فعالية يوميات زينة في رمضان 2021 القصة (8)

[لبنى البلسان]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة اوديفالا

رااااائعة

أعجبتني كثييير لبني

:ts_012:

سعدت أنها أعجبتك
لكن قصتك أجمل بكثير الحق يقال

[Kingi]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة اوديفالا

مشى الأب بخطوات عشوائية ممسكا بيد زينة ذات السبعة سنوات ، متمتما بصوت منخفض لم تتمكن الفتاة الصغيرة من فهمه ، فتح باب منزله وهو يدفعها برفق للداخل ليقول أخيرا بصوت مسموع

" لماذا هذه الفتاة لا تصوم مثل أقرانها ؟ "

أطلت أم زينة من المطبخ متسائلة عن سبب صوت زوجها القلق ، لتؤكد له ( زينة صائمة فعلا )

( ضبطتها للتو تقاطع للفتى الصغير الذي أرسلته أمه مع صحن حلوى للجيران مثل المرتزقة وتلتهم مايستطيع فمها إستيعابه من الحلوى ) قال الأب بصوت قلق وجدته زينة طريفا فبدأت تقهقه

( يامصيبتي ) إنحنت الام التي تحمل مدلك العجينة وهي تضع يدها نادبة حظها على خدها ، فرأت زينة وجهها مليئا بالدقيق الأبيض ، وكيف شعرها يخرج عشوائيا من وشاحها الذي تلفه حول رأسها فقهقهت أكثر

( زيـنة ، ويــحكِ ، ألم نتفق على أن تصومي اليـوم ؟ ) نهرتها أمها فأومأت زينة لتتحرك خصلات شعرها البنية الكثيفة حول وجهها الدائري المكتنز ( بلا ياأمي ،لكنني جعت جدا وحين وصلت رائحة الحلوة لأنفي لم أقـاوم )

( آه منكِ يازينة آه ، رغم ذلك ستكملين صيامكِ ) رفعت الأم عصا العجينة فإختبأت زينة خلف والدها وهي تقهقه من شكل أمها المضحك

وكذلك شعر الأب بالرغبة ليضحك لكنه كتمها بصعوبة ، وقال بحزم ( أين هي ندى لتأتي وتساعدكِ في المطبخ ؟ )

قلبت الأم عينيها بمأساوية وهي تلوح مجددا بعصا التدليك، وعينيها تضيقان ، وصوتها يصبح متقطعا من حسرتها ( نائمة مثل الجاموس ..تنام من الفجر إلى المغـرب )

هز الأب وجهه بضيق من إبنته الكبيرة ونظر إلى زيـنة قائلا ( الصغيرة تحتذي بالكبيرة ! ، هاه أذان العصر ..أيقظيها لتصلي ولتأتي لتساعد أمها يازينة ..أساسا صيامها لا صحة له بدون الصلوات الخمسة ..رمضان للعبادة وليس للنوم )

ركضت زينة إلى تلك الغرفة المظلمة أين تنام أختها الكبيرة ندى ، جلست أمامها واضحة يدها فوق خدها وحركتها بلطف ( إستيقظي )

فتحت ندى عينيها لترى وجه مستدير تتخلله عينان دائرتين بنيتان لامعتين في الظلام ، وصوت طفولي لحوح ( قـومي ياندى ، أنتِ تشكلين نموذجا سيئا لي )

أصدرت ندى صوتا يشبه الصرير وهي تدير جسدها للجدار متذمرة ( دعيني أنام ،بقيت مستيقظة حتى الفجـر )

زفرت زينة فحركتها مجددا ( لقد أذن ياندى ) تردد صوتها داخل رأس ندى ففتحت عينيها الناعستان لتردد بخمول ( هل حقا أذن ؟ )

حركت زينة رأسها مؤكدة فجلست ندى وهي تتثاوب هامسة ( أخيرا ..أنا عطشة جدا )
وحملت قارورة الماء بجانب السرير فسمعت زينة تقول لها مشجعة ( أشربي أشربـي )

وضعت ندى قارورة الماء في فمها في الوقت الذي دخلت أمها للغرفة ،وامسكتها بتلك اللقطة فصرخت ( ماذا تفعلين عندك ياندى..لا تبتلعي ذلك الماء . مازالت ساعات للإفطار )

بزقته ندى فوق فراشها وإتسعت عينيها بتعجب ( قالت زينة أنه أذن )

فنهرتها أمها وهي تفتح شباك النافذة التي أنار تلك الغرفة بالضوء ( العصر أيتها الجاموسة النائمة، طبعا لا تعرفين لأنك تستيقظين دائما خمسة دقائق قبل أذان المغرب )

أشعلت ندى عينها نحو زينة فراحت الصغيرة تقهقه مدافعة ( أساسا صيامك لا صحة له لأنك لا تصلين ..)

هربت زينة التي بدأت تصرخ ( رمضان للعبادة وليس للنوم ..)

وإلتقت بوالدها مجددا في الرواق فتبعته إلى المطبخ ، ولاحظت كيف تأكد أن أمها ليست هناك ثم دخل وإتجه إلى ذلك القدر الكبير الذي تفوح منه رائحة الشربة ، فوضعت كرسيا ووقفت عليه لتنظر مثله

رفع الأب الغطاء وفي ثواني أصبح هناك وجهان متشابهان يطلان داخل القدر ، وجه دائري سمين يملك شارب خفيف ، ووجه طفلة مكتنز محتار ..

قال الأب بتردد ( تبدو أنها ناقصة للملح )

وقالت زينة فقط لمجرد الكلام ( تبدو بكل تأكيد وكأنها تحتاج للملح )

تبادلا النظرات للحظة ليقول الأب بقلق ( لأشم مجددا .. ربما ينقصها طماطم )

ثم وضع يده فوق بطنه التي تصفر وإنتقل للقدر الثاني قائلا ( ياعصفورتي الزينة ، ربما يجب علينا تفقد حساء البطاطا أيضا ..لعلها نسيت المزيد من الملح أيضا ، والله لن أتقبل يوما أخر من مفاجات الأكل المسوس )

فتمتمت زينا ( برأيي أيضا يابابا )

( أنتمــا ! ماذا تفعلان أمام قدر الحساء وتتهامسان وكأنكما على وشك إكتشاف وصفة جديدة )

ضبطهما الأم ففتحت زينة ذراعيها في الهواء ( إرتأينا أن نساعدكِ في المطبخ ياأمي ، نحن نحاول إستبيان طعم الشربة والحساء من خلال الشم )

كشرت الأم عن انيابها وتجعد وجهها لتردد بصوت طريف ( شربتي مثالية ولا يوجد في الحارة من يصنع مثلها ..إخرجا من مطبخي في الحال )

وخصت الأب بنظرة لائمة فتبنى وجها حازما ليردد ( آه آه إهدئي ..البنت جاعت وأنا كنت أراقبها لكي لا تأكل خفية مجددا ..وإلا ماذا لدي شغل في مطبخكِ )

وغادر مهرولا وبطنه المنتفخة تهتز معه ، وركضت معه زينة وضحكاتها تملأ المنزل ، قاما معا بالوضوء وقاما بصلاة العصر ثم إختبأ معا في الصالون أين كانت الجدة تقرأ القرأن ، ومرت الساعات والأب مستلقي بصمت وفي يده سبحة ، وزينة تجلس بجانب جدتها ..ثم دخلت ندى وهي تتمايل من جدار لجدار وتمددت في وسط الصالون وسط السجادة ، وجهها أصفر وشعرها منتكش ..وفمها جاف وبدأت تردد بصوت باكي بدون دموع ( جاائعة ياإلهي ..أمعائي تتقطع جوعااا )

هزت الجدة وجهها أسفا على حالها بينما رفع الأب يده بحركة متذمرة وشفتيه تلتويان للأسفل (هذه البنت لا تملك أبدا الصبر على بطنها )

فدحرجت الجدة عينيها الصغيرتان نحوه وغمغمت بصوت رقيق ( شبهت من ياترى ؟ )
قالتها في الوقت الذي دخلت فيه أم زينة ، إتجهت كل الانظار إليه فإحمر وجهه ونظر لأمه قائلا بتعلثم ( أستغفر الله ، حين كنت في مثل عمرها ..كنت أصوم الشهر الفضيل وايام الصابرين )

عوجت الجدة فمها وحركت وجهها بمأساوية ( واضح جدا ..كان يحيا ويموت ..يحيا ويموت ،يحب الأكل ..ياكل طوال الوقت ولا يصبر للجوع )

قالت الأم وهي تأخذ زينة إلى جانبها ( حتى الان ياأمي ..حتى الأن )

وإتجهت كل الانظار نحو الأب الذي تمتم تحت أنفاسه ( لا حول ولا قوة )

عانقت الأم زينتها الصغيرة وشرحت لها ببطئ ( أتعرفين أنه يوجد حكم جسدية وروحية من هذا الشهر الفضيل ، أولا ، لكي نشعر بالفقراء والمساكين الذين يعانون من الجوع طوال السنة و نساعدهم بقدر الإمكان ، وثانيا لكي نجتنب المعاصي مثل الكذب والسرقة يازينة ، وثالثا لكي نكتسب صحة جسدية ..ولا يجوز الأكل لمجرد الشعور بالجوع ..حتى لو كانت أمعائك تتقطع جوعا مثل عديمة الصبر ندى ..وفي النتيجة ستكسبين اجر وثواب ومغفرة و حب الله ..ألا تريدين أن يحبك الله يازينة ؟ )

أومأت الفتاة بلهفة كبيرة ( أريد ياأمي ..وأعدكِ أن أصبر على الجوع وأصلي في الوقت ، وأن لا أكذب عليك مجددا وأن لا أخذ شيئا قبل أن أستأذن )

ربتت الأم على شعر إبنتها وهي تنظر لندى قائلة بصرامة ( أتمنى أن تتخذ الأخت الكبيرة قرارات كالصلاة في وقتها ومساعدة أمها في المطبخ )

فأومات ندى وهي شبه نائمة ( إن شاء الله )

وعند أذان المغرب إجتمعت العائلة الصغيرة حول المائدة ، وبمجرد أن أذن حتى همت زينة بشرب الماء بسبب عطشها من الحلويات حتى إمتلأت بطنها ثم أخذت نفسا عميقا وقالت ( لولا ماء الوضوء لكان الإنسان مات من العطش )

ضربت الام بيدها فوق الطاولة غير مصدقة ( زينة ..شربت من ماء الوضوء ؟ )

فقالت زينة بحيرة ( رشفة واحدة فقط ياأمي ..أليس مسموحا ..رأيت جدتي تمضمض بثلاثة رشفات ماء وتبتلع واحدة )

تيبست الجدة في مكانها وإرتفع صوتها الرقيق المهتز ( تفتريــن عليا يامشاكسة ياصغيرة )

بينما قال الأب مبتسما ومستمتعا ( غالبا شبهتكِ زينة ياأماه )

قهقهت زينة وقد تعلمت أيضا أن الأكل والشرب ممنوعان طوال فترة الصيام ..وفي نفسها كانت مصرة أنها ستصوم صياما كاملا ليحبها الله .


النهاية .

واااو عن جد عشت معهم الدور وانا ابتسم واتخيل
الاحداث وكأنها امامى سلمت الانامل على ماخطت
رائعة بجد
لدينا كاتبة جديدة مبدعة كل التوفيق
واوافق هالة على رايها

[اوديفالا]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة متذوقة بالفطرة

اللهم بارك

رااائعة رائعة
بكل ماتعني الكلمة من معنى

أحسنتِ أودي :ts_011:
تفوقتي صراحة على نفسكِ اليوم

هههه شكل السجن مع عجوزي تلك كان نافعة لكِ

مبدع صراحة


آسفة يابنات ولكن أودي الأفضل

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة لبنى البلسان

اودي قصة رائعة جدا وتتفوق بصراحة
وصف وسرد
أضحكتني كثيرا الجاموسة وبطنه المنتفخة
😂😂😂
تسلم أناملك ابدعتي فعلا

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة kingi

واااو عن جد عشت معهم الدور وانا ابتسم واتخيل
الاحداث وكأنها امامى سلمت الانامل على ماخطت
رائعة بجد
لدينا كاتبة جديدة مبدعة كل التوفيق
واوافق هالة على رايها

سررت كثير أنها نالت إعجابكن ❤❤❤🥀

تسلمو حبايبي ❤

[هيدراانجياا]

اوه اودي عزيزتي قصتك رااااائعة بحق
ربي يسعدك حبيبتي والله اضحكتني القصة كثيرا خصوصا هالجملة (وغادر مهرولا وبطنه المنتفخة تهتز معه) وحين اتهمت الجدة بشرب الماء

[اوديفالا]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هيدراانجياا

اوه اودي عزيزتي قصتك رااااائعة بحق
ربي يسعدك حبيبتي والله اضحكتني القصة كثيرا خصوصا هالجملة (وغادر مهرولا وبطنه المنتفخة تهتز معه) وحين اتهمت الجدة بشرب الماء

يسلمو عزيزتي سررت أنها أعجبتك وأضحكتك

[الكنور]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة اوديفالا

مشى الأب بخطوات عشوائية ممسكا بيد زينة ذات السبعة سنوات ، متمتما بصوت منخفض لم تتمكن الفتاة الصغيرة من فهمه ، فتح باب منزله وهو يدفعها برفق للداخل ليقول أخيرا بصوت مسموع

" لماذا هذه الفتاة لا تصوم مثل أقرانها ؟ "

أطلت أم زينة من المطبخ متسائلة عن سبب صوت زوجها القلق ، لتؤكد له ( زينة صائمة فعلا )

( ضبطتها للتو تقاطع للفتى الصغير الذي أرسلته أمه مع صحن حلوى للجيران مثل المرتزقة وتلتهم مايستطيع فمها إستيعابه من الحلوى ) قال الأب بصوت قلق وجدته زينة طريفا فبدأت تقهقه

( يامصيبتي ) إنحنت الام التي تحمل مدلك العجينة وهي تضع يدها نادبة حظها على خدها ، فرأت زينة وجهها مليئا بالدقيق الأبيض ، وكيف شعرها يخرج عشوائيا من وشاحها الذي تلفه حول رأسها فقهقهت أكثر

( زيـنة ، ويــحكِ ، ألم نتفق على أن تصومي اليـوم ؟ ) نهرتها أمها فأومأت زينة لتتحرك خصلات شعرها البنية الكثيفة حول وجهها الدائري المكتنز ( بلا ياأمي ،لكنني جعت جدا وحين وصلت رائحة الحلوة لأنفي لم أقـاوم )

( آه منكِ يازينة آه ، رغم ذلك ستكملين صيامكِ ) رفعت الأم عصا العجينة فإختبأت زينة خلف والدها وهي تقهقه من شكل أمها المضحك

وكذلك شعر الأب بالرغبة ليضحك لكنه كتمها بصعوبة ، وقال بحزم ( أين هي ندى لتأتي وتساعدكِ في المطبخ ؟ )

قلبت الأم عينيها بمأساوية وهي تلوح مجددا بعصا التدليك، وعينيها تضيقان ، وصوتها يصبح متقطعا من حسرتها ( نائمة مثل الجاموس ..تنام من الفجر إلى المغـرب )

هز الأب وجهه بضيق من إبنته الكبيرة ونظر إلى زيـنة قائلا ( الصغيرة تحتذي بالكبيرة ! ، هاه أذان العصر ..أيقظيها لتصلي ولتأتي لتساعد أمها يازينة ..أساسا صيامها لا صحة له بدون الصلوات الخمسة ..رمضان للعبادة وليس للنوم )

ركضت زينة إلى تلك الغرفة المظلمة أين تنام أختها الكبيرة ندى ، جلست أمامها واضحة يدها فوق خدها وحركتها بلطف ( إستيقظي )

فتحت ندى عينيها لترى وجه مستدير تتخلله عينان دائرتين بنيتان لامعتين في الظلام ، وصوت طفولي لحوح ( قـومي ياندى ، أنتِ تشكلين نموذجا سيئا لي )

أصدرت ندى صوتا يشبه الصرير وهي تدير جسدها للجدار متذمرة ( دعيني أنام ،بقيت مستيقظة حتى الفجـر )

زفرت زينة فحركتها مجددا ( لقد أذن ياندى ) تردد صوتها داخل رأس ندى ففتحت عينيها الناعستان لتردد بخمول ( هل حقا أذن ؟ )

حركت زينة رأسها مؤكدة فجلست ندى وهي تتثاوب هامسة ( أخيرا ..أنا عطشة جدا )
وحملت قارورة الماء بجانب السرير فسمعت زينة تقول لها مشجعة ( أشربي أشربـي )

وضعت ندى قارورة الماء في فمها في الوقت الذي دخلت أمها للغرفة ،وامسكتها بتلك اللقطة فصرخت ( ماذا تفعلين عندك ياندى..لا تبتلعي ذلك الماء . مازالت ساعات للإفطار )

بزقته ندى فوق فراشها وإتسعت عينيها بتعجب ( قالت زينة أنه أذن )

فنهرتها أمها وهي تفتح شباك النافذة التي أنار تلك الغرفة بالضوء ( العصر أيتها الجاموسة النائمة، طبعا لا تعرفين لأنك تستيقظين دائما خمسة دقائق قبل أذان المغرب )

أشعلت ندى عينها نحو زينة فراحت الصغيرة تقهقه مدافعة ( أساسا صيامك لا صحة له لأنك لا تصلين ..)

هربت زينة التي بدأت تصرخ ( رمضان للعبادة وليس للنوم ..)

وإلتقت بوالدها مجددا في الرواق فتبعته إلى المطبخ ، ولاحظت كيف تأكد أن أمها ليست هناك ثم دخل وإتجه إلى ذلك القدر الكبير الذي تفوح منه رائحة الشربة ، فوضعت كرسيا ووقفت عليه لتنظر مثله

رفع الأب الغطاء وفي ثواني أصبح هناك وجهان متشابهان يطلان داخل القدر ، وجه دائري سمين يملك شارب خفيف ، ووجه طفلة مكتنز محتار ..

قال الأب بتردد ( تبدو أنها ناقصة للملح )

وقالت زينة فقط لمجرد الكلام ( تبدو بكل تأكيد وكأنها تحتاج للملح )

تبادلا النظرات للحظة ليقول الأب بقلق ( لأشم مجددا .. ربما ينقصها طماطم )

ثم وضع يده فوق بطنه التي تصفر وإنتقل للقدر الثاني قائلا ( ياعصفورتي الزينة ، ربما يجب علينا تفقد حساء البطاطا أيضا ..لعلها نسيت المزيد من الملح أيضا ، والله لن أتقبل يوما أخر من مفاجات الأكل المسوس )

فتمتمت زينا ( برأيي أيضا يابابا )

( أنتمــا ! ماذا تفعلان أمام قدر الحساء وتتهامسان وكأنكما على وشك إكتشاف وصفة جديدة )

ضبطهما الأم ففتحت زينة ذراعيها في الهواء ( إرتأينا أن نساعدكِ في المطبخ ياأمي ، نحن نحاول إستبيان طعم الشربة والحساء من خلال الشم )

كشرت الأم عن انيابها وتجعد وجهها لتردد بصوت طريف ( شربتي مثالية ولا يوجد في الحارة من يصنع مثلها ..إخرجا من مطبخي في الحال )

وخصت الأب بنظرة لائمة فتبنى وجها حازما ليردد ( آه آه إهدئي ..البنت جاعت وأنا كنت أراقبها لكي لا تأكل خفية مجددا ..وإلا ماذا لدي شغل في مطبخكِ )

وغادر مهرولا وبطنه المنتفخة تهتز معه ، وركضت معه زينة وضحكاتها تملأ المنزل ، قاما معا بالوضوء وقاما بصلاة العصر ثم إختبأ معا في الصالون أين كانت الجدة تقرأ القرأن ، ومرت الساعات والأب مستلقي بصمت وفي يده سبحة ، وزينة تجلس بجانب جدتها ..ثم دخلت ندى وهي تتمايل من جدار لجدار وتمددت في وسط الصالون وسط السجادة ، وجهها أصفر وشعرها منتكش ..وفمها جاف وبدأت تردد بصوت باكي بدون دموع ( جاائعة ياإلهي ..أمعائي تتقطع جوعااا )

هزت الجدة وجهها أسفا على حالها بينما رفع الأب يده بحركة متذمرة وشفتيه تلتويان للأسفل (هذه البنت لا تملك أبدا الصبر على بطنها )

فدحرجت الجدة عينيها الصغيرتان نحوه وغمغمت بصوت رقيق ( شبهت من ياترى ؟ )
قالتها في الوقت الذي دخلت فيه أم زينة ، إتجهت كل الانظار إليه فإحمر وجهه ونظر لأمه قائلا بتعلثم ( أستغفر الله ، حين كنت في مثل عمرها ..كنت أصوم الشهر الفضيل وايام الصابرين )

عوجت الجدة فمها وحركت وجهها بمأساوية ( واضح جدا ..كان يحيا ويموت ..يحيا ويموت ،يحب الأكل ..ياكل طوال الوقت ولا يصبر للجوع )

قالت الأم وهي تأخذ زينة إلى جانبها ( حتى الان ياأمي ..حتى الأن )

وإتجهت كل الانظار نحو الأب الذي تمتم تحت أنفاسه ( لا حول ولا قوة )

عانقت الأم زينتها الصغيرة وشرحت لها ببطئ ( أتعرفين أنه يوجد حكم جسدية وروحية من هذا الشهر الفضيل ، أولا ، لكي نشعر بالفقراء والمساكين الذين يعانون من الجوع طوال السنة و نساعدهم بقدر الإمكان ، وثانيا لكي نجتنب المعاصي مثل الكذب والسرقة يازينة ، وثالثا لكي نكتسب صحة جسدية ..ولا يجوز الأكل لمجرد الشعور بالجوع ..حتى لو كانت أمعائك تتقطع جوعا مثل عديمة الصبر ندى ..وفي النتيجة ستكسبين اجر وثواب ومغفرة و حب الله ..ألا تريدين أن يحبك الله يازينة ؟ )

أومأت الفتاة بلهفة كبيرة ( أريد ياأمي ..وأعدكِ أن أصبر على الجوع وأصلي في الوقت ، وأن لا أكذب عليك مجددا وأن لا أخذ شيئا قبل أن أستأذن )

ربتت الأم على شعر إبنتها وهي تنظر لندى قائلة بصرامة ( أتمنى أن تتخذ الأخت الكبيرة قرارات كالصلاة في وقتها ومساعدة أمها في المطبخ )

فأومات ندى وهي شبه نائمة ( إن شاء الله )

وعند أذان المغرب إجتمعت العائلة الصغيرة حول المائدة ، وبمجرد أن أذن حتى همت زينة بشرب الماء بسبب عطشها من الحلويات حتى إمتلأت بطنها ثم أخذت نفسا عميقا وقالت ( لولا ماء الوضوء لكان الإنسان مات من العطش )

ضربت الام بيدها فوق الطاولة غير مصدقة ( زينة ..شربت من ماء الوضوء ؟ )

فقالت زينة بحيرة ( رشفة واحدة فقط ياأمي ..أليس مسموحا ..رأيت جدتي تمضمض بثلاثة رشفات ماء وتبتلع واحدة )

تيبست الجدة في مكانها وإرتفع صوتها الرقيق المهتز ( تفتريــن عليا يامشاكسة ياصغيرة )

بينما قال الأب مبتسما ومستمتعا ( غالبا شبهتكِ زينة ياأماه )

قهقهت زينة وقد تعلمت أيضا أن الأكل والشرب ممنوعان طوال فترة الصيام ..وفي نفسها كانت مصرة أنها ستصوم صياما كاملا ليحبها الله .


النهاية .

ما هذا الإبداع يا فتاة
وصف رائع سرد ممتاز
أي أنها كاملة من كل الجوانب
كلمة رائعة قليلة عليها أحببتها للغاية 😍❤

( قصتك أصبحت 0و بلا معنى مقارنة بهذه يا نفسي ههه
لكن المهم المشاركة و صح في باك "أشجع نفسي 😌")

[همس القوافي]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة اوديفالا

مشى الأب بخطوات عشوائية ممسكا بيد زينة ذات السبعة سنوات ، متمتما بصوت منخفض لم تتمكن الفتاة الصغيرة من فهمه ، فتح باب منزله وهو يدفعها برفق للداخل ليقول أخيرا بصوت مسموع

" لماذا هذه الفتاة لا تصوم مثل أقرانها ؟ "

أطلت أم زينة من المطبخ متسائلة عن سبب صوت زوجها القلق ، لتؤكد له ( زينة صائمة فعلا )

( ضبطتها للتو تقاطع للفتى الصغير الذي أرسلته أمه مع صحن حلوى للجيران مثل المرتزقة وتلتهم مايستطيع فمها إستيعابه من الحلوى ) قال الأب بصوت قلق وجدته زينة طريفا فبدأت تقهقه

( يامصيبتي ) إنحنت الام التي تحمل مدلك العجينة وهي تضع يدها نادبة حظها على خدها ، فرأت زينة وجهها مليئا بالدقيق الأبيض ، وكيف شعرها يخرج عشوائيا من وشاحها الذي تلفه حول رأسها فقهقهت أكثر

( زيـنة ، ويــحكِ ، ألم نتفق على أن تصومي اليـوم ؟ ) نهرتها أمها فأومأت زينة لتتحرك خصلات شعرها البنية الكثيفة حول وجهها الدائري المكتنز ( بلا ياأمي ،لكنني جعت جدا وحين وصلت رائحة الحلوة لأنفي لم أقـاوم )

( آه منكِ يازينة آه ، رغم ذلك ستكملين صيامكِ ) رفعت الأم عصا العجينة فإختبأت زينة خلف والدها وهي تقهقه من شكل أمها المضحك

وكذلك شعر الأب بالرغبة ليضحك لكنه كتمها بصعوبة ، وقال بحزم ( أين هي ندى لتأتي وتساعدكِ في المطبخ ؟ )

قلبت الأم عينيها بمأساوية وهي تلوح مجددا بعصا التدليك، وعينيها تضيقان ، وصوتها يصبح متقطعا من حسرتها ( نائمة مثل الجاموس ..تنام من الفجر إلى المغـرب )

هز الأب وجهه بضيق من إبنته الكبيرة ونظر إلى زيـنة قائلا ( الصغيرة تحتذي بالكبيرة ! ، هاه أذان العصر ..أيقظيها لتصلي ولتأتي لتساعد أمها يازينة ..أساسا صيامها لا صحة له بدون الصلوات الخمسة ..رمضان للعبادة وليس للنوم )

ركضت زينة إلى تلك الغرفة المظلمة أين تنام أختها الكبيرة ندى ، جلست أمامها واضحة يدها فوق خدها وحركتها بلطف ( إستيقظي )

فتحت ندى عينيها لترى وجه مستدير تتخلله عينان دائرتين بنيتان لامعتين في الظلام ، وصوت طفولي لحوح ( قـومي ياندى ، أنتِ تشكلين نموذجا سيئا لي )

أصدرت ندى صوتا يشبه الصرير وهي تدير جسدها للجدار متذمرة ( دعيني أنام ،بقيت مستيقظة حتى الفجـر )

زفرت زينة فحركتها مجددا ( لقد أذن ياندى ) تردد صوتها داخل رأس ندى ففتحت عينيها الناعستان لتردد بخمول ( هل حقا أذن ؟ )

حركت زينة رأسها مؤكدة فجلست ندى وهي تتثاوب هامسة ( أخيرا ..أنا عطشة جدا )
وحملت قارورة الماء بجانب السرير فسمعت زينة تقول لها مشجعة ( أشربي أشربـي )

وضعت ندى قارورة الماء في فمها في الوقت الذي دخلت أمها للغرفة ،وامسكتها بتلك اللقطة فصرخت ( ماذا تفعلين عندك ياندى..لا تبتلعي ذلك الماء . مازالت ساعات للإفطار )

بزقته ندى فوق فراشها وإتسعت عينيها بتعجب ( قالت زينة أنه أذن )

فنهرتها أمها وهي تفتح شباك النافذة التي أنار تلك الغرفة بالضوء ( العصر أيتها الجاموسة النائمة، طبعا لا تعرفين لأنك تستيقظين دائما خمسة دقائق قبل أذان المغرب )

أشعلت ندى عينها نحو زينة فراحت الصغيرة تقهقه مدافعة ( أساسا صيامك لا صحة له لأنك لا تصلين ..)

هربت زينة التي بدأت تصرخ ( رمضان للعبادة وليس للنوم ..)

وإلتقت بوالدها مجددا في الرواق فتبعته إلى المطبخ ، ولاحظت كيف تأكد أن أمها ليست هناك ثم دخل وإتجه إلى ذلك القدر الكبير الذي تفوح منه رائحة الشربة ، فوضعت كرسيا ووقفت عليه لتنظر مثله

رفع الأب الغطاء وفي ثواني أصبح هناك وجهان متشابهان يطلان داخل القدر ، وجه دائري سمين يملك شارب خفيف ، ووجه طفلة مكتنز محتار ..

قال الأب بتردد ( تبدو أنها ناقصة للملح )

وقالت زينة فقط لمجرد الكلام ( تبدو بكل تأكيد وكأنها تحتاج للملح )

تبادلا النظرات للحظة ليقول الأب بقلق ( لأشم مجددا .. ربما ينقصها طماطم )

ثم وضع يده فوق بطنه التي تصفر وإنتقل للقدر الثاني قائلا ( ياعصفورتي الزينة ، ربما يجب علينا تفقد حساء البطاطا أيضا ..لعلها نسيت المزيد من الملح أيضا ، والله لن أتقبل يوما أخر من مفاجات الأكل المسوس )

فتمتمت زينا ( برأيي أيضا يابابا )

( أنتمــا ! ماذا تفعلان أمام قدر الحساء وتتهامسان وكأنكما على وشك إكتشاف وصفة جديدة )

ضبطهما الأم ففتحت زينة ذراعيها في الهواء ( إرتأينا أن نساعدكِ في المطبخ ياأمي ، نحن نحاول إستبيان طعم الشربة والحساء من خلال الشم )

كشرت الأم عن انيابها وتجعد وجهها لتردد بصوت طريف ( شربتي مثالية ولا يوجد في الحارة من يصنع مثلها ..إخرجا من مطبخي في الحال )

وخصت الأب بنظرة لائمة فتبنى وجها حازما ليردد ( آه آه إهدئي ..البنت جاعت وأنا كنت أراقبها لكي لا تأكل خفية مجددا ..وإلا ماذا لدي شغل في مطبخكِ )

وغادر مهرولا وبطنه المنتفخة تهتز معه ، وركضت معه زينة وضحكاتها تملأ المنزل ، قاما معا بالوضوء وقاما بصلاة العصر ثم إختبأ معا في الصالون أين كانت الجدة تقرأ القرأن ، ومرت الساعات والأب مستلقي بصمت وفي يده سبحة ، وزينة تجلس بجانب جدتها ..ثم دخلت ندى وهي تتمايل من جدار لجدار وتمددت في وسط الصالون وسط السجادة ، وجهها أصفر وشعرها منتكش ..وفمها جاف وبدأت تردد بصوت باكي بدون دموع ( جاائعة ياإلهي ..أمعائي تتقطع جوعااا )

هزت الجدة وجهها أسفا على حالها بينما رفع الأب يده بحركة متذمرة وشفتيه تلتويان للأسفل (هذه البنت لا تملك أبدا الصبر على بطنها )

فدحرجت الجدة عينيها الصغيرتان نحوه وغمغمت بصوت رقيق ( شبهت من ياترى ؟ )
قالتها في الوقت الذي دخلت فيه أم زينة ، إتجهت كل الانظار إليه فإحمر وجهه ونظر لأمه قائلا بتعلثم ( أستغفر الله ، حين كنت في مثل عمرها ..كنت أصوم الشهر الفضيل وايام الصابرين )

عوجت الجدة فمها وحركت وجهها بمأساوية ( واضح جدا ..كان يحيا ويموت ..يحيا ويموت ،يحب الأكل ..ياكل طوال الوقت ولا يصبر للجوع )

قالت الأم وهي تأخذ زينة إلى جانبها ( حتى الان ياأمي ..حتى الأن )

وإتجهت كل الانظار نحو الأب الذي تمتم تحت أنفاسه ( لا حول ولا قوة )

عانقت الأم زينتها الصغيرة وشرحت لها ببطئ ( أتعرفين أنه يوجد حكم جسدية وروحية من هذا الشهر الفضيل ، أولا ، لكي نشعر بالفقراء والمساكين الذين يعانون من الجوع طوال السنة و نساعدهم بقدر الإمكان ، وثانيا لكي نجتنب المعاصي مثل الكذب والسرقة يازينة ، وثالثا لكي نكتسب صحة جسدية ..ولا يجوز الأكل لمجرد الشعور بالجوع ..حتى لو كانت أمعائك تتقطع جوعا مثل عديمة الصبر ندى ..وفي النتيجة ستكسبين اجر وثواب ومغفرة و حب الله ..ألا تريدين أن يحبك الله يازينة ؟ )

أومأت الفتاة بلهفة كبيرة ( أريد ياأمي ..وأعدكِ أن أصبر على الجوع وأصلي في الوقت ، وأن لا أكذب عليك مجددا وأن لا أخذ شيئا قبل أن أستأذن )

ربتت الأم على شعر إبنتها وهي تنظر لندى قائلة بصرامة ( أتمنى أن تتخذ الأخت الكبيرة قرارات كالصلاة في وقتها ومساعدة أمها في المطبخ )

فأومات ندى وهي شبه نائمة ( إن شاء الله )

وعند أذان المغرب إجتمعت العائلة الصغيرة حول المائدة ، وبمجرد أن أذن حتى همت زينة بشرب الماء بسبب عطشها من الحلويات حتى إمتلأت بطنها ثم أخذت نفسا عميقا وقالت ( لولا ماء الوضوء لكان الإنسان مات من العطش )

ضربت الام بيدها فوق الطاولة غير مصدقة ( زينة ..شربت من ماء الوضوء ؟ )

فقالت زينة بحيرة ( رشفة واحدة فقط ياأمي ..أليس مسموحا ..رأيت جدتي تمضمض بثلاثة رشفات ماء وتبتلع واحدة )

تيبست الجدة في مكانها وإرتفع صوتها الرقيق المهتز ( تفتريــن عليا يامشاكسة ياصغيرة )

بينما قال الأب مبتسما ومستمتعا ( غالبا شبهتكِ زينة ياأماه )

قهقهت زينة وقد تعلمت أيضا أن الأكل والشرب ممنوعان طوال فترة الصيام ..وفي نفسها كانت مصرة أنها ستصوم صياما كاملا ليحبها الله .


النهاية .

ابدعت بحق عزيزتي اودي
قصة ممتازة جدا بحبكة كوميدية ظريفة
تعايشنا مع احداثها وكاننا احد شخصياتها
احسنت جدا جدا من اجمل ما قرأت عزيزتي
بالتوفيق والنجاح دوما

[اوديفالا]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الكنور

ما هذا الإبداع يا فتاة
وصف رائع سرد ممتاز
أي أنها كاملة من كل الجوانب
كلمة رائعة قليلة عليها أحببتها للغاية 😍❤

( قصتك أصبحت 0و بلا معنى مقارنة بهذه يا نفسي ههه
لكن المهم المشاركة و صح في باك "أشجع نفسي 😌")

مرسي حبيبتي ربي يعيشك ❤

متقوليش قصتك بلا معنى كل قصة جميلة بطريقتها ❤
إستمري فالكتابة وانا دائما اشجعك 😘

[اوديفالا]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة همس القوافي

ابدعت بحق عزيزتي اودي
قصة ممتازة جدا بحبكة كوميدية ظريفة
تعايشنا مع احداثها وكاننا احد شخصياتها
احسنت جدا جدا من اجمل ما قرأت عزيزتي
بالتوفيق والنجاح دوما

الله يسلمك عزيزتي همس ربي يخليك ❤

[متذوقة بالفطرة]

السلام عليكم


عاد والله ماكان لا على البال ولا على الخاطر

إني أكتب قصة ولو بصغر حجم المطلوب في فاعليتنا الجميلة هذه

هو فقط أخذ بخاطر لبونتي العزيزة


وكذلك اعتبرته تحدي لنفسي التي تعشق التحديات

وبعد تحفة أودي

أرجو أن تنظروا لوليدتي بهذين الاعتبارين

بسم الله

محتوى مخفي

يجب عليك الرد لرؤية النص المخفي