آخر 10 مشاركات
[تحميل] انتَ غرامي وجنوني للكاتبه : @@الجوري-22@@(جميع الصيغ) (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          راسين في الحلال .. كوميديا رومانسية *مميزة ومكتملة * (الكاتـب : منال سالم - )           »          411 - سارقة القلوب - جاكلين بيرد (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          298 - هروب إلي النسيان - مارغريت واي (الكاتـب : عنووود - )           »          18- الدوامة - شارلوت لامب (الكاتـب : فرح - )           »          روايتي الاولى.. اهرب منك اليك ! " مميزة " و " مكتملة " (الكاتـب : قيثارة عشتار - )           »          الغرق فى القرآن (الكاتـب : الحكم لله - )           »          دَوَاعِي أَمْنِيَّة .. مُشَدَّدَة *مكتملة* ( كوميديا رومانسية ) (الكاتـب : منال سالم - )           »          الأقصر بلدنا ( متجدّد ) (الكاتـب : العبادي - )           »          12- حصاد الندم - ساره كرافن (الكاتـب : فرح - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > ارشيف الروايات الطويلة المغلقة غير المكتملة

موضوع مغلق
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 27-03-21, 10:16 PM   #11

safeia Elgayar

? العضوٌ??? » 458058
?  التسِجيلٌ » Nov 2019
? مشَارَ?اتْي » 100
?  نُقآطِيْ » safeia Elgayar is on a distinguished road
افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ام زياد89 مشاهدة المشاركة
الحرب المرادي ثلاثي الاطراف باين
يوسف نسيم فؤاد
فقدان الأمان صعب تعويضه
الحرب هذه المرة ثنائية فالطرف الثالث دوره الوحيد هو ازالة دمعات نسيم الحزينة




safeia Elgayar غير متواجد حالياً  
قديم 27-03-21, 10:18 PM   #12

safeia Elgayar

? العضوٌ??? » 458058
?  التسِجيلٌ » Nov 2019
? مشَارَ?اتْي » 100
?  نُقآطِيْ » safeia Elgayar is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سديم جاد مشاهدة المشاركة
حبيبتي بداية جميلة وقوية، موفقة يارب 😍 😍 😍
تسلميلي يارب يا دكتورة سعيدة إنها عجبتك


safeia Elgayar غير متواجد حالياً  
قديم 27-03-21, 10:20 PM   #13

safeia Elgayar

? العضوٌ??? » 458058
?  التسِجيلٌ » Nov 2019
? مشَارَ?اتْي » 100
?  نُقآطِيْ » safeia Elgayar is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سديم جاد مشاهدة المشاركة
فصل رائع بكل المقاييس ،أسلوب مبهر وطريقة طرح جذابة للغاية، حقيقي الفصل يستحق ٥ نجوم لبراعة السرد وجمال الحوار وبلاغة اللغة ،وغموض الأحداث، بإنتظار الفصل القادم وأتمنى أن يطول قليلا لأني لم أشعر بلذة القراءة إلا وانتهى الفصل 💕💕💕
شهادة كاتبة مبدعة مثلك وسام على صدري أعتز بيه، وعيوني الفصل القادم سيكون أطول من هذا


safeia Elgayar غير متواجد حالياً  
قديم 27-03-21, 10:43 PM   #14

safeia Elgayar

? العضوٌ??? » 458058
?  التسِجيلٌ » Nov 2019
? مشَارَ?اتْي » 100
?  نُقآطِيْ » safeia Elgayar is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة إنجى خالد أحمد مشاهدة المشاركة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته عزيزتي صفيَّة..


بقى لي دهرٌ من الزمن تقريبًا لم أقم بمتابعة رواية هنا كفصولٍ؛ لكن اسم روايتك مباشرةً جذبَ عيني!
"نسيم الفؤاد"؛ إنها نسيم وهو فؤاد...

أحبُّ العناوين ذات المعاني المتعددة....

قرأتُ المقدمة مرتين؛ وكذا فعلت مع الفصل الأول.. فالحق أنَّ لديكِ أسلوبًا لغويًا شديد البلاغة، عمدتي فيه إلى الكثير من العبارات الفلسفية الرنَّانة خصوصا بشأنِ "الفقد". ربما لولا أنِّي قرأتُ الفصل الأول، ما فهمتُ شيئًا من المقدمة ولكانَتْ مصدر إزعاج لي. فالمقدمة عادةً تكونُ أبسط ما فى الرواية وأكثر أجزائها جذبًا للقراء لأنها الافتتاحية، إذا كانَتْ شديدة التعقيد، فأمر جذب القارىء بأي عاملٍ آخر يكون أصعب (هذا درسٌ تعلمتُه بقسوة). لكن بعدَ قراءة الفصل الأول، فهمتُها ورُفِعَ النقاب عن مغازيها...

وهكذا، وقعتُ فى غرامِ المقدمة... وصفُكِ للفقدِ كالمحتل وقلوبُنا كولاياتٍ يصنع من أجلها خارطات طريق لاحتلالها واستنزاف مواردها حتَى نضطر إلى إجلاء أنفسنا عن محبينا كي لا نعطيه فرصةً لفعل ما يشاء! ووصفُكِ ل"نسيم".. ذكرتني بأنَّ النسيم لا يطفىء النيران بل يحمشها ويورِّيها... فخشيتُ بشدَّةٍ!
مع ذلك، سيكونُ من الممتاز لو تراقبين علامات الترقيم _خاصةً النقطة_ لكي تضمني فهم القارىء لمحتواكِ...

الفصل الأول... عادَ فؤاد بعدَ ذنبٍ (جريمة قتل) ليحضرَ حفل زفاف أختِهِ وقد عاشَ بباريس قرابة الثلاث والعشرين عامًا... يا إلهي! ما هذا العذاب؟ والحق أنُّه اعترف بجرمِهِ؛ وأبوه عرفه ولم يغفره له، بل لقد تركَ بيتَه حينها متعهدًا بعدم العودة من جديد.... ما الذي يحدث بحق الله؟!
ونسيم.. أهي حقًا شريكته أم ضحيَّة فى هذه الجريمة؟ لقد تواعدا على أنْ تنتهِي علاقتهما عندَ هذا الجرم الشنيع، لكنه عاد نابذًا كل الوعود... كم عمراهما إذن الآن؟

رحلَتْ عن الزفاف بحثًا عن مأوَى بعيدًا عن السعير الذي أشعله فؤاد بعودتِهِ؛ والذي تخشى بوجودها أن تزيده اشتعالًا وحرقًا لهذه الأسرة الكريمة.... وبذلك ارتضَتْ أنْ يقال عنها "ناكرة الجميل"؛ وأنها تفسد ملذات البيت كما ترى الأم أمينة...

من هذا الذي أنقذها وانتشلها من وحدها وإلى أينَ ذهبَت؟!
وصفُكِ لركضها كانَ جميلًا؛ وإنْ كنتُ أعتقد أنَّكِ بالغتِ بعض الشىء فى قول أنَّ الفستان اهترأ وأن الكحل ذاب وأن الكعب انكسر؛ ثمَّ تقولين أنها سارَتْ لتجد من يدعوها سندريلا وارتحلَتْ معه.. فهذا يدل أنها سارَتْ طويلًا حتَى جرَتْ لها كل هذه التداعيات السلبية؛ فكيف تقولين بعدها أنَّ فؤاد رأَى كل شىءٍ وهو قطب عناقات أهلِهِ فى قاعة الزفاف؟



والخصومة واضحةٌ بينَ فؤاد ويوسف، تُرَى أسببُها "نسيم" وحدها أم شىءٌ آخر؟
الحق أنَّ الفصل أطلق العنان للأسئلة دونَ إجابة واحدة.. ومن الواضح أنَّ فؤاد عادَ ليستقرَّ؛ وأنَّ نسيم ذهبَتْ لتغيب لتتحاشى الفقد من جديد.... كبَّلَ الحاج رحيم زوجته عن نعت الفتاة بأنها مدللة ومفسدة لأطياب العائلة، بأن أخبرها أنَّها تعاني منذ الصغر.. ممَّ عانَتْ؟ وما قرابتها لهم....؟


الكثير من الأسئلة... لكن الفصل جميلٌ جدًا وشعرتُ أنَّ الشخصيتين الرئيسيتين عنيدتانِ وطباعهما ليست سهلةً البتَّة.. هناك جريمة تمَّتْ منذ أكثر من عقدينِ، ولكن الجاني اكتفى من النفي وعادَ... إلا أنُّه عادَ ولم تكن الجراح قد اندملَتْ فرجعَتْ للانفجار...

لغتك ممتازة، وإن كنت _مثلما أخبرتُكِ_ أنصحكِ بزيادة علامات الترقيم (وبالأخص النقطة) وتقليل العبارات المجردة التي لا يمكن فهمها إلا من خلال الإطلاع على أحداث الرواية....



متابعة معكِ بإذن الله كل يومِ جمعةٍ.... فى انتظارك عزيزتي...


ودي...
وعليكم السلام جميلتي إنجي في البداية أود أن أعبر لكِ عن مدى سعادتي بمتابعتك وفخري أن كلماتي البسيطة نالت إعجابك، المقدمة بالنسبة لي دومًا ما أفضل أن تكون عنوان لي ككاتبة أبرز بها أفكاري وقدرتي على وصف أمر ما، غالبًا ما يكون مشاعر أو قضايا إنسانية شائكة، رغم معرفتي أن البداية السلسة دومًا ما تجذب القارئ، لذا لن أجادلكِ لديكِ الحق بشأن المقدمة.
فيما يخص علامات الترقيم أعترف لدي قصور بها أحاول جاهدة من أجل تعلم مواضعها الصحيحة، ولن أخفيكِ سِرًا أنا أستمتع بقراءة وكتابة الألغاز، أحب دس بعض الجمل التي يتوقف عندها القارئ ثم حين يفهم مغزاها يبتسم قائلًا" هل هذا ما تقصده الكاتبة؟" أشكركِ على نصيحتكِ، وأرحب بنقدكِ ونصيحتكِ على الدوام.
أما بخصوص الفصل الأول يبدو أنني أسأت التوضيح فؤاد لم ينفى كل هذا الوقت، الثلاثة وعشرون عامًا هم عمر نسيم، وبالفعل نسيم تشاركه بجرم قام كل منهما بفعله بحق الآخر، قريبًا جدا سيتم الكشف عنه، نسيم ركضت لمسافة تعتد طويلة بعض الشيء عندكِ حق، إن فكرنا في المسافة من مغادرتها لقاعة الحفل إلى أن وصلت لطريق تقع على أطراف المدينة سنجد أنها طويلة لدرجة أن تحدث كل التداعيات المذكورة، أما عن مبالغتي في الوصف بعد عدة فصول ستعرفين أي المعاناة عاشت نسيم ، ومن هو فؤاد بالنسبة لها وستدركين أن ما حدث لها قليل أمام قبح ذنبه، فؤاد لم يرَ ركض نسيم وإنما تبادل معها النظرات قبل ذهابها، وبخصوص الأسئلة الخاصة بخصومة فؤاد مع العائلة وسبب هروب نسيم ومن تكون بالنسبة لهم عدة فصول وتنكشف كل الحقيقة وبالنهاية سعيدة من كل قلبي وأتمنى أن يصبح كل القراء شغوفين بالرواية مثلكِ تمامًا.


safeia Elgayar غير متواجد حالياً  
قديم 27-03-21, 11:25 PM   #15

زهرورة
عضو ذهبي

? العضوٌ??? » 292265
?  التسِجيلٌ » Mar 2013
? مشَارَ?اتْي » 2,283
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » زهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   ice-lemon
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الرواية مشوقة واسلوبك رووعة عرفنا ان فؤاد سافر لانه ارتكب جرم في حق نسيم هل اغتصبها وزوجوه اياه بس نفوه من العيلة لعملته عشان كدة هي مش طايقاه ايه الي حصل في الدور السادس ونسيم هربت راحت فين ومن الي راحت معاه اكيد بتعرفه ولا ماكانت طلعت معاه بنص الليل ..الرواية مشوقة ربنا يوفقك ومتابعينك بإذن الله

زهرورة غير متواجد حالياً  
قديم 27-03-21, 11:58 PM   #16

منة مصطفي

? العضوٌ??? » 480006
?  التسِجيلٌ » Oct 2020
? مشَارَ?اتْي » 1
?  نُقآطِيْ » منة مصطفي is on a distinguished road
افتراضي

الرواية جميلة ومشوقة ومنتظرة اعرف ما هي الجريمة واعرف مصير نسيم
لغة قوية احسنتي جدا


منة مصطفي غير متواجد حالياً  
قديم 02-04-21, 09:47 PM   #17

safeia Elgayar

? العضوٌ??? » 458058
?  التسِجيلٌ » Nov 2019
? مشَارَ?اتْي » 100
?  نُقآطِيْ » safeia Elgayar is on a distinguished road
افتراضي الفصل الثاني

الفصل الثاني
قضى الشيخ رحيم ليلته يتميز غيظًا مما فعلته نسيم، حاول التغلب على وسوسة شيطانه بالحَوْقَلَة، أقسم أنها ستنال منه تَقْريع لم تنله مسبقًا عندما تعود، دعا ربه ألف مرة في ساعات الليل الحزين أن يردها سالمة، وبكل مرة توعد لها أي من أفراد العائلة كان ينفعل" تعود وافعلوا بها ما تشاؤون ثم أخبئ لؤلؤتي بين جفنيّ ولا أسمح لنكرة تعكر صفوها مجددًا" مرات لا حصر لها صوب سِهَام غضبه صوب فؤاد، الذي أقسم لهم أنه سيرحل ما إن تعود، وأنه لم يدرك أن مخطط انتقامها ما زال ساريًا.
أمر تحرير محضر تغيب بقسم الشرطة لم يُطرح على طاولة نقاشهم، كيف للشيخ رحيم رجل الدين المعروف عنه حسن خلق أهل بيته أن يذهب ليطلب من الشرطة أن تعيد له ابنته الهاربة! فاكتفوا بالبحث مرة أخرى بالأطراف المحيطة بالفندق المقام به العرس، وعندما نفذت كل حلول الأرض التف الجميع حول خُوان رحيم، يعتصرون عقولهم لعل أحدهم يمتلك طرف خيط يداهم على مخبأ نسيمهم، قال عبدالله بقلة حيلة:
_ أسرفنا في تدليلها يا أخي، لو كانت تعلم أَّنَّ ثَمَّة رجال سيوقعون عليها ما تستحق من عقاب، ما هربت كمن اقترفت السوء بحق أهلها.
- سامحكَ الله يا أبا عبدالرحمن، هل نسيم تعرف الذنوب حتى ترتكبها! والله ما رأينا منها سوء قط...
قالت زوجته فقاطعها ابنها يوسف يواصل حلقة هجومه المعتادة على كل من يمس طرف ثوب لنسيم:
- كُلنا نعلم أن الذنب كله يتراقص على أكتاف ابن العم، لكن ماذا نفعل، التلذذ بمعاملتها كالذليلة أكثر شيء تجيدونه.
هب فؤاد واقفًا، فغيابها دومًا ما أهلكه لكنه امتثل لانتقامها وعانق ليالي الغربة بباريس حتى لا ينام ليلة واحدة لا يعرف أي جدار يأويها، والليلة وبعد كل تضحياته يجلس مكتوف الأيدي وهي غائبة عنهم، أشار بيده إلى والده بعد تحكم انفعالاته به وطفق يستنكر:
_ للآن وبعد مرور ثلاث سنوات ورغم كل علامات الاستفهام التي وضعت حولهما، لم نعرف أي حق أعطته نسيم لهذا المتعجرف حتى يرافقها كظلها!
استكانت حدة صوته وتابع اتهاماته جاعلًا العواصف تخترق جلستهم وتشعل بها النيران:
_للآن يا أبي لم تستطع ردع عديم الحياء هذا عن وضعها بموضع يثير الشبهات.
صرخة محذرة صدرت عن والده، تبعها أمر قاطع بمغادرة الجميع سوى يوسف، كل كان بهم أين تختبئ؟ وكيف تتجرأ على هذا الفعل! أما فؤاد الشك مر على عقله رواحًا وجيئة، فجميعهم يبحثون عنها حتى تعود إلى المنزل أما هو يخشى أن تكون عاقبته العقاب الأخير، العقاب الذي سيسرق من عائلته التمتع بنسيمها ذات يوم، غادر الغرفة متخذًا قراره، سيذهب إلى مكان إقامة العرس ليس للبحث عن مكان بإمكانها الاختباء به وإنما سيبحث عن وسيلة من الممكن أن تخلصها من الحياة.
**
_ أين نسيم يا ابن عبدالله؟
سأل الشيخ رحيم، وهو يَخُبُّ عقل ابن أخيه الصغير بنظرات الشك والاتهام حتى يربكه، طالما طلب منهما التريث في أفعالهما حتى لا تصوب إليهما نظرات الاتهام، ما يعرفه عن نسيم يؤكد له أنها لن تتجرأ على فعلة رعناء كتلك إلا وقد اتخذت من يوسف حليف لها، وما يعرفه عن يوسف أجزم له أنه لن يجلس بالمنزل بينما نسيم مفقودة بجوف الليل، يوسف ونسيم شطرين لقلب قسمته الظروف والأيام، وأقدار وحقائق لا يمكن إنكارها، حاولا كثيرًا التغلب على تلك المعضلة لكن طبيعتهما المجتمعية منعتهما، فقررا السير بما تستقضيه الحياة ومآسي نسيم دون الالتفات إلى أحد، لذا لا بد وأن يحسب كل حرف سيتفوه بِه قبل أن يضع نفسه بدائرة الشك، وهذه المرة سيغرق باتهامات عمه ولن ينجوا أبدًا، قال مصوبًا نظراته نحو النافذة:
_ أقسم لكَ، وأقول دون خوف من ردة فعلكَ، طوال الليل أدعو ربي أن لا تضع نسيم رأسها على وسادة بين جدران بيتكَ مرة أخرى، وأن تجد بيت يحتويها ليس لابنكَ شأن فيه، وأن تمحى ذاكرتها حتى تنسى ما فعلناه بها منذ جاءت إلى بيتنا.
_ سيجن ابن عمكَ إن لم يجدها، وسيظن الناس بها السوء، أما أنا الشيء الوحيد الذي يجعلني أقف على قدمي للآن هو يقيني أنكَ من ساعدتها على الهرب، أخبرني يا ولدي حتى لا تتفاقم الأمور عن هذا الحد.
قال رحيم، يستجديه بطريق غير مباشرة، و يشرح له ما ستؤول عليه الأمور إن لم تعد إليهم، نهض يوسف فلم يغفر لفؤاد ما فعله بعد، إن سأله أحد سيتمنى أن يحترق فؤاد بندمه ولا يجن فقط، توجه نحو باب الغرفة ثم قال متعمدًا عدم النظر إلى عمه:
_لا تسألني عن نسيم، بل من الأفضل ألا يفعل أحد، لو علمت مكانها ما أخبرتكم، أما عن ظنون فؤاد أخبره أننا بتنا أحرار لا يوجد عائق يمنع أن أقف بصف نسيم حتى بوجهكم أنتم، القيود التي التفت حول عنقي مزقها هو.
***
انقضى أول يوم دون نسيم، غابت شمس النهار ولم تشرق شمس نسيمه بعد، لا أحد يملك فكرة عن مكان اختبائها، تم استجواب نجوى وشروق على اعتبار أنهما الأقرب إليها من بعد رحيل فؤاد، لكن لا جديد يذكر سوى أن نسيم غابت ولا أحد يعلم أين ذهبت، طلب فؤاد بصورة ودية من إدارة الفندق الحصول على المشاهد التي سجلتها كاميرات المراقبة، تابع هو وابن عمه عمرو اللقطات منذ لحظة مداهمة فؤاد للحفل إلى انتهاءه وبدء رحلة البحث عنها، خانت أصابع فؤاد مهارة سيطرته على أفعاله بحكم عمره؛ رجل شارف على بدء رحلة الأربعين ولديه من التحكم بالنفس ما يميزه، فمرر أصابعه ببطء على الشاشة يتحسس الحيز الذي يشغله جسدها بها، بالكاد هذا أقصى ما يمكنه لمسه بجسدها، بعد أن كان له كل الحق بها، تابع قلة حيلتها وهي تبحث عن شيء ما لم يفهمه، لام نفسه على عودته، سب أفعاله التي دومًا ما تسلبها طمأنينتها تحت كنف عائلته، أيقن أن حاجة فريدة له بحفل زفافها جعلته لا يدرك عواقب عودته، تمنى أن تظهر ويختفي هو مجددًا، أقسم أنه سيغادر وطنه الحبيب بلا عودة فقط يكفي أن تعود هي، انتشله من بحر أحزانه إعلان الموظف انْتِهاء المشاهد، فلم ينتظر لحاق عمرو به، هرب من حقيقة غيابها كما هربت هي من حقيقة حضوره، توجه إلى الرقعة التي بدأت منها مغادرة القاعة، سار بنفس الطريق التي سلكتها وهي تهرب ليلًا وحيدة، تائهة، بعد أن لفظتها الحياة خارج سياجها، انتهى به الحال عند نهر ضيق تملؤه المياه، وقف يتطلع بمياهه لبعض الوقت، استحلفها بكل ما كان بينهما أن تظهر، فقدانها ليوم واحد شيء عُضال لا يمكنه تحمله، كيف سيفعل إن زاد الأمر عن هذا الحد؟ عند هذه النقطة ساورته شكوك كان يهرب منها، خاف أن تضعف كما فعلت من قبل، وتختار الذهاب حيث أحبابها، بعيدًا عن أرض هو يسكنها، أولى ظهره للمياه نظر إلى السماء وبكل ضعف وقلة حيلة قال يا رب، بصوت خض الأرجاء من حوله، مرة أخرى يمتلك شيء أبت الحياة أن تهبها إياه، تمكن من دعاء ربه بصوت مسموع، بينما أصابت عودته لسانها بالشلل فدعت بصمت كما اعتادت دومًا، رن هاتفه مرات عدة وكان قد أهمله في خضم ثورانه بسبب قلة حيلته، لم يتوقف الرنين؛ فقام بإخراجه من جيب سترته مقسمًا أن يكسر رأس المتصل، صرخ وهو يضع الهاتف على أذنه:
-ماذا هناك يا عمرو؟ أجننت طالما لم أجيبكَ لِمَ تعاود الاتصال؟!.
أطرق ليستمع إلى حديثه وبعد لحظات أطلق الشرر من عينيه من هول ما سمع، حملق بالفراغ من أمامه وكأنه يرسم سيناريو لما يرويه عليه، فهدر:
-سأذبحكَ الليلة يا يوسف ولن ينجدكَ من بين يَدَيَّ أحد.
**
عاد فؤاد مرة أخرى إلى غرفة الأمن والمراقبة بالفندق، حيث ينتظره عمرو الذي أصاب غياب نسيم ذهنه بالغشاوة ولم يدرك أي مُصيبة أوقع شقيقه بها، تابعا سويًا المشاهد من داخل الفندق، تحديدًا الممر الذي يفصل بين قاعة الاحتفال والموقف الخاص بالسيارات، حيث يظهر بها يوسف يهرول باتجاه سيارته، وكأنه تم استدعاءه لإنقاذ حياة أحدهم، انتهت المشاهد بغياب سيارته عن مرمى عدسات الكاميرا الموضوعة خارج البوابة الرئيسية للفندق، وهكذا تم التأكد أن يوسف ليس صادقًا في أمر جهله بمكان اختفاء نسيم، مرة أخرى اتضح أن يوسف يقف خلف كل قرار اتخذته، سعى فؤاد كثيرًا لإقامة جسور بين علاقة ابن عمه ونسيم، لكن أمر خفي بينهما طالما هدم ما سعى لإنشائه، ويبدو أن السنوات المنصرمة زادت منهما تقربًا، في طريق عودته إلى المنزل أصاب مشاعره التخبط إلى حد الجنون، حمد ربه أنها بخير طالما يوسف من قام بمساعدتها، تملك منه الغضب أن يوسف يزج بنفسه في كل مأزق تسقط فيه نسيم، وفرح كثيرًا أن الحق هذه المرة على يوسف ومؤكد العائلة بأكملها ستقف ضد تجاوزات هذا المتعجرف، وسينجح بالتفرقة بين قلبين اتحدا منذ ثلاثة وعشرون عامًا.
كانت الطريق إلى المنزل طويلة، رغم قصرها الفعلي في المسافة، بل أطول من طريق عودته من باريس، احترق شوقًا للاطمئنان عليها، ونفي الاتهامات الموجهة من عائلته نحوه وتصويبها نحو يوسف، حزن من أجل ما تجبره الأيام على فعله، للمرة الثالثة سينقض عهده، هذا ما أغضبه وهو يعتزم ألا يترك الساحة ليوسف مرة أخرى، بالبداية عاهدها أن كل الأيادي سواه فارغة، وأن يده لن تعانق سواها، ثم حين نقض عهده معها عاهد نفسه بألا يعود إلى بيت هي فيه، وقد عاد حين تملك منه شوقه، والآن شعر بالخطر النابع من يوسف يحوم من حولها ولابد أن يقف له الند بالند، يرحل عنها لا يفرق معه أما ترحل هي تقوم الدنيا ولا تقعد!.
تسكن العائلة ببناية تتكون من ثمان طوابق الطابق الأول منها هو مقر إدارة أعمال العائلة، أي المكان الذي يتواجد به الرجال طوال اليوم، وباقي الطوابق موزعة الثاني للشيخ رحيم والثالث لأخيه عبدالله ثم البقية لمن يتزوج من أبنائهما، أخبرت شروق البقية أن أخيها ذهب إلى الفندق في محاولة أخيرة منه لإيجاد نسيم، فتحلقوا حول الشيخ رحيم، الذي بدا عليه الإرهاق كما لو أنه لم يغف منذ شهر مضى، أزعجه همس النساء الذي لا ينقطع، فأمرهم بحدة" إن لم تستطعن الصمت اُغْرُبن عن وجهي" ابتلعت كل منهن لسانها خوفًا عليه ليس منه، كن يعلمن من هي نسيم، لكنهن مهما علمن لن يدركن ما سيفعله غيابها به، فاحتل الصمت المطبق جلستهم، هو غارق في أفكاره، شقيقه يضع التكهنات حول حالته الصحية في حال عدم عودة نسيم، شروق ونجلاء يراسلان فريدة التي أخبرتهما أنها في طريق العودة للمنزل، لقد احترقت روحها خوفًا على نسيم، أمينه جلست ترمق الجميع باستنكارٍ؛ في اعتقادها غياب نسيم ليوم واحد لا يستحق كل هذه الجلبة، سعاد زوجة عبدالله آثرت أن تحضر مشروب دافئ لعل الشيخ رحيم يستمد منه بعض الطاقة، أما يوسف فقد قرر أن يختلي بنفسه فوق سطح المنزل بعد شعوره بالاختناق وكأن فؤاد سحب الأوكسجين من بين جدرانه، صوت غلق أبواب سيارة ما بعنفٍ وصراخ عمرو على أحدهم أن يحكم عقله من أجل صحة والده، أوجفا انتباهه، فنظر إلى الأسفل وعلم بعودة فؤاد خالي الوفاض مرة أخرى.
قرر النزول له قبل أن يصعد هو؛ فرؤية قلة الحيلة بعينيه وسماع أهزوجة فقده لنسيم تزيده نشوة، وصل إلى الطابق الثالث فسمع صوت فؤاد يصدح باسمه بين جدران السلم، أجفل وشعر أن هناك أمر جلل قد حدث، لكن لم يقلل هذا من عزمه على طرد فؤاد كالذليل مرة أخرى من البيت، دلف إلى شقة عمه فوجد الجميع في حالة تأهب، والأنظار كلها مصوبة نحوه، كلها متأهبة نافرة إلا عمه رحيم، لقد أسدلت الطمأنينة خيوطها على روحه، أسقط في يده وسأل روحه "اللعنة لِمَ العم مطمئن هكذا؟" لم يحصل على إجابة وإنما على سؤال مفاجئ، حين سأله فؤاد الذي قبض على تلابيبه:
- أخبرنا أيها المحترم أين تركت زفاف شقيقكَ الأكبر وذهبت فور عودتي أنا؟
ارتد خطوتين إلى الخلف، ثم أعاد رأسه للوراء قليلًا وقال ولم يحاول تحرير نفسه من قبضة فؤاد:
- كما تعلم روحكَ ثقيلة عليَّ ولا أتحمل وجودكَ الذي اختزل الأوكسجين من الجو، فخرجت لأستعيد أنفاسي التي سلبتها أنتَ.
من يسمع الكلمات وينظر إليهما يدرك أن الأنفاس التي يعنيها يوسف هي التي يلتقطها الجميع، أما من ينظر إلى عينيه يدرك أنه يقصد نفس آخر لم يمتلكه سوى فؤاد الذي عاود السؤال مرة أخرى:
_ أقتلكَ إن لم تجبني، أين نسيم؟ أين ذهبت بها يا عديم الأخلاق؟.
حرر يوسف ياقة قميصه من قبضة فؤاد ثم سدد له لكمة مدروس موقع سقوطها جيدًا، فعلم الجميع أن هناك جريمة قتل وشيكة الحدوث، بينما تابع رحيم ما يدور بصمت، هناك شيء ما طالما دار من خلفه لا بد وأن يصل إلى ماهيته، وانفعال فؤاد ويوسف لهذا الحد سيكشف المستور هذا ما اعتقده، اقترب عمرو يحيل بينهما لكن يوسف أشار له محذرًا وبالفعل نفذ الأمر، قال يوسف الذي تمسك بابتسامة من شأنها إفقاد فؤاد عقله:
- بلاد الغربة أصابت ذكاءك بضرر بالغ حاول الالتفات لهذا الأمر، الأسئلة عندنا لا تسأل هكذا، السؤال الهام لا بد وأن تصيغه بصورة صحيحة حتى تروي ظمأك، مثلًا هناك سؤال واحد كان لابد وأن يسأل منذ البارحة، لكن حقًا لا أفهم لِمَ كل هذا التأخر به!
قلص المسافة بينهما ثم تابع :
- أخبرني يا ابن عمي لِمَ يدكَ فارغة؟ أين هي زوجتكَ؟ أليس من المفترض أن تكون بيننا الآن؟! أم أن يدكَ أصبحت ملعونة تترك كل من تتمسك بها؟


safeia Elgayar غير متواجد حالياً  
قديم 03-04-21, 03:53 PM   #18

ام زياد89

? العضوٌ??? » 462107
?  التسِجيلٌ » Feb 2020
? مشَارَ?اتْي » 12
?  نُقآطِيْ » ام زياد89 is on a distinguished road
افتراضي

أخيرا وصلت

بتجننيني ياصافي بالالغاز بس ححلها صدقيني


ام زياد89 غير متواجد حالياً  
قديم 03-04-21, 04:36 PM   #19

نوارة البيت

? العضوٌ??? » 478893
?  التسِجيلٌ » Oct 2020
? مشَارَ?اتْي » 2,845
?  نُقآطِيْ » نوارة البيت is on a distinguished road
افتراضي

💜💜 💜💜 💜💜 💜💜 💜💜 💜💜 💜💜 💜💜 💜💜

نوارة البيت غير متواجد حالياً  
قديم 06-04-21, 11:55 PM   #20

safeia Elgayar

? العضوٌ??? » 458058
?  التسِجيلٌ » Nov 2019
? مشَارَ?اتْي » 100
?  نُقآطِيْ » safeia Elgayar is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ام زياد89 مشاهدة المشاركة
أخيرا وصلت

بتجننيني ياصافي بالالغاز بس ححلها صدقيني
وأنا مستنية توقعاتك يا جميل


safeia Elgayar غير متواجد حالياً  
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:02 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.