21-05-21, 03:02 AM | #1 | |||||||||
| بكم بعت أخيك؟؟؟ بكم بعت أخيك؟؟ في إحدى السفريات، ذهبنا خلال موسم الصيف إلى إحدى القرى الجبلية السياحية المجاورة لمدينتي لنتمتع ببرودة الجو ولطافته. وأنا أتمشى في أزقة القرية، فإذا بي أسمع رجلا طاعنا في السن يروي مثلا لبعض الشباب الجالسين حوله، والذي كان على شكل حوار بين شخصين. فأتاني الفضول، فتوقفت للاستماع: "قال الأول: بكم بعت أخيك؟ قال الثاني: بعته بتسعين زلة. قال الأول: أرخصته !!" أصابني الذهول عند استماعي للمثل فكيف للأخ أي يبيع أخاه. ثم تأملت المثل جيدا، لأفكر في ذلك الأخ الذي غفر لأخيه تسعا وثمانين زلة ثم عند زلته التسعين تخلى عن أخوته، فإذا بي أوافق الشخص الأول على رأيه فلومه في محله، فبعد أن صبر على تسع وثمانين زلة ألم يكن بإمكانه أن يصبر على زلة أخرى، فالتسعون زلة لا تساوي قيمة أخيه فقد أرخصه حقا. حينها تبادر إلى ذهني الكثير من الأسئلة: فلو كنت في مكان الشخص الثاني هل كنت أبيع أخي بتسعين زلة فقط؟ أو بالأحرى هل أستطيع التحمل حتى الزلة التسعين؟ يا ترى كم يساوي أخي أو أخوك من الزلات؟؟؟ وماذا عن الأهل والأقرباء والأصدقاء؟ والزوج والزوجة؟ بل بكم يبيع أحدنا أمه أو أبيه من زلة؟ عدت إلى التأمل مرة أخرى، وهذه المرة في حال المجتمعات المعاصرة حيث تفككت الروابط الأسرية وأصبحت الصداقة عبارة عن صفقة، وأصبح ما يربط الأب بولده والأخ بأخيه هي مصالح متبادلة بين الطرفين، وأصبحت صلة الرحم عبارة عن مكالمة هاتفية لا تتعدى دقائق معدودة فقط من أجل إرضاء ضمائرنا. لقد صرنا في زمان كل شيء مباح، وكل شيء للبيع من دين وقيم ومبادئ وروابط. إن من يتأمل واقعنا اليوم، ويعرف ولو القليل من أحوال الناس وكيف انتشرت القطيعة بينهم، لوجد من باع صاحبه أو أخاه أو قريبه بل وحتى من باع أحد والديه بزلة واحدة فقط. بل الأكثر غرابة هو من باع كل ذلك بلا زلة أو ذنب بل من أجل مجرد شكوك أو ظنون أو حتى من أجل كلمات من نمام كذاب ناشر للفتنة والبغضاء فنسوا قول الله تعالى: {يأيها الذين آمنوا إذا جاءكم فاسق بنبإ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهلة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين} سورة الحجرات، الآية 6 أو قوله تعالى: {يأيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم ولا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضا أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه واتقوا الله إن الله تواب رحيم} سورة الحجرات، الآية 12. ويمر الوقت ونتساءل يا ترى هل يأتي زمن نتمكن فيه من استرجاع مبيعاتنا الماضية من الأصدقاء والأقرباء والأهل والإخوة ونعيد النظر بكم بعناهم وهل يستحق؟ ثم نكتشف أننا بعناهم بأباخس الأثمان وأننا لم نوفهم حقهم وبذلنا الثمين بلا ثمن. وهل من مجال لرفع سقف أسعار من لا زالوا قريبين منا؟ وهل سنتمكن من المحافظة عليهم؟ وما هي القيمة الحقيقة للأشخاص الذين نرتبط بهم؟ قرأت يوما قصة عن صديقين: تدور القصة حول صديقين كانا تائهين في الصحراء، فبدآ بلوم بعضهما البعض حتى احتد بهم الشجار، فقام الأول بصفع الثاني الذي حز ذلك بخاطره كثيرا، فكتب على الرمل "اليوم صديقي المقرب صفعني على وجهي". استمرا في المسير وسط الصحراء إلى أن وصلا إلى واحة جميلة تتوسطها بحيرة، فأرادا الاستحمام بها لكن الصديق الذي صفع علق في مستنقع الوحل فسارع إليه صديقه إلى إنقاذه. فكتب بعدها على إحدى الصخور بالواحة "اليوم صديقي المقرب أنقذ حياتي". فتساءل الأول" لماذا عندما صفعتك كتبت على الرمل؟ وعندما أنقذتك كتبتها على الصخر؟"، فأجابه "يا صديقي، حينما يؤذينا أحدهم علينا أن نكتب إساءته على الرمل لتمسحها رياح النسيان، وعندما يقدم أحدهم لنا معروفا فلابد أن نحفرها على الصخر حتى لا ننساها أبدا". لذلك يجب علينا حفر كل معروف قد صنع فينا حتى لا نبيع علاقاتنا مهما كثرة الزلات أو عظمت، فنتذكر دائما معروفا له في ذاكرتنا، وكلما قاربنا على بيع أحدهم، تذكرنا قول الله تعالى: {والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين} سورة آل عمران، الآية 134. فلا جدوى من قبلة اعتذار وندم على جبين ميت قد فارق الحياة، فحينها قد فات الأوان عن كل معتذر أو نادم مهما كان صادقا... لذلك علينا أن نسامح بعضنا ونغفر للآخرين زلاتهم ونحن لا نزال على قيد الحياة، فالحياة قصيرة جدا على أن نعيشها في حقد وكراهية وغضب، بل تستحق أن تعاش في تآخ ووئام وسلام... فلنمحي الخطأ لتستمر الأخوة بدل أن نمحي الأخوة من أجل الخطأ. | |||||||||
21-05-21, 06:40 AM | #2 | ||||
نجم روايتي
| إذا بلغك عن أخيك شيء تكرهه فالتمس له العذر فإن لم تجد له عذرا فقل : لعل لعه عذرا لاأعلمه موضوع قيم فالحياة قصيرة فلنعشها متسامحين متاحبين مهما بلغت أخطائنا ولنتسامح مهما أسأنا لبعضنا ولنحافظ على الصداقة لانها كنز ولانبعها بأبخس الأثمان أحيكي عن الموضوع فعلا قيم وله قيمة نحتاجها في حياتنا | ||||
21-05-21, 11:52 AM | #3 | ||||||||||
| اقتباس:
| ||||||||||
مواقع النشر (المفضلة) |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|