قصة خلل Glitch

[عمر الشبكي]

الفصل الرابع.
لم يكن هذا العنوان غريباً علي ولكن ذاكرتي مازالت ضبابية.
أصابتني رهبة من الكبائن فمشيت حتى العنوان المكتوب في الورقة و حاولت أن أستعيد ما حدث لي و لكن ذاكرتي أبت أن أتذكر.
وصلت للعنوان فوجدت فيلا قديمة تكاد تكون مهجورة، فتحت البوابة و كاد صوتها أن يصيبني بالصمم من شدته.
مشيت بين الحشائش و النباتات الغير مهذبة التي جعلت شكل الحديقة كمشهد من فيلم رعب قديم، وصلت إلى الباب و ضغطت الجرس فلم يحدث شىء فطرقت الباب وانتظرت.
و دارت المئات من الافكار في رأسي حتى فتح رجل عجوز مهندم الملابس على عكس ما حولي الباب.
"اهلا وسهلا مين حضرتك."
"المقدم وائل سليم، مباحث."
"ايوا حضرتك عايز مين؟"
"هل حضرتك تعرف الشخص ده؟"
قلتها و اخرجت صورة لمحمد رفعت مأخوذة من ملفه المزور.
"اكيد ده مازن إبن فيروز هانم."
استفسرت منه "مين فيروز هانم؟"
فأجابني كأني شخص جاهل.
"فيروز هانم النسيمي سيدة المجتمع و صاحبة الفيلا."
هززت رأسي محاولاً أن أظهر معرفتي بها و لكن جهلي ظهر على ملامحي وقلت.
"طيب هل ممكن أقابلها؟"
"بخصوص أيه؟"
أستغربت سؤاله ولكني أجبت "بخصوص أبنها محمد أأأأأأ أقصد مازن."
"طيب ممكن حضرتك تنتظر في الجنينة."
قالها و أغلق الباب في وجهي فخرجت لأتجول في تلك الجنينة المهجورة حتى وجدت كرسي فجلست عليه لأريح قدماي و لكنه رفض أن يريحني فأنهار أرضاً
و سقطت على ظهري و حاولت النهوض و لكن منعني قطة صغيرة قفزت على صدري على غير عادة القطط مع الغرباء.

بدأت بملاعبتها و نهضت من مكاني و أنا أحملها و بدأت في النظر إليها والتأمل في جمالها حتى وقع نظري على عينها و ضحكت فالقطة الصغيرة مثلي عينيها مختلفة الألوان فبدأت بالتحدث معها و قلت "يبختك مش عارفة حاجة ولا عارفة أن عينيكي مش زي بعض ولا أن الأختلاف ده مؤذي يا ترى شكلي لطيف كدة زيك ولا مخيف بعيني الجديدة دي."
قاطعني صوت خطوات الرجل العجوز فتركت القطة التي بقت بجانبي تمسح جسمها في قدمي.
"ممكن أثبات شخصية؟"
"أكيد أتفضل." فأخرجت له بطاقة التعريف الخاصة بي فأدخل بها رقم الأستعلام فظهرت أمامه كل المعلومات الخاصة بي المتاحة للعامة.
"تمام أتفضل عشان تقابل فيروز هانم."
تبعت العجوز الذي ذكرني بخدم الطبقة الأرستقراطية التي كنا نراها في الأفلام القديمة وشككت كونه أحدهم.
طرق الخادم العجوز الباب فسمعت صوت أنثوي هادى يقول "أدخل."
ففتح الباب و أشار لي بالدخول فرأيت أمرأة في السبعينات من العمر و لكن الزمن لم يخفي جمالها و رشاقتها.
كانت جالسة على كرسي بجانب مكتبة كبيرة و أشارت لي بالجلوس على كرسي مواجه لها.
"شكراً يا مازن."
"تشربي حاجة يا ماما."
قالها العجوز فأندهشت لا يمكن أن تكون تلك المرأة أماً لذلك الرجل فكلاهما يبدو في عقده السابع.
"لا يا مازن بس شوف ضيفنا يشرب أيه."
"حضرتك تحب تشرب حاجة؟."
أجبته و ظهرت الدهشة في نبرة صوتي. "مازن؟ أنت...."
أشار لي الخادم أن أصمت بأشارة من يده لم ترها السيدة فيروز.
أجفلني تصرفه فقلت له على مضض "شكراً مش حابب أشرب حاجة."
خرج الخادم و و دأت في كلامي مع فيروز.
"أزيك يا فيروز هانم، أنا سعيد جداً أني عرفت حضرتك بعد ما كنت بسمع عن أعمالك و مساهماتك في المجتمع."
نظرت لي و أبتسمت.
"طيب ممكن أسأل جضرتك عن مازن أبنك؟"
"أتفضل حابب تعرف أيه عن حبيبي؟"
"ياريت تقوليلي كل حاجة."
"طيب مازن حبيبي هو أبني الوحيد ووالده كان زيك محامي كبير بس للأسف كان قذر وبيتعامل مع أي شخص مشبوه و كتير جداً خرج ناس من السجن كانوا يستحقوا أنهم يتقتلوا و بسبب غبائه و جشعه أتقتل هنا في الفيلا دي من 30 سنة."
بدأت دموعها في النزول و لكن هذا لم يظهر على صوتها.
"أتقتل قدام مازن و كان عنده عشر سنين، طبعاً الولد مكنش مستوعب أيه الي حصل و أثر فيه جداً و أضطريت أوديه لدكاترة نفسيين كتير وكلهم نصحوني أنه يبعد عن البيت بس البيت ده أنا مقدرش أبعد عنه البيت ده أنا أتولدت فيه و هموت فيه." قالت الجملة الأخيرة بحزم كأنها تخاطب شعب ثائر.
أكملت "طبعاً بعت مازن للقاهرة يعيش مع خالته الي ربته لحد ما وصل 17 سنة و مع دخوله الكلية أتفقت مع الدكتور الي بيعالجه أنه يدخل الكلية هنا في أسكندرية
و دخل مازن كلية ال...... ال....... الطب؟ لا مازن دخل كلية... الكلية الي فيها أرقام دي."
"كلية هندسة؟" قلتها محاولاً مساعدة فيروز.
"أيوة هي دي المهم دخل قسم غريب وحبيبي كان شاطر فيه جداً حتى شوف."
أشارت لصور معلقة على الحائط ظهر فيها محمد رفعت أو مازن في طفولته وفي شبابه و هو يرتدي ملابس التخرج و يناقش الماجيستير و الدكتوراة و لكني أستغربت عدم وجود أي صورة تجمعه بأمه.
أكملت "طبعاً أتخرج و بقى دكتور في الكلية و الطلبة كانت بتحبه جداً بس بعد كدة... بعد كدة."
أنهمرت دموعها بغذارة "بعد كدة سابني، مازن سابني" دخلت فيروز في حالة هياج وبدأت تصرخ "مااااازن سبتني ليه يا حبيبي ماما بتحبك يا مازن تعالى و مش هزعلك تاني أرجع وأنا مش هتخانق معاك تاني ولا أوديك عند خالتو تاني هتقعد معايا هنا و مش هسيبك أبداً."
حاولت تهدأتها و لكني فشلت فدخل العجوز و قال لها "ماما أنا أهو معاكي مش هسيبك يا حبيبتي."
ربت العجوز على يدي فيروز فأبتسمت و هدأت و قالت له "أنا عارفة يا حبيبي، أنا تعبانة شوية أنا هطلع أنام عايز حاجة؟"
"لا يا ماما شكراً."
خرجت من المكتبة و لم تنظر لي كأني شخص خفي.
أغلق العجوز الباب و جلس على مقعد فيروز و قال لي "طبعاً حضرتك مستغرب، كل الي أقدر أقوله ليك أن كل الي فيروز هانم قالته ليك غلط."

[زهرورة]

الرواية مشوقة فيها غموض واثارة ..وائل ايه الي ادوه وخلاه ينسى وليه عينه التانية بقت زرقاء حتى القطة عينها زيه والعنوان الي لاقاه اكيد حطوه في جيبه عمدا عشان يوصل للي هم عاوزينه يوصله ويبعد عنهم ..ياترى محمد رفعت هو مازن نفسه ومن الجهة المسؤوله وراء قتل محمد رفعت الاحداث مشوقة سلمت يداك وربنا يوفقك

[Narimano]

ياريت لو كان البارت اطول من كدة.....

بالتوفيق

[غدا يوم اخر]

كيف كل الي قالت فيروز هانم غلط

[عمر الشبكي]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة غدا يوم اخر

هذا المحقق كيف غيرو لون عيونه الي ازرق مع انهم ماركبوه

الكباين فيها خلل بيتسبب في حوادث زي دي.

[عمر الشبكي]

الفصل الخامس.
"غلط أزاي يعني؟"
"للأسف مقدرش أقول حاجة تانية لأن دي أسرار."
"بس ممكن حضرتك تيجي معايا القسم و نفتح تحقيق رسمي وتقولي كل الي حصل."
"وأيه التهمة أو سبب التحقيق يا سيادة المقدم؟"
أجبت عليه بصرامة "موت محمد رفعت الي حضرتك أتعرفت عليه بأسم مازن."
أنهار العجوز مع أخر كلماتي و صرخ "مازن مات؟ مات أزاي؟؟" كتم فمه بيده بعد أن صرخ و انهمرت الدموع من عينيه.
"مازن أتوفى من أسبوع و نص في حادثة متعلقة بكباين الإنتقال أكيد حضرتك سمعت عنها في الأخبار." قلتها و ربتت على كتف العجوز.
أشار لي العجوز بالصمت والخروج من الغرفة.
خرجت منها فقال لي "تعالى ورايا." و أتجه الي الحديقة.
جلس العجوز على إحدى الكراسي المتهالكة في الحديقة و حاولت تحذيره أنها قد تنكسر، وكأن الكرسي عرف العجوز فتماسك من أجله.
"ممكن أفهم مازن مات إزاي؟"
"للأسف مش هقدر أقولك أي تفاصيل لأن التحقيق مستمر، بس عشان أقدر أعرف أيه الي حصل لمازن لازم أعرف أيه قصته."
نظر لي العجوز في ضيق وكأني أنتزعت جزئاً من قلبه.
"أتمنى بعد ما تسمعني...... مش مهم." قالها و أغمض عينيه.
"كل الي قالته فيروز هانم ليك غلط و أكيد لاحظت أنها مريضة زهايمر وللأسف حالة الهياج دي بتجيلها أول ما تبدأ تفتكر أن مازن أبنها مش موجود، هتدمر لو عرفت الي حصله، مازن كان من أذكى الأطفال الي ممكن تشوفهم في حياتك بيتعلم أي حاجة بسرعة عنده نهم للمعرفة غير طبيعي كان بيتسابق مع نفسه عشان يعرف أكتر و يقرا أكتر. المكتبة الي أنت شوفتها دي مازن قراها في سنة واحدة و هو عنده 8 سنين، بس للأسف والدته مكانتش موجودة عشان تشجعه أو تشهد الحاجات المبهرة الي طفلها كان بيحققها و لما زادت أحتياجات مازن أصدقائها أقترحوا عليها أنها تبعته لأختها بحجة أن الدراسة في القاهرة أحسن عشان تتفرغ هي للعمل المجتمعي."
قاطعته بإندهاش "ده قبل ما والده يتقتل؟"
ضحك العجوز "أتقتل أيه يا وائل.....أسمحلي أقولك يا وائل أنت شكلك أصغر من أبني بردوا، والد مازن متقتلش والد مازن طلق فيروز هانم بسبب أهتمامها الي كان شبه مرضي بالظهور والشهرة و النجاحات الزائفة و هو كان محامي غلبان ملهوش في أي حاجة حبها لجمالها و أندفعها و طيبة قلبها بس للأسف مقدرش يستحمل وقت طويل وطلقها لما مازن كان عنده تلت سنين، فمازن كبر و هو وحيد، حتى وهو عند خالته محدش أهتم بيه وهو صب كل تركيزه وطاقته في البحث و الدراسة لحد ما وصل لكلية هندسة و رجع إسكندرية بناء على رغبته."
تسألت "يعني مازن كان طفل وحيد؟"
"دي حقيقة طفل وحيد عبقري، رجع إسكندرية و كان للأسف شايف الناس كلها أقل منه و ناقم على البشر كلها، كمل دراسته و أتعين وطول المدة الي كان موجود في الإسكندرية بعيد عن فيروز هانم وبعد فترة ساب الكلية لما جاله عرض عشان يشتغل على بحث سري و من ساعتها ساب البيت و محدش يعرف عنه حاجة."
"بحث سري؟ متقدرش تقولي أي حاجة تدلني بيها عشان أقدر أعرف أيه البحث ده أو مين كان بيموله؟"
"للأسف لا لأني مكنتش موجود في الوقت ده، و بعدين أنت مش بتقول أتوفى في حادثة أومال ليه لسه بتحققوا في الي حصل؟"
"للأسف زي ما قلت ليك مش هقدر أقول أي حاجة بسبب التحقيق."
"يعني في شك أن الي حصل لمازن دي مش حادثة صح؟"
نظرت للعجوز و قلت له "صح بس..."
فقاطعني "بس مش هتقدر تقول أي حاجة عن التحقيق فهمت."
"أنا أسف بس ممكن أسألك سؤال أخير؟" فهز العجوز رأسه علامة على الموافقة فأكملت "فيروز هانم ليه بتناديلك بمازن و أيه خلاها تكدب عليا؟"
"هي مكدبتش هي مصدقة كل حرف قالته ليك و مصدقة أن الشخص الوحيد الي حبته طلع محتال وشرير من بتوع الأفلام و أتقتل بسبب شره و مصدقة أن أبنها معقد بسبب رؤيته لأبوه بيموت قدامه."
"طيب وأيه السبب؟"
"خناقة كبيرة بينها وبين مازن قبل ما يختفي أتسببت أن فيروز يحصلها صدمة عصبية والدكاترة ألفوا معاها القصة دي عشان يقنعوها أنها مش غلطانة لأنها كانت بتأذي نفسها وحاولت تنهي حياتها أكتر من مرة."
"يعني أب غايب وأم مشغولة وأبن عبقري لكن وحيد ده ملخص حياة مازن."
هز رأسه "و بعد كل ده مات وحيد بردوا."
"شكراً جداً لحضرتك."
ودعت العجوز و خرجت من باب الحديقة وأنا عندي إحساس أن حكاية فيروز هانم لم تنتهي.
طلبت رقم زوجتي لأطمأنها و لكنها لم ترد وبدأت بالمشي في شوارع الأسكندرية بدون هدف فها هو خيط أخر ينقطع بدون أي نتيجة.
كل شيء يدور حول الكبائن و الخلل الذي يحدث بها، حتى عيني الجديدة ضحكت في الشارع عندما فكرت في رد فعل زوجتي عند رؤيتي ورد فعل أبني علي قد أحكي له أني قابلت ساحراً وطلبت منه تغير لون عيني و لكن التعويذة فشلت.
تمنيت أن تكون نشأة علي مختلفة عن نشأة مازن دارت تلك الخاطرة في ذهني فتذكرت ما قاله العجوز قبل أن يودعني.
"وائل، عارف فيروز هانم كانت جميلة بشكل مش عارف أوصفه وشعاع بهجة في أي مكان تدخله بس للأسف مكانتش بتفضل في مكان واحد كتير و جمالها و بهجتها دول كانوا لمعة كدابة وأنا غلطت وحبيتها وهي كانت زي الفخ رضيت بيا عشان أفتكرت أني هرضى بأنها تبقى منطلقة بدون أي رقيب أو حسيب بس أنا مستحملتش وطلقتها، بعد الصدمة الي حصلتلها مكنش ليها حد غيري ولا ليا حد غيرها فرجعت عشان نفضل سوا الشوية الي فاضلين من عمرنا. كل ده خلى حياة مازن جحيم، أنا الي أتسببت في الجحيم ده بأختياري الغلط لأمه أنا السبب في موت مازن في موت أبني وحيد."

[غدا يوم اخر]

اخيرا عرفنا سالفه ابوين محمد رفعت

[غدا يوم اخر]

بارت ملي بالمعلومات خلفيه اسرة القتيل الغضب ما يكون الا بسبب التنمر النبذ التعذيب للطفل سالفه اصحابها قالو لها ترسله لاختها ليش ماقالو ترسله لابوه

[عمر الشبكي]

الفصل السادس
بدأت بالأحساس بالدوار فجلست على أقرب قهوة لأريح رجلي و أِشرب فنجان قهوة لينبه حواسي ويعطيني مهلة للتفكير في كل ما حدث، فأنا أحتاج اتهدئة أيقاع الأحداث لأستطيع مواكبته فتلك القضية أصبحت كسباق الخيل وأنا حصان عجوز ومصاب.
تذكرت زوجتي وأستغربت عدم مكالمتها لي حتى الآن فهي عادة ما تتصل بي كل ساعتين و لكنها لم تتصل و لم تجيب أتصالاتي.
أتصلت بها و لم يكن هناك رد، و أحسست أن هناك شىء خاطىء وأحسست أني كالطفل الذي ترك يد أمه فتاه في الزحام.
اتجهت لأقرب محطة إنتقال وأتجهت إلى القاهرة و لكن كان علي الإنتظار لعشر دقائق للكثرة المسافرين، وصلت في حدود السابعة مساء وأتصلت بزوجتي مرة أخرى و كالعادة لم يكن هناك رد.
زاد قلقي و دارت العديد من السيناريوهات في عقلي لكني لم أتوقع ماحدث عند وصولي للمنزل.
************************************************** ********
"أقعد يا سالم، الي أنت عملته مع وائل من يومين ده غير مقبول.."
قال سالم مقاطعاً "و أنتوا المفروض تبلغوني بكل حاجة بتحصل ومتسبنيش زي الأعمى كدة، أنا أعرف منين أنكم مقتلتوش محمد رفعت، و المفروض أني أسيب وائل بيه يكشفكم وبالتبعية يكشفني ونروح كلنا في داهية صح كدة؟"
"تسمع عن أختراع أسمه التيلفون أو الإنترنت أو الموبايل كلها وسائل تواصل...."
قاطع سالم الشخص الذي يحدثه مرة أخرى "وسائل تواصل أنتوا منبهين عليا محاولش أوصلكم بيها و لو الموضوع ضروري أجي بنفسي زي ما عملت مع وائل."
"سالم أنا بعاملك كأنك أخويا الصغير أو أبني فياريت متخلينيش أتصرف معاك تصرف يضايقك ويأذيك."
"مش هتقدر تعمل كدة عارف ليه يا....."
قاطعه محدثه بأشارة من يده و قال "فكر في الي هتقوله دلوقتي براحة وحاول متقولش حاجة تندم عليها، أسمي ميتنطقش يا سالم فاهم؟"
ظهر الخوف على ملامح سالم و قال في خوف كلمة واحدة "فاهم."
"والورق الي أنت فاكر أنك مأمن نفسك بيه مش هيأذي حد غيرك و صدقني لما أقولك أن فاضلك غلطة واحدة يا سالم و تضيع كل الي بنيته السنين الي فاتوا، أتفضل أمشي حالاً."
خرج سالم و ترك محدثه يفكر في ما سيفعله في معضلة سالم ووائل و أستقر على قرار واحد أن سالم يجب أن يختفي.
************************************************** *************
فتحت باب شقتي فوجدت علي يركض نحوي و هو يقول "باباااااا كل سنة و أنت طيب."
فحضنته وحملته بين ذراعي "كل سنة وأنا طيب؟؟ بمناسبة أيه يا علي؟ و قبل بمناسبة أيه فين الهدية؟؟"
ضحك علي و قال "الهدية جوه مع ماما."
"أنتي مترديش عليا تلت أيام وتطلعي بتجهزي لحفلة..........."
لم أستطع تذكر سبب هذه الحفلة، دخلت لأجد الصالة مزينة و سالم قادم ناحيتي يحيني و يقول "كل سنة و أنت طيب يا وائل عيد جواز سعيد."
عيد زواجي لن يأتي قبل شهرين من الآن و لكني بقيت صامتاً أبتسم لضيوفي من زملائي و زوجاتهم.
جائت زوجتي لتحدثني لكن ظهرت المفاجأة على وجهها وأمسكت بوجهي قائلة "أيه دا يا ائل حصلك أيه أنت كويس لون عينك متغير أيه الي حصل؟"
نظرت لها وربتت على يدها محاولاً تهدأتها و ضحكت وقلت "أيه رأيك في النيولوك الجديد شكلي هتخطف منك و أتجوز تاني؟"
ضربتني زوجتي سارة في ذراعي وقالت "أيه الي حصل يا ظريف؟و أنت عايز تتجوز تاني ما تتجوز أيه الي مانعك."
فنظرت لسالم و قلت له ممازحاً "طيب يا سالم شوفلنا عروستين كدة أهو عيد الجواز يبقى عيدين."
رد سالم "لا أنا تمام كدة يا باشا كفاية عليا جوازة واحدة مالية عليا الدنيا."
فضحكت سارة وقالت "أهو ده أعتراف تحت تهديد السلاح، وأنت يا وائل بيه ملكش هدية خلاص."
"سارة الحاجات دي مفيهاش هزار هاتي الهدية أحسن."
أعطتني سارة الهدية و أبتسمت في وجهي و قالت بصوت عالي "وائل أفتحها دلوقتي يا حبيبي."
أستغربت منها فهي عادة لا تحب الأحتفالات الصاخبة وإذا أعطتني هدية لا تجبرني على فتحها.
فأبتسمت في وجهها و قلت "حاضر يا حبيبتي، بس شوية."
"لا أفتحها يا وائل دلوقتي."
فتحت الهدية فوجدت ساعة قيمة كنت أريد أن أشتريها منذ فترة ومعها ورقة مطوية.
"طيب يا شباب أستأذنكم دقيقة بقى عشان جالي جواب حب هقراه في المكتب و أجي."
دخلت إلى مكتبي وتمعنت النظر في هديتي وكنت منبهراً بدقة صنعها، فتحت الجواب الذي كتبته سارة و رأيت فقرة كبيرة من التهنئات بأحتمالنا لبعض كل هذه الأعوام و شدت أنتباهي جملة واحدة مكتوبة في أخر الخطاب. "هديتك الحقيقية موجودة في كتابي المفضل."
فكرت للحظات وتذكرتها و هي تقول أنها لا تحب إلا قراءة الروايات الرومانسية وروايتها المفضلة هي أول رواية أشتريتها لها قبل خطوبتنا.
بدأت في البحث عن تلك الرواية في مكتبتي حتى وجدتها و فتحتها فوجدت جملة واحدة مكتوبة في صفحتها الأولى.
"إحنا في خطر."
************************************************** **************

[غدا يوم اخر]

والله طلعت ذكية مثلة هل سالم هددها ام احد اخر
والله انا اترعبت وصلني الصدمةفي كلمة احنا في خطر شي ثاني ليش حسيت ان الي كلم سالم هو نفسه ابو محمد رفعت بديت ارجع اصدق السيدة لان كلامها متسلسل ومنطقي ابو ولدها مجرم وانقتل وهربت واخفت ولدها عند اختها شي معقول ومنطقي كلام الرجل الي قال انا ابو محمد رفعت مريب هل وجودة مع ام محمد رفعت بسبب العصابه الي تدور محمد رفعت الي استطاع الهرب بشكل انه مقتول او هم وضوعه انه مقتولعلشان اذا قتلوه مرة ماحد يتوقع انه هو صار منطقي ليش اختلاف الدم سبب وفاة محمد رفعت