آخر 10 مشاركات
مشاعر غامضة - ازو كاوود - ع.ج*كاملة * (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          معاناة - ليني كولنس - ع.ج .. حصريا على روايتي** (الكاتـب : جروح - )           »          عذراء فالينتي (135) للكاتبة:Maisey Yates(الجزء 3 سلسلة ورثة قبل العهود) *كاملة* (الكاتـب : Gege86 - )           »          عشيقة ديسانتيس (134) للكاتبة: Maisey Yates (الجزء 2 من سلسلة ورثة قبل العهود) *كاملة* (الكاتـب : Gege86 - )           »          عروس أكوستا (133) للكاتبة:Maisey Yates (الجزء الأول من سلسلة ورثة قبل العهود) *كاملة* (الكاتـب : Gege86 - )           »          بعينيكِ وعد*مميزة و مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )           »          [تحميل] أعشق آنانيتك عندما تتمناني لك وحدك ، للكاتبة/ &نوني بنت الجنوب& (جميع الصيغ) (الكاتـب : Topaz. - )           »          واهتز عرش قلبي (1) .. سلسلة الهاربات (الكاتـب : ملك جاسم - )           »          لعنة الحب والزواج(81) للكاتبة كارول مورتيمور(الجزء الثاني من سلسلة لعنة جامبرلي)كاملة (الكاتـب : *ايمي* - )           »          [تحميل] بسمة مدفونة في خيالي ، لـ ضاقت انفاسي (الكاتـب : Topaz. - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > ارشيف الروايات الطويلة المغلقة غير المكتملة

موضوع مغلق
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 18-03-21, 12:45 AM   #1

Assia Aljrjry
عضو ذهبي

? العضوٌ??? » 460175
?  التسِجيلٌ » Dec 2019
? مشَارَ?اتْي » 212
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
?  نُقآطِيْ » Assia Aljrjry has a reputation beyond reputeAssia Aljrjry has a reputation beyond reputeAssia Aljrjry has a reputation beyond reputeAssia Aljrjry has a reputation beyond reputeAssia Aljrjry has a reputation beyond reputeAssia Aljrjry has a reputation beyond reputeAssia Aljrjry has a reputation beyond reputeAssia Aljrjry has a reputation beyond reputeAssia Aljrjry has a reputation beyond reputeAssia Aljrjry has a reputation beyond reputeAssia Aljrjry has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
Lightbulb هل يُرى النور؟ (2) .. سلسلة دياجير الردى










رِوَايَــــة «هَلْ يُرَىٰ النُّور؟»
الموسم الثاني من
سِـلسِـلَـة :: دَيـاجِـيـرُ الـرَدَىٰ ::






غَـارِقٌ فِـي عُـمْـقِ دَيـاجِيـرِ الـرَدىٰ
وَالشَّـرُّ اسْـتـلَّ سَيـفَـاً لِلخَيـرِ أَرْدىٰ

الدِّمَـاءُ يَحْرِقُهُ فِـي الـوَرِيـدِ لَظَـىٰ

لَـــــــــقَـــــــــدْ اِكْـــــــــتَــــــــــ وىٰ

والقَلبُ الحَزيِنِ لَمْ يُجَبْ لَهُ الرَجىٰ
وَلِـ بَحْـرِ الخَطَايـا لِقَعْـرِهِ هُـوَ هَـوىٰ

ذَا قَـــــــطْـــــــرٌ مِـــــــنْ نَــــــــدىٰ
سَــــــقَــــــطَ فِـــــي الــــــقَـــــذىٰ


وَذَاكَ طَــيْــفُ مُـفْـتَــرِسٍ لِـلـعِــدىٰ

كَــلْـــبٌ شَــــرِسٌ أعْــــوَرٌ عَــــوىٰ

أنْـيـابُــه يُـظْـهِــرُ سُــوءَ مَــا نَــوىٰ
وَشَــرٌّ أَخَــرَ فِـي الـقَـلْــبِ خَــفَــىٰ


فَـاسْـتَـرِقِ الـنَـظَــر لأَبْعَــدِ المَــدىٰ
فَقَدْ سُحِقَ الزَهْـرُ وَطُـمِـسَ الشَّذىٰ

وَعَلَـيـهِ قَـد حَـلَّ دَيـاجِـيـرُ الـرَدىٰ
فَهَـلْ فِـي السَّـوَادِ مِـنْ نُـورٍ يُــرىٰ؟!







<< رَوابِــط الــفُــصــول

الفصل 1, 2 .. بالأسفل
الفصل 3, 4
الفصل 5







التعديل الأخير تم بواسطة ebti ; 30-06-21 الساعة 10:23 PM
Assia Aljrjry غير متواجد حالياً  
قديم 18-03-21, 12:56 AM   #2

Assia Aljrjry
عضو ذهبي

? العضوٌ??? » 460175
?  التسِجيلٌ » Dec 2019
? مشَارَ?اتْي » 212
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
?  نُقآطِيْ » Assia Aljrjry has a reputation beyond reputeAssia Aljrjry has a reputation beyond reputeAssia Aljrjry has a reputation beyond reputeAssia Aljrjry has a reputation beyond reputeAssia Aljrjry has a reputation beyond reputeAssia Aljrjry has a reputation beyond reputeAssia Aljrjry has a reputation beyond reputeAssia Aljrjry has a reputation beyond reputeAssia Aljrjry has a reputation beyond reputeAssia Aljrjry has a reputation beyond reputeAssia Aljrjry has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
افتراضي

¬



✮:: المَـــــدْخَــــل :: ««شتاء»»✮



✮«01»✮



نتفة ثلج على النافذة
تروي عما رأت قصة بائسة
عن فتى لم يكد يبلغ العاشرة


اثوابه على الجسد الهزيل مهترئة
والدماء من جراحه العميقة نازفة
تارة يميل ثغره عن ألم شاكيا
تارة أخرى عن البرد القاسية

أدمعه لوجنتيه الذابلتين حافرة
وبرد لأعظمه المتوجعة كاسرة


يعزف حزنه لحنا صامتا
وفي الفؤاد يكتم الأنين ومواجعه

الثلج للبرد قالت شاكية
رفقا بفتا بؤسه للقلب دامية
نال منه كفاية قسوة بشرية


يا شتاء عن شديد بردك العاصفة
رفقا بفتى ليس هنا يخفف عنه يد حانية
وليس هنا من يبعد عنه البرد القارصة



والموعد غدا بإذن الله...


Assia Aljrjry غير متواجد حالياً  
قديم 19-03-21, 01:57 AM   #3

Assia Aljrjry
عضو ذهبي

? العضوٌ??? » 460175
?  التسِجيلٌ » Dec 2019
? مشَارَ?اتْي » 212
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
?  نُقآطِيْ » Assia Aljrjry has a reputation beyond reputeAssia Aljrjry has a reputation beyond reputeAssia Aljrjry has a reputation beyond reputeAssia Aljrjry has a reputation beyond reputeAssia Aljrjry has a reputation beyond reputeAssia Aljrjry has a reputation beyond reputeAssia Aljrjry has a reputation beyond reputeAssia Aljrjry has a reputation beyond reputeAssia Aljrjry has a reputation beyond reputeAssia Aljrjry has a reputation beyond reputeAssia Aljrjry has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
افتراضي

:: المَـــــدْخَــــل :: ✮««شتاء»»✮

✮«01»✮




نتفة ثلج على النافذة
تروي عما رأت قصة بائسة
عن فتى لم يكد يبلغ العاشرة

اثوابه على الجسد الهزيل مهترئة
والدماء من جراحه العميقة نازفة
تارة يميل ثغره عن ألم شاكيا
تارة أخرى عن البرد القاسية

أدمعه لوجنتيه الذابلتين حافرة
وبرد لأعظمه المتوجعة كاسرة

يعزف حزنه لحنا صامتا
وفي الفؤاد يكتم الأنين ومواجعه

الثلج للبرد قالت شاكية
رفقا بفتا بؤسه للقلب دامية
نال منه كفاية قسوة بشرية

يا شتاء عن شديد بردك العاصفة
رفقا بفتى ليس هنا يخفف عنه يد حانية
وليس هنا من يبعد عنه البرد القارصة











بعد عام من الزمان، من بعد حرب ضروس خاضه فنال منه حتى النخاع، رجل العصابات الذي لا ينمتي لأحد، الرجل الذي لا يعرف هويته احد، وحش غاضب، يقتل دون أن يرف له جفن، كغراب البين، يظهر في جوف ليل بحلة سوداء وحين يغادر يترك خلفه رصاصة واحدة، وجثة بجانبها.
مجرم اسمه عُرف بين العصابات بالغراب، لم يعلم بأهدافه إلا قلة من الناس، ولا غاياته واضحة المعالم للخصوم، وبالتأكيد لم يستطع احد استيعاب الجراح النازفة في فؤاده، ولم يرى احد الحزن اللامع في سواد عينيه
مضى عام كامل، عام كان كفيل بجعله مجرم حقيقي، لم يعد ذاك البريء الذي يتحاشى الاجرام قدر ما يستطيع، بل يسعى للقتل بكامل رغبته واحقاده
لم يكن هدفه القتل فما الذي غيّره؟ الاجابة بحاجة إلى العودة لما قبل عام حين سرقوا طفليه، وقتلوا زوجته! هم من اعلنوه حربا عليه فهل سيلومه احد إن رد عليهم الحرب حربا؟!
لكن رغم كل ما يفتعله من صخب واضطراب في عالم الإجرام، رغم اغتيالاته الباعثة لشرارات الحرب واضرام لهيبها هنا وهناك بين العصابات لم يكن أي مما يفعل كفيل بأن يجعله قريبا من هدفه، بل كلما انغمس في هذا العالم الملوث اكثر، كلما شعر بأنه يبتعد أكثر عن مساعيه...

غادي رجل اسمه مدرج بين الأموات بينما أنفاسه حية في عالمنا يشهد عليه ثقل الذنوب، من بعد يأس، من بعد نصب نال منه، ليستريح ويزيح عن كاهليه ثقل عام، لأول مرة منذ عام فتح باب قصره المهجور، يخطو الى الداخل بخطوات ثقيلة وكأنه يسمع أنين الورود الذابلة بوحشية الثلج الشتوية، يشكين من الهجر الطويل. يمشي بهدوء يقلب طرفه في باحة القصر حتى تعثّر بصخرة الذكريات فألمه السقوط عند ركن الغائبين، ماذا يجب عليه الآن فعله، أ يذرف الدموع مدرارا؟ أم في المحاجر يكتمهن يحرقن شوقا للراحلين مقلتيه؟
لكنه يستمر ويطمس الحزن في قلبه بعناد. له ضبابية كل معان الحياة... من بعد كل شيء هل بإمكانه القول بعلو صوته أنه لا زال حيّا؟ ام ليس سوى رماد معانق لأكفانه.
فهنا يعاد السؤال مرة أخرى، من يثبت أنه لا زال حيّ؟ من يشهد بأنفاسه المتثاقلة وجراحه الحياة؟ وهو الذي عاث حروبه الفساد في قلبه وفتت ضميره لأشلاء نثره على رفات روحه المحتضرة
هذا البرد ينغرس من تحت قدميه ثم كالسم يندفع من أوردته الى خافقه فيطرح هنا سؤالا من وحي الحنين في هذيان، ماذا إن كان هذا البرد برد الذكريات؟، وما يحفز تدفقه في وريده شكاوي جدران هذا القصر؟ أياً كان... في اعماقه هو الان ينكر سطوة الشتاء، مؤكدا لذاته أن ما هذا البرد إلا برد الذكريات يجمد أضلعه فيؤلم خافقه المهترئ حتى الهلاك....
رفع رأسه الى السماء يشهد انهيار الشمس الى غروب في الافاق يلوح، وجيش من السحب يخنق دفء الشمس فيغرق الأرض بردا قارصا يفوح منه رائحة موت... حاملا في الرياح من عبير الغائبين ما يعصف به فيضطرب له فؤاده.
عاد يسير مكملا طريقه، يدوس على الثلج في سلالم المؤدية الى داخل القصر بهدوء ثم توقف عند الباب فتحه ثم دفعه بيديه لينفتح على مصراعيه فينتفض الغبار يخنق العبرات في عينيه ويضيق الأنفاس في جوفه. همس وعيناه على صالة قصره الفارغة إلا من أطياف ذكريات أحبته
لقد عدت...
لثقل الصمت، ومواجع الفقد، قلبه بين الضلوع يصرخ ينادي سائلا الجواب، فلم يجبه إلا صدى صوته الكسير يثبت له بقسوة أن مهما ينادي لن يرد له الجواب إلا صداه.
فبهزل، تلك الدمعة العالقة بين جفنيه انزلق على وجنته مختصرا كل كلمات الأسى في اللغات.

ليس بعيدا، على ذات الأرض، تحت ذات النجوم، وضوء القمر من بين كثيف السحب مراقبة، وتلك الحبات الباردة من الثلج شاهدة، وتسطر بصمت حكاية اخرى لها الظلام رواية.
الشتاء بارد،...
والجراح مؤلمة،...
والليل مظلم...
وطعم الدماء في الثغر مر مذاقه
ومطر، ما هو إلا طفل.
صفعة يتلوه اخرى، وضرب شديد صوته يهز صمت ليل ساكنة، كم مضى من الوقت وهو يقف هنا بين يدي جلاده؟، كم مضى مذ بدأ بضربه بكل قسوة؟!، الوقت لا يهم، ولما عسى لطفل أن يهتم لكم مضى؟! هو فقط، متعب جدا، ولا يكاد بمقدوره احتمال حتى الصمود واقفا، رغم أنه ما عاد يشعر بذاك الألم في جسده حين يتلقى الصفعات او كل ضربة، لم يعد مؤلما، ربما... او ربما لأنه فقد الشعور لشدة البرد الذي يغتال منه الاحساس فلم يعد يشعر بألم في جسده؟! ربما زال الألم من جسده لكن ما بال هذا البرد لا يقتل الألم الذي في صدره؟ ما هذا الشعور تماما؟ كيف يمكنه الخلاص منه؟ لما لم يخبره احد من قبل، بأن الحزن يؤلم اكثر من الضرب؟
شعره الباهت الذي كان قبلا يشع كنور شمس. ينسدل على عينيه ليخبئ خلفه نظرات الانكسار اللامعة على عدسة عينيه، فيزم ثغره من الألم بينما شفتاه الكاسيتين لرزقة البرد يرتعشان بصمت تخبّران عن شديد ما به من ضعف.
مطر... فاقدا الادراك لما حوله، يقف كأصنام بلا روح أمام جلاده الذي ينكل به ويرسم العذاب على جسده الهش الهزيل، صمته يستفز جلاده، هدوءه يشعل براكين الغضب في صدر جلاده فيزيد في ضربه اضعافا، هذا الجلاد بحد ذاته نال منه النصب وبدوره يريد التوقف وفقط، لكن صمود هذا الصغير وصمته يفقدنه صوابه اكثر، فيزيد جنونا ويزيد قسوة بظن أن ضرباته لا يؤلمن هذا الوحش الصغير، فهل يسخر منه مطر بشموخ وقوفه؟ هل يهزأ منه بصمته وكأن لا ألم ينتج عن ضربه له؟! ما بال هذا الطفل كوالده عنيد مستفز، وحش ورث التمرد والبرود. فصرخ دارك وهو يركل مطر في ذروة ما به من غضب
كفاك استهزاء بي
ناهيك عن كل ما به من جنونٍ دارك، فمطر الذي بالكاد كان يقف مع ركلة دارك سقط على الأرض، لم يتحرك، بل اغمض عينيه وكأنه كان يتمنى هذا السقوط لكن لم يكن يجرؤ عليه فحسب، هو خائف حتى النخاع، وهذا ما لا يدركه دارك. هو متوجع جدا، لدرجة أن سلب منه الوجع الشعور والإحساس بما حوله وهذا ما لا يستوعبه دارك. فمطر اعتاد منه القسوة على اصغر الأخطاء وجسده اعتاد هذا الألم واليأس كسى قلبه ثوبا من جليد، فهو فقط يعلم بأنه مهما طلب من دارك أن يلطف به فلن يستجيب له الأخير، إذا كطفل صغير مكسور الجناح ضعيف الحال هزيل الجسد فما عساه أن يفعل سوى الصمت وقد ملّ منه النحيب؟، من ظلام مواجعه وبرد ألامه انساب صوت مايكل على مسمع مطر همسا للنجاة وأملا في الخلاص حين حدّث دارك بطلب آمر:
توقف دارك، لو استمر هذا سيموت هاهنا بين يديك
اتقول لي أن هذا الوحش حتى يتأثر من ضربي؟!
صوت دارك لمطر بدا داكنا مظلما وغاضبا جدا، صوت ثقله يزيد الخوف اضعافا على قلب مطر الذي كان طريحا فوق الثلج البارد المتراكم كجسد بلا روح، دون أن يبدي أي معالم لحياة. او مبالاة لجراحه النازفة أو البرد القارصة. وفقط استجابة لصوت مايكل الذي أمره بالنهوض والتوجّه لغرفته، حمل نفسه من الأرض منتشلا بقايا أماله في بؤس كاتما ألآمه في قلبه متحاملا على ثقل جسده المثخن بالجراح، وبخطوات متعثرة ما به من اتزان سار مبتعدا عن أمام ناظري دارك وهو بالكاد قادر على تحريك اطرافه المتجمدة من شديد هذا البرد، لكن... مهما يكن لن يجازف للبقاء امام جلّاده. مهما شعر بالثقل والألم، فله كل شيء يهون من بعد أن يبتعد ويخرج من دائرة الخطر هذه، هذا ما كان كل ما يدوره في رأس هذا الطفل الصغير الذي فقد منذ أمد بعيد معان الراحة وإحساس الأمان، وفي هذا القصر الملكي سار حتى وصل لباب من حديد، على طرف مظلم من القصر، ربما لم يكن بهذه الظلمة لكن لعيني مطر الفاقدة لألوان الحياة، كانت دامسة الظلام حالكة السواد. وبجانب ذا الباب اللعين يجلس رجل لم يكد يلمحه مطر لشدة ما ألمّ به، واستنزف طاقته هذا اليوم الطويل. فبيده الهزيلة دفع الباب برفق ثم تقدم الى السلالم ببطء ينزل إلى سجنه. وكل درج يضع عليه قدما يراوده شعورا بثقل يزيد على جسده كأطنان على ظهره من حديد، وهذا الثقل والثقل على جفنيه من الإنهاك كأن جاذبية الأرض يسحبه بقوة إلى الأسفل فلا يكد بمقدوره رفع قدمه الآخر وإكمال خطواته إلى الأسفل. لكنه بعناد وإصرار طفل مكابر يُسكت الألم وينكر الضعف، وما هذا إلا فقط ولأنه يعلم يقينا إن سقط هنا لن يكون هناك من يرفعه او يسنده، يسنده ويقين أخر منه وعيناه ينظران إلى نهاية السلالم يؤكد له بأن يستحيل أن يقتله السقوط من هنا، فإن سقط فلن ينال إذا إلا مزيد من الألم، وهو الذي ما عاد له من صبر لمزيد من الألم، فكتم تلكم الدموع العالقة على جفنيه، وأخرس صوت الضعف في قلبه واستمر في النزول حتى وصل الى القاع فوقف في المكان جامدا كالصنم وما عاد لجسده القدرة حتى على أن يخطو ولو خطوة اخرى للأمام ،... يقف رافعا رأسه بكبرياء وشعره يخفي ملامح وجهه الكئيب، هذا المكان ساكن بشكل مخيف، صمته يدب مزيد من الوحدة في قلبه الصغير، لم يطل السكون حتى مزقه زمجرة الباب الحديدي الذي صوته وهو يُغلق ويُقفل هز اركان سجنه البائس وفي نفس ذا السجين الصغير حطّم اشياء كثيرة، ومن ما حُطّم كان اخر ما بقي له من قوة وأمل، فسقط على ركبتيه على الأرض يائسا، أنفاسه مضطربة من شدة الحزن الذي يكتمه في فصدره... لم يطق اصطبارا، لم يملك القوة للاحتمال أكثر فأطلق العنان لدموعه وانفجر باكيا يرد رعشات انتحابه صداً جدران سجنه البارد، في دجى ليلة له ظلمته خانقة موجعة، فيه له عزاءًا في سكرة جنونه يداهمه طيف أمه الحاني. تعانقه تدثره فتشل البرد عنه سرابا. و وهما منه تضمد جراحه وتمسح الدم النازف عن خدّه وتحتوي أسى قلبه بحنان له كان توّاقا، وبلهفة لمن يأوي شتاته لها يستسلم كأي طفل وككل طفل موجع القلب لحضن أمه، اغمض عينيه سكن نحيبه واستكان هيجان مشاعره حتى هوى بتعبه بظن منه لحضن أمه لواقعه المرير حين انتفض جراح جسده من ارتطامه على الارضية الباردة فعلى واقع حاله طيف أمه العابر الذي مدّه ببعض الأمان رحل تاركا اياه في وحدته حائرا، ذكراها ضبابية والبؤس يقينا له يعيد ذكرى رحيل والده تاركه. فأغمض عينيه وقد الهبتهما الدموع، لم يعد مهما ملابسه الممزقة المخضبة بحمرة دمائه النقية، ولا البرد الشديد العابر من تلك النافذة الصغيرة في أعلى جدار القبو المغطاة بالثلوج الناصعة، لم يعد اي شيء مهم، ولا حقيقة يؤكد له إلا جراحه، ولا يثبت وجوده إلا ألمه...

عند الباب ذاك الذي مهمته منذ عام ليس إلا حراسة ذا الباب القابع خلفه جسد هزيل لصغير كسير، ربما هو بدوره لا عذر له، بل لو نظر جيدا لوجد نفسه مشتركا بالجريمة ضد هذا الصغير، لكن الشيطان بخبث يهمس له مسكتا صوت الضمير، فإذ حتى لو لم يكن هو من يحرس ذا الباب لكان غيره هنا الأن يحرم الطفل ولو خيالا من أمل للنجاة من هذا الجحيم، رغم ذلك ورغم القسوة الكامنة في قلبه الا أنه لم يستطع، ان يغض السمع عن انين الطفل ولحن رثاءه لذاته بمرتعش الصوت ينشده، ومن بعد أن سكن الصوت واستحل سكون ذا الليل الشتوي فتح الباب، دخل بقدر ما يستطيع من الهدوء محاولا ألا يصدر صوتا حتى وصل إلى مطر فوجده على بعد قليل من السلالم على الأرض القاسية متكور على نفسه يعانق جفنيه دموعا تجمدّن من البرد ولو لا انفاسه المتهالكة المضطربة لظنه جثة متجمدة، فاخذ مطر من الأرض الباردة، هذا الجسد الهزيل من سيصدق بأنت لطفل في التاسعة، لو قيل أنه في السادسة لكان سيكون اكثر قابلية للتصديق، قبل عام حين اتى لهنا رغم أنه عينيه كانا غارقين في ظلام لكن كنت سترى فيه شيء من جمال، والأن من بعد عام كيف صار كالأشباح شاحبا ضئيل الحجم خفيف الوزن. بعثر افكاره وهو يبعد عينيه عن وجه مطر ثم سار به إلى حيث السرير الصغير وضعه فيه ثم غطّاه لعله يمنحه بعض من الدفء ولو كان قليلا، ثم وقف ينظر لملامح الطفل الباس كيف قتل البراءة من قسمات وجهه عالم الإجرام وشوّه جماله النقي بجراح وكدمات؟!
عام مضى منذ أن وطأ هذا الطفل هذا المكان جسده اعتاد على الاضطهاد. ومن عينيه قد قتل الخوف اصناف العذاب. رغم أنه طفل تربّى منذ البداية في عالم الجريمة وذاق من مرارته العلقم، لكن هذا العام وهذا القصر علّمه شيء اخر، علّمه الكبرياء، والصمت، وايقن له أن الخضوع ضعف رغم أنه حين يقاسى الضرب بين يدي دارك يبقى صامتا لكن التمرد كالنار يشع من عينيه، وهذا ما يجعل دارك يجن ّ جنونه كلمّا تعامل مع هذا الصبي. لكن... ذاك المتوحش قاس القلب أي نصر سيجده خلف كسر إرادة طفل لم يبلغ حتى العاشرة؟، هذا الجسد الهزيل كم من ألم سيستطيع الاحتواء؟ وإلى أي مدى بإمكانه الصمود؟...

فوق هذا القبو، ذاك الجلاد الذي كان دون رحمة يطلق العنان لقسوته على الجسد الصغير، ما كان قسوته إلا لغاية حقيرة اخرى. وفقط لأجل أن يقوم بتصوير مقطع يرسله لأب مثقل بالهموم تائه بين ازقة اليائس، دارك على اريكته جالس وبين يديه هاتفه يشاهد جنونه على مطر قسوة منه على ذا الطفل، كفيل لإخراج جنون أي أب وتيسيريه كيفما شاء. همس دارك محدّثا رفقيه مايكل الذي يجلس أمامه على اريكة مقابلة مفصحا عما في قلبه من أمنية
سنتخلص هذه المرة منه
ليوقظه من احلام اليقظة أجابه مايكل معيدا اياه لواقع الحال
إن قتلته لن نكون قادرين على ايقاف اويس، فستتسبب بنزاع داخلي هذه المرة دارك
هذا مزعج
لا تنسى أنك اخذت مكانه ايضا، لو تسببت بضرر لابنه كذلك سينقلب عليك حتما، لا تنسى أن اغلب من في العصابة ولائهم له وليس لك يا من لا تعرف حتى سياسات عالم العصابات جيدا ولا خبرة لك
هذا ايضا مزعج، ليس إلا وغد حقير، لكني سأسقطه
وضع مايكل يده على جبهته بيأس من غباء زعيمه ورفيقه، فأي افكار طفولية بطولية هذا الذي يتملكه؟ ثم تحدث موضحّا لهذا الغبي الفرق بينه وبين أويس بصورة أوضح ناصحا إياه
ستكون بحاجة لثلاث عقود حتى تصل لخبرته، فقط تأكد من أنك لن تسقط بين يديه دارك، وأيضا يكفي ما لدينا من مشاكل في هذه الأثناء فالحرب مشتعلة بين العصابات، وأي نزاع داخلي يعني السقوط
من بعد ان صفع مايكل دارك بالحقيقة فجلس الأخير مكشرا يقلب في هاتفه ثم تحدث بينما يرسل الفيديو إلى غادي
لن اتهور لا تقلق بهذا الشأن، فقط سنرسل الشرطة إليه وحظا سعيدا له مع المفاجئة التي تنتظره هناك
لما لا تعيد الطفل لوالده وتتفاوض معه فقط؟
ما الذي تقوله مايكل، لتوه بدأت اللعبة.
أنا ارى،... انت فقط يا دارك بخطى ثابتة تسير إلى الهلاك، لا تأت إلي باكيا لاحقا من خسارتك لن اساعدك.

على ذلك القصر الكئيب، رمادية الجدران غطى الثلج أعاليه ألوان الكفن ناصعة البياض. والهجر منه ينشر رائحة القبور المرعبة بنوافذها الذي كُسر بفعل اللصوص وسُرق منه ما كان فيه من أي شيء يمكن حمله ويمكن أن يباع. فيه وفي إحدى غرفه البائسة الخالية من صاحبه. غادي في غرفة نوم روسلينا، على سريرها الذي يعلوه طبقة من الغبار الكثير. بلا مبالاة رمى جسده المنهك عليه، شارد الذهن غارق والذكريات يسكرنه حتى النخاع، وفي هذه الذروة من غياب العقل بدا له وكأن ثقل جسده هوى بنفسه لهنا لعله يجد ذاك اليد الذي كان يسنده كلما اوشك السقوط، يبحث عنها وعن كلماتها الحنون، فيلوح له ذكرى ضبابية لا يدري اهو من صنع خياله ام كان حوارا حدث في غابر ما مضى من زمان. يسال في سكرة الألم
هل سترحلين؟... كما رحل الجميع
لتجيب بدفء صوتها الذي يرضي فؤاده كطفل يخادع نفسه برنين جمال صوتها وأمان حروفها المنساب برقة من ثغرها، بوعد أحمق لا يطلبه إلا أحمق كمثله جزع من الفراق والوحدة
لن أفعل، لن ارحل عنك ابدا...
والأن مدركا لكذب تلك الكلمات، همس معاتبا لها وفي لوم لفؤاده في حين يستنشق بقايا عطرها المخضب بالتراب المتراكم على وسادتها
كاذبة قد رحلتِ مثلما رحلوا، وتركتِني كما اعتاد الجميع، تركتني وحيدا في غربتي.
أغمض عينيه في بحث عن أين الخطأ؟... أين الخطأ في قراراته وافعاله؟ ليجد أن كل ما يفعله خطأ! هذه الدائرة من الوحشية التي اعتمدها، القتل بدم بارد لأجل اشعال الحرب بين العصابات وجعل الاوضاع مرتبكة، كلها ما كان إلا ليغض الاطراف عن محاولة بحثه لما به سيدمر الشبكة لكن أينما يطأ يجد الطريق أمامه مغلق، العناوين الذي تركهم له أسر، قُتلوا جميعا أو ماتوا، إذا فهل مربّيه الذي كان له علاقة مع أسر من المحتمل أن موته لم يكن موتا طبيعيا من مرض كما يظنون؟، فهل تم اغتياله؟ ما نصف الحقيقة الغائب عنه؟ وأين اختفى يامن منذ تلك الحوادث؟!، كيفما نظر للأمر كل ما يفعله لا فائدة منه، فسؤال لا زال يترأس كل الاسئلة عنده لا جواب له " من عدوه الحقيقي؟!" كل الأسئلة الأخرى بلا جواب، لا جواب لشيء ولا حل للتقدم ولو إنشا واحدا للأمام. الفوضى يعم كل مكان يتّجه إليه وينظر إليه من الخارج، لكن كيف له أن يتوغل إلى الداخل؟ هل يعود إلى حيث ما بدأ كل شيء معه؟ إلى اخوانه؟، لكن.... هل بمقدوره أن يطرق باب شاهين من بعد كل تلك الأعوام؟ هو ليس بقوي كما يظنون، ضعيف جدا... ضعيف لدرجة أن استغرق منه عاما كاملا حتى استطاع ان يعيد فتح باب قصره، إذا... كيف له العودة لذاك البيت الذي تركه من سنين؟! لن يعود... فبالتالي ربيبه قد مات منذ أمد بعيد، إذا لن يستفيد شيئا من العودة، وحتى لو الحنين برجاء داعب قلبه بأشواقٍ ليعود، هو لن يعود، فهو كاللهب حيثما وطأ احرق كل شيء، عودته خطر عليهم، فلا يزال بذاكرته لم ينسى ما تعرضت له ابنته من محاولة خطف قبل اشهر عدة! فلو لم يكن هناك ربما كان حالها من حال مطر لا يعلم بأي أرض تكون؟!
هذا مرهق جدا... منهك جدا، الليل مظلم والشتاء بارد، والشوق مؤلم ولا دواء يخفف عنه الألم الساكن بأعماقه،... وفي قمة يأسه يهمس الشيطان عن طعم هو قد نسيه، يحدثه عن ما يخفف عنه الألم بل ويريح قلبه التعيس، ما يزيح عن كاهليه ثقلا يهوي به إلى أعماق الجحيم، فالمخدرات لطالما كان مسكّنا لآلامه،....
هل يستجيب للصوت الذي ينادي به ان يعود بمستنقع الادمان؟ الصوت في داخله قوي جدا، ليس بقادر على إسكاته، ليس بقادر على تشتيت تركيزه عن مدى الراحة التي قد يحصل عليها من المخدرات، وليس بقادر على استذكار الألم الذي كان يناله بسبب الادمان وكأن الشياطين يطمسن كل ذكرياته عن مواجعه التي كانت بسبب الادمان، جسده يرغب بالمخدرات وكأنه سقط دون حتى ولو جرعة في مستنقع الإدمان مرة اخرى، هذه الرغبة القوية في إسكات الألم، اليأس هدّم كل حصونه،... في لحظة بها كاد أن يستجيب لهذا النداء المجنون للعودة للسموم الذي يفتك بجسده وعقله أسكت صخبه صوت رسالة وصلت لهاتفه، فأخرجه من جيبه وفتحه، رقم غريب ارسل له رسالة فيديو مرفق بموقع، فاعتدل بجلسته ثم فتح المقطع ليكن فيه صدمته، بل لشدة ما اصابه من صدمة وهو يرى ابنه على الثلج يقف ويتجرع من العذاب كأسا حنظلي المذاق، مطر بين يدي دارك كلعبة به يلهو ويذيقه الضرب وبقسوة يدمي ذاك الجسد الصغير بلا رحمة. هبّ غادي واقفا،... للحظة كتم أنفاسه، شعر بأن نبض قلبه يقف لهول ما أُرسل له في هذا المقطع، ولقلة حيلته غادي وضعف ما بين يديه من سبل لنجدة ابنه فتلك الدموع المالحات تمردن عليه وشققن الطريق على وجنتيه، لعلهن يعبرّن ببعض ما في قلبه من اضطراب، وألم... وما فيه من تعب.
اغمض عينيه يجمع شات نفسه، فأخذ نفسا عميقا يكتم بها ادمعه ثم عاد وفتح عينيه، في الهاتف دخل إلى الموقع المرسل إليه مع المقطع، ومسرعا خرج من المنزل وجهته الى الموقع الذي يستطيع أي من برأسه عقل أن يعلم بأن ما هذا إلا مصيدة، لكن أي معقول سيستجيب له قلب أب يتفطر حزنا على ابنه ولم يكد يصدّق أنه وجد إليه خيطا يوصله؟!
من بعد بحث عام...
من بعد يأس عام....
من بعد تلاعب الظنون به لعام أخيرا وجد ما يقوده لمطره فأنّى له التردد في الذهاب ولو كان مكان فيه هلاكه للقيا ابنه ونجدته؟!...
غادي وكأن الخبر منه سلب عقله، شوقه لابنه يقوده وحقده لدارك يزيد ويدفعه للأمام دون ان يلجأ لعقله بأن ما يذهب إليه فخ واضح،
توقف صخب الأفكار في رأسه عند وصوله لموقع مجهول، كما يشير الهاتف فهذا هو المكان المقصود، في الأمام يقع مستودع كبير، والشاحنات يغلقن مسار الرؤيا حوله، ترك هاتفه، ثم اخذ سلاحه وترجل من السيارة. مكان موحش مرعب، صمت ثقيل، ورائحة الدماء يحمله الرياح العاصفة. سار بخطوات حذرة يقظة حتى وصل لباب المستودع الذي أمامه، دفع بابه برفق، ثم عبر إلى الداخل بسكون وعيناه يراقبان حتى حركة الرياح، وسمعه يترقب حتى حضور صوت الأشباح. حذر أشد حذر، هادئ كل الهدوء وليس وكأنه الذي كان منفعلا مقتاد من مشاعره قبل سويعات قليلة. تقدم حتى وصل لأول غرفة على جانب الباب من المستودع دخله لكنه فارغ تماما! ، المستودع كبير ولا يبدو أنه كان يُستعمل لأي غرض! من المؤكد أن في المكان فخ من نوع ما، هل يترصدون به؟ متى وكيف يريدون النيل منه؟، طرد الافكار الغير المفيدة من رأسه وهو يعود لحذره وتركيزه مستمرا في بحثه بداخل المستودع حتى وصل لغرفة بابها موصد بسلاسل مقفلة بختامها بقفل، فأطلق النار على القفل ثم ازال السلاسل والصخب الصادر عن السلاسل يزعج سمعه، وكأنه عالي جدا وفي الأساس تركيزه العالي جعله يلتقط اصغر الأصوات فصار المكان بالنسبة له شديد الصخب وهو الذي لم يزل حساسا من الأصوات الصاخبة، فصار شيئا ما يخفف من قدرته على التركيز او الحذر والصداع بدأ يتسلل إليه رويدا رويدا.
دفع الباب بيده ثم ولج الى داخل الغرفة، وقف يناظر لم يزل لم يستوعب، جثة!، جسد الصغير معلق على الجدار عليه من أثار التعذيب أهوال، منظر له سقط وانهار، ومن ثقل الصدمة الذي هوى بقلبه سقط على ركبتيه وعلى جانبه سقط من يده سلاحه ، لوهلة وكأن كل الصخب الذي كان حوله سكن، لم يعد بقادر على أي حركة، تمكن اليأس هذه المرة من شل كل حركات جسده ليكاد يُسكت نبض قلبه.



التعديل الأخير تم بواسطة ebti ; 27-03-21 الساعة 08:50 PM
Assia Aljrjry غير متواجد حالياً  
قديم 23-03-21, 08:44 PM   #4

Assia Aljrjry
عضو ذهبي

? العضوٌ??? » 460175
?  التسِجيلٌ » Dec 2019
? مشَارَ?اتْي » 212
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
?  نُقآطِيْ » Assia Aljrjry has a reputation beyond reputeAssia Aljrjry has a reputation beyond reputeAssia Aljrjry has a reputation beyond reputeAssia Aljrjry has a reputation beyond reputeAssia Aljrjry has a reputation beyond reputeAssia Aljrjry has a reputation beyond reputeAssia Aljrjry has a reputation beyond reputeAssia Aljrjry has a reputation beyond reputeAssia Aljrjry has a reputation beyond reputeAssia Aljrjry has a reputation beyond reputeAssia Aljrjry has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
افتراضي

✮ :: فَــــصْـــل :: «« مَـلاذ»» ✮


✮««02»»✮





كيف لي الرؤيا في الظلام الحالك؟
كيف أسمع لأنين بصمته يتجمل؟
وكيف أُداري جرحا لا تراه الأعين؟


هل بإمكانك فعل كل هذا؟
إذا ماذا عن
أن تأوي تشرد خافقي؟


فإن لم تستطع
وإن لم تكن براغب
فأرجوك تجاهل حقيقة هنا أنّي


فأنت وإن لم تكن بعالم حالي
فأنت وإن لم تبالي ما بي
فأنت لي يا هذا ملاذي










الفصول يُرفع بإذن الله كل يوم "جمعة"



التعديل الأخير تم بواسطة ebti ; 27-03-21 الساعة 08:51 PM
Assia Aljrjry غير متواجد حالياً  
قديم 24-03-21, 12:56 AM   #5

اوديفالا
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية اوديفالا

? العضوٌ??? » 481181
?  التسِجيلٌ » Nov 2020
? مشَارَ?اتْي » 160
?  نُقآطِيْ » اوديفالا has a reputation beyond reputeاوديفالا has a reputation beyond reputeاوديفالا has a reputation beyond reputeاوديفالا has a reputation beyond reputeاوديفالا has a reputation beyond reputeاوديفالا has a reputation beyond reputeاوديفالا has a reputation beyond reputeاوديفالا has a reputation beyond reputeاوديفالا has a reputation beyond reputeاوديفالا has a reputation beyond reputeاوديفالا has a reputation beyond repute
افتراضي

سرد جميل ومشوق
بالتوفيق عزيزتي ❤


اوديفالا غير متواجد حالياً  
التوقيع
“I stretch truths where I see fit. I’m a writer”
قديم 26-03-21, 10:34 PM   #6

Assia Aljrjry
عضو ذهبي

? العضوٌ??? » 460175
?  التسِجيلٌ » Dec 2019
? مشَارَ?اتْي » 212
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
?  نُقآطِيْ » Assia Aljrjry has a reputation beyond reputeAssia Aljrjry has a reputation beyond reputeAssia Aljrjry has a reputation beyond reputeAssia Aljrjry has a reputation beyond reputeAssia Aljrjry has a reputation beyond reputeAssia Aljrjry has a reputation beyond reputeAssia Aljrjry has a reputation beyond reputeAssia Aljrjry has a reputation beyond reputeAssia Aljrjry has a reputation beyond reputeAssia Aljrjry has a reputation beyond reputeAssia Aljrjry has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة اوديفالا مشاهدة المشاركة
سرد جميل ومشوق
بالتوفيق عزيزتي ❤
شكرا.... _______________


Assia Aljrjry غير متواجد حالياً  
قديم 26-03-21, 10:34 PM   #7

Assia Aljrjry
عضو ذهبي

? العضوٌ??? » 460175
?  التسِجيلٌ » Dec 2019
? مشَارَ?اتْي » 212
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
?  نُقآطِيْ » Assia Aljrjry has a reputation beyond reputeAssia Aljrjry has a reputation beyond reputeAssia Aljrjry has a reputation beyond reputeAssia Aljrjry has a reputation beyond reputeAssia Aljrjry has a reputation beyond reputeAssia Aljrjry has a reputation beyond reputeAssia Aljrjry has a reputation beyond reputeAssia Aljrjry has a reputation beyond reputeAssia Aljrjry has a reputation beyond reputeAssia Aljrjry has a reputation beyond reputeAssia Aljrjry has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
افتراضي

✮ :: فَــــصْـــل :: «« مَـلاذ»» ✮


✮««02»»✮








كيف لي الرؤيا في الظلام الحالك؟
كيف أسمع لأنين بصمته يتجمل؟
وكيف أُداري جرحا لا تراه الأعين؟


هل بإمكانك فعل كل هذا؟
إذا ماذا عن
أن تأوي تشرد خافقي؟


فإن لم تستطع
وإن لم تكن براغب
فأرجوك تجاهل حقيقة هنا أنّي


فأنت وإن لم تكن بعالم حالي
فأنت وإن لم تبالي ما بي


فأنت لي يا هذا ملاذي













دفع الباب بيده ثم ولج الى داخل الغرفة، وقف يناظر لم يزل لم يستوعب، جثة!، جسد لصغير معلق على الجدار عليه من أثار التعذيب أهوال، منظر له انهار كل حصونه واخر حصونه. ومن ثقل الصدمة الذي هوى بقلبه سقط على ركبتيه وعلى جانبه سقط من يده سلاحه ، لوهلة وكأن كل الصخب الذي كان حوله سكن، لم يعد بقادر على أي حركة، تمكن اليأس هذه المرة من شل كل حركات جسده ليكاد يُسكت نبض قلبه.
رسالة صامتة إليه، كانت كفيلة بجعله ينهار حتما، فخٌ... كان مجديا أكثر من أي فخٍّ أخر.
شيئا فشيئا بدأ الندم يتغلل لنفسه، لو لم يكن انانيا، لو استجاب لدعوة أويس حين وضعه في الأمر الواقع بحياة العصابات وما تمرد! لو قَبِل العمل وغرق في الاجرام منذ البداية، لما ذاق كل هذا الحزن، لما تشتت اطفاله ولما لاقوا العذاب أو الخوف، ولما قُتلت زوجته، سكن نفسه في يأس للحظة، الذنب ذنبه...
في ذروة صدمته، غافل عن واقعه، غارق في ندمه، لدرجة أنه لم يشعر قط بتلكم السيارات اللاتي تحوم حول المستودع. ولا سيارات الشرطة التي كانت قد طوقت المنطقة ونشرت الريبة في الأجواء.

يتردد صوت في اعماقه يؤكد له هو لم يكن البريء منذ البداية، هو لم يكن الصالح الذي سقط في بحر الذنوب، فقط هو كان منذ البداية جزءا من هذا البحر الملوث، بتعبير أوضح هو منذ البداية لم يكن أكثر من مجرد " مجرم"، مجرم أحمق اودى بنفسه وأحبته إلى الهلاك، خرج من بلاده من بعد أن اجرم بمن كان يوما يناديه أخا له، أنكر اصل ابنته في جنون مما تسبب في الطعن بنسبها، وشرف ليال التي كانت زوجته بيوم من الأيام. هي سواء أكانت بريئة أو مذنبة، لم يكن يحق له من بعد أن هجرها أن يتحدث عن الماضي وينفض الغبار عن عتيق الحوادث، هو لو اعتنى جيدا بروسلينا وحرص عليها أكثر دون أن يؤثر نفسه في العلاج من الإدمان، لما ضاع ابنه ماضي، ولما قُتلت روسلينا، ولما أُختطف مطر،. منذ البداية، كل شيء كان ذنبه، منذ البداية هو كان المجرم الذي جنى على جميع من حوله... وما هذا الطفل هنا حتى لو لم يكن هو قاتله حقا، فهو المجرم الذي تسبب بمقتله، إذا فهو القاتل...
- ولم أعلم بأنك غبي إلى هذا الحد.

غادي الذي كان غارقا بصدمته في دائرة فارغة من الأفكار الغريبة التي لم يرهق حتى ذاكرته بالاحتفاظ بها فنسي ما كان في خاطره لتوه على هذا الصوت، افاق من غيبوبة الندامة ولوم الذات لهذا الصوت الذي انساب لإذنيه من خلفه، لم تكن سوى أقل جزء من الثانية، لكن ادرك بدهشة أنه كان قد تخلّى عن حذره لدرجة تسلل احدهم خلفه دون حتى أدنى إدراك منه.
فأخذ سلاحه من الأرض بغريزة مقاتل. التفت الى خلفه مشهرا بسلاحه نحو البقعة الذي شعر بوقوف المتسلل فيه، مفاجأته كان بالواقف أمامه، ويناظره بكل غرور وتعجرف، فهمس بسؤال ليتأكد قلبه بأن من يراه حقيقة وليس وهم بفعل صدمته
- أويس؟!

أويس أجابه بينما يقترب منه بغير حذر أو مبالاة
- نعم، يا ابني الأحمق،...

لم يجبه غادي ولم يصدر ردة فعل أو يخفف من حذره الذي استعاده على صوت أويس قبل قليل، ولصمته عاد وتحدث أويس مبينا لغادي الموقف الذي هو فيه الأن بمراوغة منه لإخفاء الحقائق ليظهر أمام ابنه بمنظر الأب الحريص
- الشرطة هنا. انهض، لا تقلق لن أدع احد ينال منك

غادي الذي استوعب أخيرا مكيدة دارك، فابتسامة تسللت إلى ثغره ساخرا، من نفسه ومن مأل الحوادث. فاستراح على الأرض، ثم أغمض عينيه، فهل وصل به الحال لأن يصاب بصدمة نفسية من لعبة أحمق لا يدري بالحوادث أو الخطر المحدق حتى بالمنظمة التي يتزعمها؟!. فهمس غادي لأويس في حين قد بدأ بجمع شتات نفسه ويستعيد برودته الجليدية ويعيد رفع حصونه وتشييدها بالثبات والجمود
- إذا ماذا يا والدي!... وقد اتيت لي منقذا، أتحسب نفسك بطل رواية أو ما شابه؟!

لكلماته الساخرة، تركه اويس دون أن يجيبه، فأويس يعلم جيدا مدى وقاحة هذا الابن وجليدية مشاعره، على كل حال لديهم وقت طويل للحديث دام قد سنح لهما اخيرا أن يلتقيا بحيث يستطيع فيه أن يحاصر غادي، والشكر لدارك ومكائده الخرقاء.
فأمر رجاله بتنظيف المكان من آثار الجريمة قبل اقتحام الشرطة المكان إذ أن كما يبدو أنهم على وشك الانتهاء من تطويق المكان،! في هذا الحين غادي تجاهل اساس وجود أويس والأخرين من رجاله وبلا مبالاة هم بالمغادرة، وجهته إلى حيث سيارته
لكن عندما وصل لباب المستودع وجد أن رجال الشرطة بالفعل في المكان وقد طوّقوا المداخل والمخارج، فوقف دون ان يجيب وقد فتح رجال الشرطة الباب، فتحدث اليه الضابط المسؤول، فأشار بيده لأويس ثم خرج مغادرا الى سيارته فيه ينتظر بينما اويس يتحدث الى الضابط، ولم يطل الوقت حتى غادرت الشرطة دون أن يقوموا بتفتيش المكان حتى وقبل ان يحرك سيارته تفاجأ بوالده يركب في الخلف، فتحدث بتحذير
- غادر
- قد السيارة، أيها الأحمق، سأعطيك العنوان بعد ان تحرك السيارة

نظر في المرأة حيث والده الذي يعبث بجهازه الخلوي ثم حرك السيارة غير مبال بوجوده من عدمه، وتلكم اللحظات التي فيها نزع قناع البرود قد انتهت، فعاد لكونه الرجل الجليدي، الجامد الصامت، فتحدث إليه أويس غاضبا أن
- إلى متى يا غادي ستقاطعني؟ ألا ترى نفسك مذنبا؟

لم يجبه غادي وفي نفسه يؤكد بأنه مذنب بالتأكيد، لكن كونه مذنبا لا يعني أن يسمع لهذا الرجل وإن ادّعى كونه والده!. فعاد للحديث إليه أويس مغريا
- استطيع أن أتيك بابنك غادي لو استمعت لي

اوقف غادي السيارة على قارعة الطريق دون تحذير فارتطم رأس أويس على المقعد الأمامي، تجاهل غادي ذلك وتحدث بينما عيناه على الطريق يراقب بسكون، بصوت بارد جامد يصفع والده بالحقائق الذي يعلم به ودرايته بنوايا الشر المكنونة حوله
- إذا... أين ماضي؟، من ترى نفسك يا أويس؟! انت تعلم جيدا بأني اخذت ما جمعه آسر طيلة الثلاث عقود، أعلم بأنك اعترضت دارك لأجل نفسك، فإن قبض علي الشرطة فأنت ستكون أول من يسقط أويس، فكفاك لعبا لدور الأب العطوف فإن ذلك حقا،... يشعرني بالاشمئزاز.

- أحد رجالي من الذين يحرسون ابنك كايدن، استطيع خطفه والاتيان به لك

- أين كنت لعام إذا لتخبرني بكل هذا يا أويس؟!

اراد أن يجيب فأكمل غادي دون السماح له بتقديم اعذار ومبررات
- ماذا يا أويس؟ ، لقد استعدت ثقة الزعماء بك والأن أتود استثمار مطر أيضا لإعلان انقلابك على دارك الذي سرق منك مكانتك؟! ضرب عصفورين بحجر واحد، لكن لن اسلمك مصير مطر كما حدث مع ماضي.

- إذا كيف تنوي استعادة ابنك غادي؟! وفقط قبل قليل كدت أن تسقط في يد الشرطة

- اويس،... أنت لم تنقذ سوى نفسك، وتعلم بأني استطيع أن اثبت براءتي للشرطة باستخدام ما كان لدى آسر من ملفات.

- ماذا ترك لك اسر؟!

- لما علي أن اخبرك؟

- مطر بين يدي

- سأخذه لا تقلق

- لديك ابنتك لا تنسى

- انت من نشر تلكم الشائعات عنها قبل عام يا أويس؟! وأنت من حاول خطفها؟

- تعلم إذا ما أنا بقادر عليه

- أعلم يا أويس فأنا الوحيد الذي يعلم اخبارك، فإذ أن الندوب الذي على جسدي شاهد على كم أنك منحط ، والندوب الذي على روحي شاهد كم أنت حقير. لكن فلتعلم أنت كذلك، أنا لن اسقط قبلك يا أويس، فإن كنت سأسقط سأتأكد من أن اسحبك معي لقعر الجحيم، والأن تفضل وغادر سيارتي لأني مثلك الأن لست سوى قاتل عديم الاخلاق.

- منذ ان كنتَ طفلا، علمت بأنك لن تكون أكثر من أحمق سفيه العقل.

من بعد ان قال ما قال غادر اويس سيارة غادي والأخير ليس وكأن الكلمة الأخيرة لوالده ازعجه، لكن الأن بعد أن تباهى امام أويس بأنه يمكنه ويمكنه، لكنه يدرك دون تكبر في قرارة نفسه أنه... "عاجز تماما" . رغم أنها حقيقة مؤلمة له لكن والأن اخيرا من القول الأخير لأويس فإن أويس يعتبره عدوا له...
كل ما يفعله جذب الأعداء نحوه، المغتال الذي لا يوالي أحدا، جعل من الجميع اعداءه، ومن هذا المنطلق شعور بالخطر، شعور بأنه يقف على الحافة، وضباع حوله يتقدمون لإسقاطه، هذا الضغط لا يُحتمل، الأن وفقط إلى أين يجب عليه أن يتوجه؟ لما كل السبل صارت أمامه مخيفة؟ ، أيها عليه ان يتجرأ ويسلكه؟ في هذه الغابة الشائكة المليئة بالوحوش في أي الدروب يستطيع الصمود أكثر؟ فقط ماذا الأن عليه أن يفعل؟!

هذه المشاعر السلبية التي اجتاحته، عليه وضع رأسه على المقود ثم ارخى ذراعيه وأغمض عينيه، هو متعب جدا، متى يمكن لكل هذا فقط أن ينتهي؟!















مطر، طفل بائس بكل معان الكلام، من بعد سوء ما اصابه، هو طفل فهل يحق لأحد أن يعامل الاطفال بهذه القسوة؟! أي عالم هذا؟ رفع رأسه لفتح الحارس الباب ودخوله مع دارك وسيدة صهباء برفقته، فناداه دارك ساخرا
- ايها الوحش الصغير، انهض وقل مرحبا لوالدتك الجديدة

مطر بعناد خبأ وجهه بين ذراعيه المسندين على ساقيه متجاهلا أوامر دارك، وفي قلبه حزن عميق من ذكر دارك بلا مبالاة لأن يكون له أم من بعد أن قتل والدته أمام عينيه. تفاجأ بدارك الذي قبض على شعره ثم رفعه عن الأرض والشرر يتطاير من عينيه لتجاهله اياه، من الألم زم شفتيه، تناقض تراه فقط فيه، فهذه الأعين النارية الغاضبة لا تليق بتلك الشفاه التي ينقبضن من ألمه، وهذه الدموع العالقة على رمش عينيه الباهت، تحدث دارك وهو ينظر لتلك الصهباء

- كما ترين ماريان، رغم أنه وحش لكنه لا يتحدث، لا اعلم إن كان يفعل هذا من قبل لكن منذ ان التقيته وهو هكذا، ربما لا يستطيع النطق

- هذا مناسب لي تماما سيدي، فأنا حقا بحاجة طفل لا يستطيع النطق، فأنت تعلم بأن هذا يسهّل العمل علي كثيرا

- لا يغرك صمته، فهذا الوحش القبيح شرس جدا، اعتني به لأجلي وتأكدي من أن تحصلي عنه مبلغا جيدا، فمن بعد ان انتهينا من والده ما عاد مفيدا لنا إلا أنه سيكون مصدر ازعاج بسبب أويس

من بعد أن قال ما قال، رمى مطر بين قدمي ماريان ثم غادر وهو يلوّح بيديه لها بينما لسانه ينطق لها متمنيا
- حظا موفقا لك للتعامل مع هذا الوحش القبيح، وتأكدي من لا يفترسك عزيزتي

نظرت ماريان لمطر بطرف عينيها، كيف من بعد ان سقط على الأرض جلس على ركبتيه ثم صار ينفث بين كفيه تارة وتارة أخرى يمسحهما كل كف بأخرى ليزيل ما علق بهما من على الأرض من تربها وأوساخها، ثم من بعد ان انتهى صار ينفض التراب من ملابسه، فرغم التعب الذي به ورغم أن ملابسه لا يستحق ان يعاني معه لما فيه من اثار دماء وقد مزقه الضرب واهترأ بفعل مرور الأيام، فسألت مندمجة مستغربة فعله
- لما تنظفه؟ انه متسخ بكل الأحوال ومهترئ قديم

رفع رأسه إليها يناظر بعينيها دون أن ينطق، لكن هناك سؤال يدور بعينيه بدوره لم تفهمه، لكن لو كان حجرا للان امام هذه البراءة، امام هذا الجمال، شيء فيه يسلب العقل، ربما الحزن الذي قد زرعه في عينيه الأيام، أو جمال اخر لم تستطع فهمه، وقد تداركت ما نسيته أنه لا يتحدث، فاستدارت عنه ثم غادرت دون ان تتحدث

اغلق الحارس من خلفها الباب تاركا اياه مرة اخرى في وحدته وتعاسته، نهض من الأرض ثم اتجه حيث النافذة الصغيرة في أعلى القبو منه يتسلل بعض النور لهذا المكان المظلم، ينظر منه إلى السماء الملبدة بالغيوم، ربما الاطفال في عمره، يجتاح قلوبهم الهيجان لأجل لعبة او حلوى لكنه الأن وكل ما يتمناه، سرير دافئ وملابس نظيفة، يتمنى حياتا لا يلقى فيه ضربا وعالم لا يتواجد فيه دارك او اوليفر، أكثير ما يريد؟!






في مكان أخر، متأخر يومه بساعات عن عالم غادي المظلم، تلك الطفلة هتون ذات عيون جوهرية بلمعانها، بلون العسل النقي في لونها، شعرها الاسود الطويل متناثر على كتفيها وظهرها، من بعد أن نزعت رباط شعرها، في حين تلعب مع الأطفال في المدرسة هذه الطفلة الصغيرة التي الأن يجب ان يكون عمرها بلغت الثانية بعد العاشرة، روحها مفعمة بالحيوية كفراشة في الربيع، تبهج القلوب فقط مرورها لما فيها من نشاط ورِقّة، رغم ذلك فإن الحزن في بعض من الأحيان تجد طريقها لقلبها الصغير، في قاعة الدراسة، من بين زميلاتها تلك المتباهية، فاليوم احضرت معها سِرّا سوار جديد كما قالت كانت هدية من والدها، فصرن الفتيات كل واحدة تتباهى كيف يدللها والدها، ففي النهاية كل فتاة أميرة ابيها، ومن سيعتني بالفتاة إن لم يهتم بها ملِكها، ومن سيسعد قلبها إن تجافى فارسها الأولي والأزلي، في هذا الصخب، وحكاية كل فتاة عن حب والدها لها لو كان كذبا لو كان صدقا، ما يهم أن ذلك كان منفذا منها استحل الحزن قلب هذه الصغيرة ذات الاثنتا عشر ربيع، ودون أن تتحدث او تتفاخر بوالدها، فكان هذا وعدها له، هي باستعداد لتحافظ على هذا الوعد وتكتم خبره في فؤادها إلى الأبد فقط ليت بإمكانها لقاءه مرة أخرى.

بصمتها خرجت من القاعة ثم اتجهت إلى الطابق الثاني في المدرسة، فالطابق الثاني فيها القاعات خالية من الفصول الدراسية، فأحيانا الفتيات في أوقات الفسحة يجلسن فيهن احيانا لخرق القوانين بإحضار ما هو ممنوع فالاختباء عن الأنظار او للهروب من المحاضرات أو كما هي جاءت للاختلاء بنفسها لتفجر حزنها في خلوتها بعيدا عن الأعين المتطفلة، فالتجأت لإحدى القاعات الفارغة فعلى النافذة جلست من بعد أن فتحت النافذة لتسمح للنسيم الهادئ بأن يلفح وجهها الناعم، وفي ذاكرتها تعود لذلك اليوم الذي فيه كان أول لقاء لها مع والدها، وأخر لقاء... ذلك الموقف الذي لا تعلم يقينا في قلبها هل تتمنى تكراره لتلتقي بوالدها أم ترجو ألا يحدث ذلك مرة أخرى لما شعرت فيه من خوف، على النافذة مسندة رأسها على الجدار اغمضت عينيها وعلى بساط الذكرى غابت عن واقعها إلى ذلك اليوم، فمن بعد أن خرجت من المدرسة والشمس تدنو للغروب كئيبة بنسيم خريفي غريب، والسماء بلون الشفق احمر يخنق الأنفاس، وينثر في الفؤاد مشاعرا بخوف، وكأن خطرا في الأرجاء يترصد، اسرعت في خطوها، وعلى إثر سيارة سوداء ببطء تسير على جنب الطريق من ناحيتها منذ أن خرجت من المدرسة زاد من رعبها، وزاد من حذرها صوت عمها جهاد يتردد بأعماقها يحذّرها من السير وحدها أو عن الغرباء، ارتعش جسدها حين سمعت صوت شخص ينادي خلفها، التفتت خلفها لترى إن كانت هي المعنية أم لا فوجدت رجلا من اللذين في السيارة ينظر إليها ويناديها، ينظر نحوها؟!، فإذا هي لم تكن تتخيل، وهذه السيارة حقا يقصدها ولم يكن محض صدفة اتباعها لها، وفي امل منها لإبعاد الخطر عن نفسها، اسرعت لمحل قريب ثم نادت لصاحب المحل طالبة المساعدة والدموع على وجنتيها تنهمر من هلعها
- أيها العم، هل استطيع ان استعير هاتفك، يجب أن اتصل بعمي، انا خا... ئفة...

لم تكد تنهي ما تقول حتى شعرت برجل خلفها يحاصرها بين ذراعيه، ثم همس لها وهو يرفع يده لمرمى بصرها مظهرا لها سلاحه

- إن صرختِ سأقتلك ايتها الصغيرة.

لهذا الخطف العلني في وسط النهار، اراد صاحب المحل أن يتدخل لكن رجلا اخر اشهر بسلاحه نحوه محذّرا اياه وطالبا منه الصمت والسكون، فالرجل الذي خلف هتون، من خلف عنقها بيده ضربها حتى سقطت مغشية عليها بين ذراعيه،....

كل شيء هنا بدا وكأنه النهاية، بالنسبة لتلك الطفلة البائسة، فحين فتحت عينيها وجدت نفسها في سيارة تقود بسرعة جنونية وبجانبها رجل غريب، كل شيء كان فوضى، وكل شيء مرعب جدا.

هذه السيارة الغريبة، قطع طريقها سيارة اخرى، ثم ترجل منها رجل كذئب جائع، فالسواد من ردائه إلى عدسة عينيه، ثم بعض من السيارات الاخرى والرجال طوّقوا السيارة، فالرجل الذي كان بجانبها، اخذها بين ذراعه، وبيده السلاح اشره نحو رأسها، ثم ترجل من السيارة وهو ينادي بالرجل المتوشح بأسود كالليل والظلام، به هالة مخيفة اكثر من الرجال الذين اخذوها، إذ حتى هؤلاء يظهر عليهم الخوف منه، والقلق.
خرج الرجل من السيارة وبين يديه هتون، فتحدث الرجل دون تفاهم او اعطاء أي فرصة

- لو اردتم موتا سريعا فسلموها لي الأن، وإلا سأجعلكم تتمنون الموت ولا تجدونه

في محاولة للنجاة تحدث الرجل الذي يمسك هتون مهددا
- سأقتلها إن حاولت الاقتراب

فالرجل لم يبالي بالتهديد وبخطوات هادئة تقدم غير مبالي، ثم جلس على ركبته أمام هتون فاقترب منها اكثر ثم همس لأذنها

- اهدئي، لن تتأذي ما دمت هنا.

لكنها كيف تثق به وهي لا تعرفه؟ هذا الرجل، رغم هدوء صوته، رغم سكونه وملامحه الباردة الخالية من تعابير الشر، لكن بطريقة ما يبدو أكثر رعبا، اشد ظلاما.

نهض واقفا ثم تحدث بلغة غريبة عن هتون لكي لا تفقه ما سيقول، كلمات كانت كفيلة بأن يتركها الرجل ويتراجع إلى الخلف خطوات، فأمسك بيدها ثم سار بها الى سيارته، فتح لها الباب الخلفي فركبت دون مقاومة إذ لا تعرف المكان، ولن تستطيع الهرب في ظل هذا الحشد من الرجال

ربما لم يكونوا كثيرا بهذا القدر، لكن الخوف الذي كانت تعاني منه هيأ لها فعلا حشودا من الرجال المريبين، فاستسلمت لهذا الرجل القوي الذي ركب بجانبها، لخوفها منه تحدث إليها محاولا ان يطمئنها، فهو من يعلم خير علم كيف مثل ذي الحوادث يدمر نفسية الطفل، فله في مطر خير عبرة، غادي تحدث إلى هتون معرفا عن نفسه في محاولة منه لتغير ذي الحادثة المرعبة لذكرى جميلة لها
- هل تعلمين من اكون؟!

اومأت هتون برأسها بلا فحاول الابتسام لإقناعها بما سيقول،
- لنعقد اتفاق اولا، سأخبرك بمن اكون وفي المقابل، اريدك ان لا تخبري احدا بذلك هل اتفقنا؟!

لم تجبه هتون، وعلى أي اساس يعدها لكن، حين استرقت النظر من نافذة السيارة، هذا المكان!، الحي الذي يسكن فيه عمها جهاد، فتوقفت السيارة على بعد قريب من منزل جهاد، فقط شارع طويل تستطيع ان تلمح في نهايتها منزل جهاد، ترجل غادي من السيارة، ثم اقترب من بابها، وفتح لها الباب، امسك من يدها وأخرجها من السيارة، ثم جلس امامها القرفصاء بينما يداه على كتفيها، فتحدث مخبرا اياها والابتسامة لا تزال تزين ثغره
- انا، والدك يا صغيرتي، اسف لكل هذا، كل ما حدث كان بسببي، لكن اعدك بأن لن ادع هذا يتكرر مرة أخرى، فلا تخافي ابدا، فما دمت حيا، لن اسمح لأحد بأن يؤذي اميرتي...

كانت كلماته غريبة جدا، للوهلة الأولى لم تستوعب ما قال، تفاجأت به يضمها بين ذراعيه ثم قبّل جبينها، فابتعد عنها واشار لها
- سأراقبك من هنا اذهبي لبيت عمك جهاد يا صغيرتي، تستطيعين تمييز منزله أليس كذلك؟!

جامدة وقفت دون رد فعل، فهل حقا اعادها لمنزلها؟! لكن مهلا فهل هو والدها حقا كما يقول؟! لجمودها، بيده بلطف دفعها من ظهرها لتتحرك وتصحو من شرودها، فحين ادركت نفسها سارت الطريق بخطوات خائفة متسارعة وبين الحين والأخر تلتفت إلى الخلف لترى إن رحل او لا، لكن فعلا لم يغادر وبقي ينتظر حتى وصلت لبيت عمها وطرقت الباب، ولم تكد تطرق الباب حتى فُتح الباب، ولحفاوة استقبال عمها لها غفلت عنه، وحين سألها جهاد
- كيف عدت؟!

التفتت إلى حيث كان، لكن لم تجده؟!.... فكتمت الخبر، وهي تتذكر طلبه منها وعدا بأن لن تخبر أحد...

فتحت عينيها، مستيقظة من غفوة الذكريات هتون على اصوات رنين الجرس الذي يعلن انتهاء وقت الفسحة فهمست وعينيها إلى السماء

- أذا متى ستعود مرة أخرى، أبي...



التعديل الأخير تم بواسطة ebti ; 27-03-21 الساعة 08:51 PM
Assia Aljrjry غير متواجد حالياً  
قديم 27-03-21, 01:05 AM   #8

ebti

مشرفة منتدى قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية ebti

? العضوٌ??? » 262524
?  التسِجيلٌ » Sep 2012
? مشَارَ?اتْي » 14,201
?  نُقآطِيْ » ebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond repute
افتراضي

ليلتك سعيدة .... سؤال ممكن افهم انت كتبت

اقتباس:
✮:: المَـــــدْخَــــل :: ««شتاء»»✮



✮«01»✮



نتفة ثلج على النافذة
تروي عما رأت قصة بائسة

اقتباس:
:: المَـــــدْخَــــل :: ✮««شتاء»»✮

✮«14»✮




نتفة ثلج على النافذة
تروي عما رأت قصة بائسة
عن فتى لم يكد يبلغ العاشرة

ممكن اعرف كيف الترقيم 14 وايضاً فصل اليوم الترقيم 15 ؟؟؟؟!!!!


بانتظار ردك....


ebti غير متواجد حالياً  
التوقيع
إن كرماء الأصل كالغصن المثمر كلما حمل ثماراً تواضع وانحنى"
هكذا عرفتك عزيزتي um soso و هكذا تبقين في قلبي شكراً جزيلاً لك على الصورة الرمزية...

قديم 27-03-21, 01:58 PM   #9

Assia Aljrjry
عضو ذهبي

? العضوٌ??? » 460175
?  التسِجيلٌ » Dec 2019
? مشَارَ?اتْي » 212
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
?  نُقآطِيْ » Assia Aljrjry has a reputation beyond reputeAssia Aljrjry has a reputation beyond reputeAssia Aljrjry has a reputation beyond reputeAssia Aljrjry has a reputation beyond reputeAssia Aljrjry has a reputation beyond reputeAssia Aljrjry has a reputation beyond reputeAssia Aljrjry has a reputation beyond reputeAssia Aljrjry has a reputation beyond reputeAssia Aljrjry has a reputation beyond reputeAssia Aljrjry has a reputation beyond reputeAssia Aljrjry has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ebti مشاهدة المشاركة
ليلتك سعيدة .... سؤال ممكن افهم انت كتبت







ممكن اعرف كيف الترقيم 14 وايضاً فصل اليوم الترقيم 15 ؟؟؟؟!!!!


بانتظار ردك....

الترقيم هي تكملة لعداد فصول الموسم الأول
اعني الموسم الأول انتهى بالفصل 13 فالموسم الثاني بدأ من 14 وكذا


Assia Aljrjry غير متواجد حالياً  
قديم 02-04-21, 08:01 PM   #10

Assia Aljrjry
عضو ذهبي

? العضوٌ??? » 460175
?  التسِجيلٌ » Dec 2019
? مشَارَ?اتْي » 212
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
?  نُقآطِيْ » Assia Aljrjry has a reputation beyond reputeAssia Aljrjry has a reputation beyond reputeAssia Aljrjry has a reputation beyond reputeAssia Aljrjry has a reputation beyond reputeAssia Aljrjry has a reputation beyond reputeAssia Aljrjry has a reputation beyond reputeAssia Aljrjry has a reputation beyond reputeAssia Aljrjry has a reputation beyond reputeAssia Aljrjry has a reputation beyond reputeAssia Aljrjry has a reputation beyond reputeAssia Aljrjry has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
افتراضي

✮ :: فَــــصْـــل :: «« انعكاس»» ✮

✮««03»»✮








كـزجـاج بـلـون قــاع الـبـحـار
يعكس عينيك السواد القاتمات
كــأنّـه لـحـن مــوت فـي رثــاء
يعزف ماضٍ وقاس الذكـريـات


الـفـنـاء؟ وخـليـط مـن الأحـزان
إني، أراها في عينيك انعكاسات
فراغ كالخـراب، وظلام كالـهـلاك
إني، أراها في عينيك انعكاسـات


ما بين ضلوعك من دمار عاكسه
ما في عينيك من أغنية الـوداع


فـاسـقــط حـصـونـك الـعاتـيـات
مـا شـيـدتـه يـا صـاح غـير كـاف
فـإنـي مـا زلـت رغـم الـحـصــون
أرى للبؤس في عينيك انعكاسات


Assia Aljrjry غير متواجد حالياً  
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:31 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.