آخر 10 مشاركات
ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          جعلتك إنساناً- قلوب أحلام زائرة - للكاتبة الواعدة( دينا عادل*) مكــتمـلة &الروابط * (الكاتـب : دينا عادل* - )           »          482 - خفقات مجنونة - ميشيل ريد ( عدد جديد ) (الكاتـب : Breathless - )           »          406 - ضياع - سارة كريفن (الكاتـب : monaaa - )           »          على أوتار الماضي عُزف لحن شتاتي (الكاتـب : نبض اسوود - )           »          سجل هنا حضورك اليومي (الكاتـب : فراس الاصيل - )           »          أسيرتي في قفص من ذهب (2) * مميزة ومكتملة* .. سلسلة حكايات النشامى (الكاتـب : lolla sweety - )           »          رهينة حمّيته (الكاتـب : فاطمة بنت الوليد - )           »          الخلاص - سارة كريفن - ع.ق ( دار الكنوز ) (الكاتـب : امراة بلا مخالب - )           »          كوابيس قلـب وإرهاب حـب *مميزة و ومكتملة* (الكاتـب : دنيازادة - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > القصص القصيرة (وحي الاعضاء)

مشاهدة نتائج الإستطلاع: ما رأيكم باسلوب القصة؟
رائع 0 0%
جيد 0 0%
مقبول 1 100.00%
المصوتون: 1. أنت لم تصوت في هذا الإستطلاع

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 12-04-21, 03:03 PM   #1

دولـي
 
الصورة الرمزية دولـي

? العضوٌ??? » 482424
?  التسِجيلٌ » Dec 2020
? مشَارَ?اتْي » 4
?  نُقآطِيْ » دولـي is on a distinguished road
Icon26 جنّية الجسر



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حبيت أشارك بوحدة من قصصي كأول مشاركة
يا رب تعجبكم


.
.
.

الموج الهائج كان يضرب من تحتها دون هوادة، مرة تلو أخرى محاولاً تحطيم الصخر، ينحسر وينحسر حتى لتظنّه قد هدأ ثم يرتفع ويضرب من جديد.

من فوق الجسر الحديدي وقفت رانيا مرخية يديها على سوره، وبشرود راحت تحدّق لتلك الأمواج وضرباتها العاتية بالصخور التي رغم ذلك تأبى أن تتزحزح من مكانها، ما جدوى هذه المقاومة إن كانت ستستسلم وتتحطم يوماً ما؟! ما جدوى الصمود إن كانت نهايته دوماً هزيمة؟!

اشتدت قبضتيها على السور أولاً بسبب غضبها ثم ليأسها الذي بات يلتهمها شيئاً فشيئاً، لقد تمّ اتهامها بشيء لم ترتكبه وطُردت من عملها، في لحظة واحدة خاصمها الجميع وتخلّى عنها خطيبها دون أدنى تفسير كذلك، أيمكن أن تكون الحياة أقسى من ذلك؟!
رفعت صوت أفكارها بالمكان، وعلى نحو غير متوقع أتاها الجواب من الناحية اليسرى:
لأن الحياة عبارة عن معركة منذ الأزل، ما دمنا أحياء فيجب أن نقاتل.. لا حل آخر!

لم تكد رانيا تسمع ذلك حتى استدارت بسرعة ليتناثر شعرها البني من حولها، وفي ضوء العمود الخافت رأت فتاة تبدو مختلفة عن أي فتاة رأتها من قبل، بشعرها الوردي المنسدل حتى خصرها وفستانها الأزرق المنفوش الذي يصل إلى ما فوق ركبتيها، وقد كانت تحمل في يدها اليمنى عصا قصيرة ذات كريستالة زرقاء بينما على رأسها طوق من الأزهار الملونة، بدت وكأنها جنّية خرجت من بين صفحات القصص الخيالية!
وللحظة طويلة بقيت رانيا تحدّق بها وعيناها العسليتان متسعتان بدهشتها، هذا شيء.. لا يمكن، لا وجود للجنّيات في عالم الواقع!

أغمضت عينيها ثم فتحتهما ولكن تلك الجنّيه ظلّت في مكانها تبتسم وكأنما قرأت أفكارها، وأخيراً وجدت رانيا صوتها لكي تسألها بنبرة ضعيفة مرتبكة:
هل.. أنتِ جنّية؟!

ازدادت ابتسامة الجنّية لتربكها أكثر وأجابت بغموض:
من يدري؟

ثمّ بخفة على أطراف حذائها الكريستالي الشفاف تقدّمت حتى أصبحت أمام تلك البائسة وعادت لتقول ببطء مركّزة على كلماتها:
أعلم أن الأمر صعب عليكِ.. لكن لا شيء بهذا العالم يستحق أن تدفعي حياتك لأجله، لا أشخاص ولا ضغوطات ولا أحزان، أنتِ أغلى وأهم من كل ذلك!

أطرقت رانيا برأسها وأجابت بألم:
لقد خسرتُ ولم يبقَ لي شيء!

- كلا.. أنتِ لم تخسري، ما دمتِ على قيد الحياة فيمكنك المحاولة مرة تلو الأخرى حتى تصلين إلى ما تريدينه، استسلامك هو الخسارة الوحيدة أتفهمين؟

مرت لحظة قصيرة من الصمت وأدركت الجنّية بأن كلماتها لم تصل إلى قلب تلك البائسة، ليس وهي تنظر إليها بتلك الطريقة، لذا تقدمت بضع خطوات ووضعت يدها على كتفها ثمّ أضافت بحماس يشع من عينيها الزرقاوين:
ماذا إذا ألقيت عليك تعويذة تحقق لك ما تريدين؟!

شيء ما مرّ بتلك العينين العسليتين.. كان سريعاً، ولكن الجنّية أدركت بأن هناك لمعة حماس قد مرّت بهما، ظهر ذلك في صوت الفتاة وهي تسألها ببطء لتتأكد:
تحقق لي.. ما أريد؟!

هزت الجنّية رأسها قائلة بحماس:
بالطبع.. أقوى تعويذة حظ عرفها العالم، ستيسّر لك كل أموركِ وتحقق لك أحلامكِ...

إلا أن رانيا قاطعتها فجأة وقد ضاقت عيناها بشك:
أنتِ لن تطلبين مني بيع روحي للشيطان أليس كذلك؟!

ضحكت الجنّية رغماً عنها وأجابت:
لا بالطبع لا .. والآن هل توافقين؟

لم تكد رانيا تؤمي برأسها حتى تراجعت الجنّية خطوتين إلى الخلف، ورفعت عصاها السحرية لتلوّح بها وهي تنطق قائلة:
دوغرا ماغرا.. الآن فليرافقك الحظ ولتتغلبي على كل مشاكلك وتحققي حلمك الكبير!

أهي تتخيل أم أن هناك وميضاً أزرقاً سطع من تلك العصا؟! بينما ختمت الجنّية جملتها الطويلة بابتسامة رقيقة جعلت رانيا ترمقها بشيء من الاستنكار وتعلّق بشك:
هكذا.. ببساطة!!

- بالضبط!!
- هل تمزحين معي؟!!
- يمكنك ألا تصدقيني ولكن هذه من أقوى التعويذات، وحين يأتِ الغد سترين أن كل شيء قد تغير، ابذلي ما بوسعك.

. . .

كلّ هذه الذكريات قد عادت لتطفو فوق أفكارها من جديد وهي تتوجه بعد أيام لمقابلة عمل في إحدى شركات التصميم الفني، ترى هل سيتحقق ما قالته الجنّية؟ وهل ستكون ناجحة مشهورة؟!

جلست مع الكثير من المتقدمين في صالة واسعة، وقد كان هناك جو من التوتر يخيّم على المكان، لكن رانيا لم تكن قلقة قط.. بالأحرى لم تجد الوقت لتقلق أو تتوتر لأن تفكيرها كان في أمر آخر تماماً، وقد أجابت على كل سؤال يطرح عليها بهدوء وثقة عالية وقامت بكل التصاميم التي طلبوها منها ثم غادرت دون أن تتوقع شيئاً كعادتها.
لهذا أبت أن تصدق أذنيها حين اتصل بها أحد العاملين في الشركة بعد يومين وأخبرها بأنّها قد تمّ قبولها ويمكنها البدء فوراً من الاسبوع القادم، أيعقل أن يكون هذا بسبب التعويذة؟ أهذا.. ممكن؟؟!!

رغم أن هذا قد لا يبدو منطقياً لأي أحد ولكن رانيا صدقته من كلّ قلبها، ربما لأنها كانت تتوق إلى كلّ ما كانت تمتلكه ذات يوم وفقدته، أي شيء يجعلها تتشبث بسور هذه الحياة ولا تقفز، فبدأت تهتم بنفسها وعملها، وازدادت ثقتها بعد أن فقدت الكثير منها، حتى ثيابها وتصاميمها قد أصبحت مبهرجة ملونة بعد أن كانت بلون كئيب! ولم يكد يمضِ عام واحد حتى كانت الأهم في عملها والأسطع نجماً، وقامت بإنشاء شركتها الخاصة، لقد صارت ناجحة ومشهورة!

ورغم فرحتها وانشغالها الشديد إلا أنها لم تنسَ تلك الجنّية وتعويذتها، فعادت إلى ذلك الجسر من جديد ولكن هذه المرّة لتشكرها فهي من جلبت الحظ والسعادة إلى حياتها، سارت حتى منتصفه ثمّ لمحتها واقفة هناك بجانب السور وشعرها الوردي الطويل يتطاير في الهواء البارد، هادئة وشاردة على غير كعادتها، لم تلبث أن التفتت نحو رانيا التي اقتربت قائلة:
جئتُ لأشكرك...

لكن ما إن رأت ذلك الشحوب بوجه الجنّية حتى اتسعت عيناها بصدمة، أكانت هكذا دوماً أم أنها تلاحظ هذا الآن؟! لكم بدت مرهقة وهناك بقايا دموع بعينيها، أي شخص سيدرك أنها كانت تبكي منذ قليل، فتحت فمها لتسألها ولكن الجنّية سبقتها حين تكلمت مجيبة عن سؤالها الذي لم تنطقه:
أتعلمين؟ في هذا الجسر مات أناس كثيرين وأنا قد فقدتُ أخي الصغير قبل عامين بهذا المكان تحديداً، ومنذ ذات اليوم بتّ آتي إلى هذا الجسر لأمنع كل من يريد القفز وأحميه من قرار اتخذه في لحظة يأس، ما دمتُ هنا فلن أترك أحداً يموت بهذا الجسر.. هكذا عاهدتُ نفسي!

أذهلتها تلك الكلمات بقدر ما تحمل من تناقض، وجعلتها تشعر بالأسى والحزن عليها، تلك التي تمنح النور والأمل ليست بسعيدة، ولم تستطع أن تحمي أخاها الصغير، أي سخرية وأي منطق هذا؟! لكن مهلاً.. أليست جنّية؟ لماذا إذن لا يمكنها أن تلقي تعويذة على نفسها وتكون سعيدة؟ لماذا لا تستخدم تلك العصا السحرية؟! لمّا واجهتها أجابت الجنّية وهي تهزّ كتفيها بكلّ بساطة:
لأنني مجرد فتاة عادية.

- ولكن هذه العصا وتعويذتك قد جعلتني أحقق كل أحلامي وأحصل على ما أريد، إن لم يكن هذا سحراً فماذا إذن؟!
قالت رانيا ذلك وهي تشير إلى العصا بيد الجنّية التي وجدت نفسها تبتسم رغم الدموع في عينيها وتجيب وكأنها تشرح لطفل صغير:
لا أنا.. ولا تعويذتي ستجلب لك ما تريدين إن لم تحاولي ذلك بنفسك، هذه هي التعويذة، ففي النهاية لا ينجح إلا من ظلّ صامداً في مواجهة قسوة الحياة.

ونظرت إلى الأسفل لتتسع ابتسامتها بشيء من الرضا، حيث كان الموج قد ملّ وتوقف عن ضرب الصخر!
. . .


دولـي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:57 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.