آخر 10 مشاركات
ستظل .. عذرائي الأخيرة / للكاتبة ياسمين عادل ، مصرية (الكاتـب : لامارا - )           »          زوجة لأسباب خاطئة (170) للكاتبة Chantelle Shaw .. كاملة مع الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          في غُمرة الوَجد و الجوى «ج١ سلسلة صولة في أتون الجوى»بقلم فاتن نبيه (الكاتـب : فاتن نبيه - )           »          قدرها ان يحبها شيطان (1) .. سلسلة زهرة الدم. (الكاتـب : Eveline - )           »          381 - الانتقام الاخير - كيت والكر (الكاتـب : أميرة الورد - )           »          402 - خذ الماضي وأرحل - مارغريت مايو (الكاتـب : عنووود - )           »          وَ بِكَ أَتَهَجَأْ .. أَبْجَدِيَتيِ * مميزة * (الكاتـب : حلمْ يُعآنقْ السمَآء - )           »          عروس للقبطان - كاى دايفز - ع.ق (الكاتـب : امراة بلا مخالب - )           »          الإغراء المعذب (172) للكاتبة Jennie Lucas الجزء 2 سلسلة إغراء فالكونيرى ..كاملة+روابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          داويني ببلسم روحك (1) .. سلسلة بيت الحكايا *متميزه و مكتملة* (الكاتـب : shymaa abou bakr - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > ارشيف الروايات الطويلة المغلقة غير المكتملة

موضوع مغلق
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 19-03-21, 06:41 PM   #1

safeia Elgayar

? العضوٌ??? » 458058
?  التسِجيلٌ » Nov 2019
? مشَارَ?اتْي » 100
?  نُقآطِيْ » safeia Elgayar is on a distinguished road
Rewitysmile27 نسيم الفؤاد


رواية نسيم الفؤاد

هي حرب دائرة بين الحياة والفقد الأولى تجاهد للاستمرارية والثاني يمارس سطوته عليها، ونسيم هي الضحية بينهما، فبينما كانت طفلة ترفرف لتغلف الأجواء بهجةً وسرورًا، أمسكت شعلة دون قصد منها فاتحدت مع اسمها وأحرقا أغلى ما تملك، لتبدأ حرب الحياة والفقد، وتبدأ نسيم في الترحال من وطن إلى آخر إلى أن يستقر بها الحال في بيت يشع محبة وأمان، حيث يوسف طيب القلب رفيق الدرب وتوأم الروح، وفؤاد ذو الثغر الباسم والعينين اللامعتين، والعائلة التي رفضت علاقتها غريبة الأطوار مع الاثنين، ليلعب القدر لعبته مرة أخرى معها، لكن هذه المرة تبدلت الأدوار، في الصغر حُرمت الطفلة من منبع الحنان، وفي الكبر منبع الحنان لم تجد من تمارس حنانها عليه، فأثرت ترك الوطن لمن يمتلكون رفاهية التجذر على هذه الأرض.
كونوا في انتظاري كل جمعة الساعة السابعة مساءً لمتابعة رواية نسيم الفؤاد بقلمي صفية الجيار.






روابط الفصول

المقدمة والفصل الأول .. بالأسفل
الفصل الثاني
الفصل الثالث





التعديل الأخير تم بواسطة ebti ; 10-04-21 الساعة 11:22 PM
safeia Elgayar غير متواجد حالياً  
قديم 19-03-21, 08:13 PM   #2

safeia Elgayar

? العضوٌ??? » 458058
?  التسِجيلٌ » Nov 2019
? مشَارَ?اتْي » 100
?  نُقآطِيْ » safeia Elgayar is on a distinguished road
افتراضي نسيم الفؤاد المقدمة

**المقدمة***
‏الفقد وما أدراك ما الفقد، لهيب يستحيل على المرء الإفلات منه، نار تندلع بالروح بدون رأفة بحالة القلب الميؤوس منها، فينصهر الإنسان بفعل الحرارة ويتحول إلى كومة من الرماد، تحتاج لمن يجمعها ويحتويها بعيدًا عن العواصف حتى لا تتلاشى، لا لمن يقذفها في مهب الريح.
تزداد ضَراوة الفقد حينما يتعامل مع البشر كمحتل يحط على الأحباب وكأنهم ولايات، لكل ولاية خارطة طريق لاحتلالها، يُجيد تَحَيُّن اللحظة المناسبة للتنفيذ فيعلو صوت النحيب، وتقضي النيران على الأخضر واليابس، حتى الأدخنة يطالها تحجر القلب وتقوم بالغارة الأخيرة بالحرب فيصاب الصدر باختناق يُمحي الأمل بالنجاة.
لكل احتلال نهاية إما انتفاضة أو حرب جبهتيها خاسر و رابح، وانتفاضه القلب المحتل بالفقد هو التمرد عليه، فينأى بنفسه بعيدًا عن الأحباب كي لا يبقى للمحتل ولاية يفرض سلطته عليها، ثم يفرقها عن الوطن، أي حين يقرر المرء الفِرار من الفقد لابد وقطع اليد التي ستلوى تجنباً للألم.
الحياة ما هي إلا حروب ومحارق جماعية، يتبعهما نحيب وصراخ، شوق وألم وخوف من وحدة محتمة، إلى أن تحين اللحظة التي يتجرد بها المرء من المعاطف التي تحميه من زَمْهَرِير الأيام متمثلة في قلوب أحبها بصدقٍ، ولا يجد الفقد بُدَّ من الاحتلال فيرحل، لعله يجد بلاد وولايات الغنيمة بها تستحق العناء.
***
نسيم كروح النسيم، كهدوء النسيم، كجمال النسيم، تحدث خلل في الصدر بحضرتها كالنسيم، تُذهب البأس والضيق كالنسيم، اسم على مسمى هي بكل حالاتها، حتى أنها كالنسيم عندما يهب على النيران يشعلها أكثر، وتحرق بتحركٍ أهوج المستيقظ والنائم، الصاحب والمالك، الأب والقائم بأعماله، الأم ومن تنوب عنها، حتى المحب طالته نار نسيم المندلعة منذ صرختها الأولى على تلك الأرض.
عندما شعرت أن بيدها شعلة نار تتحد مع اسمها فتحرق كل مَن وما يقترب منها وقبله روحها؛ قررت البحث عن بيت لها، تحتمي بين جدرانه من لهيب الفقد، فاكتشفت بعد ثلاثة وعشرون عامًا على البسيطة أنَّ لا بيت لها؛ أي ستجلس على الطرقات تَوَلْوُلُ "كنا وكانوا، لنا بيت نحتمي بين جدرانه"
قررت البُعد وتوثيق وحدتها لتجعلها حقيقة، فما فائدة التظاهر بالعائلة السعيدة والخواء ينهش روحها كل مساء! اتخذت مكان يحيط به الخلاء من كل الجوانب بيت لها، تندب بِه حالها وتؤنب روحها على ذنب لا يعرفه سواها، وأول أمر قامت به هو أنها جردت نفسها من عائلتها التي كرس رَبُّها كل ما يملك من أجلها، ولأنها تحمل حظ سيء يلازمها منذ الأزل آثرت أن تصبح ناكرة للجميل من أجل حماية روحها من خطر الفقد، إلى أن وصلت لليوم الذي تلتقط لهم فيه صورة عائلية سعيدة وهي خارج إطارها، وعادت حالتها يُرثى لها كما الأيام الخوالي.
**
"هل وصل بكم الحال لالتقاط الصور التذكارية وأنا غائب عنها"
صاح آخر من أشعل المحتل بقايا الأمل بداخلها فيه، والذي عاد ليربك الأجواء، غير عابئ بمواجهة دموية مؤكدة الحدوث بينهما، وكأنه قرر رد الصاع صاعين، هي حكمت عليه بالنفي لتعاقبه على جرمه الشنيع، وهو عاد ليعاقبها لأنها رفضت أن تصبح ذليلة، وتقف تشاهده يتجذر دونها بالحياة، ليجزم أَنَّ هناك خصال تبقى عالقة بالإنسان إلى يوم لقاء ربه، أي يصران على تأكيد أَنَّ الأنانية تجسدت في أبهى صورها بحربهما.
صاح الجميع فرحًا وتعجبًا، أما هي صدمةً:
_فؤاد!


safeia Elgayar غير متواجد حالياً  
قديم 20-03-21, 10:25 PM   #3

ام زياد89

? العضوٌ??? » 462107
?  التسِجيلٌ » Feb 2020
? مشَارَ?اتْي » 12
?  نُقآطِيْ » ام زياد89 is on a distinguished road
Rewitysmile6

:qatarw_com_52228917:qatarw_com_5 22289
وأخيرا اللحظة المنتظرة
بالتوفيق ياصافي


ام زياد89 غير متواجد حالياً  
قديم 20-03-21, 10:39 PM   #4

ام زياد89

? العضوٌ??? » 462107
?  التسِجيلٌ » Feb 2020
? مشَارَ?اتْي » 12
?  نُقآطِيْ » ام زياد89 is on a distinguished road
افتراضي

الحرب المرادي ثلاثي الاطراف باين
يوسف نسيم فؤاد
فقدان الأمان صعب تعويضه


ام زياد89 غير متواجد حالياً  
قديم 21-03-21, 11:52 AM   #5

سديم جاد

? العضوٌ??? » 88901
?  التسِجيلٌ » Apr 2009
? مشَارَ?اتْي » 16
?  نُقآطِيْ » سديم جاد is on a distinguished road
افتراضي

حبيبتي بداية جميلة وقوية، موفقة يارب 😍 😍 😍

سديم جاد غير متواجد حالياً  
قديم 26-03-21, 08:59 PM   #6

safeia Elgayar

? العضوٌ??? » 458058
?  التسِجيلٌ » Nov 2019
? مشَارَ?اتْي » 100
?  نُقآطِيْ » safeia Elgayar is on a distinguished road
Rewitysmile27 الفصل الأول من رواية نسيم الفؤاد

الفصل الأول
"فؤاد! متى عدت يا بُني؟"
"أخي ! يا مرحي عاد أخي!"
" وأخيرًا ستقر عيني برؤياكَ يا ضياؤها"
"كيف يعود مرة أخرى بعد ما حدث؟ أجن هذا الرجل!؟"
كل هذه الكلمات كونت جملًا مبنية على المجهول، فمن يقف قبالتها يجر أذيال خيبة أشنع فعل يقوم بِه رجلًا على الإطلاق أصبح مجهول الهوية والهوى بقناعتها، صرخ ذهنها بالكثير من الأسئلة، فبحثت بين ملامحه عن إجاباتها، هل هذا فؤاد الذي تعرفه؟ فؤاد الذي أشعلت بِه النيران بيديها عن قصد؟ فؤاد الذي دفنته بين غيابات الماضي كما يُغَيَّب الْبَحْر الْغَرِيقَ، وأيقنت أَنَّ عودته من المستحيلات؟ فؤاد الذي شاركها جريمة قتل عمد ما زلا يفران من عقوبتها للآن؟ هل فؤادها عاد إلى حاضرها مرة أخرى؟ إن كان هذا فؤادها هي إذًا كيف قُتل ما يقبع خلف أضلعها؟
أسئلةٌ كثيرةٌ مفادها يكمن لِمَ عاد ألا يعلم أَنَّ العودة محرمة عليه؟
وبينما تجاذبت الأيدي ذراعيه في معركة شاقة مَن يحصل على أول عناق، وتقاذف جسده بين هذا وذاك، الْتَحَما بنظراتهما، فأخفقت الأعين في معرفة من الجاني ومن المجني عليه، والحال أنَّ خواء قلبيهما نضح على أعينهما، هالها هيئته! أصبح رجلًا مختلف تمامًا عما سبق، رجلًا تقدم في العمر قليلًا، انقضت النحافة على جسده فقلصته للنصف، شعره الأسود لم يعد كما السابق، الهَنْدَمة حادت بمسارها عنه، عوضًا عن خصلاته التي قصرت كثيرًا عن طولها المعتاد، عينيه تحتفظان بجرتيّ العسل كما هما، مع هالة رمادية تعانقهما لم تكن موجودة بالسابق، ذهب بريقهما بذهابه، فتعسر عليها رؤية هويته بداخلهما، وكأن مُشَذِّبُ الشَّجَرِ مر من عِنده وأزال أَوْرَاقَهَ وَأَغْصَانَهَ الذَّابِلَةَ والحَيَّة.
**
هيأت نسيم حياتها من بعده على أنه ورقة محروقة تم طيها بين خبايا الماضي، وحاولت الاستمرار بأنه لم يمر بأرضها يومًا، رغم أنها لم تستطع للوقت الذي قرر العودة فيه أن تجمع شتات روحها، ومارست كل سبل الأنانية على عائلته، بعدما جلست بشرفة الحظ البائس تتابع ذرَفَ الدَّمع صامتة عن جروحهم التي تتفتق يومًا بعد يوم، وها هي ترى نفس الدمعات فرحًا بعودته، فجرعتهم من كأس أنانيتها المرير ما لا طاقة لهم به، وقررت العودة إلى نقطة البداية من جديد، وممارسة أكثر هواية تجيدها، فأطلقت العنان لقدميها تذهب بها لأبعد مكان تحتمي به من حقيقة عودته، لا تخشى الضعف تجاهه وإنما خوفًا من رؤيته متجذرًا في الحياة من خلال أرض خصبة تملك ما رأته الحياة كثيرًا عليها.
لم تأبه للأكتاف والجدران التي اصطدمت بها وهي تفر هاربة، تحاملت على الآلام المعنوية والجسدية التي داهمتها في رحلة هربها القصيرة، من حفل زفاف شقيقته فريدة وابن عمه عبدالرحمن، لم تسعفها فطنتها لتنبهها أن لا بيت لها سوى البيت الذي تسكنه مع العائلة، ومؤكد ستلتقي الأعين مرة أخرى بين جدرانه، فإلى أين وإلى مَن تذهب بحالتها المزرية تلك؟ حجاب هربت خصلات شعرها من أسفله، بندقيتين متلطختان بظلال العيون، فأصبحت كالجنية الهاربة من حفل زفاف، وثوب سهرة اهترأ طرفه السفلي بسبب دعس حذائها عليه، قدمين تسيران بعرج واضح لعدم توافق طولهما، على إثر كسر كعب حذائها، وعندما أدركت أن هذا العرج يعيق سرعة هروبها تخلصت من الحذاء المعني بالأمر برمته.
فور خروجها من البهو وقفت تلتقط أنفاسها، تتلفت من حولها تبحث عن شق أرض يبتلعها، قبل أن يضعها حظها مرة أخرى بمرمى عينيه، لعنت فريدة آلاف اللعنات على اختيارها قاعة حفل زفافها بمنطقة لا يسمع بها صوت صريخ لابن يومان، من أين ستحصل على سيارة أجرة في الساعة الثانية عشر بعد منتصف الليل على أطراف المدينة تقلها إلى وجهة غير معلومة!
صوبت نظراتها نحو السماء وناجت ربها متخلية عن أول عبرة تفارق أهدابها بعد لقائه، صرخت دون أن تتحدث "يا رب" كما اعتادت على مدار ثلاثة وعشرون عامًا، لم تجد بُدَّ من البحث عن وسيلة مواصلات بنفسها فشقت طريقها رغم معرفتها بفداحة جُرمها، بعد عدة أمتار سمعت صوت صرير مكابح سيارة تتوقف خلفها، فأجفلت والتفتت ليهتف قائدها:
_سندريلا !
نبست بما يتوجب عليها قوله دون تفكير، وقالت وهي تتوجه صوب الجهة اليمنى من سيارته، وهي تقبض على مقبض الباب متخذة قرارها بسرقة كل فرص رفض طلبها منه:
_ ساعدني أبتعد قدر المستطاع من هنا.
راقه طلبها، طالما أيدها في قراراتها وساعدها معصوب العينين، لسبب عجز عن فهمه، أو لتبكيت حالتها الاجتماعية له بكل مرة حاول وضع الحُجج أمام الضعف البين أمام نسيمها، جزء أهوج بِه أمره أن يمتثل لرجاء سندريلته ذات الحذاء الواحد، فابتسم لها وهو يفك نظام غلق سيارته الإلكتروني:
_ من دواعي سروري سندريلا.
**
تلبسته الحيرة على عكس الحاضرين، فجميعهم تحلقوا من حوله يقتطعون لأنفسهم نظرة من عينيه الساهمتين أو عناق دافئ من صدره النحيل، أو لمسه من يده التي أعلن بها عن جريمته قبل ثلاثة أعوام بفجور لا يتماشى مع ثغره الباسم ويتمها الذي يقطر احتياجًا، أما هي فلم يأبه أحد لحالها للحظة الأولى، على عكسه تمامًا فنظرات التيه التي تبعثرت من عينيها هنا وهناك ألجمته، وأصبح غير قادر على التفاعل مع الحب المفرط الذي أغدقته بِه عائلته، وأصبح جسده معهم وعقله في سيارة رجل آخر يطلق على نسيمه سندريلا، أما قلبه مصيره كقدم مريض داء السكر الذي يبترها كي ينقذ حياته، ويبقى طوال العمر يسير ناقصًا عضوًا سبقه لأسفل التراب، جذبته فريدة من ذراعه تصرخ:
_لو لم تأتِ لكان زفافي أتعس حفل زفاف على الإطلاق.
ترك قدميه تذهبان مجبرتان نحو ذراعيها، ثم طوق جسدها المستور بثوب زفاف كان قد أرسله لها من بلاد الغربة، بعد أن أعلمته بموعد الزفاف وأنه سيكون كالمأتم بنظرها إن لم يحضره، رغم تحذيرات والدها ألا يتم التواصل معه إلا عندما يحدثونه ليخبروه بخبر أبويه، بعد أن وصى ألا يأخذ عزاؤه سوى أبناء شقيقه عبدالله، عمرو وعبدالرحمن ويوسف، شدد من قبضته عليها وأجابها يزيل حسرة الشوق لنبرة صوته:
- كيف لي أَن أفوت يوم كهذا؟
جرى نفس الحال مع الجميع، فتركت أيادي عائلته بصماتهم على سائر جسده ما عدا يد وقف صاحبها يتفحص حالة ولده من بعيد، عتاب هذا أم شوق زائد لم يستطع فؤاد التفرقة؟ لكنه ذهب مهرولًا نحو الشيخ رحيم والده وكبير العائلة والمسؤول عن سلسلة معارض النجار للموبيليا، مصدر رزقهم الوحيد الذي يديره هو شقيقه عبدالله، وأبنائهم الأربعة كانوا يسيرون الأعمال قبل نفي فؤاد على إثر الخطأ الذي ارتكبه عن عمد، استرسل بين يديه في عناق صب به نيران الشوق وحسرة الغربة، واعتذارات لا قبول لها في معجمه، فقد قبل والده بهذا العناق واصفًا إياه بالأخير.
**
انتهت مراسم استقباله، وعادت الموسيقى تصدح بين جدران القاعة من جديد، احتارت أمه أمينة أين يرتاح ولدها من مشقة الغربة والسفر، هل بالمقعد المجاور لها؟ أم على حجرها وكأنها استعادت صغيرها الذي عذبته الأيام، أم تسجنه بقلبها كي لا يهرب إلى بلاد الكفار كما تقول مرة أخرى، وقع الاختيار في النهاية على مقعد يتوسط جلسة والديه على أقرب طاولة من "كوشة العروسين"، مال رحيم يسأل ابنته شروق عن نسيم فأخبرته أنها تركت هاتفها معها، أي لا بد وأنها ذهبت تستنشق بعض من الهواء البارد حتى تستعيد وعيها من بعد مفاجأة عودة فؤاد، تحدثت براحة وكأنها لم تعاصر انتفاضة الفقد قبل ثلاثة أعوام.
مرت ساعة ما بين حضور فؤاد وانتهاء الحفل، فبدأت رحلة البحث عن نسيم، التي انشقت الأرض وابتلعتها كما قال عمرو أكبر أبناء عبدالله الشقيق الأصغر للشيخ رحيم، والذي يشاركه بالمنزل والعمل وطيب الأخلاق، ملَّ يوسف الابن الأصغر لعبدالله البحث عنها، بينما نهش القلق صدور البقية فعاتب فؤاد وكيل له من اللوم ما أَوْجَفَ غضبه:
_ عودتكَ بهذا الشكل لم تكن صائبة، كيف لكَ أن تظهر قبالتها فجأة! بل لِمَ عدت، بالكاد جمعت نسيم شتات روحها؟
- لا كنت عانقت الثلوج بباريس، بينما شقيقتي الصغرى ستغادر عينيها محجريها بحثًا عن شقيق يسلمها ليد زوجها، حتى لا تحزن ست الحسن، ألا يكفي وجودكَ جانبها.
انفلتت سبة متهورة من بين شفتي يوسف، تأهب فؤاد للهجوم عليه فبينهما ثأر لم يؤخذ بعد، ولولا ردع الشيخ رحيم لهما لانتهى حفل الزفاف نهاية مأساوية، اقترحت نجلاء شقيقة يوسف الكبرى أن يذهب عمها رحيم وزوجته مع والديها إلى المنزل بحثًا عنها، وليبقى الشباب في محيط القاعة لعلها أرادت الاختلاء بنفسها لبعض الوقت، رفض يوسف الاقتراح وآثر أن يذهب إلى المنزل فمن واقع معرفته الدقيقة بردود أفعال نسيم أكد أنها لن تبقى بمكان قدم فؤاد تشغل حيز بِه حتى وإن قضت ليلتها بالخلاء، مما استفز الأخير وقرر أن يعود رفقة العائلة بأكملها إلى البيت فإن كانت نسيم هناك ما الحاجة للبحث عنها بمكان آخر؟ وليضع حدًا لتلك التكهنات المغلوطة، فالماضي بقى كما هو، لم يتخطَ عتبة الشقة الموجودة بالطابق السادس ببناية آل النجار، جيد فؤاد بتزييف الحقائق على الدوام، ختم حديثه بجملة استرعت انتباه الكل" لقد آن الأوان للطير المهاجر أن يعمر عِشه".
**
أقنع الشيخ رحيم العروسين أَنَّ نسيم عادت إلى المنزل، وعزم على توبيخها فور وصوله على فعلتها الرعناء تلك، وأن يتوجب عليهما الصعود إلى غرفتهما المجهزة من قبل إدارة الفندق لقضاء ثلاثة أيام قبل ذهابهما إلى إحدى قرى الساحل الشمالي لقضاء شهر العسل ثم العودة إلى شقتهما ببناية العائلة.
**
اغتمت أمينة بسبب ما صار بليلة زفاف ابنتها، ووضعت كل الحق على المدللة التي تتلذذ بنثر حفنة من الرماد على أية فرحة تدق باب العائلة، على حد قولها، لامت زوجها مرات متتالية على ترك الحبل لنسيم تذهب على هواها أينما ارتأت، لكنه عنفها بكيف يشد الوثاق بينما هو ملتف حول عنقها مذ صرخت معلنة عن وجودها بالحياة، وأية فعلة رعناء من الممكن أن تودي بحياتها.
**
فتش الجميع عنها بالبيت كما وكأنها إبرة بقلب كومة قش، والنتيجة كانت أيادي عائدة خالية الوفاض، ليس لنسيم أثر يذكر بالبناية بأكملها، كما تركوها صبيحة اليوم، دفع يوسف فؤاد عن طريقه في حدة وقال:
_كان يجب عليكَ أن تعرف بأن نسيم لن تتقبل عودتكَ، لا بد وأنكَ جئت خصيصًا تعكر صفونا، أين نخوتكَ وكرامتكَ يا رجل ألم نتبرأ منكَ، أنسيت أنكَ أقسمت ألا تعود إلى بيتنا مرة أخرى!.



safeia Elgayar غير متواجد حالياً  
قديم 27-03-21, 01:24 AM   #7

سديم جاد

? العضوٌ??? » 88901
?  التسِجيلٌ » Apr 2009
? مشَارَ?اتْي » 16
?  نُقآطِيْ » سديم جاد is on a distinguished road
افتراضي

فصل رائع بكل المقاييس ،أسلوب مبهر وطريقة طرح جذابة للغاية، حقيقي الفصل يستحق ٥ نجوم لبراعة السرد وجمال الحوار وبلاغة اللغة ،وغموض الأحداث، بإنتظار الفصل القادم وأتمنى أن يطول قليلا لأني لم أشعر بلذة القراءة إلا وانتهى الفصل 💕💕💕

سديم جاد غير متواجد حالياً  
قديم 27-03-21, 02:46 AM   #8

إنجى خالد أحمد

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية إنجى خالد أحمد

? العضوٌ??? » 156140
?  التسِجيلٌ » Feb 2011
? مشَارَ?اتْي » 6,041
?  مُ?إني » مصر ..
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » إنجى خالد أحمد has a reputation beyond reputeإنجى خالد أحمد has a reputation beyond reputeإنجى خالد أحمد has a reputation beyond reputeإنجى خالد أحمد has a reputation beyond reputeإنجى خالد أحمد has a reputation beyond reputeإنجى خالد أحمد has a reputation beyond reputeإنجى خالد أحمد has a reputation beyond reputeإنجى خالد أحمد has a reputation beyond reputeإنجى خالد أحمد has a reputation beyond reputeإنجى خالد أحمد has a reputation beyond reputeإنجى خالد أحمد has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته عزيزتي صفيَّة..


بقى لي دهرٌ من الزمن تقريبًا لم أقم بمتابعة رواية هنا كفصولٍ؛ لكن اسم روايتك مباشرةً جذبَ عيني!
"نسيم الفؤاد"؛ إنها نسيم وهو فؤاد...

أحبُّ العناوين ذات المعاني المتعددة....

قرأتُ المقدمة مرتين؛ وكذا فعلت مع الفصل الأول.. فالحق أنَّ لديكِ أسلوبًا لغويًا شديد البلاغة، عمدتي فيه إلى الكثير من العبارات الفلسفية الرنَّانة خصوصا بشأنِ "الفقد". ربما لولا أنِّي قرأتُ الفصل الأول، ما فهمتُ شيئًا من المقدمة ولكانَتْ مصدر إزعاج لي. فالمقدمة عادةً تكونُ أبسط ما فى الرواية وأكثر أجزائها جذبًا للقراء لأنها الافتتاحية، إذا كانَتْ شديدة التعقيد، فأمر جذب القارىء بأي عاملٍ آخر يكون أصعب (هذا درسٌ تعلمتُه بقسوة). لكن بعدَ قراءة الفصل الأول، فهمتُها ورُفِعَ النقاب عن مغازيها...

وهكذا، وقعتُ فى غرامِ المقدمة... وصفُكِ للفقدِ كالمحتل وقلوبُنا كولاياتٍ يصنع من أجلها خارطات طريق لاحتلالها واستنزاف مواردها حتَى نضطر إلى إجلاء أنفسنا عن محبينا كي لا نعطيه فرصةً لفعل ما يشاء! ووصفُكِ ل"نسيم".. ذكرتني بأنَّ النسيم لا يطفىء النيران بل يحمشها ويورِّيها... فخشيتُ بشدَّةٍ!
مع ذلك، سيكونُ من الممتاز لو تراقبين علامات الترقيم _خاصةً النقطة_ لكي تضمني فهم القارىء لمحتواكِ...

الفصل الأول... عادَ فؤاد بعدَ ذنبٍ (جريمة قتل) ليحضرَ حفل زفاف أختِهِ وقد عاشَ بباريس قرابة الثلاث والعشرين عامًا... يا إلهي! ما هذا العذاب؟ والحق أنُّه اعترف بجرمِهِ؛ وأبوه عرفه ولم يغفره له، بل لقد تركَ بيتَه حينها متعهدًا بعدم العودة من جديد.... ما الذي يحدث بحق الله؟!
ونسيم.. أهي حقًا شريكته أم ضحيَّة فى هذه الجريمة؟ لقد تواعدا على أنْ تنتهِي علاقتهما عندَ هذا الجرم الشنيع، لكنه عاد نابذًا كل الوعود... كم عمراهما إذن الآن؟

رحلَتْ عن الزفاف بحثًا عن مأوَى بعيدًا عن السعير الذي أشعله فؤاد بعودتِهِ؛ والذي تخشى بوجودها أن تزيده اشتعالًا وحرقًا لهذه الأسرة الكريمة.... وبذلك ارتضَتْ أنْ يقال عنها "ناكرة الجميل"؛ وأنها تفسد ملذات البيت كما ترى الأم أمينة...

من هذا الذي أنقذها وانتشلها من وحدها وإلى أينَ ذهبَت؟!
وصفُكِ لركضها كانَ جميلًا؛ وإنْ كنتُ أعتقد أنَّكِ بالغتِ بعض الشىء فى قول أنَّ الفستان اهترأ وأن الكحل ذاب وأن الكعب انكسر؛ ثمَّ تقولين أنها سارَتْ لتجد من يدعوها سندريلا وارتحلَتْ معه.. فهذا يدل أنها سارَتْ طويلًا حتَى جرَتْ لها كل هذه التداعيات السلبية؛ فكيف تقولين بعدها أنَّ فؤاد رأَى كل شىءٍ وهو قطب عناقات أهلِهِ فى قاعة الزفاف؟



والخصومة واضحةٌ بينَ فؤاد ويوسف، تُرَى أسببُها "نسيم" وحدها أم شىءٌ آخر؟
الحق أنَّ الفصل أطلق العنان للأسئلة دونَ إجابة واحدة.. ومن الواضح أنَّ فؤاد عادَ ليستقرَّ؛ وأنَّ نسيم ذهبَتْ لتغيب لتتحاشى الفقد من جديد.... كبَّلَ الحاج رحيم زوجته عن نعت الفتاة بأنها مدللة ومفسدة لأطياب العائلة، بأن أخبرها أنَّها تعاني منذ الصغر.. ممَّ عانَتْ؟ وما قرابتها لهم....؟


الكثير من الأسئلة... لكن الفصل جميلٌ جدًا وشعرتُ أنَّ الشخصيتين الرئيسيتين عنيدتانِ وطباعهما ليست سهلةً البتَّة.. هناك جريمة تمَّتْ منذ أكثر من عقدينِ، ولكن الجاني اكتفى من النفي وعادَ... إلا أنُّه عادَ ولم تكن الجراح قد اندملَتْ فرجعَتْ للانفجار...

لغتك ممتازة، وإن كنت _مثلما أخبرتُكِ_ أنصحكِ بزيادة علامات الترقيم (وبالأخص النقطة) وتقليل العبارات المجردة التي لا يمكن فهمها إلا من خلال الإطلاع على أحداث الرواية....



متابعة معكِ بإذن الله كل يومِ جمعةٍ.... فى انتظارك عزيزتي...


ودي...


إنجى خالد أحمد غير متواجد حالياً  
قديم 27-03-21, 02:47 AM   #9

إنجى خالد أحمد

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية إنجى خالد أحمد

? العضوٌ??? » 156140
?  التسِجيلٌ » Feb 2011
? مشَارَ?اتْي » 6,041
?  مُ?إني » مصر ..
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » إنجى خالد أحمد has a reputation beyond reputeإنجى خالد أحمد has a reputation beyond reputeإنجى خالد أحمد has a reputation beyond reputeإنجى خالد أحمد has a reputation beyond reputeإنجى خالد أحمد has a reputation beyond reputeإنجى خالد أحمد has a reputation beyond reputeإنجى خالد أحمد has a reputation beyond reputeإنجى خالد أحمد has a reputation beyond reputeإنجى خالد أحمد has a reputation beyond reputeإنجى خالد أحمد has a reputation beyond reputeإنجى خالد أحمد has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 6 ( الأعضاء 3 والزوار 3) ‏إنجى خالد أحمد, ‏sona81, ‏سديم جاد





تسجيل حضور....


إنجى خالد أحمد غير متواجد حالياً  
قديم 27-03-21, 10:14 PM   #10

safeia Elgayar

? العضوٌ??? » 458058
?  التسِجيلٌ » Nov 2019
? مشَارَ?اتْي » 100
?  نُقآطِيْ » safeia Elgayar is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ام زياد89 مشاهدة المشاركة
:qatarw_com_52228917:qatarw_com_5 22289
وأخيرا اللحظة المنتظرة
بالتوفيق ياصافي
الله يخليكي سعيدة بمتابعتك


safeia Elgayar غير متواجد حالياً  
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:42 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.