آخر 10 مشاركات
302 - الحب وحده لايكفي - كلوديا جايمسون - ع.ج** (الكاتـب : بنوته عراقيه - )           »          همس الشفاه (150) للكاتبة: Chantelle Shaw *كاملة+روابط* (الكاتـب : Gege86 - )           »          18- الدوامة - شارلوت لامب (الكاتـب : فرح - )           »          جدران دافئة (2) .. سلسلة مشاعر صادقة (الكاتـب : كلبهار - )           »          220 - همسات - جيسيكا ستيل (الكاتـب : monaaa - )           »          416 - عصفورة النار - هيلين بروكـس (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          347 - ثم عاد الأمس - هيلين بروكس ( تصوير جديد ) (الكاتـب : Dalyia - )           »          عمل غير منتهي (85) للكاتبة : Amy J. Fetzer .. كاملة مع الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          أكتبُ تاريخي .. أنا انثى ! (2) *مميزة ومكتملة * .. سلسلة قلوب تحكي (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          تسألينني عن المذاق ! (4) *مميزة و مكتملة*.. سلسلة قلوب تحكي (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree4110Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 31-07-21, 01:40 AM   #491

شيماء حسانى

? العضوٌ??? » 437194
?  التسِجيلٌ » Dec 2018
? مشَارَ?اتْي » 162
?  نُقآطِيْ » شيماء حسانى is on a distinguished road
افتراضي


ياااااه يا عنان يعنى بعد ما حزنتى عليه اكتر من ٨شهور يطلع متجوز 😱😱
الفصول جميلة وسلسلة وكل قصة ثنائى رائعة بس اصعبهم يسر
😍😍😍
الفصل التالت


شيماء حسانى غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 31-07-21, 02:57 AM   #492

شيماء حسانى

? العضوٌ??? » 437194
?  التسِجيلٌ » Dec 2018
? مشَارَ?اتْي » 162
?  نُقآطِيْ » شيماء حسانى is on a distinguished road
افتراضي

😍😍😍😍😍😍
معتصم ابن يمنه🙄
ازاى مش قادر يعرف مين ابوة يعنى حتى غالية ما قلتله
او هو فى منصب زى دا مش عارف يجيب اى معلومة عن طريق الاسم؟؟؟
ولا هو اسمة معتصم عمران؟؟
احداث مشوقة😍😍😍😍😍


شيماء حسانى غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 31-07-21, 03:08 AM   #493

Heba aly g

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Heba aly g

? العضوٌ??? » 459277
?  التسِجيلٌ » Dec 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,500
?  نُقآطِيْ » Heba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شيماء حسانى مشاهدة المشاركة
😍😍😍😍😍😍
معتصم ابن يمنه🙄
ازاى مش قادر يعرف مين ابوة يعنى حتى غالية ما قلتله
او هو فى منصب زى دا مش عارف يجيب اى معلومة عن طريق الاسم؟؟؟
ولا هو اسمة معتصم عمران؟؟
احداث مشوقة😍😍😍😍😍
اهلا بيكي حبيبتي نورتيني 💖💖

كملي الفصول وهتلاقي فيها إن شاء الله إجابة لكل التساؤلات 🥰
ولو في حاجة وقفت معاكي انا موجودة😍
اتمنى الانطباع يدوم للنهاية 🌺🌺


Heba aly g غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-08-21, 05:11 AM   #494

شيماء حسانى

? العضوٌ??? » 437194
?  التسِجيلٌ » Dec 2018
? مشَارَ?اتْي » 162
?  نُقآطِيْ » شيماء حسانى is on a distinguished road
افتراضي

(حامد العشرى) ....مصيبة لا يطلع ابو معتصم ومغير اسمه😂😂😂😂
بهززززززر طبعا
فصل خفيف لطيف وقفلة تقيلة😍😍😍😍😍
٩


شيماء حسانى غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-08-21, 07:46 AM   #495

عيون حايرة

? العضوٌ??? » 163848
?  التسِجيلٌ » Mar 2011
? مشَارَ?اتْي » 178
?  نُقآطِيْ » عيون حايرة is on a distinguished road
افتراضي

جهودكم مشكورة جدا
اجمل تحية


عيون حايرة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-08-21, 05:28 PM   #496

سوهي (زهور الربيع)

? العضوٌ??? » 488697
?  التسِجيلٌ » May 2021
? مشَارَ?اتْي » 29
?  نُقآطِيْ » سوهي (زهور الربيع) is on a distinguished road
افتراضي

تسجيل حضووووور
في انتظار الفصل💙💙💙


سوهي (زهور الربيع) غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-08-21, 05:48 PM   #497

Heba aly g

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Heba aly g

? العضوٌ??? » 459277
?  التسِجيلٌ » Dec 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,500
?  نُقآطِيْ » Heba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل الحادي عشر


حياتنا ما هي إلا مراحل خلف أبواب مغلقة وعلينا أن نفتح بابا بابا لعبور كل مرحلة...

نقف أمام كل باب لا نعرف ماذا يٌخفي خلفه ولكن علينا في النهاية أن نفتحه....
يحتاج الأمر إلى شجاعة عند البعض .....
و إلى مجازفة عند البعض.....
أبواب نجد خلفها السعادة عمرا كاملا وأبواب نجد خلفها الحيرة التي تجذبنا في متاهاتها و بين أروقتها ......
أبواب يكون فتحها سهلا وأبواب تكون مؤصدة بألف مفتاح.....
وهي حين وضعت يدها على مقبض باب شقته وفتحته فَفٌتِح معها بسهولة لم تكن تعلم أنها فتحت على نفسها بابا للقيل والقال ،فتحت على نفسها بابا لن يٌقفل ...

وأن سنوات حياتها الماضية كلها في كفة وسنوات حياتها القادمة في كفة أخرى وأن ما فات حقا مات ولكن ماذا عما هو آت هل يكون بمرارة الماضي أم سيكون بمذاق العسل ؟

ولكن هل للعسل مذاق في الأفواه بعد طعم الحنظل؟

وقف معتصم ينظر إلى عنان بدهشة ومن خلفها نعمة ولا يعرف مالذي حدث وما أن نطقت نعمة جملتها التهكمية حتى أردفت عنان بثبات عكس اضطرابها الداخلي و خفقان قلبها وقد أسعفها ذهنها بسرعة لتخرج من حرج الموقف :"كنت أصور فيديو للبلدة من السطح ولم أكن أعلم أن معتصم هنا..."

ابتلعت لعابها وهي تنظر في عيني نعمة وتحيد بعينيها تماما عن معتصم الذي لا زال يقف نفس وقفته بشعره المبلل وجذعه العاري وهي تشعر بالغضب منه أنه لا زال يقف هكذا و لا يمتلك ذرة حياءا ليدخل ويضع أي تيشيرت فوقه ولكنها لم تكن تعلم أن خفقات قلبها المضطربة خجلا وخوفا كان يقابلها أضعافا مضاعفة من الخفقات في صدره

وأن اضطرابها لم يكن سوى نقطة في بحر اضطراب أنفاسه التي يحبسها ويمارس أقصى درجات ضبط النفس ما أن رأها تقف أمامه تفتح بيدها باب بيته ،تتقدم خطوة داخل مملكته، كانت كلها كتلة من الجمال والتوهج والحضور والشخصية الأسرة فماذا إن تجسدت أمامه فجأة تحت الاضواء الخافتة ،هو وهي فقط لا ثالث لهما في محيط واحد في حيز مكاني لا يشغله الا هو وهذه الجميلة حبيبته ؟....

كانت أمامه كحورية ظهرت من العدم ولم يشوه جمال الصورة سوى ظهور نعمة......

أكملت لنعمة بثباتها المزعوم :"سمعت صوت القطة فخفت أن تكون بها شيء كنت فقط سآخذها معي وأنزل..."

وضعت نعمة يمناها على بطنها وفوقها يسراها ومطت شفتيها وضيقت عينيها و أردفت بذهن حاضر:" حسنا يا حبيبتي صادقة ثم نظرت إلى معتصم المتجمد أمامهما و أردفت: أين هي القطة ؟..."

نظر معتصم حوله أرضا ثم أردف بصوت خشن خفيض:" تقريبا بالداخل..."

فجذبت نعمة عنان من ذراعها وأردفت بنبرتها الممطوطة التهكٌمية:" حسنا يا حبيبتي هيا بنا فابن عمتك موجود وسيعتني بقطته ثم نظرت إلى معتصم قائلة: أليس كذلك يا معتصم؟..."

قال لها وهو يمسح وجهه من الماء ولا زالت الدهشة تلازمه:" نعم.... نعم....."

نزلت عنان مع نعمة دون أن تنطق أي منهما كلمة إضافية.....


دلفت عنان إلى شقة والدها وكانت أمها تتحدث في الهاتف مع إحدى خالاتها ومودة تجلس في حجرتها مع وصال تذاكر دروسها فدخلت هي إلى حجرتها وأغلقت الباب خلفها وألقت الهاتف على الفراش بعصبية وهي تشعر بالحنق من نفسها وتسب نفسها بصوت مسموع وأردفت وهي تجز على أسنانها:" مالذي دهاني لأفعل ذلك مالي أنا بكل هذا ومنذ متى وأنا فضولية هكذا ؟"

كانت تعرف أن نعمة لن تصمت و ستنشر ما حدث كعادتها وكانت تريد أن تقول هي لأمها بنفسها حتى لا تتفاجأ ولكنها كانت تشعر بالخجل من نفسها فاندست تحت الغطاء وهي تفكر كيف ستقول لأمها ما حدث و تعصر ذهنها تفكيرا عن أقصى ما قد يصل له الأمر ولم تكن تعلم أن ما سيحدث سيفوق توقعاتها بكثير......

**********

جلس معتصم بجوار غالية في فراشها بعد أن ارتدى ملابسه وسيطر على توتره وأخذ يَقص عليها كل ما حدث فأردفت غالية ما أن انتهى من كلامه و قلبها لا يشعر بالاطمئنان من نعمة:" أنا أصدقك يا ولدي وأثق في عنان، المشكلة الكبرى في نعمة أنت تعلم سلاطة لسانها وفمها الذي لا تٌبل فيه فولة ثم أردفت بتوبيخ: أنت السبب في كل هذا كم مرة قلت لك أحدث يونس وأنت تقول لا سأحدثها أنا أولا فلا أنت تحدثت ولا أنا تحدثت...."

قال لها مٌعتصم مبررا :"أنا قلت لكِ أمي لن آخذها حٌطام امرأة لابد أن تكون لديها الرغبة ولابد أن أتأكد أنها تكن لي أية مشاعر ؛ثم أردف باستنكار: هل نهاية حب وانتظار السنوات أن آخذها بلا أي شعور تجاهي؟..."

قالت بتوبيخ وبعينين خبيرتين :"و من أدراك ؟...إن لم يكن لديها ما تقوله هذا لما كانت تفتح باب شقتك وهي تعرف انك لست موجودا..."

خفق قلبه خفقة زائدة ما أن قالت جملتها الأخيرة....

هل يمكن أن يكون ما تقوله صحيحا؟.....

لقد احتار ذهنه بعد أن نزلت مع نعمة في تفسير سبب دخولها شقته ...

أمر القطة كان كاذب فالقطة كانت في فراشه تشاهد التلفاز حين كان هو في الحمام ولم تٌصدِر أي أصوات إذن ما قالته كان حجة؛ فلما دخلت ؟

قالت غالية ما أن لاحظت شروده بقلب أم لا يريد لولدها سوى السعادة :"من اليوم لا تتدخل أنت في هذا الأمر إلا بما أقوله أنا ولا أريد فلسفتك هذه قلت لك من قبل خذها بيتك ثم أفعلا ما تريدان المهم أن تأخذها قبل أن يأخذها غيرك ثانية.."

احتدت نظرته قائلا بنبرة خطرة:" ماذا تقصدين ؟..."

قالت بنظرة ثاقبة وهي تشبك أصابع كفيها معا:"عادل ابن حسان ابن خالة حليمة تقدم لها...."

شعر بنيران تشتعل في صدره واتقدت عينيه بلهيب غيرته فأردفت غالية بتساؤل حذر:"معتصم هل كونها سبق لها الزواج ما يجعلك لا تستطيع التقدم لها؟.."

نظر إليها قائلا باستنكار:"لا بالطبع أمي ليس هذا السبب أنا فقط كما قلت لكِ أريدها راضية ومقتنعة لا للهروب من أحزانها فقط ثم أردف بجدية وهو ينظر في عمق عينيها:ولكن بعد ماقلتيه لابد أن أفاتحها بنفسي ؛ثم أردف بتساؤل:ولكن إن فعلتها الان ألن تقول نعمة أنه رد فعل على ما حدث اليوم؟...."

قالت له بلا مبالاة:" نعمة في كل الأحوال ستقول فدعك منها؛ أنا سأحدثها بنفسي و أشدد عليها ألا تتحدث في هذا الأمر مع أي مخلوق ولكن النهار له عينين..."

قالتها غالية ولم تكن تعلم أن نعمة لن تنتظر حتى الصباح لتشيع الخبر....

**********
في الصباح
وقفت فاطمة تنتظر دورها في المشفى الحكومي القريب جدا من بيتها وقلبها يتسارع نبضه وهي تحمل نور عينيها بين ذراعيها تضمها إلى صدرها والخوف يملأها فالطبيب بعد أن قام بالكشف على الصغيرة طلب منها عمل أشعة على القلب
لن تنسى حين كانت الصغيرة قرابة العام وقامت بعملية عاجلة في قلبها الصغير ،كانت تعيش أسوء أيام حياتها.....
أتٌرى هذه الأيام ستعود ثانية؟...
ازداد ارتجاف قلبها وهي تعود بذاكرتها لأيام مضت ؛ أيام لا تعرف كيف تحملتها وحدها ....


بعد أن ساءت الأمور بينها وبين سعد بعد أن صممت على ابقاء الحمل ووضعت الصغيرة بالفعل هجرها سعد نهائيا ،لم يَعُد يطيق دخول البيت ، لم يكن يٌهَوِن عليها ما يحدث سوى صغيرتها التي كانت تشع البراءة من وجهها الذي كانت تحيطه هالة من النور
وكأن الله يرسل لها رسالة أنها كانت على حق حين تمسكت بها...
كأن الله يقول لها حسنا فعلتي....
و لن تنكر دور حماتها الطيبة التي كانت على النقيض تماما من ابنها ،كانت تهون عليها وتقول لها بصوتها الحنون:"سيعود إلى بيته وإلى ابنته وهل له غيركم؟.. سيعود يا فاطمة ولكن اصبري..."
وهل كانت تملك غير الصبر؟
امرأة في مقتبل العمر ليس لها أحد في الحياة سوى أم ضعيفة تسكن في بيت متهالك من بيوت الحي القديمة فماذا ستفعل لها؟.....

و لكن لم يكن في حسبانها أبدا أن يفعل سعد ما فعل ، كان في شبابه يحب بنت من بنات الحي ولكن لم يحدث بينهما نصيب حيث زَوَجها والدها برجل كبير غني ،كان يبحث عن حياة مرفهة لابنته خارج هذا الحي الفقير الذي لم يكن سعد يملك رفاهية شراء شقة بخارجه وكان أقصى امكانياته الزواج مع أمه في شقتها بعد رحيل والده عن الحياة....
و يشاء القدر الذي كان يعاند فاطمة أن يموت زوج ريهام قبل ولادة فرح بوقت قصير ويترك لزوجته أمواله وأملاكه لتعود للحي مرة أخرى أرملة شابة ولم يحتاج سعد لمجهود يٌذكر للعودة إلى ريهام ...
هو كان بالفعل أخذ موقفا من فاطمة وكأن حياته معها توقفت عند وضعها لهذه الطفلة التي رفض وجودها منذ اللحظة الأولى ولا يشعر تجاهها بأية مشاعر....
ففاجأ سعد الجميع حتى أمه بزواجه من ريهام بعد انقضاء عدتها مباشرة ...
الصدمة كانت من نصيب فاطمة ،ظلت أيام طويلة مصدومة لتستفيق من صدمتها على صدمة أكبر وهي وفاة حماتها الطيبة التي ماتت قهرا بعد أن وجدت ابنها يتنصل من مسئولياته كأب و زوج ليفتح بيت جديد أو بالأحرى يذهب مع زوجته ليعيش في أملاكها و يٌدير أموالها ....

لن تنسى فاطمة اليوم الذي وقفت فيه في بيتها المٌتهالك الذي توحي كل جدرانه بأن الحياة فيه أصبحت لا تٌطاق فلا زوج ولا مودة ولا حياة.....
نظرت وقتها إلى صغيرتها التي تنام على الأريكة ....لو كان أبوها يراعيها كما يراعي كل أب أبناؤه كانت أقنعت نفسها بالصبر أما سعد فلا يعتبرها هي زوجة ولا يعتبر فرح له ابنة فلما ستبقى؟...
وقتها اتقدت عينيها بنيران الغضب وثارت كرامتها بداخلها ....
لن تبقى لمجرد فقرها ،لن تبقى لمجرد ألا تحصل على لقب مطلقة، ستعود أدراجها إلى بيت أبيها الراحل وتحفر في الصخر لتٌربي ابنتها
حملت حقيبة ملابسها في يد وحملت صغيرتها في يد أخرى وخرجت من بيت سعد بلا نية لأي رجعة، سارت في الشارع الفاصل ما بين بيتها وبيت أمها ترفع رأسها لأعلى وفي نيتها أن تٌعطي البنت لأمها وتذهب إلى الشيخ عزت لتطلب منه أن يٌطلقها من سعد ولكن ما أخرجها عن أفكارها هو صوت طفل صغير من أطفال الحي الذي كان يجري نحوها من بعيد وما أن اقترب منها حتى أردف من بين لهاثه :"الحقي يا أبلة فاطمة بيت أمك الحاجة انهار و وقع...."
"ماذا؟...."
تمتمت بها فاطمة من بين شفتيها ولم تشعر بنفسها وهي تٌلقي الحقيبة من يدها أرضا و تحتضن صغيرتها بين ذراعيها وتٌطلِق ساقيها للرياح كطفلة صغيرة ..
كانت تجري و دموعها تغمر وجهها وقلبها قد ازدادت ضرباته بعنف...
نعم بيتهم متهالك ولكن لم تتوقع أبدا أن يكون هذا مصيره ...
هل ماتت أمها؟
كان عقلها يتسائل وقلبها ينتفض رعبا إلى أن وصلت إلى البيت أو بمعنى أدق إلى حطام البيت لتجد زحام شديد أخذت تخترقه بجسدها الواهن وهي تسأل كل من تراه من أبناء الحي:"أين أمي؟.."
إلى أن وصلت لتجَمٌع به أهل البناية الذين كان القدر بهم رحيما وخرجوا جميعا من البناية ما أن شعروا بانهيار أجزاء منها ليسقط الxxxx بالكامل مع خروج أخر ساكن.....
وجدت أمها تجلس على مقعد وحولها بعض النسوة يسقونها ماءا وما أن اقتربت منهن ولامست وجه أمها بأناملها وهي تتمتم بكلمات غير مترابطة حتى سقطت تحت قدميها لتصرخ أمها فزعا وهي تلتقط الصغيرة قبل أن تقع أرضا مع أمها.......



بعد قليل وبعد أن استفاقت فاطمة واطمأنت على أمها وبدأت قوات الحماية المدنية في الانتشار و بدأ كل السكان في التفكير في المكان الذي سيلجأون له لم تجد فاطمة أمامها سوى أن تقول لأمها وقد غلبتها أقدارها ومنعتها من تنفيذ قرارها:"هيا أمي على البيت عندي لترتاحي .."
سارت المرأة مع ابنتها وهي تنظر خلفها كل دقيقة ترى حٌطام بيتها بحسرة أما فاطمة فنظرت في سلسلة مفاتيحها فلم تجد فيها سوى مفتاحين....
مفتاح بيت والدها المنهار خلفها.....
و
مفتاح بيت سعد الذي خرجت منه منذ قليل لا تنوي له عودة....
و لم يكن أمامها سوى الحنث بوعدها لنفسها فأين ستذهب بأمها و صغيرتها؟
كانت تسير خطواتها نحو البيت بانهزام ودموع متحجرة في عينيها
وما أن دلفت هي وأمها وأغلقت الباب خلفها حتى أخذت تنظر حولها إلى الجدران و هي تشعر بأن روحها غريبة عن هذا البيت.....
وقتها أيقنت أنها عادت إليه كمسكن لا كسكن ....


بقلب خافق وأنفاس مضطربة استمعت لكلمات الطبيب بعد أن رأى الأشعة وقال لها بكل صراحة:"احتمالية أن نقوم بعملية أخرى لا فرر منها..."
"ألا يوجد بديل للعملية أدوية مثلا؟..."
قالتها بأمل فأردف الرجل بعملية :"سأكتب لكِ بالطبع على بعض الأدوية ولكن لن تغني عن العملية بالعكس لابد أن نلتزم بها لفترة قبل اجراء العملية ...."
خرجت من عنده وهي تمسك صغيرتها في يدها وعقلها وقلبها يتشاوران ...
الاول يدفعها لمحادثة سعد وإخباره بالأمر فهو في النهاية والدها......
و قلبها الذي ذاق خيانته وهجرانه لها يرفض بشدة....
فأقنعها عقلها بأنها لابد أن تفعل ما عليها حتى لا يلومها إن عرف فهو لا يدخل المنزل له سنوات ، حتى حين كان يأتي ليعطيها الشهرية كان يعطيها من النافذة كأي غريب يعطي صدقة لمحتاج....
حسمت أمرها واتصلت به لتقوم بعمل ما عليها فقط......
رد عليها قائلاً بفتور :"أهلا فاطمة هل هناك شيء؟.."
قالت له باقتضاب :"البنت ربما تحتاج لعملية أخرى في القلب ...."
سمعت صوت زفرته العالية ثم أردف بحنق:"قلت لكِ لن تهنأي بها يوم واحد، قلت لكِ ستحضرين إلى الدنيا بنت مريضة تدورين بها عمرك كله عند الأطباء ..قلت..."
"اصمت ولا تقل شيء أخر؛ أنا المخطئة لأنني للنهاية أعتبرك أب لها وأخبرك..."
لم تنتظر رده وأغلقت الهاتف في وجهه وهي تشعر بالغضب والحسرة في آن واحد ثم مالت وحملت الصغيرة التي كانت تلهو وتحدث نفسها بكلمات غير مفهومة ولا تحمل للدنيا هما....
احتضنتها وهي تسير بها في الشارع والسيارات حولهما من الجانبين وأردفت بأنفاس لاهثة وصوت عالٍ قليلاً:"هل مرضها فقط لأن الله خلقها بهذا الوضع؟.. و هل يضمن أي شخص أن يظل ابنه السليم بلا أمراض طوال العمر ، أليس المرض أيضا ابتلاء يبتلي الله به من يشاء من عباده؟؟؟...."
**********
نزلت نعمة إلى عمتها بعد أن أرسلت لها وما أن دلفت إلى حجرة غالية التي قصدت الأخيرة أن يكون حديثهما فيها حتى لا يسمعهما أحد حتى ألقت السلام على غالية و جلست بجوارها على المقعد المقابل فأردفت غالية بلا مواربة وهي تشبك أصابع يديها فوق بطنها:"قال لي مُعتصم على ما حدث بالأمس..."
قالت نعمة بنظرة بها لمعة خبث:" و هل قال لكِ لم كانت عنان في شقته؟.."
قالت غالية وقد احتدت نظرتها وصوتها معا :"وهل كانت بداخل شقته ؟هل وجدتيها بالداخل؟.."
تراجعت نعمة عن نبرتها الهجومية وأردفت بهدوء:" كانت تقف على الباب وتمسك مقبضه لا أعرف أين كانت قبلها ولكن إن جئتِ للحق يا عمتي كان الموقف ليس جيدا أنتِ لم تحضريه بنفسك...."
كورت غالية قبضتها وضربت بها ذراع المقعد الذي تجلس عليه وأردفت بنفس الحدة :"حتى و إن لم أكن موجودة يا نعمة كلام معتصم ثقة بالنسبة لي لا تنسي أنني من ربيته أما عنان فلا غبار على أخلاقها ثم أنكِ بقليل من التفكير تدركين أنها لم تخطو خطوة واحدة للداخل ألم تقولي كانت تقف وتمسك المقبض من الخارج ؟... ثم أن بنات عمران جميعا لا يفعلنها ..."
تراجعت نعمة قائلة بسرعة:"أفهم ذلك عمتي ولا اشكك في البنت ولكن الصراحة هي وضعها هكذا لن يصح...."
اتسعت عيني غالية قائلة باستنكار:"ماذا تقولين يا امرأة؟.."
قالت نعمة بسرعة :"أقصد أن البنت صغيرة وجميلة فالأفضل لها أن تتزوج وحتى أبدي حسن نيتي وأنني لا أشك بها ولا بمعتصم وأعرف أن موقف الأمس عفوي هو أنني أريدها لعمرو ما رأيك؟..."
ضربت غالية كفا بكف وأردفت بحنق :"هيا يا نعمة اصعدي حبيبتي لتري ما لديكِ عمرو من الذي ستزوجيه لعنان ؟.."
قالت نعمة وهي ترفع حاجبا واحدا:" وماذا به عمرو هل ينقصه شيء؟ "
"لا حبيبتي ابني لا ينقصه شيء ولكنه لا ينفعها ولا تنفعه ربما تنفعه بنت أخرى من بنات عمران أما عنان لا ،عامة اغلقي الحديث في هذا الأمر نهائيا ولا تثرثري بما حدث بالأمس أمام أي شخص؛ أنتِ لديكِ ولايا يا نعمة..."
تنحنحت نعمة ثم استقامت وأردفت بخفوت :"حسنا يا عمتي..."
ثم انسحبت وهي تشعر بالخزي فقد سبق السيف العزل وقصت ما حدث
بالفعل على أختها محاسن …..
***********


Heba aly g غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-08-21, 05:53 PM   #498

Heba aly g

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Heba aly g

? العضوٌ??? » 459277
?  التسِجيلٌ » Dec 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,500
?  نُقآطِيْ » Heba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond repute
افتراضي

كانت يسر تجلس بين الصغار في المدرسة وهي تشعر كأنها تجلس وسط بستان من الورود مختلفة الألوان أما هي فكانت كفراشة بألوان زاهية تتنقل ما بين الأزهار خاصة وقد استعادت جزء كبير من روحها القديمة ؛روح يسر الطفلة والمراهقة التي لا تحمل للدنيا هما...
كانت ترتدي فستانا بسيطا منقوش بورود صغيرة ووشاح بلون فاتح فكانت كطفلة بينهم خاصة وهي تقوم بعمل الأنشطة التي تعلمت عمل الكثير منها من نهلة زميلتها.......
قالت لها نهلة التي تقوم هي الأخرى بعمل النشاط ولكن تجلس خلف مكتبها لا بين الأطفال كيسر:" تحبين الاطفال بشدة يسر لأول مرة في مهنتنا هذه أرى من تحب الاطفال هكذا..."
ابتسمت يسر وهي تنظر إليها قائلة بصوت عالٍ قليلا لتسمعها بين صخب أصوات الأطفال:"و هل يوجد من لا يحبهم؟..."
قالت نهلة وهي تقص الورق الذي تصنع منه تاج لكل طفل :"لا ليس كذلك ربما لأن العمل مٌرهق وأن تعتني بكل هؤلاء الأطفال ليس سهلا فالجميع يتعب أكثر من استمتاعه بالعمل ..."
قالت يسر بصوت دافىء وهي تنظر إلى يد نهلة تتأكد من طريقة القص الصحيحة:" هذه هي متعتي أنا...."
قالت نهلة بتردد:" أنتِ ليس عندك أطفال ؟..."
أخفضت يسر وجهها نحو ما تفعله وأردفت بصوت منخفض وابتسامة حاولت أن تداري بها حزنها:" نعم لم يأذن الله بعد...."
ابتسمت نهلة قائلة بمودة:" بإذن الله حين يشاء الله ستكتشفي عيوب المهنة وربما تقدمين استقالتك...."
قالت يسر ضاحكة:"لا لن يحدث و إلا لكنتِ فعلتيها أنتِ..."
قالت نهلة وهي تمط شفتيها:" أفكر في فعلها كل يوم فمسئولية بيت وأطفال وعمل حقيقة كبيرة ولكن لا أخفيكِ سرا أحتاج بشدة إلى العمل لأن زوجي دخله ليس كبير...."
قالت لها يسر :"أعانكِ الله حبيبتي..."
و في داخلها يتردد كلام غالية أن كل إنسان أعطاه الله شيء وأخذ منه شيء ....
أخرجها من شرودها نقرة كنقرة العصفور على كتفها من طفل عندها فرفعت وجهها نحوه بابتسامة جميلة وأردفت:" نعم مهند..."
نظر إليها الصغير الذي تشع ملامحه ببراءة فطرية وهو يمس وجنتيها بأنامله:" أنتِ تشبهين أمي..."
نظرت إليه وأردفت بابتسامة حلوة:"حقا؟..."
قال لها ببراءة:"أبي قال هذا ..."
ضيقت عينيها قليلا ثم حولت نظرها ما بين مهند وبين نهلة فقالت لها نهلة بصوتٍ منخفض :"والدته متوفية..."
اتسعت عيني يُسر وشعور بالشفقة يغمرها وأردفت بحنان دافق:" أنا تماما كماما حبيبي..."
ولم تدري بنفسها إلا وهي تسحب الصغير إلى حضنها وكأنها تريد أن تُسكنه بين ضلوعها فاحتضنها الصغير بالمثل وهو الأحوج إلى هذا الاحتواء
........
في نهاية اليوم الدراسي وبعد أن درس الأطفال ولعبوا في الحديقة وقاموا بعمل النشاط اليومي وجاء وقت الانصراف جاء والد مهند ليأخذه .....
كان شابا في الخامسة والثلاثون على أقصى تقدير يحمل ملامح أهل الجنوب و ملابسه كانت توحي بيسر الحال والأناقة....
كانت يسر ونهلة تجلسان خلف المكتب القريب من باب الانصراف فأردف مهند و هو يتعلق بعنق والده ويشير نحو يسر :"هل ترى أبي تماما كما قلت لي تشبه أمي..."
شعر الرجل بالحرج وتنحنح قائلاً وهو يحمل الصغير وقال ليسر بنبرة اعتذار :"هو فقط منذ أن رأكِ وهو يقول أنكِ أمه الراحلة فأنا قلت له فقط أنكِ تشبهينها..."
قالت له يسر وهي تشعر أن قلبها يتمزق على الطفل:" ليس هناك أي مشكلة وهو تماما كإبني...."
ابتسم الرجل بمودة وألقى السلام و انصرف بصغيره .....
***********
في حجرة عنان بعد أن ذهب يونس إلى عمله مع زكريا وذهبت مودة إلى الجامعة و نامت وصال بعد سهرها كعادتها جلست عنان في فراشها الذي لم تستطع مغادرته من الأمس خزيا وأمامها أمها وبعد أن قصت عليها ما حدث بحرج أردفت حليمة بضيق :"لم فعلتي كل هذا يا ابنتي ؟ أنتِ حتى لم تأخذي إحدى أختيكِ معكِ تكن بجوارك عوضا عن صعودك بمفردك؟.."
قالت عنان وهي تٌخفِض عينيها إلى أناملها التي تفركهم في بعضهم بتوتر:" كنت مكتئبة للغاية ولم أكن أريد أحد معي كنت أريد أن أختلي بنفسي في مكان فسيح كهذا ومعتصم كما قلت لكِ قال أنه لن يتواجد في البيت..."
قالت حليمة بنظرة قلقة:" وحظك أن تراكِ نعمة... استر يارب "
قالت عنان بتردد:" هل تعتقدي أن تظن شيء ؟ ثم أردفت بصدق: أقسم لكِ أمي لم يحدث إلا ما قلته...."
قالت حليمة بنظرة واثقة :"أنا أصدقك لأنكِ ابنتي وأعرفك جيدا أما هي فلا أضمنها ثم أردفت بلوم: لم لم تقولي بالأمس كنت تداركت الموقف؟..."
قالت بخجل:" أبي كان موجودا وخجلت أن أقول ...."
قالت حليمة وهي تنهض من مكانها وتضع الوشاح الذي كان على كتفيها فوق رأسها :"أنا سأنزل إلى عمتي هي حكيمة وستقول لي ماذا أفعل بالضبط..."
تركت ابنتها التي لا تزال تشعر بالتوتر من موقف الأمس إلى جانب الخجل من معتصم نفسه فكيف ستضع عينيها في عينيه بعد ما حدث وماذا يا تُرى يظن فيها الآن؟...
عادت بظهرها للخلف وهي تتهاوى على الفراش وشعرها الثائر يتناثر حول وجهها في هالة فوضوية ووجدت عقلها يتسائل سؤال ليس له مكان في مثل هذه الظروف
كيف يحافظ على نظافة شقته هكذا وهو يعيش وحده ولا يدخل عنده أي أحد للمساعدة ؟؟
تذكرت شكل الشقة بتفاصيلها الصغيرة التي رأتها وراق لها ذوقه في اختيار الاثاث....
***********
مشاعرنا ككرة مطاطية مرنة؛ سهل أن تتشتت ما بين فكرة ونقيضها وهو منذ أن عرِف حالتها الاجتماعية وكونها مُطلقة وهو يشعر أن هناك حربا ضارية مشتعلة داخله ما بين الفكرتين...
فكرة قلبه وفكرة عقله ....
فالقلب أقر بأنه يحب لأول مرة في تاريخه ويهدر بداخله لم لا وهل يختار الإنسان اقداره؟
ما ذنبها إن لم تكن قد وُفِقت في زيجتها السابقة وهل كل يوم سيقابل امرأة يدق لها قلبه؟
أما عقله فيكاد يهوى على القلب بلكمة عنيفة ليفيق مما هو فيه فأين هي مبادئه أين هي طموحاته في فتاة أحلامه وزوجته المستقبلية التي لم يمسسها بشر غيره؟؟؟.
الفكرتان تتصارعان بداخله ،تنهشانه نهشا ،كلما جنح عقله لفكرة جذبته الأخرى بضراوة حتى أصبح مشتتا ضائعا ،لم يعد حاتم الذي لم يكن يحمل للدنيا هما......
كان سارحا في ملكوت أفكاره حين توقفت سيارة المصنع به أمام المطعم ،كان موعد تسليم الطلبات الاسبوعي وكانت رحاب تريد أن تقابله لتحاسبه لأنها لها عدة أسابيع لم تراه فقد كان يُرسِل ما تطلبه مع عمال المصنع دون أن يأخذ شيء إلى أن طلبت منه الفواتير وأصرت وكان بإمكانه أن يرسل الفواتير مع العامل ولكنه القلب حين يشتاق ،و العقل حين يتوقف عن العمل تجد نفسك مٌسير لا مُخير ،مُنقاد لا تملك ذرة إدراك ، تمشي في طريق من تحب كالمسحور حتى وإن لم يبدو في نهاية طريقكما بصيص ضوء ......
دلف حاتم خلف العمال من الباب الخلفي للمطعم والمؤدي إلى المطبخ مباشرة فكانت رحاب تنتظره وما أن رأته حتى ابتسمت قائلة:" جئت بنفسك ؟ ظننتك سترسل لي مع العمال..."
تنحنح قائلا وهو يشعر بالحرج :"كان لدي عدة مشاوير لذلك مررت في طريقي"
قالت له بابتسامة ودودة:" أنرتنا حاتم تفضل ...."
جلس على المنضدة بجوارها بينما دلف العمال ليحولوا البضاعة من السيارة إلى الثلاجة فقال لها :"ادخلي معهم لتتأكدي أن كل ما طلبتيه وصل"
دلفت معهم بالفعل للداخل أما هو فما أن اختفت من أمام عينيه حتى قام بخفة ووقف خلف الباب المؤدي لبهو المطعم ينظر من خلاله إلى زهرته التي كانت ترتب مع محمد الطاولات وتفرشها ،كان ينظر إليها دون أن يراه أحد كلص وهل كان يملك غير هذا و قد سرقت قلبه الذي غادره وأصبح يٌحلق حولها حتى بعد ما عرفه من أمرها......
لم يكن أحد يراه لا هي ولا محمد ولا الفتاة التي تساعدهم و لكنها كخبيرة في روائح الطعام التقطت أنفها رائحة عطرة المميزة الثمينة فمثل عطره هذا تفوح رائحته من على بعد أمتار ؛ رفعت وجهها فجأة وأدارت عينيها في المكان بتحفز أما هو فما أن رأى أول بادرة انتباه لها حتى تراجع للخلف.....
و لكنها لم تٌكَذِب أنفها وتركت ما تفعله لتدخل المطبخ وتضبطه بداخله ولكن حمدا لله كان قد عاد إلى مقعده فحين دخلت وجدته يجلس بوقار وثبات مزعوم وهو يضع ساقا فوق ساق وكأنه ليس هو الذي كان يتلصص عليها منذ قليل ونظرة عينيه الثابتة لا توحي بشيء مما يجول بصدره .....
لم تتفاجأ به وقد أخبرها قلبها أنه هنا فأردفت باقتضاب لا يمت لارتجاف قلبها بصلة :"السلام عليكم ..."
فرد عليها بهدوء مناقض لحالة الفوضى التي تبعثها بوجودها في محيطه :"وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته..."
لم تعرف ماذا تفعل هل تدخل أم تعود أدراجها للخارج حتى يرحل؟...
و لكن ما دفعها للدخول ذرة اشتياق واحدة تمردت على كبتها لمشاعرها....
و دقة قلب زائدة طالبت فقط بأن تسمع صوته ،تبقى في محيطه ...
ماذا سيحدث هل ستقوم القيامة أوستتوقف الأرض عن الدوران إن طاوعت قلبها و أرضت ذرة اشتياقها وأخمدت بركان حنينها؟....
طرقت بكعب حذائها طرقاتها التي تشبه المعزوفة الموسيقية وهي تتقدم منه حتى
جلست أمامه مباشرة وكان على المنضدة أعواد ملوخية أخذت تقطفها دون أن تنظر إليه فأردف وهو يتأملها باشتياق خفي:" ما هي قائمة طعام اليوم؟"
قالت دون أن ترفع عينيها عما تفعله:" طاجن بامية باللحمة وملوخية و ...."
أخذت تعدد له الأصناف فأردف بأي كلام فقط ليُطيل معها في الحديث :"هل يوجد اقبال على مثل هذه الاصناف؟ أعتقد أنها بيتية أكثر..."
قالت له وهي ترفع عينيها إلى عينيه :" و هناك من يفتقد هذه الاكلات البيتية بالفعل لا تنسى أننا في مدينة بها مغتربين بسبب الدراسة فمعظم زبائننا يشتاقون بالفعل إلى الطعام البيتي؛ معظمهم جامعيين ..."
أومأ لها برأسه ولم يجد كلاما اخر ليفتحه معها.....
كان يلاحظ من حديثها أنها تتحدث بذوق ورقي......
تبدو من بيت طيب ...ملامحها هادئة.... و نبرة صوتها دائماً منخفضة،كل يوم يكتشف بها شيئا يشده لها اكثر ليدخل في متاهات حيرته أكثر وأكثر
أما هي فكانت تجلس أمامه تراه نجما نزل من السماء ليجلس أمامها ،بملامحه الوسيمة وملابسه الراقية وعطره النفاذ الذي يكاد أن يسحرها بعبقه ؛ بهيئته المنمقة أزيد من اللازم وكأنه يقيس كل شيء بالمسطرة ليبدو بهذه الجاذبية...
وصل لها إحساسه حتى و إن لم ينطقه وهل تعجز الأنثى عن تفسير نظرات الإعجاب الصريحة و لغة العيون العاشقة ؟...
كما وصل لها نفوره ما أن علم بوضعها وكأن الأنثى يقل قدرها أو تفقد قيمتها لأنها تحمل هذا اللقب ولكنها لا تلومه.....
كان كل منهما يجلس أمام الآخر وبداخله له آلالف الكلمات ورغم القرب كانت تفصل بينهما آلاف الأميال فعم الصمت رغم بحر الكلمات الذي ربما يٌغرقهما معا إن نطق أحدهما ....
خرجت رحاب من الغرفة المجاورة وأردفت بصوت اجفلهما معا و أخرجهما من دوامة أفكارهما:" انتهينا حاتم راجعت كل شيء مضبوط ...."
استقام واقفا وهو يحيد بعينيه عن زهراء و عادت هي إلى أعواد الملوخيه تكمل تقطيفها بشكل شبه ألي وقال لرحاب:" حسنا...."
ثم اخرج الفواتير من جيب بنطاله وأعطاهم لها وكانت بالفعل قد جهزت له المبلغ فأخذه منها واستأذن للانصراف فأردفت هي بامتنان :"أشكرك حاتم على ما تفعله معنا الاسعار بالفعل أقل من الخارج بكثير...."
ابتسم لها ابتسامة باهتة دون رد ثم رحل
جلست بجوار صديقتها تساعدها ولاحظت وجهها الباهت هي الأخرى فأردفت بشفقة:"ألم نكن انتهينا من التفكير في هذا الأمر؟ لم أشعر أنكِ تنطفئين كلما رأيتيه؟"
تنهدت زهراء قائلة بحسرة :" اولا نحن لم نبدأ أي شىء لننهيه كل ما في الأمر اعجاب ليس أكثر...
ثانيا أنا منطفئة منذ زمن كل ما في الأمر أنني فقط كلما رأيته تذكرت خيبتي..."

*********
في بيت محاسن شقيقة نعمة وراشد جلست الأولى في فراش أمها التي انتقلت للعيش مع ابنتها بعد وفاة زوجها الحاج سليمان الحسيني وبعد أن فرغ البيت عليها خاصة و أن زوج ابنتها هو الآخر قد رحل عن الحياة ومن يومها وهي ترافق ابنتها....
كانت محاسن تجلس متربعة و أمها (العجوز النحيفة التي تقريبا من سن غالية سلفتها) تجلس أمامها مستندة على ظهر الفراش وتأكل من يد ابنتها بعد أن وهنت صحتها وأصبحت يديها ترتجفان دائما أما على المقعد المجاور للفراش مباشرة فكان يجلس راشد وعينيه تتقدان بعدما قالت له محاسن عما حدث بالأمس في بيت عمهما عمران .....
قال راشد بنبرة قاتمة:" هل أنتِ واثقة مما تقولين يا محاسن؟..."
قالت الأخيرة بلا اكتراث وهي تُطعِم أمها :"اختك من قالت؛ تريد التأكد اسألها.."
قال بصوت مختنق و كل ذرة في كيانه تنتفض :"هكذا إذن يرسم عليها ابن الرحماني ؟...."
قالت محاسن بتساؤل:" ألم تقل انك ستطلبها لتمام؟..."
قال راشد و هو يشرد بعينيه بعيدا:" بالفعل طلبتها من يونس و لم يرد بعد و لكن بعد ما سمعته لابد أن نُعَجِل بالأمر..."
قالت عدل بعدم تركيز :"من الذي يريد أن يتزوج من؟..."
قال راشد وهو يستقيم واقفا وكل ذرة في جسده تغلي :"كلي انتي امي لا تشغلي بالك بمن سيتزوج و من سيطلق...."
ثم اتجه خارج البيت وهو يُخرِج هاتفه ليتصل بنعمة يتأكد منها من تفاصيل ما حدث بالفعل
وما أن ردت عليه حتى أردف بغلاظة ودون مقدمات:" ماذا حدث بالضبط يا نعمة بالأمس احكِ لي كل شيء بالتفصيل؟..."
شعرت نعمة من لهجته الخطرة أن الأمر لن يمر على خير فتمتمت من بين أسنانها بسبة خصت بها محاسن التي لا تُبل في فمها كلمة وهي التي كانت تحكي لها من باب الثرثرة ليس أكثر ثم قصت عليه باختصار ما حدث فأردف بغل:" كنت من البداية أخاف من وجودها مع ابن الرحماني في بيت واحد..."
قالت له نعمة بصدق:"لم أرى منهما شيء راشد وهذا الموقف الذي رأيته لم يكن مقصودا ثم أردفت بتساؤل: أنا لا أعرف لم لا تحب معتصم طوال عمرك ماذا فعل لك؟..."
قال لها بحنق :"و منذ متى يحب الرجل ابن زوجته الذي أنجبته من رجل أخر ؟ منذ متى يحب الرجل أن يرى الوجه الذي كلما رأه ذكره بأن زوجته كانت لرجل أخر قبله؟...."
لم يدع لها مجالا للرد حيث أغلق الخط في وجهها وكان قد وصل إلى بيته فدلف إلى الداخل ببركان غضبه هادرا:" تمااااام..."
خرجت يمنة من غرفتها على صوته قائلة بقلق :"ماذا حدث راشد؟...."
خرج تمام من الحمام جريا حيث كان للتو أتى من الخارج و يأخذ حماما قائلا :" ماذا هناك أبي؟....."
"جهز نفسك بعد قليل سنذهب لنطلب عنان بشكل رسمي..."
قالها كمن يٌلقي أمرا
فأردف تمام و هو يضيق عينيه:" نطلبها لمن؟...."
كانت نسرين قد خرجت من شقتها و تقف بالأعلى لا أحد يراها ....
فصاح راشد في ابنه الذي يقف يجفف رأسه بالمنشفة
:"لك تمام ألم نتحدث في هذا الأمر من قبل؟ ثم تمتم بنبرة أهدأ:أنا بالفعل حدثت خالك و كنت أنتظر رده ولكن لابد أن نذهب ونسرع من الأمر وتطلبها أنت بنفسك ليعرف أنك تصر عليها وتريدها ..."
اتسعت عيني تمام بذهول وحاول أن يتماسك وأردف بزفرة حانقة:" لا أبي لم نتحدث ولم تأخذ رأي من الأساس أنت أخذت القرار دون الرجوع لي و بلغت أمي و أمي أبلغتني وأنا قلت لها لا ؛وعنان أيضا حين سمعت منك هذا الكلام منذ بضعة أشهر رفضت ولكن نظرا لحالة حزنك على رماح كنت أنتظر حتى تهدأ وأبلغك رفضي فكيف تفعلها و تفاتح خالي دون علمي ....."
تنفست نسرين الصعداء وهي تتابع الحوار الذي بدأ يحتد......
فأردف راشد وهو يتقدم خطوة من ابنه حتى أصبح أمامه مباشرة....
:"رفضك؟ ترفض أن تأخذ أرملة أخيك وتريد أن تتركها تذهب لأي غريب ! أين نخوتك ! هل تقبلها على نفسك أن يُعرض لحم أخيك على الغريب ألست أنت أولى بها"!
رفعت نسرين حاجبا مستنكرا وأردفت بصوت خفيض :"وهل هي فقط أرملة أخيه لم لم تقل هذا عني أنا الأخرى؟.."
أما تمام فقد اكتسى وجهه بالحزن و أردف:" ربما هذه هي المشكلة انها أرملة أخي كيف أتقبلها كزوجة بعدما كانت زوجة أخي وأخت لي لسنوات ؟..."
نظر راشد إلى ابنه وعينيه تشتعلان غضبا وأنفاسه تزداد عنفا وضربات قلبه تعلو و أردف :"هذا أفضل من أن تذهب للغريب..."
قال تمام بصلابة:" حسنا اطلب من كامل أن يفعلها هو أنا لا أستطيع..."
نفذ صبر راشد فلكز تمام في منكبه بعنف وأردف بصوتٍ قاسٍ:" غلطتي أنني كبرت بك وكنت أريد أن افرح بك أولا ؟ ثم غمغم بصوت ميت:عامة اجلس لا تأتي معي سأذهب بمفردي وما سأتفق عليه ستلتزم به سواء أنت أو كامل و لو أنني أعرف أن كامل كرماح لن يرفض لي طلبا ليس مثلك ابن أمك..."
قالها وهو يدفعه بعيدا عن طريقه و يدخل غرفته وما أن أغلق الباب حتى قالت يمنة لابنها وهي تربت على كتفه:" لا تقلق ؛عنان لن توافق من الأساس لا عليك ولا على كامل هي ابنة أخي وأعرفها عنيدة وما حدث من رماح سيجعلها تأخذ الأمر على كرامتها ولن تعود إلى هذا البيت ثانية ؛ اسمع مني...."
قالتها وهي لا تزال تربت على نفس الكتف الذي لكزه راشد ثم تركته ودلفت إلى غرفتها لتعرف مالذي أشعل راشد هكذا......
أما تمام فزفر زفرة حارة وهو يقذف المنشفة على الأريكة ثم خرج من باب البيت غاضبا وأخذ يمشي بين الأرض الزراعية المجاورة للبيت والمملوكة لهم وهو يشعر بأنه يريد أن يترك البلد بأكملها ،دائما لا يترك له والده المجال لا لإبداء رأي ولا لاعتراض ، دائما يقلل منه،قديما كان يميز رماح و يتباهى بأنه ابنه الذي يشبهه و الان يفعل ذلك مع كامل أما هو فيراه ضعيفا ،كل سلوك له يفسره على أنه ضعف......
أغمض عينيه وأخرج نفسا ساخنا من صدره فوجد يدا توضع فوق كتفه ،التفت خلفه ليجدها نسرين فاتسعت عينيه وهو ينظر حوله قائلاً:" كيف خرجتي من البيت وكيف أتيتِ إلى هنا أين تظنين نفسك نحن لسنا في المدينة..."
نظرت إلى البراح حولها وأردفت بهدوء:" لا يوجد أحد هنا الأرض كلها تابعة لكم و كما ترى لا يوجد سوانا..."
ثبت عينيه في عينيها الجريئتين اللتين يشعر دائما أنهما تريدان قول شيء وأردف و هو يتأمل رغما عنه ملامح وجهها الحلوة:" ماذا تريدين إذن ؟..."
تنحنحت قائلة بنعومة:" كنت فقط أريد أن أقول لك لا تحزن لاحظت أنك تركت البيت وأنت غاضب فخفت عليك..."
ضيق عينيه وهم بقول شيء ما ولكنه صمت فأردفت هي :"أنت لديك حق لا يصح أن تكون اعتدت على زوجة أخيك وتعاملت معها على أنها أخت لك ويطالبك بجعلها زوجة لك هو يطالبك بما يفوق قدرتك..."
حاد بعينيه عن عينيها وهو ينظر إلى الجبال البعيدة العالية التي يشعر كأن ثقلها يجثم فوق صدره وأردف بضيق وكأنها جاءت في وقتها ليٌخرج ما بداخله معها :"هو هكذا دائما لم يكن ينفع معه سوى رماح...."
قالت وهي تعقد ذراعيها فوق صدرها وتنظر حيث ينظر:" نعم لاحظت أنهما متشابهان كثيرا...."
أدار عينيه جهتها بنظرة جانبية وأردف :"و أنتِ لستِ مثلهم؟..."
ابتسمت ابتسامة ساخرة وأردفت :"لا طبعا لست مثلهم ..."
قال لها و قد هدأت حدة غضبه قليلا:" لما تزوجتي رماح إذن وأنتِ تعلمين أنه متزوج وأنكِ ستصبحين زوجة في السر ؟"
رغم أن كل كلمة قالتها نسرين صحيحة إلا أن هدفها لم يكن بريئا ،كانت تعلم أن تمام عاطفي كأمه وما تقوله سيؤثر فيه لذلك لعبت على هذا الوتر وهي تقص عليه قصة حياتها كاملة ،قصة فقرها وعوزتها وذل الحاجة والصراع بين العمل الشريف الذي بالكاد يٌطعم خبزا جافا ورغد العيش ولكن على حساب أغلى ما تملك و كيف اختارت العمل الشريف .....
كان تمام يستمع لها وهو يٌصدق كل كلمة تقولها وشعر بالفعل بالتعاطف معها....
إن كانت قبل حديثهما هذا يراها بنظرة فقد تبدلت النظرة تماما
إن كان يراها مذنبة فقد أصبحت الآن ضحية
إن كانت تبدو متلاعبة فقد أصبحت معذورة
تنحنح تمام ونظر حوله بقليل من الخجل من أفكاره وأردف ليداري على أفكاره و كأنها مقرؤة لا محسوسة:" أين عمار ؟..."
قالت بابتسامة صغيرة وهي تنظر الى البيت خلفها :"نائم... حممته وأرضعته و أعطيته دواء المغص فذهب في سابع نومة...."
قال وهو يشير لها بيده:"هيا لتعودي الى البيت ..."
ابتسمت قائلة :"حسنا المهم أنني اطمأننت عليك وانك بخير..."
تنحنح قائلا :"اشكرك.... ثم تمتم بخفوت وهو يبسط ذراعه أمامها :هيا بنا"
فتقدمت هي وسار خلفها وهو يتأمل رغما عنه عباءتها الفضفاضة وحجابها الطويل الذي التزمت به منذ حضورها ......
أما هي فكان شعور بداخلها ينمو أنها تسير على الطريق الصحيح وتدعو الله أن يصرف شر راشد و أفكاره عن تمام...
************


Heba aly g غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-08-21, 05:55 PM   #499

Heba aly g

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Heba aly g

? العضوٌ??? » 459277
?  التسِجيلٌ » Dec 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,500
?  نُقآطِيْ » Heba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond reputeHeba aly g has a reputation beyond repute
افتراضي

و في بقعة أخرى بعيدة كان بهاء يجلس مع الشيخ ابو بكر في المضيفة ليتعرف كما وعده على الشيخ شعيب
كان بهاء يشعر بالتوتر و ما أن قام الشيخ ابوبكر ليتفقد حماه حتى رفع بهاء هاتفه و اتصل بعمرو الذي كان في مناوبته بالمشفى فرد عليه الاخير قائلا:" طمأنني ماذا فعلت؟..."
قال بهاء بصوت متوتر:" لم أقابل الرجل بعد و لكني متوتر بشدة ..."
قال له عمرو الذي كان قد أنهى كشوفات اليوم للتو:" لا تقلق بإذن الله سيحلها الله أنا أثق في الشيخ ابو بكر هذا رغم أنني لم أراه سوى مرة واحدة ولكن من كلام رهف اتفائل به خير..."
قال بهاء:" يارب..."
عاد الشيخ ابو بكر مرة أخرى فقال بهاء لعمرو بسرعة:" اغلق الان .."
أغلق معه و نظر للرجل الذي جلس بجواره قائلا ببشاشة:" الشيخ فقط يصلي وما أن ينتهي حتى يأتي...."
قال بهاء بتساؤل:" أنا فقط أريد أن أعرف إذا كان مبدأ الزواج من خارج العائلة مرفوض تماما فلما نحاول تلك المحاولات؟..."
صمت الرجل قليلا وهو ينظر إليه نظرة لم يعرف بهاء معناها و أردف بهدوء:" أنت كنت لا تريد المحاولة؟..."
قال بهاء بسرعة نافيا:"لا طبعا أريد من قال هذا... أنا فقط اتسائل عن جدوى ما نفعله"
تنفس الرجل الوقور ببطء و أردف:" حسنا يا دكتور أنا سأقول لك... مبدأ الزواج من خارج العائلة مرفوض ولم يحدث هنا سوى مرة واحدة و لظروف خاصة لذلك أنا عندي أمل أن تكون حالتك أنت ورهف هي الحالة الثانية..."
الأمل
ذلك الصديق الرائع الذي يلازمنا حين تضيق علينا الارض بما رحبت ،الذي يشحن الأنفس بطاقة هائلة وهو ما حدث بعد جملة الشيخ حيث امتلأت نفس بهاء بطاقة كبيرة حتى عندما دخل الشيخ شعيب بهالته ووقاره الذي بعث في نفس بهاء رهبة تلقائية و لكنها هدأت ما أن جلس الرجل قائلا بلهجة أهل البلد الأصليين:" اهلا بك يا طبيب..."
ابتسم بهاء قائلا :"أهلا يا شيخنا..."
قال أبو بكر الذي يجلس على المقعد المجاور لبهاء و أمامهما يجلس الشيخ الوقور :"الدكتور بهاء هو من سيتابع معك تظبيط السكر والضغط يا شيخنا بعد أن انتقل طبيب القرية..."
قال الشيخ بابتسامة ودودة لا توحي بتشدد أو تعنت كما سمع عنه:" تفضل بني مارس ما تعلمته مع الرجل العجوز..."
ابتسم بهاء و قد استبشر خيرا و بدأ يسأل الرجل بعض الأسئلة الروتينية
أما رهف فكانت تجلس في بيت أمها في المدينة قرب المشفى يقتلها القلق تنتظر مكالمة بهاء لها لتعرف نتيجة المقابلة ، كبرت وانتقلت إلى المدينة وتعلمت و أصبحت طبيبة ولكنها رغم كل ذلك لا تستطع مخالفة جدها واعمامها رغم عيشها مع أمها و خالها...
لا تستطع أن تخون ذكرى أبيها و تتزوج دون موافقة أهله لذلك تصبر حتى تنال ،وقفت خلف النافذة وهي تنظر إلى السماء التي بدأ الليل يلقي بظلاله عليها وأردفت بتساؤل :"تٌرى هل كتب الله لي أن انال؟...."
***********
أنهى بهاء الجلسة التي لم تكن سوى حديث بسيط مع الشيخ مع وعد بزيارة أخرى الاسبوع المقبل و بينما هو في سيارته في طريق عودته إلى المدينة التي لا تبعد كثيرا عن بلدة أهل رهف رن هاتفه و كان عمرو يطمئن عليه فأخذ يقص عليه ما حدث في المقابلة و بينما يحدثه كانت نعمة تتصل هي الأخرى و ما أن رأى رقمها عمرو حتى أردف لصاحبه:"اغلق الأن بهاء و أنا في انتظارك في المقهى سأرد على أمي..."
أغلق مع صاحبه ورد على نعمة التي ألقت عليه سلاما ليس كسلامها المعتاد فأردف هو بريبة:" ماذا بكِ أمي هل حدث شيء؟..."
كانت قد عرفت من يمنة أن راشد في طريقه إليهم ليطلب عنان و رغم أنها لا تهاب أحد إلا أنها خافت من حماتها و زوجها حين يعلمان انها افشت ما حدث رغم أن غالية شددت عليها ألا تقول....
فقالت لعمرو :" هناك شيء قلته وغالبا ستحدث من وراءه مشكلة كبرى..."
ارتسمت على وجهه الشاب علامات الإنتباه و أردف بجدية و هو الأدرى بأمه حين تقول ذلك:" ماذا فعلتي أمي ؟...."
قصت عليه كل ما حدث و هو يستمع إليها بغيظ وما أن انتهت حتى أردف هو بضيق :"لماذا فعلتي ذلك أمي كم مرة قلت لكِ لا تنقلين الكلام حتى لا تتسببين في كارثة ....
استقام من بين الناس و سار بعيدا حتى خرج من المقهى و أردف: لما تظنين السوء؟ بالفعل عنان كانت في بث مباشر بالأمس على صفحتها على الفيسبوك و انا شاهدته وكانت بالفعل تصور البلدة من سطح بيتنا..."
شعرت بالخزي فأردفت بضيق:"ما حدث حدث وانتهينا ومن ادراني أن الأمر سيصل إلى خالك و يفعل ما فعل ؟ ..."
قال لها بتأنيب :"و هل عنان عليها غبار لتشكي فيها؟..."
قالت بسرعة:"لا طبعا وانا قلت لعمتي هكذا حتى قلت لها لأثبت سلامة نيتي أنني اريد عنان لك..."
"نعممممممم ..... قالها عمرو بصوت عالٍ مستنكر حتى أن بعض الشباب المتواجدون في المقهى انتبهوا له فأردف بصوت منخفض ولكنه حاد: ماذا تقولين أنتِ تعرفين رأي لما تتحدثين باسمي أمي ولما الاحراج من ادراك أنني أريدها أو سأوافقك على هذا و لما تدخلي في عداوة مع خالي و هو يريدها لابنه؟.."
قالت له موضحة:"أنا أعرف هي لن توافق بتمام ثم أردفت بصوت أعلى: أليس أفضل من أن يأخذها شخص من خارج أبناء عمها ألستم انتم أولى بها من الغريب؟؟..."
شعر عمرو بشياطين الدنيا تتقافز امام وجهه فأغمض عينيه يتمالك نفسه حتى لا ينطق بلفظ ما و أردف:" و هو يجز على أسنانه: أمي أنا لن اتزوج عنان ولا غير عنان ولن اتزوج من البلدة كلها صمت قليلا ثم أردف و عينيه تتقدان : وغالبا لن أعود ما دام الوضع سيظل هكذا ثم أردف دون أن يسمع ردها :سلام الان لدي عمل هام...." ثم اغلق الهاتف...
**********
بعد أن علمت حليمة من يمنة بما حدث اضطرت الأولى أن تقص لزوجها ما حدث بالأمس على السطح و بالطبع غضب يونس من ابنته ووبخها بشدة لأنها وضعتهم في هذا الوضع ،منذ سنوات و سطح البيت مكان محظور على البنات ،رغم الثقة في كل البنات وفي معتصم إلا أنهم وضعوا هذا القانون حتى لا يحدث مثل ما حدث.....
و لم يمر وقت طويل حتى كان راشد يجلس في المندرة يطلب يد عنان للمرة الثانية من يونس الذي كان يجلس مع ابن عمه وبجواره زكريا من جهة و يحيى من الجهة الأخرى فقال يونس:" أنت طلبت مني الطلب بالأمس فقط يا راشد لما جئت تطلبه ثانية؟..."
قال راشد وهو يظن أنه بذلك سيحرج يونس:" اسمع يا يونس بعيدا عن انك ابن عمي و نسبك يشرفني و لكن عنان في النهاية هي زوجة ابني الراحل و أحد اخوته هو الاولى بها و الصراحة انا أريد أن انهي الموضوع في أقرب فرصة ..."
مط يونس شفتيه ثم أردف:" عنان لا توافق...."
انتقدت عيني راشد و أردف:" كيف يعني لا توافق هل سألتها و قالت لا؟..."
قال يونس بصراحة:" نعم ..."
قال راشد بمهادنة :" هي فقط غاضبة مما حدث مؤخرا ولكن دعني انا اتحدث معها و أنا سأقنعها وإن كان اعتراضها على تمام شخصيا فهناك كامل تختار من تريد..."
قال زكريا بحنق وهو الأدرى بنوايا راشد الحقيقية:" تقنعها بماذا ؟ قال لك لا تريد هل هي ارث تتنقل من ولد لولد عندك ؟.."
ناظر راشد زكريا بغيظ و أردف:" كن محضر خير يا زكريا ولا تنسى النسب الخاص بيني و بينك على وجه الخصوص..."
قال زكريا بوجه جامد:" لا تخلط الاوراق ببعض... البنت تقدم لها عدة أشخاص في الايام الأخيرة ولها أن تختار من بينهم لما تريد أن تفرض عليها أحد أبناءك؟..."
اعتلت الصدمة وجه راشد و أردف :"من تقدم لها؟.."
قال زكريا الذي عرف من أخيه كل التفاصيل :"على سبيل المثال عادل ولد حسان إلى جانب اختك التي تريدها لعمرو..."
جز راشد على أسنانه وهو يتمتم بلا صوت بسبة وقحة على نعمة ثم أردف محاولا الظهور بشكل متماسك:" تمام او كامل أحق بها من عمرو ومن عادل هذا..."
قبل أن ينطق أحدهم بكلمة أخرى كان صوت غالية يعلو من عند باب المندرة المفتوح على باحة البيت ليدوي صداه وهي تقول:" عنان لن تتزوج لا من أحد أبناءك راشد ولا بعمرو ولا غيره....."
استقام يحيى بسرعة ليمسك يد جدته و ساعدها في دخول المجلس فأردفت و جميع الأنظار تتعلق بها :"عنان تقدم لها عريس منذ فترة وانا وافقت وهو أحق واحد بها و لم أقل احتراما لسنوية المرحوم ثم بعدها انشغلنا في حادث معتصم...."
كانت عنان و وصال و مودة و هاجر ويسر ينظرن جميعا من النافذة المطلة على المندرة من شقة يونس وما أن نطقت غالية جملتها حتى اتسعت أعين البنات ونظرن إلى بعضهن نظرات متسائلة
في حين قال يونس بتساؤل لأمه التي جلست على المقعد المقابل لراشد:" من أمي الذي طلبها منك؟...."
قالت بصوت عال ثابت كالحجر :"معتصم طلبها مني وأنا وافقت.....
ثم أردفت بنظرة ثاقبة ليونس: هل ستجد لها افضل من معتصم؟...."
اتسعت عيني راشد في صدمة.....
و ابتهج قلب يونس بفرحة ......
و رفع زكريا حاجبا واحدا بدهشة......
أما يحيى فأردف لنفسه بسخرية دون أن يبدو عليه شيء:" هي إذن عنان الحبيبة المجهولة....."
أما البنات بالاعلى فكن ينظرن إلى بعضهن بدهشة خاصة عنان التي تجمدت في مكانها و لم تُحرك ساكنا
*********
في بيت صالح
بعد أن تناول صالح الطعام مع زوجته و أبناؤه و أحفاده في جو عائلي دافىء لا يخلو من صخب الأطفال قامت مريم لتغسل الصحون بينما كانت ليلة تعد الشاي لصالح و يوسف وحاتم الذي كان يلعب مع الصغار لعبة على هاتفه
كان صوت التلفاز عاليا حتى أن صالح لم ينتبه لصوت هاتفه الذي كان يرن حيث تتصل به غالية لتطلعه على ما يحدث في البيت مع راشد حيث كان مندمجا مع البرنامج اليومي الاخباري بينما يوسف الجالس على الأريكة المقابلة مندمج في الحديث مع سندس على الواتساب ، لقد أصبحت مكالماتهما اليومية لا غنى عنها....
ابتسم على مزحة قالتها قبل أن يٌغلق معها قائلا:"دقائق فقط وأعود انتظريني.."
واستقام واقفا فقال صالح وهو ينظر إليه من تحت نظارته :"ألم نتفق أنك لن تتسكع اليوم و ستجلس معنا جلسة عائلية؟.."
ابتسم يوسف ابتسامته المشاغبة و رفع حاجبيه مشاكسا والده الذي لا يعرف لما يستمر هذا الولد في صبيانيته هذه وأردف :"لن أخرج ليس لدي طاقة للخروج اليوم سأدخل لأستحم الجو حار جدا...."
ترك يوسف والده و دخل حجرته و ترك الهاتف على الفراش ثم أخذ منشفة من الخزانة و دلف إلى الحمام و هو يدندن بكلمات أغنية من أغانيه المفضلة في الوقت الذي دلفت فيه مريم إلى الحجرة لتبدل ملابسها التي ابتلت من غسل الصحون....
أغلقت الباب و أخذت عباءة نظيفة من الخزانة و بدلت ملابسها و وقفت أمام المرآة تصفف شعرها في الوقت الذي وجدت هاتفه مٌلقى على الفراش و يومض برسائل متتالية.....
و لا تعرف لما مع ومضات الهاتف ومض بريق غريب في عينيها ، و شعرت بوهج يشتعل في صدرها و ضربات قلبها قد ازدادت قليلا بشىء من الترقب.....
أهو شعور الأنثى الذي يشبه الرادار فينبهها عند أي بادرة من بوادر الخيانة؟
أم شعورها هي بعدم انضباطه في الأيام الماضية ؟
أم هاتفه الذي لا يتركه من يده و بالصدفة أصبح أمامها ؟
تقدمت من الفراش حتى جلست على طرفه و مدت يدها و أخذت الهاتف الذي لا زال يومض برسائل فلمحت اسم سندس فتحفزت كل حواسها دفعة واحدة و بالطبع كان الهاتف برمز للدخول و بالطبع هي لا تعرفه فأخذت تجرب عدة أرقام بشكل عشوائي كتاريخ ميلاد يوسف أو تاريخ زواجهما و كلما وضعت رقما و فشلت في فتح الهاتف كانت تتفتت غيظا فهي تعرف إن عاد ورأها فلن تعرف من هذه التي تراسله....
ضغطت تاريخ ميلاد زياد فلم يٌفتح فشعرت بالغضب أكثر فلم يتبقى إلا تاريخ ميلاد جنة فضغطت الرقم بأنامل متوترة فَفٌتِح الهاتف معها....
دخلت بسرعة إلى الواتساب لتجد سندس لا تزال تراسله خاصة وقد وجدته متصلا فظنت أنه عاد
كانت كل ذرة في كيانها ترتجف و هي تقرأ الرسائل القديمة التي تمتلىء بالمودة و الفكاهة و كلمات الغزل الصريح وهي تشعر أن بداخلها بركان سينفجر....
لاحظت سندس أن يوسف متصل و لايرد فكتبت "يوسف لما لا ترد إن كنت لست متفرغ نغلق ...."
بعد أن شاهدت مريم محتوى الرسائل السابقة عادت مرة أخرى لأخر الرسائل لتجد رسالة سندس الأخيرة فكتبت لها دون تفكير
"يوسف لا يرد لأنني لست يوسف....."
ثم أتبعتها برسالة أخرى سريعة
"انا زوجة يوسف..."
تلتها برسالة
"أم لم تكوني تعرفي بأنه متزوج؟..."
انفجر بركانها بالفعل وأخذت ترسل رسائل متتالية بسرعة جنونية لتصطدم سندس بالمكتوب وهي متسعة العينين دون رد.....
"أريد ان أفهم ألم تجدي من يربيكِ و يعلمكِ الأدب حتى لا تتحدثين مع رجل متزوج؟.."
"أم أنكِ بنت من بنات الشوارع كالقطط الضالة التي ترافق أي ذكر تراه؟..."
سقط الهاتف من يد سندس فوق فراشها الوثير ووضعت كلتا يديها فوق فمها فهذا الكلام أول مرة يقوله لها أحد....
أما يوسف فكان قد أنهى حمامه وخرج ليجد مريم تجلس على طرف الفراش وتمسك بهاتفه فاقترب منها بعد أن أغلق باب الحجرة و بنظرة واحدة لعينيها الغاضبتين كبحرٍ هائج و لأسنانها التي تصطك ببعضها خمن ما حدث فأردف وهو يسحب الهاتف من بين يديها بخفة:"ماذا حدث؟..."
دخل على الدردشة مباشرة و احتدت نظرته حين رأى ما كتبته فأردفت هي بصوتٍ عصبي عالٍ و هي تستقيم لتقف أمامه ندا بند :"الذي حدث يا رجل الافعال لا الأقوال أنك تستطيع القول جيدا ولكن ليس مع امراتك حلالك ... حلالك تفعل معها ما تريده أنت و تستكثر عليها الأقول.... أطلقت ضحكات ساخرة عصيبة متقطعة و أكملت :حٌلو الحديث كله وجدته الآن في هذه الدردشة ثم صاحت بصوتٍ عالٍ :من سندس هذه؟..."
بضغطة زر واحدة كان قد مسح الدردشة كلها ثم نظر إليها نظرة حادة قائلاً:"كيف تسمحين لنفسك أن تفتحي هاتفي و تفتشيه؟.."
اتسعت عينيها غضبا و أردفت:"هل كل ما تفكر فيه كيف سمحت لنفسي بفتح هاتفك؟... ثم صاحت بصوتٍ عالٍ سمعه كل من بالخارج رغم ارتفاع صوت التلفاز: و أنت كيف سمحت لنفسك بقول هذه الكلمات لامرأة غيري؟..."
قال لها بعصبية:"ماذا قلت أنا؟... هاتي لي كلمة واحدة خارجة قلتها؟؟.."
صاحت بصوتها العالي:"يا قمر ... يا جميل ... صباح الخير على عيونك ...وجهك الأحلى ...كل هذه الكلمات لا تعد غزلا؟ثم أردفت بعينين مشتعلتين بالغيرة: متى قلت لي هذا الكلام ؟ كلما طالبتك بقول كلمة حلوة تقول لي (ثم قلدت نبرته بسخرية لاذعة) أنا رجل أفعال مالي أنا بالأقوال..... "
كان صالح و ليلة قد غلبهما القلق رغم انهما اعتادا على شجار يوسف مع مريم ولكن صوتهما العالي جعل صالح يتخلى عن صمته فدلف إلى الحجرة بعد أن طرق بابها ليجدهما كثورين هائجين أمام بعضهما و قامت خلفه ليلة أما حاتم فظل بالخارج مع الأطفال الذين شعروا بالخوف من الصوت العالي.....
قال صالح بحزم:"ماذا يحدث هنا...."
"لا شىء أبي نقاش عادي...."
قالها يوسف لينهي الأمر فنظرت إليه مريم بتحدي و أردفت و هي تسحب الهاتف من بين يديه و تفتحه قائلة لعمها:"بل يوجد عمي ....البيه يتحدث مع فتاة تٌدعى سندس و يغرقها بحلو الكلام...."
نظر صالح إلى ابنه نظرة حادة فقال يوسف ببرود وهو يضع يديه في جيبي بنطاله:"لم يحدث..."
صاحت فيه بغضب :"بل حدث... ثم قالت لصالح: انظر يا عمي...."
اتسعت عينيها دهشة حين لم تجد أثرا للرسائل على الواتساب،فنظرت إليه بدهشة و جنونها قد تزايد و أردفت بخفوت :"أين الرسائل؟.."
لم يرد عليها و حاول سحب الهاتف من بين يديها و لكنها أخفته خلف ظهرها وقالت لعمها الذي يقف لا يفهم شيء:"كان يٌحدث امرأة و بينهما حوارات و مسح كل شيء..."
نظر صالح إلى ابنه بلوم ومثله فعلت ليلة فأردف يوسف ببرود :"يٌخيل إليها ...."
صاحت فيه بصوت أقل حدة ولكنه أعمق :"يخيل إلي؟... لماذا مجنونة أنا ؟.. ثم جزت على أسنانها وفي ثانية واحدة ألقت بالهاتف على مرآة الزينة لتتهشم المرآة و الهاتف معا .....
اتسعت عيني يوسف وهما تطلقان شررا و ما أن هم بالاقتراب منها حتى وجد جسد والده الصلب بينه و بينها وأردف صالح بصوت عال حازم و بنبرة لا نقاش بعدها :"اخرج من هنا ..."
جز يوسف على أسنانه ثم أردف بغيظ :"أنت بذلك تمردها علي.."
قاطعه صالح وهو يشير بسبابته للخارج بصوت جهوري:"قلت اخرج من هنا...."
ناظرها يوسف بنظرة خطرة ثم تحرك خارج الغرفة و في طريقه وجد زياد وجنة يقفان متجمدان بجوار الحائط و يبدو الذعر في ملامحهما فتركهما و صعد إلى الأعلى و هو يصارع ذباب وجهه و خلفه ليلة التي أخذت الصغار في حضنها تهدىء روعهما و جلست بهما في الخارج.....
بعد قليل
كان صالح يجلس في الغرفة مع مريم بعد أن حاول أن يهدىء قليلاً من غضبها و أردف قائلاً بهدوء:"لأول مرة أراكِ تفقدين أعصابك بهذه الصورة مريم ...."
اعتدلت في جلستها وأردفت بصوت مبحوح من أثر الصراخ:"و ما فعله لا يستدعي عمي؟ لقد مسح المحادثة إذن يعلم أنه مخطىء فلم يترك دليل لأدانته ليس هذا فحسب بل اتهمني أيضا بالجنون هل ترى أن غضبي غير مبرر؟.."
قال لها صالح بنبرة محايدة:"هو أخطأ و أنتِ أخطأتي بعصبيتك فضيعتي حقك كما رأيتِ ..."
قالت له و صدرها يعلو ويهبط انفعالا و كل كلمة رأتها في المحادثة تمر أمام عينيها:"أنا حقي ضائع منذ زمن و أنا من أتغاضى عنه...."
"لذلك مريم أريدك أن تتعاملي مع يوسف بطريقة أخرى غير طريقتك العصبية هذه و اندفاعك ،يوسف ابني و أنا أعرفه أكثر من أي شخص...."
قالها صالح ناصحا لأنه شعر أن بالفعل حياتهما معا أصبحت مهددة فأردفت هي بنظرات متسائلة:"أي طريقة هذه عمي التي تريدني أن أتبعها بعدما عرفت أنه يحدث امرأة..."
قال صالح بهدوء "تجاهليه... لا تعطيه اهتماما زائدا...لا تجعليه يشعر أنه محور حياتك..."
نظرت إليه بحيرة ... كيف يقول لها هذا الكلام و يوسف في النهاية ابنه ،مهما كان يحبها كابنة أخيه ولكن المفترض أن يحب ابنه أكثر و لايقويها عليه هكذا
شعر صالح بنظراتها الحائرة فأردف بنظرة ثاقبة:"كما قلت لكِ أنا أعرفه جيدا و مادام طبعه لا يتغير فالحل أن تغيري أنتِ طريقتك ..."
قالت له بنفس النظرات الحائرة :"كيف؟..."
قال لها و هو يضع يده على كتفها بحنان:"إذا كان لديكِ ضرس يؤلمك بشدة ماذا ستفعلين؟..."
قالت هي بلا تفكير وأنفاسها تعلو وتهبط انفعالا:"سأخلعه ...."
زفر زفرة حارة ثم قال لها بنظرة عين خبيرة:"و إن كٌنتِ لا تستطيعين الحياة بدونه ماذا تفعلين؟..."
"ماذا أفعل؟...." قالتها وحيرتها تتضاعف حتى شعرت أنها تدور في دوامة من الحيرة و الألم و الضياع فأردف هو بحكمة شبيهة لحكمة غالية
"تعالجيه من الجذور.....لكِ سنوات تتعاملين مع يوسف بأسلوب فماذا لو غيرتِ اسلوبك و بدأتي في البحث عن علاج جذري ماذا ستخسري؟ ..."
"تقصد أن يوسف يحتاج اسلوب آخر في التعامل وعلي أن أبدأ في تجربة ما تقوله و إما نجح معه و إما لا ؟..."
"نعم...."
شعرت مريم في هذا الوقت أنها تجلس وحيدة في قارب في عرض البحر ، أمواج ترفعها وأمواج تلقي بها في القاع ....
حياتها مع يوسف عند هذه النقطة لن تستطع تحملها ولكن هل كلام عمها مضبوط ؟
أيجب عليها أن تغير أسلوبها معه وتعطيه فرصة أخيرة و إما اكتملت حياتهما معا للنهاية وإما انتهت للأبد ؟
لا لن تكون فرصة.....
بما يقوله عمها سيكون رهانا و إما كسبته و إما صارت من الخاسرين....
نهاية الفصل
أتمنى ينال اعجابكم وهنتظر انطباعاتكم بإذن الله سواء على الفصل ده أو على الرواية ككل لإني ملاحظة نسبة كبيرة متابعة بصمت فياريت أعرف رأيكم


Heba aly g غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-08-21, 06:46 PM   #500

اللؤلؤة الوردية
 
الصورة الرمزية اللؤلؤة الوردية

? العضوٌ??? » 414871
?  التسِجيلٌ » Dec 2017
? مشَارَ?اتْي » 722
?  نُقآطِيْ » اللؤلؤة الوردية is on a distinguished road
افتراضي

روعة روعة روعة يا هوبة فصل عظمة صحيح

حل غالية لموضوع عنان ومعتصم حل حكيم جدا وقطعت كل الألسنة به ولن يستطيع أحد أن يتكلم بعدها.

يوسف ومريم.... هوبة أنا أعشق طريقتك بحل المواضيع والمشاكل ومنتظرة حلك لمشكلتهم وتطوراتها،

طريقة معرفة مريم وردها على سندس كانت موفقة جدا وأعتقد سندس راح تنسحب بعد كلام مريم إلي واجهتها به خاصة أنها إبنة عائلة وليست إبنة شوارع،

كلام صالح تحفة فعلا يوسف محتاج تغيير جذري بالتعامل معه ومحتاج يحس أنه سيفقدها حتى يفيق من اوهامه.

سلمت يداك منتظرة الفصول القادمة بشوق


اللؤلؤة الوردية غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:28 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.