آخر 10 مشاركات
متى تحضني عيونك اذا هذي العيون اوطان ؟ , متميزة"مكتملة" (الكاتـب : توآقهَ ♥ لِــ ♥ لُقّياكـْ - )           »          ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          عشق من قلـب الصوارم * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : عاشقةديرتها - )           »          في ظلال الشرق (20) -شرقية- للكاتبة الرائعة: Moor Atia [مميزة] *كاملة&روابط* (الكاتـب : Just Faith - )           »          كل مخلص في الهوى واعزتي له...لوتروح سنين عمره ينتظرها *مكتملة* (الكاتـب : امان القلب - )           »          لمن يهتف القلب -قلوب زائرة- للكاتبة : داليا الكومى(كاملة&الروابط) (الكاتـب : دالياالكومى - )           »          [تحميل] أعشق آنانيتك عندما تتمناني لك وحدك ، للكاتبة/ &نوني بنت الجنوب& (جميع الصيغ) (الكاتـب : Topaz. - )           »          112 - دمية وراء القضبان - فيوليت وينسبير - ع.ق (الكاتـب : بنوته عراقيه - )           »          لورا والدوق الأسباني (12) للكاتبة: Mary Rock *كاملة+روابط* (الكاتـب : monaaa - )           »          على أوتار الماضي عُزف لحن شتاتي (الكاتـب : نبض اسوود - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree4095Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 14-02-22, 02:01 PM   #1681

Heba aly g

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Heba aly g

? العضوٌ??? » 459277
?  التسِجيلٌ » Dec 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,500
?  نُقآطِيْ » Heba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond repute
افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة hoba nasry مشاهدة المشاركة
اشفقت على معتصم جدا بعد رحلته وامله أنه يجد إجابة على تساؤلاته وامله في العثور على والدها للأسف الشديد خاب أمله وكلام يمنة زود جراحه لكن كانت عنان وحبها وقلبها اللي ملكه ترياق لاوجاعه
منورة المتابعة ياجميلة🥰رجعتينا معاكي لشهور فاتت واحداث مرت واخدت مننا وقت طويل❤️ باذن الله تختميها معانا على خير💗 ويارب تعجبك للنهاية❤️


Heba aly g غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14-02-22, 07:19 PM   #1682

Hoba Nasry
 
الصورة الرمزية Hoba Nasry

? العضوٌ??? » 435719
?  التسِجيلٌ » Nov 2018
? مشَارَ?اتْي » 545
?  نُقآطِيْ » Hoba Nasry has a reputation beyond reputeHoba Nasry has a reputation beyond reputeHoba Nasry has a reputation beyond reputeHoba Nasry has a reputation beyond reputeHoba Nasry has a reputation beyond reputeHoba Nasry has a reputation beyond reputeHoba Nasry has a reputation beyond reputeHoba Nasry has a reputation beyond reputeHoba Nasry has a reputation beyond reputeHoba Nasry has a reputation beyond reputeHoba Nasry has a reputation beyond repute
افتراضي

نسرين حمت ابنها وأخوها بروحها لآخر رمق بتحاول تنجو بهم من ظلم راشد

Hoba Nasry غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14-02-22, 07:43 PM   #1683

ميمو٧٧

? العضوٌ??? » 416015
?  التسِجيلٌ » Jan 2018
? مشَارَ?اتْي » 700
?  نُقآطِيْ » ميمو٧٧ is on a distinguished road
افتراضي

تسجيل حضور للقمر
هابي فالانتاين يا هوبة 😍😍😍😍😍😍 يا رب يكون سعيد على ابطالنا يا رب


ميمو٧٧ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14-02-22, 07:47 PM   #1684

halloula

? العضوٌ??? » 74478
?  التسِجيلٌ » Jan 2009
? مشَارَ?اتْي » 988
?  نُقآطِيْ » halloula is on a distinguished road
افتراضي

منتظرين على أحر من الجمر يا هبه

halloula غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14-02-22, 08:02 PM   #1685

Heba aly g

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Heba aly g

? العضوٌ??? » 459277
?  التسِجيلٌ » Dec 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,500
?  نُقآطِيْ » Heba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond repute
افتراضي

مساء الورد 🌺
جاري تنزيل الفصل ❤️


Heba aly g غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14-02-22, 08:07 PM   #1686

Heba aly g

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Heba aly g

? العضوٌ??? » 459277
?  التسِجيلٌ » Dec 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,500
?  نُقآطِيْ » Heba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond repute
افتراضي



الفصل السادس والثلاثون


(١)
بداية ونهاية ،مادامت وُجِدت الأولى فحتما سنصل إلى الثانية وإن طال الأمد.

وهما أحدهما بدأ حياته بالفقد والاشتياق وظل عمره هائما في البحث عن المفقود فكانت النهاية جبرا ولقاء

والآخر بدأ حياته بالغربة التي ظن أن فيها الخلاص هاربا إلى أرض الأحلام ليغرق عمرا في جبال من الأحزان

لقاء مهيب بين الأب وابنه،الأب الذي ظن أنه سيعود إلى وطنه الذي هجره عمرا كاملا يروي ظمأ حنينه إليه فقط ثم يعود من حيث أتى ،ظن أنه لن يتذكره أحد ليجد أن له جذرا ممتدا متشعبا يحمل اسمه باعتزاز ويجوب البلاد بحثا عنه

عناق طويل غرق فيه كل من محمود ومعتصم،عناق حار بحرارة سنوات الغياب التي مرت على معتصم وحرارة سنوات الغربة التي مرت على محمود،دموع جارية ليست فقط على وجهي معتصم و محمود ولكن على وجوه كل المتواجدين في ساحة المجمع
صالح الذي كان شاهدا على رحلة معاناة ابن اخته،عثمان الذي هزته دموع صاحبه وهو رفيق سنوات التيه،أشرف رفيق البحث منذ سنوات

لامس محمود كتفي ابنه وهو يبتعد قليلا ينظر إلى ملامحه المتأثرة ويشدد من الضغط على كتفيه يتأكد أن ما يراه واقعا ليس خيال متمتما بحشرجة بكاءه:"لا أصدق عيني،ولا أحد يضاهيني في السعادة،ونادم أشد الندم على الغياب ولكن ماذا أقول لله حكمة في كل شيء"

فأردف معتصم بصوتِ مختنق من البكاء وقد فقد السيطرة تماما على مشاعره:"أين كنت طوال هذه السنوات؟ لمٓ ذهبت بلا رجعة ولا سؤال؟"

سالت دموع محمود حتى بللت لحيته وأردف وهو يرفع أنامله المرتعشة يتحسس جانبي وجه معتصم فتصيبه رجفة سرت في جسده كتيار كهربي انتقل إلى معتصم في التو :"بالطبع لديّ عوضا عن السبب أسباب وعن العذر أعذار ولكن لم يأتي في ذهني لحظة واحدة بوجود خٓلٓف لي في الحياة"

ثم بدأ ضميره يؤنبه ونفسه تلومه على عدم عودته منذ سنوات فأغمض عينيه هاربا من جلد الذات وجذب معتصم ثانية فاحتضنه بقوة ومشاعر قوية تتدفق بغزارة إلى قلبه وعقله وتغمر حواسه،مشاعر لم يشعر بها محمود من قبل ،لقد عاش عمرا ظن فيه أنه شعر بكل المشاعر الإنسانية لتأتي عليه هذه اللحظة فيشعر أنه لم يعش بعد وأن هناك شعوراً أروع ينتظره

أما معتصم فلم يكن الشعور الذي يشعر به في قرب والده بجديدِ عليه لقد تمناه طويلا وحلم به كثيرا ،شعور لم يشعر به مع أحد من قبل
لا مع عمران رغم حنانه وكرمه
ولا صالح رغم محبته
ولا يونس رغم طيبته
ولا هارون الذي كان دوما كصديق مقرب ....
لقد كان في ذهنه شعور مختلف تماماً تجاه رجلا يحمل اسمه وها هو يشعر به

لم يعرف كل منهما كم مر من الوقت حتى اقترب صالح ثانية وقال بصوتِ متأثر :"هيا بنا محمود حتى نذهب إلى البيت عندي وتحكي لنا سبب غيابك الطويل هذا فبالتأكيد هناك قصة يندى لها الجبين ،ثم تدارك أن الوقت تأخر فأردف: أو ترتاح قليلاً وفي الصباح تقص علينا ما تشاء"

فأردف مُعتصم بسرعة ووجهه لا يزال منفعلا وعينيه يطل منهما الشغف الشديد:"أنا لن أستطيع الانتظار للصباح"

وأردف محمود وهو ينظر إلى معتصم بنفس الشغف:"ولا أنا ،ثم أن الوقت تأخر على أن أذهب إلى بيتك، للبيت حرمته يا صالح إلى جانب أنني لا أنام إلا بعد صلاة الفجر"

فأردف معتصم وكأنه طفل صغير يتعلق بوالده:"أجلس معك حتى الفجر واحكي لي وبعدها نذهب إلى شقتي هنا"

كان كل من محمود ومعتصم يناظر كل منهما الآخر وعيناه متعلقتان بالآخر بلهف لاحظه صالح وشعر أنهما يحتاجان إلى مساحة خاصة بهما،يشعر أن كل منهما يحتاج إلى الاختلاء بالآخر،لم يشعر للحظة أنهما اغراب عن بعضهما وأن ابن أخته يحتاج إلى وجوده بجواره
فأردف أخيرا:"رغم شوقي إليك يا محمود ولكن يبدو أن معتصم أولى شخص بك الآن فإن كنتما ستسهران معا فسأذهب انا وأعود اليكما في الصباح"

لم يعترض لا محمود ولا ابنه فأيقن صالح أن رحيله الأفضل بالفعل

فأردف بصوت مختلج وهو يضع يده فوق كتف محمود:"كنت أنتظرك عمرا كاملا حتى تستلم الأمانة ولم أظن أن لحظة تسليمها ستكون يسيرة هكذا،كلما كان يكبر معتصم كلما أدركت صعوبتها فسهلتها أنت كعادتك دائما "

ابتسم محمود أخيرا ابتسامة خرجت واهنة وسط دموعه فتحرك صالح بخطوات بطيئة تاركا إياهم وخلفه مباشرة أشرف الذي لم يلتفت إليه معتصم مرة واحدة منذ دخولهما
أما مرزوق فاقترب من عثمان قائلا:"نريد اكمال ليلتنا يا شيخ عثمان"

فأقبل عثمان أخيراً على صاحبه قائلا وهو يمسح وجهه من آثار البكاء:"مبارك عليك أجمل مفاجأة أبا بكر وربت على كتف معتصم قائلا بتأثر: مبارك عودة والدك بُني"

كلاهما أومأ له برأسه متمتمان بكلمات الشكر القليلة وقد غاب الكلام فأردف عثمان لصاحبه:"اجلسا في المكان الذي تفضلانه وأنا سأكمل الحفل"

تمتم محمود بخفوتِ:"حسنا،ثم رفع عينيه إلى معتصم قائلا:نجلس في المسجد بالداخل حتى صلاة الفجر؟"

فتمتم معتصم الذي استُنزف إلى أقصى درجة في الدقائق الماضية:"نجلس"

فسارا متجاوران في الطريق الفاصل ما بين ساحة الاحتفالات والمسجد وحين وصلا إلى باب المسجد فتحه محمود و قال لمعتصم وضربات قلبه لا تزال على ضجيجها:"ادخل بُني" وطعم كلمة بُني في فمه كان شديد العذوبة

خلع كل منهما حذاءه على باب المسجد ودخلا تباعا وشعور يساورهما أنهما في حُلم وكان المسجد خاليا الا منهما فاتجه محمود جهة إحدى النوافذ المطلة على الساحة الخارجية وأشار إلى معتصم بالجلوس فجلس كل منهما بجوار الآخر يستندان على الحائط فنظر معتصم إلى سقف المسجد المُرتفع المُزين بنقوش إسلامية مرددا بشرود:"وقد يجمع الله الشتيتين بعدما يظنان كل الظن ألا تلاقيا"
فتمتم محمود وهو يمسح عينيه المبللتين بالدموع:"ونعم بالله"

نظر إليه معتصم مليا يتأمل بشاشته وسماحته وشعور بالسكينة يغمره فأردف بلهف لم يعد يستطع كبته والكلمة تخرج من بين شفتيه بانسيابية:"أين كنت أبي طوال هذه السنوات؟"

فربت محمود على كفه فقط ليتأكد أنه حقيقة ونظر إليه يستشعر كلمة أبي التي خرجت من بين شفتيه فيشعر بجمالها وأردف:"سأحكى لك كل شيء منذ أن تركت البلدة إلى أن عدت منذ عدة أيام"

هز معتصم رأسه بترقب فأردف محمود وهو يعود بذاكرته لأكثر من ثلاثون عاما للخلف:"أنا كنت اعيش هنا منذ ولدت وتخرجت وعملت وتزوجت من والدتك ،ضيق ما بين حاجبيه مستدركا: حقا كيف حال والدتك بُني انشغلت بلقاءك ولم اسأل؟"

قال معتصم :"بخير ولله الحمد،حاولت التواصل معك بعد ولادتي لتخبرك ولكن لم يتوصل اليك أحد وظنوا أنك توفيت بسبب عدم استقرار الأوضاع وقتها في البلد الذي كنت فيه وأنت تعرف العادات هنا زوجوها من ابن عمهم راشد حين كنت أنا في الثانية"

هوى قلب محمود بين قدميه قائلا بجزع:"وانت تربيت في بيت راشد الحسيني؟"

نفى مُعتصم بسرعة :"لا لم يحدث ،تربيت طوال عمري في بيت أبي عمران وأمي غالية كانا لي الاب والام ولم يجعلاني أحتاج يوما لاي أحد حتى بعد أن كبرت وعملت وأصبح لي دخل خاص لم يرضى أبي عمران أن افارقهم وكتب لي شقة في البيت حتى أظل معهم دائما"

لمعت الدموع في عيني محمود وهو يتذكر كل حسنة فعلها في حياته فيرى أنها رُدت له في ولده الذي يجلس أمامه الان يشعر نحوه بالألفة وكأنه يعرفه منذ القدم لا منذ دقائق قليلة
فتمتم محمود أخيراً:"بارك الله لهما كانا دائما اهلا للثقة ولكل شيء جميل،ثم مسح على وجهه قائلا:سأكمل لك بعد أن وقع الطلاق بيني وبين أمك صراحة لم أجد أن هناك شيء يستحق أن أبقى من أجله عملي هنا كان براتب ضعيف للغاية ولم يكن لي لا اب ولا ام فقط ابناء عمي اللذان سافرا من قبلي ولم يكن لهما رغبة بالبقاء في مصر بأكملها خاصة بعد أن باعا بيتهما ولم يحالفهما الحظ في العمل والاستثمار ،جائتني فرصة عمل خارج البلد براتب مجزي فتحمست وسافرت بالفعل"

كانت الأجواء في المسجد هادئة الا من صوت الانشاد الذي يأتي من خلف النافذة المغلقة والأضواء خافتة الا من ضوء الساحة الذي يُلقي بظلاله عبر زجاج النافذة الشفاف ، ورغم اتساع المسجد إلا أنهما شعرا أن هناك هالة تحيط كلاهما تفصلهما عن الزمان والمكان

اكمل محمود:"عملت بالفعل عدة أشهر اعتدت على البلد وعلى أهلها الطيبين وتعرفت على عثمان وصديق آخر اسمه حذيفة فكونا مثلثا من الصداقة والأخوة شعرت معهما بالفعل أنهما اخوتي أكثر ما شعرت بهذه المشاعر مع أبناء عمي اللذان من دمي "

أومأ معتصم برأسه باهتمام فأكمل محمود وقد تغضنت ملامحه :"إلى أن حدثت اضطرابات شديدة في أوضاع البلد ،الهدوء والاستقرار الذي عشته طوال أشهر انقلب إلى النقيض ،تبدل حال البلد وأهله إلى أن جاء اليوم الذي غير مجرى حياتي وقلبها هكذا"

تسارعت أنفاس معتصم وكانت عيناه متسعتين عن اخرهما فأكمل محمود:"تسلل بيننا لا أعرف كيف مجموعة من الأشخاص وكانوا مستاؤون من الأوضاع ويأخذون رأينا كرجال دين فيما يحدث،ارتجفت شفتاه وغامت عيناه بسحابة كثيفة من الدموع قائلا :كنا نتحدث معهم بحسن نية وندلي باراءنا إلى أن تم اعتقالنا جميعا وعرفنا بعدها أن هذه المجموعة لها نشاط سياسي معارض للنظام الحاكم منذ فترة ولم يلتفتوا لنا أو يصدقون أننا ليس لنا علاقة بهم ولا لنا أي نشاط سياسي"

كانت انفاس معتصم تتسارع منذ أن بدأ محمود في الحكي ولكنها تسارعت أكثر عند هذه النقطة وأردف بأنفاس مضطربة:"لا تقل أنك كنت سجين سياسي لفترة طويلة هناك"

شبح ابتسامة ساخرة لاح على زاوية شفتيه وأردف بفتور روح :"ثلاثة عشرة عاما سجينا انا وعثمان وحذيفة في سجن لا يعرف من فيه رحمة ولا عدل"

من وصف محمود توقع معتصم المكان فأردف بشفتين مرتجفتين ويدين مرتعشتين :"كنت في سجن * * ؟"

فأومأ له محمود برأسه وعلامات الألم تتشكل على ملامحه وتتركز في عينيه اللتين كانتا شديدتي التطابق مع عيني ابنه ليس فقط في اللون والهيئة ولكن في الألم الذي انقسم بينهما فأكمل معتصم بجزع وهو الأدرى بما يحدث في مثل تلك السجون:"وكيف قضيت تلك السنوات هناك؟ وكيف خرجت ؟ وأين كنت من وقتها؟"

ظلت التساؤلات تتتابع من بين شفتي مُعتٓصِم فأردف محمود وهو يربت على كفه فيبعث في أوردته طمأنينة بأنه موجود بجواره:"لا داعي لسرد ما تعرضنا له بالداخل،لا داعي للقول اننا كنا أحياء كالاموات في غرف تحت الأرض لا يعرف عنا أحد شيء حتى أننا بالفعل نُسينا بمرور السنوات، انطمست هوياتنا وكل ما كان معروف عنا أننا سجناء سياسيين معارضين لنظام الدولة وأجهزتها الأمنية ومعظمنا لم يكن مدونا عنه اي معلومات فعاش ومات دون أن يعرف أحد أنه دخل هذا السجن ،كل ليلة كنا ننام ولا نعلم من منا الذي لن تطلع عليه شمس يوم جديد ،شدد معتصم على كف ابيه مؤازرا فأكمل محمود بعينين تلمعان بالدموع :ولكن ربك حين يضعك في ابتلاء يُغٓلفه برحمته الواسعة ورحمته كانت في عثمان وحذيفة ،قضينا السنوات تحت حراسة أمنية مشددة وفي معية الله، ختمنا القرآن معا مئات المرات وحفظنا عشرات الاناشيد والابتهالات التي كانت سلوانا في ليالي الغربة والسجن ،كان حب الله يجمعنا وكتابه وسنة رسوله شغفنا تلاقت أرواحنا فكان كل منا للآخر سندا وعونا في السراء والضراء،زم شفتيه وتصلبت نظرته وهو يقول:حاولنا الهرب عدة مرات ولكنها كانت تبوء بالفشل وبالطبع بعدها كان العقاب الشديد"

شعر معتصم بالدماء تغلي في عروقه انفعالا وغضبا وغمرت جسده طاقة تكفي للهدم والبناء تأثرا وحزنا وهو يتخيل أصناف التعذيب في مثل تلك السجون ثم أردف بانفعال وهو يعتدل ويولي أبيه وجهه كاملا ويربع ساقيه في جلسته :"ألم يسأل عنكم أحد ؟ ألم يتدخل أحد حتى تخرجو؟"

قال محمود ضاحكا ضحكة ساخرة:"ومن كان يعرف عنا شيء أو أين كنا؟ هل تظن أنه كان هناك ملفات باسمائنا ومكاننا ؟ ومن كان لي أو لحذيفة حتى يسأل عنا ؟الوحيد الذي كان يسعى أهله خلفه ونجح بالفعل في التواصل معهم هو عثمان وهو كان السبب في هروبنا من السجن فيما بعد"

قال معتصم بقلب خافق:"هل هربتم ولم يتم إطلاق سراحكم؟"

"وهل يتم إطلاق سراح أحد هناك يا بُني!"قالها ساخرا

فأردف معتصم بانفعال"أكمل"

فأكمل محمود بعد تنهيدة قصيرة:"كما قلت لك كان الوحيد الذي نجح في الاتصال بعائلته هو عثمان ولم يهدأ لهم بالا حتى ساعدوه على الهرب بأعجوبة وكنا معه انا وحذيفة فالشيخ شعيب أطال الله في عمره كان ولا يزال رجلا كريما شهما وورث ابناؤه صفاته هذه ولم يخرج عثمان الا ونحن معه ،أغمض محمود عينيه وكل الصور تتوالى أمام عينيه وكأنه انتقل عبر الزمان والمكان وأردف والألم يتجسد على ملامحه فينتقل أثره على ملامح معتصم: الأشخاص الذين كانوا من طرف الشيخ شُعيب وساعدونا كانوا سيدبرون أمر دخولنا بلد عثمان عبر الحدود ولكن المشكلة كانت في الخروج من البلد نفسها وقد أصبحت الجهات الأمنية تبحث عنا وتوزع صورنا على كل الكمائن والطرق فكان الحل أن نوضع في سيارة كبيرة مُغلقة من سيارات نقل البضائع وبالفعل وضعنا بين البضائع كأننا حجر لا ينطق ولا يشعر ،ظل مُغمض العينين وتحشرج صوته وهو يقول:ظللنا لأيام لا نعرف عددها ثلاثتنا متكومون في مساحة صغيرة تحتنا ومن حولنا البضائع بطريقة نظمها من يساعدونا حتى لا يُكشف أمرنا،شعر بالظلام يحاوطه وهو يتمتم: ظلمة تشبه ظلمة القبر ولكن الفرق أن المقبورين أموات ونحن أحياء ،سالت دموعه رغما عنه وهو يتذكر تلك اللحظات شديدة القسوة وقد كان الخوف يحاوطهم من كل جهة وعملية هروبهم مهددة بالفشل ونسبة نجاحها منخفضة ولا يوجد لديهم أي أمل سوى التعلق برحمة الله أن يكون قد قدر لهم النجاة ،تمتم بخفوتِ: كلما وقفنا في لجنة للتفتيش هوت قلوبنا بين أقدامنا خوفا وكلما مررنا تجدد الامل والتقطنا أنفاسنا من جديد زاد قليل وماء قليل وقد تعذر علينا الطعام والشراب ونحن مستلقون على ظهورنا هكذا لفترة طويلة بالكاد نأخذ أنفاسنا إلى أن ،توقفت الكلمات فوق لسانه وفتح عينيه لتسيل دموعه وتغرق وجهه فلامس معتصم بكفيه ركبتي والده بقلب منفطر وهو يعرف أن القادم في الحكاية هو الاسوء فأكمل محمود بتأثر وكأن ما حدث كان فقط بالأمس: إلى أن توقفت أنفاس ثالثنا حذيفة،مات حذيفة قبل أن يرى النور وقبل أن يأخذ حريته،مات حذيفة قبل أن يحقق أحلامه التي كان يسعى إليها ،مات حذيفة وماتت معه أمانيه كلها وقد كان أكثرنا تفاؤلا بالنجاة وبداية حياة جديدة،مات وهو ملاصقا لي وظل جسده متجمدا بجواري ولا أملك له شيء سوى الدعاء "

التقط محمود أنفاسه أخيرا ومسح وجهه بكفيه حتى لا يبدو كالاطفال في عيني ابنه الذي يبدو أنه ذو بأس وشخصية قوية ثم أردف متماسكا:"أراد الله أن نصل إلى الحدود عند النقطة التي سيساعدنا فيها رجال الشيخ شعيب لدخول البلد ولكن كانت جثة حذيفة عائقا أمامنا كنا انا وعثمان نُصِر أن نحمله معنا ويُدفن في أرض عثمان ونعرف قبره لنزوره ولكن رجال الشيخ شعيب وجدوا الجثة عائقا،تمتم معتصم بعينين متسعتين وقلب خافق:وماذا فعلتم ؟"

زم محمود شفتيه وأكمل بقلة حيلة:"دفناه في الصحراء وقلوبنا تتفتت قهرا،دفناه ولم نعرف في أي بقعة دُفِن وقد حل علينا الليل وبالكاد كنا نرى أمامنا وبعدها وصلنا إلى بلدة عثمان بعد مناورات وعقبات تغلب عليها رجال الشيخ شعيب بفضل الله وبهذا مررنا من عنق الزجاجة نجحنا في الهرب وتجاوزت الظلمة الأولى في مشواري"
تغضنت ملامح معتصم واردف بدهشة:"ماذا تقصد بالظلمة الاولى؟"

فيتمتم محمود بأسف:"لله في خلقه شئون يا ولدي وله حكمة في أن تكون سنواتي الماضية ظلمات حتى يسطع شعاع الضوء ،الظلمة الأولى كانت ظلمة السجن والظلم وقهر الرجال الذي كابدناه لثلاثة عشرة عام إلى أن أنار الله لنا دربنا بنور الحرية"

قال معتصم وهو يتطلع بفضول في كل سكنات والده:"ولكنك تجاوزتها بهربك من السجن واستقرارك في بلد الشيخ شعيب كما قلت"

قال محمود موضحاً:"بالطبع كنا مطلوبين وقتها وكان علينا الاختباء جيداً"

قال معتصم بجدية"انت كما قلت لم يكن هناك أوراقا رسمية بدخولكم كما أن هذا السجن أغلق وانتم بالفعل خرجتم خارج حدود الدولة"

قال محمود مؤكدا:"احيانا يا ولدي تجاربنا تترك أثرا فينا العمر كله وهروبنا يكون من أنفسنا قبل أي أحد ،سأكمل لك حبيبي،اخترقت كلمة حبيبي أذني معتصم ومنها إلى قلبه المشتاق فرفرف بسعادة وليدة فأكمل محمود:ظلت التجربة مؤثرة في إلى أقصى درجة السجن،الظلم،سنوات العمر التي سُرِقت ،تهدجت أنفاسه وهو يسرد:موت حذيفة وقلة حيلتي تجاهه،وطني الذي هجرته منذ سنوات وبالطبع نساني كل من فيه فلم اترك اي ذكرى خلفي"

قاطعه معتصم بصوتِ مهزوز ونظرة لو تقتل لقتلته من صدقها :"انا كنت موجودا وكنت انتظرك"

فتمتم محمود والحسرة تملأ قلبه فلا تترك مكانا لشيء آخر :"ليتني عدت ،ليتني عرفت ولكنني يا ولدي كنت تحت وطأة ظلمة اقسى على النفس من ظلمة السجن والظلم فقد عشت بعدها قرابة السبعة أعوام في اكتئاب شديد ،اكتئاب يعقب المرور بفترات إحباط طويلة وظلم وإهانة ،مط شفتيه قائلا :فتور أصاب قلبي وروحي فلم أعد أريد شيئا ولا أشتهي شيئا ،ومع الاكتئاب أصابني خوف فسره الأطباء النفسيين بأنه خوف مرضي من السفر وركوب وسائل المواصلات بكافة أنواعها نظرا للأيام الصعبة التي قضيناها في الهرب وارتباطها برائحة الموت وإحساس الفقد حين ظل حذيفة ميتا بجوارنا لفترة وعجزنا عن فعل شيء"

شعر معتصم بالاختناق فقط من مجرد الحكي فكيف كان شعور من عاش هذا الواقع ؟
اكمل محمود وهو ينظر إلى ابنه:"ظللت لسبع سنوات على هذا الحال صمم فيها الشيخ شعيب على أن أكون بينهم لم يسمح لي بترك البلدة فظللت معهم وكان عثمان قد بدأ في تأسيس فريق الانشاد الذي كنا نحلم به حين كان ثلاثتنا في السجن وقتها لم اكن انا بكامل طاقتي بل كنت غارقا في ظلمة الإحباط واليأس كانت أفضل اوقاتي التي أقضيها أمام الكعبة أُصلي وأُناجي الله بالأيام دون أن أشعر بمرور الوقت أو التي كنت أزور فيها المدينة وأقف بالساعات أمام قبر الرسول هذه حقا كانت أجمل أوقاتي وسلواي "

قال معتصم :"ولمٓ لم تعود؟"
قال بفتور:"فقدت الرغبة في كل شيء بل وازداد الأمر أنني أسقطت جزءا من معاناتي على وطني نفسه"
ضيق معتصم ما بين حاجبيه قائلا:"وما العلاقة؟"
قال محمود :"وقتها كما قلت لك لم أكن متزنا نفسيا فأرجعت جزء مما آل إليه حالي إلى أنني لو كان وطني نصفني وكنت أجد فيه حياة كريمة لما حدث لي كل هذا"
قال معتصم:"ولكن هذا ليس السبب ،السبب "
رفع محمود كفه قائلا لابنه بابتسامة عذبة:"اعرف يا ولدي في البداية كلها أقدار وكنت سأصل إلى نفس القدر بكافة الطرق ولكني أقول لك أنني لم أكن متزنا نفسيا "

أومأ معتصم برأسه متفهما فأكمل محمود:"ظللت هكذا فاقدا للرغبة في كل شيء حتى بعد أن بدأت فرقة الانشاد في عملها لم أكن منتظما معهم ولكن ما جعل أحوالي تتبدل ،ابتسم ثغره ابتسامة تشبه ابتسامة معتصم قائلا:نوارة"

ضيق معتصم عينيه متسائلاً:"من نوارة؟"
اتسعت ابتسامة محمود حتى ملأت وجهه ورفع حاجبيه قائلا:"خالتك نوارة زوجتي"

ابتسم معتصم فأكمل محمود :"ابنة الشيخ شعيب واخت عثمان، في العام السابع لي في بلدتهم طُلِقت هي لعدم انجابها،عادت إلى بيت والدها وكنت أنا مقيم هناك في بيت صغير تابع لبيت الشيخ شعيب ولكن منفصل عن بيت العائلة ولكنه في أرضهم وكانت هي حالتها النفسية سيئة بعد تعرضها لهذه التجربة الصعبة لأنها امرأة حساسة جدا ،كان يتصادف وجودها في بستان أبيها في الأوقات التي اكون متواجدا فيها وكأن الله كان يرتب لنا هذه الأوقات ليقرب أرواحنا من بعضها ،انجذب كل منا للآخر بشكل خاص،تلاقت الطرق،ووجد كل منا سلواه في حضرة الآخر ،كنت أعرف أنهم لا يزوجون بناتهم لغريبِ فاستحييت من طلبها واحراج الرجل الذي فتح لي بيته لسنواتِ ولكن عثمان فاجأني بأنه يلاحظ انجذابنا اعترفت له على استحياء وهو من وقف بجواري وأقنع والده ،تزوجت من نوارة وأنارت حياتي كلها بعدها ولم يعد للظلمة مكانا إلا جزء صغير في عقلي أبى أن ينسى ويواصل"

لمعت عيني معتصم قائلا :"وما هو؟"
فقال محمود :"الخوف المرضي من الانتقال الذي ظل ملازما لي لسنوات أخرى ،كنت كلما استقليت اي مواصلة شعرت بالاختناق الذي لازمني وقت هربي،وشممت رائحة الموت التي كانت منبعثة من جسد حذيفة الذي كان يرقد بجواري مباشرة ميتا لفترة طويلة"

شعر معتصم أن الالم يعصر قلبه حزنا على السنوات العصيبة التي عاشها والده ،كان يظن أنه وحده من يعاني ليعرف أن كلاهما كان يُعاني بنفس القدر وإن اختلفت الطرق وقرأ محمود في عيني معتصم حزنه فآلمه قلبه على من شب وقضى عمره ينتظره وهو لا يعرف عن وجوده شيء

شرد محمود وكأنه يحدث نفسه والندم يتملكه وهو يرى معتصم أمامه رجلا فيشعر بالاسى على سنوات عمره التي ضاعت دون ابنه:"أنا فضلت البقاء هناك لأني كنت أعرف أنني لا ينتظرني أحد وان أبناء عمي هاجرا ولا اعرف لهما بلدا وبالطبع بعد عشرون عاما نسوني وظنوا أنني ميت "

فغمغم معتصم بحنين بدى في صوته ونظرة عينيه:"انا كنت أنتظرك وابحث عنك ،وعرفت أنه كان بالفعل مسجلا دخولك البلد ولكن لم يتم تسجيل خروجك منها لذلك ظننت أنك ربما تعيش هناك وكنت أبحث دائما ،واسمك كان مع جميع معارفي حتى إذا وصلت في أي وقت
أخبروني حتى أنني سافرت خارج مصر لأصل إلى أي معلومة ولم أصل "

شعر محمود بالندم ينهش قلبه فأردف بأسف:"انا نادم أشد الندم"
فقال معتصم مهونا:"كما سبق وقلت كلها اقدار"

ولكن نظرة معتصم وتمسكه بوجوده والبحث عنه اثارو في محمود تساؤلا من الذي نمى فيه هذا الحب لاب لم يراه ولم يعرفه فأردف متسائلاً:"أراك تعرف الكثير عني من الذي عرفك بي عن قرب هكذا ؟"

قال معتصم بابتسامة رأى فيها محمود دفئا وحنانا لم يراهما في عيني بشر منذ وفاة والديه منذ سنوات طويلة:"أنا منذ أن وعيت وكنت أرى جميع من حولي لديهم ام واب وعائلة مستقرة كنت أسأل ابي عمران وامي غالية وكانا يقولان لي الحقيقة أن ابي سافر وامي تزوجت وأنهما لي الاب والأم والحق يُقال لم يقصر ابي عمران رحمه الله،ردد محمود بتأثر:رحمه الله ،ولم يتعجب من خبر وفاته فالعمر مر وكان يعرف أنه سيجد الكثير من المفقودين ولكنه سأله:منذ متى مات؟"
فقال معتصم بتأثر:"سبع سنوات"
"والحاجة غالية؟"قالها محمود بترقب
فردد معتصم مبتسما:"أطال الله في عمرها"
"اللهم آمين ،أكمل ياولدي" قالها محمود

فتمتم معتصم بإحساس غمر محمود بمشاعر دافئة:"ولكني كنت دائما أشعر انك موجود حولي بشكل ما لم أقتنع انك ميت كما كانوا يقولون كنت أشعر برابط يربطني بك ،ابتسم بشجن قائلا:كنت أراك في منامي"

ردد محمود متأثراً:"حقا!"
هز معتصم رأسه قائلا:"نعم ولكن لم أكن أرى وجه وملامح كنت أسمع صوتك وارى الهالة المحيطة بك وأصحو قبل أن أرى ملامحك واليوم فقط اكتمل الحُلم وصار واقعا "

سرت في جسد محمود رجفة من كلمات معتصم ولامس بكفيه ركبتيه وربت عليهما بحنانِ فأردف معتصم :"كنت كلما يئست من البحث عنك أرى أملا آخر فأجري خلفه ولكن للحق منذ عدة أيام فقط كنت قد وصلت لقناعة انك لن تعود وصلت لها بعد تعب شديد في البحث أثر على حياتي وسبحان الله ظهرت انت بعد أن سلمت انا امري لله وايقنت أنك حقا لن تعود"

"الله اكبر الله اكبر ،الله اكبر الله اكبر"
اخترق صوت الاذان سمعهما فنظر كل منهما إلى المؤذن الذي يرفع الاذان في أول بادرة منذ ساعات للإنتباه لمن حولهما

كان أمام المسجد قد دلف دون أن يشعر به كلاهما وهما مندمجان في الحديث منذ ساعات بلا انقطاع وكأنهما منفصلان عمن حولهما ولم يعيدهما إلى الواقع إلا رفع اذان الفجر

وبعد أن رفع الرجل الاذان وبدأ المصلون في التوافد على المسجد وكان أولهم عثمان وباقي فريق الانشاد أردف محمود لمعتصم بمودة صارت بينهما بشكل عفوي:"نصلي الفجر ثم نعود لنكمل "

فاستقام معتصم معه واردف باشتياق:"حين سمعت صوتك منذ يومين وانت تتلو التواشيح تمنيت في نفسي أن أصلي خلفك "

فربت محمود على كتفه مبتسما وهو يملأ عينيه بالنظر إلى وجهه ودلفا معا ليتوضئا

بعد قليل كان محمود يقف استعدادا ليؤم المصلين ،خلفه مباشرة معتصم الذي يشعر برهبة وقد تحققت أحلامه دفعة واحدة ،كانت كل خلجة بداخله تحمد الله على فضله ،فوجد من ينضم إلى الصلاة على يمينه ملتصقا به وكان صالح الذي لم يستطع النوم، وعلى يساره كان يوسف الذي ما إن عرف ما حدث حتى أتى مُسرِعا يبارك لمعتصم ،نظر معتصم إلى صالح نظرة صامتة ممتنة ثم حول نظره إلى يوسف فكانت بينهما نظرة خاصة فدمعت عيونهما وبجوار يوسف كان حاتم الذي ابتسم لمعتصم ابتسامة داعمة

على صوت محمود بالتكبير فكبر الجميع خلفه ودخلوا في الصلاة بخشوع أما معتصم فكان قلبه يرفرف وروحه تحلق حول جسده وهو يسمع صوت والده العذب فيظن أنه مازال يرى حُلما من أحلامه وسيصحو منه في أي وقت



التعديل الأخير تم بواسطة ebti ; 20-02-22 الساعة 12:32 PM
Heba aly g غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14-02-22, 08:08 PM   #1687

Heba aly g

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Heba aly g

? العضوٌ??? » 459277
?  التسِجيلٌ » Dec 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,500
?  نُقآطِيْ » Heba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond repute
افتراضي

(٢)

صلوات بعدد أيام عمره صلاها ولكن صلاته هذه كانت الأولى التي يبلغ تأثره هذا المدى،كانت كل خلجاته تتمتم بحمد الله،سالت دموعه مع كل حرف ينطقه وتحشرج صوته مرارا وشعر به من خلفه ويعرف حكايته واولهم معتصم الذي كان يتقاسم معه كل الانفعالات ،الفرح والشجن ،التأثر والحنين

وحين سلم وجد معتصم الذي كان يجلس خلفه يقترب منه فيصبح في الجوار كطفلِ صغير لا يستطع فراق أبيه فأردف محمود وهو يُمٓلي عينيه بملامح ابنه:"تقبل الله حبيبي"
فيقول معتصم"منا ومنكم إن شاء الله"

اقترب صالح وخلفه يوسف وحاتم فاستقام محمود وخلفه معتصم فقال صالح لمحمود معرفا وهو يشير إلى ولديه:"هذا يوسف ابني الكبير وهذا حاتم"

بابتسامة ملأت وجهه كله صافح محمود يوسف وحاتم قائلا:"اهلا ولدي ماشاء الله ماشاء الله "
ثم قال لصالح :"بارك الله لك فيهم "
قال صالح وهو يشير إلى معتصم:"وبارك لك في معتصم"

في هذه اللحظة كان صالح يقف أمام محمود وبجواره ولديه ومحمود بجواره معتصم فشعر معتصم لأول مرة بشعور الانتماء لاب بعينه لا خال كالأب أو جد كالأب أنه الشعور الأروع الذي شعر به على مدار عمره ،الشعور الذي سعى خلفه عمرا كاملا وحقا كان يستحق البحث والتعب

نظر يوسف وحاتم الى محمود وكل منهما رحب به بعبارات ترحيب مجاملة وكلاهما شعر بنفس الشعور تجاهه، شعور بالتقدير لشخصه و بأنه رجل ذو مكانة عالية
قال صالح لمحمود أخيرا بمودة :"هلا أتيت معي كما اتفقنا في المساء"

قال محمود ضاحكا:"الليل مازال يسدل أستاره يا صالح"

فأردف صالح بامتعاض:"مازلت حساسا رغم مرور العمر يا محمود"

فأردف محمود ببساطة:"ليست حساسية بل اتباع الأصول ومراعاة حرمة البيوت"

قاطعهما معتصم قائلا بنبرة شعرها صالح مستأسرة:"مازال لدينا الكثير من الكلام يا خال وكما قلت لك سآخذه إلى بيتي لا تقلق ثم نأتي اليك حين ننهي حديثنا "

ابتسم صالح وهو ينظر في عمق عيني معتصم فيرى سعادة طاغية وفضول مازال في أوجه ورغبة في الاستحواذ على والده وكان يُقدر مشاعره فأردف:"حسنا سأترككما كما تريدان أنا قلت فقط نصلي معكما الفجر"

انصرف صالح ويوسف وحاتم وانصرف المصلون تباعا فأردف محمود لمعتصم:"أتريد النوم ونكمل في الصباح أم نكمل حديثنا؟"

قال معتصم بسرعة بنبرة طفل صغير يأبى النوم ليلة العيد:"لا أريد النوم "

فقال محمود :"وأنا بعد الفجر حتى الشروق اقضيه في قراءة القرآن ولكن اليوم نقضيه في اكمال ما بدأناه"

فأردف معتصم بسرعة:"لا ... أريد أن أستمع منك إلى تلاوة القرآن اولا لقد عشقت صوتك حين كنت أستمع مصادفة إلى التواشيح التي كنت تتلوها "

فربت محمود على كتفه يغمره بمزيد من مشاعر الأبوة كما غمره هو بهذا السيل المتدفق من الحنان والاهتمام
ومن بعيد كان عثمان يبتعد وهو يشيعهما بنظراته التي للان يبدو بها الدهشة وعدم التصديق قبل أن يعود مع رفاقه إلى الفندق الذي ينزلون فيه

عاد محمود ومعتصم إلى نفس المكان الذي كانا يجلسان فيه وجلسا أرضا متقابلان وبدأ محمود في ترديد إحدى سور القرآن متوسطة الطول فقرأها بصوته العذب واستمع معتصم بإنصات شديد وتأثر وقلبه يلين مع صوت أبيه الذي يلامس شغاف القلب ،يتخلل ترتيله أذنيه فينظر حوله إلى المسجد الخالي واضواؤه الخافتة والسجاد الذي يكسو الأرضية فيتذكر أحلامه منذ سنوات ويردد في سره اللهم لك الحمد.

حين انتهى محمود من التلاوة كان أول خيط من خيوط النهار يشق طريقه في عتمة الليل ومعه كانت قد انجلت من فوق قلب معتصم أخر طبقة من الصدأ الذي كان يغلف شغافه وزالت غصة من الصدر فأردف محمود بفضول وقد اشتعلت في ذهنه تساؤلات لا حصر لها عن حياة ابنه :"أريد أن أعرف عنك كل شيء سواء في دراستك أو عملك أو حياتك الخاصة منذ كنت صغيرا حتى الآن"

فأردف معتصم بابتسامة واسعة وعينان تنطقان باللهفة للحكي :"سأحكى لك على كل شيء ولكن من أين أبدأ ؟"

قال محمود بمودة:"أنت من أين تريد البدء؟"
فنطق لسانه بما في قلبه قائلا:"من عند عنان"
تسائل بفضول:"من عنان؟"
فقال معتصم ونظرة عينيه تنطق قبل لسانه:"عنان زوجتي ،ثم استدرك قائلا:هل تعرف أن قصتي معها تتشابه مع قصتك مع الخالة نوارة في بعض التفاصيل"
قال محمود بفضول :"حقا! كيف؟"

فبدأ معتصم يقص عليه كل شيء من البداية إلى النهاية لم يتحرى ترتيب الأحداث، كان هناك عصفا ذهنيا رهيبا في رأسه يريد أن يحكي له كل شيء فحكى دون خجل دون تردد فهو بالنسبة له لم يكن يوما أب مفقود أو شخص غريب بل كان جزءا لا يتجزأ من نفسه وروحه وساعده على الاندماج دون خجل تقبل محمود له منذ اللحظة الأولى ومشاعره التي غمره بها فكلاهما شعر في الساعات الماضية كأنهما يعرفان بعضهما منذ الأزل والسنوات التي ابتعدا فيها لم تكن سوى سنوات فراق وانقضت

حكى معتصم عن عنان ولاح الحزن على ملامح والده وهو يسمع أن ابنه ذاق نفس ما ذاقه هو في فترة ما، نصف القصة مع يمنة حين أحبها ولكنها كانت متعلقة باخر والنصف الآخر مع نوارة التي تزوجها وهو يعرف تمام المعرفة انها لن تنجب له ولكنه لم يأبه لذلك ولكنه أبى أن يحكي لابنه عن شيء يخص يمنة احتراما لكونها أصبحت زوجة لرجل اخر
ولكنه حكى عن نوارة و عن حبه لها الذي غلب رغبته في الإنجاب فشعر معتصم أنه يتحدث مع صديق حميم

أشرقت الشمس وملأ نورها أرجاء المسجد والكلام لم ينتهي بينهما، استند معتصم بظهره على الحائط وكذلك فعل محمود الذي كان يحكي لمعتصم باستفاضة عن حياته طوال السنوات الماضية وجلسات العلاج النفسي التي أصر عثمان أن يُخضعه لها على يد متخصصين طوال السنوات ليتغلب على مخاوفه التي كانت تصاحبه في صحوه وفي نومه

عند هذا الحد انغلقت جفون معتصم لا إراديا وغفى وهو مستندا على الحائط إلى أن سقطت رأسه على كتف محمود فربت الاخير على كتف ابنه ومسد بحنان على شعره يختبر شعورا شديد الدفء والعذوبة فأغمض عينيه هو الآخر مشددا على كف معتصم خوفا من أن ينام ويصحو فيجده كان مجرد حلم أو هلوسة من ضمن الهلاوس التي كانت تلازمه لفترة ما حزنا على ضياع العمر دون أي إنجاز
*********
"محمود الرحماني عاد يا أمي"
قالها صالح لغالية وهو يحدثها في الصباح بعد أن أشرقت الشمس ليخبرها بما حدث الليلة الماضية فشهقت غالية وأردفت بعينين متسعتين دهشة:"هل تقول الصدق صالح؟"
"وهل هذه الأمور بها مزاح ياأم صالح!"

قالت والدهشة لاتزال على وجهها:"وأين كان طوال هذه السنوات؟"

قال صالح:"معتصم لم يترك المجال لأحد بالحديث معه،ابتسم بحنانِ قائلاً:استحوذ عليه وحده ويجلسان بمفردهما منذ الأمس يتحدثان"

قالت غالية بأنفاس متسارعة :"وكيف كان رد فعله حين علم أن له ابن؟"
أخذ صالح يحكي لها بالتفصيل تفاصيل اللقاء ثم أغلق معها وخلد للنوم الذي جافاه طوال الليلة الماضية
............
"محمود الرحماني حي!"
استنكرت يمنة ما قالته أمها ورددت جملتها بدهشة شديدة وهي تجلس في غرفة المعيشة بعيدا عن راشد تتلقى اتصال أمها التي تخبرها بما حدث

قالت غالية بتأثر :"سبحان الله، لولا أن صالح يقول لي أنه رأه بنفسه لما صدقت كنت مثلك لا أصدق"

جف حلق يمنة وتهدجت أنفاسها وهي تسترجع في ثواني عمرا كاملا مر في سنوات ثم أردفت بتوتر:"وماذا كان رد فعله مع معتصم كيف تعامل معه أخاف أن يكون آلمه بقصد أو دون قصد"

قالت غالية مطمئنة إياها:"لا تقلقي يقول أنه
فرح جدا به وأنه ومعتصم يسهران معا منذ الأمس وكلاهما مشتاق للآخر"

قالت يمنة بشك:"أتفهم اشتياق معتصم الذي كان يعرف أن له أب ويبحث عنه منذ سنوات ولكن لا أتفهم اشتياق محمود الذي لم يكن يعرف أن له ابن"

فقالت غالية بارتياح:"الحمد لله الذي لم يُرِد لمعتصم الحزن والتمزق،محمود طوال عمره مؤمن والمؤمن دائما قلبه دليله اتوقع أنه حين رأى معتصم أمامه أنار الله بصيرته خاصة مع وجه الشبه الكبير بينهما"

دقائق إضافية ظلت فيها غالية ويمنة تتحدثان وحين انتهت المكالمة ظلت يمنة جالسة في مكانها ساهمة شاردة الذهن والنظر تفكر في السر الذي جعل محمود يغيب طوال السنوات الماضية والسر خلف عودته الآن ؟
تغمض عينيها مفكرة ماذا لو كان لم يسافر من الأساس وعرف بحملها وعادا إلى بعضهما ونشأ معتصم بينهما وانجبت باقي أبنائها منه ؟
ولكنها عادت لتنفض هذه الأفكار عن رأسها حتى لا تصاب بالجنون ويأكلها الندم خاصة مع خروج أبنائها من غرفهم واستيقاظ راشد فكانت مجبرة على نبذ الماضي جانبا والرضا بقضاء الله الذي بالتأكيد فيه خير حتى لو لم نعلمه
*******
خرجت مودة مع عمرو وأمها من المركز الطبي الكبير بالمحافظة بعد أن قاما بأخذ عينات للتحاليل المطلوبة قبل الزواج والخاصة بزواج الأقارب ،تذكرت مودة وهي تعبر من بوابة المركز الطبي منذ عدة أيام يوم أن فاتحها والدها في رغبة عمرو من الزواج منها يومها غمرها الخجل كأي فتاة في موقفها وعلى استحياء قالت له:"إن لم يكن لديك مانعا فأنا موافقة"

ولم تعارض حليمة فهي تعرف بميل ابنتها وعمرو إلى بعضهما ورغم أنها تخاف من نعمة ومن تدخلاتها ولكن ما قاله عمرو لمودة عن رغبته بالاستقرار بعيدا نسبيا عن بيت العائلة جعلها تطمئن أنه أهل لابنتها ولن يُخطىء خطأ يحيى
وحين صرح يونس لحليمة برغبة عمرو في عمل فحوصات أيدت الأمر ولكن يونس وجد حرجا في تواجده في أمر كهذا فجعل حليمة هي من تذهب معهما

حين وصلوا إلى سيارة عمرو فتح عمرو الباب الأمامي لحليمة لتركب بجواره كما حدث وهم قادمون وبالخلف جلست مودة التي كانت واجمة منذ أن دخلوا المركز الطبي وكان عمرو يلاحظ ذلك وينظر إليها من المرآة الأمامية ولا يعرف السبب فأردف لعمته حليمة:"مارأيك عمتي أن نجلس في مكان نتناول الإفطار؟"
كانت تعلم أنه يريد أن يتحدث مع مودة فلم تمانع وأردفت:"حسنا حبيبي لا توجد مشكلة"
أما مودة فظلت على نفس وجومها وشرودها

بعد قليل
في احدى البواخر المطلة على النيل كان ثلاثتهم يجلسون يتناولون افطارا خفيفا ،تناولت حليمة القليل ثم أردفت وهي تستقيم واقفة:"الحمد لله ،سأذهب إلى الحمام "

فأردف عمرو بجدية:"آتي معكِ عمتي أم ستعرفين المكان؟"
قالت:" لا حبيبي سأعرف لا تقلق"

تركتهما وانصرفت وفي نيتها أن تترك لهما مجالاً للحديث على انفراد،ولته مودة ظهرها وهي تمسك فنجان النسكافيه الساخن تأخذ منه رشفة وتنظر بشرود إلى النيل وكان يجاورها في الأريكة فاقترب قليلا حتى أصبح خلفها مباشرة وأردف باهتمام:"ماذا بكِ مودة منذ أن خرجنا في الصباح وأنتِ شاردة هكذا؟"

ظلت توليه ظهرها وتمتمت بخفوت :"افكر في أمر هام "
قال باهتمام أشد:"ما هو؟"

قالت بخفوتِ بنبرة مهمومة :"نحن ذهبنا وقمنا بعمل التحاليل ولكن ألم تسأل نفسك ماذا لو ظهر بها ما يؤكد مخاوفنا ماذا سنفعل وقتها؟"

نبرتها وشرودها كانا غريبان عليه ولكن وصله شعور فحاول التأكد منه قائلا بصوت شعرت به يُسٓكِن كل خلاياها:"أنتِ ماذا ستفعلين إن حدث؟"

التفتت نحوه والتقت العيون في نظرة طويلة شغوفة من جهته لمعرفة مشاعرها ،حزينة من جهتها إن صٓحٓت ظنونها فأردف بنظرة شعرت بها تسحرها :"قولي مودة ،للآن لم تقولي شيء يرضي غروري الذكوري ويُشعِرني أنني مرغوب منكِ"

قالها بنبرة شعرتها مترجية ونظرة تجذبها إلى التحليق معه في أعالي السماء فأردفت بنبرة متعبة وقلب مضطرب وعينين شديدتي التعلق بعينيه :"ماذا تريدني أن أقول؟ أنني كنت مُعجبة بك منذ عدة سنوات وكنت أظنه انجذاب مراهقة ،وأنني ظللت لثلاث سنوات أتابع حسابك على الفيسبوك منذ سفرك لأعرف كل أخبارك وارى جميع صورك حتى أصبحت أحتفظ بهم جميعاً في ذهني،شعر عمرو برجفة تسري في جسده واختلاج لذيذ في قلبه، شعر بالدماء تندفع في عروقه وظل يستمع إليها لا يريدها أن تتوقف فأكملت بشفتين مرتجفتين وهي في أضعف حالاتها على الإطلاق: أم أقول انك منذ أن أتيت من السفر وانا تأكدت من مشاعري تجاهك وكنت اقاومها باستماتة"

ضيق ما بين حاجبيه واردف مستنكرا:"ولم تقاوميها يا مودة اتركيها حبيبتي وعبري عنها إلا أستحق أن تعبري لي عن جزء من هذه المشاعر؟"

اندفعت قائلة بنبرة شديدة الصدق والإحساس:"انت تستحق كل شيء جميل عمرو تستحق أن أقول فيك كل ما قيل وما لم يُقال من كلمات ال "

توقفت حروف كلمة العشق على شفتيها وقد سيطر خجلها عليها فمنعها من الاستفاضة ولكنه كان يُدرك وقلبه قد تضخم من فرط سعادته فأكملت هي بعينين متأثرتين:"وتستحق أن اتخلى عن حلم الأمومة إن ظهر في التحاليل ما نخشاه ولكن هل أنت على استعداد لفعلها؟ وهل عمي وعمتي سيسمحان بذلك؟ أغمضت عينيها قائلة بتأثر:لو لم نكن قد قمنا بهذه التحاليل وحدث مثل ما حدث مع يسر ويحيى سنكون وقتها متزوجان أما الان فإن حدث ما نخشاه فإن زيجتنا ستتوقف بأمر من جميع الكبار هل تفهمني؟ غامت عيناها بالدموع قائلة بندم:ليتنا ما قمنا بعملها وكنا تركناها على الله "

قال بعينين لامعتين وهو يحيطها بنظرة شاملة:"هل هذا فقط ما يقلقكِ ويجعلكِ متغيرة هكذا؟"

أومأت برأسها ودموعها تهدد بالانفجار فأحاط أناملها المحيطة بفنجان النسكافيه بكفه بقوة حانية فبعث في أوصالها دفئا كانت في أمس الحاجة إليه وأردف بنظرة حلوة ونبرة واثقة:"انا أثق بأن الله سيجبرنا وأثق أن حبي وحبك يختلف عن أي حب أخر حب لا يستطيع أحد الوقوف أمامه أو التأثير فيه مهما حدث وكما قلت لكِ نحن سننفصل عن العائلة من اليوم الأول ولن أسمح لأي شخص بالتدخل في حياتنا أو التأثير عليها ،امر التحاليل هذا يخصنا وحدنا فقط حتى نكون على بينة من البداية ولا نتفاجأ بشيء ولو أنني أثق أن كل شيء بأمر الله وان هذه التحاليل ما هي إلا تبرئة ذمة حتى نكون قد أخذنا بالاسباب هل تفهمينني؟"

أومأت برأسها إيجاباً ولمح في عينيها مالم يقوله لسانها ورضى بهذا القدر في هذا الوقت على أن يأخذ حقه فيها كاملا في القريب العاجل بإذن الله فأردف ليمحو ظلال الحزن المخيمة في تلك العينين الحبيبتين:"ولكني مودة مازلت عند رأيي فيكِ"

حاولت سحب كفها التي يحتضنها بكفه ولكنه لم يتركها فدققت النظر فيه وأردفت:"أي رأي ؟"

فقال بنظرة خبيثة ونبرة ماكرة:"أنني كنت اظنكِ مؤدبة لأكتشف أنكِ تحبينني منذ زمن وتريدين الزواج مني والانجاب أيضا وها أنتِ تصابين بنوبة حزن قوية لمجرد التفكير في عدم اكتمال الزيجة "

اتسعت عيناها وحل محل حزنها غضب وغيظ من أسلوبه المستفز فحاولت سحب يدها بالقوة ووضعت فنجان النسكافيه على المنضدة أمامها وأردفت بوجه محتقن:"أقسم بالله لا يوجد من هو قليل الحياء غيرك"

فقهقه ضاحكا وهو يراها أمامه بنوبة غضبها كقطعة سكر وأحاط كلتا يديها بيديه مشددا وحين تلاقت العيون ثانية أردف بنبرة طاغية ونظرة مسيطرة ورجفة جسده تنتقل إليها بالتبعية:"أنا أحبك بشدة يامودة فقط لا أريدك وأنتِ معي أن تحملي هما لا لحزن أو لخوف فقط ضعي كل همومك فوق ظهري وانا احملهم عنكِ"
فتحولت نظرة الحنق في ثانية إلى نظرة آسرة حملت فيها كل مشاعرها تجاهه دون خجل أو مواربة فكانت اللحظة الاروع لكليهما ،لحظة وصول المشاعر إلى ذروتها وهيمنة القلب على زمام الأمور
********
حين فتحت عينيها وهي في فراشها تسللت إلى أنفها التي تُصبِح حساسة للغاية في فترة الحمل رائحة البيض المقلي الذي يحبه صغارها فتغضنت ملامحها ولكنها اعتدلت في الفراش تقاوم حالة الغثيان الصباحي التي أصابتها ودلفت إلى الحمام في الوقت الذي كان فيه يوسف قد أعد الافطار للصغيرين وجلسا في المطبخ يأكلان

وحين خرجت مريم إلى غرفة المعيشة بعد أن اغتسلت وبدلت ثيابها إلى منامة قطنية مريحة وجدت يوسف يفتح نافذة الغرفة فيدخل نور الصباح ليغمر المكان فأردفت بخفوت:"صباح الخير"

استدار إليها وحين رأى علامات الإجهاد على وجهها فتح ذراعيه ليضمها فأردفت بقلق:"أنت قمت بعمل البيض أخاف أن تكون الرائحة عالقة في ملابسك وأفرغ ما في معدتي"

فرفع حاجبا واحدا وأخذ يشم ملابسه بشك ثم أردف مدافعا:"لا اطلاقا لا تقلقي "
وظل فاتحا ذراعيه فأقبلت عليه ليضمها برقة مقبلا شعرها وهي استندت على صدره ورائحة عطره الهادىء جدا تُهدىء حواسها فأردف :"هل لازال الغثيان يلازمك"
قالت بقنوط:"نعم "

قال وهو يمسد على شعرها :"في حملك بزياد كنتِ لا تطيقين رائحتي انا الآخر أما في جنة فكنتِ تتمسحين بي كالقطة ما الوضع هذه المرة"
ابتسمت وهي ترفع وجهها نحوه بابتسامة حلوة وأردفت بدلال وقد نست أمر الغثيان الصباحي:"انت ماذا ترى؟"
تراجع خطوتين بها للخلف وجلس على الأريكة وجذبها لتجلس فوق ساقيه ثم أردف مراوغا بمكره المعتاد:"أنا أريد أن أرى "

فمالت عليه والتصقت به وأحاط خصرها بذراعيه ومن داخله يحمد الله أن مرت الأزمة ومن داخلها تحمد الله أن عادا إلى بعضهما ولم تنهار حياتها معه وإلا لانهارت هي، كلاهما ظل صامتا لدقائق فقط يستكين بجوار صاحبه ولكن القلب يدوي بصخب والذهن يطلق صافرات انذار في آذانهما معا

هي راجعت نفسها مرارا حتى عرفت أن حبها الشديد ليوسف وتساهلها معه كانا من أهم عوامل الخلاف بينهما ورغم عشقها له ولكنها قررت اتباع استراتيجية جديدة معه في الأيام المقبلة ،قررت أن تصرح بحبها بتعقل وتبوح بتعقل ،تترك له مساحة من الحرية وتعطي نفسها نفس المساحة والاهم الا يصل دائما إليه أنه محور حياتها ،ألا يصل لدرجة اليقين أنها دائما موجودة مهما حدث،ولكن لابد أن يكون على يقين أن لديها رد فعل حتى لو لجمته هي ،نتائج توصلت لها في غمرة بحثها عن نقطة الخلل بينهما تتمنى لو بالفعل استطاعت ترويض حبها لها وألا تندفع دائما كالبلهاء خلفه

أما هو فكان يحتضنها يلتمس في قربها دفئا ومن رائحتها المحببة الأمان الذي افتقده في ايام التيه التي عاشها وقلبه خاوي وبيته مهجور منها ومن صغاره ،لقد أقر وتعلم الدرس بأقسى الطرق والآن،في هذه اللحظة لايوجد في نفسه رغبة في الحياة في شيء سوى أن يكون الباقي من عمره فعليا لها ولزياد وجنة ومن في بطنها باذن الله

أردف أخيراً وهو يمسد على شعرها:"أعتقد أن ما في بطنك فتاة"
اعتدلت قائلة:"لماذا؟"
قال ضاحكاً ضحكة طالت شفتيه وعينيه وسكناته:"نفس أعراض حمل جنة ونفس الالتصاق بي "

مطت شفتيها قائلة بكذب وهي تبتعد قليلا وتجلس على الأريكة بجواره:"لا، أعتقد سيكون ولدا لأنني بدأت أتأذى من رائحة عطرك"

نظر إليها بشك وعاد ليشم رائحته فابتسمت بخبث ثم أردفت لتصرف نظره عن هذا الأمر:"لم تحكي لي بعد ماذا فعل معتصم مع والده وكيف استقبله؟"
فأخذ يحكي لها تفاصيل المشهد الذي جمعه بوالد معتصم وانطباعاته عن مشاعر معتصم
.........
بالأسفل كانت ليلة تعد الطعام في المطبخ بشرود وحزن أصبحا الملازمان لها في الفترة الأخيرة تأثرا بحالة يسر
ويسر كانت تجلس في الشرفة كعادتها لا تجد سلواها سوى في متابعة رحلة الشروق في بداية اليوم والغروب في نهايته ،تشعر بأن حياتها توقفت عند هذا الحد

حين استيقظ صالح بعد أن غفى لساعتين بعد أن عاد من صلاة الفجر وحدث والدته وجد يسر تجلس شاردة فنغزه قلبه حزنا على حالها ،تناول هاتفه ليتصل بيحيى فهو تركهما فقط ليهدأ كل طرف بعيدا عن الآخر أما الآن فلابد من وضع حد لهذا الأمر

كان يحيى في طريقه للجامعة فموعد مناقشة الرسالة اقترب وعليه أعباء كثيرة وحين رأى اتصال عمه توقف على جانب الطريق المقابل لبوابة الجامعة ورد على عمه وهو يحاول أن تخرج نبرته محايدة:"اهلا عمي"
فأردف صالح وهو يجلس على الأريكة المقابلة للشرفة:"اهلا يحيى"

وحين سمعت يسر اسم يحيى التفتت ولاحظ صالح ولكنه تجاهلها وأردف:"اعتقد يكفي الى هذا الحد ما حدث بينك وبين يسر أنا تركتك تهدأ وتركتها لتهدأ ولكن الوضع هكذا لا يصح أريد أن ننهي الأمر"

هوى قلبها بين قدميها حين سمعت ما يقوله والدها أما يحيى فتغضنت ملامحه وهو يشعر أن ما كان يخشاه قادم فاحتدت نظرته ومعها صوته وأردف باقتضاب:"ننهيه باي طريقة؟"

فقال صالح بهدوء:"تأتي وتجلس انت وزوجتك معا تواجهان بعضكما بكل ما حدث، أنت أخطأت في امور وهي أخطأت في امور فهل لديكما استعداد لتجاوز هذه الأخطاء وتكملان معا ام ستقف الأزمة التي حدثت لكما في طريق اكمال حياتكما معا"

تسارعت أنفاس يحيى وأردف بقنوط:"هي ماذا تريد؟"
فقال صالح:"انا لن أسألك بمفردك ماذا تريد وأسألها بمفردها ماذا تريد كما قلت لك بني لابد أن تجلسا معا بمفردكما لا ثالث معكما، الازواج يكون بينهما أمور لا يجب أن يعرفها غيرهما ولا تناقش في حضرة أحد لذلك أريدك أن تحضر في اقرب وقت اليوم قبل غدا وتجلسان معا جلسة مغلقة تخرجان منها بقرار مشترك وانا عن نفسي سأرضي بهذا القرار ايا كان"

كلمات صالح كانت محددة وأيقن يحيى أنه محق فأردف وهو يشعر بأن الحياة تضيق في وجهه:"نعم عندك حق عمي ،الامور المعلقة هذه لا تليق على الأقل بنا كعائلة"

"متى ستاتي؟" قالها صالح بهدوء مصطنع يحمل خلفه توترا فأردف يحيى بصوت مختنق:"في خلال أيام قليلة "

حين أغلق صالح معه تقدمت يسر منه تمشي بخطواتِ متعثرة ،جلست بجواره وأردفت بصوت متوتر ووجه شاحب:"ماذا قال لك ؟"

قال صالح وهو ينظر إليها وإلى حالها فيشعر بالحزن يغمر قلبه:"سيأتي في خلال أيام ستجلسين معه وأما تتصافيان وتكملا حياتكما معا وأما تنفصلان بالمعروف"

حين سمعت كلمة الانفصال شعرت بها تخترق قلبها كرصاصة وشعرت بحبل يلتف حول عنقها فيخنقها وشعر صالح بتهدج أنفاسها فأردف بجدية:"ولكن عليكِ أن تضعي في ذهنك اعتبارات عديدة حين تجلسين معه،رفعت عينيها الغائرتين وثبتتهما في عينيه المتماسكتين فأكمل:أن يحيى بشر وأي بشر وارد أن يخطيء أو تميل نفسه في وقت من الأوقات،وانكِ أخطأتِ مثلما أخطأ هو تماما،تسائلت بعينيها وقد انعقد لسانها فأكمل صالح ليضعها على الطريق الصحيح: أخطأتِ حين لم تتداركي الأمر في وقته وجعلتي بينك وبين زوجك فراقا نحاول الان تداركه فكان بإمكانك أن تغضبي منه دون أن تفارقا بعضكما فيصبح بينكما أسوار وحواجز كما حدث الان ،أي شيء يا ابنتي مادام بين حدود أربعة جدران وشريكان وارد أن يُحل بينهما دون أن يعرف عنهما أحد شيء "

جف حلقها وأردفت بأنفاس متسارعة:"انت كنت موجود وقت المشكلة أبي ورأيت ما حدث بنفسك "

قال بجدية:"ولأنني رأيته لم استطع الا اتخذ رد فعل واخذتكِ معي حفاظا على كرامتكِ ولكن إن كنتِ تداركتِ الأمر بينكِ وبينه اعتقد كان سيمر ،البيوت ياابنتي يحدث فيها أكثر من ذلك،سالت دموعها من عينيها فضمها اليه بحنو وأكمل:الشيء الوحيد الذي لن أستطيع أن الومكما عليه هو رغبتكِ في الإنجاب ورغبة يحيى فإن كان كل ما حدث بينكما أساسه عدم تقبل كل منكما الحياة دون اطفال فلن اقف في طريقكما ولكن كما قلت لكِ وله لكما فرصة أخيرة للحوار المتعقل وبعدها تحسما أمركما"

احتضنت والدها وانهمرت دموعها ولم تجد كلاما لتقوله وهي تشعر أن الحياة تظلم في وجهها، تتذكر حالة يحيى في المقابلة الأخيرة وجفاؤه معها وبروده وتربطها بجملة والدها (فرصة أخيرة) فتشعر بالخوف من المواجهة إن ظل يحيى على جفاؤه وترى النهاية تلوح بالأفق

نهاية الفصل




التعديل الأخير تم بواسطة ebti ; 20-02-22 الساعة 12:34 PM
Heba aly g غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14-02-22, 08:23 PM   #1688

Hoba Nasry
 
الصورة الرمزية Hoba Nasry

? العضوٌ??? » 435719
?  التسِجيلٌ » Nov 2018
? مشَارَ?اتْي » 545
?  نُقآطِيْ » Hoba Nasry has a reputation beyond reputeHoba Nasry has a reputation beyond reputeHoba Nasry has a reputation beyond reputeHoba Nasry has a reputation beyond reputeHoba Nasry has a reputation beyond reputeHoba Nasry has a reputation beyond reputeHoba Nasry has a reputation beyond reputeHoba Nasry has a reputation beyond reputeHoba Nasry has a reputation beyond reputeHoba Nasry has a reputation beyond reputeHoba Nasry has a reputation beyond repute
افتراضي

أخيرا انتبهت لفداحة خطأك يا يوسف عشان تعرف كنت هتخسر إيه بانانيتك

Hoba Nasry غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14-02-22, 08:43 PM   #1689

Heba aly g

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Heba aly g

? العضوٌ??? » 459277
?  التسِجيلٌ » Dec 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,500
?  نُقآطِيْ » Heba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond repute
افتراضي

يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 212 ( الأعضاء 24 والزوار 188)
‏Heba aly g, ‏ليلوسا, ‏الطبيبة س, ‏عمرااهل, ‏Nora372, ‏asmaaasma, ‏ميمو٧٧, ‏موضى و راكان, ‏NANAMONTANA, ‏Hoba Nasry, ‏نورههه, ‏هدهد الجناين, ‏امال العمصي, ‏remokoko, ‏إشراقة الشمس, ‏Amira94, ‏Elbayaa, ‏mina10, ‏jehan, ‏سوووما العسولة, ‏فاطمة زعرور, ‏Rashaa84, ‏شاكره لله, ‏زهرةالكون


Heba aly g غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14-02-22, 08:45 PM   #1690

Elbayaa

? العضوٌ??? » 399483
?  التسِجيلٌ » May 2017
? مشَارَ?اتْي » 385
?  نُقآطِيْ » Elbayaa is on a distinguished road
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله
جميل الفصل قفله صعبه على شوق للقادم 😍❤❤❤🥰🥰🥰موافقه دئما


Elbayaa غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:24 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.