آخر 10 مشاركات
زوجة لأسباب خاطئة (170) للكاتبة Chantelle Shaw .. كاملة مع الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          تحميل رواية بعد الغياب لـ أنفاس قطر بصيغة pdf_ txt _ Word (الكاتـب : جرح الذات - )           »          لاجئ في سمائها... (الكاتـب : ألحان الربيع - )           »          علي الجهة الأخري (مصورة) (الكاتـب : دعاء ابو الوفا - )           »          أسيرتي في قفص من ذهب (2) * مميزة ومكتملة* .. سلسلة حكايات النشامى (الكاتـب : lolla sweety - )           »          قلبك منفاي *مكتملة* (الكاتـب : Hya ssin - )           »          جايكوب وايلد (118) للكاتبة: Sandra Marton {الجزء 1من الأخوة وايلد} *كاملة* (الكاتـب : Andalus - )           »          الــــسَــــلام (الكاتـب : دانتِلا - )           »          فجر يلوح بمشكاة * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : Lamees othman - )           »          ثأر اليمام (1)..*مميزة ومكتملة * سلسلة بتائل مدنسة (الكاتـب : مروة العزاوي - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > ارشيف الروايات الطويلة المغلقة غير المكتملة

موضوع مغلق
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 02-04-21, 02:56 AM   #1

زهرة الروايات

? العضوٌ??? » 458679
?  التسِجيلٌ » Dec 2019
? مشَارَ?اتْي » 72
?  مُ?إني » تركية الأصل مصرية بالإقامة
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » زهرة الروايات is on a distinguished road
¬» مشروبك   Code-Red
¬» قناتك mbc
¬» اشجع ahli
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي جارية قلبي للكاتبة مريم محمد ريما


يسعد صباحكم أو مسائكم حسب ما تقرأوا البوست
أحب أعلن عن تنزيل أحدث رواية إلي تُدعى بــ"جارية قلبي"
سرد وحوار فصحى سيتم تنزيلها بعد العيد الصغير بإذن الله

وإليكم إقتباس مُتقدم منها، وهي ذات إنطباع ملكي ❤️❤️

******
تحركت يمينًا ويسارًا تنتظره، تريد إخباره؛ لعله لن يتكبد عناء قتلها وسيحميها من اولئك الأشخاص.
غارقة فِي دوامة تفكيرها، قلبها ينقبض ثم ينبسط عدة مرات مُتتالية بثوانٍ غير منتظمة!
وفِي حين غرة أنتشلها من ذلك التوتر صوت إنفتاح الباب، تسلل الخوف لفؤادها، يزحف من أوله لأخمصه مُحدثًا صقيع شديد بيدها.
نظر إليها وقد رأى ملاكٌ، يتوسطه غطاء رأسها... شعرها الناعم المُتسلسل بنعومة فاضت به، وخصوصًا تلك الشمس الذهبية يُحبها، يُعشق أن يملس عليها طوال الأوقات تجعله يشعر بإنه عادت به الذاكرة للوراء يتذكر تلك الفتاة ذات العيون الزرقاء!
أقترب أكثر منها وما كاد أن يفصلهما سوى إنشٍ، قادر على تغيير حالها، قادر على تحويل دُنياها من مكانٍ تسعد به النفس إلى رماد.
ترك يده تتحرر فِي تلك الخصلات، يُهذبها بطريقته ويضع لمسةٍ بها أمام وجهها تجعلها تفهم "لــســتِ لأحـد".
غير مكان شعرها ثم أقترب تجاه عنقها وتمتم بأنفاس مُتهدجة:
- لما خُنتيني؟
بينما كانت تُحلق معه فِي ذلك الشعور، كانت طائر يُرفرف نحو الآفاق، خسف بها إلى ما تحت التراب، إبتعدت عنه قليلًا ثم ضيقت عينيها وأرتسمت حواجبها بالصدمة، كادت أن ترد لكن سبقها بسيل حديثه:
- لم أكن أظن هكذا، ظننتُ بأنكِ أحببتيني أنا، سمحتُ لكِ بالنفاذ إلى قلبي، وها أنا الآن يتقطر بالدماء بسبب جاريةٌ آخرى!
- لا يا قاسم...
هتفت بها ليبتر المتبقي من روحه تلك مُتشدقًا بلهجة الملك القاسي:
- السلطان قاسم.
نظرات، لم تخلو من صدمات، يتأملا بعضهما وكأنه الفراق الأخير الحتمي!
- كُنت سأخبرك، لم يُحالفني الوقت.
-إلى متى كُنتِ ستدثرين تلك الحقائق؟
كانت تلك آخر كلماته، لتسقط ويسقط معها حبها ذلك، هو الوحيد الذي كانت ترتوي بماء كلامه، كان الساقي الخاص بها حتى أغلق عليها وأحكم الإغلاق فأنفرطت حبات حُبهما، كانت ردة إنفعال متوازية، وكأنه كان يعلم بأنها ستسقط حتى ألتقطها فِي آخر اللحظات، صرخ بصوت جهوري جريح الفؤاد، مُتقطر بالدماء:
- يا حُراس.
أقبلوا عليه كسرعة البرق، قال بكل وضوح ونبرته لم تتغير:
- تُضع بالسجن ويُحكم عليها بالإعدام!
أنحنت رؤوسهم وقاموا بتلبية ما يؤمر!

-------------
بإذن الله في اليوم الثاني من العيد الصغير سيتم تنزيل المقدمة والفصل الأول ومعها سيتم تحديد موعد الجدول ❤️






روابط الفصول

الفصل الأول والثاني .. بالأسفل
الفصل الثالث ج1 .. بالاسفل







التعديل الأخير تم بواسطة ebti ; 29-05-21 الساعة 01:22 AM
زهرة الروايات غير متواجد حالياً  
قديم 02-04-21, 07:08 PM   #2

قصص من وحي الاعضاء

اشراف القسم

 
الصورة الرمزية قصص من وحي الاعضاء

? العضوٌ??? » 168130
?  التسِجيلٌ » Apr 2011
? مشَارَ?اتْي » 2,558
?  نُقآطِيْ » قصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond repute
افتراضي جارية قلبي للكاتبة مريم محمد ريما




اهلاً وسهلاً بك بيننا في منتدى قصص من وحي الأعضاء ان شاء الله تجدين مايرضيك موفقة بإذن الله تعالى ...


للضرورة ارجو منكِ التفضل هنا لمعرفة قوانين المنتدى والتقيد بها
https://www.rewity.com/forum/t285382.html

كما ارجو منك التنبيه عندما تقومين بتنزيل الفصول على هذا الرابط
https://www.rewity.com/forum/t313401.html

رابط لطرح اي استفسار او ملاحظات لديك
https://www.rewity.com/forum/t6466.html



هل الرواية حصرية لشبكة روايتي الثقافية ام هي غير حصرية؟ الرجاء الإجابة بحصرية او غير حصرية دون اضافات


بما ان التنزيل سيبدأ على العيد ف سيتم نقل مشاركتك إلى الشرفة


واي موضوع له علاقة بروايتك يمكنك ارسال رسالة خاصة لاحدى المشرفات ...

(rontii ، um soso ، كاردينيا73, rola2065 ، رغيدا ، **منى لطيفي (نصر الدين )** ، ebti )



اشراف وحي الاعضاء





قصص من وحي الاعضاء غير متواجد حالياً  
التوقيع
جروب القسم على الفيسبوك

https://www.facebook.com/groups/491842117836072/

قديم 14-05-21, 05:05 AM   #3

زهرة الروايات

? العضوٌ??? » 458679
?  التسِجيلٌ » Dec 2019
? مشَارَ?اتْي » 72
?  مُ?إني » تركية الأصل مصرية بالإقامة
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » زهرة الروايات is on a distinguished road
¬» مشروبك   Code-Red
¬» قناتك mbc
¬» اشجع ahli
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

غير حصرية........

زهرة الروايات غير متواجد حالياً  
قديم 15-05-21, 01:21 AM   #4

زهرة الروايات

? العضوٌ??? » 458679
?  التسِجيلٌ » Dec 2019
? مشَارَ?اتْي » 72
?  مُ?إني » تركية الأصل مصرية بالإقامة
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » زهرة الروايات is on a distinguished road
¬» مشروبك   Code-Red
¬» قناتك mbc
¬» اشجع ahli
?? ??? ~
My Mms ~
Mh04 مقدمة والفصل الأول

بعتذر عن التأخير الوقت خاني ولم أنتبه أن الساعة 12 جت
جدول المواعيد تحت 👇

المقدمة
**********
بين الشروق والغروب يكمن القلب، يتخذ عاصمةٌ له تُدعى الحب.
يستدعي جنوده ليدافع عن العشق.
فأنقلبت لساحة معركة، بين جارية وسلطان!
كانت هي الميزان لإعدال الكفتين المُتأرجحتين.
جارية قلبي.


الــفــصــل الأول
(الحب مُفتاح يُمهد للطريق، ويعلمه الجميع)

تكمن السعادة فِي العائلة، يتغلغل الفرح بداخل أوردتهم.
طفولتهم..شبابهم..ثم شيبهم!
كانت تلك تتلخص فِي تلك المملكة مع حال ذلك الشعب.
حلمهم كان ضئيل مثل مكانتهم، حياتهم كانت بسيطة بمرور الزمن.
وبإحدى الليالي الزرقاء ذات مطلع القمر الأبيض الناصع، كانت هناك فتاة فِي العقد الثالث مِنْ عمرها، ذات الشعر الشمسي المُتحرر وله بريقُ ناصع الجمال يُضيئ عتمة الليل بين الأجواء، كانت تلهو...تركض..تتسابق مع صديقتها المُفضلة.
- أأنتِ تعبتِ يا نور؟
هتفت بها "فتون"، لتهز رأسها بالنفي عدة مرات ليُكملا الركض والسباق في كل مكان!
حتى أسبلت الشمس أهدابها وعاد كُلًا منهما لبيتها.
دلفت سريعًا بداخل ذلك المنزل العتيق، ذو الأبواب الضعيفة مع تلك الشبابيك المكسورة.
- أنا عُدت.
هتفت بها والسرور مرسوم على أقصى ثغريها، لكن لم تسمع لُمجيب.
تحركت أقدامها... تلامست يداها...طافت بصريها بكل أركان المنزل، عَلا صوت حنجرتها تستفيض بالبحث عنهم، طافت بالمنزل بـأكمله لم تترك إنشٍ إلا وبحثت عنه.
خرجت مِنْ دارها وركضت حول المنازل الآخرى لعلها ترى ما سبب اختفاء عائلتها!
وكما كان المتوقع البيوت منهم مُحترق والآخر باقي على أطلال الحزن.
ولجت داخل كل منزل وأيضًا لا يوجد أحد.
آخر منزل ذهبت له جعلت قلبها يتمزق إربًا، سيدة لا تناهز العقد الرابع مُلقاة على الأرض يسيل منها خط دماء.
أمسكت فاهها وكاد أن يُصيبها الغثيان تجمعت قواها وأمسكت نفسها، أسرعت من خُطاها توجهت تِجاه منزل صديقتها!
كانت أوضاع منزل رفيقتها مثل أوضاعها هي وقريتها.
تقابلا كانت نظراتهما الأولى السابقة سعيدة..يملأهما الفرح والسرور أما الآن شَجَّن يُحيط بهما، يقتفي آثارهما.
سَارَا معًا يتأملا خراب تلك القرية.
وبدون أية مقدمات سمعوا صوت خيول تطوق بالمكان.
أنحدرا كُلٍ منهما فِي طريق غير الآخر.
يركضان والخيول تصهل ورائهما، تتقطع أنفاسهما ومازال الصوت يقترب منهما.
اختباءت فتون فِي مكان مهجور، تَحركت بهدوء، تسير على أنامل قدميها.
استطاعت الإفلات من قبضة هؤلاء الناس، زفرت بإطمئنان وقَبل أن تنعم بالإنتصار أصطدم جسدها النحيل بجسد عريض المنكبين، طويل القامة عنها قليلًا.
أمسكت إشارب عبائتها الذي أنزلق أثر الأصطدام وبانت ملامحها قليلًا، قالت بحشرجة كممت قلبها وأرتعت أوصالها:
أعتذر، لم أقصد.
قالتها بلكنة ريفية مميزة، إبتعد عنها عَدة إنشأت ثم هتف بنبرة أمتزجت بالهدوء وبعضًا من اللهفة:
- وأنا أعتذر، لم أركِ .
جاهد بأن يتشفى ملامحها ولكنه فشل، أستطاع فقط رؤية ما ظهر منها وأكمل باقي شكلها بعقله!
سمع صوت مُنادي ألتفت له ثم أعاد النظر مرة آخرى لها ولكن تلك المرة هي أختفت.
أشاح بوجهه مرة آخرى للمُنادي، أقبل عليه الحارس الملكي الخاص به، تبادلا الحديث ولم ينتظر إلا لثانيةٍ فقط وغادر مُسرعًا بجانب حارسه.
-أتركني..إليكَ عني!
قدحات ضحك أطلقها وهو ينظر لتلك الفتاة المسكينة -نــور-، أمسك مُرفقها وقام بدفعها تجاه رجاله ليتولوا تلك المهمة.
أخذت تصرخ وتُناجي أحد، تستغيث لعله أحدٌ مَار سينقذها ولكن لا فائدة!
قاتلت بصعوبة، تضرب وتركل فِي شتى قُطاع الطرق تلك..، لكن بدون أمل لم يفلح الأمر ومع ذلك لم تترك جسدها ظلت تقاوم وبـآخر نفس.
وفِي تلك الدقيقة حدثت المُعجزة.
أَمن الله عليها بتلك القافلة -قافلة السلطان وحاشيته-.
مطر سهام تهبط عليهم.
لا يعلمون مِنْ أيّ جهة تلك!
فروا هاربيين من براثن السهام وتركوها مُلقاة على الأرض تبكي وعينيها تذرف شلال من الدموع، بينما يديها وضعتهم على كتفيها، وبدون مقدمات أُغشي عليها.
أقترب منها أحد حاشية السلطان،
صفق وجهها عدة مرات ولا إستجابة.
حملها ووضعها بداخل القافلة ورحل.

يتذكر تلك الفتاة ذات الرداء المُلتحف بها كُليا لكنه ترك وجهها مكشوفًا عدا شفاها، صورتها لا تُفارق خياله، عيناها البندقية التي مُحاطة بِحزن مُريب أشغلت باله أكثر.
نفض غبار تلك الذكرى وأهتم بالحاضر الآن.
تحرك العربات التي تُحركها الخيول، بينما -نور- وضع الملاءة عليها أحد الحرس.
- دستور، جلالة الملكة الأم.
أنحنت فتيات الحرم لكَ، ينظرون لها بِتخفي وهي تَمر أمامهم بكبر وعِلياء.
ذهبت تِجاه جِناحها، جلست على الأريكة، أتت وصيفتها وقامت بِتلبية ما تؤمره،
-أريد خلوة للسلطان قاسم.
أومأت بإيجاب وتابعت الملكة:
-أريد أربعة جواري؛ سأنتقيهم بمفردي.
هزت رأسها عدة مرات، وفور إنتهائها مِنْ سَماع الأوامر، أستأذنت وغادرت.
أمسك يدها ثم قبلها بِخنوع، ناظرًا لها بعشق يَفيض به، أمتلأ قلبه بحبها هي، عيناه ثابتة عليها ولن ينظر لغيرها، يتذكر عندما فاجأته بــإنها حامل!
سعادة غير متوقعة لكلاهما، حُب تَوثق بِــطفل مُستقبليهما.
-لا أستطيع تصديق ما قولتيه!
هتف بها ومقلتاه ثابتة لم تتحرك.
هزت رأسها عدة مرات، ثم أمسكت يده ووضعتها على معدتها وبدأ بالتحسس عليه غير مُصدق نفسه!
تنفس بعمق ثم أطلق زفير أطاح به ملأ جسده بــطاقة حب تفوق تحملات البشر.
بينما دموع فرحتها تُغدق عليهما!

تحركت بتعالِ ناظرة إليهم بكبرياء يطوف بداخلها،
الملكة جويرية -شقيقة الملك-، تشدقت بلكنة غريبة حملت بين طياتها الكثير من التعالي والشموخ:
-أين حسناء يا ميريام خانوم؟
أقبلت عليها رئيسة الخدم أنحنت لها ثم هتفت بقلبٍ مُرتعب:
-لا أعلم ملكتي، لم أرها تَمر من هنا!
-أريدها الآن، أبعثوها ليّ فورًا.
قالتها بتهديد ووعيدٍ لها، أنحنت لها مرةً آخرى وغادرت على الفور لتلاحق الخانوم.
استفاقت نور على يد حكيمة المملكة.
وضعت يدها أعلى جبينها ثم دلكتها وهي تتسأل عن مكانها، أين هي؟... أين صديقتها المفضلة؟...أيكون أنها قُتلت وهي الآن فِي الجنة؟!
هزت رأسها عدة مرات نافية كل ما دَار ببالها وسألت تلك الحكيمة التي تراها برؤية ضبابية بعض الشيء لا تستطيع التميز فيها من أمامها:
-أين أنا؟...مَنْ أنّتم؟
أطلقت العديد من قدحات التساؤلات التي طافت بعقلها ثم مَرت بحنجرتها لتتفوه بها.
-أنتِ فِي قصر الملك قاسم.
صدمة مَا بعد صدمة أعتلتها، قفز فوق ثغرها علامات الحزن، أهكذا يصبح حالها؟
مِنْ حُرةٍ كالطيور إلىٰ سَجينةٍ كالجواري!
هي دائمًا كذلك، يأتيها كُل سيء وكأنه يُريد إماتتها.
تنهدت بعمق وهي تتذكر تلك الذكريات التي تعلم يقينًا لن تستطيع العودة إليها، فباتت الآن فِي جُحر السلطان!
-اسمك نور؟
هتفت بها تلك الفتاة الجالسة على الفراش المقابل لفراشها هي، أومأت بإيجاب، فأكملت وهي مُبتسمة إبتسامة مُشرقة:
-أُدعى نون، أحضروني هنا مُنذ عدة أيام.
نظرت لها وأكتفت بالصمت، ماذا تقول؟..ولمن ستقول؟.. ليست سوى غريبة أتت منذ كم ساعة ولا تعرف أحد وشقيقة سنها لم ترها بعد الهجوم الذي حدث عليهم.
-أأنتِ خائفة..مني؟
بدرت بها حتىٰ نظرت لها -نور- وهي تتشدق بقلق مُستبطن بجسدها يُصدر رعاش يطوف من أعلاها لأخمصها:
-ل...لا..لستُ خائفة منكِ، أنَا لا أعلم طبيعة القصر وليس ليِّ أحدٌ هنا.
صمتت -نون- ماذا ستفعل لها؟.. كانت هي مِثل حالتها بالظبط مُنذ كَم يوم وها الآن أصبحت بحالٍ جيدة.
-أتعلمين يا نور لما أتيت إلى جناح الحِكمة؟
هزت رأسها بالنفي عدة مرات، فأضافت مُتابعة حديثها وهي تتذكر كُل إنش حدث لها.

صاحت بالضحك مع صديقاتها وأمسكت كأسها تشرب العديد من قدحاته وإبتسامتها لا تُفارق ثغريها، نهضت بعد فترة قليلة وأمسكت تِلْقَامتها -بطنها- وأطلقت آهاتها عاليًا وبدون مقدمات سقطت بين الجواري.
تريد أن تعلم مَنْ فعل ذلك بها؟...لمَا يُريد أذيتها؟
-نون، أين أنتِ؟
هتفت بها، حتى خرجت من شرودها وهتفت وهي تُهدأ الوضع:
-ااا...لا شيء عزيزتي تَذكرتُ شيء جَعلني أشرد.
-حسنًا.
أكتفت بتلك الكلمة، لم تُطيل من الحديث، أمسكت ملاءتها ووضعتها عليها، أستغرقت نومًا لا تعلم أين آخره أجله!

تركض..وتركض..ولم يُسعفها نَفسها، تنهج عدة مرات ولكن لا تريد الموت، ركضت بقدر ما أُوتيت مِنْ قوة، بتلك اللحظة خانتها قدميها حتى سقطت صريعة على أوراق الشجر، بينما تلك الرجال التي تُلاحقها أستطاعت إمساكها، كانت تصرخ وتطلب النجدة ولكن لا حياة لمِنْ تُنادي!
ولج الملك جناحه، جلس على الفراش قليلًا وأخذ يفكر فِي يَومه الحافل بكثرة المشاكل، مُنذ أن تولىٰ الحُكم والمصائب تتهافت عليه بلا رحمة!
أمسكت جبهته بكفيه يحاول تدلكيها، كَفى لقد أُرهق إلىٰ أكبر حد، نهض من على الفراش، أقترب من مكتبه وأمسك تلك القلادة الزرقاء، أخذ يتأملها ويتأمل صاحبتها!
صاحبتها التي أشتاق إليها، مضى وقتٍ طويل عليه، لم يستطع أَنْ ينساها، كانت حُبه الأول وأول مَنْ أمتلكت قلبه.
ألتف حول المكتب وجلس يإريحية، مرر خُصلاته فِي شعره وهو يتذكر كُل إنش مَر بحياته معها، إنتهت حياته عندما عِلم بِهروبها، قُضِي عليه عندما إستطاعت الفرار من براثنه، كيف طاوعها قَلبها بالهروب منه وهو المنفذ الوحيد لها؟
حرك رأسه عدة مرات محاولًا فَض ما تشبث بعقله الآن، هاجم ذكرياته صورة تلك الفتاة غريبة الأطوار ذات اللكنة الريفية المُميزة، تَذكر حياءها ذلك وإعتذارها المُبالغ فيه ولم يكن له داعي.
"- أعتذر، لم أقصد."
تلك الجملة تتردد فِي مسامعه، والذي أشغل باله أكثر إصطدامها به عندما كانت تركض، مما مِنْ كانت تهرب؟...فيما كانت متورطة؟
كيف أختفت بِتلك السهولة دون أَنْ يشعر بها!
تنهد بعمق ذو تأثير واضح أشتمل على جسده، لِينهض ويتحرك أمام الفراش ويُلقي جسده فِي زقَاق الفراش وألقى معه ذلك الشريط السينمائي لذلك اليوم، حقًا كان يومٍ حافل بِكل ما يؤرقه، أبحر فِي نوم عميق ولم يشعر بنفسه.
-أين كُنتِ يا حسناء؟
هتفت بها جُويرية، لترد بأسف الآخرى مُعللة بِما كانت تَفعله فِي المغسل:
-أعتذر ملكتي، كان عليّ توضيب بضعة أمور وها قد أتممتها.
هزت رأسها عدة مرات ثم قالت بهدوء وهي تنظر لها من أعلى كَتِفيها:
-حسنًا..حسنًا.
ثم أضافت علىٰ حديثها بآهتمام بالغ:
-الملك جلال الدين سمعتُ بإنه سيأتي بعد غد، ذلك صحيح؟
أومأت بإيجاب وهي تُوافق مِلكتها فِي كل ما تقوله، فأنهت الحديث وهي تقول لها:
-يُمكنكَ الإنصراف، ولكن لا تَنسي ما قلته لكِ.
حركت رأسها بالإيجاب، أنحنت لها وغادرت، تُفكر فِي كُل كلمة تشدقت بها الملكة جويرية، سارت بِمهل خارج جناح الملكة خوفًا ألّا يراها أحدٌ وتفشل الخطة اللتان أعدهمها، ألتفت يمينًا ويسارًا خشيةً.
-مَتى تُريدين الجواري يا ملكتي؟
هتفت بها رئيسة الخدم مِيريَام، لترد عليها الملكة وهي تُعد خطة تجعله يُجلب الولد الوريث قَبل أن تموت وألّا تنعم بدفئ أسرتها:
-غدًا سّأمر على الجواري، ومَنْ أُشير عليه أحضريه ليّ بعد فترة.
قَلْقَلًت رأسها -حركتها- ثم أنحنت لها وذهبت، بينما الملكة الأم كانت غائصة فِي ربيع أحلامها، تتذكر ذلك الحِلم الذي راودها، حِلم إختطاف أبنها منها!
امرأة ذات نظرات بريئة وقلب مُشتعل..
ذات جمال مرسوم، وعقل يُضاهي آلالاف من الملوك!
أتتها تِلك النوبة مرة آخرى، أمسكت بشيء قَريب منها وأشتدت قبضتها فيه، أطلقت العديد من الآهات التي صارت لحنًا فِي جوفها من كثرة الآلام.
حاولت ببسالة النهوض مِنْ على الأريكة، سارت تجاه الفراش وألقت جسدها بصعوبة مُتأوهة عليه.
سار بها العُمر ولم يتبقى منه الكثير، زاد شعرها من الشِيب شِيبًا، بينما عيناها ذبلتا، لقد كهلت فعلًا، مُنذ أن توفى زوجها الملك وهي حَملت المُلك على عاتقها حتىٰ تُسلمه لأبنها العزيز ويتسلم الراية بديلًا عنها، حقًا إنه إنجاز أن تكون ملكة وأم!
كيف تستطيع التوفيق بينهما؟!...لم تكن تعلم، ألهمها الله القُدرة فِي ذلك، لم تشعر بتلك السنوات التي مَرت وزادت على عُمرها أضعافًا من التعب!
تنهدت بأريحية تحاول طرد ما نُسج مِن عقلها، غرقت فِي نوم لم ولن تعهده مِنْ قبل.
أنتفض من الفراش وهو يتذكر تلك السيدة التي تستنجد به.
تُصارعه حتى وفِي أحلامه؟
لم يستطيع التخلص منها، إنها تُشبه جاريته!
تصرخ وتُناجي وهو مُقيد بأغلال لا يستطيع إنقاذها.
لا يستطيع رسم صورتها بدقة، نظر لجاريته التي بجانبه التي اتسعت ثغريها من السعادة، طاف فِي أنهار ذكرياته.
يتذكر..أول خبر تلاقه منها مُنذ أن وصل إلى القصر خبر حملها!
تنفس بعمق مُستفيض يحمل العديد من أطنان الحب المُحملة إليها هي..مــعــشوقــتــه!
أقترب منها عندما نهض من الفراش وقبل جبينها ثم فتح باب الجناح وغادر بِتهمل.
سار على أطراف قدميه، توجه ناحية غرفة الطباخين، وقبل أن يلج إليهم سمع بصوت خفيض يكاد أن يكون مُنعدم تهامس الطباخين مع بعضهم وكان حديثهم يشتمل على أخبار القصر، دقق مَسامعه مَرةٍ آخرى، وجد إسمه يُذكر فيما بينهم.
-لَقد سمعتُ بأن جارية الأمير جلال حامل.
-حقًا، كيف عرفت.
-كانت الوصيفات تتحدث فيما بينها فسمعت ذلك الحديث!
كان ذلك الكلام الدائر بينهم، يتدخلون فِي أشياء لم تُهمهم حقًا!!
دلف لهم ووجهه مُمتلئ بالحُمرة، عيناه تستشاط غضبًا.
تركوا ما كان يشغل أيديهم وأنحنوا له إحترامًا، هتف دون أن يُولي ظهره لهم وهو ينظر لأقفاص الطعام الذين لم يُعدوه حتى ذلك الوقت:
-عندما تنتهوا من إعدادكم للطعام تسامروا، انتم هنا تعملون لا تلهون!
كاد أن يغادر لكن ألقى جُملة كانت بمثابة تهديد لهم ولكل من يلهو:
-إن سمعتُ مرة آخرى اسمي يُذكر أو زوجتي فأعلموا بأنكم في عداد الموتى!
غادر دون أن ينظر لقسمات وجههم التي تغيرت فور ذكره بإنه سيقتلهم إن تحدثوا، أمسك كُلًا منهم سكينه الخاص وباشر بتقطيع الطعام والتزموا الصمت!
عاد إلى جناحه وأضاء الأنوار، أيقظ جاريته ثم تشدق بلكنة غريبة لم تعدها هي من قبل:
-لمَنْ قُلتي إنك حامل؟
تشتت أفكارها وتبعثر حديثها، وضع يده على كتفها ثم هدئها وأكمل:
-لن أوذي حبيبة قلبي لكن أريد أن أعلم، قولي ليّ الصراحة.
خَضْخَضَت رأسها -حركتها- عدة مرات وهتفت بنبرة شبه مُتزعزعة:
-أخبرت صديقتي فقط، أقسم لكَ لم أخبر غيرها.
تفهم خوفها وقلقها من عيناه الطائشة التي تُحلق فِي سماء الغضب الآن، قَص عليها ما سمعه مُنذ دقائق، وضعت يديها على رأسها وهي تبكي بنهم ثم طَارحت وهي تقول بقلق مُبطن وخوف ظاهر:
-أقسم لكَ لم أكن أعلم بأنها ستقول، ماذا ستفعل الملكة عندما تعلم بحملي، ستقتله..أليس كذلك؟
أكتفى بالصمت، فهي مُحقة فيما قالته للتو، هو لم يصبح حتى الآن أمير دولة من المملكة فليس من حقه الإنجاب الآن!
فرك يده عدة مرات مُحاولًا لإيجاد حل لِتلك المُعادلة الصعبة.
تسللت ناحية قرية آخرى لعلها تجد أهلها فيها أو تجد مَنْ يُنجدها، رأت شابًا فِي مُقتبل عُمره، أستطردت بِذعر يَمر بحلقها يسير فِي جسدها بأكمله:
-أرجوك..أخبرني..أتعلم ماذا حدث لقريتي..قرية الهاشمية؟
دَلك رأسه عدة مرات ناظرًا لهيئتها تلك ثم رَقَد لها -قال- ما رآه تحديدًا، وبمنتصف حديثه وعلامات الإرتعاب التي أُرتسمت على وجهها
إنهالت عليه تلك الأحداث التي حدثت.
مجموعة مِنْ الرجال معهم أحصنتهم يخفون وجوههم بقطع مِنْ القُماش يمسكون سيدات يضعونهم معهم فِي مكان أشبه بالسجن بينما الراجل يقتلوهم، ومَنْ يقف أمامه إحتجاجًا يقتلونه بِدمٍ بارد لا شعور فيه ولا يوجد تردد في سهامهم!
أرتعشت أوصالها لا إراديًا، زاد الحمل وتعبأ بالكثير من تلك الحكاوي، تركت قدمها تخونها لتسقط وتسقط معها دموعها وهي تتذكر عائلتها التي لرُبما حدث ذلك لهم وربما فروا منهم ولم يستطيع الآخرين اللحاق بهم!
صريعة الموت..طريحة الأحلام، ترفرف الطيور من حولها وتُزقزق، تنظر لهم وهي عاجزة، لم تتمكن أن تنهض وتداعبهم!
لم تَقدر أن تصيح بأعلى صوت جهوري بها لعلها تجد ضالتها؟!
قلبها يَدقق، أوصالها ترتعش، جسدها يشعر بالبرودة.
إنها فِي عداد الأموات...الآن!
لربما فتون ستنخدم ثوراتها وأوصال جسدها عندما تتركه وتسبح فِي ذلك الهواء.
لربما ستصل إلى صديقتها نور التي لا تعلم عنها شيء؟
أُمنيات تتمنى أن تتحق، تريد العودة لأسرتها، أشتاقت لها.
لقد قَست مع والدتها بعض الشيء قبل أن تغادر!
إنها مُخطئة لو ودت أن يعود بها الزمن لتصحح ذلك الخطأ لعل امها سًتُسامحها لفعلها الشنيع ذلك؟!
تريد العودة للماضي بشدة.
من ناحية تُريد رؤية عائلتها وصديقتها!
والناحية الآخرى تُصحح أخطاءها التي فعلتها دون قصد!!

-إنها تموت، أجلبوا لها الحكيم.
كانت تلك آخر جملة تسمعها قَبل أن تفقد وعيها وتفقد معها هوسها بعائلتها وتحيَا فِي عالم الأحلام!

#يُتبع



الفصل هينزل يوم الجمعة الساعة 12 أسبوعيًا بتوقيت مصر
منتظرة آرائكم ❤️




زهرة الروايات غير متواجد حالياً  
قديم 16-05-21, 03:36 AM   #5

زهرة الحزن
 
الصورة الرمزية زهرة الحزن

? العضوٌ??? » 298238
?  التسِجيلٌ » Jun 2013
? مشَارَ?اتْي » 1,105
?  نُقآطِيْ » زهرة الحزن has a reputation beyond reputeزهرة الحزن has a reputation beyond reputeزهرة الحزن has a reputation beyond reputeزهرة الحزن has a reputation beyond reputeزهرة الحزن has a reputation beyond reputeزهرة الحزن has a reputation beyond reputeزهرة الحزن has a reputation beyond reputeزهرة الحزن has a reputation beyond reputeزهرة الحزن has a reputation beyond reputeزهرة الحزن has a reputation beyond reputeزهرة الحزن has a reputation beyond repute
افتراضي

قرأت قراءة سريعة و قد جذبتني
اتمنى ان اجد الوقت و الصحة لمتابعتها اعذريني لمرضي قد لا اتمكن من المتابعة حاليا
و لكن احببت ان اعلق لكي لتستمري لاني اعتقد ستكون رواية حلوة
بالتوفيق


زهرة الحزن غير متواجد حالياً  
قديم 16-05-21, 05:11 AM   #6

زهرة الروايات

? العضوٌ??? » 458679
?  التسِجيلٌ » Dec 2019
? مشَارَ?اتْي » 72
?  مُ?إني » تركية الأصل مصرية بالإقامة
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » زهرة الروايات is on a distinguished road
¬» مشروبك   Code-Red
¬» قناتك mbc
¬» اشجع ahli
?? ??? ~
My Mms ~
Rewitysmile3

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زهرة الحزن مشاهدة المشاركة
قرأت قراءة سريعة و قد جذبتني
اتمنى ان اجد الوقت و الصحة لمتابعتها اعذريني لمرضي قد لا اتمكن من المتابعة حاليا
و لكن احببت ان اعلق لكي لتستمري لاني اعتقد ستكون رواية حلوة
بالتوفيق
ألف سلامة عليكي يا غالية ويسلملي تشجيعك ده وترجعي بالسلامة طهورا ان شاء الله


زهرة الروايات غير متواجد حالياً  
قديم 22-05-21, 12:58 AM   #7

زهرة الروايات

? العضوٌ??? » 458679
?  التسِجيلٌ » Dec 2019
? مشَارَ?اتْي » 72
?  مُ?إني » تركية الأصل مصرية بالإقامة
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » زهرة الروايات is on a distinguished road
¬» مشروبك   Code-Red
¬» قناتك mbc
¬» اشجع ahli
?? ??? ~
My Mms ~
Mh04 الفصل التاني

الفصل الثاني
(الحُب عِندمَا يَدق بَابك، فأوصِده جيدًا حتىٰ لا يلج!)
تَفتحت عِينَاهَا، تَجولت بَصريهَا حَول ذلك المكَان، جَسّدهَا مُلّتَحف بِالملاءة، نًظرت لِنفسهَا لترىٰ أن مَلابسهَا المُقطعة لمْ تَكن موجودةٍ علِيهَا بَل ملابس جدِيدة كُليا ترتدِيهَا، عَلا صُراخها أشتدت جمرات صوتها وهِي تَصيح بهم!
كيف فعلوا ذلك؟
لا وجود لأخلاق أو ضمير منهم!
لمحت طَيف رَجل قابع فِي ظلام تلك الغرفة، إبتعدت تدريجيًا تلقائيًا، تسلل الخوف لأوصالها وتَمكن الذعر مِنْ السيطرة عليها!
-مَنْ أَرسلك إلينا؟...قاسم؟!
كانت تلك جملته المكونة مِنْ أربعة كلمات، مُختصر للغاية، لا يُحبذ الإطناب!
-قُلِ ليّ...ماذا تنتظرين؟
كلماته أصبحت تَشتد أكثر فأكثر، خشونة صوته تَعلا عن حنجرته! وهي..!
مازالت صامتة، لا تُحرك إنشً، تَكتفي بالتحديق به وتشعر بالتنافر مِنه.
-أتُصدقين بإنه سينقذك منا؟
أقترب أكثر منها، وهي على نفس الوضعية.
تَستفزه، تُريده يَصل إلى قمة غضبه ولا تَعلم ماذا سيفعل بها ولكن شعور الفوز يُغدق بها!
دام الصمت بينهما، هي تكتفي بالنظرات بينما هو يستشاط غضبًا، وجهه أغرورق بالدماء بينما هي مُتبلدة...باردة..نظراتها تجعله يعلم -لا يَعني لها شيئًا ما يقوله ولا تهتم-
حسنًا..هي الفائزة فِي تلك الجولة، ولكن فلتتحمل نتيجة فوزها ذلك.
نَفذ مِنه كُل ذرة تَحّمُل كَان يضغط بها على أعصابه للصبر عليها لكنها كالحمقاء لم تَعلم مما قد سيفعله بها!
تسارعت أقدامه لها، بينما هي تنظر له مِنْ الأعلى للأسفل ولم تتحرك.
تتعمد إستخدام سياسة الاستفزاز لكنه فاض به الكيل.
لم يفصل بينهما سوى عدة إنشات، ها وقد أستهلكت كُل طاقة صبره فلتتحمل للنهاية.
أقترب على الفراش أكثر، بينما هي مُقيدة بالأغلال لا تستطيع الفرار منه، لا تنكر فًزعها لكنها لا تُريد أن تُبثه بأي شعور آتاها الآن.
-آآآه.
أطلقت قدحات من تأوهها، وهو يشتد أكثر فِي قبضته لها، أمسك مِعصمها فِي البداية لكن لم تفلح معه تلك الخطة، لجأ للثانية!
تحركت يده إلى عنقها وهو ينظر لتلك المقلتين، أشتدت قبضته عن ذي قبل.
يًخنقها، شعرت بعدم مرور نسمات الهواء إلى أنفها!
مَاطلت أكثر، حتى تَنملت أطراف جسدها، لم تَعد تشعر بشيء بينما نفسها يختفي تدريجيًا.
-أتركها.
صاحت بها تِلك السيدة البدوية!
تراخت قبضته قليلًا، تسلل الهواء لها مَرة آخرى، في هذه اللحظة نظر كلاهما لتلك السيدة.
-إبتعد عنها!
مازلت على نفس نبرتها، إنصاع لها وإبتعد.
عاد لتلك الزاوية المظلمة، إنما السيدة دَنت منها أكثر فأكثر -اقتربت-.
أهتز جسدها عدة مرات، لم تستطع أن تقاومهم لأبعد دقيقة!
شعرت بها السيدة -حُسنية-، ربتت عليها حتى هدئت بعض الشيء، تَقدمت إليها حتى كادت أن تلتصق بأذنيها وهتفت:
-مَنْ قام بتغيير ملابسك أحد الخادمات، ووضعت الملابس الجديدة فوق ملابسك فقط، لا داعي للذعر.
لا تعلم، تراخت قليلًا، تنأءى عنها التعب الذي ساورها مُنذ قَليل.
-هل تعرفين خُورشيد؟
هزت رأسها بالنفي، أضافت مُتسائلة أكثر:
-هل تسمعين عن الملك قاسم؟
-سَمعت بإنه الملك فقط.
كانت تلك إجابتها على ذلك السؤال، تنهدت حُسنية بُعمق، يبدو أمامها شوطً كبيرًا لتُجريه!
****
بَعد عِدة أيام خرجت -نور- مِنْ دار الحكمة لتهبط إلى جناح -الحرم لك-.
تجولت عيناها مُصاحبًا لقدمها تطوف حول ذلك الجناح، تارة تنظر له بإندهاش وتارة آخرى أوصالها تنقض عليها من كِثرة الإرتعاب!
جلست فِي مكَان مُنعزل عن الجواري.
لا تُحب الإختلاط بالغرباء، ولا تريد حتى أن تختلط.
يداها تطوق قدميها، ويهتز جسدها عدة مرات.
تُفكر..
ولأول مرة يُوجد شيء خاص بها!
عقلها هي..
حُر لا يمتلكه أحد، لا أحد يؤمرها أن تُفكر أو تتوقف عن التفكير.
-نور.
هتفت بها -نون- عندما اقتربت منها، لكن لم تستمع، كانت شاردة فِي أطلال عالمها الذي غادرته مُنذ أيام.
تنظر لحالها الآن!
جارية يتحكم بها الجميع!
ومُنذ أيام كانت إمرأة لا تُناهز العقد الثالث تَركض بِكل حُرية، لا تُؤمر من أحد، تستطيع رفع عينها أمام الجميع.
لم تَكن مكسورة الجناح.
لم تَكن ذلك الطير الشريد المُحتجز بداخل ذلك القفص وأمامه تلك السماء الواسعة التي يبحر فيها اشقائه هؤلاء!
يتأمل ولو للحظة ان يُفك قَيده ويطير بحرية، كما كان يَفعل!!
-نور.
أعادت الكُرة مرة آخرى، إنتبهت لذلك الصوت الذي تغلل لبؤرة أفكارها.
-نعم.
أكتفت بتلك الكلمة، أصبحت دُنياها وملاذها!
-فيما أنتِ شاردة؟!
-مَاذا تُريدين؟
سؤالين تقًابلَا، سؤال لطيف خفيف تقابل مع سؤال مَشحوم بكل تلك الطاقة السلبية!
-حسنًا..لا عليكِ.
هتفت بها -نون-، لا تَعلم ماذا تقول فِي تلك الحالات، أخرجت جملة غِير مُناسبة لذلك الموقف، بررت تلك الجملة بجملة آخرى:
-لا أقصد أن أتطفل عليكِ، كُنت أريد إعلامك إِن أردتِ شيئًا قُولِي لي.
هزت رأسها عدة مرات، ونظرت أمامها.
-دستور..جلالة الملكة الأم.
أنتفضوا جميعهم وتجمعوا مُتراصين بجانب بعضهم.
مَرت أمامهم وهي تنظر بدقة كدقة نظر الصقور!
كانت تسير بجانبها مُشرفة –الحرم لك- (ميريام) تتقفى آثار عيون ملكتها، ثم غادرت المكان، لحقت بها الخانوم عند الممر الفوقي، أشارت لها الملكة على الفَتَيَات وتمتمت:
-أريد رؤيتهم اليوم ليلًا.
أومأت بإيجاب ثم غادرت.
خَطُوت ناحية جِناحها وهي تفكر بعدة خطط منهم تُأمن على المملكة تارة والتارة الآخرى تَحفظ حقوق إبنها الملك فِي الحُكم.
نظرت –نور- لــ -نون- بعدم فهم، أمسكت مُرفقها بهدوء وذهبت بها إلى مكان بعيد حَيثُ الجِوَار لا تسمعهن، وتشدقت بلكنة غريبة لم تَعهدها مِنْ قَبل:
-ما أعلمه عِندما تَمر الملكة أو ميريام خانوم وتنظر لأي فتاة فيعني ذلك بإنها ستذهب إلى الخلوة أو تُريد الجارية وصيفةٍ لأي ملكة أو أميرة.
-الملكة نظرت لّي.
قالتها بدون تركيز وكان صوتها عالي نِسبيًا يَكاد أن تسمعه الآخريات، تنهدت بعمق –نون- وأستطردت مُحاولة تهدئتها:
-لربما ستأخذك كوصيفة، تمني الخير ستلتقي به!
هزت رأسها عدة مرات وعادا إلى المكان التي تقبع فيه الجَاريَات.
حاولت الإختلاط بهم عبر سرد حكايات طفولتها الذهبية, رَوت عن صديقتها المُقربة بينما الجاريات بادلنها الحديث وبدأن بِقص قصصهم لبعض.
لكن أنتشلهم صوت –ميريام- وهي تهدر فيهم:
-ماذا تفعلون؟ أهذا وقت للتسامر؟! هيا أنصرفن إلى عملكم.
-قاطعة البهجة.
هتفت بها إحدى الفَتَايَات وأطلقن ضِحك كان صوته عالٍ!
نظرت لهن بشرار يتطاير مِنْ عِينيها, فركضن تجاه عملهن إلا هي!
ظلت واقفة، تصنعت –ميريام- البلاهة وتشدقت:
-ألم أقل تذهبون لعملكم؟
-لا أعلم ما هو عملي.
هتفت بها بصدق، كادت ترد الآخرى لكن أوقفتها –نون- وقالت بإضطراب وقلق بعدما تَقدمت إلى –نور- ونكزتها:
-إنها جديدة ميريام خانوم, سأقل لها ماذا تفعل, لا تُقلقي نفسكَ.
نظرت لهن من أعلاهم حتى أخمصهم وهتفت:
-جيد..على الأقل يوجد أحد يعلم ما يجب عليه أن يفعل!
وغادرت مِنْ أمامهم، هدرت بها وكانت تبوخها بإستمرار:
-أنتِ لا تَعلمين مَنْ ميريام؟..إنها اليد اليُمنى للملكة الأم، لا تُثيري حُنقها إما ستلقين حدفك!
-لا يهمني.
تمتمت بها بتلقائية، وضعت –نون- يدها على رأسها تَفركه مِنْ ذلك الألم الذي أحاط بها للحظة ثم غمغمت وهي تُشير لها بما تفعله:
-أبدأي مِنْ هُنا.
أؤمات بإيجاب وبدأت بترتيل ما قالته لها نون.
ومِنْ دون أن تَشعر هاجمتها تلك الذكريات مرة أخرى لكن تلك المرة صاحبت معها حديث نون عن الوصيفات والخلوة.
طردت مَا جال بخاطرها عندما تخيلت بإنها ستُقابل السلطان، لكن عادت لها تلك الفكرة وأرسلت إليها فكرة آخرى رُبما سَتُقنعه أن يُخلي سَبيلها أو يُنقذ عائلتها.
****
-حسناء أجلبي ليّ الحكيم فورًا
هتفت بها –جويرية- أقبلت عليها وصيفتها ثم تركتها وهرولت إلى دار الحكمة.
بعد فترة لم تكن كثيرة أو قليلة إجتازت ذلك المكان، علا صوتها حتى أستطاعت أن تُجلب الحكيمة معها وصاروا تِجاه جناح شقيقة الملك.
-ماذا حدث لكِ يا ملكتي؟
هتفت بها الحكيمة فور ولوجها داخل الجناح عندما رأتها تتأوه, أشارت جويرية بخروج الوصيفة، فعلت ما أمرت به الملكة.
عندما فرغ المكان نهضت جويرية وهي تنظر للحكيمة بِكل ثقة:
-هل فعلتِ مَا قُلته لكِ؟
اصطنعت البلاهة وعدم الفهم مُتشدقة:
-ماذا تَقصدين؟
-لا تصتنعي البلاهة يا خانوم, هل أحضرتي السُم؟
بادرت بها وهي تنظر لها بنظرات شبه قاسية.
تلجلجت فِي الحديث ثم نظرت حولها حتى تأكدت مِنْ خلو المكان وأومأت بإيجاب، تلقائيًا أمتدت يد الملكة –مُشيرة لها بإحضرها- أخرجت ما كان بجعبتها وأعطتها السم.
تحركت تجاه الخزنة وأعطتها بِضعة نقود ذهبية، وقبل أن تلتقطهم الحكيمة أضافت:
-إن سألك أي شخص لماذا أتيتي ليّ.
صمتت قليلًا لِتُفكر فِي حل سريع.
-قُولِي لهم بإني مَرضت قليلًا أتتني حُمى وستتلاشى بعد بضعة أيام.
أومأت بإيجاب بينما الملكة أسقطت الكيس الممتليء بالنقود على يد الآخرى ونظرت لها نظرات ذات معنى.
أنحنت الحكيمة –احترامًا لها- وقبل أن تُغادر أخفت النقود ورحلت.
جلست الملكة على الأريكة وهي تُفكر كيف ستضع لها السم؟
قاتلت بضراوة حتى تستطيع أن تستنبط الفكرة.
أتاها الحل وأقتنعت به، ثم ذهبت لخزانتها وأخفت بداخله السم
***
أمسكت المياه وأخذت ترتشفها ببطء، تنفست بعمق وبلحظة قطع تأملها ذلك صوت إحدى الوصيفات وهي تقول:
-الملكة جويرية بالخارج يا ملكتي.
أومأت بإيجاب، أقبلت عليه جويرية، أنحنت ثم قبلت يدها وجلست.
-لم أركِ مُنذ مُدة يا جويرية, أين كُنت؟
قالتها الملكة فور جلوسها، تلعثمت فِي الحديث ثم هتفت وهي تتحاشى مِنْ أنظار والدتها المِلكة:
-ها..لم أكن أفعل شي،, كُنت مَريضة بعض الشيء وتحسنت.
-لمَ لم يَقل ليّ أحد أنك مريضة.
هدرت بها وهي تَنظر لها ثم أشارت لها بأن تقترب.
-لا داعي لذلك يا أمي يكفي ما بكِ...أأقلق رأسك بتعب خفيف؟..لا تقلقي يا أمي فلقد تَماثلتُ للشفاء.
ردت عليها بتلقائية مُصاحب لحديثها بعض القلق الذي رافق كل حَرف خرج من شفاهها.
هزت رأسها عدة مرات ثم صمت، دام الهدوء بينهما حتى ظل الهواء يتلاطم فيما بينهم.
-سأخرج بالعربة للخرج حتى أتنشق بعض الهواء.
أمسكت بقبضتها الأريكة وسرعان ما أخفت ألمها وقالت بإرهاق:
-حسنًا أفعلي مَا تُريدين.
أنحنت وغادرت وهي مُتعجبة مِنْ والدتها، لمَ يتمثل على وجهها علامات التعب؟..ما بها؟
كَانت تدور فَي فلكين لا ثالث لهما!
فَلك والدتها المَريضة تِلك وتُخفي عنها!
وفَلك ذلك الرجل الذي تُحبه وتريد التخلص مِنْ مما يُعيق حُبهما!
------------
نهضت الملكة وأقتربت مَنْ المرآة، ظلت تتلمس قسمات وجهها عدة مرات لترى أن الشِيبُ وطأ على حياتها جلب لها الأمراض مع تَقدم سنها!
ولجت فَي حرب كَان المُنتصر فيها ذلك الشيب!
حربًا كانت تَعلم مصيرها وتلك أعقباها!
نزاع قوي بين عُمرها ومسؤولياتها وكان نتيجتها تِلك الخُصلات البيضاء..
ها اصبحت سَيدة عجوز لا تستطيع التحريك أو التحكم بأعصابها أو ألمها!
تنهدت بألم عهدته مُنذ أيام وحدثت نفسها وكأنها الرفيق الأجود والمُحدث المُستمع لها طوال الوقت:
-لقد غابت روحك يا عُمرانية!...لقد ذابت ولا تَعلمين حلًا لها.. سَرق الوقت منكِ نضارتك!...مَنْ أنتِ حقًا؟...أنا لا أعلمك!
أخذت تتكلم وتتحدث، قلبها يرتجف، ذلك الألم القابع بجسدها لا يَزال يُشعرها بإنها على وشك الرحيل!..يدها تتلجلج..شرنقات روحها تَخرج بعد زفير كان بمثابة حرب دامية.
تنهدت مرة بعد مرة وهي تتذكر كلامها!..تتذكر حديث والدتها..أتتها نوبة ذكريات تَفرض نفسها عليها!
ما بيد حِيلة..تصمت وتترك بداخلها تِلك التنهيدة التي تُمر بداخل أوردتها بأكملها!
غِصة مَريرة طافت بجسدها، تَركزت عند تلك الحنجرة، أمسكت نفسها ثم ذهبت إلى أقرب مكان تجلس فيه.
-الملكة عُمرانية أصبحت لا حول لها ولا قوة-
ظلت تردد تلك الجملة لنفسها، حسرة ما بعد قهرة تلجم قلبها!
أخذت نفس طويل وأكملت تُحدث نفسها، تسبح فِي محيط لا نجَاة مِنه!!

***
-أريد الأمير جلال فورًا.
هتفت بها نَاجِية -جارية الأمير-، ذهبت إحدى الوصيفات إلى القاعة المتواجد بها الأمير.
-أين الأمير جلال؟
-هُنا، ولكنه أنذر علينا بألّا نُدخِل أحد.
-ولكن الجارية نَاجِية تُريده.
-أعتذر تِلك أوامره.
كان ذلك الحَدِيث الدائر بينهما، هي تُريد الولوج وهو رافض رفضًا قَاطعًا بالدلوف.
فِي تِلك المحاولات البائسة كَانت تقبع إمرأة فِي جِنَاح تتألم وتًصرخ!
تطلب يد العون ولكن لم يَفلح أحد فِي إنقاذها.
جلبوا لها العديد مِنْ الحُكماء لكن إرادة الله تَفوق أية قُدرة!
-توفت الجارية نَاجِية.
هذا آخر ما تَفوه به الحُكماء، فِي ذلك الوقت إنتهى إجتماع القادة.
خرج الأمير وأول مَنْ أستقبله وصيفة جاريته، فَر الدم هًاربًا مِنهُ، ذهب معها..
قَلبه مُضطرب..
عشقه قد ينزاح الآن!
أرتعشت أوصاله..
أقترب مِنْ الجِنَاح.
دقة..دقتين!
كاد أن يصل...
رأى تَجمع العديد مِنْ الحُكماء فِي جناحه!
والدته موجودة..
الجاريات مُلتفات حول الفراش.
إبتعدوا عنه، سمحوا له برؤيتها!
هي نائمة كالملاك على الفراش.
هو أخترقته جميع الحواجز..صدمته!..لوعته..نار نًشب فِي جسده.
شهيق...زفير.
-البقاء لله..توفت الجارية نَاجِية.
هتف بها احد الحُكماء.
بينما هو..
لم يَعد يشعر بوجود أحد.
هي المرسومة فِي عالمه هو فقط.
يتخيل خوفها عندما روى لها ما سمعه!
يتذكر كُل شيء صار معهما..
روحه تنفصل عن جسده.
يَشعر بــ بَوَى -ألم- يطوف بــ بَدنه!
أحس أن رَاحته -روحه- رحلت عنه..حُبه الدفين دُفن فِيها.
أقترب من وسادتها..
أنحنى لها ثم قَبل جبينها وملس على شعرها.
لن يراها مُجددًا.
لن يلمس شعرها الغجري!
نهض عن موضعه وغادر الجناح.
صامت..
لن يتكلم..سيكتفي بالهدوء الذي تَبين على وجهه.
لاحقته والدته، وضعت يدها على كتفه.
أزاح يدها وكاد أن يُغادر لكن قطع ذلك الصمت بجملة كانت الخاتمة بالنسبة له:
-شُكر لكِ يا أُمي على كُل شيء فعلتيه ليّ.
غادر مع آخر كلماته تِلك، حَدث ما حَدث ولن يستطيع تغيره!
بينما فِي ذلك الوقت كَانت هي مُصدومة مِمَا قَاله..
بماذا كان يقصد؟
عن أي فعل يقول؟
لا تَقدر فَك أحجيته تِلك!
شَفرة فشلت وبإستماتة معرفتها!
-علي أي حال!
هتفت بها وهي تُتمتم مع نفسها.
-أدفونها.
تفوهت بها وهي تنظر لهم، باشروا بما قالته، قاموا بتغسيلها ودفونها!
------
غادر الجميع وبقى هو –جلال-، يَنظر لُحبه السابق والمستمر المدفون بداخل تَلك الأتربة!
كانت معه أمس وغادرت اليوم!
أحبائه غادروا..لم يُريدوا البقاء معه!
والده...جاريته.
لمَا عهدوا بالبقاء وهم أول مَنْ رحلوا؟
-لا تَعد ما دُمت لم تستطيع الوفاء.
بَاح بها لَنفسه، ذلك هو مٌلخص حياته!
شهيق..زفير.
يحاول التنفس بعمق مُحاولة نسيان ما حدث للتو!
لكن كيف يستطيع محو ذكرى مُتشبثة بعقله!
-ذكرى!
هتف بها بضحك وأكمل وهو يُسامر نفسه:
-أصبحت ذكرى الآن يا جلال؟
أخذ نفس كبير مرة آخرى وأكمل:
-نَاجِية أصبحت ذكرى الآن يا جلال؟
ظل يضرب عدة مرات على جبهته لعل وعسى ذلك كابوس سينزاح وسيفيق مِنه!
ولا فائدة لذلك، لم يتقبل موتها لم يقتنع به حتى الآن!
له عُذره...أول حُب له، ذلك الحُب دام بينهما لأربعة سنوات.
كيف بين يوم وليلة سيستطيع محو ما كَان بينهما؟
فَرك رأسه عدة مرات ثم ذهب للحديقة وجلس فِي مكان بعيد عن الجميع، لربما سيستطيع التأقلم مع ذاته ويُقنعها بإنها تَوفت للتو!
*****
"تركض..وتركض..ولم يُسعفها نَفسها، تنهج عدة مرات ولا تريد الموت، ركضت بقدر ما أُوتيت مِنْ قوة، بتلك اللحظة خانتها قدميها حتى سقطت صريعة على أوراق الشجر، بينما تلك الرجال التي تُلاحقها أستطاعت إمساكها، كانت تصرخ وتطلب النجدة ولكن لا حياة لمِنْ تُنادي!"
تتذكر ذلك الحلم الذي راوضها، تركض كثيرًا ولم تَجد لها مُنقذ!
قطعها مِنْ شرودها إشارة –ميريام- لها بالإتيان، أقبلت عليها –نور-وكادت أن تتحدث ولكن قطعتها –ميريام- مُتشدقة:
-فِي الليل أذهبي إلى جناح الملكة الأم، هذه أوامر لا يُمكنكِ عِصيانها!
هزت رأسها عدة مرات ثم عادت إلى مكانها طوقت قدميها بواسطة يدها وأخذت تُفكر فيما حدث فِي منامها واليوم!
مَاذا سيحدث لها؟...لمَا تُريدها الملكة الأم؟
عدة اسئلة تَجمعت بداخل عقلها، قطع شرودها –نون- وهي تَقُول لها:
-فيما أنتِ شاردة؟
كررت نفس ذلك السؤال مثل المرة السابقة.
-ميريام خانوم تُريد رؤيتي عند الملكة الأم اليوم.
أصابتها صدمة أعاقت تَفكيرها.
أيكن تِلك الفكرة التي جالت بِخاطرها ستتحقق؟
صمتت قليلًا ثم هتفت:
-وبعد؟
هزت الآخرى رأسها بعدم فهم فأكملت:
-وماذا حدث بعدها؟
أومأت بإيجاب ثم تشدقت بلكنة تغللها الذعر:
-قالت ليّ أن هذا أمر واجب التنفيذ.
يبدو أن مَا تَوقعته حدث ثم قالت مُنبهة إياها:
-لا تَقولي لأحد عما قُلته ليّ.
حركت رأسها عدة مرات، ثم أمسكت –نون- مُرفق –نور- وقامت بِشدها وغمغمت بهدوء نِسبيًا:
-هيا معي، سأريكِ القصر، فأنتِ حتى الآن لم تريه بوضوح.
أكتفت بالإيماءة وتحركت معها، ظلا يتحادثان حتى بتر حديثهما صوت أحد حُراس الملك قائلًا:
-دستور...جلالة الملك قاسم.
تَحرك مِنْ أمامهما، لكن لاحظ ارتفاع وجه تِلك الجارية –نور-، دقق فِي ملامحها قليلًا شَعر بإنه رآها مِنْ قَبل!
طرد ما أتي فِي باله وأكمل سيره، عندما غادر نظرت –نون- لــ -نور- بغضب وقالت بِضيق:
-أأنتِ جُننتي؟...كيف تنظرين لوجه الملك؟
-لم أكن أعلم بإنه يجب ألا أفعل ذلك.
تمتمت بها حتى أستطردت الثانية وهي تَكاد تَنفجر مِنْ غضبها المُتأجج بَين ثَنايَاها:
-حسنًا..لقد علمتي..لا تفعلي ذلك مرة آخرى.
ولم تنتظر ردها وأمسكت مُرفقها وأكملوا الجولة.
****
تذكر وأخيرًا ... تَذكر مَنْ تِلك الفتاة هي التي أنقذها أحد حُراسه مِنْ براثن قُطاع الطرق!
ثم أكمل وهو يتساءل:
-هل لربما لها عِلاقة بالفتاة الذي رآها؟
أخرج مَا كان فِي تَفكيره وذهب للجناح حتى يَحصل على عدة أوراق لإقامة التحالفات والمعاهدات!
****
جلست بشرود على صخرة فِي تِلك الصحراء.
تَبدل حالها مِنْ حَال لحَال.
أنتشلها مِنْ شرودها ذلك الرجل، لا تَطيقه مُنذ أن سمح لنفسه بأن يقتلها، وقف مُقابلًا لها وقال بتأسف:
-أعتذر أني فعلت ذلك معكِ..لكنكِ لم تَردي على إجابتي.
نظرت له مِنْ أعلاه لأخمصه وأدارت رأسها، أكمل حديثه وهو ينظر لها:
-لم أقصد أعتذر منكِ، عندما لم تُجيبي على السؤال أضطررت لفعل ذلك.
تفوه بهذا الحديث، وعندما وجد عدم رد منها وعلى نفس الحال اضاف مُبررًا لمَا يَقوله:
-أنتِ لا تعلمين ماذا فعل بنا قاسم.
ألتف نظرها له تُحثه على الإكمال:
-قَتل العديد من عائلتنا، أخذ مننا فتايات عنده لتُصبح جاريات، نهب أموالنا ليتمتع بها هو وقصره!
صاعقة أصابتها، لم تَكن تظن أن الملوك تَفعل هكذا!
كادت أن ترد لكن بتر ذلك الحديث صوت تلك السيدة وهي تقول لها بنبرة ذات رجاء:
-نُريدك أن تُساعدينا.
لم تفهم ما قالته تِلك السيدة للتو أوشكت أن تتساءل لكن بترته السيدة مرة آخرى وتابعت حديثها:
-نُريدك أن تذهبي كجارية عِند الملك وتقتليه.

#يُتبع
إنتهى الفصل ❤️ ألقاكم وبنفس الموعد الأسبوع القادم


زهرة الروايات غير متواجد حالياً  
قديم 28-05-21, 03:28 AM   #8

زهرة الروايات

? العضوٌ??? » 458679
?  التسِجيلٌ » Dec 2019
? مشَارَ?اتْي » 72
?  مُ?إني » تركية الأصل مصرية بالإقامة
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » زهرة الروايات is on a distinguished road
¬» مشروبك   Code-Red
¬» قناتك mbc
¬» اشجع ahli
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

تنبيه هام
هيتم تنزيل نص فصل بكرة وبعتذر ده شيء خارج عن ارداتي


زهرة الروايات غير متواجد حالياً  
قديم 29-05-21, 01:02 AM   #9

زهرة الروايات

? العضوٌ??? » 458679
?  التسِجيلٌ » Dec 2019
? مشَارَ?اتْي » 72
?  مُ?إني » تركية الأصل مصرية بالإقامة
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » زهرة الروايات is on a distinguished road
¬» مشروبك   Code-Red
¬» قناتك mbc
¬» اشجع ahli
?? ??? ~
My Mms ~
Mh04 الفصل الثالث ج1


ليكم عندي نصف الفصل الثالث ج2 والفصل الرابع الاسبوع الجاي مش عارفة هل هقدر اكتب فصل ونص ولا انزل نص فصل فقط
بس لو حصل ونزلت نص فصل فهنزل في اسبوع انا فاضية فيه فصلين
************************
الفصل الثالث الجزء الأول
(عِندما يَنتصر عليكَ الحب، فرحب به وتَقبله)
****
-لا.
كلمة مُمونة مِنْ حرفين حَملت بَين طياتها العديد مِنْ المعاني.
ولا سبيل للتراجع!
ولا سبيل للمقاومة.
ألقت ما كان بجعبتها وكانت تلك الكلمة هي التي حضرتها، غادرت وهي تنظر لهم نحو غَيمتها المتواجد به ذلك الفراش الأرضي!
أخذت تنظر لنفسها وهي تروي تِلك الأحداث لضميرها الناطق.
والمتوقع هو..
عدم الإنصاف مُظم الوقت وقليلًا الموافقة على الرأي.
طوال اليوم لم تخرج مِنْ خيمتها ورفضت أي دعوة لتناول الطعام وظلت وحيدة أغلب وقتها.
بينما حُسنية وأمير جالسا على تلك الطاولة وتفكيرهما مُــــوحــــــد!
"كيف يقنعاها"
--------
فِي الصباح الباكر خرجت مِنْ تِلك الخيمة وذهبت لأي مكان تستطيع الإختلاء به!
تستطيع مُصارعة أفكارها!
تستطيع مُبارزة ضميرها والتي تَكاد تُقسم أن تتخلى عنه!
فاض بيها الكيل، مُنذ إختفاء عائلتها وأصبحت تَحمل همًا لا تستطيع حمله، وكيف يأتي لها أن تقتل أحدًا!
-أنه ظالم..قاتل..يُريد قتل الأبرياء!
عقلها مازال مُتأجج فِي تِلك الفكرة تُحادث نفسها حتى ترد عليها الصاع صاعيين:
-حتى وإن قاتل الذي يُحاسب هو الإله ولسنا نحن..
مُناوشات تَدور فِي عقلها، تخربط مِيزان فِكرها، لا تتمكن فِي جعلها تتزن!
أنقلبت لساحة عِراك حول مِنْ المُنتصر ومِنْ خائب الرجاء.
تُريد إرجاح الكفة ولكن عَقلها شريد لا يَقوى على تَحمل ترك قاتل بدون عاقبة أو قتله بغير حق!
ما زالت تدور في فلك واحد.
لا تعلم أين مساره أو أين يقطن!
أنتفضت أثر صوت أتاها جعلها تَنثر مَا كانت تحاول تجميعه لِتُلملم شِتات نفسها:
-فيما مِحتارة؟
تلجلجت فِي الحديث، لا تعلم هل ينبغي أن تُخبر أحدًا بأنها ستقتل ملك!...أم لا؟
حُسم الأمر.
تُريد حل فِي تِلك المعادلة الصعبة.
التي لم يتزن لها أية طرف مِنْ الطرفين، حتى صارت تلك المسئلة يَصعب حلها!
-هُناك سيدة يبدو عليها حَاكمة القري...
بَتر حديثها الأولي رد الآخرى وهي تومأ مُصاحب لحديثها ذلك الكلام:
-أعلم..السيدة حُسنية، أكملي.
-وذلك السيد الذي لا أعلم له كِنية.
لنرد عليها مرة ثانية تُصحح لها الأسماء:
-يُدعى هِزاع..حفيد السيدة حُسنية.
هزت رأسها وكادت أن تُكمل لكن أتها ذلك التساؤل المُريب والذي بسببه يُمكن حل تِلك المعضلة:
-أين والدي هِزاع وأين شقيقه، لم أرى أحدًا معه غيرها.
أنقلب وجه –بدور- لِلون آخرى، وأكتفت بالصمت بعدما تعثر الحديث فِي فاهها.
عِلمت الإجابة ولكن أرادت أن تسمعها حتى تستطيع أن تُقاتل ذلك العقل بضراوة وتُنصر ضميرها:
-أين أنتِ؟
-ها..لا يوجد شيء
بادرت بها بتلقائية حتى تُجيبها الآخرى بإصرار يطوف حدقتيها وينبعمِنْ داخلها:
-ام تُجيبيني، أين هم؟
-توفوا على يد الملك قاسم لأنهم...
قطعت حديثها –فتون- لِترد على حالها مُتناسية مَنْ بجانبها:
-كُنت أعلم..كُنت أعلم.
ظلت تُكرر تلك الجملة عدة مرات، وأرتسم التعجب على –بدور- لتُجبيها بإستفهام:
-ماذا يُوجد لِما تُهللين هكذت؟..هل كُنتِ على معرفة به؟
تلجلجت فِي الحديث ونشوة الإنتصار بدأت تعود لمهجعها، هزت رأسها بالرفض وقالت وهي تضع يدها على كتف -بدور- :
-ليس هكذا.
أنعقدت حاجبيها أكثر –بدور-، أضافت مُتابعة حديثها:
-سأقص عليكِ..بدون أن تُبدي تعليق.
كَنَت رأسها –هزته- وأكتفت بالهدوء.
*****
لا يزال الألم ينهشها.
يُمزقها مِنْ داخلها ويجعلها تُعاني مِنْ أثره!
مع ذلك تستخدم سلاحها الوحيد.
الصمت!
أداتها المفضلة والوحيدة.
ماذا تفعل وقد تراكمت عليها متَاعب تِلك الحياة حتى جعلتها تَنشغل فِي توضيب المشاكل التي تُعيق المملكة.
-ملكتي.
هتفت بها –ميريام-، فَصَمَت شرودها –قطعت- ألتفتت لها، فتابعت بهدوء عكس ما يحدث داخلها:
-الفَتَايَات بالخارج.
-أدخليهم!
هتفت بتلك الكلمة المكونة مِنْ سبعة حُروف، ثم أدارت جسدها ونهضت.
آتِيَت الجاريات ثم أنحنوا لها وأخفضوا رأسهم.
ظلت تتأملهم وهم على هذه الوضعية، أقتربت مِنْ نور وأمسكت شعرها ذو اللون البندقي المُتوازي مع لون غصن الشجر.
أرتجفت مِنها، لا تُنكر ولكن أمسكت جآشتها وسيطرت على خلاياها.
-جيد.
قالتها الملكة، ثم مَرت على الفتاة تليها الثالثة والرابعة.
إبتعدت تدريجيًا ثم إستطردت وهي تَتظر لهم آمرة:
-سيتم إقامة حفلة للملك، وستحضرونها أنتم!
منهم من كان سعيد..قلبه مُبتهج لرؤية الملك، ومنهم لم يُريد أن يلقاه!
تنفست بعمق وأخذت قدحات مِنْ الهواء، زادت مِنْ الذعر أطنانًا، الهوء لا يُساعدها، بل يُخنقها!
تحاملت على نفسها حتى سمحت الملكة لهم بالمغادرة، غادرت راكضة تجاه أية مكان يَردم خوفها ويكمم رُعبة أوصالها.
أستطاعت أن تصل لِمكَان يُرتب من رُهبتها.
أخذت الشهيق ثم طردته بالزفير عدة مرات.
وأخيرا استعادت رباطة جآشها.
وفور تَحركه تِجاه ال -حــرم لــك- أصطدمت بــ نون.
-أعتذر لم أركِ.
-لا داعي لذلك.
جملتين تَقابلا بهدوء مُتقن حتى خرجت –نون- مِنْ أسلوبها ذلك وقالت بإضطراب ينبع مِنْ داخلها ولا يَنضب:
-هيا أخبريني، بماذا أرادتكم الملكة.
-لأجل حفلة مُقيمة للملك.
تشدقت بها وهي شاردة، لا تعلم هل حدث هذا الموضوع ليجعلها تقع فِي الوحل أكثر مِنْ الأول أو ينتشلها مِنْ مأزقها ذاك ويُحررها ويساعدها لتجد عائلتها وصديقتها!
-نور.
-ها.
هتفت بها –نون- عند شرودها لترد عليها –نور- وهي تُبحر فِي بحار ذاكرتها.
-أين أنتِ؟!
قالتها وهي مُتعجبة فأجابتها –نور- وهي تُحاول طمآنتها بينما هي عكسه، ذلك الهواء البارد يُلفح بشرتها ليجعلها ترتعش أكثر مِنْ مرة مُتذكرة ما حدث لها مُنذ قليل.
سارت بجانب –نون- غير واعية على الدنيا، مازلت فِي نفس البؤرة، لا تستطيع التخلص مِنْ منها.
إنها صعبة المنال.
بينما هي...
إنسانة رقيقة لم تكن تتخيل بإنها ستتحمل مشاكل ومصائب مثل هذه.
لا تعلم ولا تُريد أن تعلم لما أصطفاها القدر ووضعها فِي مأزق مثل هذا.
تعبت من التفكير.
أرهقت من السير فِي دوامة لا نجاة منها.
-احذري يا نور، لا تخبري أية جارية مما قولتيه ليّ، أنهن من الأُنَفَة –الغيرة- يَقتلن بعضهن!
صاعقة ما بعد صدمة!
أيمكن لجارية تَقتل آخرى لغيرتها منها؟!
هل القتل سهل لهم؟
تعددت التساؤلات على وجهها وكادت أن ترد ولكن بترته –نون- وهي تقول لها بنبرة تحذيرية تَحمل بين طياتها العديد من مشاعر القلق عليها:
-عديني يا نور بألا ستخبري أحدًأ.
-أعدك.
بادرت بها ليُكملا السير وكادا الوصول إلى المكان.
تِلك المرة هي ليست هائمة فِي أسرتها وصديقتها، بل روحها التي من الممكن والوارد على حسب كلام رفيقتها بأنها ربما سُتغادر الدنيا بسبب غيرة نشأت بين سيدات؟
يوم عن يوم تكتشف ملاذ قريتها التي كانت بسيطة يخلو منها أية ضغينة!
قريتها كانت مثالية، جميعهم يحبون بعضهم ولا يُفكرون في الأذي غير هؤلاءّ
يقتلون بعضهم لأجل ملك يحيا اليوم وسيموت غدًأ!
سيفنى مثل ما تفنى أية روح في الدنيا!
تبقى السيرة على شفاه الناس فقط، لا مَنصب أو تَعالي.
يفنى الجميع وتبقى السيرة العِطرة.
وصلا للمكان وجلستا كُلًا منهما فِي مكان مُبتعد عن الآخر.
وما زالت نظرات –نون- مُتعلقة عليها، تُراقب شفاهها وهي تتكلم مع الآخريات.
إنها حقًا تُحبها.
تَخشى أنها يُصيبها مكروه!
ظلت تُراقبها وهي تتحادث معهن.
وها قد سنحت لها الفرصة –نون- أن تقتلع –نور- من الجاريات.
غمغمت مُنبهة إياها للمرة التي لا يُذكر عددها:
-هل أخبرتي أحد؟
-لا.
-جيد.
تنهدت بُعمق –نون- قبل أن تُضيف:
-ابقي بجانبي، إني قلقلة عليكِ.
هزت رأسها ثم جلست بجانبها وشرعن فِي شرد المُتبقي مِنْ حياتهن ولم يروه.
***





زهرة الروايات غير متواجد حالياً  
قديم 04-06-21, 06:36 PM   #10

زهرة الروايات

? العضوٌ??? » 458679
?  التسِجيلٌ » Dec 2019
? مشَارَ?اتْي » 72
?  مُ?إني » تركية الأصل مصرية بالإقامة
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » زهرة الروايات is on a distinguished road
¬» مشروبك   Code-Red
¬» قناتك mbc
¬» اشجع ahli
?? ??? ~
My Mms ~
B11 تأجيل

تـــأجــيــل

بعتذر للجميع
بس حاليا مشغولة
فبذلك هيتأجل التنزيل لمدة اسبوعين
وبإذن الله على قد ما اقدر اقدر بعد ما ارجع من الاجازة المؤقتة دي اخلص النص فصل وهيتعدل بإذن الله ويتحط مع الجزء الاول من الفصل الثالث وهنزل الفصل الرابع والخامس.
وبعتذر جدا جدا ودي ظروف خارجة عن إرادتي




التعديل الأخير تم بواسطة rontii ; 13-06-21 الساعة 01:58 PM
زهرة الروايات غير متواجد حالياً  
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:01 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.