شبكة روايتي الثقافية

شبكة روايتي الثقافية (https://www.rewity.com/forum/index.php)
-   ارشيف الروايات الطويلة المغلقة غير المكتملة (https://www.rewity.com/forum/f524/)
-   -   ذكريات طفولة (https://www.rewity.com/forum/t482560.html)

maryam_el_abdallah 03-05-21 07:55 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

أعلم أني كتبت هذه المقدمة متأخرة لكن أن تصل متأخرا خير من ألا تصل أبدا، فهذه أول تجربة لي في الكتابة لذلك أرجو أن تتحلوا معي ببعض الصبر، فأنا لست بالكاتبة المخضرمة بل قد تجدون كتابتي ركيكة لذلك أتمنى أن تعذروني.
إن القصة كانت مجرد فكرة خطرت ببالي فترجمتها إلى الكلمات التي أمامكم، أعرف أن أسلوبي بسيط جدا فهذه تجربتي الأولى، لذلك أنتظر منكم النقد قبل المدح، فبالنقد نستدرك أخطاءنا ونصححها.
"ذكريات طفولة" بدأت بداخلي على شكل قصة صغيرة، لكني بعد كتابتها وجدت نفسي أني أريد أن أعطي المزيد فيها، فقررت ان أجعلها مجموعة قصصية تتضمن العديد من القصص الصغيرة التي تتمحور حول كيف أن الروابط الأسرية في وقتنا هذا أصبحت متفككة فكل منا أصبح لاه بحياته اليومية بعيدا عن الآخر.
فأشغل الآباء عن أبنائهم وأصبحت العلاقة التي تربطهم هي علاقة مادية، حيث أن الآباء عوضوا الوقت والحنان والأمان الأسري بما يسمونه ب "تأمين مستقبل أطفالهم" غير منتبهين بأن أبناءهم الذين يسعون لكسب المال من أجلهم يملؤون أوقاتهم، التي كان يجب على الآباء ملؤها بالإرشاد والتقويم الصحيح، بوسائل التواصل الاجتماعية التي يمكنها أن تدمرهم لما تحمله من مختلف المؤثرات السلبية على التربية السليمة للطفل، لا أنكر أن لها جوانب إيجابية لكن سلبياتها فاقت الإيجابيات لما تعطيه للأطفال، وخاصة المراهقين منهم اللذين يكونون في سن حرجة ويحتاجون إلى رعاية خاصىة في هاته المرحلة الانتقالية من حياتهم إلى وجود الوالدين من حولهم، من أمثلة سيئة ومضرة بالعقل مما يؤدي إلى ضياع تربية الطفل وانحرافه.
الفكرة الرئيسية بمجملها تتحدث حول ذكريات طفولة لطبيبة جراحة تمضي أغلب يومها في المشفى الذي تعمل به، لكنها دائما ما تفتقد الدفء الأسري، وكل يوم حنينها إلى الماضي يزداد مع مرور الوقت وتوسع الهوة بينها وبين أفراد عائلتها ابتداء من زوجها إلى أبنائها وأختيها اللتان أصبحت لهما حياة خاصة بعيدا عنها، لتبدأ فيما بعد بمحاولة لاسترجاع ما فاتها من وقت مع عائلتها وإعادة تنطيم حياتها من جديد.





الذكرى الاولى - الربوة






حل فصل الربيع أخيرا، تفتحت الأزهار وأثمرت الأشجار، وكان الجو بديعا جدا، يسر الناظرين.
كنت أنظر من النافذة للخارج، ولكني لا أرى سوى البنايات من حولي، فتذكرت طفولتي وكيف كانت حياتي آن ذاك التي رغم بساطتها إلا أنها كانت مليئة بالفرح والسرور،
لا أقول إني حزينة لكني لست سعيدة، ما يجعلني أشعر أكثر بالحياة هي تلك الذكريات التي لا تنسى.
ففي كل فصل ربيع كنا نحن سكان المنزل أو ما يسميه الناس "الدار الكبيرة"، منزل مكون من عدة غرف للكراء، لقد كانت لدينا غرفة وصالة صغيرة، وكان المطبخ والحمام مشتركين بين سكان المنزل.
رغم أن حياتنا كانت بسيطة ولكن لها طعم العائلة والجيرة.
وكالعادة ككل فصل ربيع، نجتمع نحن نساء الدار، فنتشارك في إعداد بعض المأكولات البسيطة، ونعد الشاي، ونصعد إلى الربوة التي تقع خارج البوابة الغربية للمدينة،
لكي نقضي المساء هناك.
الربوة هي المتنفس الوحيد في فصل الربيع لسكان مدينتنا وبالأخص الفقراء منهم،
فلا يسعنا الذهاب إلى البحر، فالمكان بعيد يحتم ركوب وسائل النقل وبالنسبة لنا الأثمنة غالية،
فمن أجل الجلوس قريب من البحر قد يكلفك ذلك عدة عملات معدنية، ولم يكن لدينا المال آن ذاك من أجل تبذيره في أمسية واحدة على البحر،
بينما الربوة هي بالمجان يمكن للكل الجلوس أين يريد دون مقابل.
في فصل الربيع تصبح الربوة كبحر أخضر موازيا للزرقة الغامقة للبحيرة التي تكون في هذا الوقت من السنة ممتلئة بطيور البجع،
وتزدهر في الربوة أشجار الزيتون بظلالها الكبيرة، ورائحة أزهار البرتقال تملأ المكان، وعند جنبات البحيرة، توجد أشجار الصنوبر العملاقة.
وتتفرق شقائق النعمان وتتفتح زهور الأقحوان في مختلف أرباع الربوة لتجعل المكان جنة من جنان الأرض، مظهرة إبداع الخالق.
تجهزت أنا وأمي وأختاي للذهاب، فساعدت أمي في حمل جرة الماء وبعض الفطائر البيتية البسيطة، بينما هي أمسكت بيد أختي حنان وحملت أختي الصغرى أحلام،
لقد كنت سعيدة جدا ذلك اليوم لأننا سنخرج من البيت بعد شتاء قارس جدا، والآن قد حل الربيع بحلته البهية.
كنت يومها ألبس تنورة قطنية باللون الوردي الفاتح مزركشة باللون الأحمر القاتم على شكل حبات كرز، ومعها ارتديت قميصا قطنيا أيضا باللون الأبيض المطرز بالأزرق السماوي، وفي الأخير ارتديت حذاء وجوارب بيضاء مشطت شعري وجعلته على شكل ظفيره، ثم ارتديت حجابي.
رغم صغري سني، فأنا لم أكن أتجاوز العاشرة من عمري لكن لطالما كان أبي رجلا متدينا، فما أن دخلت المدرسة الابتدائية حتى قرر أنه جاء الوقت لوضع الحجاب،
حتى أختي حنان التي تصغرني بثلاث سنوات فما أن دخلت المدرسة الابتدائية السنة الفارطة حتى وضعت الحجاب، رغم أننا ندرس في مدرسة للفتيات فقط.
وصلنا أخيرا إلى الربوة، واخترنا المكان الذي سنجلس فيه تحت شجرة زيتون كبيرة أعراشها متدلية،
وكان المكان قريبا من البحيرة حيث نرى القوارب وهي تعبر البحيرة ذهابا وإيابا، كان المنظر جميلا ويبعث راحة في نفوس الناظرين.
فرشنا الملاحف التي جلبناها معنا، وعلقت جارتنا المرجوحة على إحدى أغصان الشجرة ثم وضعنا أمامنا الطعام الذي أحضرناه معنا لنتناوله،
ولكن أحلام أصرت على تناول غزل البنات عندما رأت البائع المتجول الذي يقف أمام البحيرة حيث يقف كل الباعة المتجولون وأصحاب الأكشاك.
-إسراء، نادتني أمي.
-نعم يا أمي؟
-اذهبي مع أحلام واشتري لها غزل البنات.
-وأنا أيضا أريد واحدا، علقت حنان.
-لا يوجد لدي مال كاف، وما دامت أحلام أصغركن فهي من ستحصل على غزل البنات. اذهبي يا إسراء.
-هل يمكنني الذهاب معهما؟ سألت أحلام بعينين مترجيتين.
-حسنا يا حنان، ولكن بدون إحداث مشكلة.
ذهبنا نحن الثلاثة إلى بائع غزل البنات، وفي طريقنا إليه كان هناك الكثير من الباعة المتجولين، بين بائع للمكسرات، وآخر للمعجنات، وثالث ورابع للشاي الجاهز.
وآخر يفتح مطعما صغيرا يأكل فيه الناس بعد مأكولات السمك والمقبلات، أكشاك كثيرة لبيع المأكولات السريعة من ذرة مشوية ومقلية وبعضها للكستناء وكشك لبيع عصير قصب السكر،
وكان بجانبه كشك للبطاطا المقلية عل شكل شرائح دائرية، وكان أمام الكشك بعض الكراسي وطاولتين موضوعين للزبائن، كان الكثير من الناس تستطف أمام الكشك، وكانت رائحة البطاطا المقلية المرشوشة بالملح والفلفل الحار ثم يعصر عليها الليمون شهية جدا بالنسبة لنا كأطفال،
وكان كل من يشتري البطاطا يشتري معها عصير قصب السكر، ثم يقعدون على الكراسي الموضوعة.
لقد رأيت في عيون أختاي أنهن يردن شراءها، فذهبت للسؤال، لقد كانت بعملتين معدنيتين ونصف عملة، ففتحت يدي لأجد عملة معدنية واحدة.
كنت أعرف، رغم صغر سني أننا لا نملك الإمكانية لشراء شيء بهذا الثمن نظرا لحالتنا المادية.
لم يكن أبي سوى إسكافي بسيط يعمل من الصباح حتى المساء من أجل لقمة العيش، لقد كان أبي يمشي مسافة الساعة على رجليه لتوفير ثمن النقل من أجل كراء المنزل ودراستي أنا وأختاي.
فلطالما قالنا لنا أبي أنه يريد منا تحقيق أعلى المراتب في الدراسة لذلك هو يفعل كل هذا، فهو حرم من الدراسة بسبب الفقر، ولا يردنا أن نكون مثله بل نتعلم ونحقق أمانينا وأمانيه التي لم يستطع تحقيقها.
ولذلك لطالما حرصنا، نحن الأخوات، على دراستنا كي نفرح والدنا.
وقفنا كثيرا أمام الكشك ثم أمسكت يدي أختاي وقلت لهن:
-دعنا نذهب الآن، وعندما أكبر ويصبح لدي المال، سأشتري لوالدي ولكن الكثير من أطباق البطاطا الشهية وسنأتي كل فصل ربيع إلى هنا.
مرت السنوات بسرعة وها أنا الآن أجلس في مكتبي، في أكبر مركب استشفائي ببلادنا، أعمل فيه كطبيبة جراحة، وقد مرت أكثر من ثلاث وعشرين سنة على تلك الذكرى.
الآن لدي المال الكافي لشراء الكشك بأكمله، لكن لم يعد هناك وقت، ماتت أمي منذ سبع سنوات، وأبي منذ سنتين وقد كانت جنازته هي آخر مرة التقيت فيها بأخواتي فكل واحدة منا مشغولة بعملها وبنت منزلها الخاص بها بعيدا عن الأخرى.
فأنا أكاد أمضي يومي كله في المستشفى، وحتى أن زوجي طبيب في نفس المشفى الذي أعمل به، وحتى منزلنا الذي نادرا ما ندخله يقع في نفس حي المشفى، حتى أبنائي فقد مضى أسبوع على آخر مرت رأيتهم فيها.
أما أختي حنان فتعمل كأستاذة للتربية الاسلامية، يمر يومها بين المدرسة ومنزلها مع زوجها وأطفالها، هي الأحسن منا حالا وأكثرنا استقرارا.
وأما أحلام رغم أنها لم تتزوج بعد إلا أنها تعمل كمراسلة لإحدى المحطات التلفازية وكل شهر تسافر إلى بلد مغاير وقليلا ما تكون بداخل البلد.
الآن لدينا المال لكن ليس لدينا وقت لبعضنا بل لا نملكه حتى لأنفسنا، لتظل تلك أمنية لم تتحقق، وتضاف الذكرى لباقي ذكريات الطفولة.



روابط الذكريات

الذكرى الاولى ... بالاعلى
الذكرى الثانيه

غدا يوم اخر 04-05-21 05:56 AM

انتهت القصة؟
قصهة موثرة لها هدف ورسالة

maryam_el_abdallah 04-05-21 01:31 PM

شكرا عزيزتي على تشجيعك وأتمنى أن تكون نالت القصة إعجابك.
وإن شاء الله سيكون المزيد لكن لايمكنني تحديد توقيت القصة القادمة.

um soso 04-05-21 03:40 PM

اهلا بك في وحي الاعضاء
قصتك قصيره سانقلها للقسم المختص
ان شاء الله تعودي من جديد بمزيد من الابداع
بالتوفيق

maryam_el_abdallah 05-05-21 04:29 PM

رسالة
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة um soso (المشاركة 15475594)
اهلا بك في وحي الاعضاء
قصتك قصيره سانقلها للقسم المختص
ان شاء الله تعودي من جديد بمزيد من الابداع
بالتوفيق



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته






عزيزتي أم سوسو،
لم أتمكن من الحديث مع عبر بريدك الخاص وكلمت حاولت إرسالها يجيبني أن بريد الخاص قد وصل الحد المسموح به من الرسائل لذلك أرسل رسالتي انطلاقا من هنا.
لقد فهمت ما تحاولين قوله ولكنني لا أستطيع تعديل مشاركاتي بالمنتدى لذلك لا يمكنني مسح"الربوة" من العنوان.
أما بالنسبة لموعد العرض فسيكون كل يوم اثنين على الساعة الخامسة زوالا بتوقيت غرينتش بحول الله وقوته.



شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

um soso 05-05-21 04:39 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة maryam_el_abdallah (المشاركة 15476686)


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته






عزيزتي أم سوسو،
لم أتمكن من الحديث مع عبر بريدك الخاص وكلمت حاولت إرسالها يجيبني أن بريد الخاص قد وصل الحد المسموح به من الرسائل لذلك أرسل رسالتي انطلاقا من هنا.
لقد فهمت ما تحاولين قوله ولكنني لا أستطيع تعديل مشاركاتي بالمنتدى لذلك لا يمكنني مسح"الربوة" من العنوان.
أما بالنسبة لموعد العرض فسيكون كل يوم اثنين على الساعة الخامسة زوالا بتوقيت غرينتش بحول الله وقوته.



شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .


عذرا للتاخير بنقل الروايه كنت مشغوله بوضع سؤال اليوم في المسابقه الرمضانيه
انا عدلت العنوان واضفت الذكرى الاولى

هل الترتيب هذا يناسبك
او تريدين تغييره وتسميتها فصول وليست ذكريات

بلغيني كي اعدل كما تريدين

تدللين

maryam_el_abdallah 05-05-21 07:31 PM


بل أنا من يجب أن أعتذر على اشغالك معي وأشكرك على وقتك الثمين، أما بالنسبة للترتيب فلم أكن لأفعل أحسن من ذلك، وحتى أني أفضل كلمة "ذكرى" على كلمة "فصل" فهي أعطت القصة جمالية أكثر.
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

قصص من وحي الاعضاء 06-05-21 09:09 AM




اهلاً وسهلاً بك بيننا في منتدى قصص من وحي الأعضاء ان شاء الله تجدين مايرضيك موفقة بإذن الله تعالى ...


للضرورة ارجو منكِ التفضل هنا لمعرفة قوانين المنتدى والتقيد بها
https://www.rewity.com/forum/t285382.html

كما ارجو منك التنبيه عندما تقومين بتنزيل الفصول على هذا الرابط
https://www.rewity.com/forum/t313401.html

رابط لطرح اي استفسار او ملاحظات لديك
https://www.rewity.com/forum/t6466.html



هل الرواية حصرية لشبكة روايتي الثقافية ام هي غير حصرية؟ الرجاء الإجابة بحصرية او غير حصرية دون اضافات


بما ان التنزيل سيبدأ على العيد ف سيتم نقل مشاركتك إلى الشرفة


واي موضوع له علاقة بروايتك يمكنك ارسال رسالة خاصة لاحدى المشرفات ...

(rontii ، um soso ، كاردينيا73, rola2065 ، رغيدا ، **منى لطيفي (نصر الدين )** ، ebti )



اشراف وحي الاعضاء




كاردينيا الغوازي 06-05-21 09:13 AM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته





تم حذف موضوعك الثاني كما طلبتِ غاليتي في رسالة خاصة
لكن واجب تنبيهك لا يسمح بفتح اكثر من موضوع روائي في القسم
يجب ان تنهي رواية قبل ان تفتحي موضوع رواية جديد
ارجو منك قراءة قوانين القسم الموضوع بالمشاركة السابقة



تحياتنا

نبض21 07-05-21 04:14 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قصه جميله معبره وهادفه
الحياه دوما هكذا تعطيك شي لي تاخذ منك شي اخر
لا احد كآمل غيره جل جلاله.

الفتيات في القصه لم يجدا المال وعندما وجدا المال لم يجدا الوقت

دمتي بود عزيزتي انتمنى لكي الأفضل دوما في انتضار كل جديد

"تحياتي "


الساعة الآن 05:35 AM

Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.