلب .. مرة تقهر التوأم ومرة دينا
مروة : أهم شيء دينا مطنشتها ..
قلتُ والشياطين على رأسي : اصبروا ، بخلي حفلتهم حفلتين ..
إسراء : يا حمارة وش بتسوي ؟
قلتُ بخبث : هههههههههههه وش بسوي ! إلا قولي وش سويت .. قلت لزوجته تجي وطرشت لها اللوكيشن
شهقتا معًا .. أكملت : عاد تمنيت وافي يكون موجود عشان يششوف المهزلة اللي تصير ويشفي غليله ، بس فكرت فيها وقلت بصور لهم
قالت إسراء : متأكدة ، دانوه مشاوره عليك .. هذه سوالفها
قلت : ههههههههههههههههههههههههه ه لا والله ، بتنصدمي لو عرفتي إنها منعتني وحاولت وحاولت بس باءت كل محاولاتها بالفشل ..
مروة بسخرية : والله دانه من لما صارت زوجة وافي ، وهي شخص آخر
إسراء : صدمتني وهي تحاول تمنعك
دينا : ههههههههههههههههههههه بنستمتع بس هدوا لي أعصابكم الحين ،، وخلوا بلقيس على راحتها ..
.
.
.
.
.
كنتُ اتجنب الخروج لتلك الحديقة ..
هناك هاني ، يلاحقني بنظراته القذرة .. ورعد أيضًا ..
زوجاتُ أعمامي وعمتي وفاء .. يرمقنني بنظرة الـ عانس ..
آآه .. مرهقٌ هو مواجهة كل ذلك بـ نفسي ..
التفتُ لـ وليد الذي ععاد يركض نحوي ..
تمسكت به : ايش فيك حبيبي ؟
قال لي : بابا يقول جيب ماما
نوار : ههههههههههه مو تجيبها ، تناديها ..
ابتسم لي : هو هو
حملته ووضعته بين أحضاني : قول لـ بابا .. ماما تغسل وتجي .. طيب!
قال لي بشقاوته : أدوله ( أقوله ) .. خاله نوار دالت ( قالت )
ضربته بخفه : لا يا ولد ريموه
سمعت صوتها : ايش فيه ولد ريموه ! هاا
ضحكت : هههههههههههههههه زوجك يدورك روحي ..
قالت بثقل : أوك بروح أشوفه ، أمانه شددي الحراسة على ولد ريموه تراه شقي وما أقدر له ، وما يرضى يجلس عن أبوه
ضحكت عليها ، قبلته من خده : ولا يهمك هذا هو معي ، لا تحاتيه ..
خرجت هي ، بقينا أنا ووليد معًا .. كان يتعبثُ بهاتفي كثيرًا ..
قال لي : نثور ؟ ( نصور )
قلتُ له : يلا تعال
أخذ هاتفي : أنا بثورك ، وقفي ..
ضحكت بشدة ، أصر على فعل ذلك .. وقفت وأخذ يصورني .. آلاف الصور ..
ثم قال بشقاوة : ارثلتها ( أرسلتها ) ..
وقف الدماءُ عن السير إلى دماغي .. أرسلها لـ من !
أغلب محادثاتي مع مهندسين .. وأصحاب العمل .. أخذتُ هاتفي بسرعة ..
نظرتُ لـ ذلك الاسم الذي استلم الصورة .. ويتضحُ بـ أنه فتحها ..
آآه إنه المتعجرف منصور .. لماذا يا وليد ..
أرسلتُ له دون تردد " ممكن تحذفها ! أرسلها ولد أختي بالغلط " ..
أجاب ذلك الوقح " ولد أختك ؟ اللي أعرفه إنك أكبر أخواتك .. ووحده بس توها تزوجت ما يمديها تخلّف "
وقح .. وقح جدً ومتخلف .. قلت " مو مجبورة أبرر لك ، ممكن تحذفها بدون لا تكبر الموضوع ؟"
بكل وقاحة أجاب " حلوة .. حلووة بزيادة يا نوار "
قُهرت ، لم أطل الحديث معه .. تأملت تلك الصورة .. كانت جميلة فعلًا .. عفوية ، مُهتزة ومائله ، وكنتُ أضحك فيها ..
قُهرتُ جدًا .. نظرتُ لـ وليد الذي كان ينظر لي بخوف ..
كان يتضح على ملامحي بـ أني غاضبة ..
ابتسمتُ له وأنا اقتربُ منه : تعال حبيبي ..
قال لي بزعل : آثف ( آسف )
قبلتُ خده وهمست : لا حبيبي ما سويت شيء
قال بابتسامه : نلوح العيد ميلاد !
همستُ : عيد ميلاد الطل ..
ثم بنبرة عادية : امشي حبيبي يلا ، لا تروح بعيد عني طيب !
أومأ برأسه .. تأملتُ هاتفي ..
وإذا بذلك الوقح الذي سلطته الشياطينُ علي ، يرسل غزلًا ..
أجبته " وقح وبتبقى وقح ، على الأقل حشم ولدك "
أرسل لي فيديو .. تصوير شاشة ، يدل على أنه حذف الصورة من أليوم صورة .. ثم من على الـ واتس آب ..
قلت له " شكرًا ، والحمدلله في أحد تحشمه "
لم يجب .. قمتُ بحذف محادثته ، ليست مهمه .. أبدًا .. حتى لا أذكر لما كنتُ قد حادثته مؤخرًا ..
خرجنا ، وإذا بهم في وجهي ، هاني ورعد ..
لم أعرهما اهتمامًا ..
مشيتُ بثقة متوجهه لأخواتي ..
همست لي دينا : وينك أنتِ ؟
قلت : هذا أنا جيت وش في ؟
دينا : ولا شيء ..
قلتُ بـ ضيق : متى تبدأ حفلة الزفت ؟
دينا : هههههههههههههههههههههه شوي وتبدأ ، الظاهر على شرفك .. كانت تنتظرك
قلت ببرود وسخرية : يمكن إنها حامل وتبشركم بجنس البيبي
دينا : وججعع توه مرجعها زوجها
نوار : هههههههههههههه استغفر الله ، عيل بتبشركم إنها حامل ، أهم شيء تثبت إن هاني الغفلة يحبها ويموت فيها ..
سألتني دينا ، بجدية : ما يهمك هاني يعني ! خلاص !
قلتُ لها بجدية مشابهه : اللي يبيعك بيعيه برخيص دينا ، لا ما يهمني ، يعني أنا أكبر من أني أتأمل إني أرتبط بواحد كان متزوج .. بعدين ، كانت تعجبني أخلاقه ، ما سمحت لـ نفسي انجرف بـ مشاعري .. والحمدلله طلع على حقيقته وبدال أحبه ، صرت أكره حرف الهاء من اسمه ..
همست : يا قو قلبك ، يا ريت أقدر أسوي كذا مع وليد
ابتسمتُ لها : سهله ، خذي الفيديو اللي صورته دانه ، وكلما حسيتي إنك تحبيه ، افتحيه وشوفي هل يستحق
دينا : وجع حرام عليك وقلبي طيب
ضربتها بخفه : مالت عليك وعلى قلبك
دينا : ههههههههههههه شويه احترام
قلتُ لها بمزحه : خلّص ما عاد فيه ..
دينا : يلا يلا أبطال الحفل شرفوا ..
ضحكنا جميعًا ..
توسطت هي وزوجها المكان .. بدأت تشرح سبب حفلتها التافهه ، تغير اسم ابنتها الذي تراه غير لائقًا لها ..
ابتسمتُ بفرحة ، اغاضتها ..
قالت أريام التي أُريدُ تقبيل رأسها : اوووووووه وأخيرًا رجع الاسم لـ صاحبه .. لأن الصراحة نوارتنا وحدة ، بس نوار بنت سُلطان ..
لتجيب جدتي بحسن نية ، ذلك يتضح من وجهها : وأنتِ الصادقة هي الوحيدة اللي يليق عليها الاسم ، والتكرار مو حلو
ضحكن أخواتي .. لأن تلك الحيّة .. كانت غايتها قهري ولكنها قُهِرت هي ..
كانت تريد أن تثبت لي بـ أن هاني أصبح لا يهتم لأمرب حتى أنه قام بتغيير اسم ابنته التي سمّاها تيمنًا بي ..
عقلك صغير بحجمك ..
قلت لها بسخرية : اسم وعافيه ..
كانت ستجيب ، إلا أن صراخ أحدهم اسكتها ، بل اسكتنا جميعًا ..
كانت أحداهن تنادي بـ اسم عبدالله ..
دينا تضحك بالـ سر ، قرصتها : يا بليّـة وش سويتي ..
قالت : أظن ها أظن ههههههههههه إن هذه زوجته ..
قلتُ لها : يا حمارة وش دخلك أنتِ ؟
لأسمع إسراء تقول بشماته : ونااااااااااسه ، جايبينا بيقهرونا بـ أختنا .. أنقهروا الاختين ببعض .. الحمدلله يا رب قلبت الطاولة عليهن
ابتسمتُ لها .. كنا ننظر لتلك الحرب بهدوء وروقان ..
اسمها دلال .. لديها ابن .. اسمه مجهولٌ الآن ..
كنتُ اسمعها تهدد بلقيس .. وتخبرها بـ أنها وعدتها بالطلاق من عبدالله .. والكثير من الوعود ..
كـ هي متفهمه ، ولا تريد أن ترتبط بشخصٍ غير صادق وكلمات أخرى ..
تساءلت .. ماذا ربت روز ، هل دينا إنسان أم شيطانٌ بيننا ..
انتقمت لـ نفسها بهدوءٍ شديد ..
سمعتها تسألني : نروح بيتنا ؟
أومأت برأسي : لا حول ولا قوة إلا بالله
قالت : مو بنت روز يقهروها وتسكت يا نوار ، لو أقدر كان سويت أكثر من كذا .. مو أنان البنك المتحرك اللي بيستخدمه عبدالله ، هذا هو .. ربه رد كيده في نحره ، يلا نمشي ..
مشينا ، تاركين خلفنا نارًا ، أشعلها قهر دينا على نفسها ..
.
.
.
.
.
كنتُ على كرسيّ المتحرك .. أنا هنا منذ 4 أيام ..
نقلت من ذلك المشفى إلى هنا ..
أجريتُ فحوصاتي .. بسرعة شديدة وعنايه ..
لأنني زوجة سُلطان ..
أعطتني طبيبتي جدولًا لـ علاجي الفيزيائي ..
أخبرتني بـ أن التزم به ..
وضعي الصحي ممتاز .. من ناحية حركتي ..
أما عملية رأسي ! أخبرني طبيبي .. بـ أني قد اتعرض لـ بعض الانتكاسات ..
كـ النسيان ..
سأتحمل ذلك ..
في وقتي الحالي ..!
بجانبي أنابيلا .. التي قررت ترك كل شيء خلفها وتأتي معي ..
لأعود لـ الماضي قليلًا .. إلى أن نصل ..
عاد ذلك المختل في ذات اليوم .. رفضت الطبيبة نزع الشاش عن عيني ..
استغل هو تلك الفرصة ، عاد مرة أخرى .. ليعيد فعلته .. ويتمادى أكثر ..
أخرجته آنّ .. كان ذلك ابن العجوز التي انقذتني ..
اخبرتنا بـ أنه هو من انقذني ..
حاول تخبئتي في منزلهم ولكن والدته اصرت على احضاري للمشفى ..
رفضتُ جلوسي أكثر ..
أخبرتُ آن أن تتواصل مع إحدى المشافي الكبرى وتخبرهم بـ أني زوجة سُلطان ..
ولكن بِـ تستر ..
حدث كل شيء سريعًا .. خلال 24 ساعة .. حلقتُ بين السماء والأرض ..
من ماليزيا إلى منزلي ..
توقفت السيارة ، أمام مدخل ذلك المنزل .. المنزل الذي عشتُ فيه لما يُقارب الـ 27 عام ..
هُنا .. ربيتُ بناتي الـ خمس ..
هُنا .. ركضتُ خلفهن ..
دربتهن على المشي ..
علمتهن الفرنسية ..
والكثير ..
هُنا .. تخاصمتُ كثيرًا مع سُلطان ..
هُنا .. احتفلنا بـ ذكرى زواجنا وذكرى لقاءنا ..
هُنا .. بكيتُ عندما أجهضتُ طفلي السادس ..
هُنا .. تقاسمتُ هم مرضي مع سُلطان ..
هُنا ! كشفتُ سر وافي ..
هُنا .. حدث الكثير ..
سمعت أنابيلا تقول : هل نترجل روز !
قلتُ لها : نعم .. ساعديني على النزول ، وأطرقي الجرس ..
ذلك الشاب .. كان نزيهًا .. أنزل الحقائب ..
قال لي بـ أجنبيه : هل أستطيعُ مساعدتك على النزول ؟
قلت : شكرًا ، هي تستطيعُ فعل ذلك
ابتسم لي : أعي بـ أنك مسلمة ، اعتبريني ابنك .. ما زلتُ في العشرين من عمري .. استطيع فعل ذلك .. لن أضرك أعدك ..
حملني بين ذراعيه ، وضعني على كُرسيّ .. ثم ابتسم لي ..
وقف جانبًا الى أن يتم فتح ذلك الباب ..
طال انتظاري ، أعلم بـ أنها الجمعة ..
أعلم بـ أنهن هناك ..
ولكن .. ألم يأتين !
تتزايد دقاتي .. لا أعلم كيف سيكون لقائنـا بعد فراق دام لـ أعوام ..
سمعت صوتها الذي أحبه من خلفي وهي تسأل : عفوًا ..
التفتُ لها بـ كرسي لـ تشهق : ماما !
ومن خلفها أصوات متفرقة بنفس كلمتها ..



انتهــــــى ..



غِيْــمّ ~ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:10 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.