آخر 10 مشاركات
الغرق فى القرآن (الكاتـب : الحكم لله - )           »          دَوَاعِي أَمْنِيَّة .. مُشَدَّدَة *مكتملة* ( كوميديا رومانسية ) (الكاتـب : منال سالم - )           »          الأقصر بلدنا ( متجدّد ) (الكاتـب : العبادي - )           »          12- حصاد الندم - ساره كرافن (الكاتـب : فرح - )           »          رسائل بريديه .. الى شخص ما ...! * مميزة * (الكاتـب : كاسر التيم - )           »          في قلب الشاعر (5) *مميزة و مكتملة* .. سلسلة للعشق فصول !! (الكاتـب : blue me - )           »          روايتي الاولى.. اهرب منك اليك ! " مميزة " و " مكتملة " (الكاتـب : قيثارة عشتار - )           »          رواية قصاصٌ وخلاص (الكاتـب : اسما زايد - )           »          [تحميل]فصليه لظالم وحش بقلم / سقين الشمري "عراقيه" ( Pdf ـ docx) (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          إمرأة لرجل واحد (2) * مميزة و مكتملة * .. سلسلة عندما تعشق القلوب (الكاتـب : lossil - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree4110Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 05-06-21, 11:25 AM   #201

Heba aly g

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Heba aly g

? العضوٌ??? » 459277
?  التسِجيلٌ » Dec 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,500
?  نُقآطِيْ » Heba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond repute
افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ام زياد محمود مشاهدة المشاركة
يخربيتك يارماح طلعت متجوز ومخلف كمان

والمصيبة ان ابوه كان عارف ومرضيش يكشف الموضوع لغاية ما يعرف مكان زوجة ابنه منهم لله

صدمة قوية على عنان اللى دفنت روحها مع رماح بموته انها تلاقيه متجوز عليها وكل كلام الحب والغزل اللى سمعهولها كان المخدر اللى بيديه ليها عشان ما تاخد بالها من تصرفاته
موقف معتصم مع عبدالكريم حلو جدا ياريت كل واحد فى موقع مسئول يتصرف بالشكل دا

واحساسى بيزيد انه بيحب عنان عشان كدا بدل النوباتجية مع صديقة عشان عرف انها هتبات فى البيت ويشوفها قبل ماتمشى

نعمه الحقوده طبعا بتخطط لجواز يحيى سبحان الله هى وجوزها انيل من بعض هو حرامى وبيسرق اخواته وهى حقوده ولأسف هاجر ناتج لتصرفات ابوها اللى بيغذى جواها الحقد والغيرة من اللى حواليها بافتقادها للمحبة والعطف والتعليم

يسر ويحيى ياترى هيحصل معاهم ايه وهل يحيى هيضعف امام رغبة ابوه فى الحصول على حفيد

مريم ويوسف محتجين واقفه عشان حياتهم ما تتفكك

مين فاطمة وايه حكايته

الفصل جميل جدا ياهوبا تسلم ايدك
تسلميلي يا ام زياد بيسعدني جدا انطباعك❤️❤️
فاطمة وسعد و بنتهم هما قصة لوحدهم هتظهر أبعادها تباعا و هما مش تبع عائلة عمران ❤️


Heba aly g غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-06-21, 10:00 AM   #202

آية العيسوي

? العضوٌ??? » 475453
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 111
?  نُقآطِيْ » آية العيسوي is on a distinguished road
افتراضي

الحمد لله ان رماح ظهرت حقيقته 💃

آية العيسوي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-06-21, 03:21 PM   #203

Ektimal yasine

? العضوٌ??? » 449669
?  التسِجيلٌ » Jul 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,962
?  نُقآطِيْ » Ektimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond repute
افتراضي

بانتظار الفصل ونشوف ردة فعلا عنان عا خقيقة رماح
مسا الورد هبة العسل وكل المتابعات


Ektimal yasine غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-06-21, 04:27 PM   #204

منـال مختار
 
الصورة الرمزية منـال مختار

? العضوٌ??? » 477586
?  التسِجيلٌ » Sep 2020
? مشَارَ?اتْي » 1,015
?  مُ?إني » المملكة العربيه السعودية
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
?  نُقآطِيْ » منـال مختار has a reputation beyond reputeمنـال مختار has a reputation beyond reputeمنـال مختار has a reputation beyond reputeمنـال مختار has a reputation beyond reputeمنـال مختار has a reputation beyond reputeمنـال مختار has a reputation beyond reputeمنـال مختار has a reputation beyond reputeمنـال مختار has a reputation beyond reputeمنـال مختار has a reputation beyond reputeمنـال مختار has a reputation beyond reputeمنـال مختار has a reputation beyond repute
افتراضي

شكراً بارك الله فيك🧡🧡🧡

منـال مختار غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-06-21, 06:09 PM   #205

Heba aly g

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Heba aly g

? العضوٌ??? » 459277
?  التسِجيلٌ » Dec 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,500
?  نُقآطِيْ » Heba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل الرابع


ماذا لو
كنت مٌشرقا .. مٌشعا ..مٌبهجا..
تعشق الحياة بألوانها ،الشمس بشروقها ،القمر بسطوعه ،النجوم بتلألأها ،البحر بأمواجه وعواصفه
وازداد عشقك لكل شىء حين عشقت روحا تآلفت مع روحك وقلب اكتمل به نقصك وفي غمرة سعادتك تحولت هذه السعادة إلى شقاء برحيل نصفك الآخر فتشعر بغربة عن العالم أجمع وتتقوقع حول نفسك رافضا الحياة ،تتمنى في اليوم الواحد أن تموت ألف مرة شاعرا بالغربة عن كل من حولك؟


وماذا لو
استيقظت ذات صباح لتكتشف أن كل سنواتك الماضية كانت هواء .... سراب.....كذبة لتكتشف انك لم تكن سوى غر ساذج كنت المفعول به وأنت الذي كنت تحسب بسوء فهمك أنك فاعلا ؟
وقتها ستشعر بالغربة الحقيقية وهي غربتك عن روحك التي تسكن جسدك ،و ستٌلقي اللوم على قلبك الذي أحب و آمن و صدق و ستجلد نفسك في اليوم ألف مرة .....


لم تعرف عنان كم مر من الوقت بعد استماعها للصدمة التي فاقت صدمتها في وفاة رماح ..
لا تتذكر سوى صور تمر في ذهنها للأحداث التي تلت سماعها الصاعقة التي هوت فوق رأسها دون موعد...
المرأة الغريبة تقف وعلى يدها وليد صغير ...
عمتها يمنة وأبناءها يستجوبون المرأة وهي ترد عليهم بثبات و ثقة
أما هي فلا تفعل شىء سوى النظر إلى المرأة بصدمة ولا تستطع الكلام
شُل لسانها وجسدها في هذا الوقت و شعرت بطنين عالٍ في أذنيها وما أن رأت والدها أمامها ..
ما أن رأت أمنها و أمانها في صخب هذه الحياة القاسية حتى هوت في بئر سحيق لا تريد الخروج منه وها هي تنازع للخروج بقوة خارجية حتى فتحت عينيها لتجد نفسها في فراشها في بيت والدها
"حبيبتي يا ابنتي حمدا لله على سلامتك ..."
قالتها حليمة بعينين دامعتين وهي تربت على كتف ابنتها التي كانت نظراتها زائغة ولم ترد بينما أردف يونس للطبيب الذي كان يجلس بجوارها من الجهة الأخرى :"كيف حالها يا دكتور هل تحتاج إلى مشفى؟"
قال الطبيب الكبير سنا جارهم في القرية :"لا يا حاج يونس حتى الآن لا تحتاج إلى مشفى ولكن إن احتاجت في الساعات المٌقبلة ربما ننقلها و أنا سأتابعها بإذن الله ..."
استقام الرجل بعد أن حقنها حقنة لتستعيد وعيها و وضع محلولا مغذيا لها وهي لا تزال نظراتها واجمة فسار معه يونس للخارج بينما تقدمت منها جدتها غالية و الدموع في عينيها وجلست بجوارها تربت على رأسها قائلة
:"عين وأصابتك يا قرة عيني عين وأصابتك ليحدث لكِ كل هذا..."
أما يسر و وصال ومودة فكانت كل منهن لا تجد ما تقوله في ذلك الوقت وجميعهن مصدومات مما حدث ...
وقف يونس مع الطبيب في الممر بجوار غرفة ابنته يطمئن منه على حالتها للمرة الثانية و هو يشعر بالقلق الشديد عليها
أما بالخارج في غرفة المعيشة الواسعة بشقة يونس كان يجلس يحيى ومعه يوسف الذي تصادف وجوده بالقرية حين حدث ما حدث و معتصم الذي كان يجلس على درجة السلم التي تفصل غرفة المعيشة عن ممر غرف النوم فقال يوسف بغيظ :"كل هذا الوقت وهو يخدعنا جميعا..."
قال يحيى بجدية :"لم يكن يخدع أحد يا يوسف لا تضحك على نفسك ورغم أنه رحمه الله ابن خالي ولكننا دائما كنا نعرف أن طرقه ليست مستقيمة...."
أومأ له يوسف برأسه قائلاً بتفكير :"عندك حق ...هل تتذكر العام الماضي حين قلت لك أنني لمحته مع امرأة في أحد المولات وقلت لي وقتها ربما هٌيأ لي أو أنه كان لقاء عابر بأحد معارفه و لم نأخذ الأمر بشكل جدي وقتها ..."
قال يحيى بهدوء:" لم أتوقع أن يفعلها ثم أردف بجدية: حسنا دعنا نعترف أنه لم يفعل شىء خاطىء أو مٌحرم هو تزوج على سنة الله و رسوله ولكن أن يخدعها ويتزوج دون علمها فيصيبها ما أصابها هو الخطأ بعينه.."
كان معتصم يستمع إليهما صامتا إلى أن خرج يونس مع الطبيب فاستقام ثلاثتهم وقال يحيى لعمه يونس:" ماذا بها؟..."
فقال يونس بصوت مٌنهك:" صدمة عصبية ثم أردف وهو يشعر أن قدميه لا تحملانه :أحدكم يذهب ليوصل الطبيب ويشتري الأدوية.."
فجذب منه معتصم الروشتة دون كلام حيث كان الأقرب منه وسار ثلاثتهم مع الطبيب للخارج
**********
في مندرة بيت راشد جلس هو و الشرر يتطاير من عينيه بعد أن أمر أبناؤه بإغلاق الأبواب حتى لا يدخل عليهم أحد وأمامه كانت تجلس زوجة رماح وعلى يمينها ويسارها الرجلان اللذان جاءا معها فأردف راشد بصوت جامد :"لقد بحثت عنكِ بعد وفاته بعدة أشهر ولم أجد لك أثرا في المحافظة كلها ثم ضيق عينيه قائلاً بشك: لما لم تظهري لتأخذي عزاء زوجك يا......؟"
"نسرين ...اسمي نسرين بالطبع نسيت اسمي فأنا كنت زوجة على الهامش قالتها بهدوء مٌستفز ثم زفرت زفرة حارة و رفعت حاجبيها قائلة :صراحة خفت.. ثم أخفضت عينيها نحو صغيرها قائلة:خفت على ابني لم أكن أضمن رد فعلكم بعد وفاة رماح ماذا لو لم تكونوا تريدون ابنه من امرأة ليست منكم خاصة بعد رحيله..."
قال لها تَمام بتساؤل:"ولما لم تخافي الان وأتيتِ بقلبِ جامد؟ "
أردفت وهي تنظر إليه بجرأة :"لأنني بالفعل وضعته فمن سيستطيع إيذاء طفل صغير خاصة وهو من دمهم؟. "
قاطعها إسلام شقيقها الأصغر منها الذي يجلس بجوارها :"إلى جانب أننا أتينا فقط لتعرفوا أن لكم ابن وتسجلوه باسم أبيه...."
وأردف ابن خالتها الذي يجلس على الجهة الاخرى :"و إن لم تريدونه فسنأخذه هو و أمه ونمشي بلا كلام...."
اختلج قلب راشد بين ضلوعه...
هل يمكن أن تكون هذه هي رحمة ربه به بأن يرسل له ما يعوضه عن فقده لولده؟
أردف كامل مٌشككا:"وهل أي طفل تأتي به أي امرأة سنعترف به مباشرة كابن لأخينا؟..."
فتحت فمها لترد فأردف راشد :"هناك تحاليل اليوم توضح إن كان ابننا أو لا ثم نظر في عيني نسرين نظرة صقر يستعد للانقضاض على فريسته :وهم بالطبع يعرفون من نحن ويعرفون ماذا نستطيع أن نفعل بهم في حالة كانوا كاذبين..."
تغضنت ملامح اسلام و هم بالرد عليهم ردا قاسيا فما يقولوه يمس شرفه لولا نظرة مهادنة من ابن خالته الأكبر منه تعني أن يمرر الأمر فأردف اسلام وهو يٌمارس أقصى درجات ضبط النفس :"حسنا يا حاج راشد وأنا لن آخذها على كرامتي لأنني أقدر أن الظرف فعلا حرج ولكم حق لأنكم لا تعرفوننا جيدا...."
نظر إليه راشد نظرة قاتمة وأردف :"سأسأل أولا عن إجراءات التأكد من نسب الولد وحتى أتأكد ستشرفوننا هنا..."
قالها ليضغط عليهم ويستشف صدقهم من كذبهم
فاستقامت نسرين وتقدمت منه ولأول مرة منذ دخولها ينتبه أنه لم يرى ملامح الطفل جيدا إلى أن وضعت الولد الصغير حجما في حجره فشعر بقلبه يختلج ما أن طالع ملامح وجهه الصغيرة و رغم جموده شعر بوخز الدموع في عينيه وهو يتذكر فقيدهم الذي تمنى طويلا أن يرى ابن له من صلبه ولم يسعفه القدر و لم يدري هل فعلا مشاعره هذه لحنين الدماء إلى بعضها كما يقولون أم لحسرته على ولده
دلفت يمنة في هذه اللحظة إلى الغرفة بعد أن أمرها راشد بأن تعد مشروبات للضيوف و الحقيقة أنه لم يكن يريدها أن تسمع الحوار كاملاً و بعد أن وضعت الصينية على المنضدة قالت لها نسرين بابتسامة لم تعجبها :" و أنا أقبل دعوة عمي راشد للبقاء فأنا في النهاية لا أريد أن أحرم ابني من أهله ثم نظرت تجاه الباب قائلة :هل غرفة الضيوف جاهزة لنرتاح فيها؟"
رفعت يمنة عينيها إلى زوجها أولا فأومأ لها برأسه ايجابا و وجهه كله قد اكتسى بالحزن ثم نظرت إلى نسرين و هي تتعجب من النظرة التي رأتها في عينيها
نظرة متلاعبة ، خبيثة ،ماكرة
نظرة تشبه نظرة رماح رحمه الله
فإن كانت حقا هي زوجته كما تقول وكما ستؤكد الأيام المٌقبلة ففعلا الطيور على أشكالها قد وقعت
***********
بعد العصر
كان يونس واخوته قد اجتمعوا في المندرة لاستقبال راشد الذي كان يريد التحدث مع يونس حول ما حدث صباح اليوم وما أن أتى راشد إلى المجلس وألقى السلام حتى وجد الجميع غالية تدخل من باب المندرة من داخل البيت وقالت ليحيى :"اغلق باب المندرة من الخارج.."
فاستقام يحيى ليغلق الباب بينما جلست هي بين صالح الذي أتى خصيصا ليكون بجوار شقيقه و يوسف الذي لم يغادر القرية منذ الصباح
وما أن أغلق يحيى الباب حتى عاد ليجلس بجوار والده أما يونس فكان يجلس على المقعد حزينا على ابنته
قالت غالية موجهة كلامها لراشد الذي كان يجلس وبجواره ابنه تمام :"هل هذا مقامي عندك يا راشد ابنك يتزوج وينجب ولا تكلف نفسك عناء اخباري؟..."
قال لها بجدية:"حقك أن تغضبي يا زوجة عمي إن كنت أعرف ولكنني لم أكن أعرف.."
قال زكريا باستنكار:"وهل كان رماح يستطيع فعل شىء دون معرفتك؟..."
زفر زفرة حارة صادقة حزنا على ابنه ثم أردف كاذبا دون أن يرف له جفن:"رحمه الله إن كان فعلها بالتأكيد كان يعرف أنني سأرفض لذلك لم يقل ..."
قال صالح بحيادية :"كان حقه أن ينجب طفلا من صلبه يا راشد وكان حق البنت أن تعرف ليس أكثر عوضا عن حالتها هذه..."
أردف يونس باستنكار:"ومنذ متى يتزوج الرجال في بلادنا سرا؟..."
قال راشد:"هو بالتأكيد كان يخاف على مشاعرها ..."
أردف زكريا قائلا بشك :"وهل أنت متأكد أن هذا الولد الذي أتت به هذه المرأة ابنكم بالفعل؟..."
قال راشد:"سنقوم بعمل تحليل للتأكد من ذلك بإذن الله..."
عم صمت مٌطبق على المكان
الموقف كله كان متوترا هم طلبوا مقابلته فقط حتى يتأكدوا من معرفته بالأمر رغم أنهم جميعا لن يستطيعوا فعل شىء
فرماح رحمه الله غادر الدنيا بالفعل
وإن كان موجودا فمن يملك لومه على رغبته في انجاب طفل من صلبه
والآن حتى لو كان راشد كان يعلم ماذا سيفعلون معه وهو زوج اختهم وإن ازداد الخلاف بينهم سيؤثر بالطبع على وضع يمنة
صمت كئيب عم المكان فانسحبت غالية وهي تمد يدها ليحيى الذي رافقها لداخل البيت حيث تجلس نعمة و ابنتيها مريم و هاجر وليلة وابنتها يسر
وما أن جلست غالية على أريكتها وعاد يحيى إلى مجلس الرجال حتى قالت لهن:"أين حليمة؟.."
قالت ليلة:"تجلس مع عنان بالأعلى وجدنا أنه من الأفضل أن نتركهن بمفردهن فنزلنا..."
أومأت غالية برأسها وهي تشعر بأن هموم الدنيا فوق رأسها فأردفت نعمة قائلة:"استهدوا بالله يا جماعة رماح الآن في ذمة الله فلا داعي لكل مايحدث هذا..."
قالت لها غالية :"ماذا تقصدين يا نعمة؟..."
قالت نعمة بهدوء:"أقصد أن في كل الأحوال بموت رماح انتهت حياة عنان معه فما الفارق عندكم إن كنتم تعرفون بهذه الزيجة أو لا تعلمون؟..."
ضيقت غالية عينيها قائلة:"وهل كنتِ تعلمين يا نعمة بهذا الأمر بما أنكِ عمته؟.."
رفعت نعمة حاجبيها قائلة:"لا طبعا يا عمتي سمعت مثلي مثلكم بالأمر ثم أردفت بجدية :ولكن إن جئتِ للحق هل يٌلام رماح رحمه الله على زواجه أو يُلام أخي راشد إن كان يعلم؟...كلمة حق أريدك أن تقوليها هل لو كان أحد أبناءك زوجته لا تنجب ألم تكوني أول واحدة تطلب منه الزواج وتزوجه بنفسها؟ وإن كان أحد أحفادك زوجته لا تنجب هل ستتركيه دون زواج أم ستتمنين رؤية أبناؤه ،لما لا نقول كلمة الحق لمجرد أن البنت ابنتنا؟..."
قالت لها غالية بحدة:"وهل أنتظرك أنا يا بنت عدل لتعرفينني الحق من الباطل ؟كلمة الحق قلتها في مجلس الرجال وهو أنه حقه أن يتزوج وحقها أن تعرف و تختار..."
اخترقت الكلمات صدر يسر كالسهام من كلام حماتها فهل من الممكن أن يفعلها يحيى لنفس المبررات؟
كان وجهها أصفرا فلاحظتها أمها فأردفت قائلة لنعمة و هي تشمخ بأنفها :"ليست كل البنات ولا كل العائلات تقبل هذا الوضع لذلك فالرجل بحق يواجه زوجته وإما تقبل أو ترفض هذا شأنها.."
"كفى...."
قالتها غالية قاطعة وهي تعرف نهاية الحوار بين السلفتين
فقالت مريم ليسر في محاولة منها لتلطيف الجو المشحون :"تعالي لنطمئن على عنان.."
قامت معها يسر بوجه متجهم وما أن صعدتا على السلم حتى قالت مريم :"لما يتجهم وجهك هكذا؟..."
التفتت إليها يسر قائلة بغضب مكبوت:"ألا تعرفين المعنى المبطن لكلام والدتك؟.."
كانت مريم تعرف مقصد أمها ولكنها لا تريد أن تغضب ابنة عمها فأردفت قائلة بلين:" لا تقصد شىء مما في بالك ...الأجواء فقط مشحونة لذلك لا يتحمل أحد لأحد كلمة ثم أردفت بعتاب رقيق :ثم من متى تتأثر علاقتنا بكلام الكبار ألا تتذكرين قديما حين كان أبي وأي من أعمامي يتشاجرون كنا وقتها نضحك ونقول ليس لنا دخل فمالذي جد؟...."
زفرت يسر قائلة و قد أدركت أنها انفعلت على مريم :"لم يَجِد شىء حبيبتي...."
ثم احتضنت كل منهما الأخرى حضن أخوي صادق
في الوقت الذي كان معتصم ينزل فيه من شقته فوجدهما تحتضنان بعضهما فرفع حاجبا واحدا قائلا :"ماذا تفعلان ؟..."
ابتسمت مريم نصف ابتسامة قائلة:"تعرفها مٌدللة ولا تتحمل كلام أمي ....."
غمغم بصوت غير مسموع:"ومن يتحمل كلام أمك؟.."
قالت له مريم و هي تضيق عينيها :"ماذا تقول؟..."
فأردف معتصم بجدية:"أقول كيف حال عنان الآن؟..."
قالت يسر:"للتو كنا سنذهب اليها..."
أومأ لها برأسه وتركهما تدلفان لشقة يونس بينما نزل هو المندرة ليجلس مع الرجال بعد انصراف راشد
************
في المساء
بعد أن انفض الجمع وعاد كل منهم إلى بيته جلس يونس بجوار زوجته في غرفة المعيشة بقلب مٌثقل حزنا على بكريته وقال لها :"كيف حالها الان ؟"
قالت له بصوت حزين :"كما هي اختيها معها تحاولان التخفيف عنها قليلاً ...ثم أردفت بتساؤل :ماذا فعلت مع راشد؟.."
قال لها بصوت به هم الدنيا:"يقول أنه لم يكن يعرف شىء عما حدث...."
"وهل تصدقه؟.." قالتها باستنكار
فأردف :"لا اصدقه ولا اكذبه..."
"وماذا سيفعل في أمر الولد؟..."
قال لها بعدم اكتراث :"سيقوم بعمل تحليل إثبات نسب وإن كان ابنهم سيأخذونه بالطبع..."
كان صوتهما ليس منخفضا فسمعتهما عنان التي كانت ترقد في فراشها وباب غرفتها مفتوحا
كانت قد أخذت صدمتها بالفعل وكانت ربما تطول بها هذه المرحلة لولا سماعها لحوار والديها الذي جعل عقلها يقفز للمرحلة التالية مباشرة وهي الإنكار
اعتدلت في فراشها فاعتدلت وصال التي كانت ترقد في الفراش المجاور بعد أن يئست من محاولاتها معها وقالت لها :"ماذا بكِ حبيبتي اتريدين شيئاً؟..."
لم ترد عليها و اتسعت عينيها وغمغمت بصوت غير مفهوم:" ومن أدراني أن هذه المرأة صادقة ؟....الجميع بالفعل لم يكن يعرفها وهل أي امرأة تأتي لتدعي على زوجي أي شىء أصدقها؟طوال عمره وهو يلفت انتباه الفتيات بوسامته ورجولته لما لا تكون امرأة مدسوسة لهدف لا أعرفه؟...."
انتفضت من فراشها واندفعت خارج الغرفة بقوة دفع ربما مصدرها رغبتها فى تكذيب كل ما حدث فهرعت خلفها وصال وما أن رأتها أمها أمامها حتى استقامت واقفة وقالت لها :"ماذا بكِ حبيبتي؟.."
قالت عنان وفكرة الإنكار قد عششت بالفعل في ذهنها :"لا أريد أن أظلم رماح أمي ثم نظرت إلى أبيها قائلة :ألم يقل لك عمي راشد أنه لا يعرف شيء عن هذا الأمر فلننتظر حتى تظهر نتيجة التحليل وبإذن الله يخيب ظن الجميع وتكون كاذبة...
ثم تمتمت بصوتٍ مهزوز و الكلمات ترفض الخروج من بين شفتيها:و أريد شىء أخر أبي ... أليس هناك قيدا عائليا مسجلا و يمكن استخراجه نستطيع منه التأكد إن كان قد تزوج بالفعل أم لا؟...."
أومأ لها براسه ايجابا فقالت و هي تبتلع لعابها بصعوبة :"اذن ابحث لي أبي في هذا الأمر.."
نظر إليها والديها وإلى تشبثها بهذا الأمل والخوف في قلبيهما يتضاعف أن تسؤ حالتها أكثر إن ثبت بالدليل صحة زواج رماح و بنوة الولد له
***********



التعديل الأخير تم بواسطة Heba aly g ; 07-06-21 الساعة 06:28 PM
Heba aly g غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-06-21, 06:11 PM   #206

Heba aly g

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Heba aly g

? العضوٌ??? » 459277
?  التسِجيلٌ » Dec 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,500
?  نُقآطِيْ » Heba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond repute
افتراضي

في شقة زكريا
كانت مريم تجلس مع أمها وأختها بينما نام الصغيران في فراش هاجر بعد أن لاعبتهما طويلا وأخرجت الكثير من كبتها معهما
فقالت مريم لأمها بشك :" وهل حقا لم تكوني تعلمي شىء عن هذه الزيجة أمي؟..."
عوجت نعمة فمها قائلة:" حتى أنتِ لا تصدقين أمك.."
قالت مريم :"لا.... أنا أسأل فقط "
فأردفت نعمة بجدية:"ثم ماذا فيها إن تزوج؟ أي رجل في مكانه كان سيفعل ما فعل..."
قالت مريم بغيظ :"وهل ترضينها علي أو على هاجر؟...."
انتفضت هاجر ذات الثمانية عشرة ربيعا قائلة باقتضاب:" لا تٌدخِلان هاجر في أي شىء أنا من الأساس لن أتزوج ..."
ثم تركتهما ودلفت إلى غرفتها وأغلقتها بعنف لتندس بجوار أبناء أختها تستمد منهما حنانا تفتقده و أمانا لا سبيل من وجوده في حياتها
أما نعمة فقالت لابنتها بغيظ:" وهل ابن صالح لا يفعلها وأنتِ معكِ الاولاد ؟ اقسم لكِ أنه يفعلها..."
انقبض قلب مريم قائلة بضيق :" لما تقولين ذلك أمي..؟"
فأردفت نعمة و هي تميل نحوها :"لانه لعوب وليس مٌستقيما لا أعرف مالذي دهاني لازوجك منه و ازوج أخيكِ من أخته التي لم تنجب له حتى الآن..."
أغمضت مريم عينيها وهي تعلم أن مسلسل التقطيم قد بدأ ثم استقامت قائلة لأمها :"سأنزل لأبيت مع يوسف..."
قالت لها نعمة بغيظ :"ألا تنامين في حضنه كل يوم هل اشتقتِ إليه؟ يا غبية دعيه يشتاق إليكِ لا تلازميه كظله هكذا فيمل منك أعرفه نمرود و.... "
قاطعتها مريم وهي تتحرك ناحية باب الشقة قائلة :"أمي لا تركزين معي أنا أعرف كيف اتعامل مع زوجي "
غمغمت نعمة بصوت مسموع وهي ترفع حاجبيها غيظا :"عوض علي عوض الصابرين يا رب لقد ابتٌليت في كل أولادي واحدة مٌتعلقة بابن صالح كمفتاح في ميداليته و الثاني مٌتعلق بابنة صالح كأنها سحرت له.... أغلقت مريم باب الشقة ونزلت فاستمرت نعمة في ولولتها :والثالث طفش من البلد كلها والرابعة يبدو أنها ستلازمني العمر كله ..."
صاح فيها زكريا من غرفته بصوتٍ أجفلها "اغلقي فمك يا امرأة أريد أن أنام في اليوم الذي لا يوجد له نهاية هذا..."
***********
في شقة صالح
بعد أن طرقت مريم باب الشقة وفتح لها عمها دلفت إلى حجرة يوسف وكان قد خلد بالفعل للنوم
فوقفت تبدل ملابسها في الظلام وذهنها شارد ما بين صدمتها في رماح وخبر زواجه وحزنها على ما أصاب عنان و كلام أمها الذي تٌسمم به بدنها دائما حيث لا يوجد لديها أي ثقة في يوسف
تململ هو في نومه وفتح عينيه ولمح ظلها على ضوء القمر المتسلل من النافذه وأردف بصوت خشن من أثر النوم:" ألم تقولي أنكِ ستبيتين بالأعلى؟.."
كانت قد ارتدت منامة قطنية خفيفة وتركت شعرها منسدلا على كتفيها فاندست بجواره حتى التصقت به فضمها تلقائياً اليه قائلاً :"هل حدث شىء؟.."
قالت له بصوت مهزوز:" ما حدث لعنان يؤثر بي بشدة ثم قالت له بخوف :هل تفعلها يا يوسف؟.."
قال لها بصوت لازال به أثر النوم :"أفعل ماذا ؟.."
"كما فعل رماح"
قال ضاحكا:" وهل من جرب الزواج مرة و أعطاه الله زوج من القرود يفعلها ثانية؟.."
ضربته في صدره بقوة حتى تأوه وأردفت :"وهل هذا فقط المانع عندك؟.."
قهقه ضاحكا وهو يضمها إليه أكثر وقد زال عنه النوم وهو يتحسس بأنامله خصلات شعرها الناعمة قائلا:"هل باب الغرفة مٌحكم الغلق؟..."
**********
أما يسر فكانت تقف في حجرة نومها المظلمة
خلف الستائر المُسدلة تتابع القمر الغير مٌكتمل في السماء وتتذكر نقصها وكلمات عمتها نعمة تتردد في ذهنها كشريط مسجل
في الوقت الذي خرج فيه يحيى من الحمام بعد أن أخذ حماما دافئاً بعد إرهاق اليوم الطويل الذي لم يكن يبدو أن له نهاية فوجدها تقف على هذا الوضع وهي ترتدي ثوب قصير بلون عسلي بحمالات رفيعة يبرز قوامها الفرنسي بجاذبية واللون العسلي مع لون بشرتها القمحية يضفي مزيجا من الجاذبية عليها خاصة بشعرها الاسود الطويل الناعم المنسدل على ظهرها
كانت تماما كأميرة من أميرات الحكايات ... هكذا هي دائما في نظره
وضع المنشفة التي كان يجفف بها شعره على أقرب مقعد ثم تقدم نحوها واحتضنها من الخلف فرفعت وجهها إليه وكان ضوء القمر ينعكس على وجهيهما فترى بريق عينيه العسليتين فابتسمت له ابتسامة عذبة فقبل رأسها قائلا بصوت رخيم :"ماذا بها ست الحسن ؟"
قالها وهو يمرر إبهامه على طابع الحسن المدقوق بإتقان أسفل ذقنها فقالت له بلا مواربة:" خائفة.."
ضيق عينيه قائلاً بجدية :"من ماذا ؟."
قالت له وقلبها يخفق :"أن تفعل مثلما فعل رماح..."
زفر زفرة حارة قائلا وهو يشدد من ضمها :"وهل أنا مثل رماح جميعنا كان يعرفه متلاعبا الا ابنة عمك فهل ترين أنني مثله ؟.."
قالت له باستجداء :"إذن دعنا نجرب مرة أخرى..."
ارخى يديه عن خصرها قليلا و أردف بجدية :"الطبيب قال صحتك لن تتحمل، لن أجازف أنا بكِ..."
قالت بترجي وهل تلتفت بجسدها كله نحوه :"د ايمان زوجة عمي هارون قالت أن في العاصمة هناك طبيب ممتاز في أمراض الوراثة دعنا نذهب إليه ..."
زفر قائلا ً:"نحن ذهبنا بالفعل للكثير يسر فماذا سيفيدنا هو؟.."
قالت له بنفس النظرة المستجدية :" نجرب مرة أخرى لن نخسر شىء ثم أن الأطباء في العاصمة يكونون أمهر .. يحيى أنا أريد أن أصبح أما..."
لم يتحمل تلألأ الدموع في عينيها و نظرة الاحتياج و الخوف الذي بثه في قلبها أمر عنان و الرجفة التي سرت في جسدها فمسته كمس كهربي فضمها اليه بقوة وحنان وقال بجوار أذنها:" حسنا حبيبتي نذهب"
رفعت وجهها نحوه قائلة و ابتسامتها الحلوة قد عادت إليها :"حبيبي أشكرك..."
فأردف قائلا بعينين مشتاقتين :"اشكريني بطريقة أخرى غير الكلام يويو..."
ولم يعطيها الفرصة فدائما هو المبادر لوصال روحه بروحها و هي المدللة التي تستقبل بحر جوده كطفلة عاشقة للحلوى
***********
وكما كان اليوم لا يريد أن ينقضي بسهولة وكأنه اتصل به ألف يوم فطال وطال ولم تغب شمسه إلا بعد عناء فليلته أيضا كانت بنفس الطول
فهناك قلوب كانت قريبة في المكان وخوف من المجهول يقيدها
وهناك قلوب كان أحدها على وجه الأرض والآخر في باطن الأرض وكأن هناك اتصالا مرئيا بينهما
كانت عنان تستلقي في فراشها جسدها على الفراش و روحها هائمة مع روحه
"هل فعلتها حقا رماح ؟.."تسأله باضطراب
فيجيب هو بعينين تلمعان:" اسألي قلبك "
ثم تركها واختفى لتتذكر كلماته لها في أجمل لحظاتهما معا
:"هل تحبني كما أحبك؟"
"لا أحب في الكون كله غيرك"
ترتسم ابتسامة حالمة على ثغرها قائلة
"قديما حين كنا صغارا قبل أن تصارحني بحبك كنت أرى تعلق الفتيات بك وكنت أخاف أن تختار غيري"
فيجيبها بابتسامة جذابة مغوية:" و أنا لم أكن أرى غيرك .."
تختفي ابتسامتها ليظلل الحزن وجهها قائلة وهي تستند برأسها على صدره:" ولكني لا أستطيع أن أٌنجب لك ولدا او بنت يحملون اسمك..."
فيرد بعدم اكتراث :لا يهمني هذا الأمر"
"إن أردت أن تتزوج وتنجب قلها رماح لن أمنعك ولكن طلقني"
"لن أترككِ إلا بموتي و لا يهمني أمر الاطفال أنتِ ابنتي وحبيبتي"
دوامة من الذكريات تجذبها وتدور بها بلا نهاية في هذه الليلة التي بلا نهاية فتتذكر لحظاتهما الحلوة و أوقات خلافاتهما
تتذكر كلماته الحلوة ولحظات فتوره التي كانت تقابلها هي بفتور مماثل حتى يعود إليها من تلقاء نفسه فرغم حبها إلا أنها لا تلهث خلف أحد أيا كان
تتذكر قبل حادث وفاته مباشرة حين كانت تشعر به متغيرا معها فكانت تتبع معه نفس المبدأ سألته عما به و حين أنكر أن هناك شىء و أن ما هو فيه ضغط عمل صمتت و لم تتقرب منه و حين حدثت الحادثة وتوفي أخذت تجلد نفسها أنها أهملته
أتٌرى كان سبب تغيره هذا الأمر ؟
أخذت تجرفها دوامة من الشك و اليقين
ما بين تصديق وانكار
و كأنها تقف على هاوية يجذبها كل طرف من أطراف تفكيرها من جهة
ثقة المرأة و ثباتها يجذبانها من يمناها لتصدق
و عقلها الرافض للأمر برمته يجذبها من يسراها لتنفي
وما بين هذا و ذاك تاهت هي في هوة سحيقة ظاهرها استسلام الجسد و النوم أما حقيقتها فكانت عقلا يعمل و تنهشه الأفكار فتشعر أنها تصارع أسوء كوابيسها على الاطلاق
بينما تسير نسرين في بيت راشد ليلا تتفقد أثاثه الثمين وهي تهدهد صغيرها و الجميع نيام وتنظر إلى صورة رماح المٌعلقة على الحائط وتتذكر حين قالت له بخوف" و إن أراد الله و أنجبت لك و نفذت ما تريده ماذا سيكون دوري أنا في حياتك؟.."
فيردف هو بنظرة مغوية تعرفها جيدا وتتقنها هي الأخرى:" ستكونين زوجتي وحبيبتي و أم أبنائي و كل حياتي ..."
***********


في اليوم التالي
وقف الشيخ عزت أمام محل الجزارة الكبير بالمحافظة وسأل شاب من العمال الذين يقفون على باب المحل :"السلام عليكم بني هل المعلم سعد موجود؟"
قال له الشاب :"لا لم ينزل من شقته بعد فنظر الشيخ في ساعة يده فوجد الظهر قد اقترب فقال للشاب: هلا اتصلت به وقلت له أن الشيخ عزت يريدك...."
التقط الشاب هاتفه من جيبه واتصل بالفعل بسعد الذي كان يجلس في صالة شقته الواسعة التي تقع في نفس البناية التي بها المحل بعد أن تناول طعامه وكان يحتسي الشاي حين اتصل به الشاب وما أن سمع اسم الشيخ عزت حتى قال للشاب:" اجعله يصعد و اصعد معه حتى تريه الطريق..."
ولم يمر وقت طويل حتى كان الشيخ يجلس مع سعد في شقة الأخير الذي يتمتم بعبارات الترحيب فالشيخ في النهاية كان صديق والده رحمه الله وهو من تعلم على يديه القراءة حين كان صغيرا
"الى متى ستظل على حالك هذا يا ابن عبدالرحيم؟..."
رغم أنه كان يعرف إلى ماذا يلمح الشيخ إلا أنه قال له :"ماذا تقصد يا شيخنا؟"
"أنت تعلم ما أقصد بني فلا تلاوعني كثيرا زوجتك التي تذرها كالمٌعلقة وابنتك التي لا تعرف عنها شيئاً إلى متى تنوي الاستمرار في ظلمك هذا؟"
تنهد سعد بحرارة وأخفض وجهه أرضا
بينما طفلاه الصغيران يلهوان حوله وحول الشيخ فأردف سعد أخيراً :"صدقني يا شيخنا رغما عني... حاولت كثيرا ولم أستطع ثم أردف وعينيه في عيني الشيخ بلوم :من البداية قلت لن أستطيع و أنتم من أجبرتموني على الاستمرار في هذه الزيجة..."
صاح فيه الشيخ الستيني :"اجبرناك على ماذا يا سعد ؟.. اجبرناك ألا تطلق زوجتك لأنها ليس لها يد في إنجاب طفلة ليست على هواك؟..
أم اجبرناك على الالتزام بطفلتك التي من صلبك؟..."
قال سعد بنظرة عين جامدة :"حاولت يا شيخنا حاولت ولم أستطع.. إنه أمر ليس بيدي نفسي عافتها منذ خالفتني وصممت على ما في رأسها والبنت لا أشعر تجاهها بأي مشاعر... سبحان من يضع الحب في قلوبنا وسبحان من ينزعه ثم أشار إلى ولديه اللذان يلهوان حولهما بشقاوة واضحة : سبحان الله مشاعري تجاه أبنائي شىء ومشاعري تجاه ابنة فاطمة لا شىء.... زفر زفرة حارة وأردف بضيق :لا شىء لا أشعر تجاه البنت بأي مشاعر..."
:"استغفر الله العظيم..."
نطقها الشيخ بنفور من كلمات سعد السابقة ثم أردف :"لم تكن كذلك يا ابن عبد الرحيم من الذي قسى قلبك هكذا؟.."
كانت ريهام زوجة سعد الثانية تقف خلف الستارة تستمع إليهما منذ بداية الحوار و لم تكن تنوي التدخل ولكن ما أن سمعت جملة الشيخ الأخيرة حتى تخلت عن صمتها وخرجت إلى الشيخ قائلة:" أهلا يا شيخ كيف حالك؟ .."
:"أهلا يا ابنتي"
قالها بفتور لابنة الحي الذي يسكنه حيث ولدت هي الأخرى في الحى كسعد ورغم أن بيت والدها كان يبعد عدة شوارع عن شارعهم إلا أنه كان يعرف والدها أيضاً و على علاقة طيبة معه
جلست زوجة سعد التي ارتدت اسدالها سريعا قبل خروجها وقالت للشيخ بلا مواربة :"أنا لا دخل لي بهذا الأمر يا شيخ عزت إن كنت تظن أنني أقسيه على ابنته فهذا ليس حقيقي هو الذي لايريد أن يذهب.."
"وإن كان كذلك وتعرفين أنه يظلم امرأة أخرى وابنة أفلا تنبهينه إلى تقصيره؟"
قالت بنفاذ صبر:" قلت له يا شيخ كثيرا ولا يريد ماذا أفعل معه هل أغلق باب البيت في وجهه حتى يذهب إليهم ما أستطيع فعله هو أن أذكره بمصاريفهم كل شهر..."
قال الشيخ مُتهكما:" تقصدين كل عدة أشهر..."
قال سعد وهو يغمض عينيه :"أنا بالفعل نسيت أن أرسل لهم الشهر الماضي أنت تعرف شيخنا الدنيا تلاهي..."
ثم وضع يده في جيب جلبابه وأخرج حافظة نقوده وأخرج منها مبلغا وقال للشيخ وهو يمد له يده :"من فضلك اعطيه لفاطمة.."
كان الشيخ قد بلغ غضبه أقصاه من برود سعد وقسوته وكان يفكر ألا يأخذ منه المال ولكنه تراجع على أخر لحظة فهو في النهاية حق الفتاة المسكينة وابنتها فمد يده له قائلا:" سآخذه هذا الشهر والشهر القادم تمر بنفسك لتعطيه لها ..."
مطت ريهام شفتيها بضيق بينما قال سعد للشيخ الذي يوقره :"بإذن الله يا شيخ ثم أردف: ادعو لي شيخنا فقط ادعو لي من قلبك..."
استقام الشيخ واقفا وأردف بنظرة عين لائمة "إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم.."
ثم تبعها بالسلام عليكم وغادر كما جاء يد مملؤة بمصروف شهرين حتى وإن كان المصروف لا يكفي
ويد خالية من أمل في الإصلاح بين سعد و فاطمة
**********
كان معتصم يجلس خلف مكتبه ينهي بعض الأعمال حين رن هاتفه ليجده أشرف زميله الذي قال له :"أهلا يا سياده الرائد الذي نسينا له فترة طويلة.."
قال له معتصم ضاحكا:"حبيبي يا شرشر وهل أستطيع أن أنساك أنت حبيبي من أيام الجيزة ولكنها مشاغل الحياة كما تعلم..."
"أعلم حبيبي...ثم أردف باهتمام: هناك أمر أريد أن أخبرك به ،هناك أمر بإزالة مبنى على أرض زراعية وصاحب الأرض أعتقد أنه يهمك أمره ..."
ضيق معتصم عينيه قائلاً :"من....."
قال أشرف :"السيد راشد سليمان الحسيني.."
رفع معتصم حاجبيه قائلا :"وما المطلوب؟.."
قال أشرف بعدم فهم :"قلت ربما تستطيع فعل شىء أو وقف الأمر أو التدخل أنت تقف مع الجميع ثم أردف ضاحكا: شعارك دائما الشرطة في خدمة الشعب ..."
استند معتصم على ظهر مقعده بأريحية وقال بهدوء لا يخلو من القوة:الشرطة في خدمة الشعب والشعب والشرطة في خدمة القانون ثم غمز بعينه غمزة لم يراها أشرف بالطبع قائلا :دع القانون يأخذ مجراه يا أشرف باشا ..."
تعجب أشرف من أمره كيف يأخذ الأمر بهذا الاستهزاء ولكنه فعل ماعليه وأخبره ولا يملك شىء آخر فقد صدر القرار بالفعل
************


Heba aly g غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-06-21, 06:15 PM   #207

Heba aly g

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Heba aly g

? العضوٌ??? » 459277
?  التسِجيلٌ » Dec 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,500
?  نُقآطِيْ » Heba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond repute
افتراضي

عاد الشيخ عزت من عند سعد ومر على فاطمة وأمها فطرق على نافذة الحجرة التي تطل على الشارع من الخارج فتحت أم فاطمة النافذة الخشبية وابتسمت قائلة :"أهلا يا شيخ..."
قال الرجل :"أهلا يا أم فاطمة هل فاطمة هنا ؟.."
سمعت فاطمة صوته وكانت للتو قد وضعت صغيرتها في فراشها فخرجت لتقف على ركبتيها على الأريكة لتواجهه وقالت له بمودة:"أهلا ياشيخ تفضل..."
أخرج الرجل من جيب جلبابه النقود التي أخذها من سعد ومد يده لها بهم قائلا :"كنت عند سعد منذ قليل وأعطاني مصروف شهرين لكما..."
قالت فاطمة بكرامة مجروحة :"لا أريد منه شىء أنا لا أتسول منه لتذهب بنفسك وتضغط عليه ليدفع...."
قال الرجل بحزم :"لم أضغط عليه دفعهم من نفسه لأنها مسئوليته وهو يعلم ذلك وهذا حقك خذيه ..."
ترددت في مد يدها ولكن ما أن تذكرت فاتورة المياه والكهرباء التي لم تٌدفع وجلسات التخاطب الخاصة بفرح والتي تبتلع مايزيد عن نصف راتبها حتى مدت يد مرتعشة وهي تلعن في سرها حاجتها إلى رجل يُسمى فقط في شهادة الميلاد رجلا ....
تركهما الشيخ بعد أن أعطى فاطمة النقود فجلست هي جلستها المفضلة على الأريكة تستند بمرفقها على خشب النافذة المتهالكة وراحتها على وجنتها وكالعادة تبدو صورتها لمن يراها نشاذا فمظهرها رغم بساطته إلا أنه يتعارض مع الشقة المتواضعة جدا التي تسكنها....
وجدتها أمها قد هامت شاردة في أفكارها فربتت على كفها قائلة :"ستٌفرج يا فاطمة .... ستٌفرج بنيتي ..."
"متى أمي؟..قالتها بزفرة حارة ثم أردفت : لأننا نساء وحيدات بلا رجل لا يٌقيم لنا سعد حسابا ويجور علينا..."
قالت أمها بثقة لا تعرف من أين تأتيها :"إذا كان سعد لا يقيم لنا حسابا فرب سعد شاهدا على ما يحدث وما هو بظلام للعبيد...."
"ونعم بالله "
قالتها فاطمة بوجه يحمل حزن الدنيا فاستقامت أمها قائلة :"مادمتِ اليوم إجازة فارتاحي حبيبتي وأنا سأعد طعام الغداء..."
تركتها أمها ودلفت إلى المطبخ الذي حالته كحالة باقي الشقة .. أقل ما يٌقال عنه أنه متهالك
أما فاطمة فطافت في بحر ذكرياتها ومشاهد من حياتها تومض في ذهنها ومضات سريعة
وهي فتاة صغيرة تقدم لها سعد قبل وفاة والدها....
زواجها من سعد الذي كان زواجا روتينيا لم يخلو من الارتياح والقبول....
زواجها مع أمه رحمها الله في هذه الشقة.....
حملها بعد الزواج مباشرة والفرحة الغامرة التي حلت على الأسرة كلها بما فيهم سعد.....
أغمضت عينيها مع الومضة الأخيرة وهي يوم ذهابها للطبيبة وشكها أن ما في بطنها ربما يعاني من شىء
في البداية حزن سعد لأنه علم أنها فتاة ثم تحول الحزن إلى ثورة حين قامت بتحاليل وأشعات دقيقة ليتأكدا أن الفتاة من أصحاب متلازمة الحب وهنا كانت كلمته قاطعة....
"ستجهضي الفتاة يا فاطمة..."
بخوف غريزي زرعه الله فيها وضعت يدها على بطنها تحتضنها وقالت له :"لا.... لا أستطيع..."
أردف بغضب عارم :"لا تستطيعي ماذا ستنجبين فتاة غير سليمة ..."
صاحت فيه:" من قال هذا؟ لقد قرأت عن هذه المتلازمة وعرفت الكثير عنهم هم فقط يحتاجون رعاية واهتماما من نوع خاص ثم أردفت باستنكار :هل تريدني أن أقتل روح خلقها الله فى رحمي دون سبب..."
صرخ فيها قائلاً :"يا غبية لن تكون فتاة طبيعية دعكِ مما تقرأينه الان ،الكلام شىء والواقع شىء آخر..."
ازدردت لعابها وقلبها يختلج بين ضلوعها من مجرد خاطرة أن تفعلها بجنينها.. كانت وقتها ابنة الواحد وعشرون عام فقالت له لتحسم الجدال بينهما :"الطبيبة قالت أنه لا خطر علي من اكتمال الحمل ولا خطر على الجنين الوضع طبيعي حتى مع وجود هذه المتلازمة فالفيصل هنا رأي الدين فإن قال لي شيخ أمين أن إسقاط الحمل ليس فيه حرمانية وقتها فقط نفكر في هذا" قالت جملتها الأخيرة بقلب يكاد يتقطع نياطه
ولم يمر وقت طويل حتى كان كلاهما يجلس مع الشيخ عزت في صالة منزله الذي يقع في نفس الشارع وما أن قص عليه سعد كل ما قالته الطبيبة حتى قال بنبرة قاطعة
:"حرام يا سعد مادام الحمل لا يهدد حياة الأم ولا الجنين فحرام إسقاطه ويدخل تحت بند قتل النفس..."
"حتى وإن كان سيأتي طفلا ليس طبيعياً؟.."
قالها سعد باستنكار فأردف الشيخ
:"لله في خلقه شؤون يا بني وبالتأكيد لا يخلق الله شىء ولا يقدر شىء إلا لحكمة ..."
لم يقتنع سعد بكلام الشيخ وكأن شيطانا قد تلبسه فما أن دلف معها إلى غرفتهما بعد عودتهما إلى البيت حتى قال لها :"وإن قلت لكِ أن زواجي بكِ يتوقف على إسقاط هذا الحمل ماذا تقولين ؟.."
التفتت اليه مصدومة من إصراره وقالت له بثقة:"لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق لن أقتل نفسا تسكن أحشائي وأغضب الله لأرضي عبد الله .."
"هذا اخر ما عندك ؟.." قالها بنبرة تهديد
فأردفت هي بنبرة منهزمة وهي تضع كلتا يديها على بطنها المنتفخة :"سعد البنت بالفعل كبرت في بطني وإسقاطها خطر علي إن لم تأخذ بالحرمانية أفلا تخاف علي؟.."
قالتها تستجديه فأردف باصرار:" سأدخلك أفضل مستشفى عند أفضل طبيب عوضا عن إنجاب طفلة مريضة نعيش عمرنا باللهاث بها عند الأطباء..."
:"هذا اخر ماعندك؟..." قالتها بتعب
:"هذا هو ماعندي..." قالها بصرامة قاطعة
استفاقت فاطمة من فيض ذكرياتها على صوت أم مبروك التي تجلس على الرصيف المجاور تبيع الخضروات الطازجة وهي تقول لها :"ماذا بكِ يا فاطمة أحدثك لا تردين عليّ يا ابنتي .."
فأردفت فاطمة:" عذرا خالتي لم أنتبه..."
فقالت المرأة بشفقة :"كان الله في عونك يا ابنتي"
***********
وقف راشد ينظر بحسرة وغيظ وغضب إلى المبنى الذي هٌدِم نظرا لمخالفته
كان يشعر أن الشياطين تتقافز أمامه في هذه اللحظة بعد أن فشل في فعل أي شىء ليوقف التنفيذ
كان يعلم أن البناء مخالف ولكنه فعلها من قبل وتمت المصالحة ومر الأمر لا يعرف مالذي جد؟
لما الابواب موصدة هذه المرة؟
وقف ينظر إلى حطام المبنى المقام على أرض يمنة من إرث أبيها والتي كان ينوي أن تكون مصنعا بداخل البلدة ... كان يريد إلى جانب تجارته أن يكون من أصحاب الأعمال كأبناء عمومته وأخوال أبناؤه ولكن يبدو أن الفترة التي أعقبت وفاة ولده لم يكن منتبها جيدا لذلك حدث ما حدث
مر بجواره زكريا بسيارته فصفها أمام الأرض التي عادت كما كانت بل زاد عليها حطام المبنى وقال له بأسف وهو يقترب منه:" كان الله في العون يا ابن العم خيرها في غيرها بإذن الله..."
أردف راشد بغضب مكتوم وهو يدعي التماسك :"بإذن الله.... لا تقلق ستجدني في القريب العاجل أعوض هذه الخسارة .."
قال له زكريا ببرود:"بإذن الله .."
ثم تركه بعد أن ألقى عليه السلام وما أن استقل سيارته حتى غمغم باستخفاف :"هل كل من هب و دب يريد أن يبني مصانع لينافس أبناء عمران!..."
ثم انطلق خارجا من القرية ليقضي مشوارا هاما في نفس الوقت الذي كان فيه معتصم عائدا من العمل ورغم أن طريق عودته يختلف عن هذا الطريق إلا أنه سلكه ليرى بنفسه هزيمة راشد و رغم أنه في قيادته لا يعرف الهوادة إلا أنه تعمد السير ببطء وهو ينظر إلى راشد وأبناؤه الذين يقفون حوله و ما أن رأى تمام مُعتصم حتى اندفع تجاهه قائلاً :"أرأيت يا معتصم ما حدث لقد جاء قرار بهدم المبنى..."
مط معتصم شفتيه مدعيا الضيق وقال ببرود لم يتكلف عناء مداراته :"كان الله في العون يا تمام ...."
ثم نظر تجاه راشد فتلاقت الأعين التي لا تعرف الود وانطلق بعدها معتصم في طريقه بسرعة عالية
قال راشد لتمام بغيظ:" لما ذهبت إليه كالأخرق ألم يكن الأدعى أن يتخلى هو عن عنجهيته وينزل من السيارة ليتفقد الوضع أو كان عرض المساعدة بمنصبه هذا الذي لم نستفد منه بشىء..."
قال تمام و هو ينظر حوله :"ما حدث حدث يا أبي ماذا كان سيفعل بنزوله من عدمه؟.."
جز راشد على أسنانه غيظا ولم يستطع البقاء أكثر من ذلك فغادر المكان هو وأبناؤه وما أن دلف من باب بيته حتى وجد نسرين تجلس على الأريكة المٌقابلة للباب فنظر إليها شزرا قائلاً :"حقا الخير على قدوم الواردين..."
فقالت هي ببرود وهي تهدهد الصغير:" كل خير ستجده يا عمي باذن الله ثم نظرت إلى وجه الصبي قائلة :وهل من يأتيه هذا الوجه الذي يشبه والده لا يجد خيرا ؟..."
جلس راشد بجوارها ولأول مرة يحتار في تقييم شخص هكذا
لا يعرف هل يصدقها أم يكذبها
لا يستطيع الشعور بالتكهن هل هو حفيده أم لا؟...
النظرة المتلاعبة في عينيها تربكه وتجعله لا يستطيع التمييز وهو الذي عاش عمره يأخذ من يريد النهر ويعود به ظمأن
تنهد بصوت عالٍ وخطوط جبهته قد تزايدت من كل مايحدث حوله
في يوم واحد انقلبت الدنيا فوق رأسه
قال لها وهو يتلفت حوله فلا يجد سواها هي وشقيقها:" أين يمنة ؟.."
قالت له :"بالداخل تعد الطعام وقد أقسمت علي ألا أساعدها ..."
استقام واقفا ليدخل غرفته قائلاً :"خير ما فعلت .."
فقال شقيقها:"متى ستقوم بعمل التحليل يا حاج راشد نريد أن نسجل الولد" التفت إليه راشدناظرا اليه بضيق وقال:" قريبا بإذن الله..."
***********
في المساء
بعد أن اطمأنت يمنة على وجود زوجها في المنزل مع الزائرة الجديدة وشقيقها بعد مغادرة ابن خالتهما هذا استأذنت من راشد لتذهب للاطمئنان على عنان التي تعرف أن حالتها لم تتحسن منذ ما حدث فذهب معها ابنها الأصغر ليوصلها وبعد أن اطمأن على جدته ترك أمه وذهب لأصدقائه على أن يعود إليها بعد ساعتين ليصطحبها للمنزل
أما يمنة فبعد أن صعدت لشقة يونس ولم تستطع أن ترى عنان التي ترفض مقابلة أي شخص فجلست مع أمها بالأسفل
قالت غالية وهي تجلس في فراشها وابنتها بجوارها :"هل تريدين أن تقنعيني أنكِ لم تكوني تعرفين بزواج رماح؟.."
"أقسم لكِ أمي لم أكن أعرف ..."قالتها بنبرة صادقة
فتنهدت غالية قائلة :"البنت حالتها صعبة لم تكد تستفيق من صدمة موته حتى جاءتها صدمة زواجه وانجابه أيضا..."
غمغمت يمنة قائلة بخجل:"وجهي في الأرض من يونس وحليمة أشعر أنهما لا يصدقان عدم معرفتي بالأمر...."
"وهل ستفرق معرفتك من عدمها ؟..ثم أردفت وهي تضيق عينيها :ولكن هل تصدقين أنتِ أن زوجك لم يكن لديه علم؟.."
"لا أعرف يا أمي لا يريد التحدث معي في هذا الأمر و منعني من الجلوس معهم ولكني لا ارتاح لهذه الفتاة قلبي لا يرتاح لها...."
طرقتين على باب الغرفة أعقبهما فتح الباب ليظهر وجه معتصم وقد أخذ حماما منعشا وبدل ملابسه ليخرج وما أن رأى يمنة حتى انقلب وجهه و قال لغالية بفتور:"كيف حالكِ اليوم أمي ؟.."
قالت غالية وهي تنقل بصرها بينه وبين يمنة:"بخير يا ولدي ادخل..."
قطب جبينه ثم أردف بصوت خشن :"لا لدي موعد وربما أبيت بالخارج.."
"ألن تُلقي علي السلام يا معتصم؟..."
قالتها يمنة بلوم وعتاب فأردف هو بفتور:"أهلا يا عمة...."
ثم أغلق الباب حتى لا يدع مجالاً لحديث أكثر من هذا
احتقن وجه يمنة وقالت لأمها :"هل يرضيكِ أفعاله أمي؟.."
زفرت غالية زفرة حارة وأردفت:"لا يرضيني شىء من كل مايحدث..."
فانتفضت يمنة من جوارها بسرعة وفتحت باب الغرفة لتلحق به فلحقته فعلا عند باب البيت الداخلي قبل أن يفتحه وأردفت بخفوت وعينين متألمتين و هي تطالعه و كل ذرة داخلها تشعر بالحنين له:"ألن تكف عن مناداتي بهذا اللقب البغيض ؟ لست عمتك أنا يا معتصم..."
التفت نحوها وتحولت ملامحه إلى غضب شديد وأردف بقسوة:"من تكوني إذن ..قولي لي من تكوني ؟ ضعي عينيكِ في عيني وقوليها..."
ابتلعت لعابها بصعوبة وأردفت وهي تنظر نحوه بحب شديد:"أمك يا معتصم أمك حبيبي.."
قهقه معتصم ضاحكا ضحكات ساخرة وأردف :"اعطني أمارة؟...دليل واحد يدل أنكِ أمي ؟.."
فتحت فمها لترد فلم يعطيها فرصة ليقول بصوتٍ قاسٍ وهو لا يزال بعيدا عنها بضع خطوات :"للأسف لم أراكِ حاملا بي ولم أراكِ ترضعيني كل ما رأيته ما أن وعت عيني على الحياة أنني طفل يتيم لا يعرف له أبا وأمه متزوجة وتتركه في بيت أبيها ...ضعف صوته فجأة وأكمل بصوت مختلج :فيقول لجده أبي ولجدته أمي.... احتد صوته ثانية وأكمل: يناديكِ بالعمة كما يناديكِ جميع أطفال البيت و حين يكتشفت أنكِ أمه و يغار حين يرى كل طفل من أطفال أخواله في حضن أمه الحقيقية ويريد حضنك كان يأتي إليكِ فيصرفه زوجك و يرسله بيت أبويكِ مرة أخرى مع وعد بأن تأتي في اليوم التالي...قهقه ساخرا وأردف وهو يرفع يديه في حركات عصبية: الذي ربما يكون بعد اسبوعا أو أكثر حسب وقت سيادتك فعن أي أم تتحدثين؟...اقترب منها خطوة واحدة قائلا بنظرات بها لوم الدنيا وهو يرفع سبابته و أوسطه معا:عن أم تركت ابنها وهو لم يٌكمِل العامين لتتزوج بآخر لديه ولد وتربي ابن زوجها وتترك ابنها ؟؟.... عفوا ليس لكِ أي أولاد هنا و لولا غالية ما بقيت في هذا البيت ولم تعرفي لي طريقا فلا تطلبي ما ليس من حقك..."
امتلأت عينيها بالدموع حتى سالت وانهمرت على وجنتيها وقالت له بصوت متقطع من كثرة البكاء:"وهل تركتك على الطرقات يا ولدي لقد تركتك مع من هي أحن عليك مني..."
قاطعها قائلا بصرامة و بعينين بهما حزن الدنيا :"فعلا كانت هي أحن علي منكِ لذلك فهي أمي لا تطالبيني بشىء تجاهك الآن بعد أن كبرت ولم أعد أحتاجك..."
قالت بأسى:"هذا هو قانون بلادنا بٌني المرأة لا تأخذ ابنها بيت زوجها ،الولد يٌربى مع أهل أمه أو مع أبيه.. لم أجرم أنا..."
اقترب منها خطوة أخرى قائلا بوجه متجهم مرسوم عليه آلام العالم أجمع:"نعم لو كنتِ تركتيني مع أبي كنت عذرتك أما تركك لي أعاني اليتم من الطرفين فهذا أبشع ما فعلتيه ... ثم أردف بقسوة:بالمناسبة ألن تقولي لي من أبي وأين هو وهل هو حي أم ميت أم ستظلين في مسلسل الانكار هذا كثيرا؟..."
قالت له وعيناها تتعلقان بعينيه تستجدي منه نظرة حانية:"لا أعرف وهل لو كنت أعرف كنت سأخفي عليك الأمر؟..."
صمت قليلا ثم أردف بصوت ضائع وهو يخطو نحوها حتى أصبح أمامها مباشرة:"هل تريدين اقناعي أنكِ تزوجتي برجل وحملتي منه وأنجبتي وهو اختفى بهذه السهولة ولم يصبح له أثر كفص ملح ذاب ؟ كنتِ تقولين هذا حين كنت صغيرا أما الآن لا أصدقك ثم غمغم بصوت ميت:أصدقيني القول هل أنا ابن حرام ألصقتم نسبي بأي رجل والسلام حتى تداري فضيحتك لذلك ما أن أدى مهمته حتى اختفى ولذلك لم تكوني تطيقين وجودي ولا تكنين لي أية مشاعر؟..."
ازداد انهمار الدموع من عينيها و قد انعقد لسانها عن الكلام بعد كلماته القاسية التي كانت أشبه بسكين حاد مزق قلبها تمزيقا وهل هناك أصعب من أن يمسك الولد لأمه سكينا فينحرها ؟...
و هل هناك أصعب من أن يقف الولد أمام امه كجلاد و هي كمذنبة؟...
نهاية الفصل
اتمنى الفصل يكون نال اعجابكم و ياريت أعرف آراؤكم في الرواية لأني بصراحة بشوف ان المشاهدات ما شاء الله عالية بس التعليقات للاسف قليلة فعايزة اقولكم ان التعليقات أيا كانت هي اللي بتدي حافز ان الكاتب يكمل و بتحسسه انه ماشي على الطريق الصح...دمتم بصحة




Heba aly g غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-06-21, 06:45 PM   #208

Heba aly g

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Heba aly g

? العضوٌ??? » 459277
?  التسِجيلٌ » Dec 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,500
?  نُقآطِيْ » Heba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond repute
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 75 ( الأعضاء 14 والزوار 61)
‏Heba aly g, ‏hanaa85, ‏ايمي مجربي, ‏Um-ali, ‏سويلم سويلم, ‏Miraljood, ‏ايمي يحيى اسماعيل, ‏سوهي (زهور الربيع), ‏نهى خيرى, ‏ياسمين حفنى, ‏Amira fares, ‏Solly m, ‏سوووما العسولة, ‏Heba Abdallah


Heba aly g غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-06-21, 06:49 PM   #209

Solly m

? العضوٌ??? » 434739
?  التسِجيلٌ » Nov 2018
? مشَارَ?اتْي » 460
?  نُقآطِيْ » Solly m is on a distinguished road
افتراضي

سلمت يمناك 👏👏👏👏👏👏
الفصل اكتر من رائع 😍😍😍
المرة دي الرواية مختلفة واسلوبك كمان اقوي سرد و حوار متشوقة جدا لباقي الاحداث 🌷🌷


Solly m غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-06-21, 06:54 PM   #210

نهى خيرى

? العضوٌ??? » 488709
?  التسِجيلٌ » May 2021
? مشَارَ?اتْي » 2
?  نُقآطِيْ » نهى خيرى is on a distinguished road
افتراضي

يعنى معتصم ابن العمة ووا انا كنت فكره ان الجد و واحدة بيربوه مش حفيدهم فعلا 🤔🤔🤔🤔
أمهات كتير للاسف لتعمل كده لما تيجى تتجوز
انا كنت بحب معتصم دلوقتى بحبه اكتر😍😍😍😍


نهى خيرى غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:44 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.