آخر 10 مشاركات
..خطوات نحو العشق * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : smile rania - )           »          [تحميل] إمــا "شيطـــان" أو شـخـص مــهـزوز الـكـــيان/للكاتبة Miss Julian(جميع الصيغ) (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          245- احداث السحر - كارين فان - م.م .... حصرياااا (الكاتـب : angel08 - )           »          [تحميل] جنون المطر ( الجزء الأول) للكاتبة الراااائعة/برد المشاعر(مميزة) (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          الإغراء الحريري (61) للكاتبة: ديانا هاميلتون ..كاملهــ.. (الكاتـب : Dalyia - )           »          110 قل..متى ستحبني - اليكس ستيفال ع.ج (كتابة /كاملة )** (الكاتـب : Just Faith - )           »          حق بين يدي الحق (1) *مميزة ومكتملة* سلسلة نساء صالحات (الكاتـب : **منى لطيفي (نصر الدين )** - )           »          سباستيان...أنيسة (112) للكاتبة: Abby Green (ج3 من سلسلة دماء سيئة) *كاملة* (الكاتـب : Gege86 - )           »          تائــهــة في عتمتـك (الكاتـب : نسريـن - )           »          ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree4093Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 05-07-21, 03:02 PM   #391

منال سلامة

قاصة في قلوب احلام وكنز سراديب الحكايات


? العضوٌ??? » 408582
?  التسِجيلٌ » Sep 2017
? مشَارَ?اتْي » 2,077
?  نُقآطِيْ » منال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond repute
افتراضي


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..


ويسعد مساكِ 🌹🌹🌹🌹❤❤❤
تسجيل حضور بانتظار الفصل ❤❤❤
🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸


منال سلامة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-07-21, 05:23 PM   #392

Solly m

? العضوٌ??? » 434739
?  التسِجيلٌ » Nov 2018
? مشَارَ?اتْي » 460
?  نُقآطِيْ » Solly m is on a distinguished road
افتراضي

تسجيل حضور بالانتظار يا جميل 😍💖💖

Solly m غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-07-21, 05:52 PM   #393

سوهي (زهور الربيع)

? العضوٌ??? » 488697
?  التسِجيلٌ » May 2021
? مشَارَ?اتْي » 29
?  نُقآطِيْ » سوهي (زهور الربيع) is on a distinguished road
افتراضي

تسجيل حضووووور ♥️♥️😍😍

سوهي (زهور الربيع) غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-07-21, 06:09 PM   #394

Heba aly g

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Heba aly g

? العضوٌ??? » 459277
?  التسِجيلٌ » Dec 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,499
?  نُقآطِيْ » Heba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond repute
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته جاري تنزيل الفصل

Heba aly g غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-07-21, 06:12 PM   #395

Heba aly g

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Heba aly g

? العضوٌ??? » 459277
?  التسِجيلٌ » Dec 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,499
?  نُقآطِيْ » Heba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل التاسع


جلست يسر في فراشها في غرفتها ببيت والدها ترتدي منامة قطنية عليها شخصيات كارتونية وبجوارها مريم التي كانت ترتدي منامة قطنية مشابهة لها فأردفت الأخيرة ما إن استمعت لكل ما حكته لها يسر وعيناها تلمعان:" أفهم من ذلك أنكما تشاجرتما بسبب موضوع التبني هذا وستجلسين معنا فترة حتى تتصافيان؟..."
ضيقت يسر عينيها قائلة بشك :"لما أشعر أنكِ سعيدة بهذا الأمر ؟"
احتضنتها مريم بذراعيها قائلة بنبرة طفولية :"لإني اشتقت لكِ ولجلوسنا معا بالأيام وسهرنا معا بالليالي... "
دفعتها يسر بعيدا عنها بغيظ وجلست في منتصف الفراش على ركبتيها قائلة :"أستطيع أن أبيت معكِ عدة أيام دون مشاكل مع يحيى..."
قهقهت مريم ضاحكة ثم أردفت أخيرا بجدية :"لا تقلقي مجرد أن يعود من سفره سيراضيكِ إن لم يتصل ويراضيكِ قبلها ثم أردفت بنبرة حانية :يحيى يحبك ولا يتحمل حزنك..."
زمت يسر شفتيها وتأثرت ملامحها ثم قالت بتأثر:"أنا أيضا أحبه مريم ولكن ما الخطأ في طلبي ليرفضه هكذا بشكل قاطع دون تفكير؟..."
تنهدت مريم ثم أردفت وعلامات الجدية ترتسم على وجهها:" الخطأ أنكِ لا تفهمين جيدا طبيعة المكان الذي تعيشين فيه ولا طبيعة تفكير أفراده ، أفراده الذين يفضلون أن يتزوج الرجل مرة أخرى لينجب وتحمل زوجته أبناؤه من امرأة أخرى خير الف مرة من تبني طفل ليس من صلبهم...."
فغرت يسر شفتيها قائلة بضياع :"أخرى؟..."
تنحنحت مريم قائلة ما إن رأت شحوب ملامح وجه يسر :"أقصد أن طلبك غير منطقي ولا يناسب تفكير من حولك وهذا ما كان يقصده يحيى..."
دلفت ليلة إلى الغرفة بعد أن طرقت طرقتين ووضعت صينية العصائر فوق الكومود وجلست بجوار يسر قائلة ببشاشة و هي تضمها إليها ضمة حانية :"اشتقت اليكِ حبيبتي حمدا لله انكِ اتيتِ حتى يعود يحيى من السفر..."
احتضنت يسر أمها كطفلة صغيرة وأغمضت عينيها في حين استقامت مريم حتى تتركهما معا قليلا ربما تريدان الحديث معا وقالت ليسر وهي تهم بالخروج :"جهزي نفسك حتى تأتي معي لنوصل الاولاد النادي ؟..."
قالت يسر وهي ترفع عينيها إليها ولا تزال تحتضن أمها:" وماذا سأفعل أنا في النادي"
قالت لها مريم ساخرة:" تمارسين مهامك كعمة غائبة عن أبناء أخيها..."
ابتسمت لها يسر بينما خرجت مريم لتجهز طعام الغداء
*********
من قال أن أقدامنا وحدها من تسوقنا إلى الأماكن كاذب فقلوبنا احيانا تسوقنا إلى حيث تريد وهو منذ أن تذوق رائحة طعامها وهو يشعر بنفسه تهفو إلى المطعم مدعيا أن طعامها مميزا والحقيقة أن ليس طعامها فقط هو المميز بل كل ما فيها مميزا بشكل لم يراه من قبل في أي فتاة
دلف حاتم إلى المطعم ولم تكن هناك سوى منضدة واحدة مشغولة بها شاب وفتاة فجلس هو مباشرة على المنضدة المجاورة للواجهة الزجاجية التي جلس عليها في المرة السابقة...
نظر حوله إلى المطعم البسيط جدا والغير متكلف وهو يشم رائحة الطعام التي تأتي من المطبخ القريب جدا من صالة الطعام الصغيرة نسبيا فابتسم ما أن تخللت رائحة الطعام أنفه ولم تمر سوى دقائق حتى كانت زهراء تقف أمامه بطلتها الكلاسيكية الجميلة وابتسامتها الرقيقة قائلة برقة:" اهلا بك.."
"أهلا زهراء..."
لا يعرف كيف يخرج اسمها من بين شفتيه بهذه الانسيابية وهو الذي كان دائما لا يبادر بالتساهل مع أي فتاة إلا حين يرى منها بادرة ،غير ذلك كان ثقيلا هادئا متزنا ...
" ماذا تحب أن تطلب...." قالتها بصوتها العذب
فابتسم حاتم ابتسامة صغيرة جدا ارتسمت على شفتيه ورغما عنه انطبعت في عينيه واردف :"ماذا لديكم اليوم؟..."
قالت بنفس الرقة وهي تضم كفيها إلى بعضهما :"لدينا نجرسكو و دجاج مشوي و .....
أخذت تمليه ما لديهم اليوم في قائمة الطعام وهو يستمع إليها بانصات وعينيه لا تحيدان عن عينيها وحين انتهت أردف قائلا ببساطة :"حسنا كالمرة السابقة أريد أن اتذوق من كل الاصناف ، كما يقولون من كل بستان زهرة...."
اومأت له برأسها بابتسامة حلوة و عادت إلى المطبخ لتعد له ما طلبه وبداخلها تشعر بالسعادة لأنه عاود زيارة المطعم مرة أخرى....


بعد قليل
كانت بالفعل تضع الأطباق أمامه بتهذيب وهدوء ثم ابتعدت بابتسامة صغيرة دون كلام كثير وتركته هو لصخب أفكاره التي لم تهدأ منذ أن رأها أول مرة ،منذ أن رأها وهي تحتل ذهنه وتقيم داخل عقله اقامة كاملة ،ظن أن الأمر أيام ويرحل طيفها ولكن هذا الطيف لم يبارح عينيه ليجد نفسه في النهاية يجلس على نفس المقعد ...
أزاح صخب أفكاره جانبا وأخذ يتناول الطعام بشهية مفتوحة وهو يقر أن بالفعل طعامها له نكهة خاصة ،طعم مميز ،توابل مخصوصة
كان يتناول الطعام ببطء شديد حتى أن من كانوا بالمكان انتهوا من طعامهم ورحلوا وهو باق،كان يلاحظها بطرف عينه وهي تتنقل بين الطاولات تقدم طلب أو تحمل طلب بينما يساعدها محمد زميلهم لأن رحاب لم تكن متواجدة اليوم
وما إن انتهت ولاحظت أنه فرغ من الطعام حتى تقدمت من منضدته وكعب حذائها العالي يطرق على الأرضية بايقاع جذاب منتظم قائلة بنبرة شعرها ودودة بعض الشىء:" هل تريد أي شىء آخر ؟ ..."
نظر إلى الأطباق الشبه فارغة وهو يشعر بالتخمة وأردف :"شىء أخر بعد كل ما أكلته لا أظن سأستطيع.."
ابتسمت قائلة:" بالهناء على قلبك..."
ثم تقدمت بصينيتها التي تحتضنها بين ذراعيها لترفع عليها الاطباق الفارغة فاعتدل هو في جلسته قائلا لها بنظرة ثاقبة :"ولكني لي بعض الملاحظات على طعام اليوم .."
انتبهت حواسها كلها له وأردفت بعينين متسائلتين وهي تنظر في عمق عينيه اللتين تخترقانها :"ما الذي لم يعجبك؟ .."
قال بسرعة حين لاحظ اضطرابها:"لا ... أعجبني طبعا هناك فقط بعض الملاحظات ،ثم أردف بتردد : هل يمكن أن تجلسي قليلاً ؟..."
صمتت قليلاً ثم نظرت حولها للمطعم الخالي سوى من محمد الذي يجلس خلف مكتب الكاشير
ثوان قليلة جدا استغرقتهم في التفكير هل تطاوعه وتجلس أم ترفض
....
ثوان قليلة لتحسم أمرها ما بين ترددها و ميلها، ما بين رغبتها وقلقها ،ما بين قلبها وعقلها، مابين استكانتها وجموحها
لتضع الصينية على المنضدة و تجلس أمامه مباشرة قائلة ببساطة هي أجمل ما يميزها :"تفضل ما هي ملاحظاتك ؟..."
لم تكن ملاحظات أكثر منها محاولة للحديث بشكل مطول معها فأردف بلباقة وهو يشبك أصابع يده اليمنى مع اليسرى ويستند بذقنه عليهم:"الدجاج تتبيلته رائعة ولكنه كان يحتاج أن ينضج أكثر أنا أحبه كامل النضج..."
قالت له بسرعة:" ولكنه كامل النضج فعلا..."
أردف قائلاً بابتسامة صغيرة:"أحبه أن ينضج أكثر..."
أومأت له برأسها ليتابع فأخذ يصف لها ما يحبه وما لا يحبه في الطعام،مقدار الملح ودرجة النضج لكل صنف من الأصناف وعرفت من حديثه أنه مهتم بالطعام بشكل خاص وإن لم يظهر على هيئته وجسده الرياضي ..
كانت تستمع له بانصات شديد وتهز رأسها وهي تتابعه وراق له أن تكون منصتة له باهتمام هكذا.. والحقيقة أنها لم تكن تنصت له فقط بل كانت تتأمله وللمصادفة كان هو أيضا يتأملها
كان يبدو أمامها بملابسه العصرية الراقية مثالا للرجل الذي لم تصادفه من قبل، ملابسه تبدو غالية الثمن ،ساعته الانيقة في معصمه تبدو مميزة ،كله على بعضه يبدو كمن أنهى للتو استحمامه ،رائحة عطره مميزة وملامح وجهه رجولية شديدة الجاذبية بسمرته المميزة والطابع الذي يوشم أسفل ذقنه فيعطيه فوق جاذبيته جاذبية...
وكانت تبدو أمامه بملابسها الكلاسيكية البسيطة أشبه بفتاة هاربة من فيلم عربي من أفلام الخمسينات ورغم تناقض هيئتهما إلا أن كلاهما كان ينظر إلى الآخر باعجاب خفي
قاطع تأملها قائلاً:"منذ أن كنت في الجامعة ونظرا لطبيعة دراستنا الصعبة والطويلة كنت أضطر أن آكل كثيرا بالخارج لذلك أصبحت أقدر قيمة الطعام الجيد كطعامك لذلك أقول لكِ ملاحظاتي ليس أكثر أرجو ألا أكون ضايقتك..."
ابتسمت ابتسامة عذبة فظهرت أسنانها المتلألئة المصفوفة بعناية وأردفت قائلة:"اطلاقا إذا كان على الملح الزائد قليلا أو درجة النضج فالأمر هذا يخضع لذوق كل شخص وما دمت قلت لي فبالتأكيد سآخذ بذلك في المرات القادمة..."
كانت تهم بالقيام من أمامه حين باغتها قائلاً :"هل حبك للطعام مجرد هواية أم وراثة..."
ابتسمت قائلة :" الاثنين ...أمي أطال الله في عمرها إلى جانب كونها خياطة ماهرة فهي طباخة ماهرة أيضا فهي من علمتني إلى جانب حبي الشديد للطبخ.."


رغم أنها لم تعرفه إلا منذ فترة بسيطة جدا إلا أنه لاحظ أنها ودودة ومٌريحة في كلامها معه كأنها تعرفه منذ زمن،تتحدث بانسيابية ورقة ،ملامحها رقيقة وجميلة تدخل القلب ...
كان شعاع الشمس يسقط على جانب وجهها فيٌظهِر لون عينيها البنيتين الفاتحتين كخصلات شعرها البنية الفاتحة التي تبدو من مقدمة حجابها
فأردف هو بتساؤل:"والدتك من تصمم لكِ ملابسكِ هذه؟.."
حانت منها نظرة إلى ملابسها وأردفت بشك:"نعم.... لماذا؟.."
قال لها باعجاب:"ذوقها رائع جدا ومميز ..."
تنحنحت وهي تنظر حولها وعقلها يقول لها:"ها أنتِ زهراء طاوعتي قلبكِ وجلستِ ،نكتفي بهذا القدر..."
وشعر بها فأردف هو قبل أن تفكر في الانسحاب: أنا أيضا مجال عملي ليس بعيدا عن عملك فأنا أعمل في المواد الغذائية..."
ناظرته بعينين متسائلتين تريدان معرفة المزيد...
فأردف قائلاً بمودة كأنهما يعرفان بعضهما منذ زمن :" أنا في الأساس خريج هندسة قسم ميكانيكا انتاج و أنا من أدير مصنع المواد الغذائية الخاص بالعائلة..."
أومأت له برأسها وأردفت باهتمام:"وهل تستفاد من مجال تخصصك في العمل أم أن العمل بعيد عن مجال الدراسة؟.."
قال لها بجدية وقد أصبح الحديث بينهما سلسا :"اطلاقا عملي هو مجال دراستي ..."
قالت له باهتمام:"كيف؟ ..."
قال لها شارحا بجدية وهو يضع كفيه على المنضدة فتتابعه بعينيها فتنتبه أنه لا يضع محبسا :" عملنا يتلخص في تصنيع المنتجات بأعلى جودة و متابعة خطوط الانتاج والاشراف على الماكينات ومطابقتها للمواصفات..."


قالت له وقد لمحت بطرف عينها أن أحد الزبائن يدفع الباب للدخول:"وفقك الله، بعد اذنك مضطرة للانصراف..." وأخذت تجمع الاطباق بسرعة على الصينية ،أما هو ففضوله دفعه لتأمل أصابعها فوجدهم بلا أية محابس فشعر بالارتياح
أما هي فبعد أن قامت لامت نفسها أنها جلست معه وتبادلت معه الحوار وبعد أن دلفت إلى المطبخ لتضع الصينية أمام الفتاة التي تساعدها وتجلي الصحون همست لنفسها بخفوت"مرة واحدة زهراء تتبعي فيها قلبك..مرة واحدة لن يحدث منها شىء... مرة واحدة لن تحدث منها كارثة فأين هو وأين أنتِ ؟.. ثم ألن يكن مقدرا لكِ أن تشعري بهذه المشاعر ولو لمرة واحدة؟.."
ثم شدت قامتها ورسمت ابتسامة محايدة على شفتيها الجميلتين وهي تتجه نحو الرجل الخمسيني الذي جلس ويريد أن يطلب طعاما متجاهلة تماما حاتم فمهمتها معه انتهت وضعت الطعام وحملت الاطباق الفارغة....
***********
في متجر المواد الغذائية الشهير بالمحافظة وقفت سندس مع شقيقتها همت التي كانت تتابع سير العمل وتشرف على وضع المنتجات الجديدة في الثلاجات بينما الاولى تقف بجوار شقيقتها منشغلة بهاتفها وما إن انتهت همت من إعطاء تعليماتها للعمال حتى وقفت بجوار شقيقتها قائلة :"ماذا تفعلين ؟ منذ أن حضرتي وأنتِ منشغلة بالهاتف ..."
قالت سندس دون أن ترفع عينيها عن شاشة الهاتف :"أحدث يوسف "
مطت همت شفتيها ثم قالت وهي تضيق عينيها :"يبدو أن يوسف هذا استحوذ على تفكيرك تماما ..."
رفعت سندس عينيها الجميلتين إلى شقيقتها وأردفت بابتسامة حلوة :"الصراحة لا أستطع الإنكار ثم أردفت دون مواربة مع تنهيدة قصيرة: هو يعجبني بشدة يا همت"
قالت شقيقتها بحنان وهي تبتسم لها ابتسامة داعمة :"حمدا لله أن هناك من حاز على اعجابك بعد تجربتك السابقة التي ظننا أنكِ لن تتعافي من أثرها...."
ضغطت سندس على شفتها السفلى قليلا ثم أردفت :"ولكن هناك مشكلة واحدة فقط به..."
قالت همت بتساؤل :"ماذا؟...."
" متزوج ولديه اطفال "
قالتها سندس بضيق فاتسعت عيني همت قائلة باستنكار:" ماذا ! متزوج ! ومادام متزوجا لما تسمحين له من الأساس بالحديث معكِ والتمادي؟..."
قالت سندس و كأنها قد تفاجأت بأنها كان من المفترض أن تبتعد عنه ما دام متزوجا :"وماذا حدث همت نحن حديثنا كله في العمل ليس أكثر..."
ضربت همت كفا بكف قائلة بتعجب :"يا ابنتي ألم تقولي منذ قليل أنه يعجبك؟..."
قالت سندس بنفاذ صبر:" نعم يعجبني ولكن هذا شعور داخلي لم أبُح به لأحد غيرك لانكِ شقيقتي وصديقتي المقربة أما هو فحديثنا معا كما قلت لكِ في إطار العمل"
وضعت همت يدها على كتف أختها قائلة بنصيحة أخوية خالصة:" حبيبتي أنا فقط أخاف عليكِ لا أريدك أن تنجرفي خلف مشاعرك و نتيجة الانجراف هذا محسومة من البداية ...."
ابتسمت سندس ابتسامة صغيرة قائلة لها وهي تحرك أصابعها لتكتب ليوسف على الواتساب :"لا تقلقي علي حبيبتي بالتأكيد انجذاب وقتي وسيزول باذن الله "
ولم تكد تنهي جملتها حتى وجدت هاتفها يرن برقم يوسف فردت بسرعة قائلة بلهفة لم تستطع التحكم فيها للوهلة الأولى :"يوسف ماذا حدث لما تتحدث على الهاتف؟"
قال لها يوسف الذي يجلس خلف مكتبه في الشركة بأريحية :"تعبت من الكتابة ليس لي أنا في حوار الكتابة هذا .."
قهقهت ضاحكة وأردفت :"حسنا فعلت..."
فقال لها مكملاً حديثهما على الواتساب :"كنتِ تقولين أن منتجاتنا بالفعل وصلت المتجر "
قالت له بحماس وهي تنظر إلى ثلاجة العرض التي بدأ الزبائن بالفعل في الإقبال عليها:" نعم وبدأ السحب عليها ، جالت في رأسها فكرة فلم تتردد في طرحها مباشرة فأردفت بنفس الحماس: لما لا تأتي وتشاهد بنفسك؟"
نظرت إليها همت نظرة صارمة وهي تعقد ذراعيها فوق صدرها
فأردف هو :"ماذا ؟ آتي إلى المتجر ؟"
قالت له ببساطة :"نعم لما لا ألم آتي أنا إلى المصنع عندكم لما لا ترد الزيارة وتأتي أنت أيضا وترى بنفسك الإقبال على منتجاتكم ..."
لم يحتاج يوسف للتفكير كثيرا ،ليس غبيا ليعرف أن نظرتها له كرجل نظرة اعجاب منذ اليوم الأول ولن ينكر أنه انجذب إليها منذ اليوم الأول أيضا فهي كتلة حماس و طاقة ...
متوهجة بها شىء يجذب منذ اللحظة الأولى ...
من النساء اللاتي تهتم بنفسها من قمة رأسها حتى أخمص قدميها ...
مميزة ومثيرة بخصلات شعرها الحمراء التي تتطاير خارج حجابها ،تذكره كثيرا بنهال
ثوان قليلة لم يزد عددها عن عدد أصابع يده الواحدة جالت في ذهنه هذه الأفكار أعقبها بقوله برزانة يمتلكها وهدوء يميزه :"حسنا لا بأس أنا بالفعل أنهيت عملي"
أغلقت معه وابتسامة سعيدة تزين ثغرها فقالت لها همت بحاجب مرفوع :"هل هذا أيضا من متطلبات العمل أن يأتي بنفسه ليرى خط الانتاج خاصتهم داخل متجرنا ؟"
رفعت سندس حاجبيها الرفيعين المرسومين بعناية قائلة بشقاوة :"نعم أنتِ فقط خريجة قديمة ولم تعرفي بعد الأساليب الحديثة في التسويق.."
ثم تركتها ودلفت إلى الحمام فغسلت وجهها جيدا ووقفت أمام المرآة لتتزين من جديد
**********
دلف يوسف إلى المتجر الذي كان يكتظ بالزبائن وهو يرتدي حلة أنيقة كاملة ،كانت هذه هي المرة الأولى التي يأتي فيها إلى هنا وما إن وقعت عيني سندس عليه حتى تقدمت منه بخطوات أنيقة هادئة مدروسة فابتسم لها ابتسامة صغيرة جدا رغم أنه في هذه اللحظة على وجه التحديد ازداد إعجابه بها كامرأة فقد كانت ترتدي فستانا رقيقا باللون الاسود بالكاد يصل إلى كاحلها ملفوف على جسدها باغراء شديد وحذاء بكعب عال ووشاح بألوان متعددة ما بين الاسود ودرجات اللون القرمزي المقارب لخصلات شعرها الحمراء الهاربة من مقدمة الوشاح ،كانت مثال للمرأة الجميلة التي تزداد جمالا مع ثباتها وتعاملها بحرص شديد في كل شىء فقد كان يشعر بها رغم اندفاعها في الكلام معه إلا أنها تدرس الكلمات جيدا قبل أن تخرجها
مدت يدها له مصافحة فمد يده لها ليلامس يدها الناعمة التي يبدو أنها لم تستهلك في الأعمال المنزلية كمعظم النساء....
قالت له بابتسامتها الجذابة وهي تتأمل حلته الرمادية الأنيقة ورابطة عنقه:" لما ترتدي اليوم حلة كاملة؟"
رفع حاجبا واحدا وأردف :"وهل رأيتني من قبل بلا حلة كاملة ؟"
قهقهت ضاحكة وأردفت :"المرات التي رأيتك فيها كنت ترتدي حلة بلا رابطة عنق"
ابتسم هو الآخر قائلا :"حسنا اليوم بالفعل كان لدي عدة اجتماعات مهمة في العمل "
نظرت خلفها إلى ثلاجات العرض قائلة :"بمناسبة العمل ما رأيك أن ترى اسم الحسيني وهو ينير المكان لدينا؟ .."
قال لها وقد راق له حماسها :"هيا...."
سارت بجواره توضح له أماكن المنتجات خاصة مصنعهم إلى جانب باقي المنتجات التي تملأ المتجر ثم أخذته إلى قسم الأطعمة الطازجة...
كان المتجر يعد كبيرا وليس صغيرا فأردفت هي وهي تشير إلى المكان حولها :"هذه المساحة بالضبط هي ربع مساحة الفرع الثاني في العاصمة ثم رفعت سبابتها قائلة :والذي ستشرفنا فيه باذن الله ..."
أومأ لها برأسه قائلا :"باذن الله...."
فأردفت هي وهي تشير للشيف الذي يقف عند ثلاجة عرض الأطعمة المطهوة الطازجة :"ما رأيك أن نتناول الغداء معا لدينا ايضا صالة مجهزة لتناول الطعام "
اعتذر لها بلباقة قائلا:" اشكرك ،المرة القادمة بإذن الله..."
قالت بما لا يدع مجالا للمناقشة :"أنا لا آخذ رأيك أنا فقط أخبرك وأنت في المرة القادمة ستردها لي.."
ابتسم من نبرة الثقة في صوتها فقالت هي للرجل بأن يجهز لهما وجبتين من أشهى الأصناف ولم تمر سوى دقائق قليلة حتى كانا يجلسان معا في صالة الطعام على منضدة صغيرة لا تتسع سوى لشخصين يتناولان الطعام معا ما بين حديث سندس الشيق في كل مجالات الحياة التي تتنقل بين مواضيعها بسلاسة وثقافة وثقة و ما بين كلمات يوسف القليلة بطبيعته و اصغاؤه لها باهتمام واعجاب وهو من داخله يشعر بتميزها و شخصيتها التي تشبه كثيرا شخصية نهال ، نهال التي يعترف لنفسه أنه نسى ملامحها في زحام الحياة ونسى الكثير من مواقفهما القليلة معا فعمر علاقتهما لم يكن بالكثير ولكنه لم ينسى أبدا روحها وشخصيتها كما لم ينسى أنه غٌصِب على تركها وهذا ما كان يؤرقه
***********
قبل المغرب عاد حاتم إلى البيت فوجد والدته تجلس أمام التلفاز في حجرة المعيشة فجلس بجوارها و طبع قبلة على وجنتها قائلا:" كيف حالكِ حبيبتي؟.."
ابتسمت له قائلة بمحبة:" بخير حبيبي ثم ربتت على كتفه قائلة: أجهز لك الغداء؟"
قال لها ولا زال مذاق طعام زهراء في فمه :"لا أمي أكلت..."
التفتت اليه بجسدها كله وأردفت بتساؤل :"لما أصبحت تتناول الطعام في الخارج كثيرا كنت تتناول أي شىء خفيف حتى تعود إلى البيت .."
تنحنح قائلا حتى لا يقع في فخها فهي ماهرة في فن الاستدراج :"ماذا ستفعلين إذن حين اتزوج يا ليلتي تغارين من الآن أنني اتناول الطعام في الخارج..."
ربتت على كتفه قائلة وهي تشير للأعلى على شقة يوسف:" على أساس أن من تزوج يأكل في بيته ! ثم أردفت بحنان: حتى حين تتزوج حبيبى ستأكل من طعام أمك الذي لن تجد مثله ..."
ابتسم ابتسامة صغيرة ولم يعلق فشعرت هي بغريزتها أن هناك شىء يخفيه عنها فأردفت بتساؤل وعينيها تلمعان :"هل هداك الله و نويت على خطبة إحدى بنات عمك ؟ "
تغضنت ملامح وجهه وقال لها بسماجة:"و هل إن اخترت غير ابنة من بنات عمي أكن ضالا؟ ألا يمكن أن يهديني الله لفتاة من خارج العائلة ؟...."
قالت له وهي تتعجب من اسلوب رده:"لا... ممكن بني من قال هذا ثم قالت له بلهجة محذرة: ولكن اعلم أن والدك وجدتك لن يقبلوا بأي فتاة..."
ضيق عينيه قائلا:" ماذا تعنين؟"
قالت بهدوء وهي تعيد عقد وشاحها خلف عنقها:" سيسألونك عن أهلها ونسبها وعائلتها، بمعنى أصح إن اخترت من خارج العائلة ستكون العين عليها ...ضيقت عينيها قائلة: هل هناك عروس في الأفق يا ولد ؟"
غمغم قائلا وقد ازعجه كلامها دون أن يعرف السبب:" لا في الأفق ولا خارج الأفق "
ثم استقام قائلا :"أين يسر و مريم؟..."
قالت له:" في النادي مع الأولاد...."
تركها ودلف ليأخذ حماما دافئا بعد تعب اليوم كله في المصنع و دون أن يدري تسللت إلى أذنيه كلماتها الرقيقة فأغمض عينيه لتحتل صورتها مخيلته كلها فابتسم ثغره وهو يتذكر كل تفاصيلها الرقيقة وأردف بهمس أجش زهراء وهي زهراء
**********



التعديل الأخير تم بواسطة Heba aly g ; 05-07-21 الساعة 06:40 PM
Heba aly g غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-07-21, 06:16 PM   #396

Heba aly g

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Heba aly g

? العضوٌ??? » 459277
?  التسِجيلٌ » Dec 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,499
?  نُقآطِيْ » Heba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond repute
افتراضي

أنهى يحيى يومه في الكلية ما بين المكتبة و الاطلاع على بعض المراجع التي يحتاجها في رسالته وما بين مقابلة الدكتور المشرف على رسالته وعرض ومناقشة ما أنجزه حتى الآن معه وما إن خرج من بوابة الكلية ولفحه الهواء المنعش حتى شعر أنه يريد أن يسير على قدميه قليلا...
يشعر بالضغط من كل الاحداث السابقة بداية من اجهاض يسر و حزنه على الجنين مرورا بمحاولاته كتم حزنه حتى يُهون على يسر وصولا إلى الضغط المبطن من والديه كل منهما من جهة
سار في الشارع الواسع وهو يتنفس الهواء البارد بصوت عال قليلا وكأنه كان محروما من التنفس طوال الفترة الماضية ووجد نفسه دون تفكير يٌخرِج هاتفه ويتصل بيسر التي كانت تلهو مع زياد وجنة في النادي في منطقة الألعاب كأنها في مثل عمرهما بينما تجلس مريم على مقربة منهم تكمل قراءة روايتها الورقية بانهماك شديد
ردت عليه مباشرة فأردف هو بصوته الهادىء :"كيف حالك حبيبتي؟..."


رفعت حاجبا واحدا وهي تتذكر كيف كان حادا معها في أخر مناقشة بينهما ولم يبدي أي لين أو حتى محاولة للتفكير وقالت بنبرة هادئة لا تخلو من البرود المتعمد :"بخير وأنت؟..."
كان يعرف أنها غاضبة منه ولكنه لم يحاول أن يفتح معها الأمر ثانية فأردف:" ليتكِ جئتِ معي الجو هنا رائع ..."
قالت له وقد بدأ برودها يذوب تدريجيا :"المرة القادمة بإذن الله..."
قال لها وهو يستمتع بالسير و الهدوء من حوله:" باذن الله سآتي في الغد سأمر عليكِ ..."
قاطعته قائلة :"لا يحيى أريد أن أبقى عدة أيام أخرى عد أنت إلى البيت وأنا حين أكتفي من الجلوس عند أبي سأحدثك أو أعود مع يوسف أو حاتم...."
زفر زفرة حارة وقد أدرك أن ما حدث أخر مرة مع خالته وما تلاه من حدتهما معا ترك أثره في نفسها فأردف بضيق غير متعمد :"حسنا يسر كما تريدين سأغلق الان"


أغلق معها ثم غير وجهته ليعود من حيث أتى فسيارته أمام بوابة الكلية.....
أما يسر فما أن أغلقت معه حتى رن هاتف مريم فردت الأخيرة قائلة:"أهلا يوسف..."
قال لها وهو يصف سيارته بالخارج :"هيا مريم أنتظركم بالخارج..."


أغلقت معه وبدأت في جمع أغراض الأولاد بسرعة ولم تمر سوى دقائق حتى كانوا جميعا أمام السيارة فقالت يسر لمريم بنبرة طفولية وهي تقف أمام باب السيارة المجاور ليوسف وهي تحاول التغلب على ضيقها من نفسها للطريقة التي حدثت بها يحيى:"أريد أن أجلس بجوار أخي ،اشتقت له..."
قهقهت مريم ضاحكة وأردفت بسخرية وهي تفتح الباب الخلفي ليدخل الأولاد قبلها:"حبيبتي وأنا لا يهون علي أن تشتاقي اجلسي بجوار أخيكِ حتى تشبعي منه..."
اتسعت ابتسامة يسر من نبرة مريم الساخرة وفتحت باب السيارة لتجلس بجوار يوسف الذي ابتسم لها ابتسامة حنونة قائلا:"حبيبة أخيكِ أنتِ..."


أما في سيارة مجاورة فكان شادي يجلس مع صديقه بعد أن أنهيا تدريبات جميع المراحل ورغم أن الظلام كان قد حل ولم يتبين هوية أو ملامح من ركبت معه مريم إلا أنه قال لصديقه باهتمام بعد أن انطلق يوسف بسيارته:"كما قلت لك يبدو أنها ليست متزوجة هاهي ترحل تقريبا مع صديقتها وزوجها..."
قال صاحبه متهكما:"ولأنها رحلت مع صديقتها وزوجها تكن غير متزوجة؟..."
قال شادي وهو يحك شعره بسبابته:"هذا ما أراه ..."
قال صاحبه بنفس النبرة المتهكمة وهو ينطلق هو الآخر بسيارته:"بل هذا ما تريد أنت أن تراه...."
تنهد شادي وهو يستند برأسه للخلف وطيفها لا يفارق خياله ولا يعرف ماهي النهاية لهذه المشاعر التي تنتابه مع هذه المرأة على وجه التحديد....
**********
يا رب ثبتني على الايمان ........
إنى غريب الروح في الأكوان ..
إن كنت يوما قد نأيت فإنما.....
عفو الكريم اليوم قد أدناني ...
ويسيل دمعي والبكاء إذا هما .
من خشية الرحمن هز كياني ..
بصوته المؤثر الذي يمس شغاف القلب رتل الشيخ أبو بكر تواشيحه وحوله يجتمع ويٌصغي باستمتاع مٌحبي الانشاد الديني وحلقات الذكر التي تٌقام كثيرا في بيت الشيخ شعيب كبير احدى القبائل في البلد العربية التي يعمل بها عمرو الذي كان يجلس بجوار صديقه بهاء ولا يعرف حتى الآن لما هو هنا فأردف بخفوت في أذن صاحبه وهو يميل عليه :"بهاء أنا لا أعرف لماذا نحن هنا وأنت قد رُفضت بالفعل حين تقدمت لها منذ عدة أشهر ..."
أردف بهاء الذي كان مندمجا بشدة مع الشيخ أبو بكر:" رهف قالت لي أن الشيخ أبو بكر زوج عمتها الذي استقبلنا و تسمع صوته الان هو أكثر شخص متفاهم في العائلة وان عمتها أخبرته عن أمرنا وهو متعاطف بشدة معنا وعلى استعداد للمساعدة...."
مط عمرو شفتيه وهو ينظر حوله إلى الجموع التي تتابع الرجل وتندمج معه متأثرة بانشاده وأردف :"وفقكما الله يا صديقي أتمنى أن تٌحل عقدتكما و يجتمع شملكما،ثم أردف بنبرة ساخرة :أنت تعرفني أحب الوحدة العربية..."
لكزه بهاء بمرفقه في ذراعه قائلا بلكنة بلده المميزة:" ليس وقتك الان.."
رن هاتف عمرو فوجده شقيقه يحيى الذي كان قد عاد إلى سيارته للتو فرد عليه قائلا :"أهلا يا هندسة كيف حالك؟..."
قال له يحيى الذي لم يكن لديه رغبة في دخول السيارة أو القيادة الآن فجلس على مقدمتها قائلا:"بخير كيف حالك أنت يا دكتور؟..."
قال عمرو وهو ينظر نحو بهاء :"متورط في جلسة لجمع شمل البلدين الشقيقين معا..."
كان الشيخ أبو بكر لا زال ينشد بصوته العذب فرفع بهاء له حاجبيه بتهديد فضحك وهو يستقيم ليخرج خارج المضيفة ليحدث شقيقه الذي أردف بغباء:"أي بلدين هل تركت الطب واتجهت للسياسة؟..."
كان عمرو قد خرج خارج المضيفة ليسير في الطريق الممهد وعلى جانبيه الحقول فيذكره ببلدتهم وأخذ يقص على يحيى مشكلة بهاء ورهف باختصار ثم عقب أخيرا :"سبحان الله نفس ما يحدث لدينا... ثم أردف مفكرا:هل تتصور أنه كان سببا من أسباب اصراري على العمل خارج البلد بأكملها الاطلاع على ثقافات أخرى...ثم قهقه ضاحكا وأردف: لأجد ما هربت منه هنا أيضا..."
ابتسم يحيى أيضا بملء فمه وأردف:"لتعرف أن جميع البلدان لديها عادات و تقاليد وأن في كثير من الأحيان الأعراف تصبح قوتها أشبه بقوة القوانين ..."
أغمض عمرو عينيه و أردف:"حسنا يا يحيى أعلم كل هذا ...كيف حالكم جميعا؟..."


كان يحيى من الأساس يحدثه ليفضفض معه ،كان يشعر بالثقل ولم يجد غير شقيقه ليبوح له وما إن حل الصمت بينهما حتى أدرك عمرو أن هناك شىء في شقيقه ولم يحتاج يحيى لأي ضغط فأخذ يقص عليه باستفاضة كل ما يؤرقه
كان يتحدث وعمرو لا يزال يسير في طرقات القرية القريبة من المضيفة ويشعر بالتعاطف مع شقيقه وما إن انتهى يحيى حتى حاول عمرو أن يٌلطف الأجواء قليلاً فأردف بمزاح :" قلنا من البداية لا لزواج الأقارب، هل هناك أحد يتزوج من ابنة عمه يا رجل؟.."
تنهد يحيى ثم أردف بصوتٍ رخيم:"انه الشعور الأجمل على الاطلاق أن يكون نهاية اسم حبيبتك وزوجتك كنهاية اسمك أن تجري في عروقها دماءك أن تحمل نفس ملامح وجهك...."


قهقه عمرو ضاحكا وهو يحمد الله أنه لا يحمل للدنيا هما كشقيقه ثم أردف ممازحا:"أنا أريدك أن تقول هذا الكلام للحاج زكريا..."
ضحك يحيى أخيرا و قد شعر أنه بحديثه مع عمرو ارتاح كثيرا ثم أردف وهو ينزل من على مقدمة السيارة متجها ليفتح بابها ليرحل:"ألم تجد سوى الحاج زكريا من أقول له هذا ؟.."
**********
"هيا عمتي اتصلي بعمي أبو بكر لتخبريه أن بهاء بالخارج ...."
في مجلس النساء في بيت الشيخ شعيب كانت رهف تجلس بجوار عمتها "نوارة" تحثها على الاتصال فأردفت نوارة بابتسامة حلوة :"لا تقلقي حبيبتي سأعرف من مكبر الصوت ما إن ينتهي وسأحدثه مباشرة..."
قالت رهف بقلق:"هل تظني أنه سيستطيع التأثير على جدي؟.."
قالت نوارة التي تتعاطف بشدة مع ابنة أخيها الراحل :"باذن الله حبيبتي أعتقد أن عمك أبو بكر هو من سيؤثر على جدك ثقي به ..."
أومأت لها رهف برأسها ولكنها رغما عنها لم تستطع نزع قلقها من داخلها ولم يمر سوى دقائق حتى كان الشيخ قد أنهى انشاده فاتصلت به نوارة وما إن رد عليها حتى أردفت بتساؤل:" هل قابلت الشاب؟.."
قال لها زوجها الذي يقف على مشارف الستين و البشاشة والهيبة تعلو وجهه :"لا تقلقي قابلته حين حضر وسأعود إليه الان ..."
أغلق معها و استقام متجها نحو بهاء الذي يجلس بين جموع الحاضرين لا يعرفه أحد وجلس بجواره قائلا بروية:"أنرتنا بني ..."
قال بهاء :"اشكرك يا شيخ..."
"تعال معي لنجلس في مكان أهدأ "
قالها الشيخ أبو بكر وهو يشير إلى احدى الغرف المغلقة في المضيفة الكبيرة فقال له بهاء بحماس:" حسنا..."


حين دلفا إلى الحجرة جلس الشيخ وأمامه بهاء فأردف الأول:"أنا بعد أن سألت عنك عرفت أنك شاب ممتاز وطبيب ماهر وأريدك أن تعرف أن الشيخ شعيب حين رفض المرة السابقة لم يكن لشخصك فهو لا يعرفك ولم يراك من الأساس هو فقط ...."
قال بهاء بتفهم:"أنا أفهم كل شىء سيدي هو يخاف لأنني من جنسية أخرى ولست مواطنا وهذا حقه ثم أردف بنظرة صادقة:وأنا مستعد لكافة الضمانات التي يريدها..."
قال الرجل وهو يلمس تمسكه بالفتاة :"حسنا يا دكتور بهاء دعنا نأخذ الموضوع بالتدريج دعني أولا أٌعرف الشيخ شعيب بك ،ممكن هذه المرة أٌعرفك على أنك الدكتور بهاء فقط ..الدكتور بهاء طبيب الباطنة الذي يستطيع افادتنا في حالة ارتفاع الضغط والسكر للشيخ شعيب ...ثم أردف بصوت رخيم :إلى أن يقضي الله أمرا كان مفعولا ...."
قال بهاء وقد بدأ توتره يغلب حماسه حين علم أنه سيقابل شيخ القبيلة :"حسنا كما ترى يا شيخ أنا معك في أي شىء...."
*********
بعد مرور عدة أيام
كان يحيى قد عاد منذ أيام إلى البلدة و ترك يسر كما أرادت في بيت والدها ولم تمر سوى أيام قليلة حتى شعرت بالاشتياق له وقررت العودة
في الصباح الباكر دلفت يسر من بوابة البيت وخلفها حاتم الذي أتى ليوصلها قبل أن يذهب إلى عمله وكان البيت الكبير في هذا اليوم عبارة عن خلية نحل فأم أيمن في المطبخ تخبز الخبز ومعها غالية التي تباشرها وقد شعرت أن اليوم صحتها جيدة كثيرا
صوت التلفاز عال وهو مفتوح على البرنامج الاخباري الصباحي ومودة تنتظر السائق ليوصلها إلى جامعتها وعنان تجلس بجوارها وقد بدأت تندمج مع المحيطين بها وأصبحت كثيرة النزول إلى بيت جدتها لترفه عن نفسها عوضا عن جلوسها بالأعلى في حجرتها....
دلفت يسر من بوابة البيت وما أن رأتها عنان حتى استقامت وابتسمت لها قائلة "اشتقت اليك كثيرا ،البيت سىء بدونك ..."
اندفعت يسر نحوها واحتضنتها بقوة قائلة بسعادة :"وأنا افتقدتكم جميعا ..."
قال حاتم الذي دلف خلف أخته بمزاح :"وأنا ألم يشتاق لي أحد؟..."
ابتسمت عنان وقد عاد إليها القليل من شقاوتها الطفولية وأردفت :"لا لم يشتاق لك أحد..."
صافحت يسر مودة وقبلتها بمحبة فقالت الأخيرة لحاتم :"كنت أريد أن أقول لك كما قالت عنان ولكني ربما احتاجك فعم زهير تأخر وإن لم يأتي فربما احتاجك لتوصلني"
قهقه ضاحكا وأردف وهو يجلس ويضع ساقا فوق الأخرى :"منذ صغرك وأنتِ مراوغة وسياسية..."
لم تكد ترد عليه حتى رن هاتفها برقم عم زهير فمطت شفتيها قائلة :"حظك سىء لن تنال شرف توصيلي عم زهير وصل بالفعل...."
قال لها بمزاح:"حمدا لله " بينما أخذت حقيبتها وكتبها وأسرعت هي للخارج
فقالت عنان ليسر وهي تجذبها من يدها :"تعالي للحديقة لأريكِ ما فعلته بها "
قالت يسر وهي تضيق عينيها :"ماذا فعلتي؟..."
قالت عنان بحماس قد غاب عنها منذ فترة طويلة :"جهزت ركنا خاصا لأصور فيه للقناة خاصتي ..."
رفعت يسر حاجبيها وقالت وعيناها تلمعان بحماس:" حقا ؟..هيا بنا.."


قال حاتم وهو يراهما تتجاهلان وجوده :"وانا يسر هانم انتهى دوري كسائق؟.."
نظرت إليه يسر وقد انتبهت أنها نسيته بالفعل فأردفت:" حبيبي لقد نسيتك فعلا قم تعال معنا...."
خرجت غالية من المطبخ قائلة :"حبيبة جدتها التي لم تسأل عنها..."
اندفعت يسر نحوها قائلة وهي تحتضنها :"حبيبتي يا ماما من قال هذا عنان فقط من شغلتني "
فأردفت غالية بابتسامة حانية :"لا عليكِ حبيبتي اذهبي مع ابنة عمك انا كنت أريد هذا الولد "وأشارت إلى حاتم الذي استقام متجها نحو جدته


خرجت بالفعل يسر مع عنان و قبل حاتم رأس جدته ويديها قائلا :"اشتقت لكِ ماما كيف حالكِ حبيبتي؟"
مسدت على شعره قائلة بحنان :"بخير يا ولدي..."
جلست على أريكتها وجلس بجوارها فقالت له :"ألم تنوي بعد على أن تفرح قلبي وأحمل أبناءك ؟"
عرف أن الحوار سيأخذ نفس منحنى كل مرة فأردف بحيادية :"حين يأتي النصيب وحين أرى من تناسبني سأخبرك حبيبتي لا تقلقي..."
قالت له بتساؤل:"وهل لا زلت لم تقابلها ألا تعجبك حتى الآن اي بنت من بنات عمك؟"
زفر قائلا :"جميعهن مثل اخوتي ماما ...."
قالت له بمهادنة :"لا تقل هذا حبيبي انظر أنت فقط إليهن بعين أخرى جميعهن جميلات متعلمات ثم أردفت بلهجة تثير تعاطفه : أريد أن يفرح جدك عمران في قبره هذه وصيته..."
رفع حاجبا واحدا قائلاً :"وصيته أنني على وجه الخصوص اتزوج ابنة عمي ! ألم يحدد أيهن؟..."
قالت له ببراءة:"لا حبيبي لم يحدد اختار من تريد أنت..."
قال لها بسخرية مبطنة :"حقا ستدعونني اختار جزاكم الله خيرا..."
قالت له بابتسامة عذبة :"اختار حبيبي ولكن إن أردت رأي فأنا أعرف من تناسبك"
مط شفتيه قائلا :"اعرفها ....بالتأكيد عنان فهي من تشغل تفكيرك هذه الفترة ...ثم رفع سبابته قائلاً:ولكنكِ تعلمين أنني عندي مبدأ ولن اتزوج أبداً امرأة سبق لها الزواج ..."
قالت له باستنكار وهي تضربه على كتفه :"وهل تطول أنت من الأساس عنان ؟ ثم أردفت :اطمئن ليست هي ... ثم غمغمت بصوت خافت: عنان عريسها موجود ولن اتنازل عنه هذه المرة ..."
سمع القليل من غمغمتها فاقترب منها قائلا بفضول :"من ماما من هو؟"
انتبهت أنه سمعها فأردفت بضجر:" ما دخلك أنت دعك من غيرك وانتبه لأمرك"
قال لها وهو يحيط كتفيها بذراعه :"حسنا من سعيدة الحظ التي تريدين أن آخذها "
قالت له:" وصال أو هاجر اختار بينهما..."
رفع حاجبيه معا وأردف :"لا هذه ولا تلك كما تعلمين لن اتزوج من العائلة اعتقد لا إجبار في ذلك..."
وضعت يدها اليمنى فوق يدها اليسرى وأردفت بضجر:"حسنا يا ابن صالح لا إجبار ولكن اعلم أنك حين تحضر فتاة من خارج العائلة لابد أن تكون ابنة عائلة لا تقل عن عائلتنا لا فتاة لا نعرف لها اصلا من فصل..."
قال لها بشك:" هل تحدثتي مع أمي في هذا الأمر؟...."
قالت بصدق :"لا أبدا لماذا؟"
قال لها وهو يستقيم ليلحق بعمله:" لأنها قالت لي نفس الكلام..."
ابتسمت قائلة :"عاقلة من يومها ليلة وتفهم في الأصول ....."
مط شفتيه قائلا :"حسنا ماما لابد أن أرحل لدي عمل ،جئت فقط لأوصل يسر وأطمئن عليكِ..."
قالت له مودعة "حسنا حبيبي في حفظ الله..."
أوصلته إلى باب البيت ثم عادت إلى المطبخ ثانية بينما عادت يسر وعنان من الحديقة وقابلا حاتم فقال ليسر وهو يقبل رأسها:" اهتمي بنفسك وإن احتجتِ أي شىء حدثيني ..."
ابتسمت قائلة وهي تمسد على كتفه :"حسنا حبيبي في حفظ الله حدثني ما أن تصل"
................
في داخل البيت كان معتصم قد ارتدى ملابسه ونزل إلى الاسفل فوجد يسر وعنان تدخلان من باب البيت المفتوح فابتسم ثغره تلقائيا وأردف قائلا:" صباح الخير "
ردت كلتاهما السلام فقال ليسر في محاولة منه لعدم التركيز مع عنان :"متى أتيتِ ؟"
قالت له بابتسامة حلوة :"للتو أتيت...."
قال لها بشك:"أول مرة تمكثي لأيام طويلة هناك...."
مطت شفتيها و صمتت فعلم أن هناك شىء
دائما كانت له أخت صغرى و كان لها أخ كبير كيوسف وحاتم تماما فأردف هو باهتمام:" أنا لدي ربع ساعة قبل أن أخرج ..."
وكانت هذه الجملة كفيلة بأن تجلس بجواره وتحكي له كل ما ضايقها و كتمته الايام السابقة
كانت عنان تجلس على مقربة منهما تتابع صفحتها الخاصة على الفيسبوك وترد على المتابعين في تعليقاتهم على أخر فيديو لها على القناة والذي حقق مشاهدات عالية ،كانت تعلم أن يسر ومعتصم مقربان فتركتهما يتحدثان وجلست هي على مقربة منهما
بعد أن استمع معتصم إلى يسر شعر أنها كقطة صغيرة ضالة مشتتة فأردف بتعاطف :"لا تهتمي لأحد سوى زوجك .. يحيى يحبك فلا تدعي أي شخص يعكر صفوكما ثم أردف في محاولة منه للتقليل من ضيقها تماما كما يفعل دائما: ثم هل ستأخذين بكلام نعمة هل تتذكرين قديما حين كنا نقول عليها نقمة...
قهقت ضاحكة وقد نجح فعلا في تغيير مزاجها فأكمل بعينين مبتسمتين: ومحاسن مساوىء قهقهت ضاحكة بصوت أعلى فأردف هو: وراشد... أكملت بسرعة:
نعم نعم كنت تقول عليه ضال كنت تقول عائلة ليس لها من اسمها نصيب ..."
ضحك هو الآخر فانتبهت عنان ورفعت وجهها وهي تراهما منسجمان هكذا،أحيانا كانت تحسد يسر على علاقتها الجيدة بالجميع عكسها هي التي خرجت من البيت في سن صغير و كان رماح هو كل دنياها فلم تهتم بعلاقتها بأي من أبناء عمها رغم احتياجها لهم لأنها لا يوجد لها إخوة ذكور....
حين أطالت النظر لهما رفع معتصم عينيه نحوها فالتقت عيونهم لثوان قليلة ولكنه كان الاسرع في إبعاد مقلتيه عن محيطها فأخرج من جيبه قالب شوكولاتة كبير وأعطاه إلى يسر قائلا: خذي يا صغيرة ثم رفع حاجبيه قائلا: تماما كما كنت أفعل معكِ حين كان يٌغضبك أحد قديما.."
ابتسمت بجزل وهي تأخذها بسعادة وعنان تتابعهما وهي تدعي أنها تتابع هاتفها ولكن معتصم كان يراها ويلاحظ نظراتها وعلى الأغلب فهمها ،فهم أنها تفتقد الحنان والاهتمام منذ فترة طويلة
أما على السلم فكان يحيى يتابع الجميع من أعلى بغيظ فزوجته يبدو أنها أتت منذ فترة وعوضا على أن تصعد له تجلس مع معتصم تمزح وتضحك ..
كان دائما يغار عليها من الجميع وخاصة معتصم رغم أنه يعرف أن العلاقة بينهما اخوية ولكن مشاعر الغيرة لا يستطع التحكم فيها فأردف من أعلى باقتضاب :"حمدا لله على السلامة يسر ثم أردف بضيق مكبوت: لما لا تضحكانني معكما ؟"
رفع الجميع نظره إلى أعلى وكان أولهم فهما لكلمات يحيى هو معتصم الذي يعرف انه يغار عليها فأردف ساخرا بصوته الخشن العالي :"تعال اضحك معنا كنت اطلب من يسر أن تبحث لي عن عروس وكانت تعرض علي من صديقاتها وأنا كالعادة ألصق في كل واحدة عيبا ..."
أخفضت عنان عينيها نحوه تستشف مدى صدقه فهو كان يتحدث مع يسر بصوت خافت قلم تسمعهما ،فهل فعلا كانا يتحدثان في هذا؟
فأردف يحيى متهكما :"ولم تجد سوى يسر لتجد لك عروس ؟ "
قالت له يسر بتساؤل:" ولما لا أحضر له مالمانع؟.."
قال لها ليخرج من الموضوع :"اقصد كل صديقاتك متزوجات ثم أردف مشيرا لها بيده بنبرة آمرة وعينان صارمتان:اصعدي أريدك...."
استأذنت منهما وصعدت اليه أما عنان فكانت تجلس أمام معتصم على الأريكة المواجهة له فقال لها وهو يتأمل كل انش فيها بطرف عينه:"كيف حالك؟..."
قالت له بهدوء:"الحمد لله بخير..."
كان يشعر في الايام الأخيرة أنها بدأت بالفعل تخرج من قوقعتها فأردف :"أتابع صفحة الفيسبوك ويروق لي ما بدأتِ تنشريه..."
ثبتت عينيها الواسعتين في عينيه قائلة:"حقا؟.."
كانت في هذه الفترة على وجه التحديد تحتاج إلى التشجيع والدعم وكان يشعر بذلك فأردف بصوتِ رخيم وهو يغوص في عمق عينيها:"نعم..."
صمتت كعادتها فعم الصمت لثوان بينهما والصمت في حرم الجمال جمال كان صمتهما مع نظراتها الحائرة أفضل عنده من أي شىء... عينيها الزيتونيتين الواسعتين الشاردتين تأسرانه وتأخذانه في منطقة أخرى ... ربما لم يمهله القدر الفرصة منذ سنوات ليلفت انتباهها له فهل للقدر كلمة أخرى بعد مرور هذه السنوات؟...
قطع معتصم تأملاته والصمت المحيط حين استقام قائلاً:"تأخرت على العمل..."
أومأت له برأسها و كل ما في ذهنها اللحظة التي أخرج فيها قالب الشوكولاتة وأعطاه ليسر ...
كم تحب الشوكولاتة وكم تشتاق المرأة أي امرأة بعد فترة طويلة من الاحتياج العاطفي والصدمات المتلاحقة أن تُهادى بقطعة شوكولاتة أو وردة رقيقة أو زجاجة عطر ،كل هذا كان يجول في ذهنها
تناقض في داخلها ما بين برود وفتور تجاه كل الرجال وما بين اشتياق طفى على السطح حين رأته يٌعطي يٌسر الشوكولاتة وليس للأمر علاقة بغيرة من يسر أو انتظار شىء من معتصم بل مشاعر داخلية لا ترتبط بأي شخص
مشاعر تخص عنان المرأة التي فقدت الحب والاحتواء والأمان و الثقة دفعة واحدة وفوقهم فقدت الرغبة في أي رجل
كان قد سار خطوة واحدة وأعطاها ظهره ولكنه توقف فجأة و قد حسم أمره ثم وضع يده في جيب سترته والتفت اليها قائلا بتردد:"عنان... رفعت وجهها اليه وهي لا تزال جالسة فأردف وهو يخرج يده من جيبه وبها قالب شوكولاتة مماثل لما أعطاه ليسر :"هذه لكِ...."
فغرت شفتيها اللتين تشبهان ثمرة الفراولة الطازجة قليلاً ....كيف عرف ما يجول بداخلها أم تراها مصادفة؟..
لاحظ صمتها وتحديقها فيه فأردف مبررا:"كما أعطيت يسر... أنتِ أيضا تحبين الشوكولاتة..."
لم تستطع أن تبتسم مجاملة اياه أو شاكرة فأومأت برأسها بصمتِ وهي تمد يدها وتأخذها منه...."
أما هو فتركها وهو لا يستطع تفسير رد فعلها و دلف الى المطبخ قبل رأس غالية قائلاً:"أنا ذاهب أمي هل تريدين شىء؟.."
قالت له بمحبة:"أريدك سالم حبيبي لا تتأخر..."
انصرف هو أما عنان فما أن خرج حتى فتحت الشوكولاتة والتهمتها وشعور وحيد يسيطر عليها في هذه اللحظة ،أنها طوال سنوات كانت تعطي لمن لا يستحق ورغم غضبها وسخطها إلا أنها بدأت في استيعاب أنها تريد أن تعيش لعنان فقط ما تبقى من عمرها لتعوضها عن كل ما فات وترمم الشرخ الذي حدث في جدار قلبها
*********


Heba aly g غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-07-21, 06:18 PM   #397

Heba aly g

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Heba aly g

? العضوٌ??? » 459277
?  التسِجيلٌ » Dec 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,499
?  نُقآطِيْ » Heba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond repute
افتراضي

"لم تقولي انكِ آتية لآتي وآخذك و لكِ ساعة بالأسفل لم تكلفي خاطرك بالصعود لاخباري أنكِ أتيتِ....وتضحكين بملء فمك مع معتصم "


قالها يحيى موبخا وهو يقف خلف يسر التي دلفت مباشرة إلى غرفتها لتبدل ملابسها ...كانت تعرف أنه بذلك وصل إلى مرحلة الغضب التي لا يصل لها كثيرا وكانت تعرف أنه حين يكونا على خلاف يكره أن تتحدث مع غيره فتبدي وجها ضاحكا غير الوجه الذي تبديه له
وكانت هي من الذكاء حتى تمتص غضبه هذا فأردفت بهدوء بعد أن خلعت بنطالها وقميصها القطني الطويل ووقفت أمامه بقميصها القصير ذي الحمالات الرفيعة وأردفت:"وماذا في هذا مالذي يضايقك بالضبط؟.."
قال لها بغيظ وهو يجز على أسنانه :"قلت لكِ ما ضايقني..."


تقدمت منه حتى وقفت أمامه مباشرة وأردفت وهي تكتم ضحكتها حتى لا تستفزه أكثر :"حسنا لم أخبرك اني قادمة لأنني لم أكن أعرف انني آتية ،أنا استيقظت فجرا وأنا أشعر بالاشتياق الشديد لك ولم أستطع انتظار أن تأتيني آخر اليوم إن قلت لك .."
لانت نظرته ما إن سمع كلماتها و نظرتها الدافئة فأردفت هي :ولم أصعد مباشرة لأن حاتم كان معي بالاسفل وبعدها عنان كانت تتحدث معي فلم أستطع تركها ثم تقدمت منه خطوة واحدة حتى التصقت به وأحاطت عنقه بكفيها قائلة :وبالنسبة لمعتصم فأنت تعلم أنه أخي الكبير..."


توقفت في حلقه باقي الكلمات اللاذعة التي كان سيمطرها بها غيظا منها وصمت قليلا وهو يزفر بحرارة لفحت وجهها فأردفت باستكانة :اشتقت لك بشدة..."
دون كلام ضمها إليه بشوق عارم فذابت بين يديه كما ذاب غضبها من كل ما حدث في الفترة الماضية وذاب غضبه منها طوال الأيام التي غابتها عنه عمدا و كانت شحيحة في محادثته هاتفيا وكأنها كانت تأخذ هدنة من كل شىء
أخذ يمرر أصابعه بين خصلات شعرها الأسود المتفحم ثم أبعدها عنه قليلاً و أردف بصوتٍ أجش وهو يتأمل ملامحها الرقيقة :"وأنا أيضا اشتقت لكِ..."
قالت بنظرة خاصة بينهما وهي تتلاعب بأصابعها بطرف ياقة قميصه :"يبدو أنك كنت ستذهب إلى العمل سأنتظرك حين تعود لا تتأخر...."
ابتسم لها وقد امتصت بيُسر كل شحنات الغضب بداخله وأردف وهو يلامس بأرنبة أنفه أرنبة أنفها:"ميزة أن تكون صاحب العمل أنك مسموح لك بالتأخير قليلاً..."
ابتسم ثغرها ولكن ابتسامتها سرعان ما امتزجت ببركان اشتياقه الجارف الذي حل عليها........


بعد فترة طويلة وبينما هي نائمة على ذراعه الممدود تحتها أردف وهو يلف خصلة طويلة من خصلات شعرها على اصبعه :"هل تتذكرين أمين السعداوي صديقي في الثانوية؟.."
قالت له بصوت خافت:"نعم.."
قال لها :"على وشك افتتاح مدرسة خاصة في البلدة ويريد مدرسين ومدرسات لكل المراحل...."
قالت له و هي لا تعرف لما يخبرها هل من باب الدردشة ام له غرض أخر:"جيد..."
قال لها وهو يعتدل من نومه على ظهره لينام على جانبه ويواجهها:"ما رأيك لو تعملي مدرسة في مرحلة رياض الاطفال أليس هذا تخصصك؟..."
لمعت عينيها وبدا عليها الاهتمام فأردفت:"وأنت ليس لديك مانع ؟ ألم أطلبها منك كثيرا وكنت ترفض؟..."
مط شفتيه قائلاً:"أنا قلت حتى تشغلي نفسك في أي نشاط ..."
قالت له بحماس وقد راقت لها الفكرة :"يا ليت ..و لكن هل تعلم أنه ما زال يحتاج مدرسات أم لا؟..."
قال لها وهو يغمز بعينه:"أنا حدثته عنكِ وقال أن مكانك موجود ...."


انتفضت جالسة في منتصف الفراش قائلة بحماسة عالية:"حقا يا يحيى حقا حدثته؟.."
ابتسم من قلبه على مظهرها الطفولي هذا وأومأ لها برأسه ايجابا فألقت نفسها فوقه في عناق طويل فضمها اليه وهو يشعر بالسعادة لسعادتها
كانت لا تعرف سر تحوله المفاجىء فقد كان يرفض تماما عملها وبالطبع لن يقول لها أنه فعل هذا لتعويضها،كان يعلم اشتياقها للأطفال وإن كان عليه كان سيوافق على تبني طفل كما كانت تريد ولكنه حين حاول جس نبض أمه في هذا الأمر حين كانت يسر عند والديها وجد رفضا قاطعا منها
يومها قال لها أنه هو الذي يفكر في تبني طفل ليحسن حالة يسر ولن ينسى رفضها القاطع وحدتها حين قالت له بقسوة:"يا مربي في غير ولدك يا باني في غير ملكك.."
**********
في احدى الوحدات السكنية في مركز المحافظة وقف رجال البحث الجنائي و رجال المعمل الجنائي يعاينون مكان الحادث ولا تزال جثة الشاب الذي وُجِد في شقة خالية من شقق والده مفارقا للحياة مٌلقاة أرضا تماما كما وجدوه


كان معتصم ينظر بضيق شديد وحزن أشد على الشاب الذي لم يكمل العشرين بعد والمٌلقى أرضا وبجواره حقنة فارغة من المخدر الذي على ما يبدو أنه أخذ جرعة زائدة لقى مصرعه على أثرها ثم أردف لسامح بوجه متجهم :"هذا الأمر زاد عن حده الفترة الأخيرة إما شباب يٌلقون حتفهم بسبب المخدرات و إما نضبطهم وبحوزتهم مخدرات..."
أومأ له سامح برأسه قائلاً:" فعلا الأمر زاد عن حده الفترة الأخيرة.."
انضم إليهما معتز فوضع معتصم يده على كتف الاخير قائلا بجدية وهو يوجه كلامه لكليهما :"أريد تحريات مكثفة عن أخر تعاملات هذا الشاب ،أريد أن أعرف من أين بالضبط حصل على هذا المخدر..."
قال معتز بثقة:"أوامر يا باشا اعتبره حدث..."
ولم تمضي سوى دقائق معدودة حتى كانت أم الشاب تهرع إلى الداخل يصاحبها صراخ حار ما إن رأت ولدها بهذا الوضع في مشهد يدمي القلب ويبكي العين وما إن انتهى رجال المعمل الجنائي من عملهم حتى تم نقل الجثة إلى المشرحة
***********
دلف معتصم إلى حجرة مكتب المأمور وهو يرفع يده بالتحية قائلا:"السلام عليكم هشام باشا..."
قال الرجل بوجه بشوش :"أهلا يا معتصم اجلس..."
جلس معتصم الذي كان متأثرا بشدة بعد أن رأى الشاب صباحا وأردف للرجل بتساؤل :"أنت تعرف سيدي أنني حديث العهد هنا لم يمر على وجودي أكثر من عامين ولكن منذ أن حضرت وأنا أسمع شائعات من هنا وهناك عن الرجل الذي يٌدعى حامد العشري هل له فعلا دخل بأمر المخدرات المنتشرة هذه الفترة؟..."


قال الرجل الوقور وهو يعتدل في جلسته :"كما قلت يا معتصم شائعات ليس هناك دليل واحد ضده وأنت تعلم في مهنتنا هذه لا نعتمد على الشائعات نريد حقائق وحامد العشري لا توجد حقيقة واحدة تدينه حتى الشباب الذين تم القبض عليهم بتهمة ترويج المخدر لم يعترف عليه ولا على غيره أحد جميعهم اعترفوا على أنفسهم فقط وأزيدك من الشعر بيت أن الأقاويل طالته ايضا في دخول الأسلحة لخط الجنوب ولكن أيضا دون دليل إدانة واحد..."
قال معتصم بعد تفكير :"معاليك تعرف أن في هذه القضايا الصغار من يقعون والكبار من يدفعون لهم ولذويهم من بعدهم..."
قال الرجل مؤكدا :"أعرف ولكن نعود لنقطة البداية أين الدليل ؟ ما يبدو أمامنا أن الرجل صاحب مصانع نسيج معروف بالمحافظة..."
قال معتصم وهو يسترجع كل المعلومات التي عرفها عن الرجل في الفترة الأخيرة :"إن صح ظننا وأنه هو صاحب تجارة السموم التي تنتشر في أجساد أبناءنا فمصانعه هذه ما هي إلا غسيل للأموال....."
قال الرجل وقد لمح حماسا لدى معتصم :"وارد طبعا ولكني فقط أريد الدليل إن استطعت أن تفعلها يا معتصم ستكون هذه نقطة فارقة في مشوارك المهني..."


كان حماس معتصم في أوجه فاستأذن من الرجل وعاد إلى مكتبه واجتمع مع معتز وسامح وطلب أحد أمناء الشرطة النشطاء ولم يمر وقت طويل حتى كان قد وصل
دلف الشاب النحيف إلى حجرة مكتب معتصم قائلا وهو يرفع يده في تحية رسمية :"سلام عليكم معتصم باشا.."
قال له معتصم الذي كان يجلس بين معتز وسامح
:"تعال يا سعيد اجلس"
جلس الشاب أمامه فقال معتصم وهو يركز في عينيه رغم أنه يعرف الاجابة " تعرف حامد العشري؟ .."
قال سعيد بجدية:" نعم يا باشا أعرفه..."
أردف معتصم باهتمام:"مصنعه في المنطقة التي تتابعها أنت أليس كذلك؟..."
اومأ سعيد برأسه ايجابا فأكمل معتصم:" أريد أن أعرف يقابل من ويعمل مع من أوقاته أين يقضيها أي معلومة ولو صغيرة أريدها عنه "
قال سعيد بجدية :"حسنا يا باشا أوامرك.."
بعد أن انتهى معتصم من حديثه مع سعيد وغادر الاخير مكتبه أكمل معتصم عمله وذهنه كله منشغل بهذه القضية ...


في المساء
عاد معتصم إلى البيت فوجده ساكنا ويبدو أن الجميع نيام ،دلف مباشرة إلى غرفة غالية التي كانت قد نامت بالفعل ولكن ما إن شعرت بباب حجرتها يٌفتح حتى انتبهت وما إن رأته حتى قالت له بصوت ناعس:" تعال يا ولدي..."
دلف إلى الحجرة وجلس بجوارها وقبل رأسها فأخذت تسأله عن يومه ولما تأخر فأسند رأسه على الوسادة و مدد ساقيه على الفراش بجوارها وأخذ يقص عليها باختصار ما حدث في يومه بعدها قالت له ما كانت تود قوله منذ فترة:" معتصم أنا لا أريد لعنان أن تضيع منك مرة أخرى ما رأيك بعد سنوية رماح باذن الله أطلبها لك من خالك؟..."
انتبهت حواسه كلها دفعة واحدة بعد أن كان جسده قد استرخى تماما وأردف قائلا :"ولا أنا أريدها أن تضيع مرة أخرى ولكني أريدها أن تستعيد نفسها أولا وتنسى تجربتها السابقة وأن تشعر بي وبمشاعري تجاهها لا أريد عنان أسيرة الماضي أنا ..."


قالت له بجدية:"انا ألاحظ أنكما تتحدثان كثيرا معا في الايام الاخيرة ألم تلاحظ منها أي ميل؟ ..."
قال لها بزفرة حارة :"هي مكسورة أمي ،كسرها ما فعله ابن راشد، انا أريدها فقط أن تتماسك قليلا ...ثم أردف بتردد: ولا أنكر أنني أخاف ألا أجد لديها صدى لأية مشاعر تجاهي..."
قالت له بنظرة حانية وهي تربت على ذراعه :" أنا لا أعرف في أمور المشاعر التي تتحدث عنها، أنا أريد أن أزوجها لك و حين تكون حلالك اجعلها تحبك بحسن عشرتك ...."
ظلا يتحدثان عن عنان وليس هناك أحب من أن ينقضي الليل في الحديث عن المحبوب إلى أن نام معتصم بملابسه بجوارها فأغمضت عينيها هي الأخرى وهي تدعو له بأن يعطيه الله مراده....


في الصباح
بعد أن أشرقت الشمس استيقظت غالية وكان معتصم يغط في نوم عميق بجوارها فقامت من جواره بهدوء و خرجت إلى الرواق ومنه إلى الحمام في الوقت الذي نزلت فيه عنان ودلفت مباشرة إلى حجرة جدتها لتطمئن عليها وأغلقت الباب خلفها وكانت الحجرة مٌسدلة ستائرها على عكس كل يوم حيث تستيقظ غالية مبكرا و تكون الغرفة في مثل هذا الوقت غارقة في شمس الصباح الدافئة
أما هو فكان يغط في نوم عميق ومالكة قلبه كانت زائرة أحلامه طوال الليل....


تقدمت عنان من الفراش و جلست على طرفه وما أن وضعت يدها لترفع طرف الغطاء حتى انتبه هو
تداخل معه الحلم مع الواقع ،قربها الشديد منه في الحلم تزامن مع دخولها وجلوسها بجواره فوجد نفسه ينتفض جالسا ويقبض على معصمها فيواجهها في جلستها، أما هي فما كان منها إلا أن صرخت بصوت عال فزعا فالغرفة كانت بالفعل مظلمة ولم تتبين جيدا من النائم ولكن حين قبضت على معصمها قبضة من حديد وانتفض الجسد الذي لا يشبه جسد غالية جالسا أمامها بهذا القرب الشديد لم تجد سوى صوتها ولم يجد معتصم سوى يده الأخرى فوضعها فوق فمها ليمنع صراخها قائلا وقد استوعب الأمر كله في وقتها :"لا تخافي أنا معتصم ..."


كان جسدها ينتفض خوفا وكان قلبه ينتفض من قربه الشديد منها ومن ملامسته شفتيها بأنامله .. تجمد الموقف لثوان قليلة و هي لا تستطع فرارا و قبضتيه تمنعانها من الحركة وهو الذي ذاق حرمانه منها لسنوات فوجدها بين يديه فجأة فكيف يحررها ..


نظرت إليه و قد اتضحت الرؤية قليلا والى وجهه الذي لا يزال به اثر النعاس وشعره المبعثرة خصلاته وكان ينظر إلى عينيها الكبيرتين المتسعتين اللتين تأمرانه بتركها ويتنفس هواءا برائحتها العطرة القريبة جدا منه فدفعته واستقامت واقفة في الوقت الذي دلفت فيه غالية إلى الحجرة وتفاجأت بهما معا فقالت هي لغالية وهي تضع يدها فوق صدرها الذي يعلو ويهبط انفعالا وقد أدركت أن غالية جاءت على صوت صرختها :"ظننتك لا تزالين نائمة دخلت لاوقظك، ثم نظرت اليه قائلة باستنكار :ولكنه يبدو أنه كان يحلم بأحد اللصوص وظنني هو فأفزعني ..."


ابتسمت غالية و رق قلبها و هي تشعر بالسعادة ودعت ربها سرا أن يؤلف بين قلبيهما فربتت على كتف حفيدتها قائلة :"عندك حق ربما ظن ذلك ..."
فخرجت عنان من الغرفة وقلبها لا يزال يدق فزعا أما هو فاستند برأسه على ظهر الفراش وأغمض عينيه مغمغما بصوت خافت :"فعلا كنت أحلم بلصة سرقت قلبي منذ زمن ومن يومها لم يعد لي ثانية..."
لم تسمعه غالية ولكن قلبها كان يشعر به فقالت له بابتسامة عذبة :"ألم أقل لك حين يٌغلق عليكما باب واحد سيختلف الأمر ..."
تنحنح قائلا بصوته الخشن :"ربما..."
فأردفت بحنان وهي تجلس بجواره:"كما قلت لك ما إن تمر سنوية المرحوم حتى أطلبها لك حتى لا يلومنا أحد إن فعلناها قبلها.."


كان معتصم يعلم أنها تفعل هذا فقط من أجل يمنة تريد أن تتبع الأصول كاملة حتى لا ينقلب راشد على ابنتها فلم يٌعلق على حديثها لأنه يعرف أن عنان تحتاج إلى مشوار طويل للعودة إلى طبيعتها


بعد مرور ثلاثة أشهر
الأيام تمر ،الدموع تجف ،الجروح تٌضمد ويبقى الأثر... الأثر الذي نظل موشومون به طوال العمر
وعنان كانت لابد أن تعود إلى طبيعتها...
لم تكن حالة الانكسار تليق بها حتى وإن كانت من داخلها لا تزال كرامتها موجوعة


كانت تنزل من أعلى السلم تتهادى بعباءة أنيقة بلون أخضر زيتوني كلون عينيها وترفع طرفها حتى لا تتعثر به أثناء نزولها فيٌصدِر خلخالها الذهبي الأنيق صوت رقيق يٌعلِن عن حضورها ورغم حالة الصخب التي كانت تثيرها مودة التي للتو انتهت إجازتها القصيرة واليوم هو يوم عودتها ثانية للدراسة وانتقالها للفرقة الثانية إلا أن هذا لم يصرف نظر معتصم الذي كان يجلس بجوار غالية يتناولان الإفطار معا عن طلة حبيبته البهية ...


قالت غالية لمعتصم بصوت خافت وهي تنظر إلى صغيرتها وقد أضاء وجهها من جديد وهي تنزل بخطوات بطيئة :"ها هي سنوية رماح قد مرت وأنا سأفي بوعدي وأطلبها لك..."
فأردف معتصم لأمه بنبرة ظاهرها الهدوء باطنها القلق :"انتظري أنتِ أمي أنا أريد أن أحدثها أولا ..."
كانت عنان قد وصلت إلى أول درجة وبجوارها مودة التي قالت لهم :"صباح الخير ماما صباح الخير معتصم ..."
رد كلاهما عليها السلام بينما اكتفت عنان بقول :"صباح الخير..." بوجه عام
انفعالاتها الغير واضحة هذه هي التي تقلقه أصبحت ثابتة وهادئة في الفترة الأخيرة ولكنه يشعر من نظرة عينيها انها لا تزال تعاني


وقفت مودة بجوار جدتها وهي تضع في فمها بطريقة عشوائية كل ما تجده أمامها بينما اكتفت عنان بالابتسام فقالت لها غالية:" تعالي حبيبتي افطري معنا فقالت عنان :"صائمة اليوم ماما..."
قالت غالية بعد تفكير:" لماذا اليوم لا اثنين ولا خميس لما الصيام؟ .."
تنحنحت عنان ولم تعرف بما ترد فعلم معتصم أن ما يشعر به من انها لا تزال تعاني حقيقي فربما تهذب نفسها و تٌلجم غضبها بالصيام
فأشار هو بعينيه لامه إشارة تعني ألا تفعل من نفسها شىء وتتركه هو من يتحدث معها ثم أردف قائلا لمودة :"هيا يا صغيرة حتى لا نتأخر..."
قالت له بحماس :"هل تعلم أصبحت أشعر بالسعادة حين يحدث لعم زهير أي ظرف حتى توصلني أنت..."
رفعت عنان عينيها نحوها وقد جلست بجوار جدتها وأردفت بتساؤل :"لماذا؟.."
رفعت مودة حاجبيها قائلة لها بشقاوة :"حتى يوصلني حضرة الضابط وتراه معي صديقاتي ..."
غمغمت عنان بخفوت:" يا لكِ من تافهة..."
أما معتصم فقبل رأس جدته و خرج من البيت وخلفه مودة التي كانت تهرول خلفه لتجاري مشيته السريعة
وانطلقا معا بسيارة معتصم نحو الجامعة


أما على أطراف المحافظة ما خلف النهر والجبال العالية في قلب الجبل ودهاليزه الوعرة التي لا يحفظها إلا من تربى فيها كانت هناك في حضن الجبل خلايا نحل تعمل ولا يعرف أحد عنها شىء....
وقف "حامد العشري" في الهواء الطلق وبجواره رجله الاول ويده اليمنى "شاهين" ومعهم أحد عيونهم والذي يٌعتبر ولاؤه الاول لهم وإن كان ما يبدو للجميع غير ذلك
قال حامد للرجل:" ماذا تعني بأن معتصم هذا ما زال يبحث خلفي ألم أقل لك أن تشتت انتباهه عني وتثبت له أنني بعيد كل البعد عما يظن؟"
قال الرجل بجدية:" نعم سيدي هذا حدث بالفعل هذا ما قلته ولكنه يبدو أنه يشك في كلامي أو دعني اقل أنه يظنني لا أقوم بالبحث جيدا أو أنه يريد التأكد من شىء أخر،شعرت بذلك منه وعلى حسب معرفتي له فهو غالبا سيكلف شخص أخر بالمهمة لأنه أمرني بالتوقف عن البحث قائلا دع هذا الأمر جانبا الان وهذا يتنافى مع شكوكه بسيادتك ..."
ربت حامد على كتف الرجل قائلا :"حسنا جيد انك أخبرتني تستطيع الانصراف الان وأي جديد توافيني به مباشرة..."
قال الرجل الذي يغرق في خير حامد:"حسنا يا سيدي بعد اذنك..."


انصرف الرجل مع رجال حامد في سيارة دفع رباعية تخص الاخير
فوقف حامد مع شاهين في الهواء الطلق وحولهما الصحراء الواسعة تحتضنها الجبال من معظم الجهات وعلامات التفكير تبدو عليه فأردف الاخير:" أنا أرى أنه ما دامت العيون مفتوحة علينا هذه الفترة أن تؤجل العملية الحالية لابد الا نجازف...."
قال حامد بصوت جامد ونظرة عين خطرة :"اؤجل عملية العمر؟... أنت تعرف أهمية العملية وما ستدره علينا من خير... أنا أرى شىء آخر..."
قال شاهين باهتمام :"أوامرك سيدي..."
قال حامد بنظرة باردة كالثلج وصوت لا يقل صلابة عن الجبال المحيطة:"نشتت ذهن هذا الضابط عنا هذه الفترة ثم أردف ببرود ونظرة يحفظها شاهين: دعه ينشغل بنفسه قليلاً..."
قال شاهين بتساؤل وقد فهم ما يرمي إليه سيده:" ألن يؤدي هذا إلى نتيجة عكسية سيدي أقصد إن فعلناها ألن تظن المباحث أننا خلفها؟.."
قال حامد للرجل بنبرة مليئة بخبرة السنوات الماضية:"هل نحن متهمون بشىء بشكل رسمي؟..."
قال الرجل :"لا ..."
فأكمل حامد :"هل هناك اتهام موجه لنا؟..."
"لا ..."
"هل هناك استدعاء من أي نوع وصلنا؟"
"لا "
"هل نحن على علم بما تكنه لنا المباحث أم أن كل هذه تحقيقات سرية فيما بينهم لولا رجلنا عندهم ما عرفناها؟..."
قال الرجل بتركيز شديد"مضبوط"
فأردف حامد بابتسامة ساخرة:" حسنا مالدليل إذن أو مالذي يدعوهم يظنون أنني خلف ذلك؟... لا تنسى أنني رجل صناعة،صفحتي بيضاء ولم أتورط في أي شىء أخر من قبل..."
فهم الرجل ما يرمي إليه سيده فأردف:" حسنا سيدي متى تريد التنفيذ..."
قال حامد بأعصاب باردة وهو يتابع رجاله الذين يعملون داخل أحد الكهوف داخل الجبل باجتهاد :"في أقرب فرصة ،اليوم قبل غد حتى نٌسلِم بضاعتنا ونحن مرتاحي البال ..."
**********
في نهاية اليوم كان معتصم قد أنهى عمله فاتصل بمودة ليتأكد إن كانت لا تزال في الجامعة أم أخذها خاله يونس فكانت الأخيرة تجلس في البيت مع أختيها ويسر في بيت جدتها غالية التي كانت تجلس مع إحدى نساء البلدة التي تأتيها كل فترة تطمئن عليها فردت عليه مودة قائلة :"أنا في البيت بالفعل معتصم ..."


سمع أصوات البنات حولها فعلم أنهن جميعا معا
فأغلق معها واتصل بيوسف فرد عليه الاخير وما إن سمع صوته حتى قال له معتصم :"لما لا تأتي وتبيت معي لك فترة لم تأتي..."
قال يوسف الذي كان لا يزال في الشركة :"لدي عمل كثير هذه الفترة..."
قال له معتصم :"حسنا ربما آتي أنا لك في الغد..."
قال يوسف بشك:" لما أشعر أن بك شىء؟..."
زفر معتصم ولم يرد فأردف يوسف :"نعم بك شىء ..."


كان معتصم يقود و في نفس الوقت يقص على صديقه ما قالته له غالية وما قاله لها وعن مخاوفه من محادثة عنان خوفا من أن ترفض طلبه
قال يوسف :"لابد أن تعرف رأسك من قدميك يا معتصم كفاك تردد أم ستصمت حتى يأخذها أحدهم منك مرة أخرى؟..."
انتفض معتصم قائلا بحدة:" لم يأخذها مني أحد سابقا يا يوسف هي كانت تريده لذلك لم أرد انا الدخول في معركة خاسرة... أنا كنت سأخسر إن دخلت وقتها..."
قال له يوسف مهدئا :"حسنا حسنا ما فات مات أنا أتحدث عن الوضع الحالي..."
كان قد اقترب من القرية وكان منشغل ومنفعل وهو يتحدث مع يوسف ولم ينتبه إلى أن هناك من يتابعه ويعرف خط سيره وينتظره عند نقطة معينة وجد عندها معتصم أقفاص ملقاة في وسط الطريق فقلل سرعته وهو ينظر أمامه بامتعاض لأنه سيضطر للنزول لازاحتها...


فجأة أصاب زجاج سيارته طلقة نارية فتوقف بالسيارة تلقائيا وألقى هاتفه بسرعة وأخرج سلاحه ولكن كما تقول غالية القاصد غالب والقاصد كان يتخفى بين الأشجار وما إن توقفت السيارة حتى أصاب هدفه جيدا لتخترق الرصاصة التالية جسد معتصم الذي كان يمسك سلاحه ويٌطلِق رصاصات عشوائية هو الآخر ويدير عينيه حوله ولا يرى أحدا إلى أن شعر بالرصاصة تخترق جسده و رأى قميصه الابيض مضرجا بالدماء ولم يسمع شىء بعدها


أما يوسف الذي كان معه على الهاتف وسمع صوت إطلاق النار فانتفض من مكانه قائلا بصوت عال "معتصم ....معتصم ماذا يحدث معك ..."
ولكن ما من مجيب.....



نهاية الفصل
قراءة ممتعة... أتمنى الفصل يكون عجبكم وأكيد هنتظر انطباعاتكم عليه ،بإذن الله الاثنين القادم هنزل مشهد طويل ومٌشبِع وهو المشهد التالي لاخر مشهد في الفصلده،الاثنين اللي بعده هيكون عيد كل سنة وانتم طيبين لن أتمكن من التنزيل ونتقابل الاثنين بعد العيد مباشرة بإذن الله.....


Heba aly g غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-07-21, 06:53 PM   #398

Heba aly g

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Heba aly g

? العضوٌ??? » 459277
?  التسِجيلٌ » Dec 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,499
?  نُقآطِيْ » Heba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond repute
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 73 ( الأعضاء 14 والزوار 59)
‏Heba aly g, ‏سوهي (زهور الربيع), ‏أم البنيين, ‏Solly m, ‏ولاء مطاوع, ‏ام هبه وايه, ‏منال سلامة, ‏منى م محمد, ‏نهى خيرى, ‏وفاء غانم, ‏سلمئ سالم عوض, ‏آية العيسوي, ‏Um-ali, ‏lana maythn


Heba aly g غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-07-21, 07:13 PM   #399

طوطم الخطيب

? العضوٌ??? » 487178
?  التسِجيلٌ » Apr 2021
? مشَارَ?اتْي » 169
?  نُقآطِيْ » طوطم الخطيب is on a distinguished road
Rewitysmile1

فصل رائع تسلم الايادي

طوطم الخطيب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-07-21, 07:21 PM   #400

آية العيسوي

? العضوٌ??? » 475453
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 111
?  نُقآطِيْ » آية العيسوي is on a distinguished road
افتراضي

تسلم ايدك يا حبيبتي فصل طويل ومشبع ❤️❤️❤️

آية العيسوي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:10 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.